Professional Documents
Culture Documents
السيوطي - الحاوي للفتاوي ج1
السيوطي - الحاوي للفتاوي ج1
الحاوي للفتاوي
في الفقه وعلوم التفسير والحديث والصول
والنحو والعراب وسائر الفنون
الجزء الول
الفتاوى الفقهية
فتاوى العبادات
كتاب الطهارة
مسألة -في قول إمامنا الشافعي رضي الله عنممه فممي
بعض كتبه الماء المطل :إنممه الممذي يقممول رائيممه هممذا ممماء،
وتبعه في ذلك الصحاب هل ينافي قول كثير مممن شممارحي
المنهاج في قوله فان بلغهما بماء ول تغير فطهور إنممه نكممر
الممماء ليشمممل الطهممور والطمماهر والمتنجممس حيممث جعممل
التنكير والعرو عن القيممد وصممفا للممماء فممي الول بممالطلق
دون الثاني إذ ل منافاة بين الوصفين.
الجواب -إن المذكور في حد الماء المطلق "إنه الممذي
يقول رائيه هذا ماء" راجع إلى العرف ،والمذكور في قمموله
فإن بلغهما بماء بالنظر إلى المعنى اللغوي فإن الممماء فممي
اللغة يصدق بالطهور وبالطاهر وبممالنجس ولهممذا قمالوا فمي
قول التنبيه باب المياه إنه جمع الماء وإن كان اسممم جنممس
واسممم الجنممس ل يجمممع إل عنممد اختلف أنممواعه لن أنممواع
الماء مختلفممة فيتنمموع إلممى طهممور وطمماهر ونجممس وحممرام
ومكروه فعلم بممذلك صممدقه علممى هممذه النممواع لغممة ،وأممما
الضابط المذكور في حمد المطلمق فإنمما أخمذ ممن العمرف
لعتبار الشارع له ،والعممرف ل يطلممق الممماء علممى ممما عممدا
المطلق إل مقيمدا ل مطلقما بمأن يقمول مماء نجمس أو مماء
مستعمل أو ماء زعفران ،ويؤكد كونهم نظممروا فممي ضممابط
المطلق إلى العرف قول الشيخين في سمملبه عممن المتغيممر
بالمخالط في الكممثير ،ولهممذا لممو حلممف ل يشممرب ممماءا لممم
يحنث بشربه لن اليمان مبناها العرف والعممرف ل يسمممي
4
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هذا ماءا ،وقولهم في قاعدة ما ل ضابط له في الشممرع ول
اللغة إنه يرجع فيممه إلممى العممرف مممن ذلممك الممماء المطلممق
فعلم بهذا كله أنه ل منافاة بين الكلميممن لن الول ضممابط
جرى علممى المصممطلح العرفممي والثمماني تعممبير جممرى علممى
الوضع اللغوي والمنكر بوضعه شامل للمطلق والمقيد.
مسألة -في القطران المستعمل في القممرب إذا تغيممر
به طعم الماء أو لونه أو ريحه هل يكون ذلك مانعا لممه مممن
إطلق اسم الماء حتى يسلب الطهورية وهل هو مجمماور أو
مخالط ،والزفت المستعمل في الجرار إذا غيممر الممماء هممل
يسلبه الطهورية أم ل.
الجواب -قال النووي رحمه اللممه فممي شممرح المهممذب:
قال الشافعي رضي الله عنه فممي الم :إذا وقممع فممي الممماء
قطران فتغير ريحه جاز الوضوء به ثم قال بعمد بأسممطر إذا
تغير بالقطران لم يجز الوضوء به فقممال الصممحاب ليسممت
على قولين بل على حالين فان القطممران ضممربان مختلممط
وغيره وقال بعض الصحاب هما قولن وهو غلط .هذا كلم
شرح المهذب ،قلت :بقي صورتان لم ينبه عليهما إحممداهما
ما إذا تغير لونه فإن الشافعي رضي اللممه عنممه إنممما فممرض
المسألة في تغير الريح ويظهر لي أن التغيممر بمماللون دليممل
المجمماورة ،والثانيممة ممما إذا كممان مممن صمملح الوعمماء فممإني
سمعت أن القرب إذا لم تدهن به أسرع إليها الفسمماد فقممد
يقال إن هذا حينئذ من المعفو عنه كالممذي فممي مقممر الممماء
وغيره ،وقد يقال ل والفرق واضح.
باب النية
مسألة -قالوا لو اشترى آنية ذهب أو فضممة جمماز ،وهممو
مشكل على قولنا ل يجوز اتخاذ آنية الذهب و الفضة.
الجواب -ل إشكال لن مرادهم صحة الشراء ل إباحته،
وقد يصح الشيء مع تحريمه وفرق بيممن المريممن علممى أن
النووي قال في شرح المهذب ينبغممي تخريجممه علممى جممواز
التخاذ فإن منعناه كان كبيع المغنية.
مسألة -قالوا لو اشترى آنية ذهب أو فضممة جمماز ،وهممو
مشكل على قولنا ل يجوز اتخاذ آنية الذهب و الفضة.
5
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -ل إشكال لن مرادهم صحة الشراء ل إباحته،
وقد يصح الشيء مع تحريمه وفرق بيممن المريممن علممى أن
النووي قال في شرح المهذب ينبغممي تخريجممه علممى جممواز
التخاذ فإن منعناه كان كبيع المغنية.
باب الوضوء
مسألة -لو بالغ في المضمضة وهو صائم هل يحممرم أو
يكره.
الجواب -المبالغة للصائم مكروهة ،صرح بالكراهة في
شرح المهذب.
مسألة -لو نوى الغتراف بعد غسل الوجه فهل يحتمماج
إلى تجديد النية لكون نيممة الغممتراف قاطعممة لرفممع الحممدث
كما لو طرأت نية التبرد.
الجواب -ل يحتاج إلى ذلك أفتى به الشيخ جلل الممدين
البلقيني وعلله بأن نية التبرد فيها صرف لغرض آخر وإنممما
ينوي الغممتراف لمنممع حكممم السممتعمال فهممذا ول بمد يكممون
ذاكرا لنية رفع الحدث.
باب الغسل
مسممألة -إذا اغتسممل عممن الجنابممة هممل يشممترط فممي
الوضوء الذي يتوضممأه قبلممه الممموالة أم ل ،وإذا توضممأ هممذا
الوضوء ،ثم انتهممى بسممبب مممن السممباب قبممل الغسممل مممع
قرب الزمن هل يشترط إعادته لتحصيل السنة أم ل ،وهممل
سنة الوضوء كذلك إذا انتهت قبل تمامه.
الجواب -ل تشترط الموالة ول العادة.
مسممألة -لممو ألقممت المممرأة بعممض ولممد ولممم تممر بلل فل
غسل ،وهو مشكل مع قولنا أن الولد يخلق من منيهما.
الجواب -لم أر التصريح ببعض الولد فمي كلمهممم وقممد
قالوا فيما لو ألقت علقة أو مضغة بل بلل إنه يجب الغسل،
ومقتضاه أن بعض الولد كذلك ويمكن الفرق.
مسألة -البلل على الولد هل هو طاهر أو نجممس وهممل
ينجس ما أصابه.
الجواب -قال الماوردي في الحمماوي ممما نصممه :فصممل:
فأما حمل الميتة فممإن انفصممل بعممد موتهمما حيمما فهممو طمماهر
ولكن قد نجس ظاهر جسمه بالبلل الخارج معممه ولممو كممان
قد انفصل منها في حياتها كان في البلل الخارج معممه ومممع
البيضة من الطائر وجهان لصممحابنا أحممدهما نجممس كممالبول
والثاني طاهر كالمنى وهكذا البلل الخمارج ممن الفمرج فمي
حممال المباشممرة علممى هممذين المموجهين ،وقممال البغمموي فممي
التهذيب يجب غسل البيضة إن وقعت حالممة النفصممال فممي
مكان نجس وإن وقعت في مكان طاهر ل يجب على قممول
من يقول بلل باطن الفرج طاهر وعلى قول من يقول بلل
باطن الفرج نجس يجب غسله ،وقال صمماحب البيممان وفممي
نجاسة بيض ما ل يؤكل لحمه وجهمان كمنيمه فمإذا قلنما إنمه
طاهر فهممل يجممب غسممل ظمماهره؟ فيممه وجهممان بنمماء علممى
نجاسة رطوبة فرج المرأة ،وفي فتاوى ابممن الصمملح سممئل
هممل يكممون المولممود إذا وضممع علممى الرض نجسمما أم ل ؟
فأجاب ل يحكم بنجاسممة المولمود عنمد ولدتمه علممى الصمح
الظاهر من أحوال السلف رضممي اللممه عنهممم ،وفممي شممرح
9
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المهذب في باب النية ما نصه :وأما البيضممة الخارجممة فممي
حياة الدجاجة فهممل يحكممم بنجاسممة ظاهرهمما؟ فيممه وجهممان
حكاهما الممماوردي والرويمماني والبغمموي وغيرهممم بنمماء علممى
الوجهين في نجاسة رطوبة فرج المرأة وكذا الوجهممان فمي
الولد الخارج في حال الحياة ذكرهما المماوردي والرويماني،
وفي شرح المهذب أيضا في باب إزالة النجاسة وهل يجب
غسل ظاهر البيض إذا وقع على موضع طاهر؟ فيه وجهممان
حكاهممما البغمموي وصمماحب البيممان وغيرهممما بنمماءا علممى أن
رطوبممة الفممرج طمماهرة أم نجسممة وقطممع ابممن الصممباغ فممي
فتاويه بممأنه ل يجممب غسممله وقممال الولممد إذا خممرج طمماهر ل
يجب غسممله بإجممماع المسمملمين فكممذا الممبيض وقممال بعممده
بأوراق ما نصه :الرابعة في الفتاوى المنقولممة عممن صمماحب
الشامل أن الولد إذا خرج من الجوف طمماهر ل يحتمماج إلممى
غسممله بإجممماع المسمملمين ،قممال ويجممب أن يكممون الممبيض
كذلك فل يجممب غسممل ظمماهره ،قممال والنجاسممة الباطنممة ل
حكم لها ولهذا اللبن يخرج من بيممن فممرث ودم وهممو طمماهر
حلل وقممال السممنوي فممي المهمممات رأيممت فممي الكممافي
للخوارزمي أن الممماء ل ينجممس بوقمموع المولممود فيممه علممى
الصح قال فيحتمل أن يكون الخلف مفرعمما علممى الخلف
وأن يكون مفرعا على القول بعممدم وجمموب الغسممل لكممونه
نجسا معفوا عنه انتهممى ،لكممن جممزم الرافعممي فممي الشممرح
الصغير بنجاسة البلل الخارج مع الولد ونقله الزركشي في
الخادم وحكاه عن تصحيح الرويمماني فممي البحممر فممإن قصممد
الرافعي ولد غير الدمي فهو على أصممله لن الصممح عنممده
نجاسة مني غير الدمممي ونجاسممة رطوبممة الفممرج مممن غيممر
الدمي وإن أراد الدمممي وغيممره فهممو مخممالف للبنمماء الممذي
ذكره الماوردي وغيره.
مسألة -هل يجوز للجنب قراءة سورة الكهف ل بقصد
القرآن.
الجواب -يجوز للجنب إيراد شمميء مممن القممرآن إذا لممم
يقصد القرآن بل قصد الذكر أو الوعظ أو الخبممار مثممل )يمما
يحيى خذ الكتاب( ونحو ذلك ،أممما قممراءة سممورة الكهممف ل
بقصده فإن ذلك ل يتصور إيراده بل قصد القرآن لنممه إنممما
10
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يظهر الخلو عن قصد القممرآن فممي آيممة أو نحوهمما أممما مثممل
سورة كاملة فإنها ل يتصور فيهمما ذلممك لنهمما ل يقصممد منهمما
كلها شيء مما ذكروا للفظ الموضوع للتلوة.
باب النجاسة
مسألة -الرض الترابية إذا تنجست نجاسة مغلظمة ثمم
وطئها شخص وعلق به الممتراب أو الوحممل المتنجممس فهممل
يحتاج في تطهيره إلى تعفير أم ل ،وإذا قلتم إنه يحتاج إلى
تعفير فيما الفرق بينه وبين ما إذا أصابه شيء من الغسمملة
الثانية وقد عفر في الولى بجامع أن ما أصابه من الغسمملة
الثانية ل يجب تعفيممره إذ هممو مممن شمميء ل يطلممب تعفيممره
وكذلك ما أصابه من الرض من شيء ل يطلب تعفيره.
الجواب -يحتاج إلى التعفير وذلك منقول والفممرق بينممه
وبين الرض الترابية حيممت ل تحتمماج هممي أن ل تعفممر أنممه ل
معنى لتتريب التراب وهنا المتنجس غير التراب وهو البممدن
أو الثوب بالتراب المتنجس والتراب المتنجس ل يكفي في
الولوغ وفي وجه يكفي فل يحتاج إليه على هممذا ،قممال ابممن
السبكي في الطبقات كان أبو بكر الضبعي يممذهب إلممى أن
تراب الولوغ يجوز أن يكون نجسا وهممو وجممه غريممب حكمماه
الرافعي ،قال أبو عاصم وذكر أنه ركب يوما فأصاب ذراعه
طين من وحل كلب فأمر جمماريته بغسممله وتعفيممره فقممالت
الجارية أما في الطين تراب فقال أحسنت أنت أفقه منممي.
انتهى ما حكاه ابن السبكي ،وهذه عين المسألة المسممؤول
عنها ،وقد صرح ابن السممبكي بممأن ارتضمماءه بعممدم التعفيممر
مبنى علممى رأيممه مممن الكتفمماء بمالتراب النجممس وهممو وجممه
ضعيف فيكون على مقابلة وهو الصح محتاجا إلممى التعفيممر
وقد أوضحنا علتممه وأممما الفممرق بينممه وبيممن ممما يصمميب مممن
الغسلة الثانية بعد التعفير فهو أنه من شيء وقع تعفيممره ل
من شيء لم يطلب تعفيره في الصل ،وقد تقرر أن حكممم
غسالة النجاسة كحكم المغسول بها بعممد غسمملها فممما كممان
حكمه كان حكم ما أصابته.
مسألة -لو أكل الشخص لحم كلب أو خنزير وراثه من
غير استحالة هل يسبع المحل.
11
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -ل يسبع نص عليه المام الشافعي رضي الله
عنه ونقله المتأخرون.
مسممألة -إذا وقممع أو ألقممى فممي الخمممر عيممن طمماهرة
كحصاة أو جريدة أو شيء مما يؤكل وأزيل ثممم انقلبممت خل
هل تطهر أول ،وإذا بقي فيها شيء مما ذكممر حممتى صممارت
خل هل تنجسها أول ،وإذا انفصل شيء من الخمر أو فصممل
وعاد إليه أو أعيد أو صب عليهمما خمممر ثممم انقلبممت خل هممل
تطهر أم ل.
الجواب -عن الصورة الولممى أنهمما تطهممر ففممي فتمماوى
النووي :إذا وقعت فمي الخممر نجاسممة أخممرى كعظمم ميتمة
ونحوه فأخرجت منهما ثمم انقلبمت الخممر خل لمم تطهمر بل
خلف ذكره صاحب التتمة ،وعبارة الزركشي فممي الممديباج:
الخمر إذا تخللت تطهر إجماعا ،قال في التتمة هممذا إن لممم
يقع فيه نجاسة أخرى فإن وقعت ثم أخرجممت وتخللممت لممم
تطهر قطعا ففرض المسممألة فيممما إذا كممان الواقممع نجاسممة
أخرجت قبل التحليممل يقتضممي أنممه لمو لقاهمما عيمن طماهرة
وأخرجت قبل التخليل فإنها تطهر إذا تخللت فممإن المممدرك
هنا طرف نجممس أجنممبي ،ومنممه أخممذ مممن أخممذ أن النجممس
نجس وهو هنا مفقود ول عممبرة بممما عسمماه يتمموهم مممن أن
العيممن تنجممس ثممم تنجممس فممإن ذاك إنممما يظهممر أثممره بعممد
النقلب كما ل يخفى ،ومن نظائر ذلممك أن طممروء النجممس
الجنبي يمنع الستنجاء بالحجر ول يمنعه مر الحجر الطاهر
مممن أول المحممل إلممى آخممره وإن تلمموث بممأول جممزء إذا لممم
ينفصل ،وكذا مر الماء على الثوب النجس المممراد تطهيممره
وعلممى محممل الحممدث ،وحاصممل ممما ذكرنمماه التفرقممة بيممن
النجسة والطاهرة في الملقاة قبل التخليل لما في الولى
من طممروء نجاسممة أجنبيممة والممى ذلمك يشممير قممول النممووي
نجاسة أخرى والتفرقة في الطاهرة بين ما إذا زالممت قبممل
التخليل وما إذا بقيت بعده فإنها في الحالة الولى مشمماكلة
وفي الثانية مغايرة فإنها في الولى متلوثة بخمر في خمممر
فل تؤثر وفي الثانية متلوثة بخمممر فممي خممل فتنجممس وعممن
الثانية أنها ل تطهر على الصح وهممي منقممول الكتممب وعممن
الثالثة أن الظاهر أنها تطهر لنه ل فممرق فممي وضممع الخمممر
12
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في الدن بيممن أن يوضممع دفعممة واحممدة أو شمميئا بعممد شمميء
فصب خمر على خمر بمثابة ما لو وضع في الدن أول كمموز
منه ثم كوز ثم كمموز وهكممذا فل فممرق فممي ذلممك بيممن طممول
الزمان وقصره ول بين أن يوضع عليممه خمممر مممن خممارج أو
يؤخذ منه ويعاد إليه والله أعلم.
باب التيمم
مسألة -تراب المسجد إذا تيمم به شخص وقلتم إنه ل
يجوز هل يستبيح به ما نواه أو يكون ذلك كاسممتعمال الممدار
المغصوبة والثوب الحرير ونحو ذلك أول ،وما الفرق بين ما
لو تيمم قبل الستنجاء فإنه ل يجممزئ ولممو كممان علممى بممدنه
نجاسة فإنه يجزئ.
الجواب -نعم يستبيح ما نواه كالوضمموء بممماء مغصمموب
والتيمم بممتراب مغصمموب وكممذلك الوضمموء بالممماء المسممبل
للشرب صحيح مع تحريمه ،وأما المسألة الخيرة فقد فرق
الصممحاب بفممروق منهمما أن نجاسممة محممل النجممو ناقضممة
للطهارة موجبة للتيمم فلم يصح التيمم مع وجودهمما بخلف
غيرها -كذا فمرق المداركي وتبعمه صماحب المهمذب وأقمره
النووي في شرحه ،ومنها أن نجاسة غير الستنجاء ل تزول
إل بالماء فلو قلنا ل يصممح تيممممه حممتى يزيلهمما لتعممذر عليممه
الصلة إن لم يجد الماء بخلف الستنجاء لنه يرتفع حكمممه
بالحجر فيمكنمه تقمديم الحجمر حمتى يصمح تيمممه فلزممه -
كذلك فرق المتولى في التتمة ،قال صمماحب المموافي وهممذا
فرق دقيق نفيس.
مسألة -لو تيمم في موضع الغالب فيه عدم الممماء ثممم
انتقل إلى موضع الغالب فيممه وجممود الممماء أو عكسممه فهممل
المعتبر في وجوب القضاء وعدمه موضع الممتيمم أو موضممع
الصلة أو هما وهل في ذلك نقل للصحاب.
الجواب -هذا السؤال غيممر ممموجه لن النتقممال يمموجب
تجديد طلب الماء ويبطل التيمم إذا توهمه فإن فرض تعين
العدم بحيث ل يبطل التيمم ول يجب تجديد الطلب فالعبرة
فيما يظهر بموضع الصلة.
مسألة -في مفهوم هذه العبمارة وهمي قموله وصمماحب
الجبائر يمسح عليها ويتيمم ويصلي ول إعادة عليه إن كممان
وضعها على طهر ،ما المراد بالطهر هل هو عممن الجنابممة أو
أعم من ذلك.
30
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -المراد جنس الطهر الذي تيمم فيه فإن كممان
ذلممك فممي الغسممل فممالمراد طهممر الجنابممة أو فممي الوضمموء
فالمراد طهر الحدث صرح به في الخادم.
مسألة -في قول المنهاج وكممذا اسممتدامتها إلممى مسممح
شيء من الوجه هل استدامتها إلى الوجه واجب ذكرا حتى
أنها لو عزبت بعد النقل وقبل الوجه واستحضممرها عنممدها ل
تكفي أم الواجب استحضارها عند النقل وعند الوجه فقممط
حتى لو عزبت بينهما كفى ،وإذا تيمم لمس المصحف فهممل
له صلة النفل.
الجواب -المتجه كما ذكره في المهمات وصرح به أبممو
خلف الطبري الكتفاء بها عند النقممل والمسممح ولممو عزبممت
بينهما ول مفهوم لتعبير المنهاج بالستدامة ،ولو تيمم لمس
المصحف فليس له صلة النفل صرح به في التحقيق.
مسألة -إذا تيمم الخطيب لخطبممة الجمعممة هممل يقممول
نويت استباحة فرض الخطبة أم ماذا ينوى ،وممما كيفيممة نيممة
المتيمم العاجز عن غسل الجمعة وغيرها إذا تيمم ،وغاسل
الميت إذا أوجبتم عليه النية أو قلتم باستحبابها كيف يقممول
في الغسل وإذا لم يجد الماء ويمم الميت كيف ينوى.
الجممواب -ينمموى الخطيممب اسممتباحة فممرض الخطبممة أو
اسممتباحة خطبممة الجمعممة أخممذا مممن قممول الصممحاب ينمموي
المتيمم استباحة ما ل يسممتباح إل بالطهممارة وينمموي العمماجز
عن غسل الجمعة الممتيمم عممن سممنة غسممل الجمعممة .قلتممه
تفقهمما ولممم أره منقممول ،وأممما غاسممل الميممت ففممي شممرح
المهذب قال نصر المقدسي وصاحب البيان صمفة النيممة أن
ينوي بقلبه عند إفاضة الماء القراح أنه غسل واجب ،وقممال
القاضي أبو الطيب في كتابه المجر ينوي الغسممل الممواجب
أو الفرض أو غسل الميت ،وأما إذا يمم فلم أر مممن صممرح
به ،ويحتمل أن يقال إذا يمم الميت ل يحتاج إلى نية كممما ل
يحتاج غسله إلى نية في الصح ،ويحتمل أن يقال إنه يحتاج
إليها ،ويفرق بيممن الممتيمم والغسممل كممما قممالت الحنفيممة أن
النية ل تجب في الوضوء وغسل الجنابة ومممع ذلممك أوجبمموا
النية في التيمم عنهما ولذلك قال الشافعي في الرد عليهم
طهارتان أنى يفترقان ،وهذا النص إذا تمسك بإطلقه عضد
31
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحتمال الول وهو أنه ل يحتاج تيمم الميت إلممى نيممة فممإن
قلنا يحتاج إليها أو يسممتحب نمموى الممتيمم الممواجب أو البممدل
من الغسل أو استباحة الصلة عليه ونحو ذلك.
مسألة -قولهم في الجبيرة إن وضعت علممى طهممر لممم
يقض ،هل المراد طهر محلها فقط أو تمام الوضوء.
الجواب -قال الزركشي في الخادم ما نصممه ينبغممي أن
يبحث عن المراد بالطهر هل هو طهر كامممل وهممو ممما يبيممح
الصلة كالخف أو المممراد طهممارة المحممل فقممط ،فيممه نظممر
وصرح المام وصمماحب الستقصمماء بممالول والشممبه الثمماني
وقال ابن الستاذ ينبغي أن يضعها علممى وضمموء كامممل كممما
في لبس الخف انتهى.
باب الحيض
مسألة -الحمد لله معيد ما بدا * بعد فناء لم يكممن ذاك
سدى
ثم الصلة والسلم الكمل * على النبي الهاشمي المفضل
وآله وصحبه وعترته * وكل من مات على محبته
جوابكم يا سادة أفادوا * طالبهم وبالعلوم سادوا
في حائض ببيتها مقيمة * ذي جدة صحيحة سليمة
بعد انقطاع دمها المحرم * هل يستباح الوطء بالتيمم
من غير عذر مع وجود الماء * بظنها الغالب لليذاء
وبيتها في خطة الحمام * مطيقة السعي على القدام
ذي سعة لجرة وغيرها * ولم تكن محجوبة في خدرها
فهل يبيح وطأها التيمم * من غير عذر أم بغسل تلزم
أم حكمها في ذاك حكم الجنب * والنفساء حكمها في
المذهب
وإن أبحتم وطأها بالترب * ما قولكم في محرم يلبى
فهل له اللبس قبيل العذر * بغالب الظن بغير وزر
أم بعد ما يحصل عذر ظاهر * يجوز لبس وغطاء ساتر
ولو طرا عذر وزال عنه * هل يجب النزع ببرء منه
ولو تمادى لبسا والعذر * قد زال هل يسقط عنه الوزر
وإن بغير العذر لبس حصل * هل الفدا يجزيه مما حمل
أم هو عاص آثم والجاني * فداه لم ينجه من العصيان
32
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وهل بهذا الفعل بر حجه * أم غير مبرور كما قد وجهوا
وحائض والنفسا هل تقضيا * صومهما دون صلة ألغيا
أم يختلف حكمهما عند قضا * صلة فرض عن أداها أعرضا
وضح لنا الجواب شيخ السنة * أثابك الله الكريم الجنة
أجز جوابا يا جلل الدين * لعبدك السائل بالتبيين
يا من له نظم على الفتاوى * يشوق كل عالم وراوي
ل زال ناديك الرحيب محتفل * بالوفد عن طلب خير
مشتمل
يا شيخ السلم ويا حبر النهي * ومن له مرتبة تعلو السها
انتهى
الجواب –
الحمد لله على امتنان * لعجز عن أحصاه باللسان
ثم الصلة والسلم أبدا * على النبي الهاشمي أحمدا
وآله الولى حووا كل الشرف * وصحبه والتابعين والسلف
إن حائض قد أقلعت عنها الدما * ووجدت فاقدة للعذر ما
أو كان في بلدتها حمام * فما إلى وصالها مرام
وإنما يجوز بالتراب * لفقد هذين بل ارتياب
ومحرم قبل طروء العذر * أجز له اللبس بغير وزر
بغالب الظن ول توقف * على حصوله فهذا الرأف
نظيره من ظن من غسل بما * حصول سقم جوزوا
التيمما
ومن تزل أعذاره فليقلع * مبادرا وليقض أن لم ينزع
وليس ينجيه الفدا من وزره * كمن نحده بشرب خمره
لو كان ينجيه الفدا من وزر * لسرى العذر بغير العذر
ول يكون حجه مبرورا * ما لم يتب يكن له طهورا
وحائض ونفسا فليقضيا * الصوم ل الصلة فيما رويا
وليس بين تين من خلف * فيما ذكرناه بل خلف
هذا جواب نجل السيوطي * معتصما بربه القوي
كتاب الصلة
مسألة -تكبيرة آخر وقت العصر وجبت مع الظهر لنها
تجمع معها وهو مشكل لن الجمع رخصة فل يقاس عليها.
33
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -هذا مممن بمماب النمموع المسمممى فممي الصممول
بقياس العكس.
مسألة -المجنون هل يجوز له قضاء ما فاته -إذا أفاق
-من صلة وصوم أم يستحب أم يكره.
الجمممواب -القضممماء للمجنمممون مسمممتحب ذكمممره فمممي
المهمات
باب المواقيت
مسألة -فيما رواه مسلم عن النواس بن سمعان قممال
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال إلى أن قممال
قلنا يا رسول الله وما لبثه فممي الرض قممال )أربعممون يوممما
يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيممامكم(
قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صمملة
يوم قال ل اقدروا له ،وفي حديث آخر نقله القرطممبي فممي
36
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
التذكرة قال رسول الله صلى الله عليممه وسمملم وأنمما أيممامه
أربعون سنة السنة كنصف السنة والسنة كالشممهر والشممهر
كالجمعممة وآخممر أيممامه كالشممررة يصممبح أحممدكم علممى بمماب
المدينة فل يبلغ بابها الخر حتى يمسي فقيل يا رسول الله
كيممف نصمملى فممي تلمك اليممام القصممار قمال )تقممدرون فيهمما
الصلة كما تقدرونها في هذه اليام الطوال ثم صلوا( وفممي
حديث آخر عن أسممماء بنممت يزيممد بممن السممكن قممال النممبي
صلى الله عليه وسمملم يمكممث الممدجال فممي الرض أربعيممن
سممنة السممنة كالشممهر والشممهر كالجمعممة والجمعممة كمماليوم
واليوم كاضطرام السعفة في النار فهل هذه الحاديث كلها
متساوية في الصحة أم ل وهل بينها تناف أم ل وهل ليممالي
تلك اليام كلها على حالة واحدة كليالينمما هممذه أم تتبممع كممل
ليلة يومها في الطول وغيره وما كيفية التقدير فممي القصممر
هل هو مثل إذا كان اليمموم ثلثممة درج فتكممون حصممة الصممبح
درجممة والظهممر كممذلك والعصممر كممذلك أم ل وهممل صمملة
المغرب والعشاء يجممري عليهممما حكممم القصممر أم ل لنهممما
ليسممتا فممي النهممار المتصممف بتلممك الصممفات وإذا لممم يسممع
الوقت المقسط تلك الصلة فهل تجب عليه ثم يقضيها وما
كيفية إقامممة الجمعممة فممي هممذا اليمموم القصممير وممما طريممق
حساب مممدة مسممح الخممف وممما كيفيممة الصمموم وكممذا سمائر
الحكام المتعلقة باليام وهل الزيادة في الطممول كممما فممي
الحممديث الول مختصممة بالثلثممة اليممام الولممى أو السممبعة
والثلثون متساوية الطول ،وعلى ظاهر الحممديثين الخريممن
هل يختص القصر باليوم الخير أم يكون القصممر فيممه وفممي
غيره أم ل وهممل التقممدير مختممص بصمملتي الظهممر والعصممر
فقط والصبح مختص بما بعد الفجر إلى طلوع الشمممس أم
يشاركهما أم كيف الحال وهل ما ورد عممن أنممس قممال قممال
رسول الله صلى الله عليه وسمملم )ل تقمموم السمماعة حممتى
يتقارب الزممان فتكمون السمنة كالشمهر والشمهر كالجمعمة
والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كالضرب بالنممار(
داخل في حديث الدجال أم هو حديث برأسه في غير زمممن
الدجال.
37
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -ليست هذه الحاديث متساوية في الصحة بل
الول منها هو الصحيح والثاني أخرجه ابن ماجة من حممديث
أبي أمامة وقد نبه الحفاظ على أنممه وقممع فيممه تخممبيط فممي
إسناده ومتنممه وهممذه الجملممة مممما وقممع فيممه التخممبيط فقممد
تضافرت الخبار بأن مدة لبثممه فممي الرض أربعممون يوممما ل
أربعون سنة ،ورد ذلك أيضا من حديث جممابر بممن عبممد اللممه
وعبد الله بممن عمممر وجنممادة بممن أبممي أميممة عممن رجممل مممن
النصار وغيرهم وقد روى الطبراني عن عبد الله بن عمممرو
مرفوعا يخرج الممدجال فممي أمممتى فيمكممث أربعيممن ل أدري
أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما -الحديث ،قال
الحافظ ابن حجر في شرح البخاري والجممزم بأنهمما أربعممون
يوما مقدم على الترديد وقد أخرجه الطبراني أي من وجممه
آخممر عممن عبممد اللممه بممن عمممرو بلفممظ فيمكممث فممي الرض
أربعين صباحا وجممزم الحممافظ ابممن كممثير فممي تمماريخه أيضمما
بممذلك وقممال معممدل إقممامته سممنة وشممهران ونصممف ،وأممما
الليالي وأما كيفية التقدير إذا كممان اليمموم مثل ثلث درج فل
تتساوى فيه حصة الصبح والظهر والعصر بل يتفاوت علممى
حسممب تفاوتهمما الن فممإنه مممن أول وقممت الصممبح الن إلممى
وقت الظهر أكثر من أول وقممت الظهممر إلممى وقممت العصممر
ومن أول وقت الظهر إلى وقت العصر أكثر من أول وقممت
العصر إلى وقت المغرب فيقممدر إذ ذاك علممى حسممب هممذا
التفاوت ويجعل وقممت الظهممر بعممد نصممف النهممار وهممو بعممد
مضي أكثر مممن درجممة ونصممف إذا كممان الثلث درج مقممدرة
من طلوع الفجر وإن كانت من طلوع الشمس فبعد مضي
درجة ونصف ،وأما صمملة المغممرب والعشمماء فيقممدران فممي
اليام الطمموال الممذي كسممنة والممذي كشممهر والممذي كجمعممة
فيصلى في اليوم الذي كسنة ألممف صمملة وثمانمممائة صمملة
وثلثمممائة وسممتين صممبحا وثلثمممائة وسممتين ظهممرا وثلثمممائة
وستين عصرا وثلثمائة وستين مغربا وثلثمائة وستين عشاء
مقممدار كممل صمملة بمموقت محممدود بالممدرج والممدقائق علممى
حساب أهل الميقات ،غاية المر أن وقت الليل صار نهممارا،
وأما في اليام القصار فإن كان الليممل علممى طمموله المعتمماد
فواضممح وأن تبممع النهممار فممي القصممر نظممر إن وسممع اليمموم
38
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والليلة الخمممس الصمملوات وجبممت وأن لممم يسممع فمقتضممى
حديث ابن ماجة أنها تجب ،وقد سئل متأخرو أصممحابنا عممن
بلد يطلممع فيهمما الفجممر عقممب ممما تغممرب الشمممس فأجمماب
البرهان الفزاري بوجوب العشاء عليهممم ويقضممونها ،وأفممتى
معاصروه بأنهمما ل تجممب عليهممم لعممدم سممبب الوجمموب فممي
حقهم وهو الوقت فعلممى ممما أفممتى بممه الفممزاري ل إشممكال
وعلى ما أفمتى بمه غيمره قمد يقمال همذا نمص فيقمدم علمى
القياس وقد يقال إن الحديث لم يصممح وهممذه الجملممة مممما
غلط فيه الراوي كما تقدم وقد يقال أن هذا من نص النممبي
صلى الله عليه وسلم دليل على أن اليام والليالي حينئذ ل
بد أن تتسع بقدر ما تؤدي فيها الصلوات الخمس ول تقصممر
عن ذلك ،وهذا الحتمال عندي أرجح بل متعين .وأما إقامممة
الجمعة في اليوم القصير فواضح مما تقدم تقام بعد مضي
نصف حصة النهممار .وأممما حسمماب مممدة الخممف ففممي اليممام
الطوال تقدر يوم وليلة أو ثلثممة أيممام ولياليهمما كممما حسممبت
أوقات الصلة وينزع عند مضي جانب من اليوم بقممدر ذلممك
وفي اليام القصممار يمموم كامممل بليلتممه أو ثلثممة بلياليهمما وأن
قصرت حدا وينزع بعد مضيها .وأما الصوم ففي اليوم الذي
كسممنة يعتممبر قمدر مجيممء رمضممان بالحسمماب ويصمموم مممن
النهار جزءا بقممدر نهممار بالحسمماب أيضمما ويفطممر ثممم يصمموم
وهكذا وفي اليوم الذي كشهر يصوم اليوم كله عن الشممهر
ويفطر فيه بقدر ما كان يجيء الليل بالحساب وفممي اليممام
القصار يصمموم النهممار فقممط ويحسممب عممن يمموم كامممل وأن
يفطر إذا غربت الشمس ويمسك إذا طلع الفجر وهكذا ول
يضر قصره .ويقاس بذلك سممائر الحكممام المتعلقممة باليممام
مممن العتكمماف والعممدد والجممال ونحوهمما وظمماهر الحممديث
الصممحيح أن الطممول مختممص باليممام الول الثلثممة والبمماقي
متساوية كأيامنا ،وظاهر حديث ابن ماجة عكس ذلممك وهممو
قصر أيامه وجمعه وشهوره وعامه بالنسبة إلى ما هممو الن
ولهذا ترجح أن ذلك وهم من الراوي وتخممبيط منممه ويمكممن
الجمع بأن المريممن موجممودان ففممي أيممام ممما هممو زائد فممي
الطول كسنة وشهر وجمعة وما هو مساو ليامنمما الن وممما
هممو قصممير عنهمما إلممى أن ينتهممي آخممر أيممامه إلممى أن يكممون
39
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كاضطرام السعفة في النار ،وهذا الجمممع عنممدي أفيممد مممن
تخطئة الرواية بالكلية وعلى هذا فل يختممص القصممر بمماليوم
الخير بل يكون فيما قبله أيضا ول يختممص التقممدير بممالظهر
والعصممر بممل يشمماركهما الصممبح فممي اليممام الطمموال وفممي
القصار تصلى عند طلمموع الفجممر بل تقممدير ،وأممما حممديث ل
تقوم الساعة حتى يتقارب الزممان إلمى آخمره فهمو حمديث
مستقل غير حديث الدجال وقد اختلف فيه فقيل هممو علممى
حقيقته نقص حسى وأن ساعات النهار والليل تنقص قممرب
قيام الساعة وقيل هو معنوي وأن المراد سرعة مممر اليممام
ونزع البركة من كل شيء حتى من الزمان وهذا ما رجحممه
النووي تبعا للقاضممي عيمماض وفيممه أقمموال غيممر ذلممك واللممه
أعلم.
باب الذان
مسممألة -مممن أميممر المممؤمنين خليفممة المموقت المممام
المتوكل على الله ورد أن السامع للمؤذن في حممال قيممامه
ل يجلس وفي حال جلوسه يسممتمر علممى جلوسممه ،وذكممروا
أنه إذا سمع المؤذن ل يتوجه من مكانه لمخالفة الشمميطان
فإن الشيطان إذا سمع المؤذن أدبر وبقي الكلم هل يكممره
لسممامع المممؤذن فممي حممال الضممطجاع اسممتمراره علممى
الضطجاع مع حكايته للفظ المممؤذن أو الجلمموس لممه أولممى
وقد قممال اللممه تعممالى )الممذين يممذكرون اللممه قياممما وقعممودا
وعلى جنوبهم( ونقل عن المام مالك أنه أغلممظ علممى مممن
سأل عن حديث في حال قيامه فكيف الحال في ذلك.
الجواب -الية الشريفة واردة فممي الحممث علممى الممذكر
في كل حال وأنه ل يكره في حالة مممن الحمموال وقممد روى
مسلم في صحيحه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يممذكر اللممه علممى كممل أحيممانه وهممذا الحكممم
الذي دلت عليه الية والحديث باق معمول به عنممد العلممماء
كافة ،وما ذكر فممي السممؤال مممن أن السممامع للمممؤذن فممي
حال قيامه ل يجلس وفي حال جلوسه يستمر على جلوسه
ل أصل له في الحديث ول ورد قط في حديث ل صحيح ول
ضعيف ول ذكره أحد من أصممحابنا فمي كتممب الفقمه فيجموز
40
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
للسممامع إذا كممان قائممما أن يجلممس وإذا كممان جالسمما أن
يضممطجع وإذا كممان مضممطجعا أن يسممتمر علممى الضممطجاع
ويجيب المؤذن حال الضطجاع ول يكممره لممه ذلممك لنممه لممم
يرد فيه نهي ،والكراهة تحتاج إلى دليل من نهممى خمماص ول
سممبيل إلممى وجمموده بممل اليممة الشممريفة دالممة علممى جمموازه
وكذلك الحديث المذكور وأما إغلظ المام مالك علممى مممن
سأله عن حديث في حال قيامه فل ينممافي ذلممك لن العلممم
وخصوصا الحديث له خصوصية في التوقير والتبجيل أعظم
مما يطلب في الذكر وقد أخرج البيهقي في كتاب المدخل
عن ابممن المبممارك أن رجل سممأله عممن حممديث وهممو يمشممي
فقال ليس هممذا مممن تمموقير العلممم فكممره ابممن المبممارك أن
يسأل عممن حممديث وهممو ممماش فممي الطريممق وعممده منافيمما
لتوقير العلم ومعلوم أن الذكر للماشممي فممي الطريممق غيممر
مكممروه بممل ول تكممره قممراءة القممرآن للماشممي كممما ذكممره
النووي وغيره ،وأخرج البيهقي عن إسماعيل بن أبي أويس
قال كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلممس علممى صممدر
فراشه وسرح لحيته وتمكن في جلوسه بوقار وهيبة فقيممل
له في ذلك فقال أحب أن أعظم حديث رسول اللممه صمملى
الله عليه وسلم وكان يكره أن يحدث في الطريممق أو وهممو
قائم وأخممرج عممن سممعيد بممن المسمميب أن رجل سممأله عممن
حممديث وهممو مريممض وهممو مضممطجع فجلممس فحممدثه فقممال
الرجل وددت أنك لممم تتعممب فقممال كرهممت أن أحممدثك عممن
رسول الله صلى الله عليممه وسمملم وأنمما مضممطجع ،وأخممرج
عن ضرار بن مرة قال كانوا يكرهون أن يحدثوا علممى غيممر
طهر .فهذه آداب اختص بها نشر الحممديث وروايتممه تعظيممما
له ول يطلممب عنمد الممذكر العتنمماء بمثمل ذلمك مممن تسمريح
اللحية والجلوس على صدر فراش ونحمموه ول يكممره الممذكر
للمحدث بل ول للجنب ،والمقصود بهذا كله أن نشر العلممم
يطلب عنده آداب تعظيما له يختص بهما عمن المذكر ونحموه
حتى لو أراد النسان أن يمر على حديث لنفسه فممي كتممابه
أو نحوه من غير نشر بين الناس لم يكره له أن يمممر عليممه
وهو مضطجع أو قائم ،ولو أراد أن يقرئ أحدا القممرآن كممره
له أن يقرئه وهو مضطجع أو قائم أو ماش لن ذلممك ليممس
41
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
من توقير العلم ،ولو أراد أن يقرأ لنفسه وحده لم يكره له
أن يقممرأ وهممو قممائم أو ممماش أو مضممطجع لن ذلممك مجممرد
قراءة وذكر ل تعليممم .والحاصممل أن الداب المطلوبممة عنممد
تعليم الناس العلم ونشره لهم ل يتعين طلبها على النسان
إذا كان وحممده فللقممارئ وحممده حكممم غيممر المقممرئ لغيممره،
وللناظر في الحديث وحده حكم غير الراوي له عنممد غيممره،
والذاكر حكمه حكم المنفرد ل حكم المعلم فلهذا لم يكممره
له الذكر في حال من الحوال وكره السممؤال عممن الحممديث
في حال القيام وأما كممونه إذا سمممع المممؤذن ل يتمموجه مممن
مكانه لمخالفة الشيطان فهذا صحيح ،وقد ورد النهممي عنممه
لكنه خاص بالمسجد روى مسلم وأبممو داود والترمممذي عممن
أبي الشعثاء قال كنا مع أبممي هريممرة فممي المسممجد فخممرج
رجل حين أذن المؤذن فقال أبو هريرة أما هذا فقد عصممى
أبا القاسم ثم قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسمملم
إذا كنتم في المسجد فنودي بالصلة فل يخرج أحدكم حممتى
يصلى ،وأخرج ابن ماجة عن عثمممان ابممن عفممان قممال قممال
رسول الله صمملى اللممه عليممه وسمملم مممن أدرك الذان فممي
المسجد ثم خرج لم يخرج لحاجة وهو ل يريد الرجعممة فهممو
منافق والله أعلم.
43
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
تحريفه إن كان بارعا في فنه موثوقا به وقليل ممما هممم ،ول
يلزم إعادة ما تقدم من الصلوات.
46
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الذكار في الصلة كتكبيرات النتقالت وتسممبيحات الركمموع
والسجود.
)المسلك الثالث( ثبت في صحيح البخمماري مممن حممديث
مالك بن الحويرث أن النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم قممال
)صلوا كما رأيتموني أصمملي( فهممذا يممدل علممى أن المممأموم
يجمع بين التسميع والتحميد لنه أمر الئمة بأن يصمملوا كممما
صلى وقد ثبت بتلك الحاديث أنه لممما صمملى قممال ) :سمممع
الله لمن حمده ربنا لك الحمد( فلزم من ذلك أن كل مصل
يقول ذلك فتتحقق المثلية.
)المسلك الرابع( نقل الطحاوي وابن عبد البر الجممماع
على أن المنفرد يجمع بينهما وجعله الطحاوي حجممة لكممون
المام يجمع بينهما ويصلح جعله حجة لكممون المممأموم أيضمما
يجمع بينهما لن الصل اسممتواء الثلثممة فممي المشممروع فممي
الصلة إل ما صرح الشرع باستثنائه.
)المسلك الخامس( الستئناس بما أخرجه الدار قطنممي
بسند ضعيف عن بريمدة قمال قمال النمبي صملى اللمه عليمه
وسلم )يا بريدة إذا رفعت رأسمك مممن الركمموع فقمل سممع
الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملئ السماوات وملء
الرض وملء ما شئت من شيء بعد( وبما أخرجه عن أبممي
هريرة قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى اللممه عليممه
وسلم فقال سمع الله لمن حمده قال من وراءه سمع الله
لمن حمده قممال مممن وراءه سمممع اللممه لمممن حمممده ،وبممما
أخرجه عن ابن عون قال قال محمد إذا قممال المممام سمممع
الله لمن حمده قال من خلفه سمع الله لمن حمممده اللهممم
ربنا لك الحمد.
)المسلك السادس( إن الصمملة مبنيممة علممى أن ل يفممتر
عن الذكر في شيء منها فإن لم يأت بالذكرين فممي الرفممع
والعتدال بقي أحد الحالين خاليا عن الذكر.
)المسلك السابع( قال الصحاب معنى قوله صلى اللممه
عليه وسلم وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنمما لممك
الحمد أي قولوا ربنا لك الحمد مع ما قد علمتموه من قول
سمع الله لمن حمده وإنممما خممص هممذا بالممذكر لنهممم كممانوا
يسمعون جهر النبي صلى الله عليه وسلم بسمع الله لمممن
47
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حمده فإن السنة فيممه الجهممر ول يسمممعون قمموله ربنمما لممك
الحمد غالبا لنه ل يأتي به سرا وكانوا يعلممون قموله صمملى
الله عليممه وسمملم صمملوا كممما رأيتممموني أصمملي مممع قاعممدة
التأسي به صلى الله عليه وسمملم مطلقمما فكممانوا ممموافقين
فممي سمممع اللممه لمممن حمممده فلممم يحتممج إلممى المممر بممه ول
يعرفون ربنا لك الحمد فأمروا به.
)المسلك الثامن( القياس على حديث إذا قممال المممؤذن
حممي علممى الصمملة فقولمموا ل حممول ول قمموة إل بممالله فممإن
الراجح في مذهب الخصم أن السممامع يجمممع بيممن الحيعلممة
والحوقلة فيكون قوله فقولوا ل حممول ول قمموة إل بممالله أي
مضممموما إلممى الكلمممة الممتي قالهمما المممؤذن فكممذلك معنممى
الحديث فقولوا ربنمما لممك الحمممد أي مضممموما إلممى الكلمممة
التي قالها المام.
)المسلك التاسع( إن الحديث بعضه منسوخ وهو قمموله
وإذا صلى جالسمما فصمملوا جلوسمما أجمعممون فممما المممانع أن
يكون دخل في بقية أبعاضه نسخ أو تخصيص أو تأويل ،وإذا
طرقه هذا الحتمال سقط به الستدلل قال ابن أبي شمميبة
في مصنفه ثنا ابن علية عن ابن عون قال كممان محمممد بممن
سيرين يقول إذا قال المام سمع الله لمن حمده قال مممن
خلفه سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد.
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى .وبعد فقد
وقع الكلم في اسممتحباب صمملة الضممحى والممرد علممى مممن
أنكرها فتمسك المنكر بحديث البخاري عن عائشة قالت ما
رأيممت رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم يسممبح سممبحة
الضحى وإني لسبحها وبحممديث مسمملم عممن عبممد اللممه بممن
شقيق قال قلت لعائشة أكان النبي صلى الله عليه وسمملم
يصلي الضحى قالت ل إل أن يجئ من مغيبه فوقع الجواب
بأن ذلك نفى منها فيقدم عليه رواية من أثبت فصمممم بممأنه
لو صلها لم يخف على أهلممه فوقممع الجممواب بممأنه لممم يكممن
ملزما لها فممي جميممع أوقمماته بممل كممان لهمما منممه وقممت فممي
50
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أوقات فإنه صلى الله عليه وسلم في وقت يكون مسممافرا
وفي وقت يكون حاضرا وقد يكون في الحضر في المسجد
وغيره وإذا كان في بيته فله تسع نسوة وكممان يقسممم لهممن
فإذا اعتبر ذلك لم يصادف وقت الضحى عند عائشة إل في
نادر من الوقات وما رأته صلها في تلممك الوقممات النممادرة
فقالت ما رأيته ول ينافى ذلك أن يبلغهمما بأخبممار غيرهمما أنممه
صلها أو بأخباره هو صلى الله عليه وسلم ولذلك ورد عنها
أيضا لثبات أنه صلى الله عليه وسلم صلها مع ما ورد مممن
رواية غيرها في ذلك ومممع الحمماديث الكممثيرة الممواردة فممي
المر بها وقد أوردت ذلك جميعه في هذا الجزء
70
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فهذا الذي أوردنمماه مممن الحمماديث وكلم شممارحيها مممن
أهل المذهب وغيرهم صريح فممي كراهممة هممذا الفعممل وفممي
بعضها ما يصرح بسقوط الفضيلة ،ولنذكر الن ما وقع فممي
كتب المذهب من المكروهات التي ل فضيلة معها فأول ممما
صرحوا بذلك في مسألة المقارنة قال الرافعي في الشرح
قال صاحب التهذيب وغيره ذكروا أنه يكره التيان بالفعال
مع المام وتفوت به فضيلة الجماعة ،وكذا قال النووي في
الروضة وشممرح المهممذب وابممن الرفعممة فممي الكفايممة ،قممال
الزركشي في الخادم الكلم في هذه المسألة فممي شمميئين
أحدهما في كون المقارنة مكروهة ،الثمماني تفويتهمما فضمميلة
الجماعممة فأممما الول فقممد صممرح بالكراهممة البغمموي وتممابعه
الروياني وكلم المام وغيره يقتضي أنه خلف الولى ،وأما
الثاني فعبارة التهممذيب إذا أتممى بالفعممال مممع المممام يكممره
وتفوت به فضمميلة الجماعممة ولكمن تصممح صملته وقمال ابمن
الستاذ في هممذا نظممر فممإنه حينئذ ينبغممي أن يجممري الخلف
في صحة صلته إل أن يقال تفمموته فضمميلة الولويممة مممع أن
حكم الجماعة عليه وقال التمماج الفممزاري فممي كلم البغمموي
نظر فإنه حكم بفوات فضيلة الجماعة وحكم بصحة الصلة
وذلممك تنمماقض وتبعممه أيضمما السممبكي وصمماحب المهمممات
والبممارزي فممي توضمميحه الكممبير قممال الزركشممي وهممذا كلممه
مردود فإن الصممحة ل تسممتلزم الثممواب بممدليل الصمملة فممي
الثوب الحرير والدار المغصوبة وإفراد يوم الجمعة بالصمموم
والحكم بانتفاء فضيلة الجماعة ل يناقض حصولها بدليل ممما
لو صلى بالجماعة في أرض مغصوبة فالقتداء صحيح وهممو
في جماعة ل ثواب فيهمما قممال ومممما يشممهد لنفكمماك ثممواب
الجماعة المسبوق يممدرك المممام بعممد الركمموع مممن الركعممة
الخيرة فإنه في جماعة قطعا لن إقتداءه صممحيح بل خلف
وإل بطلت صلته ومع ذلك اختلفوا في حصول الفضيلة لممه
قممال وكممذلك كممل صمملة ل تسممتحب فيهمما الجماعممة كصمملة
العراة جماعة فإنه يصممح القتممداء ومممع ذلممك ل ثممواب فيهمما
لنها غير مطلوبممة قممال والحاصممل أن النممووي نفممى فضمميلة
الجماعة اي ثوابها ولم يقل بطلت الجماعممة فممدل علممى أن
الجماعة باقية وأنممه فممي حكممم المقتممدى لنممه يتحمممل عنممه
71
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
السهو وغيره قال والعجب من هؤلء المشايخ كيممف غفلمموا
عممن هممذا وتتممابعوا علممى هممذا الفسمماد وأن فمموات الفضمميلة
يستلزم الخروج عن المتابعممة وهممذا عجممب مممن القممول مممع
وضوح أنه ل تلزم بينهما لما قلناه من بقاء الجماعة وصحة
القتداء مع انتفاء الثواب في ما ل يحصى ،قممال وأممما جممزم
البممارزي بممأنه يحصممل لممه فضمميلة الجماعممة فممأعجب لن
المقارنة مكروهة والمكروه ل ثواب فيه وكيممف يتخيممل مممع
ذلك حصول الثواب وقد ذكر الشيخ أبو إسممحاق الشمميرازي
في تذكرة الخلف فيمن أخرج نفسه من الجماعممة إنمما وإن
حكمنا بالصحة فقد فاتته الفضيلة ،قال الزركشي وإذا ثبممت
هذا في المقارنة جرى مثله في سبق المام من باب أولممى
بممل يجممري أيضمما فممي المسمماواة معممه فممي الموقممف فإنهمما
مكروهة ،والضابط أنه حيث فعل مكروها في الجماعة مممن
مخالفة المممأموم فمماتته فضمميلتها إذ المكممروه ل ثممواب فيممه
وكذا لو اقتدى بإمام محدث وهو جاهل بحممدثه فممإن صمملته
تصح وإن فاتته فضيلة الجماعة انتهى كلم الخادم بحروفممه
وقد تحصل من هذا صور منقولة تسقط فيهمما الفضمميلة مممع
الصممحة بعضممها للكراهممة وبعضممها للتحريممم وبعضممها لعممدم
الطلمممب فممممن الول المسمممابقة والمقارنمممة والمفارقمممة
والمساواة في الموقف ،ومممن الثمماني صمملة الجماعممة فممي
أرض مغصمموبة ،ومممن الثممالث صمملة العممراة ،وممممن صممرح
بمسألة المساواة أيضا الحافظ ابن حجر فقممال فممي شممرح
البخاري الصل في المام أن يكون مقدما على المأمومين
إل إن ضاق المقام أو كانوا عراة وما عدا ذلك تجزئ ولكن
تفوت الفضيلة ،وصرح بذلك أيضمما ابممن العممماد فممي القممول
التمممام وعللممه بارتكمماب المكممروه ،وكممذا قممال الشمميخ جلل
الدين المحلي في شرح المنهماج معممبرا بقمموله ويؤخمذ ممن
الكراهة سقوط الفضيلة على قياس ما ذكر فممي المقارنممة،
ثم قال الزركشي عند الكلم على مسممألة المفارقممة حيممث
جوزنا له المفارقة فهل يبقى للمأموم فضيلة الجماعة التي
أدركهمما الممذي صممرح بممه الصمميرفي البقمماء وكلم المهممذب
يقتضممي المنممع ويؤيممده ممما سممبق عممن البغمموي مممن تفممويت
الفضيلة بالمقارنة فإنها إذا فاتت مع التفمماق علممى الصممحة
72
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فلن تفوت مع الختلف في البطلن أولى ثم قال والمتجه
التفصيل بين المعذور وغيره انتهممى ،وذكممر مثممل ذلممك ابممن
العماد في القول التمام ويؤخذ من قوله أنها إذا فمماتت مممع
التفمماق علممى الصممحة ففممي الختلف فممي البطلن أولممى
فواتها أيضا في المنفرد وخلمف الصمف فمإن ممذهب أحممد
بطلنها وهممو وجممه عنممدنا حكمماه الممدارمي عممن ابممن خزيمممة
وحكاه القاضي أبو الطيب عن ابمن المنمذر والحميمدي ممن
أصممحابنا قممال السممبكي وغيممره ودليلهممم قمموى وقممد علممق
الشافعي القممول بممه علممى صممحة الحممديث فقممالوا لممو ثبممت
حديث وابصممة لقلممت بممه وقممد صممححه ابممن حبممان والحمماكم
وحسنة الترمذي ثم أطال الكلم في تقريممره الجممواب عممن
حديث أبي بكرة وقد ورد أثر في سقوط الفضيلة في هممذه
الصورة بعينهمما أورده الممبيهقي مسممتدل بممه -وهممو مممن كبممار
الشافعية -فروى مممن طريمق المغيمرة عمن إبراهيمم فيمممن
صمملى خلممف الصممف وحممده فقممال صمملته تامممة وليممس لممه
تضعيف ومعنى ذلك أنه ل تحصل لممه المضمماعفة إلممى بضممع
وعشرين الذي هو فضل الجماعة ،وقال فممي الروضممة فممي
مسألة الداء خلف القضاء وعكسه الولى النفراد للخممروج
من خلف العلماء قال في الخادم وإذا كان الولى النفممراد
لم يحصل له فضمميلة الجماعممة فهممذه صممورة أخممرى ،وقممال
الحافظ ابن حجر والشيخ جلل الممدين المحلممي فممي شممرح
المنهاج في مسممالة القتممداء فممي خلل الصمملة صممرح فممي
شممرح المهممذب بممأنه مكممروه ويؤخممذ مممن الكراهممة سممقوط
الفضيلة علمى قيماس ممما ذكممر فمي المقارنمة فهممذه صمورة
ثامنة ،ورأيت الشيخ جلل الدين يشير إلى أنه حيث وجدت
الكراهة سقطت الفضيلة كممما ل يخفممي ذلممك مممن عبممارته،
ومما يدل للكراهة في الصورة الممتي نحممن بصممددها قممولهم
بجممواز التخطممي فممي مثلهمما مممع أن أصممل التخطممي مكممروه
كراهممة شممديدة عنممد الجمهممور وحممرام عنممد قمموم واختمماره
النووي للحاديث فلول أنه أمر مهم جدا ما أبيمح لمه مما همو
في الصل محرم أو مكروه كراهة شديدة مممع قمموله صمملى
اللممه عليممه وسمملم فممي الحممديث )فممإنه ل حرمممة لممه( ومممما
يؤنسممك بهممذا أن مممن قواعممد الفقممه وأصمموله أن ممما كممان
73
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ممنوعا إذا جاز وجب ،وهذه قاعدة نفيسة استدلوا بها على
إيجاب الختان فإن قطع جزء من بدن النسان ممنمموع منممه
فلما جاز كان واجبا وتقريره هنا أن التخطي ممنوع منه إما
تحريما أو كراهة فلما جاز بل طلب دل على أنه واجب في
حصول الفضيلة والتضعيف وإن لم يكن واجبا في ذاته إذ ل
يأثم تاركه ول يقدح في صحة الصمملة .وأممما تحريممر الفممرق
بين بركة الجماعة وفضيلتها ففي الخممادم فممي مسممألة مممن
أدرك المام بعد ركوع الخيرة ذكروا أن كلم الرافعي فممي
آخر هذه المسألة يقتضي أن بركة الجماعة أمر غير فضيلة
الجماعة وأن البركة هممي الممتي تحصممل لهممذا دون الفضمميلة
قال وبهذا يندفع ما قيل في المسألة من تناقض أو أشممكال
وقد وقع في ذكر حكمة هذا العدد المخصوص في الحممديث
ما يؤيد الفرق بين بركة الجماعممة وفضمميلتها ،قممال الحممافظ
ابممن حجممر ذكممر المحممب الطممبري أن بعضممهم قممال أن فممي
حديث أبي هريرة ما يشير إلى ذلك حيث قال وذلك أنه إذا
توضأ إلى آخره ،وهذا ظاهر في أن المور المممذكورة عليممه
للتضمممعيف الممممذكور وإذا كمممان كمممذلك فمممما رتمممب علمممى
موضوعات متعددة ل يوجد بوجود بعضممها إل إذا دل الممدليل
على إلغاء ما ليس معتبرا ،وهذه الزيممادة الممتي فممي حممديث
أبي هريرة معقولة المعنممى فالخممذ بهمما متمموجه والروايممات
المطلقممة ل تنافيهمما بممل تحمممل عليهمما ،قممال وقممد نقحممت
السباب المقتضممية للممدرجات المممذكورة فممإذا هممي خمممس
وعشرون في السرية وسبع عشرون فممي الجهريممة وبممذلك
يجمع بين الحديثين ،أولها إلى الخامس إجابة المممؤذن بنيممة
الصلة في الجماعة والتبكير إليها في أول الوقت والمشي
إلى المسجد بالسكينة ودخول المسجد داعيا وصلة التحية
عند دخوله كممل ذلمك بنيممة الصمملة فمي الجماعممة ،سادسممها
انتظار صلة الجماعة والتعاون على الطاعة ،سابعها صمملة
الملئكة عليه واستغفارهم له ،ثامنها شهادتهم لممه ،تاسممعها
إجابة القامة ،عاشرها السلمة من الشيطان حين يفر عند
القامممة ،حممادي عشممرها الوقمموف منتظممرا إحممرام المممام
والدخول معه في أي هيئة وجده عليها ،ثاني عشرها إدراك
تكبيرة الحرام ،ثالث عشرها تسوية الصفوف وسد فرجها،
74
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
رابع عشرها جواب المام عند قوله سمع الله لمن حمممده،
خامس عشرها المن من السهو غالبا وتنبيه المام إذا سها
بالتسبيح والفتممح عليممه ،سممادس عشممرها حصممول الخشمموع
والسمملمة مممما يلهممى غالبمما ،سممابع عشممرها تحسممين الهيئة
غالبمما ،ثممامن عشممرها احتفمماف الملئكممة ،تاسممع عشممرها
التممدريب علممى تجويممد القممراءة وتعلممم الركممان والبعمماض،
العشرون إظهار شعائر السلم ،الحادي والعشرون إرغممام
الشيطان بالجتممماع علممى العبممادة والتعمماون علممى الطاعممة
ونشاط لمتكاسممل ،الثماني والعشمرون السمملمة مممن صمفة
النفاق ومن إساءة غيره به الظن بأنه تممرك الصمملة رأسمما،
الثالث والعشرون رد السلم على المام ،الرابع والعشرون
النتفاع باجتماعهم على الدعاء والممذكر عممود بركممة الكامممل
منهم على الناقص الخامس والعشرون قيممام نظممام اللفممة
بين الجيران وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات .وتزيممد
الجهرية بالنصات عند قراءة المام والستماع لها والتيامن
عند تأمينه ،قال الحافظ ابن حجر ومقتضى ذلك اختصمماص
التضعيف بممالتجميع فممي المسممجد وإل تسممقط ثلثممة أشممياء
وهي المشي والدخول والتحية فيمكن أن يعوض مممن ذلممك
ما يشممتمل علممى خصمملتين متقمماربتين أقيمتمما مقممام خصمملة
واحدة لن منفعة الجتماع على الدعاء والممذكر غيممر منفعممة
عود بركة الكامل على الناقص وكذا فائدة قيام اللفمة غيمر
فممائدة حصممول التعاهممد وكممذا فممائدة أمممن المممأمومين مممن
السهو غالبا غير تنبيه المام إذا سها فيمكن أن يعوض مممن
تلك الثلثة هذه فيحصل المطلوب ،قال :ول يرد على ذلممك
كون بعض الخصال تختممص ببعممض مممن صمملى جماعممة دون
بعض كالتكبير وانتظار الجماعة وانتظار إحرام المام ونحممو
ذلك لن أجر ذلك يحصل لقاصده بمجرد الجماعممة وانتظممار
إحممرام المممام ونحممو ذلممك لن أجممر ذلممك يحصممل لقاصممده
بمجرد النيممة ولممو لممم يقممع إذا علمممت ذلممك فممالخلل بسممد
الفرجة ل يحصل معه التضعيف المذكور قطعا لنممه خصمملة
من الخصال المقابلة بدرجة ،ثم أنه يسممقط بسممببه خصممال
أخممر كالسمملمة مممن الشمميطان لتصممريح الحممديث يتخلممل
الشممميطان بينهمممم واحتفممماف الملئكمممة لعمممدم مجمممامعتهم
75
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
للشياطين وصلة الملئكممة وشممهادتهم لممه لن ذلممك ينممافي
ورود الوعيد عليه وقيام نظممام اللفممة لخبممار الحممديث بممأنه
يورث مخالفة القلمموب وعممود بركممة الكامممل علممى النمماقص
لممذلك أيضمما وعممدم المممن مممن السممهو غالبمما وعممدم إرغممام
الشمميطان وعممدم الخشمموع لوسوسممة الشممياطين المتخللممة
فهذه عشر خصال تفوت بعدم سد الفرجة فيفمموت بسممببها
عشر درجات فان الضم إلممى ذلممك عممدم التكممبير والنتظممار
والوقوف منتظرا إحرام المممام وإدراك تكممبيرة الحممرام إذ
المقصر في سد الفرجة مع سممهولتها أقممرب إلممى التقصممير
في المذكورات وأبعد من المبادرة إليها ومممن أن تكممون لممه
عادة بالمحافظة عليها سقط خمسة أخرى وإن انضم إلممى
ذلك بعده عن المام وتراخى الصف الممذي وقممف فيممه عممن
سممد الفرجممة سممقط خصمملتان وهممي تنممبيه المممام إذا سممها
والستماع لقراءة المام فيصير الحاصممل لممه فممي الجهريممة
عشر درجات وفي السرية تسع والله أعلم ،ومما يدل على
ذلك ما رواه سعيد بن منصور في سننه بإسناد حسممن عممن
أوس المعافري ،أنه قال لعبممد اللممه بممن عمممرو بممن العمماص
أرأيت من توضأ فأحسن الوضموء ثمم صمملى فمي بيتمه قمال
حسممن جميممل قمال فمإن صمملى فمي مسمجد عشمميرته قمال
خمس عشرة صلة قممال فممإن مشممى إلممى مسممجد جماعممة
فصلى فيه قال خمس وعشرون ،وبممذلك ينممدفع قممول مممن
قممال إن الجماعممة الكاملممة يحصممل فيهمما خمممس وعشممرون
درجة والجماعة التي فيها خلل يحصل فيها هذا العممدد لكممن
درجات الول أعظم وأكمل كما قيل في بدنممة المبكممر إلممى
الجمعممة حيممث يشممترك فيهمما التممي أول السمماعة وآخرهمما
والصحابة أعلم بمراد النبي صلى الله عليه وسلم وبتفسير
معاني كلمه من غيرهم ،وأيضا فالصح في تفسير الدرجممة
أو الجممزء حصممول مقممدار صمملة المنفممرد بالعممدد المممذكور
للمجمع كما رجحه جماعة منهم ابممن دقيممق العيممد لنممه ورد
مبينا في بعض الروايممات كحممديث مسمملم )صمملة الجماعممة
تعدل خمسا وعشرين مممن صمملة الفممذ( قممال الحممافظ ابممن
حجممر وهممو مقتضممى قمموله تضممعف لن الضممعف كممما قممال
الزهري المثمل إلمى مما زاد فالتفماوت فمي ذلمك إنمما يقمع
76
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بزيادة عدد المثمل ونقصمانه ل بارتفماعه وانحطماطه بخلف
البدنة ونحوها فإنها مما تقبل العظم والخسة كما ل يخفى،
وقد أورد أن الصلة أيضا تتفاوت بالكمال والنقصان فقلممت
المممراد أن تلممك الصمملة الممتي صمملها بعينهمما فممي الجماعممة
تحصل له مثل ما لممو صمملها منفممردا بضممعا وعشممرين مممرة
سواء كممانت فممي نهايممة الكمممال أم ل فنقصممان سممد الفممرج
ونحو أمر زائد على نقصان أصممل الصمملة قطعمما ،وأورد أن
كلم ابن عمرو محمول على أنه قاله اجتهادا فل يقلممد فيممه
ولو قاله مرفوعا لئم الحتجاج به على ذلك فقلت هذا مممن
قبيل المرفوع لن مثله ل يقال من قبممل الممرأي إذ هممو مممن
أمور الخرة التي ل تقال إل عن توقيف ،وأورد أن التي ول
فرجة في الصف يؤمر بجذب رجل ويممؤمر ذاك بمسمماعدته
فيصير في الصف فرجة فقلت هذا للضرورة ولدفع ممما هممو
أشد كراهممة وإحممرازا لصممحة الصمملة علممى قممول مممن يممرى
بطلنها والله أعلم.
باب اللباس
مسألة -شخص من أبناء العرب يلبس الفروج والزنممط
الحمممر وعمامممة العممرب اشممتغل بممالعلم وفضممل وخممالط
الفقهاء فأمره آمر أن يلبممس لبمماس الفقهمماء لن فممي ذلممك
خرما لمروءته فهل الولى له ذلك أو السممتمرار علممى هيئة
عشيرته وما جنس ما كممان للنممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
يلبس تحت عمامته وما مقدار عمامته وهل لبس أحممد مممن
الصحابة في عهده صلى الله عليه وسلم الزنط والفروج.
94
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجممواب -ل إنكممار عليممه فممي لباسممه ذلممك ول خممرم
لمروءته لن ذلك لباس عشيرته وطممائفته ولممو غيممره أيضمما
إلممى لبمماس الفقهمماء لممم يخممرم مروءتممه فكممل حسممن ذاك
لمناسبته أهل جنسه وهذا لمناسبته أهممل وصممفه وقممد ذكممر
البارزي في توثيق عرى اليمان أن النبي صمملى اللممه عليممه
وسلم كان يلبس القلنس تحمت العممائم ويلبممس القلنممس
بغير عمائم ويلبس العمائم بغيممر قلنممس ويلبممس القلنممس
ذوات الذان فممي الحممروب وكممثيرا ممما كممان يعتممم بالعمممائم
الحرقانيممة السممود فممي أسممفاره ويعتجممر اعتجممارا قممال
والعتجار أن يضع تحممت العمامممة علممى الممرأس شمميئا قممال
وربما لم تكن العمامة فيشد العصممابة علممى رأسممه وجبهتممه
وكانت له عمامة يعتم بها يقال لها السحاب فكسمماها علممي
بن أبي طالب فكان ربما طلع علي فيقول صلى الله عليممه
وسلم )أتاكم علي في السحاب( يعني عمامته الممتي وهممب
لممه -هممذا ممما ذكممره البممارزي ،وروى الممبيهقي فممي شممعب
اليمان عن ركانة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسمملم
يقول )فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلنس(
قال القزاز القلنسوة عشاء مبطن يستر به الممرأس ،وروى
البيهقي أيضا عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسمملم
كان يلبس قلنسمموته بيضمماء .دل مجممموع ممما ذكممر علممى أن
الذي كان يلبسه النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم والصممحابة
تحت العمامة هو القلنسوة ودل قوله بيضمماء علممى أنممه لممم
يكن من الزنوط الحمر وأشبه شيء أنها من جنممس الثيمماب
القطن أو الصوف الذي هو من جنممس الجبمماب والكسمماء ل
الممذي مممن جنممس الزنمموط ،ويوضممح ذلممك ممما روينمماه فممي
سداسيات الرازي من طريق رستم أبي يزيد الطحان قممال
رأيت أنس بن مالك بالبصرة وعليه قلنسوة بيضاء مضربة،
وفي السداسيات أيضا من طريق أم نهار قالت كممان أنممس
بن مالك يمر بنا كممل جمعممة وعليممه قلنسمموة لطئة ومعنممى
لطئة أي لصقة بالرأس إشارة إلممى قصممرها وإنممما حممدثت
القلنس الطوال في أيام الخليفة المنصور فممي سممنة ثلث
وخمسين ومائة أو نحوها وفي ذلك يقول الشاعر:
95
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وكنا نرجى من إمام زيادة * فزاد المام المصطفى في
القلنس
وأما مقدار العمامة الشريفة فلم يثبت في حديث وقممد
روى البيهقي في شعب اليمان عن أبي عبممد السمملم قممال
سألت ابن عمر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتم
قممال كممان يممدير العمامممة علممى رأسممه ويغرزهمما مممن ورائه
ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه ،وهذا يدل على أنها عممدة أذرع
والظمماهر أنهمما كممانت نحممو العشممرة أو فوقهمما بيسممير ،وأممما
الفروج فقد صح أنه صمملى اللممه عليممه وسمملم لبسممه -رواه
البخاري عن عقبة بن عممامر قممال أهممدي للنممبي صمملى اللممه
عليه وسلم فممروج حريممر فلبسممه فصمملى فيممه ثممم انصممرف
فنزعه نزعا شديدا كالكاره له وقال ل ينبغي همذا للمتقيمن،
قال العلماء الفممروج هممو القبمماء المفممرج مممن خلممف ،وهممذا
الحديث أصل في لبس الخلفاء له وإنممما نزعممه صمملى اللممه
عليه وسلم لكونه كان حريرا وكممان لبسممه لممه قبممل تحريممم
الحرير فنزعه لما حرم ،وفي صحيح مسمملم أنممه قممال حيممن
نزعه نهاني عنه جبريل.
مسمألة -رجمل ليمس لمه إل ثموب فغسمله ولبمس ثوبما
قصير الكم وخرج به بين الناس فهل في ذلك من عيممب أو
يقدح في الدين وإذا أنكر عليه أحممد فهممل هممو مصمميب فممي
إنكاره أو مخطئ.
الجواب -ليس في هذه اللبسة من عيب ول تقدح فممي
الممدين بممل التقشممف فممي الملبممس سممنة حممض عليهمما سمميد
المرسلين وهو شعار السلف الصالحين ونص أصحابنا على
أنه يستحب تقصير الكم فقد صح أن النبي صلى الله عليممه
وسلم كان كمه إلى الرسغ وأنه لبممس جبممة ضمميقة الكميممن
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلم تطويل الكمام بدعة
مخالف للسنة وإسراف ،وروى الترمذي حممديث )مممن تممرك
اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعمماه اللممه يمموم القيامممة
على رؤوس الخلئق حتى يخيره مممن أي حلممل الجنممة شمماء
يلبسها( وروى ابن ماجة عن عبادة بن الصامت قممال خممرج
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليه جبة
رومية من صوف ضيقة الكمين فصلى بنا فيهمما ليممس عليممه
96
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
شيء غيرها ،وروى ابممن ماجممة عممن ابممن عبمماس قممال كممان
رسول اللمه صملى اللمه عليمه وسملم يلبمس قميصما قصمير
اليدين والطول ،وروينا من حديث أبي هريرة ثلثة يممدخلون
الجنة بغير حساب رجممل غسممل ثمموبه فلممم يجممد لممه خلفمما -
الحديث ،والحاديث في هذا والوعيد لمن لبس ثيابا وافتخر
بها كثيرة والعجب ممن ينكر مثل هممذا وهممو سممنة ول ينكممر
على من يلبس الحرير الذي هو حرام بممل يخضممعون لمثلممه
ويعظمونه ولكن من اشراط الساعة أن تنكر السممنة وتقممر
البدعة ول حول ول قوة إل بالله.
مسألة -خضب الرجل لحيته ويديه ورجليه بالحناء هممل
يجوز له من غيممر ضممرورة أم ل وهممل المممرأة والرجممل فممي
ذلممك سممواء ،أم ل وهممل ورد فممي ذلممك شمميء مممن السممنة
الشريفة.
الجواب -خضاب الشممعر مممن الممرأس واللحيممة بالحنمماء
جائز للرجل بل سنة صرح بممه النممووي فممي شممرح المهممذب
نقل عن اتفاق أصحابنا لما ورد فيه من الحاديث الصممحيحة
منها حديث الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى
الله عليممه وسمملم قممال )إن اليهممود والنصممارى ل يصممبغونهم
فخالفوهم( وروى مسلم عن جممابر قممال أتممى بممأبي قحافممة
والد أبي بكر الصديق يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة
بياضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسمملم )غيممروا هممذا
واجتنبمموا السممواد( وأممما خضمماب اليممدين والرجليممن بالحنمماء
فيستحب للمرأة المتزوجة وحرام على الرجال إل لحاجممة -
هكذا قاله أيضا في شرح المهذب قممال ومممن الممدليل علممى
تحريمه للرجال ما رواه أبو داود عن أبي هريرة أن رسممول
الله صلى الله عليممه وسمملم أتممى بمخنممث قممد خضممب يممديه
ورجليه بالحناء فقال ما بال هذا فقيل يا رسول الله يتشممبه
بالنساء فأمر به فنفى إلى البقيع ،ومنها حممديث الصممحيحين
عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن يتزعفر الرجممل
قال النووي علة النهي اللمون ل الرائحممة فمإن ريمح الطيمب
للرجل محبوب والحناء في هذا كالزعفران ،والحاديث فممي
استحبابه للنساء المتزوجات كثيرة مشهورة.
97
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب الحاتم عن سؤال الخاتم
مسألة -التختممم بالفضممة هممل لممه وزن معلمموم ل يجمموز
الزيادة عليه وهل يجوز 00التختم بسائر المعادن كالنحاس
والحديد وهل يجوز تعممدد الخممواتم مممن الفضممة وهممل تختممم
النبي صلى الله عليه وسمملم بالفضممة أو بغيرهمما وهممل تبمماح
الفصوص في الخواتيم للرجال وهل كان خاتم النبي صمملى
الله عليه وسلم بفص وما كان فصه وهل تختم فممي اليمممن
أو الشمال وهل كان فصه مما يلي ظمماهر الكممف أو بمماطنه
وهل الحديث الذي ورد أن رجل دخل عليه صلى اللمه عليممه
وسلم وفي يده خاتم نحاس فقال ما لي أرى عليممك رائحممة
أهممل النممار صممحيح ومممن رواه وهممل يؤخممذ منممه التحريممم أو
الكراهة.
الجواب -أما الوزن فلم يتعرض له أصممحابنا فممي كتممب
الفقممه ولكممن ورد فممي الحممديث )ول تتمممه مثقممال( قممال
الزركشمي فمي الخمادم لمم يتعممرض أصممحابنا لقممدر الخمماتم
ولعلهم اكتفوا بالعرف فما خرج عنه إسراف ،وأممما التختممم
بسائر المعادن ماعدا الذهب فغير حرام بل خلف لكن هممل
يكره وجهان أحدهما نعم لحممديث بريممدة أن رجل جمماء إلممى
النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من شبه فقال )ممما
لي أجد منك ريح الصنام( فطرحه ثم جاء وعليه خاتم مممن
حديد فقال )ممما لممي أرى عليممك حليممة أهممل النممار( فطرحممه
فقال يا رسول الله من أي شيء أتخممذه قممال )اتخممذه مممن
ورق ول تتمه مثقال( أخرجه أبو داود والترمذي وفي سممنده
رجل متكلم فيه فضعفه النووي فممي شممرح المهممذب لجلممه
ولكن ابن حبممان صممححه فممأخرجه فممي صممحيحه ،وهممذا هممو
الحديث المسؤول عنه في السممؤال ،والمموجه الثمماني أنممه ل
يكممره ورجحممه النممووي فمي الروضمة وشمرح المهمذب قمال
لضعف الحديث الول ،ولما أخرجه أبو داود بإسناد جيد عن
معيقيب الصحابي قمال كمان خماتم النمبي صملى اللمه عليمه
وسلم من حديد ملوى عليه فضممة ،وأممما التعممدد فصممرح بممه
الدارمي من أصممحابنا فقممال يكممره للرجممل أن يلبممس فمموق
خاتمين فضة فمقتضاه جواز الخمماتمين بل كراهممة وارتضمماه
0السنوي وقيده الخوارزمي في الكافي بأن ل يجمع بينهما
98
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في إصبع ،وأممما هممل تختممم النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
بالفضة أو بغيرها فسيأتي حديث أنه كممان خمماتمه مممن ورق
وتقدم حممديث معيقيممب ،أنممه كممان خمماتمه مممن حديممد ،وأممما
تختمه بالذهب فقد كان قبل ذلك ثم نهى عنه وطرحه كممما
فممي الصممحيح ،وأممما الفممص فمبمماح للرجممال وغيرهممم قممال
النووي فممي شممرح المهممذب يجمموز الخمماتم بفممص وبل فممص
ويجعل الفص مممن بمماطن كفممه أو ظاهرهمما وباطنهمما أفضممل
للحاديث الصحيحة فيه انتهى ،وأما فص خاتم النممبي صمملى
الله عليه وسلم ففممي صممحيح البخمماري أن فصممه كممان منممه
وفي صحيح مسلم عن أنس قممال كممان خمماتم النممبي صمملى
الله عليه وسملم ممن ورق وكمان فصمه حبشميا فجممع بيمن
الحديثين بالحمل على التعدد وذكر فممي شممرح قمموله وكممان
فصه حبشيا أنه حجر من بلد الحبشة وقيل جممزع أو عقيممق
لن ذلممك قممد يممؤتى بممه مممن بلد الحبشممة ،ورأيممت فممي
المفردات في الطب لبن البيطار أنه صنف مممن الزبرجممد،
وأما هل تختم صلى الله عليه وسلم فممي اليمممن أو اليسممار
فقد تختم في كل منهما صح كل ذلك من فعله قال النووي
في شرح المهذب التختم في اليمن أو اليسار كلهممما صممح
فعله عن النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم لكنممه فممي اليمممن
أفضل لنه زينة واليمن بها أولى ،وقال الحممافظ ابممن حجممر
ورد تختمه صلى الله عليه وسلم في اليمين من حديث ابن
عمر عند البخاري وأنس عند مسلم وابن عباس وعبد اللممه
بن جعفر عند الترمذي وجابر عنده في الشمائل وعلي عند
أبي داود والنسائي وعائشممة عنممد الممبزاز وأبممي أمامممة عنممد
الطبراني وأبي هريرة عند الدار قطنممي فممي غممرائب مالممك
فهؤلء تسعة من الصحابة ،وورد تختمه باليسار من حممديث
أنس عند مسلم وابن عمر عند أبي داود وأبممي سممعيد عنممد
ابن سعد ووردت رواية ضعيفة أنه تختم أول في اليمين ثممم
حوله إلى اليسار أخرجها ابمن عمدي ممن حمديث ابمن عممر
واعتمد عليها البغوي في شرح السنة فجمع بيممن الحمماديث
المختلفة بأنه تختم أول في يمينه ثم تختم في يساره وكان
ذلك آخر المرين ،وقال ابن أبي حاتم سألت أبا زرعة عممن
اختلف الحاديث فممي ذلممك فقممال ل يثبممت هممذا ولكممن فممي
99
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يمينه أكثر ،وأما همل كمان فصمه ممما يلمي بماطن الكمف أو
ظاهره فقد 0ورد أيضا كلهما مممن فعلممه صمملى اللممه عليممه
وسلم ولكن أحاديث الباطن أصح وأكثر فلذلك كان أفضممل
والله أعلم.
باب العيد
]مقدمة[
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى وبعد فقممد
طال السؤال عن ما اعتاده الناس من التهنئة بالعيد والعام
والشممهر والوليممات ونحممو ذلممك هممل لممه أصممل فممي السممنة
فجمعت هذا الجزء في ذلك وسميته وصول الماني بأصول
التهاني.
التهنئة بالتوبة
أخرج الشيخان عن كعب بن مالك في قصة توبته قممال
وانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسمملم يتلقمماني
الناس فوجا فوجا يهنئوني بتوبتي ويقولون ليهنك توبة اللممه
عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليممه
وسلم حوله الناس فقام طلحة بن عبيد اللممه يهممرول حممتى
صافحني وهنأني فكان كعب ل ينسمماها لطلحممة قممال كعممب
فلما سلمت على رسول الله صلى اللممه عليممه وسمملم قممال
وهو يبرق وجهه من السرور )أبشر بخير يوم مر عليك منذ
ولدتك أمك(.
104
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
التهنئة بالنكاح
أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريممرة أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفا النسممان إذا تممزوج
قال )بارك الله لك وبارك عليممك وجمممع بينكممما فممي خيممر(.
0وأخرج ابن ماجه وأبو يعلى عن عقيل بن أبي طممالب أنممه
تزوج فقيل له بالرفاء والبنين فقممال ل تقولمموا هكممذا ولكممن
قولوا كما قال رسول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم )علممى
الخير والبركة بارك الله لك وبارك عليك( وأخرج الطبراني
عن هبار أن النبي صلى الله عليه وسملم شمهد نكماح رجمل
فقال على الخير والبركة واللفة والطائر الميمون والسممعة
في الرزق بارك الله لكم.
التهنئة بالمولود
أخرج ابن عساكر عن كلثوم بن جوشن قال جاء رجممل
عند الحسن وقد ولمد لمه مولمود فقيمل لمه يهنيمك الفممارس
فقال الحسن وما يدريك أفارس هو قالوا كيف تقول يمما أبمما
سعيد قال تقول بورك لك في الموهوب وشممكرت الممواهب
ورزقت بره وبلغ أشده ،وأخرج الطبراني فممي الممدعاء مممن
طريق السري بن يحيى قممال ولممد لرجممل ولممد فهنممأه رجممل
فقال ليهنك الفارس فقال الحسن البصري وما يدريك قممل
جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد ،ومن طريق حماد
بن زيد قال كان أيوب إذا هنأ رجل بمولود قممال جعلممه اللممه
مباركا عليك وعلى أمة محمد.
106
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قال الغزالي في الحياء في أدب الحمام ل بأس بقمموله
لغيره عافاك الله -نقله في شرح المهذب ،وفي الفردوس
من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى اللمه عليمه وسملم
قممال لبممي بكممر وعمممر وقممد خرجمما مممن الحمممام )طمماب
حمامكما( لكن بيض لممه ولممده فممي مسممنده فلممم يممذكر لممه
إسنادا.
التهنئة بالعيد
أخرج الطبراني في الكبير وزاهر بن طمماهر فممي تحفممة
عيد الضحى عن حبيب ابن عمر النصاري قال حدثني أبمي
قال لقيت واثلة رضي الله عنه يوم عيممد فقلممت تقبممل اللممه
منا ومنك فقال تقبل الله منا ومنك ،وأخرج الصبهاني فممي
الترغيب عن صفوان بممن عمممرو السكسممكي قممال سمممعت
عبد الله بن بسر وعبد الرحمممن بممن عممائذ وجممبير بممن نفيممر
وخالد بن معدان يقال لهم فممي أيممام العيممد تقبممل اللممه منمما
ومنكم ويقولون ذلك لغيرهم ،وأخرج الطبراني في الممدعاء
والبيهقي عن راشد بن سعد أن أبا أمامة وواثلة لقيمماه فممي
يوم عيد فقال تقبل الله منا ومنك ،وأخرج زاهممر بممن طمماهر
فممي كتمماب تحفممة عيممد الفطممر وأبممو أحمممد الفرضممي فممي
مشيخته بسند حسن عن جبير بن نفيممر قمال كمان أصممحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول
بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنكم ،وأخرج زاهر أيضا بسند
حسن عن محمممد بممن زيمماد اللهمماني قممال رأيممت أبمما أمامممة
الباهلي يقول فممي العيممد لصممحابه تقبممل اللممه منمما ومنكممم،
وأخرج البيهقي من طريق أدهم مولى عمر بن عبد العزيممز
107
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قال كنا نقول لعمر بن عبد العزيز فممي العيممدين تقبممل اللممه
منا ومنك يا أمير المؤمنين فيرد علينا مثلممه ول ينكممر ذلممك،
وأخرج الطبراني في الممدعاء عممن شممعبة بممن الحجمماج قممال
لقيت يونس بن عبيد فقلت تقبل الله منا ومنممك فقممال لممي
مثله ،وأخرج الطبراني في الدعاء من طريممق حوشممب بممن
عقيل قال لقيت الحسن البصري في يوم عيد فقلت تقبممل
الله منا ومنك ،وأخرج ابن حبان في الثقات عممن علممي بممن
ثابت قال سألت مالكا عن قول الناس في العيد تقبل اللممه
منا ومنك فقال ما زال المر عندنا كذلك ،لكممن أخممرج ابممن
عساكر من حديث عبادة بن الصممامت قممال سممألت رسممول
الله صلى الله عليه وسملم عممن قمول النماس فمي العيمدين
تقبل الله منا ومنكم فقال كذلك فعل أهل الكتابين وكرهه،
وفممي إسممناده عبممد الخممالق بممن خالممد بممن زيممد بممن واقممد
الدمشقي قال فيه البخاري منكر الحديث وقممال أبممو حمماتم
ضعيف وقال النسائي ليس بثقة وقال الدار قطني مممتروك
وقال أبو نعيم ل شيء0 .
}كتاب الجنائز{
مسألة -سقط لم يستهل ولممم يختلممج وقممد بلممغ سممبعة
أشهر فصاعدا هل تجب الصلة عليه أم ل.
الجواب -قممد يفهممم مممن عبممارة الرافعممي فممي شممرحيه
حيث قممال وإن بلممغ أربعممة أشممهر فصمماعدا ولممم يتحممرك ول
استهل ففي الصلة عليه قولن أظهرهما ل يصلى عليه أنه
ل يصلى عليه ولو بلغ سبعة أشهر مثل حيث قممال فصمماعدا،
وكذا من تعليله بأنه ل يرث ول يورث ومن تعليل غيممره أنممه
قممد يتخلممف نفممخ الممروح لمممر أراده اللممه تعممالى والشممبه
109
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
تخصمميص قمموله فصمماعدا بممما لممم يجمماوز سممتة أشممهر فممإن
جاوزها دخل فمي حكمم المولمود ل السمقط وقمد قمال ابمن
الرفعة في الكفاية نقل عن الشيخ أبي حامممد السممقط مممن
ولد قبل تمام مدة الحمل وقيل هو من ولد ميتمما فممترجيحه
القول الول يدل على أن المولود بعد ستة أشهر مولممود ل
سقط فل يدخل تحت ضابط أحكام السقط والله أعلم.
115
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحاكم أم ل وإذا لم يجبرهم هل يجوز النقممل مممع وجممودهم
أم ل.
الجواب -المراد بفقير البلد من كممان ببلممد المممال عنممد
الوجوب صرح به المام وغيره ،وذكر الزركشي فممي شممرح
المنهاج أن الفقراء إذا امتنعوا مممن أخممذ الزكمماة قوتلمموا ول
يصح لهم إبراء رب المال منها.
مسألة -شافعي ل يجمموز أن يقتصممر فممي إخممراج زكمماة
فقطره على أقل من ثلثة من كل صنف هممل يجمموز لممه أن
يقلد بعض المذاهب ممن يجوز القتصار على أقل من ذلك
إذ يعسر عليه إخراج قممدحين لشممخاص متعممددة أم ل فممإن
جوزتم فهل يسوغ له ذلك مع أنه أخرجهمما قبممل ذلممك علممى
مقتضى مذهبه سنين وهل يشترط في ذلك أن تممدعو إليممه
ضرورة أم ل وإذا وكل من مذهبه جواز أقل من ثلثة فهممل
يجب على الوكيل أن يراعي مذهب الموكممل أم ل فممإن لممم
يجب وأخرجها لقل من ثلثة فهل تسقط عن الموكل أم ل
فإن لممم تسممقط فهممل يلممزم الوكيممل إخراجهمما مممن ممماله أو
يستردها من الفقير أو يخرج الموكل بدلها من عنده.
الجواب -يجوز للشافعي أن يقلد بعممض المممذاهب فممي
همذه المسمألة سمواء عممل فيهما فيمما تقمدم بممذهبه أم ل
وسواء دعت إليممه ضممرورة أم ل خصوصمما أن صممرف زكمماة
الفطر لقل من ثلثممة رأى فممي المممذهب فليممس الخممذ بممه
خروجمما عممن المممذهب بالكليممة بممل أخممذ بأحممد القممولين أو
الوجهين فيه وتقليد لمن رجحه من الصحاب ،وأما مسممألة
الوكيل فينظر أن عين له الموكل الدفع إلى عدد فليس لممه
أن يدفع إلى أقل منه فإن فعل استرد من الفقير فإن تعذر
غرم الوكيل لبقية الشخاص من ممماله وإن أطلممق فيحتمممل
بطلن هذا التوكيل ويحتمل صحته ويراعى مذهب الموكممل
تنزيل للطلق منزلة التعين بقرينة المعتقد وهممذا الحتمممال
اظهر فإن صرفها والحالة هذه لواحد استرد فإن تعذر غرم
لحد عشر نفرا إذ الموجود من الصناف الن أربعة فيغممرم
لتسعة ثلثة أرباع قدحين وذلك قممدح ونصممف ولثنيممن أقممل
متمول ومدارك جميع ما قلناه من التخريممج ل تخفممى علممى
من له إلمام بالفقه.
116
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
}كتاب الصيام{
مسممألة -لممو ولممدت الصممائمة ولممدا جافمما فهممل يبطممل
صومها أم ل.
الجممواب -ذكممر النممووي المسممألة فممي شممرح المهممذب
وحكى فيها طريقين أحدهما القطممع بممأنه ل يبطممل والثمماني
فيه وجهان بناء على الغسل إن أوجبناه بطل وإل فل هكممذا
أرسل الطريقين من غير ترجيح.
مسألة -إذا ارتد الصائم ثم عاد إلى السلم فممي بقيممة
يومه فهل يعتد يصومه أم ل.
الجممواب -ذكممر صمماحب البحممر المسممألة وحكممى فيهمما
وجهين مبنيين على أن نية الخروج من الصمموم هممل تبطلممه
ومقتضاه تصحيح عممدم البطلن فممإنه الصممح فممي المسممألة
المبنى عليها.
مسممألة -رجممل عليممه صمملة العشمماء .وهممو فممي شممهر
رمضان فقام قبل الفجر يصليها فتذكر في خلل الصلة أنه
لم ينوِ الصمموم والمموقت ضمميق بحيممث أنممه إن قطممع الصمملة
ونوى الصوم خرج وقت الصلة وإن أتم الصلة خرج وقممت
النية فهل له أن يبطل أحدهما ويقضيه أو ينوي بقلبممه وهممو
في الصلة وإذا نوى بقلبه فهل يحصل تشريك في العبممادة
أم ل.
119
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -ل يجوز له قطع الصلة ول ترك النية بل عليه
أن ينوي بقلبه في أثنمماء الصمملة ول يضممر ذلممك وليممس هممذا
تشريكا.
}كتاب الحج{
مسألة -الطواف هل هو يمين أو يسار.
الجممواب -يسممري إلممى ذهممن كممثير مممن النمماس مممن
اشتراطنا جعل البيت عن يسار الطائف أن الطممواف يسممار
وليس كذلك بل هو يمين ،وبيان ذلك مممن وجهيممن :أحممدهما
أن الطائف عن يمين الممبيت لن كممل مممن كممان عممن يسممار
شيء فذلك الشيء عن يمينه ،الثاني أن من استقبل شمميئا
ثم أراد المشي عن جهة يمينه فإنه يجعل ذلك الشيء عممن
يساره قطعا ،وقد ثبممت فممي حممديث مسمملم عممن جممابر أنممه
صلى الله عليه وسلم أتى الميت فاستقبل الحجر ثم مشى
عن يمينه.
مسألة -رجل ل مال له وله وظائف فهل يلزمه النزول
عنها بمال ليحج.
الجواب -ل يلزمممه ذلممك وليممس هممو مثممل بيممع الضمميعة
المعممدة لنفقتممه لن ذلممك معاوضممة ماليممة والنممزول عممن
الوظائف إن صححناه مثل التبرعات.
فتاوى المعاملت
}كتاب البيع{
مسألة -في دارين مشتركين بين جماعة
لكل منهم حصة تباين الخرى في كل منهما فباعوا الدارين
بثمممن واحممد فممي صممفقة واحممدة فهممل الممبيع فاسممد لتحقممق
الجهالة في الثمن المبتاع به حصممة كممل واحممد كممما لممو بمماع
عبده وعبد غيره بإذنه بثمن واحد وجزموا فيه بالبطلن لما
فيه من جهالة قسطه أم صحيح.
الجواب -الظاهر الصمحة ،والفممرق بيمن هممذه المسمألة
وبين المسألة المقيس عليها واضح لن الثمممن فممي اختلف
الحصص معلوم بالجزئية بخلفه في مسألة العبد من حيممث
لكل عبد منهما نعم لو كانا في مسممالة العبممدين مشممتركين
120
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فيهممما بالحصممص علممى حممد اشممتراكهما فممي الممدارين اتجممه
الصحة أيضا لحصول العلم بالجزئية.
مسألة -ما يفعله بعض الناس من تركيب حوائج يجتمع
منها ذهب أو فضة ويسمى الكيمياء ويبيعه هممل يجمموز أم ل
أو يفرق بين ممما يظهممر للنقمماد وبيممن غيممره وكممذلك تركيممب
حوائج يظهر منها توتيا أو لدن أو زيمماد أو نيلممة أو سمممن أو
قطران أو نحو ذلك هل يباح ويحل أكل ثمنه كالغاليممة أم ل
كالمسك المخلوط بغيره واللبن المخلموط بالمماء أو يفممرق
بين ما إذا بين الحال للمشممتري وبيممن ممما إذا لممم يممبينه وإذا
بين وعلم البائع أن المشتري يبيعه من غير بيان فهل يحممل
له أكل ثمنه أم ل.
الجواب -أما مسالة الكيمياء فالذي يقطع به فيها عدم
الجواز وعملها من جملة الفساد فممي الرض فل يصممح فيهمما
البيع سواء ظهر للنقاد أم ل ،وأما المركب الذي يظهر منممه
توتيا ونحوه الذي نقطع به فيه الجممواز قياسمما علممى الغاليممة
ويشترط للحل الدافع للثم أن يبين الحال حذرا من الغممش
والتدليس ،والفرق بينه وبيمن مسمألة الكيميماء ظماهر فمإنه
ليممس فيمه ممن الفسماد مما فيهما ممن حيممث أن القممدر مممن
الكيمياء يباع مثل على أنه ذهب بدينار وإذا حقق أمره رجع
إلممى قيمممة الفلممس بخلف المركممب المممذكور ،ويجمموز بيممع
المركب المذكور وإن علم أن المشتري يبيعه من غير بيان
والثم في ذلك على المشتري إذا لم يبين ،والفرق بين هذا
المركب وبين مسألة اللبن والمسك المخلوطين هو الفرق
بينهما وبين الغالية.
مسألة -رجل باع بستانا وفيه قمين طوب فهل يممدخل
في البيع أم ل.
الجواب -ل يدخل إل إن صرح بدخوله وإن أطلق فل.
مسألة -رجل له حصة في فرس باعها لنسان وسلمه
جميع الفممرس مممن غيممر إذن شممريكه فسممافر عليهمما سممفرا
عنيفا حتى أمرضها فمن يطالب.
الجواب -الذي سلم الفرس بغير إذن شممريكه ضممامن
لحصة شريكه فللشريك مطممالبته ومطالبممة الممذي أمرضممها
بالسفر والقرار عليه.
121
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
باب الربا
مسممألة -رجممل بمماع عشممرين نصممفا فضممة مغشوشممة
بعشرة أنصاف طيبة واقبض في المجلس فهل البيع صحيح
أم ل.
الجواب -هذه الصورة لها أحوال الول أن يكون فضممة
العشرين مساوية لفضة العشرة وزنا ،الثاني أن يكون أقل
منهمما ،الثممالث أن يكممون اكممثر ول يصممح الممبيع فممي الحمموال
الثلث أما في الثاني والثالث فواضح لزيممادة أحممد الجممانبين
فممي الربمموي وأممما فممي الول فهممو مممن قاعممدة مممد عجمموة
ودرهم ،ومن باع ربويا بمثله ومع أحد العوضين جنممس آخممر
فالبيع باطل.
باب الخيار
مسألة -رجل اشترى حلة نحاس بشممرط الممبراءة مممن
كل عيب ثم وجد بها عيبا فهل يصح البيع أم ل.
الجواب -هو صحيح ولكن الشرط باطل فإذا وجد عيبما
قديما فله الرد.
مسممألة -رجممل بمماع جاريممة أبقممت عنممده فممأبقت عنممد
المشتري فاشتكاه وطالبه بثمنها فهل له ذلممك أو ليممس لممه
حتى ترجع من اباقتها.
الجممواب -ليممس لممه الرجمموع عليممه بثمممن الجاريممة ول
بالرش حتى ترجع من إباقها فيردها عليه إن لممم يكممن بيممن
له هذا العيب وأما في حال البمماق فل مطالبممة لممه بممالثمن،
وهذا الفرع عزيز النقل ولم يتعرض له الرافعي ول النممووي
وإنما نقله السبكي في تكملة شرح المهذب.
مسألة -رجل اشترى أمة على أنها مغبة فبممانت حممامل
فهل له الرد.
الجواب -نعم لن المغبة في العرف مممن انقطممع دمهمما
في أيام العادة ل بحمل ولهذا يقال فلنة ظنت حامل فبانت
مغبة.
مسألة -رجل اشترى شممقتين صممفقة واحممدة ثممم وجممد
بإحداهما عيبا فهممل يثبممت الممبيع فممي إحممداهما ويفسممد فممي
الخرى أو يفسد فيهما وهل يجبر البائع علممى أرش الشممقة
122
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
لرغبة المشتري فيهما وإن كان المشتري قممد تصممرف فممي
إحداهما فما الحكم وهل يلزمممه يميممن أنممه ممما اطلممع علممى
العيب.
الجواب -البيع صحيح في الشمقتين وللمشمتري الخيمار
عند ظهور العيب فيردهما معمما وليممس لممه أن يممرد المعيبممة
ويمسمممك السمممليمة ول طلمممب الرش ،نعمممم إذا تصمممرف
المشتري في واحدة ثم ظهر بالخرى عيب فليس له الممرد
حينئذ لتبعيض الصفقة بل يطالب بالرش وإذا ادعممى البممائع
أن المشتري اطلع على العيب حلف المشتري أنه لم يطلع
عليه.
باب القالة
مسألة -رجل باع حمارا ثم طلب من المشتري القالة
فقال بشرط أن تبيعه لي بعممد ذلممك بكممذا فقممال نعممم فلممما
أقاله امتنع من البيع فهل تصح هذه القالة.
الجواب -إن كان هممذا الشممرط لممم يممدخله فممي صمملب
القالة بل تواطممأ عليممه قبلهمما ثممم حصمملت القالممة فالقالممة
صممحيحة والشممرط لغ ول يلزمممه الممبيع لممه ثانيمما وإن ذكممر
الشرط في صلب القالة فسدت القالة.
مسألة -رجل استأجر بيتمما سممنة ثممم أجممره لخممر بمماقي
إجارته ثم تقابل المستأجر الول مع المؤجر فإجارة الثمماني
صحيحة أم ل ومن يطالب المستأجر الثاني وبممماذا يطممالب
بالثمن أم بأجرة المثل.
الجمممواب -المممذي يظهمممر بطلن القالمممة فمممي العيمممن
المستأجرة بعد إيجارها لتعلق حممق الغيممر بهمما ولن القالممة
واردة في هذه الحالة علممى المنفعممة وهممي غيممر باقيممة فممي
ملكه فأشبه ما لو تقايل في العين المبيعممة بعممد بيعهمما وهممو
باطممل بل شممبهة وإذا بطممل القايممل فالجممارة الثانيممة باقيممة
والمطالبة للمؤجر الثاني بما آجر به.
باب السلم
مسألة -رجل أسملم فمي سممبعة عشممر أردبمما أرزا إلمى
اجل معلوم وأقبض رأس المممال فغل السممعر فأرسممل إليممه
123
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
نصف هذا القدر وقال إنما جعلت الدراهم عندي وديعة وقد
اشتريت لك بها هذا القدر.
الجممواب -إن قممامت بينممة بالسمملم المممذكور لزمممه أداء
الرز كامل ولو غل السعر وإن لممم تكممن بينممة حلممف أنممه ممما
أسلم إليه ولزمه رد المال الذي أدعى أنممه وديعممة ول يلممزم
المدعى قبول ما اشتراه لنه لم يصممدقه علممى أنممه أذن لممه
في الشراء.
مسألة -هل يجوز السلم في السكر الخام القممائم فممي
أعساله الذي ل تضبط له نار وإذا طبخ وصممار فممي القممماع
وطين بالطين ل يعلم أي شيء يحصل منه سكر ول عسممل
تارة يحصل السكر كثيرا وتارة قليل.
الجواب عن هذه المسممألة يتوقممف علممى مقدمممة وذلممك أن
النووي حكى في الروضة وجهيممن فممي السمملم فممي السممكر
ولم يرجح منهما شيئا وصحح في تصحيح التنبيه الجواز في
كممل ممما دخلتممه نممار لطيفممة ومثممل بالسممكر وقممد نممازعه
المتأخرون في ذلك بأمور منها منع كون نار السكر لطيفممة
بل هي قوية وممن نازع بذلك ابن عرفة قال بعضممهم وهممو
أجدر بذلك فإنه كان له مطبخ سكر ومنها أن المفهوم مممن
كلم الرافعي تصحيح المنع قال السنوي في شرح المنهاج
مقتضى كلم الرافعي في الكبير المنع فممي الجميممع .يعنممي
السكر وما ذكر معه إل أن المصممنف غيممره حالممة الختصممار
فحكى فيممه وجهيممن مممن غيممر ترجيممح وقممال فممي المهمممات
الصح في الجميع هو المنع على ممما يقتضمميه كلم الرافعممي
فإنه قال والسمن والدبس والسكر والفانيممد كممالخبز ففممي
سلمها الوجهان هذا لفظه وهذا الكلم مقتضمماه المنممع فممي
جميع هذه الشياء لنه الصحيح في الخبز ويؤيده أن الصممح
في باب الربا إلحاق ما دخلته النار للتمييز بما دخلته للطبخ
حتى ل يجوز بيع بعضه ببعض فمأطلق النممووي ذكممر وجهيممن
فقط ولم يصرح في غير التصحيح بتصحيح -هممذا كلممه كلم
المهمممات ،وقممال الشمميخ ولممي الممدين العراقممي فممي نكتممه
مقتضى كلم الرافعي ترجيح البطلن في السمن والممدبس
والسكر والفانيد فأنه جعل فيها المموجهين فممي السمملم فممي
الخبز والصح فيه البطلن وحذف في الروضة هذا التشممبيه
124
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وأطلق ذكر وجهين انتهممى .وحاصممل ذلممك ميممل المتممأخرين
إلى تصحيح المنع في السكر نقل ومعنممى أممما النقممل فلنممه
مقتضى كلم الرافعي في الشرح مع ممما عضممده مممن خلممو
كتب النووي عن تصريح بتصحيح سوى تصحيح التنبيه وإنما
صحح فيه الجواز بناء على أنا ناره لطيفممة ولممم يثبممت ذلممك
بل ثبت خلفه ،وأما المعنى فما ذكرناه مممن قمموة نمماره مممع
القياس على باب الربا في التسوية بين نار التمييز وغيرهمما
أن ثبممت أن نماره لطيفمة نعمم جممزم البلقينمي بمالجواز فمي
السكر ونقلممه عممن النممص هممذا كلممه فممي السممكر وهممو غيممر
المسألة المسؤول عنها ،أما المسألة المسؤول عنهمما فهممي
القند وهو غير السكر لغة وعرفا أما لغة فمممن راجممع كتممب
اللغممة وجممد الفممرق بينهممما فممي التعريممف ،وأممما عرفمما فممإن
الفقهاء أفردوا المسممألتين وتكلممموا علممى كممل علممى حممدتها
فدل على أنهم أرادوا بالسكر غير القائم في أعساله الممذي
هو القند فممن أفرد الكلم على كل علممى حممدتها البلقينممي
في التدريب فقال عطفا على ممما يصممح السمملم فيممه :وفمي
السكر علممى النممص وفممي القنممد صممرح بممه الممماوردي هممذه
عبارته ،لكن المفهوم من كلم الشيخ ولي الممدين العراقممي
في فتاويه الميل إلى تصممحيح المنممع فيممه أخممذا مممن عممموم
كلم الصحاب فإنه قال فيها الذي يظهر من كلم الصحاب
أن القند ليس مثليا فإن ناره قوية ليست للتمييممز ويختلممف
جودة ورداءة بحسب تربة القصب وجودة الطبخ كما ذكممره
أهل الخبرة بذلك وهو داخل في عموم منع الفقهاء السمملم
فيما دخلته النار للطبخ لكممن صممحح الممماوردي السمملم فممي
القند ومقتضى ذلك أنه مثلممى هممذا لفظممه فممي فتمماويه وممما
جزم به في صدر كلمه فهما عن الصحاب هو المتجه وبممه
نفتي وليست المسممألة مصممرحا بهمما فمي كلم الشمميخين إل
أنها داخلة في عموم منعهما السلم فيما طبممخ ويزيممد علممى
السكر غررا بممما فيممه مممن الختلف بحسممب تربممة القصممب
فتارة يحصل منه السممكر كممثيرا وتممارة قليل بخلف السممكر
فإن هذا الغرر معدوم فيه والله أعلم.
باب القرض
125
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -لو اقترض جاريممة مجوسممية هممل يجمموز لكممونه
ممنوعا من وطئها الن أم ل لحتمال أن تسلم ،ولممو تممزوج
امرأة ولم يدخل بها فهممل يجمموز لممه أن يقممترض ابنتهمما ولممو
اقترض الخنثى المشكل هل يجوز أم ل.
الجواب -أما الوليان فالمتجه فيهما منع القتراض كما
قاله السنوي في أخت الزوجة وعمتها وخالتها وأما الثالثممة
فيجوز ذلك منقول.
133
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)الرابعممة( قممال الصممحاب يكممره لغيممر المممام ضممرب
الدراهم والدنانير وإن كانت خالصة لنممه مممن شممأن المممام
ولنه ل يؤمن فيه الغش والفساد.
)الخامسة( قال الصحاب مممن ملممك دراهممم مغشوشممة
كره لممه إمسمماكها بممل يسممكبها ويصممفيها قممال القاضممي أبممو
الطيممب إل إذا كممانت دراهممم البلممد مغشوشممة فل يكممره
إمساكها قال في شرح المهذب وقممد نممص الشممافعي علممى
كراهة إمساك المغشوشة واتفق عليه الصممحاب لنممه يغممر
به ورثته إذا مات وغيرهم فمي الحيماة كمذا عللمه الشمافعي
وغيره.
)السادسة( قال في شرح المهذب إذا كان الغممش فممي
الدراهم مستهلكا بحيث لو صفيت لم يكن له صورة جمازت
المعاملممة بهمما بالتفمماق وإن لممم يكممن مسممتهلكا فممإن كممانت
الفضة معلومممة ل تختلممف صمحة المعاملممة بهمما علممى عينهما
الحاضرة وفي الذمة بالتفاق أيضا ،وإن كانت الفضممة المتي
فيها مجهولة ففيها أربعة أوجه :أصمحها الجمواز بعينممه وفمي
الذمة لن المقصود رواجها ول يضر اختلطها بالنحاس كممما
ل يضر بيع المعجونات بالتفاق وإن كانت أفرادهمما مجهولممة
المقدار ،والثاني المنع لن المقصود الفضممة وهممي مجهولممة
كما ل يجوز بيمع اللبمن المخلموط بالمماء بالتفماق ،والثمالث
يصح بأعيانها ول يصممح التزامهمما فممي الذمممة كممما يجمموز بيممع
الحنطة المختلطة بالشعير بعينممه ول يصممح السمملم فيهمما ول
قرضها ،والرابع إن كان الغش فيها غالبا لم يجز وإل جاز.
)السابعة( قال الخطممابي كممان أهممل المدينممة يتعمماملون
بالدراهم عددا وقممت قممدوم رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه
وسلم ويدل عليه قول عائشة في قصممة شممرائها بريممرة إن
شاء أهلك أن أعدها لهم عدة واحممدة فعلممت تريممد الممدراهم
فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسمملم إلممى المموزن وجعممل
المعيممار وزن أهممل مكممة وكممان المموزن الجمماري بينهممم فممي
الدرهم ستة دوانيق وهو درهم السلم فممي جميممع البلممدان
وكانت الدراهم قبل السمملم مختلفممة الوزان فممي البلممدان
فمنها البغلي وهو ثمانيممة دوانيممق والطممبرى أربعممة دوانيممق،
وكانوا يستعملونها مناصفة مائة بغلية ومممائة طبريممة فكممان
134
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في المئتين منها خمسة دراهم زكمماة فلممما كممان زمممن بنممي
أمية قالوا إن ضممربنا البغليممة ظممن النمماس أنهمما الممتي تعتممبر
للزكمماة فيضممر الفقممراء وإن ضممربنا الطبريممة ضممر أربمماب
الممموال فجمعمموا الممدرهم البغلممي والطممبرى وفعلوهممما
درهمين كل ستة دوانيق وأما الدنانير فكممانت تحمممل إليهممم
مممن بلد الممروم فلممما أراد عبممد الملممك بممن مممروان ضممرب
الدنانير والممدراهم سممأل عممن أوزان الجاهليممة فممأجمعوا لممه
على أن المثقال اثنان وعشرون قيراطمما إل حبممة بالشممامي
وإن كل عشرة من الدراهم سممبعة مثاقيممل فضممربها انتهممى
كلم الخطممابى ،وقممال الممماوردي فممي الحكممام السمملطانية
استقر في السلم وزن الممدرهم سممتة دوانيممق كممل عشممرة
سبعة مثاقيل واختلف في سبب استقرارها على هذا الوزن
فقيل كانت في الفرس ثلثة أوزان منهمما درهممم علممى وزن
المثقال عشرون قيراطا ودرهممم اثنمما عشممر ودرهممم عشممر
فلما احتيج في السلم إلى تقديره أخذ الوسط مممن جميممع
الوزان الثلثة وهو اثنان وأربعون قيراطا فكان أربعة عشر
قيراطا من قراريط المثقممال وقيممل أن عمممر بممن الخطمماب
رضي الله عنممه رأى الممدراهم مختلفممة منهمما البغلممي ثمانيممة
دوانيق والطبري أربعة دوانيممق واليمنممى دانممق واحممد فقممال
انظروا أغلب ما يتعامل الناس به من أعلها وأدناهمما فكممان
البغلي والطبري فجمعا فكانا اثنا عشر دانقمما فأخممذ نصممفها
فجعلها ستة دوانيق فجعله درهم السلم ،قال واختلف في
أول من ضربها في السلم فحكى عن سعيد بممن المسمميب
أن أول من ضربها في السلم عبد الملك بن مممروان قممال
أبو الزناد أمر عبممد الملممك بضممربها فممي العممراق سممنة أربممع
وسبعين من الهجرة وقال المدائني بل ضربها في آخر سنة
خمس وسبعين ثممم أمممر بضممربها فممي النممواحي سممنة سممت
وسبعين قال وقيل أول من ضربها مصعب بن الزبيممر بممأمر
أخيه عبد الله بن الزبير سنة سبعين على ضممرب الكاسممرة
ثم غيرها الحجاج انتهى كلم الماوردي .وقال ابن عبد الممبر
فممي التمهيممد كممانت الممدنانير فممي الجاهليممة وأول السمملم
بالشام وعند عرب الحجاز كلهمما روميممة تضممرب بلد الممروم
عليها صورة الملك واسم الذي ضممربت فممي أيممامه مكتمموب
135
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بالرومية ووزن كل دينار منها مثقال كمثقالنا هذا وهممو وزن
درهميممن ودانقيممن ونصممف وخمسممة أسممباع حبممة وكممانت
الدراهم بالعراق وأرض المشرق كلها كسروية عليها صورة
كسرى واسمه فيها مكتوب بالفارسية ووزن كل درهم منها
مثقال فكتب ملك الروم واسمه لوى بن قرفممط إلممى عبممد
الملك أنه قد أعد له سككا ليوجه بهمما إليممه فيضممرب عليهمما
الدنانير فقال عبد الملك لرسوله ل حاجة لنا فيها قد عملنمما
سككا نقشنا عليها توحيد الله واسم رسوله صلى الله عليه
وسلم ،وكان عبد الملك قد جعل للدنانير مثاقيل من زجمماج
لئل تغير أو تحول إلى زيادة أو نقصان وكانت قبل ذلك من
حجارة وأمر فنودي أن ل يتبايع أحد بعد ثلثة أيام من ندائه
بدينار رومي فضرب الدنانير العربية وبطلت الرومية ،وقال
القاضي عياض ل يصح أن تكون الوقية والممدراهم مجهولممة
في زمن رسول الله صملى اللممه عليمه وسمملم عليممه وسمملم
وهممو يمموجب الزكمماة فممي أعممداد منهمما ويقممع بهمما المبايعممات
والنكحة كما ثبت في الحاديث الصممحيحة قممال وهممذا يممبين
أن قول من زعم أن الدراهم لممم تكممن معلومممة إلممى زمممن
عبد الملك بن مروان وأنه جمعها برأي العلممماء وجعممل كممل
عشرة وزن سبعة مثاقيل ووزن الدرهم ستة دوانيممق قممول
باطل وإنما معنى ما نقل من ذلك أنه لم يكممن منهمما شمميء
مممن ضممرب السمملم وعلممى صممفة ل تختلممف بممل كممانت
مجموعات من ضرب فارس والروم وصغارا وكبممارا وقطممع
فضممة غيممر مضممروبة ول منقوشممة ويمنيممة ومغربيممة فممرأوا
صرفها إلممى ضممرب السمملم ونقشممه وتصمّيرها وزنمما واحممدا
وأعيانا يستغني فيها عن الموازين فجمعوا أكبرها وأصغرها
وضربوه علممى وزنهممم .وقممال الرافعممي أجمممع أهممل العصممر
الول على التقدير بهذا الوزن وهو أن الدرهم ستة دوانيممق
كل عشرة دراهممم سممبعة مثاقيممل ولممم يتغيممر المثقممال فممي
الجاهليممة ول السمملم .وقممال النممووي فممي شممرح المهممذب
الصحيح الذي يتعين اعتماده واعتقاده أن الدراهم المطلقة
في زمن رسول الله صلى الله عليه وسملم كمانت معلومممة
الوزن معروفممة المقممدار وهممي السممابقة إلممى الفهممام عنممد
الطلق وبها تتعلق الزكاة وغيرهمما مممن الحقمموق والمقممادير
136
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الشرعية ول يمنع من همذا كمونه كمان هنماك دراهمم أخمرى
أقل أو أكثر من هذا القدر فإطلق النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم الدراهم محمول على المفهوم عند الطلق وهو كل
درهم ستة دوانيق كل عشممرة سممبعة مثاقيممل وأجمممع أهممل
العصممر الول فمممن بعممدهم إلممى يومنمما هممذا ول يجمموز أن
يجمعوا على خلف ما كان في زمن رسول الله صلى اللممه
عليه وسلم وخلفائه الراشدين .وأما مقدار الدرهم والدينار
فقال الحافظ أبو محمد عبد الحق في كتمماب الحكممام قممال
ابن حزم بحثت غاية البحث عند كل من وثقت بتميزه فكل
أتفق على أن دينار الذهب بمكة وزنه ثنتممان وثمممانون حبممة
وثلثة أعشار حبة من حب الشعير المطلق والدرهم سممبعة
أعشار المثقال فوزن الدرهم المكي سبع وخمسون وسممتة
أعشار حبة وعشر عشر حبة والرطل مممائة درهممم وثمانيممة
وعشرون درهما بالدرهم المذكور -هذا كلم ابن حزم ،قال
النووي بعد إيراده في شرح المهذب وقال غيممر هممؤلء وزن
الرطممل البغممدادي مممائة وثمانيممة وعشممرون درهممما وأربعممة
أسباع درهم وهو تسعون مثقال انتهى .وقال ابن سعد فممي
الطبقات حدثنا محمد بن عمر الواقدي حدثني عبد الرحمن
بن أبي الزناد عن أبيه قال ضرب عبممد الملممك ابممن مممروان
الدنانير والدراهم سنة خمس وسبعين وهو أول من أحممدث
ضربها ونقش عليها ،وفي الوائل للعسكري أنه نقش عليها
اسمه ،وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق الحميممدي
عن سممفيان قممال سمممعت أبممي يقممول أول مممن وضممع وزن
سبعة الحارث بن أبي ربيعة يعني العشرة عددا سبعة وزنا،
وأخرج ابن عساكر عن مغيرة قال أول من ضرب الممدراهم
الزيوف عبيد الله بن زياد وهو قاتممل الحسممين .وفممي تاريممخ
الذهبي أول ضرب الدراهم في بلد المغممرب عبمد الرحممن
بن الحكم الموي القائم بالندلس في القرن الثممالث وإنممما
كانوا يتعاملون بما يحمل إليهم من دراهم المشرق ،وأخرج
ابن أبي حاتم فممي تفسمميره عممن أبممي جعفممر قممال القنطممار
خمسة عشر ألف مثقال والمثقال أربعة وعشرون قيراطا،
وأخرج ابن جرير في تفسيره عن السدي في قمموله تعممالى
137
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)والقناطير المقنطرة( قال يعنممي المضممروبة حممتى صممارت
دنانير أو دراهم.
)الفائدة الثامنة( في تحرير الدراهم النقممرة الممتي كممان
يتعامممل بهمما فممي القممرن الثممامن وشممرطها أربمماب الدولممة
القلوونية في أوقافهم كشيخون وصرغتمش ونحوهما قال
الذهبي في تاريخه في سممنة اثنممتين وثلثيممن وسممتمائة أمممر
الخليفة المستنصر بضرب الدراهم الفضة ليتعامل بها بممدل
عن قراضة الذهب فجلممس المموزير وأحضممر الممولة والتجممار
والصيارفة وفرشممت النطمماع وأفممرغ عليهمما الممدراهم وقممال
المموزير قممد رسممم مولنمما أميممر المممؤمنين بمعمماملتكم بهممذه
الدراهم عوضا عن قراضة المذهب رفقما بكمم وإنقماذا لكمم
من التعامل بالحرام من الصرف الربوي فأعلنوا بالدعاء ثم
أديرت بالعراق وسعرت كل عشرة بدينار فقال الموفق أبو
المعالي بن أبي الحديد الشاعر في ذلك:
ل عدمنا جميل رأيك فينا * أنت باعدتنا عن التطفيف
ورسمت اللجين حتى ألفنا * ه وما كان قبل بالمألوف
ليس للجمع كان منعك للصر * ف ولكن للعدل والتعريف
وقممال أبممن كممثير فممي تمماريخه فممي سممنة سممت وخمسممين
وسممبعمائة رسممم السمملطان الملممك الناصممر حسممن بضممرب
فلمموس جممدد علممى قممدر الممدينار ووزنممه وجعممل كممل أربعممة
وعشرين فلسا بدرهم وكان قبل ذلك الفلمموس العتممق كممل
رطل ونصف بدرهم .وهذا صممريح فممي أن الممدراهم النقممرة
كان سعرها كل درهم ثلثا رطممل مممن الفلمموس كممما أن ممما
قاله الذهبي صريح في أنه كممان سممعرها حيممن ضممربت كممل
درهم عشر دينار .وقال الحافظ ابن حجر في تمماريخه أنبمماء
الغمر في سنة ست وسبعين وسبعمائة بيممع الردب القمممح
بمائة وخمسة وعشرين درهما نقممرة وقيمتهمما إذ ذاك سممت
مثاقيل ذهب وربع انتهى .وهذا على أن كل عشرين درهممما
مثقال .وقال ابممن حجممر أيضمما فممي هممذه السممنة غل الممبيض
بدمشمق فمبيعت الحبمة الواحمدة بثلمث درهمم ممن حسماب
ستين بدينار ،وهذا أيضا على أن كل عشرين درهما مثقال.
)التاسعة( التعامل بالفلوس قديم ،قممال الجمموهري فممي
الصمحاح الفلمس يجممع علممى أفلممس وفلموس وقمد أفلمس
138
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الرجل صار مفلسمما كأنممما صممارت دراهمممه فلوسمما وزيوفمما
ويجوز أن يراد به أنه صار إلى حمال يقممال فيهمما ليممس معممه
فلس انتهى .وهذا يدل على وجودها في زمن العرب وقممال
سعيد بن منصور في سننه ثنا محمد بن أبان عن حماد عن
إبراهيممم قممال ل بممأس بالسمملف فممي الفلمموس -أخرجممه
الشافعي في الم والبيهقي في سننه دليل علممى أنممه ل ربمما
في الفلوس ،وإبراهيم هو النخعي ،وهذا يدل على وجودهمما
في القرن الول ،وأخرج ابن أبي شيبة فممي المصممنف عممن
مجاهد قال ل بأس بالفلس بالفلسين يدا بيممد ،وأخممرج عممن
حممماد مثلممه ،وأخممرج عممن الزهممري أنممه سممئل عممن الرجممل
0يشتري الفلوس بالدراهم قال هو صرف فل تفارقه حممتى
تستوفيه ،وذكر الصممولي فممي كتمماب الوراق أنممه فممي سممنة
إحدى وسبعين ومائتين ولى هممرون بممن إبراهيممم الهاشمممي
حسبة بغداد في زمن الخليفة المعتمد فأمر أهممل بغممداد أن
يتعاملوا بالفلوس فتعاملوا بها على كره ثم تركوها.
)العاشرة( أخرج سعيد بن منصور في سننه عممن عمممر
بن الخطاب قال من زافت عليممه ورقممة فل يخممالف النمماس
أنها طياب وليبتع بهمما سمممل ثمموب أو سممحق ثمموب ،وأخممرج
أيضا عن الشعبي أن عبد الله بممن مسممعود بمماع نفايممة بيممت
المال زيوفا وقسيات بدراهم دون وزنهمما فممذكر ذلممك لعمممر
بن الخطاب فنهاه وقال أوقد عليها حتى يذهب ما فيها مممن
نحاس أو حديد حتى تخلص الفضة ثم بع الفضة بوزنها.
)الحادية عشرة( أخرج ابممن أبممي حمماتم عممن سممعيد بممن
المسميب قمال قمرض المدنانير والمدراهم ممن الفسماد فمي
الرض ،وأخممرج عممن عطمماء فممي قمموله تعممالى )وكممان فممي
المدينة تسعة رهط يفسدون في الرض ول يصلحون( قمال
كانوا يقرضون الدراهم
)الثانية عشر( قال العسكري في الوائل أول من اتخممذ
ألسنة الموازين من الحديد عبد الله بن عامر بن كريز.
باب الرهن
مسألة -رجل رهن بيتا فيه مطلقته المعتدة فهل يصممح
القبض له عن الرهن وهو مشحون بأمتعة مطلقته.
139
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -يتوقف على مقدمممة وهممي أن الشمميخين فممي
الشرح والمحرر والروضة والمنهمماج وشممرح المهممذب عممبرا
في قبض العقار بممأن قممال يحصممل بالتخليممة والتمكيممن منممه
بشممرط فراغممه مممن أمتعممة البممائع ،وكممذا عممبر البغمموي فممي
التهذيب والقمولي فممي الجممواهر فمماختلف المتممأخرون فممي
لفظة البائع هل هي قيد أو مثال فقال السنوي فممي شممرح
المنهاج خرج بقوله أمتعة البائع أمتعة المشتري والمستعير
والمستأجر والغاصب ثم قال و في هذا التعميممم نظممر ولممم
يتعممرض لممذلك فممي المهمممات ،ونقممل الشمميخ ولممي الممدين
العراقي هذا الكلم فممي شممرح البهجممة واقتصممر عليممه ولممم
يتعرض له في النكت ،وكذا قال ابن الملقن تقييده بأمتعممة
البائع يخرج ما عممداه كأمتعممة المشممتري والمسممتأجر ،وكممذا
ابن النقيب في نكته وأما السبكي فلم يذكر شيئا بممل قممال
عقب عبارة المنهاج فيشترط فممي صممحة التسممليم تفريغهمما
وقال الذرعي في الغنية ذكر البائع يوهم التقييد به وأمتعممة
المسممتعير والمسممتأجر والموصممى لممه بالمنفعممة والغاصممب
كأمتعممة البممائع أممما لممو كممانت مشممغولة بأمتعممة المشممتري
فالظاهر أنه ل يشترط التفريممغ لصممحة القبممض ،وقممال فممي
التوسط قوله بأمتعة البائع مثممال ثممم ذكممر ممما تقممدم وقممال
ويحتمممل أنممه احممترز بأمتعممة البممائع عممن أمتعممة المشممتري
والظمماهر أنممه خممرج علممى الغممالب ول مفهمموم لممه ،وأغممرب
السنوي فقال في شرح المنهاج أنه يخرج مما عمداه واغمتر
به من شرح المنهاج من أصممحابه وهممذا تخليممط ولممم ينظممر
قوله في السفينة مشحونة بالقممماش وهممو يشمممل قممماش
البائع وغيره انتهى ويشير إلى ذلك قول ابممن المقممري فممي
مختصر الروضة بشرط فراغه من متاع فنكممره ليعممم متمماع
البائع وغيره ،إذا علمت ذلك فنعممود إلممى مسممألتنا فممالقبض
في الرهممن كممالقبض فممي الممبيع فممان كممان مشممغول بأمتعممة
الراهممن لممم يصممح بل شممك أو ل المرتهممن صممح بل شممك أو
المستأجر ونحوه فعلى جعله قيدا صح وعلى جعله مثممال ل
يصح وأمتعة المعتدة ليست كالمالك خلفا لمن تمموهم ذلممك
بممل المسممتأجر كممما يفهممم مممن تصممرفاتهم فممي بيممع الممدار
140
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المستحقة لسكنى المعتدة والظاهر في المسممتأجر ونحمموه
عدم الصحة.
مسألة –
ماذا تقولون ل زال الزمان بكم * زاه وعلمكم في الرض
منتشرا
في مسلم أسلم الذمي توثقة * في الدين رهنا على حق
بغير مرا
فضاع ليل من البيت الذي سرقت * حاجاته ثم شاع القول
واشتهرا
فخاصم المسلم الذمي مدعيا * برهنه عند قاض شافعي
ذكرا
فألزم الحاكم الذمي معتمدا * ما لم يقله إمام كان معتبرا
هل حكمه باطل يا ذا العلوم * وهل للشافعية نقل بالذي
صدرا
جوزيتم بنعيم في الجنان غدا * عند الله الذي للعالمين برا
ثم الصلة وتسليم الله على * طه الحبيب ومن واله أو
نصرا >ص
ما لح برق وما ناحت مطوقة * على الغصون وهبت نسمة
سحرا
الجواب –
أقول من بعد حمد الله جل على * أنعامه وأجل الحمد من
شكرا
ثم الصلة على خير البرية من * عمت رسالته من جاء أو
غبرا
أن يسرق الرهن من حرز يليق فل * ضمان يلزم من ذا
في يديه جرى
وقوله بيمين منه نقبله * ولم يكلف بيانا فهو ما ظهرا
وإن يقتصر ولم يجعله في سكن * حرز يليق به يضمنه
معتبرا
قد خط معتمدا أحكام مذهبه * هذا جواب ابن السيوطي
مستطرا
باب الصلح
141
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -زقاق غير نافذ بممه بيمموت وعلممى كتفممه مخممزن
فأراد صاحب البيوت أن يبني علممى الزقمماق بابمما يصممون بممه
بيوته ويبني على الباب طبقة فهل لصاحب المخزن منعه.
الجواب -إن كان باب المخزن داخل الزقاق فله المنممع
من بناء باب وطبقة علوه إن كممان ذلممك بحيممث يصممير بمماب
المخزن داخل الباب وإن كان الباب يبني داخل بحيث يصير
باب المخزن خارجه فليس له المنع.
مسألة -رجلن لهما منزل مشترك فباع أحدهما حصته
لخر وللمشتري بجواره منزل فجدد عمارة منزلمه وأضماف
له قطعة من المشترك من غير قسمة فهل يلزمه هدمه أو
قيمة نصف القطعة.
الجواب -ينبغي أن يقسم فان خرج له الشق الذي فيه
البناء اختص به ول شيء عليه وإل خيممر شمريكه بيممن القلممع
بل غرم وبين البقاء بالجرة.
باب الحوالة
مسممألة -فيمممن جممبى بالمانممة ريممع وقممف بممإذن نمماظر
شرعي وصرف ذلك للمستحقين والعمارة بأذنه وفضل لممه
شيء ومن الوقف حمام تجمد على مستأجرها من أجرتهمما
شيء فأحال الناظر الجابي عليه بما فضممل لممه فهممل تصممح
الحوالة أم ل.
الجممواب -نعممم وهممي عبممارة عممن تعييممن جهممة للممدين
المستقر على الوقف.
مسألة -رجل أحال رجل بدين له علممى آخممر ثممم تقممايل
أحكام الحوالة ومات المحتال فممادعى وارثممه علممى المحممال
عليه بالمبلغ المحال به وقبضه منه فهل له الرجوع.
الجواب -المنقول عن الرافعي أنممه جممزم بعممدم صممحة
القالة في الحوالة وان كان البلقيني حكى عن الخمموارزمي
فيها خلفا وصحح الجواز فعلى ما جزم بممه الرافعممي يكممون
ما قبضه وارث المحتممال مممن المحممال عليممه صممحيحا واقعمما
موقعه ول رجوع عليه.
مسألة -شخص له على آخر دين بممه ضمممان أحممال بممه
شخصا على ذمة الصيل والضامن فهل الحوالة صحيحة أم
142
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ل وإذا صحت فهل يطالب الصيل على انفراده أو الضممامن
أو هما معا.
الجواب -هذه الحوالممة باطلممة فممان الرافعممي والنممووي
حكيا في صحتها وجهين ولم يرجحمما شمميئا وصممحح البلقينمي
البطلن ووجهه كما قال في الروضة أن صاحب الدين كمان
له مطالبة واحد فل يستفيد بالحوالة زيادة صفة.
مسألة -رجل له على رجل دين فمات الدائن وله ورثة
فأخذ الوصياء من المدين بعض المدين وأحمالهم علمى آخمر
بالباقي فقبلوا الحوالة وضمممنوا آخممر فمممات المحممال عليممه
فهل لهم الرجوع على المحيل أم ل.
الجواب -يطالبون الضمامن وتركمة المحمال عليممه فمان
تبين إفلسهما بان فساد الحوالة لنهمما لممم تقممع علممى وفممق
المصلحة لليتام فيرجعون على المحيل.
باب الضمان
مسألة -قال أئمتنا فيمن أذن لرجل أن يؤدي عنه دينه
وهو عشرة فصالح المأذون رب الدين منها على نصفها أنه
يرجع بالعشممرة ولممو أن رب الممدين والحالممة هممذه أبممرأ مممن
خمسة وقبممض خمسممة رجممع المممأذون بخمسممة فقممط وهممم
مصرحون بأن الصلح مممن الممدين علممى بعضممه إبممراء لباقيممة
فأما أن ل يكون كل صلح حطيطة إبراء من الباقي وأما أن
يفرق بين ابراء وإبراء بفرق يعقل معناه.
الجواب -قممول السممائل فممي صممورة الصمملح أنممه يرجممع
بعشرة ممنوع فإن المنقول في الروضة في الصورتين معا
أن المأذون ل يرجع إل بخمسة ولممم يحممك فممي ذلممك خلفمما
وإنما اختلفت الصممورتان فممي أن صممورة الصمملح يممبرأ فيهمما
الضامن والصيل من الخمسة الباقية وصورة البراء ل يبرأ
فيها من الخمسة الباقية إل الضممامن فقممط ويبقممى الصمميل
وهذا هو محط الشكال فممانقلب المممر علممى السممائل وقممد
فرق بينهما بفرق معقول فلينظر من كلمه.
مسألة -رجل ضمن شخصا بممإذنه فممي عشممرين دينممارا
وللمضمون المديون عند الضامن مممال وديعممة فقممال لممه أد
العشرين مما عندك ثم أنممه وكممل وكيل فممي قبممض الوديعممة
143
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فهل للضامن إمساك الوديعة عنده حتى يقممض منهمما الممدين
أم ل.
الجواب -نعم له ذلك.
مسألة -رجل ضمن رجل فممي ديممن ثممم مممات الضممامن
وترك ورثة أخممذوا ممما خلفممه فطممالب الممدائن بعممض الورثممة
بالدين فأجابه بأنه إنما يلزمه قدر حصته من الميراث فقال
بل يلزمك الكل بمقتضى أن القدر الممذي خصممه مممن الرث
يستغرق جميع الدين فهل يلزمه ذلك.
الجواب -إنما يلزمه على قدر نسبة ماله من الرث.
مسألة –
يا منشئا لعلوم ما سبقت لها * يا عالم الزمن المشهور
كالعلم
ماذا جوابك يا بحر العلوم ويا * مفتي النام ومجلى حندس
الظلم
في رب دين على شخص أقربه * مع رفقة ضمنوا في
المال والذمم
أحال ذو المال شخصا بالمقربة * على الصيل وضمان
بجمعهم
فهل لمحتال هذا المال من طلب * لضامن قادر خال من
العدم
أو ل يطالب ضمانا لما ضمنوا * إل الصيل فقد بين شفا
ألمى
أثابك الله جنات مزخرفة * بجاه خير البرايا أشرف المم
الجواب –
الله أحمد حمدا غير منفصم * ثم الصلة على المبعوث
للمم
ما للذي احتال إن صححت من طلب * إل الصيل فقط
فاحكم ول تجم
ول يطالب ضمانا بما ضمنوا * فالنقل في ذاك باد فيه
للحكم
باب البراء
مسألة -أبرأك الله هل تصح بها البراءة.
144
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -وقع في زوائد الروضة في البيع أنه نقل عممن
الغزالممي وأقممره أن باعممك اللممه وأقالممك اللممه وزوجممك اللممه
كناية ،ولم يذكر سوى هذه الثلثة وذكر في أصممل الروضممة
نقل عن العبادي أن طلقك الله وأعتقك الله يقع به الطلق
والعتاق ،ثم قال وظاهر هذا أنه صريح وذكر البوشنجي أنممه
كناية قال وقول صمماحب الممدين للغريممم أبممرأك اللممه كقممول
الممزوج طلقممك اللممه انتهممى .فمقتضممى ممما ذكممره فممي الممبيع
تصممحيح مقالممة البوشممنجي أن الكممل كنايممة ويرشممد إليممه
استدرك مقالة العبادي بمقالته.
مسألة -رجل نزل لخر عن إقطمماع والممتزم لممه أنممه إذا
صار اسمه في الديوان أعطاه مائتي دينار فلما صار اسمه
في الديوان أعطاه بعضها وأبرأه من الباقي فهل تصح.
الجواب -هذا اللمتزام إن كمان بطريمق النممذر كمما هممو
العادة الن فالذي يظهر لي أنه ل تصح البراءة ولممو تراضمميا
لن النذر ل تصح البراءة منه لما فيه من حق اللممه كالزكمماة
والكفارة ويحتمل الصحة لن الحق فيه لمعين بخلف سائر
النذور والزكمماة والكفممارة والول أظهممر كممما لممو انحصممرت
صفة الستحقاق في معين فإنه ل تصح البراءة منه وأما إن
كان هذا اللمتزام ل بطريمق النمذر بمل فمي مقابلمة النمزول
وقلنا بصحة ذلك كما استنبطه السممبكي مممن خلممع الجنممبي
فإن البراءة منه تصح كما للخلع.
باب الشركة
مسألة -جماعة اشتركوا فممي مممال واشممتروا بممه قصممبا
وقلقاسا قائما على أصوله ثم جاء جماعممة أخممر ووافقمموهم
على أنهم شاركوهم في ذلك ولم يحضروه ول وزنمموا شمميئا
من الثمن ثم عملوا في قلع القصب والقلقاس أياممما فهممل
الشركة الثانيممة صممحيحة أم ل وإذا فسممدت فهممل لممه أجممرة
المثل في العمل أم ل.
الجواب -الشركة الثانية باطلة وإذا عملوا في القصممب
والقلقاس على مسمى فاسممد فلهممم أجممرة المثممل وشممراء
148
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
القلقاس وهو مدفون في الرض باطل وكممذا القصممب فممي
الرض إن كان مستورا بقشره وإل يصح.
مسممألة -رجممل يسمممى عثمممان أخممرج مممن ممماله مممائة
وخمسين دينارا فاقرض منهمما خمسممين لرجممل يسمممى بممدر
الدين وشاركه بالمممائة الباقيممة وجلسمما فممي دكممان واشممتريا
قماشا بالمال وصارا يتصرفان معمما بممالبيع والشممراء ويأخممذ
كل منهما حصته من الربح أول فممأول ثممم تفاسممخا الشممركة
وأخذ عثمممان القممماش بأسممره ودفممع لبممدر الممدين خمسممين
دينارا عن حصته في القماش فادعى بممدر الممدين بعممد ذلممك
أنه لم يأخذ في مدة الشممركة شمميئا مممن الربممح وأن حصممته
منه باقية فهل يقبل قوله في ذلك.
الجواب -إن كان عثمان دفع لبدر الدين الخمسين عل
أنها عوض عن حصته من القماش فهذا عبارة عممن شممرائها
فممإن وجممدت شممروط الممبيع مممن اليجمماب والقبممول والعلممم
بالعيان ونحو ذلك فهو بيع صحيح وليس له بعد ذلك دعوى
بربح سابق لن ذلك قد دخل في الحصممة الممتي باعهمما وقممد
رضى فيها بهذا الثمن سواء كان قمدر القيمممة أو أقممل ،هممذا
إن صدق على البيع فإن أنكر فالقول قوله بيمينه والشركة
باقية في المتعة ويرد الخمسين دينارا ما لم تقم بينة على
تصديقه وإن لممم توجممد شممروط الممبيع فالشممركة باقيممة فممي
المتعة أعنممي شممركة الملكيممة وإن كممان عقممد الشممركة قممد
انفسخ والخمسون دينارا قبضها بغير طريق شرعي فيردها
وله حصته من المتعة ول حاجة حينئذ إلى دعوى ربممح لنممه
قائم بالمتعة فإن ادعى أن عثمان استبد بربممح أخممذه دونممه
وأنكر عثمان فالقول قول عثمان بيمينه0 .
باب الوكالة
مسألة -رجل وكل إنسانا في أن يسمملم لممه فممي قمممح
ففعل وضمن المسلم إليه رجل فهل تصح دعمموى الموكممل
على المسلم إليه بالقمح وعلى ضامنه وهل يجمموز للوكيممل
أن يشهد للموكل بالضمان أم ل.
149
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجممواب -نعممم للموكممل الممدعوى علممى المسمملم إليممه
والضامن وأما شهادة الوكيل لممه فمإن كممان قبممل عزلممه لممم
تقبل وكذا بعده إن خاصم وإن لم يخاصم قبلت.
باب القرار
مسألة -إذا قال لفلن عندي أقل من ثلثة دراهممم كممم
يلزمه.
الجواب -مقتضى القواعد أنه يلزمه بعممض درهممم وهممو
قدر ما يتمول من الدراهم.
مسألة -مريض صدر بينه وبين زوجتممه مبممارأة ممما عممدا
حقوق الزوجية ولم يستفسروه عن مممراده بممالحقوق فهممل
تممدخل كسمموتها فممي لفممظ الحقمموق أو تحمممل علممى حممال
الصممداق ومنجمممه فقممط وهممل ينفممع قممول المريممض لغيممر
الشهود قبل موته ليس لزوجتي عندي سوى حال الصممداق
ومنجمه.
الجممواب -هممذه اللفظممة فممي أصمملها شمماملة لكممل حممق
للزوجة من صممداق وكسمموة ونفقممة ول يلممزم مممن إطلقهمما
إرادة جميع مدلولتها فممإذا طلقهمما الممزوج وأراد بعممض ذلممك
قبل منه وإذا أخممبر قبممل ممموته أنممه ليممس لهمما عنممده سمموى
الحال والمنجم نفع ذلك في تفسير هذه اللفظممة المطلقممة
في القرار.
باب الغصب
مسألة -سيد قطع يد عبممده ثممم غصممبه غاصممب فمممات
بالسراية عنده فماذا يلزم الغاصب .
الجواب -مقتضى القواعد أنه ل يلزمه شيء لن هلكه
مستند إلى سبب متقدم على الغصب.
مسألة -رجل ذمي نهى مسلما عن منكر فهل له ذلممك
بناء على أنه مكلف بفروع الشريعة أم ل.
الجواب -لنكار المنكممر مراتممب منهمما القممول كقمموله ل
تزن مثل ومنها المموعظ كقمموله اتممق اللممه فممإن الزنمما حممرام
وعقوبته شديدة ومنها السممب والتوبيممخ والتهديممد كقمموله يمما
فاسق يا من ل يخشى الله لئن لم تقلع عن الزنمما لرمينممك
150
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بهذا السهم ومنها الفعل كرميه بالسهم مممن أمسممك امممرأة
أجنبيممة ليزنممى بهمما وككسممره آلت الملهممي وإراقممة أوانممي
الخمور ،وهذه المراتب الربعة للمسلم وليس للذمي منهمما
سوى الوليين فقط دون الخريين لن فيهما ولية وتسمملطا
ل يلقيان بالكافر وأما الوليان فليممس فيهممما ذلممك بممل هممما
مجرد فعل خير وقد ذكر السنوي في شرح المنهاج أن في
حفظه أنه ليس للكممافر إزالممة المنكممر يعنممي بالفعممل وهممي
المرتبة الرابعة وكذا ذكر الغزالممي فممي الحيمماء وعللممه بممأن
ذلك نصرة للدين فل يكون من أهلها مممن هممو جاحممد لصممل
الدين وعدوله ،ثم قال في أثناء الباب ما نصه فإن قيل هل
يجوز للكافر الذمي أن يحتسب على المسلم إذا رآه يزنممي
قلنا أن منع المسلم بفعلممه فهممو تسمملط عليممه فنمنعممه مممن
حيث أنه تسلط وممما جعممل اللممه للكممافرين علممى المممؤمنين
سبيل وأما مجرد قوله ل تزن فليس بممنوع منه مممن حيممث
أنه نهى عن الزنا بل من حيممث أنممه إذلل للمسمملم إلممى أن
قال بل نقول إن الكافر إذا لم يقل للمسلم ل تزن يعمماقب
عليه أن رأينا خطاب الكفار بالفروع.
باب القراض
165
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -لو اختلف المالك والعامل فقال المالك دفعت
لك المال قراضا وقال الخر بل قرضا من المصدق.
الجواب -هذا الفرع لم أره منقول عندنا وإنما المنقول
عكسه وهممو فممي الروضممة محكممى فيممه وجهممان بل ترجيممح،
ورجح فيما إذا كان المممال باقيمما تصممديق المالممك وفيممما إذا
تلف تصممديق العامممل ،وأممما هممذا الفممرع فالممذي يظهممر فيممه
تصديق العامل لن معه يدا وبلغني أنه منقول عند المالكية
كذلك.
باب المزارعة
مسألة -رجل لممه أرض اتفممق مممع شممخص عنممده قمممح
علممى أنهممما يزرعممان الرض وأن صمماحب القمممح يبممذر عممن
صاحب الرض ما يخصه من القمممح وأن ممما يخممص صمماحب
القمح يؤدي هو خراجه وإن صاحب الرض يحرث ما يخصه
وما يخص شريكه في مقابلة أنه يصبر عليه بما يخصه مممن
القمح ثم طلع الزرع فما الذي يستحقه كل منهما.
الجواب -يختص صاحب القمح بجميع الزرع لن القمح
الذي بذره كله ملكه ولم يقع فيه قرض صحيح وعليه أجرة
المثممل للرض ولصمماحب الرض أيضمما أجممرة المثممل لعملممه
وحرثه لنه عمل بإجارة فاسدة.
باب الجارة
مسألة -رجل أجر أرضا عشر سنين ثم باعها لخر بعممد
ثمان سنين وجعل له أجرة السنتين فامتنع المسممتأجر مممن
زرعها وقال للمشتري ازرع أنت أرضك فهل له ذلك.
الجواب -إذا باع الرض المؤجرة فالجارة لزمة باقيممة
على حكمها وليس للمستأجر المتناع ومعناه أن عليه بقيممة
الجممرة زرعهمما أم ل لن الجممرة تلممزم وأن لممم يسممتوف
المنفعة ول يجبر على الزرع نفسه ،لكن الصورة المسؤول
عنها فيها جعل الجرة الباقية للمشتري فإن ذكر ذلممك فممي
العقد على وجه أنه شرط في البيع بطل البيع.
166
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -فيمن أستأجر شخصا لقلع سن وجعممه فحضممر
لذلك فقال المستأجر سني طيبممة وامتنممع مممن قلعهمما فهممل
تنفسخ الجارة أم ل.
الجواب -أطلق الجمهور أن الجارة تنفسخ.
مسممألة -رجممل أسممتأجر بيتمما مرخممما علممى أن يسممكنه
خاصة وأقبض الجرة فوضع فيه كتانا واحترق البيت بسممببه
فهل يضمن البيت وإذا ضمنه فهل يلزمه قيمته أو بناء مثله
وهل تنفسخ الجارة وهل له الرجوع بأجرة بقية المدة.
الجممواب -إن كممان حصممول الحريممق فممي الممبيت بفعممل
منسوب إليه من نار أوقدها وجرت إلممى ذلممك فهممو ضممامن
للبيت مطلقا وإن كان غير منسوب إليه فضمانه علممى مممن
نسممب إليممه الحريممق ،وهممل يكممون المسممتأجر طريقمما فممي
الضمممان؟ ينظممر فممإن كممان أسممتأجر للنتفمماع مطلقمما فل أو
للسكنى خاصة فهو متعد بوضع الكتان فيصير بممذلك غاصممبا
كما ذكره الصحاب فيما إذا اكترى ليسممكن فاسممكن حممدادا
أو قصارا وإذا صار غاصبا صار طريقا في الضمممان والقممرار
على من نسب إليه الحريق وعلى كل حال تنفسخ الجممارة
بما حصل ويستحق بقية أجرة المدة فيرجع بها أو يحاسممب
بها مما يلزمه ،وأممما هممل تلزمممه قيمممة الممدار أو بنمماء مثلهمما
فالذي أفتى به النووي ونقله عن نص الشافعي أنممه يلزمممه
بناء مثلها ولكن فيما إذا هدم جدارا ،ول يظهر بينه وبين ممما
نحن فيه فممرق ،وأممما السممنوي فصممحح وجمموب القيمممة لن
الجدار متقوم وأول النص فالعمدة على ما أفتى به النووي
وقصة جريح في الصحيح تؤيده.
مسممألة -اسممتأجر إنسممان عينمما مممدة ولزمتممه الجممرة
باستيفاء المنفعة فادعى أنه معسر وكان أقر عنممد الجممارة
أنه ملى وقادر فهممل يقبمل قمموله فمي دعموى العسممار بعممد
إقراره.
الجواب -ل يقبل قوله إل ببينممة تشممهد أنممه كممان قممادرا
وتلف ماله.
مسألة -رجل أستأجر من رجل أرضا إقطاعية ليزرعها
مدة ثلث سنين فمات المؤجر بعد سنتين وخلف ولدا فهل
تنفسخ الجارة أو تبقى لولد المؤجر.
167
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -الرض القطاعيممة فممي إجارتهمما كلم للعلممماء
حتى قال المحققممون أنهمما ل تصممح إجارتهمما لنهمما بصممدد أن
ينزعها المام من المقطع ويقطعها غيره لكن الذي نختمماره
صحة إجارتها ومع ذلك ل نقول أنها كالرض المملوكة حممتى
أنه إذا مات المؤجر تبقى الجارة بل نقول بانفساخ الجارة
بموته كما إذا مات البطن الول وقد أجر الوقف بممل أولممى
لن البطممن الثمماني ينتقممل إليممه الوقممف قطعمما والقطمماع ل
يتحقق انتقاله إلى الولد فقد يقطعه السلطان إيمماه وقممد ل
يقطعه.
مسألة -في رجل سافر لبلد السلطان في طلب مممال
الذخيرة فأعطوه حق طريقممه فأخممذ صممحبته ثلثممة مماليممك
في خدمته فأعطى كل واحد منهم عشرة أشرفية فهل لممه
أن يدعى على أحدهم بالمبلغ الذي أعطاه في نظير سفره
معه وهل يلزمه أن يعطى من أخذ معه تسفيره.
الجواب -يلزمممه أن يعطممى الممذي أخممذه معممه تسممفيره
بشرط أن يشرط عليه ذلك أو ل فإن سافر معه ولم يممذكر
له أجرة فل شيء له ومتى أعطاه شيئا وقد شممرطه لممه أو
ل أو لم يشرطه ولكن تبرع به فل رجوع له به.
باب الجعالة
مسألة -شخص حممج حجممة نافلممة فقممال لممه آخممر بعنممي
ثواب حجتك بكذا فقال له بعتك فهل ذلممك صممحيح ،وينتقممل
الثواب إليه ،وإذا قال شممخص لخممر أقممرأ لممي كممل يمموم ممما
تيسر من القرآن واجعل ثوابه لي وجعل له على ذلممك مممال
معلوما ففعل فهل يكون ثواب القراءة للمجعول له أو مثل
الثواب أم ل ،وإذا انتقل الثواب له فهل يبقى للقارئ ثممواب
أم ل ،وكذا إذا لم يقرأ له بجعالة ولكن قممرأ لممه تبرعمما مممن
نفسه وكذا سائر العبادات.
الجواب -أما مسألة الحج وسائر العبادات فباطلة عنممد
الفقهاء وأما مسألة القراءة فجائزة إذا شرط الدعاء بعدها
والمال الممذي يأخممذه مممن بمماب الجعالممة وهممي جعالممة علممى
الدعاء ل على القراءة فإن ثواب القراءة للقارئ ول يمكممن
نقله للمممدعو ولممه إنممما يقممال لممه مثممل ثمموابه فيممدعو بممذلك
168
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ويحصل له أن استجاب الله الممدعاء وكممذا حكممم القممارئ بل
جعالة في الدعاء.
مسألة -فيمن يقرأ ختمات من القرآن بأجرة هل يحممل
له ذلك وهل يكون ما يأخذه من الجرة من بمماب التكسممب
أو الصدقة.
الجواب -نعم يحل له أخذ المال على القراءة والممدعاء
بعدها وليس ذلك من باب الجرة ول الصدقة بل مممن بمماب
الجعالة فإن القراءة ل يحوز الستئجار عليها لن منفعتها ل
تعود للمستأجر لما تقرر في مذهبنا من أن ثممواب القممراءة
للقممارئ ل للمقممروء لممه .وتجمموز الجعالممة عليهمما إن شممرط
الدعاء بعدها وإل فل وتكممون الجعالممة علممى الممدعاء ل علممى
القراءة .هذا مقتضى قواعد الفقه وقرره لنا أشياخنا ،وفي
شرح المهذب أنه ل يحوز الستئجار لزيارة قبر النبي صلى
الله عليه وسلم وتجوز الجعالة إن كانت علممى الممدعاء عنممد
زيارة قبره لن الدعاء تدخله النيابة ول يضر الجهممل بنفممس
الدعاء وإن كانت على مجرد الوقوف عنممده ومشمماهدته فل
لنه ل تدخله النيابة انتهى ،ومسألة القراءة نظيره.
مسألة –
ماذا جوابكم ل زال فضلكم * يعم سائلكم في كل ما سأل
في قارئ يقرأ القرآن ليس له * قصد سوى أنه في الوقف
قد حصل
لخذ معلومة في الوقف لزمة * فصار مثل أجير لزم
العمل
فهل ثياب على هذى القراءة أو * ثوابه في حضور يشبه
العمل
فقد تنازع فيها قائلن فمن * أصاب وجه صواب نلتم نزل
ول برحتم نجوما والزمان بكم * زاه ومبتهج والخير قد
حصل
الجواب –
الحمد لله حمدا يبلغ المل * ثم الصلة على المختار منتحل
ل يطلق القول في هذا بأن له * أجرا ول بانتفاء الجر عنه
خل
169
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بل المدار على ما كان نيته * بالقلب وهو على النيات قد
حمل
فإن نوى قربة لله كان له * أجر وأن ينو محض الجعل عنه
فل
وابن السيوطي قد خط الجواب لكي * يرى لدى الحشر
في فردوسه النزل
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى .وقممع فممي
هذه اليام أن رجل لممه بيممت بالروضممة علممى شمماطئ النيممل
178
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أصله قديم على سمت جدران بيوت الجيممران الصمملية ثممم
أحدث فيه من بضع عشممرة سممنة بممروز ذرعممه إلممى صمموب
البحر نحو عشرين ذراعا بالذراع الشرعي بحيث خرج عممن
سمت بيوت الجيران القديمممة ثممم أراد فممي هممذه اليممام أن
يحدث فيه بممروزا ثانيمما قممدام ذلممك الممبروز الول متصممل بممه
فحفر له أساسا ذرعه إلى صوب البحممر سممتة عشممر ذراعمما
بالذراع الشرعي بحيث يصير مجموع البروزين ستة وثلثين
ذراعا واقعة في حريم النهر وأرضه التي هممي عنممد احممتراق
النيل مشرع لممه وطريممق للممواردين والمممارين فقلممت لممه ل
يحل لك ذلك باتفاق المذاهب الربعة فشنع علي في البلممد
أني أفتيت بهدم بيوت الروضة وهذا كممذب محممض وإشمماعة
باطلة فممإن الممبيوت القديمممة الباقيممة علممى أصممولها ل يحممل
التعرض لها وإنما >ص الكلم في البروز الحادث وما يممراد
إحداثه الن وكثير من الناس يظنون أن مممذهب الشممافعي:
جواز البروز مطلقا وليس كذلك بل شرطه أن ل يكون في
شارع ول في حريم نهر ول نحو ذلك مما هو مبين في كتب
الفقه وقد وقع في حياة شيوخنا إن أيبك الخاصكي بنى بيتا
بمصر تجمماه جممامع الريممس وبممرز فيممه علممى شمماطئ النهممر
فاسممتفتى الشمميخ المممام العلمممة المحقممق جلل الممدين
المحلى الشافعي فأفتى بمنعه من ذلك وعلله بأن شطوط
النهار ل تملك ول يجمموز إحياؤهمما ول البنمماء فيهمما وهممذا هممو
منقول المذهب نص عليه إمامنا الشافعي رضممي اللممه عنممه
وسائر أصحابه ول نعلم في ذلك خلفا في المذهب بممل ول
في بقية المذاهب الربعة بل الئمة وأتباعهم متفقون علممى
هذا الحكم .وهذه نبذة من نقول الئمة في ذلك:
182
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
لن النهر العام كالطريق المسلوك العام ولو أراد أن يضممع
صخرة في طريق واسع منع منه ،وفي فتاوى ابن الصلح:
مسألة -إذا أراد رجل أن يبني عمارة سممكر فممي النهممر
الكبير الذي ليس بمملوك ثم يبنى عليممه طاحونممة ونمماعورة
ول يضر بمن هو فوقه ول بمن هو أسفل منه هممل لممه ذلممك
ويكون ذلك أحياء لممه ويكممون بمنزلممة الممموات الممذي يملممك
بالحياء حتى يملك قرار النهممر الممذي يبنممى عليممه العمممارات
ويملك حريمه أم ل؟
أجاب ليس له ذلك فإنه ل يخلو عن ضرر فإنه يمنع من
أن ينحدر في مكانه بسباحة أو سفينة أو نحو ذلك وطريممق
الماء العام كطريق السلوك العام ولممو أراد مريممد أن يضممع
صخرة في طريق شارع واسع منع منه وهذا شر مممن ذلممك
من وجه ولو قدر خلو ذلك عن الضممرر لممم يجممز ملممك ذلممك
الموضع كما ل يملك شيئا من الطرق الواسعة بشمميء مممن
الختصاصات الجائزة.
باب الوقف
مسألة -وقف تعطل ريعه وفيه إمام وغيره فهل يلممزم
الناظر أن يستدين على الوقف ويعطيهم.
الجواب -ل يلزمه ذلك
مسممألة -المسممجد المعلممق علممى بنمماء الغيممر أو علممى
الرض المحتكرة إذا زالت عينه هل يزول حكمه بزوالها.
الجواب -نعم يزول حكمه إذ ل تعلق لوقفيممة المسممجد
بالرض وإنما قممال الصممحاب إذا انهممدم المسممجد وتعممذرت
إعممادته لممم يصممر ملكمما إذا كممانت الرض مممن جملممة وقممف
المسجد بدليل تعليلهم ذلك بأن الصلة تمكن فممي عرصممته
198
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على أن في صحة وقممف المسممجد علممى الرض المحتكممرة
نظرا لن بعض أئمتنا أفتى بأن الوقف في أرض مسممتأجرة
إذا كان ريعه ل يفي بالجرة أو وفممى بهمما ولممم يممزد ل يصممح
وقفه ابتداء لنه ملحق بما ل ينتفع به ،ومعلوم أن المسممجد
ل ريع له تمموفى منممه أجممرة الرض وعلممى تقممدير أن يكممون
الواقف استأجرها مدة وأدى أجرتها فبعد انتهاء تلممك المممدة
ل يلزم الواقف الجرة فل يبقى إل تفريغ الرض منه وعلى
تقدير صممحة الوقممف لشممك فممي زوال حكمممه بممزوال عينممه
ويبني مالك الرض مكانه ما شاء.
مسممألة -رجممل وقممف علممى أولده وأولدهممم ونسمملهم
وعقبهم تحجب الطبقممة العليمما السممفلى أبممدا علممى أن مممن
مات منهم ولم يخلف ولدا ول أسفل منه من ولد الظهر أو
البطن ينتقل نصيبه لمن في درجته فإذا انقرضوا كان وقفا
على محمد وحليمة وخديجة على أن من مات منهممم انتقممل
نصمميبه لمممن بقممي ثممم مممن بعممدهم علممى أولدهممم ونسمملهم
تحجب الطبقة العليا السفلى علممى ممما تقممدم تفصمميله فممي
أولد الواقف وانقرضوا وآل المممر إلممى الثلثممة المممذكورين
فمات محمممد عممن غيممر نسممل ثممم ممماتت حليمممة عممن بنممت
وخديجة عن ابن بنت فهل يشتركان في الوقف لقوله إنهم
على التفصيل المذكور في أولد الواقف وقد قال هنمماك أن
من لم يخلف منهممم ولممدا ول أسممفل منممه ينتقممل لمممن فممي
درجته ومفهومه إنه إذا خلف ولدا ما يختص به ول ينتقل أم
تستحق البنت دون ابن البنت.
الجواب -تستحق البنت فقط دون ابممن البنممت بصممريح
قوله تحجب الطبقة العليمما السممفلى وأيضمما فممإن الوقممف ل
ينتقل لولد الثلثة المذكورين إل بعد انقراضهم كلهم لقوله
على أن من مممات منهممم ينتقممل نصمميبه لمممن بقممي ثممم مممن
بعدهم لولدهم فلم يجعل 00للولد حقمما إل بعممد انقممراض
جميع الثلثة ثم اعتبر العلى فمالعلى فل حمق لبمن البنمت
لنه محجوب بالعليا.
مسألة -رجل وقف وقفمما علممى جهممات وشممرط أن ممما
فضل يصرف للفقراء والمساكين وله أخ وللخ أربعممة أولد
بصفة الفقر والمسكنة فهل للناظر أن يصرف لهم منه.
199
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -نعم بل هم أولى من الجانب
مسألة -رجل وقف فممي مممرض ممموته علممى أولده ثممم
نسلهم فممإذا انقرضمموا فعلممى أولد أختممه ،ومممات ثممم ممماتت
أولده وهم أطفال بعد شهر وله عاصب فطلممب أولد أختممه
الوقف ونازعهم العاصممب وقممال إن الوقممف لممم يصممح لنممه
صدر في مرض الموت.
الجواب -المنقول في هممذه المسمألة أن الموقمموف إن
احتمله الثلث صح في قدر الثلث ولم يحتج إلى إجممازة وإن
كان وقفا علممى وارث وإن زاد علممى الثلممث صممح فممي قممدر
الثلث ووقممف الممزائد علممى الجممازة فممإذا مممات الولد قبممل
البلوغ فلوارثهم رد الوقف في القدر الزائد خاصة وأما قدر
الثلث هو لولد الخت ل يجوز إبطاله
مسألة -رجل وقف وقفا وشرط فيه النظر لمن يصلح
من الذرية فثبت صلح واحد منهم وحكم له بالنظر ثم بعممد
ذلك أثبت حاكم آخر صلح امرأة منهممم وحكممم لهمما بممالنظر
فهل يشتركان أو تقدم المرأة.
الجممواب -إذا شممرط الواقممف النظممر لمممن يصمملح مممن
الذرية ولم يزد على ذلك وثبتت الصلحية للرجل وحكم لممه
بالنظر فل حق للمرأة بعد ذلك ولممو كممانت تصمملح ول يظممن
اختصمماص ذلممك بصمميغة أفعممل التفضمميل بممل هممو فممي هممذه
الصيغة أيضا لن الحق إذا ثبت لواحد لم ينتقممل إلممى غيممره
ولم يتعممده بممل لممو شممرط الواقممف بصمميغة أفعممل التفضمميل
كالصلح والرشد وثبت الصلحية والرشممدية لواحممد وحكممم
له به ثم وجد بعد ذلك من صار أصلح وارشد لم ينتقممل لممه
الحق لن العبرة بمن فيه هذا الوصممف فممي البتممداء ل فممي
الثناء وإل لم يستقر نظر لحد ،ونظير ذلك إذا قلنا ل تنعقد
إمامة المفضول 0مع وجود الفاضممل فممذاك فممي البتممداء ل
فممي الممدوام ،ومقصممود الواقممف تفممويض النظممر إلممى واحممد
يصلح ل إلى كل من يصلح وإل لدى إلى جعل النظر لجميع
الذرية إذا كانوا صالحين ويحصممل بسممبب ذلممك مممن اختلف
الكلمة ما يؤدي إلى فساد الوقف فالولى حمل )مممن( فممي
كلم الواقممف علممى النكممرة الموصمموفة ل علممى الموصممولة
وحينئذ ل عموم لها فإنها نكرة في اِلثبممات فل تعممم بممل لممو
200
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فممرض فيهمما عممموم كممان مممن عممموم البممدل ل مممن عممموم
الشمول.
مسألة -واقف وقف على أولده ثم أولدهم بالفريضممة
الشرعية ومن مات منهم انتقل نصمميبه إلممى ولممده ثممم إلممى
ولد ولده بالفريضة الشرعية للذكر مثل حممظ النممثيين فممإن
لم يكن فممإلى اخمموته وأخممواته فممإن لممم يكممن فممإلى أقممرب
الطبقات إليه على ما شرح فآل المر إلى أن ماتت امممرأة
من أولد الولد عن أولد عم ثلثممة محمممد وخمماتون أخمموان
وفاطمة بنت عممم فهممل تنتقممل حصممتها إلممى الثلثممة أو إلممى
محمد فقط كما فمي حكمم الفريضمة الشمرعية المتي عمول
عليها الواقف مممن أن ابممن العممم ل تشمماركه اخمموته ول ابممن
عمه.
الجواب -الظاهر انتقال حصتها إلى الثلثة لعموم قوله
أقرب الطبقات ،وأما قمموله بالفريضممة الشممرعية فمحمممول
على تفضيل الذكر على النثى في السهم فقط ويؤيد هممذا
الحمل أمور أحدها قوله عقب ذلك للذكر مثل حظ النثيين
فهذه جملة مفسرة للمراد بذكر الفريضة الشرعية ،الثمماني
أن الفريضة معناها الوضعي المقدرة ل مدلول لها غير ذلك
والتقممدير مممن صممفات النصممباء كممما قممال تعممالى )نصمميبا
مفروضمما( فل دللممة للفممظ الفريضممة علممى منممع ول تممأخير،
الثالث أنا لو أخذنا بحكم الفريضة الشامل لما ذكر لم نعط
بنت العم شيئا البتة وأن فقد ابن العم لن حكممم الفممرائض
أنها ل ميراث لها البتة ول يقول به أحد هنا فتعين تخصيصممه
بما ذكرنا.
مسألة -رجل وقف على أولده الذكور وسماهم وقممال
ومن توفى منهم انتقممل نصمميبه إلممى ولممده وولممد ولممده وأن
الذكور خاصة تحجممب الطبقممة العليمما منهممم أبممدا0 .الطبقممة
السفلى فإن لم يكن للمتوفى ولممد ول ولممد ولممد ول أسممفل
من ذلك رجع نصمميبه إلممى إخمموته المشمماركين لممه فممي هممذا
الوقف مضافا لما بأيديهم ،وتوفى الواقف عممن أربعممة أولد
ثم مات أحد الربعة عن ثلثة ذكور فأخذوا نصيبه ثممم مممات
الثاني عن ولد ذكر فأخذ نصيبه ثم مات الثالث عممن ولممدين
صغيرين وولدي ولد فأخذ ولممداه نصمميبه ثممم مممات الولممدان
201
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الصممغيران عممن ولممدي أخيهممما وعممن عمهممما فهممل يرجممع
نصمميبهما إلممى ابنممي أخيهممما عمل بممواو العطممف ولحممرص
الواقف على وصول نصيب كل أصل إلى فرعه بقوله فممإن
لم يكن للمتوفي منهم ولد ول ولد ولد ول أسفل مممن ذلممك
ولزوال مممن حجبهممما مممن ذلممك عنممد ممموت جممدهما أو إلممى
عمهما.
الجواب -يرجع إلممى العممم دون ولممدي الخ عمل بقمموله
تحجب الطبقة العليا السفلى ،وما ذكر من التعاليممل الثلثممة
فاسممد أممما قمموله عمل بممواو العطممف فإنهمما لممم يقصممد بهمما
التشريك مطلقا بل تفيد حجب العليا السفلى وإل لسممتحق
ولد الخ مع وجود عميهما ول قائل به ،وأما قمموله ويحممرص
الواقف إلى آخره فقد قال السبكي في فتاويه في مسممألة
وقفية ذكر فيها شبه ذلك المقاصد إذا لم يدل عليها اللفممظ
ل تعتبر ،وأما قوله ولزوال مممن حجبهممما إلممى آخممره فممذاك
إنما يعتبر ابتداء عند موت الصل الذي هممذان فرعمماه وأممما
زواله في الثناء بعد انتقال الوقممف إلممى جهممة ليممس هممذان
فرعيه فل عبرة به بل همذا مموت جديمد لجهمة غيمر الولمى
ينظر نظرا آخر أل ترى أنه لو مات هذان الولدان عن نسل
لستحق نسلهما ما كان بيدهما ولم يعد إلى ولد الخ شيء
فعممرف أن زوال الحمماجب فممي مثممل ذلممك ل أثممر لممه وإل
لستحقا مع وجود النسل وكانا يقولن قد زال الحمماجب لنمما
وحينئذ نقممول هممذا مسممتحق مممات عممن غيممر نسممل وشممرط
الواقممف حينئذ العممود إلممى الخمموة المشمماركين ول أخمموة
مشاركون فانتقلنا إلى أعلى طبقة وهممو العممم عمل بتقممديم
العليا على السفلى وأكد ذلك قول الواقف المشمماركين لممه
في هذا الوقممف مضممافا لممما بأيممديهم والعممم مشممارك بيممده
حصة وولدا الخ ل شيء بأيممديهما فل مشمماركة لهممما وهممذا
القدر المؤكد علوة وليس المعول عليها بممل المعممول علممى
ما صدر نابه0 .
مسممألة -أرض مممن أراضممي مصممر بيممد جماعممة بكريممة
يسممتغلونها فسممألهم السمملطان عممن مسممتندهم فممأظهروا
محضرا ثابتا على حاكم شافعي أنها وقف السمملطان صمملح
الدين بن أيوب عليهم بشممهادة جماعممة مسممتندهم السممماع
202
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وإن لم يصرحوا به وحكم بموجب ذلك فهل يستحقون ذلك
وهل للمام أن يقف بعممض أراضممي مصممر علممى مثممل هممذه
الجهة من غير أن يشتريها من بيممت المممال وهممل للمخممالف
الذي يرى أن مصر فتحممت عنمموة وأن أراضمميها ل تملممك أن
يتعرض لبطال ذلك.
الجواب -نعم للمام أن يقف بعض أراضي بيت المممال
من غير شراء على مثل الجهة المذكورة علممى الصممح فممي
المذهب فقد نص الشممافعي علممى مما يشمهد لمذلك وصممرح
بصحته القاضي حسين وأفتى به ابن أبي عصممرون وأسممعد
الميهني والشاشي وابن الصلح والنووي وقال ابن الرفعممة
في المطلب أنه المذهب وصرح كل منهم بأنه ل يجوز لمن
يأتي بعد تغييره وأما السممبكي فاختممار لنفسممه أنممه ل يجمموز
للمام الوقف لكن ما وجدناه موقوفا لحد من الئمة ليممس
لنا أن نغيممره فالحاصممل أن عممدم التغييممر متفممق عليممه وقمد
حكى ابن الصلح في مجاميعه صورة استفتاء فممي أراضممي
وقفها الخليفة أو السمملطان نممائب الخليفممة علممى رجممل ثممم
عقبه هل يصح وهل يجوز لحد مممن الممولة تغييممره وصممرفه
إلممى جهممة أخممرى فأجمماب علممماء ذلممك العصممر مممن سممائر
المذاهب أن الوقف صممحيح ول يملممك أحممد مممن خلممق اللممه
اعتراضه ول تغييره ومن جملة من أفتى في هممذه الواقعممة
ابممن أبممي عصممرون وهممو كممان عيممن الشممافعية فممي زمممن
السلطانين العادلين نور الممدين الشممهيد وصمملح الممدين بممن
أيوب وكان مفتيهما وقاضيهما وقد نص العلماء علممى أنهممما
ما وقفا الممذي وقفمماه إل بإفتممائه .فالحاصممل أن وقممف هممذه
الرض على المممذكورين صممحيح ول يجمموز لحممد تغييممره ول
نقله إلى جهة أخرى وثبوت ذلمك بالشمهادة المسمتندة إلمى
الستفاضة حيث لم يصرحوا بذلك صممحيح أممما فممي الوقممف
فأصل وأما في المستحقين فضمممنا كممما قمماله ابممن الصمملح
وابن الفركاح وليس للمخالف الممذي يممرى أن مصممر فتحممت
عنوة أن يتعرض لذلك بنقض ول إبطال لنممه إن كممان حكممم
0بصحته في الصل حاكم شافعي فذاك وإل فمعناه أمممران
أحممدهما ثبمموت الوقممف بممما ذكممر وممما ثبممت وقفممه قممديما ل
يتعرض له لن الظاهر وقوعه مستجمعا للشممرائط والثمماني
203
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حكم الشافعي المتأخر وأمر ثالث وهو أن بعض المتأخرين
ذكر أن أمر المام العظممم وفعلممه يرفعممان الخلف كحكممم
الحمماكم تفخيممما لشممأنه ونممص العلممماء علممى أن السمملطان
صلح الدين ما وقف الذي وقفممه حممتى أفتمماه بممذلك علممماء
عصممره مممن الشممافعية والحنفيممة والحنابلممة ولممول إرادة
الختصار لسقت عباراتهم في ذلك.
مسألة -إذا ثبممت وقفيمة عيمن ولممم يعلممم ممآل الوقمف
وقلنا إنه يصرف إلى أقرب الناس إلى الواقف هممل يختممص
به الفقراء دون الغنياء أم يشتركون فيه.
الجواب -يختص به الفقراء من أقاربه على الصح فإن
كانوا كلهم أغنياء صرف إليهم.
مسألة -رجل وقف مصحفا على من يقرأ فيه كل يمموم
حزبا ويدعو له وجعل له على ذلك معلوما من عقممار وقفممه
لذلك فأقام القارئ مدة يتناول المعلوم ولم يقرأ شمميئا ثممم
أراد التوبة فما طريقه.
الجواب -طريقه أن يحسب اليام الممتي لممم يقممرأ فيهمما
ويقرأ عن كل يوم حزبمما ويممدعو عقممب كممل حممزب للواقممف
حتى يوفى ذلك.
مسألة -واقف وقف مدرسة وقرر بها شمميخا وصمموفية
فهل يجوز للناظر أن يقرر في المشيخة اثنيممن وهممل يجمموز
للشيخ السممتنابة إذا كممان بممه ضممعف فممي بممدنه أو كممان لممه
وظيفة أخرى تعارض هذه الوظيفة.
الجواب -أوقاف السلطين والمراء كلهمما أصمملها مممن
بيت المال أو راجعة إليه فيجوز لمن كان بصفة الستحقاق
من بيت المال مممن عممالم بممالعلوم الشممرعية وطممالب علممم
كذلك وصوفي على طريممق الصمموفية أهممل السممنة ونسمميب
من آل رسول اللمه صمملى اللمه عليممه وسملم أن يأكمل مممما
وقفوه غير متقيد بما شرطوه ويجوز والحالة هذه الستنابة
لعممذر وغيممره وتنمماول المعلمموم وإن لممم يباشممر ول اسممتناب
واشتراك اثنين فأكثر فممي الوظيفممة الواحممدة وأخممذ الواحممد
عدة وظمائف ،وممن لمم يكمن بصمفة السمتحقاق ممن بيمت
المال لم يحل له 0الكل من هذا الوقف ولو قممرره النمماظر
وباشممر الوظيفممة لن هممذا مممال بيممت المممال ل يتحممول عممن
204
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حكمه الشرعي بجعل أحد وما يتوهمه كثير من الناس مممن
دخوله في ملك الذي وقفمه فهمو تمموهم فاسمد ل يفيممد فمي
باطن المر وأما الوقاف الممتي ملكهمما واقفوهمما فلهمما حكممم
آخر وهي قليلة بالنسبة إلى تلك.
مسألة -إذا عجز الوقف عن توفية جميممع المسممتحقين
فهل تقدم منه الشعائر والشيخ أم ل.
الجواب -ينظر في هذا الوقف فإن كان أصله من بيت
المال كمدارس الديار المصرية وخوانقها روعممى فممي ذلممك
صفة الحقية من بيت المال فإن كان في أربمماب الوظممائف
من هو بصفة الستحقاق من بيت المال ومممن ليممس كممذلك
قدم الولون على غيرهم كالعلماء وطلبة العلم وآل رسول
اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم وإن كممانوا كلهممم بصممفة
الستحقاق منه قدم الحوج فالحوج والفقممر فممالفقر فممإن
استووا كلهم في الحاجة قدم الكد فالكد فيقدم المممدرس
أول ثم المؤذن ثم المام ثم القيم ،وإن كممان الوقممف ليممس
ما أخذه من بيت المال اتبممع فيممه شممرط الواقممف فممإن لممم
يشرط تقديم أحد لم يقدم أحد بل يقسممم بيممن جميممع أهممل
الوقف بالسوية الشعائر وغيرهم.
مسألة -المدارس المبنية الن بالديار المصرية وغيرها
ول يعلم للواقف نص على أنها مسجد لفقممد كتمماب الوقممف
ول يقام بها جمعة هل تعطى حكم المسجد أو ل.
الجواب -المدارس المشهورة الن حالها معلوم فمنهمما
ما علم نص الواقف أنها مسجد كالشمميخوخة فممي اليمموانين
خاصة دون الصحن ،ومنها ما علم نصه أنها ليست بمسممجد
كالكاملية والبيبرسية فإن فرض ما لم يعلم فيممه ذلممك ولممو
بالستفاضة لم يحكم بأنها مسجد لن الصل خلفه.
مسممألة -قممالوا إن المسممجد الموقمموف علممى قمموم
مخصوصين ل يجوز لحد أن يدخله أو يصلي فيه إل بممإذنهم
فهل المدارس والربط كذلك وهل يجمموز للموقمموف عليهممم
الذن في النتفاع مطلقا بالنوم والجلوس والكممل واجتممماع
الخصوم والقضاء بينهم وإقراء الصبيان أو هو مقيد بما كان
على وفق شرط الواقف.
205
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -المسجد الموقمموف علممى معينيممن هممل يجمموز
لغيرهممم دخمموله والصمملة فيممه والعتكمماف بممإذن الموقمموف
عليهم ،نقل السنوي في اللغاز أن كلم القفال في فتاويه
يوهم المنع ثم قال السممنوي مممن عنممده والقيمماس جمموازه،
وأقممول الممذي يترجممح التفصمميل فممإن كممان موقوفمما علممى
أشخاص معينممة كزيممد وعمممرو وبكممر مثل أو ذريتممه أو ذريممة
فلن جمماز الممدخول بممإذنهم وإن كممان علممى أجنمماس معينممة
كالشافعية والحنفية والصوفية لممم يجممز لغيممر هممذا الجنممس
الدخول ولو أذن لهم الموقوف عليهم فممإن صممرح الواقممف
بمنع دخول غيرهم لم يطرقممه خلف البتممة وإذا قلنمما بجممواز
الدخول بالذن في القسممم الول فممي المسممجد والمدرسممة
والرباط كان لهممم النتفمماع علممى نحممو ممما شممرطه الواقممف
للمعينين لنهم تبع لهم وهم مقيدون بما شرطه الواقف.
مسألة -جامع لممه نمماظر فمماتفق ممموت إمممامه والنمماظر
مسافر فقرر السلطان إماما فهل للنمماظر إذا حضممر عزلممه
وتقرير خلفه.
الجمواب -إذا ولمي السمملطان إمامما بعمد ممموت الممام
الول والوظيفة شاغرة والناظر مسافر فهي ولية صحيحة
يلزم الناظر إبقاءها وليس له عزله وتقرير خلفه.
209
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
القتصار عند الضيق والولى القتصار على النقد لنه أيسر
وبه تحصل سائر الصناف والله أعلم.
232
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والده وهو معمول به فيه بالنسبة إلى ذلممك النصمميب وإلممى
نصيب من يموت بعد ذلك.
)فائدة( قال البلقيني الترتيب يستفاد مممن صممريح مممرة
ومن ظاهر أخرى ومن محتمل بقرينة فمن الصريح تحجممب
الطبقة العليا الطبقة السفلى ومن الظاهر التعبير بثم وأما
المحتمل بالقرينة فكقمموله وقفممت هممذا علممى أولدي وأولد
أولدي فإذا انقرض أولدي فهو لولد أولدي فإن قوله فإذا
انقرض أولدي قرينة دالة على أنه أراد بالواو والترتيب
)فائدة( ومما أكد الترتيب في هذا السممؤال الممذي نحممن
فيه تعبيره أول بثم في قوله ثم لولدهم ثم لذريتهم وقوله
طبقة بعممد طبقممة فممإن هممذه الجملممة مممع التعممبير بثممم تفيممد
الممترتيب فل يسممتحق أحممد مممن الطبقممة الثانيممة شمميئا حممتى
تنقرض جميع الطبقة الولى وهكذا في سائر الطبقات كما
هو منقول في الشرح والروضة ،ومما يؤكد ذلك أيضا زيادة
لفظة أبدا في قوله تحجب الطبقة العليا منهم أبدا الطبقممة
السممفلى فإنهمما تفيممد أمريممن التأييممد والتأكيممد فالتأييممد يفيممد
الطممراد فممي كممل وقممت وزمممان فل تحتمممل الجملممة معممه
التخصيص بخلف ما سقطت منه فإنهمما تحتمممل التخصمميص
ببعض الشخاص في بعض الحيان فالتأكيد يفيد دفع تمموهم
عدل الشمول فيثبت الشمول المقصود هنا وهو حجب كممل
أعلى لكل أسفل شمول حقيقيا ل يقبممل التخصمميص ببعممض
الفراد وإل لذهبت فائدة التأكيد.
)فائدة( ومما يؤكممد ذلممك أيضمما تنصمميص الواقممف علممى
تقديم الخ الشقيق على الخ للب وابن العم الشقيق على
ابن العم للب فإذا كان الواقف لم يعط أهل الدرجة كلهممم
بل خص منهم الخوة ولم يعط الخوة كلهممم بممل قممدم الخ
الشمقيق علمى الخ للب ممع أن أباهمما واحمد لجمل زيمادة
القرب بالم فكيف يعطى من له أب آخر مع من هو أعلممى
ممن درجتمه فمإن تمسمك متمسمك بقموله وممن ممات قبمل
السمتحقاق أقيمم ولمده مقمامه قلنما يلزممه أن يعطمى الخ
للب مع الخ الشقيق لن أبمماه بهممذا الوصممف فيقممام ولممده
مقامه فإن قال في الجواب وقفت مع نممص الواقممف علممى
تقديم الشقيق وقدمته على عموم تلك الجملة قلنا له نقف
233
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هنا مع نص الواقف على تقديم القرب إلى المتوفى وعلى
حجممب الطبقممة العليمما للسممفلى وقممدمه علممى عممموم تلممك
الجملة فأممما أن تسمموى بينهممما فممي المنممع وأممما أن تسمموى
بينهما في العطاء وإل فالعمل بأحدهما دون الخممر تحكممم.
تقرير آخر بعبارة أخرى :يقال للمتمسك بعموم قوله ومممن
مات قبل الستحقاق أقيم ولممده مقممامه القاعممدة المقممررة
فممي الصممول أنممه إذا اجتمممع نممص خمماص ولفممظ عممام فممإنه
يتمسك بالنص الخاص في تلك الصورة الخاصة ويخممص بممه
عموم اللفظ ويخرج من تلك الصورة الخاصة بممذلك النممص
الخاص ويبقى بقية العموم يعمل به فيما عدا تلك الصممورة
وأما أن يلغى النص الخاص بالكلية ويتمسك بممالعموم علممى
عمومه فهذا شيء ل يقوله أحد ،وهذا الذي نحممن فيممه فيممه
ثلثة نصمموص خاصممة أحممدها تقممديم القممرب إلممى المتمموفى
فالقرب من الولد وأولدهممم ،والثمماني تقممديم الخمموة مممن
أهل الدرجة على غيرهم ،والثالث تقديم الخ الشقيق علممى
الخ للب وتقديم ابن العممم الشممقيق علممى ابممن العممم للب
فهذه ثلثة نصوص خاصة في صورة خاصة يتمسك بها فيها
وتخص من عموم تلممك الجملممة ول يعمممل بتلممك الجملممة إل
فيما عدا هذه الصممور الثلث الخاصممة فل يعطممى ابممن العممم
للب ول الخ للب مع الشقيق منهما وإن كان أبوهما مممات
قبل الستحقاق ولو عاش لستحق ول يقول قائل أعطيهما
مع الشقيق لجل قمموله ومممن مممات قبممل السممتحقاق أقيممم
ولده مقامه لن هذه الصورة مخرجة بنص يخصممها وكممذلك
ل يعطى سائر أهل الدرجة مع الخوة تمسكا بذلك العممموم
لنهم مخرجون بنص يخصممهم وكمذلك ل يعطممى البعممد مممن
أولد الولد مع القرب إلى المتوفى تمسكا بممذلك العممموم
لنه مخرج بنص يخصه فهذه الصور الثلث يعمل بنصوصممها
الخاصممة بهمما ويخممرج مممن ذلممك العممموم وتبقممى بقيممة ذلممك
العموم معمول به فيما عداها والله أعلم.
باب الفرائض
مسألة -رجل مات عن بنت وابن ابن فهل يكممون إرث
البنت حينئذ بالفرض أو بالتعصيب.
234
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -بالفرض.
مسألة –
هداة الدين أعلم الخطاب* وفرسان الفرائض والحساب
لقد بعدت عن الفهام منا * مغربة تخال من الكذاب
تلقى الرث أربعة وأفضوا * إلى قسم يعد من العجاب
فأولهم مضى بالثلث حظا * وثلث اللذ بقي ثاني الصحاب
وثلث الباقي بعد الثاني مازوا * لثالثهم فأعصى للصواب
وحاز الرابع الباقي نصيبا * وقالوا قسمنا وفق الكتاب
وأشكل أمرهم جدا علينا * وبتنا منه في تيه ارتياب
فهل من كاشف عنا بفضل * وتبيان غياهيب الحجاب
وهل من عالم يشفى غليل * بشرح الحال في ضمن
الجواب
يجازيه الله عليه خيرا * ويمنحه الجزيل من الثواب
بقيتم للورى أعلم رشد * هداة في الذهاب وفي الياب
الجواب –
بحمد الله مفتتح الكتاب * ومبتدأ المسائل والجواب
وتسليم على الهادي لدين * ومن أوتي البلغة في الخطاب
جوابك خذه ل إشكال فيه * ول يشنى بشك وارتياب
لئن كدرت فهمك فيه لما * عييت لقد تبين باقتراب
فزوج ثم أم ثم جد * وأخت ل لم في انتساب
لها كالزوج نصف ثم سدس * لجد ثلث أم في الكتاب
فإن الصل ست ثم عالت * لتسع عند أرباب الحساب
ومن سبع تلى عشرين صحت * فتسع الزوج ثلث لكتساب
وست الم ثلث الباقي قطعا * وربع الخت ثلث في
اعتقاب
وباقيها ثمانية لجد * فخذ هذا الجواب على الصواب
وناظمه ابن السيوطي يرجو * من الرحمن عفوا في
المآب
مسألة -رجل مات وترك زوجة وأخمما ومممائة وخمسممين
دينارا فادعت الزوجة دينا مائة دينار وصدقها الخ وقبضممتها
ثم اقتسما الباقي فجاء رجل وادعممى بمممائة دينممار وصممدقته
الزوجة دون الخ فماذا يعطى.
235
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -إنه يأخممذ سممبعة وثلثيممن دينممارا ونصممفا والخ
مثل ذلك والزوجة خمسة وسممبعين وبيممان ذلممك أن الخ لممو
صدقه أيضا لقسمت المائة والخمسون بينممه وبيممن الزوجممة
فيأخذ كل خمسة وسبعين فإذا صدقت الزوجة فقط أخذت
ما كانت تأخذه حال تصممديق الخ أيضمما مممن غيممر زيممادة ول
نقصان لن تصديقها يسري في القدر الذي كان يؤخممذ مممن
حصتها ويلغو في حصة الخ فكأنها أقرت بأنه يسممتحق مممما
في يدها سبعة وثلثين ونصفا خمسة وعشممرين مممن الممدين
والثنى عشر ونصف حصة الرث وأنه يستحق القدر الممذي
أخذه الخ بكماله فل يقبل قولها في جانب الخ ويقبممل فممي
جانبها من غير أن تضر بأخذ زيادة على ما كان يؤخممذ منهمما
لو صدق الخ.
باب الوصايا
مسألة -في رجل أوصى لرجل بما سيحدثه الله تعالى
لمتممه مممن الولد ولممه وارث يسممتغرق ثممم تمموفي وقبممل
الموصى له وعلم الوارث بالوصية ثم أن المموارث المممذكور
وطئ المة المذكورة فأولدها ولدا فهل يكون الولممد رقيقمما
أو ينعقد حرا ،وإذا انعقد حرا هل تلزمه القيمة أو ل.
الجواب -هذه المسألة لم أرها منقولة لكن مقتضى ما
ذكره الصحاب في صورة نظيرها أن الولد ينعقد حممرا وأن
عليه قيمته للموصى له.
247
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -رجل مات وأوصى جماعة وجعممل زوجتممه أحممد
الوصياء وأوصى لهم بمبلغ فادعى مدع أنه ل يجوز لزوجته
أن تأخذ نظير ما أوصى به للوصياء لنها وارثة.
الجواب -أما أصممل الوصممية للمموارث فل يطلممق القممول
بإبطالهمما بممل هممي موقوفممة علممى إجممازة الورثممة وأممما هممذه
المسألة بخصوصممها فالممذي يظهممر فيهمما اسممتحقاق الزوجممة
نظير ما يأخذه أحد الوصياء لنه ليس تبرعا محضا بل شبه
الجرة أو الجعالة للدخول في الوصايا وما يترتب عليها من
الخطار والنظر والقيام بحال الولد والمور الموصممى بهمما-
هذا ما ظهر لي ،وقد رفع السؤال إلى الشمميخ فخممر الممدين
المقسي ووافقني على ما أفتيت بممه ،وإلممى الشمميخ سممراج
الدين العبادي فخالف وأجاب بوقممف نصمميب الزوجممة جريمما
على القاعدة ولم يظهر لي موافقته.
مسألة -رجل له مسمماطير علممى غرممماء مممن عشممرين
سنة وأكثر وأقل فأوصممى أن مممن أنكممر شمميئا مممما عليممه أو
ادعى وفاءه يحلف ويترك فهل يعمل بذلك والحال أن فممي
الورثة أطفال.
الجواب -نعم يعمل به خصوصا إذا لم تكن بينممة تشممهد
بما في المساطير فإنها ل تقوم بها حجة ولممو كممان صمماحب
الحق حيا فإذا أجماب الممديون أنمه لشميء عليمه ممما فمي
المسطور قبل ذلك منه وحلف وبريء وأقل أمممور ذلممك إذا
شهدت بما فممي المسممطور بينممة مقبولممة أن يجعممل وصمميته
تحسب من الثلث وأما إذا لم تشممهد بممه بينممة فيسممقط مممن
رأس المال لعدم ثبوته
مسألة -رجل أسند وصية لقوام متعممددة بصمميغة تممدل
علممى اجتممماعهم وهممو قمموله أسممندت وصمميتي لفلن ولفلن
ولفلن فرد جماعة منهم الوصية فهل يتصممرف البمماقون أم
لبد من إقامة واحد عن الذي رد.
الجواب -إذا صرح باجتماع الوصياء علممى التصممرف أو
أطلق لم يجز للباقين النفراد بالتصرف بل ينصممب الحمماكم
بدل عمن رد يتصرف معهم لكن هذه الصيغة المذكورة في
السممؤال عنممدي فممي دللتهمما علممى الجتممماع نظممر بممل هممي
ظاهرة في استقلل كل واحد من أجل إعادة الجار في كل
248
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أسم فلممو حممذف الجممار مممما بعممد الول فقممال لفلن وفلن
وفلن كانت صورة الطلق.
مسألة -في قول المنهاج وغيممره ولممو أوصممى لجيرانممه
فلربعين دارا من كممل جممانب هممل الجمموانب منحصممرة فممي
أربعة جوانب حتى ل تكون الدور أكثر من مائة وستين دارا
أو تكون الجوانب أكثر من أربعممة بممأن تكممون دار الموصممى
مسدسة أو مثمنة أو مدورة وهممي محفوفممة بممدور تلصممقها
ثمانية أو عشرة وكل دار تلصقها دار بعممد دار إلممى أربعيممن
فالدور الملصقة لدار الموصى هل كلها جيران سواء كانت
أربعين دارا أو أكممثر أم ل وإذا كممانت كلهمما جيرانمما فهممل ممما
يلصق كل دار إلى أربعين دارا جيران للموصى حتى يكممون
جيرانمه فيمما إذا كمان تلصمقه عشمر دور ويلصمق كمل دار
أربعون دارا أربعمائة دار وإذا كان أكممثر مممن ذلممك بحسممابه
إلى ما ل نهاية له وهل في ذلك خلف بين الصحاب أم ل.
الجواب -كلم الصحاب في الجوانب الربعة أخذا مممن
الحديث الوارد في ذلممك محمممول علممى الغممالب فلممو كممانت
الدار على غير التربيع اعتبر ذلك من جميممع جوانبهمما وتزيممد
العممدة علممى مممائة وسممتين كممما يفهممم مممن كلمهممم وكممون
الجيران في الوصية محمولين على الربعين من كل جممانب
هو الراجح والمسألة فيهمما عشممرة أوجممه حكاهمما الزركشممي
في التكملة
}كتاب النكاح{
مسألة -رجل خطب امرأة ثم رغبت عنه هي أو وليها
فهل يرتفع التحريم عمن يريد خطبتهمما وهممل الخطبممة عقممد
شرعي وهل هو عقد جائز من الجانبين أم ل.
الجواب -يرتفع تحريم الخطبة على الغير بالرغبة عنممه
فيما يظهر وأن لم يتعرضوا له وإنما تعرضوا لما إذا سممكتوا
أو رغب الخاطب ،والظاهر أن الخطبة ليس بعقد شممرعي،
وإن تخيل كونها عقدا فليمس بلزم بمل جمائز ممن الجمانبين
قطعا.
مسألة -امرأة حضرت إلى شاهدين ومعها صداقها وبه
فصل طلق بذيله رسم شهادة شاهدين مؤرخ بمدة يمكممن
249
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
انقضاء عدتها وسممئلت عممن ذلممك فممأخبرت بانقضمماء عممدتها
وحلفمت عليهمما وعلممى خلوهمما مممن كمل ممانع شمرعي فهمل
للحاكم أن يزوجها بمجممرد ذلممك أم ل بممد مممن إقامممة البينممة
على الطلق المذكور.
الجواب -في الشرح والروضة عن فتاوى البغوي أنه ل
بد من إقامة البينة وفي أدب القضاء للزبيلي التفصيل بيممن
الغريبة التي زوجها غائب وبين البلدية التي زوجهمما حاضممر،
وفي توثيق الحكام لبن العماد أن الصحيح أنه ل يحتاج إلى
إقامة البينة مطلقا وضعف قول البغوي والزبيلي ،والراجممح
عندي مقالة البغوي وقد سكت عليها الشيخان ولم يتعقباها
بنكير.
}كتاب الصداق{
مسألة -رجل تممزوج بكممرا بالغممة فنممذرت أن ل تطممالبه
بنفسها ول بوكيلها ببقية حال صداقها عليممه ممما دامممت فممي
عصمته وذلك بحضور والدها واعترافه بجواز الشهاد عليهمما
وحكم بموجب ذلك حاكم شافعي فهل هممذا نممذر تممبرر أول،
وهل النذر يصح من المسلم المكلف أو ل بد أن يكون حائز
التصرف ،وهل لها أن ترجممع عممن هممذا النممذر وتطممالبه قبممل
الطلق ،وهل اعتراف والممدها بجممواز الشممهاد عليهمما قرينممة
على رشدها.
الجواب -إنما يصممح النممذر المممالي مممن جمائز التصممرف
فان كانت الزوجة البالغة رشيدة صح منها هذا النممذر وكممان
نذر تبرر وليس لها الرجوع عنه ول المطالبة ولو لممم يحكممم
به حاكم ،وإن لم تكن رشيدة لممم يصممح ذلممك منهمما ول مممن
الولي لنه ل يجوز له العفو عن الصداق على الجديد ،وأممما
هممل اعممتراف والممدها بجممواز الشممهاد عليهمما قرينممة رشممدها
فالذي يظهر خلفه وأنه ل بد من ثبوت رشممدها وهممو كممونه
مصلحة لدينها ومالها بطريقة الشرعي.
مسألة -فيما إذا أصدقها صداقا مسمى على أنهمما بكممر
ثم وطئها وادعت أنه أزال بكارتها بوطئه واعممترف هممو أنممه
وطئها فوجدها ثيبا فهل تستحق المسمممى لحصممول المموطء
أو مهر مثل ثيب لنه لم يسممتمتع إل بممثيب وهممل هممذه هممي
250
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المسممتثناة مممن قممولهم القممول قممول نممافي المموطء إل فممي
مسائل منها إذا تزوجهمما بشممرط البكممارة وادعممت أنممه أزال
بكارتها فالقول قولها لدفع الفسخ وقوله لدفع كمال المهممر
أم ل لن الواقعمممة الممممذكورة فيهمممما اعمممتراف بمممالوطء
والمستثناة من كلمهم ليس فيها ذلك.
الجواب -عبارة الروضة ولو قالت كنت بكرا فافتضممني
فأنكر فالقول قولها بيمينها لدفع الفسخ وقوله بيمينه لممدفع
كمال المهر فقوله فأنكر صادق بصممورتين أن ينكممر المموطء
بالكلية وأن ينكر الفتضاض الذي هو إزالة البكارة فقط مع
اعترافه بوقوع المموطء فعلممى هممذا تسممتوي الصممورتان فممي
الحكم وهو تصديقه فيما يتعلمق بممالمهر فقمط ،ويحتممل أن
يكون المموطء قرينممة لتصممديقها فيكممون القممول قولهمما لكممن
الول هو الشبه الجاري على القواعد ،وأممما قممولهم القممول
قول نافي الوطء إل في مسائل منها كذا إلممى آخممره فهممذه
عبممارة أصممحاب الشممباه والنظممائر وإنممما اقتصممروا علممى
الصورة التي فيها نفممي المموطء لنهمما المقصممودة بالسممتثناء
الذي هو موضوع كتبهم.
باب الوليمة
مسألة -تقبيل الخبز هل هو بدعة أم ل وإذا كان بدعممة
هممل يكممون حراممما أم ل وقمد قمال ابمن النحمماس فمي تنممبيه
الغافلين ومنها -أي من البدع -تقبيممل الخممبز وهممو بدعممة ل
تجوز وقد أفتى جماعة أنه يجوز دوسه ول يجوز بوسه لكن
دوسه خلف الولى وربما كرهممه بعضممهم وأممما بوسممه فهممو
بدعة وارتكاب البدع ل يجوز وانظر إلممى قممول عمممر رضممي
الله عنه في الحجر السود إني لعلم أنك ل تضممر ول تنفممع
ولول أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما
قبلتك ،هذا وهو الحجر السود الذي همو ممن يماقوت الجنممة
وهو يمين الله في الرض يصممافح بهمما خلقممه كممما ورد فممي
الحديث فكيف يجمموز تقبيممل الخممبز ،لكممن يسممتحب إكرامممه
ورفعه من تحت القدام من غير تقبيل وقد ورد في إكممرام
الخبز أحاديث ل أعلممم فيهمما شمميئا صممحيحا ول حسممنا -هممذا
نصه بحروفه فهل ما قاله هو الصحيح المعتمد أم ل
251
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -أما كون تقبيل الخبز بدعممة فصممحيح ولكممن ل
تنحصر في الحممرام بممل تنقسممم إلممى الحكممام الخمسممة ول
شك أنه ل يمكن الحكممم علممى هممذا بممالتحريم لنممه ل دليممل
على تحريممه ول بالكراهمة لن المكمروه مما ورد فيمه نهمي
خاص ولم يرد في ذلك نهي ،والذي يظهر أن هذا من البدع
المباحة فان قصد بذلك إكرامه لجل الحاديث الواردة فممي
إكرامه فحسن ودوسممه مكممروه كراهممة شممديدة بممل مجممرد
إلقائه في الرض مممن غيممر دوس مكممروه لحممديث ورد فممي
ذلك.
باب الخلع
مسممألة -رجممل قممالت لممه زوجتممه ائت بشمماهد لبممرئك
وطلقني فأتى لها به فقالت أبرأتك فقال أنممت طممالق ثلثمما
فقالت له قل إن شاء الله فقال إن شاء الله.
الجواب -أن كانت تعلم القممدر الممذي لهمما عليممه صممحت
البراءة وإل لم تصح وأما الطلق فانه نجزه ولم يعلقه على
الممبراءة فالظمماهر وقمموعه صممحت الممبراءة أم ل و ل ينفعممه
قوله بعد ذلك إن شاء الله.
مسألة -في رجل قال لزوجته أن أبرأتني من جميع ما
يلزمني لك فأنت طالق فأبرأته ثم قال أنت طالق ثممم بعممد
مضي قدر ثلث درج قال أنت طالق ثلثا فهل تبين بمماللفظ
الول أو يقع رجعيا وإذا قلتم بعدم البينونة لكون البممراء ،ل
يقبل التعليق فهل تبين بقوله أنت طالق الثانية الذي قالهمما
263
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بعممد البممراء ،وهممل يقممع طلقممتين أو يقعمما رجعممتين وتلحقممه
الطلقة الثالثة.
الجممواب -إن كممان القممدر المممبرأ منممه معلوممما صممحت
البراءة ووقع الطلق بائنا ولممم يلحممق شمميء بعممد ذلممك وإن
كان مجهول لم يصح ولم يقع الطلق المعلق علممى الممبراءة
ثم قوله بعد أنممت طممالق يقممع بممه طلقممة رجعيممة ثممم تكمممل
الثلث بقوله بعد أن أنت طالق ثلثا ،وقممول السممائل لكممون
البممراء ل يقبممل التعليممق ليسممت هممذه الصممورة مممن تعليممق
البراء بل هي من تعليق الطلق على البراء فالبراء معلق
عليه ل معلق فليفهم والله أعلم.
مسألة -إذا قالت الزوجة أن طلقتني فأنت بريممء مممن
صداقي فهل يقع الطلق رجعيا أم يجب فيه مهر المثل كما
لو كان العمموض فاسممدا بممأن ذكممر خمممرا أو نحمموه أو ل يقممع
الطلق حمل على أن تعليق البراء ل يصح أم كيف الحال.
الجواب -إذا قالت أن طلقتني فأنت بريء من صداقي
لمم يحصمل البمراء لن تعليقمه باطمل وهمل يقمع رجعيما ول
شيء أو بائنمما ويلزمهمما مهممر المثممل وجهممان جممزم الرافعممي
والنووي بالول في الباب الرابممع ممن أبمواب الخلممع وجزمما
بالثمماني نقل عممن القاضممي حسممين وأقممراه فممي الفممروع
المنثورة آخر الخلع ،وذكر السنوي فممي المهمممات أن الول
هممو المشممهور فممي المممذهب ،واقتصممر عليممه الرافعممي فممي
الشرح الصغير لكن مال في الكممبير إلممى الثمماني بحثمما وبممه
أجاب القفال في فتاويه والغزالي وصححه ابن الصلح.
مسمألة -رجمل قمال لزوجتمه إن أبرأتنمي ممن صمداقك
فأنت طالقا فممإذا أبرأتممه فهممل يقممع الطلق بائنمما أو رجعيمما،
وهل يشترط أن تبرئ على الفور أول ،وهممل يشممترط علممم
كل منهما بقدر المبرأ منه أو علم الممزوج فقممط ،أو الزوجممة
فقط وإذا رجع الزوج قبل صدور البراء هل يبطل حكمه.
الجواب -الراجح في هذه الصورة وقوعه بائنمما بشممرط
أن يكون في المجلس كما نبه عليه الزركشي في قواعممده
وبشرط أن تنوي الزوجة البراءة من المعلق عليه وبشممرط
أن يكونا عالمين بقدره كما نبه عليهمما الشميخ ولمي المدين
العراقي في فتاويه.
264
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
باب الطلق
مسألة -رجل طلق امرأته واحدة ثم خممرج مممن عنممدها
فلقيه شخص فقال ما فعلت بزوجتك قال طلقتهمما سممبعين
فهل يقع عليه الثلث.
الجواب -نعم يقع عليه الثلث مؤاخذة بإقراره.
مسممألة -رجممل قممال لزوجتممه الطلق يلزمنممي ثلثمما إن
آذيتني يكون سبب الفراق بيني وبينك فاختلست لممه نصممف
فضة فما يقع عليه.
الجواب -يطلقها حينئذ طلقة فيبر مممن حلفممه فممان لممم
يفعل وقع عليه الثلث.
مسألة -رجل حلف بالطلق أنممه ل ينممام بحممذاء زوجتممه
فجمماءت وهممو مسممتغرق فممي النمموم واضممطجعت حممذاءه
وأيقظته فقام من نومه ولممم ينممم بحممذائها فهممل يقممع عليممه
الطلق.
الجواب -ل يقع الطلق والحالة هذه.
مسألة -رجل تشمماجر مممع زوجتممه فقممالت لممه قممل لممي
طالق فقال طالق بل نية فهل يقع الطلق.
الجواب -ل يقمع حممتى يصممرح بمأنت أو زوجممتي أو نحمو
ذلك.
مسألة -شمماهد حلممف بممالطلق ل يكتممب مممع فلن فممي
ورقة رسم شهادة فكتب الحالف أول ثم كتب الخر.
الجممواب -إن لممم تكممن أصممل الورقممة المكتوبممة بخممط
المحلوف عليه ول كان بينه وبينه في هممذه الواقعممة تواطممؤ
ول على علمه أنه يكتب فيها لم يحنث وإل حنث.
مسألة –
ما قولكم أهل العلم والتقى* بقيتم في عزة وفي ارتقا
في رجل طلق طلقتين * زوجته يا قرة لعين
ثم تزوجت بشخص فإذا * ما طلقت منه فهل من بعد ذا
لزوجها الول هل تعود * ل فارقت أبوابك السعود
على ثلث مثل ما قد كانت * أو بالذي يبقى بعيد بانت
وما هو الحكم افتنا مأجورا * فطالع السعد يضيء نورا
الجواب –
265
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحمد الله الذي قد وفقا * إلى الجواب بالصواب المنتقى
ثم على نبينا المين * صلته تشرق كل حين
إن طلقتين طلق الزوج وذا * من بعد ما تزوجت قد أخذا
فإنها بطلقة تعود * قد قاله أمامنا المفيد
وليس حقا بالثلث عادت * فافهم جوابي فهم حبر قانت
وابن السيوطي الشافعي يرتجى * من ربه مغفرة ويلتجى
مسممألة -قممول المنهمماج فممي الطلق يصممح السممتثناء
بشرط اتصاله ول يضر سكتة تنفس وعممى هممل هممو بكسممر
العين أو بفتحها وما معناه.
الجواب -هو بالكسر وهو التعب مممن القممول قممال فممي
الصحاح العي خلف البيان.
مسألة -شخص أراد أن يحبس رجل بدين فقال لممه إن
طلقت زوجتك بائنا لم أحبسممك أو قممال لممه إن لممم تطلقهمما
بائنا حبستك فطلقها بمال خوفا من الحبس هممل يقممع عليممه
الطلق أم ل.
الجواب -يفرق بين الموسر والمعسر فان كان موسرا
فتهديده بالحبس علممى الممدين إكممراه بحممق فل يمنممع وقمموع
الطلق ،وإن كان معسرا فهممو ظلممم لن حبممس المعسممر ل
يجوز فهو إكراه بغير حق فل يقع الطلق.
مسألة -فيمن قال لزوجته تكوني طالقا هل تطلممق أم
ل لحتمال هذا اللفظ الحال والستقبال وهل هو صممريح أم
كناية ،وإذا قلتم بعدم وقوعه في الحال فمتى يقممع أبمضممي
لحظة أم ل يقع أصل لن الوقت مبهم.
الجواب -الظاهر أن هذا اللفظ كناية فأن أراد به وقوع
الطلق في الحال طلقت أو التعليق احتاج إلى ذكر المعلق
عليه وإل فهو وعد ل يقممع بممه شمميء ،ثممم بحممث بمماحث فممي
مسألة الخيرة فقال الكناية ما احتمل الطلق وغيره وهممذا
ليس كذلك فقلت بل هو كذلك لنممه يحتمممل إنشمماء الطلق
والوعد بممه فقممال إذا قصممد السممتقبال فيبغممي أن يقممع بعممد
مضي زمن كالمعلق علممى مضممي زمممان فقلممت ل لنممه لممم
يصرح بالتعليق و ل بد في التعليقات من ذكر المعلممق وهممو
الطلق والمعلق عليه وهممو الفعممل أو الزمممن مثل وهنمما لممم
يقع ذكر الزمان المعلق عليه قممال هممو مممذكور فممي الفعممل
266
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وهو تكوني فممإنه يممدل علممى الحممدث والزمممان قلممت دللتممه
عليهممما ليسممت بالوضممع ول لفظيممة ولهممذا قممال النحمماة أن
الفعل وضممع لحممدث مقمترن بزممان ولممم يقولمموا أنممه وضمع
للحدث والزمان ،وقد صرح ابن جنممي فممي الخصممائص بممأن
الدللت في عرف النحاة ثلث لفظيممة و صممناعية ومعنويممة
فالولى كدللة الفعل علممى الحممدث والثانيممة كممدللته علممى
الزمان والثالثة كممدللته علممى الفعممال ،وصممرح ابممن هشممام
الخضراوي في الفصمماح بممأن دللممة الفعممال علممى الزمممان
ليست لفظية بل هي من باب دللة التضمن وقد بينت ذلك
في كتاب أصول النحو ،ودللت التضمن واللممتزام ل يعمممل
بها في الطلق والقارير ونحوها بل ل يعتمممد فيهمما إل علممى
مدلول اللفظ من حيث الوضع والدللممة اللفظيممة فثبممت ممما
قلناه من أن هذه الصيغة وعد وهو مضممارع لممو دخممل عليممه
حرف التنفيس لقيل سمموف تكممونين طالقمما وهممذه الصمميغة
وعد بل شك فكذا عن تجممرده مممن سمموف فممان قيممل لفممظ
السؤال تكوني بحذف النون قلت ل فرق فممانه لغممة وعلممى
تقريممر أن يكممون لحنمما فل فممرق فممي وقمموع الطلق بيممن
المعرب والملحون بمثل ذلك فممان نمموى بممذلك المممر علممى
حذف اللم أي لتكمموني فهممو إنشمماء فتطلممق فممي الحممال بل
شك.
مسألة -في رجل دخلممت امرأتممه إلممى بيممت رجممل مممن
إلزامه فدخل فوجدها قائمة مشدودة الوسط فقال صممرت
خديمة الطلق يلزمني ما بقيت تدخلي من هذه العتبة ،ثممم
إن صمماحبة الممبيت انتقلممت إلممى دار أخممرى فهممل إذا دخلممت
الزوجة المحلوف عليها الدار الثانية يقع عليها الطلق أول.
الجممواب -ل يقممع الطلق بممدخول الممدار الثانيممة ويقممع
بدخول الولى من تلك العتبة ولو بعد النقلممة لجممل التعييممن
بالشارة.
مسألة -في رجل عليممه ديممن لشممخص فطممالبه فحلممف
المديون بالطلق متى أخذت مني هذا المبلغ في هذا اليوم
ممما أسممكن فممي هممذه الحممارة ،ثممم أنممه تعمموض فممي المبلممغ
المذكور قماشا وانتقل مممن وقتممه فهممل إذا عمماد يقممع عليممه
الطلق أم ل.
267
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -هنمما أمممران يتكلممم فيهممما الول كممونه تعمموض
بالمبلغ قماشا والحلف على أخذ هذا المبلغ فالشممارة إلممى
المبلغ المدعى به الثابت في الذمة وهو نقد والمأخوذ غيممر
المشار إليه فلم يقع أخذ المحلوف عليه فل يقع الطلق إل
أن يريممد بالخممذ مطلممق السممتيفاء فيقممع حينئذ عمل بنيتممه،
الثاني العود بعد النقلة فان لم يقع الطلق وهو في صممورة
الطلق فواضممح وإن وقممع وهممو فممي صممورة قصممد مطلممق
الستيفاء فالحلف قممد وقممع علممى السممكنى مممن غيممر تقييممد
فيحنث بالسكنى في أي وقت كان.
مسألة -رجل حلف بالطلق أنه متى غاب عممن زوجتممه
عشرة أيام بل نفقة كمانت طالقمما ثمم بعممد ذلمك جماء أبوهمما
وأخذها من منزل الزوج بغير إذنه وسافر بها إلى قطر آخر
فجاء الزوج إلى منزله وسأل عممن زوجتممه فممأخبر بممما وقممع
فتخلف الرجل عن السفر إليهم مدة تزيد على عشرة أيمام
فهل يقع عليه الطلق أم ل.
الجممواب -ل يقممع عليممه الطلق والحالممة هممذه لمريممن
أحدهما أنها ل تستحق نفقة في هذه الحالة فينزل قمموله بل
نفقة على النفقة الواجبة أو ما يقوم مقامها ،والثاني أنه لم
تحصل الغيبة عشرة أيام من جهته وإنما حصلت من جهتها،
ونظير هذه المسألة من المنقول من حلف ل يفارق غريمه
حتى يستوفي منه ففارقه الغريم وهو واقف لممم يتبعممه لممم
يحنث سواء أمكنه اتباعه أم ل لن المفارقة لم تحصل مممن
جهته.
مسألة -رجل حلف بالطلق أني أجممود مممن فلن فهممل
عليه البينة بذلك ،ورجل حلف أن هذا الشاش لغيممره الممذي
على رأس زيد لعمرو وأشار إليه فظهر أن الشمماش لغيممره
وكان الحمالف عهمد الشماش عممرو علمى زيمد فهمل يغلمب
جانب الشارة على الظممن ويقممع عليممه الطلق أول ،ورجممل
أكره زيدا على طلق زوجته في مجلسه بطلقة فلم يوقعها
في مجلسه ثم إنه خرج في الترسيم وخلممع زوجتممه بطلقممة
على عوض معلوم فهل يعد ذلك إكراهمما ول يحنممث أم يقممع
عليه بصريح الخلع طلقة بائنة ،وما هو الجود هممل الفضممل
دينا أو النسب أو الكرم.
268
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -الحوال ثلثة تارة يعرف الناس أن الحممالف أجممود
أي أدين من الخر فل حنث وتمارة يعرفمون أن الخمر أديمن
منه فيحنث وتارة ل يعلم ذلك لكونهما متقاربين في الممدين
أو النحس ول يعلممم أيهممما أميممز فل حنممث للشممك ،ومسممألة
الشمماش يقممع فيهمما الطلق عنممدي ولممي فممي ذلممك مؤلممف،
ومسألة الخالع يقع فيها الطلق لنه خالف ما أكره عليه.
مسألة -رجل اشترى خرقة جموخ فقطمع بعممض الثمممن
للبائع فقال البائع على الطلق ما يلبسها إل أنمما أي الخرقممة
المذكورة ول نية للحالف أصل ثم اتفق هو والمشتري على
أن يفصل الخرقة المذكورة ويخيطها فلما فصلت وخيطممت
جيء بها وعلق فيها ما خرج منها مما ل بد من إخراجه عند
الخياط من قمموارة وممما يقطممع مممن الممذيل وغيممره للصمملح
ولبسها البائع ثم نزعها وقلع منها ما علقه فيها من القمموارة
وغيرها ثم دفعها للمشتري فلبسها هو وغيره فهممل اليميممن
تعلقت بحمله هممذه الخرقممة حممتى ل يحنممث الحممالف يلبممس
غيره لها بعممد إزالممة ممما ذكممر أو يحمممل اليميممن علممى خلف
القوارة وغيرها فل يتعلق به اليمين كما فممي مسممألة فتممات
الخبز عند المام وغيممره وكممما هممو ظمماهر كلم الروضممة إذا
حلف ل يلبس هذا الثوب فخيطه قميصا أو قبمماء أو جبممة أو
سراويل أو جعل الخف نعل حنث بالمتخذ منممه حممتى يحنممث
البائع بلبسها بعد إزالة ما ذكر.
الجواب -يحنث الحالف والحالة هذه كممما هممو مقتضممي
صيغة الحصر حيث حلف ل يلبسها إل هو ول يفيد في الدفع
الحنث إزالة ما ذهممب بالتفصمميل مممن قمموارة وقصاصممة لن
العرف قاض بإزالة ذلك في الحال التفصيل ليحصل اللبس
المعتاد في مثلها وهذا مممما ل شممبهة فيممه ول وقفممة وليممس
كما لو حلف ل يأكل الرغيف فممأكله إل لقمممة كممما ل يخفممى
على من له أدنى ممارسة والله أعلم.
مسألة -رجل قال لزوجاته الربع إحدى زوجاتي طالق
وكرر ذلك يقع عليه بكل مرة طلقة وعند قوله لهممن إحممدى
هؤلء طممالق وكممرر ذلممك ل يقممع عليممه غيممر واحممدة ول يقممع
بالتكرار شيء والحممال أنممه لممم يكممن فممي الموضممعين إرادة
إنشاء أو إخبار فما هو المعنى المقتضى لوقوع الطلق عند
269
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
التكممرار فممي الولممى دون الثانيممة وهممل الحكممم فممي العتممق
كالحكم في الطلق في هاتين الصورتين أم يفرق بينهما
الجواب -المسألة ل وجود لهمما فممي الشممرحين ول فممي
الروضممة ول فممي شممروح المتممأخرين ل حكممما ول تصممويرا،
والممذي تقضمميه القواعممد اسممتواء الصممورتين وأنممه إن قصممد
فيهما التحاد لمم تطلممق غيممر اممرأة واحممدة أو التعممدد وقمع
بحسب ما عدد وأن أطلق فالذي يظهر أنه ل يقممع إل علممى
واحدة هذا بحسب من يقع عليه الطلق وأما عدد الطلقات
فمرتبممة ثانيممة فممان قصممد التأكممد فواحممدة أو السممتئناف أو
أطلق فثلث في صورتي ما إذا لم يقصممد إل امممرأة واحممدة
بل شك أو أطلق فيما بحثناه ولم نره منقول والله أعلم.
مسألة -رجل قال لجنبية أنممت طممالق وزوجمتي كمذلك
هل تطلق زوجته.
الجممواب -ذكممر الرافعممي أنممه لممو قممال نسمماء العممالمين
طوالق وأنت يا زوجتي ل تطلممق زوجتممه لنممه عطممف علممى
نسوة لم يطلقممن وكممذا لممو قممال كممل امممرأة أتزوجهمما فهممي
طالق وأنت يا أم أولدي ل تطلق زوجته ،قال السنوي في
التمهيد :ويؤخذ مممن ذلممك أن العطممف علممى الباطممل باطممل
حتى إذا أشممار إلممى أجنبيممة فقممال طلقممت هممذه وزوجممتي ل
تطلق زوجته ،انتهى .فقممد يقممف الواقممف علممى هممذا النقممل
فيظن أنه الصورة المسؤول عنها فيبادر إلى الجواب بعممدم
الوقوع وليممس كممذلك فممإن الصممورة الممتي ذكرهمما الرافعممي
والتي ذكرها السنوي في العطممف خاصممة وهممو أن يقتصممر
على قوله وأنت يا زوجتي أو قوله وزوجممتي ،وأممما الصممورة
التي في السممؤال فليسممت عطفمما بممل جملممة مسممتقلة مممن
مبتدأ وخبر حيث ضممم إليهمما قمموله كممذلك أي طممالق فالممذي
يقال في هممذه الصممورة أنهمما صمميغة كنايممة أن نمموى طلقهمما
بذلك طلقت وإل فل كما هو المنقول فيما لممو طلممق هممو أو
رجل امرأته ثم قال لزوجته أنت كهي فإن نوى طلقت وإل
فل وكذا لو قال لزوجته أنت طالق عشممرا فقممالت يكفينممي
واحدة فقال الباقي لضرتك فإنه إن نوى وقع علممى الضممرة
طلقتان وإل فل فقوله في صورة السممؤال وزوجممتي كممذلك
كقوله أنت كهي وكقوله الباقي لضرتك ،ويؤيد هذا التخريج
270
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
من أصله ما في الشرح والروضة أنه لممو أكممره علممى طلق
حفصة مثل فقال لها ولعمرة طلقتكما فإنهما يطلقممان لنممه
عدل عن المكممره عليممه وإن قممال طلقممت حفصممة وطلقممت
عمرة أو حفصمة طمالق وعممرة طمالق لمم تطلمق المكمره
عليها وهي حفصة وتطلق الخرى فانظر كيممف فرقمموا بيممن
الفراد والجمل المستقلة في الحكم.
مسألة -رجل قال لزوجته وكلتممك فممي تطليممق نفسممك
وأتى بهذا اللفظ أي لفظ التوكيممل فهممل يكممون هممذا تمموكيل
حتى لو طلقممت بعممد شممهر نفممذ أو تمليكمما حممتى يعتممبر فيممه
الفور.
الجواب -ذهب القاضي حسين في هممذه الصممورة إلممى
أنه يعتبر الفور فيه وإن صرح بالتوكيممل لنممه تشمموبه شممعبة
من التمليممك قممال إمممام الحرميممن وهممو فقممه حسممن ولكنممه
متفممرد بممه بيممن الصممحاب هكممذا ذكممر فممي النهايممة وذكممره
الرافعي في الشرح باختصار والنووي في الروضممة بأخصممر
مما في الشرح.
مسألة -شخص حلف على زوجته بالطلق أنها ل تخممبز
فطيرا عند الجيران فعجنت دقيقما وجعلمت فيمه خميمرا ثمم
خبزته قبل أن يختمر عند الجيران وقصده منعهمما مممن خممبز
الفطير عندهم فهل يحنث أم ل.
الجواب -الظاهر أنه ل يحنث عمل بالعرف في ذلك.
مسألة -في رجل قيل له أن لم تطأ زوجتك فممي هممذه
الليلة تكون طالقا فقال أي وأن لم ينمموي طلقمما ولممم يطممأ
في تلك الليلة فهل يقع عليه الطلق أم ل.
الجواب -أي حرف جممواب كنعممم يسممتعمل فممي الخممبر
وفي النشاء ،قال تعالى في النشاء) :ويستنبئونك أحق هو
قل إي وربي إنه لحق( وقد صرح الفقهاء بأن نعمم صمريحة
في النشاء كممالخبر فكممذلك إي فالظمماهر وقمموع الطلق بل
نية إل أن عندي فيه وقفة من حيث إنه تعليق ل تنجيز فقممد
يقال بالفرق بينهما فممي مثممل هممذه الصممورة إل أن القممرب
عممدم الفممرق خصوصمما والقاعممدة أن السممؤال معمماد فممي
الجواب.
271
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
القول المضي في الحنث في المضي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى .وبعد فقد
تكرر السؤال عمن حلف أنه فعل كممذا أولممم يفعلممه أو كممان
كذا أولم يكن ناسيا أو جاهل ثم تبين خلف ذلك هل يحنممث
في اليمن والطلق أول يحنث فيهما كما لممو حلممف ل يفعممل
كذا ففعله ناسيا أو جاهل بأنه المحلوف عليممه .فمأجبت بممأن
الممذي يظهممر ترجيحممه الحنممث بخلف صممورة السممتقبال،
ومعتمدي في ذلك نقول صريحة وغيرها من كلم الرافعممي
والنووي وابن الصلح وغيرهم مممن المتممأخرين ،وليممس فمي
كلم أحممد منهممم التصممريح بالتسمموية بيممن صممورتي المضممي
والستقبال إل في موضع وقع فممي الروضممة سممأذكر تممأويله
فأقول أما تصريح الرافعي والنووي ففي مواضع أحدها قال
في تعليق الطلق لو أشار إلى ذهممب وحلممف بممالطلق أنممه
الذي أخذه من فلن وشهد عممدلن أنممه ليممس ذلممك الممذهب
طلقت على الصحيح لنها وأن كانت شهادة على النفممي إل
أنه نفي يحيط العلم به -هممذه عبممارة الروضممة وهممي إحممدى
صور المسألة بل شممك فحلفممه بممذلك إممما عممن جهممل بممه أو
نسيان فل يصح فرض المسألة مع العلم لنهمما حينئذ تطلممق
قطعا فل يصح حكاية خلف فيممه وممممن صممرح بممأن فممرض
هذه المسألة في الجهل والنسيان السممنوي والذرعممي ثممم
تعقبه الول بما اختمماره مممن عممدم حنممث الجاهممل والناسممي
مطلقا وسيأتي مستنده والجواب عنه .وأممما الذرعممي فلممم
يممزد علممى أن قممال هنمما مأخممذه يقتضممي عممدم الحنممث وهممو
الجهل وليس في هذا اختيار له وسيأتي كلمممه فممي ترجيممح
الحنث ،الموضع الثاني قال في آخر البمماب نقل عممن تعليممق
الشيخ إبراهيم المروذي وأقراه لو قال السني أن لممم يكممن
الخير والشر من الله فممامرأتي طممالق وقممال المعممتزلي إن
كانا من الله فامرأتي طالق أو قال السني أن لم يكممن أبممو
بكر أفضل من علي فامرأتي طالق وقال الرافضممي أن لممم
يكن علي أفضل من أبممي بكممر فممامرأتي طممالق وقممع طلق
المعتزلي والرافضي ،وهذه من صور المسألة بل شك فممإن
حلممف المعممتزلي والرافضممي صممادر عممن معتقممدهما وغلبممة
272
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ظنهما ،ولم يتعقب السنوي في المهمات هذا الموضع فإن
قلت ل يصح الستناد إليه لن وقوع الطلق هنا لفساد هممذا
الظن فل عذر له قلت هو عين المسألة بل شك لن فرضها
في ظن فاسد استند إليه ظانا صحته .فإن قلت هذا اعتقاد
فاسد وهو دون الظن قلت كل بل العتقاد صممحيحا كممان أو
فاسدا أقوى من الظن كما صرح به أهل الصول إذ جعلمموه
قسيم العلم فممي الجممزم وجعلمموا غيممر الجممازم ظنمما ووهممما
وشكا وانظممر جمممع الجوامممع تجممده فيممه ،ويقممرب مممن هممذا
الفرع ما نقله في الخادم عممن فتمماوى القاضممي حسممين لممو
حلف شافعي بالطلق أن من لم يقرأ الفاتحمة فمي الصملة
لم يسممقط فرضممه وحلممف حنفممي أنممه يسممقط وقممع الطلق
زوجة الحنفي ،وإن كنا ل نسلم الوقوع في هممذا الفممرع لن
هذا ليس مما تبين القطع بفساده بخلف مسألة المعممتزلي
والرافضممي .الموضممع الثممالث قممال الرافعممي لممو جلممس مممع
جماعة فقام ولبس خف غيره فقالت لممه امرأتممه اسممتبدلت
بخفك ولبست خف غيرك فحلف بالطلق أنه لم يفعل ذلك
فان كان خرج بعد خممروج الجماعممة ولممم يبممق هنمماك إل ممما
لبسه لم تطلق لنه لم يسممتبدل وإنممما اسممتبدل الخممارجون
قبله وان بقي غيره طلقت ،واستدرك عليممه النممووي فقممال
صواب المسألة أنه إن خرج بعد الجميع نظر إن قصممد أنممي
لم آخذ بدله كان كاذبا فان كان عالما أنه أخذ بممدله طلقممت
وإن كممان سمماهيا فعلممى قممولي طلق الناسممي ،وهممذا هممو
الموضع الممذي أخممذ منممه مممن أخممذ اسممتواء حممالتي المضممي
والستقبال وليس كما ظنوه بممل هممو محمممول علممى إجممراء
الخلف فقط كما صرح به الرافعممي فممي أوائل اليمممان ول
يلزم منه السممتواء فممي التصممحيح كممما هممو مقممرر معممروف
خلفا للسنوي في المهمات حيث تعقب الموضع الول بأنه
إنما يأتي على القول بحنث الناسي واسمتند فمي ذلمك إلمى
القول الرافعي في اليمان أن اليمين تنعقد علممى الماضممي
كما تنعقد على المستقبل وأنه إن كان جمماهل ففممي الحنممث
قممولن كمممن حلممف ل يفعممل كممذا ففعلممه ناسمميا فظممن مممن
التشبيه استواءهما في الصحيح وليس كممذلك كممما أوضممحه
هو في مواضع كممثيرة مممن المهمممات وإنممما قلممت ذلممك هنمما
273
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
لمممور منهمما موافقممة >ص الموضممعين السممابقين وإل لدى
إلى التناقض ولشك أن درأه أولى ،ومنها أن الرافعممي فمي
الشرح لم يصممحح فممي مسممألة السممتقبال شمميئا بممل حكممى
القولين بل ترجيح وإنما الذي رجح عدم الحنث النووي فممي
زوائد الروضة تبعا للمحرر فأكثر ما وقع مممن الرافعممي أنممه
حكى في مسألة الستقبال قولين بل ترجيح ثم حكاهما في
مسألة المضي كذلك فكيف ينسب له تصحيح عممدم الحنممث
في المضي وهو لم يصحح فممي الموضممعين شمميئا وإذا كممان
على تقدير تصحيحه في الستقبال عدم الحنث ل يلزم منه
تصحيحه في المضي بمجممرد إجممراء الخلف فلن ل ينسممب
إليه تصحيح في الثانية مع عدم تصحيحه في الولممى أولممى،
ومنها أن في فتاوي النووي الشارة إلى الفرق فممانه حكممى
القولين في حنث الناسي وصممحح عممدمه ثممم قممال وصممورة
المسألة أن يحلف أنه ل يفعل كذا فيفعله ناسمميا لليميممن أو
جاهل أنه المحلوف عليه فتصويره المسألة بذلك يشعر بأن
صورة المضي بخلف ذلك وإل لم يكن للتصوير بذلك فائدة
وكان فيه إخلل فكيف والمعروف من صممنيع العلممماء أنهممم
إذا حكممموا بحكممم ثممم قممالوا وصممورة المسممألة كممذا فممانهم
يقصدون إخراج بقية صورها من ذلممك الحكممم وهممذا أمممر ل
يخفى على من مارس كلم العلممماء وتصممانيفهم ،ومنهمما أن
جمعا من المتأخرين صرحوا بالمسألة وبتصحيح الحنث فيها
منهم ابن الصلح في فتاويه فقال أنمه أظهمر القمولين قمال
ولم يذكر المحاملي في رؤوس المسائل إل الحنث ومنهممم
قاضي القضاة تقي الدين بن رزين وبالغ فممي بسممط الكلم
فيها وقد سقت عبارته في كتاب الشباه والنظممائر بطولهمما
ونممذكر هنمما المقصممود منهمما قممال للجهممل والنسمميان حالتممان
إحداهما أن يكون ذلك واقعمما فممي نفممس اليميممن أو الطلق
كما إذا دخل زيد الدار وجهل ذلك الحالف أو علمه ثم نسيه
فحلف بالله أو بالطلق أنمه ليمس فمي المدار فهمذه اليميمن
ظاهرها تصديق نفسه في النفي وقد يعرض فيها أن يقصد
أن المر كذلك في اعتقاده أو فيما انتهى إليه علمه أي لممم
يعلم خلفه و ل يكون قصده الجممزم بممأن المممر كممذلك فممي
الحقيقة بل ترجع يمينه إلى أنه حلف أنه يعتقد كذا أو يظنه
274
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وهممو صممادق فممي أنممه معتقممد ذلممك أو ظممان لممه فممان قصممد
الحالف ذلك حالة اليمين أو تلفظ بممه >ص متصممل بهمما لممم
يحنث وإن قصد المعنى الول أو أطلق ففي وقمموع الطلق
ووجوب الكفارة قولن مأخذهما أن النسمميان والجهممل هممل
يكونان عممذرا فممي ذلممك كممما كانمما عممذرا فممي بمماب الوامممر
والنواهي أم ل كما لم يكونا عممذرا فممي غرامممات المتلفممات
ويقوى إلحاقها بالتلف فإن الحالف بالله أن زيدا في الدار
إذا لم يكن فيها قد انتهك حرمممة السممم المعظممم جمماهل أو
ناسيا فهو كالجاني خطأ ،والحالف بالطلق إن كممانت يمينممه
بصيغة التعليق كقوله إن لم يكممن زيممد فممي الممدار فزوجممتي
طالق إذا تبين أنه لم يكن فيهمما فقممد تحقممق الشممرط الممذي
علق الطلق عليه فإنه لم يتعمرض إل لتعليمق الطلق علمى
عدم كونه في الدار ول أثر لكونه جاهل أو ناسمميا فممي عممدم
كونه في الممدار ،وأممما إن كممان بغيممر صمميغة التعليممق كقمموله
لزوجته أنت طالق لقد خرج زيد من الممدار وكقمموله الطلق
يلزمني ليس زيد في الدار فهذا إذا قصد بممه اليميممن جممرى
مجممرى التعليممق وإل لوقممع الطلق فممي الحممال وإذا جممرى
مجرى التعليق كان حكمممه حكمممه ،هممذه عبممارة ابممن رزيممن
بحروفهمما فممي هممذه الحالممة ،ثممم ذكممر الحالممة الثانيممة وهممي
التعليق على الفعل في المسممتقبل فيفعلممه ناسمميا أو جمماهل
وصحح عدم الحنث فيها كما هو المشهور ،وجزم بممما قمماله
ابن رزين من غير عزو إليممه القمممولي فممي شممرح الوسمميط
كما رأيته فيه ونقلممه عنممه الذرعممي فممي القمموت وقممال إنممه
أخذه من كلم ابن رزين ،وذكر أيضا الزركشي في الخممادم
كلم ابن رزين وقال تابعه القمولي وغيره .قلت :وعلم من
كلم ابن رزين تقييد محل الخلف بقيممدين مهميممن أحممدهما
أن ل يقصد في يمينه الحلف على ظنه فإن قصممد أن ظنممه
كذلك لم يحنث قطعمما ،الثمماني أن ل يكممون بصمميغة التعليممق
فإن كان حنث قطعا وهذا ل يمتري فيه أحد بممدليل مسممألة
الغراب المذكورة في المنهاج وإنما نبهت عليه لنممي رأيممت
بعض ضعفاء المشتغلين يهمممون فيممه ويظنممون أنممه ل فممرق
بين صيغة التعليق وغيرها في عدم الحنث في المضي أيضا
وهذا جهل مبين ،وقال الذرعي في القوت تكلم ابن رزيممن
275
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
علممى هممذه المسممألة فممي فتمماويه وأحسممن ول ذكممر لقسممم
المضي في كلمهممم ويشممبه أن يقممال إن قلنمما فممي مسممألة
الستقبال بعدم الحنث وانحلل اليمين فينبغي أن ل يحنممث
هنمما وإن قلنمما ل ينحممل كممما رجحممه الرافعممي والنممووي فقممد
جعلنمماه خارجمما مممن اليميممن فيحنممث لن فممي إخراجممه عممن
اليمين هنا تكلفا فلم يحلف هنمما إل علممى كممونه فممي الواقممع
كذلك ل على ظنه ثم قال نعم يشبه أن ل يلزمه كفارة لنه
إذا حلف معتقدا فل انتهاك وينبغممي وقمموع الطلق إذا قصممد
تحقيق الخبر بتعليق الطلق بنقيض الحالة التي أخممبر عنهمما
ولم يكن كذلك ،وقال صاحب الخادم فصل ابممن رزيممن بيمن
أن يقصد فممي يمينممه أن ظنممه كممذلك فل يحنممث وبيممن أن ل
يقصد ذلك فيحنمث وأطلمق ابمن الصملح الحنمث والصمواب
تفصيل ابن رزين قال ويدل لعدم الحنث فممي حالممة القصممد
يمين عمر في ابن صياد أنه الدجال ولم يممأمره صمملى اللممه
عليه وسلم بالكفارة قال وينبغي أن يكون في القصممد هممل
هو حالة اليمين أو بعدها الخلف في الستثناء ونية الكنايممة.
انتهممى .قممال الشمميخ ولممي الممدين العراقممي فممي مختصممر
المهمات عند قول الروضة فممإن حلممف علممى ماضممي كاذبمما
فإن كان جاهل ففي وجمموب الكفممارة القممولن فيمممن فعممل
المحلوف عليه ناسيا ما نصه :قلت أفهم تعبيره بالجهممل أن
صورة المسألة أن يحلف على نفي شيء جهل وجوده فلممو
حلف على إثبات شيء بالتوهم ثم تبين خلفه فينبغي أن ل
يجري فيه الخلف بل يجزم بالحنث ول عبرة بممالظن الممبين
خطأه قال والفرق بينهما أنممه بنممى يمينممه فممي النفممي علممى
أصل ولم يبن يمينه في الثبات على شيء قال وبدل لذلك
أمور منها كلمهم في مسألة الغراب ومنها ما في الروضممة
لو أشار إلى ذهب وحلف بالطلق أنه الذي أخذه مممن فلن
وشهد شاهدان أنه ليس ذلك الذهب طلقت علممى الصممحيح
وإن كانت شهادة على النفي لنه نفي يحيممط العلممم بممه أي
محصور قال وهذا يدل على الفرق بالنسيان فممي الماضممي
بين النفي والثبممات انتهممى ،فممانظر كيممف بممالغ رحمممه اللممه
وجزم بالحنث في قسم الثبات من غير إجممراء خلف وهممو
276
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
صممريح منممه فممي أن مسممألة الممذهب المممذكورة ليسممت
مفروضة في العلم.
)تنبيه( ممن جزم بمقالة ابن الصمملح وابممن رزيممن مممن
المتأخرين ابن الملقن في شرحه الكبير والكمال الممدميري
ثم حكى عن السنوي تصحيح عدم الحنث ،ومممن نقممل عممن
الدميري والذرعي أنهما قال بعدم الحنث فقد غلط عليهممما
كما يعرف ذلك من راجع شرحيهما وله دني فهم.
)تنممبيه( أصممل مسممألة الجهممل والنسمميان الممتي تختممص
بالسممتقبال مضممطرب فيممه غايممة الضممطراب توقممف فيهمما
الئمة الجلة حتى قال الصيمري ما أفتيت في يمين النمماس
قط وكذا قال أبممو الفيمماض والممماوردي قممال لن اسممتعمال
التوقي أحوط من فرطات القلم ومن توقف في الترجيممح
فيها الرافعي في الشرح فممأنه أرسممل القممولين ولممم يرجممح
واحممدا منهممما وذكممر النممووي مممن زوائده أن الراجممح عممدم
الحنث وصور فممي فتمماويه المسممألة بالسممتقبال كممما تقممدم
فحينئذ أصممل هممذه المسممألة المبنممى عليهمما مضممطرب فيممه
يتوقف فيه ل ترجيح فيه للرافعي في الشرح وإن رجح في
المحرر وترجيح النووي فيه مقيد به كما أفصح بممه هممو فممي
فتاويه فل يتعداه إلى غيره مع تصريحه هممو والرافعممي فممي
عدة مسائل بما يقتضي الفرق بين المسألتين ومع تصممريح
خلئق من أئمة المذهب منهم من هممو فممي مرتبممة الترجيممح
بالفرق أيضا ،ثم رأيت في الخادم ما نصه توقممف الرافعممي
في الترجيح في مسألة الناسي وكذلك الموجود في غممالب
كتممب الصممحاب إرسممال القممولين بل ترجيممح ،وتوقممف فممي
الفتاء فيها القاضي أبو حامممد وأبممو الفيمماض البصممري وأبممو
القاسم الصيمري والماوردي وكذلك ابن الرفعممة فممي آخممر
عمره ،ورجحت طائفة الحنث منهم أبو بكر الصمميرفي فممي
كتاب الدلئل والعلم واختاره ابن عبد السلم في القواعد
وبممه قممال الئمممة الثلث لن اللفممظ لممم يغلممب فممي عممرف
الستعمال على حال الذكر وقال غيره أنه الرجح دليل وأنه
قول أكثر العلماء وأنه أثبت في المممذهب فممإن الطلق مممن
خطاب الوضع لنه نصب سببا للتحريممم وخطمماب الوضممع ل
يشترط فيه علم المكلف وشعوره ولهذا لو خاطب زوجتممه
277
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بالطلق جاهل بأنها زوجته وقع فكذلك الناسي ،وأما حديث
)رفع عن أمتي الخطأ والنسيان( فهممو محمممول علممى نفممي
الثم والمؤاخممذة ول عممموم فيممه مممن حيممث أن الكلم إنممما
يصح فيه تقدير مضمر ول عممموم فممي المقممدرات علممى ممما
تقرر في الصول ،وذكر نحو هذا الكلم الشمميخ بهمماء الممدين
السبكي في تكملة شرح المنهاج لبيه وزيادات والده أيضمما
كان يتوقف في الفتوى بها وإنما نقلت هممذا كلممه لبيممن لممك
أن مسممألة السممتقبال متوقممف فيهمما غايممة التوقممف فمممن
مصحح للحنث وناسبه للكثرين ومن متوقف حتى الرافعي
فكيف يلحق بها مسألة المضي مممن غيممر نقممل صممريح فيهمما
عن المتقدمين أو المصممححين ممع التصمريح منهمم بمالحنث
فيها من غير تصريح بخلفه هذا ما ل يكون أبدا.
)تنبيه( قيل قد تعقب في المهمات الموضممع الول فممي
الروضممة بممأن الرجمموع إلممى الشممهادة فيممه نممزاع ومخممالف
للمذكور في الصلة أنه ل يرجع إلممى أخبممار الغيممر بممل إلممى
تذكره قلنا هذا لنا ل علينا فإنه إذا حكم بالحنث عند الخبار
المتنازع فممي قبمموله فعنممد تممذكره هممو أولممى ومعولنمما علممى
النكشاف والتبيين بطريق معتبر مقبول.
)تنبيه( إن قيل حديث عمر في حلفه أن ابن صممياد هممو
الدجال يدل على عدم الحنث مطلقا لنه ليس فيه ما يممدل
أنه قصد أن ظنه كذلك فيكون عاما قلت ل دللة فيممه فممإن
ابن صياد لم يتبين أمره ول حنمث مممع الشمك والخبمار فمي
كونه هو الدجال أو غيممره متعارضمة وقمد قمال النمووي فمي
شرح مسلم قال العلممماء قصممة ابممن صممياد مشممكلة وأمممره
مشتبه والظاهر أن النبي صلى اللممه عليممه وسمملم لممم يمموح
إليه في أمره بشيء وإنما أوحى إليه بصفات الدجال وكان
في ابن صياد قرائن محتملة فلذلك كممان النممبي صمملى اللممه
عليه وسلم ل يقطع في أمره بشيء بل قممال لعمممر ل خيممر
لك في قتله -الحديث هذا كلم النووي.
)تنبيه( ذهب بعض علماء العصر إلى الحنث في الجهممل
دون النسيان فقلت له ل يصح هذا لن الجاهل أولى بالعذر
من الناس إذ من علم ثم نسممي ينسممب إلممى تقصممير صممرح
بذلك الفقهاء في مواضع منها من صلى مممع نجاسممة جهلهمما
278
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هل تلزمه العادة قولن أصحهما -نعم فمإن علمهمما ونسمميها
فطريقان أصحهما القطع بالعادة لنه منسوب إلى تقصممير
بخلف الجاهل ،وفي التيمم لممو أدرج فممي رحلممه ممماءا ولممم
يشعر به فتيمم وصلى ل إعادة عليه بخلف ما لو علم فممي
رحله ماءا ثم نسيه وتيمم تلزمه العادة فقبله لنصافه.
)تنبيه( تخيل متخيل الحنث في اليمين دون الطلق لن
في الول الكفارة فهممو مممن بمماب الغرامممات فل يعممذر فيهمما
بالنسممميان ونحممموه كمممالتلف ونحوهممما بخلف الطلق إذ ل
غرامة فيه ،وهذا تخيل فاسد بل الطلق أولى بممالحنث مممن
اليمين أل ترى أن مسألة الستقبال طريقة قاطعة بممالحنث
في الطلق وتخصيص الخلف باليمين لن المدار فيه علممى
هتك حرمممة السممم المعظممم ول هتممك ممع النسمميان ونحمموه
والمدار في الطلق على وجود الصفة المعلق عليهمما وهممي
موجودة بكل حال.
)تنبيه( قيل يدل لعدم الحنث قموله تعمالى )ل يؤاخمذكم
الله باللغو في أيمانكم( فإن أحد القوال في تفسممير اللغممو
إنه الحلف على الشيء يرى أنه كذلك ثممم يتممبين خلفممه فل
إثم فيه ول كفارة قلت الجواب عنه من وجهين أحممدهما أن
الصح المعتمد في تفسير الية إنها فيما سبق إلى اللسممان
من غير قصد اليمين ،روينا هممذا التفسممير بأسممانيد صممحيحة
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا وعممن ابممن عبمماس
وعائشة موقوفا كما أسندته في كتاب ترجمان القرآن وهو
التفسممير المسممند وعليممه أكممثر المفسممرين مممن السمملف
وغيرهم منهم مجاهمد وعكرممة والشمعبي وأبمو قلبمة وأبمو
صالح وطاووس والنخعممي وخلئق ونقلممه ابممن العربممي فممي
أحكام القرآن عممن تفسممير الشممافعي وذهممب آخممرون وهممو
رواية عن ابن عباس إلى أنه فيمن حلف على أمر على أن
ل يفعله فيرى الذي هو خير منه فأمر اللممه أن يكفممر يمينممه
ويأتي الذي هو خير -هكممذا أخرجممه ابممن جريممر مممن طريممق
علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس وهو أصح الطممرق عنممه
في التفسير ،واستفدنا منهمما أن نفممي المؤاخممذة فممي اليممة
خاص بالثم دون الكفارة ،وذهب آخرون إلى أن اليممة فممي
الحلف على فعل حرام أو ترك واجب فيحنث ويكفر أخممرج
279
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ذلك ابن جرير عممن سممعيد بممن جممبير وسممعيد بممن المسمميب
وصرحا بأن نفي المؤاخذة خاص بالثم دون الكفارة وذهب
آخرون إلى أنها فيمن حلف على الشيء أن يفعله فينسى،
الوجه الثاني أن القول بأنها فيمن حلف على الشيء يظممن
أنه كذلك فإذا هو غيره أخرجه ابن جريممر عممن أبممي هريممرة
وابن عباس بإسممنادين ضممعيفين وأخرجممه عممن جماعممة مممن
التممابعين ،ثممم هممم ثلث فممرق فرقممة سممكتت عممن وجمموب
الكفارة وعممدمه وفرقممة صممرحت بوجوبهمما وفرقممة صممرحت
بعدمه فالستدلل بقول هذه الفرقة معارض بقول الفرقممة
الخرى ويؤيد ذلك أشياء منها أن نفي المؤاخذة إنما ينصب
على الثم دون الكفارة بممدليل ربنمما ل تؤاخممذنا إن نسممينا أو
أخطأنا ومعلمموم أن الكفممارات والغرامممات غيممر داخلممة فممي
ذلك ومنها أن هذا التفسير اختاره مالك كما نقله عنممه ابممن
العربممي فممي أحكممامه مممع أن مممذهبه فممي المسممألة وقمموع
الطلق فدل علممى أن اليممة ليسممت دالممة علممى خلف ذلممك
ومنها أن في الية ما يدل علممى وجمموب الكفممارة مممع عممدم
المؤاخذة وهو قوله فكفممارته إطعممام إلممى آخممره فممإن ابممن
عباس وغيره قالوا أن الضمير راجع إلى لغو اليمين الذي ل
مؤاخذة فيه شرعت فيه الكفارة جبرا وذهبوا إلى أن قمموله
تعممالى ولكممن يؤاخممذكم بممما كسممبت قلمموبكم وبممما عقممدتم
اليمان في اليمين الغموس وأنها ل كفارة فيها تغليظا عليه
وهو مذهب جماعة من العلماء ورأى عندنا جار فممي القتممل
عمدا فلم يجعل هؤلء فيه الكفارة تغليظا وخصوصمما بقتممل
الخطممأ وكممذلك تممرك الصمملة والصمموم عمممدا قممال هممؤلء ل
قضاء فيه تغليظا وترك أبعاض الصلة عمممدا قممالوا أيضمما ل
يجبر بالسجود والقائلون بالكفارة في اليمين الغموس وهو
المعظم استدلوا بالقياس على غيرها لنها أولى بالجبر كما
استدلوا بذلك في القتممل وممما ذكممر معمه فمإذا ثبممت وجمموب
الكفارة في اللغو المفسر بالخطممأ علممى هممذا التقريممر مممن
رجوع الضمير إلى اللغو ،ويحرر ذلك على مذهب من يممرى
وجوب الكفارة في اليمين الغموس ومن ل يراه فممإن قيممل
الضمير يرجع إلى أقرب مممذكور قلنمما ليممس هممذا بممدائم ول
غالب بل تارة كذا وتمارة بخلفمه خصوصما إذا ورد التفسممير
280
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بذلك من أصح الطرق عن ابممن عبمماس الممذي هممو ترجمممان
القرآن وحبر المة وإمام العرب وتابعه فيه أئمة التابعين.
)تنممبيه( قيممل :يممدل لعممدم الحنممث قمموله تعممالى )وليممس
عليكم جناح فيما أخطأتم به( قلت :ل دللة فيه لوجه:
أحدها أن جماعة قالوا الية مخصوصة بنسبة زيممد إلممى
محمد وهو السبب الذي نزلت فيه الية وهذا على رأي من
يقول العبرة بخصوص السبب ل بعموم اللفظ.
الثاني على اعتبار العموم اتفق المفسممرون أو أكممثرهم
على تفسير الخطأ في الية بما كان مممن غيممر قصممد فعلممى
هذا إنما يصح الستدلل بالية على ممما سممبق إليممه اللسممان
من اليمان فهو كقوله تعالى )ل يؤاخمذكم اللمه بماللغو فمي
أيمانكم( على أصح القوال فيه ولهذا عقبه بقوله )ولكن ما
تعمدت قلوبكم( كما قال هناك )ولكن يؤاخذكم بما كسممبت
قلوبكم(.
الثالث على تقدير تسليم أن المراد بالخطأ ما هو أعممم
من ذلك أن اليممة دالممة علممى نفممي الثممم فقممط لنممه معنممى
الجناح قال الجوهري في الصحاح الجناح بالضم الثممم هممذه
عبارته ،ول يلزم مممن نفممي الثممم نفممي الكفممارة أل تممرى أن
القاتل خطأ عليه الكفارة إجماعا وكذا الجاني فممي الحممرام
بإزالممة شممعر أو نحمموه خطممأ ومممن ظممن أن وقمموع الطلق
وكفارة اليمين من باب خطاب التكليف ل الوضع فقد أبعممد
وليت شعري ما يقول المحتج بعموم هذه الية فيمن صمملى
بنجاسة جاهل فإن قال ل تلزمه العادة أخذا بعمومهمما فقممد
خالف مذهب الشافعي وإن قممال ألزمممه العممادة ول أقيممده
بجهله إل عدم الثم فقد سلم ما قلناه.
)تنبيه( فإن قلت هذا تحرير النقل والممدليل فممما تحريممر
الفرق بين المضي والستقبال من حيث المعنى حيث قلت
بالحنث في الول دون الثاني قلت تحرر لي في ذلك ثلثممة
فروق :أحدها ما أشار إليه ابن رزين أن النتهاك ونحوه في
الول وقع حالممة اليميممن بخلف الثمماني فممإن نفممس اليميممن
صدرت سالمة من ذلك ثم طرأ ذلك بعدها وكان هذا راجممع
إلى أنه يغتفر في الثناء ما ل يغتفر في البتداء .الثمماني ممما
أشار إليه الذرعممي أن تممرك الحنممث فممي الول يممؤدي إلممى
281
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إلغماء اليميمن الصمادرة بالكليمة وإلغماء يميمن مقصمودة لمم
يسبق إليها اللسان بعيد بخلف الثاني فأن ترك الحنث فيه
ل يؤدي إلى ذلك بناء على أن اليميممن ل تنحممل وهممو الصممح
فتؤثر بعد ذلك .الثالث وهو أقواها عندي ولم أر من تعرض
له أن الحممالف علممى الماضممي غيممر معممذور بخلف الحممالف
على المستقبل وبيان كونه غير معذور من وجهيممن أحممدهما
أن الحالف على الماضي ل يقصد به إل تحقيممق الخممبر إذ ل
يتعلق به حث ول منع فكان عليه أن يسممتثبت قبممل الحلممف
بخلف الحالف على المستقبل فإن قصده الحممث أو المنممع
فله في الحلف قصد صممحيح والسممتثبات فيممه غيممر متصممور
فإذا وقع الفعل المحلمموف عليممه مممع جهممل أو نسمميان كممان
معممذورا بخلف الحممالف علممى الماضممي غيممر مسممتثبت ول
متحقق فإنه مقصر غير معذور ،الوجه الثاني أنه كان يمكنه
أن يحلف علمى أن ظنممه كممذا أو معتقمده أو مما انتهممى إليمه
علمه لفظا بذلك أو ناويا له فيكون صادقا فلمما تمرك ذلمك
وعدل إلى الجزم بأنه في نفس المر كذلك والواقع بخلفه
كان كاذبا مقصرا حيث لم يقتصر في يمينه علممى ظنممه بممل
عداه إلى الواقع جازما به فلم يعذر لذلك ،ومممما يصمملح أن
يعد فرقا رابعا أن التعليق في الماضي يقتضممي الحنممث مممع
الجهل قطعمما كقمموله إن كممانت امرأتممي فممي الحمممام فهممي
طالق بخلف التعليق في المستقبل فإنه ل يقتضي الحنممث
إذا وقمممع ممممع الجهمممل أو النسممميان وإذا افمممترق المضمممي
والستقبال في التعليق فل بدع أن يفترقا فممي اليميممن لنممه
جار مجراه.
)تنبيه( تقدم في كلمي أنه ل يلممزم مممن البنمماء وإجممراء
الخلف الستواء في التصحيح وهذا أمممر متفممق عليممه فممإن
قيل الغالب الستواء قلنا ل يلزم الحمل على الغالب إل مع
عدم التصريح بخلفه على أنه إن أريد بالغالب أن ذلممك هممو
الكثر مع كثرة مقابله أيضا فهذا ل يمنمع الحممل علمى غيمر
الغالب الكثير لما قام من الشواهد لممذلك وإن أريممد أن ممما
خالف ذلك نادر جدا فليس كذلك بل هممو فممي غايممة الكممثرة
ولول خشية الطالة والخروج عن المقصود لوردت مسائله
هنا وقد أفردتها بتأليف مستقل ،ومن أمثلة ذلممك ممما ذكممره
282
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الرافعي لو نسي الممماء فممي رحلممه فممتيمم وصمملى فقممولن
أظهر هما وهو الجديد وجوب العادة قممال ولممو أدرج الممماء
في رحله وهو ل يشعر به ففيه قممول النسمميان لكممن الصممح
هنا نفي العادة لنه ل تقصير فيه وفي الممذهول بعممد العلممم
نوع تقصير وهذا الفرع أشبه شيء بالمسألة التي نحن فيها
فإن الناسي فمي مسممألة السممتقبال ل ينسممب إلممى تقصممير
بخلف مسألة المضي فإن القدام على الحلف علممى نفممي
الشيء بعد وقوعه أو عكسه فيه نوع تقصممير ،وممما أحسممن
قول الشيخ تاج الدين السبكي في رفع الحمماجب رب فممرع
لصل ذلك الصل يظهر فيه الحكم أقوى مممن ظهمموره فيممه
لنتهمماض الممدليل عليممه ولهممذا تممرى الصممحاب كممثيرا ممما
يصححون في المبنى خلف ما يصححونه في المبنممى عليممه
انتهى.
)تنبيه( مما يحصل الئتناس به لما قلنمماه قممول الفقهمماء
إن المسألة ذات الطريقيممن إذا كممان الصممح فيهممما طريقممة
الحلف فالغالب أن الصممح فيهمما ممما وافممق طريقممة القطممع
وهذه المسألة فيها طريقة قاطعة بالحنث كما تقدم أن ابن
الصلح نقل ذلك عن المحاملي وحينئذ فالراجح مممن قممولي
الطريقة المشهورة ما وافقها ،علممى أن عنممدي فممي إثبممات
القولين في المسألة نظرا فإن الذرعي ذكممر أن الصممحاب
لم يتعرضوا لقسم المضي فالظاهر إجراء القولين فيها من
تخريممج الرافعممي ،ثممم رأيممت أن أوسممع النظممر فممي كتممب
الشممافعي والصممحاب فممي هممذه المسممألة لقممف علممى
متفرقممات كلمهممم فيهمما واعلممم مممن تعممرض لهمما ممممن لممم
يتعرض لها فراجعت الم فوجدت فيها ما يدل على الحنممث
ونصه في أبواب ما اختلف فيه مالك والشافعي قال الربيع
قلت للشافعي ما لغو اليمين فقممال أممما الممذي نممذهب إليممه
فما قالت عائشة أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أنها قالت لغو اليمين قول النسان ل واللممه وبل
والله فقلت للشافعي ما الحجة فيما قلممت قممال اللغممو فممي
لسان العرب الكلم غير المعقود عليه فيه من جماع اللغممو
يكون الخطأ فخمالفتموه وزعمتممم أن اللغممو حلمف النسمان
على الشيء يظن أنه كما حلف عليه ثم يوجد علممى خلفممه
283
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قال الشافعي فهذا ضد اللغو هممذا هممو الثبممات فممي اليميممن
بعقدها على ما يعقد عليه وقول الله )ولكممن يؤاخممذكم بممما
عقدتم اليمان( ما عقدتم به عقد اليمين عليه ولممو احتمممل
اللسان ما ذهبتم إليه منع من احتماله ما ذهبت إليه عائشة
وكانت أولى أن تتبع منكممم لنهمما أعلممم باللسممان منكممم مممع
علمها بالفقه -هذا نصه بحروفه ،فقوله هذا ضد اللغممو إلممى
آخره صريح في الحكم بالحنث والمؤاخممذة علممى خلف ممما
في اللغو فإن الشافعي قصد بهذا الكلم الممرد علممى مالممك
فإنه اختار تفسير اللغو في الية بذلك كما تقدم واحتممج بممه
على عدم الحنث في اليمين فيمن حلف على ظنه ثم تبين
خلفممه وإذا كممان نممص الشممافعي صممريحا فممي الحنممث فممي
اليمين ففي الطلق أولممى لن مالكمما موافممق علممى الحنممث
فيممه ،ثممم رأيممت فممي موضممع آخممر مممن الم ممما نصممه قيممل
للشافعي فإنا نقول أن اليمين التي ل كفارة فيها فإن حنث
فيها صاحبها إنها يمين واحدة إل أن لهمما وجهيمن وجمه يعمذر
فيه صاحب ويرجى له أن ل يكون عليممه فيهمما إثممم لنممه لممم
يعقد فيها إثم ول كذب وهو أن يحلف بالله على المممر لقممد
كان ولم يكن فإذا كان ذلك جهده ومبلغ علمه فممذلك اللغممو
الذي وضع الله منه المؤونة عمن العبماد وقمال )ل يؤاخمذكم
الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقممدتم اليمممان(
والوجه الثاني أنه إن حلف عامدا للكذب استخفافا بمماليمين
بالله كاذبا فهو الوجه الثمماني الممذي ليسممت فيممه كفممارة لن
الذي يعرض من ذلك أعظم من أن يكون فيممه كفممارة وأنممه
ليقال لممه تقممرب إلممى اللممه بممما اسممتطعت مممن خيممر فقممال
الشافعي أخبرنا سفيان ثنا عمرو بن دينار وابن جريممج عممن
عطاء قال ذهبممت أنمما وعبيممد بممن عميممر إلممى عائشممة وهممي
معتكفممة فممي سممتر فسممألتها عممن قممول اللممه عممز وجممل )ل
يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم( قممالت هممو ل واللممه وبلممى
والله قال الشافعي فلغو اليمين كممما قممالت عائشممة رضممي
الله عنها وذلك إذا كممان علممى اللجمماج والغضممب والعجلممة ل
يعقد على ما حلف عليه وعقد اليمين أن يثبتها على شمميء
بعينه أن ل يفعل الشيء فيفعله أو ليفعلنه فل يفعله أو لقد
كان وما كان فهذا عليه الكفارة هذا نصممه بحروفممه ،وقمموله
284
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قيل للشافعي يعني من جهة أصممحاب مالمك فهممذان نصممان
في الم صريحان في الحنث ،وقد استوعبت الم من أولهمما
إلى آخرهمما فلممم أجمد فيهمما تعرضمما للمسممألة إل فمي هممذين
الموضعين وقمد جمزم فيهما بمالحنث كمما تمرى ثمم راجعمت
مختصر المزني.
باب اللعان
مسألة -امرأة نفت ابنها بعد اعترافها به وحكم بالنفي
حاكم فهل ينتفي منها وهل لها أن تقر به ثانيا.
الجممواب -الولممد ل يلحممق الم باعترافهمما بممل لبممد مممن
إقامتها البينة فإن أقامتها فل يفيد النفي بعدها.
}كتاب النفقات{
مسألة -إذا أذن الولي في النفاق على الزوجة ومات
هممل يسممتمر الذن إلممى البينونممة الكممبرى أو ينقطممع بممموته
297
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ويحتاج إلى إذن ولي إن كان أو الحاكم ،وإذا قممرر لهمما فممي
نظير كسوتها مبلغ معين ورضيت بممه ثممم بعممد مممدة تراضمميا
على أقل من ذلك هل يصح أم ل.
الجواب -المسممألة الولممى مسممألة حسممنة ولممم أجممدها
منقولة والذي يتخممرج علممى القواعممد الحتمممال الثمماني لنممه
كالوكيل عن الولي في النفمماق عليهمما فينقطممع بممموته هممذا
مقتضى القواعد ولكن الحسن خلفه لطباق النمماس علممى
عدم النزاع في ذلك من عهد النبي صلى الله عليممه وسمملم
إلى الن ،وأما إذا قممرر لهمما فممي نظيممر كسمموتها دراهممم ثممم
تراضيا على أقل وهي جائزة التصرف فإنه يجوز.
مسألة -في امرأة ناشزة هل تستحق شيئا من النفقممة
والقسم والكسمموة أم ل وإذا قلتممم بممالمنع فهممل إذا رجعممت
في بعض اليوم هل تعود نفقة اليوم أو بعضه ،وهل تسممقط
كسوة الفصل كله أم بعضه ،وما معنى قولهم الفصممل هممل
هو العام أو بعضه أو أحد الشهور المقرر فيها الكسوة ،وإذا
ادعى الزوج النشوز وأنكرت الزوجة فهل القممول قولهمما أم
قوله وهل يلزم أحدهما يمين أم يكلممف البينممة ،وإذا طلقهمما
وهي ناشزة فهل لهمما السممكنى ،وإذا قلتممم بممالمنع فلزمممت
مسكن النكاح وأطاعت فهل تستحق السكنى أم ل.
الجممواب -ل تسممتحق الناشممزة شمميئا مممما ذكممر ،وإذا
رجعت في بعض اليوم لم تستحق لذلك اليوم شيئا على ما
رجحه في زوائد الروضة فممي النكمماح وحكممى فممي النفقممات
وجهين بل ترجيح ،ويسقط بالنشوز كسوة فصل كامل وهممو
نصف العام ول تعود بعود الطاعة على قياس ممما ذكممر فممي
النفقة ،وإذا ادعى النشوز وأنكرته فالقول قولها بيمينهمما إل
أن تكون له بينة ،وإذا طلقهمما وهممي ناشممزة فل سممكنى لهمما
فإن عادت إلى الطاعة عاد حق السكنى.
مسألة -زوجة خرجت من منزل الزوج بغير إذنممه إلممى
منممزل أبيهمما وأقممامت بممه مممدة وطلقهمما الممزوج طلقمما بائنمما
واستمرت نحو عشرة أشهر وادعت أنها مشتملة منه علممى
حمل فهل تستحق النفقة والكسوة للمممدة الماضممية ،وهممل
القول قوله أنها خرجت من منزله بغير إذنممه أو يحتمماج إلممى
بينة ،وهل يثبت موت الحمل في بطن أمه بالبينة أم ل وإذا
298
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ثبت موته فهممل تسممتحق المطلقممة النفقممة والكسمموة أم ل،
وهممل إذا وضممعته ميتمما يكممون الحكممم كممذلك أم ل ،وهممل
للمطلق أن يسأل البينة عن قممراءة الفاتحممة أو عممن شمميء
من شروط الصلة وإذا سألها وكممانت ل تحسممن شمميئا مممن
ذلك فهل يكون قادحا في الشهادة أم ل ،وهل إذا أتت بولد
وادعت أنه من المطلق يلحق به أم ل.
الجمممواب -إذا طلقمممت الناشمممز وهمممي حاممممل ففمممي
استحقاقها النفقة رأيممان مبنيممان علممى أن النفقممة هممل هممي
للحمل أو لها بسبب الحمل فإن قلنا للحمل استحقت أولها
بسببه لم تستحق وهذا القول الثاني أظهر وهو أنها لهمما فل
تستحق ،والمسألة الثانية أيضا مبنية على هذا الخلف فممإن
قلنمما للحمممل لممم تجممب للمممدة الماضممية لن نفقممة القريممب
تسقط بمضي الزمان وإن قلنا لهمما وجبممت أعنممي فممي غيممر
هذه الصورة التي هي صورة النشوز ،وقممدر الممواجب أيضمما
مبني على هذا الخلف فإن قلنا للحمممل فممالواجب الكفايممة
من غير تقدير وإن قلنا لها فالواجب مقدر وهو القدر الممذي
يجب حالة العصمممة ويختلممف باليسممار والعسممار والتوسممط
وهذا أيضا في غير صورة النشوز لما تقدم مممن أن الناشممز
ل تستحق شيئا ،والفممروع المبنيممة علممى هممذا الخلف اثنممان
وثلثممون فرعمما سممقتها فممي تممأليفي الشممباه والنظممائر ،وإذا
ادعى أنها خرجت بغير إذنمه وأنكمرت فمقتضمى مما ذكمروه
في العدد أن القممول قممول الممزوج بيمينممه لن الصممل عممدم
الذن ،لكممن فممي الروضممة وأصمملها فممي النفقممات لممو ادعممى
الزوج النشوز وأنكرت فالصحيح أن القول قولها لن الصل
عدم النشوز وأما ثبوت موت الحمل في بطممن أمممه بالبينممة
فقممد رجحمموا ثبمموت الحمممل نفسممه بالبينممة لن لممه مخممائل
وقرائن يظهر بها ومقتضى هذا أن ممموته فممي البطممن أيضمما
يثبت بها لن لذلك مخائل يعرفها النساء والطباء وإذا ثبممت
موته أو وضع ميتا استحقت النفقة والكسوة إلى آخممر يمموم
الوضع بناء على الظهر أن النفقة لها ل للحمل والكلم في
غير صممورة النشمموز ،وللمممدعى عليممه أن يقممدح فممي البينممة
بالفسق ويفسر ذلك بالتقصممير فممي تعلممم واجبممات الصمملة
فإذا ثبت ذلك كان قادحا في عدالته وشهادته لكممن بشممرط
299
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أن يكون ذلك مما يلزم تعلمه إجماعا أو فممي معتقممده فممإن
كان مقلدا من ل يرى لزوم تعلم الفاتحة لممم يفسممق بممترك
تعلمها وكذا لو تعذر عليه حفظها فإنه يعذر في ذلك ويممأتي
بالبدل فل يفسق ،وإذا أتممت المطلقممة بولممد لحممق المطلممق
من غير دعوى بشرط أن يكون بيممن الممولدة والطلق أربممع
سنين فأقل وبشرط أن ل يطرأ عليها فراش لغيره.
مسألة -رجل تزوج بامرأة ودخل بها ثم غاب عنها أكثر
من سنة ونصف ولممم يعلممم لممه مكممان فممأثبتت غيبتممه علممى
حاكم شافعي وعدم النفقة وعدم مال له تصممرف لهمما منممه
نفقتها فخيرها الحاكم بين القامة والفسخ فاختارت الفسخ
فأجابها الحاكم وفسخ فهل يجمموز هممذا الفسممخ أم ل لكممون
الشهود ل يعلمون مقر الزوج فكيف يعلمون بإعساره.
الجواب قمال ابمن العمماد فمي كتمابه توقيمف الحكمام علمى
غوامض الحكام فرع إذا تحقق الشممهود إعسممار الممزوج ثممم
غمماب مممدة طويلممة وادعممت امرأتممه إعسمماره جمماز لهممم أن
يشممهدوا أنممه الن معسممر استصممحابا للصممل ولنظممر إلممى
احتمال طروء اليسار قاله ابن الصلح في فتمماويه ،قممال ول
يكفي الشهود أن يقولوا نشهد أنه غاب وهممو معسممر بممل ل
بد أن يشهدوا أنممه الن معسممر ،ونظيممره الشممهادة بممالموت
على الستفاضة ل يكفي أن يقولوا سمعنا أنه مات بل لبممد
أن يقولوا نشهد أنه مات ويجوز لهممم الجممزم اعتمممادا علممى
غلبة الظن ،قمال :ونظيمر ذلمك ممما لمو رأى الشماهد إنسممانا
أقرض غيره مال ثم غاب عنه مدة طويلة يحتمل أنممه وفمماه
فيها أو أبرأه فإنه يجوز له أن يشهد للمقممرض ببقمماء الحممق
في ذمة المقترض ول نظر إلى احتمال الوفمماة انتهممى كلم
ابن العماد وحينئذ إذا كممان هممؤلء الشممهود عرفمموا إعسمماره
قبل غيبته ثم غاب ولم يعرفوا مقره فشممهدوا بممأنه معسممر
الن فشممهادتهم مقبولممة وفسممخ الحمماكم المرتممب عليهمما
صحيح.
300
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحمد للممه وسمملم علممى عبمماده الممذين اصممطفى .وقممع
السؤال عن رجل تممزوج بممامرأة حممرة وأراد الممدخول عليهمما
في منزله فامتنعت من ذلك وقالت أنا ل أخرج من منزلممي
فسكن معهمما فممي منزلهمما فهممل يلزمممه نفقممة أم ل .وأقممول
عبارة الروضة إذا زوج أمته لم يلزمه تسممليمها إلممى الممزوج
ليل ونهممارا لكممن يسممتخدمها نهممارا ويسمملمها ليل ،ولممو قممال
السمميد ل أخرجهمما مممن داري ولكممن أخلممي لممك بيتمما لتممدخله
وتخلممو بهمما فقممولن أظهرهممما ليممس لممه ذلممك فممإن الحيمماء
والمروءة يمنعانه دخول دار غيره ،وعلى هذا فل نفقة على
الزوج كما لو قالت الحرة أدخل بيتي ول أخممرج إلممى بيتممك،
والثاني للسيد ذلك لتدوم يده على ملكه مممع تمكممن الممزوج
من حقه فعلى هذا تلزمه النفقة هذه عبارة الروضممة وهممي
صريحة أو ظاهرة في أن ذلك فيما إذا جاء الزوج واسممتمتع
مسممألة -المممة عليهمما فممإن بها في منزلها بدليل قياس
محل مسألة المة فيما إذا فعل الزوج ذلك بل شك فكذلك
مسألة الحرة المقيس عليها ولو كانت مسألة الحممرة فيممما
إذا لم يفعل ومسألة المة فيما إذا فعل لممم يصممح القيمماس
كممما ل يخفممي إذ للفممارق حينئذ ٍ أن يفممرق بيممن المقيممس
والمقيس عليه بوجممود السممتمتاع فممي هممذا دون هممذا فممإن
زعم زاعم أن مسألة المة أيضا محلهمما فيممما إذا لممم يفعممل
قلنا قد صرح الشيخ جلل الدين المحلى في شرح المنهمماج
بخلف ذلك فقال ما نصه :ولو أخلممى السمميد فممي داره بيتمما
وقال للزوج تخلو بها فيممه لممم يلزمممه ذلممك فممي الصممح لن
الحياء والمروءة يمنعانه من دخول داره ولو فعممل ذلممك فل
نفقممة عليممه هممذا لفظممه ،ويقممويه مممن جهممة المعنممى أمممران
أحدهما أنها لو كانت فيما إذا لم يدخل لممم يكممن فيهمما قممول
بوجوب النفقة فممإن الممزوج إذا لممم يممدخل ل نفقممة عليممه بل
خلف والخلف في هذه مصمرح بمه فمي الروضمة والشمرح
كممما تممرى فتعيممن أن يكممون محلممه فيممما إذا دخممل ،والمموجه
الثاني أن هذه المسممألة كمسممألة ممما إذا اسممتخدمها السمميد
نهارا وسلمها للزوج ليل والمرجح في تلك أنه ل نفقة علممى
الزوج مع دخوله واستمتاعه كممل ليلممة فكممذا هممذه بممل هممذه
أولى لن الحرج فيها أضمميق مممن تلممك فممإنه هنمماك تسمملمها
301
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
نصف تسليم وهو الليل كله الذي هو محل السممتمتاع وهنمما
لم يتسلمها أصل ويؤكد ما قلناه من الولوية أمر آخممر وهممو
أن قول السيد ل أسلمها إليممك نهممارا بممل ليل فقممط مقبممول
منه ومجاب إليه وقوله ل أخرجها من داري ولكن أخلي لك
بيتا فيها غير مقبول منه ول مجاب إليه فإذا لم يلزم الممزوج
نفقة في حالة مجاب إليها السمميد شممرعا فكيممف يتخيممل أن
تلزمه النفقة في حالة ليجاب السمميد إليهمما شممرعا هممذا ممما
أفهمته عبارة الروضة ،وقال في الروضممة أيضمما فممي كتمماب
النفقات ما نصه :فرع لو قالت المرأة ل أمكن ل في بيممتي
أو في موضع كذا أو بلد كممذا فهممي ناشممزة ،وعنممد الرافعممي
في الشممرح بأوضممح مممن عبممارة الروضممة فقممال ولممو قممالت
المرأة ل أمكن إل في بيتي أو في بيت كذا أو بلد كذا فهممي
ناشزة لن التمكين التام لم يوجد ،وهذا كما لو سلم للبممائع
المممبيع وشممرط أن ل ينقلممه إلممى موضممع كممذا هممذه عبممارة
الرافعي فانظر كيف علله بقوله لن التمكين التام لم يوجد
فدل على أنه وجد تمكين ناقص والتمكين النمماقص ل تجممب
معه نفقة وإن استمتع الزوج كما عللوا به مسألة المممة إذا
استخدمها السمميد نهممارا وأسمملمها للممزوج ليل فممإنه ل نفقممة
على الزوج مع رضمماه بممه وإجبمماره عليممه شممرعا لنممه ليممس
بتمكين تام وانظر أيضا كيف شبهه الرافعي بمسألة تسليم
البائع المبيع بشرط أن ل ينقلممه فممإن هممذا ل يكممون تسممليما
تاممما وإن رضممي بممه المشممتري ،ثممم راجعنمما كتمماب التتمممة
للمتولي فوجدنا عبارته أوضح مممن عبممارة الرافعممي والسممر
في ذلك أن الكتب الصممول تبسممط فيهمما العبممارة بسممطا ل
يبقى معه إشكال علممى قاصممري الفهممم والكتممب المممأخوذة
منها تكف فيها العبارة اتكال علممى فهممم الفطممن أو توقيممف
الموقف ولممما كممانت الروضممة مممأخوذة مممن الشممرح كممانت
عبارة الشرح أوضح من عبارتها ،ولما كان الشممرح مممأخوذا
من مثل التتمة ونحوها كانت عبارتهم أوضح ،وعبارة التتمة
نصها :التسليم الذي يتعلق بممه اسممتحقاق النفقممة أن تقممول
المرأة لزوجها أنا في طاعتك فخذني إلى أي مكممان شممئت
فإذا أظهرت الطاعة من نفسها على هذا الوجه فقد جعلت
ممكنة سواء تسلمها الزوج أو لممم يتسمملمها فأممما إذا قممالت
302
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أسلم نفسي إليك في منزلي أو في موضع كممذا دون غيممره
مممن المواضممع لممم يكممن هممذا تسممليما تاممما كالبممائع إذا قممال
للمشتري أسلم المبيع إليممك علممى شممرط أن ل تنقلممه مممن
موضعه أو على شرط أن تتركه فممي موضممع كممذا لممم يكممن
تسليما للمبيع حتى يجممب تسممليم الثمممن علممى قولنمما تجممب
البداية بتسليم المبيع هذا نممص التتمممة بحروفممه ،ومنممه أخممذ
الرافعي ،وقال في التتمة أيضا فممي مسممألة المممة لممو قممال
السيد الزوج أذنت لك أن تدخل منزلي متى شئت من ليممل
أو نهار ولكني ل أمكن الجارية من الخروج مممن داري فمممن
أصحابنا من قال لها النفقة لن للسيد فيهمما حقمما فل يمكممن
أن يكلف إزالة يده والمزوج قمد يمكمن منهما علمى الطلق،
ومنهم من قال ل تسممتحق النفقممة لن الممزوج يحتشممم مممن
دخول داره في كل وقممت فل يكمممل التسممليم هممذه عبممارته
فممانظر كيممف علممل المموجه القممائل بعممدم النفقممة الممذي هممو
المصحح في الروضة بعدم كمال التسليم فاندفع قول مممن
قال أن التسليم في مسألة لو أخلى في داره بيتمما كممامل إذ
يممدخل عليهمما مممن شمماء مممن ليممل أو نهممار بخلف مسممألة
تسليمها ليل ل نهارا فإنه ناقص فيها ،أنت قد رأيت تصممريح
المتولي بخلفه ،وقد صرح المتولي أيضا في مسألة الحممرة
بالتسوية بين ممما إذا قممالت أسمملم نفسممي ليل وبيممن ممما إذا
قالت ل أسلم نفسي إل في بيممتي فقممال ممما نصممه :الثممالث
عشر السيد إذا زوج أمته فإن سلمها إلى الزوج ليل ونهممارا
وجبت نفقتها وأما إن سلمها ليل دون النهار اختلف أصحابنا
فيه على ثلثة أوجه أحدها ل تستحق النفقة وهو اختيار ابن
أبي هريممرة ووجهممه أنممه تسممليم نمماقص فل تسممتحق النفقممة
كالحرة إذا قالت أسلم نفسممي ليل أو قممالت أسمملم نفسممي
في وضممع مخصمموص ،والثمماني تجممب النفقممة بخلف الحممرة
والفرق أن للزوج أن يسافر بها وليس له أن يسافر بالمممة
فانظر بحمد الله إلى هممذا التصممريح المطممابق لممما فهمنمماه
وكيف قطع بعدم وجوب النفقممة فمي الحممرة فمي مسمألتين
التسليم ليل والتسممليم فممي موضممع مخصمموص وفممرق بينهمما
وبين المة حيث الخلف فيها بممأن الممزوج يملممك المسممافرة
بممالحرة فكممان امتناعهمما مممن النقلممة نشمموزا كامتناعهمما مممن
303
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المسافرة معه ول يملك المسافرة بالمة فجرى وجه أنه ل
يملك نقلها فلم يكن نشوزا ول مسممقطا للنفقممة علممى هممذا
المموجه ،وقممد صممرح النممووي أيضمما فممي الروضممة بالتفرقممة
المذكورة فقال لو سامح السيد فسمملمها ليل ونهممارا فعلممى
الزوج تسليم المهممر وتمممام النفقممة وإن لممم يسمملمها إل ليل
فهل تجب جميع النفقممة أو نصممفها أم ل يجممب شمميء؟ فيممه
أوجه أصحها عنممد جمهممور العراقييممن والبغمموي أنممه ل يجممب
شيء ويجممري الوجهممان الخيممران فيممما إذا سمملمت الحممرة
نفسها ليل واشتغلت عن الزوج نهارا ،قلت الصحيح الجممزم
في الحرة أنه ل يجممب شمميء فممي هممذا الحممال واللممه أعلممم
فانظر كيممف صممحح طريقممة الجممزم فممي الحممرة مممع إجممراء
الخلف في المة .وأما قول من قال كيف يممدخل ويسممتمتع
في غير مقابل فجوابه أنه في مقابلة المهر وقممد قممال فممي
الروضة هنا ما نصه :وأما المهر فقممال الشمميخ أبممو حامممد ل
يجب تسليمه كالنفقة وقال القاضي أبو الطيب يجممب قممال
ابن الصباغ لن التسليم الذي يتمكن معممه مممن المموطء قممد
حصممل وليممس كالنفقممة فإنهمما ل تجممب بتسممليم واحممد قلممت
الصح الوجوب والله أعلم فإن قال قممائل أيسممتمتع بهمما ول
تلزمه نفقة قلنا الستمتاع في مقابلة المهر كما هو مصممرح
بممه فممي كلمهممم وكيممف يتخيممل أن النفقممة تجممب بمطلممق
السممتمتاع وقممد قممال صمماحب التنممبيه ول تجممب النفقممة إل
بالتمكين التام قال ابن الرفعة فممي الكفايممة احممترز الشمميخ
بلفظ التام عما إذا قممالت أنمما أسمملم نفسممي إليممك ليل دون
النهار وفي نهار دون الليل أوفي البلد الفلني دون غيره أو
في المنزل الفلني فإن النفقة ل تجب بذلك إذ لممم يحصممل
التمكين المقابل بالنفقممة وقممال وصممورة التمكيممن التممام أن
تقممول سمملمت نفسممي إليممك فممإن اخممترت أن تصممير إلممي
وتأخذني وتستمتع بي فممذاك إليممك وإن اخممترت جئت إليممك
في أي مكان شئت أو ما يؤدى هذا المعنى ،وعبارة الشمميخ
فممي المهممذب إذا سمملمت المممرأة إلممى زوجهمما ومكممن مممن
السممتمتاع بهمما ونقلهمما إلممى حيممث يريممد وهممما مممن أهممل
الستمتاع في نكاح صحيح وجبت نفقتها فممإن امتنعممت مممن
تسليم نفسها أو مكنت من اسممتمتاع دون اسممتمتاع أو فممي
304
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
منزل دون منزل أو في بلد دون بلد لم تجب النفقة لنه لم
يوجد التمكيممن التممام فلممم تجممب النفقممة كممما ل يجممب ثمممن
المبيع إذا امتنع البائع من تسليم المبيع أو سلم في موضممع
دون موضع ،وعبارة ابن الصباغ في الشممامل :فممإذا مكنممت
الزوجة من نفسها بأن تقول سمملمت نفسممي إليممك فممي أي
مكان شئت فقمد وجبمت لهما النفقمة فأمما إذا قمالت أسملم
نفسي إليك في منزلي أو في الموضممع الفلنممي دون غيممره
لم يكن هذا تسليما تاما ولم تسممتحق النفقممة كممما لممو قممال
البائع أسلم إليك السمملعة علمى أن تتركهمما فمي موضممعها أو
في مكان بعينه لم يكن تسليما يستحق بممه تسممليم العمموض
إليممه ولهممذا قلنمما إن السمميد إذا زوج أمتممه وسمملمها ليل دون
النهممار لممم تسممتحق النفقممة علممى الممزوج فممإنه لممم يحصممل
التسليم التام ،وعبارة المحاملي في المجموع :وإنما يجممب
بالتمكين التام المستند إلى عقد صحيح فمإذا قمالت المممرأة
مكنتك من نفسي فإن شئت أن تتركني في منزلي فافعممل
وإن شئت أن تنقلني إلى حيث شئت فافعل فإذا وجد ذلممك
استحقت النفقة وأما إذا لم يكن ذلك تمكينا تاما بأن قممالت
أمكنك من نفسي في منزلمي ول أنتقمل معمك إلمى موضمع
آخر فإنها ل تستحق النفقة بحال كالسيد إذا زوج أمته ولممم
يسلمها ليل ول نهارا بل قال أسلمها بالليل دون النهار فممإن
النفقة ل تجب بذلك ،وعبارة ابن أبي عصرون في المرشممد
إذا سملمت المممرأة إلمى زوجهمما ومكممن ممن السمتمتاع بهما
ونقلها إلى حيث يريد وهما مممن أهممل السممتمتاع فممي نكمماح
صحيح وجبت النفقة عليه وإن امتنعت من تسليم نفسها أو
مكنت من استمتاع دون استمتاع أو في منممزل دون منممزل
أو في بلد دون بلد لم تجب النفقة ،وعبممارة سممليم الممرازي
في الكفاية :وإذا لم تسلم نفسها إلممى الممزوج لممم تسممتحق
عليه نفقة وسواء امتنعممت منممه بكممل حممال أو قممالت أنتقممل
معك إلى محلة دون محلة وهكذا إن تزوج بها وسممكت كممل
واحد منهما فلم يطلب الزوج أن تسلم نفسها ولممم تطلممب
هممي أن يتسمملمها لممم تسممتحق النفقممة وإذا أراد أن تسمملم
نفسها فإن كان الزوج حاضرا سلمت نفسها إليه بأن تقول
بذلت نفسي لك فإن شئت أن تردد إلى فافعل وإن شممئت
305
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أن تنقلنممي إلممى أي موضممع أردت فافعممل وإذا فعلممت ذلممك
استحقت النفقممة ،وعبممارة صمماحب البيممان :إذا زوج الرجممل
أمته فليممس عليممه أن يرسمملها مممع زوجهمما ليل ونهمارا وإنممما
يجب عليه أن يرسمملها معممه بالليممل دون النهممار فممإن اختممار
السيد إرسالها لزوجها ليل ونهارا وجممب علممى الممزوج جميممع
نفقتها لنه قد حصل له الستمتاع التام وإن سمملمها السمميد
بالليل دون النهار ففيه وجهان من أصحابنا مممن قممال يجممب
عليه نصف نفقتها والمذهب أنممه ل يجممب عليممه شمميء مممن
نفقتها لنه لممم يسمملمها تسممليما تاممما فهممو كممما لممو سمملمت
الحممرة نفسممها بالليممل دون النهممار أو فممي بيممت دون بيممت،
وعبارة الشاشي في العمدة :إذا سلمت المرأة إلى زوجهمما
وهي من أهل الستمتاع ومكممن مممن السممتمتاع بهمما ونقلهمما
حيممث يريممد وجممب عليممه نفقتهمما ،وكممذا عبممارته فممي كتممابه
المسمى بالترغيب ،ثم رأيت الماوردي قال في الحاوي ممما
نصه :وأمما التمكيمن فيشمتمل علمى أمريمن ل يتمم إل بهمما
أحدهما تمكينه من الستمتاع بها والثاني تمكينه من النقلممة
معه حيث شاء في البلد الذي تزوجها فيه وإلممى غيممره مممن
البلد إذا كانت السبل مأمونة فلممو مكنتممه مممن نفسممها ولممم
تمكنه من النقلة معه لم تجب عليه النفقة لن التمكين لممم
يكمل إل أن يستمتع بها في زمان المتناع من النقلة فتجب
لها النفقة ويصير استمتاعه بها عفوا عممن النقلممة فممي ذلممك
الزمان هذه عبارته ،وقد يتمسك بهمما مممن أفممتى بخلف ممما
أفتينا به بل أنا لما رأيتها توقفت كممل التوقممف ثممم بممان لممي
أنها ل تعارض ما تقدم وذلك أني رأيت الماوردي اختار فممي
النفقممة طريقممة ضممعيفة خلف الطريقممة الممتي صممححها
الشمميخان واعممترف هممو أن ممما اختمماره مخممالف لممما عليممه
الجمهور ولظاهر مذهب الشافعي فممإنه اختممار أنممه ل يخلممو
استمتاع بزوجة عن نفقة وفرع على ذلك واختار في المممة
إذا سلمت ليل ل نهممارا أنممه يجممب لهمما القسممط مممن النفقممة
وقال في الحرة الممتنعة من النقلممة إذا اسممتمتع بهمما يجممب
لهمما نفقممة زمممن السممتمتاع علممى قيمماس قمموله فممي المممة
بالتقسمميط ومعلمموم أن هممذه الطريقممة فممي المممة ضممعيفة
والمشهور أنه ل نفقة لها أصل ،وهذه عبارة الماوردي قممال
306
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحالممة الثانيممة أن يمكنهمما منهمما ليل فممي زمممان السممتمتاع
ويمنعه منها نهارا في زمان الستخدام فل خيار للممزوج فممي
فسخ نكاحها إذا كان عالممما برقهمما لنممه حكممم مسممتقر فممي
نكمماح المممة وفممي نفقتهمما وجهممان أحممدهما وهممو قممول أبممي
إسحاق المروزي وجمهور أصحابنا أنه ل نفقة عليه لقصممور
استمتاعه عن حال الكمال ،والوجه الثمماني وهممو قممول أبممي
علي بن أبممي هريممرة والظهممر عنممدي أن عليممه مممن نفقتهمما
بقسطه من زمممان السممتمتاع وهممو أن يكممون علممى الممزوج
عشاؤها وعلى السيد غداؤها لن العشاء يراد لزمان الليممل
والغداء يراد لزمان النهار وعليه من الكسمموة ممما تتممدثر بممه
ليل وعلى السيد منه ما تلبسه نهارا وإنما تقسطت النفقممة
عليه ولم تسقط عنه مممن أجممل وجممود السمتمتاع لئل يخلممو
استمتاع بزوجة مممن اسممتحقاق نفقممة هممذا لفظممه بحروفممه،
فممانظر كيممف رجممح فممي مسممألة المممة خلف ممما رجحممه
الشيخان وكيف قال في الول أنه قممول جمهممور الصممحاب
وفي ما رجحه الظهر عندي إشارة إلى أنه اختيار له خممارج
عممما رجحممه الجمهممور ،وانظممر كيممف بنممى أصممله علممى أن
الستمتاع ل يخلو من نفقمة وذلمك غيمر لزم عنمد الجمهمور
ومنهم الشيخان فعرف أن قوله ذلك في الحمرة بنماء علمى
أصله هو ل على طريقة الجمهور ،وقال الماوردي أيضا بعد
هذا الكلم بورقتين :فإن بوأها معه السيد منممزل ليل ونهممارا
وجبت عليه نفقتها وإن منعه منها ليل ونهارا سقطت نفقتها
وكان السيد متعديا بمنعها منممه فممي الليممل دون النهممار وإن
بوأها معه ليل واستخدمها نهممارا لممم يتعممد ،وفمي نفقتهمما ممما
قدمناه من الوجهين أحدهما وهو قممول المممروزي والظمماهر
من مذهب الشافعي أنه يسقط عنه جميعها ،والثمماني وهممو
قول أبي علي بن أبي هريرة وهو الصممح عنممدي أنممه يجممب
عليه من النفقة بقسطها من زمان الليممل دون النهممار وهممو
ما >ص 0قابل العشاء دون الغداء .انتهى .وإنممما قممال فممي
الول إنه الظاهر من مذهب الشافعي لنمه نمص عليمه فمي
المختصر كممما تقممدمت عبممارته ثممم تأمممل عبممارة الممماوردي
السابقة في الحرة تجده لم يوجب لها النفقة في كل اليام
إنما أوجب لها نفقة زمممن السممتمتاع خاصممة لقمموله ويصممير
307
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
استمتاعه بها عفوا عن النقلة في ذلك الزمان فقيده بقوله
في ذلك الزمان وذلك يحتمل معنيين أحدهما أنه يجممب لهمما
إذا استمتع فمي يمموم نفقممة ذلمك اليمموم كلممه فعلممى هممذا إذا
استمتع بها في منزلها أياما وترك ذلممك أياممما أو غمماب عنهمما
في البلد أو في سفر لم تستحق نفقة أيممام الغيبممة ول أيممام
ترك الستمتاع ولو كانت في منزلممه لسممتحقت نفقممة هممذه
اليام كلها وهذا أغلظ ما يؤخذ مممن عبممارة الممماوردي وهممي
كالصريحة فيه ،والثاني أنه إذا استمتع بها في يوم لم تجب
نفقة ذلك اليوم كله بل بالقسممط فممإن اسممتمتع فممي النهممار
لزمه غداؤها دون العشاء أو في الليل لزمممه عشمماؤها دون
الغداء كما هو قياس قوله في المة وهذا يرشد إليممه قمموله
ويصير استمتاعه بها عفوا عن النقلة فممي ذلممك الزمممان أي
في زمن الستمتاع خاصة فل يجب عليه إل نفقته فقط لن
العفو مقصور عليه والنفقة عنده تقسمميط فيجممب ممما قابممل
ذلك الزمن فقط أما الغداء أو العشاء وتبقي سائر الوقات
التي لم يستمتع بها وهممي ممتنعممة غيممر عفممو فل يجممب لهمما
شيء ول شك أن كل من المعنيين تحتمله عبممارته ويحتمممل
أيضا أصل العبارة معنى ثالثا وهو أنممه لممم يممرد بممذلك الممتي
قالت ل أسلم إل في بيتي وإنما أراد من سلمت في منزله
وبممذلت لممه الطاعممة ثممم أراد أن ينقلهمما إلممى منممزل آخممر أو
يسافر بها إلى بلد آخر فممامتنعت فممإنه ممما دام يسممتمتع بهمما
في منزله الول يجب لها النفقة استصحابا للطاعة السابقة
والتسليم السابق مع تقويته بالستمتاع بخلف من قممالت ل
أسلم إل في بيتي فإنها لم تدخل تحت قهره وطاعته أصممل
فل يفيممد السممتمتاع بهمما نفقممة بممل هممو فممي هممذه الصممورة
كالمحجور عليه من قبلهمما خلف موضموع الزوجيمة ولشمك
أن العرف قاض بأن للساكن بزوجته فممي بيممت نفسممه مممن
الراحة والعز والسلطة وقوة النفس ما ليس للسمماكن فممي
بيت زوجته أو عند أهلها والنسان ل يكون أميممرا فممي بيممت
غيممره والممزوج يحتمماج 0إلممى المباسممطة مممع زوجتممه ورفممع
الحشمة معها في القوال والفعال وذلك ل يتأتى لممه وهممي
في منزل أهلها خصوصا إذا كانت الدار واحدة تجمع الجميع
وهي في حجرة مممن حجرهمما وان اسممتقلت بمرافقهمما ،هممذا
308
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أمر يعرفه كل أحد وقد ورد حديث مخرج في بعض الجزاء
الحديثية أن إبليس قال إنما أحزن على السمماكن فممي بيممت
زوجتممه ،ول يحضممرني الن سممنده وسممأتبعه وألحقممه ،ثممم
تذكرت عن شيخنا شيخ السلم شرف الممدين المنمماوي أنممه
كان يقول فيما إذا امتنعت الزوجة من النقلة وسكن الزوج
في بيتها ينبغي أن يعرض عليها النقلة في كل يوم ليتحقممق
امتناعها فإذا امتنعت سقطت نفقممة ذلممك اليمموم لن نشمموز
لحظة في اليوم يسقط نفقة كممل اليمموم ،وهممذا الممذي قمماله
شيخنا تحقيقا من عنده قصممد بممه أن يتحقممق امتناعهمما مممن
النقلة في كل يوم لحتمال أن تكممون رجعممت عممن المتنمماع
ويكون سكن الزوج في منزلها باختيار نفسه وهي بحيث لو
طلب منها لجابت فإنها في هذه الحالة تسممتحق النفقممة بل
شممك ،والممذي أقمموله أن ممما قمماله شمميخنا محمممول علممى
الستحباب والستظهار لبراءة الذمة لجل هممذا الحتمممال ل
على الوجوب لن الصل بقاؤها على المتناع إلى أن يتيقن
منها الطاعة صريحا.
)تممذنيب( ذكممر الصممحاب أن المممة الموقوفممة يزوجهمما
الحاكم قال الماوردي هذا إذا لم يكن للوقممف نمماظر خمماص
فإن كان له ناظر خاص فهو الذي يممزوج ،قممال ابممن العممماد
فممي "توقيممف الحكممام علممى غمموامض الحكممام" وقممد اغممتر
صاحب المهمات بمقالة الماوردي فجعلها تقييدا لطلقهممما
وأخطأ في ذلك فإن الماوردي بنى جوابه في المسألة على
أن وليممة التزويممج تابعممة لوليممة المممال وهممو وجممه ضممعيف
والكثرون علىخلفممه والرافعممي نقممل هنمما عممن الكممثرين أن
الحمماكم يممزوج انتهممى ،وهممذا نظيممر ممما نحممن فيممه مممن أن
الماوردي بنى جوابه في هذه المسألة علممى اختيمماره أنممه ل
يخلو استمتاع بزوجة من استحقاق نفقممة حممتى إنممه أوجممب
للمممة المسمملمة ليل ل نهممارا شممطر النفقممة وهممو خلف
المصحح في المذهب وقول الجمهور فل يغترن أحممد بممذلك
ويجعله تقييدا لطلق الصحاب فتأنس بذلك.
)تأكيد( وقد اختار الممماوردي أيضمما وجمموب النفقممة فممي
مسائل 0على خلف ما رجحه الكثرون والشيخان قال ابن
الرفعة في الكفاية لو سافرت بإذنه في حاجتهمما ولممم يكممن
309
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
معها فقولن أحدهما ل تسقط النفقة لنها سممافرت بممالذن
وهذا أظهر عند الممماوردي وأظهرهممما عنممد أكممثر الصممحاب
أنها تسقط لنها غير ممكنة وبممه قطممع بعضممهم ،وقممال ابممن
الرفعة أيضا لو صامت تطوعا سقطت نفقتها وفممي وجممه ل
تسممقط ،وقممال الممماوردي :إن لممم يممدعها إلممى الخممروج
بالستمتاع فهي على حقها وإن دعاها فأبت فإن كممان ذلممك
في أول النهار سقطت نفقتها وإن كان في آخره فل لقرب
الزمان ،قال ابن الرفعة ويفهم من كلمه أنه لو دعاها إلممى
الخروج بغير الستمتاع فلم تفعل كممانت علممى حقهمما ،وهممذا
وجه ثالث حكاه في العممدة ،قممال الرافعممي وقممد استحسممن
الروياني هذا التفصيل والكثرون سكتوا عنه انتهى .فممانظر
إلمى همذين الفرعيمن كيمف قمال المماوردي فيهمما بوجموب
النفقة على خلف ما عليه الكثرون مشيا علممى أصممله فممي
أنه ل تخلو زوجة عن نفقة ،وانظر إلممى الرافعممي كيممف لممم
يعتبر تفصيله في الفرع الثاني ول قيد بممه إطلق الصممحاب
بل نبه على أن الكثرين سكتوا عنه ،وهكذا المسممألة الممتي
نحن فيها أطلق الصممحاب فيهمما عممدم وجمموب النفقممة ولممم
يقيممدوه بممما إذا اسممتمتع ،ولممم أر هممذا القيممد إل فممي كلم
الماوردي وحمده جريما علمى مما اختماره فمي مسمألة الممة
وغيرها من وجوب النفقة على خلف قول الكثرين فتفطن
إن كنت من أهل الفطنممة وإل فخممل الهمموى لرجمماله ،ومممما
يؤيد أن هذا التخصيص الذي قاله الممماوردي ليممس بمعتمممد
أن الرافعي لم يعول على ذكممره بممل أطلممق المسممألة كممما
أطلقها سائر الصحاب وكذا ابن الرفعة في الكفاية لم ينبه
عليه أصل مع حرصه على تتبع ما أغفله الرافعي من القيود
والتخصيصات وغير ذلك وما ذاك إل لنممه رآه مفرعمما علممى
طريقة مرجوحة فأعرض عن التشاغل به.
وإذ قد انتهى القول فيما أوردنمماه فلنلخممص الكلم فممي
المسألة فنقول :إذا سكن الممزوج فممي بيممت زوجتممه أو عنممد
أهلها فله أحوال أحدها أن يكون هو الطالب لذلك والمممرأة
أو أهلها كارهون لذلك مريممدون منممه أن ينقممل زوجتممه إلممى
مكان 0يستأجره فهذا عليه النفقة وأجرة المنممزل كممما هممو
واضح ،وفي المحيط من كتب الحنفيممة أنهمما إذا منعتممه مممن
310
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الدخول فممي منزلهمما وقممد سممألته أن يحولهمما إلممى منزلممه ل
تكون ناشزة وتستحق النفقة وهو واضح ،الحممال الثمماني أن
تعرض المرأة أو أهلها ذلك عليه عرضا من غير امتناع مممن
النقلة معه فيرضى بذلك فهذا أيضا ل يسممقط النفقممة لنهمما
بحيممث لممو طلممب منهمما النقلممة إلممى منزلممه لجممابت ،وهممذه
الصممورة بعينهمما مصممرح بهمما فممي الكفايممة لسممليم الممرازي
ومأخوذة من عبارة الروضممة ،وهممل عليمه فمي هممذه الحالممة
أجرة المنزل؟ ينظر فإن صرح بعقد إجارة لزمته الجرة أو
صممرح بإباحممة السممكنى لممه لممم تلزمممه وإن سممكت ففيممه
احتمالن عنممدي ،ثممم رأيممت ابممن العممماد جممزم فممي توقيممف
الحكام بممأن عليممه الجممرة لمممدة مقممامه معهمما قممال لنممه ل
ينسب إلى ساكت قول ولن عدم المنع أعم من الذن فإن
أذنت فل أجرة لمدة سكنه انتهى ،الحال الثممالث أن يطلممب
الزوج تحويلها إلى منزلممه وتمتنممع هممي مممن ذلممك وتقممول ل
أسلم إل في منزلي فيأتي إلى منزلها ويستمتع بها فيممه ليل
ونهارا ،وهذه الصورة هي محل الكلم فممالمفهوم مممن كلم
الروضة والشرح والتتمة وسائر كتب الصحاب أنممه ل نفقممة
لها فممي هممذه الحالممة إل ممما وقممع فممي كلم الممماوردي وقممد
علمت أنه مفرع على طريقة مرجوحة وأنه لممم يمموجب لهمما
النفقة مطلقا بل نفقمة زممن السمتمتاع خاصمة دون اليمام
التي لم يستمتع بها أو غاب عنها علممى خلف ممما لممو كممانت
في منزله والله أعلم.
323
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عليه وسلم ل تممؤذوا الحيمماء بسممبب الممموات واللممه تعممالى
يقول) :إن الذين يؤذون الله ورسوله الية(.
)فصل( رعي الغنم لممم يكممن صممفة نقممص فممي الزمممن
الول لكممن حممدث العممرف بخلفممه ول يسممتنكر ذلممك قممرب
حرفة هي نقص في زمممان دون زمممان وفممي بلممد دون بلممد،
ويشهد لذلك كلم الفقهمماء فممي الكفمماءة فممي النكمماح وفممي
المممروءة فممي الشممهادات والمسممألة مسممطورة حممتى فممي
المنهاج ،ثممم إن الخصممم لممم يخممرج هممذه الكلمممة إل مخممرج
الشتم والتنقيص حيث قال وأنت يا راعي المعزى صار لممك
كلم ،ومثل هذا الموطن ل يحتممج فيممه بممأحوال النبيمماء أبممدا
خصوصا بين العوام هذا ل يقوله مممن يعلممم أنممه يلقممى اللممه
تعالى ،وقد تذكرت هنا نكتة لطيفة قال الشمميخ تمماج الممدين
ابن السبكي في الترشيح كنت يوممما فممي دهليممز دارنمما فممي
جماعة فمر بنا كلب يقطممر ممماء يكمماد يمممس ثيابنمما فنهرتممه
وقلت يا كلب يا ابن الكلب وإذا بالشيخ المام يعنممي والممده
الشيخ تقي الدين السبكي يسمممعنا مممن داخممل فلممما خممرج
قال لم شتمته فقلت ما قلت إل حقا أليس هممو بكلممب ابممن
كلب فقممال هممو كممذلك إل أنممك أخرجممت الكلم فممي مخممرج
الشتم والهانة ول ينبغي ذلممك فقلممت هممذه فممائدة ل ينممادي
مخلوق بصفته إل إذا لم يخرج مخرج الهانة هذا لفظه في
الترشيح.
)فصممل( :المممماراة فممي مثممل هممذا الموضممع والتممدليس
وقصد النتقام بالضغائن الباطنة ل يضر إل فاعله ول يصيب
المشنع عليه من ضممرره شمميء والحممق للنبيمماء ،وقممد ذكممر
السبكي أن تارك الصلة يخاصمه كل صالح لن لكل صممالح
في الصلة حقا حيث فيهمما السمملم علينمما وعلممى عبمماد اللممه
الصالحين ،وكذلك المدلس في هذه المسألة يخاصمممه كممل
النبياء يوم القيامممة وعممدتهم مممائة ألممف وأربعممة وعشممرون
ألف ،وقد قيل ليحيى بن معين أما تخشى أن يكممون هممؤلء
الذين تركت حديثهم خصماءك عنممد اللممه فقممال لن يكونمموا
خصماء لي أحب إلى من أن يكون النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم خصمي يقول لي لم لممم تممذب الكممذب عممن حممديثي،
وكذلك أقول لن يكون كل أهل العصر فممي هممذه المسممألة
324
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
خصمائي أحب إلى من أن يخاصمني نبي واحممد فضممل عممن
جميع النبياء.
مسألة -رجممل حكممم بحكممم فممأنكره عليممه قضمماة بلممده
فقال له سلطان البلد ارجع عن هذا الحكم فإنه لم يوافقك
عليه أحممد فممأبى وحلممف أنممه ل يرجممع لقممول أحممد ولممو قممام
الجناب العالي عليه الصلة والسلم من قبره ما سمعت له
حتى يريني النص فهممل يكفممر بهممذا ،ثممم قممال بعممد مممدة لممو
سممبني نممبي مرسممل أو ملممك مقممرب لسممببته ،وصممار يفممتي
العامة والسوقة بجواز هذا.
الجواب -أما قوله الول وهو قمموله ل يرجممع لحممد ولممو
قام صلى الله عليه وسلم من قبره ما سمع له حممتى يريممه
النص فهذا له ثلثة أحمموال الول أن يكممون هممذا صممدر منممه
علممى وجممه سممبق اللسممان وعممدم القصممد وهممذا هممو الظممن
بالمسلم واللئق بحمماله ولعلممه أراد مثل أن يقممول ولممو قممام
مالك من قممبره فسممبق لسممانه إلممى الجنمماب الرفيممع لحممدة
حصلت عنده فهذا ل يكفر ول يعممزر إذا عممرف بممالخير قبممل
ذلك ويقبل منه دعمموى سممبق اللسممان ول يكتفممي منممه فممي
خاصممة نفسممه بممذلك بممل عليممه أن يظهممر النممدم علممى ذلممك
وينممادي علممى نفسممه فممي المل بالخطممأ ويبممالغ فممي التوبممة
والستغفار ويحثو التراب علممى رأسممه ويكممثر مممن الصممدقة
والعتق والتقرب إلى الله تعالى بوجوه البر والستقالة مممن
هممذه العممثرة ،الحممال الثمماني أن ل يكممون علممى وجممه سممبق
اللسان ول على وجه العتقاد الذي يذكره المصمم فيقممول
مثل لو أمرني النس والجن بهذا ما سمعت لهم ولو روجممع
في خاصة نفسممه لقممال ممما أردت ظمماهر العبممارة ولممو قممام
النبي صلى الله عليممه وسمملم مممن قممبره حقيقممة وقممال لممي
لبادرت إلى امتثال قوله وسمعت من غير تلعثم ول توقممف
ولكن هذه عبارة قلتها على وجه المبالغة لعلمي بأن قيامه
الن من قبره وقوله لي غير كائن وهو محال عادة فهممذا ل
يكفي ولكنه أتى بعظيم من القول فيعزل مممن الحكممم بيممن
المسلمين ويعزر تعزيرا لئقا به من غير أن ينتهي إلى حممد
القتممل ،الحممال الثممالث أن بعظيممم مممن القممول فيعممزل مممن
الحكم بين المسلمين ويعممزر تعزيممرا لئقمما بممه مممن غيممر أن
325
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ينتهي إلى حمد القتممل ،الحممال الثممالث أن يكمون علممى وجممه
العتقاد بحيث يعتقد في نفسه أنه لو كان النبي صلى اللممه
عليه وسلم حيا وقال له الحكم بخلف ما حكمت لم يسمع
له وهذا كفر نعوذ بالله منه قممال اللممه تعممالى )قممل أطيعمموا
الله والرسول فإن تولوا فإن الله ل يجب الكممافرين( وقممال
تعالى )فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهممم
ثممم ل يجممدوا فممي أنفسممهم حرجمما مممما قضمميت ويسمملموا
تسليما( وقصة الذي حكم له النبي صلى اللممه عليممه وسمملم
فلم يرض بحكمه وجاء إلى عمر بممن الخطمماب رضممي اللممه
عنه ليحكم له فقتله عمر بالسيف مشهورة وقد أهدر النبي
صلى الله عليه وسلم دمه ،والعجب من قمموله ممما سمممعت
له حتى يريني النص وقوله صلى الله عليه وسلم نفسه هو
النص فأي نص يريه بعد قوله ،والظن بالمسلم إنه ل يقول
ذلك عن اعتقاد والله أعلم .وأما قمموله الثمماني فمممن أخطممأ
الخطأ وأقبحممه وأشممد مممن قممول هممذه المقالممة فممي السمموء
الفتاء بإباحتها فأما أصل المقالممة وهممو أن يقممول قممائل لممو
سبني نبي أو ملك لسببته فالجواب فيها كما قال ابن رشممد
وابن الحمماج أنممه يعممزر علممى ذلممك التعزيممر البليممغ بالضممرب
والحبس وأما إباحته للناس أن يقولمموا ذلممك فمرتبممة أخممرى
فوق ذلك في السوء لنه إغراء للعامة على ارتكاب الحرام
أو اسممتحلله وغممض مممن منصممب النبيمماء والملئكممة عليهممم
السمملم وكيممف يتصممور أن يبمماح هممذا لحممد والنبيمماء عليهممم
السلم معصممومون فل يسممبون إل مممن أمممر الشممرع بسممبه
ومن سب بالشرع لممم يجممز لممه أن يسممب سممابه فالمسممألة
مسممتحيلة مممن أصمملها فممالجواب ردع هممذا الرجممل وزجممره
وهجره في الله وعليه التوبة والنابة والقلع.
باب الجهاد
مسألة -في الرمي بالنشاب على نية الجهاد في سبيل
الله هل هو واجب لمطلق المر فمي قمموله تعممالى )وأعممدوا
لهم ما استطعتم من قوة( والقوة مفسرة من النبي صمملى
الله عليممه وسمملم بممالرمي أم ل ،وإذا لممم يكممن واجبمما فهممل
الصممارف عممن ذلممك قممول مممن قممال مممن الصممحابة اليممة
326
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
منسوخة ،وإذا قلتم بسممنيته فهممل ذلممك مممن بمماب أن المممر
بالوجوب إذا انتفى ما يبقى الندب أو قطع النظر عن اليممة
بالكلية لدعوى نسخها وأخذت السنية من فعل النبي صمملى
الله عليه وسلم.
الجواب -نقول مممذهبنا إن الرمممي بالنشمماب علممى نيممة
التأهب للجهاد سممنة ل واجممب ول مبمماح مسممتوى الطرفيممن
هكذا نص عليه الصحاب ،وإذا نظرنمما إلممى مقتضممى الدلممة
من اليممة والحمماديث وجممدناها تممدل علممى ذلممك ول تتعممداه،
وبيممان ذلممك أن نقممول المممر فممي اليممة الكريمممة لممه أربعممة
احتمالت :أحدها أن تكممون للرشمماد كممما فممي قمموله تعممالى
)وأشمممهدوا إذا تبمممايعتم( وهمممذا الحتممممال ضمممعيف لكمممثرة
الحاديث الواردة في الترغيب في الرمممي وترتيممب الثممواب
عليه ومثل ذلك ل يكون إل فيما أمر به على وجه الندب أو
الوجوب ل على وجه الرشاد كحديث "تعلممموا الرمممي فممإن
ما بين الهدفين روضة من ريمماض الجنممة" وحممديث "الرمممي
سممهم مممن سممهام السمملم" الثمماني أن يكممون للنممدب وهممو
المدعى لنه في صيغة المر أظهممر مممن الرشمماد فيهمما وإذا
انتفممى الوجمموب بممالطريق التممي بقممي النممدب لنممه القممدر
المتيقن من صيغة الطلب ول نافي له بل الحاديث المممرة
والمرغبة مثبتة له ،الثالث أن يكممون للوجمموب ول شمك أنممه
بعيممد مممن لفممظ اليممة لن صمميغة المممر لممم تنصممب عليممه
بخصوصه إنما انصبت علممى المسممتطاع مممن قمموة الصممادق
بالرمي وبغيره كما هو مدلول لفممظ "ممما" الممتي موضمموعها
العموم لغة وشرعا وكما ورد بذلك التفسممير عممن الصممحابة
والتابعين أخرج ابن مردويه في تفسمميره وأبممو الشمميخ ابممن
حيان في كتاب السبق والرمممي مممن طريممق الضممحاك عممن
ابن عباس في قوله تعالى )وأعدوا لهم ممما اسممتطعتم مممن
قوة( قال الرمي والسيوف والسلح ،وأخرج أبو الشيخ عن
مخلممد بممن يزيممد قممال سممألت الوزاعممي عممن قمموله تعممالى
)وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة( قممال القمموة سممهم فممما
فوقه ،وأخرج ابن أبي حاتم في تفسمميره مممن طريممق عبمماد
بن جويرية عن الوزاعممي قممال سممألت الزهممري عممن قمموله
تعالى )وأعدو لهم ما استطعتم من قمموة( قممال قممال سممعيد
327
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ابن المسيب قممال القمموة الفممرس إلممى السممهم فممما دونممه،
وأخرج عن مقاتل بن حيان قال القمموة السمملح وممما سممواه
من قوة الجهاد ،وأخرج عن عكرمممة قممال القمموة الحصممون،
وأخرج عن مجاهد قال القوة ذكور الخيل ،وأخرج عن رجاء
بن أبي سلمة قال لقي رجل مجاهدا وهو يتجهز إلى الغممزو
ومعه جوالق فقممال مجاهممد وهممذا مممن القمموة فهممذه أقمموال
الصحابة والتابعين صريحة في أن المراد مممن اليممة ممما هممو
أعم من الرمي وغيمره ،وأمما الحمديث الصمحيح وهمو قموله
صلى الله عليه وسلم "أل إن القوة الرمي" فليممس المممراد
منه حصر مدلول اليممة فيممه بممل المممراد أنممه معظممم القمموة
وأعظم أنواعها تأثيرا ونفعا على حد قوله "الحج عرفة" أي
معظم أعمال الحج وليس المراد أنممه ل ركممن للحممج سممواه
كما هو معروف ،وقد فهم هذا الفهم مكحول مممن التممابعين
فقال في تفسير الية الرمي من القوة أخرجه ابممن المنممذر
في تفسيره ،وإذا تقرر ذلك كان القول بوجوب الرمي أخذا
من المر في الية ل على معنى أنممه واجممب بعينممه بممل مممن
باب إيجاب شيء ل بعينه كما قال الفقهاء في خائف العنت
أنه يجب عليه التعفف ول يقال إن النكاح فممي حقممه واجممب
على معنى أنه واجب بعينه بل على معنى أن السممعي فممي
العفاف واجب إما بالنكاح وإممما بالتسممري فإيجمماب النكمماح
عليه مممن بمماب إيجمماب شمميء ل بعينممه ،وممما كممان مممن هممذا
القبيممل إذا حكممم عليممه بعينممه قيممل إنممه سممنة ولهممذا أطلممق
أصحاب المختصرات قولهم النكاح سممنة لمحتمماج إليممه بحممد
أهبته ،وكذلك هنا الممواجب إعممداد مما ينتفممع بممه فمي القتمال
ويدفع به العدو إما الرمي أو غيره وإذا حكممم علممى الرمممي
بعينه قيل إنه سنة كما صرح به الصحاب فعرف بذلك وجه
قولهم إنه سنة وإنه ليممس لكممون اليممة منسمموخة بممل لهممذه
القاعممدة الصممولية الممتي أشممرنا إليهمما .الحتمممال الرابممع أن
المممر قممد يكممون فممي اليممة ليممس لكممل النمماس بممل لقمموم
مخصوصين وهم المرصدون للجهمماد المنزلممون فممي ديمموان
الفيء فيكون واجبا عليهم من حيممث أنهممم ارتزقمموا أممموال
الفيء على ن يقوموا بدفع الكفار عممن المسمملمين فمموجب
عليهم السعي في تحصيل ما يحصل به الممدفع ،ويؤيممد هممذا
328
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ما ورد أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كتب إلممى أبممي
عبيممدة علممموا غلمممانكم العمموم ومقمماتلتكم الرمممي وهممذا
الوجوب من باب إيجاب ممما ل يتممم الممواجب إل بممه كإيجمماب
نصب السلم عند إيجمماب صممعود السممطح وليممس مممن بمماب
الوجوب المطلق ،وهو أيضا إذا نظر إليه فممي حممد ذاتممه لممم
يحكممم عليممه بخصوصممه إل بالنسممبة كغسممل بعممض الممرأس
والرقبممة مممع المموجه فممي الوضمموء فممإنه مممن بمماب مقدمممة
الواجب ويطلق عليه الوجوب لجل تحقق استيعاب المموجه
وإذا نظر إليه في حد ذاته كممان سممنة لن الممواجب الصمملي
في الوضوء غسل الوجه ل بعممض الممرأس والرقبممة فاتضممح
بهممذا قممول الصممحاب أنممه مممن قسممم السممنة ل مممن قسممم
الواجب ول المباح المستوى الطرفين والله أعلم.
مسألة -في أي سنة كان فرض الجهاد.
الجواب -روى أحمد والترمذي والحمماكم وغيرهممم عممن
ابن عباس قال لما أخرج النبي صلى الله عليه وسمملم مممن
مكة قال أبو بكر أخرجوا نممبيهم إنمما للممه وإنمما إليممه راجعممون
ليهلكن فنزلت )أذن للممذين يقمماتلون بممأنهم ظلممموا -اليممة(
قال أبو بكر فعرفت أنه سيكون قتال قال ابن عباس فهممي
أول آيممة نزلممت فممي القتممال ،قممال ابممن الحصممار مممن أئمممة
المالكية في كتابه الناسخ والمنسوخ اسممتنبط بعضممهم مممن
هذا الحديث أنها نزلت في سممفر الهجممرة ،وأخممرج الممبيهقي
فممي دلئل النبمموة عممن مجاهممد قممال خممرج نمماس مؤمنممون
مهاجرين من مكة إلى المدينة فاتبعهم كفممار قريممش فمأذن
الله لهم في قتالهم فأنزل الله )أذن للذين يقاتلون -اليممة(
فقمماتلوهم ،وأخممرج ابممن أبممي حمماتم فممي تفسمميره عممن ابممن
عباس أن نفرا من قريش ومن أشراف كل قبيلممة اجتمعمموا
ليدخلوا دار النممدوة فاعترضممهم إبليممس فممذكر القصممة قممال
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سممنة
بمكة ثم أذن الله له بالخروج إلى المدينة وأمرهم بممالهجرة
وافممترض عليهممم القتممال فممأنزل اللممه )أذن للممذين يقمماتلون
بأنهم ظلموا اليممة( فكممان هاتممان اليتممان أول ممما نممزل فمي
الحرب ،وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة بن الزبيممر قممال إن
أول آيممة نزلممت فممي الجهمماد حيممن ابتلممى المسمملمون بمكممة
329
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وسطت بهم عشائرهم ليفتنموهم عمن السملم وأخرجموهم
من ديارهم فأنزل الله )أذن للذين يقماتلون بمأنهم ظلمموا -
الية( وذلك حين أذن الله لرسوله صمملى اللممه عليممه وسمملم
بممالخروج وأذن لهممم بالقتممال ،وأخممرج ابممن أبممي حمماتم عممن
مقاتل بن حبان قممال إن مشممركي أهممل مكممة كممانوا يممؤذون
المسلمين بمكة فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في
قتالهم بمكة فلما خرج إلى المدينة أنممزل اللممه )أذن للممذين
يقمماتلون بممأنهم ظلممموا( وأخممرج ابممن أبممي حمماتم عممن عبممد
الرحمن بن زيد بممن أسمملم فممي قمموله )أذن للممذين يقمماتلون
بأنهم ظلموا( قال أذن لهم في قتالهم بعد ممما عفممى عنهممم
عشر سنين ،هذه الثار كلها متضممافرة علممى أن ذلممك كممان
في السنة الولى من الهجممرة غيممر أن هممذه اليممة مبيحممة ل
موجبة ،وقد نص المام الشافعي رضي اللممه عنممه علممى أن
القتال كان قبل الهجممرة ممنمموع ثممم أبيممح بعممد الهجممرة ثممم
وجب بآيات المر فلعل اليجاب كان في آخر السنة الولى
أو أول السممنة الثانيممة وفيهمما كممان مبممدأ الغممزوات ،وذكممر
القاضي عياض أن فرض الجهاد العام كان عام الفتممح سممنة
ثمان فمي بممراءة لقموله تعمالى )وقمماتلوا المشممركين كافمة(
وهممذا ل ينممافي ممما سممبق لن فرضمميته قبممل ذلممك كممانت
مخصوصممة وهممذا اليممة فرضممت علممى العممموم ،وقممد روى
النسائي والحاكم عن ابن عباس أن ناسا أتمموا النممبي صمملى
الله عليممه وسمملم فقممالوا يمما نممبي اللممه كنمما فممي عممز ونحممن
مشركون فلما آمنا صرنا أزلة قممال إنممي أمممرت بممالعفو فل
تقاتلوا القوم فلممما حمموله اللممه إلممى المدينممة أمممره بالقتممال
فكفوا فأنزل الله )ألم تر إلى الذين قيل لهم كّفوا أيديكم -
الية( وهذا أيضا ظاهر في أن فرض القتال كممان فممي سممنة
الهجممرة ،وفممي بعممض طممرق الحممديث فلممما كممانت الهجممرة
وأمروا بالقتال كره القوم ذلك فأنزل الله اليممة ،ثممم رأيممت
ابن سعد في الطبقات ذكر أن أول لواء عقده رسول اللممه
صلى اللممه عليممه وسمملم لخمسممة فممي رمضممان علممى رأس
سبعة أشهر من مهاجره وبعثه في ثلثين رجل لغير قريممش
ثم بعث سرية عبيدة بن الحارث إلى بطن رابغ في شمموال
على رأس ثمانية أشهر من مهاجره وبعثه فممي سممتين رجل
330
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ثم بعث سرية سمعد بمن أبمي وقماص إلمى الخمرار فمي ذي
القعممدة علممى رأس تسممعة أشممهر مممن مهمماجره وبعثممه فممي
عشرين رجل فهذا كله يدل على أن فرض الجهاد كان فممي
السنة الولى من الهجرة والله أعلم.
باب الطعمة
مسألة -هممل يحممل أكممل البطممارخ وهممل هممو نجممس أم
طاهر.
الجواب -المنقول في الجممواهر للقمممولي أنممه ل يجمموز
أكل سمك ملح ولم ينزع ما في جمموفه فممإن كممان البطممارخ
بهذه الصفة فهو حرام ،ومن نسب العفو إلى الروضة فهممو
331
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
غالط لن الذي في الروضة :هل يحل أكل السمك الصممغار
إذا شويت ولم يشق ما فممي جوفهمما ويخممرج ممما فيممه؟ فيممه
وجهان وجه الجواز عسممر تتبعهمما ،وعلممى المسممامحة جممرى
الولممون فممإن الرويمماني بهممذا أفممتى ورجيعهمما طمماهر عنممدي
انتهى .وهذه غير المسألة لنممه فرضممها فممي الصممغار وعلممل
الجواز بعسر التتبع وهو مفقود في الكبار.
}كتاب اليمان{
مسألة -فممي رجممل حلممف شممهد اللممه أو يشممهد اللممه أو
أضاف قوله وحق هل تنعقد يمينه وتلزمه الكفارة إذا حنممث
أم ل ،وما إذا حلف بالجناب الرفيع وأراد به الله.
الجواب -ل نقل عندي في ذلك ،والذي يظهر في شهد
الله ويشهد الله أنه ليممس بيميممن وفممي الذكممار للنممووي ممما
يشهد لذلك فإنه ذكر ما معناه أن من الناس من يتورع عن
اليمين فيعدل إلى قوله شهد الله فيقع في أشممد مممن ذلممك
من حيث أنه نسب إلى الله تعالى أنه شهد الشيء وعلمممه
على خلف ما هو عليه وكذا لو ضم إليه قمموله وحممق شممهد
الله إل إن أراد بشهد المصدر فيكممون معنمماه وحممق شممهادة
الله أي علمه فيكون والحالة هذه يمينمما لنممه حلممف بممالعلم
وإطلق الفعل وإرادة المصدر سائغ لقوله تعالى) :هذا يوم
ينفع الصادقين صدقهم( أي يوم نفعهم ،وقول الشاعر:
من جفان تعتري نادينا * بسديف حين هاج الصنبر
أي حين يهيج الصنوبر .وإذا حلف بالجنمماب الرفيممع وأراد بممه
الله فهو يمين بل شك.
مسألة -رجل حلف ل يشارك أخاه في هذه الدار وهي
ملك أبيهما فمات الوالد وانتقل الرث لهما وصارا شريكين
فهل يحنث الحالف بذلك أم ل .وهل استدامة الملك شركة
تؤثر أم ل.
الجواب -أما مجرد دخولها في ملكة بالرث فل يحنممث
به وأما الستدامة فمقتضى قواعد الصحاب أنه يحنث بها.
}كتاب الضحية{
332
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -وردت من المغرب فيما ذكره الشيخ أبممو عبممد
اللممه البللممي فممي مختصممر الحيمماء حيممث قممال فممي كتمماب
الضحية وتتأكد الضحية عن رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه
وسلم وقد بحثنا عن هذا الفرع في كتممب السممادة المالكيممة
فما وجدنا ما يثلممج الصممدر ويزيممل اللبممس فكتبنمما لكممم فيممه
لتبينوا لنا أصله من السنة.
الجواب -قال المام أحمد فممي مسممنده ثنمما أسممود بممن
عامر قال ثنا شريك عن أبي الحسناء عن أبي الحكممم عممن
حنش عن علي بن ابي طالب رضي الله عنممه قممال أمرنممي
رسول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم أن أضممحي عنممه فأنمما
أضحي عنه أبدا ،وقال ابن أبي الممدنيا فممي كتمماب الضمماحي
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شريك عن أبي الحسناء عممن
الحكم عن حنش عن علي قال أمرنممي رسممول اللممه صمملى
الله عليه وسلم أن أضحي عنه بكبش فأنا أحب أن أفعلممه،
وقال أبو داود في سننه ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنمما شممريك
عن أبي الحسناء عممن الحكممم عممن حنممش قممال رأيممت عليمما
يضحي بكبشين فقلت له ما هذا فقال إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أوصاني أن أضحي عنمه فأنما أضمحي عنمه،
وقال الترمذي في جامعه وابن أبي الدنيا معا ثنا محمد بممن
عبيد المحاربي الكوفي ثنا شممريك عممن أبممي الحسممناء عممن
الحكم عن حنش عن على أنه كان يضحي بكبشين أحدهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم والخر عن نفسه فقيل لممه
فقال أمرني به يعني النبي صلى الله عليه وسلم فل أدعممه
أبدا ،قال الترمذي هذا حديث غريب ل نعرفه إل من حديث
شريك انتهى ،وقد نص على هذه المسممألة بخصوصممها مممن
المالكية القاضي أبو بكر ابمن العربمي فمي الحموذي ،وممن
أصحابنا الشافعية أبو الحسن العبادي والقفممال فممي فتمماويه
وجزم القفال بممأنه ل يجمموز للمضممحى أن يأكممل منهمما شمميئا
وكذا قال ابن العربي وعلله بأن الذابح لم يتقممرب بهمما عممن
نفسه وإنما تقرب بها عن غيره فلم يجممز لممه أن يأكممل مممن
حق الغير شيئا ،وكذا نقلممه الترمممذي فممي جممامعه عممن ابممن
المبارك قال فإن ضحى فل يأكممل منهمما شمميئا ويتصممدق بهمما
333
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كلها ،قال البلقيني في تصحيح المنهاج :حديث على إن صح
محمول على أنه خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم.
باب الشهادات
مسألة -قراء يقرؤون القرآن بأصوات حسنة محترزين
مممن الزيممادة والنقممص فيممه عممالمين بأحكممام القممراءة فهممل
يمنعون من ذلك.
الجواب -قممراءة القممرآن باللحممان والصمموات الحسممن
والترجيع إن لم تخرجه عن هيئته المعتبرة سنة حسممنة وإن
أخرجته فحرام فاحش هذا منقول المذهب صرح به النووي
فممي الروضممة والتبيممان ،ويممدل للشممق الول أحمماديث منهمما
حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قممرأ سممورة
الفتح في السفر يرجع فيها ويقول آ آ آ ،ومنها حديث البراء
أن رسول الله صلى الله عليممه وسمملم قممال )زينمموا القممرآن
بأصممواتكم( رواه أبممو داود والنسممائي وابممن ممماجه والحمماكم
ورواه الدارمي والبيهقي بلفظ )حسممنوا القممرآن بأصممواتكم
فممإن الصمموت الحسممن يزيممد القممرآن حسممنا( ومنهمما حممديث
فضالة بن عبيد النصاري أن رسول اللممه صمملى اللممه عليممه
وسلم قممال )للممه أشممد أذانمما إلممى الرجممل الحسممن الصمموت
بالقرآن من صاحب القينة إلممى قينتممه( رواه الحمماكم وقممال
صحيح على شرط الشيخين ،ومنهمما حمديث أبمي هريمرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال )ما أذن الله لشمميء
ما أذن لنممبي يتغنممى بممالقرآن( رواه الشمميخان وأذن بمعنممى
استمع ،وفي معناه حديث سعد بن أبي وقاص وابن عبمماس
وعائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال )ليس منا مممن
لم يتغن بالقرآن( على أحد التأويلين في الحديث وهممو فممي
المسممتدرك ،وفممي لفممظ عممن سممعد )أن هممذا القممرآن نممزل
محزن فإذا قرأتموه فممابكوا وتغنمموا بممه فمممن لممم يتغممن بممه
337
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فليس منا( رواه البيهقي في شعب اليمممان ،ومنهمما حممديث
بريدة أنه صلى الله عليه وسلم سمممع قممراءة أبممي موسممى
فقال )لقد أوتي مزمارا من مزاميممر آل داود( رواه مسمملم،
ويدل للشق الثاني ما رواه الممبيهقي عممن ابممن عبمماس قممال
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسممن النمماس
قراءة فقال )من إذا قرأ رأيت أنممه يخشممى اللممه( وممما رواه
أيضا عن حذيفممة عممن النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم قممال
)اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهممل
الفسق وأهل الكتاب فمإنه سميجيء قموم يرجعمون القمرآن
ترجيع الغناء والرهبانية ل يجاوز حنمماجرهم مفتونممة قلمموبهم
وقلمموب الممذين يعجبهممم شممأنهم( وروى أيضمما عممن عممابس
الغفاري قال سمعت النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم يممذكر
خصممال يتخمموفهن علممى أمتممه مممن بعممده إمممارة السممفهاء
واستخفافا بالممدم وقطيعممة الرحممم وكممثرة الشممرط ونشمموا
يتخذون القرآن مزامير يتغنممون غنمماء يقممدمون الرجممل بيممن
أيديهم ليس بأفضلهم ول أعلمهم ل يقدمونه إل ليغنى لهم،
وروى الدارمي عن العمش قال قرأ رجل عند أنس يلحممن
من هذه اللحان فكممره ذلممك أنممس ،وروى عممن محمممد بممن
سيرين قال كانوا يرون هذه اللحممان فممي القممراءة محدثممة،
والحاديث والثار في الشقين كثيرة وفيما أوردناه كفاية.
باب جامع
مسممألة -رجممل سمملم علممى جماعممة مسمملمين وفيهممم
نصراني
فأنكر عليه ذلك فقال ممما قصممدت ال المسمملمين فقيممل لممه
من حقك أن تقول السلم على من اتبع الهدى فهل يجممزئ
اللفظ الول أو يتعين الثاني.
الجممواب -ل يجممزئ فممي السمملم إل اللفممظ الول ول
يستحق الرد إل به ويجوز السمملم علممى المسمملمين وفيهممم
نصراني إذا قصد المسلمين فقط ،وأممما السمملم علممى مممن
اتبع الهدى فإنما شرع في صمدور الكتممب إذا كتبممت للكمافر
كما ثبت في الحديث الصحيح.
338
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -إذا قال من يشمت العاطس يرحم الله سيدي
أو قممال مممن يبتممدئ السمملم السمملم علممى سمميدي أو الممراد
وعلى سيدي السلم هل يتأدى بذلك السنة أو الفرض.
الجواب -قال ابن صممورة فممي كتمماب المرشممد :وليكممن
التشميت بلفظ الخطاب لنه الوارد ،قال ابممن دقيممق العيممد
فممي شممرح اللمممام :وهممؤلء المتممأخرون إذا خمماطبوا مممن
يعظمونه قالوا يرحم الله سيدنا أو ما أشممبه ذلمك مممن غيممر
خطمماب وهممو خلف ممما دل عليممه المممر فممي الحممديث قممال
وبلغني عن بعض علماء زماننا أنه قيل لممه ذلممك فقممال قممل
يرحمك الله يمما سمميدنا قممال وكممأنه قصممد الجمممع بيممن لفممظ
الخطاب وبيممن ممما اعتممادوه مممن التعظيممم .انتهممى .ويقمماس
بذلك مسائل السلم.
مسألة -رجل قال اللهم اجمعنمما فممي مسممتقر رحمتممك
فأنكر عليه شخص فمن المصيب.
الجممواب -هممذا الكلم أنكممره بعممض العلممماء ورد عليممه
الئمة منهم النممووي وقممال :الصممواب جممواز ذلممك ومسممتقر
الرحمة هو الجنة.
مسألة -رجل من الصوفية أخممذ العهممد علممى رجممل ثممم
اختار الرجل شيخا آخر وأخذ عليه العهممد فهممل العهممد الول
لزم أم الثاني.
الجواب -ل يلزم العهد الول ول الثاني ول أصل لذلك.
مسألة –
ما قولكم يا أولي اللباب في رجل * مؤذن لخطيب كلما
صعدا
يقول ملتزما بعد الصلة على * خير البرية من جاء النام
هدى
وزده يا رب تشريفا وقد علموا * ضرورة أنه بالمجد
منفردا
وقدره زائد وهو المكمل في * خلق وأخلقه محمودة أبدا
لم يسأل الشرف العالي لرتبته * إذ شرفت بعزيز خص
متحدا
فهل عليه اعتراض في مقالته * وقد تعاهد هذا كل من
وجدا
339
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أو قوله ذا يضاهي ما يجوزه * متن الحديث الذي في
ضمنه وردا
ذكر الترحم يا من للعلوم يرى * وفضله ظاهر والخير منه
بدا
أنت الذي ناله من فيضكم مدد * وزال عنه بفتياكم أذى
وردى
لزلت ترشد محتاجا لمسألة * أعيت ونلت منال ناله
السعدا
الجواب –
الحمد لله حمدا دائما أبدا * سبحانه لم يزل بالحمد منفردا
ثم الصلة على الهادي النبي ومن * هدى بدعوته الدنين
والبعدا
من قال للمصطفى أثناء دعوته * وزده يا رب تشريفا فقد
رشدا
ول اعتراض عليه في مقالته * ول التفات إلى إنكار من
فندا
أل ترى النووي الحبر قال كذا * في صدر خطبة كتب
عددت عددا
وهو المكمل حقا في فضائله * من غير ريب ول نقص
يهيى أبدا
لكن زيادات فضل الله ليس لها * حد تحاط به أو تنتهي
أبدا
وانظر أحاديث أوصاف الجنان تجد * مضمونها بالذي قد
قلت قد شهدا
في كل يوم يراه النبياء بها * والمؤمنون نوال لم يكن
عهدا
وعند رؤية بيت الله زده على * دعا النبي وتشريفا كما
وردا
فهل يقول امرؤ في كعبة عظمت * بأن هذا توهم ليس
معتمدا
وابن السيوطي قد خط الجواب عسى * يوم المعاد يجي
في زمرة السعدا
340
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -هل يستدل لجواز قول الناس ممما لممي إل اللممه
وأنت بقوله تعالى )يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من
المؤمنين(.
الجواب -قد يتمسك به المتمسك لكن يرد عليممه أمممور
منها أن الرجح في من اتبعك أنه معطمموف علممى الكمماف ل
على الجللة ،والتمسممك إنمما يصممح إذا قمدر معطوفما علممى
الجللة ،ومنها أن هذا الكلم صممادر مممن اللممه وهممو صمماحب
هممذا المنصممب فل يصمملح أن يقمماس عليممه المخلوقممون فممي
قولهم مثل ذلك ونظيره أنه تعالى أقسم بالمخلوقممات فممي
قوله والذاريات والطور والنجم والفجممر والشمممس والليممل
والضحى والتين والزيتون والعصر وليس ذلك لغيممره وكممان
النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لغيره بلفظ الصمملة لنممه
صاحب منصب الصلة وليس لغيره أن يدعو لحد من المة
بلفظ الصلة ،وذكر الشيخ عز الدين بممن عبممد السمملم فممي
قوله صلى الله عليه وسلم )أن يكون اللممه ورسمموله أحممب
إليه مما سواهما( أن التشريك في الضمممير مممن خصائصممه
صلى الله عليه وسمملم ،وإن كممان قممد نهممى عنممه فممي قصممة
الخطيب ،ويؤيد عدم الستدلل بالية على ذلممك ممما ورد أن
رجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء اللممه وشممئت
فقال )جعلتني لله عدل بل ما شاء الله وحده(.
مسألة -الصلة على النبي صلى الله عليه وسمملم عنممد
التعجب هل تستجب أو تكره فقد ذكممر بعممض العلممماء أنهمما
تستحب وقال أخذته من نص الشافعي رضي الله عنه فممي
قوله وأحب أن يكممثر الصمملة عليممه فممي كممل الحممالت قممال
فدخل في عمومه حالة التعجب ،ثم نقل عممن سممحنون أنممه
كرهها عنمد التعجمب وقمال ل يصملى عليمه إل علمى طريمق
الحتساب وطلب الثواب ثم نازعه في ذلك بممأن ذكممر اللممه
عند التعجب مشروع ،وقد بوب عليممه البخمماري فقممال بمماب
التكممبير والتسممبيح عنممد التعجممب وروى فيممه حممديث عمممر
وحديث صممفية ،وهممل ورد دليممل خمماص بكراهتهمما كممما قممال
سحنون.
الجواب -قد يستدل لسحنون بما أخرجممه الحمماكم عممن
ابن عمر أن رجل عطس بحضرته فقال الحمد لله والسلم
341
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على رسول اللممه فقممال ابممن عمممر :وأنمما أقممول الحمممد للممه
والسلم على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا ،لكممن الممذي
نختاره خلف قول سحنون لنه لم يرد عن النبي صلى الله
عليه وسلم نهمي عمن الصملة عليممه حالممة التعجممب ول تمرد
قصة ابن عمممر فممي العطمماس لن العطمماس ورد فيممه ذكممر
يخصممه فالعممدول إلممى غيممره أو الزيممادة فيممه عممدول عممن
المشروع وزيادة عليه وذلك بدعة ومذموم فلما كان الوارد
في العطاس الحمد فقط كان ضم السلم إليه من الزيممادة
في الذكار وذلك متفق علممى ذمممه وقممد نهممى الفقهمماء عممن
الصلة عليه عند الذبح لنه زيادة على ما ورد من التسمية،
وقممد عقممد النممووي فممي الذكممار بابمما لجممواز التعجممب بلفممظ
التسبيح والتهليل ونحوهممما وأورد فيممه عممدة أحمماديث وآثممار
وقممع فيهمما ذكممر سممبحان اللممه عنممد التعجممب فقممول النممووي
ونحوهما يدخل فيه فصل القول فممي ذلممك أن الصمملة عنممد
التعجب ل تكره لعدم النهي ول تسممتحب لعممدم دليممل علممى
طلبها حينئذ بممل هممي مممن المممور المباحممة كممما أشممار إليممه
النووي بلفظ الجواز في الترجمة.
مسألة -في شخص يدعى فقهمما يقممول أن توحيممد اللممه
متوقف على معرفة علم المنطق وإن علم المنطق فممرض
عين على كل مسلم وإن لمتعلمممه بكممل حممرف منممه عشممر
حسنات ول يصممح توحيممد مممن ل يعلمممه ومممن أفممتى وهممو ل
يعلمه فمما يفمتى بمه باطمل ،وقمال إن الحشيشمة كمل ممن
اسممتعملها كفممل ،وقممال إن المجتهممد يحممل الحممرام ويحممرم
الحلل ،وقال إن أبا حامد الغزالي ليممس بفقيممه وإنممما كممان
زاهدا فماذا يجب عليه في ذلك.
الجممواب -فممن المنطممق فممن خممبيث مممذموم يحممرم
الشتغال به لبنممى؟؟ بعممض ممما فيممه علممى القممول بممالهيولى
الذي هو كفر يجر إلى الفلسفة والزندقممة وليممس لممه ثمممرة
دينية أصل بل ول دنيوية نص على مجممموع ممما ذكرتممه أئمممة
الدين وعلماء الشممريعة فممأول مممن نممص علممى ذلممك المممام
الشافعي رضممي اللممه عنممه ونممص عليممه مممن أصممحابه إمممام
الحرميممن والغزالممي فممي آخممر أمممره وابممن الصممباغ صمماحب
الشامل وابن القشيري ونصر المقدسي والعماد بن يممونس
342
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وحفده والسلفي وابن بندار وابن عساكر وابن الثيممر وابممن
الصلح وابن عبد السلم وأبو شممامة والنممووي وابممن دقيممق
العيد والبرهممان الجعممبري وأبممو حيممان والشممرف الممدمياطي
والذهبي والطيممبي والملمموى والسممنوي والذرعممي والممولي
العراقي والشممرف بممن المقممري وأفممتى بممه شمميخنا قاضممي
القضاة شرف الدين المناوي ،ونص عليه من أئمة المالكية
ابن أبي زيد صاحب الرسالة والقاضي أبو بكر بممن العربممي
وأبو بكر الطرطوشي وأبو الوليد الباجي وأبو طالب المكي
صاحب قوت القلوب وأبو الحسن بن الحصار وأبو عامر بن
الربيع وأبو الحسممن بممن حممبيب وأبممو حممبيب المممالقي وابممن
المنير وابن رشد وابممن أبممي جمممرة وعامممة أهممل المغممرب،
ونص عليه من أئمة الحنفية أبو سعيد السمميرافي والسممراج
القزوينممي وألممف فممي ذمممه كتابمما سممماه نصمميحة المسمملم
المشفق لمن ابتلى بحمب علممم المنطممق ،ونمص عليممه ممن
أئمة الحنابلة ابن الجوزي وسعد الدين الحارثي والتقي ابن
تيمية وألف في ذمممه ونقممص قواعممده مجلممدا كممبيرا سممماه
نصمميحة ذوي اليمممان فمي الممرد علممى منطممق اليونممان وقمد
اختصرته في نحو ثلث حجمه وألفت في ذم المنطق مجلدا
سقت فيه نصوص الئمة في ذلك ،وقممول هممذا الجاهممل إن
المنطممق فممرض عيممن علممى كممل مسمملم يقممال لممه إن علممم
التفسير والحديث والفقه التي هي أشممرف العلمموم ليسممت
فرض 0بالجماع بل هي فرض كفاية فكيف يزيممد المنطممق
عليهمما فقممائل هممذا الكلم إممما كممافر أو مبتممدع أو معتمموه ل
يعقل ،وقوله إن توحيد الله متوقف على معرفته من أكذب
الكذب وأبلغ الفتراء ويلزم عليممه تكفيممر غممالب المسمملمين
المقطوع بإسلمهم ولو قدر أن المنطق في نفسممه حممق ل
ضرر فيه لم ينفع في التوحيد أصل ول يظن أنه ينفع فيه إل
من هو جاهل بالمنطق ل يعرفه لن المنطممق إنممما براهينممه
على الكليات والكليممات ل وجممود لهمما فممي الخممارج ول تممدل
على جزء أصل هكذا قرره المحققممون العممارفون بممالمنطق
فهذا الكلم الذي قاله هذا القائل اسممتدللنا بممه علممى أنممه ل
يعرف المنطق ول يحسنه فيلزم بمقتضى قوله أنه مشرك
لنه قال إن التوحيد متوقف على معرفتممه وهممو لممم يعرفممه
343
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بعد فان قممال أردت بمذلك أن إيمممان المقلممد ل يصممح وإنممما
يصح إيمان المستدل قلنا لم يريدوا بالمستدل على قواعممد
المنطق بل أرادوا مطلق الستدلل الذي هو في طبممع كممل
أحد حتى في طبع العجائز والعراب والصممبيان كالسممتدلل
بالنجوم على أن لها خالقا وبالسماء والنهار والثمار وغيرها
وهذا ل يحتاج إلى منطق ول غيره والعمموام والجلف كلهممم
مؤمنون بهذا الطريق ،وقوله إن للمتكلممم بكممل حممرف منممه
عشر حسنات هذا لشيء ل نعرفه إل للقرآن الذي هو كلم
الله جل جلله فإن أراد هذا الجاهل أن يلحق المنطق الذي
هو من وضممع الكفممار بكلم رب العممالمين فقممد ضممل ضمملل
بعيدا وخسر خسرانا مبينما والعجمب مممن حكمممه علمى اللممه
بالباطل والخبار بمقادير الثممواب ل يتلقممى إل مممن صمماحب
النبوة عليه الصلة والسلم ،وقوله إن من ل يعلم المنطممق
ففتواه ل تصح يلزم عليممه أن الصممحابة والتممابعين لممم تصممح
فتواهم فإن المنطق إنما دخل بلد السلم في حدود سممنة
ثمانين ومائة من الهجرة فمضى في السلم هذه المدة ول
وجممود للمنطممق فيممه وقممد كممان فممي هممذه المممدة غممالب
المجتهدين من الئمة المرجوع إليهم في امر الدين أفيظن
عاقل مثل هذا الظن وقد نممص الشممافعي رضممي اللممه عنممه
نفسه على ذم الشتغال بالمنطق أفيقول هذا الجاهل هممذه
المقالة في مثل الشافعي رضي اللممه عنممه ومممن سممميناهم
من أئمة المذاهب الربعة الذين دونوا الفقه وأضحوا سممبل
الفتاوى وهم عصمة الدين .وقول هذا الجاهممل أن الغزالممي
ليس بفقيه يستحق عليه أن يضرب بالسياط ضممربا شممديدا
ويحبس حبسا طويل حتى ل يتجاسممر جاهممل أن يتكلممم فممي
حق أحد من أئمة السلم بكلمة تشعر بنقص ،وقمموله هممذه
الكلمة صادر عن جهل مفممرط وقلممة ديممن فهممو مممن أجهممل
الجاهلين وأفسق الفاسقين ولقد كان الغزالي فممي عصممره
حجممة السمملم وسمميد الفقهمماء ولممه فممي الفقممه المؤلفممات
الجليلة ومذهب الشافعي الن مداره على كتبممه فممإنه نقممح
المذهب وحرره ولخصممه فممي البسمميط والوسمميط والمموجيز
والخلصممة وكتممب الشمميخين إنممما هممي مممأخوذة مممن كتبممه،
والحاصل أن هذا الرجممل الممذي صممدرت عنممه هممذه المقالممة
344
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
رجل غلب عليه الجهممل والحمممق والفسممق فممالواجب علممى
المحتاط لدينه أن يهجره في الله ويتخذه عدوا يبغضه فيممه
إلى أن تأتيه من الله قاصمة تلحقه بالغممابرين .وقمموله فممي
الحشيشممة مممن اسممتعملها كفممر ل ينكممر عليممه إطلق هممذه
المقالة لن مثممل هممذا يجمموز أن يقممال فممي معممرض الزجممر
والتغليظ كقوله صلى الله عليممه وسمملم "مممن تممرك الصمملة
فقممد كفممر" فيكممون مممؤول علممى المسممتحل أو المممراد كفممر
النعمة ل كفر الملة فإن أراد حقيقة الكفر مممن غيممر تأويممل
فباطممل لن مممذهب أهممل السممنة أن ل يكفممر أحممد بممذنب،
والعالم إذا أفتى بمثل هذه العبارة إنما يطلقها متأول علممى
ما ذكرنا والمجتهد ل يحلل حراما ول يحممرم حلل فالتحليممل
والتحريم لله وحممده ل شممريك لممه بممل ول يحممدث قممول مممن
عنده إنما وظيفته أن ينظر في أقوال من تقدمه ويختار ممما
قام الدليل عنده على رجحانه.
مسألة -في رجل ألهمه الله طبا يداوي بممه المسمملمين
ويحصل به نفع لهم وداوى به جماعة في بلده بعشممب مممن
العشاب الذي ألهمه الله وحصل لهم به الشمفاء فماعترض
عليه جماعممة حسمماد وأرادوا منعممه مممن مممداواة المسمملمين
فهممل يجمموز لهممم ذلممك أم ل والحممال أن الطممبيب المممذكور
أحضر الجماعة الذين داواهم وهم أكمثر ممن عشمرين نفمرا
إلى شهود المسلمين واعترفوا بحصول الشممفاء علممى يممده
وكتب بذلك محضرا واتصل بحاكم وهل يثبت بهذا المحضممر
عدالة الطبيب وهل يجوز لهمم إخراجمه ممن البلمد وهمل إذا
قممال الطممبيب ألهمممت مممن اللممه هممذا الممدواء يسمموغ لحممد
العتراض عليه.
الجممواب -اللهممام ل ينكممر لكنممه إنممما يصممح غالبمما مممع
الصوفية الخلص أرباب القلوب الصافية النيرة وقد يحصممل
لغيرهم من آحاد المسلمين لكنه قد يصح وقد ل يصح فممإن
كان هذا الذي ألهم الطب من الصوفية أرباب القلوب فممإنه
ل يخطئ في الغالب بحسب تمكممن حلممه وقمموته ،وإن كممان
من غيرهم فعليه توقى ذلممك والرجمموع إلممى قممانون الطممب
المذي تعمارف النماس الممداواة بمه وليمس لحمد منعمه ممن
المداواة ما لم يظهممر عليممه كممثرة الخطممأ والولممى لممه فممي
345
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحممالين أن يممبين للمممداوى أنممه لممم يعتمممد فممي ذلممك علممى
القانون المتعارف في الطب لينظر ذاك لنفسه ويحتاط لها
لئل يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم "من تطبب ولممم
يعلم منه طب فهو ضامن" والمحضر المذكور ل فائدة فيممه
ول يثبت به عدالة ول يجوز إخراجه من البلد بهذا السبب.
مسألة -في رجل اشتهر بوقتنا هذا بعلم التعممبير وفتممح
عليه ونور الله بصيرته بمعرفة تفسير الرؤيا وإن كممان فممي
غيرها مزجى البضاعة فإذا قص عليممه أحممد رؤيمما بممادر إلممى
تفسيرها فيحمد الله تعالى ويصلي على نممبيه محمممد صمملى
الله عليه وسلم ثم يفسرها بكلم أهل الصممناعة ويستشممهد
عليه بأدلة من الكتاب والسنة وما وافق القواعد والمنقممول
في هذا الفن متبعا شروطه وآدابه فممي الغلممب ولممم ينقممل
عنه مع كثرة تعبيره أنممه أخطممأ فممي شمميء مممن ذلممك خطممأ
فاحشا خالف فيه منقول أهل الفن هذا وقممد قممرأ فيممه كتبمما
على مشايخ عصره وتفهم ظواهرها بحسممب الحممال وشمماع
نفع الناس به وقصدوه مممن المكنممة البعيممدة لفقممد العلممماء
بذلك ،ثم إن رجل كبيرا من النمماس قممام علممى هممذا الرجممل
المذكور وأنكر عليه كثرة تعبيره لكل سائل كائنما ممن كمان
وسرعة مبادرته لذلك فزجره ونهاه عن تعبير الرؤيا مطلقا
قاصدا نصحه وقال له ما معناه هذا العلم تخييلت من بمماب
الظن والحدث وهو مظنة الكذب والخطممأ فل يجمموز العمممل
به ول العتماد عليه فانزجر الرجل المذكور وكف عن تعبير
الرؤيا مممدة طويلممة فتضممرر كممثير مممن النمماس بسممبب ذلممك
ورموه بألسنتهم وظنوا بامتناعه أن قصده بممه طلممب الممدنيا
من الكابر بسؤالهم له في ذلك واحتيمماجهم إليممه وقمد وقمع
فممي ورطممة مممع النمماس بسممبب ذلممك وحصممل عنممده شممك
وارتياب في هذا العلممم هممل لممه حقيقممة أو كممما يقمموله هممذا
المعترض وهل الولى له الرجمموع إلممى ممما كممان عليممه مممن
التعبير لكل سائل إذ الحاجة والضرورة إليه أم ل ،وإذا كمان
لم يأخذ عليه جعالة فهل يثاب عليه أم ل.
الجواب -القول بأن الرؤيا وتعبيرها تخيلت ل أصل لها
يكاد يخرق الجماع فممإن الكتمماب والسممنة طافحممان باعتبممار
الرؤيا وتأويلهمما وقممد ورد فممي الحممديث أن رؤيمما العبممد كلم
346
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يكلمه ربه في المنام ،وفي حديث آخر إن الله وكل بالرؤيا
ملكا يريها للنائم ،والحاديث في ذلك ونحمموه كممثيرة تخممرج
عممن حممد الحصممر وإنممما قصممر علممم النمماس عممن كممثير مممن
المغيبات لعدم وقوفهم على السنة واشتغالهم بهمما وهممي ل
تؤخذ إل من جهة الوحي فعدلوا عممن معممدنها ورجعمموا إلممى
أقوال الحكماء والفلسممفة الجهممال الضمملل الممذين حدسمموا
بأفكارهم وخمنوا فلم يقفوا على حقيقة الحال كقولهم هذا
في الرؤيا وكقولهم في الطاعون والزلزلة والرعممد والممبرق
والصواعق والقوس والمجرة والمطر والسحاب وسائر ممما
فمموق الملكمموت وممما تحممت الرضممين كممل ذلممك خمماض فيممه
الفلسفة قبحهم الله بالظنون الفاسدة فممأتوا فيهمما بأشممياء
أكممذبهم فيهمما صمماحب الشممريعة صمملى اللممه عليممه وسمملم
الموحى إليممه بعلمموم الوليممن والخريممن ،وقممول المنكممر فل
يجوز العمل به كلم عجيب فإن الرؤيا ليست علم عمل بل
إما تبشير بخير أو تحذير من شر فأي عمل هنا ،نعم التثبت
مطلمموب وعممدم المسممارعة والمبممادرة وقممد تكممون الرؤيمما
صورتها واحدة ويختلف تأويلها بحسب الرائي وحاله وصفته
وما اتفق له في أيممام الرؤيمما وقممد تكممون الرؤيمما مممن أنممواع
الكشف الذي يحصل لرباب الحوال في كثير من أوقمماتهم
وهذه ل يليق بكل معبر تأويلها إنما يؤولها صمماحب حمال لممه
معرفة بأحوال القوم ،وفي جواز أخذ الجعالممة علممى تأويممل
الرؤيمما وقفممة ويقممرب الجممواز لنممه ليممس مممن الفممروض
والعبادات التي يمتنع أخذ الجرة عليها ووجه التوقف كممونه
كلممما يقممال فيشممبه السممتئجار علممى كلمممة ل تتعممب ولكممن
الفرق أوضح وفي الثممواب عليممه إذا لممم يأخممذ أجممرة وقفممة
أيضا والقرب أنه ل ثواب لنه ليس من العلمموم المفروضممة
ول المندوب بل من المباحات والله أعلم.
347
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسممألة -اسممتعمال ألفمماظ القممرآن فممي المحمماورات
والمخاطبات والمجاوبات والنشاءات والخطممب والرسممائل
والمقامممات مممرادا بهمما غيممر المعنممى الممذي أريممدت بممه فممي
القرآن يسمممى عنممد الصممدر الول مممن الصممحابة والتممابعين
فمممن بعممدهم مممن الئمممة والعلممماء ضممرب مثممل وتمثل
واستشهادا إذا كان في النثر ،وقد يسمممى اقتباسمما بحسممب
اختلف المورد فإذا كان في الشممعر سمممى اقتباسمما ل غيممر
فأما الول وهو الذي في النثر سممواء كممان تمثل أو اقتباسمما
فجائز في مذهبنا بل خلف عندنا نص عليه الصحاب إجمال
وتفصمميل واسممتعملوه فممي خطبهممم وإنشممائهم ورسممائلهم
ومقاماتهم ،أما النصوص فقالوا في باب الغسممل انممه يجمموز
للجنب أن يورد ألفاظ القرآن ل بقصد القممرآن وقممالوا فممي
باب شروط الصلة إن المصلي لممو نطممق بنظممم القممرآن ل
بقصد القرآن بل بقصممد التفهيممم فقممط بطلممت صمملته فممإن
قصممد القممراءة والتفهيممم معمما لممم تبطممل ،ولممم يحكمموا فممي
المسألة خلفا قممال النممووي فممي شممرح المهممذب فممي بمماب
الغسل ما نصه :قال أصحابنا ولو قال لنسممان خممذ الكتمماب
بقوة ولم يقصد القرآن جاز وكذا ما أشبهه ،وقال الرافعممي
في الشرح وأممما إذا قممرأ شمميئا منممه ل علممى قصممد القممرآن
فيجمموز ،وفممي الروضممة مثلممه ،وقممال السممنوي فممي شممرح
المنهاج عند قوله ويحل إذا كان ل بقصد قرآن هممذا الحكممم
ل يختص بأذكار القرآن بل يأتي أيضا في مواعظه وأحكامه
وأخباره وغير ذلممك كممما دل عليممه كلم الرافعممي فممإنه عممبر
بقوله أما إذا قرأ شيئا منه ل على قصد القرآن فيجوز هممذه
عبارته وذكر مثلها في الروضة ،وصرح القاضي أبو الطيممب
في تعليقه بالوامر انتهى .وقال الرافعي في بمماب شممروط
الصلة إذا أتى المصلي بشيء من نظم القممرآن قاصممدا بممه
القراءة لم يضممر وإن قصممد مممع القممراءة شمميئا آخممر كتنممبيه
المام أو غيره والفتح على من ارتج عليه وتفهيم المر من
المممور مثممل أن يقممول لجماعممة يسممتأذنون فممي الممدخول
ادخلوها بسلم آمنين أو يقول يا يحيى خذ الكتاب بقوة وما
أشبه ذلك ،ول فرق بين أن يكممون منتهيمما فممي قراءتممه إلممى
تلك الية أو ينشئ قراءتها حينئذ ،وقال أبو حنيفممة إذا قصممد
348
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
شمميئا آخممر سمموى القممراءة بطلممت صملته إل أن يريمد تنممبيه
المام والمار بين يديه وإن لم يقصد إل الفهام والعلم فل
خلف في بطلن الصلة كما لو أفهم بعبارة أخممرى انتهممى.
وذكر مثله في الشرح الصغير والمحرر وذكر النممووي مثلممه
في الروضة وشمرح المهمذب والمنهماج ،وإنمما بمدأت بنقمل
كلم الشيخين لن العتماد الن في الفتيا على كلمهما وإل
فالمسألة متفق عليها بين الصحاب قال إمام الحرمين في
النهاية في باب شممروط الصمملة :ولممو قممرأ المصمملي آيممة أو
بعضا من آية فأفهم بها كلما مثل أن يقممول خممذها بقمموة أو
يقول وقد حضر جمممع فاسممتأذنوا ادخلوهمما بسمملم فممإن لممم
تخطر له قراءة القممرآن ولكممن جممرد قصممده إلممى الخطمماب
بطلت صلته وإن قصد القراءة ولم يخطممر لممه إفهممام أحممد
بحيث لو دخلوا لم يرد دخولهم من معنى قوله فل شممك أن
صلته ل تبطل ،وإن قصممد قممراءة القممرآن وقصممد إفهممامهم
فالذي قطع به الئمة أن الصلة ل تبطممل وقممال أبممو حنيفممة
تبطل الصلة بهذا ،وقال في بمماب الغسممل لممو قممال الجنممب
شيئا من القرآن وقصد به غير القرآن لم يعممص وإن أجممراه
على لسانه ولم يقصد قممراءة ول غيرهمما فقممد كممان شمميخي
يقول ل يعصي وهذا مقطوع به انتهممى .وقممال البغمموي فممي
التهذيب لو قال الجنممب شمميئا مممن القممرآن ل بقصممد قممراءة
القممرآن فممإنه يجمموز وكممذلك لممو تكلممم بكلمممة توافممق نظممم
القممرآن ،وقممال فممي بمماب شممروط الصمملة ولممو تكلممم بكلم
موافق نظمه نظممم القممرآن مثممل إن دق رجممل البمماب قممال
ادخلوها بسلم أو أراد دفع كتاب فقال يا يحيى خمذ الكتماب
نظر إن لم يكن قصد به قراءة القممرآن بطلممت صمملته وإن
قصممد قممراءة القممرآن وإعلمممه ل تبطممل وعنممد أبممي حنيفممة
تبطل ،وقال الغزالي في البسيط إذا أتممى الجنممب بممالقرآن
علممى قصممد غيممره ل يعصممي فممإن لممم يقصممد ل القممراءة ول
غيرها قال الشيخ أبو محمد ل يعصي لن القصد معتبر فممي
هذا الجنس وقال في باب شروط الصلة إذا استأذن جمممع
وهو في الصلة فقال ادخلوها بسلم أو قال خذها بقمموة أو
غيممر ذلممك مممن خطمماب الدمييممن فممإن قصممد التفهيممم دون
القراءة بطلت صمملته وإن قصممد القممراءة دون التفهيممم لممم
349
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
تبطل وإن قصدهما جميعا قال أصحابنا ل تبطممل وقممال أبممو
حنيفة تبطل ،وقال المتولي في التتمممة :الخامسممة إذا نممابه
أمر في الصلة فتل آية من القرآن يحصممل بهمما تنممبيه الغيممر
علممى بعممض المممور مثممل إن دق البمماب فقممرأ قمموله تعممالى
)ادخلوها بسلم آمنين( أو رأى إنسانا اسمه موسى يمشمي
بالنعل على بساطه فقرأ قمموله تعممالى )اخلممع نعليممك( فممإن
قصد به التنبيه تبطل الصمملة لن هممذا خطمماب وافممق نظممم
القرآن وإن قصد القراءة ل تبطل صمملته وإن تضمممن ذلممك
تنبيها وقال أبو حنيفة تبطل ،ودليلنا ما روي أن عليمما رضممي
الله عنه كان يصلي في مسجد الكوفممة فممدخل عليممه رجممل
من الخوارج فعرض به وقال ل حكم إل لله ورسوله وقصد
النكار حيث رضي التحكيم فتل علي )فاصبر إن وعممد اللممه
حق ول يستخفنك الذين ل يوقنون( فلممما سمملم قممال كلمممة
حق أريد بها باطل ولو كمان ذلمك يبطمل الصملة لمما أقمدم
عليه علي رضي اللممه عنممه ،ونقممول الصممحاب فممي ذلممك ل
تحصى وفيممما أوردنمماه كفايممة ،وقممال النممووي فممي التبيممان:
فصل في قراءة القرآن يراد بها الكلم ذكممر ابممن أبممي داود
في هذا اختلفا فروى عن إبراهيم النخعي أنه كان يكره أن
يتناول القرآن لشيء يعرض من أمر الدنيا ،وعن عمممر بممن
الخطاب أنه قرأ في صلة المغرب بمكممة والممتين والزيتممون
وطور سنين ثم رفع صوته وهذا البلد المين ،وعن حكيممم -
بضم الحاء -بن سعد أن رجل من المحكمة أتى عليا رضي
الله عنه وهو في صلة الصبح فقال لئن أشممركت ليحبطممن
عملك ولتكونن من الخاسرين فأجابه علي وهو في الصمملة
فاصبر إن وعد الله حق ول يستخفنك الذين ل يوقنون ،قال
أصحابنا إذا استأذن إنسممان علممى المصمملي فقممال المصمملي
ادخلوها بسلم آمين فإن أراد التلوة أو التلوة والعلم لممم
تبطممل صمملته وإن أراد العلم أو لممم تحضممره نيممة بطلممت
صلته انتهى كلم النووي في التبيان .فانظر كيف أخذ حكم
المسألة مما ذكره الصحاب في المصمملي والثممر المممذكور
عن علي أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف والممبيهقي فممي
سننه وترجم عليه بمماب ممما يجمموز مممن قممراءة القممرآن فممي
الصلة يريد به جوابا أو تنبيها.
350
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
380
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وأنشد المام أبو بكممر الطرطوشممي فممي كتمماب الفمموائد لممه
قال أنشدني بعض البغداديين:
رحل الظاعنون عنك وأبقوا * في حواشي الحشا وجدا
مقيما
قد وجدنا السلم بردا سلما * إذ وجدنا النوى عذابا أليما
وأما علماء البيان في كتبهم فقد أكثروا من ذلك أنشدوا
للحماسيين:
إذا رمت عنها سلوة قال شافع * من الحب ميعاد السلو
المقابر
سيبقى لها في مضمر القلب والحشا * سريرة ود يوم
تبلى السرائر
وقول الخر:
ل تعاشر معشر أضلوا الهدى * فسواء أقبلوا أو أدبروا
بدت البغضاء من أفواههم * والذي يخفون منها أكبر
وقول الخر:
إن كنت أزمعت على هجرنا * من غير ما جرم فصبر جميل
وإن تبدلت بنا غيرنا * فحسبنا الله ونعم الوكيل
وقول الخر:
خلة الغانيات خلة سوء * فاتقوا الله يا أولي اللباب
وإذا ما سألتموهن شيئا * فاسألوهن من وراء حجاب
قال ولول خشية التطويل لذكرت من ذلك جملة كممثيرة
لكن في التنبيه بما ذكر كفاية ولني أكره ذكر التضمين في
الشعر لكن المقصود العلم بأن ذلك مذكور مشهور .وأممما
النمموع الثمماني مممن السممتدلل وهممو ممما ذكممره أئمممة الفتمموى
وعلماء الصول فقد نص القاضمي أبمو بكمر البماقلني أممام
هذا الفن والقدوة في هذا الباب في كتاب إعجاز القرآن له
على تضمممين كلمممات مممن القممرآن فممي نممثر الكلم ونظمممه
وذكر من ذلك جملة ولكن أشار إلى كراهممة التضمممين فممي
الشعر خاصة وذلك ظاهر لجلل كلمات تذكر فممي القممرآن
العظيم أن تساق في أوزان الشعر وجعل ذلك على سممبيل
الكراهة في الشعر خاصة دون المنع والتحريممم ،والمكممروه
جائز القدام عليه عند علمماء الصمول وهمذا بخلف الكلم،
وكلم مثل هذا المام في مثل ذلك كاف وكممذلك ممما ذكممره
381
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
القاضي عياض في شرح مسمملم كممما تقممدم ،وذكممر المممام
محي الدين النووي في كتاب التبيان له فقال قال أصممحابنا
إذا قال النسان خذ الكتاب بقوة وقصد به غير القرآن فهممو
جائز قالوا ويجوز للجنب والحائض أن يقول عند المصيبة إنا
لله وإنا إليه راجعون إذا لممم يقصممدا القممرآن فممانظر صممريح
هذا النقل ،وهذا إمام من المجتهدين في مممذهب الشممافعي
بل هو في هذا الزمان عمدة المذهب فممي نقلممه وتصممحيحه
وقممد صممرح بجممواز أن يقصممد غيممر القممرآن كممرر ذلممك فممي
مواضع ،وكذلك ذكر إمام الحرمين وهممو قممدوة فمي العلمموم
الفقهية والصول الدينية ،ولممو بسممط القممول فممي ذلممك نقل
وبحثا لتسع جدا ،وقد نص على ذلممك الئمممة مممن المالكيممة
والشافعية ولم أر لحد من أئمة المذهبين في ذلممك خلفمما،
وأما علماء البيان وأئمة الفصاحة وأهل الجتهمماد فممي بممدائع
اللسان العربي وهم مممن أئمممة المسمملمين وعلمممائهم فقممد
أوضحوا القول في ذلك وسموه بالقتباس ولم يكتفمموا فممي
ذلك بحكممم الجممواز فقممط وإنممما جعلمموه مممن حسممن الكلم
وجيده ومعدودا فممي طبقممات الفصمماحة إذ هممو عنممدهم مممن
أنواع علم البديع فقد اجتمع على التصممريح بالمقصممود مممن
ذلك أئمة الفتوى وأئمة الفصماحة وهممو كممما تممرى أممر بيممن
معلوم واضح للمتأملين والمسألة ظاهرة جليممة وشممواهدها
من السنة وكلم السلف والخلف والعلماء والفصحاء كممثيرا
جدا .ومما استشهدوا به علممى القتبمماس مممع تغييممر اللفممظ
المنقول قول بعض المغاربة:
قد كان ما خفت أن يكونا * إنا إلى الله راجعونا
وقول الخر:
يريد الجاهلون ليطفئوه * ويأبى الله إل أن يتمه
ومما استشهدوا به على القتباس من لفممظ الحممديث قممول
ابن عباد:
قال لي ان رقيبي * سيء الخلق فداره
قلت دعني وجهك الجنة * حفت بالمكاره
وهذا ل جائز أن يكون هو الحديث أصل بل هممو موافقممة
في ظاهر عبارة فقط والله تعممالى المسممدد والهممادي وهممو
حسممبنا ونعممم الوكيممل انتهممى جممواب الشمميخ داود الشمماذلي
382
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بلفظه ،وهو أحد أئمة المالكية وأحد محققي الصمموفية أخممذ
التصوف عن الشيخ تاج الدين بن عطاء اللممه والعلمموم عممن
الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري شارح منهاج
البيضاوي وعن غيره من المشايخ وله مؤلفات جيدة تممؤذن
بطول باع ورسوخ قدم وسعة اطلع رحمه الله ونفعنا به.
383
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)فصل( ولهم عند قمموم بقممرات وشممياه ومممزاود طعممام
وغير ذلك من الخراج في كل زمممن معممروف فمممن أعطممى
وإل ضربوه أو نفوه.
)فصل( ويأتيهم سادات قوم وكممبراؤهم مممع جماعمماتهم
فيطلبون البلد فيقولون لهم إن كانت عادتنا علممى ممما هممي
عليه فأتوا بقبيلتكم فلتختر واحدا منكم يحكمون لهم بممذلك
ومرة يحكمون لمن يعطيهم أموال كثيرة أو يرجون منممه أو
يخافون شره.
)فصممل( ومنهممم مممن يخاصممم علممى الحممرار ويممدعوهم
بالعبيد فإن مات من ادعى عليه ذلك لم يقسموا بين ورثته
ثم يدعوهم من بقى باسم الرق وإن قلت لهم هؤلء أحرار
كادوا يقتلونك ويقولون هؤلء عبيد أتباع للسيف ومنهم من
يجعلهم كالخدم بالضرب والعذاب ومنهم من يسممخر منهممم
ويأخذ منهم الموال ول يضممرهم فممي أنفسممهم ومنهممم مممن
يبيعهم بالتنافس والتنازع ومنهم من يؤمر على قوم فيأخممذ
منه الخراج أكثر مما أخذ منممه الملمموك فممإن أبمموا نفمماهم أو
سلط عليهم الميممر أو وزراءه ومنهممم مممن يممؤمر علممى بلممد
فيتركه ويمشي إلى أحرار قبيلته حيث كانوا فيأخذ منهم ما
أراد حتى يكون القتال في ذلك.
)فصل( ومنهم من ل يورث فما تركه بعده لبناء إخمموته
وأهممل القمموة والجمماه ومنهممم مممن يكممون أميممرا علممى قمموم
فيعطي الملوك ماله ثم يجيء عندهم فيأخذ منهم أضممعاف
ذلك.
)فصممل( مممن بعممض أممموال الملمموك الخممراج علممى
المسلمين ومكس السممفار والسممواق علممى كممل مممن جمماء
بالخيل أو البممل أو البقممر أو الغنممم أو الرقيممق أو الثيمماب أو
الطعام وكذلك عند البممواب عنممد دخممول قمموم أو خروجهممم
ولو بحطب.
)فصممل( ومنهممم مممن بينممه وبيممن الكفممار المصمماحبة
والمراسلة فإن قتلوا المسلمين أو نهبوهم أو قطعوا عليهم
الطرق لم يبممالوا بممذلك إن أعطمموهم شمميئا ومنهممم مممن إذا
أغممرت علممى الكفممار وآذيتهممم آذاك أكممثر مممما آذيممت بممه
المشركين فيكون ذلك عونا للكفار وضعفا للمسلمين.
384
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)فصممل( ومنهممم مممن اختممار الكفممار علممى المسمملمين
لسكون بلدهم أو ربح تجارته في أرضهم أو سممكون بعممض
أقاربهم أو بسبب من السباب من دنياهم ل يبالون بممأوامر
الله ونواهيه إل حيث كانت اللقمة بدا.
)فصل( منهم من لم يبال بالكتاب والسنة إل حيث كان
الدرهم والدينار معه وإل فل.
)فصل( منهم من ل يعطي المرأة صممداقها أصممل وكممان
ذلك عادة فليس لهن عند الرجال إل الذبيحة والنفقة.
)فصل( وعادتهم عممدم الحيمماء عنممد اجتممماعهم بالنسمماء
وخلمموتهم بهممن واللعممب بهممن وحممديثهن ورؤيتهممن وكشممف
زينتهن وأكثرهن للمزمار والعممود والغنمماء وضممرب الممدفوف
والزغاريت وآلت اللهو كلها ويعرضممن بأنفسممهن ويقلممن إن
الجن فينا وإن دواءنا بذلك وفيهن من يقلن إن مممن الخممدم
من يقتل وإن مسك مرضت وإذا جن الليل يطممرن ومعهممن
النار ويقتلن بذلك.
)فصممل( ومنهممم مممن يقاتممل فيممما بينهممم تكممبرا وتجممبرا
وتنافسا وينهممب بعضممهم بعضمما ويغيممر بعضممهم علممى بعممض
ومنهم من يمنع بلد الله إذا وكله المراء عليهم إل بالخراج
ويمنع الماء والفواكه والحشيش والكل وكممل ممما ينبممت فممي
الرض حتى يمنعون الطرق ويسدونها بالحجممارة والشممجار
حتى ل يقرب المسافرون بلدهم ويعذبون بهائم المسلمين
بآلت مممن العممذاب والضممرب وسممد الفممواه ويربطممون مممع
أذناب النعام الشوكة وماله أذى.
)فصل( منهم من ليممس لممه حرفممة إل الغنمماء والمزمممار
ومدح من أعطاه وذم عكسه ومنهم من ليس له حرفممة إل
أن يكون مممع المممراء والكممبراء فيأكممل معهممم ويعيممش فممي
أموالهم الحرام.
)فصل( منهم من حرفته أن يكون جالسمما حممتى يجيممء
أوان الطعام فيحضر ويسلم ويأكل.
)فصل( ومنهم من حرفته القمار والميسر وأمثال ذلك.
)فصل( منهم مممن حرفتممه أن ينكممح النسمماء المطلقممات
بالثلث فيحللهن لزواجهن.
385
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)فصل( ومنهم من حرفته أن يرمي عقله فيجعل نفسه
كالمجنون فيضحك الناس بممه ومنهممم مممن حرفتممه السممؤال
ومنهممم مممن حرفتممه أن يممتزوج النسمماء الكممثيرات الممموال
ويعيش في رزقهن ومنهم من حرفته السممرقة ومنهممم مممن
حرفته الختلس ومنهممم مممن حرفتممه أن يصمميد ومنهممم مممن
حرفتممه أن يكممون مممع المممراء فيقضممي للنمماس حمموائجهم
ويعيش هناك ومنهم من حرفته أن يعادي للنمماس أعممداءهم
ويحب لهم أحبتهم سواء كانوا على الحق أو الباطل.
)فصل( منهم من حرفته علم الحديث والقصص وأخبار
الدنيا والحكايات المضحكة بالحق أو الكذب.
)فصل( منهم ممن حرفتمه أن يكمون نمامما أو مغتابما أو
متجسسمما ومنهممم مممن حرفتممه معمماداة العلممماء والتقيمماء
والصالحين ومنهم من حرفته أن يكون رسممول بيممن النسمماء
والرجال كالديوث ومنهم من حرفته أن يخلط الماء بمماللبن
أو الشممحم مممع اللحممم الهزيممل أو دنيممء بجيممد ومنهممم مممن
حرفته أن ينمزل المسمافرين فمي مسمكنه فيخمدعهم بقمدر
طمماقته وقلممة عقممولهم ومنهممم مممن حرفتممه إلبمماس الحممق
بالباطل عند الموازين والمكاييل.
)فصل( عمموائد بعضممهم البخممل والجبممن وعممدم الرحمممة
للناس كافة وقطع الرحم ومنهم من عادته السخاء والكرم
والشممجاعة إل أن عنممدهم مممع ذلممك كممثرة الظلممم والفسمماد
والختلط بالنسمماء الجممانب ويحلفممون بالبمماء والمهممات
والنساء ويشهدون بالزور ولنسائهم مكان معممروف يخلممون
فيه بالرجال في يوم نكاح أو يوم عرس أو يمموم عيممد ولهممم
لهو يتضاربون فيه حتى يقع في ذلك شج وكسر سن أو يممد
أو رجل أو قتل ،وعادة بعضهم بناء المساجد وتلوة القممرآن
والعلوم والمدائح والحج ومع ذلك يعبدون الصنام ويذبحون
لها ول تصوم نساؤهم ول يصمملين إل إذا كممبرن ول يممدخلون
مساجدهم إل ومع كل واحد منهم عصا ،وعندهم طلسمات
للنكاح والممبيع والشممراء والرهممج والحممروب والمحبممة ووجممع
الرأس والضرس ويزعمون أنهم ملوك الدنيا وأبناء النبيمماء
ومنهم من يجحد البعث والحشر والنشر والحساب والثواب
والعقاب ويسجدون لملوكهم ويركعون لهم ومنهم مممن هممو
386
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسلم ويجعلون أموالهم دول بينهم يغير بعضهم على بعض
ويقتلونهم.
)فصل( منهم من عادته أن يجيممء إلممى قمموم فيسممألهم
إبلهم ليسافروا عليها فيحملوا عليها الطعام إلى بلممد الملممح
ويحملوا عليها الملممح إلممى بلد السممودان فيبيعونهمما بالثيمماب
والمتمماع ثممم يرجعممون إلممى بلدهممم فيجيئهممم أربمماب البممل
فيعطونهم من الثياب ممما شمماء اللممه فمممرة يرضممون ومممرة
يأبون حتى يسترضوهم وإل فيخاصمون ما شرط أحد علممى
أحد منهم ذرة.
)فصل( منهم من صمملته بممالتيمم أبممدا فل يتوضممأون إل
نادرا ول يغتسلون من الجنابة إل نادرا وتوحيدهم بالفم وما
يعرفون حقيقة التوحيد وزكاتهم يجلبون بها مصممالح دنيمماهم
أو يدفعون بها مضارهم وحجهم بممالموال المحرمممة ومنهممم
من عادته محبة العلماء والصلة على رسول الله صلى الله
عليه وسلم والعمال الصممالحة والصممدقة وإطعممام الطعممام
وقرى الضيف وغير ذلك من وجوه الخير ول يتركون ما هم
عليه من تكبر واسترقاق الحرار والمقاتلممة والظلممم وأكممل
الحرام ومنهم من عادته مصاحبة الكفمار ومؤاخماتهم وذكمر
أخبار المسلمين وعيوبهم لهم ومنهم من يعادي مممن عممادى
الكفار.
)فصل( ومن فقهائهم من عممادته تمرك القمرآن والسممنة
وأخذ الرسالة والمدونة الصغرى وابممن الجلب والطليطلممي
وابن الحاجب حتى عادوا من يفسر القممرآن ويقولممون قممال
أبو بكر الصديق إن كذبت على ربي أي أرض تحملنممي وإذا
سمعوا آية تتلى لتفسير نفروا عنها نفرة الحمر الوحشية.
)فصل( منهم من ل يفممارق المممراء طرفممة عيممن يأكممل
معهم ويشممرب ويأخممذ مممن أممموالهم المحرمممة ومنهممم مممن
يحلل ذلك للملوك ومن تبعهم ومنهم مممن سممكت لممم يممأمر
ولم ينه ومنهم من نهى فعادوه فخاف فسكت ومنهممم مممن
يأخذ الزكاة ول يستحقها ومنهم من حرفته أن يشممترط مممع
الناس أن يصلي بهم ويقرئ صبيانهم ويرى عنممدهم المنكممر
العظيم ويسكت وإن تكلم قالوا له اسكت فقممد ذكممرت ممما
عليممك فخممذ شممرطك ومالممك ول تممزر وازرة وزر أخممرى
387
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فيسكت ومنهم من إذا وعظت الناس قممالوا لممك أممما نحممن
فقهاء مثلممك فنحممن قممد رأينمما ذلممك وسممكتنا عنممه هممذا آخممر
الزمان نهى المنكر فيه منكممر يمما أيهمما الممذين آمنمموا عليكممم
أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتممديتم وتقممول لممه العامممة
أما رأيت فلنا هو أعلم منك وأتقى وأعز وأشرف وقد ترك
ذلممك وهممو يممراه ويقممدر علممى قطعممه فيسممكتوك بممذلك وإل
جعلوك شر خلق الله وأجهل الناس واسممفه النمماس ومنهممم
من تعظه من العلممماء فيطيعممك ويصممدقك فممإذا خممرج مممن
عندك يكذبك ويذكر للعامة دلئلممه علممى تكممذيبك وتصممديقه
ومنهم من إذا وعظت العامة وقبلت وتابت خل بهم فنقممض
عنهم ذلك حتى تعود العامة على ما كانت عليه.
)فصل( منهم من يأخذ العشر عند الميممراث فل يقسممم
لحد إل إذا أخذ عشممرة ومنهممم مممن اكتسممابه بالطلسمممات
والرقى لباب المحبة والنكاح والوجه عند العامممة والخاصممة
ومن غضبوا عليه يفعلون بمه مما قمدروا مممن مكمائد السموء
فمرة يوافق فعلهم بالقدر ويقولون هذا فعلنا.
)فصل( منهم من يشتري القضاء بماله ويأخممذ الرشمموة
والسحت ويحكم بما يريد ومنهم من يممؤمره الملمموك علممى
قوم فيأخذ زكاتهم ول يقسمها بين من يستحقها.
)فصممل( منهممم مممن يقممرأ بالشممواذ ويممترك القممراءات
المشهورة.
)فصل( ومنهم اللد الخصم في كل شيء.
)فصممل( ومنهممم مممن ليممس لممه عمممل إل تلوة القممرآن
والحديث والعبادة ولزوم الخلوة وقراءة الرسالة والشهاب
وأمثال ذلك.
)فصممل( منهممم مممن يكممون عنممد الجهممال يأكممل معهممم
ويشرب ويكون أمامهم.
)فصل( منهم من يقول ويعتقد أن بعض الناس يقتلممون
بعضا بمس أو مقاربة ويزعمون أنهم يمرضونهم >ص وإن
أعطوهم ممما أرادوا داووهممم ومنهممم مممن يعتقممد أن الجممرب
والجممذام والممبرص والزكممام وسممائر المممراض تعممدى وإذا
نكحت امرأة ومات عنممدها ثلثممة مممن الزواج تشمماءموا بهمما
وكذلك الدار والخيل ومنهم من يزعممم أن بعممض الطيممور أو
388
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
السباع أنحس من بعض ومنهم من إذا رميته بمشط يقممول
لك ل فإنه يأتي بطلق ويقولون في اليام بعضممها منحمموس
وبعضها مسعود ويذمون الحجامة في بعممض اليممام وشممرب
الدواء ومشى المسافرين والنكاح فيها وكممذلك بعممض البلد
والمياه والمراعي يزعمون أن بعضها أعكس من بعض.
)فصل( منهم من يزعم أنممه عممارف إذا كرهممت البهيمممة
أولدها ويعممرف أسممباب ذلممك ويقممول للنمماس تعممالوا عنممدي
كلكم فيأتونه فيكيل بذراعه أرجلهم ثم يبقممى بعممد ذلممك ممما
مسح بيديه أرجلهم ويعزم بشيء في نفسه ويزعم أن ذلك
قراءة ثم يكيلهممم ثانيممة فيزيممد المممر علممى ممما هممو عليممه أو
ينقممص فيأخممذ ذلممك فيأخممذون مممن أشممعار رأسممه أو لحيتممه
فيبخرونه على تلك البهيمة فيوافق مرة ومرة ل.
)فصل( منهم من إذا سرق ماله وأخذ المتهمين فيوقممد
نارا ويقيد المتهمين بشيء قصير ويممأمرهم بالمشممي عليهمما
فيمرون عليها فالذي يسرق تارة تحرقه والذي لم يسرق ل
تحرقه ول تمسممه ومنهممم مممن يأخممذ المتهممم ويأخممذ المممراة
ويعلقهمما علممى خيممط ويأخممذ الخيممط ويمدلي المممراة ويجعممل
خطين في الرض ويجعل الرماد على خط واحد من الرض
ويترك الخر ويدليها علممى وسممط الخطيممن ويقممرؤن سممورة
يس على ذلممك فممإن تحركممت المممراة وجممرت علممى طريممق
الرماد ثبتت السرقة عليه وإل فل.
)فصل( منهم من يقرئ الصبيان فإذا ختم واحممد أو بلممغ
النصف أو الثلث حملوه على درقممة مممن فمموق رؤوسممهم أو
على فرس أو جمل ويجتمع عليه القراء ويطوفون به البلممد
كله يقرؤون عليه آيات الرجمماء ومممدائح رسممول اللممه صمملى
الله عليه وسلم فيعطيهم الناس طعاما وشرابا وغنما وثيابا
فيتركونه للفقيه.
)فصل( ومنهم من يمشي بين العوام ويناجي كممل مممن
يلقاه إل أريك رقية العين والنكمماح ودخلممة القلمموب والمموجه
عند السلطين وأمثال ذلك.
)فصل( ومنهم من ل يزوجون ال صاحب نسب وحسب
ومال كثير ول يزوجون الفقير ولو كان عالما صالحا تقيا.
389
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)فصل( ومنهم قوم ل يعدون الطلق فليس لممه عنممدهم
حد ومنهم من يعد الطلق فإذا وصلوا ثلثا أعطى شمميئا ثممم
يعيدها بغير محلممل ومنهممم مممن ل يعتممد المممرأة فتنكممح مممن
أرادت في العدة ومنهم من يشتري للمتي طلقهمما ثلثما ممن
يحللها أو تشتريه هي بنفسها أو أحد من أهلها.
)فصل( منهممم ملمموك ل يقيمممون القصمماص أصممل وإنممما
يأخذون المال ويقسمونه بين من ل يستحقه شرعا.
)فصل( منهم من يدعي أنه شممريف ليكممرم ول شممهادة
له في ذلك ومنهممم مممن يممدعى أنممه عممالم أو ولممي أو عابممد
ليستخدم وليس كممذلك ومنهممم مممن إذا قصممده المسمملمون
بقتل أو أخذ مال أو نحوه يقاتل حممتى يقتممل أو يقتممل وفممي
نيته من قتل دون ماله فهو شهيد ومنهم مممن يممأتي القتممال
حتى يقتل بغير حركة منه وفي نيته إني أريد أن تبوء بإثمي
وإثمك فتكون من أصحاب النار كما فعل هابيل ثممم عثمممان
أيهما أعلى من الخر.
)فصل( هل يجب على المممر بممالمعروف والنمماهي عممن
المنكر القتال في ذلك بقدر طاقته.
)فصل( فقيه رأى منكرا فعلم أنه ل يقبممل النمماس نهيممه
ول أمره يسممقط ذلممك عنممه المممر بممالمعروف والنهممي عممن
المنكر.
)فصل( ما قلتم فيمن أمممر بمعممروف ونهممى عممن منكممر
وقصد به رياء وسمعة.
)فصل( ما قلتم فيمن أمممر بمعممروف ونهممى عممن منكممر
وخوفوه فسكت خوفا وفيمن أمر بمعروف ونهى عن منكر
ثممم سممكت عجممزا عممن سمموء مقممالت النمماس لممه والضممرر
والتعب.
)فصل( ما قلتم في رجليممن أمممرا بمعممروف ونهيمما عممن
منكر حتى رأيما أممرا عظيمما فيمه هلك النفموس والمموال
فتركه واحد منهما ولم يقاتل عليه وقاتل عليممه الخممر حممتى
قتل وقتل أيهما أعلى من الخر.
)فصل( ما قلتم في رجلين أحدهما يخالط أمراء السوء
فيشفع للمسلمين لممديهم وينفعهممم والخممر اعممتزلهم أيهممما
أعلى.
390
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)فصل( في بلدنا كتب يذكرون عن رسممول اللممه صمملى
اللممه عليممه وسمملم أقاويممل ليسممت فممي الموطممأ ول فممي
الصحيحين وليس عندنا من يعلم ذلك فما يفعل فيها.
)فصل( هل يتمثل الشيطان بأمر من أمور الله ككتممابه
وملئكته ورسله وأوليائه أم ل.
)فصل( هل يجوز مممدح النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
بالكلم العجمي أم ل.
)فصل( هل يدخل أحد الجنممة بمحبممة النممبي صمملى اللممه
عليه وسلم وهو عاص وتارك بعض الفرائض.
)فصل( رجل يعظ الرجال فقال له النساء عظنا معهممم
فجعل بيممن الرجممال والنسمماء سممترا ل يممرى أحممد الفريقيممن
الخر يجوز له ذلك أم ل.
)فصل( أيجوز لنا أن نقممرئ نسمماءنا سممورة النممور حممتى
يحفظنها ويفسرنها أم ل.
)فصل( أيجوز لمسلم إن حضر القتال بيممن المسمملمين
والكفار أن يرمي نفسه في الغرر لحب الشهادة.
)فصل( أيجب القتال على أمراء المسلمين بأنفسهم أو
ليس عليهم إل تجهيز المور وصلحها وهل يجوز للميممر أن
يرمي نفسه على أشد إلباس من الكفار وهممو إذا مممات لممم
يجتمع المسلمون بعده لقتممال ول يجتمعممون علممى غيممره إل
بعد مدة طويلة.
)فصل( هل تقبل هدية الكفممار وتجمموز صممحبتهم وليممس
عليهم جزية.
)فصل( وتبين لي أممر هيئة السمماوات والرض بمدلئل
القرآن والحديث ،وعرض بلدنا وطولها ،وبلغني أنممك ألفممت
شيئا في حروف التهجممي فل يليممق بكرمممك أن تكتمممه عنمما،
وأنا أحبك في الله وإني لمشتاق إلى لقائك غايممة .واسمممي
محمد بن محمد بن علي اللمتمموني فل تنسممني فممي دعممائك
والسلم.
395
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -وقعت في الدرس -قممال الشمميخ جلل الممدين
المحلي في شممرح جمممع الجوامممع :وإثممم القاتممل الممذي هممو
مجمع عليه ليثاره نفسه بالبقاء علممى مكممافئه الممذي خيممره
بينهما المكره بقمموله اقتممل هممذا وإل قتلتممك ،أقممول :أشممكل
إعراب الذي وعائده فإن الممكن فيه أمور مع القطممع بممأن
الهاء في خيممره عمائدة علممى القاتمل وفاعمل خيممر المكممره:
أحدها أن يجعممل الممذي صممفة لمكممافئ ويشممكل عليممه عممود
ضميره بينهممما وهممو مثنممى علممى الممذي وهممو مفممرد والعممائد
يشممترط فيممه المطابقممة ،الثمماني أن يجعممل صممفة لنفسممه
ومكافئه إما على أنها صفة سببية ل يشترط فيها المطابقة
كقولك مررت بالرجلين الضارب أبوهما عمرا أو هممو فاسممد
لختلف إعرابهما فإن نفسه منصوب ومكافئه مجرور ولن
الفراد في المثال المذكور لسناد الوصف إلى الظمماهر ول
إسناد في الذي وإنما ربطه مممررت بممالرجلين الممذي ضممرب
أبوهما عمرا ،الثممالث أن يجعممل صممفة لهممما علممى أن الممذي
أريد به الجنس والذي إذا أريد به الجنس جاز إطلقممه علممى
المثنى والجمممع علمى حمد قموله كمثمل الممذي اسممتوقد نممارا
وخضممتم كالممذي خاضمموا فحصمملت المطابقممة ،وأممما اختلف
العراب فيوجب جعل الممذي نعتمما مقطوعمما علممى الرفممع أو
النصب ول يخممل بممالتركيب ،الرابممع أن يجعممل صممفة للبقمماء
والبقمماء معممرف بلم الجنممس صممادق بالواحممد فممأكثر فجمماء
الموصول مراعاة للفظ والضمير مراعمماة لمعنمماه كممما هممو
المعهود في مثل ذلك وهذا أمثل الوجه وأقربهمما ،الخممامس
أن يجعممل صممفة ليثمماره كممذلك ،السممادس أن يجعممل صممفة
للقاتل فالعائد الهاء في خيره وهذا أسهل الوجه لكنه بعيممد
معنى وأعرابا أيضا لما فيه من الفصممل الكممثير بيممن الصممفة
والموصوف.
مسألة -هل سبب النزول يخص المنممزول فيممه بلفظممه
وحكمه أم يعمه وغيره ،وإذا ورد السبب خاصا فهممل يكممون
التخصيص من السبب أم من النص وإذا لم يكن من النممص
فهل يقضي على النص أم ل وهل السبب ناشئ عن النممص
أم من أهل التأويل وهل التأويل ناشئ عن النص أم ل؟
396
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -أما كون سبب النزول هل يخص المنزول فيه
أم ل -فهذه مسألة خلف بين أهل الصول منهم من يقول
إنممه يخممص المنممزول فيممه فل يعممم غيممره والصممح وهممو رأى
الكثرين أنه ل يخصه بل يعممم غيممره ولكممن صممورة السممبب
قطعية الدخول ل يجوز إخراجهمما منممه ،وأممما قمموله وإذا ورد
السبب خاصا فهممل يكممون التخصمميص مممن السممبب أن مممن
النممص -فهممذا إنممما يجيممء علممى قولنمما بممأن السممبب يخممص
المنزول فيه ونحن قد بينمما أن الصممح خلفممه وعلممى تقممدير
القول به فالتخصيص من السبب للنص العام اللفممظ فقممط
عده أهل الصممول مممن المخصصممات للعممموم علممى القممول
بتخصيصه وذلك لن سبب النزول إنمما يقبمل إذا ورد بسمند
صحيح متصل فهو في حكم الحممديث المرفمموع ،ومممن يممرى
جواز تخصيص الكتاب بالسنة وهم الجمهور ل يستنكر ذلك،
وقوله وإذا لم يكن من النص فهل يقضي على النممص -قممد
علم جوابه وهممو أن سممبب النممزول نممص أيضمما فممإنه حممديث
والحديث يقضى على القرآن -أخرج سعيد بن منصممور فممي
سممننه عممن يحيممى بممن أبمي كممثير قمال السممنة قاضممية علممى
الكتمماب ،ويحيممى هممذا مممن التممابعين مممن إضممراب الزهممري،
وقوله وهل السبب ناشئ عن النص -قممد علممم جمموابه وهممو
أنه ناشئ عن نص لكن نص حديثي ل قرآنممي وليممس ناشممئا
عن التأويل فإن السبب ل يكون إل عن نص مقبممول ل عممن
تأويممل ول مممدخل للتأويممل فممي ذلممك ،وقمموله وهممل التأويممل
ناشئ عن النص -جوابه أنه قد علم أنه ل تأويل.
مسممألة -تقممرر أنممه إذا خل العصممر عممن مجتهممد يقمموم
بفمرض الكفايمة أثمموا عمن آخرهمم فمما الجممع بينمه وبيمن
قولهم في مسألة الفترة أنه إذا لم يجد صاحب النازلة مممن
ينقل له حكما في نازلته الصحيح انتفاء التكليف عممن العبممد
وأنه ل يثبت في حقه إيجاب ول تحريم ول يؤاخذ بأي شيء
صنعه.
الجواب -متعلق الثم مختلف فالثم لمن كان يمكنممه
بلوغ هذه الرتبة وقصر فيهمما وعممدم التكليممف لغيممره وليممس
المخاطب بفرض الجتهاد كل أحممد بممل مممن هممو فممي صممفة
397
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
خاصممة كممما قررنمماه فممي كتمماب الممرد علممى مممن أخلممد إلممى
الرض.
مسألة -رجل يقلممد المممام الشممافعي رضممي اللممه عنممه
أصابته نجاسة كلبية فغسلها على مقتضى مذهب إمامه ثم
أصابته وعسر عليه غسلها فهممل يجمموز لممه تقليممد مممن يممرى
عدم وجوب هذا الغسل أم ل لن ما التزمه وعمممل بممه أول
يمنعه من مخالفته آخرا وإذا قلتم إن له التقليد فممما معنممى
قول السنوي في شرح منهاج البيضاوي إنه إذا قلد مجتهدا
في مسألة فليس له تقليد غيره فيها اتفاقا ويجوز ذلك في
حكم آخر على المختار فلو التزم مذهبا معينا ففي الرجمموع
إلى غيره من المذاهب ثلثة أقوال ثالثها يجوز الرجوع فيما
لم يعمل به ول يجوز فممي غيممره هممل معنمماه امتنمماع التقليممد
فيممما تقممدم السممؤال عنممه أم ل وممما الراجممح مممن القمموال
الثلثة ،وكذلك قول الشيخ جلل الدين المحلممي فممي شممرح
جمع الجوامع وإذا عمممل العممامي بقممول مجتهممد فممي حادثممة
فليس له الرجوع عنه إلى غيره فممي مثلهمما لنممه قممد الممتزم
ذلك القول بالعمل به -إلى أن قال والصح جوازه أي جواز
الرجوع إلى غيره في حكم آخممر -إلممى أن قممال الصممح أنممه
يجب على العامي وغيره ممن لم يبلغ رتبة الجتهاد الممتزام
مذهب معين ،ثم قال في خروجه عنه أقوال ثالثها ل يجمموز
في بعض المسائل ويجوز في بعممض توسممطا بيممن القممولين
في الجواز في غير ما عمل به أخممذا مممما تقممدم فمي عمممل
غير الملتزم فإنه إذا لم يجز له الرجوع قممال ابممن الحمماجب
كالمدي اتفاقا فالملتزم أولى بذلك وقد حكيمما فيممه الجممواز
فيقيممد بممما قلنمماه انتهممى ،وإذا قلتممم بامتنمماع التقليممد فممي
المسؤول عنه وهي المسائل التي عمممل بهمما فكيممف يلممتئم
ذلك مع ما قال الكمال الممدميري فممي شممرحه فممي القضمماء
فرع :ل يشترط أن يكون للمجتهد مذهب مدون وإذا دونت
المممذاهب فهممل يجمموز للمقلممد أن ينتقممل مممن مممذهب إلممى
مذهب؟ الصح الجممواز كممما لممو قلممد فممي القبلممة هممذا أياممما
انتهممى ،وإطلقممه شممامل لممما عمممل بممه وممما لممم يعمممل بممه
والمسؤول إيضاح ذلك.
398
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -الصح جممواز النتقممال مطلقمما فيممما عمممل بممه
وفيما لم يعمل به كذا صححه الرافعممي وهممو المنقممول فممي
السؤال عن الدميري لكن بشرط عدم تتبممع الرخممص وهممي
مسممألة غيممر الممتي حكممى فيهمما المنممع اتفاقمما ولممذا جمممع
الصوليون بينهما فحكموا التفماق فمي همذه وحكموا الخلف
في تلك ،ومن جملة قول التفصيل والفرق بيممن المسممألتين
أن تلك في التمذهب بمذهب معين وإرادة النتقال عنه بعد
العمل به أو ببعضه ومسألة المنع اتفاقا فيمن استفتى فممي
حادثة مجتهد فأفتاه وعمل بقوله ثم وقعت له مرة أخممرى،
وحاصل الفرق أن في هذه تقليدا في جزئيممة معينممة خاصممة
وتلك فيها تقليد كلي علممى سممبيل الجمممال ل التفصمميل ،إذا
تقرر هذا فمقلد الشممافعي إذا غسممل نجاسممة الكلممب علممى
مذهبه وأراد بعد ذلك أن ينتقل ويقلد غيممره فيهمما فلممه ذلممك
لكممن بشممرط مراعمماة ذلممك المممذهب فممي جميممع شممروط
الطهارة والصلة مممن مسممح كممل الممرأس أو الربممع والممدلك
ومراعاة الترتيب في قضاء الصلوات فإن أخل بشمميء مممن
ذلك كانت صلته باطلة باتفاق المذهبين.
الفتاوى القرآنية
سورة الفاتحة
مسألة -وجد في بعض التفاسير في قوله فممي سممورة
الفاتحة افتتح سبحانه كتابه بهذه السورة لنها جمعت جميع
مقاصد القرآن ولذلك من أسمممائها أم القممرآن وأم الكتمماب
والساس فصارت كالعنوان ،والمقصود بيان ذلك على وجه
التفصيل والتبيين.
الجواب -هممذا الكلم قممد تكلمممت عليممه فممي عممدة مممن
تصانيفي منها التقان في علوم القرآن ومنهمما الكليممل فممي
استنباط التنزيل ومنها قطف الزهممار فممي كشممف السممرار
ومنها حاشية البيضاوي ،وأنا ألخممص ذلممك هنمما فممأقول قممال
العلماء إنما افتتح سبحانه كتابه بهذه السورة لنهمما جمعممت
جميع مقاصد القرآن فناسب الفتتاح بها لنها تصير كبراعة
الستهلل وهي التيان أول الكلم بما يممدل علممى المقصممود
على وجه الجمممال وكممالعنوان والمممراد بممالعنوان نمموع مممن
399
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أنواع البديع يسمى بذلك قممال ابممن أبممي الصممبع فممي بممدائع
القرآن العنوان أن يأخذ المتكلممم فممي غممرض فيممأتي لقصممد
تكميلممه وتأكيممده بأمثلممة فممي ألفمماظ تكممون عنوانمما لخبممار
متقدمة وقصص سالفة ومنه نوع عظيممم جممدا وهممو عنمموان
العلوم بأن يممذكر فممي الكلم ألفمماظ تكممون مفاتيممح العلمموم
ومداخل لها -هممذا كلم ابممن أبممي الصممبع ،والفاتحممة لكونهمما
جامعممة لجميممع مقاصممد القممرآن وفيهمما الشممارة إلممى جميممع
الخبار المتقدمة من بدء الخلق والمم السالفة من اليهممود
والنصممارى وغيرهممم وفيهمما الشممارة إلممى مفاتيممح العلمموم
ومداخلها من أصول الدين والفقه والتصوف وهممذه العلمموم
الثلثة هي أجل العلوم فإن الول هو الذي يصح به اليمممان
والثاني هو الذي تصح به العمال والثالث هو الذي تتممم بممه
محاسن الخلق ويصل إلى حضرة الخلق وما عدا هذه من
العلوم كالوسيلة لها فلما جمعت الفاتحة هذه كانت جممديرة
بمأن تكمون عنمموان القممرآن بممالتقرير الممذي ذكممره ابممن أبمي
الصبع.
سورة البقرة
مسألة -في قول المممام البيضمماوي فممي إعممراب قمموله
تعالى )الله ولي الذين آمنمموا يخرجهممم مممن الظلمممات إلممى
النور( يصح أن تكون هذه الجملة مستأنفة ويصح أن تكممون
حال من المستكن في ولي أو من الموصول أو منهما ،بيممن
لنا كيف صيغة الحال على كل.
الجواب -من القواعد المقررة في العربيمة أن صماحب
الحال والحال يشبهان المبتدأ والخبر فلمذلك السممبب يجمموز
أن يكممون صمماحب الحممال واحممدا ويتعممدد حمماله كممما يكممون
المبتدأ واحد والخبر متعدد ويجوز أن يكممون صمماحب الحممال
متعددا والحال متعدد أو متحد ويشترط وجود الرابممط لكممل
مممن الضممابطين كممما يشممترط وجممود الرابممط لكممل مممن
المبتدأين ،ومممن القواعممد المشممهورة حممتى فممي اللفيممة أن
الحال يأتي من المضاف إليه إذا كممان المضمماف عممامل فيممه
كما قال:
ول تجز حال من المضاف له * إل إذا اقتضى المضاف
عمله
إذا تقممرر ذلممك فممالوجه الول وهممو أنممه حممال مممن الضمممير
المستكن في ولي وهو المذي رجحمه أبممو حيمان فمي البحممر
فممإن صمميغة ولممي صممفة مشممبهة وفيممه ضمممير الفاعممل هممو
الوضح والحال تأتي من الفاعل كثيرا ،وتقممدير الكلم اللممه
403
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ولي المؤمنين حمال إخراجممه إيماهم مممن الظلمممات أو حمال
كونه مخرجا لهم أي مولهم حيث أخرجهم والحال قيد فمي
العامممل فجملممة الخممراج حممال مبينممة لهيئة التممولي وضمممير
يخرج المستتر فيه هو الرابط لجملة الحال بصمماحبها وإنممما
جعل من ضمير ولي ل من نفس ولي لنه واقممع خممبرا عممن
المبتدأ والقاعدة أن الحال ل تأتي من الخبر بل من الفاعل
أو المفعممول أو ممما كممان فممي معناهممما وهممو المضمماف إليممه
بشرطه أو المبتدأ على رأي وأما الخبر فل يأتي منه الحممال
فلذلك عدل إلى الضمير الممذي هممو فمماعله .والمموجه الثمماني
وهو أنها حال من الموصول واضح أيضا لنه مجرور بإضافة
الصفة المشبهة إليه فهو من قاعدة ما كان المضاف عممامل
فيه وهو في معنممى المفعممول ولهممذا لممو جئت بممدل الصممفة
المشبهة بالفعل ظهرت المفعولية فيقال الله تممولى الممذين
آمنمموا فيكممون الممذين مفعممول والحممال يممأتي مممن المفعممول
وتقمدير الكلم اللمه ولمي الممؤمنين حمال كمونهم مخرجيمن
بهدايته من الظلمات فممإذا قممدرت الحممال مممن ضمممير ولممي
كانت في تقدير مخرجا بالكسر اسم فاعل وإذا قدرتها من
الممذين الممذي هممو فممي معنممى المفعممول كممانت فممي تقممدير
مخرجين بالفتح اسم مفعول .والمموجه الثممالث واضممح أيضمما
وهو أنها حال منهما معا فإن فيها رابطين رابط بالول وهممو
ضمير يخرج المستتر الذي هممو فاعممل ورابممط بالثمماني وهممو
ضمير الذين آمنوا الذي هو مفعول يخرج وهممو هممم وتقممدير
الكلم على هذا الله ولي المؤمنين حال كمونه مخرجما لهمم
بالهداية وحال كونهم مخرجين بالهتداء وفي ذلك ملحظممة
أخرى لقاعدة أصولية وهي استعمال المشترك في معنييه.
مسألة -في قمموله تعممالى )كلمموا مممما فممي الرض حلل
طيبا( هل يصح نصب حلل على التمييز.
الجواب -ل يصح بل هو حال أو مفعول به.
سورة آل عمران
مسألة -المسؤول من صدقاتكم فسح الله في أجلكممم
بيان معنممى قممول المممام البيضمماوي فممي تفسممير سممورة آل
عمران عند قوله تعالى )بيدك الخير إنممك علممى كممل شمميء
404
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قدير( ذكر الخير وحده لنه المقضى بالذات والشر مقضى
بالعرض إذ ل يوجد شر جزئي ما لم يتضمن خيرا كليمما بيانمما
شافيا.
الجواب -ل شك أن الشرائع كلهمما متفقممة علممى النظممر
إلممى جلممب المصممالح ودرء المفاسممد وكممذا أحكممام القضمماء
والقدر جارية على سممنن ذلممك وإن خفممي وجممه ذلممك علممى
الناس في كثير منها ولهممذا ورد فممي الحممديث ل تتهممم اللممه
على نفسك فإذا علم ذلك ومن المعلوم أن الله قدر الخيممر
والشر كان مظنة أن يقول قائل كيف قدر الشر وهو خلف
ما علم نظره إليه شممرعا وقممدرا وهممذه هممي الشممبهة الممتي
تمسك بهمما المعتزلممة ،والجممواب أن الشممر اليسممير إذا كممان
وسيلة إلي خير كثير كان ارتكابه مصلحة ل مفسدة أل ترى
أن الفصد والحجامة وشرب الدواء الكريممه وقطممع السمملعة
ونحوهمما مممن المممور المؤلمممة لكممونه وسمميلة إلممى حصممول
الصحة حسن ارتكممابه فممي مقتضممى الحكمممة ويعممد خيممرا ل
شرا وصحة ل مرضا لسممتلزامه ذلممك فكممذلك كلممما قضمماه
الله من الشر فإنما قضاه بحكمممة بالغممة وهممو وسمميلة إلممى
خير أعظم وأعم نفعا ولهذا ورد ل تكرهوا الفتن فممإن فيهمما
حصاد المنافقين وورد لو لممم تممذنبوا لخفممت عليكممم ممما هممو
أكبر من ذلك العجب العجب فتقدير الذنوب وإن كان شممرا
فليست لكونها مقصودة في نفسها بل لغيرها وهو السلمة
من داء العجب التي هي خير عظيم ،قال بعممض المحققيممن
ولهذا قيل يما ممن إفسماده إصمملح يعنمي أن مما قمدره مممن
المفاسد فلتضمنه مصالح عظيمة اغتفر ذلك القدر اليسممير
في جنبها لكونه وسيلة إليها ،وما أدى إلى الخيممر فهممو خيممر
فكل شر قدره الله لكونه لم يقصد بالذات بل بالعرض لما
يستلزمه من الخير العظم يصدق عليممه بهممذا العتبممار أنممه
خير فدخل في قوله بيدك الخير فلذا اقتصر عليه في وجممه
أنه شامل لما قصممد أصممل ولممما وقممع اسممتلزاما وهممذه مممن
مسألة ليس في المكان أبدع مما كان التي قررها الغزالي
وألفنا في شرحها كتاب تشممييد الركممان فلينظممره مممن أراد
البسط والله أعلم.
405
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -في قوله تعالى )ولله على الناس حممج الممبيت(
كيف أضاف الحج إلى البيت والمضاف غيممر المضمماف إليممه
ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة.
الجواب -كيف تسأل عن هذا ومن شأن المضاف أبممدا
أن يكون غير المضاف إليه إل إضافة البيان وهممذه الضممافة
في الية من باب إضافة المصدر إلى مفعوله ،وأممما حممديث
الحج عرفمة فعلمى حمذف مضماف والتقمدير معظمم أفعمال
الحج وقوف عرفة.
فأعاد السائل السؤال :يحيط علم سيدنا ومولنا أنه إذا
كممان معظممم أفعممال الحممج يكممون بعرفممة فممما الحكمممة فممي
إضافة الحج إلى البيت دون غيره.
فأجبت :البيت هو المقصود بالذات فأضمميف الحممج إليممه
قال تعالى )جعل الله الكعبة البيت الحممرام قياممما للنمماس(،
وقال سبحانه )وإذ جعلنا البيت مثابممة للنمماس وأمنمما( وقممال
)إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين
فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا( فاليممات
والحاديث دلت على أن البيت هممو المقصممود العظممم وهممو
أشرف من عرفة وسائر البقمماع إل القممبر الشممريف النبمموي
فأضيف الحج إليه لنه المعظم فوق عرفة وأما قوله صمملى
الله عليه وسلم الحج عرفة فاعتبار آخممر وذلممك لنممه سمميق
لبيممان ممما يعتنممى الحمماج بحصمموله خمموف فمموات الحممج فممإن
وقمموف عرفممة مقممدر بزمممان مخصمموص وهممو مممن زوال
الشمس يوم عرفة إلى طلوع الفجممر يمموم العيممد فمممن لممم
يدرك الوقوف في لحظة من هذا الزمان فاته الحممج بخلف
الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والحلممق الممتي
هي بقية أركان الحج فإنها ل تفوت أصل ول تتقيد بوقت بل
هي مطلقة متى فعلت أجزأت فلهذا قممال الحممج عرفممة أي
المر الذي يحصل بممه إدراك الحممج أو فممواته وقمموف عرفممة
فمممن أدركممه أدرك الحممج ومممن فمماته الحممج فهممذه إضممافة
اعتبارية وقوله حج البيت إضافة حقيقية فافهم الفممرق بيممن
الضافتين.
مسألة -في قوله تعالى )يمددكم ربكممم بخمسممة آلف
من الملئكة مسومين( ما السمة التي كانت عليهممم ،وهممل
406
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كان للنبي صلى الله عليممه وسمملم عذبممة فمإن الشمميخ مجممد
الدين الشيرازي نقل في شرح البخاري أنه كممان لممه عذبممة
طويلة نازلة بيممن كتفيممه وتممارة علممى كتفممه وانممه ممما فممارق
العذبة قط وأنه قال خالفوا اليهود ول تصمموا فإن تصممميم
العمامممة مممن زي أهممل الكتمماب وأنممه قممال أعمموذ بممالله مممن
عمامة صماء فهل هذه الحاديث صحيحة وما على من علم
أن العذبممة سممنة وتركهمما مسممتنكفا عنهمما وهممل إذا اقتممدى
الشخص برسول الله صمملى اللممه عليممه وسمملم فممي العذبممة
وحصل له الخيلء يحرم عليه أم ل وهل يجمموز أن يقممال إن
الحاديث كلم الله.
الجواب -أما السمة التي كانت عليهم فروى ابممن أبممي
حاتم في تفسيره بأسانيد عن علممي وابممن عبمماس ومجاهممد
أنها الصوف البيض في نواصي خيولهم وأذنابها وروي عممن
أبي هريرة بالعهن الحمممر وروي عممن مكحممول وغيممره أنهمما
العمائم وروي من طريق وكيع عممن هشممام بممن عممروة عممن
يحيى بن عباد أن الزبير كان عليه يوم بممدر عمامممة صممفراء
معتجرا بها فنزلت الملئكة عليهم عمائم صممفر ،ورواه ابممن
المنذر من طريق هشام عن عباد بن حمزة وزاد في آخممره
مثممل سمميما الزبيممر ،وروى الطممبراني فممي الكممبير عممن ابممن
عباس قال كان سيما الملئكممة يمموم بممدر عمممائم بيممض قممد
أرسلوها إلى ظهورهم ،وفي إسممناده عمممار بممن أبمي مالمك
ضعفه الزدي ،وروي أيضا عن عروة قال نزل جبريل عليممه
السلم يمموم بممدر علممى سمميما الزبيممر وهممو معتجممر بعمامممة
صفراء وهو مرسممل صممحيح السممناد ،وروي أيضمما عممن ابممن
عباس قال :قال رسول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم فممي
قوله مسومين قال معلمين وكانت سيما الملئكة يموم بمدر
عمائم سود ،وفممي إسممناده عبممد القممدوس بممن حممبيب وهممو
مممتروك ،وروى ابممن جريممر بإسممناد حسممن عممن أبممي أسمميد
الساعدي وهو بممدري قممال خرجممت الملئكممة يمموم بممدر فممي
عمائم صفر قد طرحوها بين أكتافهم .فالذي صح من هممذه
الروايات في العمائم أنها صفر مرخاة بين الكتاف ،ورواية
البيض والسود ضعيفة .والعتجار لف العمامة على الممرأس
قاله فممي الصممحاح .وأممما العذبممة فمموقفت فيهمما علممى عممدة
407
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أحاديث من لبممس النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم وإلباسممه
وليس فيها طويلة :الول عن عمرو بمن حريممث قمال رأيمت
النبي صملى اللممه عليمه وسمملم علممى المنمبر وعليمه عماممة
سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيممه رواه مسمملم وأبممو داود،
الثاني عن ابن عمر قال كان النبي صلى اللممه عليممه وسمملم
إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه قال نافع وكان ابممن عمممر
يفعل ذلك رواه الترمممذي فممي الشمممائل ،الثممالث عممن عبممد
الرحمن بن عوف قال عممني رسول الله صلى اللممه عليممه
وسلم فسدلها بين يدي ومممن خلفممي رواه أبممو داود ،الرابممع
عن عائشة قالت عمم رسول الله صلى اللممه عليممه وسمملم
عبد الرحمن بن عوف وأرخى له أربع أصابع رواه الطبراني
فممي الوسممط عممن شمميخه مقممدام بممن داود وهممو ضممعيف،
الخامس عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كممان إذا
اعتم أرخى عمامته بين يديه ومن خلفه رواه فممي الوسممط
وفيه الحجاج بن رشد ضعيف ،السادس عممن ابممن عمممر أن
النبي صلى الله عليه وسلم عمم عبممد الرحمممن بممن عمموف
فأرسل من خلفه أربع أصابع أو نحوها ثم قال هكذا فمماعتم
فممإنه أعممرب وأحسممن رواه فممي الوسممط وإسممناده حسممن،
السابع عن أبي عبد السلم قال قلت لبن عمر كيممف كممان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتم قال كان يممدير كممور
العمامة على رأسه ويغرزها من ورائه ويرسلها بيممن كتفيممه
رواه الطبراني في الكبير وإسناده على شممرط الصممحيح إل
أبا عبد السلم وهو ثقة ،الثامن عن أبي موسى أن جبريممل
نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء
قد أرخى ذؤابتها من ورائه رواه في الكبير وفيممه عبممد اللممه
بن تمممام وهممو ضممعيف ،التاسممع عممن ابممن عمممر قممال :قممال
رسول الله صلى اللممه عليممه وسمملم عليكممم بالعمممائم فإنهمما
سيما الملئكممة وأرخوهمما خلممف ظهمموركم رواه فممي الكممبير
وفيه علي بن يونس وهو مجهول ،العاشر عممن أبممي إمامممة
قال كان رسول الله صلى الله عليممه وسمملم ل يممولي واليمما
حتى يعممه ويرخي لها مممن جممانبه اليمممن نحممو الذن رواه
في الكبير وفيه جميع بن ثوب متروك ،الحممادي عشممر عممن
عبد الله بن بسر قمال بعمث رسمول اللمه صملى اللمه عليمه
408
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وسلم عليا إلى خيبر فعممه بعمامة سوداء ثم أرسمملها مممن
ورائه أو قال على كتفمه رواه فمي الكمبير وإسمناده حسمن،
الثاني عشر عن عائشة قالت :عمم رسول الله صلى اللممه
عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف بفناء بيتي هذا وترك من
عمممامته مثممل ورق العشممر ثممم قممال رأيممت أكممثر الملئكممة
معتميممن أخرجممه ابممن عسمماكر .هممذا ممما حضممرني الن مممن
الحاديث فيها فقول الشيخ مجد الممدين كممان لرسممول اللممه
صلى الله عليه وسلم عذبممة صممحيح وقمموله طويلممة لممم أره
لكممن يمكممن أن يؤخممذ مممن أحمماديث إرخائهمما بيممن الكتفيممن،
وقوله بين كتفيه صحيح كما تقدم ،وقوله وتارة علممى كتفممه
لم أقف عليه من لبسممه لكممن مممن إلباسممه كممما تقممدم فممي
تعميمه عبد الرحمن بن عوف وعليا ،وقوله ما فارق العذبة
قط لم أقف عليه في حممديث بممل ذكممر صمماحب الهممدي أنممه
كان يعتم تارة بعذبة وتارة بل عذبة.
وأما حديث خالفوا اليهود إلى آخره وحديث أعوذ بممالله
من عمامة صماء فل أصل لهما ومن علم أنها سممنة وتركهمما
استنكافا عنها أثم أو غيممر مسممتنكف فل ،قممال النممووي فممي
شرح المذهب يجوز لبمس العماممة بإرسمال طرفهما وبغيمر
إرساله ول كراهة في واحد منهما ولم يصح في النهي عممن
ترك إرسالها شيء وإرسالها إرسال فاحشا كإرسال الثمموب
فيحممرم للخيلء ويكممره لغيممر الخيلء لحممديث ابممن عمممر أن
النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم قممال "السممبال فممي الزار
والقميص والعمامة من جر شيئا خيلء لممم ينظممر اللممه إليممه
يوم القيامة" رواه أبو داود والنسمائي بإسممناد صمحيح ،وأمما
إذا اقتدى الشخص بممه صمملى اللممه عليممه وسمملم فممي عمممل
العذبة وحصل له ضمن ذلك خيلء فممدواؤه أن يعممرض عنممه
ويعالج نفسه على تركه ول يوجب ذلك ترك العذبة فإن لممم
يزل إل بتركها فليتركهمما مممدة حممتى يممزول لن تركهمما ليممس
بمكممروه وإزالممة الخيلء واجبممة ،وأممما هممل يجمموز أن يقممال
الحاديث كلم اللممه فنعممم بمعنممى أنهمما مممن عنممد اللممه قممال
تعالى) :وما ينطق عن الهوى إن هو إل ّ وحي يمموحى( وروى
أبو داود وابن حيان فممي صممحيحه مممن حممديث المقممدام بممن
معدي كرب قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أل
409
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إني أوتيت الكتمماب وممما يعممدله فممرب شممبعان علممى أريكتممه
يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتمماب اللممه ممما كممان فيممه
من حلل استحللناه وما فيه من حممرام حرمنمماه أل وإن ممما
حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حممرم اللممه،
وروى أبو داود من حديث العرباض بن سارية نحوه وفيه أل
إني أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها بمثممل القممرآن أو
اكثر ،وأصرح من ذلك في المطلوب ما رواه أحمد عن أبي
أمامة الباهلي قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسمملم
ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمممتي مثممل الحييممن ربيعممة
ومضر فقال رجل يا رسول الله وممما ربيعممة ومضممر فقممال:
إنما أقول ما أقول وإسناده حسن ،وقال حسان بممن عطيممة
كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسمملم بالسممنة
كما ينزل بالقرآن أخرجه الدارمي بإسناد صممحيح عنممه وهممو
شممامي ثقممة مممن صممغار التممابعين ولممذلك شممواهد كممثيرة
استوعبتها في القطعة الممتي كتبتهمما علممى سممنن ابممن ماجممة
وفيما ذكرناه كفاية.
مسألة -ما وجه عطف قوله تعالى )وكفر عنا سمميئاتنا(
علممى قمموله )فمماغفر لنمما ذنوبنمما( مممع أن الممذنوب بمعنممى
السيئات.
الجواب -فيه أوجه أحممدها أن المممراد بالممذنوب الكبممائر
وبالسيئات الصغائر ويؤيد هممذا أن التكفيممر إنممما يكممون فممي
الصممغائر كممما فممي الحمماديث الصممحيحة ،الثمماني أن المممراد
بالذنوب ما قدموه قبل السلم وبالسمميئات ممما يحممدث بعممد
السممملم ،الثمممالث أن الممممراد بالمممذنوب تمممرك الطاعمممات
وبالسيئات فعممل المعاصممي ،الرابممع أن المممراد بهممما شمميء
واحد وأنه من باب عطف المترادفين كقوله :والفممى قولهمما
كذبا ومينا.
سورة النساء
مسألة -في قوله تعالى )وليخش الذين لمو تركموا ممن
خلفهم ذرية ضعافا( ما فائدة قوله ضعافا مع أن ذرية يغنى
عنه فإن الذرية هم الصغار.
410
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -أما من حيث التفسير فإن ابن عبمماس رضممي
الله عنهما فسر الذرية في الية بالولد ذكورا كانوا أو إناثمما
وفسر قوله ضعافا أي صغارا فعلم أن الذرية شامل للولد
مطلقمما كيممف كممانوا وتخصيصممهم فممي اليممة بالصممغار مممن
الوصف أعني صغارا ،وقال الراغممب فممي مفممردات القممرآن
الذريممة أصمملها الصممغار مممن الولد وإن كممان قممد يقممع علممى
الصغار والكبار معا في التعارف هذا لفظه وهذا قممول آخممر
فرق فيه بين اللغة والعرف والول أصح لن القرآن نمماطق
بإطلق الذرية على الكبار والصغار في قمموله تعممالى )ذريممة
من حملنا مع نوح( وقوله )قال ومن ذريممتي( وقمموله )ومممن
ذريتنا أمة مسلمة لك( فدل ذلممك علممى أن إطلقممه عليهممما
من حيث اللغممة أيضمما وقممال تعممالى )إن اللممه اصممطفى آدم
ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريممة بعضممها
من بعض( وقال جماعممة الذريممة تطلممق علممى الولد وعلممى
الباء أيضا قال صاحب نظممم القممرآن الذريممة تقممال للواحممد
والجمع وللصل والنسل ومنممه قمموله تعممالى )وآيممة لهممم أنمما
حملنمما ذريتهممم فممي الفلممك المشممحون( أي آبمماءهم ،وقممال
الزملكاني في أسرار التنزيل الذرية كما تطلق على الولد
تطلق على الباء لن الب ذرئ مممن الولممد أي خلممق فكممان
ذرية لولده كما أن الولد ذرئ من أبيه قال ومن اسممتعمالها
في الباء قوله تعالى )وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلممك
المشحون( أي آباءهم قال ومنه قوله تعممالى )ذريممة بعضممها
من بعض( جعل آدم ومن ذكر معه ذرية للنبياء انتهى.
مسألة -ما صرح الفقهاء فيممه بممأنه حممرام اسممتنادا لممما
نطق القممرآن الكريممم فيممه بالحرمممة كآيممة )حرمممت عليكممم
أمهاتكم ،حرمت عليكم الميتة( إلى غير ذلممك هممل الحرمممة
فيممه لعينممه أم لمعنممى آخممر حكمموا فممي ذلممك خلفمما وحينئذٍ
فالقائل بأن المحرم معيممن هممل يقممول إن حممد الحكممم بممأنه
خطمماب اللممه المتعلممق بأفعممال المكلفيممن إلممى آخممره قيممد
الفعممال فيممه ل مفهمموم لممه أو معتممبر لبممد منممه لخممراج ممما
احترزوا عنه بممه ممممال يسمممى حكممما وحينئذ ٍ فكيممف معلممق
الحكم بالعين كما ذهب إليه من ذهب.
411
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -الخلف في أن التحريم والتحليل هل هما من
صفات الفعال أو ممن صمفات العيمان شمهير حكماه خلئق
منهم القاضي أبو بكر البمماقلني فممي التقريممب وحكمماه مممن
المتأخرين السبكي وزيف القول الثاني جدا حممتى قممال إنممه
قال به من ل تحقيق عنده ،وحكاه ولده الشمميخ تمماج الممدين
وقال إن القول بأنهما مممن صممفات الفعممال أصمملنا والقممول
بأنهما من صفات العيان قممول بعممض المعتزلممة وهممو قممول
باطل -هذه عبارته ،وذكر والده أن فائدة الخلف تظهر في
فروع فقهية منهمما ممما لممو كممان بيممد شممخص مممال مغصمموب
فأعطاه لخر وهما جاهلن بالغصب ظانممان أنمه ملكمه فمإن
قلنا التحريم من صفات الفعال لم يوصف هذا المممال بممأنه
حرام وإن قلنا من صفات العيممان وصممف بممه ،ومنهمما قتممل
الخطأ يوصف بممالتحريم علممى قممول العيممان دون الفعممال،
وذكر ولده الشيخ تاج الدين له فوائد أصولية منهمما أن نحممو
حرمممت عليكممم أمهمماتكم ل إجمممال فيممه قطعمما علممى قممول
العيان ويجمري فيمه الخلف علمى قمول الفعمال وأمما حمد
الحكم المذكور فإنه ماش على القول الصواب دون القممول
المزيف ومن يقول بمالمزيف يحتمماج فممي الحممد إلمى عبممارة
تناسب مذهبه هذا آخر الجممواب ،ثممم إن قممول السممائل هممل
الحرمة فيه لعينممه أم لمعنممى آخممر عبممارة ملبسممة فممإن لنمما
مسألتين مسألة تعلممق الحكممم بالفعممال أو بالعيممان وهممذه
مطممردة فممي كممل تحريممم وتحليممل ومسممألة إذا قلنمما تتعلممق
بالفعال ففي بعض الصور يجري فيهمما خلف هممل التحريممم
للعين أو الممذات أو لمعنممى خممارج كممما قيممل فممي اسممتعمال
أواني النقممدين وهممذه غيممر مطممردة فممي كممل تحريممم فممأول
السؤال يوهم أنه عن هذه المسألة وآخممره يمموهم أنممه عممن
الولى.
سورة العراف
مسألة -فممي قمموله تعممالى )إن ربكممم اللممه الممذي خلممق
السممماوات والرض فممي سممتة أيممام( هممل كممانت اليممام ثممم
موجودة قبل خلق السماوات والرض وهممل كممانت لهمما ثممم
أمور تعرف بها أو في الية شيء مقدر.
412
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -الذي وضح لي بعد الجتهاد والنظر في الدلة
والتمهل أياما حتى أعطيت النظر حقه أن خلق السممماوات
والرض وخلق اليممام كممانت دفعممة واحممدة مممن غيممر تقممديم
أحدهما على الخر ،وذكممر الدلممة علممى ذلممك يطممول ولكممن
نذكر شيئا مختصرا وذلك أنه روى مسلم في صممحيحه عممن
أبي هريرة قال :قال رسول الله صمملى اللممه عليممه وسمملم:
"خلق الله التربة" وفي لفظ" :الرض يوم السبت والجبممال
يوم الحد والشجر يوم الثنين والمكروه يوم الثلثاء والنممور
يوم الربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم الجمعة" فهذا
يدل على خلق هذه الشياء في هذه اليام المسماة بعينها،
وروى ابممن جريممر وابممن المنممذر فممي تفسمميريهما عممن ابممن
مسعود وناس من الصحابة قالوا إن الله كان عرشممه علممى
الماء لم يخلق شيئا غير مما خلمق قبمل المماء فلمما أراد أن
يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما
عليه فسماه سماءا ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحممدة ثممم
فتقها فجعلها سبع أرضممين فمي يمموم الحممد والثنيممن وخلمق
الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها فممي يمموم
الثلثاء والربعاء ثم استوى إلى السماء ففتقها فجعلها سبع
سموات في يوم الخميس والجمعة وأوحى في كممل سممماء
أمرها خلق في كل سماء خلقها من الملئكة والخلق الممذي
فيها فهذا الثر أيضا صريح في أن اليام الممتي خلقممت فيهمما
السماوات والرض هي هذه المسماة بعينهمما وهممو المعتمممد
في أن البتداء يوم الحد ل يوم السبت لحاديث أخر كثيرة
دلت على ذلك وحديث مسلم أعله الحفاظ وصمموبوا وقفممه
على كعب وإنما ذكرته للقدر المشترك فيه وهو أن الخلممق
وقممع فممي اليممام المسممماة المعهممودة وقممد دل الثممر الممذي
سقناه على أمر آخر وهو أن اليام لم يتقممدم خلقهمما لقمموله
لم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء ثم ذكممر خلممق الرض
والسماء وفتقهما ،وروى ابن أبممي حمماتم فممي تفسمميره عممن
ابن عباس أنه سئل عن الليل كان قبل أم النهار قال الليل
ثم قرأ )إن السماوات والرض كانتا رتقمما ففتقناهممما( فهممل
تعلمون كان بينهما إل ظلمة فهذا يممدل علممى أنممه لممم يكممن
قبل خلق الرض نهار ول أيام ،وروى ابن عسمماكر عممن ابممن
413
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عباس قال أول ممما خلممق اللممه الحممد فسممماه الحممد فهممذه
الدلة الربعة إذا ركبت مع بعضها أنتجت للمجتهممد أن خلممق
اليام وقع مقارنمما لخلممق الرض والسممماوات ل متقممدما ول
متممأخرا وأن اليممام المممذكورة فممي قمموله تعممالى )خلممق
السماوات والرض في ستة أيام( هي أول أيام خلقت فممي
الدنيا.
مسألة –
يا عالم العصر ل زالت أناملكم * تهي وجودكم نام مدى
الزمن
لقد سمعت خصاما بين طائفة * من الفاضل أهل العلم
واللسن
في الرض هل خلقت قبل السماء وهل * بالعكس جا أثر
يا نزهة الزمن
فمنهم قال إن الرض منشأة * بالخلق قبل السما قد جاء
في السنن
ومنهم من أتى بالعكس مستندا * إلى كلم إمام ماهر
فطن
أوضح لنا ما خفى من مشكل وأبن * نجاك ربك من وزر
ومن محن
ثم الصلة على المختار من مضر * ما حي الضللة هادي
الخلق للسنن
الجواب –
الحمد لله ذي الفضال والمنن * ثم الصلة على المبعوث
بالسنن
الرض قد خلقت قبل السماء كما * قد نصه الله في حم
فاستبن
ول ينافيه ما في النازعات أتى * فدحوها غير ذاك الخلق
للفطن
فالحبر أعنى ابن عباس أجاب بذا * لما أتاه به قوم ذوو
لسن
وابن السيوطي قد خط الجواب لكي * ينجو من النار
والثام والفتن
414
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -في قوله تعممالى )خلممق اللممه السممماوات( هممل
السماوات مفعول به أو مفعول مطلق.
الجواب -هو مفعول مطلق ومن أعربه مفعول به فقممد
غلطه المحققون منهم ابن الحاجب في أماليه وابن هشممام
فمي مغنيمه ووجهموه بمأمور منهما أن المفعمول بمه مما كمان
موجودا قبل الفعل الذي عمل فيه ثم أوقع الفاعل بممه فعل
والمفعممول المطلممق ممما كممان الفعممل العامممل بممه هممو فعممل
إيجاده ،قال ابن هشام والذي غر النحممويين فممي هممذا أنهممم
يمثلون الفعل المطلق بأفعال العباد وهم إنما يجممرى علممى
أيممديهم إنشمماء الفعممال ل الممذوات فتوهممموا أن المفعممول
المطلق ل يكون إل حدثا ولو مثلوا بأفعال الله تعالى لظهر
لهم أنه ل يختص بذلك لنه سبحانه موجد للفعال وللممذوات
جميعا قال وكذا البحث في أنشأت كتابا وعمممل فلن خيممرا
وآمنوا وعملوا الصمالحات همذا مما ذكمره ابمن هشمام ،وقمد
رأيممت للشمميخ تقممي الممدين السممبكي فممي هممذه المسممألة
بخصوصها تأليفين نفيسين أحممدهما مطممول سممماه التهممدي
إلى معنى التعدي أتى فيه بنفائس وغرائب ثممم لخصممه فممي
كتاب أخصر منه سماه بيان المحتمل في تعديه عمممل قممال
فيه في توجيه ما ذكرناه المفعول به هو محل الفعممل ومممن
ضرورة قولنا مفعول به أن يكون المفعول غيره فزيدا فممي
ضربت زيدا مفعول به لنممه فممي محممل الفعممل وأممما الفعممل
وأما المفعول الذي أوجده الفاعل فالضرب وهممو المفعممول
المطلق وكممذا نحممو خلممق اللممه السممماوات وعملممت صممالحا
السممماوات والصممالح هممو نفممس المفعممول ل محممل الفعممل
والمفعممول غيممره فهممو مطلممق بمعنممى أن ممما سممواه مممن
المفاعيل مقيد وهممو نفممس المفعممول المطلممق أي المجممرد
عن القيود وهو الصادر عن الفاعممل وهممو نفممس فعلممه قممال
وإنما سرى الغلط من ظممن أن المفعممول المطلممق شممرطه
أن يكون مصدرا وليس كممذلك فليممس كممل مفعممول مطلممق
مصدرا -هذا كلم السبكي.
مسألة -في قوله تعالى )أيان مرساها( ما إعرابه؟
الجواب -أيان خبر مقدم ومرساها مبتدأ مؤخر.
415
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سورة براءة
مسألة -في قوله تعالى )ول تصل على أحد منهم مات
أبدا ول تقم على قبره( هل يفسر القيام هنا بزيارة القبممور
وهل يستدل بذلك على أن الحكمة فممي زيممارته صمملى اللممه
عليه وسلم قبر أمه أنه لحيائها لتؤمن بممه بممدليل أن تاريممخ
الزيارة كان بعد النهي.
الجواب -المراد بالقيام على القبر الوقوف عليه حالممة
الدفن وبعده ساعة ويحتمل أن يعم الزيارة أيضا أخممذا مممن
الطلق ،وتاريخ الزيارة كان قبل النهي ل بعممده فممإن الممذي
صح في الحاديث أنه صمملى اللممه عليممه وسمملم زارهمما عممام
الحديبية والية نازلة بعد غزوة تبوك ثم الضمممير فممي منهممم
خاص بالمنافقين وإن كممان بقيممة المشممركين يلحقممون بهممم
قياسا وقد صح في حديث الزيارة أنه استأذن ربه في ذلممك
فممأذن لممه وهممذا الذن عنممدي يسممتدل بممه علممى أنهمما مممن
الموحممدين ل مممن المشممركين كممما هممو اختيمماري ،ووجممه
الستدلل به أنه نهاه عن القيام على قبور الكفار وأذن لممه
في القيام على قبر أمه فدل على أنها ليست منهم وإل لما
كان يأذن له فيه واحتمال التخصيص خلف الظاهر ويحتمماج
إلى دليل صريح فإن قلمت اسمتئذانه يمدل علمى خلفمه وإل
لزارها من غير استئذان قلممت لعلممه كممان عنممده وقفممة فممي
صحة توحيد من كان في الجاهلية حمتى أوحمي إليمه بصمحة
ذلك.
سورة يونس
مسألة -في قوله تعالى )أمن ل يهدي( ممما أصممل هممذه
الكلمة وماضيها وما اعللها وهل إعللها جار على الصل.
الجممواب -أصممل يهممدى يهتممدي قلبممت التمماء دال لتممدغم
فصار يهددى ثم سكنت لذلك فنقلت حركتهمما وهمي الفتحمة
إلى الهاء قبلها وأدغمت فصار يهدى ،قال أبو البقاء :ونظير
ذلك قوله تعالى )يكاد البرق يخطف أبصممارهم( فيمممن قممرأ
بفتح الياء والخاء والطمماء المشممددة قممال فالصممل يختطممف
قلبت التاء طاءا وأدغمت فممي الطمماء ونقلممت حركتهمما إلممى
الخاء وأما الماضي فهدى والصممل اهممددى قلبممت التمماء دال
416
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فصار اهتددى ونقلت حركتها إلى الهاء فاستغنى عن همزة
الوصل فحذفت وأدغمت الممدال فممي الممدال فصممارت هممدى
وهذا العلل جار على الصممل وليممس بخممارج عممن القيمماس
كما نص عليه علماء التصريف فإن فاء الفتعال تممدغم فممي
أحرف معروفممة منهمما الممدال وقممد مثممل لممذلك الجممار بممردى
بقراءة مردفيممن والصممل مرتممدفين قلبممت التمماء دال فصممار
مرددفين ثم نقلمت حركمة المدال إلمى الممراء وأدغمممت فمي
الثانية.
سورة هود
مسألة -قمموله صمملى اللممه عليممه وسمملم "شمميبتني هممود
وأخواتها" ما المراد بأخواتها.
الجواب -المراد بهن سورة الواقعة والمرسمملت وعممم
يتساءلون وإذا الشمس كورت كذا ثبت مفسرا في حممديث
الترمذي والحاكم زاد الطبراني في رواية والحاقة ،زاد ابممن
مردويه في أخرى هل أتاك حديث الغاشممية ،زاد ابممن سممعد
فممي أخممرى القارعممة وسممأل سممائل وفممي أخممرى اقممتربت
الساعة.
سورة يوسف
مسألة -
ما قول حاو لتنبيه لبهجته * در نفيس صحيح يخطف البصرا
بروضة أظهر المنهاج في مل * محررا ولرباب الذكا قمرا
في آية قرئت في يوسف علنا * في وحي قرآننا هذا إليك
جرى
وفي إشارات آيات الكتاب بها * بتلك في آية تبدو لمن
نظرا
هل الشارة معناها الجميع وهل * بأحسن القصص القرآن
قد حصرا
وهل تنزل في صوم بأجمعه * أو ليلة القدر أنزلنا كما ذكرا
وأهل كفر وتوحيد لهم رفق * في النار إن عذبوا هل ذاك
قد أثرا
417
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ل زلت تجلو ظلم الجهل في زمن * بكم زها ولرشاد
النام يرى
بكم شفا وبتوضيح العلوم سما * لمسلم ولجمع الخلق قد
شهرا
الجواب –
الحمد لله حمدا مثل ما أمرا * ثم الصلة على المختار من
مضرا
إن الشارة خصوها بما اشتملت * عليه سورتها ل شك
منحصرا
وليلة القدر فيها كان منزله * إلى سماء الدنا جمعا كما أثرا
وأهل توحيده في النار يرتفقوا * بموتهم فشعور منهم
شعرا
وأهل كفر فمنهم ذو تشدده * ومن يخفف عنه حسب ما
ذكرا
سورة الحجر
مسألة –
ما القول يا عالم العصر الذي شهدت * بفضله فرق
العجام والعرب
في قول رب العل فيما حكاه لنا * في سورة الحجر عن
قوم أولي نسب
مستثنيا في نجاة آل لوطهم * بجمعهم يا أولي الحلم
والرتب
مستثنيا ثانيا في قوله امرأة * مقررا أنها في غابر الحقب
ما حكم الول والثاني وذكرهما * في آية نسقا يفضى إلى
السبب
ما الشأن فيه أبن ل زلت ترشدنا * في المشكلت وما
تبديه من عجب
421
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أنا لك الله جنات النعيم إذا * هال الحساب وظل الناس
في كرب
ثم الصلة على المختار من مضر * حامي البرية ماحى
الشرك والريب
وآله الغر والصحاب ما طلعت * شمس الضحى وحدا حاد
على قتب
الجواب –
حمدا لمن أنزل القرآن بالعربي * مفصل القول محضا غير
ذي أشب
ثم الصلة على المختار سيدنا * محمد خير أهل العجم
والعرب
إذا تكرر مستثنى نظرت إلى * معناه يوصلك المعنى إلى
الرب
فحيث أمكن في كل لسابقه * فاجعله منه بل ريب ول
نصب
وهذه الية الغراء منه فخذ * فصل الخطاب وكن في
الحرب ذا أهب
فأول مخرج من مجرمين عدوا * لل لوط فل جرم لل
نبي
والثاني ينفى من النجاء امرأته * هذا الجواب عن الشياخ
والكتب
وابن السيوطي يرجو عفو خالقه * وأن يكون بخير الخلق
ذا سبب
سورة النحل
مسممألة -فممي قمموله تعممالى )وإن تعممدوا نعمممة اللممه ل
تحصوها( هل المراد بها جنس النعمة أو النعمة الواحدة.
الجواب -أكثر المفسرين على أن المممراد بهمما الجنممس
وممن جممزم بممه مممن أهممل التممدقيق الراغممب فممي مفرداتممه
ومحمود بن حمزة الكرماني في غرائبممه ،وقيممل المممراد أن
النعمة الواحدة لو عد ما يتشعب عنها من النعم لم يحممص،
وهذا أدق معنى والول أوفق لمراد اللفاظ وموارد اللغة.
422
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سورة السراء
مسألة –
ماذا جواب إمام مفرد شهرت * آياته كاشتهار الشمس
والقمر
إذ لم يكن ثم من يحصى فضائله * في العصر بل ليس ذا
في قدرة البشر
فيما قرأناه في السرا وبان لنا * معناه في محكم اليات
والسور
بأن ل شيء في الدنيا بأجمعها * إل يسبح في حمد لمقتدر
وقول أحمد طه حيث مر على * قبرين قد عذبا في غاية
الضرر
وشق غصنا رطيبا ثم أودع في * كل نصيبا كما قد جاء في
الثر
وقال تسبيح هذا الغصن غايته * يبسا يحل به ينفيه عن
نظر
هل ذا يعارض آيات الكتاب إذا * أو ل يعارضه يا منتهى
وطري
جنات عدن لكم مأوى ومسكنكم * يوم المعاد بقصر يانع
نضر
ول برحتم لحل المشكلت كما * تأليفكم للهدى يسمو
مدى الدهر
الجواب –
الحمد لله في الصال والبكر * ثم الصلة على المختار من
مضر
قد خصصت آية السرى بمتصف * وصف الحياة كرطب
الزرع والشجر
فيابس مات ل تسبيح منه كذا * مازال عن موضع كالقطع
للحجر
سورة الكهف
مسممألة مممن حلممب -قممد وقممع فممي تفسممير القاضممي
البيضاوي موضع عسر فهمه فمي تفسممير قمموله تعممالى فممي
سورة الكهف )ول تقولن لشيء إني فاعل ذلمك غمدا إل أن
423
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يشاء الله( والستثناء من النهممي أي ل تقممولن لجممل شمميء
تعزم عليه إني فاعله فيما يستقبل إل بأن يشاء اللممه أي إل
ملتبسا بمشيئته قائل إن شاء الله أي إل وقت أن يشاء الله
أن يقوله بمعنى أن يمأذن لمك ول يجمموز تعليقممه بفاعممل لن
اسممتثناء اقممتران المشمميئة بالفعممل غيممر سممديد واسممتثناء
اعتراضها دونه ل يناسب النهي انتهى .والمقصود بيان ذلك،
ويوضح ذلك قموله ول يجموز تعليقمه بفاعمل لن إلمى آخمره
فإن هذا عسر فهمه على كثير من الناس.
الجممواب -سممبب ذلممك وجممازة العبممارة واختصممارها،
ويوضحه ما في عبارة ابن الحاجب حيث قممال :المموجه فيممه
أن يكون استثناء مفرغمما كقولممك ل تجيممء إل بمإذن زيممد ول
تخممرج إل عشممية علممى أن يكممون العممم المحممذوف حممال أو
مصممدرا وحممذفت البمماء مممن بممأن يشمماء اللممه أي إل بممذكر
المشيئة وقد علم أن ذكر المشيئة المستصحبة في الخبممار
عممن الفعممل المسممتقبل هممي المشمميئة المممذكورة بحممرف
الشرط أو مما فمي معنمماه كقولممك لفعلممن إن شماء اللممه أو
بمشيئة الله وما أشبهها ،قال وأما ما ذكر أنه متصل بقمموله
إني فاعل ففاسد إذ يصير المعنى إني فاعممل بكممل حممال إل
في حال مشيئة الله فيصممير المعنممى النهممي عممن أن يقممول
إني فاعل إن شاء الله وهذا ل يقوله أحد .انتهى .وقد وضح
بهذا معنى قول القاضي ول يجوز تعليقه بفاعل لن استثناء
اقتران المشيئة بالفعل غير سديد ،وهذا التعليل من زوائده
على الكشاف أخذه من أمالي ابن الحاجب ،وقول القاضي
واستثناء اعتراضها دونه ل يناسممب النهممي هممذا التعليممل هممو
المذكور في الكشاف وعبارته ل بقوله إنممي فاعممل لنممه لممو
قممال إنممي فاعممل كممذا إل أن يشمماء اللممه كممان معنمماه إل أن
تعترض مشيئة الله دون فعله وذلك ما ل مدخل فيه للنهممي
انتهى .والحاصل أن القاضي علل إبطال تعلقممه بقمموله إنممي
فاعل بأمرين :أحدهما أنه يؤدي إلممى النهممي عممن أن يقممول
إني فاعل إن شاء الله وذلك فاسد ،والثاني أنه يممؤدي إلممى
أن المعنى إني فاعل إل أن يعممترض المشمميئة دون الفعممل،
وهذا القمدر وإن كمان صمحيحا فمي نفسمه إل أنمه ل ممدخل
للنهي فيممه فل يلممتئم معممه قمموله ول تقممولن لشمميء فبطممل
424
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
تعليممق السممتثناء بقمموله إنممي فاعممل ويعيممن تعليقممه بممالنهي
والول من المرين ذكره ابن الحاجب ولممم يممذكره صمماحب
الكشاف فجمع القاضي بينهما كعادته في الجمع واليجاز.
سورة طه
مسألة -ما معنى قوله تعالى )ومن أعرض عن ذكممري
فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى(.
الجواب -ليست هممذه اليممة فممي المسمملم الممذي حفممظ
القممرآن ثممم نسمميه بممل فممي الكممافر ،ومعنممى نسمميانه تركممه
اليمان به والعراض عنه فيحشر يموم القياممة أعممى كمما
قال تعالى )ونحشممرهم يمموم القيامممة علممى وجمموههم عميمما
وبكما وصما( ول يظن من ذلك سهولة نسيان القمرآن فقمد
ورد الوعيد عليمه فمي قموله صملى اللمه عليمه وسملم "ممن
حفظ القرآن ثم نسيه لقي اللممه يمموم القيامممة أجممذم" رواه
أبو داود.
سورة الفرقان
مسألة -قوله تعالى )وعادا وثمودا( لممم صممرفت ثمممود
وفيها علتان مانعتان من الصرف العجمة والعلمية.
الجواب -ليس في ثمود عجمة بل هو اسم عربي نمص
عليه أئمة اللغة منهم الجوهري في صحاحه ،وكذا نص أهل
التاريخ قاطبة على أن قبيلة ثمود من العرب ل من العجممم
ولهذه الصيغة اشتقاقات وتصاريف في كلم العرب وليممس
هممذا شممأن العجمممي فليممس فيممه حينئذ ٍ إل العلميممة ،ثممم إن
اعتبر اسما للقبيلة منممع مممن الصممرف للتممأنيث مممع العلميممة
وإن اعتبر اسما للب أو الحي صرف لخلوه من علة ثانية.
سورة الشعراء
مسألة –
ماذا يقول إمام العصر من شهدت * بفضله الخلق حتى
شاع واشتهرا
في قصة المجتبى موسى الكليم ترى * في قول خالقنا
في سورة الشعرا
425
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مخاطبا فأتيا فرعون تثنية * قول كذاك كما قد قيل معتبرا
إنا رسول إله العرش مفردة * من غير تثنية تبدو لمن
نظرا
هل الرسالة للثنين مسندة * أو واحد منهما يا ناظم الدررا
وإن تقولوا لكل ما دللته * أو واحد وحده والحال قد شهرا
وإن يكن لهما ماذا تقول إذا * قد بلغت من قريب منهما
وجرى
أثابك الله جنات النعيم كما * ضاء الزمان بكم والغيث قد
قطرا
الجواب –
الحمد لله حمدا ليس منحصرا * ثم الصلة على المختار
من مضرا
موسى وهرون بالرسال قد وصفا * لما دعا باشتراك حيث
سال جرى
أما تلوت بطه بعد أزري أشركه ويتلوه في أمري كما أثرا
وحيث أفرد في أنا رسول فل * إشكال عند لبيب خالط
الكبرا
فمن قواعد هذا النحو أن فعو * ل مع فعيل يجي لثنين أو
كثرا
سورة الحزاب
مسألة -في قوله تعالى )إن المسمملمين والمسمملمات(
إلى قوله )أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما( هممل العممداد
للمجموع أو لكل فرد فرد.
الجواب -العداد في هذه الية مرتب على المسمملمين
الموصوفين بكل ما ذكر في الية من الصفات ل علممى كممل
فرد فرد من الصفات فالمعطوفممات مممن عطممف الصممفة ل
من عطف الذوات ،والمراد بهم البالغون درجة الكمال من
هذه المة ،والمراد بالعد أكمل ما أعد بدليل تنكيممر مغفممرة
الدال على التعظيم وتنكير أجر الممدال عليممه أيضمما ووصممفه
تعظيما وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم جممدا ل يعممبر
عنه وذلك ابلغ ما أعممد للمسمملمين الممذين لممم يتصممفوا بكممل
هذه الصفات أو ببعضممها فممإن أجرهممم دون ذلممك ،هممذا مممن
426
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حيث الستنباط المأخوذ من قواعد العربية والمعمماني وأممما
من حيث النقل عن العلماء فقممد قممال الغزالممي فممي بعممض
كلمه إن الموعود في القمرآن بالجنمة لمم يقمع مرتبما علمى
مجرد السلم أو اليمان بل لم يقع فيه إل مقرونا باشتراك
انضمام العمال إليممه ذكممر ذلممك فممي معممرض الحممث علممى
العمال فهذا يدل على أن العمال الواقعة فممي هممذه اليممة
كل منها جزء المحكوم عليه وليس كل منها محكوممما عليممه
استقلل ،ويؤيده أيضا من حيث الستنباط أنه لممو كممان كممل
فممرد محكوممما عليممه اسممتقلل لممزم الحكممم علممى فممرد مممن
العمال كالصوم أو الصدقة المذكور في اليممة مجممردا عممن
الوصف المصدر به وهو السلم واليمان وهو باطممل قطعمما
وإذا بطل اللزم بطل الملزوم فإن قال قائل هذا مسممتثنى
ل بد من اعتباره لما دل عليه من خارج قلنا والبمماقي أيضمما
دل على اعتبار مجموعه القواعد العربية والبيانية والسممياق
يرشممد إليممه والحمماديث الممواردة فممي الحسمماب والمموزن
والتقمماص إذا وقعممت عليهمما بلفظهمما مممع مراعمماة قواعممد
الستدلل وأساليب البيان وغير ذلك من المور المشترطة
فممي الجتهمماد أنتجممت للمجتهممد أن العممداد مرتممب علممى
المجموع ل على كل فرد فرد والله أعلم.
سورة سبأ
مسألة –
الحمد لله بارئ الخلق والنسم * ومنزل الكتب للتبيين
للمم
ثم الصلة على المبعوث من مضر * محمد المصطفى
الهادي من الظلم
وآله وصحاب ثم شيعته * والتابعين بإحسان لثرهم
ماذا تقول موالينا وسادتنا * وقدوة الخلق للرحمن بالحكم
من مدحهم بكتاب الله منتظم * بفاطر وسواها أي منتظم
أبقاهم الله في خير وفي دعة * وفي ازدياد علوم فوق
علمهم
هل جاز أن يقرأ النسان في سبأ * منساته ويجر الهاء
كالقسم
427
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وهل يجازي بها بالياء إن ضممت * بكسر زاي وضم الراء
في الكلم
وهل هشام قرا في نص مذهبه * عن ابن عامر ابراهام
ملتزم
في سورة الحج أو في النبياء وما * ترون فيمن قرأ هذا
بل كتم
وحالف بطلق من حليلته * بان ذا ليس من سبع على
المم
الجواب – أما من قرأ منسأته بالجر فهو لحن مخطممئ
غالط جاهل لنها مفعول تأكل والمنسأة العصا ،وأما )وهممل
يجازى إل الكفور( ففيممه قراءتممان بضممم اليمماء وفتممح الممزاي
مبينا للمفعول ورفع الكفور نائبا عن الفاعل ،وبضممم النممون
وكسر الزاي مبنيا للفاعل ونصب الكفور مفعول وليس فيه
غير ذلك ،وأممما ابراهممام فممي الحممج والنبيمماء فلممم يممرد مممن
طريق التيسير والشاطبية لكن ابن الجزري ذكر في النشر
أن عياشا روى عن ابن عامر أنه قممرأ ابراهممام فممي القممرآن
كله ،وقد ذكر هو وغيره أن القراءات ليست منحصرة فيما
في التيسير والشاطبية لكن أخشى أن تكون هممذه الروايممة
من شواذ السبعة فقد ذكر السبكي وغيره أن عندهم شمميئا
كثيرا شاذا ،وأما الحالف بمالطلق أن هممذه القممراءة ليسممت
من السبع فأقول أن كان من المبتدئين في هذا الفن ممن
أخذ بالتيسير والشاظبية فل حنث عليممه لن مممراده ليسممت
من السبع من طريممق هممذين الكتممابين اللممذين عليهممما الن
المعول فيمينه مخصوصممة وإن كممان مممن المتبحريممن ممممن
أمكنه الطلع على ما في النشممر فممإنه يحنممث إل أن يصممل
إلى درجة الترجيح بحيث يترجح عنممده شممذوذ هممذه الروايممة
ذ ،وقلت في الجواب نظما: وعدم إثباتها فل يحنث حينئ ٍ
الحمد لله ذي الفضال والنعم * ثم الصلة على المبعوث
للمم
من قال في سبأ منساته وآتى * بالجر فهو حمار قده
باللجم
ومن قرأ هل نجازي نون أوله * وكسر زاي فنصب الراء
عنه نمي
428
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وليس في الحج ابراهام واقتربا * ل في القصيد ول
التيسير فاحتكم
لكن في النشر عن عياش يأثره * عن ابن عامرهم يا
طيب نشرهم
وحالف بطلق إذ نفاه من السبع الجواب له التفصيل
فارتسم
إن كان مبتدئا ل حنث يلحقه * إذ نفيه بيمين وفق ظنهم
إذ المراد بنفي السبع من طرق * أتت بتيسيرهم أو في
قصيدهم
وإن يكن من علة الفن يحنث ل * إن كان مجتهدا يعلو
لنفيهم
وابن السيوطي قد خط الجواب لكي * ينجو غدا من سعير
النار والضرم
سورة يس
مسألة -ما معنى قوله تعالى )وضممرب لنمما مثل ونسممي
خلقه -الية(.
الجواب -روى الحاكم في المستدرك وصححه عن ابن
عباس قال جاء العاصي ابممن وائل إلممى رسممول اللممه صمملى
الله عليه وسلم بعظم حائل ففتممه فقممال يمما محمممد أيبعممث
الله هذا بعد ما أرم قال "نعم يبعممث اللممه هممذا ويميتممك ثممم
يحييك ثم يدخلك نار جهنم" فنزلت اليات )أولم ير النسان
أنمما خلقنمماه مممن نطفممة فممإذا هممو خصمميم مممبين( إلممى آخممر
السورة ،ومن هممذا الحممديث يعممرف معنممى اليممة فالنسممان
الممممذكور همممو العاصمممي ابمممن وائل السمممهمي وهمممو أحمممد
المستهزئين المذكورين في سورية الحجر قتل ببممدر كممافرا
وضربه المثل بالعظم الرميم ونسمي خلقمه أول ممن نطفمة
ولهذا قال تعالى )قل يحييها الذي أنشأها أول مرة( والقادر
على النشاء قادر على العادة بل هي أهون.
سورة الصافات
القول الفصيح في تعيين الذبيح
بسم الله الرحمن الرحيم
429
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى وبعد فقممد
وردت إلى فتوى في السيد إسحاق والسيد إسممماعيل مممن
الذبيح منهما والخلف الوارد فيهما ما الصح والراجح منممه.
فأجبت الخلف في الذبيح معممروف مشممهور بيممن الصممحابة
فمممن بعممدهم ولكممل مممن القممولين حجممج أممما القممول بممأنه
إسماعيل فهممو قممول علممي وابممن عمممر وأبممي هريممرة وأبممي
الطفيل وسعيد بممن جممبير ومجاهممد والشممعبي ويوسممف بممن
مهران والحسن البصري ومحمد بن كعب القرظي وسممعيد
بن المسيب وابي جعفر الباقر وأبي صالح والربيع ابن أنس
والكلبي وأبي عمرو بن العلء وأحمد بن حنبل وغيرهم وهو
إحدى الروايتين عن ابن عبمماس ،ورجحممه جماعممة خصوصمما
غالب المحدثين ،وقال أبو حاتم الصحيح أنه إسماعيل وقال
البيضاوي إنه الظهر ،وفي الهدي أنه الصممواب عنممد علممماء
الصممحابة والتممابعين فمممن بعممدهم ،قممال وأممما القممول بممأنه
إسحاق فمردود بأكثر من عشرين وجهمما روى الحمماكم فممي
المستدرك وابن جرير فممي تفسمميره والممموي فممي مغممازيه
والخلعي في فوائده من طريق إسممماعيل بممن أبممي كريمممة
عن عمر ابن أبي محمد الخطابي عن العتبي عن أبيممه عممن
عبد الله بن سعد عن الضابجي قال حضرنا مجلس معاويممة
رضممي اللممه عنممه فتممذاكر القمموم إسممماعيل وإسممحاق ابنممي
إبراهيم أيهممما الذبيممح فقممال بعممض القمموم إسممماعيل وقممال
بعضهم بل إسحاق فقال معاوية علممى الخممبير سممقطتم كنمما
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أعرابي فقال
يا رسول الله خلفت الكل يابسا والماء عابسا هلممك العيممال
وضاع المال فعد على مما أفاء الله عليك يا ابممن الممذبيحين
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسمملم ولممم ينكممر عليممه
فقال القوم من الممذبيحان يمما أميممر المممؤمنين قممال إن عبممد
المطلب لما أمر بحفر زمزم نممذر للممه إن سممهل أمرهمما أن
ينحر بعض بنيه فلما فرغ أسهم بينهم وكانوا عشرة فخممرج
السهم على عبد اللممه فممأراد أن ينحممره فمنعممه أخممواله بنممو
مخزوم وقالوا ارض ربك وافد ابنك ففداه بممائة ناقمة قمال
معاوية هذا واحد والخر إسماعيل ،هذا حديث غريممب وفممي
إسناده من ل يعرف حاله ،وروى المام أحمممد فمي مسممنده
430
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
من طريق حماد بن سلمة عن أبي عاصم الغنوي عممن أبمي
الطفيل عن ابمن عبماس قمال لمما أممر إبراهيمم بالمناسمك
عرض له الشيطان عند المسعى فسممابقه فسممبقه إبراهيممم
ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة فعممرض لممه الشمميطان
فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض لممه عنممد الجمممرة
الوسممطى فرممماه بسممبع حصمميات وثممم تلممه للجممبين وعلممى
إسماعيل قميص أبيممض فقممال لممه يمما أبممت ليممس لممي ثمموب
تكفيني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيممه فعممالجه ليخلعممه
فنودي من خلفه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا -الحممديث
بطوله في المناسك ،ثم رواه أحمد مممن طريممق حممماد عممن
عطاء بممن السممائب عممن سممعيد بممن جممبير عممن ابممن عبمماس
فذكره إل أنه قال إسحاق قممال ابممن كممثير والول أصممح لن
أمور المناسك إنما وقعت لبراهيم وإسماعيل ،وروى أحمد
أيضا عن سفيان عن منصور عن خمماله مسممافع عممن صممفية
بنت شيبة قالت أخبرتني امرأة من بني سليم ولدت عامممة
أهل دارنا أرسل رسول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم إلممى
عثمان بن طلحة وقالت مرة أنها سألت عثمممان لممم دعمماك
النبي صلى اللممه عليممه وسمملم قممال :قممال إنممي كنممت رأيممت
قرنممي الكبممش حيممن دخلممت الممبيت فنسمميت أن آمممرك أن
تخمرهما فخمرهما فإنه ل ينبغي أن يكون في البيت شمميء
يشغل المصلين ،قال ابن كثير هذا دليممل مسممتقل علممى أن
الذبيح إسماعيل فمإن قريشما توارثموا قرنمي الكبمش المذي
فدى به إبراهيم خلفا عن سلف ،وقممال الشممعبي قممد رأيممت
قرني الكبش في الكعبة ،وقال ابن جرير ثنا يونس أنا ابممن
وهب أخبرني عمرو بن قيس عن عطاء بن أبممي ربمماح عممن
ابممن عبمماس قممال المفممدى إسممماعيل وزعمممت اليهممود أنممه
إسحاق وكذبت اليهود وقممال ابممن إسممحاق ذكممر محمممد بممن
كعب أن عمر بن عبد العزيز أرسل إلمى رجمل كمان يهوديما
فاسلم وحسن إسلمه وكان من علمممائهم فسممأله أي ابنممي
إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل والله يمما أميممر المممؤمنين
وإن يود لتعلممم بممذلك ولكنهممم يحسممدونكم معشممر العممرب،
وقال ابن كثير نص في التوراة أن إسماعيل ولد ولبراهيممم
ست وثمانون سنة وولد إسحاق وله تسع وتسعون وعندهم
431
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده -وفي نسخة بكره
-فممأقحموا ههنمما كممذبا وحسممدا )إسممحاق( وحرفمموا وحيممدك
بمعنى الذي ليس عندك غيممره فمإن إسمماعيل كمان بمكمة،
وهذا تحريف وتأويل باطل فإنه ل يقال وحيد إل لممن ليمس
له غيره وأيضا فإن أول ولد له معزة ما ليسممت لمممن بعممده
من الولد فالمر بذبحه ابلغ في البتلء والختبار ولن اللممه
تعممالى قممال بعممد ذلممك )وبشممرناه بإسممحاق( فممدل علممى أن
المأمور بذبحه غيره وقممال )فبشممرناها بإسممحاق ومممن وراء
إسحاق يعقوب( أي يولمد لمه ولمد يسممى يعقموب وذلمك ل
يتخلف فامتنع أن يؤمر بذبحه ،قال ومممن قممال إنممه إسممحاق
فإنما أخذه عن أهل الكتاب بل حجممة وليممس فيممه كتمماب ول
سنة قال وقد ورد في ذلك حمديث لمو ثبممت لقلنما بممه علممى
الرأس والعين وهو وما رواه ابن جرير عن أبي كريممب عممن
زيد بن حباب عن الحسن بن دينار عممن علممى ابممن زيممد بممن
جدعان عن الحسن عن الحنف بن قيس عن العبمماس ابممن
عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسمملم قممال الذبيممح
إسحاق ،والحسن بن دينار متروك وشمميخه منكممر الحممديث،
وقد رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن مسلم بن إبراهيم عن
حماد بن سلمة عن علي بن زيد به مرفوعمما ،ثممم رواه عممن
مبارك بن فضالة عن الحسن عن الحنف عن العباس قوله
وهذا أشبه واصح انتهى .قلت قد رفعه مبارك مممرة فممرواه
البزار في مسنده عن معمر بن سهل الهوازي عن مسمملم
بن إبراهيم عن مبارك عن الحسن عن الحنف عن العباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" :الذبيح إسحاق" ولممه
شواهد أحدها ما أخرجه البزار عن أبي كريب عممن زيممد بممن
الحباب عن أبي سعيد عن علي بمن زيمد عمن الحسممن عمن
الحنف عن العباس عن النبي صلى الله عليممه وسمملم قممال
داود أسألك بحق آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب قممال أممما
إبراهيم فالقي في النار فصبر في أجلي وتلك بلية لم تنلك
وأما إسحاق فبذل نفسه للذبح فصبر من أجلي وتلممك بليممة
لم تنلك وأما يعقوب فغاب يوسف عنه وتلك بلية لم تنلممك،
وأبو سعيد هو الحسن بن دينار ضمعيف كمما تقمدم ،وأخمرج
الديلمي في مسند الفردوس من طريق عبد الله بن محمد
432
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بن ناجية عن محمد بن حرب النسائي عن عبد المؤمن بممن
عباد عن العمش عن عطية عن أبي سعيد الخممدري قممال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" :إن داود سأل ربممه
مسممألة فقممال اجعلنممي مثممل إبراهيممم وإسممحاق ويعقمموب
فأوحى الله إليه أني ابتليت إبراهيممم بالنممار فصممبر وابتليممت
إسممحاق بالذبممح فصممبر وابتليممت يعقمموب فصممبر" .الحممديث
الثاني ما أخرجه الدارقطني والديلمي في مسند الفردوس
من طريقه عن محمد بممن أحمممد بممن إبراهيممم الكمماتب عممن
الحسين بن فهم عن خلف بن سالم عن بهز بن أسممد عممن
شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الحوص عممن عبممد اللممه بممن
مسممعود قممال :قممال رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم
"الذبيح إسحاق" الثالث ما أخرجه الطبراني في الكبير من
طريق شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الحوص قممال افتخممر
رجل عند ابن مسعود وفي لفمظ فماخر اسمماء بمن خمارجه
رجل فقممال أنمما ابممن الشممياخ الكممرام فقممال عبممد اللممه ذاك
يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيممم خليممل
الله وهذا إسناد صحيح موقوف وروى أيضا عنه قممال سممئل
رسول الله صلى الله عليممه وسمملم مممن أكممرم النمماس قممال
يوسف بن إسحاق ذبيح الله وفي سنده بقيممة وهممو مممدلس
وأبو عبيدة عممن أبيممه عبممد اللممه منقطممع ،الرابممع ممما أخرجممه
الطبراني في الوسط وابممن أبممي حمماتم فممي تفسمميره مممن
طريق الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن زيد بممن أسمملم
عن أبيه عن عطماء بمن يسمار عمن أبمي هريمرة قمال :قمال
رسول الله صلى الله عليه وسلم" :إن الله خيرني بيممن أن
يغفر لنصف أمتي أو شفاعتي فمماخترت شممفاعتي ورجمموت
أن يكون أعم لمتي ولول الذي سبقني إليممه العبممد الصممالح
لعجلت دعوتي إن الله لما فممرج عممن إسممحاق كممرب الذبممح
قيل له يا إسحاق سل تعطه قال أممما واللممه لتعجلنهمما قبممل
نزغات الشيطان اللهممم مممن مممات ل يشممرك بممك شمميئا قممد
احسن فمماغفر لممه ،وعبممد الرحمممن ضممعيف قممال ابممن كممثير
والحديث غريب منكممر قممال وأخشممى أن يكممون فيممه زيممادة
مدرجة وهي قوله إن اللمه لمما فمرج إلمى آخمره ،وإن كمان
محفوظمما فالشممبه أن السممياق عممن إسممماعيل وحرفمموه
433
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بإسحاق ،وأخرج عبد الرزاق عمن معممر عمن الزهمري عمن
القاسم قال اجتمممع أبممو هريممرة وكعممب فجعممل أبممو هريممرة
يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل نممبي دعمموة
مستجابة وأني قد خبأت دعوتي شفاعة لمتي يوم القيامممة
فقال كعب أفل أخبرك عن إبراهيممم إنمه لمما رأى ذبمح ابنممه
إسحاق قال الشيطان إن لم أفن هؤلء عند هذه لم افتنهم
أبدا فخرج إبراهيمم بمابنه ليمذبحه فمذهب الشميطان فمدخل
على سارة فقال أيممن ذهممب إبراهيممم بابنممك قممالت غممدا بممه
لبعض حاجاته قال فإنه لم يغممد بممه لحاجممة وإنممما ذهممب بممه
ليذبحه قالت ولم يذبحه قال زعم أن ربه أمره بذلك قممالت
قد أحسن أن يطيع ربه فذهب الشيطان في أثرهممما فقممال
للغلم أين ذهب بك أبوك قال لبعممض حاجمماته قممال فممإنه ل
يذهب بك لحاجة ولكنه يذهب بك ليذبحك قال ولم يممذبحني
قال يزعم أن ربه أمره بذلك قممال فمموا اللممه لئن كممان اللممه
أمره بذلك ليفعلن فتركه ولحق بإبراهيم فقال أيممن غممدوت
بابنك قال لحاجة قال فإنك لم تغد به لحاجة إنما غدوت بممه
لتذبحه قال ولم أذبحه قال تزعم أن ربك أمرك بممذلك قممال
فوا الله لئن كان الله أمرني بذلك لفعلممن فممتركه ويئس أن
يطاع ،وقد رواه ابن جرير عن يونس بن عبممد العلممى عممن
ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن عمممرو بممن
أبي سفيان بن أسيد ابن حارثة الثقفي أخبره أن كعبا قممال
لبي هريرة فذكره بطوله ،وقال في آخره وأوحى الله إلى
إسحاق إني أعطيتك دعوة استجيب لك فيهمما قممال إسممحاق
اللهممم إنممي أدعمموك أن تسممتجيب لممي أيممما عبممد لقيممك مممن
الولين والخرين ل يشرك بممك شمميئا فممأدخله الجنممة ،وقممال
عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد أنا الليث بن خلد أبو بكر
البلخي حدثنا محمد بن ثابت العبدي عممن موسممى بممن أبممي
بكر عن سعيد بن جبير قممال لممما رأى إبراهيممم فممي المنممام
ذبح إسحاق سار به من منزله إلممى المنحممر بمنممى مسمميرة
شهر في غداة واحدة فلممما صممرف عنممه الذبممح وأمممر بذبممح
الكبش ذبحه ثم راح به رواحا إلى نزله فممي عشممية واحممدة
مسيرة شهر طويت له الودية والجبال ،وهذا القممول نسممبه
القرطبي للكثرين وعزاه البغوي وغيممره إلممى عمممر وعلممي
434
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وابن مسممعود وجممابر والعبمماس وعكرمممة وسممعيد بممن جممبير
ومجاهد والشعبي وعبيد بن عميمر وأبمي ميسمرة وزيمد بمن
اسلم وعبد اللممه بممن شممقيق والزهممري والقاسممم بممن يزيممد
ومكحممول وكعممب وعثمممان بممن حاضممر والسممدي والحسممن
وقتادة وأبي الهذيل وابن سابط ومسروق وعطمماء ومقاتممل
وهو إحدى الروايممتين عممن ابممن عبمماس واختمماره المممام أبممو
جعفر بن جرير الطبري وأجاب عن البشممارة بيعقمموب بممأنه
كان قد بلغ معه السعي أي العمل ومممن الممكممن أنممه كممان
ولد له أولد مع يعقمموب أيضمما ،وأممما القرنممان فمممن الجممائز
أنهما نقل من بلد الشام ،وقال سعيد بن جبير سار به مممن
الشام على البراق حتى آتى به منى في ليلممة واحممدة فلممما
صرف عنه الذبح سار به كذلك ،وأخرج من طريق داود عن
عكرمة عن ابن عباس في قوله وبشرناه بإسحاق نبيا قممال
بشر به نبيا حين فممداه اللمه ممن الذبممح ولمم تكممن البشمارة
بالنبوة عند مولده ،وجزم بهذا القممول القاضممي عيمماض فممي
الشفا والسهيلي في التعريف والعلم وكنت ملت إليه في
علممم التفسممير وأنمما الن متوقممف فممي ذلممك واللممه سممبحانه
وتعالى أعلم.
سورة الفتح
مسألة -قوله تعالى )ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبممك
وما تأخر(.
الجواب -أحسن ما يجاب به عن الية الكريمة أنه كنى
بالمغفرة عن العصمة أي ليعصمممك اللممه عممن الممذنب فيممما
تقدم من عمرك وممما تممأخر وقممد نممص غيممر واحممد علممى أن
المغفرة والعفممو والتوبممة جمماءت فممي القممرآن والسممنة فممي
معرض السقاط والترخيص وإن لم يكن ذنممب ومنممه قمموله
تعالى )عفا الله عنممك لممم أذنممت لهممم( عفمما اللممه لكممم عممن
صدقة الخيل والرقيق )فإذ لم تفعلمموا وتمماب اللممه عليكممم -
علم الله أنكم كنتم تختممانون أنفسممكم فتمماب عليكممم وعفمما
عنكم( أي رخص لكم )علم أن لممن تحصمموه فتمماب عليكممم(
وقد ألفت في ذلك مؤلفا سميته )المحرر في قمموله تعممالى
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر(.
435
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سورة الواقعة
مسألة -قوله تعالى )يطمموف عليهممم ولممدان مخلممدون(
هل الولدان من مخلوقممات الممدنيا أو مممن مخلوقممات الجنممة
وهل هم طوال أو قصار وهل يتمتعون في الخرة بالنساء.
الجواب -الولدان مممن مخلوقممات الجنممة ل الممدنيا وهممم
متفاوتون في الخلقة بالطول والقصر وكذلك الحور بخلف
أهل الجنة من البشممر فممإنهم سممواء فممي الخلقممة ول يتمتممع
الولدان فممي الجنممة بالنسمماء بممل هممم معممدون لخدمممة أهممل
الجنة.
سورة المجادلة
مسألة من حلب -وقع في تفسير البيضاوي في سورة
قد سمع الله )وللكافرين عممذاب أليممم( قممال القاضممي وهممو
نظير قوله تعالى )ومن كفر فإن الله غنممي عممن العممالمين(
فما وجه كونه نظيرا له.
الجواب -وجه إيقمماع لفممظ الكفممر موضممع عممدم الفعممل
فإنه هناك أوقع ومن كفر موضع ومن لممم يحممج وهنمما أوقممع
وللكافرين موضع وللذين ل يقبلونها.
سورة الملك
مسممألة مممن حلممب -وقممع فممي تفسممير البيضمماوي فممي
تفسير الملك فممي قمموله )فسممحقا لصممحاب السممعير( قممال
والتغليب لليجاز إلى آخره فالتغليب في ماذا.
الجواب -هو في قوله لصحاب السممعير فممإنه أريممد بممه
الفريقان أصممحاب السمعير والمذين قمالوا لمو كنمما نسممع أو
نعقل ما كنا فيهم ولو جاء على طبق الية المتقدمممة لقيممل
فسحقا لهم ولصحاب السعير منهم فوقع التغليممب لليجمماز
ولن الذين يكونون فيهم يصيرون منهم.
سورة المدثر
مسألة -في قوله سبحانه وتعالى )والصممبح إذا أسممفر(
هل له تعلق بضمموء الشمممس أم ل وهممل للنهممار ضمموء غيممر
436
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ضوء الشمس مختص به أم ل نممور لممه ول ضمموء أصممل وممما
معنى قمموله تعممالى )حممتى يتممبين لكممم الخيممط البيممض مممن
الخيط السود من الفجر( وهل الوارد في الحديث أن اللممه
تعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وسملم فجممزأه أربعممة
أجزاء فخلممق مممن الجممزء الول العممرش وخلممق مممن الجممزء
الثاني القلم وخلق من الثالث اللوح ثم قسم الجزء الرابممع
وجزأه أربعة أجزاء وخلق من الجزء الول العقل وخلق من
الجزء الثاني المعرفة وخلق من الجزء الثالث نور الشمس
والقمر ونور البصار ونور النهار وجعل الجممزء الرابممع تحممت
ساق العمرش ممدخورا يقتضمي أن نمور الشممس غيمر نمور
النهممار أم ل ،وهممل قممال قممائل أن المممراد بقمموله تعممالى
)والشمس وضحاها( أن الضحى هنمما هممو النهممار فممي قمموله
تعممالى )والنهممار إذا جلهمما( وهممل هممما غيممر أم ل أفتونمما
مأجورين وأبسطوا الجواب أثابكم الله الجنة.
الجواب -الحمد لله وسلم على عباده الذين اصممطفى
الصبح في اللغة هو الفجر كذا في الصممحاح وأسممفر معنمماه
اضاء كذا أخرجه ابن المنممذر فممي تفسمميره عممن قتممادة وإذا
تعلق بهذين المرين لممم يكممن لليممة تعلممق بضمموء الشمممس
ومقتضممى الدلممة مممن الحمماديث والثممار وكلم الثممم ة فممي
تفسير اليات وكلم أهل اللغة مختلممف منممه ممما يشممهد لن
النهار نوره غير نور الشمس ومنه ما يشهد لن نوره نورها
فمن الول ما أخرجه ابن جرير فممي تفسمميره عممن السممدي
في قوله تعالى )الحمد لله الذي خلممق السممماوات والرض
وجعل الظلمات والنور( قال الظلمات ظلمة الليممل والنممور
نور النهار فهذا تصريح بأن النهار له نور حيممث أضممافه إليممه
وقابله بظلمة الليل وليممس سممببه الشمممس كممما أن ظلمممة
الليل ليس لها سبب نشممأت عنممه ،وأخممرج ابممن جريممر عممن
قتادة في الية قال خلق الله السماوات قبل الرض وخلممق
الظلمة قبل نور النور وخلق الجنة قبممل النممار ،وأخممرج ابممن
المنذر عن أبي عبيممد فممي اليممة قممال النممور الضمموء فهممذان
صريحان في أن المراد بالنور ضوء خلقه الله على حمماله ل
تعلق له بالشمس ول بغيرهمما ،وأخممرج ابممن أبممي حمماتم فممي
تفسيره عن عكرمة قال سئل ابن عباس الليممل كممان قبممل
437
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
النهار فقرأ ابن عباس )إن السممماوات والرض كانتمما رتقمما(
قال فالرتق الظلمة الليل كان قبل النهار ،ومن الدلة على
ذلممك قمموله تعممالى )فمحونمما آيممة الليممل وجعلنمما آيممة النهممار
مبصرة( فكما أن الليل كممان يسمممى ليل قبممل خلممق القمممر
فيممه كمذلك كممان يسممى النهمار نهممارا قبمل خلمق الشمممس
واسممتمرت التسمممية فممي الليممل والنهممار بعممد خلممق القمممر
والشممس فالنهمار علمى همذا غيمر الشممس وضموؤها غيمر
نورهمما ،وقممال الكرممماني القممديم فممي تفسمميره فممي سممورة
النعام في قوله )وجعل الظلمات والنممور( جمممع الظلمممات
لنهمما تحممدث عممن أشممياء كظلمممة الليممل وظلمممة السممحاب
وظلمة البحر ووحد النور لنه متحد الوصممف وهممو ممما يممرى
ويرى به ،وأعظم دليل على أن النهار له نور يخصه ل تعلق
له بالشمس أن الجنة فيها نهممار بل شمممس أخممرج الممبيهقي
في شعب اليمان عن شعيب بن الحجممام قممال خرجممت أنمما
وأبو الغالب الرياحي قبل طلمموع الشمممس فقممال نممبئت أن
الجنة هكذا ،وقد وردت آثار بأن اليام علممى عممدتها أجسممام
مخلوقة تتكلم وتحشر كأثر ما من يوم ينقضي من الدنيا إل
قال ذلك اليوم الحمد لله الذي أخرجني مممن الممدنيا وأهلهمما
ثم يطوى عليه فيختم إلى يوم القيامة حتى يكون اللممه هممو
الذي يفض خاتمه أخرجه أبو نعيم في الحليممة عممن مجاهممد،
وروى ابن خزيمة والحمماكم فممي المسممتدرك حممديث تحشممر
اليام على هيئتها وتحشر الجمعة زهراء منيرة أهلها يحفون
بها كالعروس تضيء لهممم يمشممون فمي ضمموئها فهممذه كلهمما
تدل على أن النهار لمه ضمموء يخصممه ل تعلمق لمه بالشممس
لكن عارض هذا أن ابن جرير قال في تفسيره اختلف أهممل
التأويل في قوله تعالى )والشمممس وضممحاها( فقممال قتممادة
معنى ذلك والشمس والنهار وكان يقول الضحى هو النهممار
كله وقال مجاهد وضحاها وضوءها قال ابن جرير والصواب
أن يقال إن الله تعالى أقسم بالشمممس ونهارهمما لن ضمموء
الشمس الظاهرة همو النهمار همذه عبمارة ابمن جريمر وهمي
صريحة في أن النهار هو ضمموء الشمممس ،وقممال الكرممماني
القممديم فممي تفسمميره ممما نصممه :والشمممس سممراج النهممار
بالجماع وضحاها ارتفاعها وضوؤها وحرها وقيل هممو النهممار
438
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كله ثم قال )والنهار إذا جلها( أي جلممى الظلمممة وقيممل جل
الشمس لنها تظهممر بالنهممار وإن كممان النهممار مممن ضمموئها -
هذه عبممارته وهممي أيضمما صممريحة فممي أن النهممار مممن ضمموء
الشمس ،وقممال الراغممب الصممبح والصممباح أول النهممار وهممو
وقت ما احمر الفق بحاجب الشمممس فأسممند نممور الصممباح
والنهار إلى الشمس وقد وردت آثار كممثيرة اسممتوفيتها فممي
التفسير المأثور شاهدة للقولين معا ول حاجة إلى الطالممة
بذكرها وفيها ما يدل على أن الفجر أيضا من نور الشمممس
وفيها ما يدل على خلفه ،والحديث المممذكور فممي السممؤال
ليس له إسناد يعتمد عليه ،وقممول السممائل وهممو قممال قممائل
إلى آخره قد حكيناه فما تقدم عن قتادة والله أعلم.
سورة المرسلت
مسألة -في قمموله تعممالى )إنهمما ترمممي بشممرر كالقصممر
كأنه جمالت صفر(.
الجواب -في قوله تعالى كالقصر قراءتممان المشممهورة
بسكون الصاد والمراد به البيت قاله ابن قتيبممة ،وقممال ابممن
مسعود كالحصون والمدائن وقممرأ ابممن عبمماس بفتممح الصمماد
جمع قصرة والمراد به أعنمماق البممل وقيممل أصممول الشممجر
قال ابن عباس كانت العرب تقول فممي الجاهليممة :اقصممروا
لنا الحطممب فيقطممع علممى قممدر الممذراع والممذراعين ،وقمموله
جمالت فيه قراءتان المشهورة بكسر الجيممم جمممع جمالممة
وجمالة جمع جمل والصفر هي السود شبهها بالبل السممود
وإطلق الصفر على البل السود معمروف كمإطلق السمواد
على الخضرة وقرأ ابن عباس جمالت بضم الجيم وفسممره
بحبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حممتى تكممون كأوسممط
الرجال رواه البخاري في صممحيحه والقراءتممان بتفسمميرهما
في قوله تعالى )حتى يلج الجمل فممي سممم الخيمماط( وفممي
رواية عن ابن عباس أن المراد بقوله )جمالت صفر( قطع
نحاس أخرجها ابن أبي حاتم.
سورة الليل
439
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -في قوله تعممالى )ل يصمملها إل الشممقى الممذي
كذب وتولى وسيجنبها التقى( إلى آخر السورة هممل نزلممت
في رجلين معينين وما سبب نزولها وهل المراد بالتقى أبو
بكر الصديق.
الجواب -أخرج الممبزار فممي مسممنده وابممن جريممر وابممن
المنذر في تفسيرهما عن عبد الله بن الزبيممر ،وابممن جريممر
أيضا عن سعيد بن جبير وابن أبي حمماتم فممي تفسمميره عممن
عروة بن الزبير أن قوله تعالى )وسيجنبها التقى( إلى آخر
السورة نزلت في أبي بكممر الصممديق حيممث اشممترى سممبعة
كلهم يعذب في الله وأعتقهم ،وقال ابن جريممر ان الصممحيح
الذي قاله أهل التأويل إنها نزلت في أبممي بكممر رضممي اللممه
عنه ،واخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي اللممه عنممه
أن الية نزلت في أبي بكر وأن ما قبلها نزل فممي أميممة بممن
خلف ،وممن ذكر أنهمما نزلممت فممي أبممي بكممر الواحممدي فممي
أسممباب النممزول والسممهيلي فممي التعريممف والعلم وقممال
القرطبي في تفسيره قممال ابممن عبمماس الشممقى أميممة بممن
خلف والتقى أبو بكر الصديق ،وقممال بعممض أهممل المعمماني
أراد بالشقى والتقى الشقي والتقي ،ونقل ابن جرير هممذا
القممول وضممعفه وصممحح الول وقممد تممواردت خلئق مممن
المفسرين ل يحصون على أنها نزلممت فممي أبممي بكممر واللممه
أعلم.
450
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سورة القدر
مسألة –
يا مفردا فاق أهل العسر بل سلفا * وصار مشتهرا بالعلم
والعمل
في ليلة القدر بالفراد قد شهرت * وهل تظن بشهر
الصوم في الزل
أو باليقين وبالعشر الخير ترى * من غير شك ول ريب ول
جدل
وإن تقولوا به ماذا أوائلها * هل بالغروب إلى فجر يلوح
جلي
وهل لقائم نصف الليل من عمل * من الغروب بفرد
العشر في وجل
يدعو الله مظنا أن دعوته * قد استجيبت بنيل القصد
والمل
أفتوا عبيدا غدا ممن يلوذ بكم * يرجو لكم كل قدر
تقصدون علي
أثابكم ربكم جناته كرما * بجاه خير البرايا أشرف الرسل
الجواب –
الحمد لله رب الحمد في الزل * ثم الصلة عليه خاتم
الرسل
في ليلة القدر أقوال وعدتها * لنحو خمسين قول يا أخي
صل
فقيل دائرة في العام أجمعه * وقيل بل نصف شعبان بل
زلل
ورجحوا كونها شهر الصيام أتت * وذاك ظن قوي بالدليل
جلي
وكونها فيه دارت قول طائفة * وكونها في الخير العشر
فهو جلي
وذاك ظن بل قطع وأولها * من الغروب إلى فجر الصباح
جلى
ومن يقم نصف ليل أو أقل حوى * فضل القيام بها فاقصد
بل وجل
451
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بل من يصلي العشا والصبح ثمت في * جماعة حاز منها
الحظ في المل
كذا أتى في حديث صح مسنده * فاقبله طوعا وكن في
الدين ذا عمل
هذا جواب ابن السيوطي مرتجيا * من فضل خالقه
الغفران للزلل
بروضة المشتهى خط الجواب لدى * شوال من عام
تسعين بل ملل
مسألة -في كيفية الوحي من اللممه هممل يتلقمماه الملممك
من الله تعالى بكلم يفهمه الملك أو بالعربية للنبي العربي
وبالعبرانية للنبي العبراني وهل يلقيه الملك إلممى جبريممل أو
جبريل المتلقي من الله تعالى وقوله تعالى )إنا أنزلناه فممي
ليلة القدر( وفسر بنزوله إلى بيت العممزة ممما كيفيممة نزولممه
إليه وقوله تعالى للقلم اكتب ما هو كائن إلى يمموم القيامممة
هل يكون بالهام من الله تعالى يلهمه للقلممم أو بممإملء مممن
الله تعالى وكيف أخذ الملك المموحي مممن اللمموح المحفمموظ
هل يقول الله له اليوم الفلني يقع فيه كذا خذه من اللمموح
أو يوم يقع فيه يقول له خذها وألقها إلمى النممبي وهمل تنممام
الملئكة وقوله تعالى )فممأوحى إلممى عبممده ممما أوحممى( هممل
أطلع على ذلك الوحي ملك أو ذكره النبي صلى اللممه عليممه
وسلم لحد.
الجواب -قال الصبهاني في أوائل تفسيره اتفممق أهممل
السممنة والجماعممة علممى أن كلم اللممه منممزل واختلفمموا فممي
معنى النزال فمنهم من قممال إظهممار القممراءة ومنهممم مممن
قال إن الله تعالى ألهممم كلمممه جبريممل وعلمممه قراءتممه ثممم
جبريل أداه في الرض ،وقال الطيبي في حاشية الكشاف:
لعل نزول القرآن على الرسول صلى الله عليممه وسمملم أن
يتلقفه الملك من الله تلقفا روحانيمما أو يحفظممه مممن اللمموح
المحفمموظ فينممزل بممه إلممى الرسممول ويلقيممه عليممه ،وقممال
القطب الرازي في حواشي الكشاف :المراد بإنزال الكتب
على الرسل أن يتلقفهما الملمك ممن اللمه تلقفمما روحانيما أو
يحفظهمما مممن اللمموح المحفمموظ وينممزل بهمما فيلقيهمما عليهممم
انتهى .وقد سألت شيخنا العلمة محي الدين الكافيجي عن
452
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كيفية التلقف الروحاني فقال لي ل يكيف ،وقال الزركشي
اختلف العلممماء فممي المنممزل علممى النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم على ثلثممة أقمموال :أحممدها أنممه اللفممظ والمعنممى وأن
جبريل حفظ القرآن من اللمموح المحفمموظ ونممزل بممه وذكممر
بعضهم أن أحرف القرآن في اللمموح المحفمموظ كممل حممرف
منها بقدر جبل قاف ،والثاني أن جبريل إنما نممزل بالمعمماني
خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم علممم تلممك المعمماني
وعبر عنهمما بلغممة العممرب وتمسممك قممائل هممذا بظمماهر قمموله
تعممالى )نممزل بممه الممروح الميممن علممى قلبممك( .والثممالث أن
جبريل ألقممى عليممه المعنممى وأنممه عممبر بهممذه اللفمماظ بلغممة
العرب وأن أهل السماء يقرؤنهما بالعربيمة ثمم إنمه نمزل بمه
كذلك بعد ذلك ،وقال البيهقي في معنممى قمموله تعممالى )إنمما
أنزلناه في ليلة القدر( يريد والله أعلم أنا أسمممعناه الملممك
وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع فيكون الملممك هممو المنتقممل
به من علو إلى أسفل ،قال أبو شامة ولبد من هذا المعنى
على مذهب أهل السنة .فهذه نبممذة مممن كلم أئمممة السممنة
في كيفية تلقي جبريل الوحي ،وحاصل ما في ذلك أقمموال:
أحدها أنه ألهمه ،والثاني أنه سمعه مممن اللممه :والثممالث أنممه
حفظه من اللوح المحفوظ وقول التلقف الروحاني الظاهر
أنه اللهام فل يكون قول رابعا ،وقد سئل المام أبو إسحاق
إسماعيل البخاري الصفار عن تبليغ الوحي من جبريل إلممى
أنبياء الله هل سمع من اللممه تعممالى جملممة أم جمماء بممه مممن
اللوح المحفوظ قال كل المموجهين جممائز وذكممر فممي تفسممير
سورة القدر أن الله تعالى سمع جبريل كلممه جملممة واحممدة
ثم أمله جبريل على السفرة وهم ملئكة في سممماء الممدنيا
لكي ل يكون لهم احتياج حين أسمعهم الله تعممالى القممرآن.
وذكر الفقيه الزاهد أبو الليممث فممي تفسممير سممورة الممدخان
وفي سورة الحزاب في قوله تعالى )ليسأل الصادقين عن
صدقهم( وقال في سورة الدخان جاء بها جملة واحدة مممن
اللوح المحفمموظ إلممى سممماء الممدنيا ثممم أنممزل علممى محمممد
نجوما وذكر الدينوري أنه سمع من الله جملممة ثممم نممزل بممه
على محمد صلى الله عليه وسلم متفرقا وقال بعضهم جاء
جبريل عليه السلم به سماعا من إسرافيل وإسرافيل مممن
453
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى سماء الممدنيا ثممم نممزل بممه
جبريل عليه السمملم علممى محمممد صمملى اللممه عليممه وسمملم
متفرقا ويقال جاء به جبريل في ليلة القممدر بممما يحتمماج لممه
من سنه إلى سماء الدنيا ثم نزل بممه علممى محمممد متفرقمما.
وقد نظرت فمي الحمماديث والثممار فوجممدتها أيضمما مختلفممة،
وأخرج الطبراني من حديث النممواس بممن سمممعان مرفوعمما
"إذا تكلم الله بالوحي أخممذت السممماء رجفممة شممديدة فممإذا
سمع ذلك أهل السماء صعقوا وخروا سجدا فيكممون أولهممم
يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد فينتهي به
إلى الملئكة كلما مر بسماء سأله أهلها ماذا قال ربنا قممال
الحق فينتهي به إلى حيممث أمممر" وأخممرج ابممن مردويممه مممن
حديث ابن مسعود رفعه "إذا تكلم الله بالوحي سمممع أهممل
السممماوات صلصمملة فيفزعممون الحممديث" هممذان الحممديثان
شاهدان للقول الثمماني أن جبريممل يسمممع المموحي مممن اللممه
تعالى .وأخرج ابن أبي حاتم في تفسمميره وأبممو الشميخ ابممن
حيان في كتاب العظمة عن ابن سابط قال "في أم الكتاب
كل شيء هممو كممائن إلممى يمموم القيامممة وكممل بممه ثلثممة مممن
الملئكة فوكل جبريل بالكتب والوحي إلى إلنبيمماء والنصممر
عند الحروب وبالهلكات إذا أراد الله أن يهلممك قوممما ووكممل
ميكائيل بالقطر والنبات ووكل ملك الموت بقبممض النفممس
فإذا كان يوم القيامة عارضوا بين حفظهم وبين ما كان في
أم الكتاب فيجدونه سممواء" فهممذا شمماهد للقممول الثممالث أن
جبريل حفظ الوحي من أم الكتاب وهممو اللمموح المحفمموظ،
وأخرج البيهقي في شعب اليمان عن ابن عباس قممال بينمما
رسول الله صلى الله عليه وسمملم ومعممه جبريممل ينمماجيه إذ
انشق أفممق السممماء ونممزل ملممك فقممال يمما محمممد إن ربممك
يقرئك السلم ويخيرك بين أن تكون نبيا ملكمما أو نبيمما عبممدا
قال فقلت نبي عبد فعرج ذلك الملك فقلت يا جبريممل مممن
هذا قال هذا إسرافيل خلقه الله بيممن يممديه صممافا قممدميه ل
يرفع طرفه بين يمديه اللمموح المحفمموظ فمإذا أذن اللممه فممي
شيء من السماء أو في الرض ارتفع ذلممك اللمموح فضممرب
جبهته فينظر فيه فإن كان من عملممي أمرنممي بممه وإن كممان
من عمل ميكائيل أمره به وإن كان من عمل ملممك الممموت
454
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أمره به -الحديث .وأخرج ابن أبممي زيممد فممي كتمماب السممنة
عممن كعممب قممال إذا أراد اللممه أن يمموحي أمممرا جمماء اللمموح
المحفوظ حتى يصفق جبهة إسرافيل فيرفع رأسممه فينظممر
فإذا المر مكتوب فينادي جبريل فيلبيه فيقول أمممرت بكممذا
أمرت بكذا فيهبط جبريل على النبي فيمموحي إليممه .وأخممرج
أبو الشيخ في كناب العظمة عن أبي بكممر الهممذلي قممال إذا
أمر الله بالمر تدلت اللواح علممى إسممرافيل بممما فيهمما مممن
أمر الله فينظر فيها إسرافيل ثم ينادي جبريل فيجيبه وذكر
نحوه .وأخرج أيضا عممن أبممي سممنان قممال اللمموح المحفمموظ
معلق بالعرش فممإذا أراد اللممه أن يمموحى بشمميء كتممب فممي
اللوح فيجيء اللوح حتى يقرع جبهة إسممرافيل فينظممر فيممه
فإن كان إلى أهل السماء دفعه إلى ميكائيل وإن كان إلممى
أهل الرض دفعه إلى جبريل -الحديث ،وله شممواهد كممثيرة
استوفيتها في كتابي الذي ألفته في أخبار الملئكة منها ممما
أخرجه البيهقي في شممعب اليمممان عممن عبممد الرحمممن بممن
سابط قال يدبر أمر الممدنيا أربعممة جبريممل وميكائيممل وملممك
الموت وإسرافيل فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود وأممما
ميكائيل فموكل بالقطر والنبات وأما ملممك الممموت فموكممل
بقبض الرواح وأما اسرافيل فهو ينزل بممالمر عليهممم .وممما
أخرجمه أبمو الشميخ عمن عكرممة بمن خلمد أن رجل قمال يما
رسممول اللممه أي الملئكممة أكممرم علممى اللممه فقممال جبريممل
وميكائيممل واسممرافيل وملممك الممموت فأممما جبريممل صمماحب
الحرب وصاحب المرسلين وأممما ميكائيممل فصمماحب القطممر
والنبممات وأممما ملممك الممموت فموكممل بقبممض الرواح وأممما
اسرافيل فأمين الله بينه وبينهم فهذه الحاديث والثار تدل
علممى أمممر خلف القممولين السمابقين وهمو أن جبريممل يأخممذ
المموحي مممن إسممرافيل وإسممرافيل يأخممذه مممما كتممب تلممك
الساعة في اللوح ،ويمكن الجمع لمن تأمل فل يكون بينهما
اختلف .وقول السائل أو بالعربية للنبي العربي وبالعبرانية
للنبي العبراني جوابهما أخرجممه ابممن أبممي حمماتم بسممند عممن
سفيان الثوري قال لم ينزل وحي إل بالعربية ثم ترجم كممل
نبي لقومه .وقوله هل يلقيه الملممك إلممى جبريممل أو جبريممل
المتلقي من الله تقممدم فممي ذلممك أحمماديث مختلفممة بعضممها
455
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
شاهد للول وبعضها شاهد للثاني .وقمموله ممما كيفيممة نزولممه
إلى بيت العزة ذكر علي بن سهل النيسابوري في تفسيره
أن كيفية ذلك أن جبريل حفظه من اللوح المحفوظ ثم أتى
به إلى بيت العزة فأمله على السفرة الكتبة يعني الملئكة
وهو معنى قوله تعالى )بأيممدي سممفرة كممرام بممررة( وتممابعه
المام علم الدين السخاوي فقال فممي كتممابه جمممال القممراء
نزل به جبريل إلممى السممماء الممدنيا وأمممره سممبحانه بممإملئه
علممى السممفرة الكممرام وإنسماخهم إيماه وتلوتهمم لمه .وأممما
سؤال القلم فمعنى الحديث أن الله أجراه بالكتابة لما هممو
كممائن بقممدرة مممن اللممه ل بممالملء ول باللهممام لنهممما إنممما
يكونممان للحيمموان والقلممم مممن نمموع الجممماد وخطممابه ورده
الجواب من باب خطاب السماء والرض فممي قمموله تعممالى
)إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( .ويؤيد هممذا المعنممى
ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس قال إن اللممه لممما خلممق
العرش استوى عليه ثم خلق القلم وأمممره أن يجممري بمإذنه
فجرى بما هو كائن فأثبته الله في الكتاب المكنممون فقمموله
بإذنه أي بقدرته أي أوجد الكتابة في اللوح بمر القلم عليممه
بخلق الله ذلك .ويؤيده ما أخرجه ابممن جريممر فممي تفسمميره
عن جبير بن نفير قال إن الله خلق القلممم فكتممب بهممما هممو
خالق وما هو كائن من خلقه فإدخال باء اللة عليممه وإسممناد
كتب إلى الله صريح في أن القلم آلة والعلممم والقممدرة للممه
تعالى .وقول السائل وكيف أخذ الملممك المموحي مممن اللمموح
إلى آخره جوابه ما تقدم في أثر كعب وشبهه .وقوله وهممل
تنام الملئكة لم أقف علممى شمميء فممي ذلممك ولكممن ظمماهر
قمموله تعممالى )يسممبحون الليممل والنهممار ل يفممترون( انهممم ل
ينامون .وقوله )فأوحى إلى عبده( إلى آخره من جملممة ممما
أوحاه إليه تلك الليلة فرض الصمملوات الخمممس فممي أشممياء
أخر بينها النبي صلى الله عليه وسلم للنمماس ومنممه ممما لممم
يؤمر ببيانه.
مسألة -رجل ادعى أن ل إله إل الله أفضل مممن كلمممة
بقدرها من القرآن والشتغال بها أفضل مممن القممرآن يعنممي
التلوة والذكر متمسكا بقوله صلى الله عليه وسلم "أفضل
كلمة قلتها والنبيون من قبلي ل إله إل الله" فهل ممما يقممول
456
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مستقيم مع قوله صلى اللممه عليممه وسمملم فضممل كلم اللممه
على سائر الكلم كفضل اللممه علممى خلقممه وأيضمما فممالقرآن
تحرم تلوته على الجنب ومسه على المحدث بخلف الذكر
وغير ذلك مما يدل على فضله.
الجممواب -ل إلممه إل اللممه مممن جملممة كلمممات القممرآن
فتفضيلها على بقية كلماته من بمماب تفضمميل بعممض القممرآن
على بعض ل من باب تفضيل غير القرآن على القرآن.
مسألة -ما كيفية ما حزب القرآن هل هممو بعممد اليممات
أم غيرها.
الجواب -حزب بعممض الحممروف ل اليممات ول الكلمممات
والله سبحانه وتعالى أعلم.
الفتاوى الحديثية
}كتاب الطهارة{
مسألة -ما قولكم في حديث من توضأ على طهر كتب
الله له عشر حسنات أخرجممه أبممو داود والترمممذي هممل هممو
صممحيح أو ضممعيف وممما وجممه ضممعفه مممن جهممة الروايممة أو
المعنى ،وكذا حديث الوضوء على الوضوء نور على نور هل
خرجه أحد فإن المنذري فممي الممترغيب والممترهيب قممال لممم
أقف على من خرجه ولعلممه مممن كلم السمملف والمسممؤول
الكلم على هذين الحديثين وتبيين صحتهما ومعانيهما.
الجواب -الحديث الول ضعيف صممرح بضممعفه جماعممة
وسممببه أن فممي إسممناده عبممد الرحمممن بممن زيمماد بممن أنعممم
الفريقي ضممعفه يحيممى بممن معيممن والنسممائي وقممال المممام
أحمد نحن ل نروي عنه شيئا لكممن أبممو داود إذ رواه سممكت
عليه فلم يضعفه وقد قال إن ما رويته في هذا الكتاب ولم
أضعفه فهو صالح يعني للحتجاج والصالح له إممما صممحيح أو
حسممن فيحتمممل أن يكممون الحممديث عنممده حسممنا لن عبممد
الرحمن بن زياد بن أنعم لمم يتفمق علمى ضمعفه فقمد قمال
بعضهم كان الثمموري يعظمممه ويعممرف حقممه لكممن المشممهور
تضعيف الحممديث ،وأممما معنمماه فظمماهر لن الحسممنة بعشممر
أمثالها والوضوء حسنة فمن عملها كتبت له عشممرا ،ثممم إن
لفظ الحديث كتب له بالبناء للمجهول مممن غيممر ذكممر اللممه.
457
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وأما الحديث الثاني فلم نممر أحممدا أخرجممه كممما قممال المممام
المنذري وكذا قال الحافظ زين الدين العراقي فممي تخريممج
أحاديث الحياء لكن قال الحافظ بممن حجممر أن رزينمما أورده
في كتابه ومعناه أيضا ظاهر لن الوضمموء يكسممب أعضمماءه
نورا ولهذا قيل إنه مشتق من الوضاءة ودليله قضية الغممرة
والتحجيل فكممان الوضمموء علممى الوضمموء يقمموى ذلممك النممور
ويزيده إذ لم يعرض له من الحدث مما يقتضمي سممتره وقمد
كان شيخنا شيخ السمملم المنمماوي يممذكر لنمما أن الصممالحين
يشاهدون الحدث على العضاء ويرتبون عليه مقتضاه وفيه
إشارة إلى ذلك.
مسألة -هل ورد حديث فممي قممراءة سممورة القممدر بعممد
الوضوء وما حاله.
الجممواب -روى الممديلمي فممي مسممند الفممردوس مممن
طريق أبي عبيدة عن الحسن عن أنس بن مالك قال :قمال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ في أثر وضمموئه
إنا أنزلناه في ليلة القدر مممرة واحممدة كممان مممن الصممديقين
ومن قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء ومن قرأها ثلثا
حشره الله محشر النبياء" وأبو عبيدة مجهول.
458
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجممواب -الحمممد للممه قممد وردت الحمماديث والثممار
مرفوعة وموقوفة ومقطوعة موصولة ومرسلة عممن النممبي
صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين باستعمال النورة
فهي مباحممة غيممر مكروهممة وهممل يطلممق عليهمما سممنة محممل
توقف لن السنة تحتاج إلى ثبمموت المممر بهمما كحلممق العانممة
ونتف البط وقص الشارب وقلم الظفار وفعل النبي صلى
الله عليه وسلم وإن كان دليل على السنة فقد يقال هنا أن
هذا من المور العادية التي ل يدل فعله لهمما علممى السممنية،
وقد يقال أنه إنما فعل ذلك لبيان الجواز كسممائر المباحممات
التي فعلها ولم توصف بأنها سنة ،وقد يقمال إنهما سمنة لمما
فيه من القتداء وقد يقممال فيهمما بالسممتحباب بنمماء علممى أن
المستحب أخف مرتبممة مممن السممنة ومحممل هممذا كلممه مممالم
يقصد المتنور اتباع النبي صلى الله عليه وسمملم فممي فعلممه
أما إذا قصد ذلك فل ريب في أنه مأجور وآت بسنة.
}كتاب الصلة{
مسألة -الحممديث الممذي رواه أبممو داود أنممه صمملى اللممه
عليه وسلم صلى بأصحابه ثم تذكر أنه جنممب فأشممار إليهممم
أن اسكنوا وخرج واغتسل وعاد وتحرم بهم ،هذا الستدلل
به على من أحرم منفردا ثم نوى القممدوة فممي خلل صمملته
ظمماهر أم ل ،وقممول السممنوى ومممن المعلمموم أنهممم أنشممأوا
اقتداءا جديدا هل ذلك في رواية أو طريق وهل عينت تلممك
الصلة.
الجمواب -السمتدلل بالحمديث الممذكور ظماهر وقموله
ومن المعلوم أي من طريممق السممتدلل لنهممم تممابعوه بعممد
عمموده ول يمكممن المتابعممة إل بعممد إنشمماء اقتممداء جديممد لن
القتممداء الول لممم يصممادف محل لكممونه ليممس فممي صمملة
والصلة المذكورة في الحديث هي الصبح.
مسألة -في الحديث أنه صلى اللممه عليممه وسمملم قنممت
شهرا يدعو علممى قمموم فهممل كممان ذلممك عقممب فراغممه مممن
القنوت الذي هو اللهم أهدنا فيمن هديت إلى آخره أم ابتدأ
به دونه.
الجواب -لم أقف في شمميء مممن الحمماديث علممى أنممه
صلى الله عليه وسمملم جمممع بيممن القنمموت المذي همو اللهمم
إهدنا إلى آخره وبين الدعاء على القوم بل ظاهر الحاديث
أنه اقتصر في قنوته على الدعاء عليهم.
464
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -حديث ل صلة لجار المسجد إل فممي المسممجد
هل ورد.
الجواب -نعم أخرجه الدارقطني وإسممناده ضممعيف هممو
من حديث أبي هريرة رواه الحمماكم والطممبراني عنممه أيضمما،
ورواه الدارقطني أيضا من حممديث جممابر عممن علممي ،ورواه
ابن حبان في الضعفاء عن عائشة وأسانيده كلها ضعيفة.
مسألة -قد كره الفقهاء أن يقال للعشاء عتمممة فكيممف
ورد في الحديث الصحيح "لو يعلمون ما في العتمة والصبح
لشهدوهما ولو حبوا".
الجممواب -عممن الحممديث مممن أوجممه ،الول :يحتمممل أن
يكون هذا قبل النهي عن تسميتها عتمة ،الثمماني :أنممه جممرى
على ما اشتهر على ألسنتهم كقوله صلى الله عليممه وسمملم
أفلح وأبيه إن صدق وقد نهى أن يحلممف بالبمماء وإنممما ذلممك
أمر جرى على اللسنة ،الثالث :يحتمل أن يكون ذلممك مممن
كلم الراوي ل من كلم النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم لن
في بعض طرق الحممديث ممما فممي العشمماء أو الصممبح فلعممل
الراوي رواه بالمعنى ولم يطلمع علمى النهمي عمن تسمميتها
عتمة ،الرابع :يحتمل أن يكون ذكر ذلك لبيان أن النهي عن
تسميتها به نهي تنزيه ل تحريم.
مسألة -هل ورد حديث ل تسودوني في الصلة
الجواب -لم يرد ذلك والله أعلم.
مسممألة -هممل ورد أن بلل أو غيممره أذن بمكممة قبممل
الهجرة.
الجممواب -ورد ذلممك بأسممانيد ضممعيفة ل يعتمممد عليهمما
والمشهور الذي صححه أكثر العلماء ودلت عليممه الحمماديث
الصحيحة أن الذان إنما شرع بعممد الهجممرة وإنممه لممم يممؤذن
قبلها بلل ول غيره.
مسألة -في قوله صلى اللممه عليممه وسمملم "إذا أقيمممت
الصلة فل صلة إل المكتوبة" هممل المممراد الكمممال أو عممدم
الصحة.
الجواب -ليس المراد هذا ول هذا لن ذلك إنممما يكممون
في النفي المراد بممه النفمي علمى ظمماهره وأممما النفمي هنمما
فالمراد به النهي أي ل تصلوا إل المكتوبة والله أعلم.
465
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -في قول البخاري في باب وضممع اليممد اليمنممى
على اليسرى في الصلة :حدثنا عبد اللممه بممن مسمملمة عممن
مالك عن أبي حازم عن سهل بممن سممعد قممال كممان النمماس
يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنممى علممى ذراعممه اليسممرى
في الصلة قال أبو حازم ل أعلم إل ينمي ذلممك إلممى النممبي
صلى الله عليه وسلم قممال أبممو عبممد اللممه وقممال إسممماعيل
ينمي ذلك ولم يقل ينمي برفع الياء هل معنى قمموله ينمممي
ذلك برفع الياء ولممم يقممل ينمممي بالفتممح فيكممون فممي الكلم
تقديم وتأخير أو التقدير ينمممي ذلممك ولممم يقممل ينمممي برفممع
الياء وما وجه الصواب في ذلك وما الرواية فيه.
الجواب -معناه قال إسماعيل ينمممي بضممم اليمماء مبنيمما
للمفعول ولم يقل ينمي بالفتح مبنيا للفاعل.
مسممألة -حممديث سمملموا علممى اليهممود والنصممارى ول
تسلموا على يهود أمممتي قيممل وممما يهممود أمتممك قممال تممراك
الصلة هل ورد.
الجواب -لم أقف عليه وأورد في الفممردوس بلفممظ ول
تسلموا على شارب الخمر وبيض له ولده في مسنده فلممم
يذكر له إسنادا.
مسألة -من التكرور ما الفرق بين حديث جابر بن عبد
الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسمملم
نهاهم عن بيع بيوتهم حيممن أرادوا بيعهمما بسممبب بعممدها مممن
المسجد فقال لهم صلى اللممه عليممه وسمملم "إن لكممم بكممل
خطوة درجة" رواه مسلم وكذا حممديث أبممي هريممرة رضممي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسمملم قممال البعممد
فالبعد من المسجد أعظممم أجممرا وبيممن حممديث حذيفممة بممن
اليمان رضي الله عنهما قال :قال رسممول اللممه صمملى اللممه
عليه وسلم "فضل الدار القريبة مممن المسممجد علممى الممدار
الشاسعة كفضل الغازي على القاعد" خرجه المام أحمد.
الجواب -ل تخالف بين هذه الحاديث فممإن كممل واقعممة لهمما
حكممم يخصممها ،وشمماهد ذلممك أن الحمماديث قممد وردت فممي
تفضيل ميامين الصفوف فلما رغب الناس في ذلك عطلمموا
ميسرة المسجد فقيل يا رسول اللممه ان ميسممرة المسممجد
قد تعطلت فقال من عمر ميسرة المسجد كتممب لممه كفلن
466
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
من الجر فأعطى أهل المبسرة في هذه الحالة ضممعف ممما
لهل الميمنة من الجر وليس لهم ذلك في كل حممال وإنممما
خص بذلك هذه الحالة لما صارت معطلة وكممذلك ممما نحممن
فيه أصل القضية تفضيل الدار القريبممة مممن المسممجد علممى
البعيدة منها فلما ثبت لها هذا الفضل رغب كل الناس فممي
ذلك حتى أراد بنو سلمة أن يغيروا ظمماهر المدينممة وينتقلمموا
قرب المسجد فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعممرى
ظاهر المدينة فأعطاهم هذا الفضل في هذه الحالممة ونممزل
في هذه القصة قمموله تعممالى )ونكتممب ممما قممدموا وآثممارهم(
وقال صلى الله عليه وسلم حين نزلت الية "يا بني سمملمة
دياركم تكتب آثاركم".
مسألة -في حديث الترمذي عممن عممدي بمن ثممابت عممن
أبيه عممن جممده مرفوعمما العطمماس والنعمماس والتثمماؤب فممي
الصمملة مممن الشمميطان إسممناده ضممعيف ولممه شمماهد عنممد
الطبراني ضعيف عن ابن مسممعود قمموله وفممي حممديث ابممن
أبي شيبة عممن أبممي هريممرة إن اللممه يكممره التثمماؤب ويحممب
العطاس في الصلة قال الحافظ ابن حجر إسناده ضممعيف
وهو موقوف وفي حديث عبد الرزاق عن قتممادة قممال سممبع
من الشيطان فذكر منها شدة العطاس ما الجمع بين ذلك.
الجواب -المقام مقامان مقممام الطلق ومقممام نسممبي
فأممما مقممام الطلق فممإن التثمماؤب والعطمماس فممي الصمملة
كلهما من الشيطان وعليممه يحمممل حممديث الترمممذي ،وأممما
المقممام النسممبي فممإذا وقعمما فممي الصمملة مممع كونهممما مممن
الشيطان فالعطاس في الصلة أحب إلى الله من التثمماؤب
فيها والتثاؤب فيها أكره إليه من العطاس فيها ،وعلممى هممذا
يحمل أثر ابن أبي شيبة فهو راجع إلى تفمماوت رتممب بعممض
المكروه على بعض هذا على تقدير ثبوت لفظ فمي الصمملة
في الثر.
}كتاب الصيام{
مسألة -الذي يقال على اللسنة أن اليام الممبيض إنممما
سميت بذلك لن آدم عليه السلم لما هبط من الجنة أسود
جلده فأمره الله بصيامها فلما صام اليوم الول أبيض ثلممث
جلده وفي اليوم الثمماني الثلممث الثمماني وفممي اليمموم الثممالث
بقيته هل له أصل.
الجواب -هذا ورد في حديث أخرجه الخطيب البغدادي
في أماليه وابن عساكر في تاريخ دمشممق مممن حممديث ابممن
مسعود مرفوعا من طريق وموقوفا من آخر وأخرجممه ابممن
الجوزي في الموضوعات من الطريممق المرفمموع وقممال إنممه
حديث موضوع وفي إسناده جماعة مجهولون ل يعرفون.
مسألة -في حديث البيهقي " من فطر صائما كممان لممه
أجر من عمله " ما معناه".
الجواب -كان خطر لي احتمالن :الول أن معنمماه فلممه
أجر من عمل الصوم على حد قوله في الحديث الخر "من
فطر صائما فله مثل أجره" فالضمير في عملممه راجممع إلممى
الصوم المفهوم من صائم .الثاني أن يكون هذا قماله النممبي
صلى اللممه عليممه وسمملم أول ممما شممرع هممذا الحكممم فممأخبر
474
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الصحابة الذين بحضرته أن مممن عمممل هممذه الحسممنة منهممم
فله أجر من عمل بها بعدهم إلى يوم القيامة على حد قوله
في الحديث الخر "من سن سنة حسممنة فلممه أجرهمما وأجممر
من عمل بها إلى يوم القيامة ل ينقص من أجورهم شمميء"
ثم راجعت طرق الحديث فوجدتها تؤيد الحتمال الول فإن
الحديث أخرجممه الممبيهقي مممن طريممق عبممد الحممق بممن أبممي
سليمان عن عطاء عممن زيممد بممن خالممد الجهنممي قممال :قممال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطر صائما كممان لممه
أجر من عمله من غير أن ينقص من اجر الصائم شيئا ومن
جهز غازيا أو خلفه في أهله كان له مثل أجره مممن غيممر أن
ينقص من اجره شيئا وأخرجه أيضا مممن طريممق معقممل بممن
عبيد الله عن عطاء عن زيممد بممن خالممد مرفوعمما مممن فطممر
صائما كان له مثل أجره ل ينقص من أجره شيئا ومن جهممز
غازيا في سبيل الله كان له مثل أجره ل ينقممص مممن اجممره
شيئا ،وأخرجه الدارقطني مممن طريمق ابممن أبمي ليلممى عمن
عطاء عن زيد مرفوعا من جهز غازيا أو خلفه فممي أهلممه أو
فطر صائما فله مثل أجممره مممن غيممر أن ينقممص مممن أجممره
شيئا .واخرجه أيضا من طريق ابممن جريممج عممن عطمماء عممن
زيد بن خالد مرفوعا من فطر صائما أو جهز غازيا فله مثل
أجره .دلت هذه الطرق علممى أن مممراد الحممديث فلممه مثممل
أجر من عمل الصوم ل مثل أجر من عمممل تفطيممر الصممائم
وإن اللفظ الول يجوز أن يكون من تغيير الرواة ويجوز أن
يكون "من" فيه بمعنى " ما" والصل كان له أجر ما عملممه
وهو الصوم فالضمير فممي عملممه راجممع إلممى "مممن" بمعنممى
"ما" من غير احتياج إلى التأويل السممابق فممإن قلممت :فهممل
يجوز أن يقرأ كان له أجر بالتنوين ومن عمله بالجر .قلممت:
ل لمرين أحممدهما أن "مممن" إن قممدرت تبعيضممية والضمممير
راجع إلى الصائم كان منافيا لقوله في الرواية الخرى كان
لممه مثممل أجممره فإنهمما تقتضممي المثليممة وتلممك علممى التأويممل
المممذكور تقتضممي البعضممية وإن قممدرت تبعضممية والضمممير
للتفطير ففاسد كما ل يخفى الثمماني أنهمما إن قممدرت سممببية
والضمير للصائم ففاسد كما ل يخفى لن النسممان ل يممؤجر
بسبب عمل غيره إنما يؤجر بسبب عمل نفسه ،أو للمفطر
475
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
لم يصح اعتلق ما بعده به وهو قوله من غير أن ينقص من
أجر الصائم شيئا.
مسألة -في حديث أنس قال رسممول اللممه صمملى اللممه
عليه وسلم إن في الجنة نهرا يقمال لممه رجممب ممماؤه أبيممض
من اللبن وأحلى من العسل من صام يوما من رجب سقاه
الله من ذلك النهر ،وحديث أنممس قممال رسممول اللممه صمملى
الله عليه وسلم من صام من شهر حرام الخميس والجمعة
والسبت كتب له عبادة سبعمائة سنة ،وحديث ابممن عبمماس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام مممن رجممب
يوما كان كصيام شهر ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنمه
أبواب الجحيم السبعة ومن صام منه ثمانية أيام فتحممت لممه
أبواب الجنممة الثمانيممة ومممن صممام منممه عشممرة أيممام بممدلت
سيئاته حسنات هل هذه الحاديث موضوعة وما الفرق بين
الضعيف والغريب.
الجواب -ليست هذه الحاديث بموضوعة بل هي من
قسم الضعيف الذي تجوز روايته في الفضائل أممما الحممديث
الول فممأخرجه أبممو الشمميخ بممن حبممان فممي كتمماب الصمميام،
والصبهاني وابن شمماهين كلهممما فممي الممترغيب ،والممبيهقي
وغيرهم قال الحافظ ابن حجر وليس في إسناده من ينظر
في حاله سوى منصممور ابممن زائدة السممدي وقممد روى عنممه
جماعممة لكممن لممم أر فيممه تعممديل ،وقممد ذكممره الممذهبي فممي
الميزان وضعفه بهذا الحديث ،وأما الحديث الثاني فممأخرجه
الطبراني وأبو نعيم وغيرهما من طرق بعضها بلفمظ عبمادة
سنتين قال الحافظ ابن حجر وهممو أشممبه ومخرجممه أحسممن
وإسناد الحديث أمثل من الضعيف قريب من الحسن .وأممما
الحديث الثالث فأخرجه البيهقي في فضائل الوقات وغيره
وله طرق وشواهد ضعيفة ل تثبت إل أنه يرتقممى عممن كممونه
موضوعا .وأما الفمرق بيممن الضممعيف والغريمب فمإن بينهممما
عموما وخصوصا من وجه فقد يكون الحديث ضممعيفا غريبمما
معا وقد يكون غريبا ل ضعيفا لصممحة سممنده أو حسممنه وقمد
يكون ضعيفا ل غريبا لتعدد إسناده وفقد شرط من شممروط
القبول كما هو مقرر في علم الحديث.
476
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
}كتاب الحج{
مسألة -حديث ابن مسعود ما رأيت رسول الله صمملى
الله عليه وسلم صلى صلة إل لميقاتهمما إل صمملة المغممرب
والعشاء بجمع وصلى الفجر يومئذ قبل ميقاتها ما معناه.
الجواب -قال العلماء معنى قوله وصلى الفجممر يممومئذ
قبل ميقاتها أي قبل ميقاتها المعتمماد فممي بمماقي اليممام لنممه
صلها بغلس جدا وقت طلمموع الفجممر وكممانت عممادته صمملى
الله عليه وسلم قبل ذلممك التممأخير عممن طلمموع الفجممر قليل
وأما المغرب والعشاء تلك الليلة فصلهما مجموعتين جمممع
تأخير بأن أخر المغرب إلى وقت العشمماء وصمملهما جميعمما
بمزدلفة ،وجمع المذكورة في الحديث هي مزدلفة سممميت
بذلك لجتماع الناس بها والحديث المذكور أخرجه البخمماري
ومسلم.
مسألة -في رجل قال إن حديث الباذنجان لما أكل لممه
أصح من حديث ماء زمزم لما شرب له هل هممو مصمميب أو
مخطئ.
الجواب -هو مخطئ أشد الخطأ فإن حديث الباذنجممان
كذب باطل موضوع بإجماع أئمة الحديث نبه على ذلك ابن
الجوزي في الموضوعات والممذهبي فممي الميممزان وغيرهممما
وحديث زمزم مختلف فيه قيل صممحيح وقيممل حسممن وقيممل
ضعيف فأدنى درجاته الضعف ولممم يقممل أحممد إنممه فممي حممد
الوضع قال الشيخ بدر الدين الزركشي فممي كتممابه التممذكرة
في الحاديث المشتهرة حديث الباذنجان لما أكل له باطممل
ل أصل له وقد لهج به العوام حتى سمعت قائل منهم يقول
هو أصح من حديث ماء زمزم لما شرب له قال وهذا خطممأ
قبيح ،قال وحديث "ماء زمزم لما شممرب لممه" أخرجممه ابممن
ماجه في سننه من حديث جابر بإسناد جيد ورواه الخطيب
فممي تاريممخ بغممداد بإسممناد قممال فيممه الحممافظ شممرف الممدين
الدمياطي إنه على رسم الصحيح انتهى .وقد ألف الحممافظ
ابن حجر جزءا في حديث ماء زمزم لممما شممرب لممه وتكلممم
عليه في تخريج الذكممار فاسممتوعب وحاصممل ممما ذكممره أنممه
مختلف فيه فضعفه جماعة وصححه آخرون منهممم الحممافظ
المنذري في الترغيب والحافظ الممدمياطي قممال والصممواب
477
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أنه حسن لشواهده ثم أورده مممن طممرق مممن حممديث جممابر
وابن عباس وغيرهما قال وحديث جممابر مخممرج فممي مسممند
أحمد ومسند أبي بكر بن أبممي شمميبة ومصممنفه وسممنن ابممن
ماجه وسنن البيهقي وشعب اليمان له وحديث ابن عبمماس
في سنن الدارقطني ومستدرك الحمماكم وأخرجممه الممبيهقي
أيضا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا لكممن
سنده مقلوب وورد هذا اللفممظ أيضمما عممن معاويممة موقوفمما
بسند حسن ل علة له وله شواهد أخممر مرفوعممة وموقوفممة
تركتها خشية الطالة ولما نظممر المنممذري والممدمياطي إلممى
كثرة شواهده مع جودة طريق أبي الزبير عممن جممابر حكممما
له بالصحة.
مسألة –
ماذا جواب أمام فاق أعصره * وخطه فاق في الفتاء من
سبقا
فيمن روى أن باذنجانهم وردت * فيه الرواية من قول
الذي صدقا
محمد خير خلق الله قاطبة * صلى عليه إله العرش من
خلقا
إن الشفاء به قصدا لكله * كماء زمزم دام الغيث مندفقا
من فضلكم هل لهذا صحة فلكم * أعربتم عن أمور جل
من خلقا
أوضح لنا أمره دام السرور بكم * يا أفصح الناس أن أفتى
وأن نطقا
لزلتم عدة للسائلين لكم * وباب جودكم للناس ل غلقا
الجواب -الله أشكر من نعمائه غدقا * وأتبع الشكر
بالتحميد ملتحقا
ثم الصلة على الهادي النبي ومن * أسرى به ليلة المعراج
ثم رقى
ابطل أحاديث باذنجانهم فلقد * نصوا على أنه الموضوع
مختلقا
وماء زمزم صحح ما رووه به * والله أعلم تم القول متسقا
مسألة -يا غرة في جبهة الدهر افتنا * ل زلت تفتى كل
من جاء يسال
478
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في زمزم أو ماء كوثر حشرنا * من منهما يا ذا المعالي
أفضل
جوزيت بالحسان عنا كلنا * وبجنة المأوى جزاؤك اكمل
الجواب –
لله حمدا والصلة على النبي محمد من للبرية يفضل
ما جاءنا خبر بذلك ثابت * فالوقف عن خوض بذلك أجمل
هذا جواب ابن السيوطي راجيا * من ربه التثبيت لما يسأل
مسألة -قال الجندي في فضائل مكة ثنا عبممد الرحمممن
بن محمد ثنا عبد الرزاق عن أبي معشر المدني عن محمد
بن المنكدر عن جابر بن عبد اللممه قممال :قممال رسممول اللممه
صلى الله عليه وسلم من طاف بالبيت سبعا وصمملى خلممف
المقام ركعتين وشرب من ماء زمزم غفر الله ذنمموبه كلهمما
بالغة ما بلغت.
الجواب -أبو معشر المدني هو نجيح السممندي روى لممه
أصحاب السنن الربعة وفيه ضعف.
مسألة –
يا عالم العصر ل زالت أناملكم * تهمي وعلمكم في
الرض ينتشر
هل النبيون حجوا البيت كلهم * أو لم يحج به بعض كما
ذكروا
عن صالح مع هود أن حجمها * للبيت أنكر يا مولى له نظر
وآدم حين حج البيت هل أحد * لرأسه حالق أن كان قد
ذكروا
هل بالحديد وهل جبريل فاعله * أو جوهر أو بغير هل لذا
أثر
أكشف لنا وأبن ل زلت ترشدنا * طرق الصواب إلى أن
ينتهي العمر
ثم الصلة على المختار من مضر * ما دام للبيت حجاج
ومعتمر
الجواب -نعم ورد عن عروة بن الزبير قال ما من نبي
إل حج هذا البيت إل ما كان من هممود وصممالح تشمماغل بممأمر
قومهما حتى قبضهما الله ولم يحجا أخرجه ابن إسحاق في
المبتدأ وابن عسمماكر فممي تمماريخه وقصممته أن جبريممل حلممق
479
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
رأس آدم عليهما السلم حين حج بياقوته من الجنة رويناها
في تاريخ الخطيب من طريق جعفممر بممن محمممد عممن آبممائه
والله أعلم.
}كتاب النكاح{
مسألة -قوله صلى الله عليه وسلم لعن اللممه المحلممل
والمحلمل لمه همل همو صمحيح وهمل فيمه معارضمة لممذهب
الشافعي أم ل؟
الجواب -هو صحيح له طرق كثيرة وليس فيه معارضة
لمذهبنا لن الجمهور حملوا الحديث على ما إذا صممرح فممي
العقد باشتراط أنه إذا وطئ طلق وممن قال بهممذا الحمممل
المام أبو عمر بن عبد البر من كبار المالكيممة قممال الظهممر
بمعاني الحديث حمله على التصريح بذلك ل علممى نيتممه لن
امرأة رفاعة صرحت بأنها تريممد الرجمموع إلممى زوجهمما الول
وقد تضمن الحديث إقرارها على صحة النكاح فإذا لم تقدح
فيه نيتها فكذلك نية الزوج ونية المطلممق أولممى أن ل تقممدح
فلم يبمق للحمديث معنممى إل الحمممل علمى الظهمار فيكمون
كنكاح المتعة.
مسألة -حديث بريممرة فممي مفارقتهمما زوجهمما مممع كممونه
صلى الله عليه وسلم كلمها في إبقائه ل ينافي ما ثبت من
أنه صلى الله عليه وسلم يجبر من شاء على نكاح من شاء
من الرجال لن ذاك حيث كان منه إلزام وحديث بريرة لممم
يكن منه إلزام لها ولهذا قالت يمما رسممول اللممه أتممأمرني أم
تشفع فاستفهمته هل هو ملزم لها أم مخير .فأجابها بقمموله
"ل بل اشفع" الدال على أنه مخير ل ملزم والله أعلم.
مسألة -قوله صلى الله عليه وسلم :حبممب إليكممم مممن
دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عينممي فممي الصمملة لممم
بدا بالنساء وأخر الصلة.
الجواب -لما كان المقصود من سياق الحديث بيان ممما
أصابه النبي صلى الله عليه وسلم من متمماع الممدنيا بممدأ بممه
كما قال في الحديث الخممر ممما أصممبنا مممن دنيمماكم هممذه إل
النساء ولما كان الذي حبب إليه من متاع الدنيا هو أفضمملها
وهو النساء بدليل قوله في الحديث الخر الدنيا متاع وخيممر
480
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
متاعها المرأة الصممالحة ناسممب أن يضممم إليممه بيممان أفضممل
المور وذلك الصلة فإنها أفضل العبادات بعد اليمان فكان
الحديث على أسلوب البلغة مممن جمعممه بيممن أفضممل أمممور
الدنيا وأفضل أمور الدين وفي ذلك ضم الشيء إلى نظيره
وعبر في أمر الدين بعبارة ابلغ مما عبر به فممي أمممر الممدنيا
حيث اقتصر في أمر الدنيا على مجممرد التحبممب وقممال فممي
أمممر الممدين جعلممت قممرة عينممي فممإن فممي قممرة العيممن مممن
التعظيم في المحبة ما ل يخفى.
مسألة -في قصممة السمميد سممليمان هممل قممال لطمموفن
الليلة على سبعين امرأة أو قال على تسعين امرأة.
الجواب -في هذا الحديث روايات إحداها على سممبعين
امممرأة رواهمما البخمماري فممي أحمماديث النبيمماء ،الثانيممة علممى
تسعين امرأة رواهمما البخمماري فممي اليمممان والنممذور وأشمار
إليها في أحاديث النبياء تعليقا فقال قال شعيب وابممن أبممي
الزناد تسعين وهو أصح هذه عبارته ،الثالثة لطمموفن الليلممة
بمائة امرأة رواهمما البخمماري فممي النكمماح ،الرابعممة لطمموفن
الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسممعين هكممذا علممى الشممك
رواها البخاري في الجهاد ،الخامسة على ستين امرأة أشار
إليها الحافظ ابن حجر فقمال فمي شممرح البخمماري مما نصمه
محصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسممعون
ومممائة قممال والجمممع بينهمما أن السممتين كممن حممرائر وممما زاد
عليهن كممن سممرارى أو بممالعكس وأممما السممبعون فللمبالغممة
وأما التسممعون والمممائة فكممن دون المممائة وفمموق التسممعين
فمن قال تسعون ألغى الكسر ومن قال مممائة جممبره ومممن
ثم وقع التردد في الرواية التي في الجهاد انتهى.
قلت :وقد وقفت على رواية سادسة وهي ألممف امممرأة
أخرج الحافظ أبو القاسم ابن عساكر مممن طريممق الخممدري
عن مقاتل عن أبي الزناد عن أبيممه عممن عبممد الرحمممن عممن
أبي هريممرة أن سمملميان بممن داود عليهممما السمملم كممان لممه
أربعمائة امرأة وستمائة سرية فقممال يوممما لطمموفن الليلممة
على ألف امرأة فتحمل كل واحدة منهن بفارس يجاهد في
سبيل الله ولم يسممتثن فطمماف عليهممن فلممم تحمممل واحممدة
منهن إل امرأة واحدة جاءت بشق إنسان فقال النبي صلى
481
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله عليه وسلم والمذي نفسمي بيمده لمو اسمتثنى فقمال إن
شاء الله لولد له ما قال فرسان ولجاهدو في سبيل الله.
}كتاب الجنايات{
مسممألة -مممن شممرب الخمممر لممم تقبممل صمملته أربعيممن
صباحا هل ورد وهل هو صحيح.
الجممواب -نعممم أخرجممه أحمممد فممي مسممنده والترمممذي
والنسائي وغيرهم من طرق عن عبد الله بن عمر مرفوعمما
من شرب الخمر لم تقبل له صلة أربعين صباحا فمإن تماب
تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلة أربعين صباحا فإن
تاب ..تاب الله عليه فممإن عمماد لممم تقبممل لممه صمملة أربعيممن
صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه وكان حقمما علممى اللممه أن
يسقيه من نهر الخبال -لفظ الترمذي وقممال حممديث حسممن
وفي الباب عن عبد الله بن عمر وأخرجه أحمممد والنسممائي
بسند صممحيح بهممذا اللفممظ وأخرجممه الممبزار والطممبراني مممن
طرق مختصرا وعممن ابممن عبمماس أخرجممه الطممبراني بسممند
حسن نحوه وأخرجه أيضا بلفظ كان نجسا أربعين يوما بدل
لم تقبل له صلة وبممدل فممإن تمماب فممإن عمماد وعممن أبممي ذر
أخرجه احمد والبزار بنحوه وعن عياض بن غنم اخرجه أبممو
يعلى والطبراني بسند ضعيف نحوه أيضا عممن السممائب بممن
يزيد أخرجه الطممبراني بسممند ضممعيف مختصممرا مممن شممرب
مسكرا لم تقبل له صلة أربعين يوما وعن أسماء بنت يزيد
أخرجه أحمد والطبراني بسند حسن بلفممظ لممم يممرض اللممه
عنه أربعين ليلة.
مسألة -في الحديث أتمى ابممن مسممعود برجممل نشمموان
فقال ترتروه ومزمزوه ثم دعا بسوط فقطعممت ثمرتممه ثممم
دق رأسه ما معنى هذه اللفاظ؟
الجواب -قال في النهايممة قمموله ترتممروه ومزمممزوه أي
حركوه ليسممتنكه هممل يوجممد منممه ريممح الخمممر أم ل ويممروى
تلتلوه ومعنى الكل التحريك وقال في حرف الميم مزمزوه
هو أن يحرك تحريكا عنيفا لعله يفيممق مممن سممكره ويصممحو
قال وثمرة السوط طرفممه الممذي يكممون فممي اسممفله وإنممما
دقها لتلين تخفيفا على الذي يضرب.
482
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -عن أيمممن بممن خريممم قممال :قممام رسممول اللممه
صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال" :يا أيهمما النمماس عممدلت
شهادة الزور إشراكا بالله عز وجل ثلثا ثممم قممرأ )فمماجتنبوا
الرجس مممن الوثممان واجتنبمموا قممول الممزور( مممن رواه مممن
الئمة وما حاله.
الجواب -رواه أحمد في مسنده والترمذي هكذا وأيمن
مختلف في صحبته فذكره ابن منممدة وغيممره فممي الصممحابة
وقال العجلي :تابع صالح ثقة وليس لممه عنممد الترمممذي غيممر
هذا الحديث وقد ورد من رواية خريم بممن فاتممك وهممو والممد
أيمن هكذا أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجممة وقممال يحيممى
بن معين إنه الصواب أي إنه من حديث خريم ل من حديث
ابنه أيمن وله شماهد عمن ابمن مسمعود قمال تعمدل شمهادة
الممزور الشممرك بممالله ثممم تل هممذه اليممة أخرجممه سممعيد بممن
منصور وابن جرير والطبراني والبيهقي في شعب اليمان.
500
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -ثبت من طممرق صممحيحة أن الحجممار سمملمت
على النبي صلى الله عليه وسلم لكن البلور بخصوصممه لممم
يرد فيه حديث ولم يرد في الحديث أن الحجار إذا سمممعت
الصلة عليه تصلي عليه ول ورد أيضمما أن مممن كتممب اسمممه
الشريف في الورق بالصلة عليه تصلي عليه تلممك الحممرف
وإنما الوارد من صمملى عليممه فممي كتمماب لممم تممزل الملئكممة
تصلي عليه أي على المصلي ما دام اسمه في ذلك الكتاب
صلى الله عليه وسلم.
مسألة -في خبر ورد عن النبي صلى الله عليه وسمملم
أنه قال خلق الله الرواح قبل الجسمماد بممألفي عممام ،وعممن
ابن عباس أنه قال خلق اللممه الرواح قبممل الجسمماد بأربعممة
آلف سنة وخلق الرزاق قبل الرواح باربعة آلف سممنة ممما
الجواب عن التعارض بين هذه الخبار.
الجواب -إنما يطلب الجواب عن التعارض بين حديثين
ثابتين وهذان الحديثان غير ثابتين أما الثاني فباطل ل أصل
لممه وأممما الول فممورد بإسممناد ضممعيف جممدا فل نعممول عليممه
والمعممول عليممه فممي ذلممك الحممديث الصممحيح أن اللممه قممدر
المقادير قبل أن يخلق السممماوات والرض بخمسممين ألممف
سنة وذلك شامل للرزاق.
مسألة -في أخبار وردت عممن النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم أنه احتجم فمي الخممدعين وبيممن الكتفيممن وقيممل فممي
الخدعين والكاهل وقيممل وهممو محممرم بمشمملل علممى ظهممر
القممدم ممما الجممواب عممن الخممدعين والكاهممل وعممن القممول
الثالث.
الجواب -الحديث الول أخرجه أبممو داود عممن أنممس أن
النبي صلى اللممه عليممه وسمملم احتجممم ثلثمما فممي الخممدعين
والكاهل قال صاحب النهاية الخممدعان عرقممان فممي جممانبي
العنق والكاهممل مقممدم أعلممى الظهممر وقممال الجمموهري فممي
الصحاح الخدع عرق وهو شعبة من الوريممد وهممما أخممدعان
وربما وقعت الشرطة على أحممدهما فينممزف صمماحبه .وأممما
الحديث الثاني فاخرجه ابن عباس عن أنس أن النبي صلى
الله عليه وسلم احتجم وهو محممرم علممى ظهممر القممدم مممن
وجع كان به ،وفممي روايممة بمشمملل وهممو بضممم الميممم وفتممح
501
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الشين وتشديد اللم الولى وفتحها اسمم موضممع بيممن مكممة
والمدينة.
مسألة -فيما ورد عن بحيرا أنه بشر بالنبي صملى اللمه
عليه وسلم هل كانت تلك البشارة صادرة منممه عممن إيمممان
به حينئذٍ وهل مات بحيممرا قبممل البعثممة أم بعممدها وإذا مممات
قبل البعثة فهل مات مسلما أم ل.
الجواب -بشارة بحيرا الراهب بالنبي صمملى اللممه عليممه
وسلم لما لقيه في سفره كممانت قبممل البعثممة بممدهر طويممل
ففي طبقات ابن سعد ودلئل أبي نعيم أن سنه صلى اللممه
عليه وسمملم كممان إذ ذاك اثنممتي عشممرة سممنة ،وفممي روايممة
أخرجها ابممن منممدة عشممرين سممنة ،وكممان بحيممرا علممى ديممن
النصرانية وانتهممى إليممه علمهمما ،قممال ابممن حجممر فممي كتمماب
الصابة ما أدرى أدرك البعثة أم ل وقد ذكره ابن منده وأبمو
نعيم في كتابيهما في الصحابة ،وبالجملممة فقممد مممات علممى
ديممن حممق وهممو إن لممم يكممن أدرك البعثممة فقممد أدرك ديممن
النصرانية قبل نسخه بالبعثة المحمدية.
مسألة -فيما جاءت به الرواية حيممن ولممد النممبي صمملى
الله عليه وسلم وعطس أشمتته الملئكة لكونه عطممس أو
شمتته وما المشمت ومممن الممراوي أهممي الشممفاء أو غيرهمما
وما نسبها.
الجواب -لم أقممف فممي شمميء مممن الحمماديث مصممرحا
على أنه صلى الله عليه وسلم لممما ولممد عطممس وعلممى أن
الملئكة شمتته بعمد مراجعمة احماديث المولمد ممن مظانهما
كالطبقات لبممن سممعد ودلئل النبمموة للممبيهقي ولبممي نعيممم
وتاريخ ابن عسمماكر علممى بسممطه واسممتيعابه وكالمسممتدرك
للحاكم ونحوه .وإنما الحديث الذي روته الشممفاء فيممه لفممظ
يشبه التشميت لكن لم يرد فيه العطمماس وهممو ممما أخرجممه
أبو نعيم في دلئل النبوة من طريق الزهري وعبد الرحمممن
بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ثممم جممده عبممد الرحمممن
بن عوف عن أمه الشفاء بنت عمرو بممن عمموف قممالت لممما
ولدت آمنة بنت وهب محمدا صلى اللممه عليممه وسمملم وقممع
على يدي فاستهل فسمعت قائل يقول رحمك الله ورحمك
ربك الحديث ،والمعروف في اللغة أن الستهلل هو صممياح
502
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المولود أول ما يولد فممإن أريممد بممه هنمما العطمماس فمحتمممل
وحمل القممائل المممذكور علممى الملممك ظمماهر ،وأممما الشممفاء
فوقع في هذه الروايممة أنهمما بنممت عمممرو بممن عمموف والممذي
ذكره ابن سعد في طبقاته أنهمما بنممت بنممت عمموف بممن عبممد
الحرث بن زهرة بن كلب أسلمت قديما وهمماجرت وممماتت
في حياة رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم فقممال عبممد
الرحمن بن عوف يا رسول الله أعتق عن أمي فقممال نعممم
فأعتق عنها قال ابممن سممعد فكممان فيهمما سممنة العتاقممة عممن
الميت.
مسألة -أورد بعضهم في بعض الكتب حديثا فقال قال
رسول الله صلى الله عليه وسمملم الحممى رائد الممموت ثمم
قال أي طالبه فهل لهممذا الحممديث أصممل وهممل رائد بمعنممى
طالب كما ذكره أو له معنى آخر فممإن كممان بمعنممى طممالب
فليممس كممل حمممى مخوفممة إذ فيهمما المخمموف المممؤدى إلممى
الموت وفيها الغير المخوف وقوله الحمى يشمل الكل.
الجواب -الحديث ضعيف أخرجه ابن السني في الطب
النبوي قال ابن الثير فممي معنمماه أي رسممول الممموت الممذي
يتقدمه كما يتقدم الرائد قومه انتهى .وهذا المعنى ل ينافيه
عدم استلزامه كممل حمممى للممموت لن المممراض كلهمما مممن
حيث هي مقدمات للممموت ومنممذرات بممه وإن أفضممت إلممى
سلمة جعلها تذكرة لبن آدم يتفكر بها الممموت وقممد أخممرج
أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال ممما مممن مممرض يمممرض
العبد إل رسول ملك الموت عنده حتى إذا كان آخممر مممرض
يمرضه العبد أتمماه ملممك الممموت عليممه السمملم فقممال أتمماك
رسول بعد رسول فلم تعبأ به وقد أتاك رسول يقطع أثممرك
من الدنيا في آثممار أخممر بهممذا المعنممى فوضممح أن المممراض
كلها رسل للموت بمعنى أنها مقدماته ومنذرات به إلممى أن
يجيء في وقته المقدر فليس شمميء مممن المممراض موجبمما
للموت بذاته.
مسألة -ما الجواب عن قوله عليممه السمملم "ل عممدوى
ول طيرة ول هامة الحديث" وعن قوله في تعويذة الحسممن
والحسين "أعيذكما بكلمات الله التامممة مممن شممر كممل هممام
503
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وهامة" الحديث فإن الول يممدل علممى نفممي الهممام والثمماني
على وجوده فما التوفيق؟
الجواب -الحديث الثاني لفظه من كل شيطان وهامممة
والهامة بالتشديد واحدة الهوام وهي الحيات والعقارب وما
شمماكلها وأممما الهامممة المنفيممة فممي الحممديث الول فهممي
بالتخفيف شيء كانت العرب تزعمه ل وجود له في الخارج
كانوا يقولممون إن القتيممل إذا قتممل يخممرج لممه طممائر يسمممى
الهامة فيقول اسقوني اسقوني حتى يؤخذ بثأره ومنه قول
الشاعر:
يا عمرو إل تدع شتمي ومنقصتي * أضربك حتى تقول
الهامة اسقوني
مسألة -حديث "شفاء أمممتي فممي ثلث آيممة مممن كتمماب
الله أو لعقة من عسل أو كاس من حجام أو لذعة من نار"
هل ورد لذعة من نار.
الجواب -نعم ورد لذعة من نار لكن لفظ الحديث "إن
كان في أدويتكم خير ففي شرطة محجممم أو شممربة عسممل
أو لذعممة بنممار توافممق الممداء وممما أحممب أن أكتمموي" أخرجممه
البخاري من حممديث جممابر وروى البخمماري مممن حممديث ابممن
عباس "الشفاء في ثلثة في شرطة محجم أو شربة عسل
أو كية بنار وأنا أنهي أمتي عن الكي" وروى البزار عن ابممن
عمر أن النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم قممال :إن كممان فممي
شمميء مممن أدويتكممم شممفاء ففممي شممرطة محجممم أو لعقممة
عسممل" هممذه ألفمماظ الحممديث ،واللذعممة بسممكون الممذال
المنقوطة والعين المهملة بل نقط هي الخفيممف مممن حممرق
النار وليست بالغين المنقوطة والدال المهملممة كممما ينطممق
بها كثير من العوام.
مسألة -حديث يا مقلب القلوب قلب قلوبنا عن دينممك
هل ورد؟
الجممواب -لممم يممرد بلفممظ قلممب وهممو منمماف للمعنممى
المقصود إنما ورد "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينممك"
رواه أحمد وغيره من حديث أسممماء بنممت يزيممد والشمميخان
من حديث عائشة.
504
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -ما يقوله بعض المممداح علممى أنممه حممديث زينمموا
ي
مجالسكم بالصلة علي فإن صلتكم تبلغني أو تعرض عل ّ
هل هممو حممديث وهممل هممو حسممن أو صممحيح أو ضممعيف وممما
لفظه؟
الجممواب -هممذا الحممديث ضممعيف أخرجممه الممديلمي فممي
ي فممإنمسند الفردوس بلفظ زينوا مجالسكم بالصمملة عل م ّ
صلتكم علي نور لكم يوم القيامة ،وأما قوله فممإن صمملتكم
تعرض علي أو تبلغني فقطعة من حممديث آخممر ثممابت قمموي
أولممه صمملوا علممي حيثممما كنتممم فممإن صمملتكم تبلغنممي رواه
الطبراني من حديث الحسن بن علي.
مسألة -هل ورد في فضل المغزل حديث؟
الجواب -روى ابن عساكر في تاريخه من طريق يزيممد
بن مروان عن زياد بن عبد الله القرشي قال دخلممت علممى
هند بنت المهلب بن أبممي صممفرة وهممي امممرأة الحجمماج بممن
يوسف فرأيت في يدها مغمزل تغمزل فقمال أتغزليمن وأنمت
امرأة أمير قالت سمعت أبي يقول قال رسول اللممه صمملى
الله عليه وسلم أطولكن طاقة أعظمكن أجممرا وهممو يطممرد
الشيطان .ويذهب بحديث النفس .وأخرج ابن عسمماكر مممن
طريق موسى ابن إبراهيم المروزي حدثنا مالك ابممن أنممس
عن أبي حازم عن سهل بن سممعد قممال :قممال رسممول اللممه
صلى الله عليه وسلم عمممل البممرار مممن الرجممال الخياطممة
وعمل البممرار ممن النسماء المغمزل ،وموسممى بممن إبراهيممم
متروك .وأخممرج ابممن عسمماكر مممن طريممق محمممد بمن بكممار
السكسكي ثنا موسى بن أبي عوف ثنا العقيلي ثنا زياد أبممو
السكن قال دخلت على أم سلمة وبيممدها مغممزل تغممزل بممه
فقلت كلما أتيتك وجدت في يديك مغزل فقالت إنممه يطممرد
الشيطان ويذهب حديث النفس وإنه بلغني أن رسول اللممه
صلى الله عليممه وسملم قمال "إن أعظمكمن اجمرا أطممولكن
طاقة" وقال الخطيب في التاريخ أنا محمد بن الحسين بممن
الفضل القطان أنا عثمان بممن أحمممد الممدقاق ثنمما سممهل بممن
أحمد الواسطي ثنمما عمممرو بممن علممي قممال محمممد بممن زيمماد
صاحب ميمممون بممن مهممران مممتروك الحممديث كممذاب منكممر
الحديث سمعته يقول ثنا ميمون بن مهران عن ابن عبمماس
505
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زينمموا مجممالس
نسائكم بالمغزل.
مسألة –
ما الجمع بين حديث في سند * عن أكرم الخلق والمبعوث
من مضر
إن الولدة للمولود كائنة * بإذن خالقنا حقا على الفطر
ووالداه بتهويد وما معه * يصرفاه كما قد جاء في الثر
وبين ما صح في الثار أن إذا * أراد رب العل التخليق
للبشر
فيأخذ الملك الماء المخلق في * يد يمرغه في ترب معتبر
يقول يا رب مخلوق وكيف به * مقدر الخلق من أنثى ومن
ذكر
ما الرزق ما أجل ما الحال فيه وهل * يشقى ويسعد ما
المحتوم في القدر
من أين للبوين الحكم فيه إذا * كان القضا ومضى حال
على قدر
حقق لنا يا إمام العصر صورته * يا عالما فاق أهل العلم
والثر
وحافظا المرء إن حانت منيته * وفارقت روحه جسما من
البشر
فهل يموتان أو للغير ينتقل * يا ذا العلوم ورب الخبر
والخبر
ل زال مجدك محروسا بأربعة * العز والنصر والقبال
والظفر
الجواب –
الحمد لله موصول مدى الدهر * ثم الصلة على المبعوث
من مضر
ما بين ذين تناف كل ذي سبب * وذي فعال جرى في
سابق القدر
فيكتب الملك المأمور ما سبقت * به المقادير من رشد
ومن خسر
فيولد المرء ذا رشد وتدركه * سوابق القدر المحتوم في
الذكر
506
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يسبب الله أسباب الضلل على * يدي أب أو لعين الجن
والبشر
أل ترى قاتل النسان ذا سبب * وكان في قدر هذا منتهى
العمر
وحافظا المرء مهما مات يعتكفا * بقبره ذاكرين الله في
الدهر
يسبحان بتهليل ويكتب ذا * لصاحب القبر هذا جاء في الثر
ول يموتان إل عند نفخته * في الصور للصعق كالملك
فاذكر
وابن السيوطي قد خط الجواب لكي * يكون في الحشر
ممن فاز بالظفر
مسألة -ماذا جوابك يا بحر العلوم ويا * مجلي الهموم
ومن في دهره برعا
في القهقرى رجعة المختار من مضر * رسول رب العل
لما له وقعا
مع عمه حمزة ماذا المراد به * ما حكمة فيه يا من للورى
نفعا
أوضح لنا أمره من فضلكم لنرى * ما لم ير الن في مصر
ول سمعا
لك النعيم غدا يوم الحساب فكم * أبديت من حجج كالبدر
إذ طلعا
ثم الصلة على من قد عل شرفا * على النام وساد الكل
فارتفعا
ما حن وحش إلى وكر وغرد في * خمائل اليك قمري وقد
سحبا
الجواب -الحمد لله ما نجم الهدى طالعا * ثم الصلة عليه
سيد الشفعا
لعله كان من خوف الوثوب وقد * رآه في حالة ل تمنع
الفزعا
أو كان مقصوده لحظا يداومه * لكن يرى منه ما من بعده
صنعا
أو كان مقصوده للناس تعلمة * كيف الرجوع لدى خوف
فذا شرعا
507
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أو كان ذا قبل نهى منه مرتجعا * عن قهقرى فأتاه قبل ما
وقعا
وقد يقال كنى الراوي بذلك عن * الرجوع للبيت ل بالظهر
قد رجعا
هذي أمور تبدت قلت محتمل * ولم أر أحدا أبدى فأتبعا
مسألة -حديث اللهم من أحببته فأقلل ماله وولده هل
ورد فقد قيل إنه باطل؟
الجمواب -همذا الحممديث أخرجمه ابمن مماجه فمي سممننه
والطبراني في الكمبير عمن عممرو بمن غيلن الثقفمي قمال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مممن آمممن بممي
وصدقني وعلم أن ما جئت به هو الحق مممن عنممدك فأقلممل
ماله وولده وحبب إليه لقاءك وعجممل لممه القضمماء ومممن لممم
يؤمن بي ويصمدقني ولممم يعلممم أن مما جئت بمه الحمق ممن
عندك فأكثر ماله وولده وأطممل عمممره" وسممنده صممحيح إن
صحت صممحبة عمممرو بممن غيلن فممإنه مختلممف فممي صممحبته
وأبوه هو الذي أسلم على عشر نسوة فأمر أن يختار أربعمما
وبقيممة رجمماله ثقممات ،وقممد أورده الممديلمي فممي مسممند
الفردوس ثم قال وفي الباب عن معاذ بن جبل وفضالة بن
عبيد.
قلت :ومن شواهده ما أخرجممه سمعيد بممن منصممور فمي
كتاب السنن له قال ثنا عبممد الرحمممن بممن أبممي الزنمماد عممن
عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عبد اللممه بممن عبممد
الرحمن بن عمرو بن حزم أن رسول الله صلى اللممه عليممه
وسلم قال" :اللهم من ابغضني وعصمماني فممأكثر لممه المممال
والولد اللهم من أحبنممي وأطمماعني فممارزقه الكفمماف اللهممم
ارزق آل محمد الكفاف اللهم رزق يوم بيمموم ،ويناسممبه ممما
أورده السلفي في الطيوريات من طريق علممي بممن الجعممد
عن شعبة عن منصممور عممن بعممض أصممحابه أن يهوديمما أتممى
النبي صلى الله عليه وسمملم فقممال ادع لمي فقمال" "اللهممم
أصح جسمه وأكثر ماله وأطل حياته".
مسألة -لفظ الحممديث " لممو كممان شمميء سممابق القممدر
سبقته العين " هكذا أخرجه مسلم في صحيحه من حممديث
ابن عباس وأخرجه أحمد والترمذي والنسممائي وابممن ممماجه
508
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
من حديث أسماء بنت عميس بلفظ لممو كمان شميء يسممبق
القدر لسبقته العين ،وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس
من حديث عبد اللممه بممن جممراد بلفممظ العيممن والنفممس كممادا
يسبقان القدر.
مسألة -حديث من لم يكن له مال يتصدق بممه فليلعممن
اليهود فإنها له صدقة هل ورد؟
الجممواب -هممذا الحممديث أخرجممه السمملفي فممي الفمموائد
المسماة الطيوريات من طريق يحيى بن خالممد المخزومممي
قال حدثنا عبد الله بن محمد بن طلحممة بممن زادان المزنممي
ثقة عن أبيه عن هشام بن عروة عن عائشممة مرفوعمما مممن
لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود .وأخرجممه الممديلمي فممي
مسند الفردوس من طريق أبي بكر محمد بن إسممحاق بممن
يعقوب الطلحي عن سليم المكي عن طلحة بن عمرو عن
عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به.
مسألة -ماذا يقول المذي زادت منماقبه * علمى أكابرنما
في العلم والدب
فيمن روى أن خير الخلق سيدنا * رسول رب العباد الهادي
العربي
قال الدراهم والدينار قد جعل * خواتم الله في أرض لذي
طلب
من جاء بالخاتم المذكور حاجته* تقضي ولم يعزه راويه
للكتب
هل ذا صحيح وما معناه إن وردت * به الرواية أو قد صح
في الكتب
جد بالجواب فقد أشفيت لي علل * نجيت دهرك من هم
ومن نصب
ونلت جنة عدن يوم مبعثنا * بجاه خير النام الطاهر
النسب
الجواب -الحمد للممه حمممدا دائم الحقممب * ثممم الصمملة
على خير الورى العربي
هذا الحديث رويناه له سند * رواته ضعفت فيما حكى
الذهبي
509
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في معجم الطبراني الوسط انتظمت * فيه روايته يا
منتهى الطلب
وصح في الحلية الغراء من طرق * يعل رفع بها وقفا على
وهب
بأنها خاتم تقضي المعايش لم * توضع لكل إذا عدت ول
شرب
وابن السيوطي يرجو إذا أجاب بذا * في الحشر لمحة
غفران بل نصب
مسألة -في قوله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم
"حياتي خير لكم وموتي خيممر لكممم" فقمد أشممكل ممن جهممة
تنزيل المقصود منممه علممى القواعممد النحويممة بنمماء علممى أن
افعل التفضيل يوصل بمن عند تجرده ووصله بها غير متأت
بحسب الظاهر إذ يصير الكلم حياتي خير لكم مممن مممماتي
ومماتي خير لكم من حياتي وهو مشكل.
الجواب -إنما حصممل الشممكال مممن ظممن أن خيممرا هنمما
أفعل تفضيل وليس كذلك فإن لفظممة خيممر لهمما اسممتعمالن
أحممدهما أن يممراد بهمما معنممى التفضمميل ل الفضمملية وضممدها
الشر وهي كلمة باقية على أصمملها لممم يحممذف منهمما شمميء
والثاني أن يراد بها معنى الفضلية وهي الممتي توصممل بمممن
وهذه أصلها أخير حذفت همزتها تخفيفا ويقابلهمما شممر الممتي
اصلها أشر قال في الصحاح الخير ضد الشر قال الشاعر:
فما كنانة في خير مخامرة * ول كنانة في شر بأشرار
وتأنيث هذه خيرة وجمعها خيرات وهي الفاضلت مممن كممل
شيء قال تعالى )فيهن خيرات حسان( أولئك لهم الخيرات
ولم يريدوا به معنى أفعل فلو أردت معنممى التفضمميل قلممت
فلنة خير الناس ولم تقل خيرة ول تثنى ول تجمع لنه فممي
معنى أفعل انتهى كلم الصحاح .وقال الراغب في مفردات
القرآن الخير والشر يقالن على وجهيممن أحممدهما أن يكونمما
اسمين كقوله تعالى )ولتكن منكم أمة يدعون إلممى الخيممر(
الثاني أن يكونا وصفين وتقديرهما تقدير أفعل من نحو هذا
خيممر مممن ذاك وأفضممل وقمموله تعممالى )فممأت بخيممر منهمما(
ويحتمل السمية والوصفية معا قوله تعالى )ولو أنهم آمنوا
واتقوا لمثوبة من عند الله خير( هذا أفعل تفضميل بمل همي
510
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
للتفضيل ل للفضلية كما في قوله تعالى )أفمن يلقممى فممي
النار خيممر( و )خيممر مسممتقرا( وفممي قممول حسممان فشممركما
لخيركما الفداء انتهى .إذا عرف ذلك فخير في الحديث من
القسم الول وهي يراد بها التفضيل ل الفضمملية فل توصممل
بمن وليست بمعنى أفعل وإنما المقصممود أن فمي كممل مممن
حياته ومماته صلى الله عليه وسلم خير ل أن هذا خير مممن
هذا ول أن هذا خير من هذا.
مسألة -ماذا جواب إمام ل نظير لممه * فممي العصممر كل
ول في سالف الدهر
في الحافظين على النسان إذ كتبا * هل بالمداد وحبر عد
للبشر
وكاغد يكتبا ما كان مع قلم * أول كذلك يا من ضاء كالقمر
أثابكم ربكم جناته كرما * بجاه خير الورى المبعوث من
مضر
الجواب -الحمد للممه حمممدا غيممر منحصممر * ثممم الصمملة
على المختار من مضر
مداده الريق فيما قد أتى ولسا * ن الخلق أقلمهم قد جاء
في الثر
وفي الصحيفة كتب والبطاقة جا * من غير تعيين جنس
صح في الخبر
مسألة -هل الشمع كممان علمى عهمد النمبي صمملى اللمه
عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين وهل الستضماءة بمه ممع
أن غيره من الدهان يقوم مقامه تعد إسرافا.
الجممواب -الشمممع كممان موجممودا مممن قممديم مممن زمممن
الجاهلية قبل البعثة وقد ذكر العسكري في الوائل إن أول
من أوقد لممه الشمممع جذيمممة بممن مالممك البممرش وهممو قبممل
البعثة النبوية بدهر وليس الستصباح به إسرافا لنه لو كان
كذلك لنهى عنه فإنه كان موجودا في أيام النبي صلى اللممه
عليه وسلم فلما لم ينه عنه دل على أنه مباح بممل ورد فممي
حديث أنه أوقد للنبي صلى الله عليه وسلم عند دفنممه عبممد
اللممه ذا البجممادين وقممد ألفممت فممي المسممألة مؤلفمما سممميته
مسامرة السموع في ضوء الشموع.
511
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قطف الثمر في موافقات عمر
سئلت عن موافقات عمر رضي الله عنه فنظمت فيهمما
هذه البيات:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله * على نبيه الذي اجتباه
يا سائلي والحادثات تكثر * عن الذي وافق فيه عمر
وما يرى أنزل في الكتاب * موافقا لرأيه الصواب
خذ ما سألت عنه في أبيات * منظومة تأمن من شتات
ففي المقام وأسارى بدر * وآيتي تظاهر وستر
وذكر جبريل لهل الغدر * وآيتين أنزل في الخمر
وآية الصيام في حل الرفث * وقوله نساؤكم حرث يبث
وقوله ل يؤمنون حتى * يحكموك إذ بقتل أفتى
وآية فيها لبدر أو به * ول تصل آية في التوبة
وآية في النور هذا بهتان * وآية فيها بها الستئذان
وفي ختام آية في المؤمنين * تبارك الله بحفظ المتقنين
وثلة من في صفات السابقين * وفي سواء آية المنافقين
وعددوا من ذاك نسخ الرسم * لية قد نزلت في الرجم
وقال قول هو في التوراة قد * نبهه كعب عليه فسجد
وفي الذان الذكر للرسول * رأيته في خبر موصول
وفي القرآن جاء بالتحقيق * ما هو من موافق الصديق
كقوله هو الذي يصلي * عليكم أعظم به من فضل
وقوله في آخر المجادلة * ل تجد الية في المخالله
نظمت ما رأيته منقول * والحمد لله على ما أولي
مسألة -حديث الغنمماء ينبممت فممي القلممب القسمموة كممما
ينبت الماء البقل هل ورد؟
الجواب -أخرجه ابن أبي الدنيا في كتمماب ذم الملهممي
من حديث ابن مسعود مرفوعا بلفممظ الغنمماء ينبممت النفمماق
في القلب كما ينبت الماء البقممل وزعممم بعضممهم أن لفظممة
الغني بالقصر وأن المراد غني المال الممذي هممو ضممد الفقممر
وصوب بعض الحفاظ أنه بالمد وان المراد به التغني ولهممذا
أخرجممه ابممن أبممي الممدنيا فممي كتمماب ذم الملهممي واسممتبدل
لصحة هذا بأن ابن أبي الدنيا أخرج أيضا من وجه آخممر عممن
ابن مسعود موقوفا قال الغناء ينبت النفاق في القلب كممما
512
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ينبت الماء البقل والذكر ينبت اليمان في القلب كما ينبممت
الماء الزرع فمقابلة الغناء بالذكر تممدل علممى أن المممراد بممه
التغني.
مسألة -في مجيء المهدي مممن الغممرب هممل ورد فيممه
أثر يعتمد عليه وهل للقول بأنه موجود الن بالمغرب صحة
أو ل وهل مجيئه قبل نزول عيسى عليه السلم وهل نممزول
عيسى ممموقت بمموقت وهممل يقيممم بالممدنيا إذا نممزل ويممتزوج
ويولد له ولدان يسمى أحممدهما محمممدا والخممر أبمما موسممى
ويدفن بازاء النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم وهممل المقالممة
الحاصلة بين الناس إنه ينزل بالشممام بالجممامع الممموي وان
بغلة تشد له كل جمعة انتظارا لنزوله لها صممحة أم ل وهممل
نزولممه قبممل يممأجوج ومممأجوج أو بعممده وممما طممول يممأجوج
ومأجوج ومن أين خروجهم وما مقممدار إقممامتهم وممما صممفة
الدابة التي تخرج في آخر الزمان ومن أيممن خروجهمما وأيممن
تصل وهل ذلك قبل نزول عيسى أو بعده وهل الحور العين
والملئكة يموتون أو ل ومن يتولى قبض أرواحهم.
الجواب -على سبيل الختصار :الحاديث فممي المهممدي
مختلفة وكذلك العلماء ففي بعضها ل مهدي إل عيسممى بممن
مريم وأكثر الحاديث على أنه غيره وانه من أهل البيت ثممم
في بعضها أنه من ولممد فاطمممة وفممي بعضممها أنممه مممن ولممد
العباس وبعض العلماء حمله على المهدي ثالث خلفاء بنممي
العباس الذي تولى الخلفة في القرن الثاني والممذي ترجممح
عندي من أكثر الحاديث أنه غيره وأنه خليفة يقوم في آخر
الزمان وانه من ولد فاطمة وقد ثبت في أحاديث أنه يخرج
من قبل المشرق وأنه يبايع له بمكممة بيممن الركممن والمقممام
وأنه يدخل بيت المقدس وأنه يمكث سممبع سممنين وأنممه يمل
الرض عدل ،وفي بعض الروايات بسممند ضممعيف أن النمماس
يقتتلون على الملك فينادي مناد من السممماء أميركممم فلن
فيبايعون له ،ولم يقع شيء من ذلك إلى الن فبطممل قممول
مممن قممال إنممه موجممود الن بممالمغرب ،وفممي الحمماديث أن
عيسى عليه السلم ينزل في حياته فيسمملم المهممدي المممر
له ،ونزول عيسى عليه السملم مموقت بموقت وهمو خمروج
الدجال فانه ينزل في أيامه ويقتلممه وورد فممي الحممديث أنممه
513
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يمكث سبع سنين وفي رواية أربعين سنة وأنه يتزوج ويولد
له ويحج ويدفن عند النبي صلى الله عليه وسمملم ولممم تممرد
تسمية ولممده ،وفممي الحممديث أيضمما أنممه ينممزل عنممد المنممارة
البيضاء شرقي دمشق .وأما شد البغلة كل جمعة فل أصممل
له ،ونزوله قبل يأجوج ومأجوج فانهم يخرجممون فممي أواخممر
أيامه .وأممما طممول يممأجوج ومممأجوج ففممي أثممر أخرجممه ابممن
المنذر عن ابن عباس موقوفمما أنهممم شممبر وشممبران وثلثممة
أشبار .وفي حديث ضعيف مرفوع أخرجممه الطممبراني انهممم
أصممناف صممنف منهممم طممول الرز مممائة وعشممرون ذراعمما
وصنف منهم يفترش بأذنه ويلتحف بالخرى ،وأما خروجهممم
فمممن خلممف السممد أقصممى بلد الممترك وفممي الحممديث أن
مقدمتهم بالشام وسمماقتهم بخراسممان ،وأممما مممدة إقممامتهم
فيسيرة فممانهم يخرجممون فممي زمممن عيسممى ويهلكممون فممي
زمنه ،وأما صفة الدابة فذات زغب وريش لها أربعة قمموائم
ومسافة ما بين أذنيها مسيرة فرسخ للراكب وخروجها مممن
صدع في الصفا بمكة -وفي رواية من بعض أودية تهامممة -
فتدور الرض بأسرها ،واختلفت الحاديث هل خروجها قبممل
نزول عيسى أو بعده .وأما الحممور العيممن والولممدان وزبانيممة
النار فل يموتون وهم ممن استثنى الله تعالى في قوله )إل
من شاء الله( وأما الملئكة فيموتممون بالنصمموص والجممماع
ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت ويموت ملك الممموت بل
ملك الموت .هذا ما يتعلممق بالسممئلة علمى وجمه الختصممار،
وسرد الدلة فمي ذلمك والحماديث يحتممل كراريمس كمثيرة
والله أعلم.
مسألة -في الحديث أن الطمماعون وخممز إخمموانكم مممن
الجن فكيف يتصممور وقمموع هممذا المممر مممن الخمموان وكيممف
سمموا فمي همذا الحمديث إخوانما وكمذا فمي حمديث العظمم
وليسوا مممن بنممي آدم ،وهممل ورد فممي الحممديث بلفممظ وخممز
أعدائكم وكيف يكون شهادة مع أنه صلى الله عليممه وسمملم
استعاذ منه وهل وجدت أدعية تمنممع منممه ،وهممل لقممول مممن
قال إنه صلى الله عليه وسلم لم يؤلف صحة أم ل.
الجواب -المحفوظ فممي الحممديث )وخممز أعممدائكم مممن
الجن( هكذا أخرجممه المممام أحمممد والممبزار وأبممو يعلممى فممي
514
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسانيدهم والطبراني مممن حممديث أبممي موسممى الشممعري،
وأخرجه الطبراني أيضا من حديث ابن عمممر ،وأخرجممه أبممو
يعلي من حديث عائشة كلهم بلفظ أعدائكم ،ولم يقممع فممي
شيء من طرق الحديث بلفظ اخمموانكم قممال الحممافظ ابممن
حجر في شرح البخاري يقع في ألسممنة النماس بلفممظ وخمز
إخوانكم ولم أره في شيء من طممرق الحممديث بعممد التتبممع
الطويممل التممام ل فممي الكتممب المشممهورة ول فممي الجممزاء
المنثورة فزال الشكال المذكور .وأما تسميتهم إخوانا فممي
حديث العظم فباعتبممار اليمممان فممإن الخمموة فممي الممدين ل
تستلزم التحاد في الجنس .وأممما قممول السممائل إنممه صمملى
الله عليه وسلم استعاذ منه فليس كذلك ول ورد في شيء
من الحاديث أنه استعاذ منه بل الوارد انه صلى اللممه عليممه
وسلم دعمما بمه وطلبمه لمتممه ففمي الحممديث عمن أبمي بكممر
الصديق قال كنت مع النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم فقممال
)اللهم طعنا وطاعونا( أخرجه أبو يعلممي وأخممرج أحمممد عممن
معاذ بن جبل قال إن الطاعون شهادة ورحمة ودعوة نبيكم
قال أبو قلبة فعرفت الشهادة وعرفت الرحمة ولم أدر ممما
دعوة نبيكم حممتى أنممبئت أن رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه
وسلم بين ما هو ذات ليلة يصلى إذ قال في دعممائه فحمممى
إذن وطاعونا ثلث مرات فلما أصممبح قممال لممه إنسممان مممن
أهله يا رسممول اللممه قممد سمممعتك الليلممة تممدعو بممدعاء قممال
وسمعته قال نعم قال إنممي سممألت ربممي أن ل يهلممك أمممتي
بسممنه فأعطانيهمما وسممألت اللممه أن ل يسمملط عليهممم عممدوا
غيرهممم فأعطانيهمما وسممألته أن ل يلبسممهم شمميعا ول يممذيق
ي فقلت فحمى إذن أو طاعونمما بعضهم بأس بعض فأبى عل ّ
ثلث مممرات .وأخممرج أحمممد والطممبراني عممن أبممي موسممى
الشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهممم
فناء أمتي قتل فمي سممبيلك بممالطعن والطماعون ،وللحمديث
طرق أخرى صريحة في أنه دعا به ل إنه اسممتعاذ منممه ولممم
يرد دعاء يمنع منممه ول شمميء أصممل ،ولممم يممرد حممديث بممأنه
صلى الله عليه وسلم يؤلف تحت الرض أو ل يؤلف.
مسألة وردت نظما -
أظن الناس بالثام باءوا * فكان جزاؤهم هذا الوباء
515
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أسيد من له قانون طب * بحيلة برئه يرجى الشفاء
أ آجال الورى متقاربات * بهذا الفصل أم فسد الهواء
أم الفلك أوجبت اتصال * به في الناس قد عاث الفناء
أم استعداد أمزجة جفاها * جميل الطب واختلف الفداء
أم اقتربت على ما تقتضيه * عقائدنا فللزمن انقضاء
أفدنا ما حقيقة ما نراه * فما الذهان احرفها سواء
وقل ما صح عندك عن يقين * بحق ل يعارضه رياء
فاني غير مفش سر صبر * من المتسرعين به حياء
ول تخل الحبة من دعاء * فمنك اليوم يلتمس الدعاء
الجواب -بحمد الله يحسن البتداء * وللمختار ينعطف
الثناء
سألت فخذ جوابك عن يقين * فما أوردت عندهم هباء
فما الطاعون أفلكا ول إذ * مزاج ساء أو فسد الهواء
رسول الله أخبر أن هذا * بوخز الجن يطعننا العداء
يسلطهم إله الخلق لما * بهم تفشو المعاصي والزناء
يكون شهادة في أهل خير * ورجسا للولى بالشر باءوا
أتانا كل هذا في حديث * صحيح ما به ضعف وداء
ومن يترك حديثا عن نبي * كما قال الفلسفة الجفاء
فذلك ماله في العقل حظ * ومن دين النبي هو البراء
وناظمه ابن السيوطي يدعو * بكشف الكرب أن نفع
الدعاء
مسألة -في الحديث الذي ورد لما أنزل الله )ثلممة مممن
الولين وقليل من الخرين( بكى عمر وقال يا رسممول اللممه
آمنا بك وصدقناك ومن ينجو منا قليل فأنزل الله )ثلممة مممن
الولين وثلة من الخرين( فدعا رسول الله صلى الله عليممه
وسلم عمر فقال قد أنزل الله فيما قلت فقال عمر رضممينا
عن ربنا وتصديق نبينا فقممال رسممول اللمه صملى اللمه عليممه
وسلم مممن آدم إلينمما ثلممة ومنممى إلممى يمموم القيامممة ثلممة فل
يستتمها إل أسودان من رعاة البل ممن قال ل إله إل الله.
الجممواب -هممذا الحممديث أورده الواحممدي فممي أسممباب
النزول مقطوعا هكذا بل إسناد وأخرجه ابن أبي حمماتم فممي
تفسيره بسنده عن عروة بن رويم مرفوعا مرسممل ووصممله
ابن عساكر في تاريخ دمشق فأخرجه من طريق هشام بن
516
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عمار عن عبد ربه بن صالح عن عروة بن رويممم عممن جممابر
بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت
)إذا وقعت الواقعة( ذكر فيها )ثلة مممن الوليممن وقليممل مممن
الخرين( قال عمر يا رسول الله ثلة من الولين وقليل منا
قال فأمسك آخر السورة سممنة ثممم نممزل )ثلممة مممن الوليممن
وثلة من لخرين( فقال رسول الله صلى الله عليممه وسمملم
يا عمر تعال فاسمع ما قد أنزل الله )ثلة من الوليممن وثلممة
ي ثلممة وأمممتي ثلممة ولممن
مممن الخريممن( أل وإن مممن آدم إل م ّ
تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة البل ممممن
يشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له فقوله بالسممودان
هو جمع أسود وكذا قمموله فممي السممؤال إل سممودان هممي إل
التي للستثناء وسودان جمع أسود وليس تثنية أسود معرفا
كما ظن.
مسألة -فيما نقله المام الغزالي فممي الممدرة الفمماخرة
في كشف علوم الخرة من فتنة الممموت وذلممك أن إبليممس
لعنه الله وكل أعوانه واستعملهم بالميت فيأتونه على صفة
أبممويه علممى صممفة اليهوديممة فيقممولن لممه مممت يهوديمما فممان
انصرف عنهم جاء أقوام آخرون على صفة النصممارى حممتى
يعرض عليه عقائد كل ملة فمن أراد الله هدايته أرسل إليه
جبريل فيطرد الشيطان وجنده فيبتسم الميت ويقممول مممن
أنت الممذي مممن اللممه علممي بممك فممي دار غربممتي فيقممول أنمما
جبريممل وهممؤلء أعممداؤك مممن الشممياطين مممت علممى الملممة
الحنيفية والشريعة المحمدية فما شيء أحب المى النسممان
وأفرح منه بذلك وهو معنى قوله تعالى )ربنا ل تممزغ قلوبنمما
بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمممة إنممك أنممت الوهمماب(
وقال رجل الدرة الفاخرة موضوعة على الغزالي وليس لها
محل من الحياء وإن جبريل لم ينزل إلى الرض بعد ممموت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،واحتممج لممه بحممديث رواه
عن أبي هريرة أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسمملم
وقال يا محمد ربك يقرئك السلم ويقول كيف تجممدك قممال
أجدني يا أمين الله وجعا من هممذا معممك قممال ملممك الممموت
وهذا آخر عهدي بالدنيا بعدك وآخممر عهممدك بهمما ولممن آسممي
على شيء هالك من بني آدم بعدك ولن أهبممط إلممى الرض
517
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بعدك لحد أبدا .فهل الممدرة موضمموعة علممى الغزالممي أم ل
وهل الحديث المعارض له صحيح أم ل ،وهممل جبريمل ينممزل
لعيسى بن مريم عنممد نزولممه ممن السمماء أم ل ،وهممل يمرد
كلم الغزالي بالحديث المعارض أم ل.
الجواب -أما المذكور أول من فتنة الممموت إلممى آخممره
فلم أقف عليه في الحديث هكذا وإنما ورد ما يقرب منممه :
فأخرج أبو نعيم في الحلية من حديث واثلة بن السقع عممن
النبي صلى الله عليه وسلم قال أحضروا موتمماكم ولقنمموهم
ل إله إل اللممه وبشممروهم بالجنممة فممان الحليممم مممن الرجممال
والنساء يتحيرون عند ذلك المصرع وإن الشيطان أقرب ما
يكون من ابن آدم عند ذلك المصممرع .وأخممرج الحممارث بممن
أبي أسامة في مسنده مممن مرسممل عطمماء بممن يسممار عممن
النبي صلى الله عليه وسلم قال )معالجة ملك الموت أشد
من ألف ضربة بالسيف وما من مؤمن يموت إل وكل عرق
منه يألم على حدة وأقممرب ممما يكممون عممدو اللممه منممه تلممك
الساعة( مرسل جيد السمناد .وأخمرج ابمن أبمي المدنيا فمي
ذكر الموت من طريق آخر مرسممل نحمموه فهممذا ممما وقفممت
عليه من الحاديث الدالة على حضور الشيطان عند الموت
وأما حضور جبريل فأخرج الطبراني في الكبير عن ميمونممة
بنت سعد قالت قلت يا رسول اللممه أينممام الجنممب قممال ممما
أحب أن ينام حتى يتوضأ إني أخاف أن يتمموفى فل يحضممره
جبريل .دل هممذا الحممديث بمفهممومه علممى أن جبريممل عليممه
السمملم يحضممر الممموتى خصوصمما مممن كممان علممى طهممارة
واستفدنا منه أن طهارة الجنابة كافية في حضمموره وأنممه ل
يشترط طهارة الحدث الصغر وأن الجنب إذا توضممأ يرجممى
له الكتفاء بمذلك وحضموره وأمما قمول ممن قمال إن المدرة
الفاخرة موضوعة على الغزالي فليس كما قال فقد نسممبها
إليه الكابر منهم القرطبي في التذكرة وينقل منها الصفحة
والورقة بحروفها ومنهممم خاتمممة الحفمماظ أبممو الفضممل ابممن
حجممر فممي تخريممج أحمماديث الشممرح الكممبير .نعممم الممدرة
الموجودة الن مشممتملة علممى ألفمماظ ركيكممة .وأشممياء غيممر
مستقيمة العراب والذي يظهر أن ذلك مممن تغييممر النسمماخ
لكثرة تداول أيدي العوام عليها فزادوا فيها ونقصوا وحرفوا
518
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وغيروا وقد نقل الحافظ ابن حجر في التخريممج عنهمما شمميئا
ليس موجممودا فيهمما الن فكممأنه مممما أسممقطه النسمماخ وقممد
أمليت عليها تخريجا فممي خمسممين مجلسمما فممي سممنة أربممع
وسبعين حررت فيه ما وقع فيها من الحاديث والثار وبينت
ما له أصل وما ل أصل له .وأما حديث الوفاة وقول جبريل
هذا آخر وطئتي بالرض فضعيف جدا ولو صح لم يكممن فيممه
معارضة لنه يحمل على أنه آخر عهده بانزال الوحي .وأممما
نزوله ليلة القدر مع الملئكة فذكره جماعة من المفسرين
في قوله تعالى )تنزل الملئكة والروح فيهمما( قممالوا المممراد
بالروح جبريل ،وروى فيه من حديث أنس مرفوعا إذا كانت
ليلممة القممدر نممزل جبريممل فممي كبكبممة مممن السممماء يصمملون
ويسلمون على كل قممائم أو قاعممد يممذكر اللممه تعممالى .وأممما
نزوله على عيسى عليه السلم فأخرج مسلم في صممحيحه
من حديث النواس بن سمعان قال ذكر رسممول اللممه صمملى
الله عليه وسلم الدجال فممذكر الحممديث فممي قصممة الممدجال
ونزول عيسى وقتله إياه قال فبينما هو كذلك إذ أوحى الله
إلى عيسى إني قد أخرجممت عبممادا لممي ل بممد أن لحممد فممي
قتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومممأجوج
الحديث فقوله أوحممى اللممه الممى عيسممى ظمماهر فممي نممزول
جبريل اليمه ،وأمما قموله وهمل يمرد كلم الغزالمي بالحمديث
المعارض فقد تبين أنه ل معارضة لعدم صحة الحديث أصل
ثم يحمله على ما ذكرناه كما تقدم.
مسألة -ما معنى قوله ول ينفع ذا الجد منك الجد.
الجممواب -الجممد بفتممح الجيممم علممى الصممحيح المشممهور
ومعناه فيما ذكر الخطابي الغنممي وفيممما ذكممر غيممره الحممظ
قممال الخطممابي ومممن هنمما بمعنممى البممدل والمعنممى ل ينفممع
صاحب الغنى غناه بذلك وقال الجوهري في الصممحاح منممك
هنا بمعنى عندك أي ل ينفع ذا الغنى عندك غناه إنما ينفعممه
العمل الصالح وقال ابن التين الصممحيح عنممدي انهمما ليسممت
بمعنى البدل ول بمعنى عند بل هو كما تقول ل ينفعك منى
شيء إن أنا أردتك بسوء وأوضحه ابممن دقيممق العيممد فقممال
ينفع هنا قد ضمن معنى يمنع وما قاربه ومن متعلق به بهذا
العتبار ول يجمموز تعلقممه بالجممد لن الجممد منممه تعممالى نممافع
519
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
انتهممى .وعلممى هممذا فمممن للتعديممة أو لبتممداء الغايممة ،ومممن
الغريب ما حكاه الراغب أن المراد بالجد هنا أبو الب أي ل
ينفع أحدا نسبه ،وأغرب منه ممما حكمماه القرطممبي عممن أبممي
عمرو الشيباني أنه الجد بكسر الجيم وان معنمماه ل ينفممع ذا
الجتهاد اجتهاده وأنكره الطبري ووجممه القممزاز إنكمماره بممأن
الجتهاد في العمل نافع لن الله قد دعمما الخلممق إلممى ذلممك
فكيف ل ينفع عنده قال ويحتمل أن يكممون المممراد الجتهمماد
في طلب الدنيا وتضييع أمر الخرة ،وقال غيره لعل المراد
أنه ل ينفع بمجرده ما لم يقارنه القبممول وذلممك ل يكممون إل
بفضل الله ورحمته كما ورد لن يدخل أحممدكم الجنممة عملممه
وقيل المراد على رواية الكسر السعي التام في الحرص أو
السراع في الهرب ،قال النممووي الصممحيح المشممهور الممذي
عليه الجمهور أنه بالفتمح وهممو الحممظ فمي الممدنيا بالمممال أو
الولد أو العظمة أو السلطان والمعنى ل ينجيه حظممه منممك
وإنما ينجيه فضلك ورحمتك.
مسممألة -ممماذا الجممواب مممن البحممر المفيممد لنمما * فممي
مشكل وإليه يهرع البشر
عند الحوادث ان قال الكابر ل * تفتى وقصر منهم من له
نظر
في الكاس والطاس والساقي وشاربهم * وفي النديم
وقول قاله عمر
أعني به العالم المعروف نسبته * لفارض قبره بالسحب
منهمر
في سقيه من حميا كاس خمرته * ما الصفو ما سقيه ما
الكاس ما الخمر
وأهل مكة قالوا في سؤالهم * بالهاشمي المصطفى لماله
حضروا
قبيل خلق السما والرض أين ثوى * الهك الحق يا مختار يا
طهر
أجابهم في عماء كان وهو كذا * ما هو العماء وما معناه يا
مهر
ومن توالد مختونا وعدتهم * في النبياء سوى طه وهل
حصروا
520
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بالفضل منك أجب هذا السؤال بدا * قدما تصوره بالنقل
مشتهر
بين الكابر لكن ل جواب لهم * عليه يا عالما ألفاظه درر
وحاز كل فخار بالعلوم وقد * أضحت به مصر تزهو ثم
تفتخر
الجواب -أما قول ولي الله الشيخ عمر بن الفارض فل
نتكلممم عليممه بممل مممن أراد أن يعممرف معنمماه فليجممع جمموعه
ويسهر سهره يعرف معناه .وأما الحديث فهو من المتشابه
الذي ل يخاض في معناه قال أبو عبيد في غريممب الحممديث
ل ندري كيف كان ذلك العماء وقيل هممو كممل أمممر ل تممدركه
عقممول بنممي آدم ول يبلممغ كنهممه الوصممف والفطممن ،وقممال
الزهري نحن نممؤمن بممه ول نكيفممه بصممفة .وأممما مممن خلممق
مختونا من النبياء فسبعة عشر :آدم وشيث وادريس ونوح
وسام ولمموط ويوسممف وموسممى وشممعيب وسممليمان وهممود
وصممالح وزكريمما ويحيممى وعيسممى وحنظلممة بممن صممفوان
وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
مسألة -هل ورد عن النبي صلى الله عليممه وسمملم أنممه
قال اللهم من دعمموت عليممه بشميء أو سممببته أو نحمو ذلمك
فاجعله رحمة له ،وما التوفيق بينممه وبيممن قمموله صمملى اللممه
عليه وسلم اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فشق عليهم
فاشقق اللهم عليه فمانه ينحمل ويمؤول إلمى المدعاء لهممم ل
عليهم وهو ل يدعو لمن يؤذى المسلمين ويشق عليهم.
الجواب -الحديث صحيح أخرجه الشيخان بلفممظ اللهممم
إني أتخممذ عنممدك عهممدا أن ل تخلفنيممه فانممما أنما بشممر فمأي
المؤمنين آذيته أو سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكمماة
وصلة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة .وأخرج أحمد فممي
مسنده بسند صحيح عن أنممس أن رسممول اللممه صمملى اللممه
عليه وسلم دفع إلى حفصة رجل وقال احتفظي به فغفلممت
عنه ومضى فقال لها رسول الله صمملى اللممه عليممه وسمملم:
"قطع الله يممدك" ففزعممت فقممال إنممي سممألت ربممي تبممارك
وتعالى أيما انسان من أمتي دعوت الله عليه أن يجعلها له
مغفرة ،قال ابن القاص من أصحابنا وتبعممه إمممام الحرميممن
من خصائصه صلى الله عليممه وسمملم أنممه يجمموز لممه الممدعاء
521
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على من شاء بغير سبب ويكون فيه ممن الفموائد مما أشمار
إليه في الحديث وبهذا يعرف أنه ل تنافى بين هذا الحممديث
والحديث المذكور في السؤال لن الدعاء علممى المموالي إذا
شق ونحره دعاء بسبب فلم يدخل في ذلك الحديث وأيضمما
فالمقصود بالول الدعاء على معين وهذا على مبهم.
مسألة -أذيبوا طعامكم بممذكر اللممه والصمملة ول تنمماموا
عليه فتقسوا قلوبكم هممل هممو وارد وقممد ذكممر الشمميخ نجممم
الدين الكبرا أن الذكر يقطع لقيمات الحرام هل له محمممل
وهل هو جار على القواعد أم ل.
الجواب -الحديث المذكور وارد أخرجه الطممبراني فممي
معجمه الوسممط وابممن السممني فممي عمممل يمموم وليلممة مممن
حديث عائشة مرفوعا ،وما ذكره الشيخ نجم الممدين الكممبرا
جار على القواعد ومحمله على لقيمات يسمميرة كممما أشممار
إليه الشيخ بقوله لقيمات بالتصغير يأكلها النسان في وقت
غلبة الحرام على الدنيا كما في زماننا هذا فان ذلك يباح له
من حيث الشرع كما نص عليه ابن عبد السلم وغيممره انممه
لو عم الحرام الدنيا جاز للمسلم أن يأكل منه قممدر القمموت
كما يباح للمضطر أكل الميتممة وفممي معنمماه قيممل لممو كممانت
الدنيا دما عبيطا كان قمموت المممؤمن منهمما حلل ومممع كممونه
مباحا من حيث الشرع فانه يورث ظلمة في القلممب قممل ل
يستوي الخبيث والطيب فالذكر ينوره ويمحق تلك الظلمممة
كما أن الدواء يذهب الخلط المتولدة من الغذاء المممذموم
ويقطعها )إن الحسنات يذهبن السيئات(.
مسألة -حممديث مممر بجنممازة فممأثنى عليهمما خيممرا فقممال
وجبت إلى آخره هل هو صحيح يعمل بظمماهره وهممل يكممون
ثناء اثنيممن أو أكممثر موجبمما للجنممة أو النممار بحسممب الثنمماء أو
العبرة بثناء الكثر.
الجواب -الحديث الصحيح والعمل بظمماهره بشممرط أن
يكون الثناء من عدل خير صالح للتزكية كممذا حمممل العلممماء
الحديث وليس ثناء من ذكر موجبا لذاته بل علمة علممى ممما
عند الله للعبد باخبار الصادق المصدوق ول يحتاج إلممى ثنمماء
الكثر بل ثناء الثنين كاف ورد به الحديث.
522
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -فيما روى البيهقي عن أبممي الضممحى عممن ابممن
عباس أنه قال في قوله تعالى )ومممن الرض مثلهممن( قممال
سبع أرضين في كل أرض نبي كنممبيكم وآدم كممآدمكم ونمموح
كنوحكم وإبراهيم كابراهيمكم وعيسممى كعيسمماكم ثممم قممال
إسناد هذا الحديث إلى ابن عبمماس صممحيح إل أنممي ل أعلممم
لبممي الضممحى متابعمما فممإذا كممان المممر كممذلك فهممل هممؤلء
المذكورون من البشر أو من الجن أو خلق آخممر وهممل كممل
واحد منهم كان مقارنا لمثله من أنبياء البشممر فممي الزمممان
أم كيف الحال.
الجممواب -هممذا الحممديث رواه الحمماكم فممي المسممتدرك
وقال صحيح السناد ورواه البيهقي في شعب اليمان وقال
إسناده صحيح ولكنه شاذ بمممره ،وهممذا الكلم مممن الممبيهقي
في غاية الحسن فانه ل يلزم من صحة السناد صحة المتن
كممما تقممرر فممي علمموم الحممديث لحتمممال أن يصممح السممناد
ويكون في المتن شذوذ أو علة تمنع صحته وإذا تبين ضعف
الحديث أغنى ذلك عن تأويله لن مثل هذا المقممام ل تقبممل
فيه الحاديث الضعيفة ويمكن أن يؤول على أن المراد بهم
النذر الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء النشر ول يبعممد أن
يسمى كل منهم باسم النبي الذي بلغ عنه.
مسألة -هل تنام الملئكة.
الجواب -ظاهر قوله تعالى )يسبحون الليممل والنهممار ل
يفترون( أنهم ل ينامون ،ثم رأيممت فممي الحممديث ممما يشممهد
لذلك قال ابن عساكر في تاريخه أنا أبو الحسممن علممي بممن
الحسن بن الحسين وأبو طاهر محمد ابن الحسين قممال أنمما
أبو علي الهوازي ثنا عبد الوهاب بن عبد الله بن عمممر ثنمما
أبو الفتح المظفر بن أحمد بن برهان المقممري ثنمما أبممو بكممر
محمد بن أيوب الممداراني ثنمما الحسممن بممن علممي بممن خلممف
الصيدلني ثنا سليمان بن عبد الرحمممن حممدثني عثمممان بممن
حصن بن عبيممده ابممن علق قممال سمممعت عممروة بممن رويممم
اللخمي يقول حدثني أنس بن مالك عن رسول اللممه صمملى
الله عليه وسلم أن الملئكة قالوا ربنا خلقتنمما وخلقممت بنممي
آدم فجعلتهم يأكلون الطعام ويشربون الشممراب ويلبسممون
الثيممماب ويمممأتون النسممماء ويركبمممون المممدواب وينمممامون
523
الجزء الول من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ويستريحون ولم تجعل لنا من ذلك شيئا فاجعل لهممم الممدنيا
ولنا الخرة فقال عز وجل ل أجعل من خلقته بيدي ونفخت
فيه من روحي كمن قلت له كن فكان.
مسألة -هل ورد في الدعاء المأثور اللهم إنممي أسممألك
بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والرض أن تجعلني
في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك.
الجواب -أخرج الطبراني عن سعيد بن جبير قال :كان
ابن عباس يدعو فذكره ولم أقف عليه مرفوعا.
مسألة -هل ورد في تسريح اللحيممة شمميء وهممل يقممرأ
عند تسريحها شيئا.
الجواب -ورد في تسريح اللحية أحاديث أخرج البيهقي
في شعب اليمان عن سهل بن سعد قال كان رسول اللممه
صلى الله عليه وسمملم يكممثر التطيلممس ويكممثر دهممن رأسممه
ويسرح لحيته بالممماء .وأخممرج الترمممذي فممي الشمممائل مممن
حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر دهممن
رأسمه وتسمريح لحيتمه .وأخمرج الخطيمب فمي الجمامع ممن
حديث الحسن مرسل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يسرح لحيته بالمشط .وأما القراءة عند تسريحها فلممم
يرد في ذلك حديث ول أثر.
ي واحممدة أمممر اللممه
مسألة -في حديث مممن صمملى عل م ّ
سبحانه وتعالى الحفظة أن ل تكتب عليممه سمميئة ثلثممة أيممام
هل ورد.
الجواب -لم أقف علممى هممذا الحممديث فممي شمميء مممن
الكتب المعتبرة.
538