إسحاق موسى الحسيني

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 25

‫الدكتور إسحاق موسى الحسيني‬

‫‪1990 – 1904‬‬

‫إعداد‪:‬‬
‫مهند راشد مشاقي‬

‫راجعه‪:‬‬
‫د‪ .‬غانم مزعل‬
‫النشأة والتكوين العلمي‬

‫لم يدون إسحاق الحسيني كما فعل كثيرون غيره‪ ،‬وقد طلب منه تلمذته ومريدوه ذلك م اررا‪ ،‬ولكنه اعتذر‬
‫محتجا بأن ذلك يشغله عن دقة القراءة والتأليف‪ .‬وبالرغم من ذلك فإننا نجد شذرات متعددة من مذككراته وأخبار‬
‫طفولته وظروف دراسته منثورة في الكتب والمجلت‪ .‬ومن خلل اللقاءات مع بعض أفراد أسرته المعروفة بالحسينية‬
‫ومن خلل بعض المراجع التي تناولت امو ار كثيرة عن حياته نستطيع أن نكتب عن هذا الديب الفلسطيني البارز‪،‬‬
‫وبداية نود أن نستعرض نشأته‪-:‬‬
‫يتحكدر الدكتور إسحاق موسى الحسيني من أسرة عريقة الصأل وهي أسرة الحسينية‪ ،‬وقد ولد الديب‬
‫إسحاق بن موسى بن صأالح بن عمر الكبير الحسيني في حارة السعدية ببيت المقدس سنة ‪1904‬م ونشأ في بيت‬
‫تجمعت فيه الوطنية والرشاد والعلم والدب‪.‬‬
‫اصل اسرته‬
‫ينتسب الحسينيون إلى بني هاشم من قريش‪ ،‬وهم الشراف الحسينيون‪ ،‬ولذلك كان لهم في بيت المقدس‬
‫منذ قرون طويلة حضور ديني متكميز‪ ،‬فقد تولى أجداده بدءا من سنة ‪1800‬م نقابة الشراف في القدس وظل هذا‬
‫المنصأب الديني المرموق منحصأ ار في أفراد العائلة إلى عهد قريب‪.‬‬
‫فاول من استوطن القدس من عائلته تاج الدين أبو الوفا محمد بن علي بن أحمد بن داود بن عبد الحافظ‬
‫بن محمد بن بدر الدين بن محمد بن يوسف بن بدران بن يعقوب بن مطر بن سالم بن محمد بن زين العابدين بن‬
‫الحسن بن المرتضى الكبر عوض بن زيد بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب‪ ،‬وذلك سنة ‪782‬هـ‪،‬‬
‫وكان مقام آبائه في بلدة شرفات ولهم فيها مقام يزاز‪ ،‬وقد اشترى تاج الدين بيتا في القدس تحول فيما بعد إلى زاوية‬
‫صأوفية‪.‬‬
‫التكوين العلمي للدكتور إسحاق‬

‫حين فتح الحسيني عين الوعي الول‪ ،‬وخطا في سن التميز وجد إلى جانبه أباه التقكي الورع الذي كان من‬
‫خلل اندماجه في الطريقة الرفاعية الصأوكفية‪ ،‬زاهدا في الدنيا‪ ،‬عازفا عن بهارجها ومظاهرها الخادعة‪ ،‬وقد رغب‬
‫الوالد أن يوجه ابنه وجهة دينية صأالحة‪ ،‬وينمي في نفسه روح التدين الصأيل‪ ،‬فأدخله الكتاتيب ليتعلم القرآن‪ ،‬وكان‬
‫أول كككتاب دخله كتاب جامع الشيخ لولو في مدخل باب العمود‪ ،‬ثم دخل ككتاب الشيخ ريحان الذي لم يمكث فيه سوى‬
‫فترة قصأيرة لن والده توفي في سنة ‪1911‬م‪ ،‬وآثرت والدته أن تنقله إلى المدارس النظامية بعد أن عانى ما عاناه من‬
‫عصأا الشيخ وقسوته في المعاملة‪.‬‬
‫وقبل نهاية الحرب العالمية الولى درس الدكتور إسحاق في عدد من المدارس الثانوية فالتحق بالمدرسة‬
‫الرشيدية وعمره لم يتجاوز عشر سنوات‪ ،‬ثم انتقل إلى مدرسة بلوز سلطان سليم وتعلم فيها العبرية والتركية‪ ،‬ثم التحق‬
‫بالكلية الصألحية التي أعاد تأسيسها القائد التركي أحمد جمال باشا سنة ‪1915‬م وجعلها شبيهة بالجامع الزهر في‬
‫القاهرة وذلك بسعي من صأديق والده الشيخ عبد القادر المظفر‪ ،‬وقضى فيها سنتين درس فيهما التربية السلمية‬
‫واللغة العربية وبعض مبادئ الفارسية‪.‬‬
‫غير أن هذه الكلية أغلقت بقرار من سلطات الحتلل البريطاني سنة ‪1917‬م‪ ،‬فاضطر الدكتور إسحاق‬
‫إلى مواصألة تعليمه الثانوي‪ ،‬فدخل مدرسة الفرير الفرنسية التبشيرية في القدس‪ ،‬وقضى فيها سنتين أيضا‪ ،‬ثم التحق‬
‫ثانية بالمدرسة الرشيدية‪ ،‬وكان مديرها آنذاك أديب العربكية محمد إسعاف النشاشيبي‪ ،‬غير أنه تركها بعد فترة وجيزة‬
‫ليلتحق بالكلية النكليزية "كلية الشباب" وفيها التقى الستاذ نخلة زريق فدرس على يديه اللغة العربية وشجعه على‬
‫تخصأص "اللغة العربية"‪.‬‬
‫وفي خريف عام ‪ 1923‬سافر الدكتور إسحاق إلى القاهرة لمواصألة تعليمه الجامعي‪ ،‬وكان الطلبة الوافدون‬
‫آنذاك ل يعدلون عن الزهر‪ ،‬غير أن الدراسة عند الدكتور الحسيني انتظمت في الجامعة المريكية‪ ،‬ومن ثم في‬
‫الجامعة المصأرية‪ .‬وفي القاهرة أخذ يستزيد من العلم ويوسع آفاق معرفته عن طريق الدراسة النظرية المنتظمة من‬
‫جهة‪ ،‬ومن خلل مجالسة العلماء والدباء وحضور ندواتهم من جهة أخرى‪ ،‬وهنا أتيح له اللتقاء ببعض الرموز‬
‫الدبية مثل‪ :‬طه حسين‪ ،‬ومنصأور فهمي وعباس محمود العقاد وأحمد حسن الزيات والتقى ببعض المستشرقين مثل‬
‫نلينووجويدي وغيرهما‪ .‬ومكث في القاهرة مدة سبع سنوات حصأل خللها على شهادة من قسم الصأحافة في الجامعة‬
‫المريكية وعلى درجة الليسانس بامتياز من الجامعة المصأرية سنة ‪1930‬م‪.‬‬
‫ثم سافر إلى لندن والتحق بمعهد الدراسات الشرقية ونال درجة البكالوريوس بدرجة شرف‪ ،‬عام ‪1932‬م ثم‬
‫درس اللغات السامية في المعهد ونال دبلوم مقارنة اللغات السامية ثم حصأل على درجة الدكتوراه سنة ‪1934‬م‪.‬‬
‫بعد ذلك عاد الدكتور إسحاق بعد اتمام دراسته إلى مسقط رأسه في القدس الشريف بعد أن تزود بقسط وافر‬
‫من الثقافة الدبية واللغوية والجتماعية‪ ،‬وبعدها بدأ حياته الوظيفية أستإذا للغة العربية في الكلية العربية في القدس "‬
‫‪1946 – 1934‬م" ثم مفتشا أول للغة العربية في حكومة فلسطين إلى سنة ‪1948‬م‪ ،‬وقد انتدبته إدارة المعارف‬
‫الفلسطينية ليمثلها في المؤتمر الثقافي الدبي الذي عقد في مصأيف بيت مري في لبنان أوائل أيلول ‪1947‬م‪.‬‬
‫وقد أسهم في إنشاء لجنة الثقافة العربية في فلسطين عام ‪ ،1945‬وقد شغل منصأب السكرتير العام لها‪،‬‬
‫وبعد حلول النكبة عام ‪1948‬م غادر الدكتور إسحاق مسقط رأسه قاصأدا مدينة حلب‪ ،‬ثم غادرها إلى بيروت‪ ،‬وقد‬
‫عين في العام نفسه أستإذا للدب العربي في الجامعة المريكية "‪1955 – 1949‬م" وقد أعارته الجامعة سنة‬
‫‪ 1952‬إلى جامعة مكجيل في كندا حيث عمل أستإذا زائ ار للدب العربي ومحاض ار لمادة الحضارة السلمية‬
‫والتجاهات الفكرية المعاصأرة في العالم السلمي‪.‬‬
‫وفي عام ‪1955‬م عاد إلى القاهرة وعمل أستإذا في معهد الدراسات العربية العالية‪ ،‬كما تولى رئاسة قسم‬
‫البحوث الفلسطينية في المعهد وأسهم في تأسيس لجنة القدس للبحاث والدراسات واصأبح رئيسا لها‪ .‬وعمل في‬
‫اثناء اقامته بالقاهرة أستإذا للدب العربي بالجامعة المريكية حتى عام ‪ 1963‬وحاضر في عدد من الجامعات‬
‫المريكية منها كلية "هافرفورد" في بنسلفانيا وكلية سميث في ولية ماسشوستش سنة ‪1969‬م‪.‬‬
‫من أجل ذلك حظي الدكتور بمكانة مرموقة في الوساط الجامعية والثقافية في القطار العربية والغربية‬
‫التي عمل بها‪ ،‬وكان من ثمرات هذا التقدير انتخابه عضوا عامل في مجمع اللغه العربية في القاهرة سنة ‪1961‬م‬
‫وقد ولج اليه من عدة ابواب‪:‬‬
‫اديبا‪ ،‬ناقدا‪ ،‬باحثا‪ ،‬لغويا‪ ،‬وناشدا للعلم والمعرفة‪ ،‬واقبل على أعماله باخلص المؤمنين وتواضع العلماء‪،‬‬
‫وقد كان خبي ار في لجنة اللهجات مغذيا أياها بالعديد من الدراسات والبحاث‪.‬‬
‫ولقد اختير الدكتور إسحاق الحسيني عضوا في مجمع البحوث السلمية في الزهر الشريف سنة‬
‫‪1963‬م‪ ،‬وعضوا في المجمع العلمي العراقي سنة ‪1971‬م‪ ،‬وعضوا في مؤسسة آل البيت لبحوث الحضارة‬
‫السلمية في عمان‪ ،‬وشارك في أعمالها وندواتها‪ ،‬كما اشترك في العديد من المؤتمرات والندوات مثل‪ :‬مؤتمر‬
‫الدباء العرب ومؤتمر الكتاب السيوين والفريقين‪ ،‬ومؤتمر تاريخ الديان الدوري في اليابان‪ .‬لقد كان الدكتور‬
‫إسحاق جيل كامل من الثقافة والمعرفة ولذلك قدره بنو قومه حق قدره‪ ،‬فمنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الولى‬
‫في جمهورية مصأر العربية سنة ‪1983‬م ومنحه أبناء شعبه الفلسطيني قلدة الضاد ودرع فلسطين‪ ،‬وبأيعه الدباء‬
‫والكتاب الفلسطينيون عميدا للدب العربي الفلسطيني‪ ،‬وألف بعض تلمذته كتابا تذكاريا بمناسبة بلوغه الثمانين من‬
‫عمره تضمن بعض نشاطات الدكتور في الدراسات الدبية والنقدية‪ ،‬وجوانب فكرة الصألحي والتربوي‪.‬‬
‫وقد أسهم الدكتور في تأسيس كلية جامعية ومركز للبحاث السلمية‪ ،‬وقد كان تلمذته وزملؤه يجدون‬
‫منه ما طاب من حديث في دقائق العلم ممزوجا بحسن معشر وطيب سحر‪ ،‬ونزعة انسانية صأافية وشفافية روحية‬
‫من خلل تعامله مع الخرين‪ ،‬كما نلمسها في كتاباته وفي ذلك الدعاء الذي يردده في كل مناسبة "يا الهي أشكو‬
‫إليك ضعفي أني أهجم على لجة البحر متحديا مصأأول‪ ،‬ولكني أغرق في ملء ملعقتي ماء‪ ،‬يا إلهي اغفر لي يا‬
‫إلهي‪ ،‬إني فكرت أن اب أر من بني قومي فوجدت أني أب أر من نفسي‪ ،‬وعندئذ عزمت على أن أحمل ذنوبهم بشجاعة"‪.‬‬

‫المؤثرات الثقافية التي أسهمت في تكوين شخصيته‬


‫هناك مؤثرات كثيرة أسهمت في تكوين شخصأيته من النواحي النفسية والفكرية والوطنية منها اسرته التي‬
‫غرست في نفسه الحكس والقيم الخلقية الرفيعة‪ ،‬ونمت فيه حب الخير والتمسك بالمبادئ النسانية‪ ،‬فقد كان والده‬
‫تقيا ورعا زاهدا مناصأ ار ومحبا للفقراء عطوفا عليهم‪ ،‬رحيما بهم‪ .‬اما والدته فقد كانت من أسلم الناس فطرة‪ ،‬وأحناهن‬
‫على ولد‪ ،‬وقد تعلم منها الصأبر وتحمل المشاق وتعلم منها التنظيم والتدبير والقتصأاد في العيش‪.‬‬
‫ومنها _ البيئة العلمية والدراسية التي نشأ فيها والمعلمون والشيوخ الذين نموا استعداده وتعكهدوه بالرعاية‬
‫والتوجيه‪ ،‬ومن هؤلء الشيخ حسن نور الدين وكذلك الستاذ محمد اسعاف النشاشيبي‪ ،‬وقد تفاعل الدكتور إسحاق‬
‫الحسيني مع مختلف التيارات الفكرية والجتماعية والثقافية المعاصأرة بحكم احتكاكه بالحضارة الغربية ودراسته على‬
‫أيدي المستشرقين‪ ،‬فقد كان التفاعل من كل التجاهين مفيدا وكان حريصأا على أن يحقق لنفسه ضربا من التوافق‬
‫والنسجام بين ما يرد إليه من تيارات فكرية وافدة من جهة ومع الرضية الراسخة للفكر والقيم العربية الصأيلة من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫وكان ينوه بجهود بعض المستشرقين‪ ،‬وخاصأة أستاذه في معهد الدراسات الشرقية في جامعة لندن " هملتون‬
‫جيب" في تطوير الدراسات العربية المعاصأرة‪ ،‬وفضلهم في تحقيق الكثير من المخطوطات‪ ،‬وتطوير نشر امهات‬
‫الكتب التراثية العربية بمنهجية علمية ترتكز على الستقصأاء الدقيق والحاطة الشاملة‪ .‬وقد كان يقول‪" :‬كنت اق أر‬
‫النص الدبي على الستاذ متباهيا بمعرفتي‪ ،‬مغت ار بسليقتي‪ ،‬فما أن يرد اسم نبات أو شجر أو طير أو حيوان أو‬
‫مكان حتى اقف ويتناهى علمي‪ ،‬فكنت اجد من علم أستاذي ما يبصأرني بعيوني ويفتح عيني على نواح جديدة‬
‫ويرشدني إلى طرائق البحث الجديدة"‪.‬‬
‫ومن العوامل التي اثرت في تكوين شخصأيته‪ :‬نشأته في القدس الشريف‪ ،‬المدينة المقدسة الخالدة‪ ،‬والوهج‬
‫المشع على مر العصأور الذي يجذب النفوس ويسلب العقول‪ ،‬مهبط النبياء واولى القبلتين وميدان الصأراع ورمزه بين‬
‫العرب والمسلمين من جهة‪ ،‬وموجات الغزو الخارجي من جهة اخرى‪.‬‬
‫لقد كانت القدس بالنسبة له هاجسا مؤرقا ومصأدر ألم مستديم‪ ،‬فككرس لها من جهوده ومؤلفاته الشيء‬
‫الكثير وعني بها عناية فائقة‪ ،‬يردد ذكرها ويسبح بحمدها ويصأف محاسنها ويذكر اسماءها وتاريخها وعلماءها‬
‫وادباءها ومساجدها‪ ،‬وكنائسها ول غرو فهي كما وصأفها "مسقط رأسه وموطن آبائه وأجداده‪ ،‬ليس في العالم كله‬
‫مدينة تحاكيها فيما اجتمع فيها من آثار مقدسة منذ اربعة آلف سنة إلى اليوم‪ ،‬ول ما تثيره في اعماق النفس من‬
‫مشاعر الجلل والتقديس ول في ما تبعثه في القلب من أنس وبهجة"‪.‬‬
‫ومن العوامل التي أسهمت في تكوين شخصأيته انضمامه غلى مجمع اللغة العربية في القاهرة‪ ،‬وكان‬
‫للعضوية فيه تأثير كبير ل سيما في مسيرته العلمية ونمط تفكيره‪ ،‬ول أنسى الثر الكبير لقرينته السيدة الفاضلة‬
‫علوية الحسيني "ام حاتم" في حياته‪ ،‬فقد كانت له نعم الزوج في وفائها إواخلصأها وتفانيها في الوقوف إلى جانبه‪،‬‬
‫ومشاركته تبعات حياته وأحداثها الجسام‪ ،‬ولذلك كان الدكتور يذكرها في كل مناسبة مشيدا بفضلها‪ ،‬منوها بجهودها‬
‫ودأبها على توفير جو عائلي مفعم بالطمأنينية والستقرار النفسي‪ ،‬بل كان الدكتور الحسيني يحجم عن نشر أي‬
‫إنتاج دون أن يطلعها عليه لتبدي رأيها فيه لثقته منه بذوقها العالي وبصأرها السديد‪.‬‬
‫حياتـه وأدبـه‬
‫كانت حياة الدكتور خصأبة حافلة‪ ،‬صأنعها بفكره وقلبه‪ ،‬وسكخرها لنفع وطنه وامته‪ ،‬وأعماله وفيرة ل تتسع‬
‫الصأحائف الكثيرة لستقصأائها‪ ،‬فلم يكل يوما عن الفكر والعمل‪ ،‬ولم تفتر همته عن البذل والعطاء في مختلف‬
‫الميادين‪.‬‬
‫وللدكتور الحسيني رأي في الدب مؤداه "أن الدب رسالة إنسانية قوامها المشاعر النبيلة والحاسيس‬
‫الصأادقة والفكار السامية والصأياغة اللغوية المتأنقة‪ ،‬فهو بالنسبة للفرد ضرورات الحياة‪ ،‬وللمة سجلها الذي يحتفظ‬
‫بنبضات قلبها واشواق روحها واشراق عقلها"‪.‬‬
‫وأسلوب الحسيني في كتاباته الدبية أسلوب مرسل واضح العبارة مأنوس اللفاظ يمتاز بعذوبة وخفة تجعله‬
‫ل يبحث عن الكلمات‪ ،‬بل أنها تنساب في يسر وسهولة على سن يراعه وألفاظه مفصألة على قدر معانيه دون حشو‬
‫أو تكراز أو عسر في التعبير‪ ،‬يجعل قارئه يحكس أنه يعاني شيئا من المشكقة في البانة عن أفكاره وتوصأيلها‪.‬‬
‫والدكتور الحسيني حفكي بالشعر شغوف به فهو يقرضه وينظمه على قلة‪ ،‬شعره سلس عذب يمتاز‬
‫بالبساطة وصأدق العاطفة والبعد عن الغريب‪ ،‬وأغلب ما نظمه ل يعدو كونه خطرات هي اقرب إلى النظر الفلسفي‬
‫والجتماعي ذات صألة بلزوميات المعري التي أعجب بها ونثر بعضها على غرار ما فعل الدكتور طه حسين في‬
‫"صأوت أبي العلء"‪ ،‬فمن خطراته التي كان ينشر بعضها في جريدة القدس – هذه البيات التي يحث فيها على‬
‫التمسك بالوطن والتعلق بترابه واللتصأاق به ‪ ..‬وقد نشرت الخطرات في كتاب بعد وفاته سنة ‪ ،1991‬يقول بعنوان‬
‫خواطر العمر‪:‬‬
‫فالروح من ريحها والجسم من ترب‬ ‫أحبب بلدك وأعشق ريح تربتها‬
‫يحكى محاسنها في الشرق والغرب‬ ‫طوفت في الرض لم أعثر على بلد‬
‫ويقول‪:‬‬
‫ل الجاه يغنيك عنها ل ول الذهب‬ ‫إلصأق بأرضك وارو تربها عرقا‬
‫وهو ناقد حصأيف‪ ،‬شارك في مسيرة النقد العربي الحديث‪ ،‬وله في تاريخ النقد جهود قيمة تستحق الثناء‬
‫والتقدير‪ ،‬ومباحث "عادت بالضوء الباهر إذ كشفت ظلمات مدلهمة تحير في آفاقها الباحثون‪ ،‬وهي على أيجازها‬
‫المرككز ذات رسم نافع‪ ،‬وقد كانت نقطة انطلق لمن تله من الدارسين‪ ،‬إذ رسم لهم الدكتور الحسيني الطريق‪،‬‬
‫فمضوا فيه مهتدين" استطاع أن يرسم للدب طريقه الصأحيح‪ ،‬وأن يوجهه الوجهة الصأائبة في التجاه الخصأب‬
‫الصأيل الذي يرقى بالدب إلى المستوى النساني النبيل‪ ،‬ويسمو به صأعدا إلى آفاق فنية رفيعة تكرس معاني‬
‫الجمال والخير والحق‪.‬‬
‫وقد كان ضليعا في اللغة العربية متمرسا بقضأياها وعلومها المتشكعبة‪ ،‬وله في هذا مباحث تدل على ان‬
‫لديه ذهنية واعية وعقلية متحررة‪ ،‬تنزع إلى الجتهاد‪ ،‬وتأبى التقليد‪ ،‬والوقوف على اثار السابقين‪ .‬وقد تبنى الدعوة‬
‫إلى تجديد اللغة وتطويرها حتى تجاري الحضارة الحديثة وتسأير روح العصأر‪.‬‬
‫على أن للتجديد في رأيه حدودا ل ينبغي تجاوزها‪ ،‬لئل تسود الفوضى‪ ،‬وتعم البلوى‪ ،‬ويشيع التعصأب‬
‫الذميم بين الناس‪ .‬وقد دعا إلى معاودة النظر في قضأيا النحو ومسائله المختلفة بغية تيسيرها على الناشئة‬
‫المتعلمين‪ ،‬وذلك بعد أن ضاق النحو بنفسه بتعقيد أبوابه وغموض مسائله‪ ،‬وهو الذي كان يرى ان النجاح لن يحالفنا‬
‫ال إذا استعنا بعلم اللغة الحديث من جهة وعلم التربية والتعليم من جهة اخرى‪.‬‬
‫وقد وقف في وجه كل من تطرف في الدعوة إلى تسهيل العربية عن طريق استبدال الحروف اللتينية‬
‫بالحروف العربية أو عن طريق استبدال اللغة الفصأحى باللهجة العامية لصأعوبة قواعدها وعسر التعليم فيها‪.‬‬
‫وقد عمل الدكتور الحسيني في مجال التربية والتعليم‪ ،‬فعمل مدرسا ومفتشا وأستإذا جامعيا فترة تزيد على‬
‫ربع قرن‪ ،‬استطاع خللها أن يربي جيلين كاملين كان لهما دور بارز في النهضة المعاصأرة‪ ،‬وقد كان باحث ا مدققا‬
‫ومفك ار بعيد النظر عميق التحليل يتحلى بالخلق العلمية من اتزان وتواضع وحيوية وصأبر‪.‬‬
‫وقد كان من أبرز شمائله شغفة بالعلم والستزادة من المعرفة ولم يكن يداهن أويتزلف لصأاحب منصأب أو‬
‫سلطة‪ .‬وقد كان متفائل حتى في أحلك الشدائد‪ ،‬فالحق في رأيه ل بد أن ينتصأر‪ ،‬وهو مؤمن بالنشء الجديد وبقدراته‬
‫الخلقة الصألبة في مواجهة الزمات‪ ،‬ولديه يقين ل يتزعزع بأن النسان الفلسطيني ذو طاقة هائلة‪ ،‬وأنه إذا ما تيسر‬
‫له الصأقل والمران يبدع كأحسن ما يكون البداع‪.‬‬
‫وقد كانت طيبة قلبه تتناسب مع قوة خلقه وكمال مرءته وتعلقه بالمثل الخلقية الرفيعة‪ ،‬وهذه النزعة‬
‫النسانية المتأصألة في نفسه جعلت منه عاشق ا للحرية‪ ،‬متيما بها‪ ،‬فكانت خطاه في كل ما سعى شواطئ مفتوحة‬
‫للريح والشمس ورائحة البحر الواسع‪ ،‬وكان مرشده وهاديه في كل الفاق التي ارتادها الحديث النبوي الشريف‪:‬‬
‫"الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو احق بها "وهو شعار يجدر _ كما قال الدكتور الحسيني _ بابناء امتنا ان‬
‫يسيروا على هديه ويتبكنوه حتى يبلغوا شاو ما بلغته المم المتحضرة في مختلف المجالت‪.‬‬
‫مؤلفاته العلمية وكتاباته البداعية‬
‫لقد وقف الحسيني حياته منذ صأباه المبكر على التعلم والتعليم والبحث والدرس في تجكرد الزهاد وصأبر المجاهدين‪،‬‬
‫ضالته الحقيقة حيثما وجدها التقطها مهتديا بقول الشاعر‪:‬‬
‫إذا مر بي يوم ولم اصأطنع يدا ولم استفد علما فما ذاك من عمري‬
‫وكانت خلف معاه‪ :‬تأليفا وأبداعا بصأيرة واعية مدركة‪ ،‬وفكر ناقد على درجة عظيمة من الدقة والمرونة والمقدرة‪ ،‬فإذا‬
‫ما عالج موضوعا حقق ودقق‪ ،‬واستق أر ورتب وبكوب‪ ،‬ثم ذكر الرأي مشفوعا بدليله‪ ،‬في تسلسل منطقي‪ ،‬وأحاطة شاملة‬
‫تعنى بالجزئيات والظواهر الفرعية عنأيتها بالكليات والظاهر العامة‪.‬‬
‫والحق أن انجازاته وجهوده في الكتابة والتأليف أكبر من ان يلم بها حديث موجز أو عرض مبتسر‪ ،‬فعطاؤه الواسع‬
‫والمتشعب يحتاج إلى نقص وتصأنيف وهنا في هذا البحث سنتناول بعض مؤلفاته ونقيم بعضها‪.‬‬

‫مؤلفاته البداعية ودراساته الدبية والنقدية‬


‫‪ .1‬الكتب‬
‫ابن قتيبة "حياته وآثاره"‬
‫وهي دراسة مركزة ل تتجاوز المئة صأفحة‪ ،‬نال بها الحسيني درجة الدكتوراه من معهد الدراسات الشرقية‬
‫بجامعة لندن سنة ‪1934‬م‪.‬‬
‫هذه الدراسة تعد إسهاما رائدا في الدراسات النقدية‪ ،‬وهي تقدم صأورة صأادقة عن منهج الحسيني وأسلوبه في‬
‫البحث العلمي وطريقته في معالجة الظاهرة الدبية النقدية‪ ،‬وقد كان للحسيني يد سكباقة النقد الدبي القديم‬
‫حين كتب دراسته العلمية عن ابن قتيبة‪ ،‬فكان أول تقدير نقدي للجهود الدبية التي بذلها صأاحب الشعر‬
‫والشعراء وادب الكاتب وعيون الخبار‪ ،‬وقد اكتشف ان ابن قتيبة صأاحب مذهب فقهي مثل ابي حنيفة‬
‫والشافعي‪ ،‬وهو توجيه طيب إلى دراسة الثر الفقهي لعالم اشتهر بالتعمق في علوم اللسان‪.‬‬
‫‪ .2‬مذكرات دجاجة‬
‫وقد فازت بالجائزة الولى بما يشبه الجماع في الستفتاء الذي اجرته دار المعارف بالقارة لقراء العربية‬
‫حول افضل ما نشر في سلسلة اقرأ‪ ،‬وقد ترجمت إلى اللغة الفرنسية وقد عدها بعض الباحثين والنقاد من‬
‫العمال الرائدة في الرواية‪ ،‬والتي تعبر عن واقع مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية‪ ،‬ورأى آخرون‬
‫أنها تخلو من أي بعد رمزي يتعلق بجوهر القضية الفلسطينية‪ ،‬وأنها ل تعدو كونها‪ ،‬من الدب الجميل‬
‫الذي يحمل فكرة فلسفية في قالب قصأصأكي معبر‪.‬‬
‫صأة بنظر الدكتور إسحاق ل تعدو ان تكون وصأفا واقعيا مباش ار لدجاجة عاشت في بيته‪.‬‬
‫وقد كانت الق ك‬
‫وهي تصأف حياتها‪" :‬وقد وقع بيني وبينها ألفة ومحبة فكنت أطعمها بيدي وأراقب حياتها يوميا والحداث‬
‫التي نرويها وقعت لها بالفعل ولو قدر لصأديقتي الدجاجة ان تتكلم بلغة الناسي لما قالت غير ما تقرأ‪ ،‬وانا‬
‫في الواقع اترجم ما أوحت به الي‪ ،‬اما عنصأر الخيال فضئيل‪ ،‬وهو ل يعدو أن يكون تعليقا على هامش‬
‫الحياة أو تحليقا في عالم المثل العليا"‪ .‬وقد المح الدكتور الحسيني إلى أن المذكرات‪ :‬كانت أكبر تحكد‬
‫يواجه به النتداب البريطاني حين كان موظفا في الحكومة‪.‬‬
‫‪ .3‬سلسلة طرائف للطفال‬
‫شاركه في تأليفها محمد العدناني‪ ،‬واحمد سليم سعيدان‪ ،‬وفأيز الغول‪ ،‬ونشرتها مكتبة الندلس في القدس‬
‫عام ‪1947‬م‪ .‬وقد كان الهدف من اصأدار هذه السلسلة تقديم ثقافة متطورة للطفل تمده بقيم تتفق مع‬
‫عالمنا الجديد‪ ،‬وتنمي مداركه ووعيه وتصأله بماضيه المجيد‪ ،‬وتراثه الخالد‪.‬‬
‫‪ .4‬هل الدباء بشر‬
‫كتيب صأغير يضم خواطر ومقالت متفرقة كتبت في أوقات مختلفة سبقت النكبة‪ .‬وهو يتحدث فيه عن‬
‫بعض الظواهر النفسية والجتماعية في حياة الدباء متكئا على التحليل النفسي والنظرة الستبطانية‬
‫طرق في بعضها الخر إلى الحديث عن الحركة الدبية في فلسطين بقصأد تأصأيل هذه‬
‫المتعمقة‪ ،‬ويت ك‬
‫الحركة وابراز معالمها واحياء لذكرى اعلمها‪.‬‬
‫‪ .5‬المدخل إلى الدب العربي المعاصأر‬
‫هذا الكتاب يضم بحوثا موسعة تعالج قضأيا في الدب العربي المعاصأر‪ ،‬قد كان مؤدي الكتاب عرض‬
‫الدب المعاصأر بحسب فنونه من شعر ومسرحية وقصأة وسيرة‪ ،‬وقد صأدر الكتاب عن معهد الدراسات‬
‫العربية العالية في القاهرة سنة ‪ ،1963‬وعدد صأفحاته ‪ 73‬صأفحة‪.‬‬
‫‪ .6‬الدب والقومية العربية‬
‫يحتوي الكتاب على محاضرات القاها الدكتور الحسيني على طلبة معهد البحوث والدراسات العربية في‬
‫القاهرة بقصأد تثقيفهم ثقافة أدبية عامة واطلعهم على كل ما ينبغي ان يطلع عليه كل مثقف من شؤون‬
‫الدب واللغة‪ ،‬ويتناول موضوعا حول العلقة بين الدب والقومية العربية وقضية استبدال العامية‬
‫بالفصأحى‪ ،‬بالضافة إلى اهمية الوطن من الناحية الجغرافية والسياسية والقتصأادية‪.‬‬
‫‪ .7‬النقد الدبي المعاصأر في الربع الول من القرن العشرين‬
‫يتحدث عن تأثر الدباء بالفكر الوروبي‪.‬‬

‫البحاث والمقالت المنشورة‬


‫للحسيني ابحاث كثيرة نذكر منها على سبيل المثال ل الحصأر‪:‬‬
‫مإذا قالت الدجاجة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حول مذكرات دجاجة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحياة الدبية في فلسطين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خليل السكاكيني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قصأائد تاريخية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قرية بيت صأفافة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مؤلفاته في الفكر والحضارة السلميين‬


‫الكتب‬
‫الخوان المسلمون كبرى الحركات السلمية‬ ‫‪-1‬‬
‫وقد صأدر في طبعتين‪ ،‬الولى عام ‪1952‬م والثانية عام ‪1954‬م‪ ،‬وقد قال الحسيني حول هذا الكتاب‪" :‬لم‬
‫يكتب هذا الكتاب للخوان ول عليهم‪ ،‬إوانما كتب لتاريخ الدعوة تاريخا علميا محضا منذ بدأيتها إلى الوقت‬
‫الحاضر‪ ،‬ويقتضي التاريخ العلمي ذكر الحسنات والسيئات على السواء لنه تصأوير للواقع كما هو دون‬
‫تحسين أو تقبيح من الخارج"‪.‬‬
‫وقد ذكر الحسيني أن دعوة الخوان المسلمين تستحق هذا التاريخ لعدة اسباب‪ ،‬منها‪ :‬ان الحركة تركت اث ار‬
‫في التاريخ الحديث ل يجوز أن يهمل‪ ،‬وان الحركة جزء من التاريخ الحديث‪ ،‬وان هذه الحركة لها اصأول‬
‫في التاريخ السلمي‪ ،‬وهي تشبه إلى حد كبير الحركة الوهابية والحركة السنوسية‪ ،‬وهي متأثرة بالمدرسة‬
‫السلفية الحديثة التي تزعمها الشيخ رشيد رضا في مصأر‪ ،‬ومدرسة ابن تيمية المتوكفى سنة ‪ 737‬هـ‪.‬‬
‫ويتحدث عن الظروف التي أسهمت في ظهور حركة الخوان المسلمين وتطورها وشخصأية‬
‫مؤسسها مع عرض لهم مبادئها وأعمالها في ميدان السياسة وتنظيمها داخل مصأر وخارجها‪ ،‬وفي الفصأل‬
‫الخير من الكتاب الذي يضم تسعة فصأول يقوم بتقديم عرض تحليلي نقدي مفصأل لمنهج الدعوة ولطبيعة‬
‫عملها‪ ،‬فهو يرى ان حركة الخوان يميزها الشمول والتنظيم الدقيق والتقنية والتفاعل مع الحداث المحلية‪،‬‬
‫ويؤكد أن سبب جماهيرية هذه الحركة هو رأيها في الحكومة الدينية‪ ،‬وموقفها من الحضارة الغربية مع ما‬
‫تفرزه من أنماط حياتية مستحدثة ومواقف فكرية مثيرة للجدل‪.‬‬
‫السلم في نظر الغرب‬ ‫‪-2‬‬
‫هو مجموعة مقالت لكتاب عرب واجانب كتب باللغة النجليزية‪ ،‬ونقلها الدكتور إسحاق إلى اللغة العربية‪،‬‬
‫وأسباب جمعه لهذه المقالت هي‪:‬‬
‫طلع المسلمون في المشرق والمغرب على اراء طائفة من الباحثين الغربيكين في السلم‬
‫حرصأه على أن ي ك‬ ‫‪-‬‬
‫والمسلمين التي ل تخلو في مجملها من آراء تستفز الشعور وتجانب الحق‪.‬‬
‫رغبته في لفت انتباه القراء إلى أهمية العالم السلمي وموقعه في العالم الذي يشبه موقع الحزام من الوسط‬ ‫‪-‬‬
‫للنسان‪.‬‬
‫الهابة بالباحثين من عرب ومسلمين إلى معالجة هذا الموضوع الجليل بأسلوب علمي رصأين‪ ،‬كي تكون‬ ‫‪-‬‬
‫الصأورة المعروضة على الغرب اقرب إلى الصأحة والصأواب‪.‬‬
‫فليس من المقبول في رأيه أن يغوص نفر من الباحثين الغربيكين في جوهر السلم وفي قدس أقداس‬ ‫‪-‬‬
‫المسلمين‪ ،‬وفي صأميم حياتهم العقلية والجتماعية‪ ،‬في حين أن الباحثين المسلمين أنفسهم يعيشون على‬
‫هامش الحياة‪ ،‬ل يكادون يدركون خطر دينهم وبلدهم وشعوبهم وطبيعة المشاكل التي تواجهها بلدهم‪،‬‬
‫ومبلغ عناية الغرب والشرق بشؤونهم لصأالحهم أو لطالحهم‪.‬‬
‫أبحاث في ماضي المسلمين وحاضرهم‬ ‫‪-3‬‬
‫يضم بحوثا تتناول أوجه الحضارة السلمية قديما‪ ،‬والسبل الكفيلة برفعة المسلمين وارتقائهم سلم التمدن في‬
‫العصأر الحديث‪.‬‬
‫البحاث والمقالت‬
‫حول مدارس بيت المقدس ومعاهدها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شخصأية الرسول في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السلم ماضيه وحاضره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الثقافة السلمية في البلد العربية والفريقية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظام الحسبة في السلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الثار السلمية في بيت المقدس بعد الفتح العمري‪ ،‬بحث رقم )‪.(1‬‬ ‫‪-‬‬
‫الثار السلمية في بيت المقدس بعد الفتح العمري‪ ،‬بحث رقم )‪.(2‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكانة بيت المقدس في السلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فضائل بيت المقدس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق وثيقة الشيخ محمد الخليلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجانب السلمي في القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مادة "مسجد"‪ ،‬دائرة المعارف البريطانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مادة "وهابية" دائرة المعارف البريطانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مؤلفاته التربوية‬
‫الكتب‬
‫‪ -1‬رأي في تدريس اللغة العربية‪.‬‬
‫وضع بأسلوب تعليمي لطلب المرحلة البتدائية‪ ،‬ووضع لرشاد المعلمين وتوجيههم في تدريس العربية‬
‫بجميع فروعها في المرحلة البتدائية‪.‬‬
‫‪ -2‬العروض السهل للصأفوف البتدائية‪:‬‬
‫وضع لتعليم طلب المرحلة البتدائية علم العروض‪.‬‬
‫‪ -3‬فن إنشاد الشعر العربي‪:‬‬
‫وهي رسالة ألفت بالفرنسية‪ ،‬وقد ترجمها إسحاق الحسيني إلى العربية بالشتراك مع الب إسطفان‪.‬‬
‫‪ -4‬الساس في قواعد اللغة العربية‪:‬‬
‫وهو كتاب مدرسي نحا فيه نحوا جديدا في تقويم القواعد وربط ابوابها وتيسير صأعابها‪.‬‬
‫‪ -5‬اساليب تدريس اللغة العربية في الصأفوف البتدائية‪.‬‬

‫البحاث والمقالت‪:‬‬
‫‪ -1‬نادي الطالب الفلسطيني‬
‫‪ -2‬البعثات العلمية‬
‫‪ -3‬التربية أول‬
‫‪ -4‬تقريب التعليم العالي الجامعي‬
‫‪ -5‬وصأية لبي محمد عبد ال بن مسلم بن قتيبة إلى ولدأيه رحمة ال عليهما‪.‬‬

‫مؤلفاته في التاريخ والتراجم‬


‫الكتب‬
‫‪ -1‬عروبة بيت المقدس‬
‫‪ -2‬أديب العربية محمد إسعاف النشاشيبي‪ :‬وهو سلسلة محاضرات القيت على طلبة معهد الدراسات‬
‫العربية العالية في القاهرة عام ‪1956‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬خليل السكاكيني الديب المجدد‪.‬‬

‫)البحاث والمقالت‪(:‬‬
‫أبو العلء المعلم‬ ‫‪-‬‬
‫أديب العربية محمد اسعاف النشاشيبي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫برقة الدولة العربية الثامنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خليل السكاكيني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لم نخسر شيئا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المام محمد عبده‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رجل يخرج من فمه النور‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الياس طعمه أبو الفضل‪ ،‬شاعر القومية العربية في المهجر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فلسطين إواسرائيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصأير بيت المقدس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫موسوعة أعيان القرن الثالث عشر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من ذكريات العمر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مؤلفـاته الفكـرية والقـومية‬


‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬علماء المشرقيات في انجلترا‪.‬‬
‫‪ -2‬عودة السفينة‬
‫يدور حول عدة موضوعات منها المرأة‪ ،‬التعليم‪ ،‬القتصأاد‪ ،‬الخلق فالدكتور الحسيني يعتقد أن ابناء‬
‫المة العربية الذين يستقلون سفينتها قسمان‪ :‬متفائلون ومتشائمون حول قدرتها على أن تنجو بنفسها من‬
‫العواصأف الهوجاء‪ ،‬وهذا الكتاب يشتمل على وصأف واقعي لحياتنا الجتماعية‪ ،‬وبما يشيع فيه من حرص‬
‫على امتنا ومستقبلها وغيرة صأادقة على تطورها وارتقائها مدارج الرقي والتمكدن بهدف إلى خلق جيل واع‬
‫قوميا صأحيحا‪ ،‬يرتكز على الفهم الصأحيح لشؤون الحياة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬أزمة الفكر العربي‬
‫يعالج الحسيني في فصأوله المتعددة ازمة الفكر العربي‪ ،‬فيعرض مظاهرها ويناقشها مثل‪ :‬الحيرة والرتجال‬
‫وفقدان العقلنية‪ ،‬وفقدان الجرأة والحرية الفكرية ونقد الذات واحترام القيم إلى درجة التقديس‪ ،‬وكذلك بحث‬
‫العروبة والراء المتضاربة حو استبدال الحروف العربية بحروف لتينية‪ .‬ويختم الكتاب بفصأل "تعريب‬
‫العرب" الذي يرى فيه تثقيف سكان البلد العربية ثقافة موحدة تزيد من شعورهم بقوميتهم ووحدتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬الستشراق‪ ،‬نشأته وتطوره وأهدافه‬
‫‪ -5‬معالم القضية الفلسطينية‪.‬‬
‫‪ -6‬عروبة بيت المقدس‪.‬‬
‫‪ -7‬قضأيا عربية معاصأرة‪ :‬يشمل فصأول تعالج قضأيا ومشكلت يعاني منها الوطن العربي‪.‬‬

‫المقالت والبحاث‬
‫امراضنا الجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكاذيب بعضها فوق بعض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الستقلل أو الموت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أخي النسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنصأرية اساس قيام إسرائيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مؤلفاته اللغوية‬
‫‪ -1‬الكتب الساس في قواعد اللغة العربية‬

‫البحاث والمقالت‪:‬‬
‫معجم القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصأطلحات النقود في البلد العربية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المقطعية في اللغة العربية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ألفاظ معربة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أسماء بيت المقدس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اختصأار الكلمات‬ ‫‪-‬‬
‫وجدير بالذكر أن جميع هذه المقالت والبحاث نشرت في مجلة "مجمع اللغة العربية" بالقاهرة‪.‬‬
‫وقد شهدت مدينة القدس حفل تكريميا لشيخ الدباء في فلسطين العميد الستاذ الدكتور إسحاق موسى‬
‫الحسيني بمناسبة بلوغه الثمانين من عمره‪ .‬وكان ذلك حدثا ثقافيا وفكريا متميزا‪ ،‬وذلك في اليوم السادس‬
‫عشر من شهر شباط سنة الف وتسعمائة وست وثمانين‪ ،‬وقد جرى هذا الحفل برعاية مركز إحياء التراث‬
‫في الطيبة‪ ،‬وبمبادرة منه‪ ،‬واقيم مهرجان حافل حضره حشد كبير من تلمذة الدكتور الحسيني ومحبيه‬
‫ومقدري فضله‪.‬‬
‫وقد شاركت عشرات الهيئات والمؤسسات والمراكز والجامعات الفلسطينية في هذا المهرجان‪،‬‬
‫وشارك كذلك أهلنا من الراضي المحتلة عام ‪ 48‬وشاركت جامعة النجاح الوطنية التي مثلها في‬
‫المهرجان الدكتور أحمد حامد‪ .‬كما شاركت في المهرجان بعض المؤسسات العربية الجنبية وهي‪:‬‬
‫جامعة مكجيل )كندا( ومعهد الدراسات السلمية‪.‬‬
‫وقد تناولت الكلمات في معظمها أفضال الدكتور إسحاق موسى الحسيني على الدب العربي الفلسطيني‬
‫خاصأة والدب العربي عامة‪.‬‬
‫وقد تناولوا كذلك اهمية الدباء واهمية الدب والبداع في فلسطين‪ ،‬وقد ألقى الدكتور أحمد حامد بصأفته‬
‫احد اصأدقاء الدكتور الحسيني وعميد كلية الداب في جامعة النجاح كلمة تناول فيها دور الشعراء والكتاب‬
‫والمؤرخين الذين شاركوا بأخلص في بناء تراث المة إواحياء امجادها‪ ،‬فكان منهم الغزي والصأفدي‬
‫والتابلسي والمقدسي والرملي‪ ،‬وذكر الدكتور أحمد حامد أنه ليس من الغرابة في شيء أن تنجب بيت‬
‫المقدس علما شامخا من اعلم الفكر العربي بعامة‪ ،‬هو الستاذ الدكتور إسحاق موسى الحسيني‪ ،‬وذكر‬
‫الدكتور أحمد حامد أنه كان يعرف الدكتور الحسيني عن قرب‪ ،‬حيث كان مشرفا على أطروحة الماجستير‬
‫التي أعدها حول شخصأية مرموقة في التربية واللغة والدب هي شخصأية خليل السكاكيني‪.‬‬
‫وقد ذكر الدكتور احمد حامد في كلمته أنه إنسان أديب خلوق إلى أبعد الحدود‪ ،‬وقد رأى فكر الحسيني أنه‬
‫يشمل مختلف جوانب الحياة النسانية‪ ،‬حيث كان من رواد الدب الوائل الذين حاولوا إحياء شخصأيات‬
‫الدب العربي إواظهار آثارهم ونشاطهم الفكري‪ .‬وبرز في مجال التاريخ‪ ،‬ومارس التعليم حيث ودعا إلى‬
‫نشره في جميع البيئات وشملت كلمته حديثا عن نظرة الحسيني للمرأة وحقوقها والحرية الفكرية وكذلك‬
‫النظرة الصأادقة إلى دراسة اللغة العربية‪.‬‬

‫جولة مع تراث الحسيني‬


‫اقدم مقال كتبه الدكتور اسحاق موسى الحسيني بخطه هو مانشره في جريدة الصأباح المقدسكية عام‬
‫‪1921‬م والمقال بعنوان "ارحموا لغتكم أيها الشبان" وجاء فيه‪:‬‬
‫"من طالع صأفحات التاريخ يرى أن المم المتحضرة المتمدنة العظيمة التي نالت قصأب السبق في المعارك‬
‫قد اعتزت بلغتها وامتدت بامتداد سلطتها‪ ،‬لن اللغة هي الصأوت الرهيب بل اللة الفعالة التي تنقل صأدى‬
‫صأوت قومها إلى اقصأى البلد‪ ،‬وتجعل لهم مرك از ساميا بين المم‪ .‬أن اللغة لسان حال المة‪ ،‬فهي‬
‫روحها التي عليها مدار الحياة‪ ،‬فإن فقدت الروح فالجسم ل محالة هالك‪ .‬واآسفاه مع ما نرى من تأثير‬
‫اللغة على المة نرى بعض شبأنها العاملين يقودنها خطوات عديدة إلى الوراء‪.‬‬
‫انني بكل أسف أذكر هنا بعض ما سمعته كثي ار مما آثار عواطفي‪ ،‬وطعنني في احشائي طعنات‬
‫عديدة عديدة‪ :‬سمعت طبيبين " ل حاجة لذكرهما" هذا ما قاله الدكتور الحسيني حرفيا في مقاله "يتحادثان‪،‬‬
‫فقال احدهما‪ :‬لمإذا ل تزورنا يا عزيزي؟ فأجابه‪ :‬لن علي ‪ ?business‬كثير‪ ،‬فأرجوك العفو‪ .‬فقال‪:‬‬
‫وهل ذلك يؤخرك عن زيارتك لصأدقاء لك‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬وعلينا اليوم أيضا ‪doctors meeting for all‬‬
‫‪ the‬وكثي ار ما سمعت من إخواني التلمذة أبناء المة يتحدثون ويستعملون كلمات غريبة‪ ،‬وهي طعنة في‬
‫جسد لغتهم العربية المقدسة‪ ،‬ككلمة ‪ No‬بدل من كلمة ل‪ ،‬أو ‪ thank you‬بدل من شك ار أو اشكرك‪،‬‬
‫وغير ذلك‪ ،‬مما يشوه الحديث‪ ،‬وتنفر منه الذان‪ ،‬فكان لغتهم التي فاقت غيرها من اللغات بالبلغة‬
‫والتساع تضيق عن التعبير بكلماتهم هذه‪ ،‬فاتئدوا قليل‪ ،‬وارحموا لغتكم أيها الشبان‪ .‬ارحموها كي ترحمكم‬
‫وال فالذنب ذنبنا‪ ،‬ول رحمة على المذنب‪ ،‬والسلم‪".‬‬
‫جريدة الصأباح‪ ،‬القدس سنة ‪1921‬‬
‫السيد‪ /‬إسحاق موسى الحسيني‬

‫هل ظهر في فلسطين أدب وأدباء )بتصرف(‬


‫الظاهر ان فلسطين لم تكن في تاريخها القديم وحدة مستقلة عن شقيقاتها المجاورات ومنذ الفتح‬
‫السلمي إلى العصأر العثماني وهي تتصأل اتصأال وثيقا بقطر من القطار المجاورة ولذا كان ادباؤنا‬
‫يتنقلون من قطر لخر‪ ،‬واكثرهم قصأد مصأر‪ ،‬واتخذها وطنا ثاني ا حتى عكد من ادبائها‪.‬‬
‫وأشار الحسيني إلى بعض الدباء الذين ظهروا في عصأور متعاقبة وهم من شواهد الصأدق على ان التربة‬
‫الفلسطينية لم تكن مجدبة في عصأر من العصأور‪ .‬واول من ذكر منهم‪ :‬الكاتب الشاعر أبو الفتح محمود‬
‫بن الحسين كشاجم الرملي‪ ،‬نسبة إلى الرملة البيضاء الواقعة قرب مدينة يافا‪ ،‬المتوفى في حدود سنة ‪350‬‬
‫هـ‪ ،‬وقد قسم أيامه بين القدس والرملة وحلب‪ ،‬وكان شاع ار لبي الهيجاء ولبنه سيف الدولة الحمداني‪.‬‬
‫ي المتوفى سنة ‪ 524‬هـ وقد جاب بلد الشام إلى ان ادركته المنية في بلخ‪.‬‬
‫وظهر في غزة ابو إسحاق الغز ك‬ ‫‪-‬‬
‫ولعل اكبر شخصأية عرفتها البلد الفلسطينية هي شخصأية القاضي الفاضل المولود في عسقلن سنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 529‬هـ‪.‬‬
‫وقد ولد في صأفر سنة ‪ 696‬هـ صألح الدين خليل بن أيبك الصأفدي‪ ،‬وطلب العلم في دمشق وكان صأديقا‬ ‫‪-‬‬
‫للذهبي والسبكي والف خمسمائة مجلد منها الضخم "النفيس الوافي بالوفيات "في ثلثين مجلدا‪.‬‬
‫ومن الدباء الفقيه شيخ السلم شهاب الدين الرملي المتوفى سنة ‪ 881‬هـ وقد أقام في الرملة وبيت‬ ‫‪-‬‬
‫المقدس ويافا حيث عمر برجا على جانب البحر‪.‬‬
‫ومنهم ابو أيمن عبد الرحمن بن محمد بن محير الدين العليمي المولود في بيت المقدس سنة ‪ 860‬هـ‬ ‫‪-‬‬
‫صأاحب "النس الجليل بتاريخ القدس والخليل‪".‬‬
‫ومنهم مرعي بن يوسف الكرمي نسبة إلى طولكرم من قرى نابلس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وولد ببيت المقدس سنة ‪ 1281‬هـ باحث اديب هو روحي بك بن محمد بن ياسين الخالدي الذي طلب العلم‬ ‫‪-‬‬
‫في باريس والستأنه وقد كان قنصأل للحكومة العثمانية في بوردو فنائبا في مجلس المبعوثين في الستانة‪.‬‬
‫ومن الدباء خليل الخالدي الذي قدم خدمة جليلة في جمع المخطوطات العربية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وعرفت البلد في تاريخها الحديث عددا من الشعراء منهم علي الريماوي‪ ،‬ابو القبال اليعقوبي وكذلك‬
‫الشاعر ابراهيم طوقان ابن مدينة نابلس الذي تفرد بالشعر‪.‬‬
‫فالبلد كما ذكر الدكتور الحسيني لم تكن عقيمة في دور من ادوار حياتها‪ ،‬وان فلسطين هي بلد العلم‬
‫والحضارة والصأراع‪ ،‬وهي من البلد العربية التي تزخر بالباء والكتاب والعلماء والفقهاء‪.‬‬
‫"الحياة الدبية في فلسطين"‬
‫بقلم الدكتور إسحاق موسى الحسيني‬

‫اظهر مساوئ التاريخ القديم اعتماده في تاريخ الحياة العامة على الحياة السياسية بأضيق معانيها‪ ،‬ولذلك‬
‫ل يجد المطالع في التاريخ سوى اشباح المم السالفة‪ .‬فمعالم المم أو اعراقها النابضة بالحياة تكاد تكون‬
‫مخفية عن النظار‪.‬‬
‫لقد وهم بعض الناس ان هذا القطر الصأغير بمساحته وعدد سكأنه‪ ،‬الكبير بمقامه الديني والسياسي‪ ،‬لم‬
‫ينتج ادبا في العصأور الخوالي‪ .‬وهو وهم تنقضه طبيعة الحياة بقدر ما ينقضه الواقع‪.‬‬
‫فمنذ الفتح السلمي إلى يومنا هذا والدباء يتعاقبون بل انقطاع‪ .‬ولكن هناك بعض الحقائق ل بد من‬
‫ذكرها‪-:‬‬
‫ان فلسطين لم تكن وحدة مستقلة بل كانت جزءا من "ديار العرب" ولم يستقل بحكم أرضها امير محدد فهي‬ ‫‪-‬‬
‫اما تابعة أو متبوعة‪.‬‬
‫أنها لم تكن مرك از للخليفة أو للسلطان مدة طويلة من الزمن حتى تجذب اليها الشعراء والكتاب أو تحفظ لها‬ ‫‪-‬‬
‫المواهب الدبية في بيئتها وتحول دون انتقالها إلى بيئات اخرى وقد كانت فلسطين ممثلة بالرملة والقدس‬
‫خاصأة عاصأمة لديار العرب‪ ،‬وهي بهذه الفترة القصأيرة لم يتح للحياة الدبية ان تزدهر بفلسطين نفسها‪.‬‬
‫ان البلد لم تشتهر بالرخاء القتصأادي الذي كانت تنعم به العراق والشام ومصأر والندلس‪ ،‬فليس عجيبا‬ ‫‪-‬‬
‫ان يتوجه ابناؤها إلى مراكز السلطان والرخاء يلتمسون الدواعي لفتق المواهب‪.‬‬

‫طريقة أوصى بها الدكتور الحسيني لستعمالها في تدريس البجدية‬


‫هذه الطريقة التحليلية‪ ،‬وهي تسير من الصأورة إلى الكلمة‪ ،‬ومن الكلمة إلى الجملة بتدكرج حسب‬
‫الترتيب والسلوب التالي‪:‬‬
‫ترسم صأورة دار على ورق مقوى‪ ،‬وتكتب كلمة دار على ورقة اخرى‪ ،‬ثم تعرضان على الطلب حتى‬ ‫‪-‬‬
‫ترتسم الصأورتان‪ ،‬الكلمة ومدلولها في اذهأنهم‪.‬‬
‫تعدد هذه الصأور والكلمات في التدريج على ان تكون الكلمات مؤلفة من مقاطع يسيرة النطق والرسم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يوضع امام الطلب عدد من الصأور والكلمات‪ ،‬ويكلفون بالبحث عن الكلمة الدالة على صأورة معينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يكلف الطلب برسم الكلمة أو رسم الصأورة ورسم الكلمة بأسفلها‪ ،‬وهذا الضرب من الرسم محبب إلى‬ ‫‪-‬‬
‫الطلب ومدعاة إلى تركيز اذهأنهم‪.‬‬
‫تؤلف من بضع صأور جملة‪ ،‬ويكلف الطلب بانتقاء الكلمات الدالة على هذه الصأور‪ ،‬وعندما يستمر‬ ‫‪-‬‬
‫الطلبة بهذه الطريقة فترة من الزمن ترسخ الكلمات في أذهأنهم ويعتادون رسمها وقراءتها بسهولة‪.‬‬
‫ثم يعطون _ أي الطلب _ حروفا منفصألة‪ ،‬كل حرف على حدة‪ ،‬ليؤلفوا منها بعض الكلمات‪ ،‬ومن‬
‫المفروض ان يقوم المعلم باختيار الكلمات بحيث تدل على اشياء مألوفة في حياة الطالب في تلك الفترة‪،‬‬
‫الكتابة مع القراءة جنبا إلى جنب‪ ،‬ثم يبدأ الطلب‪ ،‬ويشجعوا على قراءة قصأص قصأيرة مصأورة قراءة‬
‫صأامتة‪ ،‬ثم إجراء محادثة حول القصأة‪ ،‬حيث إن القراءة الصأامتة مقدمة على القراءة الجهرية‪.‬‬
‫ويذكر ان للدكتور الحسيني طريقة اخرى في تدريس البجدية‪.‬‬

‫مصأطلحات النقود في البلد العربية في نظر الدكتور اسحاق موسى الحسيني‬


‫لهذا المبحث ثلث نواح‪ :‬ناحية تاريخية‪ ،‬وناحية اثرية‪ ،‬وناحية لغوية‪ ،‬وقد ترد في كتب التاريخ‪،‬‬
‫وفي الوثائق التاريخية‪ :‬كسجلت المحاكم الشرعية والمعاملت والمراسلت‪ ،‬وعلى السنة الناس‪ ،‬اسماء‬
‫نقود‪.‬‬
‫والمعاجم القديمة كالقاموس المحيط ولسان العرب وتاج العروس ل تذكر من هذا المصأطلح ال‬
‫النادر كالدينار والدرهم والفلس‪ ،‬وقد ورد الدينار في القرآن الكريم‪ ":‬ومن اهل الكتاب من إن تامنه بقنطار‬
‫يؤده اليك‪ ،‬ومنهم ان تامنه بدينار ل يؤده اليك ال ما دمت عليه قائما "وقد ورد الدرهم بصأيغة الجمع‪:‬‬
‫"وشروه بثمن بخس دراهم معدودة"‪.‬‬
‫ويذكر الدكتور الحسيني أنه ل يوجد معجم أو كتاب وعى جميع السماء‪ ،‬وربما كان كتاب‬
‫"النقود العربية وعلم النميات " للب انستاس ماري الكرملي الصأنيع الفرد في هذا الباب‪ ،‬فقد توسع‪ ،‬وعدد‬
‫من السماء النقدية ما كان وصأفا لها‪ .‬ورب سائل يقول‪ :‬أيحسن ان تدخل اسماء النقود المعجم وكلها‬
‫دخيل غير عربي؟‬
‫إذا كان القصأد من المعجم العجام وحل الرموز والمشكلت فدخولها ضروري‪ ،‬والمعاجم الغربية‬
‫تفخر في طبعاتها المتوالية باضافة ألفاظ مستحدثة في مختلف العلوم‪ .‬واسماء النقود العربية دخلت كتب‬
‫التاريخ ووردت في الوثائق‪.‬‬
‫ول يضير العربية ان استعارت اسماء النقود من مختلف اللغات‪ ،‬فالحضارة العربية تعتز‬
‫باقتحامها جميع الميادين‪ ،‬وبوقوفها موقفا أيجابي ا من الحضارة النسانية‪ ،‬تاخذ وتعطي‪ ،‬تدين وتستدين‪،‬‬
‫فعل المقدام الواثق بنفسه‪ ،‬الحريص على أن يقف في طليعة الركب‪ .‬وكانت الدول قديما تتعامل بالدينار‬
‫والدرهم‪ ،‬واولهما لتيني من كلمة عشرة‪ ،‬وثانيهما يوناني من كلمة درخم بمعنى قبض أو تناول‪ ،‬ولم يكن‬
‫الصأطلح على كلمة تنسب إلى العشرة بالمر العسير على لغة الضاد‪ ،‬ول كانت مادة القبض والتناول‬
‫مغلقة على العربي المستعير منها‪ ،‬كما استعار منها اليوناني‪ ،‬وجاراه الروماني والفارسي والجرماني‬
‫وغيرهم من أبناء القرون الخالية‪.‬‬
‫ولو اخذنا بالمقاصأة بيننا وبين أبناء اللغات العالمية لسترددنا من معجماتهم اضعاف ما‬
‫يستردونه من معجماتنا في باب المعاملت وحدها‪ ،‬فل يحق لهم ان يدينونا بالجنيهات والريالت ال إذا‬
‫ادناهم بالبنك والحوالة والرزق‪ ،‬بل بارقام العدد نفسها‪ ،‬وبالصأفر من حساب ما بعد العشرات والمئات‪.‬‬
‫وقد تناول الدكتور إسحاق موسى الحسيني عددا كبي ار من المصأطلحات تجاوزت الثمانين‬
‫مصأطلحا‪ ،‬فقد استعمل العرب في أبان مجدهم الدينار الذهبي‪ ،‬والدرهم الفضي‪ ،‬ثم دار الزمان دورته‬
‫المنحوسة‪ ،‬فتشت شملهم‪ ،‬وتولى العاجم شملهم وامرهم‪ ،‬ويوم ذاك ظهر البرغوث‪ ،‬والسحتوت‪ ،‬والزلطة‪،‬‬
‫والمتليك‪ ،‬وقد عرفت هذه النقود" بالنقود المغشوشة"‪.‬‬
‫فن انشاد الشعر عند العرب‬
‫عرف النسان فن النشاد من قديم الزمان كما عرف الموسيقى والرقص والرسم وسائر الفنون الجميلة‪،‬‬
‫بوحي الفطرة‪ ،‬قبل ان يكون لها قواعد مقررة‪ ،‬أو أن يحاول هو ان يستنبط منها اصأول ثابتة‪ .‬فالفن سبق العلم في كل‬
‫نواحي المعارف النسانية‪ ،‬والعلم هو قواعد نظرية لمادة سبقت له في الزمن‪ .‬وهكذا عزف على اللت الموسيقية‬
‫قبل أن يعرف الرموز‪ ،‬وقد نظم الشعر قبل أن يعرف مختلف البحور‪.‬‬
‫وقد عرف النسان الشعر في الوقت الذي عرف فيه الموسيقى‪ ،‬وكان يرسل شعره الحانا شجية منبثقة من‬
‫أعماق النفس‪ .‬ولم يكن قد عرف الكتابة ليتخذها وسيلة لنقل عواطفه وشجونه إلى أولئك الذين يود أن يبلغهم‬
‫صأوته‪ ،‬ولذلك كان اللسان قلمه‪ ،‬والذن صأحيفته‪ .‬وقد كانت لغته اقرب إلى الغناء منها إلى الكلم المألوف في هذا‬
‫العصأر‪.‬‬
‫لقد عرفه الرومان واليونان قبل ان يعرفه العرب‪ ،‬ولكن متى وضعت لفن النشاد قواعد؟ فاول من وضع‬
‫العروض العربي الذي يلقي بعض الضوء على فن النشاد هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي عاش في القرن الثاني‬
‫للهجرة‪.‬‬
‫وقد كان العرب في ذلك الحين يجهلون الرموز الموسيقية )النوط( ول يعرفون أشارات خاصأة بالضغط‬
‫الصأوتي‪ ،‬لم يقيدوا فن النشاء تقييدا تاما‪ ،‬وظلوا يعتمدون في النشاد الصأحيح على الرواية فحسب‪.‬‬
‫والذين يتتبعون انشاد المنشدين في مختلف البلدان العربية يلحظون اختلفا بينا يرجع إلى‪-:‬‬
‫تطور الصأوات‪ :‬فهناك اصأوات انحرفت عن مخارجها‪ ،‬كالصأوات التي تخرج من بين السنان‪ ،‬واصأوات‬ ‫‪-‬‬
‫اخرى قد فقدت بعض خصأائصأها‪ ،‬كال ق‪ ،‬ط‪ ،‬ج‪ ،‬ظ‪ ،‬فالقاف اليوم مهموسة‪ ،‬وهي في كتب القدامى‬
‫مجهورة‪ ،‬والجيم اليوم معطشة‪ ،‬وقد كانت مجهورة كما تبدو في النطق المصأري‪.‬‬
‫عدم ادراك جل المنشدين المعاصأرين لطبيعة المقاطع‪ ،‬اطويلة هي ام قصأيرة‪ ،‬ومقدار طول كل مقطع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فبعضهم يخطف المد‪ ،‬وبعضهم يطيله‪ ،‬دون الرجوع إلى قواعده العامة‪:‬‬
‫فقدان الضغط على المقاطع المعروفة في اللغات الوروبية الحديثة ‪.Accent‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد فقد النشاد اهميته اليوم لعتماد اكثر الشعراء على نشر شعرهم دون القائه في السواق الدبية‬ ‫‪-‬‬
‫والندية العامة‪ ،‬وهذا انحراف يكاد يودي بفن النشاد‪ ،‬ويضعف الشعر نفسه‪ ،‬فالشعر دعامته الصأوت ل‬
‫الصأورة‪ ،‬والموسيقى عنصأر ذو شأن في الشعر نفسه ل تقل اهميته عن أي عنصأر من عناصأره الخرى‬
‫كالخيال والعاطفة‪.‬‬
‫لقد كتبت الوساط الدبية الفلسطينية كثي ار عن المرحوم الدكتور إسحاق موسى الحسيني واوضحوا اراء‬ ‫‪-‬‬
‫كثيرة له في مختلف المور الدبية‪:‬‬
‫فقد كتب د‪ .‬جورج قناع من جامعة حيفا عن الدكتور إسحاق الحسيني والوصأأيا العشر‪ ،‬وقد تحدث عن‬ ‫‪-‬‬
‫مؤلفات الحسيني التي تتصأل مباشرة بدراسته العلمية وعمله كأستاذ للغة العربية في القدس والقاهرة‬
‫وبيروت‪ ،‬وان هذه المؤلفات تعكس نظرات فكرية شمولية للدكتور الحسيني‪.‬‬
‫فقد ورد في كتابه عودة السفينة "ان المة منتهية ل مبتدئة‪ ،‬منتهية من مراحل التطور المختلفة‪ ،‬يدل ذلك‬ ‫‪-‬‬
‫على أنها وصألت إلى قمة التطور‪ ،‬ولكنها لم تبق في القمة لن ذلك من المستقبل‪ .‬لقد عبر المفكرون في‬
‫الغرب عن مراحل التطور في حياة المم والفراد بعجلة الحظ التي تدور باستمرار‪ ،‬وكل من يتعلق بها‬
‫يصأل إلى القمة حتما‪ ،‬ولكنه ل يستطيع ان يبقى هناك اذ ان عجلة التطور هذه دائبة الحركة‪ ،‬فالوصأول‬
‫إلى القمة معناه بداية النزول أو التراجع‪ ،‬من هنا فالمة العربية ليست في نقطة البداية‪ ،‬انما هي في وضع‬
‫التراجع الذي طغى‪ ،‬فنسيت حالها وعلمها وأدبها وفلسفتها حتى جار عليها قوم‪ ،‬وحكموا عليها بأنها‬
‫مبتدئة‪ ،‬والناسي تحتاج إلى بعض وقت ليستذكر دروسه القديمة‪ ،‬ومع شيء غير قليل من الجلد والجهد‬
‫يعود إلى حيث إنتهى"‪.‬‬
‫وحول المرأة قال الدكتور الحسيني قولته المشهورة‬ ‫‪-‬‬
‫"اننا ل يمكن ان نكون امة إل أعدنا لهذا المخلوق المهيض الجناح حقوقه الطبيعية كاملة "فهو يريد من‬
‫المرأة العربية ان تتمتع بحقوقها الطبيعية كاملة‪ ،‬على أن يتم ذلك بطريق علمية مدروسة‪ ،‬ويكون ذلك‬
‫باخراج قضيتها من دائرة الجدل والسفسطة إلى علم الجتماع‪ ،‬وهو ل يريد انصأاف المرأة لدوافع انسانية‬
‫فحسب‪ ،‬بل لن لها دو ار اساسيا في تقدم ورقي المة‪ ،‬وحل قضية المرأة وهذا معناه حل قضية عسيرة‬
‫تجابه المجتمع العربي‪ ،‬طاقة كاملة يجدر استغللها‪ ،‬من اجل المصألحة العامة‪.‬‬
‫وقد دعا الدكتور الحسيني في "مذكرات دجاجة" إلى رفض المادة‪ ،‬لنها زائلة‪ ،‬ولنها من أخطر‬ ‫‪-‬‬
‫الضللت على المخلوقات‪ ،‬ودعا في مقابل ذلك التمسك بالروح لنها خالدة‪ ،‬ولكنها دعوة مثالية من‬
‫الصأعب أن تتحقق‪ ،‬ولكن كان في ذهن الحسيني ان المثالية ستتحقق في المستقبل البعيد "حتى يسمو‬
‫النسان‪ ،‬ويعتبر المادة وسيلة ل غاية في المثل العليا والخير المطلق‪ ،‬ل بد لنا من ان نقيم بيتنا الصأغير‬
‫على اسس اقتصأادية قويمة"‪.‬‬
‫ولقد قدم الدكتور محمد السعدي فرهود رئيس جامعة الزهر بالقاهرة بحثا حول الدكتور الحسيني‬
‫والنقد المعاصأر‪ ،‬فقد صأدر عن فلسفة خاصأة بالنقد‪ ،‬واهتم بمن تأثروا بالفكر الوروبي‪ ،‬وأفادوا منه افادة‬
‫اضافت الجديد إلى ما حققته رجال التراث الدبي الخالص‪ ،‬وقد اتجهت دراسته إلى من تلقت في جداولهم‬
‫تيارات المشرق والمغرب‪ ،‬وقد أوجز الدكتور مقدمة كتابه في النقد بأبرز خصأائص الحسيني "واولها تتبع‬
‫الرعيل الول من نقاد المرحلة مع أيضاح العوامل التي اهابت بهم إلى اعادة النظر في القيم الدبية‬
‫المألوفة‪ ،‬وثانيهما عرض النظريات التي أتى بها النقاد مع تحليلها وردها إلى اصأولها‪ ،‬وثالثها بيان اثر‬
‫النقد في الدب المعاصأر‪ ،‬وآخرها اللمام بالنقد الدبي المعاصأر كما يظهر في أهم آثاره واشهر اعلمه "‪.‬‬
‫ومن ابرز ما قال في مجال النقد‪:‬‬
‫"ان ثمة علقة بين بلغة القول والعجاز وبين عزة سلطان المة‪ ،‬وزمن فتوتها‪ ،‬وان معين‬
‫الحكمة وحسن البيان مع اليجاز ما زال يجريان مع الدولة صأعودا وارتقاء وانبساطا حتى إذا اتى دور‬
‫التقهقر والنحطاط أخذ اللسان وحسن البيان وتلك البلغة والفصأاحة في السقوط والسخافة وفساد التركيب‬
‫وسقم المعاني‪ ،‬وسوء الختيار لللفاظ لدرجة التعذر على الغالب معها فهم المراد‪".‬‬
‫وتحدث الدكتور الحسيني عن نجيب حداد وروحي الخالدي وسليمان البستاني وقسطاكي‬
‫الحمصأي قبل أن يتحدث عن العقاد والمازني وميخائيل نعيمة وهيكل لن هؤلء الخرين قد اشتهرت‬
‫آراؤهم حتى ل تجد مجالا لدارس‪.‬‬
‫وقد كتب نجيب حداد دراسة تحت عنوان " مقابلة بين الشعر العربي والفرنجي" رآها الدكتور‬
‫الحسيني ذات اثر بعيد في التوجيه الدبي‪ ،‬فاحتضنها بمكان بارز في كتابه وبالنسبة لكتاب "منهل الوأرد‬
‫في علم النتقاد "لقسطاكي الحمصأي فهو برأي الدكتور إسحاق أول كتاب افرد للنقد الدبي المعاصأر في‬
‫العصأر الحديث حيث اشتغل مؤلفه بموضوعه مدة ستة عشر عاما متتبعا سيره‪ ،‬مكبا على مطالعة ائمته‬
‫الفرنسيين‪.‬‬
‫وهذا ما نقوله عن اثر الحسيني في تاريخ النقد المعاصأر‪ ،‬اما آثاره في النقد الدبي ذاته فتشهد‬
‫بها مؤلفاته الكثيرة‪ ،‬وتلميذه الذين وردوا منهله‪ ،‬وانتفعوا بتوجيهه‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فالدكتور الحسيني جمع بين النقد‬
‫والدب بشقيه الشعر والنثر‪ ،‬ولم يترك شيئا بلغة ال وضعه في ثنأيا الكتب والبحاث والمقالت التي‬
‫اصأدرها وكتبها في اكثر من موقع في العالم العربي خاصأة والعالم بشكل عام‪.‬‬

‫رأيه في الدب الحديث‬

‫يقرر الحسيني ان هذا الدب قد خطا في السنوات العشرين الخيرة خطوة واسعة نحو الحياة التي‬
‫يحياها تمثيل كامل‪ ،‬ولم يتغلغل إلى البيئات العربية المختلفة‪ ،‬ولم تتوفر له وسائل التعبير الشاملة بحيث‬
‫يمكن ان نسميه أدبا حديثا مستقل عن الدب القديم‪ ،‬ثم يذكر الدكتور أركانا ثلثة ل بد منها حتى يستطيع‬
‫الدب العربي الحديث ان يحقق ما يراد منه من تمثيل للحياة العقلية والجتماعية والروحية تمثيل صأحيحا‪.‬‬
‫الركن الول‪ :‬اكتشاف التراث العربي القديم‪ ،‬واستيفاء حياته يكون عهد الحياء اساسا راسخا‬
‫يرتكز عليه النتاج الجديد‪.‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬اللغة والمفردات العربية بحيث نتمكن من وصأف ما تقع عليه عيوننا كل يوم في‬
‫مختلف نواحي الحياة‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬الثقافة الحديثة الواسعة القائمة على التصأال المباشر بأحدث النظريات العلمية‪،‬‬
‫لن الدب الحديث خال‪ ،‬إلى حد كبير‪ ،‬من الفكر العميق والنظر الدقيق والنسجام الفني‪.‬‬
‫ويقول الدكتور إسحاق‪" :‬ان جهل الديب ببعض معارف زمنه كان مثار نقد في الزمن الول‪،‬‬
‫وان ابن قتيبة مثل يحمل على كتاب عصأره الذين يجهلون أوائل المعارف‪.‬‬
‫ولهذا نقول "شتان بين العصأين "عصأر طغى فيه العلم والدب‪ ،‬وان كان الكاتب في ذلك العصأر‬
‫ملزما باللمام بمعارف عصأره‪ ،‬فكاتبنا اليوم اشد حاجة إلى الحاطة بمعارف زمنه‪ ،‬ولم يكتف الحسيني‬
‫بالتاريخ للدب ودراسته قديما وحديثا بل شارك في مسيرة البداع في مجال القصأص‪ ،‬ففي بداية الحرب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬وقبل ان تحل النكبة في البلد‪ ،‬كتب مذكرات دجاجة‪.‬‬
‫وكان فيها كاتبا ينتمي للمدرسة المثالية‪ ،‬حيث إنه لم يجعل همه التقاط مواقف الظرافة في‬
‫المشاهد‪ ،‬لكنه اتخذ فلسفته الوجدانية وسيلة لدرس شؤون مجتمعه السياسي والجتماعي في تعمق وتدبر‪،‬‬
‫في أسلوب شعري ممتع يصأور به كثي ار من المشاعر والعواطف التي يرتبط بها أفراد المجتمع‪ ،‬واتخذ الرمز‬
‫إطا ار ليعرب به عما ل يستطيع ان يعرب عنه‪ ،‬بحكم الظروف السياسية والجتماعية التي تتجسس على‬
‫الفواه والقلوب والعقول‪ ،‬ولكنه رمز طبيعي‪.‬‬
‫ونلمس من هذا ما نلمسه لدى الخلقيين من جمال الخطوط واللوان والظلل والنغام‬
‫والحركات‪ ،‬ومن طلبه للحقيقة بانمياز الكذب عن الصأدق‪ ،‬والزيف عن الصأالة‪ ،‬ولؤم النفس عن طيبها‪،‬‬
‫والتعقل عن الغباء‪ ،‬ومن تلمس للخير بطريق تلمس للحب والصأالبة والبطولة واللم والعزة والتضحة‪.‬‬
‫وفيما تقدم‪ ،‬نرى ان الحسيني كان كاتبا مثاليا متعقل في مذكرات دجاجة التي صأدرت سنة‬
‫‪1943‬م‪ ،‬وفيها قال الدكتور طه حسين‪" :‬هذه دجاجة عاقلة جد عاقلة‪ .‬مإذا اقول؟ بل هي دجاجة‬
‫متفلسفة تدرس شؤون الجتماع بتعمق وتدبر للرأي‪ ،‬فتصأل إلى استكشاف بعض الدواء الجتماعية‬
‫وتصأف لها الدواء‪.‬‬

‫الدكتور اسحاق الحسيني والشعر‬

‫في الواقع ان الشعر لم يكن ملكته‪ ،‬بل كان معاناه بالنسبة له‪ ،‬وكان يعتقد ان الشاعر يجب أن‬
‫يكون موهوبا حتى يقول الشعر ويجيده‪ ،‬وان الشاعر ل يستطيع ان يقول ال وهو هادئ خالي الذهن‪ ،‬وان‬
‫اعتقد البعض ان هناك من يقول وهو يشرب الكاس أو متوتر العصأاب‪.‬‬
‫فالشعر بالنسبة له معاناة‪ ،‬ولم يكن يقول الشعر ال في أوقات السرور الشديد والحزن الشديد‪،‬‬
‫فالسرور بما يبهج العقل ويفرح القلب‪ ،‬والحزن مرده إلى الوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب‬
‫الفلسطيني منذ بداية القرن الحالي‪ .‬وقد كان يحب أولده وأحفاده فنظم فيهم الشعار‪ ،‬وقد نظم اشعا ار‬
‫لبعض اصأدقائه‪ ،‬ومنهم‪ :‬الدكتور ممدوح العكر من مدينة نابلس‪ ،‬والدكتور شوقي حرب من مدينة رام ال‪.‬‬
‫وقد تحدث بنبرة حزينة ولوعة جارفة عن الم القدس وعذابها تحت وطأة الحتلل قائل‪:‬‬
‫هلك علمت بأن قدسك باكية‬ ‫يا قادما للقدس تلثم تربها‬
‫ل نورها نور‪ ،‬ول هي حانية‬ ‫الشمس ل تعلو وراء جبالها‬
‫أحدا يجوس خلل أرض غالية‬ ‫والطير اغلق بابه كيل يرى‬
‫في صأدره آثار جرح دامية‬ ‫والغصأن ألوى عنقه متواريا‬
‫يستبدلون به دراهم بالية‬ ‫والحقل غادره بنوه ممزقا‬
‫ثكلى تنوح على ديار خاوية‬ ‫ومساجد ال التي قدستها‬
‫همى يبكي نفوسا عانيه‬ ‫مإذا اقول؟ اسامع انت ام الدمع‬
‫سوى وصأفي عوادي عادية‬ ‫لم أقصأد اليلم يا خلي ولم ابغ‬
‫كانت وككنا في حياة راضية‬ ‫أنظر حواليك وطف في بلدة‬
‫ظلماء في أعقاب ريح عاتية‬ ‫ثم اختفى النجم وحلت ليلة‬
‫يتفكرون بكل نفس واعية‬ ‫يا ليت قومي يسمعون وليتهم‬

‫هكذا كانت القدس في قلب اديبنا الدكتور إسحاق موسى الحسيني‪ ،‬فيا ليت قومي يحافظون‬
‫عليها‪ ،‬وبالبيت قومي يقدرون ليلة السراء‪.‬‬
‫‪XXX‬‬
‫ونثبت هنا حوا ار فكريا اجراه أسعد عويس مع الدكتور إسحاق موسى الحسيني عندما كان يمد‬
‫التراث بأدبه أثناء حياته‪ ،‬لهميته القصأوى‪ ،‬وقد جرى الحوار في المنتدى الفكري العربي‪.‬‬
‫المنتدى‪ :‬ما هو تصأورك للعلقة بين العروبة والسلم‪ ،‬اهي علقة تكاملية ام تبادلية؟‬
‫د‪ .‬إسحاق‪ :‬العلقة بين العروبة والسلم تكاملية وليست تبادلية‪ ،‬بمعنى أن العربي ينتمي إلى‬
‫قومية عربية‪ ،‬ولكن عقيدته هي العقيدة السلمية‪ ،‬ول يستطيع احد مطلقا أن ينكر أثر السلم في‬
‫الحضارة العربية‪ ،‬فالعرب لم يظهروا على الساحة التاريخية ال بفضل السلم والسلم هدفه العالمية‬
‫وليس القبلية أو الفردية أو القومية‪.‬‬
‫المنتدى‪ :‬اذن كيف توفق بين دعوة القومية وبين مبدأ يدعو إلى العالمية؟‬
‫د‪ .‬إسحاق هذا الصأراع بين القومية والسلم هو طرح حديث كما ل يخفى عليك‪ ،‬ولكن لبد أن‬
‫يستقر الوضع على حال‪ ،‬حيث إنه منذ انفصأال العالم العربي عن الدولة العثمانية ظهرت القوميات‪،‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن ظهورها كان لغير مصألحة العرب والمسلمين حيث إنها ادت إلى تفتيت الدولة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫المنتدى‪ :‬هل تقصأد أن ظهور الدعوة القومية لم يكن نتيجة تطور طبيعي بل كانت هناك قوى‬
‫خارجية ساعدت على بروز هذه الدعوات؟‬
‫د‪ .‬إسحاق‪ :‬نعم كانت هناك عوامل غير طبيعية‪ ،‬حيث كانت هناك الدول الغربية التي تهدف‬
‫إلى الستيلء على اشلء المبراطورية السلمية‪ ،‬وعندما تم عزل البلد العربية عن الدولة العثمانية‬
‫ظهرت القوميات‪ ،‬وظهورها لم يؤد إلى استقلل البلد العربية وتحررها‪ ،‬بل استولى عليها المستعمر‬
‫الغربي‪ ،‬ربما كان بالمقدور ان تكون الدعوة القومية ظاهرة أيجابية صأحيحة لو كانت في جدول الدعوة‬
‫اللمركزية‪ ،‬والعلقة بين العروبة والسلم كالعلقة بين الجسم والروح‪ ،‬فالتوفيق بينهما ممكن‪ .‬ال أنه‬
‫تجدر الشارة إلى ان السلم دعوة عالمية "الحمدل رب العالمين" وليست دعوة لجنس معين أو قومية‬
‫معينة‪.‬‬
‫المنتدى‪ :‬يرى بعض المفكرين ان هناك إشكالية في الهوية العربية فالنسان العربي على حد‬
‫قولهم مواجه بعدة انتماءات وولءات والتي قد تكون احيانا متعأرضة ومتضاربة فما رأيك؟‬
‫د‪ .‬إسحاق أومن بأن هذه أي ظاهرة تعدد النتماءات والولءات‪ ،‬طبيعية‪ ،‬وليست مفروضة‪ ،‬ول‬
‫سيما في العصأر الحديث‪ ،‬حيث تتنازع العربي تيارات مختلفة تؤثر في اتجاهه الفكري‪ ،‬ول يستطيع النسان‬
‫أن يتخلى عن جذوره القديمة ولكن‪ ،‬وفي نفس الوقت ل يستطيع إلك أن يتفاعل مع الفكار النسانية‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫المنتدى‪ :‬كيف تفهم دعوات التحديث والتجديد في التراث العربي؟‬
‫د‪ .‬إسحاق‪ :‬أومن بأن التجديد في الحياة امر صأحي وضروري‪ ،‬ولكن ل ينبغي‪ ،‬بنفس الوقت‪،‬‬
‫ان ننفصأل عن التراث‪ ،‬وانني اشبه هذه العملية بأن يقيم النسان بيتا ذي عدد من الطوابق فهو ل يستطيع‬
‫ان يبنيه دون أساس متين‪ ،‬فعلينا أن نستفيد من الحضارة السلمية التي هي ماضينا استفادة تغني المة‬
‫غناء عظيما‪ ،‬فهي ثروتنا‪ ،‬وهي التي تعطينا العزة بالنفس والشعور بالعظمة والقوة‪ ،‬والمكانية كبيرة‪ ،‬فل‬
‫يجب علينا ان نفرط بها‪ ،‬ولمإذا ولمصألحة من نفرط بها؟‪.‬‬
‫انني اق أر عن اليابان وتجربتها العظيمة‪ ،‬فإذا بي أرى ان في كل مصأنع أو مخزن كبير مكانا‬
‫صأغي ار للعبادة "للديانة اليابانية" فهؤلء يجعلون النسان يحافظ على انتمائه وتراثه‪ .‬انني افرق بين‬
‫السلم والرجعية‪ ،‬فالسلم ليس فيه رجعية ابدا‪ ،‬وهو عبارة عن قيم روحية وخلقية وانسانية رفيعة تمل‬
‫النسان بالقوة والكرامة والعزة‪ ،‬ولست مستعدا لن افرط بها‪ ،‬ولكن ظاهرة التعصأب العمى ظاهرة رجعية‬
‫وظاهرة غير صأحية‪.‬‬
‫المنتدى‪ :‬عند الحديث عن التجربة اليابانية في التحديث‪ ،‬نرى نموذجا رائعا استطاع ان يحقق‬
‫التقدم التكنولوجي والقتصأادي‪ ،‬ولكنه استطاع مع ذلك أن يحافظ على تراثه‪ ،‬بعض المفكرين يعتقدون أن‬
‫العالم العربي ل يستطيع ان يستفيد من ثمار التكنولوجيا الغربية دون تبني التيارات الفكرية والفلسفية‬
‫الغربية‪ ،‬فما رأيك؟‬
‫د‪ .‬إسحاق‪ :‬هؤلء المفكرون يحكمون علينا بمقياس الغرب الذي لم يتقدم ال عندما تبنى‬
‫العلمانية‪ ،‬اما العرب فلم يتقدموا ال بالسلم‪ ،‬وهذا هو الفرق بيننا وبين الغرب‪ .‬فمفهوم الدين في الغرب‬
‫كان غير حضاري‪ ،‬حيث كان رجال الدين في الغرب يمارسون اشياء يغلب عليها طابع الكبت الفكري‬
‫والقهر الجتماعي‪ ،‬اما السلم فهو دعوة إلى العلم إوانشاء للحضارة والتامل في الطبيعة والتعرف على‬
‫أسرار الكون‪ ،‬حيث ميز السلم بين العالم والجاهل‪.‬‬
‫وخلصأة القول ان السلم فيه عناصأر جيدة ل تتوفر لغيره من الديان‪ ،‬كالشمولية والعتدال‬
‫والحزم والعالمية والزمنية والمكانية ولهذا أعتقد أنه بامكاننا التقدم حضاريا وتكنولوجيا مع المحافظة على‬
‫العقيدة والتراث‪.‬‬
‫المنتدى‪ ،‬وهو السؤال الخير‪ :‬هل تعتقد ان العلمانية تصألح كاطار فكري للمجتمعات العربية‬
‫والسلمية؟‬
‫د‪ .‬إسحاق‪ :‬ل تصألح‪ ،‬لنها تعالج الجسم دون أن تعالج الروح‪ ،‬وقد تطورت‪ ،‬كما أوضحت‪ ،‬في‬
‫ظل الظروف والوضاع المختلفة تماما عن أوضاع مجتمعاتنا العربية والسلمية‪.‬‬
‫‪xxx‬‬
‫وهذه معلومات حصألت عليها من بعض أقارب الدكتور إسحاق موسى الحسيني بتاريخ ‪22/11/1993‬‬
‫وقد كتبتها على شكل حوار دار بيني وبين الدكتور فخري الحسيني وهو ابن أخت الدكتور إسحاق‪ ،‬وذلك‬
‫في بيت الدكتور إسحاق‪:‬‬

‫س ‪ :1‬هل بامكانك ان تعطيني فكرة عن شخصأية الدكتور إسحاق؟‬


‫د‪ .‬فخري‪ -:‬لقد كان رجل متواضعا‪ ،‬يأخذ المور بتفكير عميق‪ ،‬تنسجم بكلمه حيث إنه واسع‬
‫العلم والمعرفة‪ ،‬تشعر وكأنك تجلس مع انسان يحاول ان يثبت لك قدر المكان أنه ليس اكبر أو اقدر أو‬
‫افضل منك بحكم مستواه العلمي والدبي‪.‬‬

‫س ‪ :2‬كيف كانت معرفتك الشخصأية به؟‬


‫د‪ .‬فخري‪ :‬لقد كانت معرفتي به من خلل زياراتي المتكررة له بحكم أدبه أول‪ ،‬وبحكم رابطة‬
‫القرابة ثانيا‪.‬‬

‫س ‪ :3‬ما هي أهم الموضوعات التي كانت تشغله؟‬


‫د‪ .‬فخري‪ :‬كان يتكلم دوما عن القدس‪ ،‬وقد كان يربطها لي دائما بالراضي الحجازية المقدسة‪،‬‬
‫وكان يردد لي ويشرح سورة السراء‪ ،‬وقد كان يعرفني على مراكز التراث السلمي بالقدس‪ ،‬ويحدثني عن‬
‫املك الباء والجداد‪.‬‬
‫كان يربط حضارة القدس بأعرق حضارات العالم‪ ،‬لهمية القدس‪ ،‬ومكانتها الدينية‪ ،‬وقد كان يرى‬
‫ان هواء القدس من انظف الهواء في العالم من حيث النقاء‪ ،‬وقد وجد في القدس الشفاء من كل علة‪.‬‬

‫س ‪ :4‬هل له اية صألت بالسياسة؟‬


‫د‪ .‬فخري‪ :‬لقد تحدث م ار ار وقال‪" :‬السياسة أوجعت قلبي‪ ،‬واصأابتني بشرور كثيرة في شبابي‪،‬‬
‫وقد كان يرى أنه ل حقيقة في السياسة‪ ،‬فهي من فنون اللعب على الحبلين‪ ،‬وأما بالنسبة للسلم مع اليهود‪،‬‬
‫فقد قال بالحرف الواحد "كيف تسالم من يصأادر أرضك" وكان يكررها ويشير إلى طبيعة إسرائيل التي‬
‫تسالم باليمين وتصأادر بالشمال‪.‬‬

‫س ‪ :5‬هل كانت علقاته متميزة ام أنها كانت عامة؟‬


‫د‪ .‬فخري‪ :‬بما أنه تعكرف على هموم ومشاكل وتفكير أفراد المجتمع وهموم البلد فمن الطبيعي أنه‬
‫تعرف على جميع فئات المجتمع‪ ،‬فقد كان مترفعا عن الصأغائر‪ ،‬وكان يردد دوما ويقول "الوعاء الكبير‬
‫يحتوي ويتسع لكل الوعية الصأغيرة"‪.‬‬

‫س ‪ :6‬هل انتسب إلى تنظيم معين أو أيده؟‬


‫د‪ .‬فخري‪ :‬في الحقيقة كان تنظيمه الوحيد هو الستقلل‪ ،‬فهو أديب أول وأخي ار ولكن كان‬
‫يتحدث بألم عن الفرقة التي تصأيب الشعب الفلسطيني‪ ،‬وقد كان هدفه وحدة الشعب الفلسطيني تحت‬
‫المظلة العربية والسلمية‪ ،‬فتحرير القدس ل يأتي عبر هذا التنظيم أو ذاك‪ ،‬وقضية القدس هي قضية كل‬
‫المسلمين‪ ،‬ولقد كان هكمه الوحيد المحافظة على التراث الدبي والتاريخي والسلمي والجغرافي لفلسطين‬
‫العروبة والسلم‪ ،‬وقد كان يتنبأ بدثر جميع الثار العربية الفلسطينية خاصأة‪ ،‬لنها الشاهد الوحيد على‬
‫وجود آثار عربية ضخمة في فلسطين‪.‬‬
‫س ‪ :7‬فيصأل الحسيني أحد اقرباء إسحاق الحسيني‪ ،‬فهل كان يؤيد ما كان يطرحه فيصأل حول العملية‬
‫السلمية؟‬
‫د‪ .‬فخري‪ :‬في الحقيقة أنه لم يؤيد‪ ،‬كما أنه لم يعأرض‪ ،‬ولكن كانت كتاباته تفسر أفكاره حول‬
‫قضية القدس‪ ،‬ومن ثم أود أن أوضح لك أنه لم يكن بينه وبين الستاذ فيصأل الحسيني علقات حول هذه‬
‫القضأيا‪ ،‬فالسياسة في واد‪ ،‬والدب في واد آخر‪ ،‬واعتقد ان حديثه وحبه لمدينة القدس وربطها بالماكن‬
‫المقدسة في الحجاز هو موقفه من الطروحات السلمية‪ ،‬ومع ذلك لم يتدخل مطلقا بما كان يطرحه أو يلتزم‬
‫به الستاذ فيصأل الحسيني بصأفته من انصأار منظمة التحرير الفلسطينية‪.‬‬

‫س ‪ :8‬هل كان يلتقي بالدباء السرائيليتين؟‬


‫د‪ .‬فخري‪ :‬إنه كأديب فلسطيني مشهور في أكثر من موقع في العلم كان يلتقي بالكثير من‬
‫الدباء السرائيليين‪ ،‬وكذلك التقى ببعض الكتاب في أكثر من دولة‪ :‬في كندا‪ ،‬في لبنان‪ ،‬في مصأر‪ ،‬في‬
‫بريطانيا‪ ،‬وقد كان يتعرف على الدب السرائيلي بشكل عام‪ ،‬ويستفيد من الدب السرائيلي حول ما‬
‫يدور"‪.‬‬
‫لقد أشار الدكتور فخري الحسيني أنه كان يتنقل بين كثير من الجامعات العربية‪ ،‬وقد ذكرت‬
‫السيدة ميسون الحسيني مديرة دار الطفل العربي في بيت المقدس أنه‪ :‬كان أكثر ما يتحدث عن حبه‬
‫للوطن حين يعود من الغربة‪ ،‬فالغربة هي مرض بحد ذاتها حسب رأيه‪.‬‬
‫وأشارت إلى أنه كان يكره المحسوبية والبيروقراطية‪.‬‬
‫وذكرت أنه كان يتنبأ بحدوث كارثة لطفال فلسطين على الجسر‪ ،‬وقد قال "أغلقوا الجسر فقد ضج البشر"‪.‬‬
‫ومن اطرف ما حدثتني به أنه اضرب عن حلقة ذقنه لمدة عام كامل‪ ،‬لكن اليهود صأادروا‬
‫ماكينة الحلقة منه على الجسر أثناء العبور إلى فلسطين‪ ،‬حيث إنه كان حساسا للغاية‪ ،‬من الحتلل‪.‬‬
‫وقد سألت السيدة ميسون الحسيني إذا ما كانت له هواية معينة ام ل؟ فقالت‪ :‬لقد كان يمشي بعد‬
‫الساعة الخامسة مسااء على رؤوس الجبال في القدس لمدة تستغرق ‪ 3-2‬ساعات‪.‬‬
‫وقد حدثتني عن علقته بزوجته فقالت‪:‬‬
‫لقد كان متعلقا بها لنها كانت الزوجة الفاضلة‪ ،‬الوفية‪ ،‬المثالية‪ ،‬الصأابرة والمتواضعة التي أزرته‬
‫في أفراحه وأحزأنه‪ ،‬وفي تشاؤمه‪ ،‬ولم تتخكل عنه لحظة واحدة‪ ،‬حتى ان ذلك دفعه لن ل يخرج أي مقال أو‬
‫كتاب أو بحث قبل أن يعرضه عليها ويأخذ رأيها فيه‪.‬‬
‫وقد كان يقول‪" :‬وراء كل رجل ناجح امرأة‪ ،‬وانا ورائي زوجتي "هكذا كانت العلقة بينه وبين‬
‫زوجته‪ ،‬يسودها جو من المحبة والمودة والرعاية لولدهما الثلثة‪ ،‬ومن التالف والتعاون عليه ومواجهة‬
‫الصأعاب‪.‬‬
‫الخاتمة‬

‫من خلل ما تقدم نلحظ أن الدكتور الحسيني عمل في عدة مناصأب سواء في الدول العربية أو‬
‫الجنبكية‪ ،‬وقد ساعده هذا على أن يأخذ صأورة واضحة عن الدول العربية والجنبية‪.‬‬
‫وأما تجاربه في الحياة فقد ساعدته على تأليف عدد ل بأس به من المؤلفات التي تبقى مرجعنا‬
‫في الحاضر والمستقبل‪ ،‬لن كتاباته تتميز بالواقعية والموضوعية‪.‬‬
‫ونرى أيضا أنه يهدف في مؤلفاته‪ ،‬دائما‪ ،‬إلى خدمة الناس والوطن‪ ،‬هكذا كان الدكتور إسحاق‬
‫موسى الحسيني‪.‬‬
‫لقد قضي سنكي عمره الست والثمانين وهو يعطي في كل الميادين الثقافية‪ ،‬ول ينقطع هذا‬
‫العطاء‪ ،‬بل يمتد ويتسع نطاق علمه‪ ،‬أنها سنة ال في عباده العلماء " ل يدعون جهدا‪ ،‬ول يتركون فراغا‬
‫في الناس في أهله ووطنه‪ ،‬أنه البن البار للمدينة المقدسة الذي ملك عليه النتماء اليها قلبه وعقله ونفسه‪،‬‬
‫وقد شغله البحث حتى جاس خلل التاريخ الحضاري لهذه المدينة في الماضي والحاضر‪ ،‬ومضى ببصأره‬
‫يمد يده إلى الفاق التية‪.‬‬
‫كان لسان حاله يقول‪" :‬إذا أردنا أن نكون أمة تحيا حياة عقلية راقية فل بد من نشر التعليم في‬
‫جميع البيئات‪ ،‬في المدن والقرى ومضارب البدو‪ ،‬لتجتمع المة الواحدة على وحدة التفكير‪ ،‬ووحدة الثقافة‪،‬‬
‫ليظهر بيننا كتاب ومؤلفون يخلفهم قراؤهم في بيئتهم التي يعيشون فيها"‪.‬‬
‫مصادر هذه السيرة‬

‫‪ -1‬هل الدباء بشر‬


‫‪ -2‬اساليب تدريس اللغة العربية في الصأفوف البتدائية‪.‬‬
‫‪ -3‬فن انشاد الشعر العربي من‪.‬‬
‫‪ -4‬الحياة الدبية في فلسطين‪.‬‬
‫‪ -5‬مصأطلحات النقود في البلد العربية‪.‬‬
‫‪ -6‬موسوعة أعيان القرن الثاني عشر الهجري‪.‬‬
‫‪ -7‬مجموعة بحوث ومقالت حول شخصأية الدكتور إسحاق‪.‬‬
‫‪ -8‬ديوان شعر للحسيني "الدكتور حسن عبد الرحمن السلوادي"‪.‬‬
‫‪ -9‬الدكتور عبد الرحمن السلوادي بين الوفاء والذكرى‪.‬‬
‫مختارات من الموسوعة الفلسطينية الجزء الثالث‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫كتاب أعلم الفكر في أرض السلم‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫حوار مخطوط مع منتدى الفكر العربي‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫لقاء مع د‪ .‬فخري الحسيني وكذلك سمير ظاهر سمير أحد اقرباء د‪ .‬الحسيني ‪ /‬القدس‪ ،‬وبعض‬ ‫‪-13‬‬
‫طالبات كلية الداب للبنات القدس وكذلك السيدة ميسون الحسيني ‪ /‬دار الطفل العربي‪.‬‬

You might also like