Professional Documents
Culture Documents
البرلمان
البرلمان
تعريفه في اللغة:
ع ْليا في ال ُحكم الديمقراطي ،تتكون ِمن عدد ِمن النُّ ّواب ال ُم َم ِث ّلين عن ال َّ
شعب ،ويُ ْعرف كذلك باسم هيئة تشريعيّة ُ o
ي عضو في ال َب ْرلَمان ، مجلس النّ ّواب ،ومجلس األ ّمة ،ومجلس ال ّ
شعب ،والمجلس الوطن ّ
تعريف و معنى برلمان في قاموس المعجم الوسيط ،اللغة العربية المعاصر .قاموس عربي عربي
.1برلمان
أطلق هذا المصطلح على التشريع البريطاني الذي يرجع إلى سنة 1721وأخذ به العديد من الدول األخرى .وتعمل o
البلدان التي لديها برلمان بالنظام البرلماني عوض النظام الرئاسي .فتُش َّكل الحكومة من الحزب الذي لديه أغلبية
المقاعد في البرلمان ثم تكون لها السلطة التشريعية إلى أن تفقد أغلبيتها في البرلمان عن طريق االنتخابات أو عن
طريق تصويت سحب الثقة .
مصطلحات سياسية
المعجم :عربي عامة
.7بَ ْرلَمان
س ْل َ
طةَ الت َّ ْشري ِعيَّةَ. س األ َّم ِة أَعْضاؤُ هُ يُ ْنتَخَبونَ َ ،ويُ َمثِّلونَ ال ُّ
ب أ َ ْو َمجْ ِل ُ س ال َّ
ش ْع ِ َ :مجْ ِل ُ o
المعجم :الغني
.3بَ ْرلَمان
بَ ْرلَمان :- o
ع ْليا في ال ُحكم الديمقراطي ،تتكون ِمن عدد ِمن النُّ ّواب ال ُم َم ِث ّلين عن
جمع بَ ْرلَمانات ( :السياسة ) هيئة تشريعيّة ُ
ي -:عضو في شعب ،ويُ ْعرف كذلك باسم مجلس النّ ّواب ،ومجلس األ ّمة ،ومجلس ال ّ
شعب ،والمجلس الوطن ّ ال َّ
البَ ْرلَمان - ،االفتتاح الرسم ّ
ي للبرلمان.
المعجم :اللغة العربية المعاصر
.4بَرلَمان
برلمان o
البرلمان ،هو مقر التقاء النواب المنتخبين من قبل المواطنين في الدول الديمقراطية لممارسة السلطات الرقابية والتشريعية
التي يحددها دستور كل دولة .وأحيانا يطلق عليه تسميات مختلفة من دولة إلى أخرى فمثال يسمي أحيانا مجلس
الشوري أو مجلس األمة أو مجلس الشعب أو غيرها من التسميات العامة أو الخاصة.
ُعرف المجلس النيابي parliamentفي الحقوق الدستورية بأنه الهيئة التشريعية التي تجمع ممثلي الشعب ،وتقوم على
وي ّ
مبدأ الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وتعاونها ،وبحيث يكون الوزراء مسؤولين أمام المجلس النيابي
الذي يتولى سن القوانين ورقابة ميزانية الدولة وممارسة الصالحيات األخرى التي غالبا ً ما تحدد بدستور يرسم المبادئ
التي تقوم عليها الدولة وحدود سلطاتها الثالث واختصاصاتها وتعاونها.
تختلف سلطات ومهام البرلمان من دولة إلى أخرى إال أنها في معظمها تتفق في ممارسة السلطة الرقابية على أداء
الحكومة أو حتي سحب الثقة منها باإلضافة إلى سن القوانين وتعديلها وإقرار االتفاقات الدولية.
أفراد منتخبين ،بينما هناك برلمانات أخرى بها أعضاء منتخبون وأعضاء ُمعَيَّنون أو أعضاء يرثون عضويتهم.7
األصل
كان أول برلمان تم تأسيسه كان في أسبانيا في مملكة ليون في عام .1111
تم استخدام مصطلح برلمان ألول مرة في المملكة المتحدة في عام ، 1731وقد كان في السابق يكون هناك مجموعة من
المستشارين المقربين من الملك
كلمة برلمان أصلها من كلمة " "parlerالفرنسية وهى تعنى النقاش والحوار.3
http://cutt.us/jQvYm - 1
http://cutt.us/8QPrz - 2
http://cutt.us/QsfgP 3
أهمية وجود البرلمان
تشير المراجعة التاريخية الى تنوع الدوافع التي كانت وراء نشأة البرلمان وتطوره في مناطق العالم المختلفة .وقد أصبحت
تلك الدوافع في مجملها أساسا للوظائف التي تمارسها البرلمانات ،وهي التمثيل ،أو النيابة عن الشعب ،وبناء الدولة
القومية ،وتسوية الخالفات بين الفئات والقوى االجتماعية بالطرق السلمية وعن طريق مبدأ حكم األغلبية .ففي الكثير من
الدول الغربية ،ظهر البرلمان في إطار تحوالت اجتماعية واقتصادية واسعة ،ثم تدعَّم دوره مع ظهور طبقة وسطى مؤثرة
إبان االنتقال الى فترة الثورة الصناعية .وفي تلك المرحلة كان الدافع الرئيسي وراء تأسيس البرلمان هو تمثيل تلك الفئات
والقوى الناشئة ،بما يسمح لها بالتأثير في الحياة السياسية .ومع انتشار أفكار السيادة الشعبية والمواطنة والمساواة بين
المواطنين في الحقوق والواجبات ،واستحالة مشاركة كافة المواطنين فعليا في الحكم ،أصبح دور البرلمان هو تمثيل
مختلف فئات الشعب ،وممارسة تلك السيادة ،التي تمثلت في وضع القوانين أساسا .ومع تطور أفكار الحرية السياسية
وظهور األحزاب وتعددها ،أصبح البرلمان هو الساحة التي تتنافس فيها تلك األحزاب والتيارات السياسية ،وتسعى
.للوصول الى األغلبية ،وبالتالي تشكيل الحكومة
أما في الدول النامية ،فقد كان هناك دافع إضافي لتأسيس البرلمانات ،وهو بناء الدولة القومية ،وتأكيد الهوية الوطنية
المشتركة ألبناء الدولة الواحدة .فبعد التحرر من االستعمار ،واجهت معظم تلك الدول تحديات عديدة ،أبرزها طبيعة
الحدود السياسية التي اصطنعتها الدول االستعمارية قبل رحيلها ،فقسمت هذه المجتمعات الى وحدات متقاطعة ومتداخلة في
آن واحد ،وجعلت أبناء القومية الواحدة موزعين في عدة دول ،وأصبح على هذه الدول حديثة االستقالل تأكيد هويتها
المشتركة ،للحفاظ على تماسكها ومواصلة مسيرة نموها الشاقة .وكان البد من إنشاء مؤسسات سياسية تجسد تلك الوحدة
الوطنية ،وتعبر عن الهوية المشتركة ،وكان البرلمان من أهمها ،ألنه الهيئة التي يمكن أن تكون معبرة عن مختلف
الجماعات واألقاليم والفئات التي تنتمي الى نفس الدولة ،وبالتالي فهي المؤهلة إليجاد أرضية مشتركة بينهم ،وبلورة
مشاعر ومصالح وطنية تجمعهم .فكان تأسيس البرلمان خطوة أساسية لبناء الدولة القومية ،والحفاظ على تماسكها ،سواء
من االنقسامات الداخلية والحركات االنفصالية ،أو في مواجهة القوى االستعمارية ذاتها .ومن ناحية ثالثة ،نجد أن الدافع
وراء تأسيس البرلمان في بعض الدول قد يكون ،باإلضافة الى ما سبق ،هو تحقيق االستقرار االجتماعي بمعناه الشامل.
فهناك دول شديدة التعدد من النواحي العرقية والطائفية اللغوية والدينية والثقافية ،وتكون في حاجة ماسة الى وسائل تقلل
من فرص الصراع بين المواطنين ذوي االنتماءات المختلفة ،من أجل تحويل تلك التعددية الى مصدر ثراء وقوة .واليوم،
فإن تأسيس البرلمانات أصبح ركنا جوهريا في الحياة الديمقراطية ،ومرحلة الزمة في عملية التحول الديمقراطي ،وأصبح
تطوير العمل البرلماني مدخال لإلصالح السياسي ككل .أكثر من هذا ،فإن التحول االقتصادي واالتجاه الى نظام السوق
الحرة قد جعل من الضروري تحقيق تطور مواكب في الحياة السياسية ،الذي يبدأ من احترام الحقوق والحريات األساسية
للمواطن ،وخصوصا حرية المشاركة السياسية والتعددية الحزبية ،وينتهى بتشكيل حكومات نيابية ،عن طريق انتخابات
.حرة ونزيهة .وهذه كلها أمور تصب في صميم العمل البرلماني
وظــــائــف الـبـرلــمــان
تمارس البرلمانات عددا من الوظائف ،تتراوح في مجالها ونطاقها من دولة الى أخرى ،وذلك حسب اإلطار الدستوري
السائد وأسلوب توزيعه الختصاصات الحكومة ،وكذلك تبعا لمدى التطور الديمقراطي وقوة البرلمان وقدرات أعضائه.
وبوجه عام ،هناك نوعان من تلك الوظائف ،األول عام ،تمارسه البرلمانات كهيئة ممثلة للشعب ،كدورها في صنع
السياسات العامة وخطط التنمية ،والثاني فني ،وهو ما يعرف بالدور التشريعي والرقابي ،الذي تقوم به في مواجهة السلطة
التنفيذية .اما ابرز الوظائف فهي
الوظيفة التشريعية
تعد هذه الوظيفة من أهم وظائف البرلمانات ،تاريخيا وسياسيا .فمن الناحية التاريخية ،تجسدت قيم الديمقراطية في إنشاء
نظام للحكم يعتمد على تمثيل الشعب ،وتحقيق حرية المشاركة والمساواة بين المواطنين ،وارتكز هذا النظام على وجود
هيئة تقوم بدور النيابة عن هذا الشعب في تقرير أمور حياته .وبال شك ،فإن أهم أمور تنظيم حياة المجتمع هي وضع
القواعد التي يجب أن تسير عليها الكافة من أجل حماية قيم الحرية والمساواة .ولهذا ،فإن دور البرلمان األول أصبح هو
وضع تلك القواعد ،أي القوانين .واليوم ،تعتبر وظيفة التشريع أبرز ما يقوم به البرلمان ،حتى أن التسمية المرادفة للبرلمان
في مختلف الثقافات المعاصرة هي المؤسسة أو السلطة التشريعية .وبرغم أن المبادرة باقتراح القوانين وصياغتها في هيئة
مشروعات تأتي غالبا من جانب السلطة التنفيذية ،فإن ذلك ال ينفي دور البرلمان في مناقشتها وتعديلها قبل الموافقة عليها،
وكذلك اقتراح قوانين جديدة .ومن المهم معرفة أن القوانين ليست مجرد رخص وعقوبات يصدرها المشرع ،وإنما القانون
تعبير عن إرادة المجتمع وأولوياته ،التي يجسدها المشرع في صورة قواعد عامة تحكم التفاعالت بين األفراد والجماعات
وتنظم العمل والعيش المشترك بينهم .فالتشريع يأتي تاليا لوضع األولويات السياسية وتحديد مالمح السياسات العامة
المرغوبة ،وال يتم في فراغ ،ومن هنا ،نستطيع التحدث عن سياسة تشريعية .والذي يعبر عن تلك السياسة التشريعية هو
منظومة القواعد والقوانين الموضوعة وكيفية وضعها وطريقة إنفاذها .ومن المهم ،أيضا ،معرفة نطاق الوظيفة التشريعية
التي يمارسها البرلمان في إصدار القوانين .فالقاعدة العامة أن اإلطار القانوني له مكونات عديدة ،على رأسها الدستور ،ثم
القوانين ،واللوائح التنفيذية ،والقرارات الوزارية والتعليمات اإلدارية ،باإلضافة الى االتفاقيات والمعاهدات الدولية التي
توقع عليها الدولة .فبالنسبة للدستور ،فمرجعه األصلي هو الشعب ،ألن الدستور أعلى مرتبة من القوانين ،وهو الذى يعبر
عن القيم األساسية للمجتمع وطبيعة نظام الحكم ككل ،وبالتالي البد أن يكون للشعب الرأي المباشر فيه .أما دور البرلمان
فيتمثل في مناقشة تعديل الدستور .وبالنسبة لالتفاقيات والمعاهدات الدولية ،فإن السلطة التنفيذية هي التي توقع عليها ،ألنها
المتحدث باسم الدولة أمام العالم الخارجي ،ويكون دور البرلمان هو الموافقة على تلك االتفاقيات والمعاهدات قبل التوقيع
عليها نهائيا ،أو التصديق عليها بعد التوقيع فعال .وسلطة تصديق البرلمان على المعاهدات تجعله فاعال ومؤثرا في ترسيم
حدود النشاط الدبلوماسي للحكومة ،وخصوصا المعاهدات التي تؤثر على سيادة الدولة أو موارد المجتمع ،مثل معاهدات
التحالف أو التجارة أو القروض الكبيرة أو تعديل الحدود أو أراضي الدولة
ومن هنا ،تنصرف الوظيفة التشريعية للبرلمان الى وضع القوانين أساسا .وهذه الوظيفة هي التي تجعل البرلمان من أهم
سلطات الدولة ،باعتباره ممثل األمة وألنه الذي يسن القوانين ويعدلها ويلغيها ،ومن الضروري موافقته على كل
المشروعات والقوانين التي تقدمها السلطة التنفيذية .أضف الى ذلك أن تنفيذ سياسة الوزارة يتوقف عادة على ثقة البرلمان،
كما أن مبدأ الشرعية يقيد قدرة السلطة التنفيذية على تعديل هذه .وأن القوانين هي التي تحدد مجاالت النشاط الحكومي
القوانين من تلقاء نفســها ،وإن كانت تستطــيع -فقط -أن تحدد تطبيقها .كذلك ،فإن السلطة القضائية ال تطبق إال القوانين
التي تقرها السلطة التشريعية
سلطة الرقابة
هناك ثالث صور أساسية للرقابة ،يكمل بعضها البعض حتى تستقر الديمقراطية ويتحقق التوازن بين السلطات وكذلك
اإلرادة الشعبية للمواطنين .األولى هي الرقابة من البرلمان على الحكومة ،والثانية من الحكومة على البرلمان ،والثالثة من
الرأي العام على البرلمان .أما النوع األول من الرقابة ،فهي التي يمارسها البرلمان على الحكومة .وتعتبر تلك الرقابة
البرلمانية من أقدم وظائف البرلمان تاريخيا ،وأشهرها سياسيا ،حيث هو المسؤول عن متابعة وتقييم أعمال الحكومة .ولكن
عملية رقابة البرلمان على السلطة التنفيذية ال تتم بدون توازن في القوة السياسية بينهما ،حتى ال تنقلب الى سيطرة،
وتصبح السلطة التنفيذية خاضعة تماما للبرلمان ،وبالتالي ينهار مبدأ الفصل بين السلطات ،الذي هو أساس الحكومات
الديمقراطية وشرط االستقرار السياسي .ولهذا ،فإن عملية الرقابة تكون متبادلة ومتوازنة بين السلطتين التشريعية
والتنفيذية .فالرقابة البرلمانية وسيلة لحماية مصلحة الشعب ،ومنع االنحراف ،وااللتزام بالسياسية التنموية التي وافق عليها
البرلمان ،وااللتزام بالميزانية التي أقرها ،حفاظا على األموال العامة من الهدر .ويعتبر البرلمان سلطة رقابة سياسية على
السلطة التنفيذية تحاسبها وتراقب تصرفاتها وأعمالها وقراراتها ،ويستطيع البرلمان من خاللها التحقق من مشروعية
تصرفات السلطة التنفيذية وأعمالها ومدى استهدافها الصالح العام ،ويكون له مراجعتها وإعادتها الى الطريق الصحيح إذا
انحرفت .ومن ناحية ثانية ،فكما أن البرلمان يمارس وظيفة رقابية على الحكومة ،فإنه يخضع فى الوقت نفسه لنوع من
رقابة الحكومة عليه أيضا .فإذا كان أعضاء البرلمان يستطيعون اتهام الوزراء ،وسحب الثقة من الحكومة إذا ثبت االتهام
عليها ،فإن الحكومة قد تلجأ الى حل البرلمان وفقا لحاالت محددة .وفى هذه الحالة تطلب الحكومة من رئيس الدولة حل
البرلمان ،وإجراء انتخابات جديدة ،تسمى انتخابات مبكرة ،فإذا اختار الناخبون نفس أعضاء البرلمان تقريبا كان معنى
هذا أنهم يؤيدون البرلمان ضد الحكومة ،فيجب على الحكومة أن تستقيل ،أما إذا انتخب الناخبون برلمانا مختلفا ،فمعنى
هذا أنهم يؤيدون موقف الحكومة ،فتستمر في العمل .وهناك صورة ثالثة للرقابة ،وهي التي يمارسها الرأي العام على
البرلمان ذاته .وقد تكون تلك الرقابة االجتماعية على البرلمان موسمية أو تكون دائمة .فاألولى تتم عند تشكيل البرلمان،
وتتمثل في موقف الناخبين تجاه أعضاء البرلمان وقت االنتخابات ،حيث يعتبر تجديد اختيار األعضاء نوعا من الرقابة
الدورية التي يمارسها الرأي العام على البرلمان .أما الرقابة الدائمة فتتم طوال فترة عمل البرلمان ،ويمارسها المجتمع من
خالل وسائل اإلعالم ،سواء على أداء األعضاء أو قوة البرلمان ككل ،وهي نوع هام جدا من الرقابة الشعبية على
البرلمان .وفى الحقيقة ،فإن الصورة األولى للرقابة ،أي من البرلمان على الحكومة ،تعتبر مقياسا هاما لكفاءة البرمان
ومؤشرا عـلى درجة الديمقراطية في المجتمع
فالمقصود بالرقابة البرلمانية ،إذن ،هو دراسة وتقييم أعمال الحكومة ،وتأييدها إن أصابت وحسابها إن أخطأت .وتتنوع
صور العالقة الرقابية بين البرلمان والسلطة التنفيذية في النظم الديمقراطية ،ففي بعضها يقوم البرلمان بانتخاب رئيس
الوزراء او قيام االكثرية النيابية بتسميته وبالتالي يستطيع عزله (أي سحب الثقة منه) ،وفي البعض اآلخر ال يستطيع
البرلمان ذلك ،كما هو الحال في النظام األمريكي .ولكن ،على الرغم من غياب تلك الصفة بالنسبة للكونغرس األمريكي،
والنظم الرئاسية والتي تأخذ بمبدأ الفصل الواضح بين السلطات عموما ،يظل للبرلمان القدرة على الرقابة والعمل
باستقاللية بعيدا عن تدخل السلطة التنفيذية .وألن الرقابة البرلمانية عملية متعددة األبعاد ،فهناك وسائل متعددة أمام النواب
لممارسة مهام الرقابة على الحكومة منها المناقشات المستمرة والعميقة للميزانية ،والرقابة واإلشراف على العمل الحكومي
وتوجيه األسئلة للوزراء عن أمور تتعلق بعملهم .ويعود الثقل في الوظيفة الرقابية في نظر المجتمع وأعضاء البرلمان الى
عدد من األمور التي أملتها التطورات السياسية ،وأهمها
هيمنة الحكومة على صنع السياسات العامة ،فهي مصدر معظم التشريعات ،وهي التي تمتلك القدرة على التنفيذ ،وهي -
المخولة بوضع اللوائح التنفيذية للقوانين ،وتمتلك القدرات الفنية واإلدارية وقواعد المعلومات الالزمة لصنع وتنفيذ السياسة
أن التوازنات السياسية والحزبية في البرلمان قد تحد من قدرته على توجيه الحياة السياسية وصنع السياسات العامة،
السيما في ظل وجود تكتل أو أغلبية حزبية كبيرة مؤيدة للحكومة ،وبالتالي تصبح الرقابة أهم الوسائل المتبقية أمام
المعارضة للتأثير في السلطة التنفيذية.
الوظيفة المالية :
حصلت البرلمانات على سلطتها المالية عبر مرحلة صراع طويل مع الحكومة منذ القرن التاسع عشر ،حتى أصبحت تلك
السلطة من أهم مصادر قوتها في مواجهة الحكومة .وتتمثل السلطة المالية للبرلمان في دراسة حجم نفقات الدولة التي
تقدمها الحكومة في مشروع الموازنة ،واتخاذ الوسائل الضرورية لتغطية العجز المالي في الميزانية ان وجد سواء عن
طريق الضرائب أو طرق أخرى
صنع وإقرار السياسة العامة:
مع تضخم دور السلطة التنفيذية في ظل التقدم الصناعي وتزاحم العمل الحكومي ،بحيث أصبحت اإلدارات التنفيذية أكثر
انشغاال وتعقيدا في مهام الحياة اليومية وتفصيالت األداء اإلداري ،برز دور البرلمان في التأثير على السياسة العامة ،نظرا
لما يتمتع به من قدرة على التعبير عن المطالب الشعبية وأولويات الرأي العام
http://cutt.us/8yl54 - 4
منشأ البرلمان
إنكلترة
برلمان إنكلترة:
وما ينبغي ذكره هنا أن النظام البرلماني الذي عدّت إنگلترة مهدا ً له مر بتطورات تاريخية عديدة حتى ظهر بمظهره
الحالي .وعلى الرغم من أنه لم يوجد فيها دستور مدون فعليا ً فإن غالبية القواعد التي يقوم عليها النظام قد بنيت على قواعد
عرفية تتصل بنظام الحكم حتى قامت في ذهن الهيئات العامة الحاكمة وضميرها ،فدرجت على استعمالها حتى أصبحت
قواعد دستورية ملزمة ،كما أن هنالك أيضا ً بعض القواعد القديمة المدونة التي عدت أيضا ً قواعد دستورية ،ومنها العهد
الكبير Magna Cartaوقانون توارث العرش ،وقانون البرلمان هذا الذي كان في أصل نشأته مكونا ً من كبار رجال الدين
وكبار األشراف فقط والذي انتهى التطور فيه إلى انقسام البرلمان إلى مجلسين منفصلين :مجلس يضم طبقة األشراف
ورجال الدين وهو ما يطلق عليه مجلس اللوردات ، House of Lordsوالمجلس الثاني يضم نواب المقاطعات والمدن
وهو ما يطلق عليه مجلس العمومHouse of Commons.
ومنذ صدور قانون البرلمان في ،1911وتقلص اختصاص مجلس اللوردات أصبح مجلس العموم يعد الهيئة النيابية التي
تمثل الشعب البريطاني ،ويتم اختيار جميع أعضاء هذا المجلس عن طريق االقتراع العام المباشر السري الذي يحق
للذكور واإلناث الذين بلغوا الحادية والعشرين من عمرهم .ويتم الفوز في المعركة االنتخابية على أساس األغلبية النسبية
وليس على أساس األغلبية المطلقة ،ولمدة نيابية مقدارها خمس سنوات ،وهذا المجلس هو صاحب الوظيفة التشريعية
فعلياً ،وكذلك فإن تكوين الوزارة بكاملها واستمرارها بتولي شؤون الحكم إنما يرجع إلى مجلس العموم ،وذلك الختيار
رئيس الوزراء ،وغالبية الوزراء من بين أعضاء هذا المجلس لضرورة استناد الوزارة القائمة على ثقة المجلس ،أما
مجلس اللوردات فيتألف بطريقة معقدة لكونه من آثار العهود الماضية ولذلك يعد ممثل األرستقراطية البريطانية التي
التزال قائمة على الرغم من تطور الظروف ،ويتكون أعضاؤه في قسم منهم عن طريق الوراثة وقسم عن طريق التعيين
وقسم صغير يمثلون اسكتلندا عن طريق االنتخاب.
فرنسا
أجرت فرنسا تعديالت مهمة في دستور الجمهورية الخامسة الفرنسية بعد التعديل الدستوري لعام ،1962حيث أصبح
يعرف نظامها بأنه نصف رئاسي أو نصف برلماني ،وبعد أن مرت فرنسا بتجارب عديدة في إقرارها لنظامها البرلماني
يمكن القول إن هذا التعديل حافظ من ناحية على كثير من صفات النظام البرلماني الجوهرية كثنائية السلطة التنفيذية
ومسؤولية الحكومة السياسية أمام البرلمان وحقها في حل هذا األخير ،وعلى النقيض فهو يأخذ من ناحية ثانية بمبدأ اختيار
رئيس البالد باالنتخاب العام المباشر من قبل الشعب ،وعمل على تقوية السلطة التنفيذية التي تفوقت على زميلتها األخرى
في ميدانها األصيل أال وهو الميدان التشريعي ،وتمثل التطور الجديد للنظام البرلماني الفرنسي ـ عالوة على تقوية السلطة
التنفيذية كأصل عام ـ في اختالل نظام ثنائية الجهاز التنفيذي ،حيث أصبح لرئيس الدولة الدور الرئيسي الفعال بعد أن
كانت الوزارة في ظل النظام البرلماني التقليدي السابق تتمتع بهذا الدور ،األمر الذي جعل بعض الفقهاء الفرنسيين
البارزين يقول :إن دستور الجمهورية الخامسة قد نزع نحو النظام الرئاسي حتى بات مبدأ ثنائية الجهاز التنفيذي ،مجرد
واجهة شكلية يتنافى في موضوعه مع طبيعة النظام البرلماني ،ويميل باتجاه النظام الرئاسي الذي يجد مثاله الحي في
نظام الواليات المتحدة األمريكية.
الواليات المتحدة
قام نظام البرلمان في الواليات المتحدة األمريكية على مبدأ فصل السلطات ـ وذلك بتوزيعها على هيئات متعددة ـ فإنه
يتميز باستقالل كل هيئة عن األخرى إلى أقصى درجة ممكنة؛ األمر الذي ال يحقق التعاون بين هذه الهيئات؛ فرئيس الدولة
هو صاحب السلطة الفعلية في ميدان السلطة التنفيذية ،وهو رئيس الحكومة في الوقت نفسه؛ مما يستتبع عدم وجود رئيس
مجلس وزراء ،ويعد الوزراء معه مجرد أداة لتنفيذ سياسة الرئيس وله أن يجبرهم على ذلك ،وهم فرديا ً مسؤولون أمامه،
كذلك فإنه ال يوجد تعاون بين السلطات ،فالسلطة التشريعية تستقل بمباشرة اختصاصاتها عن السلطة التنفيذية التي تستقل
بدورها في ممارسة اختصاصها عن السلطة األولى ،ويجري اختيار رئيس الدولة عن طريق انتخاب الشعب له ،وبذلك
يستمد سلطته من الشعب مباشرة وليس من البرلمان ،ويمر انتخاب الرئيس بأربع مراحل مختلفة ومعقدة ،وعلى أساس
النظام الحزبي الثنائي وعلى درجتين ،وتتكون السلطة التشريعية من مجلسين يطلق عليهما الكونگرس، Congress
ويتكون الكونگرس في ظل الدستور من مجلسين هما مجلس الممثلين (النواب) House of representativesالذي يمثل
الشعب األمريكي ،أي أفراد الشعب السياسي للدولة بأكمله بأن يوزع النواب على الواليات على أساس التقسيم العددي
لسكانها ،ويشترط في النائب أو الممثل أن يكون بالغا ً من العمر 71عاماً ،وأن يكون أمريكي الجنسية منذ سبع سنوات
على األقل ،ومجلس الشيوخ The Senateالذي يعد أنه المجلس الذي يمثل الواليات األمريكية؛ إذ تقوم كل والية بانتخاب
عضوين اثنين بغض النظر عن أهمية الوالية من ناحية المساحة أو عدد السكان ،ويشترط في العضو أن يكون بالغا ً من
العمر 33سنة على األقل ،ومتمتعا ً بالجنسية األمريكية منذ تسع سنوات ،وأن يكون مقيما ً في الوالية التي تقوم بانتخابه،
ولهـذا المجلس رجحان في بعض االختصاصات على مجلس النواب ،من ذلك مثالً أن رئيس الجمهورية األمريكية ال يحق
له تعيين الوزراء وكبار العاملين في الدولة وال إبرام المعاهدات أو إعالن الحرب أو إقرار الصلح إال بمشورة مجلس
الشيوخ ورضاه ، advice and consentوزاد من تقرب مجلس الشيوخ إلى السلطة التنفيذية أن رئيس هذا المجلس هو
نائب رئيس الواليات المتحدة األمريكية وإن كان هذا األخير ال يتمتع بحق التصويت في المجلس إال في حال تعادل
األصوات.1
النظام المجلسي
النظام المجلسي يعني أن المجلس أو الجمعية assemblyالتي تتجلى فيها إرادة الشعب بكليتها هي التي تشترع وتحكم ،بل
إذا اقتضى األمر تقضي مبتعدة بذلك عن نظام الفصل بين السلطات ،ويظهر هذا النظام عادة في ظل أوضاع ثورية عندما
تتركز القدرة في مجلس متجانس بآرائه ،يسيره حزب منظم ،كما حصل في فرنسا في عهد الكونڤنشن Convention
عام ،1793وكما حصل في سوريا بعد تسلم الرئيس الراحل حافظ األسد للسلطة في 11تشرين
http://cutt.us/VtCFU - 5
الثاني/نوڤمبر 1970حيث عين جمعية من ( )113عضوا ً تمثلت فيها مجموعة أحزاب ومنظمات شعبية إضافة إلى حزب
البعث العربي االشتراكي ،فوضعت دستورا ً دائما ً لسوريا تمت الموافقة عليه عن طريق االستفتاء في 17
آذار/مارس ،1973والذي أناط السلطة التنفيذية برئيس الجمهورية يعاونه الوزراء ،كما أناط السلطة التشريعية بمجلس
الشعب الذي تألف حينها من ( )191نائباً ،ينتخبون عن طريق االقتراع الشعبي المباشر من قبل جميع المواطنين البالغين
11سنة من العمر ومدة المجلس أربع سنوات ،وقد نص الدستور على أن الجمهورية العربية السورية دولة ديمقراطية
اشتراكية (مادة )1وأن حزب البعث العربي االشتراكي هو القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية ،وأن
مجلس الشعب يتولى السلطة التشريعية ،وهو ينتخب ألربع سنوات وأن عضو مجلس الشعب يمثل الشعب بأكمله،
وأعضاؤه يتمتعون بالحصانة طوال مدة والية المجلس ،ويتولى المجلس اختصاصات ترشيح رئيس الجمهورية بناء على
اقتراح القيادة القطرية ،ويجري االستفتاء على اختياره بدعوة من رئيس مجلس الشعب ،ويتولى المجلس سلطة إقرار
الق وانين ومناقشة سياسة الوزراء وإقرار الموازنة العامة وخطط التنمية وإقرار أهم المعاهدات واالتفاقات الدولية وإقرار
العفو وحجب الثقة عن الوزارة أو أحد أعضائها.
ويطبق اليوم النظام المجلسي في سويسرا استنادا ً إلى دستور 1848حيث تنحصر السلطة العليا في الدولة بالجمعية
الفدرالية التي تقسم إلى مجلسين :المجلس الوطني ومجلس الدول (الواليات) ويقوم أمام الجمعية ،والمجلس الفدرالي
Conseil fédéralسلطة تنفيذية ،على شكل هيئة جماعية ينتخب أعضاؤها من قبل الجمعية ومن تيارات مختلطة لمدة
أربع سنوات ،ورئاسة المجلس دورية يتعاقب عليها سنويا ً أحد أعضائه لتصريف األعمال اإلدارية ،وتمثيل االتحاد
السويسري تجاه الدول األجنبية بوساطة البعثات الدبلوماسية ،ويتصف النظام السويسري باستقرار كبير ،فليس للبرلمان أن
يقيل أعضاء المجلس الفدرالي وليس لهؤالء حتى أن يستقيلوا أو أن يعتزلوا مناصبهم قبل انتهاء واليتهم ،إضافة إلى
مراعاة الدستور السويسري لكثير من خصوصيات المناطق والشعوب التي تتكلم ثالث لغات رسمية ،وتمارس في بعض
الواليات الصغيرة أسلوب الديمقراطية المباشرة.
النظام البرلماني
أما النظام البرلماني الذي حاولت كثير من الدول العربية تطبيقه بعد حصولها على استقاللها فإنه اليعني مجرد وجود
البرلمان المنتخب من قبل الشعب على اختالف صوره ،فالبرلمان موجود في النظام الرئاسي ،وكذلك في بعض األنظمة
الملكية ،ولكن البد لوجود هذا النظام وتسميته بالبرلماني من توفر بعض الصفات األخرى التي يمكن إيجازها من خالل
تعريف النظام البرلماني المشار إليه أعاله ،والذي يتجزأ فيه الحكم إلى عنصرين أو هيئتين إحداها الحكومة بمعناها
الضيق ،أي الوزارة المسؤولة سياسيا ً أمام البرلمان والتي تملك حق حل هذا األخير ،وتعني ثنائية السلطة التنفيذية وجود
رئيس دولة ورئيس وزراء ،أما دور رئيس الدولة فقد أصبح في البرلمانات الكالسيكية شكليا ً شرفياً ،فالرئيس يجسد األمة
بإصدار القوانين وتوقيع المراسيم والمصادقة على المعاهدات الدولية ،كما أنه يسمي رئيس الوزراء والوزراء ،ويعلن حل
البرلمان إذا اقتضى األمر بناء على اقتراح رئيس الوزراء ،ولكن هذه الصالحيات يقوم بها بصورة شبه آلية ،حتى إنه إذا
اختلف مع الوزارة فما عليه إال أن يرضخ أو يستقيل ،علما ً إن استقالة رئيس البالد تعدّ عمالً خطيرا ً ومن طبيعة خاصة،
وفي كل األحوال يمكن لرئيس الدولة في النظام البرلماني أن يكون ملكا ً وراثياً ،كما هي الحال في بريطانيا ،أو رئيسا ً
للجمهورية كما هي الحال في إيطاليا أو لبنان مثالً .وبذلك يالحظ أن النظام البرلماني قد جمع بين الملكية والجمهورية
وبين الليبرالية والمحافظة ،وأسهم في إفراغ الملكية في بعض البلدان من محتواها عن طريق تحويل سلطاتها الفعلية إلى
الوزارة مثل إسبانيا بلجيكا إلخ..
وتختلف الدول باختالف أنظمتها الدستورية في أمور تكوين مجالسها النيابية واختصاصاتها ،حيث آثر بعضها نظام
المجلس الواحد unicameralالذي تسند إليه السلطة التشريعية ضمن األصول الدستورية والقانونية المحددة ،في حين آثر
بعضها اآلخر األخذ بنظام المجلسين ،وهناك فوارق عديدة بين نظام المجلس النيابي الواحد ونظام المجلسين، bicameral
وأبرز ما تظهر المغايرة بين المجلس الواحد وبين المجلسين في األمور المتعلقة بتكوين كل منهما وفي اختصاصاته ،فمن
حيث التكوين يتم ـ كأصل عام ـ تشكيل المجلس النيابي الواحد بأكمله عن طريق االنتخاب ،وفيه يتكون المجلس جميعه من
أعضاء منتخبين ،كما هي الحال في سورية ولبنان وتونس إلخ ..وذلك عن طريق االنتخاب السري والمباشر ووفق النظام
الذي يقرره القانون والشروط التي يتطلبها مراعاة بعض االعتبارات ،ومنها على سبيل المثال :أن يكون المرشحون في
سوريا ضمن فئتين :فئة (آ) وتخصص المقاعد فيها للعمال والفالحين وفئة (ب) لبقية المواطنين ،وأن يتم توزيع حسب
الطرائق المعترف بها قانونا ً إلخ…
على أنه يمكن ـ وبصورة استثنائية وخاصة جدا ً ـ أن يتشكل المجلس النيابي عن طريق الجمع بين مبدأ االنتخاب ومبدأ
التعيين ،وهذا ما كان قد أخذ به الدستور الموقت للجمهورية العربية المتحدة المتكونة من اتحاد سوريا ومصر عام،1958
وما أخذ به دستور جمهورية مصر لسنة . 1921أما تكوين المجلسين فإن األنظمة تختلف بشأنه ،وغالبا ً ما يتم تقريرها في
الدساتير التي تعتمدها الدول والتي تتنوع فيها طرق اختيار أعضاء مجلس الشيوخ أو األعيان ،فتكون الغالبية العظمى في
بعضها بهذا المجلس وراثية مخصصة بالوراثة لطبقة معينة من الطبقات ،كما هي الحال في مجلس
األعيان في األردن حيث نصت المادة 41من الدستور االردني على أن يكون عضو مجلس األعيان من إحدى الفئات التي
ذكرتها هذه المادة ،وكما في مجلس اللوردات في إنجلترا الذي سوف ترد اإلشارة إليه الحقا ً ،كما تلجأ بعض الدساتير في
تكوينها مجلس الشيوخ إلى الجمع بين مبدأ االنتخاب ومبدأ التعيين كما كانت الحال في دستور مصر لعام .1933
كذلك يختلف تكوين المجلسين من ناحية عدد األعضاء وعمرهم في كال المجلسين أو عمر ناخبيهم ومن ناحية مدة
العضوية.
ثم هنالك فرق أساسي في اختصاص المجلس النيابي الفردي واختصاص المجلسين ،فالوظيفة األساسية المعروفة للبرلمان
كأصل عام تتمثل في الوظيفة التشريعية التي تتركز كما سلف في اقتراح القوانين وفي تقريرها ،بحيث يستحيل إصدار
القانون إال بعد إقراره ،أي بعد الموافقة عليه من البرلمان.
ونظام ازدواج المجلسين يستتبع كأصل عام أن يكون لكل منهما الحق في مباشرة الوظيفة التشريعية ،فيكون ألعضاء كل
مجلس حق اقتراح القوانين ،فال يقتصر هذا الحق على مجلس دون آخر كما يجب من ناحية أخرى موافقة المجلسين على
مشروعات القوانين وإقرارها من كل منهما ،بحيث إذا أقر أحد المجلسين مشروع قانون فإنه من الواجب إقراره من
المجلس اآلخر ،وتكون موافقة كل منهما ضرورية إلتمام العملية التشريعية ،لكن بعض التشريعات تعمل على تمييز
المجلس األول المنتخب بالكامل على المجلس اآلخر في مجال الوظيفة التشريعية على اعتبار أنه المجلس األكثر تمثيالً
للشعب ،ويبدو أن اختالف الدول في األخذ بنظام المجلس الفرد أو نظام المجلسين غالبا ً ما يرتكز على عوامل ومبررات
تاريخية وعملية ،فنظام المجلسين ال غناء عنه لدول االتحاد المركزي ،وهو غالبا ً ما يبرر بأنه يرفع مستوى الكفاية داخل
البرلمان ويعمل على اإلجادة التشريعية ويمنع استبداد المجالس التشريعية ويخفف من حدة النزاع بين السلطة التنفيذية
والتشريعية .أما مبررات المجلس الفرد فترتكز على مقوالت ،منها أن السيادة غير قابلة للتجزئة وأن نظام المجلس الفردي
يقضي على االنقسام داخل السلطة التشريعية ويسرع في إصدار التشريعات الالزمة وفي تبسيطها.
وتجدر اإلشارة إلى أن المسؤولية الوزارية هي حجر األساس في النظام البرلماني ،وهي ال تقتصر فقط على نقطة إقالة
الوزارة واستقاللها بل تتعداها الى اختيار الوزارة الجديدة ،إذ يشارك البرلمان في هذه العملية ،ومشاركته تأخذ صورتين:
فإما أن يوافق مقدما ً على اختيار رئيس الوزراء الذي يعود فينتقي وزراءه ،وإما أن يصوت على الثقة بالوزارة بعد
اختيارها وقبل ممارستها أعمالها ،وإما بالطريقتين معا ً كأن يصوت على اختيار الرئيس ،ومن ثم على الثقة بالوزارة بعد
تشكيلها ،وهكذا فإن أركان النظام البرلماني في الفقه الدستوري ومن خالل مجمل أساليب ممارسة تجاربه تدور حول
عنصرين أساسيين :ثنائية الجهاز التنفيذي ،أي وجود رئيس دولة ووزارة ،وتعاون السلطات التي يحكمها الدستور
والقانون وهي السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية.1
مجلس النواب (وفق دستور مصر ) - 7314مجلس الشعب سابقا ً (وفق دستور مصر )- 1921هو السلطة التشريعية
بجمهورية مصر العربية ويتولى اختصاصات مختلفة ورد النص عليها في الباب الخامس من الدستور ،وفقا ً للمادة
131يتولى مجلس النواب سلطة التشريع ،وإقرار السياسة العامة للدولة ،والخطة العامة للتنمية االقتصادية ،واالجتماعية،
والموازنة العامة للدولة ،ويمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ،وذلك كله على النحو المبين في الدستور.
يتألف مجلس النواب من أربعمئة وخمسين عضوا ً علي األقل ينتخبون عن طريق االقتراع العام السري المباشر على أن
يتم االقتراع تحت إشراف أعضاء من هيئة قضائية .باإلضافة إلى عدد من األعضاء يعينهم رئيس الجمهورية ال يزيد على
%.1
تقسم الجمهورية لعدد 4دوائر لالنتخاب بنظام القائمة المغلقة المطلقة و 731دائرة انتخابية لالنتخاب بالنظام الفردي،.
وبهذا يصبح عدد مقاعد المجلس المخصصة للنظام الفردي 441مقعدا ً و 173مقعدا ً للقوائم باإلضافة إلي 71مقعد علي
األكثر يعينهم رئيس الجمهورية.
أكثر من 131عاما ً من التاريخ البرلماني ،تعاقبت فيها على البالد اثنين وثالثون هيئة نيابية تراوح عدد أعضائها ما بين
21عضوا ً و 411عضواً ،أسهموا في تشكيل تاريخ مصر ووجهها الحضاري الحديث في مختلف جوانبه السياسية
واالجتماعية واالقتصادية والثقافية.
ويتم انتخاب رئيس مجلس الشعب من بين أعضاءه الناجحين في الدورة البرلمانية بحيث ينعقد جمعية عمومية للمجلس
سا للمجلس
ويتم من خاللها انتخابه رئي ً
التعريف بالمجلس:
مجلس الشعب هو السلطة التشريعية بجمهورية مصر العربية ويتولى اختصاصات مختلفة ورد النص عليها في الباب
الخامس من الدستور القديم ،فوفقا ً للمادة 11يتولى مجلس الشعب سلطة التشريع ،ويقر السياسة العامة للدولة ،والخطة
العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية ،والموازنة العامة للدولة ،كما يمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ،وذلك
كله على الوجه المبين في الدستور
الدور والمهام:
في إطار دستور 1921أصبح البرلمان المصري يحمل اسم " مجلس الشعب " وهو يتولى سلطة التشريع ويقر السياسة
العامة للدولة والخطة العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية والموازنة العامة للدولة كما يمارس الرقابة على أعمال
السلطة التنفيذية.
يقدم رئيس الجمهورية استقالته إلى مجلس الشعب الذي يعلن خلو منصبه ،كما يختص المجلس كذلك بالتصديق على
المعاهدات والموافقة على مد حالة الطوارئ وإعالن حالة الحرب.
مقر مجلس الشعب مدينة القاهرة ،ويحدد القانون الدوائر االنتخابية التي تقسم إليها الدولة ،وعدد األعضاء المنتخبين على
أال يقل عن ثالثمائة وخمسين عضوا ً نصفهم على األقل من العمال والفالحين ،ويكون انتخابهم عن طريق االنتخاب
المباشر السري العام ،ويجوز لرئيس الجمهورية أن يعين في مجلس الشعب عددا ً من األعضاء ال يزيد على عشرة.
مدة المجلس خمس سنوات ميالدية من تاريخ أول اجتماع ويجرى االنتخاب لتجديد المجلس خالل الستين يوما ً السابقة على
انتهاء مدته.
وضع الدستور مجموعة من الضمانات للحفاظ على استقرار السلطة التشريعية أهمها ،ال يجوز لرئيس الجمهورية إصدار
قرار بحل مجلس الشعب إال عند الضرورة ،وإذا حل المجلس في أمر فال يجوز حل المجلس الجديد لذات األمر.
فضالً عما سبق فإن المجلس هو الذي يختص بالفصل في صحة عضوية أعضائه وال يجوز إسقاط عضوية أحد أعضاء
المجلس إال إذا فقد الثقة واالعتبار أو فقد أحد شروط العضوية أو أخل بواجبات عضويته ويجب أن يصدر قرار إسقاط
العضوية من مجلس الشعب نفسه بأغلبية ثلثي أعضائه كما أن المجلس هو الذي يقبل استقالة أعضائه.
كما قرر الدستور أيضا ً مجموعة من الحصانات ألعضاء المجلس تتمثل في عدم مؤاخذة أعضاء مجلس الشعب عما يبدونه
من األفكار واآلراء في أداء أعمالهم في المجلس أو في لجانه .وال يجوز في غير حالة التلبس بالجريمة اتخاذ أية إجراءات
جنائية ضد عضو مجلس الشعب إال بإذن سابق من المجلس.
قرر الدستور -في إطار العالقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ورغبةً في تحقيق التوازن المنشود -عددا ً من
الصالحيات للسلطة التشريعية في مجال السلطة التنفيذية وصالحيات للسلطة التنفيذية في مجال السلطة التشريعية.
ومن أمثلة الصالحيات األولى التي نظمها الدستور تلك المتعلقة باختصاص مجلس الشعب في استقالة رئيس الجمهورية
وخلو منصبه وإقرار الخطة العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية وكذا الموازنة العامة للدولة وحقه في الرقابة على
أعمال الحكومة وتقرير مسئوليتها والتصديق علي االتفاقيات والمعاهدات الدولية.
ومن أمثلة الصالحيات الثانية التي نظمها الدستور ما قرره لرئيس الجمهورية بشأن دعوة مجلس الشعب لالنعقاد للدور
السنوي العادي قبل يوم الخميس الثاني من شهر نوفمبر من كل عام فإذا لم يدع المجلس حتى ذلك اليوم يجتمع في نفس
اليوم من تلقاء نفسه بحكم الدستور وكذلك حق رئيس الجمهورية في فض دور االنعقاد العادي للمجلس شريطة أال تقل
مدته عن سبعة أشهر وبعد اعتماد الموازنة العامة للدولة وحقه في دعوة المجلس الجتماع غير عادى في حالة الضرورة
وأيضا ً حقه في حل مجلس الشعب عند الضرورة.
يباشر مجلس النواب بوصفه السلطة التشريعية اختصاصات مختلفة ورد النص عليها في الباب الخامس من الدستور ،فوفقا ً
للمادة 11وما بعدها يتولى المجلس:
التشريع
نص الدستور المصري على أن يحدد القانون عدد أعضاء مجلس النواب المنتخبين ،على أال يقل عن أربعمائة وخمسين
عضواً .هذا وقد صدر القانون رقم 41لسنة 7314في شأن مجلس النواب وتعديالته بقانون رقم 97لسنة 7311والذي
يقضى في مادته األولى بأن يتألف مجلس النواب من خمسمائة وثمانية وستون عضوا ً ينتخبون باالقتراع السري المباشر ،
ويجوز لرئيس الجمهورية تعيين ما ال يزيد على %1من األعضاء .حيث حدد القانون رقم 737لسنة ، 7311عدد
الدوائر االنتخابية بـ 731دائرة انتخابية وينتخب عضو مجلس النواب باألغلبية المطلقة لعدد األصوات الصحيحة التي
أعطيت في االنتخاب.
لجان المجلس:
لجنة الشئون الدستورية والتشريعية 32 بهاء الدين أبو شقة (حزب الوفد -معين) بهاء أبو شقة (حزب الوفد)
لجنة العالقات الخارجية 12 محمد العرابي( حزب المؤتمر) أحمد سعيد
لجنة الدفاع واألمن القومي 41 كمال عامر( حزب حماة الوطن) كمال عامر (حماة الوطن)
لجنة اإلسكان والمرافق العامة والتعمير 29 معتز محمود (حزب الحرية) عالء والي
لجنة الشئون األفريقية 11 حاتم باشات (حزب المصريين األحرار) مصطفي الجندي
لجنة الصناعة 9 محمد زكي السويدي أحمد سمير (مستقبل وطن)
عدد أعضاء رئيس اللجنة -دور
اسم اللجنة رئيس اللجنة -دور االنعقاد األول
اللجنة االنعقاد الثاني
لجنة الزراعة و الري و االمن الغذائي و هشام الشعيني (حزب المصريين هشام الشعيني (المصريين
45
الثروة الحيوانية األحرار) األحرار)
لجنة الشئون الصحية 35 مجدي مرشد( حزب المؤتمر) محمد العماري
لجنة اإلدارة المحلية 29 أحمد السجيني (حزب الوفد) أحمد السجيني (حزب الوفد)
لجنة الشباب و الرياضة 29 محمد فرج عامر محمد فرج عامر
2
http://cutt.us/kckQf - 7