Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 17

‫علم األسماء! ‪ 2‬أسماء األنبياء‪.

،‬‬
‫أسماء األنبياء ليست مجرد أسماء ولم تكن مصادفة‪ ،‬ولم تكن جزافاً‪ ،‬بل هي من هللا‪،‬‬
‫هو الذي هيأ لهذا النبي أن يحمل هذا االسم‪ ،‬ذاك النبي ذاك االسم‪ ،‬هو يدبر األمر‪،‬‬
‫له األمر من قبل مولد النبي وبعده‪ .،‬إذا أراد أن يبعث نبيا هيأ له اسمه قبل ذلك عنده‪،‬‬
‫فخلق الجو والحيثية والكيفية والناس واألفكار والخواطر‪ ،‬التي ستودي ألن يتسمى‬
‫النبي الذي سيُبعث بهذا االسم الفالني‪ ،‬كل ذلك من تدبيره وحكمته وحكمه‪ ،‬فهو الذي‬
‫ت ْال َم َالئِ َكةُ يَا َم ْريَ ُم إِ َّن َّ‬
‫َّللاَ يُبَش ُِر ِك بِ َك ِل َم ٍة ِم ْنهُ ((ا ْس ُمهُ‬ ‫يسمي أنبياءه‪ .،‬قال هللا ﴿إِ ْذ قَالَ ِ‬
‫سى)) اب ُْن َم ْريَ َم‪[ ﴾...‬آل عمران ‪ .،]45 :‬فسماه قبل مولده‪.،‬‬ ‫ْال َمسِي ُح ِعي َ‬
‫س ِميًّا))﴾‬ ‫وقال ﴿ َيا زَ َك ِريَّا ِإنَّا نُ َبش ُِر َك ِبغُ َال ٍم ((ا ْس ُمهُ َي ْحيَ ٰى)) لَ ْم ((ن َْج َع ْل)) لَهُ ِم ْن قَ ْب ُل (( َ‬
‫[مريم ‪ .،]7 :‬كذلك سماه قبل مولده‪ .،‬دون تدخل من أبيه‪ .،‬وكلمة سميا ً تحتمل أن‬
‫يكون أصلها الثالثي من (إسم) أو من ( ِسمة)‪ ،‬أي ليس له مثيل‪ .،‬بكل ما فيه‪ .،‬واسمه‬
‫َّللا عن نفسه في نفس‬ ‫من هذا الكل‪ .،‬وقد يجمع المعنيين‪ .،‬اإلسم والسمة‪ .،‬قا َل ْ ه‬
‫ط ِب ْر ِل ِعبَادَتِ ِه ه َْل ت َ ْعلَ ُم لَهُ‬‫ص َ‬
‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما فَا ْعبُ ْدهُ َوا ْ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫﴿ربُّ ال َّ‬ ‫السورة‪َ .،‬‬
‫س ِميًّا))﴾ [مريم ‪]65 :‬‬ ‫(( َ‬
‫بلسان عربي ٍ مبين فيه أسماء األنبياء! واالسم سمة الرجل وأصله‬ ‫ٍ‬ ‫كتب هللا لنا كتاباً‪.،‬‬
‫وعنوانه‪ .،‬فــقال كثير من العلماء عن بعض األسماء ‪ :‬هذه أسماء أعجمية‪ .،‬فواضح‬
‫أن عقولهم وألسنتهم استعجمت فقالوا بالعجمة‪ .،‬أسماء األنبياء كلها أسماء عربية‬
‫فيها عل ٌم عظيم‪ .،‬فال لوط وموسى أسماء عبرية‪ ،‬وال إبراهيم وجبريل أسماء‬
‫أعجمية‪ .،‬وكل نبي له اسم متعلق برسالته ونبوته وشخصيته وحياته‪.،‬‬
‫ــــــــــــــــ آدم‪.،‬‬
‫آدم ﷺ‪( ..،‬األدم) لسانا ‪ :‬أي المالئِم والمنا ِسب‪ ،‬فآدم مخلوق مالئم ومناسب لما ُخ ِلق‬
‫طبتُ امرأة ً على عه ِد رسو ِل هللاِ ﷺ فقال النب ُّ‬
‫ي‬ ‫ألجله‪ .،‬روي عن المغيرة بن شعبة ﴿خ َ‬
‫ظ ْر إليها فإنه أجدَ ُر أن ((يؤدَ َم)) بينكما﴾ النسائي‬ ‫رت إليها؟ قلتُ ‪ :‬ال! قال‪ :‬فان ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫ﷺ أن َ‬
‫‪ .3235 -‬أي‪ :‬تناسبان بعضكما‪ .،‬تتواءمان مع بعضكما‪.،‬‬
‫آدم من أَدَ َم‪ ،‬معناه المناسب أو المالئم‪ ،،‬وكون آدم أول إنسان خلق‪ ،‬فكان إسمه يعني‬
‫أنه المناسب لهذه الخلقة‪ ،‬لهذا االختبار القادم‪ .،‬المالئكة ليست مناسبة ألنها ال تعرف‬
‫الشرك وال المعصية فطريقها طريق واحدة ال تتغير‪ ،‬السمع والطاعة‪ ،‬فآدم هو الخلق‬
‫ين ِمنَ الدَّ ْه ِر ((لَ ْم يَ ُك ْن َ‬
‫ش ْيئًا‬ ‫ان ِح ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫﴿هل أَت َ ٰى َعلَى ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ْ‬ ‫الوحيد المالئم لهذا البالء‪.،‬‬
‫يرا‬‫ص ً‬ ‫س ِميعًا َب ِ‬ ‫طفَ ٍة أ َ ْمشَاجٍ ((نَ ْبت َ ِلي ِه)) فَ َج َع ْلنَاهُ َ‬ ‫سانَ ِم ْن نُ ْ‬ ‫ورا)) ۝ ِإنَّا َخلَ ْقنَا ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫َم ْذ ُك ً‬
‫ورا))﴾ [اإلنسان ‪ 1‬ــ ‪]3‬‬ ‫سبِي َل ِإ َّما شَا ِك ًرا َو ِإ َّما َكفُ ً‬ ‫۝ (( ِإنَّا َهدَ ْينَاهُ ال َّ‬
‫ــــــــــــــــــ نوح‪.،‬‬
‫نوح ﷺ‪ .،‬دعى قومه في مدة طويلة جداً‪ ،‬لم يمل ولم يكل‪ .،‬ليالً يحدثهم‪ ،‬نهارا ً‬
‫ارا﴾ [نوح ‪ .،]5 :‬إن وجدهم مجتمعون‬ ‫ب ِإ ِني دَ َع ْوتُ قَ ْو ِمي لَي ًْال َونَ َه ً‬ ‫يذكرهم‪﴿ ،‬قَا َل َر ِ‬
‫كلمهم جهارا ً وأعلن لهم إعالنا‪ ،‬وكان يحدثهم حتى بالسر والخلوة‪ .،‬يسر لهم‬
‫ارا﴾ [نوح‬ ‫ارا ۝ ث ُ َّم ِإنِي أ َ ْعلَ ْنتُ لَ ُه ْم َوأ َ ْس َر ْرتُ لَ ُه ْم ِإ ْس َر ً‬ ‫إسراراً‪﴿ .،‬ث ُ َّم ِإنِي دَ َ‬
‫ع ْوت ُ ُه ْم ِج َه ً‬
‫ث‬ ‫س ْلنَا نُو ًحا ِإلَ ٰى قَ ْو ِم ِه فَلَ ِب َ‬ ‫﴿ولَقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫‪ 8:‬ـ ‪ .،]9‬لم يمكن عشر سنين‪ ،‬وال مئة سنة‪ .،‬بل َ‬
‫ظا ِل ُمونَ ﴾ [العنكبوت ‪ .،]14‬فلما‬ ‫ان َوهُ ْم َ‬ ‫الطوفَ ُ‬ ‫سنَ ٍة إِ َّال خ َْمسِينَ َعا ًما فَأ َ َخذَهُ ُم ُّ‬ ‫ف َ‬ ‫فِي ِه ْم أ َ ْل َ‬
‫ت ِجدَالَنَا فَأ ْ ِتنَا ِب َما‬ ‫طال عليهم وملوا منه ومن نصائحه ﴿قَالُوا َيا نُو ُح قَ ْد َجادَ ْلتَنَا فَأ َ ْكث َ ْر َ‬
‫ي إِلَ ٰى نُوحٍ أَنَّهُ ((لَ ْن‬ ‫وح َ‬ ‫﴿وأ ُ ِ‬ ‫صا ِدقِينَ ﴾ [هود ‪ ،.،]32‬فقال هللا له‪َ .،‬‬ ‫ت ِمنَ ال َّ‬ ‫ت َ ِعدُنَا إِ ْن ُك ْن َ‬
‫س بِ َما َكانُوا يَ ْفعَلُونَ ﴾[هود ‪ .،]36‬فكيف كان‬ ‫يُؤْ ِمنَ ِم ْن قَ ْو ِم َك إِ َّال َم ْن قَ ْد آ َمنَ )) فَ َال ت َ ْبتَئِ ْ‬
‫حاله بعد كل ذلك؟! كان نوح ينوح عليهم نياحةً كالنياحة على الميت‪ .،‬النياحة تحسر‬
‫ى‪ .،‬قرابة األلف سنة‪ .،‬ثم ال يؤمن له إال‬ ‫وضيق‪ .،‬تخيل كل هذا العمر يضيع سد ً‬
‫﴿‪..‬و َما آ َمنَ َمعَهُ ِإ َّال قَ ِلي ٌل﴾ [هود ‪.،]40 :‬‬ ‫قليل؟! َ‬
‫وحقيقةً الكافر كالميت‪ .،‬بل هو ميت بشاهد كالم هللا‪﴿ .،‬أ َ َو َم ْن َكانَ (( َم ْيتًا)) فَأ َ ْحيَ ْينَاهُ‬
‫اس‪[ ﴾...‬األنعام ‪]122 :‬‬ ‫ورا يَ ْمشِي بِ ِه فِي النَّ ِ‬ ‫َو َجعَ ْلنَا لَهُ نُ ً‬
‫ين ۝ ِليُ ْنذ َِر َم ْن َكانَ َحيًّا‬ ‫آن ُم ِب ٌ‬ ‫الش ْع َر َو َما يَ ْنبَ ِغي لَهُ ِإ ْن ُه َو ِإ َّال ِذ ْك ٌر َوقُ ْر ٌ‬ ‫﴿و َما َعلَّ ْمنَاهُ ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫﴿و َي ِح َّق القَ ْو ُل َعلَى ((ال َكافِ ِرين))﴾‪.،‬‬ ‫ْ‬ ‫َو َي ِح َّق القَ ْو ُل َعلَى ال َكافِ ِرينَ ﴾ [يس ‪ 69:‬ـ ‪َ .،]70‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫هذه في الكافرين معلومة واضحة‪ .،‬لكن أين ما يقابلهم؟؟ أي أين المؤمنين؟! سماهم‬
‫اللـه ﴿ ِليُ ْنذ َِر َم ْن َكانَ (( َحيًّا))﴾‪ .،‬فيكون المقابل للمؤمنين األحياء هم الكافرين‬
‫األموات!‬
‫سو ِل ِإذَا دَ َعا ُك ْم ِل َما ((يُ ْح ِيي ُك ْم))﴾‬ ‫والمؤمن حي! ﴿يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ا ْست َ ِجيبُوا ِ َّّلِلِ َو ِل َّ‬
‫لر ُ‬
‫[األنفال ‪]24 :‬‬
‫ص ْو ِني‬ ‫ع َ‬ ‫ب ِإنَّ ُه ْم َ‬‫ح َر ِ‬ ‫كان ينوح عليهم كالنياحة على الميت فلم يستجيبوا ﴿قَا َل نُو ٌ‬
‫ارا﴾ [نوح ‪ .،]21:‬حتى قيل له أنه لم يؤمن من‬ ‫س ً‬ ‫َواتَّبَعُوا َم ْن لَ ْم يَ ِز ْدهُ َمالُهُ َو َولَدُهُ إِ َّال َخ َ‬
‫ض ِمنَ ْال َكافِ ِرينَ‬ ‫ب َال تَذَ ْر َعلَى ْاأل َ ْر ِ‬ ‫﴿وقَا َل نُو ٌح َر ِ‬ ‫قومه إال من قد آمن فدعى عليهم‪َ .،‬‬
‫ارا﴾ [نوح ‪ 26‬ــ ‪]27‬‬ ‫اج ًرا َكفَّ ً‬ ‫ضلُّوا ِعبَادَ َك َو َال يَ ِلدُوا إِ َّال فَ ِ‬ ‫َّارا ۝ ِإنَّ َك ِإ ْن تَذَ ْر ُه ْم يُ ِ‬ ‫دَي ً‬
‫ــــــــــــــــ صالح‪.،‬‬
‫ض‬ ‫كان صالح ﷺ ((يُــصلح)) وأرسله اللـه لقوم مفسدون ﴿الَّذِينَ ((يُ ْف ِسد ُونَ )) فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ص ِل ُحونَ ))﴾ [الشعراء ‪ .،]152 :‬وهم قوم ((ثمود))‪ .،‬والثمد في اللسان (قلة‬ ‫َو َال ((يُ ْ‬
‫الماء)‪ .،‬وكانوا ثمود أصحاب الحجر يحجرون الماء‪ .،‬فيفسدون في الماء‬
‫ويُنقصونه‪ .،‬فأرسل هللا ((صال ُح)) بالناقة دوا ًء لعلتهم‪.‬‬
‫ــــــــــــــ هود‪.،‬‬
‫شدُّ ِمنَّا قُ َّوة ً‪﴾...‬‬ ‫كان هود ﷺ ((يُهدئ)) من بطش وقوة عاد الذين‪..﴿ .،‬قَالُوا َم ْن أ َ َ‬
‫‪] 15‬‬ ‫‪:‬‬ ‫[فصلت‬
‫َّارينَ ﴾ [الشعراء ‪] 130 :‬‬ ‫ط ْشت ُ ْم َجب ِ‬ ‫ط ْشت ُ ْم بَ َ‬ ‫﴿وإِذَا بَ َ‬ ‫وقال هود عنهم‪َ .،‬‬
‫﴿‪..‬ويَ ِز ْد ُك ْم قُ َّوة ً ِإلَ ٰى قُ َّوتِ ُك ْم‪[ ﴾...‬هود ‪]!!52 :‬‬ ‫حتى وعدهم بــ َ‬
‫ت ْال ِع َما ِد ۝ الَّتِي لَ ْم يُ ْخلَ ْق ِمثْلُ َها فِي‬ ‫ْف فَ َع َل َرب َُّك ِبـ((ـ َعا ٍد ۝ ِإ َر َم)) ذَا ِ‬ ‫﴿أَلَ ْم ت َ َر َكي َ‬
‫ْال ِب َالدِ﴾ [الفجر ‪ 6 :‬ــ ‪ ]8‬فكانوا عاد من العدوان‪ ،‬وكان هود الذي يهدؤهم من هذا‬
‫البطش والجبروت ويهديهم‪.،‬‬
‫ــــــــــــــــــ إبراهيم‪.،‬‬
‫إبراهيم من برأ‪ .،‬كان إبراهيم (يتبرأ) من شرك أبيه وقومه‪﴿ .،‬قَا َل َيا قَ ْو ِم ِإنِي‬
‫يم ِأل َ ِبي ِه إِ َّال َع ْن‬
‫ار ِإب َْرا ِه َ‬‫﴿و َما َكانَ ا ْستِ ْغفَ ُ‬ ‫(( َب ِري ٌء)) ِم َّما ت ُ ْش ِر ُكونَ ﴾ [األنعام ‪َ .،]78 :‬‬
‫يم َأل َ َّواهٌ َح ِلي ٌم﴾ [التوبة‬ ‫عد ٌُّو ِ َّّلِلِ ((تَبَ َّرأَ)) ِم ْنهُ ِإ َّن ِإب َْرا ِه َ‬
‫عدَهَا إِيَّاهُ فَلَ َّما ت َ َبيَّنَ لَهُ أَنَّهُ َ‬ ‫َم ْو ِعدَ ٍة َو َ‬
‫﴿وإِ ْذ قَا َل إِب َْرا ِهي ُم ِألَبِي ِه َوقَ ْو ِم ِه إِنَّنِي ((بَ َرا ٌء)) ِم َّما ت َ ْعبُد ُونَ ﴾ [الزخرف ‪:‬‬ ‫‪َ .،]114 :‬‬
‫‪...﴿.،]26‬إِ ْذ قَالُوا ِلقَ ْو ِم ِه ْم ِإنَّا ((بُ َرآ ُء)) ِم ْن ُك ْم‪[ ﴾...‬الممتحنة ‪]4 :‬‬
‫وهذه البراءة في القُــرآن حصراً‪ ،‬كانت إلبراهيم ﷺ‪ .،‬فإبراهيم هو صاحب الملة‪،‬‬
‫البريء المتبرء من الشرك‪.‬‬
‫ت‬‫وهو (إبراهيم) من البِر‪(( .،‬البار)) بأبيه ودعوته له وحرصه الشديد عليه ﴿يَا أَبَ ِ‬
‫ان َو ِليًّا﴾ [مريم ‪]45 :‬‬ ‫ش ْي َ‬
‫ط ِ‬ ‫الر ْح ٰ َم ِن)) فَت َ ُكونَ ِلل َّ‬ ‫اب ِمنَ َّ‬ ‫س َك (( َعذَ ٌ‬ ‫َاف)) أ َ ْن يَ َم َّ‬ ‫إِنِي ((أَخ ُ‬
‫وهذا قب َل أن يتبرأ منه‪.‬‬
‫ــــــــــــ إسماعيل‪.،‬‬
‫من السمع‪ ،‬أي االستجابة‪ .،‬كان (إسماعيل) ﷺ ((يسمع)) كالم أبيه ويستجيب له‬
‫صابِ ِرينَ ﴾ [الصافات ‪:‬‬ ‫َّللاُ ِمنَ ال َّ‬ ‫ست َ ِجدُنِي إِ ْن شَا َء َّ‬ ‫ت ا ْفعَ ْل َما تُؤْ َم ُر َ‬ ‫ويطيعه‪...﴿ .،‬يَا أَبَ ِ‬
‫‪]102‬‬
‫السمع هنا بمعنى االستجابة وليس معناه السماع باألُذن‪﴿ .،‬إِنَّ َما ((يَ ْست َ ِج ُ‬
‫يب الَّذِينَ‬
‫َّللاُ ث ُ َّم ِإلَ ْي ِه يُ ْر َجعُونَ ﴾ [األنعام ‪.،]36 :‬‬ ‫َي ْس َمعُونَ )) َو ْال َم ْوت َ ٰى َي ْب َعث ُ ُه ُم َّ‬
‫ْص ُرونَ ۝‬ ‫ظ ُرونَ إِلَي َْك َوهُ ْم َال يُب ِ‬ ‫((ال يَ ْس َمعُوا)) َوت َ َرا ُه ْم يَ ْن ُ‬ ‫عوهُ ْم إِلَى ْال ُهدَ ٰى َ‬ ‫﴿وإِ ْن ت َ ْد ُ‬
‫َ‬
‫ض َع ِن ال َجا ِه ِلينَ ﴾ [األعراف ‪ 198‬ــ ‪ ]199‬ال‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف َوأع ِْر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ُخ ِذ ال َعف َو َوأ ُم ْر بِالعُ ْر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫يستجيبون‪.،‬‬
‫س ِم ْعنَا َو ُه ْم َال يَ ْس َمعُونَ ﴾ [األنفال ‪]21 :‬‬ ‫﴿و َال ت َ ُكونُوا َكالَّذِينَ قَالُوا َ‬ ‫َ‬
‫﴿قَا َل ه َْل َي ْس َمعُونَ ُك ْم ِإ ْذ ت َ ْدعُونَ ﴾ [الشعراء ‪.،]72 :‬‬
‫ــــــــــــــ لوط‪.،‬‬
‫معنى جليل‪ .،‬هللا هو الذي سماه لوطا‪ .،‬وفي اسمه علم عظيم‪.،‬‬ ‫ً‬ ‫(لوط) إس ٌم شريف‪ .،‬له‬
‫اء َب ْل أ َ ْنت ُ ْم‬
‫س ِ‬ ‫الن َ‬
‫ُون ِ‬ ‫ش ْه َوة ً ِم ْن د ِ‬ ‫الر َجا َل َ‬ ‫بعثه لقوم يأتون الرجال شهوة ﴿أَئِنَّ ُك ْم لَتَأْتُونَ ِ‬
‫قَ ْو ٌم ت َ ْج َهلُونَ ﴾ [النمل ‪ .،]55 :‬فبعث هللا لوطا ً ليلوطهم‪ .،‬اللوط واللواط لسانا يعني‬
‫اإللصاق إصالحا ً فيما يخص مكان الماء‪ ،‬وإصالح حوض الماء‪ ،‬ومصب الماء‪،‬‬
‫ومجرى الماء‪ .،‬فأي تصليح لمجرى الماء يسمى لواط‪ .،‬فلوط ﷺ بعثه هللا ليصلح‬
‫لهم مصب ماءهم (المني ماء الرجل)‪ .،‬فكان يلوطهم أي يصلح ماءهم‪.‬‬
‫ور ‪ .....‬وأو ُل من يسمعُه رج ٌل ((يلو ُ‬
‫ط‬ ‫ص ِ‬ ‫وفي الحديث عن النبي ﷺ ﴿‪...‬ثم يُنف ُخ في ال ُّ‬
‫ساعةُ وهو‬ ‫حوض)) إب ِله‪ ،‬قال فيُصعَ ُق‪ ﴾...‬مسلم ‪ .،2940 -‬وقال ﴿‪...‬ولتقو َم َّن ال َّ‬ ‫َ‬
‫ضه فال يَسقي)) فيه‪ ﴾...‬البخاري ‪ .،6506 -‬أي يصلح الحوض لإلبل‪،‬‬ ‫ط حو َ‬ ‫((يُلي ُ‬
‫والحوض مكان الماء‪ ،‬فالمعنى واضح‪.‬‬
‫فال ينبغي أن نقول لتلك الفاحشة لواط‪ ،،‬اللواط نسبة للنبي لوط ﷺ‪ .،‬فتكون كأنك‬
‫تقول أن لوطا كان يعمل بهذا!! أو أنك تشرف الفاعل فتسميه لوطي وتنسبه للنبي‬
‫لوط ﷺ‪ .،‬كما ال يحل أن نقول للنصارى (مسيحيين) ألنه نسبةٌ للمسيح عيسى ﷺ‪.،‬‬
‫فيكون تشريفا ً لهم ال يستحقونه لكفرهم‪ .،‬إنما نقول كما قال هللا ‪ :‬النصارى‪.‬‬
‫ــــــــــــــ يوسف‪.،‬‬
‫من التأسف واألسف‪ ،‬وهو األثر الشديد الذي يتركه في غيره‪ ،‬الذي يتعدى أثره على‬
‫غيره حتى يكون له ردة فعل لهذا األثر‪ .،‬سواء كان خيرا ً أو شراً‪ ،‬حبا ً أو كرهاً‪،‬‬
‫غضبا ً أو حزناً‪ .،‬فطالما أثرت على غيرك فأنت أسيف ومتأسف وآسف‪.،‬‬
‫سفُونَا ا ْنتَقَ ْمنَا ِم ْن ُه ْم)) فَأ َ ْغ َر ْقنَا ُه ْم أ َ ْج َم ِعينَ ﴾‬ ‫َّللا وانتقم قال‪﴿ .،‬فَلَ َّما ((آ َ‬ ‫حين غضب ْ ه‬
‫[الزخرف ‪]55‬‬
‫ار ِه ْم إِ ْن لَ ْم يُؤْ ِمنُوا بِ ٰ َهذَا‬‫س َك)) َعلَ ٰى آث َ ِ‬ ‫تأثر النبي وحزن على قومه‪﴿ .،‬فَلَعَلَّ َك ((بَ ِ‬
‫اخ ٌع نَ ْف َ‬
‫سفًا))﴾ [الكهف ‪]6‬‬ ‫ث ((أ َ َ‬ ‫ْال َح ِدي ِ‬
‫ضبَانَ أ َ ِسفًا)) قَا َل يَا‬ ‫غ ْ‬ ‫س ٰى ِإلَ ٰى قَ ْو ِم ِه (( َ‬ ‫تأثر موسى وغضب على قومه‪﴿ .،‬فَ َر َج َع ُمو َ‬
‫سنًا‪[ ﴾..‬طه ‪]86‬‬ ‫قَ ْو ِم أَلَ ْم َي ِع ْد ُك ْم َربُّ ُك ْم َو ْعدًا َح َ‬
‫ع ْنهُ كان رجالً أسيفاً‪ .،‬ففي الحديث أمر النبي ﷺ‪...﴿ :‬مروا أبا‬ ‫َّللا َ‬
‫ي ه‬ ‫ض َ‬ ‫وأبوبكر َر ِ‬
‫بكر يصلي بالناس‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬قلت‪ :‬إن أبا بكر ((إذا قام في مقامك لم يسمع الناس‬
‫من البكاء))‪ ...،‬وفي رواية قالت له‪(( :‬إن أبا بكر رجل أسيف))‪ .،‬إذا قام في مقامك‬
‫لم يستطع أن يصلي بالناس وأعاد‪ ،‬فأعادوا له‪ ،‬فأعاد الثالثة فقال‪ :‬إنكن صواحب‬
‫يوسف‪ ﴾...‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.،‬‬
‫فهل كان يوسف مؤثرا ً على غيره؟‪.،‬‬
‫تأثر فيه أبيه حتى فضله وأحبه أكثر من بقية اخوته‪.،‬‬
‫منه‪.،‬‬ ‫ليتخلصوا‬ ‫له‬ ‫كادوا‬ ‫حتى‬ ‫إخوته‬ ‫فيه‬ ‫تأثر‬
‫حباً‪.،‬‬ ‫شغفها‬ ‫حتى‬ ‫العزيز‬ ‫امرأة‬ ‫على‬ ‫أثر‬
‫أيديهن‪.،‬‬ ‫قطعن‬ ‫حتى‬ ‫المدينة‬ ‫نسوة‬ ‫على‬ ‫أثر‬
‫المحسنين‪.،‬‬ ‫من‬ ‫نراك‬ ‫إنا‬ ‫فقاال‬ ‫السجينين‬ ‫على‬ ‫أثر‬
‫لنفسه‪.،‬‬ ‫استخلصه‬ ‫حتى‬ ‫الملك‬ ‫على‬ ‫أثر‬
‫أثر فتعدى أثره ألهل األرض‪ .،‬فأتوا إليه من كل مكان‪.،‬‬
‫ف‬‫س َ‬ ‫﴿وت َ َولَّ ٰى َع ْن ُه ْم َوقَا َل ((يَا أ َ َ‬
‫سفَ ٰى َعلَ ٰى يُو ُ‬ ‫تأثر فيه أبيه مجددا ً حتى فقد بصره َ‬
‫‪]84‬‬ ‫[يوسف‬ ‫َك ِظي ٌم﴾‬ ‫فَ ُه َو‬ ‫ْال ُح ْز ِن))‬ ‫ِمنَ‬ ‫ع ْينَاهُ‬
‫َ‬ ‫َوا ْبيَض ْ‬
‫َّت‬
‫أثر في قميصه حتى أثر القميص على أبيه فارتد بصيراً‪.،‬‬
‫ف ُحق له أن يسمى بــ يوسف‪.،‬‬
‫ــــــــــــــــــ فرعون‪.،‬‬
‫أرسل اللـه موسى ﷺ ليقطع دابر فرعون الفارع الطول‪ ،‬المتطاول‪ .،‬وفرعون من‬
‫ع‪ ،‬والفرع العال والطويل! وفروع الشجرة األغصان العالية‪.،‬‬ ‫فَ َر َ‬
‫اء﴾ [إبراهيم ‪]24 :‬‬ ‫س َم ِ‬
‫ع َها)) فِي ال َّ‬ ‫((وفَ ْر ُ‬
‫َ‬ ‫ت‬‫صلُ َها ثَا ِب ٌ‬ ‫﴿‪...‬أ َ ْ‬
‫ع))‬‫ِي بهما ((فرو َ‬ ‫﴿عن مالك بن الحويرث أنه رأى النبي ﷺ يرفع يديه حتى يُحاذ َ‬
‫أُذُنَيْه﴾ مسلم ‪.391 -‬‬
‫يعني أعلى أذنيه‪ ،‬ونقول نحن في اللسان (فارع الطول)‪ .‬ولو عاورت حروف جذرها‬
‫ف) من األعراف‪ :‬المكان العال‪.‬‬ ‫ع‪َ ،‬رفَ َع‪َ ،‬ع َر َ‬ ‫لوجدت ما يعينك (فَ َر َ‬
‫فــ (الفرع) هو (العُلُ ْو) فهل كان فرعون عاليا ً مستعليا ً فيهم؟‪.‬‬
‫‪]4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫[القصص‬ ‫ض‪﴾...‬‬ ‫ْاأل َ ْر ِ‬ ‫فِي‬ ‫(( َع َال))‬ ‫فِ ْر َع ْونَ‬ ‫﴿إِ َّن‬
‫‪]24‬‬ ‫‪:‬‬ ‫[النازعات‬ ‫((األ َ ْعلَ ٰى))﴾‬
‫ْ‬ ‫َربُّ ُك ُم‬ ‫أَنَا‬ ‫﴿فَقَا َل‬
‫ض َو ِإنَّهُ لَ ِمنَ ْال ُم ْس ِرفِينَ ) [يونس ‪]83 :‬‬ ‫﴿‪َ ..‬و ِإ َّن فِ ْر َع ْونَ ((لَعَا ٍل)) فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫﴿م ْن فِ ْر َع ْونَ ِإنَّهُ َكانَ (( َعا ِليًا)) ِمنَ ْال ُم ْس ِرفِينَ ﴾ [الدخان ‪]31 :‬‬ ‫ِ‬
‫فأرسل هللا لهذا المتعال من يقطعه‪ .،‬بالموسى‪.،‬‬
‫ــــــــــــــــــــ موسى‪.،‬‬
‫أرسل هللا (موسى) لفرعون‪ .،‬ما معنى (موسى)؟ موسى كلمة عربية بحتة‪ ،‬ومعناها‬
‫تلك اآللة الحادة التي تحتد بها (الشفرة)‪ ،‬تقطع بها وتحلق بها‪ .،‬فالموسى للقطع‬
‫والحلق إذا زاد الشيء عن حده‪ .،‬وهو ما تسميه العامة اليوم (موس) وهو في الحقيقة‬
‫موسى وليس موس‪.،‬‬
‫ففي رواية طويلة عن أبي هريرة نستقطع منها الشاهد ﴿‪....‬حتى إذا أجمعوا قتله‪،‬‬
‫استعار ((موسى)) من بعض بنات الحارث لــ(ـيستحد) بها فأعارته‪ ،‬قالت‪ :‬فغفلت‬
‫عن صبي لي‪ ،‬فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه‪ ،‬فلما رأيته فزعت فزعة عرف‬
‫ذاك مني وفي يديه ((الموسى))‪ ،‬فقال‪ :‬أتخشين أن أقتله؟ ما كنت ألفعل ذلك أن شاء‬
‫هللا‪ ﴾....‬صحيح البخاري ‪.4086 -‬‬
‫صحا ًحا‬ ‫سول َّللا ﷺ بسند فيه مقال يهمنا منه اللسان‪﴿ .،‬هل ت ُ ْنت َ ُج ِإبِ ُل قَ ْو ِم َك ِ‬ ‫قال ر ُ‬
‫ش ُّق ُجلودَها‪،‬‬ ‫ط ُع)) آذَانَها‪[ ،‬فَتقو ُل‪ :‬هذه بُ ُح ٌر]‪ْ ،‬أو ت َ ُ‬ ‫سى فَت َ ْق َ‬ ‫آذَانُها‪ ،‬فَت َ ْع َمد ُ إلى ((ال ُمو َ‬
‫اك‬ ‫ت‪ :‬نَعَ ْم؛ قال‪ :‬فَك ُّل ما آت َ َ‬ ‫عليك وعلى أه ِل َك؟! فإن قُ ْل َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُر ٌم‪ ،‬فَت ُ َح ِر ُمها‬‫وتَقُو َل‪ :‬هذه ُ‬
‫سى هللاِ)) أشدُّ [أ َ َحدُّ]‪ ¹‬من‬ ‫ِك‪(( ،‬و ُمو َ‬ ‫شدُّ من سا ِعد َ‬ ‫[لك] ِح ٌّل‪ ،‬سا ِعد ُ هللاِ أ َ َ‬ ‫هللاُ َ‬
‫وساك))﴾ رواه ابن حبان ‪.5615 -‬‬ ‫َ‬ ‫(( ُم‬
‫أرسل هللا موسى ليقطع به ذاك الطويل الفارع‪ ،،‬فموسى اسم عربي‪ ،‬ليس كما يقول‬
‫بعض المفسرون‪ :‬موسى إس ٌم أعجمي وأصله (موشيه)!! ال ضير‪ .،‬يحكم بيننا وبينكم‬
‫حمن) الذي قلتم عنه أنه اس ٌم أعجمي وأصله (راخمان)!! ف َح ْسبِنَا َّللاُ َو نِ ْع َم‬ ‫(الر ْ‬
‫ْال َو ِكيْل‪.‬‬
‫ــــــــــــــــ عيسى‪.،‬‬
‫س ‪ :‬تعني الرقيب المراقب الحارس ليالً من اللصوص!‬ ‫س ْ‬‫عيسى من ع َ‬
‫شرطة عسس لقيامهم بالعس واقتفاء‬ ‫عيسى من العس‪ ،‬وهو اقتفاء األثر‪ .،‬وتسمى ال ُ‬
‫س‪ .،‬فالعسوس أو العاس هو الذي ال يزال يطلب‬ ‫س ٌ‬ ‫آثار اللصوص والمعتدين فهم ع َ‬
‫صاحبه حتى يدركه‪ .،‬عسس‪ .،‬في كثير من البالد إلى اليوم يسمون الشرطي إذا كان‬
‫س﴾ [التكوير ‪]17 :‬‬ ‫﴿واللَّ ْي ِل ِإذَا َع ْس َع َ‬ ‫عمله في الليل‪ :‬عسس وعسيس‪َ .،‬‬
‫واآلية التي تسبقها فيها ﴿فَ َال أ ُ ْق ِس ُم بِ ْال ُخنَّ ِس ۝ ْال َج َو ِار (( ْال ُكنَّ ِس))﴾ [التكوير ‪ 15:‬ـ‬
‫‪ ]16‬والكنَّس من التكنيس وعيسى كان معه ﴿إنجيل﴾ من المنجل‪ .،‬الذي يعمل‬
‫كالكنس‪ .،‬يزيل الوسخ والدرن‪ .،‬ويفصل التبن عن الحنطة!‬
‫اس ات َّ ِخذُونِي وأ ُ ِم ٰ‬ ‫ت قُ ْل َ‬ ‫سى ابْنَ َم ْر َي َم أَأ َ ْن َ‬ ‫﴿و ِإ ْذ قَا َل َّ‬
‫ُون َّ‬
‫َّللاِ‬ ‫ي إِلَ َهي ِْن ِم ْن د ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫َّللاُ َيا ِعي َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ق ِإ ْن ُك ْنتُ قُلتُهُ فَقَ ْد َع ِل ْمتَهُ ت َ ْعلَ ُم َما ِفي‬ ‫ْس ِلي ِب َح ٍ‬ ‫ون ِلي أ ْن أقُو َل َما لَي َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ْب َحان ََك َما َي ُك ُ‬ ‫قَا َل ُ‬
‫ب﴾ [المائدة ‪]116 :‬‬ ‫ت َع َّال ُم ْالغُيُو ِ‬ ‫ِك إِنَّ َك أ َ ْن َ‬ ‫نَ ْفسِي َو َال أ َ ْعلَ ُم َما فِي نَ ْفس َ‬
‫((و ُك ْنتُ‬
‫َّللاَ َربِي َو َربَّ ُك ْم َ‬ ‫اآلية التي بعدها ﴿ َما قُ ْلتُ لَ ُه ْم ِإ َّال َما أ َ َم ْرتَنِي ِب ِه أ َ ِن ا ْعبُد ُوا َّ‬
‫ت َعلَ ٰى ُك ِل‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوأ َ ْن َ‬
‫يب)) َ‬ ‫الرقِ َ‬ ‫ت َّ‬‫ت أ َ ْن َ‬‫ش ِهيدًا)) َما د ُْمتُ فِي ِه ْم ((فَلَ َّما ت َ َوفَّ ْيتَنِي ُك ْن َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم َ‬
‫ش ِهيدٌ﴾ [المائدة ‪]117 :‬‬ ‫َيءٍ َ‬ ‫ش ْ‬
‫ماذا كان يفعل هو قبل أن يتوفاه اللـه؟؟ كان رقيبا ً وشاهداً‪ .،‬يحرس الدين من الخراب‬
‫والضياع‪ ،‬يصونه ويحميه من اللصوص‪.،‬‬
‫صلَبُوهُ‬ ‫َّللاِ َو َما قَتَلُوهُ َو َما َ‬ ‫سو َل َّ‬ ‫سى ابْنَ َم ْر َي َم َر ُ‬ ‫﴿وقَ ْو ِل ِه ْم ِإنَّا قَت َ ْلنَا ْال َمسِي َح ِعي َ‬ ‫اسمع هذه َ‬
‫ع َّ‬
‫الظ ِن‬ ‫اختَلَفُوا ِفي ِه لَ ِفي ش ٍَك ِم ْنهُ َما لَ ُه ْم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ َّال ِات َبا َ‬ ‫ش ِبهَ لَ ُه ْم َو ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫َو ٰلَ ِك ْن ُ‬
‫ب‬‫يزا َح ِكي ًما ۝ َوإِ ْن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬ ‫َّللاُ َع ِز ً‬ ‫َّللاُ إِلَ ْي ِه َو َكانَ َّ‬ ‫َو َما قَتَلُوهُ يَ ِقينًا ۝ بَ ْل َرفَعَهُ َّ‬
‫ظ ْل ٍم ِمنَ الَّذِينَ‬ ‫ش ِهيدًا)) ۝ ((فَ ِب ُ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه ْم (( َ‬ ‫ِإ َّال لَيُؤْ ِمن ََّن ِب ِه قَ ْب َل َم ْوتِ ِه َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬
‫يرا ۝ َوأ َ ْخ ِذ ِه ُم‬ ‫َّللاِ َكثِ ً‬
‫س ِبي ِل َّ‬‫ص ِد ِه ْم َع ْن َ‬ ‫ت لَ ُه ْم َوبِ َ‬ ‫ت أ ُ ِحلَّ ْ‬ ‫ط ِيبَا ٍ‬ ‫هَادُوا َح َّر ْمنَا)) َعلَ ْي ِه ْم َ‬
‫اط ِل َوأ َ ْعت َ ْدنَا ِل ْل َكافِ ِرينَ ِم ْن ُه ْم َعذَابًا‬ ‫اس ِب ْال َب ِ‬ ‫الر َبا (( َوقَ ْد نُ ُهوا َع ْنهُ)) َوأ َ ْك ِل ِه ْم أ َ ْم َوا َل النَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الرا ِس ُخونَ ِفي ال ِعل ِم ِم ْن ُه ْم َوال ُمؤْ ِمنُونَ يُؤْ ِمنُونَ ِب َما أ ْن ِز َل ِإلَي َْك َو َما أ ْن ِز َل‬ ‫ٰ‬
‫أ َ ِلي ًما ۝ لَ ِك ِن َّ‬
‫اّلِلِ َو ْاليَ ْو ِم ْاآل ِخ ِر أُو ٰلَئِ َك‬ ‫الز َكاة َ َو ْال ُمؤْ ِمنُونَ بِ َّ‬ ‫ص َالة َ َو ْال ُمؤْ تُونَ َّ‬ ‫يمينَ ال َّ‬ ‫ِم ْن قَ ْب ِل َك َو ْال ُم ِق ِ‬
‫سنُؤْ تِي ِه ْم أ َ ْج ًرا َع ِظي ًما﴾ [النساء ‪ 157 :‬ـ ‪]162‬‬ ‫َ‬
‫الحظ‪ .،‬الكالم عن األحبار المبدلين‪ .،‬لصوص الدين‪ .،‬بعد أن تكلم عن ابن مريم‬
‫الشاهد عليهم‪.‬‬
‫سرقت ؟ قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫يسرق ‪ .‬فقال له عيسى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫رجال‬ ‫مريم‬
‫َ‬ ‫سول َّللا ﷺ ﴿رأى عيسى ُ‬
‫بن‬ ‫قال ر ُ‬
‫كال‪ .‬والذي ال إله إال هو! فقال عيسى‪ :‬أمنتُ باهللِ‪ .‬وكذَّ ْبتُ نفسي﴾ صحيح مسلم ‪-‬‬
‫‪.2368‬‬
‫انظر ↑ كان يراقب ويحقق‪ ،‬كعمل الشرطة العسس!‬
‫وللداللة على اسم عيسى تجد روايات تريك عيسى مع الدجال‪ ،‬يحلق به حتى يدركه‬
‫ويقتله‪ .،‬وتجد في رؤيا النبي ﷺ‪ ،‬أن الدجال يقلد عيسى ويطوف خلفه حول الكعبة‪.،‬‬
‫فهذا الدجال يحاول قدر المستطاع تقليده في كل شيء‪ ،‬عيسى ينزل آخر الزمان‬
‫وذاك يخرج آخر الزمان‪ .،‬عيسى يحيي الموتى وذاك كذلك‪ .،‬افتتن أكثر الناس‬
‫بعيسى فجعلوه ربا ً لهم‪ .،‬والدجال سيدعي أنه رب‪ .،‬وكالهما اسمهما "مسيح"‪ .،‬هذا‬
‫المسيح الدجال‪ ،‬وعيسى المسيح ابن مريم‪.،‬‬
‫أغلب المسلمين يظنون (أخذا ً من النصارى) أن عيسى أمير السالم‪ .،‬الرجل الطيب‬
‫الحنون‪ .،‬سوف ينشر المحبة والوئام‪ .،‬وهذا خطأ! عيسى مرعب جداً‪ .،‬مخيف‬
‫وشديد‪ .،‬أعطيك عالمة لتعلم كيف هو مرعب؟‬
‫أعظم فتنة ستكون على البشر منذ خلق اللـه آدم هو الدجال‪ .،‬هذا الدجال اسمه ونعته‬
‫يخيفك ويخيف الناس‪ .،‬هذا المرعب الذي يخافه الناس حين يرى ابن مريم سيذوب‬
‫خوفا ً منه‪ .،‬سيهرب منه فزعاً‪ .،‬فكيف تظن ابن مريم؟؟‬
‫أول ما ينزل يكسر‪ .،‬يقتل‪ .،‬يحارب‪ ،‬بيده حربة‪ .،‬هل هذا أمير سالم هكذا؟؟‬
‫عندنا شخصيتين متضادتين في الشدة‪ .،‬أبوبكر (أسيف لين) وعمر (شديد قوي)‪.،‬‬
‫عن ُهما‪ -‬ليس عنده وقت يصرفه على الكافر‪ .،‬يقتله‬ ‫ضي َّللا َ‬ ‫عيسى ﷺ أشبه بعمر ‪َ -‬ر ِ‬
‫حارس للدين‪ .،‬سيعمل عمله مع االحبار والكتب والمثناة‬ ‫ٌ‬ ‫بنفسه فقط‪ .،‬هو رقيب‪.،‬‬
‫والكتبة المرائين‪ .،‬يسألهم من أين لكم هذا؟ هذا عمله‪.،‬‬
‫ــ اشارة‪ ،‬وليست باستدالل‪( .،‬من إنجيل متى‪ ،‬اإلصحاح العاشر‪ )34 ،‬قال المسيح ‪:‬‬
‫(ال تظنوا أني جئتُ ألضع في األرض سالماً‪ ،‬ماجئتُ ألضع في االرض سالماً‪ ،‬بل‬
‫سيفاً‪ .‬فإني جئتُ ألفرق بين اإلبن وأبيه‪ ،‬وبين البنت وأمها‪ ،‬وأجعل أعداء اإلنسان‬
‫اهل بيته!)‬
‫ــــــــــــــــ الحواريين‪.،‬‬
‫الحواري ‪ :‬الواضح‪ .،‬البين‪ .،‬الجلي‪ .،‬المنكشف‪ ،‬ليس فيه نفاق‪ ،‬أبيض تمام البياض‪.،‬‬
‫أو أسود تمام السواد‪ .،‬ليس رمادي بين وبين‪.‬‬
‫ع ُربًا))‬ ‫ومنها (الحور العين)! التي ترى مخ ساقها من الحسن‪ ،‬قال اللـه عنهن ﴿(( ُ‬
‫ظ َّن أ َ ْن‬
‫أَتْ َرابًا﴾ [الواقعة ‪ .،]37 :‬أي‪ :‬واضحات‪ ،‬متكشفات ألزواجهن‪ .،‬ومنها ﴿ ِإنَّهُ َ‬
‫ور))﴾ [االنشقاق ‪ ]14 :‬أي يظن أنه لن ينكشف ويظهر! وانظر لشدة وضوح‬ ‫لَ ْن (( َي ُح َ‬
‫سى ابْنَ َم ْر َي َم ((ه َْل يَ ْست َ ِطي ُع َرب َُّك))‬ ‫الحواريين وصراحتهم‪ِ ﴿ .،‬إ ْذ قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ يَا ِعي َ‬
‫َّللاَ إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ ۝ قَالُوا ((نُ ِريد ُ أ َ ْن‬ ‫اء قَا َل اتَّقُوا َّ‬ ‫أ َ ْن يُن َِز َل َعلَ ْينَا َمائِدَة ً ِمنَ ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫شا ِهدِينَ ﴾‬ ‫صدَ ْقتَنَا)) َونَ ُكونَ َ‬
‫علَ ْي َها ِمنَ ال َّ‬ ‫ط َمئِ َّن قُلُوبُنَا)) (( َونَ ْعلَ َم أ َ ْن قَ ْد َ‬ ‫نَأ ْ ُك َل ِم ْن َها)) (( َوت َ ْ‬
‫[المائدة ‪ 112:‬ـ ‪]113‬‬
‫ــــــــــــــــ مريم‪.،‬‬
‫مريم التي ال يرومها أحد‪ .،‬أي ال يستطيع أن يقربها أحد كانت مستورة محصنة بعيدة‬
‫ت ِم ْن‬ ‫ت ِم ْن أ َ ْه ِل َها َم َكانًا ش َْرقِيًّا ۝ فَات َّ َخذَ ْ‬ ‫ب َم ْريَ َم إِ ِذ ا ْنتَبَذَ ْ‬‫﴿وا ْذ ُك ْر فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫عن الناس‪َ .‬‬
‫﴿و َج َع ْلنَا ابْنَ‬
‫س ِويًّا﴾ [مريم ‪َ .،]17 :‬‬ ‫س ْلنَا ِإلَ ْي َها ُرو َحنَا فَت َ َمث َّ َل لَ َها بَش ًَرا َ‬ ‫دُونِ ِه ْم ِح َجابًا فَأ َ ْر َ‬
‫ين﴾ [المؤمنون ‪ .،]50 :‬ونحن‬ ‫ت قَ َر ٍار َو َم ِع ٍ‬ ‫َم ْر َي َم َوأ ُ َّمهُ آ َيةً َو َآو ْينَا ُه َما ِإلَ ٰى َرب َْوةٍ ذَا ِ‬
‫نقول بالعامية ‪ :‬ما تروم‪ .،‬أي ال تستطيع‪.‬‬
‫َّام ُحنَي ٍْن إذا صلَّى الغداة َ‪ ،‬فقُلنا‪ :‬يا رسو َل‬ ‫يحركُ شَفتي ِه بشَيءٍ أي َ‬ ‫َّللاِ ﷺ ِ‬ ‫﴿كانَ رسو ُل َّ‬
‫إن نبيًّا كانَ قبلي‬ ‫َفتيك بعدَ صالةِ الغداةِ‪ ،‬ولم ت ُكن تفعلُهُ‪ ،‬فقا َل‪َّ :‬‬ ‫تحركُ ش َ‬ ‫َّللاِ‪ ،‬ال تَزا ُل ِ‬ ‫َّ‬
‫َّللا إلي ِه‪:‬‬‫هؤالء)) أحسبُهُ قا َل شيء ‪ -‬فأوحى َّ‬ ‫ِ‬ ‫(أعجبتهُ كثرة ُ أ َّمتِ ِه)‪ ،‬فقا َل‪(( :‬ال يروم‬
‫فعرض عليهم‬ ‫َ‬ ‫الموت‪،‬‬
‫َ‬ ‫ع أ ِو العدم أ ِو‬ ‫ط عليه ُم الجو َ‬ ‫أسل َ‬‫خي ْر أ َّمت َ َك بين ثالثٍ‪ :‬إ َّما أن ِ‬ ‫أن ِ‬ ‫َّ‬
‫فمات منهم في ثالث ِة‬ ‫َ‬ ‫العدو‪ ،‬ولَ ِك ِن الموتُ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ع فال طاقةَ لَنا ِب ِه‪ ،‬وال‬ ‫ذ ِل َك‪ ،‬فقالوا‪ :‬أ َّما الجو ُ‬
‫اليوم أقولُ‪ :‬اللَّه َّم ِب َك أحاولُ‪ ،‬و ِب َك أقات ُل و ِب َك أصا ِولُ﴾ الراوي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫أي ٍَّام تِسعونَ ألفًا‪ ،‬فأَنا‬
‫صهيب بن سنان ‪ -‬ابن حجر العسقالني ‪ -‬الفتوحات الربانية ‪ - 270/6 -‬صحيح‪.‬‬
‫هؤالء)) أي ال يستطيع أن يغلبهم أحد‪ .،‬السند ليس بالقوي لكن نستدل منه‬ ‫ِ‬ ‫((ال يروم‬
‫باللسان العربي‪ ،‬وليس بالحديث نفسه ﴿أتانا رسول هللا ﷺ ونحن بسوق عكاظ فقال‬
‫ممن القوم قلنا من بني عامر بن صعصعة قال من أي بني عامر بن صعصعة قالوا‬
‫بنو كعب بن ربيعة قال ((كيف المنعة قلنا ال يرام ما قبلنا وال يسطلى بنارنا)) قال‬
‫فقال لهم إني رسول هللا وآتيكم لتمنعوني حتى أبلغ رسالة ربي وال أكره أحدا منكم‬
‫على شيء‪ ﴾....‬الراوي‪ :‬أشياخ من قوم عبدالرحمن العامري ‪ -‬ابن كثير ‪ -‬البداية‬
‫والنهاية ‪ -‬الصفحة أو الرقم ‪ - 138/3‬غريب كتبناه لغرابته وله شاهد‪.‬‬
‫َت فَ ْر َج َها‬ ‫صن ْ‬ ‫َت ِع ْم َرانَ الَّتِي أ َ ْح َ‬ ‫﴿و َم ْريَ َم ا ْبن َ‬‫واشتدت حصانتها تحديدا على فرجها! َ‬
‫َت ِمنَ ْالقَانِتِينَ ﴾ [التحريم ‪:‬‬ ‫ت َر ِب َها َو ُكت ُ ِب ِه َو َكان ْ‬ ‫ت ِب َك ِل َما ِ‬ ‫صدَّقَ ْ‬ ‫وحنَا َو َ‬ ‫فَنَفَ ْخنَا فِي ِه ِم ْن ُر ِ‬
‫وحنَا َو َج َع ْلنَاهَا َوا ْبنَ َها آ َيةً ِل ْل َعالَ ِمينَ ﴾‬ ‫َت فَ ْر َج َها فَنَ َف ْخنَا فِي َها ِم ْن ُر ِ‬ ‫صن ْ‬ ‫﴿والَّتِي أ َ ْح َ‬‫‪َ .،]12‬‬
‫[األنبياء ‪]91 :‬‬
‫طنِي (( ُم َح َّر ًرا)) فَتَقَب َّْل ِمنِي إِنَّ َك‬ ‫ب إِنِي نَذَ ْرتُ لَ َك َما فِي بَ ْ‬ ‫ت ْام َرأَتُ ِع ْم َرانَ َر ِ‬ ‫﴿إِ ْذ قَالَ ِ‬
‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم﴾ [آل عمران ‪]35 :‬‬ ‫ت ال َّ‬ ‫أ َ ْن َ‬
‫يرم عليها الشيطان!‬ ‫هذا حين كانت في بطن أمها‪ ،‬تقبل اللـه من أمها! فلم ُ‬
‫ُ‬
‫الشـيطان‬ ‫سـهُ‬ ‫آدم مـولودٌ إال يم ُّ‬ ‫سمع أبو هـريرة رسو َل هللاِ ﷺ يقـو ُل ﴿ما من بـني َ‬
‫مريم وابـنها﴾ ثم يقو ُل أبو‬ ‫َ‬ ‫غـير‬
‫َ‬ ‫الشـيطان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مس‬ ‫حـين يُـولَدُ‪ ،‬فيسـت ِه ُّل صار ًخا من ِ‬
‫الر ِج ِيم}﴾ صحيح البخاري ‪.3431 -‬‬ ‫ان َّ‬ ‫ط ِ‬ ‫هريرة َ { َوإِنِي أ ُ ِعيذُهَا بِ َك َوذُ ِريَت َ َها ِمنَ ال َّ‬
‫ش ْي َ‬
‫حتى الشيطان أشد األعداء ال يروم عليهم! ال هي وال ولدها‪ .،‬قا َل نَ ِبي َّْللا ﷺ ﴿ك ُّل‬
‫مريم وابنَها))﴾ صحيح مسلم ‪.2366 -‬‬ ‫َ‬ ‫يوم ولدتُه أ ُّمه‪(( .‬إال‬ ‫الشيطان َ‬ ‫ُ‬ ‫سه‬‫آدم يم ُّ‬‫بني َ‬
‫وينصرا ِن ِه‬ ‫ِ‬ ‫إنسان ت ِلدُهُ أ ُّمهُ على الفطر ِة وأبواهُ‪ ،‬بعد‪ ،‬يُ َه ِودا ِن ِه‬ ‫ٍ‬ ‫قا َل نَ ِبي َّْللا ﷺ ﴿ك ُّل‬
‫يطان في ُحضني ِه ((إالَّ‬ ‫ش ُ‬ ‫إنسان تلدُهُ أ ُّمهُ يل َك ُزهُ ال َّ‬
‫ٍ‬ ‫ين ف ُمسل ٌم ك ُّل‬ ‫ويمجسانِ ِه فإن كانا ُم ْس ِل َم ِ‬ ‫ِ‬
‫مريم وابنَها))﴾ صحيح مسلم ‪.2658 -‬‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْف فَ َع َل َرب َُّك ِبـ((ـ َعا ٍد ۝ ِإ َر َم)) ذَا ِ‬ ‫عاور بين حروف مريم (رام ‪ -‬إرم)‪﴿ ،‬أَلَ ْم ت َ َر َكي َ‬
‫ْال ِع َما ِد ۝ الَّ ِتي لَ ْم يُ ْخلَ ْق ِمثْلُ َها ِفي ْال ِب َالدِ﴾ [الفجر ‪ 6 :‬ــ ‪ .،]8‬هؤالء قوم عاد الذين‬
‫ط ْشت ُ ْم‬‫ط ْشت ُ ْم َب َ‬ ‫﴿و ِإذَا َب َ‬ ‫شدُّ ِمنَّا قُ َّوة ً‪[ ﴾...‬فصلت ‪ ،]15 :‬فقال هودٌ لهم َ‬ ‫﴿‪..‬قَالُوا َم ْن أ َ َ‬
‫‪..‬ويَ ِز ْد ُك ْم قُ َّوة ً إِلَ ٰى قُ َّوتِ ُك ْم‪[ ﴾...‬هود ‪:‬‬ ‫َّارينَ ﴾ [الشعراء ‪ ]130 :‬حتى وعدهم بــ ﴿ َ‬ ‫َجب ِ‬
‫‪]!!52‬‬
‫فكانت قريتهم ﴿ ِإ َرم﴾ القوية الممتنعة!‬
‫ـــــــــــــــ قارون‪.،‬‬
‫القرن هو القوة والجمع‪ ..،‬ومنها القرون‪ ..،‬التي أهلكها اللـه‪ ،‬أي الدول العظمى‬
‫القوية الجامعة‪ ..،‬ومنه قارون‪ ..،‬تجد في سورة القصص معناها ظاهراً‪﴿ ..،‬قَا َل ِإنَّ َما‬
‫شدُّ‬ ‫ون)) َم ْن ُه َو أ َ َ‬ ‫َّللاَ قَ ْد أ َ ْهلَ َك ِم ْن قَ ْب ِل ِه ِمنَ ْ‬
‫((القُ ُر ِ‬ ‫أُوتِيتُهُ َعلَ ٰى ِع ْل ٍم ِع ْندِي أ َ َولَ ْم َي ْعلَ ْم أ َ َّن َّ‬
‫ِم ْنهُ ((قُ َّوةً)) َوأ َ ْكث َ ُر (( َج ْمعًا)) َو َال يُ ْسأ َ ُل َع ْن ذُنُو ِب ِه ُم ْال ُم ْج ِر ُمونَ ﴾ [القصص ‪]78 :‬‬
‫ــــــــــــ جبريل وميكائيل‪.،‬‬
‫شدِيد ُ‬ ‫الم‪ -‬من ( َجبَ َر) جبار‪ .،‬كان قويا (جباراً) ﴿ َعلَّ َمهُ (( َ‬ ‫سَْ‬ ‫الة َواْل َّ‬ ‫صَْ‬
‫جبريل ‪َ -‬علَيْه اْل َّ‬
‫ْالقُ َو ٰى))﴾ [النجم ‪ .،]5 :‬وكان يهلك األمم بأمر هللا‪ .،‬فكان موكالً بالجند والعذاب‪.‬‬
‫الم‪ -‬من ( َكا َل) الكي ُل الذي (يكيل) الكيل ويقسم‬ ‫سَْ‬ ‫الة َواْل َّ‬ ‫صَْ‬
‫وميكائيل أو ميكال ‪َ -‬علَيْه اْل َّ‬
‫الرســ ْول ﷺ سأل جبريل ﴿‪...‬على أي ِ‬ ‫األرزاق بإذن هللا‪ .،‬روي عن ابن عباس أن َّ‬
‫الريحِ والجنو ِد))‪ ،‬قلتُ ‪ :‬على أي ِ شيءٍ ميكائيلُ؟ قا َل‪ :‬على‬ ‫أنت؟ قا َل‪ :‬على (( ِ‬ ‫شيءٍ َ‬
‫األنفس‪﴾...‬‬ ‫ِ‬ ‫قبض‬
‫ِ‬ ‫طر))‪ ،‬قلتُ ‪ :‬على أي ِ شيءٍ ملَكُ الموتِ؟ قا َل‪ :‬على‬ ‫ت والقَ ِ‬ ‫((النَّبا ِ‬
‫السيوطي ‪ -‬الدر المنثور ‪ - 483/1 -‬إسناده حسن‪.‬‬
‫بالخبر‬
‫ِ‬ ‫وفي قصة اليهود لما سألوا النبي ﷺ ﴿‪...‬فإنَّه ليس من نبي ٍ إال له َملَ ٌك َيأتي ِه‬
‫صاحبُ َك قال‪ِ :‬جبري ُل علي ِه السال ُم قالوا‪ :‬جبري ُل ذاك الذي يَنز ُل‬ ‫ِ‬ ‫فأ َ ْخ ِب ْرنا َمن‬
‫قلت ميكائي َل الذي ينز ُل بـ((ـالرحم ِة‬ ‫عد ُُّونا لو َ‬ ‫ب)) َ‬ ‫ب والقتا ِل والعذا ِ‬ ‫بـ((ــالحر ِ‬
‫ط ِر))‪ ﴾...‬فتح الباري البن حجر ‪ - 16/8 -‬مسند أحمد ‪.161/4 -‬‬ ‫ت والقَ ْ‬ ‫والنبا ِ‬
‫ــــــــــــــــــ يحيى‪.،‬‬
‫كان يحيى ﷺ حياً‪ ،‬ألنه صدق بـ(ـكلمة هللا) الذي هو عيسى ابن مريم فأحياه هللا‬
‫َّللاَ يُبَش ُِر َك ((بِيَ ْحيَ ٰى‬‫بـ(ـتصديقه لكلمة هللا) فأحياه هللا وجعل اسمه (يحيى)‪..﴿ .،‬أ َ َّن َّ‬
‫َّللاِ))‪[ ﴾...‬آل عمران ‪]39 :‬‬ ‫ص ِدقًا بِ َك ِل َم ٍة ِمنَ َّ‬
‫ُم َ‬
‫عيسى ابن مريم هو ﴿كلمة هللا﴾‪ .،‬وكل من صدق كلمةَ َّللا (القُــرآن)‪ .،‬أحياه اللـه‪.،‬‬
‫سو ِل ِإذَا دَ َعا ُك ْم‬ ‫والقُـرآن (هو كالم َّللا) يحيي‪َ ﴿ .،‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ا ْست َ ِجيبُوا ِ َّّلِلِ َو ِل َّ‬
‫لر ُ‬
‫ِل َما ((يُ ْحيِي ُك ْم))﴾ [األنفال ‪ .،]24 :‬فمن استجاب وصدق كالم هللا‪ ،‬يحييه هللا‪ ،‬لهذا‬
‫السبب حين جاء يحيى مصدقا ً لكلمة هللا‪ ،‬ليس فقط أحياه هللا‪ ،‬بل سماه (يحيى!)‬
‫والميتِ﴾‬ ‫ِ‬ ‫َّللا ﷺ ﴿مث ُل الَّذي ((يذ ُك ُر ربَّه)) والَّذي ال يذ ُك ُر ربَّه مث ُل ((الحي ِ))‬ ‫قا َل نَ ِبي ْ ه‬
‫‪.6407‬‬ ‫‪-‬‬ ‫البخاري‬ ‫صحيح‬

‫ت الذي ال يُذ َك ُر هللاَ فيه‪ ،‬مث ُل ((الحيٍ))‬ ‫ت الذي ((يُذكر هللاَ فيه))‪ ،‬والبي ِ‬ ‫﴿مث ُل البي ِ‬
‫والميِتِ﴾ صحيح مسلم ‪.779 -‬‬
‫َيءٍ َحيٍ)) أَفَ َال يُؤْ ِمنُونَ ﴾ [األنبياء ‪:‬‬ ‫اء ُك َّل ش ْ‬‫((منَ ْال َم ِ‬ ‫﴿و َج َع ْلنَا ِ‬ ‫والماء كالقُــرآن يحيي َ‬
‫‪]30‬‬
‫ض ْال َم ْيتَةُ ((أ َ ْح َي ْينَاهَا)) َوأ َ ْخ َر ْجنَا ِم ْن َها َحبًّا فَ ِم ْنهُ َيأ ْ ُكلُونَ ﴾ [يس ‪]33 :‬‬ ‫﴿وآ َيةٌ لَ ُه ُم ْاأل َ ْر ُ‬
‫َ‬
‫َّللا‪﴿ .،‬أَلَ ْم يَأ ْ ِن ِللَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْن‬
‫ولكن ما العالقة؟ هذا الماء وليس القُــرآن!! نقول‪ .،‬قا َل ْ ه‬
‫اب ِم ْن‬‫ق)) َو َال يَ ُكونُوا َكالَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ َ‬ ‫َّللاِ َو َما نَزَ َل ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫ش َع قُلُوبُ ُه ْم ِلـ((ـ ِذ ْك ِر َّ‬‫ت َ ْخ َ‬
‫ير ِم ْن ُه ْم فَا ِسقُونَ ۝ ((ا ْعلَ ُموا)) أ َ َّن َّ‬
‫َّللاَ‬ ‫ت قُلُوبُ ُه ْم َو َكثِ ٌ‬ ‫س ْ‬ ‫طا َل َعلَ ْي ِه ُم ْاأل َ َمدُ فَقَ َ‬‫قَ ْب ُل فَ َ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ ﴾ [الحديد ‪ 16 :‬ـ ‪]17‬‬ ‫ض َب ْعدَ َم ْوتِ َها قَ ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم ْاآل َيا ِ‬ ‫((يُ ْح ِيي)) ْاأل َ ْر َ‬
‫اخت َ َلفُوا ِفي ِه َو ُهدًى َو َر ْح َمةً ِلقَ ْو ٍم‬ ‫اب)) ِإ َّال ِلت ُ َب ِينَ َل ُه ُم الَّذِي ْ‬ ‫﴿و َما أ َ ْنزَ ْلنَا َعلَي َْك ْ‬
‫((ال ِكت َ َ‬ ‫َ‬
‫ٰ‬
‫ض َب ْعدَ َم ْو ِت َها ِإ َّن ِفي ذَ ِل َك‬ ‫اء (( َما ًء فَأ َ ْح َيا)) ِب ِه ْاأل َ ْر َ‬ ‫س َم ِ‬‫َّللاُ أ َ ْنزَ َل ِمنَ ال َّ‬‫يُؤْ ِمنُونَ ۝ َو َّ‬
‫َآليَةً ِلقَ ْو ٍم ((يَ ْس َمعُونَ ))﴾ [النحل ‪ 64 :‬ــ ‪]65‬‬
‫فكالم اللـه يحيي‪ ،‬فـتكون ((حياً))‪ ،‬كما أن الماء ((يحيي)) األرض بعد موتها!!‬
‫اب ِبقُ َّوةٍ‬ ‫مالحظة‪ :‬هناك آية عجيبة عن يحيى ﷺ؛ قال اللـه عنه ﴿ َيا َي ْح َي ٰى ُخ ِذ ْال ِكت َ َ‬
‫صبِيًّا)) ۝ َو َحنَانًا ِم ْن لَدُنَّا َوزَ َكاة ً َو َكانَ ت َ ِقيًّا ۝ َو َب ًّرا ِب َوا ِلدَ ْي ِه َولَ ْم‬ ‫(( َوآت َ ْينَاهُ ْال ُح ْك َم َ‬
‫ث َحيًّا﴾ [مريم ‪12 :‬‬ ‫س َال ٌم َعلَ ْي ِه يَ ْو َم ُو ِلدَ َويَ ْو َم يَ ُموتُ َويَ ْو َم يُ ْبعَ ُ‬ ‫صيًّا ۝ َو َ‬ ‫يَ ُك ْن َجب ً‬
‫َّارا َع ِ‬
‫ـ ‪]15‬‬
‫اإلحكام والمنعة! قال‬ ‫الحكم هنا ليس ما يتبادر للفهم أنه ال ُملك والسيادة! بل هو من ِ‬
‫ير﴾ [هود ‪]1 :‬‬ ‫ت ِم ْن لَد ُْن (( َح ِك ٍيم)) َخ ِب ٍ‬ ‫صلَ ْ‬ ‫ت)) آ َياتُهُ ث ُ َّم فُ ِ‬ ‫اب ((أ ُ ْح ِك َم ْ‬ ‫اللـه ﴿الر ِكت َ ٌ‬
‫اط ُل‬ ‫﴿ال يَأْتِي ِه ْالبَ ِ‬ ‫أي أن هذا الكتاب منيع ال يدخله الباطل وال يتبدل وال يتغير؛ قال اللـه َ‬
‫ِم ْن بَي ِْن يَدَ ْي ِه َو َال ِم ْن خ َْل ِف ِه ت َ ْن ِزي ٌل ِم ْن (( َح ِك ٍيم)) َح ِميدٍ﴾ [فصلت ‪]42 :‬‬
‫ص ِبيًّا))﴾ فالصبي‬ ‫﴿‪..‬وآت َ ْينَاهُ ْال ُح ْك َم (( َ‬ ‫الحكم كذلك تفهمه مما يقابله ويضاده في اآلية َ‬
‫هو المتفلت‪ ،‬الغير مستقر‪ ،‬لهذا يقال عن الصغير الغير متحكم صبي؛ وقال يوسف‬
‫ب))‬ ‫ص ُ‬ ‫ع ِني َك ْيدَ ُه َّن ((أ َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫عونَ ِني ِإلَ ْي ِه َو ِإ َّال ت َ ْ‬‫ي ِم َّما َي ْد ُ‬ ‫ب الس ِْج ُن أ َ َحبُّ ِإلَ َّ‬ ‫ﷺ ﴿قَا َل َر ِ‬
‫إِلَ ْي ِه َّن َوأ َ ُك ْن ِمنَ ْال َجا ِه ِلينَ ﴾ [يوسف ‪]33 :‬‬
‫آدم إال قد أخطأ َ أو َه َّم‬ ‫سول َّللا ﷺ عن يحيى ﷺ ﴿ما من أ َ َح ٍد من َولَ ِد َ‬ ‫فلهذا قال ر ُ‬
‫بن‬ ‫يونس ِ‬ ‫َ‬ ‫خير من‬ ‫بخطيئ ٍة ((ليس يحيَى بنَ زكريا)) وما ينبغي أل َ َح ٍد أن يقو َل‪ :‬أنا ٌ‬
‫َمتَّى﴾ أحمد شاكر ‪ -‬مسند أحمد ‪ - 80/4 -‬إسناده صحيح‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــ يونس‪.،‬‬
‫يونس من المؤانسة‪ .،‬أي الرؤية‪ .،‬كان يونس ﷺ (يأنس) يأنس أي يرى‪ ،‬ففي قصة‬
‫َارا‪[ ﴾...‬طه ‪ .،]10 :‬من‬ ‫َارا فَقَا َل ِأل َ ْه ِل ِه ْام ُكثُوا إِنِي ((آنَ ْستُ )) ن ً‬ ‫موسى ﴿ ِإ ْذ (( َرأ َ ٰى)) ن ً‬
‫قال (( َرأ َ ٰى))؟ ومن قال ((آنَ ْستُ ))؟‬
‫((رأ َ ٰى))‪ .،‬وقول اللـه أحق أبين من كالم‬ ‫موسى قال ((آنَ ْستُ ))‪ .،‬لكن اللـه قال لك َ‬
‫موسى ﷺ‪.‬‬
‫س ْلنَاهُ ِإلَ ٰى ِمائ َ ِة أ َ ْلفٍ أ َ ْو يَ ِزيدُونَ‬ ‫﴿وأ َ ْر َ‬
‫قوم يونس ﷺ آنسوا آيةً من آيات هللا فآمنوا كلهم َ‬
‫ين﴾ [الصافات ‪]148 :‬‬ ‫۝ فَآ َمنُوا فَ َمت َّ ْعنَا ُه ْم ِإلَ ٰى ِح ٍ‬
‫ت َعلَ ْي ِه ْم‬ ‫َّللاِ فَت َ ُكونَ ِمنَ ْالخَا ِس ِرينَ ۝ ِإ َّن الَّذِينَ َحقَّ ْ‬ ‫ت َّ‬ ‫﴿و َال ت َ ُكون ََّن ِمنَ الَّذِينَ َكذَّبُوا ِبآ َيا ِ‬ ‫َ‬
‫يم ۝ فَلَ ْو َال‬ ‫اب ْاأل َ ِل َ‬‫َك ِل َمتُ َربِ َك َال يُؤْ ِمنُونَ ۝ َولَ ْو َجا َءتْ ُه ْم ُك ُّل آيَ ٍة (( َحت َّ ٰى يَ َر ُوا)) ْالعَذَ َ‬
‫س لَ َّما آ َمنُوا‪[ ﴾...‬يونس ‪]98 :‬‬ ‫َت فَنَفَعَ َها إِي َمانُ َها إِ َّال قَ ْو َم يُونُ َ‬ ‫َت قَ ْريَةٌ آ َمن ْ‬ ‫َكان ْ‬
‫الرؤية والمآنسة‪.،‬‬
‫الظا ِل ِمينَ ﴾؟؟ في الظلمات‪ ،‬حين‬ ‫س ْب َحان ََك ِإ ِني ُك ْنتُ ِمنَ َّ‬ ‫ت ُ‬ ‫﴿ال ِإ َلهَ ِإ َّال أ َ ْن َ‬‫يونس متى قال َ‬
‫آنس بعينه‪ ،‬آنس العذاب والهالك في بطن الحوت‪ ،‬فتاب ورجع لربه واعترف بظلمه‬
‫الظا ِل ِمينَ ﴾‪ .،‬قوم يونس كذلك مثله‪ .،‬آنسوا العذاب أي رأوه‪ ،‬فآمنوا‬ ‫﴿إِنِي ُك ْنتُ ِمنَ َّ‬
‫كلهم أجمعون‪ .،‬والعجيب أن سورة يونس فيها اآلية التي تبشر المؤمنين برؤية هللا‪.،‬‬
‫اب‬
‫ص َح ُ‬‫((و ِزيَادَةٌ)) َو َال يَ ْره َُق ُو ُجو َه ُه ْم قَت َ ٌر َو َال ذِلَّةٌ أُو ٰلَئِ َك أ َ ْ‬ ‫سنُوا ْال ُح ْسن َٰى َ‬ ‫﴿ ِللَّذِينَ أ َ ْح َ‬
‫ْال َجنَّ ِة ُه ْم فِي َها خَا ِلدُونَ ﴾ [يونس ‪ .،]26‬والزيادة رؤية هللا كما ذكر النبي ﷺ‪ ،‬والسورة‬
‫كلها مدارها على الرؤية‪.،‬‬
‫ــــــــــ سليمان‪.،‬‬
‫الذي أسلم له كل شيء بإذن هللا‪ ،‬اإلنس والجن والحجر والشجر والريح‪ .،‬أوتينا من‬
‫ي َوأْتُونِي (( ُم ْس ِل ِمينَ ))﴾ [النمل‬ ‫كل شيئ‪ ...،‬آتيناه من كل شيئ سببا‪﴿ ...،‬أ َ َّال ت َ ْعلُوا َعلَ َّ‬
‫‪ ..،]31 :‬كان سليمان ﷺ محاربا مقاتالً من أجل (اإلسالم‪).‬‬
‫سلَ ْي َمانَ )) ِ َّّلِلِ‪[ ﴾...‬النمل ‪ .،]44 :‬فمن‬ ‫((وأ َ ْسلَ ْمتُ َم َع ُ‬ ‫ظلَ ْمتُ نَ ْفسِي َ‬ ‫ب إِنِي َ‬ ‫ت َر ِ‬ ‫﴿‪...‬قَالَ ْ‬
‫االسالم واالستسالم كان اسمه (سليمان‪).‬‬
‫ــــــــــــــ داوود‪.،‬‬
‫داوود ﷺ كان كذلك محارباً‪ .،‬والمحارب يلزمه الصوت العال المدوي‪ .،‬إسم داوود‬
‫من ((الدوي)) أي الصوت العال الجهير‪ .،‬الذي ينتشر في كل األرجاء‪ ،‬يصل‬
‫ألقصى صدى وحد‪ ..،‬وهذا يفسر سبب تسبيح الجبال والطير معه‪ ،‬ويفسر معنى‬
‫مزامير داوود‪ ..‬أن كان لداوود دويا ً وصوتا ً عجيبا ً ال يعلمه كثير من الناس!‬
‫عن طلحة بن عبيد هللا قال "جاء رجل إلى رسول هللا ﷺ‪ ،‬من أهل نجد‪ ،‬ثائر الرأس‪،‬‬
‫((يسمع دوي صوته))‪ ،‬وال نفقه ما يقول‪ ،‬حتى دنا‪ ،‬فإذا هو يسأل عن اإلسالم‪ ،‬فقال‬
‫له رسول هللا ﷺ ‪ :‬خمس صلوات في اليوم والليلة‪﴾......،‬‬
‫أخرجه مالك‪ ،‬وأحمد‪ ،‬والدارمي‪ ،‬والبخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والبزار‪،‬‬
‫وابن الجارود‪ ،‬وابن خزيمة‪ ،‬وابن حبان‪.‬‬
‫والصوت العالي في الحرب يعني الكثير‪.،‬‬
‫ص ْوتُ أبي طلحةَ في ال َجي ِْش ٌ‬
‫خير‬ ‫سول َّللا ﷺ أنه قال عن أبي طلحة ﴿لَ َ‬ ‫روي عن ر ُ‬
‫من فِئَةٍ﴾ السلسلة ‪ - 1916 -‬إسناده صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫ألف رج ٍل﴾ صحيح الجامع ‪.5081 -‬‬ ‫خير ِم ْن ِ‬ ‫الجيش ٌ‬ ‫ِ‬ ‫صوتُ أبي طلحةَ في‬ ‫﴿لَ ْ‬
‫وقد قال النبي ﷺ ألبي موسى األشعري حين سمعه يتغنى بالقرآن ﴿لو رأيتني وأنا‬
‫مزامير آ ِل داودَ))﴾ صحيح مسلم‬ ‫ِ‬ ‫((مزمارا من‬
‫ً‬ ‫أستم ُع لقراء ِت َك البارحةَ! لقد أ ُ َ‬
‫وتيت‬
‫الم له عالقة بالصوت!‬ ‫سَْ‬ ‫صَْ‬
‫الة َواْل َّ‬ ‫‪ .،793 -‬فاسم داوود َعلَيْه اْل َّ‬
‫بالقرآن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫حسن الصوتِ‪ ،‬يتغنَّى‬ ‫ِ‬ ‫وقال النبي ﷺ مرة ً ﴿ما أذِن هللاُ لشيءٍ ‪ ،‬ما أذِنَ لنبي ٍ‬
‫صَْ‬
‫الة‬ ‫يجهر به﴾ صحيح مسلم ‪ .792 -‬واللـه أعلم‪ .،‬أن هذا النبي هو داود َعلَيْه اْل َّ‬ ‫ُ‬
‫الم‪.‬‬ ‫سَْ‬ ‫َواْل َّ‬
‫ــــــــــ ذو القرنين‪.،‬‬
‫الذي ملك (أو جمع) ما بين كل قوى األرض جمعاء‪ ،‬اإلنس والجن‪ ،‬فهما قرنان‪ ،‬أو‬
‫يكون الذي قرن بين مشرق األرض ومغربها جميعاً‪.،‬‬
‫ــــــــــ لقمان‪.،‬‬
‫باّلِل‪ ،‬وأال تتكبر على الناس‪.،‬‬ ‫ي يوصي ((ويُلقم)) ابنه ويلقنه أال تشرك ه‬ ‫نب ٌ‬
‫ــــــــــ الخضر‪.،‬‬
‫اللون األخضر هو لون الحياة‪ .،‬فهو المحيي بإذن هللا‪ .،‬كالذي مر على قرية قال أن‬
‫يحيي هللا هذه بعد موتها؟ فأماته هللا ثم أحياه وأحيى به أهل القرية هو نفسه الخضر‪.،‬‬
‫تهتز من‬ ‫الخض َر أنه جلس على فروةٍ بيضا َء‪ ،‬فإذا هي ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّللا ﷺ‪﴿ .،‬إنما سمي‬ ‫قا َل نَ ِبي ْ ه‬
‫خل ِفه خضراء﴾ صحيح البخاري ‪ .،3402 -‬أي كانت أرض ميتة فأحياها هللا فسمي‬
‫ُخضر فهو من الحياة واإلحياء‪.،‬‬
‫ــــــــــ عمران‪.،‬‬
‫من طول العمر‪ ،‬طال عمره وعاش دهرا ً طويالً حتى اتسم بهذا االسم‪ .،‬فهو‬
‫((معمر)) في األرض‪.،‬‬
‫ــــــــــ يعقوب‪.،‬‬
‫الذي ((يعقب عقبه)) أي بنيه‪ .،‬طال عمره حتى كان أعقابه يموتون ويبقى هو يعقبهم‬
‫من بعدهم‪ .،‬وهو نفسه عمران الذي عمر في األرض كما عمر نوح‪ .،‬وال خالف أن‬
‫يعقوب هو إسرائيل نفسه‪ .،‬وقد جمع هللا أربعة أنبياء في آيتين تكررتا في القُــرآن‪.،‬‬
‫في آية ذكر هللا إسرائيل بهذا االسم (الذي هو يعقوب)‪ ،‬وفي اآلية األخرى ذكر‬
‫عمران‬
‫علَى ْالعَالَ ِمينَ ۝‬ ‫يم) َوآ َ َل (( ِع ْم َرانَ )) َ‬ ‫(ونُو ًحا) َوآ َ َل (إِب َْرا ِه َ‬ ‫طفَى (آَدَ َم) َ‬ ‫ص َ‬ ‫َّللاَ ا ْ‬‫﴿إِ َّن َّ‬
‫س ِمي ٌع َع ِلي ٌم﴾ [آل عمران ‪ 33 :‬ــ ‪]34‬‬ ‫ض)) َو َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ض َها ِم ْن بَ ْع ٍ‬ ‫ذُ ِريَّةً ((بَ ْع ُ‬
‫في هذه اآلية اجتمع ‪ 4‬أنبياء‪ .،‬آدم‪ ،‬ونوح‪ .،‬وإبراهيم وعمران‪ .،‬في اآلية التالية‬
‫اجتمعوا مرة أخرى‪ .،‬ولكن بدل عمران ذُكر إسرائيل الذي هو يعقوب‪.،‬‬
‫﴿أُولَئِ َك الَّذِينَ أ َ ْنعَ َم َّ‬
‫َّللاُ َعلَ ْي ِه ْم ِمنَ النَّبِيِينَ ِم ْن ذُ ِريَّ ِة (آَدَ َم) َو ِم َّم ْن َح َم ْلنَا َم َع (نُوحٍ) َو ِم ْن‬
‫اجتَبَ ْينَا ِإذَا تُتْلَى َعلَ ْي ِه ْم آَيَاتُ َّ‬
‫الر ْح َم ِن‬ ‫((وإِ ْس َرائِي َل)) َو ِم َّم ْن َهدَ ْينَا َو ْ‬ ‫يم) َ‬ ‫ذُ ِريَّ ِة ( ِإب َْرا ِه َ‬
‫س َّجدًا َوبُ ِكيًّا﴾ [ َم ْريَم ‪]58 :‬‬ ‫خ َُّروا ُ‬
‫ومعلوم أن إسرائيل هو يعقوب‪ .،‬فيكون هو هو عمران ويعقوب وإسرائيل‪ .،‬واآلية‬
‫األولى كانت في سورة األب (آل عمران)‪ .،‬أما األخرى فكانت في سورة البنت‬
‫(مريم)‪.،‬‬
‫فيكون يعقوب أبويوسف هو نفسه عمران أبومريم‪.،‬‬
‫ت ْام َرأَتِي َعاقِ ًرا فَ َهبْ ِلي ِم ْن لَدُ ْن َك َو ِليًّا ۝‬ ‫ي ِم ْن َو َرائِي َو َكانَ ِ‬ ‫﴿و ِإنِي ِخ ْفتُ ْال َم َوا ِل َ‬ ‫َ‬
‫ضيًّا﴾ [مريم ‪ 5 :‬ــ ‪]6‬‬ ‫ب َر ِ‬ ‫ْ‬
‫اج َعلهُ َر ِ‬ ‫وب)) َو ْ‬‫ث ِم ْن آ ِل َي ْعقُ َ‬ ‫(( َي ِرث ُ ِني َو َي ِر ُ‬
‫يرثني‪ .،‬عن نفسه أي زكريا‪ .،‬ويرث من آل يعقوب‪ .،‬من طرف زوجه‪ .،‬ابنة عمران‬
‫(أخت مريم)‪ .،‬هو يعقوب نفسه‪.،‬‬
‫ومن حديث العروج ‪﴿ ....‬ثم عرج بنا إلى السماء الثانية‪ ،‬فاستفتح جبريل‪ ،‬فقيل‪ :‬ومن‬
‫أنت؟ قال‪ :‬جبريل‪ ،‬فقيل‪ :‬ومن معك؟ قال‪ :‬محمد‪ ،‬فقيل‪ :‬وقد أرسل إليه؟ قال‪ :‬قد أرسل‬
‫إليه‪ ،‬قال‪ :‬ففتح لنا‪ ،‬فإذا أنا ((بابني الخالة يحيى وعيسى))‪ ،‬فرحبا‪ ،‬ودعوا لي بخير‪،‬‬
‫ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة‪ ،‬فاستفتح جبريل‪ ﴾...... ،‬أخرجه ابن أبي شيبة‪ ،‬وأحمد‪،‬‬
‫وعبد بن حميد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫فطالما هما ابنا خالة‪ ،‬فجدهم واحد‪ .،‬هو عمران ﷺ وحده جد عيسى ﷺ من أمه‪ ،‬ألنه‬
‫ال أب له‪ .،‬فيكون عمران هو كذلك جد يحيى ﷺ‪.‬‬
‫ث ِم ْن‬ ‫والحظ‪ .،‬اآلية رقم ‪ 6‬في سورة البنت (مريم) ذكر [آل يعقوب]‪﴿ .،‬يَ ِرثُنِي َويَ ِر ُ‬
‫ضيًّا﴾ [مريم ‪]6‬‬ ‫ب َر ِ‬ ‫اج َع ْلهُ َر ِ‬ ‫وب َو ْ‬ ‫آ ِل يَ ْعقُ َ‬
‫﴿و َك ٰذَ ِل َك َي ْجت َ ِب َ‬
‫يك‬ ‫اذهب لسورة ابن يعقوب (يوسف أخو مريم) اآلية رقم ‪ 6‬ذكر فيه‪َ ..،‬‬
‫وب)) َك َما أَت َ َّم َها‬ ‫َرب َُّك َويُ َع ِل ُم َك ِم ْن تَأ ْ ِوي ِل ْاأل َ َحادِي ِ‬
‫ث َويُتِ ُّم ِن ْع َمتَهُ َعلَي َْك َو َعلَ ٰى ((آ ِل يَ ْعقُ َ‬
‫يم َوإِ ْس َحاقَ ِإ َّن َرب ََّك َع ِلي ٌم َح ِكي ٌم﴾ [يوسف ‪]6‬‬ ‫َعلَ ٰى أ َ َب َوي َْك ِم ْن قَ ْب ُل ِإب َْرا ِه َ‬
‫﴿و َجعَلَ َها َك ِل َمةً بَاقِيَةً فِي َع ِقبِ ِه لَ َعلَّ ُه ْم يَ ْر ِجعُونَ ﴾‬
‫يعقوب من العقب‪ .،‬الذي يعقب بنيه‪َ .،‬‬
‫يتر ْك َع ِقبًا‪ ،‬وكان ب ْد ِريًّا﴾‬ ‫[الزخرف ‪ .،]28 :‬عن أنس بن مالك‪﴿ .،‬مات أبو زي ٍد ولم ُ‬
‫صحيح البخاري ‪.3996 -‬‬
‫فيعقوب وعمران‪ .،‬اسمان متقاربان في المعنى‪ ،‬فهما شخص واحد‪ .،‬ومما يؤيد هذا‬
‫ت‬ ‫أن مريم ابنة عمران‪ .،‬هي اخت هارون (أخو موسى بن عمران)‪ .،‬اآلية‪﴿ .،‬يَا ((أ ُ ْخ َ‬
‫َت أ ُ ُّم ِك بَ ِغيًّا﴾ [مريم ‪].28 :‬‬ ‫وك ْام َرأ َ َ‬
‫س ْوءٍ َو َما َكان ْ‬ ‫َارونَ )) َما َكانَ أَبُ ِ‬ ‫ه ُ‬
‫ي بي على ((موسى‬ ‫وموسى كذلك إبن عمران!‪ .،‬قا َل نَ ِبي َّْللا ﷺ ﴿مررتُ ليلةَ أ ُ ْس ِر َ‬
‫شنُو َءة َ‪ ﴾....‬صحيح مسلم ‪.165 -‬‬ ‫بن عمرانَ )) رج ٌل آد ُم طوا ٌل َج ْعد ٌ‪ .‬كأنَّهُ من رجا ِل َ‬ ‫ِ‬
‫ومريم كذلك أخت هارون (اخو موسى)! أبوهم واحد‪ ،‬ولو كانوا في أزمان متفرقة‪،‬‬
‫فأبوهم كان معمرا ً في األرض‪ .،‬وبهذه تحل مشكلة األوقات المتفرقة‪....،‬‬
‫ــــــــــ إسحاق‪.،‬‬
‫الذي جاء بعد البعيد ((السحيق))‪ ،‬أتى بعد أن شاخ أبوه وعجزت أمه‪ .،‬كان هبة‬
‫عظيمة من هللا إلبراهيم‪ ،‬وزيادة على ذلك أنه نبي‪ ،‬وزيادة على ذلك ذرية طويلة‬
‫سحيقة كلهم أنبياء ستأتي بعد من ابنه إسحاق‪ .،‬ففي كل مرة يذكر هللا إسحاق‪ ،‬يذكر‬
‫وب))‬ ‫﴿و َو َه ْبنَا لَهُ ((إِ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬ ‫َّللا َ‬‫ذريته المباركة‪ ،‬نسل األنبياء من بعده‪ .،‬فمثالً قا َل ْ ه‬
‫س ٰى‬ ‫ف َو ُمو َ‬ ‫س َ‬ ‫ُّوب َويُو ُ‬ ‫سلَ ْي َمانَ َوأَي َ‬ ‫((و ِم ْن ذُ ِريَّتِ ِه دَ ُاوودَ َو ُ‬ ‫ُك ًّال َهدَ ْينَا َونُو ًحا َهدَ ْينَا ِم ْن قَ ْب ُل َ‬
‫اس ُك ٌّل ِمنَ‬ ‫س ٰى َو ِإ ْل َي َ‬ ‫َارونَ َو َك ٰذَ ِل َك ن َْج ِزي ْال ُم ْح ِسنِينَ ۝ َوزَ َك ِريَّا َو َي ْح َي ٰى َو ِعي َ‬ ‫َوه ُ‬
‫طا َو ُك ًّال فَض َّْلنَا َعلَى ْال َعالَ ِمينَ ۝ َو ِم ْن‬ ‫س َولُو ً‬ ‫س َع َويُونُ َ‬ ‫صا ِل ِحينَ ۝ َو ِإ ْس َما ِعي َل َو ْاليَ َ‬ ‫ال َّ‬
‫ص َراطٍ ُم ْست َ ِق ٍيم﴾ [األنعام ‪ 84‬ــ‬ ‫اجتَبَ ْينَا ُه ْم)) َو َهدَ ْينَا ُه ْم إِلَ ٰى ِ‬ ‫آبَائِ ِه ْم َوذُ ِريَّاتِ ِه ْم َوإِ ْخ َوانِ ِه ْم َو ْ‬
‫‪]87‬‬
‫تخيل كل هذا الخير العميق السحيق لذرية عاشت عقودا ً ممتدة كانت من وراء‬
‫إسحاق‪ ،‬وكلهم أنبياء‪ .،‬ولم تكن من ابنه اآلخر إسماعيل‪ .،‬إنما كان من اسماعيل نبينا‬
‫محمد ﷺ لوحده بعد عقود‪ .،‬وال يعلم جدا ً من أجداد النبي ﷺ كان نبيا سوى إسماعيل‬
‫بن إبراهيم‪.،‬‬
‫العجيب أنه لم يأت ذكر إلسحاق إال وكانت ذريته معه‪ .،‬نافلة وهبة من هللا البراهيم‪.،‬‬
‫اب)) َوآت َ ْينَاهُ أ َ ْج َرهُ فِي‬ ‫وب َو َج َع ْلنَا فِي ذُ ِريَّتِ ِه النُّبُ َّوة َ َو ْال ِكت َ َ‬ ‫﴿و َو َه ْبنَا لَهُ (( ِإ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬ ‫ــ َ‬
‫صا ِل ِحينَ ﴾ [العنكبوت ‪.،]27‬‬ ‫ال َّ‬ ‫َوإِنَّهُ فِي ا ْآل ِخ َرةِ لَ ِمنَ‬ ‫الدُّ ْن َيا‬
‫وب َو ُك ًّال َج َع ْلنَا نَبِيًّا‬ ‫((و َه ْبنَا لَهُ إِ ْس َحاقَ َو َي ْعقُ َ‬ ‫َّللاِ َ‬ ‫ُون َّ‬‫ــ ﴿فَلَ َّما ا ْعت َزَ لَ ُه ْم َو َما يَ ْعبُدُونَ ِم ْن د ِ‬
‫ق َع ِليًّا﴾ [مريم ‪ 49‬ــ ‪.،]50‬‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫سانَ ِ‬ ‫۝ َو َو َه ْبنَا لَ ُه ْم ِم ْن َر ْح َمتِنَا)) َو َجعَ ْلنَا لَ ُه ْم ِل َ‬
‫صا ِل ِحينَ ۝ َو َجعَ ْلنَا ُه ْم أَئِ َّمةً))‬ ‫وب نَافِلَةً َو ُك ًّال َجعَ ْلنَا َ‬ ‫﴿و َو َه ْبنَا لَهُ ((إِ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬ ‫ــ َ‬
‫‪.،]73‬‬ ‫ــ‬ ‫‪72‬‬ ‫[األنبياء‬ ‫ِبأ َ ْم ِرنَا‪﴾..‬‬ ‫يَ ْهدُونَ‬
‫وب)) ۝‬ ‫اء ِإ ْس َحاقَ يَ ْعقُ َ‬ ‫ش ْرنَاهَا ِبإ ِ ْس َحاقَ َو ِم ْن َو َر ِ‬ ‫ت ((فَبَ َّ‬ ‫﴿و ْام َرأَتُهُ قَائِ َمةٌ فَ َ‬
‫ض ِح َك ْ‬ ‫ــ َ‬
‫يب ۝ قَالُوا‬ ‫َي ٌء َع ِج ٌ‬ ‫ش ْي ًخا ِإ َّن ٰ َهذَا لَش ْ‬ ‫وز َو ٰ َهذَا َب ْع ِلي َ‬ ‫ت َيا َو ْيلَت َ ٰى أَأ َ ِلدُ َوأَنَا َع ُج ٌ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫َّللاِ َو َب َر َكاتُهُ َعلَ ْي ُك ْم أ َ ْه َل ْال َب ْيتِ)) ِإنَّهُ َح ِميدٌ َم ِجيدٌ﴾ [هود‬ ‫َّللاِ (( َر ْح َمتُ َّ‬ ‫أَت َ ْع َج ِبينَ ِم ْن أ َ ْم ِر َّ‬
‫‪]73‬‬ ‫ــ‬ ‫‪71‬‬
‫ار ْكنَا‬‫صا ِل ِحينَ ۝ َوبَ َ‬ ‫ش ْرنَاهُ ((بِإ ِ ْس َحاقَ نَبِيًّا ِمنَ ال َّ‬ ‫ــ ﴿إِنَّهُ ِم ْن ِعبَا ِدنَا ْال ُمؤْ ِمنِينَ ۝ َوبَ َّ‬
‫ين﴾ [الصافات ‪ 111‬ــ‬ ‫ظا ِل ٌم ِلنَ ْف ِس ِه ُم ِب ٌ‬
‫ِن َو َ‬ ‫َعلَ ْي ِه َو َعلَ ٰى ِإ ْس َحاقَ َو ِم ْن ذُ ِريَّتِ ِه َما)) ُم ْحس ٌ‬
‫‪]113‬‬
‫ــــــــــ زكريا‪.،‬‬
‫ب‬
‫الزكر النفخ‪ ،‬دعا ربه دعوة واحدة ((فنفخ هللا له بطنين)) بهذه الدعوة ﴿‪ ...‬قا َل َر ِ‬
‫َّللاَ يُبَش ُِر َك‬ ‫ُّعاء ۝ فَنادَتهُ ال َمالئِ َكةُ ‪ ....‬أ َ َّن َّ‬ ‫سمي ُع الد ِ‬ ‫ط ِيبَةً ِإنَّ َك َ‬ ‫ُنك ذُ ِريَّةً َ‬ ‫هَب لي ِمن لَد َ‬
‫َّللاَ يُبَش ُِر ِك ِب َك ِل َم ٍة ِمنهُ اس ُمهُ ال َمسي ُح‬ ‫ت ال َمالئِ َكةُ يا َمريَ ُم إِ َّن َّ‬ ‫ِبيَحيى‪ ....‬ثم‪ِ ....‬إذ قالَ ِ‬
‫سى اب ُن َمر َي َم ‪[ ﴾...‬آل عمران‪ .،]45 :‬بطنين من االستحالة أن ينتفخا‪ ..،‬امرأة‬ ‫عي َ‬
‫عجوز عاقر حملت بإبنه يحيى‪ ،‬وبنت صغيرة عذراء لم يمسسها بشر كان يكفلها‬
‫زكريا‪ .،‬جائت بعيسى!‪..،،‬‬
‫ــــــــــ هارون‪.،‬‬
‫من الهر‪ ،‬وال َهر الدفاع والصد والمساندة‪ ،‬أي الذي يكون بجانبك يساندك‪ ،‬والهر‬
‫السنور (القط)‪ ،‬وهاروت من ذات الجذر (وسنفصل فيه)‪ .،‬هي ردة الفعل التي تراها‬
‫عند ال ِهر إذا اقتربت من صغارها أو حاولت إيذاءها‪ ،‬فتراه مكشرا هارا ً بوجهك‪..،‬‬
‫زيرا ِمن أَهلي ۝ هارونَ أ َ ِخي ۝ ((اشدُد بِ ِه‬ ‫﴿واجعَل لي َو ً‬ ‫وهذا لقب أخو موسى؛ َ‬
‫ب ِإني أ َ ُ‬
‫خاف‬ ‫أَزري))﴾ [طه‪ 29 :‬ـ ‪ .،]31‬موسى كان يخشى من قومه اثنتين؛ ﴿قا َل َر ِ‬
‫لون﴾‪ .،‬فاستجاب هللا له من يسنده فيكون‬ ‫خاف أَن يَقت ُ ِ‬ ‫نب فَأ َ ُ‬ ‫ي ذَ ٌ‬‫علَ َّ‬
‫﴿ولَ ُهم َ‬
‫ِبون﴾‪َ .،‬‬ ‫أَن يُ َكذ ِ‬
‫على يمينه‪ ،‬يهب للدفاع عنه عند الحاجة‪ ،‬فكان هو الرجل الذي جاء يسعى من أقصى‬
‫المدينة يحذر أخاه موسى من عزم القوم على قتله‪ ،‬وكان هو الذي هب لتصديقه حين‬
‫ؤم ٌن ِمن آ ِل ِفر َعونَ َيكت ُ ُم إيمانَهُ ۝ أَتَقتُلونَ َر ُج ًال‬ ‫﴿وقا َل َر ُج ٌل ُم ِ‬ ‫كذبه قومه فقال؛‪َ .‬‬
‫ت ِمن َربِ ُكم ۝ َوإِن يَكُ كا ِذبًا فَعَلَي ِه َك ِذبُهُ ۝‬ ‫َّللاُ ۝ َوقَد جا َء ُكم بِالبَيِنا ِ‬ ‫ي َّ‬‫أَن يَقو َل َربِ َ‬
‫اب﴾‬ ‫ف َكذ ٌ‬ ‫سر ٌ‬‫َّللاَ ال يَهدي َمن هُ َو ُم ِ‬ ‫عض الَّذي يَ ِعدُ ُكم إِ َّن َّ‬ ‫صب ُكم بَ ُ‬ ‫َو ِإن يَكُ صا ِدقًا يُ ِ‬
‫[غافر‪]28 :‬‬
‫ــــــــــ هاروت‪.،‬‬
‫قلنا أن هر مساندة‪ .،‬فما هو موضع هاروت؟ جاء سياق اآليات في ذكر الملكين‬
‫هاروت وماروت بعد ذكر وزيرا األنبياء (إسناد) جبريل وميكال‪ ،‬في سورة البقرة‪،‬‬
‫يحذر هللا به الناس (سيما اليهود) من التعدي والتطاول عليهما فقال‪َ ﴿ .،‬من كانَ َعد ًُّوا‬
‫َّللاَ َعد ٌُّو ِللكافِرينَ ﴾‪ .،‬بعدها بين هللا لنا‬‫((و ِجبري َل َوميكا َل)) فَإ ِ َّن َّ‬ ‫ِ َّّلِلِ َو َمالئِ َكتِ ِه َو ُر ُ‬
‫س ِل ِه َ‬
‫حال المكذبين بما أنزل هللا على أنبيائه عن طريق هذان الوزيران‪ ،‬حتى أتى لنا بمثال‬
‫لهؤالء الكافرين المكذبين فساق لنا حال بني اسرائيل مع سليمان‪ .،‬فمن البديهي أن‬
‫نفهم أن الملكين الذين مع سليمان ينزالن بالوحي من هللا هما الذين ذكرهما هللا في‬
‫ذات السياق وهما (هاروت وماروت) جبريل وميكال‪ ..،‬فيكون هاروت هو سند‬
‫ورفيق ماروت‪ ،‬كما كان هارون سند ورفيق موسى‪..‬‬
‫يُنزل هللا جبريل فيتبعه ميكال صاحب القطر والكيل‪ ،‬فإن فاء الناس لربهم واستكانوا‬
‫نزل ميكال فأسقاهم وأمطرهم بإذن هللا‪ .،‬وإن كذبوا واستكبروا نزل ميكائيل فأجدبهم‬
‫وأقحطهم بأمر هللا‪ ..،‬فهاروت تبع لماروت جبريل‪ ،‬وزيره وسنده‪.‬‬
‫ــــــــ ماروت‪.،‬‬
‫هو جبريل‪ .،‬ماروت ال ُمر‪ ،‬والمر الشدة والقوة‪ .،،‬فمثال‪ ،‬إذا استطعم أحدنا شيئا ً فوجده‬
‫ي ثقي ٌل ال أطيقه‪ .،‬ولننظر ماذا سما هللا‬ ‫شديدا ً قال هو ( ُمر) أي شديدٌ على لساني‪ ،‬قو ٌ‬
‫ي يوحى ۝ َعلَّ َمهُ ((شَديدُ القُوى‬ ‫جبريل في موضع آخر في كتابه‪ِ ﴿ .،‬إن ُه َو ِإال َوح ٌ‬
‫۝ ذو ِم َّر ٍة)) فَاستَوى﴾ [النجم‪ 4 :‬ــ ‪]6‬‬
‫ــــــــــ طالوت‪.،‬‬
‫نزلَت‬ ‫﴿و ِإذا أ ُ ِ‬ ‫والجدَه‪ ،‬أي الذين يملكون‪ ،‬أصحاب المال والعقار‪ ،‬مثل َ‬ ‫ِ‬ ‫ط ْول‬ ‫من ال َ‬
‫الطو ِل)) ِمن ُهم َوقالوا ذَرنا‬ ‫اّلِلِ َوجا ِهدوا َم َع َرسو ِل ِه استَأذَن ََك ((أُولُو َّ‬ ‫سورة ٌ أَن ِآمنوا ِب َّ‬ ‫َ‬
‫نَ ُكن َم َع القا ِعدينَ ﴾ [التوبة‪]86 :‬‬
‫القوم الذين بُعث فيهم طالوت ملكا ً عابوا عليه فقره‪ ،‬وأنه ليس من أصحاب المال‬
‫فكيف سيقسم المال بينهم؟‪ ،‬وكيف سيملكهم األرض وهو ال يملك إال قوت يومه!؟‬
‫س َعةً ِمنَ‬ ‫ؤت َ‬ ‫((ولَم يُ َ‬ ‫لك ِمنهُ َ‬ ‫َحن أ َ َح ُّق ِبال ُم ِ‬‫كون لَهُ ال ُملكُ َعلَينا َون ُ‬ ‫﴿‪...‬قالوا أَنى َي ُ‬
‫ط ْول ليس بالمال وزهرة الدنيا‪ ،‬إنما‬ ‫الما ِل))﴾؟‪ .،‬فكان رد هللا عليهم حاسماً‪ ،‬أن ال َ‬
‫طفاهُ َعلَي ُكم‬ ‫َّللاَ ((اص َ‬ ‫الط ْول بالعلم والخشية‪ ..،‬هو طالوت‪ .،‬هو أطولكم‪﴿ .،‬قا َل ِإ َّن َّ‬ ‫َّ‬
‫َّللاُ وا ِس ٌع َعلي ٌم﴾ [البقرة‪:‬‬ ‫َّللاُ يُؤتي ُمل َكهُ َمن يَشا ُء َو َّ‬ ‫سم)) َو َّ‬ ‫الج ِ‬ ‫طةً فِي ال ِع ِلم َو ِ‬ ‫َوزادَهُ بَس َ‬
‫الطو ِل)) ال ِإلهَ ِإال ُه َو‬ ‫ب ((ذِي َّ‬ ‫ب شَدي ِد ال ِعقا ِ‬ ‫ب َوقابِ ِل الت َّو ِ‬ ‫‪ .،]247‬ومثلها ﴿غافِ ِر الذَّن ِ‬
‫صير﴾ [غافر‪ .،]3 :‬أي سبحانه هو العليم ذي الطول‪ ،‬بلغ علمه وإحاطته‬ ‫ِإلَي ِه ال َم ُ‬
‫وقدرته جميع خلقه‪ .،‬فالطول في "حسبة المأل األعلى" هو العلم والخشية فكان‬
‫طالوت‪ ،‬وليس المال كما "في حسبة أهل المأل األدنى" وطالوت هو ذاته داوود‪..،‬‬
‫ب))﴾‬ ‫الخطا ِ‬ ‫الحك َمةَ َوفَص َل ِ‬ ‫((وآتَيناهُ ِ‬ ‫شدَدنا ُمل َكهُ َ‬ ‫﴿و َ‬ ‫يذكره هللا في مواضع أخرى‪َ .،‬‬
‫س َّخرنا َم َع داوودَ‬ ‫((و ُك ًّال آتَينا ُحك ًما َو ِعل ًما)) َو َ‬ ‫سلَيمانَ َ‬ ‫[ص‪ .،]20 :‬وقال‪﴿ .،‬فَفَ َّهمناها ُ‬
‫ير َو ُكنا فا ِعلينَ ﴾ [األنبياء‪]79 :‬‬ ‫سبِحنَ َو َّ‬
‫الط َ‬ ‫الجبا َل يُ َ‬ ‫ِ‬
‫ــــــــــ هامان‪.،‬‬
‫ون ((يا هاما ُن‬ ‫﴿وقا َل ِفر َع ُ‬ ‫الهائم‪ ،‬من الهيام‪ .،‬هو القائم بالمهام‪ ،‬الذي يه ُم باألمر‪َ .،‬‬
‫ون يا أَيُّ َها ال َم َأل ُ ما‬ ‫﴿وقا َل فِر َع ُ‬ ‫سباب﴾ [غافر‪َ .،]36 :‬‬ ‫َ‬ ‫صر ًحا)) لَعَلي أَبلُ ُغ األ َ‬ ‫ابن لي َ‬ ‫ِ‬
‫صر ًحا)) لَ َعلي‬ ‫ين فَاج َعل لي َ‬ ‫هامان َعلَى الط ِ‬ ‫ُ‬ ‫َع ِلمتُ لَ ُكم ِمن ِإل ٍه غَيري ((فَأَوقِد لي يا‬
‫ظنُّهُ ِمنَ الكاذِبينَ ﴾ [القصص‪]38 :‬‬ ‫ط ِل ُع ِإلى ِإل ِه موسى َوإِني َأل َ ُ‬ ‫أ َ َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــ وإن شاء هللا‪ ،‬إن أذن هللا لنا وكتب لنا عمرا ً مباركاً‪ ،‬نكتب عن معنى‬
‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ذوالكفل وإدريس وإلياس واليسع واألسباط وغيرهم‪ .،‬كلها أسماء عربية لها‬
‫َّللا يسمي أنبياءه أسماء‬ ‫عظييمة جليلة‪ .،‬اتهم بعض علماء المسلمين ربهم‪ .،‬أن ه‬
‫ال قُوة َ ِإال بِاّْلِل‪.‬‬‫وال َح ْو َل و ْ‬ ‫أعجمية وأن في القُــرآن عجمة‪ْ ،‬‬
‫طأْنَا‪ٰ ﴿ ..،‬ذَ ِل ُك ْم قَ ْولُ ُك ْم ِبأ َ ْف َوا ِه ُك ْم‬ ‫اخ ْذنَا ِإ ْن نَسِينَا أ َ ْو أ َ ْخ َ‬
‫ين‪َ ،‬ر َبنَا َال ت ُ َؤ ِ‬ ‫ب ْال َعالَ ِم ْ‬ ‫َو ْال َح ْمدُ ِ َّّلِلِ َر ِ‬
‫س ِبي َل﴾‪.،‬‬ ‫َّللاُ َيقُو ُل ْال َح َّق َو ُه َو يَ ْهدِي ال َّ‬ ‫َو َّ‬

You might also like