Download as odt, pdf, or txt
Download as odt, pdf, or txt
You are on page 1of 145

‫شـرح الــورقـــات‬

‫في أصـول الفقـــه‬


‫مممممممممم‬
‫عبد الله بن صالح الفوزان‬
‫الدمرس باجمعة الماجم ممحدم بن سعود السلمية‬
‫فرع القصيم‬

‫ممممم‬
‫أحدم بن عبدم ال بن حيدم‬
‫عضو هيئة التدمريس‬
‫بكلية الشريعة الدمراساجت السلمية‬
‫باجمعة أم القرى‬
‫الطبعة الثالثة‬
‫باج زياجدات كثيةر‬
‫‪#‬‬
‫تقــديـم‬

‫إن المحدم ل نمحدمه ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باجل من شرور أنفسناج وسيئاجت أعمحاجلناج‪ ،‬من يهدمه ال فل‬
‫مضل له ومن يضلل فل هاجدي له‪ ،‬وأشهدم أن ل إله إل ال وحدمه ل شريك له وأن ممحدما عبدمه ورسوله‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن علم أصول الفقه ماج عن به التقدممون والتأخرون وهو النهج الشرعي للتعرف على حكم ال فيمحاج‬
‫يدم ويدمث من قضاجياج ونوازل‪ ،‬ونن ول المحدم نعيش صحوةر ماج كناج نعهدمهاج ف سنوات خلت‪ ،‬إقباجل على طلب‬
‫العلم الشرعي‪ ،‬ثن للركب ف حلقاجت الشاجيخ‪ ،‬حفظ لكتاجب ال‪ ،‬استيعاجب لسنة رسول ال م فهم لصول‬
‫الستنباجط ‪ ،‬إحاجطة باج يقيم اللساجن ‪ ،‬استغلل أمثل للوقاجت‪ ،‬والمثلة من هؤلءا النجباجءا كثيةر والشواهدم حية‬
‫مويأبى ال إل أن يتم نوره ولو كره الكافرون )‪ ( 32‬م)‪.(1‬‬
‫إن غاجية إرساجل الرسل وإنزال الكتب هي عباجدةر ال وحدمه ل شريك له وفق النهج الذي شرعه سبحاجنه‪،‬‬
‫ومن هناج كاجنت معرفة حكم ال ف السألة هي ثرةر العلوم الشرعية على متلف فنوناج‪ ،‬غي أن معرفة حكم ال ف‬
‫السألة ل تكن ضربة هوى ول رمية حظ‪ ،‬وماج كاجن سبيلهاج النتقاجءا والتخرص‪ ،‬بل كاجن وفق معاجيي وأسس‬
‫صاجغهاج علمحاجءا السلم‪ ،‬واستمحدموهاج من كتاجب ال وسنة رسول ال م لغة العرب الت نزل باج القرآن وباج جاجءات‬
‫السنة‪.‬‬
‫وكاجن واضع أسس هذا العلم‪ ،‬وناجهر ماجئه الماجم اللغوي الدمث الفقيه ممحدم بن إدريس الشاجفعي )ت‬
‫‪204‬هـ( رحه ال‪ ،‬ث تتاجبع العلمحاجءا بعدمه كل يدمل بدملوه ف هذا الفن‪ ،‬فبوبوا البواب ورتبوا الفصول وهذبوا‬
‫الساجئل وضبطوا التعاجريف ومن هؤلءا العلم الماجم الليل أبو العاجل عبدم اللك بن عبدم ال بن يوسف الوين‬
‫)ت ‪478‬هـ( رحه ال)‪ (2‬فألف ف أصول الفقه "مت الورقاجت" وهو رساجلة متصرةر تعتب بدماية لن يطلب العلم‪،‬‬
‫وقدم اهتم به العلمحاجءا كثياا‪ ،‬فله شروح وحواشش ومنظوماجت‪ ،‬وكلمحاج كثرت الشروح الواشي على كتاجب علمحناج‬
‫مقدماره وأهته‪.‬‬
‫والتأمل ف مؤلفاجت الصول يلحظ أمرين جدميرين باجلهتمحاجم‪:‬‬

‫‪ ()1‬سورةر التوبة‪ ،‬آية‪.32 :‬‬


‫)( رجع الماجم الوين عن مذهب أهل الكلم إل مذهب السلف كمحاج نقله شيخ السلم ابن تيمحية‪ .‬ممحوع الفتاجوى )‪ (73 ،4/61‬وانظر سي أعلم‬ ‫‪2‬‬

‫النبلءا للذهب ‪.18/471‬‬

‫‪2‬‬
‫المر الول‪:‬‬
‫أن علم الصول اختلط بنهج التكلمحي وآرائهم‪ ،‬بل لقه شيءا من منطق اليوناجن‪ ،‬وهذا واضح ف‬
‫كتاجب البهاجن لبأ العاجل الوين‪ ،‬والتستصفى لبأ حاجمدم الغزال )ت ‪505‬هـ( وبعض من جاجءا من بعدمهم ‪.‬‬
‫والغزال بعدم أن أدرك بنفسه وقوعه ف هذا النهج – خلط علم الصول باجلكلم – اعتذر بأن الفطاجم عن الألوف‬
‫شدميدم)‪.(1‬‬
‫وهكذا ساجر علم الصول مثقلا بآراءا التكلمحي وطرقهم ماج أثر ف سيه فلم يؤد دوره الرجو منه‪.‬‬
‫وماج يدمر ذكره أن التنبيه على خطأ هذا السلك – إدخاجل علم الكلم ف الصول – وتنقيه ماج علق به‬
‫قاجم به عدمد من علمحاجءا المة قدمياجا وحدميثااج‪ ،‬وكاجن منهم الماجم الليل أبو حاجمدم السفراين )‪406‬هـ()‪ ،(2‬والماجم‬
‫النظاجر أبو إسحاجق الشيازي )ت ‪476‬هـ()‪ ،(3‬وجاجءا بعدمهم شيخ السلم ابن تيمحية‪ ،‬وتلمحيذه ابن القيم وأبو‬
‫إسحاجق الشاجطب وممحدم المي الشنقيطي‪ ،‬وغيهم من الئمحة رحم ال المحيع‪.‬‬
‫المر الثاني‪:‬‬
‫أن مؤلفاجت علم الصول اهتمحت باجلاجنب النظري دون التطبيقي – ف الغاجلب – بعن أنم يهتمحون‬
‫بتقرير القاجعدمةر الصولية ودفع العتاضاجت الواردةر عليهاج دون الهتمحاجم باجلمثلة الت توضح القاجعدمةر وتبي كيفية‬
‫استخدمامهاج بيث ترتبط القاجعدمةر الصولية بنصوص الشاجرع ارتباجطاجا قويااج‪.‬‬
‫ونصيحت لن يطلب علم الصول أن يعود نفسه على تطبيق ماج فهمحه من القواعدم الصولية على ماج ير‬
‫به من الياجت والحاجديث‪ ،‬فيتأمل ماج فيهاج من عمحوم وخصوص‪ ،‬ومنطوق ومفهوم‪ ،‬ونص وظاجهر‪ ،‬ونص على‬
‫العلة أو إياجءا إليهاج‪ ،‬وغي ذلك‪ ،‬ذلك أن أي آية أو حدميث ل يكاجد يلو من تعلق ببعض القواعدم الصولية‪.‬‬
‫أماج الكتاجب الذي بي يدميك فهو شرح لورقاجت أبأ العاجل الوين – رحه ال – وهو شرح يستحق‬
‫الوصف باجلكلمحة الشهورةر "ليس باجلطويل المحل ول باجلقصي الخل" جع بي جزالة اللفظ وسهولة العباجرةر‪ ،‬ودقة‬
‫الصوليي‪ ،‬أبرز فيه أقوال أئمحة السلف كشيخ السلم ابن تيمحية وغيه‪ ،‬وماج يتمحيز به هذا الشرح اشتمحاجله على‬
‫عدمد من المثلة الت تقرب العن من الكتاجب والسنة الصحيحة قدم ل تدمهاج ف كتب الصول‪ ،‬وكاجن موفقاجا ف‬
‫ترجيحاجته أجزل ال له الجر والثواب‪.‬‬
‫أماج الؤلف الشيخ عبدم ال بن صاجل الفوزان فقدم زاملته ف كلية الشريعة باجلرياجض‪ ،‬وتوثقت صلت به فهو‬
‫ل‪ ،‬عرفته وعرفه زملؤاه باجلرص على طلب العلم وقوةر الفهم‪ ،‬ول عجب أن كاجن مرجع كثي‬
‫من أقرب الناجس إ ل‬
‫من زملئه فيمحاج يشكل عليهم‪ ،‬وكم كنت أراه ف أروقة الكلية آنذاك مع عدمد من الزملءا يستوضحون منه ماج‬
‫‪ ()1‬الستصفى ‪ ،1/10‬وانظر الرد على النطقيي لشيخ السلم ابن تيمحية ص ‪.14‬‬
‫‪ () 2‬السفراين‪ ،‬بكسر المحزةر وسكون السي الهمحلة وفتح الفاجءا والراءا الهمحلة وكسر الياجءا الثناجةر من تتهاج ومن بعدمهاج نون ث ياجءا‪ ،‬نسبة إل إسفراين بلدمةر‬
‫براساجن‪ ،‬وفياجت العياجن لبن خلكاجن ‪.1/74‬‬
‫‪ ()3‬انظر الشاجرةر إل دور هؤلءا الئمحة ف هذا الاجل ف درءا تعاجرض العقل والنقل لشيخ السلم ابن تيمحية ‪.2/98‬‬

‫‪3‬‬
‫أشكل عليهم من مساجئل علمحية‪ .‬وبعدم ترجه من الكلية فضل التدمريس ف العهدم العلمحي‪ ،‬اعتذر عن البقاجءا ف‬
‫الكلية معيدما فيهاج‪ ،‬وقدم نفع ال به ف معهدم بريدمةر العلمحي نفعاجا كبيا فكاجن مرجع مدمرسي العهدم ف القضاجياج‬
‫العلمحية‪ ،‬وترج على يدميه عدمد كبي من الطلب‪ ،‬وله ف نفوسهم منـزلة كبيةر‪ ،‬فقدم رزقه ال أسلوباجا حسناجا ف‬
‫التدمريس ومبة لدمى طلبه‪ ،‬ث انتقل أخيا للتدمريس ف كلية الشريعة واللغة العربية ف القصيم‪ ،‬وكاجن له دروس‬
‫مستمحرةر ف السجدم ف فنون متنوعة يضرهاج عدمد من طلبة العلم‪.‬‬
‫اسأل ال أن يزي مؤلفة خي الزاءا‪ ،‬وأن يباجرك ف علمحه وجهوده‪ ،‬وأن ينفع به السلم وأهله كمحاج أسأله‬
‫ل‪ ،‬وصلى ال على ممحدم وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫أن يعلي كلمحته‪ ،‬وأن يعز جندمه‪ ،‬وأن يرد السلمحي إل دينه رددا جي ا‬
‫أحمد بن عبد بن حميد‬
‫عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة‬
‫والدراسات السلمية بجامعة أم القرى‬
‫‪15/12/1412‬هـ‬

‫‪4‬‬
‫‪#‬‬
‫مقدمة الطبعة الثانية‬

‫المحــدم لـ ـ رب العــاجلي‪ .‬وأصــلي وأســلم علــى خــاجت الســلي نبينــاج ممحــدم وعلــى آلــه وصــحبه والتــاجبعي لــم‬
‫بإحساجن إل يوم الدمين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فهذه الطبعة الثاجنية لكتاجبناج "شرح الورقاجت" تقوم ]دار السلم[ بإعاجدةر طبعه‪ ،‬لنفاجد الطبعة الول وطلب‬
‫كثي من أصحاجب الكتباجت‪ .‬وقدم حظي الكتاجب – بفضل ال تعاجل – بثناجءا من يعتب ثناجؤاهم وإقباجل كثي من‬
‫الطلب عليه‪ .‬وماج كنت أتوقع شيئاجا من ذلك‪.‬‬
‫وقدم أعدمت النظر ف الكتاجب إماج لزياجد بعض الفوائدم الت عرضت ل بعدم طبعه‪ ،‬وإماج لتصحيح ماج وقــع مــن‬
‫أخطاجءا ف الطبعة الول‪.‬‬
‫وأسأل ال أن يوفق المحيع لعلم ناجفع وعمحل صاجل‪ ،‬وصلى ال على نبيناج ممحدم وعلى آله وصحبه أجعي‪.‬‬
‫المؤلف‬
‫في ‪2/2/1414‬هـ‬

‫‪5‬‬
‫‪#‬‬
‫مقدمة الطبعة الثالثة‬

‫المحــدم لـ ـ رب العــاجلي‪ .‬وأصــلي وأســلم علــى خــاجت الســلي نبينــاج ممحــدم وعلــى آلــه وصــحبه والتــاجبعي لــم‬
‫بإحساجن إل يوم الدمين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فهذه الطبعة الثاجلثة لكتاجبناج "شرح الورقاجت" تقوم ]دار السلم[ بإعاجدةر طبعه‪ ،‬لنفاجد الطبعة الثاجنية‪ ،‬وقدم‬
‫بذلناج ف هذه الطبعة جهدما ووقتاجا يظهر فيمحاج يلي‪:‬‬
‫‪ (1‬مقاجبلة نص الورقاجت على عدمد من الخطوطاجت الت حصلناج عليهاج‪.‬‬
‫‪ (2‬زياجدات مهمحة ف كثي من البواب‪.‬‬
‫‪ (3‬صياجغة كثي من الوضوعاجت صياجغة جدميدمةر‪ .‬مصدمر بكلمحة‪ :‬قوله‪) :‬كذا ‪ (. . . .‬ث تأت عباجرةر‬
‫الشرح‪.‬‬
‫‪ (4‬وضع الراجع الهمحة ف الاجمش ليتصل الكلم وقدم كاجنت موجود ف صلب الشرح‪.‬‬
‫‪ (5‬ذكر قاجئمحة الراجع الت سقطت من الطبعة الساجبقة‪.‬‬
‫‪ (6‬تصحيح الخطاجءا الت وقعت ف الطبعة الثاجنية مع أناج قليلة والمحدم ل رب العاجلي‪.‬‬

‫وصلى ال وسلم على نبيناج ممحدم وعلى آله وصحبه أجعي‬


‫مساء الحد‬
‫في ‪3/12/1416‬هـ‬

‫‪6‬‬
‫‪#‬‬
‫مقــــدمـــــة‬

‫إن المحدم ل نمحدمه ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باجل من شـرور أنفسـناج ومـن سـيئاجت أعمحاجلنـاج‪ ،‬مـن يهـدمه الـ‬
‫فل مضــل لــه‪ ،‬ومــن يضــلل فل هــاجدي لــه‪ ،‬وأشــهدم أن ل إلــه إل ال ـ وحــدمه ل ش ـريك لــه‪ ،‬وأشــهدم أن ممحــدما عبــدمه‬
‫ورسوله‪. .‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فهذا شرح وجيز على ورقاجت إماجم الرمي ف أصول الفقه‪ ،‬راعيت فيه سهولة السلوب‪ ،‬وإيضاجح العباجرةر‬
‫بإيراد المثلة‪.‬‬
‫ل عدمد من الخوةر أن أقوم‬
‫وأصل هذا الشرح دروس ألقيتهاج على بعض الطلبة ف السجدم‪ ،‬فرغب إ ل‬
‫بطباجعتهاج‪ ،‬فاجعتذرت لم بكثرةر شروح الورقاجت وحواشيهاج‪ ،‬ولكنهم ألوا علدي مبدمين بعض الزاياج‪ ،‬فاجستعنت باجل‬
‫تعاجل ف تلبية هذا الطلب‪.‬‬
‫وأصول الفقه علم جليل القدمر غزير الفاجئدمةر‪ ،‬يتمحكن متعلمحه من القدمرةر على استنباجط الحكاجم الشرعية‬
‫من النصوص على أسس سليمحة وقواعدم صحيحة‪ ،‬وعلم الفقه قاجئم على الصول‪ ،‬ول يكن للفقيه‪ ،‬وكذا الدمث‬
‫والفسر‪.‬‬
‫والعاجل باجلصول يشعر باجلثقة والطمحئناجن لاج دونه فقهاجءا السلم‪ ،‬وأن ذلك مبن على قواعدم وأسس‬
‫سليمحة‪.‬‬
‫وأول من ألف ف أصول الفقه وجعه كفن مستقل الماجم ممحدم بن إدريس الشاجفعي رحه ال الولود سنة‬
‫‪150‬هـ‪ ،‬والتوف سنة ‪204‬هـ‪ ،‬ذكره السنوي ف التمحهيدم ص ‪ 45‬وحكى الجاجع فيه‪ ،‬ث تتاجبع العلمحاجءا باجلتأليف‬
‫ماج بي متصر ومطول‪ ،‬ومنثور ومنظوم‪ ،‬حت صاجر فنداجا مستقلا رتبت أبوابه وحررت مساجئله وصاجر كاجلتوحيدم والفقه‬
‫والدميث‪.‬‬
‫ومؤلف هذه الورقاجت هو شيخ الشاجفعية أبو العاجل عبدم اللك بن عبدم ال بن يوسف بن ممحدم الوين‪،‬‬
‫نسبة إل )جوين( من نواحي نيساجبور‪ .‬ولدم سنة ‪419‬هـ وتفقه على والدمه ف صباجه‪ ،‬ورحل إل بغدماد ث إل مكة‬

‫‪7‬‬
‫وجاجور باج أربع سني‪ ،‬وذهب إل الدمينة فأفت ودرس فلقب بإماجم الرمي‪ ،‬ث عاجد إل نيساجبور فبن له الوزير نظاجم‬
‫اللك الدمرسة النظاجمية فدمرس فيهاج وكاجن يضر دروسه أكاجبر العلمحاجءا‪.‬‬
‫وكاجن أبو العاجل ف بدماية أمره على مذهب أهل الكلم ف باجب السأاجءا والصفاجت من العتـزلة والشاجعرةر‪،‬‬
‫وكاجن كثي الطاجلعة لكتب أبأ هاجشم العتـزل‪ ،‬قليل العرفة باجلثاجر فأثر فيه ممحوع المرين‪ ،‬لكنه رجع عن ذلك إل‬
‫مذهب السلف كمحاج نقل ذلك شيخ السلم ابن تيمحية رحه ال)‪.(1‬‬
‫وقدم ورد عن أبأ العاجل نفسه ماج يدمل على رجوعه حيث صرح بعقيدمته ف باجب السأاجءا والصفاجت وقاجل‬
‫ف رساجلته النظاجمية )والذي نرتضيه رأيااج‪ ،‬وندمين ال به عقدما اتباجع سلف المة‪ ،‬فاجلول التباجع‪ ،‬والدمليل السمحعي‬
‫القاجطع ف ذلك أن إجاجع المة حجة متبعة وهو مستندم معظم الشريعة ‪.(2)(. .‬‬
‫ماجت أبو العاجل سنة ‪478‬هـ بنيساجبور رحه ال‪ ،‬وله عدمةر مؤلفاجت ف أصول الدمين والفقه واللف‬
‫وأصول الفقه‪.‬‬
‫وكتبه‬
‫عبد ال بن صالح الفوزان‬

‫‪ ()1‬انظر فهاجرس الفتاجوى )‪.(2/494‬‬


‫‪ ()2‬انظر سي أعلم النبلءا )‪.(18/468‬‬

‫‪8‬‬
‫مبادئ علم أصول الفقه‬

‫لاج كاجن )أصول الفقه( فناجا مستقلا ناجسب ذكر مباجدئه العشرةر الت ينبغي لقاجصدم كل فن أن يعرفهاج‪.‬‬
‫لتصور ذلك الفن قبل الشروع فيه‪.‬‬
‫وقدم جعهاج بعضهم بقوله‪:‬‬
‫الحدد والموضـوع ثـم الثمـرة‬ ‫إن مبادئ كل علـم عشـرة‬
‫والسم الستمداد حكم الشارع‬ ‫ونسبـة فضلـه والـواضـع‬
‫ومن درى الجميع حـاز الشرفا‬ ‫مسائل والبعض بالبعض اكتفى‬
‫زاد بعضهم‪ :‬البدمأ الاجدي عشر‪ ،‬وهو‪ :‬شرفه)‪.(1‬‬
‫وعليه فهذه مباجدئ )علم أصول الفقه(‪:‬‬
‫‪ (1‬فحدمه‪ :‬علم يبحث ف أدلة الفقه الجاجلية وكيفية الستفاجدةر منهاج‪ .‬وحاجل الستفيدم‪ .‬وسيأت شرح هذا‬
‫التعريف إن شاجءا ال‪.‬‬
‫‪ (2‬وموضوعه‪ :‬الدلة الوصلة إل معرفة الحكاجم الشرعية وأقساجمهاج‪ .‬واختلف مراتبهاج‪ .‬وكيفية الستدمل باج‪،‬‬
‫مع معرفة حاجل الستدمل‪.‬‬
‫‪ (3‬وثرته وفاجئدمته‪ ،‬منهاج‪:‬‬
‫القدمرةر على استنباجط الحكاجم الشرعية على أسس سليمحة يقول شيخ السلم ابن تيمحية‬ ‫‪(1‬‬
‫رحه ال‪) :‬إن القصود من أصول الفقه أن يفقه مراد ال ورسوله باجلكتاجب والسنة()‪.(2‬‬
‫معرفة أن الشريعة السلمية صاجلة لكل زماجن ومكاجن‪ .‬وأناج قاجدرةر على إياجد الحكاجم لاج‬ ‫‪(2‬‬
‫يستجدم من حوادث على مر العصور‪.‬‬
‫العاجل باجلصول يشعر باجلثقة والطمحئناجن لاج دونه فقهاجءا السلم‪ .‬وأنه مبن على قواعدم ثاجبتة‬ ‫‪(5‬‬

‫مقررةر شرعااج‪ ،‬محصة بثااج‪.‬‬


‫د( ليست الفاجئدمةر من علم أصول الفقه قاجصرةر على الفقه فقط‪ .‬بل تتعدماه إل غيه من العلوم‬
‫من التفسي والدميث والتاجريخ وغيهاج)‪.(3‬‬

‫‪ ()1‬انظر )التأصيل( لبكر أبوزيدم ص‪.37/‬‬


‫‪ ()2‬ممحوع الفتاجوى )‪.(20/497‬‬
‫‪ ()3‬انظر مقاجلا ف ملة )أضواءا الشريعة( باجلرياجض العدمد الساجبع‪ .‬تدمث فيه الدمكتور ممحدم البياجنون عن أهية الصول وفوائدم ص‪.411/‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ (4‬ونسبته إل غيه‪ :‬أي مرتبته من العلوم الخرى‪ .‬أنه من العلوم الشرعية‪ .‬وهو للفقه‪ .‬كأصول النحو‬
‫للنحو‪ .‬وعلوم الدميث للحدميث‪.‬‬
‫‪ (5‬وفضله‪ :‬ماج ورد ف الث على التفقه ف دين ال تعاجل ومعرفة أحكاجم شرعه‪ .‬وهذا متوقف على أصول‬
‫الفقه‪ .‬فيثبت له ماج ثبت للفقه من الفضل‪ .‬إذ هو وسيلة إليه‪.‬‬
‫‪ (6‬واضعه‪ :‬هو الماجم ممحدم بن إدريس الشاجفعي رحه ال‪ .‬وذلك بتأليف كتاجب )الرساجلة( وقدم ذكرت ذلك‬
‫ف القدممة‪.‬‬
‫‪ (7‬اسأه‪ :‬علم أصول الفقه‪.‬‬
‫‪ (8‬استمحدماده‪ .‬من ثلثة أشياجءا‪:‬‬
‫علم التوحيدم‪ :‬وذلك لتوقف الحكاجم الشرعية على معرفة ال تعاجل‪ .‬وصدمق رسوله م فيمحاج‬ ‫‪(1‬‬
‫جاجءا به من الحكاجم‪ ،‬لنه البلغ عن ال‪.‬‬
‫علــم اللغــة العربيــة‪ :‬فلبــدم أن يعــرف الصــول قــدمرا صــاجلاجا مــن اللغــة يتمحكــن بــه مــن معرفــة‬ ‫‪(2‬‬
‫الكتاجب والسنة‪ .‬لنمحاج بلساجن عربأ‪.‬‬
‫ج( الحكــاجم الشــرعية‪ :‬فلبــدم أن يع ــرف قــدمرا ص ــاجلاجا م ــن الفقــه يتمحك ــن مــن إيض ــاجح الس ــاجئل‪.‬‬
‫وضرب المثل‪.‬‬
‫‪ (9‬حكمحه‪ :‬فرض كفاجية‪ .‬وذكر ف )السدودةر( أنه فرض عي على من أن أراد الجتهاجد والكم والفتوى)‪.(1‬‬
‫‪ (10‬مساجئلة‪ :‬مباجحثه الت يلتزمهاج التهدم‪ .‬ويستفيدم منهاج ويستنبط الحكاجم الشرعية على ضوئهاج‪.‬‬
‫‪ (11‬شرفه‪ :‬هو علم شريف لشرف موضوعه‪ ،‬وهو العلم بأحكاجمه ال تعاجل التضمحنة للفوز بسعاجدةر الدمارين‪.‬‬

‫‪ ( )1‬السدودةر ف أصول الفقه ص‪.510/‬‬

‫‪10‬‬
‫‪#‬‬
‫)‪(1‬‬
‫مقدمة الورقـــــــات‬
‫)هذه ورقات تشتمل على معرفة فصول من أصول الفقه وذلك‬
‫مؤلف من جزءين مفردين أحدهما‪ :‬الصول‪ .‬والثاني‪ :‬الفقه(‪.‬‬
‫قوله‪) :‬هذه ورقاجت( الورقاجت جع ورقة وهو جع مؤنث ساجل من جوع القلة)‪ (2‬عندم سيبويه)‪،(3‬‬
‫وقدم يأت للكثرةر‪ .‬وعب بذلك لقصدم التسهيل على البتدمئ‪ ،‬ليشط على قراءاتاج واللاجم باج فيهاج‪.‬‬
‫ل(‬‫وقوله‪" :‬تشتمحل على معرفة فصول" أي على معرفة أنواع من الساجئل كل نوع منهاج يسمحى )فص ا‬
‫لنفصاجله عن غيه‪.‬‬
‫والفصول‪ :‬جع فصل وهو قطعة من الباجب مستقلة بنفسهاج منفصلة عمحاج سواهاج‪ ،‬تشتمحل على مساجئل‬
‫غاجلبااج‪ ،‬والباجب أعم من الفصل لنه اسم اللة متصة من العلم‪ ،‬تشتمحل على فصول ومساجئل غاجلبااج‪ ،‬والكتاجب أعم‬
‫لنه اسم لمحلة متصة من العلم تشتمحل على أبواب وفصول ومساجئل غاجلبااج‪.‬‬
‫وإناج يفعل الصنفون ذلك لتنشيط النفس وبعثهاج على التحصيل والستمحرار ف الطلب باج يصل لاج من‬
‫السرور باجلتم والبتدماءا‪ ،‬كاجلساجفر إذا قطع مرحلة من سفره شرع ف أخرى‪.‬‬
‫قوله‪) :‬من أصول الفقه( أي من هذا الفن السمحى بأصول الفقه‪.‬‬
‫قوله‪) :‬وذلك مؤلف من جزءاين ‪ . . .‬إل( الشاجرةر إل أصول الفقه فهو مؤلف من جزءاين‪ .‬من مضاجف‬
‫وهو كلمحة )أصول( ومضاجف إليه وهو كلمحة‪) :‬الفقه( فهو من الركب الضاجف‪ ،‬ولذا لبدم له من تعريفي‪:‬‬
‫الول‪ :‬باجعتباجر مفردية‪ .‬أي كلمحة )أصول( وكلمحة )الفقه(‪ ،‬لن الركب ل تكن معرفته إل بعدم معرفة ماج تركب‬
‫منه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬باجعتباجره علمحاجا على هذا الفن العي‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬مفردين( الراد باجلفراد هناج ماج يقاجبل التكيب ل ماج يقاجبل التثنية والمحع‪ ،‬لن أحدم الزءاين وهو‬
‫لفظ )أصول( جع‪ ،‬فدمل على أن الفرد ماج ليس بركب‪.‬‬
‫وإناج قاجل‪) :‬مفردين( ليبي أن التأليف قدم يكون من جزءاين مفردين كمحاج هناج‪ .‬وقدم يكون من جلتي نو‪:‬‬
‫إن قدمم الضيف أكرمته‪ .‬فإن الفعل والفاجعل )قدمم الضيف( جلة و)أكرمته( جلة أخرى‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( ف بعض نسخ الورقاجت جاجءا ف القدممة )المحدم ل رب العاجلي وصلى ال على سيدمناج ممحدم وآله وصحبه أجعي( وأكثرهاج ل ترد فيه هذه العباجرةر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( جع القلة‪ :‬ماج كاجن مدملوله عدمدا مدمدا ل يقل عن ثلثة ول يزيدم عن عشرةر‪ .‬وجع الكثرةر‪ :‬ماج وضع للعدمد الكثي من أحدم عشر إل ماجل ناجية له‪ .‬ولكل‬ ‫‪2‬‬

‫منهمحاج أوزان‪.‬‬
‫)( كتاجب سيبويه )‪.(578 ،3/491‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪11‬‬
‫تعريف أصول الفقه باعتبار مفردية‬

‫)فالصأل ما يبنى عليه غيره‪ ،‬والفرع ما يبني على غيره‪ .‬والفقه معرفة الحأكام الشرعية التي‬
‫طريقها الجاتهاد(‪.‬‬
‫هذا التعريف الول لصول الفقه وهو تعريفه باجعتباجر مفردية‪ ،‬فاجلصول جع أصل والصل لغة‪ :‬ماج يبن‬
‫عليه غيه‪ ،‬كأصل الدمار وهو أساجسه الستت ف الرض البن عليه الدمار‪ .‬وأصل الشجرةر وهو طرفهاج الثاجبت ف‬
‫الرض‪ .‬قاجل تعاجل‪ :‬مألم تر كيف ضرب ال مثلل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء‬
‫)‪ (24‬م)‪ (1‬وهذا أحسن ماج قيل ف تعريف الصل‪.‬‬
‫وأماج ف الصطلح فيطلق على معاجن منهاج‪:‬‬
‫‪ (1‬الدليل‪ :‬كقولناج‪ :‬أصل وجوب الصوم قوله تعاجل‪ :‬ميا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام م)‪ (2‬أي دليله‪.‬‬
‫ومنه أصول الفقه‪ :‬أي أدلته‪.‬‬
‫‪ (2‬القاعدة المستمرة‪ :‬كقولناج‪ :‬إباجحة اليتة للمحضطر على خلف الصل‪.‬‬
‫‪ (3‬المقيس عليه‪ :‬وهذا ف باجب القياجس حيث إن الصل أحدم أركاجن القياجس‪.‬‬
‫وأمــاج الفــرع‪ :‬فهــو مــاج يبنـ علــى غيه‪ ،‬مثــل فــروع الشــجرةر فهــي مبنيــة علــى أصــلهاج‪ ،‬وفــروع الفقــه مبنيــة علــى‬
‫أصوله‪.‬‬
‫وإناج عرف الفرع – مع أنه ليس أحدم الزءاين – لنه مقاجبل لحدمهاج وهو الصل‪ ،‬والشيءا يتضح غاجية‬
‫التضاجح إذا ذكر مقاجبله‪ .‬أو يقاجل‪ :‬قصدم الؤلف التنبيه على أن الفقه مبن على أصوله‪ ،‬وأن الزءا الول وهو‬
‫أصول مبن عليه‪ ،‬والزءا الثاجن وهو الفقه مبن‪ ،‬فليس ذكر الفرع استطرادا كمحاج قاجل بعضهم‪.‬‬
‫وأماج الزءا الثاجن من الركب فهو )الفقه( والفقه لغة‪ :‬الفهم أي فهم غرض التكلم من كلمه‪ .‬قاجل‬
‫الوهري‪ :‬الفقه‪ :‬الفهم‪ .‬تقول‪ :‬فقه الرجل الكسر‪ ،‬وفلن ل يفقه ول ينقه)‪ ،(3‬ث خص به علم الشريعة‪ .‬والعاجل به‬
‫فقيه‪ .‬وقدم فقه باجلضم فقاجهة وفقهه ال وتفقه إذا تعاجطى ذلك‪ .‬أ هـ‪.‬‬
‫والفقه اصطلحااج‪ :‬معرفة الحكاجم الشرعية الت طريقهاج الجتهاجد‪.‬‬

‫)( سورةر إبراهيم‪ ،‬آية‪.24 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.183 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( قاجل ف القاجموس‪ :‬نقه الدميث‪ :‬فهمحه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫شرح التعريف‪:‬‬
‫قوله‪ :‬معرفة‪ :‬العرفة تشمحل اليقي – وهو ماج أدرك على حقيقته كمحعرفة أن الصلوات خس‪ ،‬وأن الزناج‬
‫مرم‪ ،‬والظن وهو ماج أدرك على وجه راجح كمحاج ف كثي من مساجئل الفقه)‪ .(1‬مثل معرفة أن الوتر سنة على‬
‫مذهب المحهور‪ .‬وأن الزكاجةر غي واجبة ف اللي الباجح على أحدم القوال‪ .‬والراد باجلعرفة هناج الظن؛ لقوله‪) :‬الت‬
‫طريقهاج الجتهاجد(‪ .‬فهو صفة للمحعرفة‪ ،‬ل للحكاجم الشرعية إذ لو كاجن صفة للحكاجم لدمخل ف التعريف معرفة‬
‫القلدم‪ ،‬فإذا جعلناجه صفة للمحعرفة خرج القلدم إذ يصي التعريف‪:‬‬
‫الفقه‪ :‬هو العرفة الت طريقهاج الجتهاجد‪ .‬والقلدم ليست معرفته عن طريق الجتهاجد بل عن طريق التقليدم‪،‬‬
‫كمحاج سيأت إن شاجءا ال تعاجل ف آخر الورقاجت‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬الحكاجم الشرعية( أي الأخوذةر من الشرع البعوث به النب م‪ .‬كاجلوجوب والستحباجب والرمة‬
‫وغيهاج‪.‬‬
‫وقيدم )الشرعية( خرج به الحكاجم العقلية‪ ،‬كمحعرفة أن الواحدم نصف الثني‪ ،‬والحكاجم السية كمحعرفة‬
‫أن الناجر حاجرةر‪ ،‬والعاجدية كنـزول الطر بعدم الرعدم والبق‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬الت طريقهاج الجتهاجد( تقدمم أنه صفة للمحعرفة‪ .‬والعن‪ :‬الت طريق ثبوتاج وظهورهاج الجتهاجد الذي‬
‫هو بذل الهدم لدراك حكم شرعي مثل‪ :‬النية واجبة ف الوضوءا والفاجتة واجبة ف الصلةر السرية والهرية على‬
‫أحدم القوال‪ ،‬وغي ذلك من مساجئل اللف‪ .‬وأماج ماج طريقة القطع مثل الصلةر الواجبة والزناج مرم وغي ذلك من‬
‫الساجئل الصنف‪ ،‬لن معرفة ذلك يشتك فيهاج الاجص والعاجم‪ .‬فاجلفقه بذا التعريف ل يتناجول إل فقه التهدم‪.‬‬
‫هذا هو تعريف أصول الفقه باجعتباجر مفردية‪ .‬وأماج التعريف الثاجن وهو تعريفه باجعتباجره علمحاجا على هذا الفن‬
‫العي فسيذكره الصنف بعدم الكلم على الحكاجم الشرعية‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( انظر البهاجن لماجم الرمي )‪.(1/78‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫الحكــام الشـرعية‬

‫)والحأكام سبعة‪ :‬الواجاب‪ ،‬والمندوب‪ ،‬والمباح‪ ،‬والمحأظور‪ ،‬والمكروه‪ ،‬والصأحأيح‪ ،‬والباطل(‪.‬‬


‫الراد باجلحكاجم‪ :‬الحكاجم الشرعية الت تقدمم ذكرهاج ف تعريف الفقه‪ ،‬والحكاجم جع حكم‪ .‬وهو لغة‪:‬‬
‫النع‪ .‬ومنه قيل‪ :‬للقضاجءا حكم‪ ،‬لنه ينع من غي القضى‪ .‬والكم‪ :‬القضاجءا‪ .‬قاجل ابن الثي‪) :‬الكم‪ :‬العلم الفقه‬
‫والقضاجءا باجلعدمل( أ هـ‪ .‬وعلى العن الول جاجءا قول جرير‪:‬‬
‫إني أخاف عليكمو أن أغضبا‬ ‫أبني حنيفة احكموا سفهاءكم‬
‫ويظهر من هذا العن اللغوي أنناج إذا قلناج‪ :‬حكم ال ف هذه السألة الوجوب فمحعناجه أنه قضى فيهاج‬
‫باجلوجوب ومنع الكلف من ماجلفته‪.‬‬
‫والكم اصطلحااج‪ :‬ماج دل)‪ (1‬عليه خطاجب الشرع التعلق بأفعاجل الكلفي من طلب أو تيي أو وضع‪.‬‬
‫ومثاجله قوله تعاجل‪[ :‬وأقيموا الصلة ] فهذا خطاجب من الشرع دل على وجوب إقاجمة الصلةر‪ ،‬وهذا‬
‫الوجوب هو الكم‪.‬‬
‫والراد بطاجب الشرع‪ :‬الكتاجب والسنة‪.‬‬
‫وقولناج‪ :‬بأفعاجل الكلفي‪ :‬الراد به‪ :‬جيع أعمحاجل الوارح وإن كاجنت الفعاجل تقاجبل باجلقوال ف الطلق‬
‫العرف‪ ،‬وهذا يرج ماج تعلق بذواتم فليس مقصودا كقوله تعاجل‪[ :‬ولقد خلقناكم ثم صورناكم ])‪ ،(2‬وخرج به ماج‬
‫تعلق باجلعتقاجد فليس حكمحاجا باج الصطلح‪ .‬والكلفون‪ :‬يشم نوعي‪:‬‬
‫الكلف الن‪ .‬ويراد به كل باجلغ عاجقل‪.‬‬ ‫‪(1‬‬

‫ليس مكلفاجا الن ولكنه منطبقة الكلفي‪ ،‬وهذا يراد به الصغي والنون‪ ،‬فكل منهمحاج من طبقة‬ ‫‪(2‬‬

‫الكلفي‪ ،‬ولكن وجدم ماجنع من التكليف وهو الصغر وفقدمان العقل‪ ،‬فإذا زال جرى عليه‬
‫التكليف‪.‬‬
‫والتكليف لغة‪ :‬إلزام ماج فيه كلفة أي مشقة‪ .‬واصطلحاجا طلب ماج فيه مشقة‪.‬‬
‫وقولناج‪ :‬من طلب‪ :‬الطلب نوعاجن‪:‬‬
‫طلب فعل وهو المر‪ ،‬إن كاجن على سبيل اللزام فواجب وإل فمحندموب‪.‬‬ ‫‪(1‬‬

‫طلب ترك وهو النهي‪ ،‬إن كاجن على سبيل اللزام فمححرم وإل فمحكروه‪.‬‬ ‫‪(2‬‬

‫)( انظر الكم التكليفي للدمكتور ممحدم البياجنون ص ‪.31‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر العراف‪ ،‬آية ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫وقولناج‪ :‬أو تيي‪ :‬يراد به الباجح‪.‬‬
‫وقولناج‪ :‬أو وضع‪ :‬يراد به الكم الوضعي‪ .‬وذلك أن الحكاجم نوعاجن‪:‬‬
‫أحكاجم تكليفية‪ :‬وهي ماج دل عليه خطاجب الشرع من طلب فعل أو ترك أو تيي‪ ،‬وهي خسة‪:‬‬ ‫‪(1‬‬

‫الواجب‪ ،‬والندموب والظور‪ ،‬والكروه‪ ،‬والباجح‪ ،‬وسيأت إن شاجءا ال تعاجل بياجن وجه إدخاجل الباجح مع‬
‫الحكاجم التكليفية مع أنه ل تكليف فيه‪.‬‬
‫أحكاجم وضعية‪ :‬وهي ماج دل عليه خطاجب الشرع من أسباجب وشروط وموانع‪ .‬تعرف عندم وجودهاج‬ ‫‪(2‬‬

‫أحكاجم الشرع من فعل أو ترك‪ .‬ويتتب على ذلك الصحة والفساجد‪ .‬فرؤاية اللل سبب وجوب‬
‫الصياجم‪ .‬والوضوءا شرط للصلةر‪ .‬واليض ماجنع منهاج‪ ،‬وذكر الصنف من الحكاجم الوضعية‪ :‬الصحيح‬
‫والباجطل‪.‬‬
‫وأعلم أن ظاجهر كلم الصنف أن الفقه هو العلم بذه السبعة‪ ،‬لنه لاج عرف الفقه بأنه معرفة الحكاجم‬
‫الشرعية قاجل‪ :‬والحكاجم سبعة‪ .‬وأظهر ف مقاجم الضمحاجر توضيحاجا للمحبتدمئ‪ ،‬لكن يعلم أن الفقه ليس معرفة‬
‫حقيقة الواجب والندموب ‪ . .‬إل‪ ،‬لن هذا من أصول الفقه؛ وإناج القصود أن الفقه معرفة جزئياجتاج‪ .‬والراد‬
‫الواجباجت والندموباجت والرماجت والكروهاجت والفعاجل الصحيحة والفاجسدمةر وال أعلم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أقسام الحكم التكليفي‬
‫‪ (1‬الواجـــب‬

‫)فالواجاب‪ :‬ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه(‬


‫هذا القسم الول من أقساجم الكم التكليفي وهو الواجب‪ .‬وهو لغة‪ :‬الساجقط واللزم‪ ،‬لن الساجقط يلزم‬
‫مكاجنه‪ ،‬فسمحي اللزم الذي لخلص منه واجبااج‪ .‬قاجل ف القاجموس‪ :‬وجب يب وجبة سقط‪ .‬والشمحس وجباجا‬
‫ووجوبااج‪ :‬غاجبت‪ .‬والوجبة السقطة مع الدمةر أو صوت الساجقط أ هـ‪ .‬قاجل تعاجل‪[ :‬فإذا وجبت جنوبها فكلوا‬
‫منها ])‪ .(1‬أي سقطت قاجل الشاجعر‪:‬‬
‫عنا لسلم حتى كان أول واجب‬ ‫أطاعت بنو عوف أميرال نهاهمو‬
‫وأماج الواجب اصطلحااج‪ :‬فاجكثر الصوليي يعرفه باجلدم أي ببياجن القيقة والاجهية‪ .‬وبعضهم يعرفه باجلرسم‬
‫وهو تعريفه ببياجن الثمحرةر والكم والثر)‪ .(2‬والول أدق لن الكم على الشيءا فرع عن تصوره‪ ،‬ولذا قاجل ف شرح‬
‫التحرير‪) :‬إن حدمه بكمحه يأباجه الققون( واستحسن هذا القول الفتوحي ف شرحه على الكوكب الني)‪ (3‬وقدم‬
‫جرى الصنف على الثاجن فذكر الوصف الذي اشتكت فيه جيع الواجباجت‪ ،‬وهو الثواب على الفعل والعقاجب‬
‫على التك‪.‬‬
‫وأماج على الول فاجلواجب‪ :‬ماج طلب الشاجرع فعله طلباجا جاجزماجا كاجلصلةر والزكاجةر وبر الوالدمين وصلة الرحاجم‬
‫والوفاجءا باجلوعدم والصدمق‪.‬‬
‫وخرج باجلقيدم الول الرم والكروه والباجح‪ ،‬وباجلقيدم الثاجن الندموب‪.‬‬
‫وحكم الواجب فعلا وتركاجا ماج ذكره الصنف من أن فاجعله يثاجب وتاجركه يعاجقب‪ ،‬وهذا يتاجج إل أمرين‪:‬‬
‫الول‪ :‬قيدم المتثاجل للثواب أي يثاجب على فعله امتثاجلا)‪.(4‬‬
‫الثاجن‪ :‬لو عب بقوله‪) :‬ويستحق تاجركه العقاجب( بدمل )ويعاجقب( لكاجن أحسن لن من الواجباجت ماجل يلزم‬
‫من تركه العقاجب‪ ،‬بل هو تت الشيئة مثل بر الوالدمين‪ ،‬قاجل تعاجل‪[ :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون‬
‫ذلك لمن يشاء ])‪ ،(5‬وقدم أجاجب بعض شراح الورقاجت عن استقاجمة العباجرةر بوابي‪ .‬فقدم قاجل جلل الدمين اللي‪:‬‬
‫)( سورةر الج‪ ،‬آية ‪.36‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر شرح الكوكب الني )‪.(1/89‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر شرح الكوكب الني )‪.(1/349‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( وذلك كاجلصلةر والصوم‪ ،‬وأماج قضاجءا الدمين ورد الودائع والنفاجق على الزوجة فيصح بدمون نية‪ .‬ولكن ل ثواب إل بنية‪ .‬انظر )نثر الورود على مراقي‬ ‫‪4‬‬

‫السعود ‪ (1/54‬شرح الكوكب الني ‪.1/349‬‬


‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية ‪.48‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪16‬‬
‫)ويكفي ف صدمق العقاجب وجوده لواحدم من العصاجةر مع العفو عن غيه‪ ،‬ويوز أن يريدم‪ :‬ويتتب العقاجب على‬
‫تركه‪ .‬كمحاج عب به غيه فل يناجف العفو()‪ (1‬أ هـ‪ .‬والواب الثاجن أحسن لن ترتب العقاجب ل يلزم فيه حصول‬
‫العقاجب وال أعلم‪.‬‬
‫وللجواب تقسيمحاجت أههاج ثلثة‪:‬‬
‫التقسيم الول‪ :‬باجعتباجر الفعل‪ .‬وهو نوعاجن‪:‬‬
‫معي‪ ،‬وهو الكثر‪ .‬وهو الواجب الذي ل يقوم غيه مقاجمه كاجلصلةر والصوم ونوهاج‪.‬‬ ‫‪(1‬‬

‫مبهم‪ .‬ف أقساجم مصورةر يزي فعل واحدم منهاج كخصاجل الكفاجرةر من عتق أو إطعاجم أو صوم‪.‬‬ ‫‪(2‬‬

‫التقسيم الثاجن‪ :‬باجعتباجر الوقت‪ .‬وهو نوعاجن‪:‬‬


‫واجب مضيق‪ .‬وهو ماج تعي له وقت ل يزيدم على فعله كصوم رمضاجن‪.‬‬ ‫‪(1‬‬

‫واجب موسع‪ .‬وهو ماج كن وقته العي يزيدم على فعله كاجلصلةر‪.‬‬ ‫‪(2‬‬

‫التقسيم الثاجلث‪ :‬باجعتباجر الفاجعل‪ .‬وهو نوعاجن‪:‬‬


‫واجب عين‪ :‬وهو ماجل تدمخله النياجبة مع القدمرةر وعدمم الاججة كاجلصلوات المحس‪ ،‬فمحاج دامت القدمرةر‬ ‫‪(1‬‬
‫موجودةر وجب على الكلف أن يفعل بنفسه أماج مع عدمم القدمرةر ففي السألة تفصيل حسب نوعية‬
‫العباجدةر‪. .‬‬
‫واجب كفاجئي‪ :‬وهو ماج يسقطه فعل البعض ولو مع القدمرةر وعدمم الاججة كاجلصلةر على اليت ودفنه‬ ‫‪(2‬‬
‫فاجلواجب الكفاجئي يتحتم أداؤاه على جاجعة الكلفي‪ ،‬فإذا قاجم به بعضهم سقط عن الباجقي)‪ .(2‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬

‫)( شرح اللي ص ‪.7‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر الكم التكليفي للبياجنون ص ‪.97‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 2-3‬المندوب والمباح‬

‫)والمندوب ما يثاب على فعله ول يعاقب على تركه‪ .‬والمباح مال يثاب على فعله ول يعاقب‬
‫على تركه(‪.‬‬
‫القسم الثاجن‪ :‬الندموب‪ .‬وهو لغة‪ :‬اسم مفعول من الندمب وهو الدمعاجءا إل الفعل‪ ،‬وقيدمه بعضهم باجلدمعاجءا‬
‫إل أمر مهم‪ ،‬قاجل الشاجعر‪:‬‬
‫في النائبات على ما قال برهانا‬ ‫ل يسألون أخاهم حين يندبهم‬
‫واصطلحااج‪ :‬ماج طلب الشاجرع فعله طلباجا غي جاجزم كاجلسواك والرواتب والتطيب يوم المحعة‪.‬‬
‫والقيدم الول لخراج الرم والكروه والباجح‪ .‬والقيدم الثاجن لخراج الواجب‪.‬‬
‫والندموب كمحاج قاجل الصنف يثاجب الكلف على فعله وذلك بقصدم المتثاجل‪ ،‬ول يعاجقب على تركه‪.‬‬
‫والندموب خاجدم للواجب فهو دافع قوي على اللتزام باجلواجباجت إضاجفة إل أنه يب النقص فيهاج كمحاج‬
‫دلت السنة على ذلك)‪ (1‬يقول الشاجطب رحه ال )الندموب إذا اعتبته اعتباجرا أعم وجدمته خاجدماجا للواجب‪ ،‬لنه إماج‬
‫مقدممة له أو تذكاجر به كاجن من جنسه الواجب أو ل‪ .‬فاجلذي من جنسه الواجب كنوافل الصلوات مع فرائضهاج‪،‬‬
‫والذي من غي جنسه كاجلسواك وتعجيل الفطاجر وتأخي السحور ‪ ،(2)(. .‬ومعن كلمه – رحه ال – أن من‬
‫حاجفظ على الندموباجت حاجفظ على الواجباجت ومن قصر ف الندموباجت فهو عرضة لن يقصر ف الواجباجت ‪.‬‬
‫وجهور الصوليي على أن الندموب مأمور به حقيقة كمحاج تقدمم ف التعريف‪ ،‬لن الندموب طاجعة‪ ،‬والطاجعة‬
‫تكون باجمتثاجل أمر ال تعاجل‪ ،‬فكاجن الندموب مأمورا به حقيقة‪ .‬قاجل تعاجل‪[ :‬إن ال يأمر بالعدل والحسان ]‬
‫)‪(3‬‬

‫وهذا أمر عاجم يشمحل الواجب والندموب‪ ،‬وسيأت إن شاجءا ال تعاجل ف باجب المر انقساجم المر إل أمر إياجب‬
‫وأمر استحباجب وال أعلم‪.‬‬
‫ل‪ .‬وهذا على رأي المحهور خلفاجا للحناجف الذين جعلوا‬
‫ويسمحى الندموب‪ :‬سنة ومستحباجا وتطوعاجا ونف ا‬
‫الندموب مرادفاجا للنفل ول كراهة عندمهم ف تركه‪ ،‬وفرقوا بي السنة والنفل‪ ،‬فجعلوهاج أعلى منه رتبة‪ .‬فإن كاجنت‬
‫مؤكدمةر فتكهاج مكروه تريااج‪ ،‬وإن كاجنت غي مؤكدمةر فتنـزيهاج)‪.(4‬‬
‫)( انظر‪ :‬تفة الحوذي )‪.(2/462‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الوافقاجت ‪.1/151‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النحل‪ ،‬آية ‪.90‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر الكم التكليفي ص ‪.171 ،163‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪18‬‬
‫والقسم الثاجلث‪ :‬الباجح‬
‫وهو لغة‪ :‬العلن والأذون فيه‪ .‬يقاجل‪ :‬باجح فلن بسره‪ :‬أظهره‪ ،‬وأباجح الرجل ماجله‪ :‬أذن ف الخذ والتك‪.‬‬
‫واستباجح الناجس العشب‪ :‬أقدمموا على رعيه‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬ماج ل يتعلق به أمر ول ني لذاته كاجلغتساجل للتبد‪ ،‬والباجشرةر لياجل الصياجم‪ ،‬وخرج باجلقيدم‬
‫الول وهو ) ماج ل يتعلق به أمر( الواجب والندموب لنه مأمور بمحاج‪.‬‬
‫وخرج باجلقيدم الثاجن وهو )ول ني( الرم والكروه لنه منهي عنهمحاج‪.‬‬
‫وخرج باجلقيدم الثاجلث وهو )لذاته( ماج إذا كاجن الباجح وسيلة لأمور به‪ ،‬فإنه يتعلق به أمر لكن ل لذات‬
‫الباجح‪ ،‬بل لكونه صاجر وسيلة‪ ،‬أو كاجن الباجح وسيلة لنهي عنه فإنه يتعلق به ني‪ ،‬لكن ل لذاته وإناج لكونه صاجر‬
‫وسيلة‪ .‬ومثاجل الول‪ :‬الكل فهو مباجح ف الصل لكن لو توقف عليه بقاجءا الياجةر صاجر مأمورا به لاج تقدمم‪ .‬ومثاجل‬
‫الثاجن‪ :‬أكل الفاجكهة – مثلا – فهو مباجح لكن لو أدى تفويق صلةر المحاجعة ف السجدم صاجر منهياجا عنه كمحاج‬
‫تقدمم‪.‬‬
‫ومن تعريف الباجح يتضح أنه ليس مأمورا به‪ ،‬لن المر يستلزم إياجب الفعل أو ترجيحه‪ ،‬ول ترجيح‬
‫للفعل على التك ف الباجح‪ ،‬بل هاج سواءا‪.‬‬
‫وأماج حكم الباجح فهو كمحاج ذكر الصنف ل ثواب ف فعله ول عقاجب ف تركه‪ ،‬وهذا مذهب جهور‬
‫الصوليي‪ ،‬والراد بذلك الباجح الباجقي على وصف الباجحة‪ ،‬أماج الباجح الذي يكون وسيلة لأمور به أو منهي عنه‬
‫فهذا حكمحه حكم ماج كاجن وسيلة إليه كمحاج ذكرناج‪.‬‬
‫وثبت الباجحة بصيغ كثيةر وردت ف النصوص الشرعية ومنهاج‪:‬‬
‫نفي الث والناجح والرج)‪ (1‬كقوله تعاجل‪[ :‬ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم ]‬
‫)‪(2‬‬
‫‪(1‬‬
‫وقوله تعاجل‪[ :‬ليس على العمى حرج ول على العرج حرج ول على المريض حرج ])‪،(3‬‬
‫وقوله تعاجل‪[ :‬إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير ال فمن اضطر‬
‫غير باغ ول عاد فل إثم عليه ])‪.(4‬‬

‫)( هذا ليس على إطلقه‪ .‬قاجل الشاجطب رحه ال‪) :‬إذا قاجل الشاجرع ف أمر واقع "ل حرج فيه" فل يؤخذ منه حكم الباجحة‪ .‬إذ قدم يكون كذلك وقدم يكون‬ ‫‪1‬‬

‫مكروهااج‪ .‬فإن الكروه بعدم الوقوع ل حرج فيه فليتفقدم هذا ف الدلة( الوافقاجت )‪.(1/146‬‬
‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية ‪.198‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النور‪ ،‬آية ‪.61‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية ‪.173‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪19‬‬
‫النص على الل كقوله تعاجل‪[ :‬أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ])‪.(5‬‬ ‫‪(2‬‬
‫عدمم النص على التحري‪ .‬قاجل شيخ السلم ابن تيمحية رحه ال‪) :‬انتفاجءا دليل التحري دليل‬ ‫‪(3‬‬
‫على عدمم التحري()‪.(2‬‬
‫المتناجن باج ف العياجن من الناجفع وماج يتعلق باج من الفعاجل كقوله تعاجل‪[ :‬ومن أصوافها‬ ‫‪(4‬‬
‫وأوبارها وأشعارها أثاثال ومتاعال إلى حين ])‪.(3‬‬
‫القرائن الت تصرف المر من والوجوب إل الباجحة كقوله تعاجل‪[ :‬وإذا حللتم‬ ‫‪(5‬‬
‫فاصطادوا ])‪ (4‬ويأت هذا ف باجب المر إن شاجءا ال‪.‬‬
‫ويطلق على الباجح لفظ اللل والاجئز‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬ماج وجه إدخاجل الباجح ف الحكاجم التكليفية مع أنه ل كلفة فيه؟‬
‫فاجلواب‪ :‬ماج قاجله جهور الصوليي من أن إدخاجل الباجح ف الحكاجم التكليفية إناج هو على سبيل‬
‫التغليب‪ .‬وهذا استعمحاجل مألوف معروف ف اللغة العربية وأساجليبهاج مثل‪) :‬السودان( للتمحر والاجءا‪.‬‬
‫و)البوان( للم والب)‪ (5‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية ‪.187‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( القواعدم النورانية ص ‪.200‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النحل‪ ،‬آية‪ ،80 :‬بدمائع الفوائدم )‪.(4/6‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.2 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الكم التكليفي للبياجنون ص ‪.54‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ 4-5‬المحظور والمكروه‬

‫)والمحأظور ما يثاب على تركه ويعاقب على فعله‪ .‬والمكروه‪ :‬ما يثاب على تركه ول يعاقب‬
‫على فعله(‪.‬‬
‫الرابع من أقساجم الكم التكليفي‪ :‬الظور‪.‬‬
‫وهو لغة‪ :‬اسم مفعول من الظر بعن النع يقاجل حظرت الشيءا إذا حرمته‪ ،‬وهو راجع إل النع ومنه قوله‬
‫تعاجل‪[ :‬وما كان عطاء ربك محظورال ])‪.(1‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬ماج طلب الشرع تركه طلباجا جاجزماجا من الفعاجل كعقوق الوالدمين وإسباجل الثياجب‪ ،‬أو القوال‬
‫كاجلغيبة والنمحيمحة‪ ،‬أو أعمحاجل القلوب كاجلقدم والسدم‪.‬‬
‫والقيدم الول‪ :‬لخراج الواجب والندموب والباجح‪.‬‬
‫والقيدم الثاجن‪ :‬لخراج الكروه‪.‬‬
‫والرام ضدم اللل‪ .‬يقاجل‪ :‬هذا حلل وهذا حرام‪ ،‬كمحاج قاجل تعاجل‪[ :‬ول تقولوا لما تصف ألسنتكم‬
‫الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب ])‪ .(2‬وأماج قول الصوليي )الرام ضدم الواجب( فإناج هو‬
‫باجعتباجر تقسيم أحكاجم التكليف فيعدرف الرام بضدم تعريف الواجب كمحاج ذكرناج‪.‬‬
‫وحكم الرم ماج ذكره الؤلف من أنه يثاجب على تركه لكن بقصدم المتثاجل‪ ،‬وذلك باجن يكف نفسه عن‬
‫الرم امتثاجلا لنهي الشرع قاجصدما بذلك وجه ال تعاجل‪ ،‬فلو تركه لنحو خوف من ملوق أو حياجءا أو رياجءا أو عجز‪،‬‬
‫مسللمم من الث لنه ل يرتكب حرامااج‪ ،‬ولكن ل أجر له‪ ،‬لنه ل يقصدم وجه ال باجلتك للحرام)‪.(3‬‬
‫وأماج فاجعل الرم بل عذر فهو مستحق للعقاجب ول يلزم تققه فهو تت الشيئة‪ ،‬وتقدمم الكلم على ذلك‬
‫ف الواجب‪.‬‬
‫ويسمحى الرم مظورا كمحاج عب به الصنف‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والكروه ماج يثاجب على تركه ول يعاجقب على فعله( هذا الاجمس من الحكاجم التكليفية وهو‬
‫)الكروه( وهو لغة اسم مفعول مشتق من الكراهة وهو البغض فاجلكروه بعن البغض بوزن اسم الفعول‪.‬‬

‫)( سورةر السراءا‪ ،‬آية‪.20 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر النحل‪ ،‬آية‪.116 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( بل قاجل بعضهم‪ :‬يأث لن تقدمي خوف الخلوق على خوف ال تعاجل مرم وكذا الرياجءا‪ .‬انظر ممحوع الفتاجوى )‪ ،(14/22) (10/720‬ففيهمحاج مبحث‬ ‫‪3‬‬

‫نفيس حول هذا الوضوع‪ .‬وانظر )نثر الورود ‪.(1/54‬‬

‫‪21‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬ماج طلب الشرع تركه طلباجا غي جاجزم كاجللتفاجت ف الصلةر باجلرقبة والخذ والعطاجءا‬
‫باجلشمحاجل‪.‬‬
‫والقيدم الول لخراج ماج تقدمم ف الظور‪ .‬والقيدم الثاجن لخراج الظور‪.‬‬
‫والكروه يثاجب تاجركه امتثاجلا ول يعاجقب فاجعله‪.‬‬
‫واعلم أن للمحكروه ثلثة اصطلحاجا عندم العلمحاجءا‪:‬‬
‫الول‪ :‬ماج ني عنه ني تنـزيه‪ ،‬وهو ماج تقدمم تعريفه لن الحكاجم أربعة‪ ،‬وكل واحدم قدم خص باجسم غلب‬
‫عليه‪ ،‬فينبغي أن الكروه إذا أطلق ينصرف إل مسمحاجه دون غيه ماج قدم يستعمحل فيه‪.‬‬
‫الثاجن‪ :‬الرام‪ .‬وهو غاجلب إطلقاجت التقدممي كاجلماجم أحدم والشاجفعي رحهمحاج ال حيث يعبون عن الرام‬
‫بلفظ الكراهة تورعاجا وحذرا من الوقوع ف النهي عن القول هذا حلل وهذا حرام‪ ،‬لقوله تعاجل‪[ :‬ول تقولوا لما‬
‫تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب ])‪ (1‬ولكن كثيا من التأخرين غلطوا‬
‫على أئمحتهم ففسروا لفظ الكراهة ف كلمهم بكراهة التنـزيه وهذا ل ترده الئمحة‪ ،‬ومن كلم الماجم أحدم رحه‬
‫ال‪) :‬أكره التعة والصلةر ف القاجبر( وهاج مرماجن‪ ،‬وف متصر الرقي‪) :‬ويكره أن يتوضأ ف آنية الذهب والفضة(‪.‬‬
‫قاجل ابن قدمامة‪) :‬أراد باجلكراهة التحري‪ ،‬ول أعلم فيه خلفااج( أ هـ)‪ .(2‬وذلك لقياجم الدمليل على التحري‪.‬‬
‫أماج إذا ورد لفظ الكراهة ف كلم الماجم أحدم من غي أن يدمل دليل من خاجرج على إرادةر التحري أو‬
‫التنـزيه فقيل يمحل على كراهة التحري‪ .‬وقيل‪ :‬على كراهة التنـزيه‪ .‬وهو قول الطوف‪ .‬قاجل ف شرح الكوكب الني‪:‬‬
‫)واختاجره أكثر الصحاجب( أ هـ)‪ .(3‬ومن ذلك قول الماجم أحدم رحه ال‪) :‬أكره النفخ ف الطعاجم وإدماجن اللحم‬
‫والبز الكباجر( وكراهة ذلك للتنـزيه)‪ (4‬وال أعلم‪.‬‬
‫والثاجلث من الصطلحاجت ف لفظ الكروه‪ :‬ترك الول‪ .‬وهذا أهله جهور الصوليي‪ .‬وذكره الفقهاجءا وهو‬
‫واسطة بي الكراهة والباجحة‪ .‬والفرق بي الكروه وخلف الول‪ :‬أن ماج ورد فيه ني مقصود يقاجل فيه مكروه كمحاج‬
‫تقدمم‪ .‬وماج ليس فيه ني مقصود يقاجل فيه‪ :‬خلف الول‪ ،‬ول يقاجل مكروه كتك سنة الظهر – مثلا – قاجل ف‬
‫البحر اليط بعدم أن عرض أقوال العلمحاجءا )والتحقيق أن خلف الول قسم من الكروه ودرجاجت الكروه تتفاجوت‬
‫كمحاج ف السنة ول ينبغي أن يعدم قسمحاجا آخر وإل لكاجنت الحكاجم ستة وهو خلف العروف أو كاجن خلف‬
‫الول خاجرجاجا عن الشريعة وليس كذلك)‪.(5‬‬

‫)( سورةر النحل‪ ،‬أية‪.116 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الغن )‪.(1/101‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( شرح الكوكب الني )‪.(1/420‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر إعلم الوقعي ‪.1/39‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( البحر اليط )‪ (1/303‬وانظر الكم التكليفي ص ‪ ،226‬الكم الوضعي عندم الصوليي ص ‪.40‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪22‬‬
‫بعض الحكام الوضعية‬

‫)والصأحأيح‪ :‬ما يتعلق به النفوذ ويعتد به‪ .‬والباطل‪ :‬ما ل يتعلق به النفوذ ول يعتد به(‬

‫الصحيح والباجطل من أقساجم الكم الوضعي لنمحاج حكم من الشاجرع على العباجدات والعقود وتبن عليهمحاج‬
‫الحكاجم الشرعية‪.‬‬
‫والصحيح لغة‪ :‬السليم من الرض‪ .‬قاجل الشاجعر‪:‬‬
‫سواء صحيحات العيون وعورها‬ ‫وليل يقول المرء من ظلماته‬
‫واصطلحااج‪ :‬ماج يتعلق به النفوذ ويعتدم به عباجدةر كاجن أم عقدماا‪.‬‬
‫فاجلعقود توصف توصف باجلنفوذ والعتدماد‪ ،‬وأماج العباجدةر فتوصف باجلعتدماد فقط‪ .‬فاجلعتدماد لفظ يصدمق‬
‫على كل منهمحاج‪ ،‬ولو اكتفى به الؤلف لكاجن أخصر إل أن يقاجل‪ :‬إنه جع بينهمحاج لقصدم اليضاجح للطاجلب‬
‫البتدمئ‪.‬‬
‫ول يعتدم باجلعباجدةر أو العقدم إل إذا توفرت الشروط وانتفت الوانع‪ ،‬فيحكم باجلصحة‪ ،‬فمحن صلى صلةر‬
‫متمحعة شروطهاج وأركاجناج منتفية موانعهاج فهي صحيحة أي معتدم باج شرعااج‪ .‬ومن باجع بيعاجا كذلك فهو ناجفذ ومعتدم‬
‫به‪.‬‬
‫والنفوذ لغة‪ :‬الاجوزةر‪ ،‬وأصله من نفوذ السهم‪ ،‬وهو بلوغ القصود من الرمي‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬التصرف الذي ل يقدمر متعاجطيه على رفعه‪.‬‬
‫وذلك مثل عقدم البيع والجاجرةر والنكاجح ونوهاج‪ .‬فإذا وقع العقدم على وجه صحيح ل يقدمر أحدم التعاجقدمين‬
‫على رفعه‪.‬‬
‫واعلم أن العباجدةر لاج أثر وهو براءاةر ذمة الكلف وسقوط الطلب‪ .‬والعقدم له أثر وهو الثمحرةر القصودةر من‬
‫العقدم‪ .‬فإذا حكم بصحة العباجدةر والعقدم ترتب الثر على الفعل فبئت الذمة ف باجب العباجدات وترتبت الثاجر ف‬
‫باجب العقود فكل عقدم له ثرةر خاجصة‪ ،‬فاجلبيع – مثلا – ثرته نقل اللكية‪ ،‬والجاجرةر استيفاجءا النفعة لحدم‬
‫التعاجقدمين‪ ،‬واستحقاجق الجر للخر ونو ذلك‪.‬‬
‫والباجطل لغة‪ :‬الذاهب ضياجعاجا وخسراا‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬عكس الصحيح كمحاج ذكره الصنف‪ ،‬فهو الذي ل يتعلق به نفوذ ول اعتدماد‪ ،‬وذلك بأن‬
‫يتل شرط من الشروط أو يوجدم ماجنع من الوانع‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وف الباجطل ل تتتب الثاجر على الفعل‪ ،‬ففي الصلةر ل تبأ ذمة الكلف ول يسقط الطلب‪ ،‬وف العقدم ل‬
‫تتتب الثمحرةر القصودةر من العقدم على العقدم‪.‬‬
‫فإذا صلى بدمون طهاجرةر فصلته باجطلة‪ ،‬وإذا باجع ماجلا يلك فاجلبيع باجطل‪ ،‬لختلل شرط الصلةر والبيع‪.‬‬
‫ولو صلى نفلا مطلقاجا ف وقت ني فاجلصلةر باجطلة‪ ،‬أو باجع بعدم الندماءا الثاجن يوم المحعة على وجه ل يباجح فاجلبيع‬
‫باجطل على القول الصحيح‪ ،‬كمحاج نص عليه القرطب ف تفسيه)‪ (1‬وذلك لوجود الاجنع من الصحة‪.‬‬
‫والباجطل والفاجسدم بعن واحدم على قول المحهور إل ف مساجئل فرقوا فيهاج بي الفاجسدم والباجطل‪ ،‬وأشهرهاج‬
‫مسألتاجن)‪:(2‬‬
‫ف الج فرقوا بينهمحاج‪ ،‬فقاجلوا الفاجسدم ماج وطئ فيه الرم قبل التحلل الول‪ ،‬والباجطل ماج ارتدم فيه‬ ‫‪(1‬‬

‫عن السلم‪ ،‬ففي الول يفسدم حجة ويلزم التاجم‪ ،‬وف الثاجن يبطل إحرامه ويلزمه الروج منه‪.‬‬
‫ف النكاجح‪ :‬فقاجلوا‪ :‬الفاجسدم‪ :‬ماج اختلفت العلمحاجءا ف فساجده كاجلنكاجح بل ول‪ ،‬والباجطل ماج‬ ‫‪(2‬‬

‫أجع العلمحاجءا على بطلنه كنكاجح العتدمةر أو نكاجح خاجمسه‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( انظر تفسي القرطب )‪.(18/108‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر التمحهيدم للسنوي ص )‪ (59‬والقواعدم والفوائدم الصولية لبن اللحاجم ص)‪.(110‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫تعريف العلم والجهل‬

‫)والفقه أخص من العلم‪ :‬والعلم معرفة العلوم على ما هو به في الواقع‪ .‬والجاهل تصأور الشيء‬
‫على خلفا ما هو به في الواقع(‪.‬‬

‫الراد باجلفقه هناج العن الشرعي ل العن اللغوي‪ ،‬لن الفقه ف الصطلح معرفة الحكاجم الشرعية كمحاج‬
‫تقدمم‪ ،‬والعلم أعم منه‪ ،‬لنه يصدمق على العلم باجلتفسي والدميث والنحو والبلغة وغي ذلك‪ ،‬فصاجر الفقه أخص‬
‫من العلم‪ ،‬فكل فقه علم وليس كل علم فقهااج‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والعلم‪ :‬معرفة العلوم على ماج هو به()‪.(1‬‬
‫والراد باجلعرفة‪ :‬الدراك والراد باجلعلوم‪ :‬أي ماج من شأنه أن يعلمحن وهذا التعريف فيه قيدمان وبقي قيدم ثاجلث‬
‫وهو معرفة جاجزمة)‪ .(2‬فاجلقيدم الول‪) :‬معرفة العلوم( وهذا يرج عدمم الدراك أصلا وهو الهل البسيط‪ ،‬كأن يقاجل‪:‬‬
‫عدرف الندموب‪ .‬فيقول‪ :‬ل أدري‪.‬‬
‫والقيدم الثاجن‪) :‬على ماج هو به( أي على الذي هو عليه ف الواقع‪ .‬وهذا القيدم يرج معرفة الشيءا على‬
‫وجه ياجلف ماج هو عليه وهو الهل الركب‪ .‬وقدم عرفه بقوله‪) :‬تصور الشيءا على خلف ماج هو به( وف بعض‬
‫النسخ‪) :‬على خلف ماج هو عليه ف الواقع( وهذا أوضح‪.‬‬
‫والراد باجلتصور‪ :‬الدراك الاجل عن الكم‪ ،‬وتأمل كيف عب عن العلم بقوله‪) :‬معرفة()‪ (3‬وف الهل بقوله‪:‬‬
‫)تصور( لن الهل ليس بعرفة‪ ،‬وإناج هو حصول الشيءا ف الذهن فهو تصور‪.‬‬
‫ومثاجل الهل الركب‪ :‬هل توز الصلةر باجلتيمحم عندم عدمم الاجءا؟ فيقول‪ :‬ل توز‪.‬‬
‫وسأي جهلا مركباجا لن صاجحبه يعتقدم الشيءا ويتصوره على خلف ماج هو عليه فهذا جهل‪ ،‬ويعتقدم أنه‬
‫يعتقدمه على ماج هو عليه فهذا جهل آخر‪ .‬ففيه جهلن‪ :‬جهل باجلدممرك وجهل بأنه جاجهل‪ ،‬وأماج البسيط ففيه عدمم‬
‫الدراك باجلكلية)‪.(4‬‬
‫وأماج القيدم الثاجلث‪ :‬فهو لخراج العرفة غي الاجزمة‪ ،‬فإن تساجوي المران فهو شك‪ ،‬وإن ترجح أحدمهاج‬
‫على الخر فاجلراجح ظن‪ ،‬والرجوح وهم‪ .‬وسنذكر ذلك قريباجا إن شاجءا ال‪.‬‬
‫أقســـام العلـــم‬
‫)( يطلق العلم – أيضاجا – على ممحوعة معاجرف طنية راجعة ومنهاج ماج هي قطعي بشرط أن تكون منظمحة حول موضوع ماج كعلم الفقه وعلم الصول وعلم‬ ‫‪1‬‬

‫النحو وعلم البلغة وغيهاج‪) .‬ضوابط العرفة ص ‪ .(124‬وانظر )الساجئل الشتكة بي أصول الدمين وأصول الفقه( ص‪.35/‬‬
‫)( انظر الصول من علم الصول ص ‪.10‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( للعلمحاجءا كلم طويل ف الفرق بي العلم والعرفة‪ .‬وهل هاج متادفاجن أو متلفاجن‪ .‬فاجنظر مدمارج الساجلكي لبن القيم )‪ (3/335‬وبدمائع الفوائدم )‪.(2/61‬‬ ‫‪3‬‬

‫الدمود النيقة لزكرياج النصاجري ص‪.66/‬‬


‫)( انظر شرح العباجدي على الورقاجت الطبوع باجمش إرشاجد الفحول ص ‪ 39‬وشرح الكوكب الني )‪.(1/77‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪25‬‬
‫)والعلم الضروري ما ل يقع عن نظر واستدلل كالعلم الواقع بإحأدى الحأواس الخمس وهي‬
‫السمع والبصأر والشم واللمس والذوق أو بالتواتر‪ .‬وأما العلم المكتسب فهو ما يقع عن نظر‬
‫واستدلل‪ .‬والنظر هو الفكر في حأال المنظور فيه‪ .‬والستدلل طلب الدليل‪ .‬والدليل هو المرشد‬
‫إلى المطلوب(‪.‬‬
‫لاج عرف العلم ذكر أقساجمه‪ .‬والراد علم الخلوق فهو قسمحاجن‪:‬‬
‫العلم الضروري‪ :‬وهو ماج ل يقع عن نظر واستدملل‪ .‬وذلك إذا كاجن إدراك العلوم ضرورياجا ل يتاجج إل‬ ‫‪(1‬‬

‫نظر واستدملل كاجلعلم بأن الناجر حاجرةر‪ ،‬وأن الكعبة قبلة السلمحي‪،‬وأن ممحدما م رسول ال‪.‬‬
‫ومن العلم الذي ل يتاجج إل نظر واستدملل‪ :‬العلم الواقع بإحدمى الواس المحس الظــاجهرةر وهــي‪:‬‬
‫السمحع والبصر واللمحس والشم والذوق فإنه يصل العلم باج بدمون نظر ول استدملل‪ ،‬فلو سأع صهيل فرس‬
‫علم أنه صوته أو رأى لوناجا أبيض أو مس جسمحاجا علم أنه ناجعم أو خشن‪ .‬أو شم رائحة علم أناج طيبــة أو‬
‫كريهة أو ذاق طعاجماجا علم أنه حاجمض أو حلو‪.‬‬
‫وقوله )أو باجلتواتر( أي‪ :‬العلم الاجصل باجلتواتر من العلم الضروري‪ .‬وأشاجر بذلك إل أن من العلم‬
‫الضروري أشياجءا ل تدمرك باجلواس بل يستندم فيهاج إل خب جاجعة يستحيل تواطؤهم على الكذب كعلمحناج بوجود‬
‫بلدم ل نره ووقوع الوقاجئع ف الزمنة الاجضية ونو ذلك‪.‬‬
‫العلم النظري‪ :‬ويسمحى الكتسب‪ :‬وهو ماج يقع عن نظر واستدملل فقوله‪) :‬ماج يقع( أي ماج يصل من‬ ‫‪(2‬‬

‫العلم فـ )ماج( جنس ف التعريف وقوله‪) :‬عن نظر(‪ .‬قيدم يرج العلم الضروري‪ ،‬لنه حاجصل عن غي نظر‪،‬‬
‫مثل العلم بأن الذي نس‪ ،‬وأن طواف الوداع واجب‪ ،‬وأن الجاجرةر عقدم لزم‪.‬‬
‫ث عرف النظر والستدملل لنمحاج واقعاجن ف تعريف العلم الضروري نفياجا والكتسب إثباجتااج‪.‬‬
‫فاجلنظر لغة‪ :‬يطلق على معاجشن منهاج‪ :‬رؤاية العي‪ ،‬ومنهاج الفكر وهو الراد هناج‪.‬‬
‫واصطلحاجا عرفه بقوله‪) :‬هو الفكر ف حاجل النظور فيه( أي‪ :‬التفكي ف الشيءا النظور فيه طلباجا لعرفة‬
‫حقيقته‪ .‬لن النظر هو الطريق إل معرفة الحكاجم الشرعية إذا تت شروطه‪ ،‬وهي أن يكون الناجظر كاجمل اللة‬
‫كمحاج سيأت إن شاجءا ال ف الجتهاجد‪ ،‬وأن يكون نظره ف دليل ل ف شبهة وأن يستوف الدمليل ويعرف شروط‬
‫الستدملل‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والستدملل‪ :‬طلب الدمليل(‪ :‬السي والتاجءا للطلب كاجلستنصاجر طلب النصرةر‪ ،‬والراد باجلدمليل‪ :‬ماج‬
‫يستدمل به من نص أو إجاجع أو غيهاج‪ .‬والنظر والستدملل بعن واحدم‪ ،‬وهو أن كل منهمحاج يؤدي إل الطلوب‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫وجع بينهمحاج الصنف ف تعريف العلم الضروري والكتسب تأكيدماا‪ .‬وقاجل بعضهم‪ :‬النظر أعم من الستدملل‪ ،‬لنه‬
‫يكون ف التصورات والتصدميقاجت‪ ،‬والستدملل خاجص باجلتصدميقاجت)‪ (1‬وال اعلم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والدمليل هو الرشدم إل الطلوب( الدمليل فعيل بعن )فاجعل( من الدمللة وهي الرشاجد‪ ،‬فاجلدمليل هو‬
‫الرشدم إل الطلوب‪ .‬وهذا تعريف لغوي لنه عاجم‪ .‬فقدم يكون الدمليل مرشدما للمحطلوب‪ ،‬ول يسمحى دليلا ف‬
‫الصطلح‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬ماج يكن التوصل بصحيح النظر فيه إل مطلوب خبي‪.‬‬
‫وقولناج‪ :‬ماج‪ :‬اسم موصول‪ ،‬أي الذي يكن التوصل ‪. . .‬‬
‫بصحيح النظر‪ :‬هذا من إضاجفة الصفة إل الوصوف أي النظر الصحيح‪.‬‬
‫فيه‪ :‬أي ف ذلك الشيءا‪.‬‬
‫إل مطلوب خبي‪ ،‬أي تصدميقي‪ ،‬كأن يقاجل ف الدمللة على تري النبيذ‪ .‬النبيذ مسكر وكل مسكر حرام‬
‫لقوله م )كل مسكر حرام()‪ (2‬فيلزم عنه‪ :‬النبيذ حرام‪.‬‬
‫واعلم أن الدمليل اسم لاج كاجن موجباجا للعلم كاجلتواتر والجاجع وماج كاجن موجباجا للظن كاجلقياجس وخب‬
‫الواحدم ونو ذلك‪ ،‬وأماج ماج اشتهر عندم كثي من مؤلفي الصول بأن الليل هو ماج أفاجد العلم‪ .‬وأماج ماج يفيدم الظن‬
‫فهو أماجرةر‪ .‬والماجرةر أضعف من الدمليل‪ .‬فهو غي صحيح – والظاجهر أن هذه التفرقة جاجءات من العتـزلة ومن‬
‫وافقهم من نفاجةر الصفاجت – لن الدمليل هو ماج أرشدمك إل الطلوب‪ .‬فقدم يرشدمك مرةر إل العلم ومرةر إل الظن‪.‬‬
‫فاجستحق اسم الدمليل ف الاجلي‪ .‬والعرب ل تفرق بي ماج يوجب العلم‪ .‬وماج يوجب الظن ف إطلق اسم الدمليل‬
‫وقدم تعبدمناج ال بكل منهمحاج)‪ (3‬وال اعلم‪.‬‬

‫)( التصور‪ :‬إدراك معن الفرد من غي أن يكم عليه بنفي أو إثباجت كإدراك معن النساجن ومعن الكاجتب ومعن الشجر ونو ذلك‪ ،‬والتصدميق هو إثباجت‬ ‫‪1‬‬

‫أمر لمر باجلفعل أو نفيه عنه باجلفعل‪ .‬وهو السناجد البي عندم البلغيي‪ ،‬والمحلة السأية عندم النحويي‪ .‬نو الكاجتب إنساجن‪ .‬فإدراك معن النساجن ومعن‬
‫الكاجتب تصور‪ .‬وإدراك كون النساجن كاجتباجا باجلفعل أو ليس كاجتباجا باجلفعل تصدميق‪ .‬ومنه العاجل حاجدث‪ .‬العاجل ليس بقدمي‪ .‬انظر آداب البحث والناجظرةر‬
‫للشنقيطي ‪.9 ،1/8‬‬
‫)( أخرجه التمذي برقم ‪ 1865‬والنساجئي )‪ (8/297‬انظر جاجمع الصول )‪.(5/91‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر العدمةر لبأ يعلى )‪ (132 ،1/131‬اللمحع ف أصول الفقه ص ‪ .49‬الساجئل الشتكة بي أصول الدمين وأصول الفقه ص ‪.23‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪27‬‬
‫تعريف الظن والشك‬

‫)والظن تجاويز أمرين أحأدهما أظهر من الخر‪ ،‬والشك تجاويز أمرين ل مزية لحأدهما على‬
‫الخر(‪.‬‬
‫لاج فرغ الصنف من تعريف العلم وبياجن أقساجمه ذكر ماج يقاجبله وهو الظن إذ ليس هو من العلم‪ .‬لن العلم‬
‫هو الدراك الاجزم كمحاج تقدمم‪ .‬والدراك غي الاجزم ل يلو من حاجلي‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يتساجوى المران‪ ،‬فل يتجح أحدمهاج على الخر عندم الدوز )بكسر الواو(‪ ،‬وإن كاجن أحدمهاج‬
‫أرجح عندم غيه أو ف الواقع‪ .‬وهذا هو الشك‪ .‬كأن يقول‪ :‬ل أدري طفت ثلثة أشواط أو أربعة‪.‬‬
‫الثاجن‪ :‬أن يتجح عندمه أحدم المرين على الخر‪ .‬فاجلراجح ظن‪ ،‬والرجوح وهم‪ :‬كأن يقول‪ :‬طفت أربعة‬
‫أشواط ويتمحل أناج ثلثة‪ ،‬والظن درجاجت أعلهاج غلبة الظن كمحاج سيأت إن شاجءا ال‪.‬‬
‫والشك ضدم اليقي جاجءا ف لساجن العرب)‪) (1‬اليقي العلم)‪ (2‬وإزاحة الشك وتقيق المر‪ .‬واليقي ضدم‬
‫الشك‪ . .‬وهو ف الصل بعن الستقرار‪ .‬يقاجل‪ :‬يقن الاجءا ف الوض إذا استقر ودام(‪.‬‬
‫والشك ف الصل التصاجل وللزوق‪ ،‬ومنه حدميث الغاجمدمية )أمر باج فشكت عليهاج ثياجباج ث رجت()‪ (3‬أي‬
‫شدمت عليهاج وجعت‪.‬‬
‫ث صاجر هذا اللفظ يطلق على التدد ف شيئي بيث ل ييل القلب إل أحدمهاج‪ .‬وقول الصنف رحه ال‪:‬‬
‫)والظن تويز ‪ (. . .‬فيه مساجمة فإن الظن ليس هو تويزاا‪ ،‬وإناج هو الطرف الراجح القاجبل للطرف الرجوح‪ ،‬وهو‬
‫الوهم كمحاج ذكرناج‪.‬‬
‫وأماج غلبة الظن فهو قوةر الظن فإن الظن يتزايدم ويكون بعض الظن أقوى من بعض‪ .‬قاجل أبو هلل‬
‫العسكري‪) :‬غلبة الظن عباجرةر عن طمحأنينة الظن‪ ،‬وهي رجحاجن أحدم الاجنبي على الاجنب الخر رجحاجناجا مطلقاجا‬
‫يطرح معه الاجنب الخر‪ .‬أ هـ()‪.(4‬‬
‫والظن وغلبة الظن كل منهمحاج يقوم مقاجم اليقي عندم الفقهاجءا‪ ،‬ويوز بناجءا الحكاجم الشرعية عليه إذا فقدم‬
‫اليقي الذي قلمحاج يصل عندم الجتهاجد)‪ (5‬ولذا يب العمحل بب الواحدم إذا كاجن ثقة‪ ،‬ويب العمحل بشهاجدةر‬

‫)( انظر اللساجن )‪.(13/457‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فرق أبو هلل العسكري بي العلم واليقي فقاجل‪ :‬العلم هو اعتقاجد الشيءا على ماج هو به على سبيل الثقة‪ .‬واليقي هو سكون النفس وثلج الصدمر باج‬ ‫‪2‬‬

‫علم‪ ،‬أ هـ الفروق ف اللغة ص ‪.73‬‬


‫)( أخرجه مسلم برقم ‪.1696‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الفروق ف اللغة ص ‪.79‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( لشيخ السلم ابن تيمحية – رحه ال – كلم مفيدم حول هذا الوضوع فراجعه ف كتاجبه )الستقاجمة( ج ‪ 1‬ص ‪ 47‬وماج بعدمهاج‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪28‬‬
‫الشاجهدمين وخب القومي إذا كاجناج عدملي‪ .‬ويب استصحاجب حكم الاجل الساجبق حاجل الشك‪ ،‬مثل الشك ف‬
‫الدمث بعدم الطهاجرةر‪ ،‬لن الظاجهر بقاجؤاه‪ ،‬وعدمم حدموث الشكوك فيه‪ ،‬قاجل العلمة ابن فرحون ف كتاجبه )تبصرةر‬
‫الكاجم()‪) :(1‬تنبيه‪ :‬وينـزل منـزلة التحقيق الظن الغاجلب‪ ،‬لن النساجن لو وجدم وثيقة ف تركة مورثة أو وجدم ذلك‬
‫بطه‪ ،‬أو بط من يثق به‪ ،‬أو أخبه عدمل بق‪ ،‬النقول جواز الدمعوى بثل هذا‪ ،‬واللف بجرده‪ .‬وهذه السباجب‬
‫ل تفيدم إل الظن دون التحقيق‪ ،‬لكن غاجلب الحكاجم والشهاجدات إناج تنبن على الظن‪ ،‬وتنتـزل منـزلة التحقيق(‪ .‬أ‬
‫هـ‪.‬‬
‫وف الفقه مساجئل عدميدمةر حكم فيهاج باجلصحة بناجءا على ماج ف ظن الكلف)‪.(2‬‬
‫وأماج ماج ورد من النهي عن العمحل باجلظن‪ .‬فهو الظن الرجوح الذي ل يقوم عليه دليل‪ .‬بل هو قاجئم على‬
‫الوى والغرض الخاجلف للشرع قاجل تعاجل‪[ :‬إن يدتبعون إل الظن وإن الظن ل يغني من الحق شيئا ])‪ (3‬وقاجل‬
‫تعاجل‪[ :‬إن يدتبعون إل الظن وما تهوى النفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ])‪ (4‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( ص ‪) 129‬باجمش كتاجب فتح العلي الاجلك(‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر القواعدم والفوائدم الصولية لبن اللحاجم ص ‪ 82‬والتمحهيدم للسنوي ص ‪.65‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النجم‪ ،‬آية‪.28 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر النجم‪ ،‬آية‪.23 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪29‬‬
‫تعريف أصول الفقه وأبوابه‬

‫)وعلم أصأول الفقه‪ :‬طرقه على سبيل الجامال وكيفية الستدلل بها‪ .‬وأبواب أصأول الفقه‪:‬‬
‫أقسام الكلم‪ ،‬والمر والنهي‪ ،‬والعام والخاص‪ ،‬والمجامل والمبين‪ ،‬والظاهر والمؤول‪ ،‬والفعال‬
‫والناسخ والمنسوخ‪ ،‬والجاماع والخبار‪ ،‬والقياس‪ ،‬والحأظر والباحأة‪ ،‬وترتيب الدلة‪ ،‬وصأفة‬
‫المفتي والمستفتي‪ ،‬وأحأكام المجاتهدين(‪.‬‬
‫هذا هو التعريف الثاجن لصول الفقه‪ ،‬وهو باجعتباجره لقباجا لذا الفن‪ ،‬وقدم تقدمم تعريفه باجعتباجر مفرديه‪.‬‬
‫قاجل‪) :‬علم أصول الفقه‪ :‬طرقه على سبيل الجاجل‪ ،‬وكيفية الستدملل باج(‪.‬‬
‫فقوله‪) :‬طرقه( أي طرق الفقه‪ .‬والراد أدلة الفقه الجاجلية‪ .‬وهي القواعدم العاجمة الت يتاجج إليهاج الفقيه مثل‬
‫المر للوجوب‪ ،‬والنهي للتحري‪ ،‬والجاجع حجة‪ ،‬ونو ذلك من الساجئل الكلية الت تبحث ف أصول الفقه‪ .‬أماج‬
‫الدلة التفصيلية فل تذكر ف أصول الفقه إل على سبيل التمحثيل واليضاجح مثل قوله تعاجل‪[ :‬وأقيموا الصلة‬
‫وءاتوا الزكاة ])‪ (1‬للمر‪ .‬مثل‪ :‬صلته م ف الكعبة)‪ (2‬يثل به للفعل ف أنه ل يعم أقساجمه‪ ،‬ومثل الجاجع على أن‬
‫بنت البن تأخذ السدمس مع بنت الصلب حيث ل معصب لمحاج‪.‬‬
‫وعب الصنف كغيةر بقوله‪) :‬طرق الفقه( دون قوله )أدلة الفقه( بناجءا على الشهور عندمهم‪ ،‬وهو التفريق‬
‫بي الدمليل والماجرةر وأكثر أصول الفقه ليست أدلة بل هي إماجرات‪ .‬وقدم ذكرناج ضعف هذا الرأي فيمحاج تقدمم‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬وكيفية الستدملل باج( هذا معطوف على قوله‪) :‬طرقه( أي أن موضوع أصول الفقه أدلة الفقه‬
‫الجاجلية‪ ،‬وكيفية الستدملل باج على الحكاجم‪ .‬وبقي أمر ثاجلث وهو معرفة حاجل الستدمل‪ ،‬وهو التهدم‪ ،‬وإناج تركه‬
‫الصنف لن كيفية الستدملل تدر إل صفاجت من يستدمل باج‪ ،‬فاجكتفى بذكر كيفية الستدملل عن ذكر صفاجت‬
‫من يستدمل باج وهو التهدم‪ .‬وسيذكر ذلك ف آخر الورقاجت‪ .‬حيث قاجل‪) :‬ومن شروط الفت أن يكون عاجلاجا باجلفقه‬
‫‪ . .‬إل(‪.‬‬
‫والراد بقوله‪) :‬وكيفية الستدملل باج( أي كيفية الستدملل بطرق الفقه الجاجلية‪ ،‬وذلك بعرفة دللت‬
‫اللفاجظ‪ ،‬وشروط الستدملل‪ .‬فمحن دللت اللفاجظ العمحوم والصوص والطلق والتقييدم‪ ،‬وشروط الستدملل‬
‫كحمحل الطلق على القيدم‪ ،‬وتصيص العاجم‪ ،‬ومعرفة التجيح عندم التعاجرض ونو ذلك ماج يبحث ف أصول الفقه‪.‬‬
‫ثـ ذكــر الصــنف البـواب الــت تضــمحنهاج أصــول الفقــه‪ ،‬لجــل أن ينشــط لــاج القــاجرئ ويســتعدم لــاج‪ ،‬ولـ يــذكر‬
‫الطلق والقيدم لنه سيذكرهاج ف الكلم على العاجم والاجص للمحناجسبة بينهمحاج‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.43 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاجري برقم )‪ (388‬ومسلم )برقم ‪ (1329‬وغيهاج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪30‬‬
‫الكــلم‬

‫)فأما أقسام الكلم فأقل ما يتركب منه الكلم‪ :‬اسمان‪ ،‬أو اسم وفعل‪ ،‬أو فعل وحأرفا‪ ،‬أو اسم‬
‫وحأرفا(‪.‬‬
‫يعن أهل الصول بباجحث الكلم وأقساجمه‪ ،‬وهي مباجحث نوية وبلغية‪ ،‬وذلك لناج هي الدمخل إل‬
‫أصول الفقه حيث إن الصول يعتمحدم على الكتاجب السنة‪ ،‬والستدملل بمحاج متوقف على معرفة اللغة العربية لنمحاج‬
‫بلساجن عربأ مبي‪ ،‬ومن ل يعرف اللغة ل يكنه استنباجط الحكاجم من الكتاجب والسنة استنباجطاجا صحيحااج‪.‬‬
‫قوله‪) :‬فأماج أقساجم الكلم ‪ . .‬إل(‪.‬‬
‫الكلم لغة‪ :‬اللفظ الوضوع لعن‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬اللفظ الفيدم مثل‪ :‬ال ربناج‪ ،‬وممحدم م نبيناج‪.‬‬
‫ول يذكر الصنف تعريف الكلم‪ ،‬بل اكتفى بأقل ماج يتكب منه‪ ،‬فذكر أن أقل ماج يتكب منه الكلم‬
‫اسأاجن كمحاج مثلناج‪ ،‬أو اسم وفعل مثل‪ :‬جاجءا الق‪ ،‬وزهق الباجطل‪ .‬فهذا فعل وفاجعل‪ ،‬ومثل وقضي المر‪ .‬فعل وناجئب‬
‫فاجعل أو فعل وحرف مثل‪ :‬ماج قاجم ول يقم‪ .‬وهذا أثبته قوم منهم الصنف‪ ،‬فلم يعدموا الضمحي ف قاجم ول يقم الراجع‬
‫إل زيدم – مثلا – ل يعدموه كلمحة لعدمم ظهوره ووجوده‪ .‬وعدمه النحويون كلمحة ف حكم اللفوظ الوجود‪ ،‬وتتوقف‬
‫الفاجئدمةر الكلمية عليه‪ ،‬وهو ضمحي مستت‪ ،‬والستت كاجلثاجبت وقوله )أو اسم وحرف( هذا ف الندماءا مثل‪ :‬ياج ال‪.‬‬
‫وهذا فيه نظر‪ .‬لن الكلم هو القدمر من الفعل وفاجعله لن تقدميره‪ :‬أدعو ال‪ .‬وحرف الندماءا ناجئب عنه‪ ،‬فيجع‬
‫ذلك إل صورةر السم مع الفعل‪ .‬وغرض الصنف وغيه من الصوليي بياجن أقساجم المحل ومعرفة الفرد من‬
‫الركب‪ ،‬فلذلك ل يأخذوا فيه باجلتحقيق الذي يسلكه النحويون‪.‬‬
‫والكلم جع كلمحة‪ .‬وهي اسم وفعل وحرف‪ .‬ووجه الصر ف الثلثة أن الكلمحة إماج أن تدمل على معن‬
‫ف نفسهاج أو ل‪ .‬فإن ل تدمل على معن ف نفسهاج بل ف غيهاج فهي الرف مثل‪ :‬الطلب ف الفصل‪ .‬وإن دلت‬
‫على معن ف نفسهاج وأشعرت هيئتهاج بزمن فهي الفعل كقاجم ويقوم وقم‪ ،‬وإن ل تشعر هيئتهاج بزمن فهي السم‬
‫مثل ممحدم‪.‬‬
‫والسأاجءا والفعاجل والروف تس الاججة إل معرفتهاج‪ ،‬فإن السأاجءا من النظرةر الصولية ثلثة أنواع‪:‬‬
‫‪ (1‬ماج يفيدم العمحوم كاجلسأاجءا الوصولة والنكرةر ف سياجق النفي‪.‬‬
‫‪ (2‬ماج يفيدم الطلق كاجلنكرةر ف سياجق الثباجت‪.‬‬
‫‪ (3‬ماج يفيدم الصوص كاجلعلم‪ .‬وتفصيل ذلك يأت ف مله إن شاجءا ال وكذا ماج يتعلق باجلفعل‪ .‬وأماج الروف‬
‫فاجلفقيه باججة إل معرفتهاج كاجلواو والفاجءا وعلى الاجرةر وغيهاج‪.‬‬
‫هذا ماج يتعلق بأقساجم الكلم من حيثية ماج يتكب منه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫أقسام الكلم باعتبار مدلوله‬

‫)والكلم ينقسم إلى أمر ونهي‪ ،‬وخبر واستخبار‪ .‬وينقسم أيضاا‪ :‬إلى تمن وعرض وقسم(‪.‬‬
‫لاج فرغ الصنف من ذكر أقساجم الكلم باجعتباجر ماج يتكب منه شرع ف ذكر أقساجمه باجعتباجر مدملوله‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والكلم ينقسم إل أمر( وهو ماج يدمل على طلب الفعل نو‪ :‬أطع والدميك‪.‬‬
‫قوله‪) :‬وني( وهو ماج يدمل على طلب التك‪ .‬نو‪ :‬ل تكذب ف حدميثك‪.‬‬
‫قوله‪) :‬وخب( وهو ماج يتمحل الصدمق والكذب نو‪ :‬ساجفر خاجلدم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬واستخباجر( وهو الستفهاجم‪ .‬وهو طلب العلم بشيءا ل يكن معلوماجا من قبل‪ .‬نو‪ :‬هل فهمحت‬
‫السألة؟ أحضر خاجلدم أم عاجصم؟‬
‫قوله‪) :‬وينقسم أيضاجا إل تـدن( وهو طلب الشيءا البوب الذي ل يرجى حصوله إماج لكونه مستحيلا‬
‫نو‪ :‬ليت الشباجب يعود يومااج‪ .‬أو بعيدم الناجل كقول منقطع الرجاجءا‪ :‬ليس ل ماجلا فأحج به‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬وعرض( بسكون الراءا‪ .‬هو الطل برفق نو‪ :‬أل تنـزل عندمناج‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬وقسم( بفتح القاجف والسي‪ ،‬هو اللف نو‪ :‬وال لفعلن الي‪.‬‬
‫وإناج قاجل الصنف )وينقسم أيضاجا ‪ ( . .‬مع أن ماج قبله وماج بعدمه تقسيم الول‪ .‬وأنه يرد عليه التقسيم‬
‫الثاجن‪ .‬وأن المحيع تقسيم واحدم)‪.(1‬‬
‫وهناجك تقسيم أخصر من هذا‪ ،‬كمحاج عندم البلغيي‪ ،‬وهو أن الكلم قسمحاجن‪:‬‬
‫‪ (1‬خب‪ :‬وتقدمم تعريفه‪ ،‬ويأت شرحه إن شرحه إن شاجءا ال ف باجب الخباجر‪.‬‬
‫‪ (2‬إنشاجءا‪ :‬وهو ماج ل يتمحل الصدمق والكذب‪ ،‬كقولك‪ :‬اكتب‪ .‬لن مدملوله ل يصل إل باجلتلفظ به‪ ،‬فل يقاجل‪:‬‬
‫إنه صدمق أو كذب‪.‬‬
‫ومن النشاجءا‪ :‬المر والنهي والستفهاجم والتمحن ومنه العرض‪ .‬وهذا هو النشاجءا الطلب‪ ،‬ومنه القسم وهو‬
‫النشاجءا غي الطلب‪.‬‬
‫وأهم هذه النواع‪ :‬المر والنهي‪ .‬وسيأت الكلم فيهمحاج إن شاجءا ال‪ ،‬وأماج بقية النواع فل يتتب عليهاج ف‬
‫الصول كبي فاجئدمةر وال أعلم‪.‬‬

‫)( انظر البهاجن لماجم الرمي )‪.(1/146‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪32‬‬
‫أقسام الكلم باعتبار استعماله‬

‫)ومن وجاه آخر ينقسم إلى‪ :‬حأقيقة ومجااز‪ .‬فالحأقيقة‪ :‬ما بقي في الستعمال على موضوعه‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ما استعمل فيما اصأطلح عليه من المخاطبة‪ .‬والمجااز‪ :‬ما تجاوز عن موضوعه‪.‬‬
‫والحأقيقة إما لغوية إواما شرعية إواما عرفية(‪.‬‬
‫ينقسم الكلم باجعتباجر استعمحاجل اللفظ إل قسمحي‪:‬‬
‫الثاجن‪ :‬ماجز‪.‬‬ ‫الول‪ :‬حقيقة‪.‬‬
‫فاجلقيقة‪ :‬ماج بقي ف الستعمحاجل على موضوعه‪.‬‬
‫مثــل كلمحــة‪ :‬أســدم للحيـوان الفــتس‪ .‬فــإذا قلــت‪ :‬رأيــت أســدماا‪ .‬فهــي حقيقــة لنــاج لفــظ بقــي فـ الســتعمحاجل‬
‫على ماج وضع له وهو اليوان‪.‬‬
‫وهذا التعريف يرد عليه أنه خاجص باجلقيقة اللغوية‪ ،‬فل يشمحل الشرعية والعرفية كمحاج سيأت‪ ،‬وعليه فهمحاج‬
‫من الاجز عندم الصنف‪.‬‬
‫ث ذكر الصنف تعريفاجا آخر للحقيقة وهو‪ :‬ماج استعمحل فيمحاج اصطلح عليه من الخاجطبة‪ .‬فقوله‪ :‬ماج‪ :‬أي‬
‫لفظ‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬استعمحل‪ :‬مبن للمحجهول‪ ،‬وناجئب الفاجعل ضمحي مستت يعود على ماج‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فيمحاج‪ :‬أي ف معن‪.‬‬
‫وقوله اصطلح عليه‪ :‬مبن للمحجهول‪ .‬وماج بعدمه ناجئب فاجعل‪ .‬أي اصطلح على أن هذا العن لذلك اللفظ‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬من الخاجطبة‪ :‬بكسر الطاجءا على زنة اسم الفاجعل‪ .‬أي من المحاجعة الخاجطبة غيهاج‪ .‬أي خاجطبت‬
‫غيهاج بذلك اللفظ وعينته للدمللة على ذلك العن بنفسه‪ ،‬سواءا بقي اللفظ على موضوعه اللغوي أو ل يبق على‬
‫موضوعه اللغوي‪ ،‬بأن بقي على موضوعه الشرعي أو العرف‪.‬‬
‫والصطلح معناجه‪ :‬اتفاجق قوم على استعمحاجل شيءا ف شيءا معلوم عندمهم‪ .‬كاجتفاجق أهل الشرع على‬
‫استعمحاجل الصلةر ف التعبدم ل تعاجل بأفعاجل وأقوال أولاج التكبي وآخرهاج التسليم‪ .‬واتفاجق أهل اللغة على استعمحاجل‬
‫الصلةر بعن الدمعاجءا‪ .‬وهكذا الدمابة عندم أهل العرف تطلق على ذوات الربع فقط كاجلفرس‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وهذا التعريف يعم أنواع القيقة الثلثة‪ .‬وقدم أثبت الصنف القيقة الشرعية والعرفية وهذا يدمل على‬
‫اختياجره لذا التعريف وإن كاجن تقدميه للتعريف الول يقتضي ترجيحه وال أعلم‪.‬‬
‫وهناجك تعريف أخصر وأشل وهو‪ :‬القيقة‪ :‬اللفظ الستعمحل فيمحاج وضع له)‪.(1‬‬
‫فقوله‪) :‬اللفظ(‪ :‬جنس ف التعريف يشمحل العرف وغيه‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬الستعمحل(‪ :‬قيدم ف التعريف يرج الهمحل‪ .‬وهو الذي ليس له معن مثل ديز مقلوب زيدم‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬فيمحاج وضع له(‪ :‬قيدم ثاجن يرج الاجز‪ ،‬لن الاجز ف غي ماج وضع له‪.‬‬
‫ث ذكر الصنف أن القيقة ثلثة أنواع‪:‬‬
‫حقيقة لغوية‪ :‬وهي اللفظ الستعمحل فيمحاج وضع له ف اللغة‪ .‬مثل الصياجم فهو ف اللغة المساجك‪ .‬قاجل الناجبغة‪:‬‬ ‫‪(1‬‬

‫خيل صيام وخيل غير صائمة‬


‫تحت العجاج وأخرى تعلك الللجما‬
‫أي خيل مسكة عن الري والركة‪ .‬وقيل‪ :‬عن العلف‪.‬‬
‫حقيقة شرعية‪ :‬وهي اللفظ الستعمحل فيمحاج وضع له ف الشرع‪ .‬كاجلصلةر معناجهاج‪ :‬التعبدم ل تعاجل بأفعاجل وأقوال‬ ‫‪(2‬‬

‫أولاج التكبي وآخرهاج التسليم على الصفة الخصوصة‪.‬‬


‫حقيقة عرفية‪ :‬وهي اللفظ الستعمحل فيمحاج وضع له ف العرف‪ .‬وهي نوعاجن‪:‬‬ ‫‪(3‬‬

‫عرفية عاجمة‪ :‬وهي ماج تعاجرف عليه عاجمة أهل العرف‪ ،‬مثل لفظ الدمابة فهي ف اللغة اسم لكل ماج‬ ‫‪(1‬‬

‫يدمب على الرض غي أن العرف خصصه بذوات الربع كمحاج تقدمم‪.‬‬


‫عرفية خاجصة‪ :‬وهي ماج تعاجرف عليه بعض الطوائف من اللفاجظ الت وضعوهاج لعن عندمهم‪ .‬مثل الزم‬ ‫‪(2‬‬

‫فهو ف اللغة القطع كمحاج ف القاجموس‪ .‬وعندم النحويي نوع من العراب‪.‬‬


‫فاجلقيقة العرفية العاجمة هي الت ل يتعي ناجقلهاج من العن اللغوي‪ .‬والاجصة عكسهاج‪.‬‬
‫هذا وقدم أشاجر ابن بدمران رحه ال إل الفاجئدمةر من معرفة أقساجم القيقة فقاجل‪) :‬ومت ورد اللفظ وجب‬
‫حله على القيقة ف باجبه لغة أو شرعاجا أو عرفااج()‪ (2‬أ هـ‪.‬‬

‫)( انظر‪ :‬الرشاجد للشوكاجن ص ‪.21‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الدمخل لبن بدمران ص ‪.174‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫هذا ماج يتعلق باجلقيقة‪ .‬وأماج الاجز فقدم عرفه بقوله‪) :‬ماج توز عن موضوعه(‪ :‬فقوله‪) :‬ماج توز( بضم التاجءا‬
‫واليم وتشدميدم الواو مكسورةر مبن للمحجهول‪ ،‬ويصح فتح التاجءا مبنياجا للفاجعل‪ .‬أي ماج تعدمى به عن موضوعه‪.‬‬
‫فنقل ف الستعمحاجل عن معناجه الصلي إل معناجه الاجزي ومثاجله‪ :‬رأيت أسدما يرمي‪ ،‬فكلمحة أسدم تعدمى باج عن‬
‫موضوعهاج الول وهو اليوان الفتس‪ ،‬ونقلت إل الرجل الشجاجع‪.‬‬
‫وهذا التعريف مبن على التعريف الول للحقيقة وهو )ماج بقي ف الستعمحاجل على موضوعه( وأماج على‬
‫التعريف الثاجن للحقيقة فيكون الاجز‪) :‬ماج استعمحل ف غي ماج اصطلح عليه من الخاجطبة( وعلى التعريف الذي‬
‫ذكرناجه يكون الاجز‪ :‬اللفظ الستعمحل ف غي ماج وضع له‪ .‬وهذا أوضح‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أنــواع المجـــاز‬

‫)والمجااز إما أن يكون بزيادة أو نقصأان أو نقل أو استعارة‪ .‬فالمجااز بالزيادة مثل قوله تعالى‪[ :‬‬
‫ليس كمثله شيء ])‪ (1‬والمجااز بالنقصأان مثل قوله تعالى‪[ :‬وسئل القرية ])‪ (2‬والمجااز بالنقل‬
‫كالغائط فيما يخرج من النسان‪ .‬والمجااز بالستعارة كقوله تعالى‪[ :‬جدارا يريد أن ينقض ])‪.((3‬‬
‫لاج ذكر الصنف أنواع القيقة بعدم تعريفهاج ذكر هناج أنواع الاجز بعدم تعريفه‪ .‬والاجز نوعاجن‪:‬‬
‫ماجز باجلكلمحة‪ :‬وهو ماج تقدمم تعريفه‪ .‬حيث تنقل الكلمحة من معناجهاج الصلي إل العن الاجزي‪.‬‬ ‫‪(1‬‬

‫ماجز باجلسناجد‪ :‬وهو الاجز العقلي‪ .‬حيث يكون التجوز باجلسناجد‪ ،‬فيسندم الفعل أو ماج ف معناجه إل غي ماج‬ ‫‪(2‬‬

‫هو له ف القيقة‪ ،‬ولبدم من علقة مع وجود قرينة تنع من إرادةر العن الصلي مثل‪ :‬بن المي قصراا‪.‬‬
‫وليس لذا ذكر ف الصول‪ ،‬وإناج يذكر ف علم البياجن وذكرته لتكمحيل القسمحة‪.‬‬
‫وشرط الاجز باجلكلمحة وجود علقة بي العن الصلي والعن الاجزي‪ ،‬ووجود قرينة ماجنعة من إرادةر العن‬
‫الصلي‪ .‬كمحاج ف الثاجل التقدمم‪ :‬رأيت أسدما يرمي‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والاجز إماج أن يكون بزياجدةر أو نقصاجن أو نقل أو استعاجرةر(‪ :‬ذكر أن الاجز باجلكلمحة أربعة أنواع‪:‬‬
‫ماجز باجلزياجدةر‪ :‬ومثاجله قوله تعاجل‪[ :‬ليس كمثله شيء ])‪ (4‬فقاجلوا‪ :‬إن الكاجف زائدمةر لتوكيدم نفي الثل‪ ،‬ولو ل‬ ‫‪(1‬‬
‫تكن زائدمةر لكاجنت بعن )مثل( وهذا باجطل لاج يلزم عليه من إثباجت الثل ل تعاجل إذ يصي العن‪) :‬ليس‬
‫مثل مثله شيءا( والنفي مثل الثل‪ ،‬فيكون الثل ثاجبتاجا وهذا باجطل لن القصدم نفيه)‪.(5‬‬
‫ماجز باجلنقصاجن‪ :‬أي باجلذف‪ .‬ومثاجله قوله تعاجل‪[ :‬واسأل القرية ] أي أهل القرية ففيه حذف‪ ،‬للقطع بأن‬ ‫‪(2‬‬
‫القصود سؤال أهل القرية ل سؤال القرية‪ ،‬لناج عباجرةر عن البنية التمحعة وسؤالاج وإجاجبتهاج من الاجل)‪.(6‬‬

‫)( سورةر الشورى‪ ،‬آية‪.11 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر يوسف‪ ،‬آية‪.82 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر الكهف‪ ،‬آية‪.87 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الشورى‪ ،‬آية ‪.11‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أماج على القول بنفي الاجز ف القرآن فل ماجز ف الية‪ ،‬لن العرب تقيم الثل مقاجم النفس‪ ،‬فيطلقون الثل ويريدمون به الذات‪ .‬فأنت تقول‪ :‬مثلي ل يفعل‬ ‫‪5‬‬

‫كذا‪ .‬أي‪ :‬أناج ل أفعل كذلك‪ .‬قاجل تعاجل [وشهدم شاجهدم من بن إسرائيل على مثله]]سورةر الحقاجف‪ ،‬آية‪ [10 :‬أي على أن القرآن من عندم ال‪ ،‬فيكون‬
‫معن الية )ليس مثل ذات ال شيءا( وإذا انتفت المحاجثلة ف الذات انتفت المحاجثلة ف الصفاجت‪ ،‬لن القول ف الصفاجت كاجلقول ف الذات )انظر رساجلة‬
‫الشنقيطي "منع جواز الاجز" ص ‪ ،36‬بطلن الاجز ص ‪.(134‬‬
‫)( أماج على القول بنفي الاجز فإن الراد باجلقرية متمحع الناجس أو أن الضاجف ف الية كأنه مذكور لنه مدملول عليه باجلقتضاجءا وماج ددل عليه بطريق القتضاجءا‬ ‫‪6‬‬

‫فهو على القيقة‪ .‬أو أن لفظ القرية يدمخل ف مسمحاجه الاجل والل‪ .‬فمحن الول قوله تعاجل‪[ :‬وكأين من قرية هي أشدم قوةر من قريتك الت أخرجتك] ومن‬
‫الثاجن‪[ :‬أو كاجلذي مدر على قرية وهي خاجوية على عروشهاج]]انظر الصدمرين الساجبقي[‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫فإن قيل‪ :‬تعريف الاجز ل يصدمق على الاجز باجلزياجدةر والنقصاجن لنه ل يستعمحل اللفظ ف غي‬
‫موضعه‪.‬‬
‫فاجلواب‪ :‬أنه منه‪ ،‬حيث استعمحل نفي مثل الثل ف نفي الثل وسؤال القرية ف سؤال أهلهاج‪ ،‬وقاجل‬
‫البلغيون‪ :‬إنه ماجز من حيث إن الكلمحة نقلت عن إعراباج الصلي إل نوع آخر من العراب)‪.(1‬‬
‫ماجز باجلنقل‪ :‬ومثاجله كلمحة )الغاجئط( فهو ف أصل الوضع اسم للمحكاجن الطمحئن من الرض‪ ،‬تقضي فيه‬ ‫‪(3‬‬
‫الاججة طلباجا للست‪ .‬ث نقل وصاجر يطلق على الفضلة الاجرجة من النساجن‪ ،‬والعلقة الاجورةر‪ .‬لناج تاجور‬
‫الكاجن الطمحئن غاجلباجا)‪.(2‬‬
‫ماجز باجلستعاجرةر‪ :‬ومثاجله قوله تعاجل‪[ :‬جدار يريد أن ينقض ])‪ (3‬حيث شبه ميل الدمار إل السقوط بإرادةر‬ ‫‪(4‬‬
‫السقوط الت هي من صفاجت الي‪ ،‬باجمع القرب من الفعل ف كلل‪ .‬ث استعي اللفظ الدمال على الشبه‬
‫به للمحشبه‪ ،‬ث اشتق منه )يريدم( بعن )ييل( على سبيل الستعاجرةر التصريية التبعية‪..‬‬
‫وظاجهر عباجرةر الصنف ف قوله )أو نقل( توهم أن النقل قسم من الاجز ومقاجبل للقساجم الخرى وليس‬
‫كذلك‪ ،‬فإن النقل يعم جيع أنواع الاجز باجلكلمحة كمحاج تقدمم ف تعريفه‪.‬‬
‫وهذا ومل القيقة والاجز كتب البلغة )علم البياجن( والصوليون يذكرون ذلك‪ ،‬لن البحث ف دللت‬
‫اللفاجظ من أهم موضوعاجت علم الصول‪ ،‬ودللة اللفظ على العن قدم تكون حقيقة وقدم تكون ماجزاا‪.‬‬
‫واعلم أن تقسيم الكلم إل حقيقة وماجز هو الشهور عندم التأخرين ف القرآن وغيه‪ ،‬ومنهم من قاجل ل‬
‫ماجز ف القرآن‪ ،‬وهو قول ابن خويز مندماد من الاجلكية‪ ،‬وقول الظاجهرية وابن القاجص من الشاجفعية‪ ،‬ومن أهل العلم‬
‫من قاجل ل ماجز ف القرآن ول ف غيه وبه قاجل أبو إسحاجق السفرايين وأبو علي الفاجرسي من التقدممي كمحاج‬
‫عزاه لمحاج ابن السبكي ف جع الوامع)‪ ،(4‬ومن التأخرين الشيخ ممحدم المي الشنقيطي رحه ال ف رساجلة‬
‫خاجصة بذا)‪ ،(5‬وقدم نصر هذا القول شيخ السلم ابن تيمحية وابن القيم رحهمحاج ال‪ ،‬وبي شيخ السلم أن هذا‬
‫التقسيم اصطلح حاجدث بعدم القرون الفضلة ل يتكلم به أحدم من الصحاجبة والتاجبعي ول أحدم من الئمحة ول‬
‫)( انظر التلخيص ف علوم البلغة للقزوين ص ‪.336‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ليس ف الية ماجز لن إطلق )الغاجط( على الباز أو الدمث حقيقة عرفية لن النساجن ف العاجدةر إناج ييءا من الغاجط إذا قضى حاججته فصاجر اللفظ‬ ‫‪2‬‬

‫حقيقة عرفية يفهم منهاج التغوط‪) .‬بطلن الاجز ص ‪.(138‬‬


‫)( سورةر الكهف‪ ،‬آية‪.77 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر جع الوامع )‪.(1/308‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( انظر رساجلة )منع جواز الاجز( ص ‪ 8‬الطبوعة ضمحن الزءا العاجشر من أضواءا البياجن‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪37‬‬
‫علمحاجءا اللغة‪ ،‬والظاجهر أن الاجز إناج جاجءا من جهة العتزلة ونوهم من التكلمحي ليكون سلمحاج لنفي كثي من‬
‫صفاجت ال تعاجل بإدعاجءا أناج ماجز‪ ،‬وهذا من أعظم وساجئل التعطيل‪.‬‬
‫كمحاج بي الشيخ – أيضاجا – بطلن هذا التقسيم‪ ،‬وأن من ذهب إل ذلك فقدم تكلم بل علم وابتدمع ف‬
‫الشرع وخاجلف العقل‪ ،‬وماج يدمل على بطلن ذلك أنه ل أحدم يثبت أن العرب وضعت ألفاجظاجا لعاجن ث استعمحلت‬
‫هذا الوضع ف معاجن أخر‪ ،‬ومن ادعى أنه يعلم وضعاجا تقدمم ذلك فهو مبطل)‪.(1‬‬
‫وكل ماج يسمحيه القاجئلون باجلاجز ماجزا فهو عندم من يقول بنفي الاجز أسلوب من أساجليب اللغة العربية‬
‫التنوعة‪ ،‬بعضهاج يتضح الراد منه بل قيدم‪ ،‬وبعضه يتاجج إل قيدم وكل منهمحاج حقيقة ف مله‪.‬‬

‫)( انظر فهاجرس فتاجوى شيخ السلم ابن تيمحية )‪ (2/13‬وراجع كتاجب )بطلن الاجز( بقلم‪ :‬مصطفى عيدم الصياجصنة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫المــــر‬

‫)والمر استدعاء الفعل بالقول ممن هو دونه على سبيل الوجاوب‪،‬والصأيغة الدالة عليه‪ :‬افعل‪.‬‬
‫وهي عند الطلق والتجارد عن القرينة تحأمل عليه إل ما دل الدليل على أن المراد منه الندب أو‬
‫الباحأة فيحأمل عليه(‪.‬‬
‫باجب المر والنهي من البواب الهمحة ف أصول الفقه‪ ،‬لن مدمار التكليف على الوامر والنواهي‪ .‬فلبدم‬
‫من معرفة أحكاجمهمحاج وماج يتتب على ماجلفتهمحاج‪ ،‬يقول السرخسي ف أصوله)‪) :(1‬فأحق ماج يبدمأ به ف البياجن المر‬
‫والنهي لن معظم البتلءا بمحاج‪ ،‬وبعرفتهاج تتم معرفة الحكاجم ويتمحيز اللل من الرام(‪ .‬أ هـ‪.‬‬
‫قوله )المر‪ :‬استدمعاجءا الفعل باجلقول من هو دونه على سبيل الوجوب( هذا تعريف المر‪ .‬وهو من‬
‫أحسن التعاجريف‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬استدمعاجءا‪ :‬أي طلب وهذا جنس يشمحل المر والنهي‪ ،‬والراد باجلفعل‪ :‬الياجد ليشمحل الفعل الأمور‬
‫به مثل‪[ :‬وءاتوا الزكاة ])‪ (2‬والقول الأمور به مثل‪[ :‬واذكروا ال كثيرال ])‪.(3‬‬
‫والعن أن المر طلب إياجد فعل أو إياجد قول‪ .‬وهذا القيدم يرج النهي لنه استدمعاجءا التك كمحاج سيأت‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬باجلقول‪ :‬أي باجللفظ الدمال عليه‪ .‬والراد صيغ المر وهذا قيدم ثاجن لخراج الشاجرةر فإناج وإن أفاجدت‬
‫طلب الفعل‪ ،‬لكنهاج ل تسمحى أمراا‪.‬‬
‫وقوله )من هو دونه( أي دون الطاجلب ف الرتبة‪ ،‬وهذا قيدم ثاجلث خرج به استدمعاجءا الفعل من ساجواه وهذا‬
‫التمحاجس‪ .‬أو من هو فوقه وهذا دعاجءا وسؤال‪ .‬وعلى هذا فطلب الفعل يسمحى أمرا مع العلو)‪.(4‬‬
‫قاجل الخضري‪:‬‬
‫وفي التساوي فالتماس وقعا‬ ‫أمر مع استعل وعكسه دعا‬
‫وقول الصنف‪) :‬على سبيل الوجوب( هذا متعلق بقوله‪) :‬استدمعاجءا( وهذا قيدم رابع لخراج الندمب‬
‫والباجحة وغيهاج‪ ،‬وفيه بياجن أن صيغة المر تقتضي الوجوب‪ ،‬وهذا عندم الطلق‪ ،‬أي التجرد من القرائن الصاجرفة‬
‫للمر عن الوجوب إل غيه‪.‬‬

‫)( أصول السرخسي ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.43 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر المحعة‪ ،‬آية ‪.10‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر غاجية الرام ف شرح مقدممة الماجم للتلمحساجن ص ‪ .71‬والعلو معناجه‪ :‬هيئة راجعة إل المر – بكسر اليم – وهي كونه أعلى من الأمور‪ .‬والستعلءا‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫هيئة ف المر – بسكون اليم – وهو كون الطلب بغلظة وقهر‪ .‬انظر )نثر الورود ‪1‬م ‪.(173‬‬

‫‪39‬‬
‫والظاجهر أن الؤلف يرى أن الندموب ليس مأمورا به لعدمم وجوبه وتتمحه‪ ،‬والققون على أن الندموب مأمور‬
‫به لنه طاجعة إجاجعااج‪ ،‬والطاجعة فعل مأمور به‪ ،‬وإن كاجن غي واجب‪ ،‬فيكون المر أمر إياجب وأمر استحباجب‪.‬‬
‫وتقدمم ذلك ف الكلم على الندموب‪.‬‬
‫قوله‪) :‬على سبيل الوجوب( صيغة المر إماج أن تكون مرد عن القرينة‪ ،‬وإماج أن تكون مقيدمةر‪ ،‬فإن كاجنت‬
‫مردةر فاجلختاجر ماج ذكره الصنف من أناج تقتضي الوجوب كقوله تعاجل‪ [ :‬وأقيموا الصلة وءاتوا الزكاة ])‪ (1‬فهذا‬
‫يمحل على الوجوب لعدمم قرينة تصرفه عنه ونسب ف شرح الكوكب الني هذا القول إل المحهور من أرباجب‬
‫الذاهب الربعة‪ ،‬وقاجل شيخ السلم ابن تيمحية رحه ال )وأمر ال ورسوله إذا أطلق كاجن مقتضاجه الوجوب()‪.(2‬‬
‫والدلة على ذلك كثيةر جدما منهاج قوله تعاجل‪[ :‬فيحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو‬
‫يصيبهم عذاب أليم ])‪.(3‬‬
‫ووجه الدمللة‪ :‬أن ال تعاجل توعدم الخاجلفي لمر الرسول م باجلفتنة وهي الزيغ‪ ،‬أو باجلعذاب الليم‪ ،‬ول‬
‫يتوعدم بذلك إل على ترك واجب‪ ،‬فدمل على أن أمر الرسول م الطلق يقتضي الوجوب‪ .‬قاجل القرطب‪) :‬بذه الية‬
‫استدمل الفقهاجءا على أن المر للوجوب ‪.(4)( . .‬‬
‫وقوله‪) :‬والصيغة الدمالة عليه‪ :‬افعل( أي أن المر لبدم له من صيغة تدمل عليه وهي )افعل( مثل‪[ :‬أقم‬
‫الصلة لدلوك الشمس ])‪ (5‬والراد بذلك كل ماج يدمل على طلب الفعل من أي صيغة‪ ،‬فيشمحل افعلي وافعلوا‬
‫ونوهاج‪ ،‬وماج يدمل على طلب الفعل اسم فعل المر كقوله تعاجل‪[ :‬عليكم أنفسكم ])‪ ،(6‬والصدمر الناجئب عن فعل‬
‫المر مثل قوله تعاجل‪[ :‬وبالوالدين إحسانال ])‪ (7‬والضاجرع القرون بلم المر كقوله تعاجل‪[ :‬وليكتب بينكم كاتب‬
‫بالعدل ])‪.(8‬‬
‫وهناجك صيغ أخرى تدمل على طلب الفعل ومنهاج‪:‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.43 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( القواعدم النورانية ص ‪.26‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النور‪ ،‬آية ‪.63‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( تفسي القرطب )‪.(12/322‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر السراءا‪ ،‬آية‪.78 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.105 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.83 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.282 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪40‬‬
‫التصريح بلفظ المر كقوله تعاجل‪[ :‬إن ال يأمر بالعدل والحسان ])‪ (1‬وحدميث ابن عباجس ف وفدم عبدم‬ ‫‪(1‬‬
‫القيس وفيه )آمركم بأربع ‪.(2)( . .‬‬
‫لفظ فرض أو وجب أو كتب ونوهاج‪ .‬قاجل تعاجل‪[ :‬كتب عليكم الصيام ])‪ (3‬وحدميث ابن عمحر رضي ال‬ ‫‪(2‬‬
‫عنهمحاج قاجل‪) :‬فرض رسول ال م زكاجةر الفطر ف رمضاجن()‪.(4‬‬
‫وصف الفعل بأنه طاجعة أو يدمح فاجعله أو يذم تاجركه أو يرتب على فعله ثواب أو على تركه عقاجب‬ ‫‪(3‬‬
‫وغيهاج‪ ،‬كقوله م )أناج وكاجفل اليتيم ف النة هكذا‪ .‬وقاجل باجلسباجبة والوسطى()‪.(5‬‬
‫قوله‪) :‬وهي عندم الطلق والتجرد عن القرينة تمحل عليه إل ماج دلل الدمليل على أن الراد منه الندمب أو‬
‫الباجحة فيحمحل عليه( هذا بياجن النوع الثاجن من الوامر وهو ماج اقتن بقرينة فيصرف المر حسب هذه القرينة‪،‬‬
‫لن صيغة المر ل تمحل على غي الوجوب إل إذا وجدم دليل صاجرف عن الوجوب إل غيه‪ .‬كاجلندمب‪ ،‬ومثاجله‪:‬‬
‫حدميث عبدم ال الزن أن النب م قاجل‪) :‬صلوا قبل صلةر الغرب‪ ،‬قاجل ف الثاجلثة‪ :‬لن شاجءا ‪.(6)( . .‬‬
‫أو الباجحة ومثاجله قول تعاجل‪[ :‬وإذا حللتم فاصطادوا ])‪ .(7‬والقرينة الصاجرفة ف الول قوله )لن شاجءا( وف‬
‫الثاجن هي أن المر بعدم الظر للباجحة لن الصطياجد ف الحرام حرام‪ ،‬لقوله تعاجل‪[ :‬وحرم عليكم صيد البر ما‬
‫دمتم حرمال ])‪ (8‬أي مرمي‪.‬‬
‫ومن هناج قاجل الصوليون‪ :‬المر بعدم الظر للباجحة واحتجوا بأن هذا النوع من المر للباجحة ف أغلب‬
‫استعمحاجلت الشرع‪ ،‬كمحاج مثلناج‪ .‬وكقوله تعاجل‪[ :‬فإذا تطدهرن فأتوهن من حيث أمركم ال ])‪ (9‬بعدم قوله تعاجل‪[ :‬‬
‫ول تقربوهدن حتى يطهرن ])‪ ،(10‬وقدم يكون ف مقاجم يتوهم فيه الظر كقوله م )افعل ول حرج()‪ (11‬ف جواب من‬
‫)( سورةر النحل‪ ،‬آية‪.90 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاجري برقم ‪ 53‬ومسلم برقم ‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.183 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاجري برقم ‪ 1423‬ومسلم برقم ‪.984‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رواه البخاجري )‪.(10/436‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أخرجه البخاجري برقم ‪.1128‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.2 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.96:‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.222 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪222 :‬‬ ‫‪10‬‬

‫)( رواه البخاجري رقم ‪ 83‬ومسلم ‪.1306‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪41‬‬
‫سألوه ف حجة الوداع عن تقدمي أفعاجل الج الت تفعل يوم العيدم بعضهاج على بعض وكقوله ف قصة اللدميغ‬
‫)اقسمحوا واضربوا ل بسهم()‪.(1‬‬
‫ويرى آخرون أن المر بعدم الظر يرجع إل ماج كاجن عليه قبل الظر‪ ،‬قاجل ابن كثي عندم تفسي آية‬
‫الاجئدمةر‪[ :‬وإذا حللتم فاصطادوا ])‪) :(2‬والصحيح الذي يثبت على السب)‪ (3‬أنه يرد الكم إل ماج كاجن عليه قبل‬
‫النهي‪ .‬فإن كاجن واجباجا رده واجبااج‪ ،‬وإن كاجن مستحباجا فمحستحب‪ ،‬أو مباجحاجا فمحباجح‪ ،‬ومن قاجل‪ :‬إنه على الوجوب‬
‫ينتقض عليه بآياجت كثيةر‪ ،‬ومن قاجل‪ :‬إنه للباجحة يرد عليه بآياجت أخر‪ .‬والذي ينتظم الدلة كلهاج هذا الذي‬
‫ذكرناجه‪ ،‬كمحاج أختاجره بعض علمحاجءا الصول وال أعلم()‪ (4‬أ هـ‪.‬‬
‫فمحثاجل‪ :‬أمر بعدم ني عاجد إل الوجوب حدميث‪" :‬فإذا أقبلت حيضتك فدمعي الصلةر‪ ،‬وإذا أدبرت‬
‫فاجغسلي عنك الدمم‪ ،‬ث صلي")‪.(5‬‬
‫فاجلمر باجلصلةر للوجوب‪ ،‬لن الصلةر قبل امتناجعهاج باجليض واجبة‪ ،‬ومثاجله أيضاجا قوله تعاجل‪[ :‬فإذا‬
‫انسلخ الشهر الحرم فاقتلوا المشركين ])‪ (6‬فاجلمر بقتل الشركي كاجن واجباجا قبل دخول الشهر الرم فمحنع من‬
‫أجلهاج‪ ،‬ث أمر به بعدم انسلخهاج‪ ،‬فيجع إل ماج كاجن عليه قبل النع وهو الوجوب‪.‬‬
‫ومثاجل الستحباجب حدميث‪" :‬كنت نيتكم عن زياجرةر القبور فزوروهاج")‪ (7‬فاجلزياجرةر مستحبة قبل النع ث ني‬
‫عنهاج‪ ،‬ث أمر باج فعاجد المر إل الستحباجب‪.‬‬
‫وتقدمي مثل ماج كاجن مباجحاجا ث ني عنه ث أمر به‪.‬‬
‫وهذا القول هو الختاجر‪ ،‬لن الظر كاجن لعاجرض‪ ،‬فإذا ارتفع العاجرض عاجد المر إل ماج كاجن عليه‪.‬‬

‫)( رواه البخاجري ‪ 2156‬ومسلم ‪.2201‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.2 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( السب لغة الختباجر ومنه سأي ماج يتب به طول الرح وعرضه مسباجراا‪ ،‬والسب يذكر غاجلباجا مع التقسيم فيقاجل‪ :‬السب والتقسيم‪ .‬وهو أحدم مساجلك العلة ف‬ ‫‪3‬‬

‫باجب القياجس ويراد بمحاج حصر الوصاجف الوجودةر ف الصل الصاجلة للعلية ف عدمد ث إبطاجل بعضهاج بدمليله فيتعي الباجقي فاجلصر تقسيم والبطاجل سب‬
‫)متصر ابن الاججب بشرح العضدم ‪ ،2/236‬مذكرةر الشنقيطي ص ‪.(257‬‬
‫)( تفسي ابن كثي )‪.(3/9‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه البخاجري برقم ‪ 314 ،226‬ومسلم برقم ‪.333‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر التوبة‪ ،‬آية‪.5 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( أخرجه مسلم برقم ‪.97‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪42‬‬
‫ث إن هذا القول فيه جع بي الدلة‪ ،‬كمحاج أشاجر إليه الاجفظ ابن كثي رحه ال‪ ،‬واختاجر هذا القول الشيخ‬
‫تقي الدمين ابن تيمحية رحه ال‪ ،‬ورجحه الشيخ ممحدم المي الشنقيطي رحه ال‪ .‬ونسبه الطوف ف متصر الروضة‬
‫إل الكثرين‪ .‬وال أعلم)‪.(1‬‬

‫)( انظر السودةر ف أصول الفقه ص ‪ ،16‬شرح الكوكب الني )‪ (3/60‬مذكرةر الشنقيطي على الروضة ص ‪ ،193 ،192‬أضواءا البياجن )‪ (2/4‬متصر‬ ‫‪1‬‬

‫الروضة ص ‪.86‬‬

‫‪43‬‬
‫من مسائل المــر‬

‫)ول يقتضي التكرار على الصأحأيح إل إذا دل الدليل على قصأد التكرار‪ ،‬ول يقتضي الفور‪.‬‬
‫والمر بإيجااد الفعل أمر به‪ ،‬وبما ل يتم الفل إل به كالمر بالصألة أمر بالطهارة المؤدية إليها‪.‬‬
‫إواذا فعل خرج المأمور عن العهدة(‪.‬‬
‫السألة الول قوله‪) :‬ول يقتضي التكرار(‪ :‬اعلم أن صيغة المر تقتضي فعل الأمور مرةر واحدمةر قطعاجا ول‬
‫خلف ف ذلك وإناج اللف فيمحاج زاد على الرةر وهو التكرار‪ ،‬بعن فعل الأمور به كلمحاج قدمر عليه الكلف‪،‬‬
‫فاجلمر من حيث التكرار وعدممه له ثلث صور‪:‬‬
‫إماج أن يقيدم باج يفيدم الوحدمةر‪ ،‬فهذا يمحل على ماج يقيدم به‪ ،‬ول يقتضي التكرار كقوله تعاجل‪[ :‬ول على‬ ‫‪(1‬‬
‫الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ])‪ (1‬فظاجهر الية وجوب تكرار الج بتكرار الستطاجعة‪ ،‬لكن‬
‫سئل رسول ال م‪ :‬أف كل عاجم ياج رسول ال؟ فأجاجب باج يدمل على أنه ف العمحر مرةر واحدمةر)‪ (2‬فيحمحل‬
‫المر ف الية على الواحدمةر لذا الدمليل من السنة‪.‬‬
‫أن يقيدم باج يفيدم التكرار‪ ،‬وهذا فيه خلف)‪ (3‬والصحيح أنه يمحل على ماج قيدم به من إرادةر التكرار كمحاج‬ ‫‪(2‬‬
‫رجحه الصنف‪ .‬والقيدم قيدم يكون صفة وقدم يكون شرطااج‪ ،‬فاجلشرط كقوله تعاجل‪[ :‬وإن كنتم جنبا‬
‫فاطددهروا ])‪ (4‬فكلمحاج حصلت الناجبة وجب التطهر باجلغسل منهاج‪.‬‬
‫والصفة كقوله تعاجل‪[ :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ])‪ (5‬فكلمحاج حصلت السرقة وجب‬
‫القطع‪ ،‬ماج ل يكن تكرار السرقة قبل القطع‪.‬‬
‫وهذا فيمحاج إذا كاجن كل من الشرط والصفة علة ثاجبتة كمحاج مثلناج‪ .‬فيكون التكرار لوجود العلة‪،‬‬
‫بعن أنه كلمحاج وجدمت العلة وجدم الكم)‪ .(6‬فإن ل يكن علة ثاجبتة فل تكرار مثل‪ :‬إن جاجءا زيدم فاجعتق‬
‫عبدما من عبيدمي‪ .‬فإذا جاجءا زيدم حصل ماج علق عليه المر‪ ،‬لكن ل يتكرر بتكرر ميئه‪.‬‬
‫المر الطلق الذي ل يقيدم‪ .‬فهذا فيه خلف هل يقتضي التكرار أو ل؟‬ ‫‪(3‬‬

‫)( سورةر آل عمحران‪ ،‬آية ‪.97‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه مسلم برقم ‪ 1337‬وأخرجه أصحاجب السنن وأحدم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( نقل صاجحب شرح الكوكب الني )‪ (3/46‬التفاجق على أنه للتكرار‪ .‬مع أن بعض النفية خاجلفوا فاجنظر كشف السرار )‪.(1/123‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.6 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.38 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( شرح الكوكب الني )‪.(47 ،3/46‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪44‬‬
‫فمحنهم من قاجل يقتضي التكرار‪ ،‬وهذا حكاجه الغزال عن أبأ حنيفة‪ ،‬وابن القصاجر عن ماجلك‪ ،‬وهو رواية‬
‫عن أحدم اختاجرهاج أكثر أصحاجبه)‪ ،(1‬لن المر كاجلنهي ف أن النهي أفاجد وجوب التك والمر أفاجد وجوب الفعل‪،‬‬
‫فإذا كاجن النهي يفيدم التك على التصاجل أبدماا‪ ،‬وجب أن يكون المر يفيدم وجوب الفعل على التصاجل أبدما وهذا‬
‫معن التكرار‪ ،‬والراد به‪ :‬حسب المكاجن‪.‬‬
‫والقول الثاجن أن المر الطلق ل يقتضي التكرار لن ماج قصدم به من تصيل الأمور به يتحقق باجلرةر‬
‫الواحدمةر والصل براءاةر الذمة ماج زاد عليهاج‪ ،‬بل يرج الكلف من عهدمته برةر واحدمةر‪ ،‬ول يلزمه تكراره والدماومة‬
‫عليه‪ ،‬وذلك لن صيغة المر ل تدمل إل على مرد إدخاجل ماج هية الفعل)‪ (2‬ف الوجود ل على كمحية الفعل‪ ،‬ولو‬
‫قاجل السيدم لعبدمه‪ :‬ادخل السوق واشت تراا‪ ،‬ل يعقل منه التكرار‪ ،‬ولو كرر العبدم ذلك لسن لومه‪ ،‬ولو سيدمه على‬
‫عدمم التكرار لعدم السيدم مطئااج‪.‬‬
‫وهذا هو اختياجر الصنف – هناج – فإنه قاجل‪) :‬ول يقتضي التكرار على الصحيح( أي عندم الطلق كمحاج‬
‫يدمل عليه ماج بعدمه‪ ،‬وهو رواية عن الماجم أحدم اختاجرهاج أبو يعلى وتلمحيذه أبو الطاجب‪ ،‬وهو الصحيح عندم النفية‪،‬‬
‫ورجح ذلك الطوف‪ ،‬وماج إليه ابن قدمامة‪ ،‬واختاجره ابن الاججب)‪.(3‬‬
‫أماج ماج قاجله الولون من أن المر كاجلنهي فغي صحيح للفرق بن المر والنهي‪ ،‬لن النتهاجءا عن الفعل‬
‫أبدما مكن‪ ،‬أماج الشتغاجل به أبدما فغي مكن فظهر الفرق‪.‬‬
‫وأماج ماج فيه التكرار فذلك لنصوص أخر وقرائن وأسباجب توجب ذلك‪ ،‬كاجلصلةر فإن تكرارهاج ف كل يوم‬
‫وليلة خس مرات ليس لجل المر باج‪ ،‬وإناج لتكرار أسباجباج وهي الوقاجت‪ .‬وماج يتعلق بذا البحث مسألة إجاجرةر‬
‫مؤذن بعدم مؤذن فهل يكتفي باجلول لن المر ل يقتضي التكرار؟ أو ييب كل مؤذن من باجب تعدمد السبب؟‬
‫فيه احتمحاجل)‪.(4‬‬
‫السألة الثاجنية‪ :‬قوله‪) :‬ول تقتضي الفور( أي عندم الطلق بلف‪ :‬ساجفر الن‪ .‬فهي للفور‪ ،‬وساجفر رأس‬
‫الشهر‪.‬فهي للتاخي لوجود قرينة‪.‬‬
‫والفور معناجه‪ :‬الباجدرةر باجلفعل عقب المر ف أول وقت المكاجن‪ .‬والتاخي‪ :‬تأخي الفعل عن أول وقت‬
‫المكاجن‪ .‬والقاجئلون بأن المر للتكرار يتفقون على أنه للفور‪ .‬لن التكرار ل يتحقق بدمون الباجدرةر‪.‬‬

‫)( انظر النخول للغزال ص ‪ 108‬وشرح الكوكب الني )‪.(3/43‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الاجهية بعن القيقة انظر العتب للزركشي ص ‪ 337‬معجم لغة الفقهاجءا ص ‪.398‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر روضة الناجظر مع شرحهاج )‪ (2/78‬متصر الروضة ص ‪ .87‬متصر النتهى )‪ (2/81‬أصول السرخسي ص ‪.20‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر شرح الهذب )‪ (2/119‬فتح الباجري )‪ (2/92‬فتاجوى العز بن عبدم السلم ص ‪ 87‬التمحهيدم للسنوي ص ‪ 283‬حاجشية الصنعاجن على شرح العمحدمةر‬ ‫‪4‬‬

‫)‪.(2/188‬‬

‫‪45‬‬
‫وأماج القاجئلون بأن المر ليس للتكرار‪ .‬فاجختلفوا ف ذلك على قولي‪:‬‬
‫الول‪ :‬أناج ل تقتضي الفور‪ ،‬وبه قاجل أكثر الشاجفعية وأكثر الحناجف‪ ،‬وهو رواية عن الماجم أحدم‪ ،‬بل‬
‫المر لرد الطلب فل يقتضي الفور ول التاخي‪ ،‬وقدم يقتضي لن الغرض إياجد الفعل ولو مرةر واحدمةر من غي‬
‫اختصاجص باجلزمن الول أو الثاجن بل ف أي زماجن وجدم فيه أجزأ‪.‬‬
‫والقول الثاجن‪ :‬أناج تقتضي الفور‪ .‬وهو قول الاجلكية وبعض الشاجفعية‪ ،‬وبعض النفية‪ ،‬وهو ظاجهر الذهب‬
‫عندم الناجبلة)‪ .(1‬وهذا هو القول الراجح إن شاجءا ال لاج يلي‪:‬‬
‫آياجت من كتاجب ال تعاجل فيهاج المر باجلباجدرةر إل امتثاجل أوامر ال تعاجل والثناجءا على من فعل ذلك كقوله‬ ‫‪(1‬‬
‫تعاجل‪[ :‬وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والرض أعدت للمتقين ])‪ (2‬وقوله‬
‫تعاجل‪[ :‬فاستبقوا الخيرات ])‪ (3‬وقاجل تعاجل‪[ :‬إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ])‪.(4‬‬
‫ماج جاجءا ف قصة الدميبية‪ ،‬وفيهاج‪) :‬قاجل رسول ال م لصحاجبه‪ :‬قوموا فاجنروا ث احلقوا( قاجل‪ :‬فو ال ماج قاجم‬ ‫‪(2‬‬
‫منهم رجل حت قاجل ذلك ثلث مرات‪ .‬فمحاج ل يقم منهم أحدم دخل على أم سلمحة فذكر لاجماج لقي من‬
‫الناجس ‪ . . .‬الدميث()‪ ،(5‬ووجه الدمللة‪ :‬أنه لو ل يكن المر للفور ماج دخل الرسول م على أم سلمحة‬
‫مغضباجا ول قاجل لاج‪) :‬أل ترين إل الناجس! إن آمرهم باجلمر فل يفعلون( كمحاج ف رواية ابن إسحاجق‪.‬‬
‫أن الباجدرةر باجلفعل أحوط وأبرأ للذمة‪ ،‬وأدل على الطاجعة‪ ،‬والتأخي له آفاجت‪ ،‬ويقتضي تراكم الواجباجت‬ ‫‪(3‬‬
‫حت يعجز النساجن عنهاج‪.‬‬
‫وكمحاج أن الشرع دل على اقتضاجءا المر الفور‪ ،‬كذلك اللغة فإن السيدم لو أمر عبدمه بأمر فلم يتثل فعاجقبه‬ ‫‪(4‬‬
‫فاجعتذر العبدم بأن المر على التاخي ل يكن عذره مقبوال‪.‬‬
‫السألة الثاجلثة‪ :‬قوله‪) :‬والمر بإياجد الفعل أمر به وباج ل يتم الفعل إل به( أي‪ :‬أن ماج توقف عليه وجود‬
‫الواجب بطريق شرعي لتبأ منه الذمة فهو واجب إذا كاجن ذلك ف مقدمور الكلف‪ ،‬وتت هذه القاجعدمةر صورتاجن‪،‬‬
‫وذلك بناجءا على دخول الندموب ف المر‪:‬‬

‫)( انظر متصر ابن الاججب مع شرح العضدم )‪ (2/84‬العدمةر )‪ (1/281‬أضواءا البياجن )‪.(5/112‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر آل عمحران‪ ،‬آية‪.133 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.148 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر النبياجءا‪ ،‬آية‪.90 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه البخاجري برقم ‪ 2581‬وانظر فتح الباجري )‪.(329‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪46‬‬
‫ماجل يتم الواجب إل به فهو واجب‪ .‬كاجلمر باجلصلةر أمر باجلطهاجرةر‪ ،‬والمر بست العورةر أمر بشراءا ماج‬ ‫‪(1‬‬
‫يستهاج)‪.(6‬‬
‫ووجه هذه الصورةر‪ :‬أنه لو ل تب الطهاجرةر – مثلا – لوجوب الصلةر لاجز تركهاج‪ ،‬ولو جاجز تركهاج‬
‫لاجز ترك الواجب التوقف عليهاج واللزم باجطل‪.‬‬
‫ماج ل يتم الندموب إل به فهو مندموب‪ ،‬فاجلمر باجلتطيب يوم المحعة كمحاج ف حدميث ابن عباجس )وأصيبوا‬ ‫‪(2‬‬
‫من الطيب()‪ (2‬أمر بشراءا الطيب ندمباجا ل وجوبااج‪.‬‬
‫وهذه الصورةر ل تدمخل – على رأي الصنف – لنه ل يرى أن الندموب مأمور به‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫السألة الرابعة‪ :‬قوله‪) :‬وإذا فعل خرج عن العهدمةر(‪) :‬فعل( باجلبناجءا للمحجهول أي‪ :‬فعل الأمور به‪ ،‬والعهدمةر‪ :‬بضم‬
‫العي تعلق المر باجلأمور‪ .‬والعن‪ :‬أن الأمور إذا فعل ماج أمر به على وجه صحيح فإنه يرج عن عهدمه ذلك المر‬
‫ويوصف ذلك الفعل باجلجزاءا‪ .‬والجزاءا معناجه‪ :‬براءاةر الذمة وسقوط الطلب‪ .‬أماج الثاجبة على الفعل فليست من‬
‫لوازم المتثاجل فقدم يصل الجزاءا وبراءاةر الذمة ول يصل الثواب‪ ،‬وقدم يكون مثاجباجا ول تبأ الذمة‪.‬‬
‫فمحثاجل الول‪ :‬قول الزور والعمحل به ف الصياجم‪ .‬فقدم قاجل النب م )من ل يدمع قول الزور والعمحل به فليس‬
‫ل حاججة ف أن يدمع طعاجمه وشرابه()‪ (3‬فقول الزور والعمحل به ف الصياجم أوجب إثاجا يقاجبل ثواب الصوم‪ .‬وقدم‬
‫اشتمحل الصوم على المتثاجل الأمور به والعمحل النهي عنه‪ ،‬فبئت الذمة للمتثاجل ووقع الرماجن للمحعصية‪.‬‬
‫ل‪،‬‬
‫والثاجن‪ :‬كأن يفعل فعلا ناجقصاجا عن الشرائط والركاجن‪ ،‬فيثاجب على ماج فعل ول تبأ الذمة إل بفعله كاجم ا‬
‫فإذا أخرج الزكاجةر ناجقصة فإنه يرج التمحاجم وإذا ترك شيئاجا من واجباجت الج كاجلبيت بزدلفة فإنه يبه باجلدمم‪ ،‬وإذا‬
‫ضحى بعيبة وجبت عليه سليمحة‪ .‬وإذا فوت المحعة بقي ف العهدمةر‪ .‬فاجلنقص إماج أن يب بنسه أو ببدمله أو‬
‫بإعاجدته كاجملا أو يبقى ف العهدمةر فيأث صاجحبه)‪ (4‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( تثيل الؤلف باجلطهاجرةر فيه نظر‪ ،‬لن فيهاج دليلا يصهاج‪ ،‬بلف المر بشراءا ماج يست العورةر‪ .‬وال أعلم‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( أخرجه البخاجري برقم ‪.844‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاجري )‪.(4/116‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر ممحوع فتاجوى شيخ السلم )‪ 19/303‬وماج بعدمهاج(‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪47‬‬
‫من يدخل في المر والنهي ومن ل يدخل‬

‫)يدخل في خطاب ال تعالى المؤمنون‪ .‬والساهي والصأبي والمجانون غير داخلين في الخطاب‪،‬‬
‫والكفار مخاطبون بفروع الشرائع وبما ل تصأح إل به وهو السلم‪ ،‬لقوله تعالى‪[ :‬قالوا لم نك من‬

‫المصلين ])‪.((1‬‬
‫ذكر الصنف ف هذا البحث من يدمخل ف أوامر الشرع ونواهيه ومن ل يدمخل‪ ،‬ولو أخر هذا الوضوع‬
‫بعدم مبحث النهي لكاجن أحسن‪.‬‬
‫قوله‪) :‬يدمخل ف خطاجب ال تعاجل الؤمنون( الراد بطاجب ال‪ :‬الطاجب التكليفي التضمحن لطلب الفعل‬
‫أو التك كقوله تعاجل‪[ :‬وأقيموا الصلة ])‪ ،(2‬وقوله تعاجل‪[ :‬ول تقربوا الزنا ])‪.(3‬‬
‫والراد باجلؤمني‪ :‬الكلفون من ذكر وأنثى من آمن باجل ورسوله‪ .‬لدمخول النساجءا ف جع الذكور إذا وجدمت‬
‫قرينة كمحاج هناج‪ .‬والكلف هو الباجلغ العاجقل‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والساجهي والصب والنون غي داخلي ف الطاجب( الساجهي اسم فاجعل من )سهاج يسهو سهوا فهو‬
‫ساجشه( قاجل ف اللساجن‪) :‬السهو والسهوةر‪ :‬نسياجن الشيءا والغفلة عنه‪ .‬وذهاجب القلب إل غيه ‪.(4)(. .‬‬
‫فاجلساجهي ف حاجل سهوةر غي مكلف لن مقتضى التكليف فهم الكلف لاج كلف به‪ .‬وهذا ل يتم غل‬
‫باجلنتباجه‪ .‬ولذا ل يب سجود السهو على من سهاج ف صلته إل بعدم التذكر وزوال العذر‪ ،‬وحينئذ يكون مكلفااج‪.‬‬
‫وقوله )والصب( هو النساجن من الولدةر إل أن يفطم‪ ،‬ويطلق على الصغي دون الغلم)‪.(5‬‬
‫والصب غي مكلف سواءا كاجن ميزا على القول الراجح‪ ،‬أو غي ميز وهذا باجلجاجع‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬والنون( هو فاجقدم العقل‪ .‬وهو من ل يطاجبق كلمه وأفعاجله كلم وأفعاجل العقلءا)‪.(6‬‬

‫)( سورةر الدمثر‪ ،‬آية‪.43 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.43 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر السراءا آية‪.32 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( اللساجن ماجدةر )سهاج( ‪.14/406‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( معجم لغة الفقهاجءا ص ‪ 270‬القاجموس ماجدةر )صب(‪,‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( معجم لغة الفقهاجءا ص ‪.407‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪48‬‬
‫وهو غي مكلف لقوله م‪) :‬رفع القلم عن ثلثة‪ :‬عن الناجئم حت يستيقظ‪ ،‬وعن الصب حت يكب‪ .‬وف‬
‫رواية حت يتلم وف رواية‪ :‬حت يبلغ‪ .‬وف رواية حت يشب‪ .‬وعن النون حت يعقل()‪.(7‬‬
‫فجعل الشاجرع البلوغ علمة لظهور العقل وفهم الطاجب ومن ل يفهم ل يصح تكليفه‪ .‬لعدم قصدم‬
‫المتثاجل‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬كيف تقولون‪ :‬إن الصب والنون غي مكلفي مع وجوب الزكاجةر وأوروش الناجياجت وقيم التلفاجت‬
‫ف ماجليهمحاج؟‬
‫فاجلواب‪ :‬أن هذا ليس من خطاجب التكليف‪ ،‬وإناج هو من خطاجب الوضع‪ ،‬وهو ل يشتط فيه التكليف‬
‫باجلبلوغ والعقل‪ .‬وتوضيحه‪ :‬أن هذا من باجب ربط الحكاجم بأسباجباج‪ ،‬بعن أن الشرع وضع أسباجباجا تقتضي أحكاجماجا‬
‫تتتب عليهاج تقيقاجا للعدمل ف خلقه ورعاجية لصاجل العباجد‪ ،‬فمحت وجدم السبب وجدم الكم‪ ،‬فإذا وجدم النصاجب‬
‫وجبت الزكاجةر‪ ،‬سواءا كاجن النصاجب لباجلغ عاجقل أو لصب أو لنون‪ ،‬وكذا نقول إذا وجدم التلف وجب الضمحاجن إذا‬
‫ل يرض صاجحب الق بإسقاجط حقه مهمحاج كاجن التلف‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والكفاجر ماجطبون بفروع الشرائع ‪ (. .‬الراد باجلفروع الحكاجم العمحلية من الوامر كاجلصلةر والزكاجةر‪،‬‬
‫والنواهي كاجلزناج وشرب المحر‪ .‬ولو عب به الصنف لكاجن أول)‪.(2‬‬
‫فهذه السألة فيهاج خلف بي أهل العلم‪ .‬وماج ذكره الصنف ن أنم ماجطبون‪.‬‬
‫هو القول الراجح لقوةر دليله‪ ،‬وأماج كونم ماجطبي باجلسلم فهذا ل خلف فيه‪.‬‬
‫قاجل تعاجل‪ [ :‬ما سلككم في سقر)‪ (42‬قالوا لم نك من المصلين)‪ (43‬ولم نك نطعم المسكين)‬
‫‪ (44‬وكدنا نخوض مع الخائضين)‪ (45‬وكدنا نكدذب بيوم الدين)‪ (46‬حتى آتانا اليقين)‪ .(3)] (47‬وقاجل‬
‫[فل صددق ول صدلى)‪ (31‬ولكن كدذب وتودلى)‪ ،(4)] (32‬ومن الدلة أيضاجا التمحسك باجلعمحوماجت‬ ‫تعاجل‪:‬‬
‫كقوله تعاجل‪[ :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ])‪ (5‬وقوله تعاجل‪[ :‬يا بني آدم خذوا زينتكم‬
‫مسجد ])‪.(6‬‬ ‫عند كل‬

‫)( أخرجه التمذي برقم ‪ 1423‬وأبو داود ‪ 4403‬وابن ماججه رقم ‪ 2041‬والنساجئي )‪ (6/156‬وذكره البخاجري تعليقاجا ف الطلق والدمود )‪12/120‬‬ ‫‪7‬‬

‫الفتح( وهو حدميث صحيح‪.‬‬


‫)( انظر كلم شيخ السلم رحه ال حول مصطلح الصول والفروع ف الفتاجوى ‪.6/56‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر الدمثر‪ ،‬الياجت ‪.46 – 42‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر القياجمة‪ ،‬اليتاجن ‪.32 ،31‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر آل عمحران‪ ،‬آية‪.97 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر العراف‪ ،‬آية‪.31 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪49‬‬
‫ومع أن الكاجفر ماجطب باجلوامر فإنه ل يصح منه فعل الأمور به حاجل كفره قاجل تعاجل‪[ :‬وما منعهم أن‬
‫تقبل منهم نفقاتهم إل أنهم كفروا بال وبرسوله ])‪ (1‬فاجلياجن شرط لصحة الفعل‪ ،‬ول يعاجرض هذا ماج تقدمم من‬
‫أنم ماجطبون حاجل كفرهم‪ ،‬لن الراد هناج أنم يعذبون عليهاج ف الخرةر زياجدةر على عذاب الكفر‪ ،‬والراد هناج أنم‬
‫ل يطاجلبون باج ف الدمنياج مع كفرهم ول تنفعهم‪.‬‬
‫وإذا أسلم الكاجفر ل يؤمر بقضاجءا الاجضي لقوله تعاجل‪[ :‬قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد‬
‫سلف ])‪.(2‬‬
‫ولقول النب م لعمحرو بن العاجص‪) :‬أماج علمحت ياج عمحرو أن السلم يهدمم ماج كاجن قبله()‪ (3‬ولن ف ذلك‬
‫ترغيباجا له ف السلم‪ ،‬فإنه إذا علم أنه ل يطاجلب بقضاجءا ماج ترك فإنه يرغب ف السلم إذ لو كلف باجلقضاجءا لنفر‬
‫عن السلم)‪ (4‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( سورةر التوبة‪ ،‬آية‪.54 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر النفاجل‪ ،‬آية ‪.38‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪.192‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ل داعي للطاجلة ف هذه السألة لناج ليست من أصول الفقه‪ .‬لن أثر اللف فيهاج إناج يظهر ف الدمار الخرةر‪ ،‬حيث يعذب الكاجفر زياجدةر على عذاب‬ ‫‪4‬‬

‫الكفر‪ ،‬ومساجئل أصول الفقه إناج هي دلئل وقواعدم تعرف باج الحكاجم والتكاجليف ف هذه الدمار‪ .‬واللف ف هذه السألة ل يظهر أثره ف الدمنياج‪ ،‬لن‬
‫الكاجفر ل تصح منه العباجدةر حاجل كفره‪ ،‬وإذا أسلم ل يؤمر بقضاجءا ماج فاجته‪ .‬انظر الصول )‪ ،(1413 – 2/2/399‬الساجئل الشتكة بي أصول الفقه‬
‫وأصول الدمين ص ‪ .94‬وانظر كلماجا ماجتعاجا للشاجطب – رحه ال – ف إدخاجل مساجئل ليست من الصول ف أصول الفقه ف الوافقاجت ‪.1/42‬‬

‫‪50‬‬
‫هل المر بالشيء نهي عن ضده؟‬

‫)والمر بالشيء نهي عن ضده‪ .‬والنهي عن الشيء أمر بضده()‪.(1‬‬


‫ل خلف أن صيغة المر )افعل( مغاجيرةر الصيغة النهي )ل تفعل( فيكون المر باجلشيءا نياجا عن ضدمه من‬
‫جهة العن ل من جهة اللفظ‪ ،‬فاجلطلب له تعلق واحدم بأمرين هاج‪ :‬فعل الشيءا‪ ،‬ولكف عن ضدمه‪ .‬فباجعتباجر الول‬
‫هو أمر‪ ،‬وباجعتباجر الثاجن هو ني‪ .‬فإذا قاجل له‪ :‬اسكن‪ .‬فهذا أمر باجلسكون‪ ،‬ني عن ضدمه وهو الركة‪ .‬قاجل تعاجل‪:‬‬
‫‪[ :‬يا أيها الذين ءامنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا ال ])‪ .(2‬فاجلمر باجلثباجت ني عن عدمم الثباجت أماجم الكفاجر‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وقدم دل على ذلك قوله تعاجل‪[ : :‬يا أيها الذين ءامنوا إذا لقيتم الذي كفروا زحفا فل تولوهم الدبار ]‬
‫ومثاجله – أيضاجا – المر باجلقياجم ف الصلةر ني عن ضدمه وهو اللوس‪ ،‬فإذا جلس من قياجمه أثناجءا صلةر الفرض‬
‫عمحدما لغي عذر بطلت صلته‪ ،‬لن أمره باجلقياجم ني له عن اللوس‪.‬‬
‫والنهي عن الشيءا أمر بضدمه من جهة العن ل من جهة اللفظ‪ ،‬فإذا قاجل له‪ :‬ل تتحرك‪ .‬فهذا نى عن‬
‫التحرك أمر بضدمه وهو السكون‪.‬‬
‫والمر باجلشيءا ني عن جيع أضدماده‪ ،‬فإذا قاجل له‪ :‬قم‪ .‬فإن له أضدماده من قعود وركوع وسجود‬
‫واضطجاجع وهو منهدي عن ذلك كله‪.‬‬
‫والنهي عن الشيءا أمر بأحدم أضدماده فقط‪ ،‬فاجلنهي عن القياجم أمر بواحدم من أضدماده من القعود أو‬
‫الضطجاجع وغيهاج لصول المتثاجل بذلك الواحدم‪.‬‬
‫واعلم أن هذه السألة من الساجئل الت كثرت فيهاج آراءا الصوليي والفقهاجءا‪ ،‬وتنوعت مذاهبهم‪ ،‬والصواب‬
‫فيهاج ماج قرره شيخ السلم ابن تيمحية وتلمحيذه ابن القيم ورجحه الشنقيطي رحم ال المحيع أن المر باجلشيءا ليس‬
‫هو عي النهي عن ضدمه‪ ،‬ولكنه يستلزمه‪ .‬لن طلب الشيءا طلب له باجلذات ولاج هو من ضرورته باجللزوم من باجب‬
‫)ماج ل يتم الواجب إل به فهو واجب( فقولك‪ :‬أسكن‪ .‬يستلزم نيك عن الركة‪ ،‬لن الأمور به ل يكن وجوده‬
‫مع التلبس بضدمه‪.‬‬
‫)( استظهر الشنقيطي رحه ال أن هذه السألة مبنية على قول التكلمحي ومن وافقهم من الصوليي باجلمر النفسي وهو العن القاجئم باجلذات الرد عن‬ ‫‪1‬‬

‫الصيغة‪ .‬ول ريب أنه قول باجطل مبن على زعم باجطل‪ ،‬وهو أن كلم ال تعاجل مرد العن القاجئم باجلذات فل حروف ول ألفاجظ )راجع مذكرةر الشنقيطي ص‬
‫‪.(27‬‬
‫)( سورةر النفاجل‪ ،‬آية‪.45 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النفاجل‪ ،‬آية‪.15 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪51‬‬
‫والنهي عن الشيءا يستلزم المر بضدمه‪ .‬لنه النهي عن الشيءا طلب لتكه باجلذات ولفعل ماج هو من‬
‫ضرورةر التك باجللزوم‪ ،‬فقولك‪ :‬ل تتحرك يستلزم أمرك باجلسكون‪ ،‬لن النهي عنه ل يكن وجوده مع التلبس بضدمه‬
‫وال أعلم)‪.(1‬‬

‫)( انظر ممحوع الفتاجوى )‪ (10/531‬الفوائدم لبن القيم ص ‪ 226‬مذكرةر الشنقيطي ص ‪.28 ،27‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫النهـــي‬
‫)والنهي‪ :‬استدعاء الترك بالقول ممن هو دونه على سبيل الوجاوب‪ ،‬ويدل على فساد المنهي‬
‫عنه‪ ،‬وترد صأيغة المر والمراد به الباحأة أو التهديد أو التسوية أو التكوين(‪.‬‬
‫النهي‪ :‬استدمعاجءا التك باجلقول من هو دونه على سبيل الوجوب‪ ،‬وشرح التعريف يستفاجد ماج تقدمم ف شرح‬
‫تعريف المر‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬على سبيل الوجوب( أي وجوب التك‪ .‬وهذا القيدم لخراج الصيغة الستعمحلة ف الكراهة‪.‬‬
‫وللنهي صيغة واحدمةر هي الضاجرع القرون بل الناجهية‪ ،‬كقوله تعاجل‪[ :‬ول تقربوا الزنى ])‪ (1‬وقدم يستفاجد‬
‫النهي بغي هذه الصيغة‪ ،‬وذلك مثل المحل البية الت وردت بلفظ التحري‪ ،‬كقوله تعاجل‪[ :‬حررمت عليكم‬
‫أمهاتكم ])‪ ،(2‬أو نفي الل كقوله تعاجل‪[ :‬يا أيها الذين آمنوا ل يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ])‪ ،(3‬أو لفظ‬
‫)‪(4‬‬
‫)نى( كحدميث أبأ سعيدم رضي ال عنه قاجل‪) :‬نى رسول ال م عن صوم يوم الفطر ويوم النحر(‬
‫قوله‪) :‬على سبيل الوجوب ‪ ( . . .‬اعلم أن صيغة النهي عندم الطلق والتجرد عن القرينة تقتضي أمرين‪:‬‬
‫الول‪ :‬تري النهي عنه‪ ،‬وهو معن قول الصنف )على سبيل الوجوب( أي وجوب التك‪ ،‬ومن لزم‬
‫وجوب التك تري النهي يقتضي التكرار والفور‪ ،‬فإذا نى الشرع عن شيءا وجبت الباجدرةر باجلتك وأل يفعل النهي‬
‫عنه ف أي وقت من الوقاجت‪ ،‬قاجل تعاجل‪[ :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ])‪ (5‬فأمر ال تعاجل‬
‫باجلنتهاجءا عن النهي عنه‪ .‬فيكون النتهاجءا واجبااج‪ .‬لن المر يقتضي الوجوب كمحاج تقدمم‪.‬‬
‫يقول الماجم الشاجفعي رحه ال‪) :‬أصل النهي من رسول ال م أن كل ماج نى عنه فهو مرم‪ ،‬حت تأت‬
‫عنه دللة تدمل على أنه إناج نى عنه لعن غي التحري()‪.(6‬‬
‫ومثاجل ذلك‪ :‬الصلةر إل القبور فهي مرمة بدمليل النهي الذي ورد ف حدميث أبأ مرثدم الغنوي رضي ال‬
‫عنه قاجل‪ :‬قاجل رسول ال م‪) :‬ل تصلوا إل القبور ول تلسوا عليهاج()‪.(7‬‬

‫)( سورةر السراءا‪ ،‬آية‪.32 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.23 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.19 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه البخاجري )‪ (1139‬ومسلم )‪.(827‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر الشر‪ ،‬آية‪.7 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( الم للشاجفعي )‪.(7/305‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪ 972‬وأبو داود رقم ‪ 3229‬والتمذي رقم ‪ 1050‬والنساجئي )‪.(2/67‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪53‬‬
‫ومثاجل ميءا النهي لغي التحري قوله م‪) :‬ل يسن أحدمكم ذكره بيمحينه وهو يبول()‪ (1‬فقدم ذكر الاجفظ ابن‬
‫حجر رحه ال ف فتح الباجري عن المحهور‪ :‬أن النهي للكراهة‪ ،‬لن الذكر بضعة من النساجن لدميث )هل هو إل‬
‫بضعة منك()‪.(2‬‬
‫المر الثاجن ماج تقتضيه صيغة النهي‪ :‬فساجد النهي عنه‪ ،‬فل تبأ الذمة‪ ،‬ول بسقط الطلب إن كاجن عباجدةر‪،‬‬
‫ول يتتب الثر القصود من العقدم على العقدم إذا كاجن معاجملة كمحاج تقدمم ف الكلم على الباجطل‪ ،‬والقول باجلفساجد‬
‫هو قول الئمحة الربعة وغيهم لدميث عاجئشة رضي ال عنهاج؛ أن النب م قاجل‪) :‬من عمحل عمحلا ليس عليه أمرناج‬
‫فهو رد()‪ ،(3‬ووجه الدمللة منه‪ :‬أن ماج نى عنه الشرع فليس عليه أمر النب م فيكون مردوداا‪ ،‬وماج كاجن مردودا على‬
‫فاجعله فكأنه ل يوجدم لنه فاجسدم‪.‬‬
‫فاجلشاجرع نى عن الصلةر بل طهاجرةر ولغي القبلة وبدمون ست العورةر‪ ،‬ونى عن بيع الغرر‪ ،‬وعن بيع ماج ل‬
‫يلك‪ ،‬فإن وقع ذلك حكم بفساجده‪ ،‬وقدم ل يقتضي النهي الفساجد إذا وجدم دليل مثل حدميث أبأ هريرةر رضي ال‬
‫عنه عن النب م قاجل‪" :‬ل تصدروا البل والغنم فمحن ابتاجعهاج بعدم فهو بي النظرين بعدم أن يتلبهاج إن شاجءا أمسك‬
‫وإن شاجءا ردهاج وصاجع تر")‪ (4‬فل يدمل النهي على أن البيع فاجسدم بدمليل أنه جعل الياجر للمحشتي)‪.(5‬‬
‫ث ذكر الؤلف أن صيغ المر تأت للباجحة وقدم تقدمم الكلم على ذلك‪ ،‬وليس هذا تكراراا‪ ،‬لن القصود‬
‫هناجك بياجن أن الصيغة ل ترج عن الوجوب إل بدمليل‪ ،‬والراد هناج بي ماج استعمحلت فيه الصيغة من العاجن‪.‬‬
‫وتأت للتهدميدم مثل قوله تعاجل‪[ :‬قل تمدتعوا فإن مصيركم إلى النار ])‪ (6‬والقرينة الصاجرفة إل التهدميدم أن‬
‫ذلك الوعيدم يدمل على التهدميدم‪.‬‬
‫أو للتسوية كقوله تعاجل‪[ :‬فاصبروا أو ل تصبروا ])‪ .(7‬أو للتكوين وهو الياجد من العدمم بسرعة كقوله‬
‫تعاجل‪[ :‬كونوا ققردة خاسئين ])‪.(8‬‬
‫والول ذكر هذه العاجن ف الكلم على المر عندم ذكر الباجحة والندمب كمحاج تقدمم‪.‬‬

‫)( رواه البخاجري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر فتح الباجري )‪.(254 ،1/253‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪ 1718‬وأخرجه البخاجري تعليقاجا ف البيوع وموصولا ف الصلح‪ ،‬انظر فتح الباجري )‪ (4/355‬وأخرجه أبو داود برقم ‪ 4606‬وابن‬ ‫‪3‬‬

‫ماججه رقم ‪.14‬‬


‫)( رواه البخاجري برقم ‪ 2041‬ومسلم برقم ‪ 1524‬وقوله )ل تصروا(‪ :‬بضم أوله وفتح ثاجنية بوزن‪ :‬تزكوا والتصرية‪ :‬حبس اللب ف الضرع حت يتمحع‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( انظر فتح الباجري )‪ (4/367‬وف طرح التثريب )‪ (6/78‬نقل الجاجع على أن بيع الصراةر صحيح‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر إبراهيم‪ ،‬آية‪.30 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر الطور‪ ،‬آية‪.16 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.65 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪54‬‬
‫العـــام‬

‫)وأما العام فهو ما عم شيئين فصأاعداا‪ ،‬من قولك‪ :‬عممت زيدا وعم ار بالعطاء‪ .‬وعممت جاميع‬
‫الناس بالعطاء وألفاظه أربعة‪ :‬السم الواحأد المعروفا باللم‪ ،‬واسم الجامع المعرفا باللم‪،‬‬
‫والسماء المبهمة كمن فيمن يعقل‪ ،‬وما فيما ل يعقل‪ ،‬وأي في الجاميع‪ ،‬وأين في المكان‪ ،‬ومتى‬
‫في الزمان‪ ،‬وما في الستفهام والجازاء وغيره‪ ،‬ول في النكرات كقولك‪ :‬ل رجال في الدار‪ ،‬والعموم‬
‫من صأفات النطق‪ ،‬ول تجاوز دعوى العموم في غيره من الفعل وما يجاري مجاراه(‪.‬‬
‫اعلم أن البحث ف دللت اللفاجظ من حيث الشمحول وعدممه من الباجحث الصولية الهمحة‪ ،‬فإن هناجك‬
‫من اللفاجظ ماج ل يدمل إل يدمل إل على فرد معي‪ ،‬ومنهاج ماج يدمل على فرد غي معي‪ ،‬ومنهاج ماج يدمل على أفراد ل‬
‫حصر لاج‪ .‬كل ذلك جاجءا ف نصوص الكتاجب والسنة‪.‬‬
‫وإذا كاجن استنباجط الحكاجم الشرعية من الدلة ل يتم إل بعرفة شروط الستدملل كمحاج تقدمم كاجن لزاماجا‬
‫على الصول والفقيه أن يعن بدمراسة دللت اللفاجظ‪ ،‬ويستفيدم من قواعدمهاج وضوابطهاج‪.‬‬
‫والعاجم لغة‪ :‬الشاجمل‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬ماج عم شيئي فصاجعدماا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ماج‪ :‬أي لفظ‪ ،‬وهي جنس ف التعريف تشمحل ماج يراد تعريفه وغيه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬عم شيئي‪ :‬أي تناجول شيئي دفعة واحدمةر‪ ،‬وهذا قيدم يرج ماج ل يتناجول إل واحدما كاجلعلم مثل‬
‫زيدم‪ ،‬والنكرةر الفردةر ف سياجق الثباجت)‪ (1‬مثل‪) :‬رجل( فهو لفظ يصلح لكل واحدم من رجاجل الدمنياج لكن بدمون‬
‫استغراق ومنه قوله تعاجل‪[ :‬فتحرير رقبة ])‪.(2‬‬
‫وقوله‪ :‬فصاجعدماا‪ :‬حاجل حذف عاجملهاج وصاجحبهاج‪ ،‬أي فذهب العدمود صاجعدما عن الشيئي‪ .‬وهذا قيدم‬
‫لخراج الثن النكرةر ف الثباجت كرجلي‪.‬‬

‫)( قدم تفيدم النكرةر ف سياجق الثباجت العمحوم كمحاج سيأت إن شاجءا ال‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر الاجدلة‪ ،‬أية‪.3 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪55‬‬
‫وبقي على التعري قيدم آخر وهو )بل حصر()‪ (1‬لخراج اسم العدمد كمحاجئة وألف‪ ،‬لناج تشمحل اثني‬
‫فصاجعدما ولكنهاج بصر‪ ،‬والعاجم بل حصر‪ .‬فاجسم العدمد والعاجم كل منهمحاج يدمل على الكثرةر لكن الكثرةر ف العاجم غي‬
‫مصورةر‪ ،‬وف العدمد مصورةر‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬من قولك عمحمحت زيدما وعمحرا باجلعطاجءا ‪ . .‬إل( أي أن العاجم مأخوذ من قولك‪) :‬عمحمحت‬
‫باجلعطاجءا( أي شلت الذكورين‪ ،‬ففي العاجم شول‪ ،‬أو يكون مثاجلا للعاجم الذي يتناجول شيئي‪ ،‬والعاجم الذي يتناجول‬
‫جيع النس)‪.(2‬‬
‫ث ذكر الصنف أن صيغ العمحوم أربع‪ .‬وهذا ليس على سبيل الصر‪ ،‬لناج أكثر من ذلك‪ ،‬وإناج حصرهاج‬
‫بأربع مراعاجةر للطاجلب البتدمئ‪ .‬وصيغ العمحوم كمحاج يلي‪:‬‬
‫‪ (1‬السم الواحدم العرف باجللف واللم‪ .‬والراد باجلواحدم الفرد‪ ،‬والراد باجللف واللم )أل( الستغراقية فإن‬
‫تعاجل‪[ :‬إن النسان لفي خسر)‪ (2‬إل الذين ءامنوا ])‪ (3‬فهذا عاجم بدمليل الستثناجءا‪.‬‬
‫‪ (2‬اسم المحع العرف باجللم الت ليست للعهدم‪ .‬والراد المحع باجلعن اللغوي‪ ،‬وهو اللفظ الدمال على جاجعة‬
‫فيشمحل المحع وهو ماجله مفرد‪ ،‬واسم المحع وهو ماج ليس له مفرد من لفظه‪ ،‬واسم النس المحعي‪ .‬فاجلول‬
‫كقوله تعاجل‪[ :‬قد أفلح المؤمنون)‪ (4)] (1‬وقوله تعاجل‪[ :‬وإذا بلغ الطفال منكم الحلم فيستئذنوا ])‪.(5‬‬
‫والثاجن مثل كلمحة )النساجءا( ف قوله تعاجل‪[ :‬الرجال قوامون على النساء ])‪ .(6‬والثاجلث‪ :‬اسم النس‬
‫المحعي وهو ماج يدمل على أكثر من اثني‪ ،‬ويفرق بينه وبي مفرده باجلتاجءا كقوله تعاجل‪[ :‬إن البقر تشابه‬
‫علينا ])‪ (7‬ومفرد بقرةر‪ ،‬أو باجلياجءا كقوله تعاجل‪[ :‬غلبت الروم)‪ (8)] (2‬ومفرده رومي‪.‬‬
‫وأماج العرف بأل العهدمية فيكون عاجدماجا إذا كاجن العهود عاجدماجا كقوله تعاجل‪[ :‬إذ قال رلبك‬
‫للملئكة إني خالق بشرال من طين)‪ (71‬فإذا سدويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)‪(72‬‬

‫)( انظر الشرح الكبي على الورقاجت للعباجدي )‪.(2/86‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر اللمحع للشيازي ص ‪.87‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر العصر‪ ،‬اليتاجن ‪.3 ،2‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الؤمنون‪ ،‬آية‪.1 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر النور‪ ،‬آية‪.59 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.34 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.70 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( سورةر الروم‪ ،‬آية‪.2 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪56‬‬
‫صاج فاجلعرف خاجص كقوله تعاجل‪[ :‬كما‬
‫فسجد الملئكة كلهم أجمعون()‪ ] (73‬فإن كاجن العود خاج د‬
‫)‪(1‬‬

‫ل)‪ (15‬فعصى فرعون الرسول ])‪.(2‬‬


‫أرسلنا إلى فرعون رسو ل‬
‫السأاجءا البهمحة‪ :‬وذلك كأسأاجءا الشرط كقوله تعاجل‪[ :‬من يعمل سوءال يجز به ])‪ ،(3‬وأسأاجءا الستفهاجم‬ ‫‪(3‬‬
‫كقوله تعاجل‪[ :‬فأين تذهبون)‪ (4)] (26‬والسأاجءا الوصولة كقوله م )الذي يشرب ف آنية الفضة إناج يرجر‬
‫ف بطنه ناجر جهنم()‪.(5‬‬
‫ومن للعمحوم ف العاجقل كمحاج مثلناج‪ ،‬سواءا كاجنت شرطية أو استفهاجمية أو موصولة‪ .‬و )ماج( للعمحوم‬
‫ف غي العاجقل كقوله تعاجل‪[ :‬وما تفعلوا من خير يعلمه ال ])‪ (6‬وقوله تعاجل‪[ :‬وما عند ال خير‬
‫للبرار)‪ (7)] (198‬وقوله تعاجل‪[ :‬ماذا أجبتم المرسلين)‪.(8)] (65‬‬
‫ومعن الباجم ف أسأاجءا الشرط والستفهاجم أناج ل تدمل على معي‪ ،‬وف السأاجءا الوصولة افتقاجرهاج‬
‫إل صلة تعي الراد‪.‬‬
‫وقول الصنف‪) :‬وأي ف المحيع( أي أن )أدياج( تكون شرطية نو قول تعاجل‪[ :‬أديما الجلين‬
‫ي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا)‪1‬‬
‫قضيت فل عدوان علدى ] ‪ ،‬واستفهاجمية كقوله تعاجل‪[ :‬لنعلم أ د‬
‫)‪(9‬‬

‫‪ .(10)] (2‬وموصولة كقوله تعاجل‪[ :‬ثدم لننـزعدن من كل شيعة أديهم أشلد على الرحمن عتديا)‪] (69‬‬
‫)‪( 11‬‬

‫وتكون لغي العاجقل كاجلثاجل الول‪ ،‬وللعاجقل كاجلثاجل الثاجن والثاجلث‪.‬‬

‫)( سورةر ص‪ ،‬الياجت‪.73 – 71 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر الزمل‪ ،‬اليتاجن‪.16 ،15 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.123 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر التكوير‪ ،‬آية‪.26 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( أخرجه البخاجري رث ‪ 5311‬ومسلم رقم ‪ 2065‬عن أم سلمحة رضي ال عنهاج‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.197 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر آل عمحران‪ ،‬آية‪.198 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( سورةر القصص‪ ،‬آية‪.65 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( سورةر القصص‪ ،‬آية‪.28 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( سورةر الكهف‪ ،‬آية‪.12 :‬‬ ‫‪10‬‬

‫)( سورةر مري‪ ،‬آية‪.69 :‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪57‬‬
‫وقوله‪) :‬وأين ف الكاجن‪ ،‬ومت ف الزماجن(‪ :‬أي أن )أين( تكون استفهاجمية للسؤال عن الكاجن‬
‫كمحاج تقدمم‪ ،‬وتأت شرطية كقوله تعاجل‪[ :‬أينما تكونوا يدرككم الموت ])‪(1‬؟ )ومت( تأت استفهاجمية‬
‫كقوله تعاجل‪[ :‬متى نصر ال ])‪(2‬؟ وشرطية نو‪ :‬مت تساجفر أساجفر‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬وماج ف الستفهاجم والزاءا وغيه(‪ :‬أي أن )ماج( تأت استفهاجمية وتأت للجزاءا أي‪ :‬الشرط‪،‬‬
‫وتقدمم مثاجلمحاج‪ .‬وف بعض نسخ الورقاجت )والب( يدمل )والزاءا( والراد باج الوصولة وتقدمم مثاجلاج أيضااج‪.‬‬
‫وقول الصنف )وغيه( أي غي الذكور الذي هو الستفهاجم والزاءا على نسختناج‪ ،‬والستفهاجم والب‬
‫على النسخة الثاجنية وذلك كاجلب على النسخة الول‪ ،‬والزاءا على الثاجنية‪.‬‬
‫النوع الرابع من صيغ العمحوم‪ :‬ل‪ .‬ف النكرات‪ ،‬والراد أن )ل( الركبة مع النكرةر تفيدم العمحوم كقوله تعاجل‪:‬‬ ‫‪(4‬‬
‫[فل رفث ول فسوق ول جدال في الحج ])‪ .(3‬فاجلنكرةر ف سياجق النفي تفيدم العمحوم‪ ،‬وكذا ف سياجق‬
‫النهي أو الشرط أو الستفهاجم النكاجري كقوله تعاجل‪[ :‬فل تدعوا مع ال أحدا)‪ (4)] (18‬وقوله تعاجل‪:‬‬
‫[وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلم ال ])‪ (5‬وقوله تعـاجل‪[ :‬من إله غير ال‬
‫يأتيكم بضياءء ])‪.(6‬‬
‫وبقي صيغ أخرى ل يتعرض لاج الصنف ومنهاج‪:‬‬
‫لفظ‪ :‬كل ‪ .‬وهي من أقوى صيغ العمحوم‪ ،‬لناج تشمحل العاجقل وغيه‪ ،‬الذكر والؤنث‪،‬‬ ‫‪(1‬‬
‫الفرد والثن والمحع‪ .‬قاجل تعاجل‪[ :‬كلل نفس ذائقة الموت ])‪ (7‬وقاجل م‪) :‬كل الناجس يغدمو فباجئع نفسه‬
‫فمحعتقهاج أو موبقهاج)‪.(8‬‬
‫ويلحق )بكل( ماج دل على العمحوم باجدته مثل جيع ومعشر ومعاجشر وعاجمة كاجفة ونوهاج‪.‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.78 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.214 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.197 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الن‪ ،‬آية‪.18 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر التوبة‪ ،‬آية‪.6 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر القصص‪ ،‬آية‪.71 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر آل عمحران‪ ،‬آية‪.185 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪ 223‬من حدميث طويل‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪58‬‬
‫الضاجف لعرفة‪ ،‬سواءا كاجن مفردا أو جعاجا كقوله تعاجل‪[ :‬وإن تعددوا نعمت ال ل‬ ‫‪(2‬‬
‫تحصوها ])‪ (1‬وقوله تعاجل‪[ :‬يوصيكم ال في أولدكم ])‪.(2‬‬
‫النكرةر ف سياجق الثباجت تفيدم العمحوم بدمليل قوله تعاجل‪[ :‬وأنزلنا من السماء ماء طهورا)‬ ‫‪(3‬‬
‫‪ (3)] (48‬لن العمحوم يتناجسب مع المتناجن وكقوله تعاجل‪[ : :‬فيهما فاكهة ونخل وردمان)‪.(4)] (68‬‬
‫النكرةر ف سياجق الثباجت تفيدم العمحوم بدمليل قوله تعاجل‪[ :‬علمت نفس ما أحضرت)‬ ‫‪(4‬‬
‫‪ (5)] (14‬والدمليل قوله تعاجل‪[ :‬هنالك تبلوا كلل نفس دما أسلفت ])‪.(6‬‬
‫وقوله‪) :‬والعمحوم من صفاجت النطق(‪ :‬النطق مصدمر بعن اسم الفعول‪ ،‬أي‪ :‬النطوق‪ .‬والنطوق هو اللفظ‬
‫لنه ينطق به لشتمحاجله على الروف‪ .‬فاجلعمحوم من صفاجت اللفاجظ‪ .‬فيقاجل‪ :‬لفظ عاجم‪ .‬لن العاجم له صيغ تستعمحل‬
‫ف العمحوم ل يستفاجد بدموناج – كمحاج تقدمم ف المثلة – فإذا وردت الصيغة مردةر عن القرائن دلت على استغراق‬
‫النس‪ ،‬فاجلعمحوم من مفهوم لساجن العرب‪ .‬هذا مذهب السلف من صدمر هذه المة‪ .‬ومن تاجبعهم من بعدمهم‪.‬‬
‫فكاجنوا يستدملون ويتجون بنصوص العمحوم‪ .‬فيوافق الخاجلف منهم على صحة الستدملل‪ .‬ولنذكر مثاجلي لذلك‪:‬‬
‫الول‪ :‬عن عبدم ال بن مسعود رضي ال عنه قاجل‪ :‬لاج نزلت [ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ])‪ (7‬قاجل أصحاجب‬
‫النب م‪ :‬وأيناج ل يظلم‪ .‬فنـزلت [إن الشرك لظلم عظيم)‪ (9) ،(8)] (13‬ففهم الصحاجبة رضي ال عنهم العمحوم ف‬
‫الية إماج من السم الوصول [والذين آمنوا ] أو من النكرةر ف سياجق النفي [يظلم ] ول ينكر عليهم النب م ذلك‬
‫الفهم‪ .‬بل جاجءا البياجن أن الراد باجلظلم الشرك)‪ .(10‬قاجل ف فتح الباجري‪) :‬وفيه المحل على العمحوم حت يرد دليل‬
‫الصوص()‪.(11‬‬
‫)( سورةر إبراهيم‪ ،‬آية‪.34 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.11 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر الفرقاجن‪ ،‬آية‪.48 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الرحن‪ ،‬آية‪.68 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر التكوير‪ ،‬آية‪.14 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر يونس‪ ،‬آية‪.30 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر النعاجم‪ ،‬آية‪.82 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( سورةر لقمحاجن‪ ،‬آية‪.13 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( رواه البخاجري )‪1‬م ‪ (87‬ومسلم برقم ‪.124‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( انظر تلقيح الفهوم للعلئي ص ‪.115‬‬ ‫‪10‬‬

‫)( فتح الباجري )‪.(1/89‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪59‬‬
‫الثاجل الثاجن‪ :‬ماج رواه ابن عمحر رضي ال عنهمحاج قاجل‪ :‬قاجل رسول ال م‪) :‬من جدر ثوبه خيلءا ل ينظر ال‬
‫إليه يوم القياجمة‪ .‬فقاجلت أم سلمحة رضي ال عنهاج‪ :‬فكيف تصنع النساجءا بذيولن؟ قاجل‪ :‬يرخينه شباا‪ .‬فقاجلت‪ :‬إذن‬
‫تنكشف أقدمامهن‪ :‬قاجل‪ :‬فيخينه ذراعاجا ول يزدن عليه()‪.(1‬‬
‫ففهمحت أم سلمحة رضي ال عنهاج من لفظ )ممنن( تفيدم العمحوم بدمون قرينة‪ .‬لن العمحوم من صفاجت اللفاجظ(‬
‫)‪.(2‬‬
‫وقوله‪) :‬ول يوز دعوى العمحوم ف غيه من الفعل وماج يري مراه( الضمحي ف قوله‪) :‬غيه( يعود إل ليس‬
‫من صيغ العمحوم‪ .‬وهذا يراد به الفعل الثبت نو‪ :‬وال لكلدن طعاجمااج‪ .‬فإذا أكل طعاجماجا واحدما بلر بيمحينه‪ .‬أماج الفعل‬
‫ف سياجق النفي فهو من صيغ العمحوم‪ ،‬فإذا حلف ل يبيع حنث بأي بيع كاجن‪ ،‬وسدر الفرق بي النوعي هو أن‬
‫الفعل ينحل عن مصدمر وزمن‪ .‬فاجلصدمر كاجمن ف معناجه إجاجعااج‪ .‬فإن كاجن مثبتاجا فاجلصدمر مثبت‪ .‬والنكرةر ف سياجق‬
‫الثباجت ل تعم إل ف مقاجم المتناجن كمحاج تقدمم‪ .‬وإن كاجن منفدياج فاجلصدمر منفي‪ ،‬والنكرةر ف سياجق النفي تعم كمحاج‬
‫مضى‪ ،‬ومثاجل الفعل الثبت قول بلل رضي ال عنه )صلى رسول ال م داخل الكعبة()‪ ،(3‬فهذا ل يعم الفرض‬
‫والنفل‪ ،‬إذ ل يتصور أن هذه الصلةر فرض ونفل معااج‪ .‬ومثاجل الفعل النفي قوله تعاجل‪[ :‬وأخرى لم تقدروا‬
‫عليها ])‪ (4‬أي ل قدمرةر لكم عليهاج‪ .‬فهو نفي لمحيع أنواع القدمرةر)‪.(5‬‬
‫والراد بقوله‪) :‬وماج يري مراه( كاجلقضاجياج العينة مثل حدميث أبأ رافع رضي ال عنه قاجل‪) :‬قضى رسول ال‬
‫م باجلشفعة للجاجر()‪.(6‬‬
‫فهذا ل يعم كل جاجر‪ ،‬لحتمحاجل الصوصية ف ذلك الاجر‪ .‬والراوي نقل صيغة العمحوم لظنه عمحوم الكم‪،‬‬
‫هكذا مثل شراح الورقاجت‪ ،‬وهو رأي أكثر الصوليي‪.‬‬
‫ويرى آخرون ومنهم ابن الاججب والعضدم والمدمي والشوكاجن أن هذا يعم كل جاجر‪ ،‬لن الصحاجبأ الراوي‬
‫عدمل عاجرف باجللغة‪ ،‬فل ينقل صيغة العمحوم وهي كلمحة )الاجر( العرفة بلم النس إل إذا علم أو ظن العمحوم‪.‬‬

‫)( أخرجه البخاجري )‪ (10/258‬ومسلم )‪ (14/304‬دون قوله‪) :‬فقاجلت ‪ (. .‬وأخرجه التمذي بتمحاجمه )‪ (5/406‬والنساجئي )‪ (8/209‬وإسناجده صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر تلقيح الفهوم ص ‪.114‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( تقدمم تريه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الفتح‪ ،‬آية‪.21 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( انظر أضواءا البياجن )‪.(3/454) (1/452‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أخرجه النساجئي )‪ (7/281‬بذا اللفظ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪60‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ومثل هذا يفيدم العمحوم‪ ،‬لن اللم غاجلباجا للستغراق فحمحلهاج على اللم العهدمية خلف الظاجهر وخلف الغاجلب‬
‫وهذا هو الراجح‪.‬‬
‫صاج ف غاجية الوضوح()‪ ،(2‬ولنه مؤيدم‬
‫قاجل الشوكاجن‪) :‬فرجحاجن عمحومه وضعف دعوى احتمحاجل كونه خاج د‬
‫بعمحوم الشريعة لكل الناجس‪ .‬والنب م إذا حكم بقضاجءا ف واقعة معينة‪ ،‬ث حدمث لناج مثلهاج وجب إلاجقهاج باج‪ ،‬لن‬
‫حكم الثلي واحدم‪ ،‬وهو إلاجق باجللفظ ل باجلقياجس‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( انظر الحكاجم للمدمي )‪ (2/274‬شرح العضدم على متصر ابن الاججب )‪ ،(2/119‬إرشاجد الفحول للشوكاجن ص)‪ ،(125‬شرح الكوكب الني )‪(3/231‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( إرشاجد الفحول ص ‪.125‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪61‬‬
‫الخـــاص‬
‫)والخاص يقابل العام‪ .‬والتخصأيص‪ :‬تمييز بعض الجاملة‪ .‬وهو ينقسسسم إلسسى‪ :‬متصأسسل ومنفصأسسل‪،‬‬
‫فالمتصأل‪ :‬الستثناء والشرط‪ ،‬والتقييد بالصأفة(‪.‬‬
‫لاج فرغ من العاجم ذكر الاجص لن العاجم يدمخله التخصيص‪ ،‬ولن العاجم قدم يطلق ويراد به الاجص‪ ،‬وقدم ذكر‬
‫أن الاجص يقاجبل العاجم‪.‬‬
‫فاجلاجص لغة‪ :‬لفظ يدمل على النفراد وقطع الشتاك يقاجل‪ :‬خص فلن بكذا‪ .‬انفرد به فلم يشاجركه فيه‬
‫غيه‪ .‬والاجصة ضدم العاجمة‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬اللفظ الدمال على مصور‪.‬‬
‫فهو يقاجبل العاجم‪ ،‬فإذا كاجن العاجم هو اللفظ الشاجمل لمحيع أفراده بل حصر‪ .‬فاجلاجص يدمل على الصر‪:‬‬
‫إماج بشخص كاجلعلم مثل‪ :‬جاجءا ممحدم‪ .‬أو الشاجرةر نو‪ :‬هذا ملص ف عمحله‪ .‬أو بعدمد كأسأاجءا العدماد نو‪:‬‬
‫عندمي عشرون كتاجبااج‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والتخصيص‪ ،‬تييز بعض المحلة( عرف التخصيص لنه هو القصود بذا البحث‪ .‬والتخصيص‪:‬‬
‫لغة‪ :‬الفراد‪ ،‬واصطلحاج‪ :‬تييز بعض المحلة‪ .‬فاجلتمحييز بعن الخراج‪ .‬والراد باجلمحلة‪ :‬العاجم‪ .‬فكأنه قاجل‪ :‬إخراج‬
‫بعض العاجم‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬التخصيص‪ :‬إخراج بعض أفراد العاجم‪ .‬أي جعل الكم الثاجبت للعاجم مقصورا على بعض أفراده‬
‫بإخراج البعض الخر عنه‪ .‬وهذا التعريف أوضح فإذا قلت‪ :‬حضر الضيوف إل خاجلدماا‪ .‬فإن )خاجلدماا( فرد من أفراد‬
‫العاجم‪ .‬وقدم أخرج عن حكم العاجم فلم يثبت له الضور‪ ،‬وهذا الخراج بواسطة الستثناجءا‪ .‬والعاجم إذا دخله‬
‫التخصيص يسمحى العاجم الخصوص أو الخصص‪ ،‬والدمليل الذي حصل به الخراج يسمحى )الخصص( بزنة اسم‬
‫الفاجعل وهو الراد عندم الصوليي‪ ،‬ويطلق الخصص أيضاجا على فاجعل التخصيص وهو الشاجرع‪.‬‬
‫صص الفهوم من التخصيص فهو نوعاجن‪:‬‬
‫قوله‪) :‬وهو ينقسم إل متصل ومنفصل( الضمحي يعود على الخ د‬
‫صص ف نص واحدم‪:‬‬
‫متصل‪ :‬وهو الذي ل يستقل بنفسه‪ ،‬بل يكون العاجم والخ د‬ ‫‪(1‬‬

‫‪62‬‬
‫كقوله تعاجل‪[ :‬ول على الناس حلج البيت من استطاع إليه سبيل ])‪ ،(1‬فقوله )من استطاجع(‬
‫صاج باجلستطيع‪ ،‬وقوله م عن ربه )كل عمحل ابن آدم له إل‬
‫بدمل من الناجس‪ ،‬فيكون وجوب الج خاج د‬
‫الصوم()‪.(2‬‬
‫منفصل‪ :‬وهو الذي يستقل بنفسه بأن يكون العاجم ف نص‪ ،‬والخصص ف نص آخر‪ ،‬كقوله‬ ‫‪(2‬‬
‫تعاجل‪[ :‬يوصيكم ال في أولدكم للذكر مثل حظ النثيين ])‪ .(3‬خص بقوله م‪) :‬ل يرث السلم‬
‫الكاجفر‪ ،‬ول الكاجفر السلم()‪.(4‬‬
‫قوله‪) :‬فاجلتصل الستثناجءا والشرط والصفة( أي أن الخصص التصل هو الستثناجءا نو‪ :‬هذا وقف على‬
‫أولدي إل الغن‪ ،‬والشرط نو‪ :‬إن قدمم بكر فأكرمه‪ ،‬والصفة نو‪ :‬أكرم العلمحاجءا العاجملي‪ ،‬وسنفصل القول ف‬
‫ذلك إن شاجءا ال‪.‬‬

‫)( سورةر آل عمحران‪ ،‬آية‪.97 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 1805‬ومسلم رقم ‪.1151‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.11 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 6383‬ومسلم رقم ‪.161‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪63‬‬
‫المخصـــص المتصـــل‬
‫‪ (1‬الستثناء‬

‫)والستثناء‪ :‬إخراج ما لوله لدخل في الكلم‪ .‬إوانما يصأح بشرط أن يبقى من المستثنى منه‬
‫شيء‪ ،‬ومن شرطه‪ :‬أن يكون متصألا بالكلم‪ .‬ويجاوز تقديم الستثناء على المستثنى منه‪،‬‬
‫ويجاوز الستثناء من الجانس ومن غيره(‪.‬‬
‫هذا النوع الول من الخصص التصل وهو الستثناجءا‪ ،‬وهو لغة‪ :‬مأخوذ من الثن أي العطف والصرف‪.‬‬
‫تقول‪ :‬ثنيت البل أثنيه‪ :‬إذا عطفت بعضه على بعض‪ .‬وتقول‪ :‬ثنيته عن الشيءا‪ :‬إذا صرفته عنه‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬إخراج ماج لوله لدمخل ف الكلم‪ ،‬بإل أو إحدمى أخواتاج‪.‬‬
‫كقوله م‪) :‬الصلح جاجئز بي السلمحي إل صلحاجا حدرم حللا أو أحل حرامااج‪ ،‬والسلمحون على شروطهم‬
‫إل شرطاجا حدرم حللا أو أحل حرامااج()‪.(1‬‬
‫وقوله‪) :‬إخراج(‪ :‬الراد باجلخراج‪ :‬الطرح بإسقاجط ماج بعدم أداةر الستثناجءا من العن الذي قبلهاج‪ .‬فيخاجلف ماج‬
‫بعدمهاج ماج قبلهاج فيمحاج تقرر من حكم مثبت أو منفي‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬ماج لوله( الضمحي عاجئدم على الخراج أي لول ذلك الخراج موجود‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬لدمخل ف الكلم( أي لدمخل ذلك الخرج ف حكم الكلم الساجبق‪ ،‬نو‪ :‬جاجءا القوم إل زيدماا‪.‬‬
‫فلول الستثناجءا لدمخل )زيدم( ف حكم الكلم الساجبق وصدمق عليه اليءا‪.‬‬
‫وقولناج‪ :‬بإل أو إحدمى أخواتاج‪ :‬هذا قيدم لخراج الخصصاجت التصلة الخرى كاجلشرط والصفة‪ ،‬لن‬
‫تعريف الصنف يصدمق عليهاج‪ ،‬ولعل الؤلف سكت عن هذا القيدم لظهوره وال أعلم‪.‬‬
‫واعلم أن العن اللغوي للستثناجءا متحقق ف العن الصطلحي‪ ،‬لن الستثن معطوف عليه بإخراجه من‬
‫حكم الستثن منه‪ ،‬أو لنه مصروف عن حكم الستثن منه‪.‬‬
‫والستثناجءا له شروط منهاج‪:‬‬
‫أن يبقى من الستثن منه شيءا‪ .‬كأن يقول‪ :‬له علي عشرةر إل خسة‪ .‬فيلزمه خسة‪ ،‬فإن‬ ‫‪(1‬‬

‫قاجل‪ :‬له علي عشرةر إل عشرةر‪ ،‬بطل الستثناجءا باجلجاجع‪ ،‬كمحاج نقله الرازي ف الصول وابن الاججب ف‬

‫)( أخرجه التمذي رقم ‪ 1352‬بتمحاجمه‪ ،‬وأبو داود على قوله )على شروطهم( رقم ‪ 3594‬وهو حدميث صحيح بشواهدمه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪64‬‬
‫متصر النتهى لفضاجئه إل العبث‪ ،‬وكونه نقضاجا كليداجا للكلم إل ف قول شاجذ‪ ،‬وإذا بطل الستثناجءا لزمته‬
‫العشرةر كلهاج‪.‬‬
‫أماج إذا استثن الكثر كأن يقول‪ :‬له علي عشرةر إل ستة‪ .‬ففيه خلف فأكثر الصوليي على‬
‫الواز ورجحه الشوكاجن‪ ،‬ومنعه آخرون منهم الماجم أحدم وأصحاجبه‪ ،‬وهو قول للشاجفعي)‪ (1‬وهذا اللف‬
‫فيمحاج إذا كاجن الستثناجءا من عدمد‪.‬‬
‫أماج إذا كاجن الستثناجءا من صفة فيصح استثناجءا الكثر أو الكل‪ .‬ومنه قوله تعاجل لبليس‪[ :‬إدن‬
‫عبادي ليس لك عليهم سلطان إل من ادتبعك من الغاوين)‪ (2)] (42‬فاجستثن الغاجوين وهم أكثر من‬
‫غيهم بدمليل قوله تعاجل‪[ :‬وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)‪ (3)] (103‬ولو قاجل‪ :‬أعط من ف‬
‫البيت إل الغنياجءا‪ .‬فتبي أن المحيع أغنياجءا صح الستثناجءا ول يعطوا شيئااج‪.‬‬
‫أماج استثناجءا أقل من النصف فهو جاجئز باجلجاجع‪ ،‬نقله الشوكاجن ف الرشاجد)‪ ،(4‬وأماج استثناجءا‬
‫النصف ففيه اللف والصحيح‪ ،‬الواز كاجلثاجل التقدمم وهو قول المحهور من الشاجفعية والاجلكية‬
‫والنفية‪ ،‬والراجح عندم الناجبلة‪.‬‬
‫الشرط الثاجن من شروط الستثناجءا أن يكون متصلا باجلكلم‪ :‬إماج حقيقة أو حكمحااج‪ ،‬فاجلول‬ ‫‪(2‬‬

‫أن يكون الستثن عقب الستثن منه مباجشرةر بأن يقول‪ :‬اعتق عبيدمي إل سعيدماا‪ .‬والثاجن أن يصل فاجصل‬
‫اضطراري كاجلعطاجس والسعاجل ونوهاج فيحكم له باجلتصاجل ويصح الستثناجءا‪.‬‬
‫وعلى هذا فإن حصل فاجصل بينهمحاج من سكوت أو كلم بطل الستثناجءا عندم المحهور‪ ،‬وقيل‬
‫يصح مع السكوت أو الفاجصل إذا كاجن الكلم واحدماا‪ ،‬واستدمل هؤلءا بدميث ابن عباجس رضي ال‬
‫عنهمحاج‪ .‬أن النب م قاجل يوم فتح مكة‪) :‬إن هذا البلدم حرمه ال يوم خلق السمحوات والرض ل يعضدم‬
‫شوكه ول يتلى خله‪ .‬فقاجل العباجس ياج رسول ال‪ :‬إل الذخر‪ ،‬فإنه لقينهم وبيوتم‪ .‬فقاجل‪ :‬إل الذخر(‬
‫)‪ (5‬وهذا قوله وجيه لقوةر دليله كمحاج ترى‪.‬‬

‫)( انظر إرشاجد الفحول للشوكاجن ص ‪.149‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر الجر‪ ،‬آية‪.42 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( سورةر يوسف‪ ،‬آية‪.103 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر إرشاجد الفحول للشوكاجن ص ‪.149‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 1736‬ومسلم رقم ‪.1353‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪65‬‬
‫قوله‪) :‬ويوز تقدمي الستثناجءا على الستثن منه( أي لوقوعه ف كلم العرب وغرض الصنف بياجن‬
‫أنه ل يشتط ف صحة الستثناجءا تأخي الستثن عن الستثن منه ف اللفظ‪ ،‬بل يوز تقدميه وهو قول‬
‫المحهور‪ .‬ومنه قوله م‪) :‬إن – وال – إن شاجءا ال ل أحلف على يي فأرى غيهاج خيا منهاج إل‬
‫كفرت عن يين وأتيت الذي هو خي()‪ ،(1‬هكذا يثل بعض الصوليي وليس فيه استثناجءا باجلعن التقدمم‪،‬‬
‫ولعله مبن على ماج جاجءا ف السدودةر )ف أصول الفقه من أن الشتاط باجلشيئة هو استثناجءا ف كلم النب‬
‫م والصحاجبة‪ ،‬وليس استثناجءا ف العرف النجوى()‪ (2‬أ هـ‪.‬‬
‫وقدم بوب البخاجري رحه ال ف صحيحه ف كتاجب الياجن والنذور فقاجل‪) :‬باجب الستثناجءا ف الياجن( ث‬
‫أورد الدميث‪ :‬فاجلستثناجءا عندم الفقهاجءا أعم‪ ،‬ومنه‪ :‬لك هذا النـزل ول هذه الغرفة‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ويوز الستثناجءا من النس ومن غيه( الستثناجءا من النس هو الستثناجءا التصل نو‪ :‬قاجم القوم إل‬
‫زيدماا‪ .‬وهو من الخصصاجت‪ .‬والستثناجءا من غي النس هو النقطع نو‪ :‬جاجءا القوم إل فرسااج‪ .‬وله علدي ألف ديناجر‬
‫إل ثوبااج‪ .‬فيصح الستثناجءا وتسقط قيمحة الثوب من اللف على القول بصحة الستثناجءا النقطع‪.‬‬
‫ووجه اشتاط كون الستثن من جنس الستثن منه‪ ،‬لن الستثناجءا إخراج بعض ماج دخل ف الستثن منه‪،‬‬
‫وغي جنسه ل يدمخل حت يتاجج إل إخراج‪ .‬ول خلف ف جواز الستثناجءا من النس‪.‬‬
‫وأماج من غي جنسه فاجكثر الصوليي على جوازه لوروده ف القرآن الكري وف كلم العرب‪ .‬قاجل تعاجل‪[ :‬يا‬
‫أيها الذين ءامنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إل أن تكون تجارة عن تراض منكم ])‪ (3‬وقاجل تعاجل‪[ :‬ل‬
‫يسمعون فيها لغوال إل سلما ])‪ (4‬وقاجل الراجز‪:‬‬
‫إل اليعـافيـر وإل العيـس‬ ‫وبلـدة ليـس بها أنيـس‬
‫واليعاجفي‪ :‬وهي أولد بقر الوحش‪ .‬والعيس وهي البل البيض ياجلط بياجضهاج شيءا من الشقرةر‪ .‬ليس واحدم‬
‫منهاج من جنس النيس ‪. .‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 2964‬ومسلم رقم ‪.1649‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( السودةر ص ‪.138‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.29 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر مري‪ ،‬آية‪.62 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪66‬‬
‫والقول باجلواز هو الصحيح لقوةر مأخذه‪ ،‬وهو قول أكثر الشاجفعية والاجلكية وبعض الناجبلة‪ .‬وأماج الصحيح‬
‫من الروايتي عندم الماجم أحدم رحه ال فهو القول باجلنع‪ ،‬واختاجر الغزال)‪ (5‬وقاجل المدمي )ومنع منه الكثرون()‪.(6‬‬
‫وعلى هذا فقوله‪ :‬له علدي ألف ديناجر ثوبااج‪ .‬على القول باجلواز تسقط قيمحة الثوب من اللف كمحاج تقدمم‪.‬‬
‫وعلى القول بعدمم صحة الستثناجءا النقطع يكون قوله‪ :‬إل ثوبااج‪ .‬لغوا وتلزمه اللف كاجملة‪ .‬جاجءا ف متصر الرقي‪:‬‬
‫)ومن أقر بشيءا واستثن من غي جنسه كاجن استثناجؤاه باجطلا)‪ (. . (3‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( النخول ص ‪.159‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( إحكاجم الحكاجم )‪.(2/313‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( متصر الرقي ص ‪ 74‬وانظر الغن )‪.(7/267‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ (2‬الشـــرط‬

‫)والشرط يجاوز أن يتأخر عن المشروط‪ ،‬ويجاوز أن يتقدم على المشروط(‪.‬‬


‫هذا النوع الثاجن من الخصص التصل وهو الشرط‪ ،‬والراد به الشرط اللغوي فهو الخصص للعمحوم‪ .‬وأماج‬
‫الشرط الشرعي الذي يذكر ف الحكاجم الوضعية كاجشتاط الطهاجرةر للصلةر‪ ،‬والشرط العقلي وهو ماجل يكن‬
‫الشروط ف العقل بدمونه كاجلياجةر للعلم‪ .‬فل تصيص بمحاج‪.‬‬
‫والشرط‪ :‬هو تعليق شيءا بشيءا بإن الشرطية أو بإحدمى أخواتاج‪ .‬مثل‪ :‬إن زرتن أكرمتك‪ .‬ففيه تعليق‬
‫الكرام باجلزياجرةر بإن‪ ،‬فإن وجدمت الزياجرةر وجدم الكرام‪.‬‬
‫والشرط الخصص يوز أن يتأخر عن الشروط‪ ،‬لن الخصص شأنه أن يتأخر كقوله تعاجل‪[ :‬ولكم‬
‫نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد ])‪ .(1‬فاجلشرط وهو عدمم الولدم قصر استحقاجق الزواج نصف الاجل‬
‫على حاجلة عدمم الولدم‪ ،‬ولو ل هذا الشرط لستحق الزواج النصف ف كل الحوال‪.‬‬
‫ويوز أن يتقدمم على الشروط كقوله تعـاجل‪[ :‬وإن كنن أولت حمل فأنفقوا عليهنن حتى يضعن‬
‫حملهنن ])‪ (2‬والراد التقدمم والتأخر ف اللفظ‪ ،‬وأماج ف الوجود الاجرجي فيجب أن يتقدمم الشرط على الشروط‪ ،‬فإذا‬
‫قاجل‪ :‬إن دخلت الدمار فأنت طاجلق‪ .‬فلبدم من تقدمم الدمخول حت يقع الطلق‪ ،‬وكاجلطهاجرةر للصلةر أو يقاجرنه‬
‫كاجستقباجل القبلة فيهاج‪.‬‬
‫وهذا النوع من الشرط هو الذي يذكره الفقهاجءا ف الطلق والعتق ونوهاج فيقولون‪ :‬العتق العلق على‬
‫شرط‪ ،‬والطلق العلق على شرط‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.12 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر الطلق‪ ،‬آية‪.6 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪68‬‬
‫المطلـق والمقيـد‬

‫)والمقيد بالصأفة يحأمل عليه المطلق‪ ،‬كالرقبة قيدت باليمان في بعض المواضع‪ ،‬وأطلقت في‬
‫بعض المواضع‪ ،‬فيحأمل المطلق على المقيد(‪.‬‬
‫هناج بثاجن‪:‬‬
‫الول‪ :‬ف الخصص الثاجلث وهو الصفة‪ .‬الثاجن‪ :‬ف الطلق والقيدم‪.‬‬
‫أماج الول‪ :‬فاجلراد باجلصفة والخصصة للعاجم‪ :‬الصفة العنوية وليس النعت الذكور ف علم النحو‪.‬‬
‫وهي‪ :‬ماج أشعر بعن يتصف به بعض أفراد العاجم من نعت أو بدمل أو حاجل)‪.(1‬‬
‫فمحثاجل النعت‪ :‬هذا وقف على أولدي التاججي‪.‬ومنه قوله م‪) :‬من باجع نلا مؤبرا فثمحرتاج للباجئع إل أن‬
‫يشتط البتاجع()‪.(2‬‬
‫فقوله )مؤبراا( صفة للنخل‪ .‬ومفهومهاج أن النخل إن ل تؤبر فثمحرتاج للمحشتي‪ .‬ومثاجل البدمل‪ :‬هذا وقف‬
‫على أولدي التاججي منهم‪ ،‬ومنه قوله تعاجل‪[ :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ])‪ (3‬فقوله [‬
‫من استطاع ] بدمل من [الناس ] فيكون وجوب الج على الستطيع منهم‪.‬‬
‫ومثاجل الاجل‪ :‬قوله تعاجل ف جزاءا الصيدم‪[ :‬ومن قبله منكم متعمدال فجزاء مثل ما قتل من النعم ])‪.(4‬‬
‫فقوله )متعمحدماا( حاجل من الضمحر الرفوع ف )قتله( وهو يدمل على أن الزاءا خاجص باجلعاجمدم دون الخطئ‬
‫والناجسي‪ ،‬وهذا على أحدم القولي ف السألة وهو الظهر إن شاجءا ال‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫أماج البحث الثاجن فهو‪ :‬ف الطلق والقيدم‪ ،‬وإناج ذكره هناج لن الطلق شبيه باجلعاجم والقيدم شبيه باجلاجص‪،‬‬
‫لكن عمحوم العاجم شول وعمحوم الطلق بدمل على الشهور‪ .‬فإذا قيل‪ :‬أكرم الطلب‪ .‬فاجلراد الشمحول فهذا عاجم‪ .‬وإذا‬
‫قيل‪ :‬أكرم طاجلبااج‪ .‬فهذا فيه عمحوم من جهة أنه ل يص فردا بعينه بل هو شاجئع ف جيع الفراد‪ ،‬لكن ل المحع‪.‬‬
‫فإذا أكرم زيدم – مثلا – ل يكرم غيه‪.‬‬
‫والطلق لغة‪ :‬ماج خل من القيدم‪ .‬واصطلحااج‪ :‬ماج ددل على شاجئع ف جنسه بل قيدم‪.‬‬
‫فقولناج‪) :‬ماج( أي لفظ‪ .‬وهذا يشمحل الطلق والقيدم وقولناج )على شاجئع ف جنسه( يرج العلم كزيدم‪ .‬والعاجم‬
‫لنه يستغرق جيع أفراد النس ل على أنه شاجئع فقط‪ ،‬وقولناج‪ :‬بل قيدم‪ :‬يرج القيدم‪.‬‬

‫)( انظر الدمخل ص ‪.258‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 2090‬ومسلم رقم ‪ ،1543‬وأخرجه أصحاجب السنن عن عبدم ال ابن عمحر رضي ال عنهمحاج‪ .‬والتأبي‪ :‬تلقيح النخل‪ .‬بوضع شيءا‬ ‫‪2‬‬

‫من طلع النخلة الذكر ف طلع النثى‪.‬‬


‫)( سورةر آل عمحران‪ ،‬آية‪.97 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.95 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪69‬‬
‫وأكثر مواضع الطلق النكرةر ف سياجق الثباجت نو‪ :‬أكرم طاجلبااج‪ .‬ومنه قوله تعاجل‪[ :‬والذين يظهرون من‬
‫نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ])‪.(1‬‬
‫والقيدم لغة‪ :‬ماج وضع فيه قيدم من إنساجن أو حيوان‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬ماج دل على شاجئع ف جنسه مقيدم بصفة من الصفاجت‪ .‬نو‪ :‬أكرم طاجلباجا مهذباجا فـ )طاجلبااج( فرد‬
‫شاجئع ف جنس الطلب‪ .‬قيدم هناج باج يقلل شيوعه‪ .‬فاجلقيدم هو مطلق لقه قيدم أخرجه عن الطلق إل التقييدم‪.‬‬
‫واعلم أن اللفاجظ ف هذا الباجب ثلثة أقساجم‪:‬‬
‫الول‪ :‬ماج جاجءا بل قيدم‪ .‬فهذا يب العمحل به على إطلقه‪ .‬كقوله تعاجل‪[ :‬وأمهات نسائكم ] فهذا نص‬
‫مطلق ل يقيدم باجلدمخول فيعمحل به على إطلقه‪ ،‬فتحرم أم الزوجة بجرد العقدم على بنتهاج‪ ،‬سواءا دخل باج أم ل‬
‫يدمخل)‪.(2‬‬
‫الثاجن‪ :‬ماج جاجءا مقيدما فيلزم العمحل بوجب القيدم الوارد فيه ول يصح إلغاجؤاه‪ ،‬كقوله تعاجل ف كفاجرةر الظهاجر‬
‫[فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ] فورد الصياجم مقيدما باجلتتاجبع وبكونه قبل التمحاجس‬
‫والستمحتاجع‪ ،‬فيعمحل به على تقييدمه بذين القيدمين)‪.(3‬‬
‫الثاجلث‪ :‬أن يرد اللفظ مطلقاجا ف نص ومقيدما ف نص آخر‪ ،‬فيحمحل الطلق على القيدم‪ ،‬ومعن حل الطلق‬
‫عليه أن يقيدم الطلق بقيدم القيدم‪ .‬وذلك إذا كاجن الكم واحدماا‪ .‬ومثاجله‪ :‬ماج ذكره الصنف من أن الرقبة قيدمت‬
‫[‬ ‫باجلياجن ف كفاجرةر القتل ف قوله تعاجل‪[ :‬فتحرير رقبة مؤمنة ])‪ (4‬وأطلقت ف كفاجرةر الظهاجر ف قوله تعاجل‪:‬‬
‫فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ])‪ (5‬والكم واحدم وهو ترير رقبة‪ ،‬فيحمحل الطلق على القيدم‪ ،‬ويشتط الياجن ف‬
‫كفاجرةر الظهاجر على أحدم القولي ف السألة‪.‬‬
‫فإن اختلف الكم عمحل بكل منهمحاج على ماج ورد عليه من إطلق أو تقييدم‪ .‬ومثاجله‪ :‬آية الوضوءا قيدمت‬
‫فيهاج اليدمي إل الرافق‪ ،‬كمحاج قاجل تعاجل‪[ :‬فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ])‪ (6‬وف آية التيمحم جاجءات‬
‫مطلقة‪ ،‬قاجل تعاجل‪[ :‬فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ])‪ (7‬والكم متلف لنه ف الوضوءا غسل‪ ،‬وف التيمحم‬
‫مسح‪ .‬فل يمحل الطلق على القيدم عندم المحهور‪ ،‬وقدم دلت السنة على أن السح ف التيمحم للكفي‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫هذا وللمحطلق والقيدم أحوال أخرى وقع فيهاج اللف أيضاجا تدمهاج ف الطولت‪.‬‬

‫)( سورةر الاجدلة‪ ،‬آية‪.3 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر تفسي القرطب )‪.(5/106‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( لشيخ السلم ابن تيمحية رحه ال ف هذا الوضوع انظرهاج ف ممحوع الفتاجوى )‪.(19/235‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.92 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر الاجدلة‪ ،‬آية‪.3 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.6 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.6 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪70‬‬
‫المخصص المنفصل‬

‫)ويجاوز تخصأيص الكتاب الكتاب‪ ،‬وتخصأيص الكتاب بالسنة‪ ،‬وتخصأيص السنة بالكتاب‪،‬‬
‫وتخصأيص السنة بالسنة‪ ،‬وتخصأيص النطق بالقياس‪ ،‬ونعني بالنطق قول ال تعالى وقول‬
‫الرسول م (‪.‬‬
‫لــاج فــرغ مــن الخصــص التصــل وذكــر الطلــق والقيــدم ضــمحناجا شــرع فـ بيــاجن الخصــص النفصــل‪ ،‬وهــو الــذي‬
‫يستقل بنفسه كمحاج تقدمم‪ ،‬والخصص النفصل ثلثة‪:‬‬
‫الس‪ :‬والراد به الشاجهدمةر والدراك باجلواس ومثاجله‪ :‬قوله تعاجل عن ريح عاجد‪[ :‬تدمر كل شيء بأمر‬ ‫‪(1‬‬
‫ربها ])‪ (1‬فاجلية عاجمة دخلهاج التخصيص باجلس حيث دل على أن الريح ل تدممر السمحوات والرض‬
‫والباجل‪.‬‬
‫العقل‪ :‬ومثاجله قوله تعاجل‪[ :‬ال خاجلق كل شيءا ])‪ (2‬فإن العقل دل على أن ذات ال تعاجل غي ملوقة مع‬ ‫‪(2‬‬
‫أن لفظ شيءا يتناجوله سبحاجنه‪ ،‬قاجل تعاجل‪[ :‬كل شيء هالك إل وجهه ])‪ (3‬وقاجل تعاجل‪[ :‬قل أي شيء‬
‫أكبر شهادة قل ال ])‪.(4‬‬
‫ومنع بعض العلمحاجءا أن يكون هذا وماج قبله من باجب التخصيص‪ ،‬وهو إخراج بعض أفراد العاجم‪،‬‬
‫وقاجلوا‪ :‬إن ذلك من باجب العاجم الذي أريدم الاجص‪ ،‬وهو أن يكون الخصوص غي مراد عندم التكلم ول‬
‫الخاجطب‪ ،‬بعن أنه غي داخل ف العاجم أصلا بيث يتاجج إل إخراج‪.‬‬
‫على أن بعضهم قاجل‪ :‬إن التخصيص قدم يفهم من قوله تعاجل‪[ :‬بأمر ربها ])‪ (5‬وقوله تعاجل‪[ :‬ما‬
‫تذر من شيء أتت عليه إل جعلته كالرميم ])‪ ،(6‬وال أعلم‪.‬‬
‫الشرع‪ :‬وهذا هو الذي بينه الصنف‪ ،‬وهو الراد ف أصول الفقه‪ .‬وتته قسمحاجن‪:‬‬ ‫‪(3‬‬
‫الول‪ :‬تخصيص الكتاب‪ .‬والخصص له أربعة‪ :‬كتاجب مثله‪ ،‬أو سنة‪ ،‬أو إجاجع‪ ،‬أو قياجس‪.‬‬
‫‪ (1‬تصيص الكتاجب باجلكتاجب‪ :‬أي تصيص بعض آياجته العاجمة ببعض آخر‪.‬‬

‫)( سورةر الحقاجف‪ ،‬آية‪.25 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر الزمر‪ ،‬آية‪.62 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر القصص‪ ،‬آية‪.88 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر النعاجم‪ ،‬آية‪.19 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر الحقاجف‪ ،‬آية‪.25 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر الذارياجت‪ ،‬آية‪.42 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪71‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وقوله )يوز( أي بدمليل وقوعه‪ .‬ومثاجله قوله تعاجل‪[ :‬والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء ]‬
‫فهذه الية عاجمة ف الدمخول باج وغي الدمخول باج‪ ،‬فخصت بقوله تعاجل‪[ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا‬
‫نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ]‬
‫)‪(2‬‬

‫فخرجت غي الدمخول باج من عمحوم الية الول فل عدمةر عليهاج لذه الية‪.‬‬
‫تصيص الكتاجب باجلسنة‪ :‬ومثاجله‪ :‬قوله تعاجل‪[ :‬وأحل لكم ما ورآء ذلكم ])‪ .(3‬خص بدميث‪) :‬ل‬ ‫‪(2‬‬
‫تنكح الرأةر على عمحتهاج ول على خاجلتهاج()‪.(4‬‬
‫تصيص الكتاجب باجلجاجع‪ :‬وهذا ل يذكره الصنف وإناج كاجن الجاجع مصصاجا لنه بثاجبة نص‬ ‫‪(3‬‬
‫قاجطع شرعي‪ .‬أماج العاجم فهو ظاجهر ظن عندم المحهور‪ ،‬فيقدمم القاجطع‪ .‬قاجل ابن بدمران )والق أن‬
‫التخصيص يكون بدمليل الجاجع ل باجلجاجع نفسه()‪ (5‬ومثلوه بقوله تعاجل‪[ :‬والذين يرمون المحصنات‬
‫ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ])‪ (6‬فاجلية عاجمة ف الر والرقيق‪ ،‬فخصت باجلجاجع‬
‫على أن العبدم القاجذف يلدم على النصف من الر‪.‬‬
‫ولكن هذا التمحثيل فيه نظر‪ ،‬لنه ثبت اللف ف السألة فقدم ذكر القرطب)‪ (7‬رحه ال‪ .‬أن من‬
‫أهل العلم من يرى أنه يلدم ثاجني كاجلر‪ ،‬ومنهم ابن مسعود رضي ال عنه وعمحر بن عبدم العزيز رحه‬
‫ال‪ ،‬وإذا ثبت اللف فل إجاجع‪ .‬ولنه قدم يكون الخصص للية هو القياجس‪ ،‬ومن المثلة‪ :‬قوله تعاجل‪:‬‬
‫[يا أيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال ] فإنم أجعوا على أنه‬
‫ل جعة على عبدم ول امرأةر)‪.(8‬‬
‫تصيص الكتاجب باجلقياجس‪ :‬ومثاجله قوله تعاجل [الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ]‬
‫)‪(9‬‬
‫‪(4‬‬
‫فإن عمحوم الزانية خص باجلكتاجب وهو قوله تعاجل‪[ :‬فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على‬
‫المحصنات من العذاب ])‪ (10‬فيقاجس العبدم الزان على المة ف تنصيف العذاب والقتصاجر على خسي‬
‫جلدمةر على الشهور‪.‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.28 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر الحزاب‪ ،‬آية‪.49 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.24 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 4820‬ومسلم رقم ‪.1408‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الدمخل ص ‪ ،249‬إرشاجد الفحول ص ‪.160‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر النور‪ ،‬آية‪.4 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( تفسي القرطب )‪.(12/174‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( انظر البحر اليط )‪.(3/363‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( سورةر النور‪ ،‬آية‪.2 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.25 :‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪72‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬تخصيص السنة‪ .‬والخصص لاج كتاجب أو سنة مثلهاج أو قياجس‪.‬‬
‫تصيص السنة باجلكتاجب‪ :‬ومثاجله قوله م‪) :‬أمرت أن أقاجتل الناجس حت يقولوا‪ :‬ل إله إل ال()‪ (1‬خص بقوله‬ ‫‪(1‬‬
‫تعاجل‪[ :‬حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ])‪.(2‬‬
‫تصيص السنة باجلسنة‪ :‬ومثاجله قوله م‪) :‬فيمحاج سقت السمحاجءا العشرةر()‪ (3‬فهذا عاجم ف القليل والكثي‪ .‬خص‬ ‫‪(2‬‬
‫بقوله م‪) :‬ليس فيمحاج دون خسة أوسق صدمقة()‪.(4‬‬
‫تصيص السنة باجلقياجس‪ :‬ومثاجله قوله م‪) :‬البكر باجلبكر جلدم ماجئة وتغريب عاجم()‪ (5‬فخص من الدميث‬ ‫‪(3‬‬
‫العبدم قياجساجا على المة الت ثبت تنصيف الدم عليهاج باجلقرآن كمحاج تقدمم‪ .‬فيجلدم العبدم خسي جلدمةر كمحاج‬
‫ذكرناج ف تصيص الكتاجب باجلقياجس‪.‬‬
‫وتصيص الكتاجب والسنة باجلقياجس هو الراد بقول الصنف )وتصيص النطق باجلقياجس( ث بي أن‬
‫القصود باجلنطق‪ :‬الكتاجب والسنة‪ .‬وإناج جاجز تصيص الكتاجب والسنة باجلقياجس لن القياجس يستندم إل نص‬
‫من كتاجب أو سنة‪ ،‬فكأن الخصص هو ذلك النص‪ ،‬فرجع المر إل تصيص الكتاجب والسنة بثلهمحاج‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 25‬ومسلم رقم ‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر التوبة‪ ،‬آية‪.29 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هذا طرف من حدميث صحيح أخرجه البخاجري رقم ‪ 1412‬انظر جاجمع الصول )‪.(4/611‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 1340‬ومسلم رقم ‪ 979‬وهو طرف من حدميث أبأ سعيدم رضي ال عنه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪ 1690‬والتمذي رقم ‪ 1434‬وأبو داود رقم ‪.4415‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪73‬‬
‫المجــمل ولمبيــن‬

‫)والمجامل ما افتقر إلى البيان‪ .‬والبيان إخراج الشيء من حأيز الشكال إلى حأيز التجالي‪.‬‬
‫والنص مال يحأتمل إل معنى واحأداا‪ .‬وقيل‪ :‬ما تأويله تنزيله‪ ،‬وهو مشتق من منصأة العروس‬
‫وهو الكرسي(‪.‬‬
‫اعلم أن اللفظ من حيث الدمللة على العن له حاجلتاجن‪:‬‬
‫‪ (1‬أن يدمل على معن واحدم‪ .‬وهذا هو النص كمحاج سيأت إن شاجءا ال‪.‬‬
‫‪ (2‬أن يتمحل معنيي فأكثر‪ .‬فإن كاجناج على حدم سواءا فهذا ممحل‪ ،‬وإن كاجن أحدمهاج أظهر من الخر‬
‫وأرجح فحمحله على الراجح هو الظاجهر‪ ،‬وحله على الرجوح هو الؤول‪.‬‬
‫والمحل لغة‪ :‬المحوع‪ ،‬ومنه أجل الساجب إذا جع وجعل جلة واحدمةر‪ ،‬ويطلق على البهم من أجل المر‬
‫ل‪ .‬فإذا قلت لشخص‪:‬‬ ‫أي أبم‪ .‬والبهم أعم من المحل عمحوماجا مطلقااج‪ ،‬فكل ممحل مبهم‪ ،‬وليس كل مبهم ممح ا‬
‫تصدمق بذا الدمرهم على رجل‪ .‬فهذا فيه إباجم‪ .‬وليس فيه إجاجل لنه معناجه ل إشكاجل فيه‪.‬‬
‫والمحل اصطلحاجا عرفه بقوله‪) :‬ماج افتقر إل بياجن( فقوله )ماج( أي لفظ )افتقر( أي احتاجج إل بياجن إماج‬
‫بقول أو بفعل‪ ،‬لن الراد منه ل يتضح‪ ،‬وقيل‪ :‬ماج احتمحل معنيي أو أكثر ل مزية لحدمهاج أو أحدمهاج على الخر‪.‬‬
‫وأسباجب الجاجل ثلثة‪:‬‬
‫عدمم معرفة الراد‪ ،‬ومن أسباجبه الشتاك ف الدمللة‪ :‬وهذا إماج ف الركب أو ف الفرد‪ .‬فاجلركب‪ :‬وهو ماج‬ ‫‪(1‬‬
‫كاجن الجاجل فيه باجلنظر إل الطلوب من التكيب كقوله تعاجل‪[ :‬إل أن يعفون أو يعفوا الذي بيده‬
‫عقدة النكاح ])‪ (1‬لحتمحاجل أن يكون الزوج وأن يكون الول‪ ،‬والفرد إماج اسم كقوله تعاجل‪[ :‬‬
‫والمطلقات يتربص بأنفسهن ثلثة قروء ])‪ (2‬فاجلقرءا متدد بي معنيي‪ :‬الطهر واليض‪ .‬ولذا وقع‬
‫اللف بي العلمحاجءا‪ :‬هل تكون الثلثة قروءا هذه حيضاجت أو أطهاجراا؟ وقدم يكون الفرد فعلا كقوله‬
‫تعاجل‪[ :‬والليل إذا عسعس ])‪ (3‬لتدده بي أقبل وأدبر‪ ،‬أو حرفاجا كقوله تعـاجل‪[ :‬فتيمموا صعيدال‬
‫طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ])‪ (4‬لتدد )من( بي ابتدماءا الغاجية أي مبدمأ السح من الصعيدم‬
‫الطيب فل يتعي ماج له غباجر‪ .‬أو تكون للتبعيض‪ ،‬فيتعي التاب الذي له غباجر يعلق باجليدم‪ .‬ولذا وقع‬
‫اللف ف ذلك‪ ،‬ول يزول الجاجل فيمحاج ذكر إل بتعيي الراد‪.‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.237 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.228 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر التكوير‪ ،‬آية‪.17 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.6 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪74‬‬
‫عدمم معرفة الصفة‪ .‬ويزول الجاجل ببياجن الصفة‪ ،‬ومثاجله قوله تعاجل‪[ :‬وأقيموا الصلة ])‪ (1‬فإن صفة‬ ‫‪(2‬‬
‫إقاجمة الصلةر مهولة تتاجج إل بياجن‪ ،‬فحصل بياجناج باجلقول والفعل من الرسول م‪.‬‬
‫عدمم معرفة القدمر‪ .‬ويزول الجاجل ببياجن القدمار‪ .‬ومثاجله قوله تعاجل‪[ :‬وءاتوا الزكاة ])‪ (2‬فإن مقدمار الزكاجةر‬ ‫‪(3‬‬
‫يتاجج إل بياجن فحصل بياجنه بقول الرسول م‪.‬‬
‫واعلم أن الجاجل وإن كاجن قدم ورد ف الشريعة وأنه نوع من تعبدم ال تعاجل للعباجد‪ ،‬فإنه ل يبق فيهاج ممحل‪،‬‬
‫لن النب م قدم بي لمته جيع شريعته‪ ،‬كمحاج قاجل م "لقدم تركتم على مثل البيضاجءا‪ ،‬ليلهاج كنهاجرهاج ل يزيغ‬
‫بعدمي عنهاج إل هاجلك")‪ (3‬ول يتك البياجن عندم الاججة إليه أبدماا‪ .‬فإن وقع للمحجتهدم شيءا من ذلك فقدم يكون‬
‫لعدمم اطلعه على البدي لذا الجاجل‪ .‬فيكون نسبيداجا وال أعلم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والبياجن إخراج الشيءا من حيز الشكاجل إل حيز التجلي( لاج عرف المحل‪ .‬عرف البياجن لفتقاجر‬
‫المحل إليه‪ .‬وهو لغة‪ :‬الظهور والوضوح يقاجل‪ :‬باجن المر وتبي بعن اتضح وانكشف‪.‬‬
‫وأماج ف الصطلح فهو يطلق على التبيي وهو فعل البي‪ .‬ويطلق على الدمليل الذي حصل به البياجن‪،‬‬
‫ويطلق على العلم الذي يستفاجد من الدمليل‪ ،‬والصنف جرى على الول وهو الشهر‪ ،‬فعرفه بأنه إظهاجر العن‬
‫للمحخاجطب وإيضاجحه فقاجل )إخراج الشيءا ‪ . .‬إل(‪.‬‬
‫وهذا التعريف مبن على ماج درج عليه أكثر الصوليي حيث خصوا البياجن بإيضاجح ماج فيه خفاجءا‪ .‬ومنهم من‬
‫يطلقه على كل إيضاجح‪ ،‬سواءا تقدممه خفاجءا أم ل‪.‬‬
‫وقدم انتقدم الصنف نفسه هذا التعريف ف كتاجبه )البهاجن()‪ (4‬وذلك لورود عباجرات ل ينبغي إيدماعهاج التعاجريف‬
‫مثل‪ :‬اليز‪ ،‬وذلك أن التبيي أمر معنوي‪ ،‬والعن ل يوصف باجلستقرار ف الديز‪ ،‬لن الديز هو الفراغ التوهم‬
‫الذي يشغله شيءا‪ ،‬وهو من ألفاجظ التكلمحي‪.‬‬
‫ومن انتقدمه المدمي)‪ (5‬لنه غي جاجمع‪ ،‬فإن البدي ابتدماءا‪ :‬الذي ل يسبق بإجاجل مثل‪ :‬سأاجءا‪ ،‬أرض‪ ،‬جدمار‪ .‬ل‬
‫صاجا ببياجن المحل كمحاج ذكرناج‪.‬‬
‫يدمخل ف هذا التعريف مع أنه بياجن‪ .‬فيكون التعريف خاج د‬
‫قوله‪) :‬إخراج الشيءا(‪ :‬الراد باجلخراج إظهاجر معن البدي للمحخاجطب وإيضاجحه‪ ،‬وهذا على أن البياجن يطلق‬
‫على فعل البدي‪ ،‬وهو التبيي كمحاج قدممناج‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬من حيز الشكاجل(‪ :‬أي من صفة وحاجل الشكاجل‪ .‬والشكاجل‪ :‬هو خفاجءا الراد بيث ل يدمرك‬
‫القصود من اللفظ‪.‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.43 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.43 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه أحدم )‪ (4/126‬والاجكم )‪ (1/96‬وابن ماججه رقم ‪ 43‬وهو حدميث صحيح له شواهدم فاجنظر السنة لبن عاجصم )‪.(1/27‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( البهاجن )‪.(1/124‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( إحكاجم الحكاجم )‪.(3/30‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪75‬‬
‫قوله‪) :‬إل حيز التجلي(‪ :‬أي الظهور والوضوح‪ .‬وذلك يتم ببياجن الصفة أو القدمار أو تعيي الراد كمحاج تقدمم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والنص ماج ل يتمحل إل معن واحدماا( لاج عرف المحل وعرف البياجن ذكر النص‪ ،‬لنه هو البي‬
‫للمحجمحل‪ .‬وهو لغة‪ :‬عباجرةر عن الظهور‪ ،‬ومنه سأي كرسي العروسة منصة‪ ،‬لظهورهاج عليه‪ ،‬وسيذكر الصنف ذلك‪.‬‬
‫والنص اصطلحاجا عرفه بقوله‪) :‬ماج يتمحل إل معن واحدماا(‪ .‬فقوله‪) :‬ماج( أي لفظ‪ .‬وقوله )ل يتمحل إل معن‬
‫واحدماا( أي يدمل على معن واحدم قطعااج‪ ،‬ول يتمحل غيه‪ .‬وهذا هو النص الصريح‪.‬‬
‫[‬ ‫ومثاجله قوله تعاجل‪[ :‬محمد رسول ال ] فاجلية نص صريح ف أن ممحدما م رسول ال‪ .‬وقوله تعاجل‪:‬‬
‫للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر ])‪ (1‬فاجلية نص ف قدمرةر مدمةر التبص‪.‬‬
‫قاجل القاجضي أبو يعلى‪) :‬والصحيح أن يقاجل‪ :‬النص ماج كاجن صرياجا ف حكم الحكاجم وإن كاجن اللفظ‬
‫متمحلا ف غيه‪ ،‬وليس من شرط أل يتمحل معن واحدماا‪ ،‬لن هذا يعدز وجوده ‪ (. .‬والظاجهر أن هذا النص غي‬
‫الصريح‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ويطلق النص عندم الفقهاجءا على كل ماج ورد ف الكتاجب والسنة أنه نص‪ ،‬فيقاجل لناج النص والعن‪ ،‬ونصوص‬
‫الشريعة متضاجفرةر بذلك ‪ . .‬وهو بذا الصطلح يقاجبل الجاجع والقياجس)‪.(2‬‬
‫وقوله‪) :‬وقيل ماج تأويله تنـزيله( هذا تعريف آخر للنص‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬تأويله(‪ :‬أي حله على معناجه وفهم الراد منه‪.‬‬
‫)تنـزيله(‪ :‬أي بجرد نزوله يفهم معناجه‪ ،‬ول يتوقف فهم الراد على تأويل أي‪ :‬على تفسي‪ .‬لنه ل يتمحل إل‬
‫معن واحدما كمحاج تقدمم)‪.(3‬‬
‫والتعريف الول الذي ذكره الصنف أدق من هذا‪ ،‬لنه قدم يدمخل فيه الظاجهر‪ ،‬لنه بجرد سأاجعه يفهم منه‬
‫معناجه الظاجهر من غي احتياجج إل شيءا آخر‪ ،‬وإن احتمحل غيه مرجوحااج‪.‬‬
‫قوله‪) :‬وهو مشتق من منصة العروس وهو الكرسي( يشي بذلك إل أن النص ف وضوحه يشبه العروس‬
‫الاجلسة على مرتفع ل تفى على أحدم‪ .‬ول يتمحل أن تكون غيهاج هي‪ ،‬فكذلك النص ف ظهوره الذي ل يتمحل‬
‫إل معن واحدماا‪.‬‬
‫والظاجهر أن الراد بقوله‪) :‬وهو مشتق من منصة العروس( الشتقاجق العنوي وهو الرتفاجع والظهور‪ .‬ل‬
‫الشتقاجق اللغوي‪ .‬لن )منصة( بكسر اليم اسم آلة مشتقة من الصدمر وهو النص‪ .‬وليس النص مشتقاجا منهاج‪.‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫الظــاهر والمــؤول‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.226 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر العدمةر لبأ يعلى )‪ (1/138‬رساجلة ف أصول الفقه للعكبي ص ‪ ،105‬وأصول الفقه للبديسي ص ‪ 366‬شرح تنقيح الفصول ص ‪ ،36‬التأسيس‬ ‫‪2‬‬

‫ف أصول الفقه لبأ إسلم مصطفى بن سلمة )‪.(2/10‬‬


‫)( انظر غاجية الرام ص ‪.140‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪76‬‬
‫)والظاهر ما احأتمل أمرين أحأدهما أظهر من الخر‪ .‬ويؤول الظاهر بالدليل‪ ،‬ويسمى الظاهر‬
‫بالدليل(‪.‬‬
‫الظاجهر لغة‪ :‬الواضح‪ .‬وقاجل بعضهم‪ :‬لفظه يغن عن تفسيه‪ .‬واصطلحاجا عرفه بقوله‪) :‬ماج احتمحل أمرين‬
‫أحدمهاج أظهر من الخر(‪.‬‬
‫فقوله‪) :‬ماج(‪ :‬أي لفظ‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬احتمحل أمرين(‪ :‬أي معنيي أو أكثر‪ ،‬لن الظاجهر قدم يكون له عدمةر احتمحاجلت‪ ،‬هو ف أحدمهاج‬
‫أظهر‪ .‬وهذا يرج النص لاج تقدمم‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬أحدمهاج(‪ :‬أي أحدم العنيي‪ ،‬وهو العن الذي يتباجدر إل الذهن بجرد السمحاجع‪ ،‬وهذا يرج المحل‬
‫لنه ل يتباجدر فيه واحدم من العنيي‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬أظهر من الخر(‪ :‬للظهور أسباجب منهاج‪:‬‬
‫القيقة ويقاجبلهاج الاجز‪ .‬نو‪ :‬رأيت أسدم‪ .‬فهو يتمحل أن يكون الراد اليوان الفتس‪ ،‬وهو الظاجهر‬ ‫‪(1‬‬
‫لنه موضوع له‪ ،‬ويتمحل الرجل الشجاجع‪ ،‬وحله عليه تأويل ل يقبل إل بقرينة‪.‬‬
‫الكتفاجءا وعدمم التقرير‪ ،‬لن هذا هو الصل‪ ،‬فقوله تعاجل‪[ :‬وجاء ربك ])‪ (1‬ظاجهره أن ال تعاجل ييءا‬ ‫‪(2‬‬
‫بنفسه‪ ،‬وادعاجءا أن الراد )جاجءا أمر ربك( تأويل على خلف الظاجهر‪.‬‬
‫الطلق وعدمم التقييدم كقوله تعاجل ف كفاجرةر الظهاجر‪[ :‬فتحرير رقبة ])‪ (2‬الظاجهر أن الرقبة غي مقيدمةر‬ ‫‪(3‬‬
‫باجلياجن‪ ،‬وتقدمم ذلك ف باجب الطلق والقيدم‪.‬‬
‫العمحوم‪ .‬فألفاجظ العمحوم ظاجهرةر فيه مع احتمحاجل الصوص‪ .‬وحلهاج على الصوص تأويل)‪ (3‬ومن أمثلة‬ ‫‪(4‬‬
‫الظاجهر ماج ورد ف حدميث الباءا بن عاجزب رضي ال عنه قاجل‪ :‬سئل رسول ال م عن الوضوءا من‬
‫لوم البل‪ .‬فقاجل‪" :‬توضأوا منهاج ‪ " . .‬الدميث)‪.(4‬‬
‫فإن الظاجهر من الدميث أن الراد غسل العضاجءا الربعة‪ ،‬لن الوضوءا حقيقة شرعية يمحل ف كلم الشرع‬
‫على مراده‪ ،‬ول يصح حله على العن الثاجن وهو النظاجفة إل بدمليل ول دليل‪ ،‬فيكون ظاجهرا ف العن الول‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ويؤول الظاجهر باجلـدمليل(‪ :‬أي يصــرف اللفـظ عـن ظـاجهره باجلـدمليل‪ .‬وهذا يفيـدم أن حكـم الظـاجهر أنـه ل‬
‫يعدمل عنه إل بدمليل صحيح يصرفه عن ظاجهره‪ ،‬ويكون الدمليل أقوى من الظاجهر‪ ،‬وإل فيجب العمحل باجلظاجهر‪.‬‬

‫)( سورةر الفجر‪ ،‬آية‪.22 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.92 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر الواضح ف أصول الفقه ص ‪.135‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه أبو داود رقم ‪ 184‬وغيه وهو حدميث صحيح ولسلم بعناجه‪ .‬انظر صحيح مسلم رقم ‪.360‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪77‬‬
‫وحــل اللفــظ علــى العنـ ـ الظــاجهر ل يتــاجج إلـ ـ دليــل‪ ،‬لن هــذا هــو الصــل‪ ،‬ولن العمحــل باجلظــاجهر طريقــة‬
‫السلف الصاجل من هذه المة‪ ،‬ولنه أحوط وأبرأ للذمــة‪ ،‬وأقــوى فـ التعبـدم‪ ،‬وأدل علـى النقيــاجد‪ .‬فـإذا صــرف اللفـظ‬
‫عن ظاجهره بدمليل صاجر مؤوال‪.‬‬
‫والؤول لغة‪ :‬مأخوذ من الول مصدمر آل يؤول أوال‪ :‬إذا رجع‪ .‬نقول‪ :‬آل المر إل فلن‪ .‬أي‪ :‬رجع إليه‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬حل اللفظ على العن الرجوح‪.‬‬
‫[‬ ‫أي‪ :‬صرف اللفظ عن ظاجهره التباجدر منـه إلـ معنـ مرجـوح غيـ متبــاجدر للــذهن‪ .‬ومثــاجله قـوله تعـاجل‪:‬‬
‫فقــولى إنــي نــذرت للرحمــن صــوما ])‪ (1‬فلفــظ الصــوم ف ـ اليــة يتمحــل معنييــ‪ :‬أحــدمهاج وهــو الظــاجهر بعنـ ـ الصــوم‬
‫الشــرعي وهــو المســاجك عــن الفطـرات‪ .‬والثــاجن وهــو الرجــوح بعنـ المســاجك عــن الكلم‪ .‬وهــذا هــو الـراد مــن اليــة‬
‫بدمليل [فلن أكلم اليوم إنسديا ])‪.(2‬‬
‫وهذا هو التأويل ف اصطلح الصوليي)‪ .(3‬وهو ل يكون صحيحاجا مقبولا إل بثلثة شروط‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يكون اللفظ قاجبلا للتأويل‪ .‬بأن يكون العن الرجوح ماج يتمحله اللفـظ‪ .‬فصــرف العـاجم – مثلا –‬
‫عن عمحومه وإرادةر بعض أفراده بدمليل هو تأويل صحيح‪ ،‬لن العاجم يتمحل الصوص فقوله تعاجل‪[ :‬حدرمت عليكــم‬
‫الميتة ])‪ (4‬نص ظاجهر ف تري جلدم اليتة‪ .‬لكن صرف هــذا العمحــوم عــن ظــاجهر قـوله م‪" :‬هل أخـذت إهاجبــاج فــاجنتفعتم‬
‫به")‪.(5‬‬
‫فــإن كــاجن اللفــظ ل يتمحــل العن ـ الرجــوح أص ـلا فهــو تأويــل فاجســدم مــردود‪ ،‬كق ـوله تعــاجل‪[ :‬الرحمــن علــى‬
‫العــرش اســتوى ] فــإن ظــاجهره أن الـ تعــاجل عل علــى العــرش علـدوا خاج د‬
‫صــاج يليــق بــاجل عــز وجــل‪ .‬وهــذا وهــو الـراد‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫وصرفه إل معن الستيلءا واللك باجطل‪ ،‬لنه ل يعرف ف اللغة الستواءا بعن الستيلءا واللك‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يقوم دليل صحيح على صـحة صــرف اللفـظ عــن ظــاجهره‪ ،‬إلـ العنـ الرجـوح‪ ،‬فل يصـح‬
‫التأويل بجرد الحتمحاجل‪ .‬لن الصل العمحل باجلظاجهر وعدمم صرف الــدمليل عــن ظــاجهره – كمحـاج تقــدمم – فاجلعــاجم علــى‬
‫عمحومه‪ .‬ول يقصر على بعض أفـراده إل بــدمليل‪ .‬والطلـق علـى إطلقــة ول يعـدمل عـن إطلقــة إلـ تقييــدمه إل بـدمليل‪.‬‬
‫وظاجهر المر الوجوب فل يمحل على الندمب أو غيه إل بـدمليل‪ .‬وظـاجهر النهـي التحريـ فل يمحـل على الكراهـة –‬
‫مثلا – إل بدمليل‪.‬‬

‫)( سورةر مري‪،‬آية‪.26 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر مري‪ ،‬آية‪.26 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ويطلق التأويل على التفسي وهو توضيح الكلم بذكر معناجه الراد به ويطلق على ماجل الكلم إل حقيقته‪ .‬فإن كاجن خبا فتأويله وقوع الخب به وإن كاجن‬ ‫‪3‬‬

‫طلباجا فتأويله امتثاجل الطلوب‪.‬‬


‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.3 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رواه البخاجري )‪ (1421‬ومسلم)‪.(363‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر طه‪ ،‬آية‪.5 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪78‬‬
‫فإن ل يوجدم دليل أصلا فهو تأويل فاجسدم مردود‪ ،‬لنه دعوى بل برهاجن‪ ،‬كقولك‪ :‬رأيـت أسـدماا‪ .‬تريـدم رجلا‬
‫شجاجعااج‪.‬‬
‫وهذا النوع من التأويل تتلئ به كتب الشيعة والباجطنيـة‪ .‬حيـث فسـروا ألفـاجظ القـرآن بـاج ل تتمحلـه مـن قريـب‬
‫ول بعيدم‪ .‬وحرفوهاج عن مدملولاج القيقي إل مدملولت ل وجود لاج إل ف عقول أصحاجباج‪ ،‬فيفسرون )النور( ف قوله‬
‫تعاجل‪[ :‬فآمنوا بال ورسوله والنور الذي أنزلنا ‪ (1)] . . .‬بأن الراد‪ :‬نور الئمحة من آل البيت‪ .‬وف قوله تعاجل‪[ :‬ل‬
‫تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إلـه واحـدد ])‪ (2‬قــاجلوا‪ :‬يعنـ بــذلك ول تتخــذوا إمــاجمي إنــاج هــو إمــاجم واحــدم‪ .‬وغيـ ذلــك‬
‫كثي)‪.(3‬‬
‫ومن التأويل الفاجسدم الردود تأويل العطلة ف باجب السأاجءا والصفاجت‪ ،‬لنه تأويل ليس عليه دليل صحيح‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن يكون هناجك موجب للتأويـل‪ .‬بـأن يكـون ظـاجهر النـص ماجلفـاجا لقاجعـدمةر مقـررةر معلومـة مـن‬
‫الدمين باجلضرورةر‪ ،‬أو ماجلفاجا لنـص أقـوى منـه سـندماا‪ .‬ومثـاجل ذلـك‪ .‬قـوله م‪" :‬الاجر أحـق بصـقبه")‪ .(4‬والصـقب‪ :‬القـرب‬
‫واللصــقة‪ .‬وهــو العنـ الراجــح‪ .‬ويتمحــل أن الـراد الشـريك‪ .‬وهــو الرجــوح‪ .‬فلمحــاج جــاجءا حــدميث "إذا وضــعت الــدمود‬
‫وصـدرفت الطــرق فل شــفعة")‪ (5‬منــع إرادةر الــاجر اللصــق‪ ،‬وتعيـ حــل الــدميث الول علــى الشـريك‪ ،‬لنــه ل ضــرب‬
‫لــدمود ول صــرف لطــرق إل فـ الشــركة‪ .‬أمــاج اليان فكــل علــى حــدموده‪ ،‬وطرقــه‪ .‬فمحــن حلــه علــى الشـريك قــاجل‪ :‬ل‬
‫شفعة لاجر‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ويسـمحى الظــاجهر باجلـدمليل( أي أن الـؤول يصــي ظـاجهرا بســبب الــدمليل‪ ،‬لن الظــاجهر نوعـاجن‪ :‬ظـاجهر مــن‬
‫جهة اللفظ‪ ،‬وظاجهر من جهة الدمليل‪ ،‬فهو ظاجهر مقيــدم‪ ،‬ويفهـم منـه أن الــدمليل لبــدم أن يكــون قويـداجا ليكــون الرجـوح‬
‫راجحااج‪ ،‬لن ماجل يصيه الدمليل راجحاجا ل يكون ظاجهراا‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( سورةر التغاجبن‪ ،‬آية‪.8 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر النحل‪ ،‬آية‪.51 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر )مسألة التقريب بي أهل السنة والشيعة( ‪ 1/214‬للدمكتور ناجصر القفاجري‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه البخاجري )‪.(2139‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رواه البخاجري )‪ (2099‬ومسلم )‪.(1608‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪79‬‬
‫الفعـــال‬

‫)فعسسل صأسساحأب الش سريعة ل يخلسسو إمسسا أن يكسسون علسسى وجاسسه القربسسة والطاعسسة أو غيسسر ذلسسك‪ ،‬فسسإن دلل‬
‫الدليل على الختصأاص به يحأمل على الختصأاص‪ ،‬إوان لسم يسدلل ل يختسص بسه‪ ،‬لن الس تعسالى‬
‫يقسسول‪[ :‬لقسسد كسسان لكسسم فسسي رسسسول الس أسسسوة حأسسسنة])‪ (1‬فيحأمسسل علسسى الوجاسسوب عنسسد بعسسض أصأسسحأابنا‪.‬‬
‫ومسسن أصأسسحأابنا مسسن قسسال‪ :‬يحأمسسل علسسى النسسدب‪ .‬ومنهسسم مسسن قسسال‪ :‬يتوقسسفا فيسسه‪ .‬فسسإن كسسان علسسى غيسسر‬
‫وجاه القربة والطاعة فيحأمل على الباحأة في حأقه وحأقنا(‪.‬‬
‫أفعاجل الرسـول م من أقسـاجم السـنة‪ ،‬لن السـنة هي قـوله م وفعله وتقريـره‪ .‬وقـدم ذكـر هنـاج الفعـاجل ثـ القـرار‬
‫وأماج القوال فذكرهاج فيمحاج بعدم ف باجب )الخباجر( وكاجن الول باجلصنف أن يمحعهاج ف باجب مستقل كمحاج هي طريقة‬
‫كثي من الصوليي‪.‬‬
‫وق ــدم عنـ ـ الصـ ـوليون باجلفع ــاجل‪ ،‬وأف ــردوا فيه ــاج مص ــنفاجت مس ــتقلة‪ ،‬لن ــاج م ــن أدل ــة الحك ــاجم الش ــرعية‪ ،‬ول‬
‫خلف ف ذلك‪.‬‬
‫قوله‪) :‬فعل صاجحب الشريعة( أي النب م‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ل يلو إماج أن يكون على وجه القربة والطاجعة ‪ . . .‬إل( أي أن الفعاجل لاج حاجلتاجن‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن يكون فعلهاج على وجه القربة والطاجعة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أل يكون على وجه القربة والطاجعة)‪.(2‬‬
‫فإن كاجن على وجه القربة والطاجعة فل يلو من حاجلي‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن يدمل دليل على الختصاجص به‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أل يدمل دليل على الختصاجص به‪.‬‬
‫قـ ـوله‪) :‬ف ــإن دل ال ــدمليل عل ــى الختص ــاجص ب ــه يمح ــل عل ــى الختص ــاجص( أي‪ :‬يك ــم باجلصوص ــية لوج ــود‬
‫الــدمليل‪ ،‬وليــس لحــدم أن يفعلــه مثلــه‪ ،‬وذلــك كزيــاجدته فـ النكــاجح علــى أربــع نسـوةر لقـوله تعــاجل‪[ :‬يــا أيهــا النــبي إنـدـا‬
‫أحللنا أزواجك ])‪ (3‬وكن أكثر من أربع‪ ،‬وكاجلوصاجل ف الصوم‪ ،‬والنكاجح بلفظ البة‪ ،‬وغي ذلك ماج يدمل عليه القــرآن‬
‫أو السنة)‪.(4‬‬
‫ق ـ ـوله‪) :‬وإن ل ـ ـ يـ ــدمل ل يتـ ــص بـ ــه( أي إن ل ـ ـ يـ ــدمل الـ ــدمليل علـ ــى أن هـ ــذا الفعـ ــل خـ ــاجص بـ ــه ل ـ ـ يكـ ــم‬
‫باجلصوصية‪ ،‬وهذا هو الصل‪ ،‬أعن عدمم الصوصية إل بدمليل‪ .‬لن الصل التأسـي بـه م لق وله تعـاجل‪[ :‬لقـدم كـاجن‬
‫)( سورةر الحزاب‪ ،‬آية‪.21 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر شرح الكوكب الني )‪ (1/385‬وانظر غاجية الرام ص ‪.148‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر الحزاب‪ ،‬آية‪.50 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر كتاجب ) غاجية السول ف خصاجئص الرسول م ( لبن اللققن‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪80‬‬
‫لك ــم فـ ـ رسـ ــول الـ ـ أسـ ـوةر حس ــنة ])‪ (1‬فيكـ ــون ه ــذا النـ ــص معمحـ ــولا ب ــه ح ــت يق ــوم ال ــدمليل ال ــاجنع‪ ،‬وه ــو مـ ــاج يـ ــوجب‬
‫الصوصية‪.‬‬
‫وقوله تعاجل‪[ :‬لقدم كاجن لكم ف رسول ال أسوةر حسـنة ])‪ (2‬السـوةر‪ :‬بضـم المحـزةر وكسـرهاج لغتــاجن‪ .‬قـرئ بمحــاج‬
‫ف السبعة بعن القدموةر‪ .‬قاجل ابن كثي رحـه الـ‪) :‬هـذه اليـة الكريــة أصـل كـبي فـ التأسـي برسـول الـ م ف أقـواله‬
‫وأفعاجله وأحواله()‪.(3‬‬
‫قوله‪) :‬فيحمحل على الوجوب عندم بعض أصحاجبناج ‪ . .‬إل( أي‪ :‬فإذا كاجن الفعــل علـى وجــه القربــة والطاجعــة‬
‫ول دليل على الختصـاجص ففيـه خلف‪ ،‬ومثـاجله مـاج ورد عـن شـريح بـن هـاجنئ قـاجل‪ :‬سـألت عاجئشـة رضـي الـ عنهـاج‪:‬‬
‫بأي شيءا كاجن يبدمأ الرسول م إذا دخل بيته‪ .‬قاجلت‪ :‬باجلسواك)‪.(4‬‬
‫فاجلسواك عندم دخول البيت فعل مرد ل يرد به قول‪ ،‬وفعله علـى وجـه القربــة‪ ،‬فهـذا فيـه خلف علـى أقـوال‬
‫ذكر الصنف منهاج ثلثة‪:‬‬
‫قـوله‪) :‬فيحمحــل علــى الوجــوب عنــدم بعــض أصــحاجبناج( هــذا القــول الول وهــو وجــوب اتبــاجع المــة لــه‪ .‬وقـوله‬
‫)عنــدم بعــض أصــحاجبناج( أي الشــاجفعية‪ .‬يعنـ ابــن سـريج وابــن أبأـ هريـرةر – وهــاج مــن كبــاجر الشــاجفعية‪ ،‬وهــو روايــة عــن‬
‫الماجم أحدم ذكرهاج أبو يعلى وهو قول الماجم ماجلك‪ .‬ودليلهم قوله تعاجل‪[ :‬وماج ءااتاجكم الرسول فخــذوه ])‪ .(5‬واســتبعدم‬
‫هــذا القــول إمــاجم الرمي ـ ف ـ البهــاجن‪ .‬وأمــاج اليــة فمحعناجهــاج‪ :‬مــاج أمركــم بــه الرســول م فخذوه بــدمليل [ومــاج نــاجكم عنــه‬
‫فاجنتهوا ])‪ (6‬وعلى القول بأن الية ظاجهرةر ف غرض الستدمل‪ ،‬لكن تطرق الحتمحاجل يضعف الستدملل‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬ومن أصحاجبناج من قاجل‪ :‬يمحل على الندمب( هذا القــول الثـاجن وهـو أنــه يسـتحب للمــة اتبــاجعه فيمحــاج‬
‫فعله على وجه القربة‪ .‬وهو قول لبعض الشاجفعية كمحاج ذكر الصنف‪ ،‬وقول الظاجهريــة وهـو قــول أكــثر النفيــة‪ ،‬وروايــة‬
‫عن الماجم أحدم‪ .‬ذكرهاج القاجضي أبو يعلى‪ .‬ورجح هذا إماجم الرمي فـ البهـاجن‪ ،‬وتبعـه الغزالـ فـ النخـول‪ ،‬ورجحـه‬
‫الشـوكاجن فـ الرشـاجد‪ ،‬لنـه أقـل مـاج يتقـرب بـه هـو النـدموب‪ ،‬ول دليـل يـدمل علـى زيـاجدةر على النـدمب‪ ،‬فـوجب القـول‬
‫به)‪.(7‬‬

‫)( سورةر الحزاب‪ ،‬آية‪.21 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر الحزاب‪ ،‬آية‪.21 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( تفسي باجن كثي )‪.(6/392‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪ 253‬وانظر جاجمع الصول )‪.(7/177‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر الشر‪ ،‬آية‪.7 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر الشر‪ ،‬آية‪.7 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( انظر البهاجن لماجم الرمي )‪ (1/322‬العدمةر ف أصول الفقه )‪ (3/734‬شرح تنقيح الفصول ص ‪ 288‬النخول ص ‪ ،226‬إرشاجد الفحول ص ‪.36‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪81‬‬
‫قوله‪) :‬ومنهم من قاجل يتوقف فيه( هذا هو القول الثاجلث‪ ،‬وهو التوقف لعدمم معرفة الـراد ولتعــاجرض الدلــة‪.‬‬
‫وهذا أضعف القوال‪ ،‬قاجل الشوكاجن‪) :‬وعندمي أنـه ل معنـ للوقـف فـ الفعـل الـذي قـدم ظهـر فيـه قصـدم القربــة‪ .‬فـإن‬
‫قصدم القربة يرجه عن الباجحة إل ماج فوقهاج‪ .‬والتيقن ماج هو فوقهاج الندمب( أ هـ)‪.(1‬‬
‫والراجح – وال أعلم – هـو القـول باجلنــدمب‪ ،‬لن القربــة‪ ،‬طاجعــة وهـي غيـ خاجرجـة عــن الـواجب والنـدموب‪،‬‬
‫والقــدمر الشــتك بينهمحــاج ترجيــح الفعــل علــى الــتك‪ ،‬وهــذه حقيقــة النــدموب‪ ،‬قــاجل شــيخ الســلم ابــن تيمحيــة رحــه الــ‪:‬‬
‫)ومــاج فعلــه النــب م على وجــه التعبــدم فهــو عبــاجدةر‪ ،‬يشــرع التأســي بــه فيــه‪ ،‬فــإذا خصــص زماجنـاجا أو مكاجنـاجا بعبــاجدةر كــاجن‬
‫تصيصه تلك العباجدةر سنة ‪.(2)( . . .‬‬
‫قـوله‪) :‬فــإن كــاجن علــى غي ـ وجــه القربــة والطاجعــة فيحمحــل علــى الباجحــة فـ حقــه وحقنــاج(‪ .‬هــذه هــي الــاجل‬
‫الثاجنية للفعاجل النبوية‪ .‬وهو الذي ل يظهر فيه قصدم القربة‪ .‬ويدمخل تت هذا نوعاجن)‪.(3‬‬
‫مــاج فعلــه بقتضــى البلــة والبشـرية كاجلقيــاجم والقعــود والنــوم والكــل والشــرب‪ ،‬فهــذا ل حكــم لــه فـ ذاتــه‬ ‫‪(1‬‬
‫لنــه ليــس مــن بــاجب التكليــف‪ ،‬لن التكليــف فيمحــاج يكــن فعلــه وتركــه‪ ،‬وهــذه الفعــاجل ليســت مشــروعة‬
‫لذاتاج أو مقصودا باج التأسي‪ ،‬لن كـل ذي روح مـن البشـر ل يلـو عنهـاج إل إذا كاجن هذا الفعـل لـه‬
‫هيئة معينة‪ ،‬كصفة أكله وشربه ونومه ونو ذلك‪ ،‬فهذا له حكم شرعي‪ ،‬كمحاج دلت عليه النصوص‪.‬‬
‫مـ ــاج فعلـ ــه وفـ ــق العـ ــاجدات‪ ،‬وذلـ ــك كلباجسـ ــه م فه ذا النـ ــوع مبـ ــاجح لـ ـ يقصـ ــدم بـ ــه التشـ ـريع فل اسـ ــتحباجب‬ ‫‪(2‬‬
‫للمحتاجبعــة‪ ،‬لن اللبــاجس منظــور فيــه إل ـ العــاجدةر الــت اعتاجدهــاج أهــل البلــدم‪ ،‬ولــذا ل ـ يغي ـ الرســول م لباجسه‬
‫الـذي كـاجن يلبسـه قبـل النبـوةر)‪ ،(4‬وإنـاج وضـع السـلم شـروطاجا وضـوابط للبـاجس الرجـل والـرأةر تسـتفاجد مـن‬
‫الكتاجب والسنة‪.‬‬
‫وبقي من الفعاجل نوع آخر وهو ماج فعله م بياجناجا لمحل‪ ،‬فهذا حكمحه حكم المحل‪ ،‬فإن كاجن واجباجا فاجلفعــل‬
‫واجــب‪ .‬وإن كــاجن منــدموباجا فاجلفعــل منــدموب‪ .‬لكنــه واجــب علــى الرســول م مطلق اجا حــت يصــل البلغ‪ ،‬ثـ ـ يكــون‬
‫حكمحه كحكم المة ف ذلك‪.‬‬
‫فمحثاجل الواجب‪ :‬مسحه الرأس كله)‪ (5‬بياجناجا لقوله تعاجل‪[ :‬وامسحوا برءاوسكم ])‪.(6‬‬

‫)( الرشاجد ص ‪.38‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ممحوع الفتاجوى )‪.(10/409‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر أصول الفقه السلمي )‪.(1/480‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( للشيخ سليمحاجن بن سحمحاجن – رحه ال – كلم ماجتع حول هذا الوضوع ف رساجلته )إرشاجد الطاجلب إل أهم الطاجلب( ص ‪ 29‬وماج بعدمهاج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 183‬ومسلم رقم ‪ 235‬من حدميث عبدم ال بن زيدم رضي ال عنه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.6 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪82‬‬
‫ومثــاجل النــدموب‪ :‬صــلته م ركعتي عنــدم القــاجم بعــدم ط ـوافه)‪ (1‬بياجن ـاجا لق ـوله تعــاجل‪[ :‬واتــذوا مــن مقــاجم إبراهيــم‬
‫مصلى ])‪ (2‬وقدم نقل الاجفظ ابن حجر ف فتح الباجري الجاجع على جواز ركعــت الطـواف علـى أي جهــة مــن جهـاجت‬
‫الكعبة)‪ (3‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( ورد هذا ف حدميث جاجبر عن مسلم رقم ‪.1218‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.125 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر فتح الباجري )‪.(1/499‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪83‬‬
‫القــــرار‬

‫)واقرار صأاحأب الشريعة على القول هو قول صأاحأب الشريعة‪ .‬إواق ارره على الفعل كفعله‪ .‬وما‬ ‫إ‬
‫فعل في وقته في غير مجالسه وعلم به ولم ينكره‪ ،‬فحأكمه حأكم ما فعل في مجالسه(‪.‬‬
‫لاج بي حكم الفعل ذكر بعدمه القرار‪ ،‬لنه من السنة كمحاج تقدمم‪ ،‬وصورته أن يسكت النب م عن إنكاجر‬
‫قول أو فعل بي يدميه أو ف عصره وعلم به‪ ،‬فكل أمر أقر الرسول م عليه ول ينكر على فاجعله‪ ،‬فإن كاجن قولا‬
‫فهو كقوله م‪ ،‬وإن كاجن فعلا فهو كفعله م‪ ،‬لنه م معصوم عن أن يقر أحدما على خطأ أو معصية فيمحاج يتعلق‬
‫باجلشرع‪.‬‬
‫مثاجل القرار على الفعل‪ :‬إقراره م البشة يلعبون ف السجدم من أجل التأليف على السلم‪ ،‬كمحاج ف‬
‫حدميث عاجئشة رضي ال عنهاج قاجلت‪ :‬رأيت رسول ال م يوماجا على باجب حجرت والبشة يلعبون برابم ف‬
‫السجدم‪ .‬الدميث)‪.(1‬‬
‫ومثاجله – أيضاجا – إقراره م قيس بن عمحرو رضي ال عنه على قضاجءا ركعت الفجر بعدم الصلةر مع أن‬
‫الوقت وقت ني)‪ .(2‬ومثاجل القرار على القول‪ :‬إقراره م أباج بكر رضي ال عنه على قوله بإعطاجءا سلب القتيل‬
‫لقاجتله)‪.(3‬‬
‫قوله‪) :‬وماج فعل ف وقته ف غي ملسه ‪ . .‬إل( أي‪ :‬وماج فعله الكلف أو قاجله )ف وقته( أي زماجن حياجته‬
‫م )ف غي ملسه( أي‪ :‬بيث ل يشاجهدمه‪ ،‬ولكنه )علم به ول ينكره فحكمحه ماج فعل ف ملسه( أي ف دللته‬
‫على جواز ذلك الفعل أو القول‪ ،‬وهذا يشمحله ماج تقدمم ف قوله )وإقرار صاجحب الشريعة ‪ (. . .‬لكنه صرح به‬
‫لليضاجح‪ ،‬ودفع توهم الختصاجص باج ف ملسه‪ .‬ومثاجل ذلك‪ :‬قصة معاجذ رضي ال عنه حيث كاجن يصلي العشاجءا‬
‫مع النب م ث ينصرف إل قومه ويصلي بم)‪ ،(4‬فهي له تطوع ولم فريضة‪ ،‬وهذا ليس ف القوةر كاجلواقع بي يدميه م‬
‫لحتمحاجل أنه ل يبلغه م وإن كاجن الغاجلب على الظن أن رسول ال م كاجن يعلم الئمحة الذين يصلون ف قباجئل‬
‫الدمينة‪ ،‬وماج يؤكدم ذلك قصة العرابأ الذي شكاج إل النب م تطويل معاجذ‪ ،‬كمحاج ف حدميث جاجبر رضي ال عنه)‪.(5‬‬
‫وقدم استدمل بدميث معاجذ من أجاجز صلةر الفتض خلف التنقل‪ ،‬وهي مسألة خلفية‪ .‬وال أعلم‬
‫باجلصواب‪.‬‬
‫النســـخ‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 443‬ومسلم رقم ‪ .892‬والراب‪ :‬بكسر الاجءا جع حربة وهي اللة دون الرمح‪ .‬انظر كتاجب )الرف والصناجعاجت ف الجاجز ف‬ ‫‪1‬‬

‫عصر الرسول م‪ ،‬ص ‪ 218‬لعبدم العزيز بن إبراهيم العمحري‪.‬‬


‫)( أخرجه التمذي رقم ‪ 422‬وانظر الحوذي )‪ (2/487‬وهو حدميث صحيح بطرقه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 2973‬ومسلم رقم ‪.1751‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 668‬ومسلم رقم ‪.465‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 669‬ومسلم رقم ‪.465‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪84‬‬
‫)وأما النسخ فمعناه لغة‪ :‬الزالة‪ ،‬يقال‪ :‬نسخت الشمس الظل‪ :‬إذا أزالته‪ .‬وقيل معناه‪ :‬النقل‪ .‬من‬
‫قولهم‪ :‬نسخت ما في هذا الكتاب أي نقلته‪.‬‬
‫وحأده‪ :‬هو الخطاب الدال على رفع الحأكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجاه لوله لكان‬
‫ثابت ا مع تراخيه عنه(‪.‬‬
‫النسخ ف اللغة يطلق على معنيي‪:‬‬
‫الرفع والزالة‪ .‬يقاجل‪ :‬نسخت الشمحس الظل أي أزالته‪ .‬ونسخت الريح الثر‪ :‬أزالته‪ .‬قاجل تعاجل‪[ :‬‬ ‫‪(1‬‬
‫فينسخ ال ما يلقى الشيطان ])‪.(1‬‬
‫النقل‪ :‬يقاجل‪ :‬نسخت ماج ف الكتاجب أي نقلته مع بقاجئه ف نفسه‪ .‬لن ماج ف الكتاجب ل ينقل‬ ‫‪(2‬‬
‫حقيقة‪ ،‬قاجل تعاجل‪[ : :‬إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ])‪.(2‬‬
‫قوله‪) :‬وحدمه‪ :‬الطاجب الدمال على رفع الكم ‪ . .‬إل( حدمه‪ :‬أي معناجه الصطلحي‪ ،‬وهذا‬
‫تعريف الناجسخ‪ ،‬لنه هو الطاجب‪ ،‬ل تعريف النسخ الذي هو رفع الكم أو اللفظ‪ ،‬لكن يؤخذ منه‬
‫تعريف النسخ‪ ،‬لنه يلزم من كون الناجسخ هو الطاجب الدمال على الرفع أن يكون مدملول الطاجب هو‬
‫النسخ الذي هو رفع الكم‪ ،‬فاجلرافع هو الطاجب‪ .‬والرفع هو النسخ‪ .‬فهمحاج متلزماجن إذ ل رفع إل‬
‫بطاجب‪.‬‬
‫قوله‪) :‬الطاجب( الراد به‪ :‬الكتاجب والسنة‪ .‬فاجلناجسخ هو الكتاجب والسنة‪ ،‬ول نسخ باجلجاجع ول‬
‫القياجس‪ ،‬أماج الجاجع فلنه ل ينعقدم إل بعدم وفاجته م‪ ،‬وبعدم وفاجته ل يكن النسخ لنه تشريع‪ ،‬وإناج يقع النسخ‬
‫بستندم الجاجع‪ .‬وأماج القياجس فلن النص مقدمم عليه‪ .‬ول يصاجر إليه إل عندم عدمم النص‪.‬‬
‫والناجسخ ف القيقة هو ال تعاجل ويطلق على النص الناجسخ‪ ،‬فيقاجل‪ :‬هذه الية ناجسخة لكذا‪.‬‬
‫قوله‪) :‬الدمال على رفع الكم( الراد برفع الكم تغييه من إياجب إل إباجحة كنسخ الصدمقة عندم‬
‫مناججاجةر الرسول م كمحاج سيأت إن شاجءا ال‪ .‬أو من إباجحة إل تري كنسخ إباجحة المحر النصوص عليه ف قوله‬
‫تعاجل‪[ :‬تتخذون منه سكرا ورزقال حسنال ])‪ (3‬وغي ذلك‪ .‬وقدم يكون النسخ برفع اللفظ – كمحاج سيذكره الصنف‪.‬‬
‫وإناج اقتصر على نسخ الكم لنه هو الغاجلب‪.‬‬
‫قوله‪) :‬الثاجبت باجلطاجب التقدمم(‪ :‬هذا صفة للحكم النسوخ‪ .‬وباجلطاجب‪ :‬متعلق باجلثاجبت‪ .‬والتقدمم‪ :‬أي‬
‫ف الورود إل الكلفي‪ .‬فهو متقدمم على الطاجب الدمال على الرفع‪.‬‬

‫)( سورةر الج‪ ،‬آية‪.52 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر الاجثية‪ ،‬آية‪.29 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النحل‪ ،‬آية‪.67 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪85‬‬
‫وهذا القيدم لخراج رفع الكم الثاجبت باجلباءاةر الصلية فليس بنسخ‪ ،‬ذلك أن ابتدماءا العباجدات ف الشرع‬
‫مزيل لكم الباءاةر الصلية‪ ،‬وهي عدمم التكليف‪ ،‬وليس هذا نسخااج‪ ،‬لن الباءاةر ل تثبت بطاجب من الشرع‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬على وجه لوله لكاجن ثاجبتااج(‪ :‬وجه بعن‪ :‬حاجل‪ .‬والضمحي ف قوله )لوله( يعود على الطاجب‬
‫الثاجن‪ .‬واسم كاجن‪ :‬هو الكم‪ .‬أي حاجل كونه على وجه لول ذلك الطاجب لكاجن ذلك الكم ثاجبتااج‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬مع تراخيه عنه(‪ :‬أي مضي مدمةر بي الناجسخ والنسوخ‪ ،‬وهذا القيدم لخراج ماج إذا كاجن الطاجب‬
‫الثاجن غي متاخ‪ ،‬بل كاجن متصلا باجلول‪ ،‬فل يكون نسخاجا بل يكون بياجناجا كاجلشرط والصفة والستثناجءا‪.‬‬
‫فقوله تعاجل‪[ :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ])‪ (1‬فيه رفع حكم وجوب الج عن‬
‫غي الستطيع‪ ،‬ولكنه ليس بنسخ‪ ،‬لنه ل يتاخ عنه‪ ،‬بل هو متصل‪ .‬هكذا قاجل بعض الصوليي‪.‬وهذا فيه نظر‬
‫لن التخصيص باجلخصص التصل – وهو البدمل هناج – ليس رفعاجا للحكم‪ ،‬وإناج هو بياجن أن الخرج غي مراد‬
‫باجلكم‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وهذا التعريف مطول ل يليق باجلختصرات‪ .‬مع ماج يرد عليه من اعتاضاجت‪ .‬منهاج‪ :‬أنه عرف الناجسخ دون‬
‫النسخ‪ .‬ومنهاج‪ :‬أنه غي جاجمع‪ ،‬لنه ل يذكر نسخ اللفظ – كمحاج سيأت – ومنهاج‪ :‬أن قوله )على وجه ‪ . .‬إل(‬
‫زياجدةر مضة‪ .‬وقدم ذكر الصنف هذا التعريف ف كتاجبه )البهاجن()‪ (2‬ث زيفه‪.‬‬
‫ولو قيل ف تعريفه‪ :‬هو رفع حكم دليل شرعي أو لفظه بدمليل من الكتاجب أو السنة)‪ ،(3‬لكاجن أوضح‬
‫وأخصر‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( سورةر آل عمحران‪،‬آية‪.97 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر البهاجن )‪.(2/1294‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر الصول من علم الصول ص ‪.33‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪86‬‬
‫أقسام النسخ باعتبار المنسوخ‬

‫)ويجاوز نسخ الرسم وبقاء الحأكم‪ .‬ونسخ الحأكم وبقاء الرسم‪ .‬والنسخ إلى بدل إوالى غير بدل‪،‬‬
‫إوالى ما هو أغلظ إوالى ما هو أخفا(‪.‬‬
‫النسوخ‪ :‬هو الكم الشرعي الذي انتهى باجلدمليل التأخر‪ .‬وقدم يسمحى الدمليل الول منسوخااج‪ .‬وهو الراد‬
‫هناج‪ .‬وهذا الدمليل إماج قرآن‪ .‬أو سنة‪.‬‬
‫قوله )ويوز نسخ الرسم وبقاجءا الكم( هذا النوع الول‪ .‬فينسخ اللفظ ويبقى الكم معمحولا به‪ .‬وقدم ذكر‬
‫المدمي رحه ال أن العلمحاجءا متفقون على جواز نسخ الرسم دون الكم خلفاجا لطاجئفة شاجذةر من العتزلة)‪.(1‬‬
‫ومثاجل ذلك‪ :‬آية الرجم‪ .‬فعن عمحر رضي ال عنه أنه قاجل‪" :‬كاجن فيمحاج أنزل آية الرجم فقرأناجهاج ووعيناجهاج‬
‫وعقلناجهاج‪ .‬ورجم رسول ال م رجناج بعدمه ‪ . . .‬الدميث")‪.(2‬‬
‫فهذا يدمل على نزول آية الرجم‪ .‬وأناج نسخت‪ .‬وبقي حكمحهاج لقوله‪) :‬ورجناج بعدمه(‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬ماج الكمحة من نسخ الرسم وبقاجءا الكم؟ فاجلواب ماج نقله الزركشي ف البهاجن عن ابن الوزي‬
‫أنه قاجل‪) :‬إناج كاجن كذلك ليظهر به مقدمار طاجعة هذه المة ف الساجرعة إل بذل النفوس بطريق الظن من غي‬
‫استفصاجل لطلب طريق مقطوع به‪ .‬فيسرعون بأيسر شيءا‪ ،‬كمحاج ساجرع الليل إل ذبح ولدمه بناجم‪ ،‬أدن طرق‬
‫الوحي()‪ (3‬أ هـ‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ونسخ الكم وبقاجءا الرسم( هذا النوع الثاجن من أنواع النسخ باجعتباجر النسوخ‪ .‬وهو أن ينسخ‬
‫الكم الشرعي ويبقى اللفظ الدمال عليه غي معمحول به‪ .‬وهذا أكثر أنواع النسخ‪.‬‬
‫ومثاجله‪ :‬قوله تعاجل‪[ :‬إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفال من‬
‫الذين كفروا بأنهم قوم ل يفقهون ])‪ (4‬فقدم دلت الية على وجوب مصاجبرةر العشرين من السلمحي الاجئتي من‬
‫الكفاجر‪ .‬ومصاجبرةر الاجئة اللف‪ .‬فنسخ هذا الكم بقوله تعاجل‪[ :‬الن خفف ال عنكم وعلم أن فيكم ضعفا‬
‫فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ])‪.(5‬‬
‫فإن قيل‪ :‬ماج الكمحة من بقاجءا التلوةر مع نسخ الكم؟ فاجلواب من وجهي‪:‬‬
‫الول‪ :‬بقــاجءا ث ـواب التلوةر‪ .‬فــإن القــرآن كمحــاج يتلــى ليعــرف الكــم منــه ويعمحــل بــه‪ ،‬فهــو يتلــى ليثــاجب عليــه‬
‫القاجرئ‪.‬‬

‫)( الحكاجم للمدمي )‪.(3/154‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاجري )‪ (6442‬ومسلم ‪ .(1691‬وهو حدميث طويل‪ .‬وانظر مقاجلا ف أساجنيدم آية الرحم‪ .‬ف ملة )الكمحة( العدمد الساجبع ص ‪.235‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر البهاجن ف علوم القرآن )‪.(2/37‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر النفاجل‪ ،‬آية ‪.65‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر النفاجل‪ ،‬آية‪.66 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪87‬‬
‫الثاجن‪ :‬تذكي المة بكمحة النسخ‪ ،‬ول سيمحاج ماج فيه تفيف ورفع الشقة‪.‬‬
‫وبقي نوع ثاجلث ل يذكره الصنف وهو نسخ الكم والرسم معااج‪ ،‬ومثاجله‪ :‬ماج ورد عن عاجئشة رضي ال‬
‫عنهاج قاجلت‪" :‬كاجن فيمحاج أنزل من القرآن عشر رضعاجت معلوماجت يرمن‪ ،‬ث نسخن بمحس معلوماجت فتوف رسول‬
‫ال م وهن فيمحاج يقرأ من القرآن"‪ .‬وف رواية‪) :‬نزل ف القرآن "عشر رضعاجت معلوماجت" ث أنزل أيضاجا خس‬
‫معلوماجت"()‪.(1‬‬
‫فآية التحري بعشر رضعاجت منسوخ لفظهاج وحكمحهاج‪ .‬وهذا معلوم عندم الصحاجبة رضي ال عنهم بدمليل‬
‫أنم ل يثبتوهاج حي جعوا القرآن‪ .‬وأماج آية المحس رضعاجت فهي ماج نسخ رسأه وبقي حكمحه‪ .‬بدمليل أن الصحاجبة‬
‫رضي ال عنهم حي جعوا القرآن ل يثبتوا رسأهاج‪ ،‬وحكمحهاج باجق عندمهم‪.‬‬
‫وقول عاجئشة رضي ال عنهاج‪" :‬وهن فيمحاج يقرأ من القرآن" أي يتلى حكمحهاج دون لفظهاج‪ ،‬وقاجل البيهقي‪:‬‬
‫العن‪ :‬أنه يتلوه من ل يبلغه نسخ تلوته)‪.(2‬‬
‫قوله‪) :‬والنسخ إل بدمل وإل غي بدمل‪ ،‬وإل ماج هو أغلظ وأخف( هذا معطوف على ماج قبله‪ .‬أي‪ :‬ويوز‬
‫النسخ إل بدمل وإل غي بدمل‪ .‬ومعن‪) :‬إل بدمل( أن يأت حكم آخر بدمل الكم النسوخ‪ .‬وهذا النوع ل خلف‬
‫فيه‪.‬‬
‫ومعن )إل غي بدمل( أن يزول الكم الساجبق ول يلفه حكم آخر‪ .‬وهذا مذهب المحهور‪ .‬ومثلوه بنسخ‬
‫وجوب تقدمي الصدمقة بي يدمي نوى رسول ال م ف قوله تعاجل‪[ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول‬
‫فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ])‪ (3‬نسخت بقوله تعاجل‪[ :‬ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات‬
‫فإذا لم تفعلوا وتاب ال عليكم فدأقيموا الصلة وءاتوا الزكاة ])‪.(4‬‬
‫وقدم منع هذا النوع الظاجهرية‪ .‬وأديدم ذلك الشيخ ممحدم المي الشنقيطي رحه ال‪ ،‬وقاجل‪ :‬إن القول باجلنسخ‬
‫إل غي بدمل قول باجطل‪ .‬وإن قاجل به جهور العلمحاجءا‪ ،‬لن ال تعاجل يقول‪[ :‬ما ننسخ من آية أو ننسها نأت‬
‫بخير منها أو مثلها ])‪.(5‬‬
‫وأجاجب عن آية الصدمقة بأن الذي نسخ هو الوجوب‪ ،‬وأماج الستحباجب فهو باجق ل ينسخ‪ .‬فاجلنسخ إل‬
‫بدمل)‪ .(6‬وورد هذا الواب عن الكمحاجل بن المحاجم صاجحب التحرير)‪.(7‬‬
‫والقول باجلواز أظهر لقوةر مأخذه‪ .‬وأماج ماج استدمل به الاجنعون من الية الكرية‪ .‬فعنه ثلثة أجوبة‪:‬‬

‫)( رواه مسلم ‪.1452‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر إرشاجد الفحول ص ‪ 190 ،189‬وشرح النووي على حدميث عاجئشة رضي ال عنهاج عندم رقم ‪.1452‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر الاجدلة‪ ،‬آية‪.12 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر الاجدلة‪ ،‬آية‪.13 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.106 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( انظر أضواءا البياجن )‪ (3/362‬ومذكرةر الشنقيطي على الروضة ص ‪ .79‬وإرشاجد الفحول ص ‪.187‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( التحرير )‪.(3/386‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪88‬‬
‫الول‪ :‬أن الراد باجلية – هناج – نظم المحلة ولفظهاج‪ .‬لورود ذلك ف كتاجب ال تعاجل ف أكثر من‬
‫موضع‪ .‬قاجل تعاجل‪[ :‬يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ])‪ (1‬والصل ف الطلق القيقة‪ ،‬ول يصرف اللفظ عن ظاجهره‪.‬‬
‫إل بدمليل‪ .‬ول دليل هناج‪.‬‬
‫الثاجن‪ :‬سلمحناج أن الراد نسخ الكم‪ .‬وهذا ل يعاجرض النسخ إل غي بدمل‪ ،‬لن ال تعاجل عليم حكيم‪.‬‬
‫فقدم يكون عدمماج لكم خيا من ذلك الكم النسوخ‪ .‬ف نفعه للناجس‪.‬‬
‫الثاجلث‪ :‬سلمحناج أن الراد نسخ الكم‪ .‬لكنه عاجم دخله التخصيص باج نسخ إل غي بدمل‪ .‬وتصيص‬
‫العمحوم جاجئز‪ .‬وال أعلم)‪.(2‬‬
‫وأماج إجاجبتهم عن آية الصدمقة وأنه نسخ الوجوب وبقي الستحباجب‪ .‬فهذا فيه نظر‪ .‬فإن الية )أأشفقتم(‬
‫ل تثبت حكمحاجا تكليفياجا آخر‪ .‬وكون التصدمق مندموباجا إليه‪ .‬إن كاجن بذا الناجسخ فل دليل فيه‪ .‬وإن كاجن باجلدلة‬
‫العاجمة الت ندمبت إل التصدميق فهذا مسلم‪ .‬لكنهاج خاجصة باجلوسرين وهي عاجمة ف جيع الوقاجت‪ .‬وتقدمي الصدمقة‬
‫عندم الناججاجةر كاجن واجباجا على الغنياجءا والفقراءا على السواءا وال أعلم)‪.(3‬‬
‫قوله‪) :‬وإل ماج أغلظ وإل ماج هو أخف( أي‪ :‬أن النسخ على بدمل‪ .‬قدم يكون )إل بدمل أغلظ( أي‪ :‬إل‬
‫حكم أثقل من الكم النسوخ‪) .‬وإل بدمل أخف( أي‪ :‬أقل مشقة من النسوخ‪ .‬وبقي نوع ثاجلث وهو‪ :‬على بدمل‬
‫مساجشو‪ .‬فاجلنواع ثلثة‪.‬‬
‫أماج الول‪ :‬وهو النسخ إل بدمل أثقل‪ .‬فجوزه المحهور لوقوعه‪ .‬ومثاجله نسخ التخيي بي صياجم رمضاجن‬
‫والطعاجم ف قوله تعاجل‪[ :‬وعلى الذين يطيقونه فدمية طعاجم مسكي فمحن تطوع خيا فهو خي له وأن تصوموا خي‬
‫لكم إن كنتم تعلمحون ])‪ .(4‬نسخ بقوله تعاجل‪[ :‬فمحن شهدم منكم الشهر فليصمحه ])‪ (5‬الدمال على وجوب الصياجم ف‬
‫حق القيم الصحيح أداءا‪ ،‬والساجفر والريض قضاجءا‪ .‬وإياجب الصياجم أثقل من التخيي بينه وبي الطعاجم‪.‬‬
‫ومنع ذلك بعض الظاجهرية وبعض الشاجفعية متجي بآياجت التيسي والتخفيف ورفع الرج عن هذه المة‪.‬‬
‫كقوله تعاجل‪[ :‬يريدم ال بكم اليسر ول يريدم بكم العسر ])‪ (6‬وقوله تعاجل‪[ :‬يريدم ال أن يفف عنكم ])‪ (7‬ول تفيف‬
‫ف نسخ الخف إل الثقل‪ ،‬بل هو التثقيل‪ .‬وإرادةر العسر‪.‬‬

‫)( سورةر آل عمحران‪ ،‬آية‪.164 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر الحكاجم للمدمي )‪ ،(150 ،3/149‬الصول للرازي )‪.(1/3/479‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر كتاجب )النسخ ف دراساجت الصوليي( ص ‪.268 ،267‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.184 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪185 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.185 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.28 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪89‬‬
‫ول دليـل فـ ذلــك لن الكــم الدميــدم يكــون ميسـرا علـى الكلفيـ ل مشـقة فيـه‪ .‬وثقلـه وصــف لــه باجلنسـبة‬
‫إل ماج قبله‪ .‬مع ماج فيه من زياجدةر النفع‪ .‬وعظيم الجر‪.‬‬
‫وأماج الثاجن وهو النسخ إل بدمل أخف‪ .‬فل خلف ف جوازه‪ ،‬ومثاجله‪ :‬آيتاج الصاجبرةر [إن يكن منكم‬
‫عشرون صاجبرون يغلبوا ماجئتي ])‪ (1‬ث قاجل سبحاجنه [فإن يكن منكم ماجئة صاجبرةر يغلبوا ماجئتي ])‪ (2‬فمحصاجبرةر مسلم‬
‫واحدم لثني من الكفاجر أخفف من مصاجبرةر الواحدم لعشرةر منهم‪.‬‬
‫وأماج الثاجلث وهو النسخ إل بدمل مساجو فمحثاجله‪ :‬نسخ استقباجل بيت القدمس الثاجبت باجلسنة كمحاج ف حدميث‬
‫الباءا رضي ال عنه أنه م صلى إل بيت القدمس بعدم الجرةر بضعة عشر شهرا)‪ .(3‬نسخ هذا باجستقباجل الكعبة‬
‫الثاجبت بقوله تعاجل‪[ :‬فول وجهك شطر السجدم الرام وحيث ماج كنتم فولوا وجوهكم شطره ])‪ (4‬فاجستقباجل الكعبة‬
‫مساجشو لستقباجل بيت القدمس باجلنسبة لفعل الكلف‪ .‬وهذا النوع ل خلف فيه كاجلذي قبله‪.‬‬

‫)( سورةر النفاجل‪ ،‬آية‪.65 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر النفاجل‪ ،‬آية‪.66 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم )‪ (40‬ومسلم )‪.(525‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.144 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪90‬‬
‫أنواع النسخ باعتبار الناسخ‬

‫)ويجاوز نسخ الكتاب بالكتاب‪ ،‬ونسخ السنة بالكتاب وبالسنة‪ ،‬ويجاوز نسخ المتواتر بالمتواتر‪،‬‬
‫ونسخ الحأاد بالحأاد وبالمتواتر‪ ،‬ول يجاوز نسخ الكتاب بالسنة‪ .‬ول المتواتر بالحأاد‪ ،‬لن‬
‫الشيء ينسخ بمثله وبما هو أقوى منه(‪.‬‬
‫تقدمم أن الناجسخ هو ال تعاجل لنه هو الرافع للحكم‪ .‬دل على ذلك خطاجبه التأخر الدمال على انتهاجءا‬
‫الكم الشرعي‪ .‬ويطلق الناجسخ على الدمليل نفسه – وهو الراد هناج – وهو إماج كتاجب أو سنة‪.‬‬
‫وقدم ذكر الصنف مساجئل النسخ بي الكتاجب والسنة وبي ماج يوز وماج ل يوز‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ويوز نسخ الكتاجب باجلكتاجب( هذا النوع الول من أنواع الناجسخ وهو أن يكون قرآناج‪ .‬والنسوخ‬
‫قرآن مثله‪ .‬وهذا النوع ل خلف فيه‪ .‬وتقدممت أمثلته‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ونسخ السنة باجلكتاجب( هذا النوع الثاجن وهو أن سكون الناجسخ قرآناج والنسوخ سنة‪ .‬وهذا قول‬
‫المحهور‪ .‬لن القرآن والسنة من عندم ال تعاجل‪ .‬غي أن القرآن متعبدم بتلوته‪ .‬والسنة غي متعبدم بتلوتاج‪ .‬ونسخ‬
‫حكم أحدم الوحيي غي متنع‪.‬‬
‫ومثاجله‪ :‬إن الباجشرةر والكل والشراب ف لياجل الصياجم كاجنت مرمة باجلسنة‪ .‬لاج ورد ف حدميث ابن عباجس‬
‫"كاجن الناجس على عهدم رسول ال م إذا صلوا العتمحة حرم عليهم الطعاجم والشراب والنساجءا وصاجموا إل القاجبلة")‪.(1‬‬
‫فنسخ ذلك بقوله تعاجل‪[ :‬أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم ال‬
‫أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالن باشروهن ])‪.(2‬‬
‫ومنع الشاجفعي رحه ال هذا النوع ف إحدمى روايتيه لقوله تعاجل‪[ :‬وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما‬
‫نزل إليهم ])‪ (3‬والناجسخ بياجن للمحنسوخ‪ .‬فلو كاجن القرآن ناجسخاجا للسنة لكاجن القرآن بياجناجا للسنة‪ .‬وهذا ل يوز‪.‬‬
‫والصحيح قول المحهور لوقوعه‪ ،‬وأماج الية فل يتم الستدملل باج على النع‪ ،‬لواز أن يكون الراد من‬
‫قوله )لتبي(‪ :‬لتبلغ‪ .‬والتبليغ عاجم‪ ،‬فحمحل الية عليه أول‪.‬‬
‫قوله‪) :‬وباجلسنة( أي ويوز نسخ السنة باجلسنة‪ ،‬وهذا هو النوع الثاجلث‪ ،‬وهو أن يكون الناجسخ سنة‬
‫)‪(4‬‬
‫والنسوخ سنة‪ ،‬ومثاجله حدميث بريدمةر رضي ال عنه أن النب م قاجل‪" :‬كنت نيتكم عن زياجرةر القبور فزوروهاج"‬
‫فقوله‪" :‬كنت نيتكم" يدمل على أن النهي ثاجبت باجلسنة‪.‬‬
‫)( تري الكل والشرب والباجشرةر ورد ف حدميث ابن عباجس مقيدما بصلةر العشاجءا‪ .‬وورد ف حدميث الباءا بن عاجزب الذي رواه البخاجري )‪ (4/129‬تقيدم ذلك‬ ‫‪1‬‬

‫باجلنوم‪ .‬وهو كذلك ف ساجئر الحاجديث ولعل ذكر صلةر العشاجءا لكون ماج بعدمهاج مظنة النوم غاجلباجا وحدميث ابن عباجس رواه أبو داود )‪ (6/425‬عون‬
‫العبود(‪.‬‬
‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.187 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النحل‪ ،‬آية‪.44 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( تقدمم تريه ص ‪ 86‬وانظر تفة الحوذي )‪.(4/158‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪91‬‬
‫قوله‪) :‬ويوز نسخ التواتر باجلتواتر( أي ويوز نسخ التواتر من الكتاجب أو السنة‪ .‬باجلتواتر‪ .‬فهمحاج قسمحاجن‪:‬‬
‫الول‪ :‬نسخ الكتاجب باجلسنة باجلتواترةر‪.‬‬
‫الثاجن‪ :‬نسخ السنة التواترةر باجلسنة التواترةر‪.‬‬
‫أماج الول فمحذهب المحهور جوازه‪ .‬وذهب الشاجفعي وأحدم ف الشهور عنه إل عدمم الواز‪ .‬احتج‬
‫المحهور بأن الكل وحي من ال‪ .‬واستدمل الشاجفعي بقوله تعاجل‪[ :‬ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو‬
‫مثلها ])‪ (1‬والسنة ليست خيا من القرآن ول مثله)‪.(2‬‬
‫والراجح – وال أعلم – الواز‪ ،‬لن الناجسخ حقيقة هو ال عز وجل على لساجن رسول ال م فإن كل ماج‬
‫صح عن رسول ال م فأحكاجمه من ال‪ .‬قاجل تعاجل‪[ :‬وما ينطق عن الهوى)‪ (3‬إن هو إل وحي يوحى)‪] (4‬‬
‫)‪(3‬‬

‫ومل النـزاع الكم وليس اللفظ‪ ،‬وعليه فإن لفظ )بي منهاج أو مثلهاج( يكون من السنة كمحاج يكون من القرآن‪.‬‬
‫فاجلحكاجم كلهاج من ال تعاجل )إن الكم إل ل( وال أعلم‪.‬‬
‫وقدم مثلوا لذلك بقوله تعاجل‪[ :‬كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرال الوصية للوالدين‬
‫والقربين ])‪ (4‬فنسخت هذه الوصية للوالدمين بدميث "ل وصية لوارث"‪ .‬فإن الجاجع منعقدم على معن هذا‬
‫الدميث‪.‬‬
‫وهذا الثاجل فيه نظر‪ .‬فإن الدميث آحاجد)‪ .(5‬ث أن من شروط النسخ تعذر المحع بي الدمليلي‪ ،‬وهناج يكن‬
‫المحع عن طريق التخصيص‪ ،‬بأن يرج من الية الوارث منهمحاج فل وصية له بقتضى الدميث فتكون الية ف حق‬
‫غي الوارث‪ ،‬والدميث ف حق الوارث‪ .‬وقدم ذكر بعض الققي أن الناجسخ هو آية الواريث‪ .‬والدميث بياجن للناجسخ‬
‫وال أعلم)‪.(6‬‬
‫وأماج الثاجن‪ :‬وهو نسخ السنة التواترةر باجلسنة التواترةر‪ ،‬فهو ممحع عليه بي القاجئلي باجلنسخ‪ .‬قاجل ف شرح‬
‫الكوكب الني‪) :‬وأماج مثاجل نسخ متواتر السنة بتواترهاج فل يكاجد يوجدم ‪.(7)( . .‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.106 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الرساجلة للشاجفعي )‪ (108 ،1/106‬وقدم روى ذلك الاجزمي عن الشاجفعي وأحدم بسندم متصل إليهمحاج ف كتاجبه )العتباجر ص ‪.(57‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر النجم‪ ،‬اليتاجن‪.4 ،3 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.180 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( لكن قاجلوا‪ :‬إنه متواتر معن للجاجع على معناجه‪ ،‬انظر نظم التناجثر من الدميث التواتر ص ‪.167‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( انظر نثر الورود )‪.(1/346‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( شرح الكوكب الني )‪.(5613‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪92‬‬
‫قوله‪) :‬ونسخ الحاجد باجلحاجد( أي ويوز نسخ الحاجد باجلحاجد‪ ،‬وهذا ممحع عليه بي القاجئلي باجلنسخ‪.‬‬
‫لتاجد الناجسخ والنسوخ ف الرتبة والقوةر‪ .‬ومثاجله تقدمم ف حدميث بريدمةر رضي ال عنه‪ .‬قاجل ف شرح الكوكب الني‪:‬‬
‫)وله أمثله كثيةر()‪.(1‬‬
‫قوله‪) :‬وباجلتواتر(‪ :‬أي يوز نسخ الحاجد باجلتواتر‪ ،‬لنه أقوى منه‪ .‬وهذا – أيضاجا – مل اتفاجق‪ .‬قاجل ف‬
‫شرح الكوكب الني‪) :‬ولكن ل يقع()‪.(2‬‬
‫قوله‪) :‬ول يوز نسخ الكتاجب باجلسنة( هذا هو النوع الرابع‪ ،‬وهو أن يكون الناجسخ سنة والنسوخ قرآنااج‪.‬‬
‫والراد باجلسنة هناج‪ :‬غي التواترةر‪ .‬لن نسخ القرآن باجلسنة التواترةر تقدمم ذكره عندم قوله )ويوز نسخ التواتر باجلتواتر(‪.‬‬
‫فيكون الراد باجلسنة هناج‪ :‬الحاجد‪ .‬فاجلحاجد ل ينسخ القرآن‪ ،‬لن القوي ل ينسخ بأضعف منه كمحاج سيأت‪ .‬وهذه‬
‫العباجرةر موجودةر ف بعض نسخ الورقاجت‪ .‬ويشكل عليه قوله )ول يوز نسخ التواتر باجلحاجد( لن التواتر يشمحل‬
‫الكتاجب والسنة‪ ،‬فيكون تكرارا إل أن يكون قوله )التواتر( خاجصاجا باجلسنة‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقدم ذهب الؤلف رحه ال ف كتاجبه )البهاجن( إل جواز نسخ الكتاجب والسنة‪ .‬وذكر ماج يؤيدم ذلك)‪.(3‬‬
‫قوله‪) :‬ول التواتر باجلحاجد( أي ل يوز شرعاجا نسخ التواتر كاجلقرآن والسنة التواترةر باجلحاجد‪ .‬لنه دونه ف‬
‫القوةر‪ ،‬لن التواتر قطعي والحاجد ظن‪ ،‬والشيءا إناج ينسخ بثله‪ ،‬أو باج هو أقوى منه‪ .‬كمحاج تقدمم‪.‬‬
‫وهذا مذهب المحهور‪ .‬وذهب جاجعة من أهل الظواهر منهم ابن حزم إل جوازه‪ ،‬وهي رواية عن أحدم‪.‬‬
‫وهو الراجح إن شاجءا ال‪ ،‬لن القطعي هو اللفظ ومل النسخ هو الكم‪ .‬ول يشتط ف ثبوته التواتر‪ .‬لن الدمللة‬
‫باجللفظ التواتر قدم تكون ظنية‪ .‬لواز أن يكون الراد غي ذلك فحينئذ ل يرفع الظن إل باجلظن‪.‬‬
‫ومثاجل ذلك‪ :‬ماج رواه عبدم ال بن عمحر رضي ال عنهمحاج قاجل‪ :‬بينمحاج الناجس بقباجءا ف الصلةر الصبح إذ‬
‫جاجءاهم آت فقاجل‪ :‬إن رسول ال م قدم أنزل عليه القرآن‪ .‬وقدم أمر أن يستقبل الكعبة فاجستقبلوهاج‪ .‬وكاجنت وجوههم‬
‫إل الشاجم فاجستدماروا إل الكعبة()‪.(4‬‬
‫ووجه الدمللة‪ :‬أن وجوب التوجه إل بيت القدمس كاجن ثاجبتاجا باجلسنة التواترةر‪ ،‬لنه ل يوجدم ف القرآن ماج‬
‫يدمل عليه‪ .‬وهؤلءا قبلوا خب الواحدم وعمحلوا به ف نسخ ماج تقرر عندمهم بطريق العلم‪ ،‬والنب م ل ينكر عليهم‪،‬‬
‫فدمل على الواز‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( الرجع الساجبق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الرجع الساجبق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( البهاجن )‪.(2/851‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاجري )‪ (395‬ومسلم )‪.(526‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪93‬‬
‫التعارض بين الدلة‬

‫)إذا تعارض نطقان فل يخلو‪ :‬إما أن يكونا عامين‪ ،‬أو خاصأين‪ ،‬أو أحأدهما عاما والخر‬
‫خاصأاا‪ ،‬أو كل واحأد منهما عاما من وجاه وخاصأا من وجاه‪ .‬فإن كانا عامين وأمكن الجامع بينهما‬
‫جامع‪ ،‬إوان لم يمكن الجامع بينهما يتوقفا فيهما إن لم يعلم التاريخ‪ .‬فإن علم التاريخ فينسخ‬
‫المتقدم بالمتأخر‪ ،‬وكذلك إن كانا خاصأين‪ .‬إوان كان أحأدهما عاما والخر خاصأ ا فيخصأص‬
‫العام بالخاص‪ .‬إوان كان كل واحأد منهما عام ا من وجاه وخاصأ ا من وجاه فيخصأص عموم كل‬
‫واحأد منهما بخصأوص الخر(‪.‬‬
‫عن الصوليون بباجحث التعاجرض والتجيح بعدم مباجحث الدلة الشرعية – الكتاجب والسنة والجاجع‬
‫والقياجس – وذلك لن هذه الدلة قدم يقع بينهاج تعاجرض ول يكن إثباجت الكم إل بإزالة هذا التعاجرض‪.‬‬
‫واعلم أن التعاجرض بي نصوص الشريعة غي موجود ف القيقة‪ ،‬لكن قدم يقع ذلك بسب نظر التهدم‪:‬‬
‫إماج لنقص ف علمحه أو خلل ف فهمحه‪ ،‬وهو تعاجرض ف الظاجهر ل يكن أن يقع على وجه ل يكن فيه المحع أو‬
‫النسخ أو التجيح‪ .‬وذلك لن الحكاجم الشرعية ماج شرعت إل للب الصاجل‪.‬‬
‫وكاجن الول باجلصنف أن يؤخر بث التعاجرض إل ناجية الكلم على الدلة‪ ،‬كمحاج جرى على ذلك غيه‬
‫من أهل الصول‪ ،‬لن التعاجرض يتعلق بمحيع الدلة‪ ،‬لكنه خصصه باجلكتاجب والسنة لقوله )إذا تعاجرض نطقاجن(‬
‫لن الراد بمحاج‪ :‬قول ال تعاجل‪ ،‬وقول الرسول م كمحاج تقدمم ف الخصص النفصل‪.‬‬
‫قوله‪) :‬إذا تعاجرض نطقاجن( التعاجرض لغة‪ :‬تفاجعل من العرض – بضم العي – وهو الناجحية والهة‪ .‬كأن‬
‫الكلم التعاجرض يقف بعضه ف عرض بعض أي ناجحيته وجهته‪ ،‬فيمحنعه من النفوذ إل حيث وجهه‪ ،‬فهو إذن‬
‫بعن التقاجبل والتمحاجنع‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬تقاجبل الدمليلي بيث ياجلف أحدمهاج الخر‪.‬‬
‫وذلك كأن يكون أحدم الدمليلي يفيدم الواز‪ ،‬والخر يدمل على النع‪ ،‬فكل منهمحاج مقاجبل للخر وماجلف له‪.‬‬
‫قوله )فل يلو ‪ (. .‬أي المر والشأن‪ .‬من أربع حاجلت‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يكون بي دليلي عاجمي‪.‬‬
‫الثاجنية‪ :‬أن يكون بي دليلي خاجصي‪.‬‬
‫الثاجلثة‪ :‬أن يكون بي دليلي أحدمهاج عاجم والخر خاجص‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن يكون بي دليلي كل واحدم منهمحاج عاجم من وجه وخاجص من وجه آخر‪.‬‬
‫والراد بقول الصنف )إذا تعاجرض نطقاجن( أي نصاجن من قول ال تعاجل أو من قول رسول م‪.‬‬
‫أماج الاجلة الول فللخروج من التعاجرض طرق‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫الول‪ :‬أن يكن المحع بي الدمليلي التعاجرضي‪ ،‬فيجمحع بينهمحاج بيث يمحل كل منهمحاج على حاجل ل‬
‫يناجقض الخر‪ .‬والمحع أول من التجيح باجتفاجق أهل الصول‪ ،‬لن فيه العمحل بكل الدمليلي‪.‬‬
‫ومثاجله‪ :‬قوله م‪" :‬إذا دبغ الهاجب فقدم طهر")‪ (1‬أخرجه مسلم عن ابن عباجس‪ .‬وعندم أهل السنن "أياج‬
‫إهاجب دبغ فقدم طهر")‪ .(2‬وقوله م "ل تنتفعوا من اليتة بإهاجب ول عصب" وهو حدميث عبدم ال بن عكيم‪ ،‬فهذا‬
‫معاجرض ف الظاجهر للول‪.‬‬
‫فجمحع بينهمحاج بأن الهاجب اسم لاج ل يدمبغ‪ .‬وبعدم الدمبغ يقاجل له‪ :‬شن وقربه‪ .‬فيكون النهي عن النتفاجع‬
‫)‪(3‬‬
‫باجلهاجب ماج ل يدمبغ‪ ،‬فإذا دبغ ل يسم إهاجبااج‪ ،‬فل يدمخل تت النهي‪ .‬قاجل ف سبل السلم )وهو جع حسن(‬
‫وف السألة أقوال أخرى‪.‬‬
‫الثاجن‪ :‬أن يعل أحدمهاج ناجسخاجا للخر‪ ،‬وهذا إذا علم التاجريخ بأن علم الساجبق منهمحاج‪ ،‬فيكون التأخر‬
‫ناجسخاجا له‪ .‬ويعمحل به دون التقدمم‪.‬‬
‫ومثاجله‪ :‬قوله تعاجل‪[ :‬فمن تطوع خيرال فهو خير له وأن تصوموا خير لكم ])‪ (4‬فهذه الية تفيدم التخيي‬
‫بي الصياجم والطعاجم وترجح الصياجم‪ .‬وقوله تعاجل‪[ :‬فمن شهد منكم الشهر فليصمه ])‪ (5‬يفيدم تعيي الصياجم أداءا‬
‫ف حق غي الريض والساجفر وقضاجءا ف حقهمحاج‪ ،‬وهي متأخرةر عن الول فتكون ناجسخة لاج بدمليل قول سلمحة بن‬
‫الكوع رضي ال عنه‪ :‬لاج نزلت [وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ])‪ (6‬كاجن من أراد أن يفطر ويفتدمي‬
‫حت نزلت الية الت بعدمهاج فنسختهاج()‪.(7‬‬
‫الثاجلث‪ :‬فإن ل يعلم التاجريخ يتوقف فيهمحاج إل أن يظهر مرجح لحدمهاج على الخر فيعمحل به‪ .‬وهذا هو‬
‫الطريق الثاجلث وهو التجيح‪ ،‬وهو ل يكون إل بدمليل‪ ،‬لن التجيح بل مرجح باجطل‪ ،‬والتجيح هو تقوية أحدم‬
‫الطرفي التعاجرضي بدمليل‪ ،‬وللتجيح طرق كثيةر‪ ،‬بعضهاج يرجع إل الـت‪ ،‬وبعضهاج يرجع إل السندم‪ ،‬وهي مذكورةر‬
‫ف الطولت‪.‬‬
‫ومثاجله قوله م‪" :‬من مس ذكره فل يصلي حت يتوضأ")‪.(8‬‬
‫وهذا مروي عن بسرةر بنت صفوان وأبأ هريرةر وجاجبر رضي ال عنهم وغيهم‪.‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪ 366‬وأبو داود رقم ‪ 4123‬والتمذي رقم ‪ 1728‬والنساجئي )‪.(7/173‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه أبو داود رقم ‪ 4128 ،4127‬والتمذي رقم ‪ 1729‬والنساجئي )‪ (7/175‬وهو حدميث صحيح‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبل السلم )‪.(1/52‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.184 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.185 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.184 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 4237‬ومسلم رقم ‪.1445‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( أخرجه التمذي رقم ‪ 82‬وأبو داود )‪ (181‬والنساجئي )‪ ،(1/100‬وهو حدميث صحيح‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪95‬‬
‫وحدميث قيس بن طلق عن أبيه رضي ال عنه أن النب م سئل عن الرجل يس ذكره أعليه الوضوءا؟ قاجل‪:‬‬
‫"ل‪ ،‬إناج هو بضعة منك")‪.(1‬‬
‫فهذان حدميثاجن متعاجرضاجن ف الظاجهر‪ ،‬الول يوجب الوضوءا من مس الذكر‪ ،‬والثاجن ل يوجبه‪ .‬فيجح‬
‫الول على الثاجن لاج يأت‪:‬‬
‫‪ (1‬أن العمحل به أحوط‪.‬‬
‫‪ (2‬لنه أكثر طرقاجا ومصححيه أكثر‪.‬‬
‫‪ (3‬لنه ناجقل عن الباءا الصلية‪ ،‬وهي عدمم إياجب الوضوءا والناجقل يقدمم على البقي‪ .‬لن مع الناجقل زياجدةر‬
‫علم حيث أفاجد حكدمحاج شرعدياج ليس موجودا عندم البقي على الصل‪ .‬وهذا عندم المحهور‪.‬‬
‫والتجيح هو أحدم القوال ف السألة‪ ،‬ومن العلمحاجءا من قاجل باجلنسخ‪ ،‬ومنهم من قاجل باجلمحع)‪.(2‬‬
‫أماج الاجلة الثاجنية من أحوال التعاجرض فهي أن يكون بي دليلي خاجصي كمحاج تقدمم‪ ،‬وللخروج من التعاجرض طرق‪:‬‬
‫الول‪ :‬المحع كمحاج تقدمم‪ .‬ومثاجله‪ :‬حدميث جاجبر ف صفة حجة النب م أنه م صلى الظهر يوم النحر‬
‫بكة)‪ (3‬وحدميث ابن عمحر رضي ال عنهمحاج أنه م صلهاج بن)‪.(4‬‬
‫قاجل النووي‪) :‬ووجه المحع بينهمحاج أنه م طاجف للفاجضة قبل الزوال‪ ،‬ث صلى الظهر بكة ف أول وقتهاج‪ ،‬ث‬
‫رجع إل من‪ ،‬فصلى باج الظهر مرةر أخرى بأصحاجبه حي سألوه ذلك ‪.(5)( . .‬‬
‫الثاجن‪ :‬فإن ل يكن المحع فاجلثاجن ناجسخ إن علم التاجريخ‪ .‬ومثاجله‪ :‬قوله تعاجل [يا أيها النبي إدنا أحللنا‬
‫أزواجك التي آتيت أجورهن ])‪ (6‬وقوله تعاجل‪[ :‬ل يحل لك النساء من بعد ول أن تبدل بهن من أزواج ولو‬
‫أعجبك حسنهن ])‪ (7‬الية‪ ،‬فاجلثاجنية ناجسخة للول‪ .‬فحرم ال تعاجل على نبيه م أن يتزوج على نساجئه‪ ،‬والباجحة‬
‫دلت عليهاج الية الول‪ .‬وهذا على أحدم القوال)‪.(8‬‬
‫الطريق الثاجلث‪ :‬إذا ل يكن النسخ فاجلتجيح‪ .‬ومثاجله حدميث ميمحونة رضي ال عنهاج أن النب م تزوجهاج‬
‫وهو حلل)‪ (9‬وحدميث ابن عباجس رضي ال عنهمحاج أن النب م تزوجهاج وهو مرم)‪.(10‬‬
‫فيى جع من أهل العلم ترجيح الول لاج يأت‪:‬‬

‫)( أخرجه أبو داود رقم ‪ 183 ،182‬والتمذي رقم ‪ 85‬والنساجئي )‪ (1/101‬وهو حدميث صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر تفة الحوذي )‪.(1/275‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪ 1218‬من حدميث جاجبر رضي ال عنه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪ .1308‬وانظر لزاماج فتح الباجري )‪ (3/567‬وتغليق التعليق لبن حجر )‪.(3/101‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( شرح النووي على صحيح مسلم )‪.(8/443‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر الحزاب‪ ،‬آية‪.50 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سورةر الحزاب‪ ،‬آية‪.52 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( انظر اليضاجح لناجسخ القرآن ومنسوخه لكي ص ‪.336‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪.1411‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( أخرجه البخاجري )‪ (4824‬ومسلم رقم ‪.1410‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪96‬‬
‫أن ميمحونة صاجحبة القصة‪ ،‬ول شك أن صاجحب القصة أدرى باج جرى له ف نفسه من غيه‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫ومن قواعدم التجيح أن خب صاجحب الواقعة الروية مقدمم على خب غيه‪ ،‬لنه أعرف باجلاجل من‬
‫غيه‪.‬‬
‫لن حدميثهاج مؤيدم بدميث أبأ رافع رضي ال عنه أن النب م تزوجهاج وهو حلل‪ .‬قاجل‪ :‬وكنت‬ ‫‪(2‬‬
‫الرسول بينهمحاج)‪ (1‬فأبو رافع رضي ال عنه هو رسوله إليهاج يطبهاج عليه فهو مباجشر للواقعة‪ ،‬وابن‬
‫عباجس ليس كذلك‪.‬‬
‫أن ميمحونة وأباج رافع كاجناج باجلغي وقت تمحل الدميث الذكور‪ ،‬وابن عباجس ليس بباجلغ وقت‬ ‫‪(3‬‬
‫التحمحل‪ ،‬وعندم الصوليي ترجيح خب الراوي التحمحل بعدم البلوغ على التحمحل قبله‪ ،‬لن الباجلغ‬
‫أضبط من الصب لاج تمحل)‪.(2‬‬
‫الاجلة الثاجلثة من أحوال التعاجرض‪ :‬أن يكون بي دليلي أحدمهاج عاجم والخر خاجص‪ ،‬فيخصص العاجم‬
‫باجلاجص‪ .‬ومثاجله‪ :‬قوله تعاجل‪[ :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ])‪ (3‬فهذه الية دلت على وجوب القطع ف‬
‫القليل والكثي‪ .‬وحدميث‪" :‬ل تقطع يدم ساجرق إل ف ربع ديناجر فصاجعدماا")‪ (4‬يدمل على تدميدم نصاجب القطع‪ ،‬فيكون‬
‫الدميث مصصاجا لعمحوم الية على مذهب المحهور وال أعلم‪.‬‬
‫الاجلة الرابعة‪ :‬أن يكون التعاجرض بي دليلي أحدمهاج أعم من الخر من وجه‪ ،‬وأخص من وجه آخر‪،‬‬
‫فيجمحع بينهمحاج بأن يصص عمحوم كل واحدم منهمحاج بصوص الخر إن دل على ذلك دليل‪ .‬ومثاجله‪ :‬قوله تعاجل‪:‬‬
‫[والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجال يتردبصن بأنفسهدن أربعة أشهر وعشرا ])‪ (5‬فهذه الية عاجمة ف الاجمل‬
‫وغيهاج‪ ،‬وخاجصة باجلتوف عنهاج‪ .‬وقوله تعاجل‪[ :‬وأولت الحمال أجلهدن أن يضعن حملهدن ])‪ (6‬خاجصة باجلاجمل‬
‫عاجمة ف التوف عنهاج وغيهاج‪ .‬فيخصص عمحوم الول والثاجنية‪ ،‬فتخرج الاجمل من عمحوم الول‪ ،‬وتكون عدمتاج‬
‫وبضع المحل‪ ،‬سواءا كاجنت متوف عنهاج أم غيهاج‪.‬‬
‫وقدم دل على هذا التخصيص حدميث سبيعة السلمحية أناج وضعت بعدم وفاجةر زوجهاج بلياجل‪ ،‬فأفتاجهاج النب م‬
‫أن تتزوج)‪ (7‬فدمل ذلك على أن الاجمل التوف عنهاج غي داخلة ف عمحوم آية البقرةر‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( أخرجه التمذي رقم ‪ 841‬وقاجل‪ :‬حدميث حسن‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر أضواءا البياجن )‪.(5/367‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر الاجئدمةر‪ ،‬آية‪.38 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 6407‬ومسلم رقم ‪ ،1684‬واللفظ له عن عاجئشة رضي ال عنهاج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.234 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سورةر الطلق‪ ،‬آية‪.4 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 3770‬ومسلم رقم ‪.1484‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪97‬‬
‫الجمــاع‬

‫)وأما الجاماع فهو اتفاق علماء العصأر على حأكم الحأادثة‪ .‬ونغني بالعلماء‪ :‬الفقهاء‪ .‬ونعني‬
‫بالحأادثة‪ :‬الحأادثة الشرعية‪ .‬إواجاماع هذه المة حأجاة دون غيرها‪ ،‬لقوله م )ل تجاتمع أمتي على‬
‫ضللة( والشرع ورد بعصأمة هذه المة(‪.‬‬
‫هذا هو الدمليل الثاجلث من الدلة التفق عليهاج‪ ،‬وهو الجاجع بعدم الكتاجب والسنة‪ .‬والجاجع لغة‪ :‬العزم‬
‫والتفاجق‪ .‬واصطلحااج‪ :‬اتفاجق علمحاجءا العصر على حكم الاجدثة‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬اتفاجق(‪ :‬هذا قيدم يرج وجود خلف ولو كاجن الخاجلف واحدما إذا كاجن يعتدم به فل ينعقدم‬
‫الجاجع‪.‬‬
‫قوله‪) :‬علمحاجءا العصر( فسره بأن الراد بم الفقهاجءا وهم التهدمون‪،‬وهذا القيدم يرج القلدمين والعوام‪ ،‬فل‬
‫عبةر بم ف الجاجع وفاجقاجا ول خلفااج‪ .‬كمحاج يرج العلمحاجءا غي الفقهاجءا كاجلنحويي واللغويي وغيهم‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬على حكم الاجدثة( الاجر والرور متعلق بقوله )اتفاجق( والراد باج هناج الاجدثة الشرعية‪ ،‬لناج مل‬
‫نظر الفقهاجءا‪ ،‬وهذا القيدم يرج التفاجق على حكم غي شرعي كلغوي‪ ،‬فل مدمخل له ف الجاجع‪ ،‬لن الغرض‬
‫البحث ف الجاجع‪ ،‬على أنه من الدلة الشرعية‪.‬‬
‫وبقي قيدمان‪:‬‬
‫الول‪ :‬علمحاجءا العصر من هذه المة‪ :‬لخراج اتفاجق علمحاجءا الشرائع الساجبقة فل يعتب كمحاج ذكره الصنف‪،‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ولعله تركه لوضوحه أو اكتفاجءا بذكره مستق ا‬
‫ل‪ ،‬لن‬ ‫الثاجن‪ :‬بعدم النب م‪ :‬لخراج اتفاجق الصحاجبة ف عهدم النب م فل يكون إجاجعاجا من حيث كونه دلي ا‬
‫الدمليل حصل بسنة النب م من قول أو فعل أو تقرير‪ ،‬وإذا قاجل الصحاجبأ‪ :‬كدناج نفعل أو كاجنوا يفعلون كذا على‬
‫عهدم النب م كاجن ذلك من الرفوع حكمحااج‪ ،‬وليس نقلا للجاجع‪.‬‬
‫قوله‪) :‬وإجاجع هذه الية حجة دون غيهاج( أي‪ :‬والجاجع حجة شرعية‪ ،‬يب العمحل به على كل مسلم‪.‬‬
‫والراد الجاجع القول الصريح‪ .‬وقوله‪) :‬دون غيهاج( أي غي هذه المة من المم الساجبقة‪ ،‬فليس إجاجعهم حجة‬
‫عليناج يب اتباجعهاج‪ ،‬ومن الدلة على أن الجاجع حجة قوله تعاجل [وكذلك جعلناكم أمة وسطا ])‪ (1‬أي عدموال‪،‬‬
‫ومقتضى ذلك أنم عصمحوا من الطأ فيمحاج أجعوا عليه قولا وفعلا)‪.(2‬‬
‫ومن الدلة‪ :‬قوله م "ل تتمحع أمت على ضللة()‪ (3‬ووجه الدمللة‪ :‬أن عمحوم الدميث ينفي وجود الضللة‪،‬‬
‫والطأ ضللة فل يوز الجاجع عليه‪ ،‬فيكون ماج أجعوا عليه حدقاج فوجب اتباجعه‪.‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.143 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر فتح الباجري )‪.(13/317‬‬ ‫‪2‬‬

‫ضاج‪ ،‬وله شواهدم تؤيدم معناجه‪ .‬انظر‬


‫)( رواه أبو داود رقم ‪ 4253‬والتمذي رقم ‪ 2167‬واللفظ له‪ .‬وف سيدمه ضعف‪ ،‬ولكنه ورد من طرق يقوي بعضهاج بع د‬
‫‪3‬‬

‫)العتب( للزركشي ص ‪ 57‬وانظر السنة لبن أبأ عاجصم )‪.(1/41‬‬

‫‪98‬‬
‫من مسائل الجماع‬

‫)والجاماع حأجاة على العصأر الثاني وفي أي عصأر كان‪ ،‬ول يشترط انقراض العصأر على‬
‫الصأحأيح‪ ،‬فإن قلنا‪ :‬انقراض العصأر شرط يعتبر قول من ولد في حأياتهم وتفقه وصأار من أهل‬
‫الجاتهاد‪ ،‬ولهم أن يرجاعوا عن ذلك الحأكم‪ ،‬والجاماع يصأح بقولهم وبفعلهم‪ ،‬وبقول البعض‬
‫وبفعل البعض‪ ،‬وانتشار ذلك وسكوت الباقين عنه(‪.‬‬
‫ذكر الصنف بعض مساجئل الجاجع ومنهاج‪:‬‬
‫قوله‪) :‬والجاجع حجة على العصر الثاجن ‪ ( . .‬أي أن الجاجع حجة يب الخذ به على أهل العصر‬
‫الثاجن باجلنسبة لعصر أهل الجتهاجد؛ فإذا أجع الصحاجبة رضي ال عنهم على حكم شرعي فليس للتاجبعي أن‬
‫ياجلفوا هذا الجاجع‪ ،‬بل هو حجة عليهم وعلى من بعدمهم ف أي عصر من العصور‪ ،‬لن الجاجع ينع من‬
‫حدموث خلف‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬وف أي عصر كاجن( أي‪ :‬وجدم الجاجع من عصر الصحاجبة فمحن بعدمهم إل آخر الزماجن)‪.(1‬‬
‫قـ ـوله‪) :‬ول يشــتط انقـ ـراض العصــر علــى الصــحيح( أي‪ :‬ل يشــتط انقـ ـراض عصــر المحعيــ‪ ،‬ومعنــاجه‪ :‬أن‬
‫يوت أهل الجاجع ث يبدمأ الحتجاجج بإجاجعهم‪ ،‬وهذه السألة فيهاج قولن‪:‬‬
‫الول‪ :‬أنــه ل يشــتط انقـراض العصــر وهــذا مــذهب المحهــور‪ ،‬فينعقــدم الجــاجع بجــرد اتفــاجق التهــدمين ولــو‬
‫كاجنوا أحياجءا‪ ،‬فل توز ماجلفته‪ ،‬لن أدلة حجية الجاجع ل توجب انقراض العصر‪ ،‬ولن الجــاجع هــو التفــاجق‪ ،‬وقــدم‬
‫حصل فمحاج الذي ينع من قبوله؟ ولن التـاجبعي قدم احتجـوا بإجـاجع الصـحاجبة قبـل انقـراض عصـرهم‪ ،‬ولـو كاجن ذلـك‬
‫شرطاجا ل يتجوا به‪.‬‬
‫الثــاجن‪ :‬أنــه يشــتط انقـ ـراض العصــر‪ ،‬وهــو قــول بعــض الشــاجفعية وروايــة عــن المــاجم أحــدم‪ .‬ووجــه اشـ ـتاط‪:‬‬
‫احتمحاجل رجوع بعض التهدمين عن رأيه‪ ،‬فيؤول ذلك إل اللف‪.‬‬
‫والقول الول هو الصـحيح كمحاج ذكـر الصـنف لقـوةر أدلتـه‪ ،‬ولن القـول باجشـتاط انقـراض العصـر يـؤدي إلـ‬
‫تعذر الجاجع‪ ،‬لنه ل يكاجد عصر ينقرض حت يدمث من أولده من ينشــأ ويبلــغ درجــة الجتهــاجد‪ ،‬ولــه أن يـاجلف‪،‬‬
‫لن الج ــاجع لـ ـ ينعق ــدم‪ ،‬وه ــذا ي ــؤدي إلـ ـ إبط ــاجل انعق ــاجد الج ــاجع‪ ،‬وم ــاج أدى إلـ ـ ذل ــك فه ــو باجط ــل‪ .‬ق ــاجل القراف ــ‪:‬‬
‫)وانقراض العصر ليس شرطاجا خلفاجا لقوم من الفقهاجءا والتكلمحي لتجدمد الولدةر كل يوم فيعتذر الجاجع()‪ (2‬أ هـ‪.‬‬

‫‪ () 1‬اعلم أن الجاجع القطعي وهو ماج يعلم وقوعه من المة باجلضرورةر‪ .‬ل أحدم ينكر ثبوته‪ .‬كاجلجاجع على وجوب الصلةر وتري الزن‪ .‬وأماج الجاجع الظن وهو‬
‫ماج يعلم باجلتتبع والستقراءا فهذا متلف ف ثبوته‪ ،‬والظهر أنه مكن ف عصر الصحاجبة‪ ،‬وف غيه متعذر غاجلبااج‪ ،‬وهو رأي شيخ السلم ابن تيمحية رحه ال‪.‬‬
‫فقدم قاجل‪) :‬ول يعلم إجاجع باجلعن الصحيح إل ماج كاجن ف عصر الصحاجبة‪ ،‬أماج بعدمهم فقدم تعذر غاجلبااج(‪) .‬ممحوع الفتاجوى ‪ (13/341‬وقاجل‪) :‬والجاجع الذي‬
‫ينضبط ماج كاجن عليه السلف الصاجل إذ بعدمهم كثر الختلف وانتشرت المة( )العقيدمةر الواسطية(‪.‬‬
‫‪ ()2‬التنقيح ص ‪.330‬‬

‫‪99‬‬
‫قـوله‪) :‬فــإن قلنــاج انقـراض العصــر شــرط ‪ . .‬إلــ( بيـ بــذلك ثـرةر اللف‪ .‬والعنــ‪ .‬إن قلنــاج‪ :‬انقـراض العصــر‬
‫بــوت أهلــه )شــرط( أي ف ـ حجيــة الجــاجع‪ .‬وهــذا القــول مقاجبــل للقــول الصــحيح‪) .‬يعتــب( بــاجلزم علــى أنــه ج ـواب‬
‫الشــرط‪ .‬أي‪ :‬يعتــب قــول مــن ولــدم فـ عصــر المحعيــ‪ ،‬وبلــغ رتبــة الجتهــاجد فـ حيــاجتم أو فـ حيــاجةر بعضــهم‪ .‬فلــه أن‬
‫ياجلف‪ .‬ول يعدم ماجلفاجا للجاجع‪ .‬لنه ل ينعقدم‪.‬‬
‫ق ـوله‪) :‬ولــم أن يرجع ـوا عــن ذلــك الكــم( هــذه ث ـرةر أخــرى‪ .‬أي‪ :‬وللمحجمحعي ـ أو بعضــهم – علــى القــول‬
‫باجلشتاط – أن يرجعوا عن الكم الذي أجعوا عليه‪ .‬ول يعدم ذلك نقضاجا للجاجع‪ .‬لن ل يستقر‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والجاجع يصح بقولم وبفعلهم( أي‪ :‬أن الجاجع ينعقدم ويتحقق بقول المحعي وبفعلهم‪ ،‬أي‪ :‬بكل‬
‫منهمحاج‪ ،‬ولذا أعاجد البـاجءا‪ ،‬فـإذا قاجلوا بـواز شـيءا فهـذا إجـاجع علـى الـواز‪ ،‬وكـذلك إذا فعلـوا شـيئاجا فيـدمل فعلهـم على‬
‫الواز لعصمحتهم عن الباجطل تقدمم‪.‬‬
‫والجاجع لبدم له من مستندم‪ :‬إماج من الكتاجب أو السنة‪ .‬سواءا علمحناجه أو جهلنـاجه‪ ،‬لن القـول فـ الـدمين بل‬
‫مستندم ل يوز‪.‬‬
‫قـوله‪) :‬وبقــول البعــض وبفعــل البعــض وانتشــاجر ذلــك وســكوت البــاجقي( هــذا إشــاجرةر علـى الجــاجع الســكوت‪،‬‬
‫وهو أن يقول بعض التهدمين قولا أو يفعل فعلا مـع انتشـاجر ذلـك فـ البـاجقي وسـكوتم‪ ،‬وهذا فيـه خلف‪ ،‬فـأكثر‬
‫الشاجفعية والاجلكية ورواية عن أحدم أنه إجاجع تنـزيلا للسـكوت من ـزلة الرضـاج والوافقـة إذا مضـت مـدمةر كاجفيـة للنظـر فـ‬
‫ذلك القول بعدم سأاجعه‪ ،‬وكاجن قاجدرا على إظهاجر رأيه‪ ،‬وهذا ظاجهر كلم الصنف‪.‬‬
‫وقي ــل‪ :‬يك ــون حج ــة ل إجاجعـ ـااج‪ .‬لرجح ــاجن الوافق ــة باجلس ــكوت عل ــى الخاجلف ــة‪ ،‬ولي ــس إجاجعـ ـاجا لن حقيق ــة‬
‫الجاجع ل تتحقق فيه‪ .‬وقيل‪ :‬ليس بجة ول إجاجع‪ ،‬لنه ل ينسب لساجكت قول‪ .‬وقيل غي ذلك)‪.(1‬‬
‫وقــول الصــنف )وانتشــاجر ذلــك( مفهــومه أنــه إذا لـ ينتشــر فـ البــاجقي فليــس بإجــاجع‪ ،‬لحتمحــاجل ذهــولم عنــه‬
‫وعدمم اطلعهم عليه‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪ ( )1‬انظر إرشاجد الفحول ص ‪.84‬‬

‫‪100‬‬
‫قول الصحابي‬

‫)وقول الواحأد من الصأحأابة ليس بحأجاة على غيره على القول الجاديد‪ ،‬وفي القول القديم حأجاة(‪.‬‬
‫قول الصحاجبأ من الدلة الختلفة ف حجيتهاج‪.‬‬
‫والراد به‪ :‬ماج أثر عن أحدم من أصحاجب النب م من قول أو فعل أو تقرير ف أمر من أمور الدمين‪.‬‬
‫والصحاجبأ‪ :‬من صحب النب م ولو ساجعة‪ ،‬أو رآه مؤمناجا به وماج ت على ذلك‪.‬‬
‫وقــول الصــحاجبأ إن ثبــت لــه حكــم الرفــع كقـوله أمرنــاج أو نينــاج أو مــن الســنة كــذا فهــو مرفــوع حكمحـااج‪ ،‬وهــو‬
‫حجة كمحاج هو مقـرر فـ علم الـدميث‪ ،‬وإن لـ يثبــت لـه حكـم الرفـع فقـدم أجـع العلمحـاجءا علـى أن قـول الصـحاجبأ فـ‬
‫مساجئل الجتهاجد ليـس بجـة علـى صـحاجبأ آخـر‪ ،‬لن الصـحاجبة رضـي الـ عنهـم اختلـوا فـ كـثي مـن السـاجئل‪ ،‬ولـو‬
‫كاجن قول أحدمهم حجة على غيه لاج تأت منهم هذا اللف‪ .‬كمحاج أجعوا عل الخذ بقول الصحاجبأ فيمحاج ل مــاجل‬
‫للرأي أو الجتهاجد فيـه‪ ،‬لنـه مـن قبيـل الب التـوقيفي عـن صـاجحب الرسـاجلة م‪ .‬كمحاج أنـه ل خلف فيمحـاج أجـع عليـه‬
‫الصحاجبة صـراحة أو كـاجن مـاج ل يعــرف لـه ماجلف‪ ،‬كمحـاج فـ تـوريث الـدمات السـدمس‪ .‬ومـن العلمحـاجءا مـن اسـتثن مـن‬
‫الصحاجبأ العروف باجلخذ عن السرائيلياجت‪ .‬وإناج اللف ف قول الصحاجبأ العاجري عن كل ماج سبق‪ .‬ففيه قولن‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬إنه حجة‪ .‬وهو مذهب الماجم ماجلك وأبأ حنيفة والشاجفعي فـ أحدم قـوليه‪ ،‬وروايـة عـن المـاجم‬
‫أحدم‪ ،‬رجحهاج ابن القيم‪ ،‬وذكر أن الماجم أحدم يأخذ بقول الصحاجبأ‪ ،‬ويعتبه بعدم السنة الصحيحة)‪.(1‬‬
‫ومن أدلة هؤلءا قوله تعاجل‪[ :‬كنتم خير أمة أخرجت للنـاس تــأمرون بــالمعروف وتنهــون عـن المنكـر ]‬
‫)‪(2‬‬

‫قاجلوا‪ :‬هو خطاجب مع الصحاجبة بأن ماج يأمرون به معروف‪ ،‬والعروف يب قبوله‪.‬‬
‫ومن الدلة أن ال تعاجل مدمح الصحاجبة والتاجبعي لم بإحساجن‪ ،‬وإنــاج اســتحق التــاجبعون ذلــك لنــم اتبعــوهم‬
‫ف كل شيءا سواءا من حيث الرجوع إل الكتـاجب والسـنة‪ ،‬أو اجتهـاجدهم‪ ،‬أو القتـدماءا بـم‪ ،‬لن التبـاجع يب حلـه‬
‫علــى فــرده الكاجمــل‪ ،‬قــاجل تعــاجل‪[ :‬والسابقون الولون مـن المهـاجرين والنصـار والـذين اتبعـوهم بإحسـان رضـي‬
‫الـ عنهــم ورضـوا عنــه ])‪ (3‬ولن اجتهــاجد الصــحاجبأ أقــر إل ـ الص ـواب مــن اجتهــاجد غيه لشــاجهدمته الــوحي وقربــه مــن‬
‫الرسول م‪ ،‬كيف والظاجهر من حاجله أن ل يقول ماج قاجل إل سأاجعاجا من رسول ال م ل سيمحاج فيمحاج ياجلف القياجس‪.‬‬

‫‪ ()1‬انظر أعلم الوقعي )‪.(4/120‬‬


‫‪ ()2‬سورةر آل عمحران‪ ،‬آية‪.110 :‬‬
‫‪ ()3‬سورةر التوبة‪ ،‬آية‪.100 :‬‬

‫‪101‬‬
‫القــول الثــاجن‪ :‬أنــه ليــس بجــة‪ .‬وهــو قــول الشــاجفعي ف ـ الدميــدم)‪ (1‬وروايــة عــن المــاجم أحــدم‪ ،‬واختيــاجر الغزال ـ‬
‫والمدمي وابن الاججب والصنف‪ .‬وذلك لن ال تعاجل ل يعل قول أحدم مـن النـاجس حجـة إل قـول رسـول الـ م‪.‬‬
‫والصحاجبأ من أهل الجتهاجد‪ ،‬والتهدم غي معصوم‪ ،‬فيجوز عليه الطأ والسهو‪.‬‬
‫ص ف ـ الكتــاجب والســنة ول إجــاجع‪.‬‬ ‫والــذي يظهــر وال ـ أعلــم‪ .‬أنــه يــوز الخــذ بقــول الصــحاجبأ حيــث ل ن ـ د‬
‫لحتمحــاجل أن يكــون سأــع ذلــك القــول مــن النــب م ولك ونه أعلــم بــاجل وكتــاجبه ورسـ ـوله مــن التــاجبعي فمحــن بعــدمهم‪،‬‬
‫فاجحتمحاجل الصواب ف اجتهاجده كثيا جدماا‪ .‬لنه شاجهدم التنـزيل‪ ،‬ووقف على حكمحة التشريع‪ .‬وأسباجب النـزول‪ .‬ولزم‬
‫النــب م‪ .‬قاجل ابــن القيــم‪) :‬ل ـ يــزل أهــل العلــم ف ـ كــل عصــر ومصــر يتجــون بــاج هــذا ســبيله مــن فتــاجوى الصــحاجبة‬
‫وأقوالم ول ينكره منكر منهم‪ .‬وتصاجنيف العلمحاجءا شاجهدمةر بذلك ‪.(2)( . .‬‬
‫ويشتط للخذ بقول الصحاجبأ شرطاجن‪:‬‬
‫صـاجا أخـذ بــاجلنص‪ .‬ومثـاجله قـول عمحـر رضــي الـ عنـه‪ :‬إن النـب ل يتمحـم‪،‬‬ ‫صااج‪ .‬فإن خاجلف ن د‬
‫أل ياجلف ن د‬ ‫‪(1‬‬
‫مع أنه ورد ف تيمحم النب حدميث عمحاجر رضي ال عنه)‪.(3‬‬
‫أل ياجلف قول صحاجبأ آخر‪ .‬فإن خاجلف قـول صـحاجبأ آخـر أخـذ باجلراجـح منهمحـاج‪ ،‬ومثـاجله‪ :‬صـياجم يـوم‬ ‫‪(2‬‬
‫الثلثي من شعباجن إذا حاجل دون رؤايــة اللل غيــم ونـوه‪ ،‬فقـدم روي صــياجمه عــن جاجعــة مــن الصـحاجبة منهــم‬
‫ابــن عمحــر رضــي الـ عــن المحيــع‪ ،‬وروي عــن آخريــن عـدمم صــياجمه‪ ،‬وهــو الراجــح لــدميث ابــن عمحــر رضــي الـ‬
‫عنهمحاج "فإن غم عليكم فأكمحلوا عدمةر شعباجن ثلثي" فاججتهاجد ابن عمحر رضي ال عنــه وتفســيه )فاجقــدموا لــه(‬
‫بعن‪ :‬ضيقوا‪ ،‬ل يعاجرض به ماج ثبت من قول الرسول م‪.‬‬
‫وقــول الــاجنعي‪ :‬إنــه غيـ ـ معصــوم كغيه‪ .‬نقــول‪ :‬هــذا صــحيح‪ ،‬ولكــن انتفــاجءا العصــمحة ل ينفــي إل الجيــة‬
‫القطعية‪ .‬ونن ل نقول بقطعية حجية قول الصحاجبأ‪ .‬وإناج هو حجة ظنية)‪.(4‬‬
‫ومــن أمثلــة قــول الصــحاجبأ قــول الـ ـراوي‪ ،‬قــاجل علــي رضــي الـ ـ عنــه‪) :‬حــدمثوا النــاجس بــاج يعرفــون‪ ،‬أتبــون أن‬
‫يكذب ال ورسوله؟()‪.(5‬‬
‫ومن أمثلة الفعل قول البخاجري رحه ال‪) :‬وأم ابن عباجس وهو متيمحم()‪ (6‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( لقدم نفى ابن القيم نسبة هذا القول للشاجفعي ف كلم ماجتع تدمه ف أعلم الوقعي )‪ (4/120‬وللزركششي – من بعدمه – كلم مفاجدةر أن الشاجفعي ف‬ ‫‪1‬‬

‫مذهبه الدميدم يرى أن قول الصحاجبأ حجة‪ .‬فيكون له قولن ف الدميدم واحدم موافق للقدمي‪ .‬فاجنظر البحر اليط )‪.(6/53‬‬
‫)( انظر أعلم الوقعي )‪ (4/152‬مذكرةر الشنقيطي ص ‪ 165‬حجية قول الصحاجبأ ف ملة )أضواءا الشريعة( العدمد الثاجمن ص ‪ 365‬ممحوع فتاجوى ابن‬ ‫‪2‬‬

‫تيمحية )‪.(20/582‬‬
‫)( انظر أعلم الوقعي )‪ (1/29‬وانظر طرح التثريب )‪.(1/103‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر أصول الفقه للبديسي ص ‪.329‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( انظر فتح الباجري )‪.(1/225‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( انظر فتح الباجري )‪.(1/446‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪102‬‬
‫الخبــــار‬

‫)وأمسسا الخبسسار‪ :‬فسسالحأبر مسسا يسسدخله الصأسسدق والكسسذب‪ .‬والخسسبر ينقسسسم علسسى قسسسمين‪ :‬آحأسساد ومتسواتر‪.‬‬
‫فسسالمتواتر مسسا يسسوجاب العلسسم‪ ،‬وهسسو أن يسسروي جاماعسسة ل يقسسع التواطسسؤ علسسى الكسسذب مسسن مثلهسسم إلسسى أن‬
‫ينتهي إلى المخبر عنه‪ ،‬ويكون في الصأل عن مشاهدة أو سماع ل عن اجاتهاد(‪.‬‬
‫اعلــم أنــه جــرت عــاجدةر الصـوليي بــإيراد مبــاجحث مــن علــوم الــدميث فـ أصــول الفقــه‪ ،‬وذلــك لن الكتــاجب‬
‫والســنة هــاج مــدمار البحــث فـ علــم الصــول‪ .‬ولــاج كــاجن القــرآن ل يتــاجج إلـ نظــر فـ ســندمه‪ ،‬لنــه ثــاجبت ثبوتـاجا قطعيـاجا‬
‫باجلنقل التواتر لفظاجا ومعن صاجر البحث مقتصرا على النظر ف دللة النص على الكم‪.‬‬
‫أماج السنة فإن الستدمل باج يتاجج إل نظرين‪:‬‬
‫‪ (1‬نظر ف ثبوتاج‪.‬‬
‫‪ (2‬ونظر ف دللة النص على الكم‪.‬‬
‫لذا أورد الصوليون هذه الشذرات من علوم الدميث‪.‬‬
‫قـوله‪) :‬وأمــاج الخبــاجر‪ :‬فــاجلب مــاج يــدمخله الصــدمق والكــذب(‪ :‬الخبــاجر‪ :‬جــع خـب‪ .‬وهــو‪ :‬مــاج يــدمخله الصــدمق‬
‫والكــذب‪ .‬أي‪ :‬يتمحــل الصــدمق والكــذب‪ ،‬لكــن أورد علــى هــذا التعريــف أن مــن الخبــاجر مــاج ل يــدمخله الكــذب‪،‬‬
‫ومنهاج ماج ل يدمخله الصدمق‪ ،‬فإذا زيدم على التعريف كلمحـة )لـذاته( زال هذا اليـراد‪ ،‬إذ يـرج بـذا القيـدم الب الـذي‬
‫ل يتمحــل الصــدمق أو ل يتمحــل الكــذب باجعتبــاجر الخــب بــه‪ ،‬فــاجلول كخــب مــدمعي الرســاجلة بعــدم الرســول م‪ ،‬والثــاجن‬
‫كخب ال تعاجل وخب رسول ال م الثاجبت عنه‪ ،‬فـإذا قاجل إنسـاجن‪ :‬قـدمم أخـوك‪ .‬فهـذا خـب يتمحـل الصـدمق والكـذب‬
‫لذات الب‪ ،‬فإن طاجبق الواقع فهو صدمق‪ ،‬وإن خـاجلفه فهو كذب‪ .‬وذلـك إمـاج على السـواءا إن كاجن القاجئـل مهـول‬
‫الاجل‪ ،‬أو مع رجحاجن الصدمق إن كاجن الخب عدمال‪ ،‬أو الكذب إن كاجن فاجسقااج‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والب ينقسم إل قسمحي‪ :‬آحاجد ومتواتر( لاج عرف الب ذكر أقساجمه‪.‬‬
‫‪ (2‬متواتر‪.‬‬ ‫فاجلب باجعتباجر وصوله إليناج قسمحاجن‪ (1 :‬آحاجد‪.‬‬
‫قوله‪) :‬فاجلتواتر ماج يوجب العلم‪ ،‬وهو أن يروي جاجعة ‪ . . .‬إل( ذكــر تعريــف التـواتر وبيــاجن مــاج يفيــدم‪ ،‬وبــدمأ‬
‫الصنف باجلتواتر لطول الكلم على الحاجد ولعتباجره ف معن الحاجد نفي معن التواتر‪.‬‬
‫فــاجلتواتر لغــة‪ :‬اســم فاجعــل مــن تـواتر الشــيءا أي‪ :‬جــاجءا بعضــه فـ إثــر بعــض‪ ،‬ومنــه تـواتر الطــر أي‪ :‬تتــاجبع نــزوله‪ .‬قــاجل‬
‫الشياجءا إل إذا وقعت بينهمحاج فتةر‪ ،‬وإل فهي مدماركة ومواصلة ‪.(1)(. . .‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬أن يروي جاجعة ل يقع التواطؤ على الكذب من مثلهم إل أن ينتهي إل الخب عنه‪.‬‬

‫)( الصحاجح للجوهري )‪.(2/843‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪103‬‬
‫هــذا تعريــف الصــنف‪ ،‬وهــو تعريــف يتــاجج إل ـ تقــدمير‪ ،‬لن الت ـواتر ليــس هــو روايــة المحاجعــة‪ ،‬بــل مــاج يرويــه‬
‫جاجعة‪ ،‬والرواية نفسهاج هي التواتر فيقدمر‪ :‬حاجل التواتر أن يرويه جاجعة‪ .‬ولو قاجل‪) :‬ماج رواه جاجعة( لكاجن أحسن‪.‬‬
‫ومن هذا التعريف وماج بعدمه يتبي أن شروط التواتر أربعة‪:‬‬
‫‪ (1‬أن يرويــه عــدمد‪ ،‬وقــدم أشــاجر الصــنف إلـ ـ ذلــك بقـ ـوله‪) :‬أن يــروي جاجعــة( وقــدم اختلــف العلمحــاجءا فـ ـ العــدمد‬
‫الطلوب على أقوال كثيةر‪ ،‬كلهاج ضعيفة لتكاجفئهاج ف الدمعوى‪ ،‬ولن أدلتهاج ل تعلق لشيءا منهــاج باجلخبــاجر‪،‬‬
‫والصحيح ماج قاجله شـيخ السـلم ابـن تيمحيـة رحـه الـ‪ ،‬ونسـبه إلـ الكـثرين الخ بين‪ ،‬وقـدم يصـل بصـفاجتم‬
‫لضــبطهم ودينهــم‪ ،‬وقــدم يصــل بقرائــن تتــف بــاجلب يصــل بجمحوعهــاج العلــم‪ .‬وقــدم يصــل بتلقــي المــة لــه‬
‫باجلقبول‪ ،‬والمة ل تتمحع على ضللة‪ ،‬وقدم يصل إذا أجع أهل الدميث على صحته ونو ذلك)‪.(1‬‬
‫‪ (2‬أن تيل العاجدةر تواطؤهم على الكذب‪ ،‬وأشاجر إليه بقوله‪) :‬ل يقع التواطؤ من مثلهم على الكذب(‪.‬‬
‫‪ (3‬أن يستوي جيع طبقاجت السندم باجلشرطي الساجبقي على أن ينتهي إل الخب عنه‪ .‬وأشاجر إليــه بقـوله‪) :‬إلـ‬
‫أن ينتهي إل الخب عنه(‪.‬‬
‫‪ (4‬أن يكــون مســتندم خــبهم عــن مشــاجهدمةر أو سأــاجع كقــولم‪" :‬سأــعناج أو رأينــاج" ل عــن اجتهــاجد‪ ،‬لن الجتهــاجد‬
‫يكــن فيــه الغلــط بلف الشــاجهدمةر‪ ،‬فــإن مــن أخــب عــن وجــود حاجدثــة إخبــاجرا عــن مشــاجهدمةر لـ ـ يــز عليــه‬
‫الغلط‪ .‬وأشاجر إليه بقوله‪) :‬ويكون ف الصل عن مشاجهدمةر أو سأاجع ل عن اجتهاجد(‪.‬‬
‫قـوله )فــاجلتواتر مــاج يــوجب العلــم( أي أن التـواتر يفيــدم العلــم‪ .‬وهــل هــو العلــم الضــروري أو النظــري؟ قــولن‪:‬‬
‫أرجحهمحــاج أن التـ ـواتر يفيــدم العلــم الضــروري أي اليقينـ ـ الــذي يضــطر النســاجن إلـ ـ التصــدميق بــه تصــدميقاجا جاجزمـ ـااج‪،‬‬
‫كوجــود الئمحــة الربعــة‪ ،‬ووجــود مكــة ودمشــق مثلا باجلنســبة لــن لـ ـ يرهــاج‪ ،‬ولــو أراد التخلــص مــن العلــم بــذلك لـ ـ‬
‫يستطع‪ ،‬وقدم نسب الشوكاجن هذا القول إل المحهور‪ ،‬وقاجل‪ :‬إنه الق)‪.(2‬‬
‫وكمحاج يفيدم التواتر العمحل يفيدم العمحل باج دل عليـه بتصــدميقه إن كـاجن خـباا‪ ،‬وتطــبيقه عــن كـاجن طلبـااج‪ .‬ومثــاجل‬
‫التواتر‪ :‬عن أبأ هريرةر رضي ال عنه قاجل‪ :‬قاجل رسول ال م )من كذب علدي متعمحدما فليتبوأ مقعدمه من الناجر()‪.(3‬‬
‫فاجل النذري‪ :‬وهذا الدميث قـدم روي عــن غيـ واحــدم مــن الصـحاجبة فـ الصــحاجح والســنن والسـاجنيدم وغيهـاج‪،‬‬
‫حت بلغ مبلغ التواتر‪ ،‬وال أعلم)‪.(4‬‬
‫الحــــاد‬

‫)( انظر ممحوع الفتاجوى )‪.(148 ،18/16‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( إرشاجد الفحول ص ‪.46‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 110‬ومسلم رقم ‪.3‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( التغيب والتهيب )‪ (1/111‬وانظر نظم التناجثر من الدميث التواتر للكتاجن‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪104‬‬
‫)والحأاد‪ :‬هو الذي يوجاب العمل ول يوجاب العلم‪ .‬وينقسم إلى مرسسسل ومسسسند‪ ،‬فالمسسسند مسسا اتصأسسل‬
‫إسسسناده‪ ،‬والمرسسسل مسسا لسسم يتصأسسل إسسسناده‪ .‬فسسإن كسسان مسسن م ارسسسيل غيسسر الصأسسحأابة فليسسس بحأجاسسة إل‬
‫مراسيل سعيد بن المسيب‪ ،‬فإنها فتشت فوجادت مسانيد عن النبي م(‪.‬‬
‫هذا هو النوع الثاجن من أنواع الب باجعتباجر وصوله إليناج وهو الحاجد‪.‬‬
‫والحــاجد لغــة‪ :‬جــع أحــدم كأجــل وآجــاجل بعنـ واحــدم‪ .‬وهزتــه مبدملــة مــن واو فأصـله وحــدم‪ ،‬وخـب الحــاجد مــاج‬
‫يرويه الواحدم‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬ماج ل يتواتر‬
‫أي ل تبلغ نقلته مبلغ الـب التـواتر‪ ،‬سـواءا كـاجن الخـب بـه واحـدما أو اثنيـ أو أربعـة أو خسـة أو غيـ ذلـك‬
‫من العدماد الت ل تشعر بأن الب دخل ف حدم التواتر‪.‬‬
‫قوله )يوجب العمحــل( أي يـب العمحـل بـاج تضـمحنه خـب الحــاجد بتصـدميقه إن كـاجن خـباءا‪ ،‬وتطــبيقه إن كـاجن‬
‫طلبااج‪ ،‬بشرط صحته عـن رسـول الـ م ل فـرق فـ ذلـك بيـ الحكاجم والعقاجئـدم على القـول الصـحيح‪ ،‬لعمحـوم الدلـة‬
‫فـ وجــوب العمحــل بــب الواحــدم‪ ،‬ومــن ذلــك حــدميث ابــن عمحــر رضــي الـ عنهمحــاج قــاجل‪ :‬بينمحــاج النــاجس بقبــاجءا فـ صــلةر‬
‫الصــبح إذ جــاجءاهم آت‪ ،‬فقــاجل‪ :‬إن النــب م ق دم أنــزل عليــه الليلــة قــرآن‪ ،‬وقــدم أمــر أن يســتقبل الكعبــة فاجســتقبلوهاج‪،‬‬
‫وكاجنت وجوههم إل الشاجم‪ ،‬فاجستدماروا إل الكعبة)‪.(1‬‬

‫فهــذا دليــل ظــاجهر ف ـ العمحــل بــب الواحــدم‪ ،‬فــإن الصــحاجبة رضــي ال ـ عنهــم تول ـوا عــن بيــت القــدمس علــى‬
‫الكعبة بب الواحدم‪ ،‬فصدمقوا خبه‪ ،‬وعمحلوا به‪.‬‬
‫ومـن الدلــة أن النـب م كاجن يبعـث الحــاجد إلـ النـواحي والقباجئــل لتبليـغ الحكـاجم الشــرعية‪ ،‬فلـول أنـه يـب‬
‫العمحل ببهم ل يكن لبعثهم فاجئدمةر‪.‬‬
‫ومـن الدلـة أن الصـحاجبة رضـي الـ عنهـم قدم أجعـوا على قبـول خـب الواحـدم والعمحـل بـه فـ وقـاجئع ل يكـن‬
‫حصـرهاج‪ ،‬فقـدم رجعـوا إلـ الغســل مــن الـوطءا مـن غيـ إنـزال إلـ قــول عاجئشــة رضــي الـ عنهـاج‪ .‬وفـ تــوريث الــدمةر إلـ‬
‫قول الغيةر بن شعبة وممحدم بن مسلمحة وغي ذلك كثي)‪.(2‬‬
‫يقول النـووي‪) :‬وقـدم تظــاجهرت دلئـل النصــوص الشــرعية والجــج العقليــة علـى وجــوب العمحــل بـب الواحــدم‪،‬‬
‫وقدم قرر العلمحاجءا ف كتـب الفقـه والصـول ذلـك بـدملئله‪ ،‬وأبلغـوه أبلـغ إيضـاجح‪ ،‬وصـنف جاجعـاجت مـن أهـل الـدميث‬
‫وغيهم مصنفاجت مستكثرات ف خب الواحدم ووجوب العمحل به‪ ،‬وال أعلم()‪.(3‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 395‬ومسلم رقم ‪ .526‬وتقدمم ذكره‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر روضة الناجظر مع شرحهاج )‪.(1/268‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( شرح النووي على صحيح مسلم )‪.(1/177‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪105‬‬
‫وقــاجل أيضـ ـااج‪) :‬فاجلــذي عليــه جــاجهي الســلمحي مــن الصــحاجبة والتــاجبعي فمحــن بعــدمهم مــن الــدمثي والفقهــاجءا‬
‫وأصحاجب الصول أن خب الواحدم الثقة حجة من حجـج الشـرع‪ ،‬يلـزم العمحـل باج ويفيـدم الظـن ول يفيـدم العلـم‪ ،‬وأن‬
‫وجوب العمحل به عرفناجه باجلشرع ل باجلعقل ‪.(1)( . .‬‬
‫واعلم أن التفريق بي العقاجئدم والحكاجم ف الستدملل بأحاجديث الحاجد قول غريــب مــدمث‪ ،‬ل دليــل عليــه‬
‫من كتاجب ول سنة‪ .‬بل هو ماجلف لـاج عليـه سـلف المـة‪ ،‬فإن الدلـة الـت يسـتدمل باج علـى وجـوب الخـذ بدميث‬
‫الحاجد ف الحكاجم الشرعية هي أدلة على وجوب الخذ باج ف العقاجئدم لعمحومهاج‪ ،‬ومن أدعى تصيصهاج باجلحكــاجم‬
‫فعليه الدمليل)‪.(2‬‬
‫قوله‪) :‬ول يوجب العلم( هذا قول المحهور‪ :‬أن الحاجد ل تفيدم العلم‪ ،‬بل تفيدم الظن‪ ،‬وهو رجحاجن صحة‬
‫نسبتهاج إل من نقلت عنه‪ ،‬ويتلف هذا باجختلف رتبتهاج فاجلصحيح لذاته ليس كاجلسن لغيه‪ .‬وهكذا‪.‬‬
‫وذلــك بــأنه لــو أفــاجد خــب كــل واحــدم العلــم لصــدمقناج كــل خــب نســمحعه‪ ،‬ونــن ل تصــدمق كــل خــب نســمحعه‪،‬‬
‫فــدمل علــى أنــه ل يفيــدم العلــم‪ ،‬ولن أعــدمل رواةر الحــاجد يــوز فـ حقــه الكــذب والغلــط‪ ،‬فــاجلقطع بصــدمقه مــع تــويز‬
‫الكذب والغلط عليه ل معن له‪.‬‬
‫وهناجك قول آخـر‪ ،‬وهـو أن أخبـاجر الحـاجد تفيـدم العلـم‪ ،‬وهو مـذهب الظاجهريـة‪ ،‬وقـدم نصــره ابـن حـزم)‪ .(3‬وهـو‬
‫قول جاجعة من أهل الدميث‪ ،‬ولم أدلة ذكرهاج ابن القيم ف كتاجبه )الصواعق الرسلة على الهمحية والعطلة()‪.(4‬‬
‫والختاجر أن أخباجر الحاجد تفيدم الظن‪ ،‬ورباج أفاجدت العلم بــاجلقرائن مثــل أن تتلقــاجه المــة بــاجلقبول تصــدميقاجا لــه‬
‫وعمحلا به‪ ،‬أو كونه مروياجا ف الصحيحي‪ ،‬ونو ذلك‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬وينقسـم إلـ مرســل ومسـندم( أي أن أخبـاجر الحـاجد تنقسـم إلـ مرسـل ومسـندم‪ ،‬وهـذا باجعتبـاجر اتصـاجل‬
‫السندم وانقطـاجعه‪ .‬فاجلسـندم لغـة‪ :‬اسـم مفعـول مـن السـناجد‪ ،‬وهـو ضـم جسـم إلـ آخـر‪ ،‬ثـ اسـتعمحل فـ العـاجن يقـاجل‪:‬‬
‫أسندم الب إل فلن إذا نسبه إليه‪.‬‬
‫قوله‪) :‬فاجلسندم ماج اتصل إسناجده( هذا تعريف السندم‪.‬‬
‫اصطلحااج‪ :‬وهو ماج اتصل إسناجده‪ ،‬والراد باجلتصاجل أن يروي شخص عن شخص إل الخب عنه‪.‬‬
‫ومثاجله‪ :‬قول البخاجري رحه ال ف صحيحه‪ :‬حدمثناج عبدم ال بن يوسف قاجل‪ :‬أخبناج ماجلك عن ابن شــهاجب‬
‫عن أبأ سلمحة بن عبدم الرحن عن أبأ هريرةر رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول الـ م قاجل‪) :‬من أدرك ركعـة مـن الصـلةر فقـدم‬
‫أدرك الصلةر()‪.(5‬‬

‫)( الصدمر الساجبق )‪.(1/246‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر أصل العتقاجد ص ‪ 57‬رساجلة الدميث حجة بنفسه ف العقاجئدم والحكاجم لللباجن‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الحكاجم ف أصول الحكاجم لبن حزم )‪.(1/107‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر أصل العتقاجد للدمكتور عمحر الشقر ص ‪.42‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 555‬ومسلم رقم ‪.607‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪106‬‬
‫وتعريف الصنف للمحسندم فيه عمحوم‪ ،‬لنه يشمحل كل مـاج اتصـل إسـناجده مـن روايـة إلـ منتهـاجه‪ ،‬بـأن ذكـر فـ‬
‫السندم رواته كلهم فيدمخل فيه الوقوف إذا جاجءا بسندم متصل)‪.(1‬‬
‫وأكثر ماج يستعمحل السندم ف الرفوع إل النب م دون ماج جاجءا عن الصحاجبة وغيهم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والرسل ماج ل يتصل إسناجده(‬
‫الرسل لغة‪ :‬اسم مفعـول مشـتق مـن الرسـاجل‪ :‬وهو الطلق فكـأن الرسـل أطلـق السـناجد ولـ يقيـدمه بمحيـع‬
‫رواته‪.‬‬
‫وأماج ف الصطلح‪ :‬فذكره بقوله )ماج ل يتصل إسناجده( وهذا عندم الصوليي‪.‬‬
‫ومعناجه‪ :‬أن يسقط بعض الـرواةر‪ ،‬سـواءا كاجن السـاجقط واحـدما أو أكـثر مـن أي موضـع فـ السـندم‪ ،‬ففيـه روايـة‬
‫الراوي عمحن ل يسـمحع منـه‪ .‬وعليـه فاجلرسـل فـ اصـطلح أهـل الصـول يشـمحل أنـواع النقطـاجع‪ ،‬فيـدمخل فيـه النقطـع‬
‫والعضل‪ ،‬كمحاج يدمخل فيه مرسل الصحاجبأ‪.‬‬
‫قاجل ابن الثي‪) :‬الرسل من الدميث هو أن يروي الرجل حدميثاجا عمحن ل يعاجصره( أ هـ)‪.(2‬‬
‫والنقطع هو الذي سقط من إسناجده رجل غي الصحاجبأ‪ .‬والعضل هو الذي سقط منه اثناجن‪.‬‬
‫وأماج الرسل عندم الدمثي فهو ماج رفعه التاجبعي إل النب م‪ ،‬وذلك بأن يسقط منه الصحاجبأ‪ .‬ومن أمثلتـه مـاج‬
‫أخرجــه مسـلم فـ صـحيحه فـ كتـاجب الـبيوع قـاجل‪ :‬حـدمثن ممحـدم بـن رافـع ثنــاج حجيـ ثنـاج الليـث عـن عقيـل عـن ابـن‬
‫شهاجب عن سعيدم بن السيب أن رسول ال م نى عن الزابنة والاجقلة)‪.(3‬‬
‫فسعيدم بن السيب تاجبعي كبي روى هذا الدميث عن النب م بدمون أن يذكر الواسطة بينــه وبيـ الرســول م‬
‫وهو الصحاجبأ‪.‬‬
‫قـوله‪) :‬فــإن كــاجن مــن مراســيل غيـ الصــحاجبة فليــس بجــة( هــذا بيــاجن حكــم الحتجــاجج باجلرســل‪ .‬وقــدم ذكــر‬
‫الصنف حكم مرسل غي الصـحاجبأ‪ ،‬وسـكت عـن مرسـل الصـحاجبأ وذلـك لنـه حجـة عنـدم جـاجهي أهـل العلـم قـاجل‬
‫الاجفظ‪) :‬وهو الذي عليه عمحل أئمحة الدميث( أ هـ)‪.(4‬‬
‫وذلك لن مرسل الصحاجبأ موصول مسندم‪ ،‬لن روايتهم غاجلباجا عن الصحاجبة‪ ،‬والهاجلة باجلصــحاجبة ل تضــر‪،‬‬
‫لنم كلهم عدمول‪.‬‬
‫ولذا ل يعدم ابن الصلح مرسل الصحاجبأ من الـدميث الرســل‪ ،‬لنــه فـ حكـم الوصــول الســندم فقـاجل‪) :‬لـ‬
‫نعدم ف أنواع الرسل ونوه ماج يسمحى ف أصول الفقه‪ :‬مرسل الصحاجبأ‪ ،‬مثل ماج يرويه ابـن عبـاجس وغيه مـن أحدماث‬

‫)( انظر شرح النخبة للحاجفظ ابن حجر ص ‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( جاجمع الصول )‪.(1/115‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪.1539‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( النكت على ابن الصلح )‪ (2/548‬وانظر المحوع شرح الهذب )‪.(1/62‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪107‬‬
‫الصــحاجبة عــن رســول الــه م ول يســمحعوه منــه‪ ،‬لن ذلــك فـ ـ حكــم الوصــول الســندم‪ ،‬لن روايتهــم عــن الصــحاجبة‪،‬‬
‫والهاجلة باجلصحاجبأ غي قاجدحة‪ ،‬لن الصحاجبة كلهم عدمول‪ ،‬وال أعلم()‪.(1‬‬
‫ومرسل الصحاجبأ‪ :‬هو ماج أخب به الصحاجبأ عن قول النب م أو فعله ول يسمحعه أو يشاجهدمه‪ ،‬لنه ل يدمرك‬
‫زماجنه إماج البخاجري ف صحيحه بسندمه عـن عاجئشـة رضـي الـ عنهـاج قاجلت‪ :‬كاجن أول مـاج بـدمئ بـه رســول الـ م الرؤاياج‬
‫الصاجدقة ف النـوم‪ ،‬فكـاجن ل يــرى رؤايـاج إل جـاجءات مثــل فلـق الصـبح ‪ . . .‬الـدميث ()‪ (2‬فهــذا مــن مراســيل الصــحاجبة‪،‬‬
‫لن عاجئشة ل تدمرك هذه القصة‪ ،‬لناج ولدمت بعدم البعث بأربع أو خس سني)‪.(3‬‬
‫ومثــاجله – أيضـاجا – مــاج أخرجــه البخــاجري بســندمه عــن ابــن الزبيـ أنــه خطــب فقــاجل‪ :‬قــاجل ممحــدم م‪) :‬من لبــس‬
‫الرير ف الدمنياج لن يلبسه ف الخرةر()‪ (4‬فهذا مرسل صحاجبأ لن عبدم ال بن الزبي ولدم عاجم الجرةر)‪.(5‬‬
‫وقدم ذكر الاجفظ ف الفتح)‪ (6‬أنه تبي من الروايتي اللتي أوردهاج البخاجري بعدم هذا الرسل أن ابــن الزبيـ إنــاج‬
‫حله عن النب م بواسطة عمحر رضي ال عنه‪ ،‬وذكــر الــاجفظ أنــه لـ يقــف فـ شـيءا مـن الطــرق التفقـة عــن عمحـر أنــه‬
‫رواه بلفظ )لن( بل الدميث عنه ف جيع الطرق بلفظ )ل( وال أعلم‪.‬‬
‫قاجل السيوطي ف تدمريب الراوي‪) :‬وف الصحيحي مــن مراســيل الصــحاجبة مـاج ل يصــى‪ ،‬لن أكــثر روايـاجتم‬
‫عن الصحاجبة‪ ،‬وكلهم عدمول‪ ،‬ورواياجتم عن غيهم ناجدرةر‪ ،‬وإذا رووهاج بينوهاج‪ ،‬بل أكثر ماج رواه الصحاجبة عن التــاجبعي‬
‫ليس أحاجديث مرفوعة‪ ،‬بل إسرائيلياجت أو حكاجياجت أو موقوفاجت( أ هـ)‪.(7‬‬
‫هــذا هــو مراســيل الصــحاجبة‪ .‬وأمــاج مراســيل غيـ الصــحاجبة كمحرســل التــاجبعي ففيــه خلف‪ ،‬وقــدم ذكــر الصــنف‬
‫أناج ليست بجـة‪ ،‬وذلـك للجهـل باجلسـاجقط فـ السـناجد لحتمحـاجل أنـه تـاجبعي‪ ،‬ثـ يتمحـل أنـه ضـعيف‪ .‬وبتقـدمير كـونه‬
‫ثقــة يتمحــل أنــه روى عــن تــاجبعي أيض ـااج‪ ،‬ويتمحــل أنــه ضــعيف وهكــذا‪ ،‬وهــذا قــول جهــور الــدمثي‪ ،‬وكــثي مــن أهــل‬
‫الصــول والفقهــاجءا‪ .‬يقــول المــاجم مســلم رحــه الـ فـ مقدممــة صــحيحه‪) :‬والرســل مــن الروايــاجت فـ أصــل قولنــاج وقــول‬
‫أهل العلم باجلخباجر ليس بجة()‪ (8‬ومثل ذلك حكى ابــن عبــدم الــب وابــن الصــلح والنــووي وغيهــم‪ .‬قــاجل ابــن حجــر‬
‫ف شرح النخبة )وإناج ذكر الرسل ف قسم الردود للجهل الذوف( أ هـ)‪.(9‬‬

‫)( مقدممة ابن الصلح ص ‪.26‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر فتح الباجري )‪.(1/23‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر الصاجبة لبن حجر )‪.(12/38‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر فتح الباجري )‪.(1/23‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الصاجبة )‪.(6/83‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( فتح الباجري )‪ (10/289‬وقدم ذكر الاجفظ ثلثة من مراسيل ابن الزبي فمحن أرادهاج رجع إلاج‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( تدمريب الراوي )‪.(1/207‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( صحيح مسلم )‪.(1/245‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( شرح النخبة ص ‪.41‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪108‬‬
‫وذهب الئمحة الثلثة‪ :‬ماجلك وأبو حنيفة وأحدم ف الشهور عنـه إلـ قبــول الرســل إذا كـاجن الرسـل ثقــة‪ ،‬ول‬
‫يرسل إل عن ثقة‪ ،‬وحجتهم أن التاجبعي الثقة ل يستحل أن يقول‪ :‬قاجل رسول ال م ‪ . . .‬إل إذا سأعه من ثقة‪.‬‬
‫وقــاجل بعــض أهــل العلــم ومنهــم الشــاجفعي‪ :‬يتــج براســيل كبــاجر التــاجبعي الــذين أكــثر روايتهــم عــن الصــحاجبة‬
‫كســعيدم بــن الســيب وعــروةر بــن الزبيــ‪ ،‬وذلــك بشــرط أن يعضــدمه مرســل آخــر أو قــول صــحاجبأ أو قيــاجس أو يفــت‬
‫بقتضاجه أكثر أهل العلم)‪.(1‬‬
‫وقدم مشى الصنف على القول باجلنع ول يستثن إل مراسيل سعيدم بن السيب‪ ،‬وعلل ذلك بأنه فتــش عنهــاج‬
‫فوجــدم أن ســعيدما أســقط الصــحاجبأ‪ ،‬وعزاهــاج للنــب م والغاجلب أن يكــون الصــحاجبأ هــو صــهره أبــو زوجتــه أبــو هري ـرةر‬
‫رضي ال عنه‪ .‬والفتش لاج هو الشاجفعي رحه ال على ماج نقله الصنف ف كتاجبه )البهاجن()‪ (2‬وال أعلم‪.‬‬
‫واعلم أن الصنف لاج نــص علـى أن مرســل غيـ الصـحاجبأ ليـس بجـة فهـم منـه أن مرســل الصــحاجبأ حجــة‪،‬‬
‫كمحاج تقدمم فيكون ذكر حكم النوعي‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( انظر الرساجلة للشاجفعي ص ‪ 461‬وانظر تفصيل هذه الشروط ف كتاجب )الدميث الرسل( للدمكتور ممحدم حسن هيتو ص ‪ 36‬وماج بعدمهاج‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البهاجن )‪.(1/411‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪109‬‬
‫صيغ أداء الحديث‬

‫)والعنعنة تدخل على السانيد‪ .‬إواذا ق أر الشيخ يجاوز للراوي أن يقول‪ :‬حأدثني أو أخبرني‪ .‬إواذا ق أر‬
‫هو على الشيخ يقول‪ :‬أخبرني ول يقول حأدثني‪ .‬إوان أجاازه الشيخ مسسن غيسسر قسراءة فيقسسول‪ :‬أجاسسازني‬
‫وأخبرني إجاازة(‪.‬‬
‫لاج فرغ الصنف من بياجن أقساجم الب شـرع فـ ذكـر كيفيـة تمحلـه وأدائـه وللحـدميث تمحـل وأداءا‪ .‬فاجلتحمحـل‪:‬‬
‫أخذ الدميث عن الغي‪ .‬والداءا‪ :‬إبلغ الدميث إل الغي‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والعنعنة تدمخل على الساجنيدم( العنعنة من صـيغ أداءا الـدميث‪ ،‬وهي روايـة الـدميث بلفـظ عـن فلن‬
‫عن فلن دون تصريح باجلتحدميث أو السمحاجع‪.‬‬
‫وقـوله )تــدمخل الســاجنيدم( أي علــى الحــاجديث الســندمةر‪ ،‬وهــذا يفيــدم أن الــدميث العنعــن فـ حكــم الــدميث‬
‫السندم ف القبول والعمحـل بـه‪ ،‬ل فـ حكـم الرسـل فـ رده وعـدمم العمحـل بـه‪ ،‬وذلـك لتصـاجل سـندمه فـ الظـاجهر‪ ،‬وإنـاج‬
‫نبــه عليــه دون غيه لوقــوع اللف فـ حكــم العنعــن‪ ،‬فــاجلمحهور علــى أن العنعــن مــن التصــل‪ ،‬كمحــاج ذكــر الصــنف‬
‫بشرطي‪:‬‬
‫الول متفق عليه‪ :‬وهو سلمة معنعنه وبراءاتـه مـن التـدمليس‪ ،‬فل يكـم باجلتصـاجل مـن مـدملس إل أن يصـرح‬
‫باجلتحدميث‪.‬‬
‫الثاجن متلف فيه‪ :‬وهو لقـاجءا الـراوي لـن روى عنـه واجتمحاجعهمحـاج ولـو مـرةر واحـدمةر‪ ،‬وبـه قاجل البخـاجري وشـيخه‬
‫ابن الدمين وغيهاج من أئمحة الدميث‪ .‬وهذا الرأي هو الختاجر الصـحيح الـذي عليـه أئمحـة هـذا الفـن‪ ،‬مـاج قاجل النـووي‬
‫فـ ـ شــرح مســلم)‪ :(1‬ومنهــم م ــن اكتفــى بإمك ــاجن اللقــاجءا والعاجصـ ـرةر كاجلمــاجم مســلم‪ ،‬والعنع ــن كــثي فـ ـ الص ــحيحي‬
‫وغيهاج‪.‬‬
‫ومثــاجله‪ :‬مــاج أخرجــه البخــاجري ف ـ صــحيحه قــاجل‪ :‬حــدمثناج عبــدم ال ـ بــن يوســف قــاجل‪ :‬أخبنــاج ماجلــك عــن ابــن‬
‫شهاجب عن ممحدم بن جبي بن مطعم عن أبيه قاجل‪ :‬سأعت رسول ال م قرأ ف الغرب باجلطور)‪.(2‬‬
‫فهــذا الــدميث صــحيح وســندمه متصــل‪ .‬وأمــاج العنعنــة فهــي ممحولــة علــى التصــاجل‪ ،‬لن رواتــه غيـ مدملســي‪،‬‬
‫فمحاجلك إماجم حاجفظ‪ ،‬وابن شهاجب الزهري فقيه حاجفظ متفق على جللته وإتقاجنه‪ ،‬وممحدم بن جبي ثقة‪.‬‬
‫ث ذكر الؤلف ألفاجظ الرواية من غي الصحاجبأ‪ ،‬ولاج مراتب بعضهاج أقوى من بعض‪ ،‬ومنهاج‪:‬‬
‫قراءاةر الشيخ على التلمحيذ ليوي عنه‪ ،‬فيقرأ الشيخ على الرواةر وهم يسمحعون‪ .‬وهــذه الرتبــة هــي‬ ‫‪(1‬‬
‫الغاجبة ف التحمحل‪ ،‬وللراوي ف هذه الرتبة أن يقول‪ :‬حدمثن فلن أو أخبن‪.‬‬

‫)( شرح صحيح مسلم )‪.(1/242‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 731‬وأخرجه مسلم رقم ‪.463‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪110‬‬
‫قـ ـراءا التلمحيــذ علــى الشــيخ وهــو يســمحع‪ .‬فيقــول‪ :‬نعــم أو يســكت‪ .‬فتجــوز الروايــة عنــه بــذلك‬ ‫‪(2‬‬
‫فيقول التلمحيذ‪ :‬أخبن أو حدمثن قراءاةر عليه‪ .‬وهل يسوغ له ترك )قراءاةر عليه(؟‬
‫قولن‪ :‬الصنف ومن وافقه يرى النع‪ ،‬لنــه لـ يـدمثه‪ ،‬والقــول الثـاجن‪ :‬الـواز لن القصـدم العلم‬
‫باجلروايــة عــن الشــيخ‪ ،‬وكــل مــن الصــيغتي صــاجل لــذلك‪ .‬والول قــاجل بــه مســلم وهــو مــذهب الشــاجفعي‬
‫وأصحاجبه ورواية عن أحدم‪ ،‬وباجلثاجن قاجل البخاجري وبعض أهل العلم‪.‬‬
‫الجاجزةر‪ :‬وهي أن يـأذن الشـيخ للتلمحيـذ أن يـروي عنـه مـاج رواه‪ ،‬كـأن يقـول لـه‪ :‬أجـزت لـك أن‬ ‫‪(3‬‬
‫تروي عن صحيح البخاجري‪ .‬فيقول التلمحيذ‪ :‬أجاجزن‪ ،‬أو أخبن إجاجزةر‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬من غي قراءاةر( أي من غي قـراءاةر مـن الشـيخ علـى الـراوي ول مـن الـراوي على الشـيخ‪.‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫القيـــاس‬

‫)وأما القياس‪ :‬فهو رد الفرع إلى الصأل فسي الحأكسم بعلسة تجامعهمسا‪ .‬وهسو ينقسسم إلسى ثلثسة أقسسام‪:‬‬
‫قيساس علسة‪ ،‬وقيسسا دللسة‪ ،‬وقيساس شسبه‪ .‬فقيساس العلسة‪ :‬مسا كسانت العلسة فيسه موجابسة للحأكسم‪ .‬وقيساس‬
‫الدللسسة‪ :‬هسسو السسستدلل بأحأسسد النظيريسسن علسسى الخسسر‪ ،‬وهسسو أن تكسسون العلسسة دالسسة علسسى الحأكسسم‪ ،‬ول‬
‫تكسسون موجابسسة للحأكسسم‪ .‬وقيسساس الشسسبه هسسو الفسسرع المسستردد بيسسن أصأسسلين فيلحأسسق بأكثرهمسسا شسسبه ا بسسه‪ ،‬ول‬
‫يصأار إليه مع إمكان ما قبله(‪.‬‬
‫هــذا هــو الصــل الرابــع مــن الصــول الــت يســتدمل بــاج وهــو القيــاجس‪ ،‬وخــاجلف يــه الظاجهريــة وآخــرون‪ ،‬وقــاجلوا‪:‬‬
‫ليس من الصول لنه ل يفيدم إل الظن‪.‬‬
‫والصـواب مــع المحهــور‪ ،‬فــإن القيــاجس يــثي ظندـاجا غاجلبـاجا يعمحــل بــه فـ الحكــاجم الشــرعية‪ ،‬وقــولم‪ :‬ل يفيــدم إل‬
‫الظن‪ ،‬نقول‪ :‬خب الواحدم ونوه ل يفيدم إل الظن ف الصل‪ ،‬ومع هذا يستدمل به‪.‬‬
‫وقــدم دل علــى اعتبــاجر القيــاجس دليلا كتــاجب ال ـ تعــاجل وســنة رس ـوله م وأق وال الصــحاجبة‪ ،‬قــاجل تعــاجل‪[ :‬لقــد‬
‫أرســلنا رســلنا بالبينــات وأنزلنــا معهــم الكتــاب والمي ـزان ليقــوم النــاس بالقســط ])‪ ،(1‬اليـ ـزان مــاج تــوزن بــه المــور‬
‫ويقاجيس به بينهاج‪ .‬قاجل شيخ السلم ابـن تيمحيـة‪) :‬والقيـاجس الصـحيح مـن العـدمل‪ .‬فـإنه تسـوية بيـ متمحـاجثلي‪ .‬وتفريـق‬
‫بي الختلفي ‪.(2)(. .‬‬
‫ومــن الســنة مــاج ورد عــن أبأـ هريـرةر رضــي الـ عنــه أن رجلا أتــى النــب م فقاجل‪) :‬ياج رســول الـ ولــدم لـ غلم‬
‫أسود‪ .‬فقاجل‪ :‬هل لك من إبل؟ قاجل‪ :‬نعم‪ .‬قاجل‪ .‬ماج ألواناج؟ قاجل‪ :‬حــر‪ .‬قـاجل‪ :‬هــل فيهــاج مــن أورق؟ قـاجل‪ :‬نعــم‪ .‬قـاجل‪:‬‬
‫فأن ذلك؟ قاجل‪ :‬لعله نزعه عرق‪ .‬قاجل‪ :‬فلعل ابنك هذا نزعه عرق()‪ (3‬متفق عليه‪.‬‬
‫قاجل ابن العربأ‪) :‬فيه دليل على صحة القياجس والعتباجر باجلنظي()‪.(4‬‬
‫ومــن أقـوال الصــحاجبة مــاج ورد فـ كتــاجب عمحــر بــن الطــاجب رضــي الـ عنــه إلـ قاجضــيه أبأـ موســى الشــعري‬
‫رضــي الـ عنــه وفيــه )ثـ الفهــم فيمحــاج أدلـ عليــك مــاج ورد عليــك مــاج ليــس فـ قــرآن ول ســنة‪ ،‬ثـ قيــاجس المــور عنــدمك‬
‫واعرف المثاجل‪ .‬ث اعمحدم فيمحاج ترى إل أحبهاج إل ال وأشبههاج باجلق ‪.(5)( . .‬‬

‫)( سورةر الدميدم‪ ،‬آية‪.25 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ممحوع الفتاجوى )‪.(19/288‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 4999‬ومسلم رقم ‪.1500‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( فتح الباجري )‪.(9/444‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( هذا الكتاجب من عمحر رضي ال عنه كتاجب جليل القدمر تلقاجه العلمحاجءا باجلقبول‪ .‬وقدم شرحه ابن القيم رحه ال ف أعلم الوقعي‪ .‬وف ملة البحوث‬ ‫‪5‬‬

‫السلمية العدمد الساجبع عشر تقيق هذا الكتاجب وبياجن ماج تضمحنه من توجيهاجت للقضاجةر للدمكتور ناجصر الطريفي ص ‪.254 – 196‬‬

‫‪112‬‬
‫ونقل ابن القيم ف أعلم الوقعي عن الزن من كباجر الشاجفعية أنـه قاجل‪) :‬الفقهـاجءا مـن عصـر الرســول م إل‬
‫يومناج وهلم جرا اسـتعمحلوا القـاجييس فـ الفقـه فـ جيـع الحكـاجم فـ أمـر دينهـم( وقـاجل‪) :‬وأجعـوا علـى أن نظيـ الـق‬
‫حق‪ ،‬ونظي الباجطل باجطل()‪.(1‬‬
‫قوله‪) :‬وأماج القياجس فهو رد الفرع على الصل ‪.(. .‬‬
‫القيــاجس لغــة‪ :‬التقــدمير والســاجواةر‪ .‬تقــول‪ :‬قســت الثــوب باجلــذراع إذا قــدمرته بــه‪ ،‬وفلن ل يقــاجس بفلن أي ل‬
‫يساجوي به‪.‬‬
‫واصطلحااج‪) :‬رد الفرع إل الصل ف الكم بعلة تمحعهمحاج(‪ ،‬والباجءا ف قوله‪) :‬بعلة( سببية أي بسبب علة‪،‬‬
‫ومعن رد الفرع إل الصل جعله مساجوياجا له وراجعاجا إليه ف الكم‪ ،‬حيث إن الفرع ل يرد ف بيــاجن حكمحــه نــص ول‬
‫إجـاجع‪ ،‬لن موضــوع القيــاجس طلــب أحكـاجم الفــروع الســكوت عنهــاج‪ ،‬الــت لـ يــرد فيهــاج نــص ول إجــاجع‪ ،‬فـإذا وجــدمت‬
‫علة الصل ف الفرع أعطي حكم الصل‪.‬‬
‫ل‪ .‬وقيــاجس العبــدم‬‫ومثاجله‪ :‬قياجس الرز على الب ف جرياجن الرباج)‪ ،(2‬والعلة الت تمحعهمحــاج هـي الطعــم والكيــل مث ا‬
‫علــى المــة فـ ـ تنص ــيف حــدم الزنــاج بــاجمع الــرق فـ ـ كــل منهمحــاج‪ .‬ودليــل الصــل آيــة ســورةر النســاجءا‪ .‬كمحــاج تقــدمم فـ ـ‬
‫التخصيص‪.‬‬
‫وأركاجن القياجس أربعة‪:‬‬
‫‪ (1‬الفرع‪ ،‬وهو الـل الـذي يـراد إثبـاجت الكـم فيـه‪ ،‬ويسـمحى القيـس‪ .‬وهـو الرز فـ الثـاجل الول والعبـدم فـ‬
‫الثاجل الثاجن‪.‬‬
‫‪ (2‬الصل‪ ،‬وهو الل العلوم بثبوت الكم فيه‪ ،‬ويسمحى القيس عليه‪ ،‬وهو الب‪ ،‬والمة‪.‬‬
‫‪ (3‬والكم‪ ،‬وهو المر القصود إلاجق الفرع باجلصل فيه‪ .‬وهو جرياجن الرباج ف الثاجل الول‪ .‬وتنصيف الدم‬
‫ف الثاجن‪.‬‬
‫‪ (4‬العلــة‪ ،‬وهــي العنـ الشــتك بيـ الصــل والفــرع القتضــي إثبــاجت الكــم فـ الفــرع‪ .‬وهــي الطعــم والكيــل‬
‫مثلا ف الول‪ ،‬والرق ف الثاجن‪.‬‬
‫قوله‪) :‬وهو ينقسم إل ثلثة أقساجم( لاج ذكر تعريف القياجس شرع ف تقسيمحه بسب علته‪ .‬فـذكر أنــه ثلثــة‪:‬‬
‫قياجس العلة وقياجس الدمللة‪ ،‬وقياجس الشبه‪ .‬وعرف كل قسم منهاج‪.‬‬
‫قوله )فقياجس العلة‪ :‬هو ماج كاجنت العلة فيه موجبة الكم(‪.‬‬
‫أي‪ :‬هو ماج كاجنت العلة الت تمحـع الفــرع والصــل فـ الكــم )موجبــة الكـم( أي‪ :‬مقتضــية للحكــم‪ ،‬بعنـ‬
‫أنه ل يسن تلف الكم عنهاج ف الفرع بأن توجــدم هـي فـ الفـرع ول يوجــدم الكـم‪ .‬ومثـاجله‪ :‬قيــاجس ضــرب الوالــدمين‬

‫)( أعلم الوقعي )‪.(1/205‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر نثر الورود على مراقي السعود )‪.(2/451‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪113‬‬
‫أو أحــدمهاج علــى التــأفيف النصــوص عليــه فـ قـوله تعــاجل‪[ :‬فل تقـل لهمـا أ د‬
‫ف ])‪ (1‬والكــم هــو التحريــ‪ ،‬والعلــة هــي‬
‫اليذاءا‪ .‬فل يسن عقلا تلف الكم ف الفرع بأن يباجح الضرب‪ ،‬وينع التأفيف مع وجود العلـة فـ الفـرع علـى أتـ‬
‫وجــه)‪ .(2‬وهــذا علــى قــول مــن يــرى أن ثبــوت الكــم فـ الفــرع فـ هــذا القســم بطريــق القيــاجس فيكــون بطريــق النطــوق‬
‫ونقل ف البهاجن)‪ (3‬عن أكثر الصوليي أنه بطريق مفهوم الوافقة‪ ،‬وهو أن يوافق السكوت عنه النطــوق فـ الكــم‪،‬‬
‫وقدم يكون أول وقدم يكون مساجوياجا والضرب أول باجلتحري من التأفيف‪.‬‬
‫والشــهور أن قيــاجس العلــة هــو المحــع بي ـ الفــرع والصــل بنفــس العلــة‪ ،‬كمحــاج إذا قلنــاج‪ :‬يــري الربــاج ف ـ الرز‬
‫ل‪ .‬وهو إماج جلـي أو خفـي‪ ،‬ومـاج ذكـره الصـنف هـو مــن قيـاجس العلــة اللـي‪،‬‬ ‫قياجساجا على الب باجمع الطعم والكيل مث ا‬
‫وهو ماج علم من غي معاجناجةر وفكر)‪.(4‬‬
‫قوله‪) :‬وقياجس الدمللة‪ :‬هو الستدملل بأحــدم النظييــن علـى الخـر‪ ،‬وهـو أن تكــون العلــة دالـة علـى الكــم‬
‫ول تكــون موجبــة للحكــم( ق ـوله‪) :‬هــو الســتدملل( أي هــو أن يســتدمل بأحــدم النظييــن علــى النظي ـ الخــر‪ .‬وال ـراد‬
‫باجلنظيين‪ :‬الشيئاجن التشاجركاجن ف الوصاجف كاجشتاك الشناجن والب ف وصف الكيــل‪ ،‬وقـوله‪) :‬أن تكــون العلــة دالــة‬
‫على الكم( أي على ثبوت الكم ف الفرع‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬ول تكون موجبة للحكم( أي ل تكون مقتضية لثبوت الكم كمحاج ف قياجس العلة‪.‬‬
‫ومثاجله‪ :‬قياجس الشناجن)‪ (5‬على الب ف جرياجن الربـاج بـاجمع الكيــل‪ .‬فاجلعلـة وهـي الكيـل دالـة علـى الكــم‪ ،‬وهـو‬
‫جرياجن الرباج ف الشناجن‪ ،‬ولكنهاج ليست موجبة لثبوت الكم ف الفرع‪ ،‬لواز خلو الفرع عن هذا الكم‪ ،‬لحتمحــاجل‬
‫إياجد فرق بي الصل والفرع‪ ،‬بأن الب مطعوم والشناجن غي مطعوم‪.‬‬
‫والشهور أن قياجس الدمالة هو المحع بي الصل والفرع بدمليل العلة‪ ،‬ل باجلعلة نفسهاج‪ :‬كاجلشدمةر فـ المحــر أو‬
‫الرائحــة‪ ،‬فـإن الشــدمةر أو الرائحــة ليســت هــي العلــة‪ .‬سأـي بــذلك لن الــذكور دليــل العلــة‪ .‬وقــدم يكــون أثــر العلــة كــأن‬
‫يقــاجل‪ :‬القتــل بثقــل يــوجب القصــاجص‪ :‬كاجلقتــل بحــدمد بــاجمع الثــ‪ ،‬وهــو أثــر العلــة الــت هــي‪ :‬القتــل العمحــدم العــدموان‪.‬‬
‫وقدم يكون حكم العلة كأن يقاجل‪ :‬تقطع المحاجعة باجلواحدم‪ ،‬كمحاج يقتلون به باجمع وجـوب الدميـة‪ .‬وهـو حكـم العلــة‪،‬‬
‫ول مناجفاجةر بي هذا وماج ذكر الصنف لواز تعدمد الصطلح أو اختلفه وال أعلم)‪.(6‬‬
‫قوله‪) :‬وقياجس الشبه‪ :‬هو الفرع التدد بي أصلي(‪.‬‬

‫)( سورةر السراءا‪ ،‬آية‪.23 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ويسمحى هذا قياجس الول وهو أن يكون ثبوت الكم ف الفرع أول منه ف الصل كهذا الثاجل أو مساجوياجا له كقياجس تري إتلف اليتيم باجللبس على تري‬ ‫‪2‬‬

‫إتلفه باجلكل انظر حاجشية البناجن )‪.(2/224‬‬


‫)( البهاجن )‪.(2/573‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( انظر تفصيل ذلك ف البحر اليط )‪.(5/36‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الشناجن‪ :‬بفتح المحزةر وكسرهاج شجر معروف كاجن يستعمحل قدمياجا ف غسل الثياجب‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( انظر الشرح الكبي للورقاجت للعباجدي )‪.(2/474‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪114‬‬
‫مثــاجله)‪ :(1‬العبــدم‪ .‬هــل يلــك باجلتمحليــك أو ل؟ وهــل إذا قتــل فيــه الدميــة أو القيمحــة؟ فهــو مــتدد بيـ ـ أصــلي‬
‫متلفي الكم‪.‬‬
‫الول الــر فاجلعبــدم يشــبه الــر مــن حيــث إنــه إنســاجن مكلــف يثــاجب ويعــاجقب وينكــح ويطلــق‪ ،‬وتلزمــه أوامــر‬
‫الشرع ونواهيه‪.‬‬
‫الصــل الثــاجن‪ :‬الــاجل أو البهيمحــة كمحــاج عــب بعضــهم‪ ،‬فهــو يشــبه هــذا الصــل مــن حيــث إنــه يبــاجع ويــوهب‬
‫ويوصى به ويرهن ويورث وغي ذلك من أحوال الاجل‪.‬‬
‫فاجلعبدم فرع أشبه الر فيمحلك باجلتمحليك وفيه الدمية‪ ،‬وهذا الصل الول‪ ،‬وأشــبه البهيمحــة فل يلــك باجلتمحليــك‬
‫وفيه القيمحة‪ .‬وهذا الصل الثاجن‪.‬‬
‫قوله‪) :‬فيلحق بأكثرهاج شبهاجا به( أي يلحــق هـذا الفــرع بـأكثر الصـلي شــبهاجا بـه فـ صـفاجت منــاجط الكـم‪.‬‬
‫وهو الاجل‪ .‬فيأخذ حكمحه ‪ . .‬لنه يشبهه ف الكم والصفة معاجا أكثر ماج يشبه الر فيهمحاج‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ول يصاجر إليـه مـع إمكـاجن مـاج قبلـه( هذه العبـاجرةر ثاجبتـة فـ بعـض النسـخ‪ ،‬ومعناجهـاج‪ :‬أن هذا النـوع مـن‬
‫القيــاجس أضــعف مــن الــذي قبلــه‪ ،‬فل يصــاجر إليــه مــع إمكــاجن القســمحي الوليــ‪ ،‬إذ ليــس بيـ ـ الفــرع والصــل علــة‬
‫مناجسبة‪ ،‬سوى أنه يشبهه ف أكثر الحكاجم‪ ،‬مع أنه يناجزعه أصل آخر‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( انظر أمثلة أخرى ف شرح الروضة لبن بدمران )‪ (2/296‬ومذكرةر الشنقيطي ص ‪.266‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪115‬‬
‫من شروط القيــاس‬

‫)ومن شرط الفرع أن يكسون مناسسسبا للصأسل‪ .‬ومسن شسسرط الصأسل أن يكسون ثابتسا بسسدليل متفسق عليسه‬
‫بين الخصأمين‪ .‬ومن شرط العلة أن تطرد فسي معلوماتهسسا فل تنتقسض لفظسا ول معنسسى‪ .‬ومسسن شسرط‬
‫الحأكسم أن يكسون مثسل العلسة فسي النفسي والثبسات‪ .‬والعلسة هسي الجاالبسة للحأكسم‪ ،‬والحأكسم هسو المجالسوب‬
‫للعلة(‪.‬‬
‫لاج ذكر تعريف القياجس وأقساجمه ذكر بعض شروط أركاجن القياجس‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ومن شرط الفرع أن يكون مناجسباجا للصل( أي‪ :‬ومن شروط الفرع لنــه مفــرد مضــاجف فهـو للعمحــوم‪.‬‬
‫)ولمنن( للتبعيض‪ ،‬لن له شروطاجا أخرى‪ .‬والظهر أن الراد باجلناجسبة‪ :‬الناجسبة ف العلـة بـأن تكـون علـة الكـم وصـفاجا‬
‫مناجسباجا لكل من الصل والفرع‪ ،‬مثل تشويش الفكر وانشغاجل القلب وصف مناجسب لنع الاجقن مـن القضــاجءا قياجسـاجا‬
‫علــى منــع الغضــباجن منــه‪ ،‬وكاجلســتعجاجل ف ـ قيــاجس قتــل الوصــى لــه للمحوصــي علــى قتــل ال ـوارث مــورثه‪ ،‬وكاجلســكاجر‬
‫وصف مناجسب لتحري النبيذ قياجساجا على المحر)‪ ،(1‬وعلى هذا فيغنـ عـن ذكـره مـاج تقـدمم فـ التعريـف مـن قـوله )بعلـة‬
‫تمحعهمحاج( إل أن يقاجل‪ :‬إن الشرطية قدم ل تستفاجد من التعريف؛ لن هــذه الورقــاجت وضــعت للطــاجلب البتــدمئ الــذي‬
‫هو قريب الغفلة عن استفاجدةر ذلك من التعريف‪.‬‬
‫ويتمحل أن يراد باجلناجسبة كون حكم الفــرع مـاجثلا لكــم الصـل‪ ،‬كقيــاجس القتــل باجلثقـل علـى القتــل باجلـدمد‬
‫ف وجوب القصاجص‪ .‬فاجلكم ف الصل هو عي الكم ف الفرع‪ ،‬ذكره ف غاجية الرام)‪.(2‬‬
‫وقــدم ذكــر الشــوكاجن أن مــن شــروط الفــرع مســاجواةر علتــه لعلــة الصــل‪ ،‬ومســاجواةر حكمحــه لكــم الصــل‪ ،‬فهــذا‬
‫يفســر بــه كلم الصــنف)‪ .(3‬فل يقــاجس التفــاجح علــى الــب فـ جريــاجن الربــاج‪ ،‬لن الفــرع ليــس مســاجوياجا للصــل فـ العلــة‪،‬‬
‫وهي الكيل مثلا حيث إن التفاجح ليس مكيلا وال أعلم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ومن شــرط الصــل أن يكــون ثاجبتـاجا بـدمليل متفــق عليــه بيـ الصـمحي( هـذا شــرط لكــم الصـل كمحـاج‬
‫عب به غيه‪ ،‬ومعن ذلك أن يكون حكم الصل الذي يراد إثباجته للفرع ثاجبتاجا بدمليل نص أو إجاجع‪ ،‬متفق عليه بي ـ‬
‫الصــمحي التنــاجزعي‪ ،‬لن البحــث بينهمحــاج فــإذا ذكــر الســتدمل الكــم مقتن ـاجا بــدمليله مــن نــص أو إجــاجل لـ ـ يشــتط‬
‫موافقة الصم‪ ،‬لن دللة النص الصريح أو الجاجع على الكم يؤمن معه النتشاجر‪.‬‬
‫وإناج شرط ذلك لئل ينع الصـم الكـم فيحتـاجج الخـر علـى إثبـاجته فيكـون انتقـاجلا مـن مسـألة على مسـألة‬
‫أخرى‪ ،‬وينتشر الكلم فيفوت القصود‪.‬‬

‫)( يكثر ف كتب الصول ذكر هذا الثاجل‪ .‬وفيه نظر لن النب م صرح بأن كل مسكر حرام‪ .‬ومن شرط الفرع أل يكون منصوصاجا على حكمحه‪ .‬ومن ل‬ ‫‪1‬‬

‫يشتط ذلك ييز هذا القياجس فاجنظر الشرح الكبي )‪) (2/287‬أضواءا البياجن )‪.((3/312‬‬
‫)( غاجية الرام ص ‪.198‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر إرشاجد الفحول ص ‪ ،209‬غاجية الرام شرح مقدممة الماجم للتلمحساجن ص ‪.197‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪116‬‬
‫ومثــاجله قــول النبلــي‪ :‬جلــدم اليتــة نــس فل يطهــر باجلــدمباجغ كجلــدم الكلــب‪ .‬فيقــول النفــي‪ :‬ل أســلم حكــم‬
‫الصل‪ ،‬وهو أن جلدم الكلب ل يطهر باجلدمباجغ‪ ،‬بل هو يطهر به عندمي‪.‬‬
‫فحك ــم الص ــل القي ــس علي ــه لي ــس متفقـ ـاجا علي ــه بينهمح ــاج‪ ،‬فل يص ــح القي ــاجس‪ ،‬وهــذا م ــن القـ ـوادح فـ ـ ب ــاجب‬
‫القياجس‪ ،‬ويسمحى )النع(‪.‬‬
‫فإن ل يكن خصم‪ ،‬بل أريدم مرد إثباجت ذلك الكم ف الفــرع‪ ،‬فاجلشـرط ثبــوت حكـم الصـل بــدمليل يقـول‬
‫به القاجئس وهو الثبت للقياجس‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ومن شرط العلة أن تطرد ف معلولتاج(‪.‬‬
‫أي ومن شرط العلة من حيث إلاجق الفرع باجلصل بواسطتهاج أن تطرد‪ ،‬ومعنـ الطـراد‪ :‬أنـه كلمحـاج وجـدمت‬
‫العلــة فـ ـ صــورةر مــن الصــور وجــدم معهــاج الكــم كاجلكســاجر‪ ،‬فكلمحــاج وجــدم الكســاجر فـ ـ شــيءا وجــدم التحريــك فيــه‪،‬‬
‫كاجلكيل والطعم – مثلا – فكلمحاج وجدم الكيل والطعم ف شيءا حرم الرباج فيه‪.‬‬
‫والراد بعلولتاج الحكاجم العللة باج كتحري الرباج ف الب معلل باجلكيل والطعم على أحدم القوال‪.‬‬
‫وق ـوله‪) :‬فل تنتقــض لفظ ـاجا ول معنــ( هــذا تفريــع علــى شــرطية الط ـراد‪ ،‬والنتفــاجض أن يوجــدم الوصــف ف ـ‬
‫صورةر من الصور‪ ،‬ول يوجدم معه الكم‪ ،‬وهذا من القوادح الت تبطل القياجس ويسمحى )النقض(‪.‬‬
‫ول حاججة لقول الصنف )لفظااج( لنه إذا انتقض معن انتقض لفظااج‪ ،‬بل لو اقتصر الصنف علـى قـوله )فل‬
‫تنتقض( لكفى‪ ،‬لن العلة ل تكون إل معن‪ ،‬واللفـاجظ دالـة عليهـاج‪ ،‬ولعلـه جـع بينهمحـاج لليضـاجح والتأكيـدم‪ ،‬أي فل‬
‫ينتقض لفظ العلة ول معناجهاج)‪ (1‬أو يقاجل‪ :‬إن كاجنت العلة مركبة من عدمةر أوصــاجف نظــر إلـ اللفــظ‪ ،‬وإن كــاجنت أمـرا‬
‫واحدما نظر على معن‪ .‬وسيأت إن شاجءا ال مثاجل ذلك)‪.(2‬‬
‫واعلم أن الصنف عمحم النقض‪ ،‬وهو تلف الكم‪ ،‬سواءا كـاجن الـاجنع أو لغيـ مــاجنع‪ ،‬فيفســدم القيـاجس‪ ،‬وهـو‬
‫ماج مشى عليه ف جع الوامـع)‪ .(3‬ونقلـه عـن الشـاجفعي واختـاجره جاجعـة‪ .‬ويــرى آخـرون أن تلـف الكـم عـن الوصـف‬
‫فيه تفصيل‪ :‬فإن كاجن لجل ماجنع منع من تأثي العلة أو لفقدم شرط تأثيهاج‪ ،‬فل يكــون ذلــك مبطلا للعلــة‪ ،‬بــل هــو‬
‫تصيص لاج‪ ،‬وإل فهو نقض وإبطاجل‪ .‬وبه قاجل التلمحساجن ف مفتاجح الوصول‪ ،‬ونسبة الشنقيطي لكثر العلمحاجءا)‪.(4‬‬
‫ومثــاجل النقــض أن يقــاجل‪ :‬القتــل العمحــدم العــدموان علــة لوجــوب القصــاجص إجاجع ـااج‪ ،‬لكــن ينتقــض ذلــك بقتــل‬
‫الوال ــدم ول ــدمه‪ ،‬ف ــإنه ل ي ــب القص ــاجص‪ ،‬فل يقت ــل ب ــه م ــع وج ــود العل ــة‪ ،‬وه ــي الوص ــاجف الثلث ــة‪ :‬القت ــل‪ ،‬والعمح ــدم‪،‬‬
‫والعــدموان‪ .‬فيقــاجل‪ :‬إن العلــة تلفــت لــاجنع وهــو البـوةر‪ ،‬لنــاج ماجنعــة مــن تــأثي العلــة فـ الكــم‪ ،‬فل يقــاجل هــذه العلــة‬
‫منقوضة لتخلف الكم عنهاج ف هذه الصورةر‪ ،‬بل هـي علـة منـع مـن تأثيهـاج مـاجنع‪ ،‬فل تبطـل فـ غيـ الب‪ ،‬فكلمحـاج‬

‫)( انظر الشرح الكبي )‪.(2/493‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر قرةر العي للحطاجب ص ‪.75‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( جع الوامع باجشية البناجن )‪.(2/294‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( مفتاجح الوصول ص ‪ ،142‬أضواءا البياجن )‪.(3/479 ،2/258‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪117‬‬
‫وجدم القتل العمحدم العدموان من غي الب ونوه وجب القصاجص‪ ،‬حيث ل مــاجنع مـن تأثيهــاج‪ .‬وهـذا نقــض علـى رأي‬
‫الولي‪ ،‬وتصيص على القول الثاجن‪.‬‬
‫ومثـاجل فقـدم الشـرط‪ :‬الزنـاج علـة الرجـم إجاجعـااج‪ .‬وشـرطه‪ :‬الحصـاجن‪ .‬فـإذا تلـف الكـم – وهـو الرجـم – مـع‬
‫وجود العلة – وهي الزناج – فل يقاجل‪ :‬إناج علة منقوضة‪ ،‬بل علة تتلف شرط تأثيهاج‪.‬‬
‫وإن كاجن تلفهاج لغي ذلك ل يصح التعليل باج‪ ،‬كمحاج لو قيل‪ :‬تـب الزكـاجةر فـ الواشـي قياجسـاجا على المـوال‬
‫بــاجمع دفــع الكــم عنهــاج فـ الـواهر كــاجللل لصــلحيتهاج لــدمفع حاججــة الفقيــ‪ ،‬ومــع هــذا فل زكــاجةر فيهــاج‪ ،‬فهــي علــة‬
‫منقوضة حيث وجدم العن العلل به‪ ،‬وهو دفع حاججة الفقي‪ ،‬ول يوجدم الكم وهو وجوب الزكاجةر‪.‬‬
‫قـوله‪) :‬ومـن شـرط الكـم أن يكـون مثـل العلـة فـ النفـي والثبـاجت( الـراد بـاجلكم حكم الصـل مـن حيـث‬
‫صــحة إلــاجق الفــرع فيــه بســبب علتــه‪ ،‬أي‪ :‬ومــن شــروط الكــم أن يكــون تاجبع ـاجا للعلــة ف ـ النفــي والثبــاجت أي ف ـ‬
‫الوجود والعدمم‪ ،‬فإن وجدمت العلة وجدم الكم‪ ،‬وإن انتفت انتفى‪ .‬وهـذا الشـرط أعـم مــن الشـرط الــذكور فـ العلـة‪،‬‬
‫لن ذاك خ ــاجص بوج ــود الك ــم عن ــدم وج ــود العل ــة‪ ،‬وه ــذا ع ــاجم للوج ــود والنتف ــاجءا‪ ،‬ف ــاجلول ه ــو الط ــرد‪ ،‬والث ــاجن ه ــو‬
‫العكس‪ .‬وهذا إن كاجن الكم معللا بعلة واحدمةر‪ :‬كتحري المحر لعلة السكاجر‪ ،‬فمحت وجدم السكاجر وجدم التحري‪،‬‬
‫ومــت انتفــى الســكاجر انتفــى التحريــ‪ ،‬فــإن كلــن للحكــم علــل متعــدمدةر لـ ـ يلــزم مــن انتفــاجءا علــة معينــة منهــاج انتفــاجءا‬
‫الكم‪ ،‬فيثبت باجلعلة الخرى كاجلبول والغاجئط والنوم لنقض الوضوءا‪ ،‬فلو عدمم البول والغاجئط ثبت النقض باجلنوم‪.‬‬
‫واعلم أن ظاجهر كلم الصنف اشتاط النعكاجس فـ العلــة‪ ،‬ومعنـاجه كلمحـاج انتفــت العلـة انتفــى الكـم‪ ،‬ومـن‬
‫يشتط ذلك ينع تعليل الكم بعلتي‪ ،‬لنه إذا انتفت علة ل ينتف الكم لوجود العلة الخرى وقياجمهاج مقاجمهاج‪.‬‬
‫والصــحيح أن ذلــك ل يشــتط وإن كــاجن هــو الغــاجلب‪ .‬ونســبه فـ ـ الشــرح الكــب للورقــاجت إلـ ـ المحهــور)‪،(1‬‬
‫فيجــوز تعلي ــل الكــم الواحــدم بعلــتي وذل ــك لوقــوعه‪ ،‬ولن العل ــة علمــة علــى وجــود الك ــم‪ ،‬ول م ــاجنع مــن تع ــدمد‬
‫العلماجت‪.‬‬
‫ومثـاجله مـاج تقـدمم مـن تعليــل إيـاجب الوضـوءا بــاجلبول والغــاجئط والريــح والنــوم‪ ،‬ومثــاجله أيضـاجا تعليـل حرمـة النكــاجح‬
‫باجلقرابة والصهر والرضاجع‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والعلة هي الاجلبة للحكم( هذا أحدم تعاجريف العلة‪ ،‬وهي الركن الرابع من أركاجن القياجس كمحاج تقدمم‪.‬‬
‫ث إن أريدم باجلاجلبة للحكم أي بذاتاج فغي صحيح‪ ،‬لن ال تعاجل ل يمحلــه علـى شــرع الكــم ســوى إرادتـه‬
‫جل وعل‪ ،‬يلق ماج يشاجءا ويتاجر‪.‬‬
‫وإن أريــدم أن الشــاجرع جعلهــاج جاجلبــة للحكــم فهــذا ل بــأس بــه‪ .‬ولكــن التعــبي )باجلعرفــة للحكــم( أولـ ـ مــن‬
‫الاجلبــة للحكــم للحتمحــاجل الــذكور‪ ،‬وذلــك لن العلــة معرفــة لوجــود الكــم‪ ،‬فمحــت عرفــت العلــة عــرف ثبــوت الكــم‬
‫معهــاج‪ ،‬بســبب أن بينهمحــاج مناجســبة تقتضــي ترتيــب الكــم عليهــاج‪ ،‬فاجلســكاجر علــة أي أن هــذا الوصــف علمــة معدرفــة‬

‫)( الشرح الكبي )‪.(2/497‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪118‬‬
‫على حرمة السكر كاجلمحر والنبيـذ‪ .‬فاجلـل قبـل أن يصـي مسـكرا مبـاجح‪ ،‬فـإذا ظهـرت فيـه القـوةر السـكرةر وصـاجر خـرا‬
‫حـرم‪ .‬فعلـة التحريـ وهـي السـكاجر تــدمل علـى ترتــب الكـم عليهــاج وتعلقــه بـاج‪ ،‬فـإن وجـدمت وجــدم‪ ،‬وإن لـ توجـدم لـ‬
‫يوجدم الكم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والكم هو اللوب للعلة( هذا تعريف الكم وهو أحدم أركاجن القياجس كمحاج تقدمم‪.‬‬
‫ومعن ذلـك أن الكـم هو مـاج جلبتـه العلـة واقتضـته مـن تريـ وتليـل وصـحة وفسـاجد ووجـوب وانتفـاجءا ونـو‬
‫ذلك‪ ،‬فتحري المحر حكم شرعي اقتضته العلة وهي السكاجر‪ .‬وإناج كاجن الكــم ملوبـاجا للعلــة لناجســبتهاج لــه‪ ،‬فـإنه مـاج‬
‫ثبت حكم الصل ف الفرع إل بسبب هذه العلة وال أعلم‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫الحظــر والباحــة‬

‫)وأم سسا الحأظ سسر والباحأ سسة فم سسن الن سساس م سسن يق سسول‪ :‬إن أصأ سسل الش سسياء عل سسى الحأظ سسر إل م سسا أب سساحأته‬
‫الش سريعة‪ .‬فسسإن لسسم يوجاسسد فسسي الش سريعة مسسا يسسدل علسسى الباحأسسة يتمسسسك بالصأسسل وهسسو الحأظسسر‪ .‬ومسسن‬
‫النساس مسن يقسول‪ :‬بضسده‪ ،‬وهسو أن الصأسل فسي الشسياء علسى الباحأسة إل مسا حأظسره الشسرع ]ومنهسم‬
‫من قال بالتوقفا[(‪.‬‬
‫قول )وأماج الظر والباجحة( معطوف على قوله ف أول الورقاجت )وأماج أقساجم الكلم( فهـو مـن جلـة مـاج أراد‬
‫تفصيله بعدم إجاجله‪.‬‬
‫والـراد بــاجلظر‪ :‬النــع‪ .‬والباجحــة ضــدمه‪ .‬وهــذه الســألة)‪ (1‬وهــي مســألة العيــاجن النتفــع بــاج ذكــر الصــنف فيهــاج‬
‫ثلثة أقوال‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن الشــياجءا النتفــع بــاج علــى الظــر إل مــاج دلــت الشـريعة علــى إبــاجحته فهــو مبــاجح‪ ،‬فــإن لـ يوجــدم فـ‬
‫الشريعة ماج يدمل على الباجحة فإنه يتمحسك باجلصل وهو الظر‪ ،‬واحتج القاجئلون بذلك بأن جيع الشياجءا ملوكة ل‬
‫جل وعل‪ ،‬والصل ف ملك الغي منع التصرف فيه إل بإذنه‪.‬‬
‫القــول الثــاجن‪ :‬أن الصــل فـ النــاجفع الباجحــة إل مــاج حظــره الشــرع‪ .‬ومــن أدلــة قـوله تعــاجل‪[ :‬هو الذي خلق‬
‫لكم ما في الرض جميعا ])‪ (2‬ووجه الدمللة‪ :‬أن ال تعاجل امت على خلقه باج ف الرض جيعـااج‪ ،‬ول يتـ إل ببــاجح‬
‫إذ ل منة ف مرم‪ ،‬وخص من ذلـك بعـض الشــياجءا وهـي البــاجئث لـاج فيهـاج مـن الضــرر لـم فـ معاجشــهم أو معـاجدهم‪،‬‬
‫فيبقى ماج عدمهاج مباجحاجا بوجب الية‪.‬‬
‫ب ذو‬
‫وق ــاجل تع ــاجل‪[ :‬والرض وضــعها للنــام )‪ (10‬فيهــا فاكهــة والنخــل ذات الكمــام )‪ (11‬والحـ ـ د‬
‫العصــف والريحــان )‪ (3)] (12‬فــاجمت ال ـ تعــاجل علــى النــاجم بــأن وضــع لــم الرض‪ ،‬وجعــل لــم فيهــاج أرزاقهــم مــن‬
‫القوت والتفكه‪.‬‬
‫وعن سعدم بن أبأ وقاجص رضي ال عنه أن النب م قاجل‪) :‬إن أعظم السلمحي جرماجا من ســأل عــن شــيءا لـ‬
‫يدرم فحرم من أجل مسألته()‪.(4‬‬
‫ووجه الدمللة من وجهي‪:‬‬
‫‪ (1‬أن الشياجءا ل تدرم إل بتحري خاجص لقوله‪) :‬ل يرم(‪.‬‬
‫‪ (2‬أن التحري قدم يكون لجل السألة‪ .‬فبي بذا أناج بدمون ذلك ليست مرمة‪.‬‬

‫)( انظر كتاجب )الساجئل الشتكة بي أصول بي أصول الدمين وأصول الفقه( للدمكتور ممحدم العروسي ص ‪.84‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.29 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر الرحن‪ ،‬الياجت‪.12 – 10 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاجري رقم ‪ 6859‬ومسلم رقم ‪ 2358‬وأبو داود رقم ‪.4610‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪120‬‬
‫والقــول الثــاجلث‪ :‬التوقــف )وهــذا ثــاجبت فـ ـ بعــض النســخ( ودليلــه أن البــاجح مــاج أذن فيــه صــاجحب الشــرع‪،‬‬
‫والظــور مــاج حرمــه صــاجحب الشــرع‪ ،‬فــإذا لـ يــرد الشــرع وجــب أل يكــون مباجحـاجا ول مظــوراا‪ ،‬فــوجب أن يكــون علــى‬
‫التوقف‪.‬‬
‫والق ــول الث ــاجن أرج ــح القـ ـوال فـ ـ الس ــألة لقـ ـوةر أدلت ــه‪ .‬وم ــاج عل ــل ب ــه الول ــون ض ــعيف ل يق ــف فـ ـ مقاجبل ــة‬
‫)‪(1‬‬
‫النصوص‪ .‬وأماج الثاجلث ففيه نظر‪ ،‬فإن ال تعاجل خلق لناج وسخر [ما في السموات وما في الرض جميعال منه ]‬
‫نسـتفيدم منهــاج‪ ،‬فاجلتصــرف فيهـاج ينبغــي أن يكـون مباجحـاجا بـذا الصــل العـاجم‪ ،‬وقـدم نصـر القـول باجلباجحــة شــيخ الســلم‬
‫ابن تيمحية رحه ال)‪.(2‬‬
‫واعلم أن السألة خاجصة باجلعياجن النتفع باج‪ ،‬وكلم الصنف عاجم حيث عــب باجلشــياجءا‪ ،‬وهـي تشــمحل النــاجفع‬
‫والضاجر‪ ،‬كمحاج تشمحل القوال والفعاجل‪ ،‬وقدم فصل شاجرح الورقاجت جلل الدمين اللى وبي حكم الناجفع وأنــه الــل‪،‬‬
‫والضاجر وأنه التحري‪ ،‬وقاجل‪ :‬إن هذا هو الصحيح)‪ .(3‬وال أعلم‪.‬‬

‫)( سورةر الاجثية‪ ،‬آية‪.13 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر ممحوع الفتاجوى )‪.(21/535‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( شرح الورقاجت ص ‪.29‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪121‬‬
‫استصحــاب الحــال‬

‫)ومعنى استصأحأاب الحأال‪ :‬أن يستصأحأب الصأل عند عدم الدليل الشرعي(‪.‬‬
‫الستصـ ــحاجب مـ ــن الدلـ ــة الختلـ ــف فيهـ ــاج‪ .‬وقـ ــول الصن ـ ــف ) ومعنـ ـ ـ استصـ ــحاجب الـ ــاجل ( يشع ـ ــر بـ ــأن‬
‫الستصــحاجب تقـدمم لـه ذكــر كغيه مــن البـاجحث السـاجبقة‪ .‬وليــس كـذلك لن الصـنف لـ يــذكره فـ ممحــل البـواب‬
‫أول الورقاجت‪ ،‬وكاجن النسب أن يعنون له بسألة ونوهاج‪.‬‬
‫والستصحاجب لغة‪ :‬طلب الصحبة كاجلستسقاجءا طلب السقياج‪ ،‬والصحبة مقاجرنة الشيءا ومقاجربته‪.‬‬
‫واصطلحااج‪ :‬هو الكم بأن ماج ثبت ف الزمن الاجضي‪ ،‬فاجلصل بقاجؤاه ف الزمن الستقبل‪.‬‬
‫فإذا ثبت شيءا فاجلستدمل يطلب صحبته ف الاجل والستقباجل حت يدمل دليل على رفعه‪.‬‬
‫فلو ادعى شخص على آخر دينـاجا لـ تقبـل دعـواه‪ .‬ويكـون القـول قـول الدمعى عليـه استصـحاجباجا للحـاجل‪ .‬إذ‬
‫الصل براءاةر الذمة من القوق الاجلية حت يدمل دليل على خلف ذلك‪.‬‬
‫والستصحاجب أنواع‪:‬‬
‫الول‪ :‬استصحاجب العدمم الصلي‪ ،‬حت يرد الدمليل الناجقل عنه‪ ،‬وهذا النوع هو الذي ذكره الصنف بقوله‪:‬‬
‫)أن يستص ــحب الص ــل عن ــدم ع ــدمم ال ــدمليل الش ــرعي(‪ .‬والـ ـراد باجلص ــل‪ :‬الع ــدمم الص ــلي‪ .‬وه ــو م ــاج يس ــمحى ب ــاجلباءاةر‬
‫الصلية‪ .‬فاجلصل براءاةر الذمة من التكاجليف الشرعية حت يرد دليل شرعي على تغييه‪ :‬كنفي صلةر ساجدســة‪ .‬وعــدمم‬
‫وجوب صوم رجب‪.‬‬
‫وقـوله‪) :‬عنـدم عـدمم الـدمليل الشــرعي( الـراد بعــدمم الــدمليل باجعتبـاجر مــاج يظهــر للمحجتهــدم ل بــاجلنظر للواقـع ونفـس‬
‫المر‪ .‬فإذا بث التهدم ول يدم الدمليل استصحب الباءاةر الصلية‪.‬‬
‫وهــذا النــوع حجــة‪ .‬قــاجل الســبكي فـ البــاجج شــرح النهــاجج‪) :‬والمحهــور علــى العمحــل بــذا‪ ،‬وادعــى بعضــهم‬
‫التفاجق( أ هـ)‪ (1‬وقدم ذكر الصنف أنه حجة ف كلمه على ترتيب الدلة كمحاج سيأت إن شاجءا ال‪.‬‬
‫الثــاجن‪ :‬الستصــحاجب الــذي ددل الشــرع علــى ثبــوته ودوامــه كاجستصــحاجب الطهــاجرةر بنــاجءاا علــى مــاج مضــى مــن‬
‫الوضوءا حت يثبت ناجقض‪ ،‬واستصحاجب بقاجءا النكــاجح بنـاجءا علـى عقـدم الـزواج الصـحيح شـرعااج‪ ،‬وبقـاجءا اللــك فـ الــبيع‬
‫بناجءا على عقدم البيع الصحيح شرعااج‪ ،‬وبقاجءا شغل ذمة من أتلـف شـيئاجا بنـاجءا علـى مـاج صـدمر منـه مـن إتلف‪ .‬فاجلكم‬
‫بذلك استصحاجب للحكم الذي دل الدمليل الشرعي على ثبوته ودوامه‪ .‬ول يقم دليل على تغييه‪.‬‬
‫وهذا النوع ل خلف ف وجوب العمحل به عندم الصوليي على أن يثبت معاجرض له‪ .‬قاجله الزركشي)‪.(2‬‬
‫النــوع الثــاجلث‪ :‬استصــحاجب الــدمليل مــع احتمحــاجل العــاجرض‪ .‬فــاجلعمحوم يستصــحب إلـ أن يــرد تصــيص‪ .‬لن‬
‫صــص تعطيــل للشـريعة‪ .‬والنــص يستصــحب إلـ أن يــرد نســخ‪ .‬ومــن أمثلــة ذلــك أن‬ ‫تعطيلــه بــدمعوى البحــث عــن م د‬
‫)( الباجج )‪.(3/168‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البحر اليط )‪ (6/20‬وانظر أصول الفقه السلمي للزحيلي )‪.(2/863‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪122‬‬
‫فريقـ ـاجا مــن أهــل العلــم قــاجلوا بـ ـواز نكــاجح الزانيــة قبــل وضــع حلهــاج‪ .‬والصــحيح عــدمم الـ ـواز لقـ ـوله تعــاجل‪[ :‬وأولت‬
‫الحمال أجلهدن أن يضعن حملهدن ])‪ (1‬فيجب استصـحاجب هذا العمحـوم حـت يثبــت تصيصـه بـاج يـدمل علـى جـواز‬
‫الصورةر الذكورةر)‪.(2‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬استصحاجب الكم الثاجبت باجلجاجع ف مل اللف‪ ،‬وهذا النوع راجع إل حكم الشرع‪ .‬بــأن‬
‫يتف ــق عل ــى حك ــم فـ ـ حاجل ــة‪ ،‬ثـ ـ تتغيـ ـ ص ــفة المح ــع علي ــه‪ .‬ويتل ــف المحع ــون في ــه‪ .‬فيس ــتدمل م ــن لـ ـ يغيـ ـ الك ــم‬
‫باجستصحاجب الاجل‪.‬‬
‫ومثــاجل ذلــك‪ :‬اســتدملل مــن يقــول‪ :‬إن الــتيمحم إذا رأى الــاجءا فـ أثنــاجءا صــلته ل تبطــل صــلته‪ .‬لن الجــاجع‬
‫منعقدم على صحتهاج قبل ذلك‪ .‬فاجستصحب هذا الجاجع إل أن يدمل دليل على أن رؤاية الاجءا مبطلة‪.‬‬
‫وهــذا النــوع هــو مــل اللف‪ .‬فــأكثر الناجبلــة وأصــحاجب أبأـ حنيفــة والشــاجفعي علــى أنــه ليــس بجــة‪ .‬لن‬
‫الجاجع إناج ددل على دوام الصلةر حاجل العدمم‪ .‬فأماج مع وجود الاجءا فهو متلف فيه‪ ،‬ول إجاجع مع الختلف‪.‬‬
‫وقــاجل بعــض الصـوليي والفقهــاجءا‪ :‬إنــه حجــة‪ .‬وبــه قــاجل داود الظــاجهري واختــاجره المــدمي وابــن الــاججب وابــن‬
‫القيــم وغيهــم‪ .‬قــاجل الشــوكاجن‪) :‬والقــول الثــاجن هــو الراجــح‪ ،‬لن التمحســك باجلستصــحاجب بــاجشق علــى أصــل قــاجئم فـ‬
‫مقاجم النع‪ ،‬فل يب عليه النتقاجل عنه إل بدمليل يصلح لذلك‪ ،‬فمحن ادعاجه جاجءا به()‪.(3‬‬
‫لكــن نــوقش ذلــك بــأن البقــاجءا علــى الصــل القــاجئم إنــاج يكــون مــع النــص أو العقــل‪ .‬أمــاج حي ـ يكــون دليلــه‬
‫الجاجع فل‪ .‬لن الجاجع ف مسألة التيمحم – مثلا – مشروط باجلعدمم‪ .‬فل يكون دليلا عندم الوجود‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫ومن الدلة على صحة الستدملل باجلستصحاجب ماج عدما النوع الرابع قوله تعاجل‪[ :‬فمن جاءه موعظة مـن‬
‫ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى ال ])‪ .(4‬ووجــه الدمللــة‪ :‬أنــه لــاج نــزل تريـ الربــاج خــاجفوا مــن المـوال الكتســبة مــن‬
‫الرباج قبل التحري‪ ،‬فبينت الية أن ماج اكتسبوا قبل التحري على الباءاةر الصلية‪ ،‬فهو حلل ول حرج عليهم فيه)‪.(5‬‬
‫ومــن الدلــة أن مــاج ثبــت فـ ـ الزمــاجن الول مــن وجــود أمــر أو عــدممه ولـ ـ يظهــر زوالــه‪ ،‬فــإنه يلــزم باجلضــرورةر‬
‫والبدماهة أن يصل الظن ببقاجئه كمحاج كاجن‪ .‬والعمحل باجلظن واجب)‪.(6‬‬
‫ومن الدلة – أيضاجا – قياجم الجاجع على اعتباجر الستصحاجب فـ كـثي مــن الفـروع الفقهيــة كبقـاجءا الوضـوءا‬
‫والدمث والزوجية واللك – ماج تقدمم – مع وجود الشك ف رافعهاج)‪.(7‬‬

‫)( سورةر الطلق‪ ،‬آية‪.4 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر أضواءا البياجن )‪.(6/83‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر أعلم الوقعي )‪ (1/341‬رساجلة ف أصول الفقه للعكبي ص ‪ 136‬إرشاجد الفحول ص ‪ 238‬أدلة التشريع الختلف ف الحتجاجج باج للدمكتور عبدم‬ ‫‪3‬‬

‫العزيز الربيعة ص ‪ 303‬وانظر الشرح المحتع على الزاد للشيخ ممحدم بن عثيمحي )‪.(1/341‬‬
‫)( سورةر البقرةر‪ ،‬آية‪.275 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( مذكرةر الشنقيطي ص ‪.159‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أصول الفقه السلمي )‪.(2/869‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( الصدمر الساجبق )‪.(2/870‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪123‬‬
‫هذا وقدم استنبط الفقهاجءا بعض القواعدم من الستصحاجب وأدلته ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ (1‬الصل بقاجءا ماج كاجن على ماج كاجن حت يثبت تغييه‪.‬‬
‫‪ (2‬الصل ف الشياجءا الناجفعة الباجحة‪.‬‬
‫‪ (3‬الصل ف الشياجءا الضاجرةر التحري‪.‬‬
‫‪ (4‬اليقي ل يزول باجلشك‪.‬‬
‫‪ (5‬الصل براءاةر الذمة من التكاجليف والقوق‪.‬‬
‫‪ (6‬الصل ف الذباجئح التحري‪.‬‬
‫‪ (7‬الصل ف العقود والشروط الصحة إل ماج أبطله الشاجرع‪.‬‬
‫وتفصيل ذلك ل يتسع له القاجم وال أعلم‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ترتيــب الدلـــة‬

‫)وأمسسا الدلسسة فيقسسدم الجالسسي منهسسا علسسى الخفسسي‪ ،‬والمسسوجاب للعلسسم علسسى المسسوجاب للظسسن‪ ،‬والنطسسق علسسى‬
‫القيسساس‪ ،‬والقيسساس الجالسسي علسسى الخفسسي‪ .‬فسسإن وجاسسد فسسي النطسسق مسسا يغيسسر الصأسسل إوال فيستصأسسحأب‬
‫الحأال(‪.‬‬
‫قوله‪) :‬وأماج الدلة( أي وأماج ترتيب الدلة كمحاج ذكر ذلك ف أول الورقاجت‪.‬‬
‫والدلة جع دليل‪ ،‬والراد به هناج ماج تثبت به الحكاجم الشرعية من الكتاجب والسنة والجاجع والقيــاجس‪ ،‬وكــذا‬
‫قــول الصــحاجبأ علــى أحــدم القـولي‪ ،‬والستصــحاجب علــى القــول الختــاجر‪ .‬ومــن العلــوم أن الدلــة الشــرعية متفاجوتــة فـ‬
‫القـ ـوةر فيحت ــاجج إلـ ـ معرف ــة الق ــوى ليق ــدمم عل ــى غيه عن ــدم التع ــاجرض‪ ،‬ول ــذا ك ــاجن الولـ ـ باجلص ــنف أن ي ــذكر ه ــذه‬
‫الكلمحاجت اليسيةر مع التعاجرض التقدمم بثه‪ ،‬لن ترتيب الدلـة يتـاجج إليـه عنـدم التعـاجرض‪ ،‬وهـذا مـاج فعلـه الؤلفــون فـ‬
‫أصول الفقه‪ ،‬ولعـل الصـنف أخـر موضـوع الـتتيب إلـ هنـاج‪ ،‬لنـه يـري فـ الدلـة الربعـة الـت آخرهـاج القيـاجس‪ .‬فلمحـاج‬
‫فرغ من الدلة شرع ف بياجن التجيح بينهاج‪.‬‬
‫قوله‪) :‬فيقدمم اللي منهاج على الفي( أي يقدمم من أدلة الكتـاجب والسـنة )اللـي( وهـو مـاج اتضـح منـه الـراد‬
‫)الفي(‪ .‬وهو ماج خفي الراد منه‪ ،‬وذلك كاجلظاجهر والؤول‪ ،‬سواءا كاجن الظاجهر ظاجهرا بنفسـه أو باجلــدمليل كمحـاج تقــدمم‬
‫ف باجبه‪ ،‬ف معناجه الاجزي‪ ،‬لن القيقي هو الظاجهر من اللفظ‪.‬‬
‫وهذا على القول بوقوع الاجز ف القرآن‪ ،‬وتقدمم بياجن ذلك‪.‬‬
‫ق ـوله‪) :‬والــوجب للعلــم علــى الــوجب للظــن( أي ويقــدمم مــاج يفيــدم العلــم وهــو اليقي ـ علــى مــاج يفيــدم الظــن‪،‬‬
‫صـااج‪.‬‬
‫وذلك كاجلتواتر والحاجد‪ ،‬فإن التـواتر يفيـدم العلـم‪ ،‬والحـاجد يفيـدم الظـن‪ ،‬إل أن يكـون التـواتر عاجدمـاجا والحـاجد خاج د‬
‫فــإن الحــاجد يصــص الت ـواتر‪ ،‬كمحــاج ف ـ ق ـوله تعــاجل‪[ :‬يوصــيكم الـ فــي أولدكــم ])‪ (1‬مــع حــدميث "ل يــرث الســلم‬
‫الكاجفر‪ ،‬ول الكاجفر السلم" وتقدمم ذلك ف الاجص‪.‬‬
‫قوله‪) :‬والنطق على القياجس( أي ويقدمم النطق على القياجس‪ ،‬والراد باجلنطق قول الـ تعـاجل وقـول الرســول م‪،‬‬
‫ص باجلقيــاجس‪ ،‬ومثــاجله‬
‫كمحــاج تقــدمم تعريفــه فـ التخصــيص‪ ،‬فيقــدمم ذلــك علــى القيــاجس إل إن كــاجن النــص عاجدمــاج فــإنه يـ د‬
‫تقدمم ف التخصيص‪.‬‬
‫قـ ـوله‪) :‬والقيــاجس اللــي علــى القيــاجس الفــي( القيــاجس اللــي مــاج نــص علــى علتــه أو أجــع عليهــاج أو كــاجن‬
‫مقطوعاجا فيه بنفي الفاجرق بي الفرع والصل‪.‬‬
‫ومــن أمثلتــه قيــاجس إحـ ـراق مــاجل اليــتيم علــى أكلــه النصــوص عليــه فـ ـ آيــة ســورةر النســاجءا فـ ـ التحريـ ـ بــاجمع‬
‫التلف إذ ل فرق بينهمحاج‪.‬‬

‫)( سورةر النساجءا‪ ،‬آية‪.11 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪125‬‬
‫والقياجس الفي ماج ثبتت علته باجلستنباجط‪ ،‬ول يقطع بنفي الفــاجرق بيـ الفـرع والصـل‪ ،‬كمحـاج تقــدمم فـ قيــاجس‬
‫ل‪ ،‬فـإنه لـ يقطــع بنفــي الفــاجرق لحتمحـاجل أن يقـاجل‪ :‬إن الــب مطعــوم‪،‬‬ ‫الشناجن على الب ف تري الرباج باجمع الكيل مث ا‬
‫والشناجن غي مطعوم‪.‬‬
‫قـوله‪) :‬فـإن وجــدم فـ النطــق مــاج يغيـ الصــل وإل فيستصــحب الــاجل(‪ :‬أي أن وجــدم فـ الكتــاجب والســنة مــاج‬
‫ص ـاجا فإننــاج نعمحــل باجلستصــحاجب‪ ،‬وهــو‬
‫يغي ـ الصــل وهــو ال ـباءاةر الصــلية عمحــل بــاجلنص وتــرك الصــل‪ ،‬وإن ل ـ نــدم ن د‬
‫العدمم الصلي كمحاج تقدمم‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫شــروط المفتــي‬

‫)ومن شرط المفتي أن يكون عالما بالفقه أصألا وفرعاا‪ ،‬خلفا ومسسذهباا‪ ،‬وأن يكسسون كامسسل اللسسة فسسي‬
‫الجاتهسساد‪ ،‬عارفسا بمسسا يحأتسساج إليسسه فسسي اسسستنباط الحأكسسام مسسن النحأسسو واللغسسة ومعرفسسة الرجاسسال وتفسسسير‬
‫اليات الواردة في الحأكام والخبار الواردة فيها(‪.‬‬
‫لـاج فــرغ الصـنف مـن الكلم علـى الدلـة شـرع يتكلــم علـى صــفاجت مـن يشــتغل باجلدلـة وهـو التهـدم‪ ،‬فـذكر‬
‫شروطه‪ ،‬وهذا مسلك لبعض الصـوليي‪ ،‬وهـو تــأخي مبحــث الجتهـاجد عــن مبحــث الدلــة‪ ،‬والكـثرون قـدمموا بـاجب‬
‫الجتهاجد على مباجحث الدلة‪ ،‬لناج من عمحل التهدم‪.‬‬
‫قـ ـوله‪) :‬ومــن شــرط الفــت( أي التهــدم‪ ،‬والفــت‪ :‬اســم فاجعــل مــن أفــت الربــاجعي‪ ،‬ومصــدمره الفتــاجءا‪ .‬قــاجل فـ ـ‬
‫القاجموس‪) :‬أفتاجه ف المر‪ :‬أباجنه له‪ .‬والفتياج والفتوى )وتفتح( ماج أفت به الفقيه( أهـ‪.‬‬
‫والراد هناج‪ :‬الخب عن حكم شرعي‪.‬‬
‫وللمحفت شروط ل يكون صاجلاجا للفتاجءا إل باج ذكر بعضاجا منهاج‪.‬‬
‫ق ـوله‪) :‬أن يكــون عاجل ـاجا بــاجلفقه أص ـلا وفرع ـااج‪ ،‬خلف ـاجا ومــذهبااج( هــذا الشــرط الول مــن شــروط التهــدم‪ ،‬وإنــاج‬
‫اشــتط علمحــه بــاجلفقه لنــه القصــود‪ ،‬وال ـراد بــاجلفقه هنــاج مســاجئل الفقــه‪ ،‬وليــس ال ـراد مــاج تقــدمم ف ـ أول الورقــاجت‪ ،‬وهــو‬
‫معرفة الحكاجم الشرعية لئل يصي العن‪ :‬أن يكون عاجلاجا بعرفة الحكاجم وهذا غي مراد‪.‬‬
‫والـراد بقـوله‪ :‬أصـلا وفرعـااج‪ :‬أي أصــول الفقــه وفروعــه‪ .‬فأصــول الفقــه أدلــة الفقــه الجاجليــة وكيفيــة الســتفاجدةر‬
‫منهاج وفروعه‪ :‬مساجئله الزئية‪.‬‬
‫ل( مسـاجمة‪ ،‬لن أصـول‬ ‫وف إدخاجل أصول الفقه ف الفقه كمحاج يدمل عليـه قـوله )أن يكـون عاجلـاجا بــاجلفقه أصـ ا‬
‫الفقه ليس داخلا ف الفقه‪ ،‬إل إن كاجن يريدم باجلصل أمهــاجت السـاجئل الـت هـي كاجلقواعــدم‪ ،‬لكـن يفــوته التنــبيه علـى‬
‫معرفة أصول الفقه للمحجتهدم‪ ،‬إل أن يدمخل ف قوله )كاجمل اللة( كمحاج سيأت إن شاجءا ال)‪.(1‬‬
‫قــاجل ابــن الــوزي‪) :‬قــاجل العلمحــاجءا‪ :‬مــن الـ ـواجب علــى الفقيــه اللزم لــه طلــب الوقــوف علــى حقــاجئق الدلــة‬
‫وأوضاجعهاج الت هي مباجن قواعدم الشرع( أ هـ)‪.(2‬‬
‫وقوله‪) :‬وفرعااج( أي يعرف الســاجئل الفقهيــة التاجبعــة لـذه القواعــدم وغيهـاج‪ ،‬وليـس الـراد حفظهــاج‪ ،‬إنــاج القصــود‬
‫أن يفظ جلة منهاج‪ ،‬ليتمحكن من معرفة ماج يرد عليه أثناجءا الفتوى‪ ،‬إذ ل يتصور العلم بمحيعهاج‪.‬‬
‫وقـ ـوله‪) :‬خلفـ ـاجا ومــذهبااج( أي يشــتط فـ ـ الفــت مــع علمحــه بــاجلفقه وأصـ ـوله أن يكــون مطلعـ ـاجا علــى خلف‬
‫العلمحــاجءا مــن الصــحاجبة والتــاجبعي ومــن بعــدمهم‪ ،‬ليــذهب إلـ قــول مــن أقـوالم‪ .‬كمحــاج أنــه لبــدم مــن معرفــة الجــاجع‪ ،‬لئل‬
‫يفت بلف ماج أجع عليه‪ .‬فيكون قدم خرق الجاجع‪.‬‬

‫)( انظر شرح الطاجب ص ‪.80‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( اليضاجح ص ‪.7‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪127‬‬
‫والراد بقوله )ومذهبااج( ماج يستقر عليه رأيه‪ ،‬ومـاج يسـوغ الـذهاجب إليهـن لن العلـم بـاجللف سـبب للعلـم بـاج‬
‫يســوغ الــذهاجب إليــه وهــذا إن حــل كلمــه علــى التهــدم الطلــق‪ .‬فــإن حــل علــى التهــدم القيــدم فــاجلراد باجلــذهب مــاج‬
‫يستقر عليه رأي إماجمه‪ .‬فيجب أن يكون عاجلاجا بقواعــدم مـذهب إمــاجمه‪ ،‬ليجتهـدم فـ التخريـج علـى أصـوله‪ ،‬أو يتهــدم‬
‫ف ترجيح بعض أقوال إماجمه على بعض‪ ،‬وذكر ف جع الوامع)‪ (1‬أنه ل يشتط علم التهدم بتفاجريع الفقه‪ ،‬لناج إناج‬
‫تصــل بعــدم الجتهــاجد فكيــف تشــتط فيــه؟! وهــذا خلف مــاج عليــه الصــنف‪ .‬والظــاجهر بعــض القواعــدم الفقهيــة كمحــاج‬
‫تقدمم‪.‬‬
‫وقـوله‪) :‬وأن يكــون كاجمــل اللــة فـ الجتهــاجد( هــذا الشــرط الثــاجن مــن شــروط الفــت‪ ،‬والـراد بكمحــاجل اللــة‪:‬‬
‫صحة الذهن‪ ،‬وجودةر الفهم بعدمه‪ ،‬فيكون ماج بعدمه شرطاجا آخر‪ .‬أو يريدم بكمحاجل اللة ماج ذكره بعدمه فيكون تفســياا‪.‬‬
‫وهذا على أنه ل يفت إل متهدم‪ ،‬وبه قاجل جع من أهل العلم‪ ،‬ويـرى آخـرون أن الفـت إذا كاجن متبحـرا فـ مـذهب‬
‫إماجمه‪ ،‬فاجهاج لكلمه‪ ،‬عاجلاج لراجحه من مرجوحه كفى‪ ،‬ولو ل يكن مستطيعاجا استنباجط الحكـاجم مـن أدلتهـاج‪ ،‬وذلـك‬
‫لن اشتاط الجتهاجد الطلق ف الفت يفضي إلـ حـرج عظيـم واستسـاجل اللـق فـ أهـوائهم‪ ،‬ويضـاجف إلـ ذلـك مـاج‬
‫نشاجهدمه ف واقع المة السلمية مـن كـثرةر الهـل بأحكـاجم الـدمين فـ كـثي مـن أفرادهـاج‪ ،‬وكـثرةر مشـاجغل التخصصـي‬
‫ف ـ أحكــاجم الش ـريعة مــاج قــدم يــول بينهــم وبي ـ بلــوغ درجــة الجتهــاجد‪ .‬والقضــاجءا مــع أنــه مركــز عظيــم ل يشــتط فيــه‬
‫الجتهاجد‪ ،‬فليكن الفت كاجلقاجضي الذي ينفذ الحكاجم)‪ (2‬وال أعلم‪.‬‬
‫قوله‪) :‬عاجرفاجا باج يتاجج إليه ف استنباجط الحكاجم من النحو اللغة( أي‪ :‬لبــدم أن يكــون التهــدم عاجلـاجا باجلقــدمر‬
‫اللزم لفهــم الكلم مـن اللغــة والنحـو‪ .‬أمـاج اللغــة فلن القــرآن والسـنة بلسـاجن العـرب وردا‪ ،‬فل يفهــم نصوصـهمحاج مـن‬
‫يهل اللغة‪ .‬وأماج النحو فلن العاجن تتلف باجختلف العراب‪ .‬فلبدم من معرفة النحو والعراب‪.‬‬
‫قوله‪) :‬ومعرفة الرجاجل( أي‪ :‬رواةر الدميث ليأخذ برواية القبول منهم دون الروح‪.‬‬
‫قـوله‪) :‬وتفســي اليــاجت الـواردةر فـ الحكــاجم والخبــاجر الـواردةر فيهــاج( أي ومــن شــرط التهــدم أن يكــون عاجلـاجا‬
‫بنصـوص الكتـاجب والسـنة الـت لاج تعلـق بـاج يتهـدم فيـه مـن الحكـاجم‪ .‬فيعـرف آيـاجت الحكاجم وتفسـيهاج والحـاجديث‬
‫الت تتعلق باج الحكاجم‪ .‬ول يشتط حفظهاج بل يكفي معرفة مظاجناج ف أبواباج لياجعهاج وقت الاججة إليهاج‪.‬‬
‫ومــن كمحــاج اللــة عنــدم التهــدم أن يكــون علــى علــم بأصــول الفقــه‪ ،‬لن هــذا الفــن هــو الدمعاجمــة الــت يعتمحــدم‬
‫عليهاج الجتهاجد‪ ،‬وتقدممت الشـاجرةر إلـ ذلـك‪ .‬ومـن شـروط الجتهـاجد أن يكـون التهـدم عاجلـاجا باجلناجسـخ والنسـوخ لئل‬
‫يعمحل ويفت باجلنسوخ وال أعلم‪.‬‬

‫)( جع الوامع )‪.(2/385‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر أعلم الوقعي )‪ (4/212‬وقدم رأي هذا الرأي جع منهم ابن السبكي فيمحاج نقله عنه ممحدم علي بن حسي الاجلكي ف كتاجبه )تذيب الفروق( ج‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬ص ‪ 117‬وانظر الفت ف الشريعة للدمكتور عبدم العزيز الربيعة ص ‪.12‬‬

‫‪128‬‬
‫ما يشترط في المستفتي‬

‫)ومسسن شسسرط المسسستفتي أن يكسسون مسسن أهسسل التقليسسد‪ ،‬فيقلسسد المفسستي فسسي الفتيسسا‪ .‬وليسسس للعسسالم أن يقلسسد‬
‫]وقيل يقلد[(‪.‬‬
‫لاج فرغ الصنف رحه ال من بياجن شروط الفت شرع ف بياجن ماج يشتط ف الستفت‪ ،‬والستفت‪ :‬اسم فاجعــل‬
‫من الستفتاجءا بعن طلب الفتوى‪ ،‬فاجلسي والتاجءا للطلب‪ ،‬والراد هناج‪ :‬الساجئل عن حكم شرعي‪.‬‬
‫قـ ـوله‪) :‬ومــن شــرط الســتفت أن يكــون مــن أهــل التقليــدم( أي‪ :‬أهــل جـ ـواز التقليــدم ل مــن أهــل الجتهــاجد‪،‬‬
‫فيدمخل فيه العاجمي والتعلم الذي ل يبلغ درجة الجتهاجد‪.‬‬
‫قـ ـوله‪) :‬فيقلــدم الفــت فـ ـ الفتيــاج( أي‪ :‬أن القلــدم يــب عليــه تقليــدم الفــت لقصــوره عــن إدراك الحكــاجم مــن‬
‫أدلتهــاج‪ .‬وق ـوله )ف ـ الفتيــاج( أي‪ :‬ف ـ ج ـواب الفــت عــن الس ـؤال الــوجه إليــه مــن الســتفت‪ .‬ومعن ـ تقليــدمه‪ :‬قبــول ق ـوله‬
‫والعمحل به كمحاج سيأت‪ ،‬وظاجهر قوله فـ )الفتيـاج( أنـه يقلـدمه فـ الفتـوى‪ ،‬ول يقلـدمه فـ الفعـل‪ ،‬فلـو رأى الاجهـل العـاجل‬
‫يفعل فعل ل يز له تقليدمه فيه حت يسأله‪ ،‬إذ لعله فعله لمر ل يظهر للمحقلدم‪.‬‬
‫قـ ـوله‪) :‬وليــس للعــاجل أن يقلــدم( أي‪ :‬وليــس للمحجتهــدم أن يقلــدم غيه لتمحكنــه مــن الجتهــاجد إل إذا اجتهــدم‬
‫باجلفعــل ولـ يظهــر لــه الكــم‪ ،‬أو نزلــت بــه حاجدثــة تقتضــي الفوريــة‪ ،‬فيجــوز أن يقلــدم حينئــذ للضــرورةر‪ .‬أمــاج إذا اجتهــدم‬
‫وأداه اجتهاجده إل حكم ل يز له أن ينتقل عنه‪ ،‬ويقلدم غيه من التهدمين باجتفاجق‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬وقيــل‪ :‬يقلـدم( هـذا ثـاجبت فـ بعـض النسـخ‪ .‬والظــاجهر أن اللف فيمحـن لـ يتهــدم‪ ،‬فهــل لــه أن يقلــدم‬
‫غيه؟ الرجح أنه منوع من التقليدم إل ف الاجلتي الذكورتي وال أعلم)‪.(1‬‬
‫واعلم أنه يب على الستفت أن يريدم باجستفتاجئه الق والعمحل به‪ .‬فل يسأل عمحاج ل يعن‪ .‬أو يتتبع الرخص‬
‫أو يقصدم إفحاجم الفت‪ ،‬أو يقول‪ :‬أفتاجن غيك بكذا‪ .‬أو نو ذلك من القاجصدم السيئة‪.‬‬
‫ول يستفت إل من يعلم أو يغلب على ظنـه أنـه أهـل للفتـوى‪ ،‬بـاج يـراه مـن انتصـاجبه للفتيـاج واحـتام النـاجس لـه‬
‫وأخذهم عنه‪ ،‬أو بب عدمل عنه‪ .‬وينبغي أن يتاجر أوثق الفتي علمحاجا وورعااج‪ .‬وقيل‪ :‬يب ذلك لن الغرض حصــول‬
‫ظن الصاجبة‪ ،‬وهي إل الفضل أقرب‪ ،‬وال أعلم)‪.(2‬‬

‫)( انظر غاجية الرام ص ‪.216‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر الصول من علم الصول ص ‪.56‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪129‬‬
‫التقلـــيد‬

‫)والتقليد‪ :‬قبول قول القائل بل حأجاة‪ .‬فعلى هذا قبول قول النبي م يسمى تقليسسداا‪ ،‬ومنهسم مسسن قسال‪:‬‬
‫التقليسسد‪ :‬قبسسول قسسول القائسسل وأنسست ل تسسدري مسسن أيسسن قسساله‪ .‬فسسإن قلنسسا‪ :‬إن النسسبي م كان يقسسول بالقيسساس‬
‫فيجاوز أن يسمى قبول قوله تقليداا(‪.‬‬
‫لاج بدي الصنف أن التهدم ل يقلدم بي حقيقة التقليدم‪.‬‬
‫والتقليدم لغة‪ :‬وضع الشيءا ف العنق ميطاجا به‪ .‬وذلك الشيءا )قلدةر( والمحع )قلئدم( ويطلق على تفــويض‬
‫المر إل الشخص كأن المر جعل ف عنقه كاجلقلدةر‪.‬‬
‫واصطلحاجا عرفه بقوله‪) :‬قبول قول القاجئل بل حجة( أي بل حجة يذكرهاج القاجئل للساجئل‪.‬‬
‫قوله )فعلى هذا قبول قول النب م يسمحى تقليدماا( أي‪ :‬فعلى هذا التعريــف يكــون قبــول قــول النــب م تقليدما‬
‫لنطباجق التعريف عليه‪ ،‬لنه م يذكر الكم‪ ،‬ول يـذكر دليـل الكـم‪ ،‬لكـن جاجءا عـن الصـنف فـ )البهـاجن( خلف‬
‫ذلــك‪ ،‬فــإنه قــاجل‪) :‬وذهــب بعضــهم إل ـ أن التقليــدم قبــول قــول القاجئــل بل حجــة‪ ،‬ومــن ســلك هــذا الســلك منــع أن‬
‫يكون قبول قول النب م تقليدما فإنه حجة ف نفسه( أ هـ)‪ .(1‬ويظهر أن من أطلق عليه تقليــدما قصـدم الــاجز والتوســع‪،‬‬
‫هـ)‪.(2‬‬ ‫قاجل المدمي‪ ) :‬وإن سأي ذلك تقليدما بعرف الستعمحاجل فل مشاجحة ف اللفظ( أ‬
‫قوله‪) :‬ومنهم من قاجل‪ :‬التقليدم‪ :‬قبول قول القاجئل وأنت ل تدمري من أي قاجله( أي ل تعرف مأخذه‪ .‬وهـذا‬
‫يرج أخذ القول مع معرفة دليله فهذا اجتهاجد‪.‬‬
‫ولـو قيـل فـ تعريفــه هو‪) :‬اتبـاجع مـن ليـس قـوله حجـة( لكـاجن أخصـر وأشـل وأوضـح‪ .‬لن معظـم الصـوليي‬
‫خصصوا حدمودهم باجلقول‪ ،‬ول معن للختصاجص به‪ ،‬فإن التباجع ف الفعاجل البينة كاجلتباجع ف القوال)‪.(3‬‬
‫ويــرج بــه اتبــاجع الرســول م فليس تقليــدما لنــه اتبــاجع للحجــة‪ ،‬وكــذا اتبــاجع أهــل الجــاجع لن الجــاجع حجــة‪،‬‬
‫وكذا اتباجع قول الصحاجبأ على القول بأنه حجة‪.‬‬
‫قوله‪) :‬فإن قلناج‪ :‬إن النب م كاجن يقول باجلقياجس‪ ،‬فيجوز أن يسمحى قبول قوله تقليدماا( هذا تفريــع علــى الــدم‬
‫الثــاجن الــذي ذكــره للتقليــدم‪ .‬وهــو أننــاج إذا قلنــاج إن الرســول م يوز لــه أن يكــم باجلقيــاجس أي‪ :‬يتهــدم ول يقتصــر علــى‬
‫الوحي‪ ،‬وليس الراد خصوص القياجس‪ ،‬بل الراد جواز مطلق الجتهاجد كمحاج عدب ف البهاجن)‪.(4‬‬

‫)( البهاجن )‪.(2/888‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الحكاجم )‪.(4/227‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر الشرح الكبي )‪.(2/562‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر البهاجن )‪.(2/888‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪130‬‬
‫قوله‪) :‬فيجوز أن يسمحى قبول قوله تقليدماا( أي‪ :‬لنناج ل نعلم مأخذ قوله من الجتهاجد أو من الوحي‪ ،‬وإن‬
‫قلناج إنه ل يوز له أن يتهدم فل يسمحى قبوله تقليدماا‪ ،‬لناج نعلـم أن مـاج يقـوله يقـوله عـن وحـي‪ .‬فل ينطبـق عليـه هذا‬
‫التعريف‪.‬‬
‫والصحيح أن الرسول م يوز له الجتهاجد‪ ،‬ول يسمحى قبول قوله تقليدما كمحاج تقدمم‪.‬‬
‫أماج الجتهاجد ف أمر الدمنياج فهو جاجئز وواقع باجلجاجع‪ ،‬كمحاج حكاجه ابن حـزم وغيه)‪ (1‬مثـل قصـة اجتهـاجده م‬
‫فـ ـ تــأبي النخــل)‪ (2‬وأمــاج أمــر الشــرع فعلــى أصــح القـ ـوال لقـ ـوله تعــاجل‪[ :‬وشــاورهم فــي المــر ])‪ (3‬وطريــق الشــاجورةر‪:‬‬
‫الجتهاجد‪ .‬ولنه قدم وقع كمحـاج فـ قصــة أسـاجرى بـدمر)‪ (4‬وكمحـاج فـ رجـوعه م لقول العبـاجس فـ قـوله‪) :‬إل الذخـر( كمحـاج‬
‫تقدمم ف مباجحث الستثناجءا ف باجب التخصيص‪ ،‬ولو كاجن ذلك بوحي ل يتغي‪ ،‬فدمل على أنه باججتهاجد وال أعلم‪.‬‬

‫)( انظر الحكاجم لبن حزم )‪ (2/703‬وإرشاجد الفحول )ص ‪.(255‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪.2363‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورةر آل عمحران‪ ،‬آية‪.159 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه مسلم رقم ‪.1763‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪131‬‬
‫الجتهـــاد‬
‫)وأما الجاتهاد فهو بذل الوسع في بلوغ الغرض‪ .‬فالمجاتهد إن كان كامل اللة في الجاتهاد فإن‬
‫اجاتهسسد فسسي الفسسروع فأصأسساب فلسسه أجا سران‪ ،‬إوان اجاتهسسد وأخطسسأ فلسسه أجاسسر واحأسسد‪ .‬ومنهسسم مسسن قسسال‪ :‬كسسل‬
‫مجاتهد في الفروع مصأيب‪ .‬ول يجاوز أن يقال‪ :‬كل مجاتهد فسسي الصأسسول ]الكلميسة[ مصأسيب‪ ،‬لن‬
‫ذلسسك يسسؤدي إلسسى تصأسسويب أهسسل الضسسللة مسسن النصأسسارى والمجاسسوس والكفسسار والملحأسسدين‪ .‬ودليسسل مسسن‬
‫قسسال‪ :‬ليسسس كسسل مجاتهسسد فسسي الفسسروع مصأسسيب ا قسسوله م "م ن اجاتهسسد فأصأسساب فلسسه أجا سران‪ ،‬ومسسن اجاتهسسد‬
‫طا المجاتهسسد تسارة وصأسسوبه أخسسرى ]والس سسسبحأانه‬ ‫وأخطأ فله أجار واحأد"‪ .‬وجاسسه السسدليل‪ :‬أن النسسبي م خ ل‬
‫أعلم[(‪.‬‬
‫لــاج تكلــم عــن التقليــدم وشــروط التهــدم‪ ،‬وأن الجتهــاجد يــب علــى مــن اجتمحعــت فيــه شــروطه ذكــر تعريــف‬
‫الجتهاجد‪ ،‬لن الجتهاجد يقاجبل التقليدم‪ .‬وهو لغة‪ :‬بذل الهدم)‪ (1‬واستفراغ الوسع لدراك أمر شـاجق‪ .‬ول يســتعمحل إل‬
‫فيمحاج فيه مشقة‪ .‬تقول‪ :‬اجتهدم ف حل الصخرةر‪ .‬ول تقول‪ :‬اجتهدم ف حل العصاج‪.‬‬
‫واصطلحاجا عرفه بقوله‪) :‬بذل الوسع ف بلوغ الغرض( والوسع‪ :‬بضم الواو‪ :‬الطاجقة والقوةر)‪.(2‬‬
‫وهــذا تعريــف عــاجم‪ ،‬هــو التعريــف اللغــوي أقــرب‪ ،‬فلبــدم مــن تقييــدمه بــاجلكم الشــرعي‪ ،‬لن الـراد البحــث فـ‬
‫الجتهاجد الذي هو طريق لثباجت حكم شرعي‪ .‬فيكون الراد بـاجلغرض‪ :‬الكـم الشـرعي الطلـوب‪ .‬ولـو قيـدمه بـاجلفقيه‬
‫وقــاجل‪ :‬بــذل الفقيــه وســعه لبلــوغ الغــرض لكــاجن كاجفيـااج‪ ،‬كمحــاج فـ جــع الوامــع‪ ،‬لن الفقيــه ل يتكلــم إل فـ الحكــاجم‬
‫الشرعية‪ .‬وللمحجتهدم شروط تقدمم أكثرهاج ف الكلم على الفت‪.‬‬
‫ق ـوله‪) :‬فاجلتهــدم إن كــاجن كاجمــل اللــة ف ـ الجتهــاجد ‪ ( . .‬أي‪ :‬مص ـلا لمحيــع آلت الجتهــاجد كمحــاج تقــدمم‬
‫بياجنه‪ ،‬فيكون مستقل بعرفة الحكاجم‪ .‬والظاجهر أن مراده التهدم الطلق‪ .‬لنه هو الـذي يكـون كاجمـل اللـة‪ ،‬ويكـون‬
‫بــذلك احــتز مــن متهــدم الــذهب ومتهــدم الفتــوى)‪ (3‬وإن لـ يتقــدمم لمحــاج ذكــر‪ ،‬وإن كــاجن الــذي يظهــر جريــاجن الكــم‬
‫الــذكور فيهمحــاج‪ ،‬أو يكــون لــدمفع تــوهم بعــض الســاجمة فـ بعــض شــروط الجتهــاجد‪ ،‬وعلــى كــل فلــو أســقط قـوله )إن‬
‫كاجن كاجمل اللة( لكاجن أول وال أعلم‪.‬‬
‫قـوله‪) :‬فــإن اجتهــدم فـ الفــروع( الـراد بــاج الســاجئل الفقهيــة الظنيــة الــت ليــس فيهــاج دليــل قــاجطع‪ .‬لن هــذا هــو‬
‫موضع الجتهاجد‪.‬‬
‫قـ ـوله‪) :‬فأص ــاجب فلــه أجـ ـران‪ ،‬وإن اجتهــدم فأخط ــأ فل ــه أجــر واح ــدم( الـ ـراد باجلصــاجبة أن يوافــق م ــاج أداه إليــه‬
‫اجتهاجده مـاج هو الكـم فـ الواقـع‪ .‬وقـوله‪) :‬أجـران( أي‪ :‬نصـيباجن مـن الثـواب يعلمحهمحـاج الـ كمحيـة وكيفيـة‪ :‬أجـر علـى‬

‫)( الهدم باجلضم اليم‪ :‬الطاجقة‪ .‬وبفتحهاج‪ :‬الشقة‪ .‬انظر اللساجن )‪ (3/133‬ماجدةر )جهدم(‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الصباجح الني )‪.(2/659‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( التهدم الطلق من توفرت فيه شروط الجتهاجد‪ .‬ومتهدم الذهب هو العاجل بذهب إماجمه التمحكن من تريج ماج ل ينص عليه إماجمه على منصوصه ومتهدم‬ ‫‪3‬‬

‫الفتوى‪ .‬من قصر اجتهاجده على ماج صح عن إماجمه ول يتمحكن من تريج غي النصوص ]انظر أعلم الوقعي ‪.[4/212‬‬

‫‪132‬‬
‫اجتهاجده‪ ،‬وأجـر على إصـاجبته الـق‪ ،‬لكـونه سـدن سـنة يقتـدمي بـاج فيتبعــه القلـدمون‪ ،‬ويظهـر الـق‪ .‬وإن اجتهـدم وأخطـأ‬
‫فله أجر واحدم على اجتهاجده‪ ،‬وخطؤه مغفور له‪ ،‬لنه غي مقصود إل إن قصر ف الجتهاجد‪.‬‬
‫وهذا هو القـول الصـحيح فـ السـألة‪ ،‬أنـه ليـس كـل متهـدم نصـيبااج‪ ،‬بـل الصـيب واحـدم‪ ،‬ومـن عـدماه مطـئ‪.‬‬
‫وهو قول ماجلك وأبأ حنيفة ف قول‪ ،‬والشاجفعية والناجبلة‪.‬‬
‫قـوله‪) :‬ومنهــم مــن قـاجل‪ :‬كـل متهــدم فـ الفــروع مصـيب( هـذا القــول الثـاجن فـ الســألة‪ ،‬وهـو قــول آخــر لبأـ‬
‫حنيفة وبعض الشاجفعية وبعض الاجلكية وبعض التكلمحي‪ .‬فيكون له على هذا القول أجران‪.‬‬
‫ومنشــأ اللف هــل لـ تعــاجل فـ كــل واقعــة حكــم معيـ فـ نفــس المــر قبــل اجتهــاجد التهــدم؟ أو ليــس لــه‬
‫حكم معي‪ ،‬وإناج الكم فيهاج ماج وصل إليه التهدم باججتهاجده؟ فأصحاجب حكمحــه مــاج أدى إليــه اجتهــاجد التهــدم‪ ،‬فمحــاج‬
‫غلب على ظنه فهو حكم ال‪.‬‬
‫وقاجل المحهور‪ :‬إن ل تعـاجل فـ كـل مسـألة حكمحـاجا معينـاجا قبـل الجتهـاجد فمحـن وافقـه فهو مصـيب‪ ،‬ومـن لـ‬
‫يوافقه فهو مطئ‪.‬‬
‫قـ ـوله‪) :‬ول يــوز أن يقــاجل‪ :‬كــل متهــدم فـ ـ الصــول الكلميــة مصــيب( الـ ـراد باجلصــول الكلميــة‪ :‬مســاجئل‬
‫العقيــدمةر النســوبة إلـ ـ علــم الكلم‪ .‬وهــو مــاج أحــدمثه التكلمحــون فـ ـ أصــول الــدمين مــن إثبــاجت العقاجئــدم بــاجلطرق الــت‬
‫ابتكروهــاج وأعرضـ ـوا بــاج عمحــاج جــاجءا فـ ـ الكتــاجب والســنة)‪ .(1‬والعنــ‪ :‬أنــه ل يصــح أن يقــاجل كــل مــن اجتهــدم فـ ـ أمــور‬
‫العقاجئدم فهو مصيب‪ .‬بل الصيب واحدم‪ ،‬ومن عدماه مطئ‪ ،‬وقدم نقـل بعضـهم الجـاجع على ذلـك‪ .‬وماجلفـة بعضـهم‬
‫ل يعتدم باج)‪.(2‬‬
‫قوله‪) :‬لن ذلك يؤدي إل تصويب أهل الضللة من النصاجرى والوس والكفاجر واللحدمين( هــذا تعليــل لــاج‬
‫تقدمم‪ .‬أي‪ :‬لن هذا القول يؤدي إل تصـويب مـن أخطـأ مـن أهـل الضـللة‪ .‬وأن كـل مـاج أدى إليـه اجتهـاجدهم فهو‬
‫موافق لاج هو الق‪ .‬وتصويبهم باجطل‪ .‬وماج أدى إل الباجطل فهو باجطل‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬أهل الضللة( أي‪ :‬أهل الباجطل‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬من النصاجرى( وهم من ينتسبون ف دياجنتهم إل شريعة عيسى عليه السلم‪ .‬وأصلهاج دين منـزل مــن‬
‫ال‪ .‬لكنهاج حرفت وبدملت‪ .‬وهم يقولون بـاجلتثليث‪ .‬ومعنــاجه‪ :‬أن الـ عنــدمهم ثلثـة‪ :‬اللـه الب‪ .‬واللـه البـن‪ ،‬واللــه‬
‫الروح القدمس‪ .‬تعاجل ال عمحاج يقولون‪.‬‬
‫وقـ ـوله‪) :‬وال ــوس( هــم ق ــوم يعبــدمون النــور والنــاجر‪ ،‬والظلمح ــة والشــمحس والقمحــر ويزعمح ــون أن للك ــون إلي ــ‪.‬‬
‫أحدمهاج‪ :‬النور‪ .‬والثاجن‪:‬الظلمحة‪.‬‬

‫)( فتح رب البية بتلخيص المحوية لبن عثيمحي ص ‪.50‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر غاجبة الرام ص ‪.323‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪133‬‬
‫وقـوله‪) :‬والكفــاجر( جــع كــاجفر‪ .‬والكفــر‪ :‬كفــر أكــب مــرج مــن اللــة‪ .‬وهــو كفــر التكــذيب‪ ،‬وكفــر الســتكباجر‪،‬‬
‫وكفر العراض‪ ،‬وكفر الشك‪ ،‬وكفر النفاجق‪ .‬وكفر أصغر ل يرج من اللة‪ .‬ويتناجول جيع العاجصي)‪.(3‬‬
‫وقوله‪) :‬واللحدمين( مفرده‪ :‬ملحدم وهو من كفر باجلدياجن كلهاج‪.‬‬
‫قـوله‪) :‬ودليــل مــن قــاجل‪ :‬ليــس كــل متهــدم فـ الفــروع مصــيبااج‪ .‬قـوله م‪" :‬من اجتهــدم فأصــاجب فلــه أجـران ‪. .‬‬
‫إل")‪ (2‬أي من جلة ماج استدمل به القاجئلون بأنه ليس كل متهدم ف الفروع مصيبااج‪ .‬هــذا الــدميث‪ .‬ووجــه الدمللــة‪ :‬أن‬
‫الرسول م جعل التهدمين قسمحي‪ :‬قسمحاجا مصيبااج‪ .‬وقسمحاجا مطئااج‪ ،‬ولو كاجن كـل منهـم مصـيباجا لـ يكـن لـذا التقسـيم‬
‫معن‪ ،‬وال أعلم‪ .‬وصلى ال على نبيناج ممحدم وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫)( انظر تفصيل ذلك ف كتاجب )الغلو ف الدمين( ص ‪.252‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه البخاجري برقم ‪ 6919‬ومسلم برقم ‪ 1716‬عن عمحرو بن العاجص رضي ال عنه واللفظ الذكور ل أقف ف الكتب الستة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪134‬‬
‫أسمــاء المراجـــع‬

‫الباجج ف شرح النهاجج‪ ،‬لتقي الدمين علـي بـن عبـدم الكـاجف السـبكي التـوف سـنة ‪ 756‬ه ـ وولـدمه عبــدم الوهــاجب‬ ‫‪(1‬‬
‫التوف سنة ‪771‬هـ‪ .‬دار الكتب العلمحية ف بيوت‪ .‬توزيع مكتبة دار الباجز‪.‬‬
‫الحكــاجم فـ أصــول الحكــاجم‪ .‬لبأ ـ ممحــدم علــي بــن ممحــدم بــن حــزم الندملســي الظــاجهري التــوف ســنة ‪456‬ه ـ‬ ‫‪(2‬‬
‫أشرف على طبعه أحدم شاجكر‪ .‬توزيع دار العتصاجم‪.‬‬
‫الحكاجم ف أصول الحكاجم‪ .‬لسيف الدمين علي بــن أبأـ علـي بــن ممحـدم المـدمي التــوف ســنة ‪631‬هــ‪ .‬تقيــق‬ ‫‪(3‬‬
‫د‪ .‬سيدم المحيلي‪ .‬الناجشر دار الكتاجب العربأ الطبعة الول سنة ‪1404‬هـ‪.‬‬
‫آداب البحــث والن ــاجظرةر‪ .‬للش ــيخ ممحــدم الميـ ـ الش ــنقيطي التــوف ســنة ‪1393‬ه ــ‪ .‬الناجشــر مكتب ــة ابــن تيمحيــة‬ ‫‪(4‬‬
‫القاجهرةر‪ ،‬ومكتبة العلم بدمةر‪.‬‬
‫أدلة التشريع الختلف فيهاج‪ .‬د‪ .‬عبدم العزيز الربيعة )معاجصر(‪ .‬مؤسسة الرساجلة‪.‬‬ ‫‪(5‬‬
‫الــدمود النيقــة والتعريفــاجت الدمقيقــة للقاجضــي الشــيخ زكريــاج بــن ممحـدم النصــاجري التــوف ســنة ‪926‬هــ‪ .‬تقيــق د‪.‬‬ ‫‪(6‬‬
‫ماجزن الباجرك‪ ،‬دار الفكر العاجصر‪ .‬بيوت‪.‬‬
‫إرشاجد الفحول إل تقيق الق من علم الصـول‪ .‬لمحـدم بـن علي الشـوكاجن التـوف سـنة ‪1250‬هــ‪ .‬دار العرفـة‬ ‫‪(7‬‬
‫ف بيوت‪.‬‬
‫الستدملل عندم الصوليي‪ .‬د‪.‬علي بن عبدم العزيز العمحيين )معاجصر(‪ .‬مكتبة التوبة‪.‬‬ ‫‪(8‬‬
‫الستقاجمة لبأ العباجس أحدم بن عبدم الليم بن تيمحية التوف سنة ‪748‬هـ‪ ،‬تقيــق د‪ .‬ممحــدم رشــاجد ســاجل‪ .‬طبعــة‬ ‫‪(9‬‬
‫جاجمعة الماجم ممحدم بن سعود السلمية‪.‬‬
‫الصاجبة فـ تييـز الصـحاجبة‪ .‬لبأـ الفضـل أحـدم بـن علـي بـن حجـر العسـقلن التـوف سـنة ‪852‬ه ـ تقيـق‪ .‬د‪.‬‬ ‫‪(10‬‬
‫طه ممحدم الزين‪ .‬الناجشر مكتبة الكلياجت الزهرية‪.‬‬
‫أصل العتقاجد‪ .‬د‪ .‬عمحر بن سليمحاجن الشقر‪) .‬معاجصر(‪.‬‬ ‫‪(11‬‬
‫أصــول السرخســي‪ .‬لبأـ بكــر ممحـدم بـن أبأـ سـهل السرخســي التــوف ســنة ‪490‬ه ـ تقيــق أبأـ الوفــاجءا الفغــاجن‪.‬‬ ‫‪(12‬‬
‫مطاجبع دار الكتاجب العربأ باجلقاجهرةر )‪1372‬هـ(‪.‬‬
‫أصول الفقه لمحدم زكرياج البديسي )معاجصر( الكتبة الفيصلية بكة‪ .‬الطبعة الثاجلثة‪.‬‬ ‫‪(13‬‬
‫أصول الفقه السلمي‪ .‬د‪ .‬وهبة الزحيلي )معاجصر( دار الفكر‪.‬‬ ‫‪(14‬‬
‫الصول من علم الصول‪ .‬للشيخ ممحدم بن صاجل العثيمحي‪ .‬ط‪ :‬جاجمعة الماجم‪.‬‬ ‫‪(15‬‬
‫أضواءا البياجن ف إيضاجح القرآن باجلقرآن‪ .‬للشيخ ممحدم المي الشنقيطي التوف سنة ‪1393‬هـ‪.‬‬ ‫‪(16‬‬

‫‪135‬‬
‫أعلم الوقعي عن رب العاجلي‪ .‬شس الدمين أبأ عبدم ال ممحـدم بـن أبأـ بكـر العـروف بـاجبن قيـم الوزيـة التـوف‬ ‫‪(17‬‬
‫سنة ‪751‬هـ‪.‬‬
‫الم‪ ،‬لبأ عبدم ال ممحدم بن إدريس الشاجفعي التوف سنة ‪204‬هـ‪ .‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪(18‬‬
‫النــم الزاه ـرات علــى حــل ألفــاجظ الورقــاجت‪ .‬لمحــدم بــن عثمحــاجن الــاجردين التــوف ســنة ‪871‬ه ــ‪ .‬تقيــق د‪ .‬عبــدم‬ ‫‪(19‬‬
‫الكري بن علي النمحلة‪ .‬الطبعة الول‪.‬‬
‫اليضاجح ف علوم البلغة‪ .‬للخطيب القزوين التوف سنة ‪739‬هـ الكتبة التجاجرية الكبى بصر‪.‬‬ ‫‪(20‬‬
‫اليضاجح لقواني الصطلح لبأ ممحدم يوسف بن عبدم الرحن بن الوزي النبلي التوف سنة ‪656‬هـ تقيق‪.‬‬ ‫‪(21‬‬
‫د‪ .‬فهدم السدمحاجن‪ .‬مكتبة العبيكاجن‪.‬‬
‫اليضاجح لناجسـخ القـرآن ومنسـوخه‪ .‬لكـي بـن أبأـ طـاجلب القيسـي التـوف سـنة ‪437‬ه ـ تقيـق‪ .‬د‪ .‬أحـدم حسـن‬ ‫‪(22‬‬
‫فرحاجت‪ .‬الطبعة الول مطاجبع الرياجض‪.‬‬
‫البحـر اليـط فـ أصــول الفقــه‪ .‬لبـدمر الـدمين ممحـدم بـن بـاجدر بـن عبـدم الـ الزركشــي التـوف سـنة ‪794‬ه ـ الطبعــة‬ ‫‪(23‬‬
‫الثاجنية وزارةر الوقاجف والشئون السلمية باجلكويت‪.‬‬
‫بــدمائع الفوائــدم لبأ ـ عبــدم ال ـ ممحــدم بــن أبأ ـ بكــر العــروف بــاجبن القيــم الوزيــة التــوف ‪751‬ه ــ‪ .‬الناجشــر‪ :‬مكتبــة‬ ‫‪(24‬‬
‫القاجهرةر‪ .‬الطبعة الثاجنية ‪1392‬هـ‪.‬‬
‫البهـاجن فـ أصـول الفقـه لمـاجم الرميـ أبأـ العــاجل عبــدم اللـك بـن عبـدم الـ الـوين التــوف ســنة ‪478‬ه ـ تقيــق‬ ‫‪(25‬‬
‫عبدم العظيم الدميب‪ .‬مطاجبع دار الوفاجءا بصر‪.‬‬
‫بطلن الاجز‪ .‬لصطفى عبدم الصياجصنة‪) .‬معاجصر( دار العراج للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪(26‬‬
‫تبصرةر الكاجم لبراهيم بن علي بن ممحـدم بـن فرحـون التـوف سـنة ‪799‬ه ـ مطبـوع باجمش )فتـح العلـي الاجلـك(‬ ‫‪(27‬‬
‫ومطبوع وحدمه ف ملدم‪ .‬كتبة دار الباجز‪.‬‬
‫التأســيس فـ أصــول الفقــه‪ .‬تــأليف أبأـ إســلم مصــطفى بــن ســلمة )معاجصــر( الناجشــر مكتبــة خاجلــدم بــن الوليــدم‬ ‫‪(28‬‬
‫بيت عقبة‪.‬‬
‫تفــة الحــوذي شــرح جــاجمع التمــذي‪ .‬لعبــدم الرحــن بــن عبــدم الرحيــم البــاجركفوري التــوف ســنة ‪1353‬ه ــ‪ .‬دار‬ ‫‪(29‬‬
‫الفكر بيوت‪.‬‬
‫تدمريب الـراوي فـ شـرح تقريـب النـووي‪ .‬للل الـدمين عبـدم الرحـن بـن أبأـ بكـر السـيوطي التـوف سـنة ‪911‬ه ـ‬ ‫‪(30‬‬
‫تقيق عبدم الوهاجب عبدم اللطيف‪ .‬دار الكتب العلمحية‪ .‬الطبعة الثاجنية‪.‬‬
‫تسهيل النطق‪ .‬لعبدم الكري بن مراد الثري )معاجصر( دار مصر للطباجعة‪.‬‬ ‫‪(31‬‬
‫التعريفـاجت‪ .‬لعلي بـن ممحـدم الشـريف الرجـاجن التـوف سـنة ‪816‬ه ـ دار الكتـب العلمحيـة بيوت‪ .‬الطبعـة الولـ‬ ‫‪(32‬‬
‫‪1403‬هـ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫تفسي القرطب‪ :‬الاجمع الحكاجم القرآن لبأ عبدم ال ممحدم بـن أحـدم النصـاجري القرطـب التـوف سـنة ‪671‬هــ‪.‬‬ ‫‪(33‬‬
‫دار إحياجءا التاث العربأ‪ .‬بيوت‪.‬‬
‫تفسي ابن كثي‪ :‬تفسي القرآن العظيـم لسأـاجعيل بـن عمحـر العـروف بـاجبن كـثي الدممشـقي التـوف سـنة ‪774‬ه ـ‬ ‫‪(34‬‬
‫دار الشعب‪.‬‬
‫التقييدم واليضاجح‪ .‬شرح مقدممة ابن الصلح لزين الدمين عبدم الرحيم بــن السـي العراقــي التــوف ســنة ‪806‬هــ‪.‬‬ ‫‪(35‬‬
‫دار الفكر العربأ‪.‬‬
‫تلقيح الفهوم ف تنقيح صيغ العمحوم للحاجفظ خليل بن كيكلـدمي العلئـي التـوف سـنة ‪761‬ه ـ تقيـق د‪ .‬عبـدم‬ ‫‪(36‬‬
‫ال آل الشيخ‪ .‬الطبعة الول‪.‬‬
‫التمحهيــدم ف ـ أصــول الفقــه لبأ ـ الطــاجب مفــوظ بــن أحــدم بــن الســن الكلــوذان النبلــي التــوف ســنة ‪510‬ه ـ‬ ‫‪(37‬‬
‫دراســة وتقيــق‪ :‬مفيــدم ممحــدم أبــو عمحشــة )ج ‪ (2 ،1‬وممحــدم بــن علــي بــن إبراهيــم )ج ‪ (4 ،3‬منشــورات مركــز‬
‫البحث العلمحي باجمعة أم القرى الطبعة الول ‪1406‬هـ‪.‬‬
‫التمحهيــدم فـ تريــج الفــروع علــي الصــول‪ .‬لمحــاجل الــدمين عبــدم الرحيــم بــن الســن الســنوي التــوف ســنة ‪72‬هــ‪.‬‬ ‫‪(38‬‬
‫تقيق ممحدم حسن هيتو‪ .‬طبع مؤسسة الرساجلة‪ .‬بيوت‪.‬‬
‫جاجمع الصول ف أحاجديث الرســول صـلى الـ عليــه وسـلم لبأـ السـعاجدات البـاجرك بـن ممحـدم بـن الثيـ الــزري‬ ‫‪(39‬‬
‫التــوف ســنة ‪606‬ه ــ‪ .‬تقيــق عبــدم القــاجدر الرنــاجؤاوط‪ .‬طبــع مكتبــة الل ـوان‪ .‬مطبعــة اللح‪ .‬مكتبــة دار البيــاجن‬
‫‪1389‬هـ‪.‬‬
‫جع الوامع‪ .‬لتاجج الدمين عبـدم الوهـاجب بـن علي السـبكي التـوف سـنة ‪771‬هــ‪ .‬طبـع مـع )حاجشـية البنـاجن علـى‬ ‫‪(40‬‬
‫شرح اللي عليه( طباجعة مصطفى الباجبأ اللب بصر‪.‬‬
‫حاجشية النفحاجت على شرح الورقاجت لحدم الطيب الاجوي‪ .‬طباجعة مصطفى اللب ‪1357‬هـ‪.‬‬ ‫‪(41‬‬
‫الدميث الرسل‪ .‬لمحدم حسن هيتو )معاجصر( دار البشاجئر السلمية‪.‬‬ ‫‪(42‬‬
‫الكم التكليفي‪ .‬د‪ :‬ممحدم أبو الفتح الباجنون )معاجصر( دار القلم دمشق‪.‬‬ ‫‪(43‬‬
‫الكم الوضعي عندم الصوليي‪ .‬سعيدم بن علي المحيي‪ .‬الكتبة الفيصلية مكة الكرمة‪ .‬ط الول‪.‬‬ ‫‪(44‬‬
‫الرساجلة للماجم أبأ عبدم ال ممحدم بن إدريس الشاجفعي التوف سنة ‪204‬هـ‪ .‬تقيق أحدم ممحدم شاجكر‪.‬‬ ‫‪(45‬‬
‫رســاجلة فـ أصــول الفقــه للمــاجم العلمــة أبأـ علــي الســن بــن شــهاجب بــن الســن العكــبي النبلــي التــوف ســنة‬ ‫‪(46‬‬
‫‪428‬هـ تقيق د‪ .‬موفق بن عبدم القاجدر‪ .‬ط الول‪.‬‬
‫روضــة النــاجظر وجنــة النــاجظر‪ .‬لوفــق الــدمين عبــدم الـ بــن أحــدم بــن قدمامــة القدمســي التــوف ســنة ‪620‬ه ـ )ومعهــاج‬ ‫‪(47‬‬
‫شرحهاج نزهة الاجطر العاجطر( لعبدم القاجدر بن بدمران‪ .‬الطبعة السلفية بصر ‪1342‬هـ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫سـنن أبأـ داود‪ .‬لبأـ داود سـليمحاجن بـن الشـعث الزدي السجسـتاجن التـوف سـنة ‪275‬هــ‪ .‬تقيـق ممحـدم ميـي‬ ‫‪(48‬‬
‫الدمين عبدم المحيدم‪ .‬الكتبة العصرية‪.‬‬
‫ســنن ابــن مــاججه‪ .‬لبأـ عبــدم الـ ممحــدم بــن يزيــدم مــن مــاججه القزوينـ التــوف ســنة ‪275‬ه ـ تقــي ممحــدم فـؤاد عبــدم‬ ‫‪(49‬‬
‫الباجقي‪ .‬طباجعة مصطفى الباجبأ اللب‪ .‬مصر‪.‬‬
‫سنن التمذي )جاجمع التمـذي( لبأـ عيسـى ممحدم بـن عيسـى بـن سـورةر التمـذي التـوف سـنة ‪289‬هــ‪ .‬تقيـق‬ ‫‪(50‬‬
‫ممحدم أحدم شاجكر وتكمحلة ممحدم فؤاد عبدم الباجقي وراجعه إبراهيم عطوةر‪ .‬الناجشر دار الدميث باجلقاجهرةر‪.‬‬
‫سنن النساجئي‪ .‬لبأ عبدم الرحن أحدم بن شعيب بن علي النساجئي التوف سنة ‪303‬هـ باجعتناجءا عبدم الفتاجح أبــو‬ ‫‪(51‬‬
‫غدمةر‪ .‬الطبعة الول الفهرسة دار البشاجئر بيوت ‪1406‬هـ‪ .‬وهي مصورةر عن الطبعة الول الصرية ف القــاجهرةر‬
‫‪1348‬هـ‪ .‬مع شرح الاجفظ جلل الدمين عبدم الرحن بن أبأ بكر السيوطي التوف سنة ‪911‬هـ‪ .‬وحاجشية أبأـ‬
‫السن نور الدمين بن عبدم الاجدي السندمي النفي التوف سنة ‪1138‬هـ‪.‬‬
‫الســنة للحــاجفظ أبأـ بكــر عمحــر بــن أبأـ عاجصــم الضــحاجكب ملــدم الشــيباجن التــوف ســنة ‪287‬هــ‪.‬تقيــق اللبــاجن‪.‬‬ ‫‪(52‬‬
‫الكتب السلمي‪.‬‬
‫سي أعلم النبلءا‪ .‬لشمحس الدمين أبأ عبدم ال بن أحدم بن قاجياجز الذهب التوف سنة ‪74‬هـ تقيق ممحوعة مــن‬ ‫‪(53‬‬
‫الساجتذةر بإشراف شعيب الرناجؤاوط‪ .‬مؤسسة الرساجلة بيوت ‪1402‬هـ‪.‬‬
‫شرح تنقيح الفصول ف اختصاجر الصول‪ .‬لشهاجب الدمين أحدم بن إدريس القراف التوف سنة ‪684‬هــ‪ .‬تقيــق‬ ‫‪(54‬‬
‫طه عبدم الرؤاوف سعدم ‪ . .‬طبعة مكتبة الكلياجت الزهرية‪ .‬ودار الفكر ‪1393‬هـ‪.‬‬
‫شرح صحيح مسلم‪ .‬لي الدمين أبأ زكريـاج ييحـ بـن شـرف النـووي التـوف سـنة ‪676‬هــ‪ .‬مراجعــة خليـل اليـس‪.‬‬ ‫‪(55‬‬
‫دار القلم بيوت‪.‬‬
‫شــرح العبــاجدي‪ .‬أحــدم بــن قاجســم العبــاجدي الشــاجفعي التــوف ســنة ‪922‬ه ـ علــى شــرح اللل اللــي التــوف ســنة‬ ‫‪(56‬‬
‫‪864‬هـ‪ .‬على الورقاجت باجمش )إرشاجد الفحول للشوكاجن(‪ .‬دار العرفة ف بيوت‪.‬‬
‫شــرح العضــدم علــى متصــر ابــن الــاججب‪ .‬للقاجضــي عضــدم الــدمين عبــدم الرحــن بــن أحــدم اليــي التــوف ســنة‬ ‫‪(57‬‬
‫‪756‬هـ‪ .‬وباجمشه حاجشية التفتاجزان التوف سنة ‪791‬هـ‪ .‬وحاجشية الشريف الرجــاجن التــوف ســنة ‪816‬هــ‪ .‬دار‬
‫الكتب العلمحية بيوت‪.‬‬
‫شرح الكوكب الني‪ .‬لمحدم بن أحدم بن عبدم العزيز بن علي الفتوحي النبلي العروف باجبن النجاجر التــوف ســنة‬ ‫‪(58‬‬
‫‪972‬ه ـ تقيــق ممحــدم الزحيلــي ونزيــه حــاجد‪ .‬طبــع مركــز البحــث العلمحــي بكــة‪ .‬جاجمعــة أم القــرى‪ .‬الطبعــة الولـ‬
‫‪1408‬هـ‪.‬‬
‫شرح متصر الروضة‪ .‬لنجم الدمين أبأ الربيع سليمحاجن بن عبدم القـوي بـن عبـدم الكريـ بـن سـعيدم الطـوف النبلـي‬ ‫‪(59‬‬
‫التوف سنة ‪716‬هـ‪ .‬تقيق د‪ .‬عبدم ال التكي‪ .‬مؤسسة الرساجلة‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫شــرح الورقــاجت‪ .‬للل الــدمين ممحــدم بــن أحــدم اللــي التــوف ســنة ‪864‬ه ــ‪ .‬الطبعــة الســلفية ومكتبتهــاج‪ .‬مصــر‪.‬‬ ‫‪(60‬‬
‫وينظر طبعة مكتبة الرياجض الدميثة باجلرياجض‪.‬‬
‫الصحاجح لسأاجعيل بن حاجد الوهري التوف سنة ‪393‬هـ تقيق أحدم عبدم الغفــور عطـاجر‪ .‬مطــاجبع دار الكتـاجب‬ ‫‪(61‬‬
‫العربأ باجلقاجهرةر ‪1377‬هـ‪.‬‬
‫صحيح البخاجري‪ .‬اعتن به د‪ .‬مصطفى ديب البغاج‪ .‬دار ابن كثي ودار اليمحاجمة ف بيوت ودمشق‪.‬‬ ‫‪(62‬‬
‫صحيح مسلم لبأ السي مسلم بن الجاجج القشيي النيساجبوري التوف سنة ‪261‬هـ تقيق ممحدم فؤاد عبدم‬ ‫‪(63‬‬
‫الباجقي‪ .‬دار إحياجءا التاث العربأ‪.‬‬
‫صفة الفتوى والفت والستفت لحدم بن حدمان الران النبلي التوف سنة ‪695‬ه ـ خــرج أحـاجديثه ممحـدم ناجصــر‬ ‫‪(64‬‬
‫الدمين اللباجن‪ .‬الكتب السلمي بدممشق الطبعة الثاجلثة ‪1397‬هـ‪.‬‬
‫ضوابط العرفة لعبدم الرحن حسن حبنكة اليدمان‪ .‬دار القلم بدممشق الطبعة الثاجلثة ‪1408‬هـ‪.‬‬ ‫‪(65‬‬
‫طـرح التـثريب فـ شـرح التقريــب لبأـ الفضــل عبـدم الرحيـم العراقـي التـوف سـنة ‪806‬ه ـ وأكمحلـه ولـدمه أبــو زرعــة‬ ‫‪(66‬‬
‫أحدم بن عبدم الرحيم التوف سنة ‪826‬هـ‪ .‬دار إحياجءا التاث العربأ‪.‬‬
‫العــدمةر فـ أصــول الفقــه‪ .‬للقاجضــي أبأـ يعلــى ممحــدم بــن الســي الفـراءا النبلــي التــوف ســنة ‪458‬ه ـ تقيــق أحــدم‬ ‫‪(67‬‬
‫سي الباجركي ط الثاجنية ‪1410‬هـ‪.‬‬
‫غاجيــة الـ ـرام فـ ـ شــرح مقدممــة المــاجم‪ .‬لبأـ ـ العبــاجس أحــدم بــن ممحــدم بــن زكــري التلمحســاجن الــاجلكي التــوف ســنة‬ ‫‪(68‬‬
‫‪899‬هـ‪ .‬دراسة وتقيق الخ‪ /‬خاجلدم بن شجاجع العتيب )رساجلة ماج جستي(‪.‬‬
‫غاجيــة الوصــول شــرح لــب الصــول‪ .‬لشــيخ الســلم زكريــاج النصــاجري التــوف ســنة ‪926‬ه ـ طبعــة مصــطفى البــاجبأ‬ ‫‪(69‬‬
‫اللب بصر ‪1360‬هـ‪.‬‬
‫فتاجوى العز بن عبدم السلم‪ .‬عز الدمين عبدم العزيز بن عبدم السلم عبدم الرحن بن عبدم الفتاجح‪ .‬دار العرفة‪.‬‬ ‫‪(70‬‬
‫فتــح البــاجري شــرح صــحيح البخــاجري‪ .‬لحــدم بــن علــي بــن حجــر العســقلن التــوف ســنة ‪852‬ه ــ‪ .‬علــق علــى‬ ‫‪(71‬‬
‫الجزاءا الثلثة الول فضيلة الشيخ عبدم العزيز بن باجز‪ .‬توزيع رئاجسة إدارةر البحوث العلمحية والفتاجءا باجلرياجض‪.‬‬
‫الفروق ف اللغة‪ .‬لبأ هلل السن بن عبدم ال بن سهل العسـكري التـوف بعـدم سـنة ‪395‬هــ‪ .‬منشـورات دار‬ ‫‪(72‬‬
‫الفاجق الدميدمةر ببيوت‪.‬‬
‫الفوائــدم لشــمحس الــدمين أبأـ عبــدم الـ ممحــدم بــن قيــم الوزيــة التــوف ‪751‬ه ـ تقيــق بشــي ممحــدم عيــون‪ .‬الناجشــر‪:‬‬ ‫‪(73‬‬
‫مكتبة دار البياجن‪ .‬الطبعة الول ‪1407‬هـ‪.‬‬
‫القـ ــاجموس اليـ ــط لـ ــدم الـ ــدمين ممحـ ــدم بـ ــن يعقـ ــوب الفيــوز آبـ ــاجدي التـ ــوف سـ ــنة ‪817‬ه ـ ـ والرجـ ــوع إلـ ـ )ترتيـ ــب‬ ‫‪(74‬‬
‫القاجموس( للستاجذ‪ .‬الطاجهر أحدم الزاوي‪ .‬دار الكتب العلمحية‪ .‬ودار العرفة‪ .‬بيوت‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫قرةر العي ف شرح ورقاجت إماجم الرمي للشـيخ ممحدم بـن ممحدم الرعينـ العـروف باجلطـاجب التـوف سـنة ‪954‬ه ـ‬ ‫‪(75‬‬
‫دار ابن خزية‪ .‬ومطبوع باجمش )لطاجئف الشاجرات على تسهيل الطرقاجت لنظم الورقاجت( طباجعة اللب‪.‬‬
‫القواعــدم النورانيــة الفقهيــة لتقــي الــدمين أبأـ العبــاجس أحــدم بــن عبــدم الليــم ابــن تيمحيــة التــوف ســنة ‪728‬ه ـ مطبعــة‬ ‫‪(76‬‬
‫السنة المحدمية باجلقاجهرةر ‪1370‬هـ‪.‬‬
‫القواعــدم والفوائــدم الص ـولية لبأـ ـ الســن علــي بــن ممحــدم بــن عبــاجس النبلــي الشــهي بــاجبن اللحــاجم التــوف ســنة‬ ‫‪(77‬‬
‫‪803‬هـ تقيق ممحدم حاجمدم الفقي مطبعة السنة المحدمية باجلقاجهرةر ‪1375‬هـ‪.‬‬
‫كشــف السـ ـرار عــن أصــول فخــر الســلم الــزدوي‪ ،‬لعلءا الــدمين عبــدم العزيــز بــن أحــدم البخــاجري التــوف ســنة‬ ‫‪(78‬‬
‫‪730‬هـ الناجشر دار الكتاجب السلمي باجلقاجهرةر‪.‬‬
‫لساجن العرب لمحاجل الـدمين ممحدم بـن مكـرم بـن منظـور الفريقـي الصـري التـوف سـنة ‪711‬ه ـ طبعـة دار صـاجدر‬ ‫‪(79‬‬
‫بيوت ‪14‬هـ‬
‫لطاجئف الشاجرات‪ .‬شرح منظومة العمحريطي للورقاجت‪ .‬لعبدم المحيـدم بـن ممحـدم بـن علـي قـدمس‪ .‬طباجعــة مصــطفى‬ ‫‪(80‬‬
‫الباجبأ اللب ‪1369‬هـ‪.‬‬
‫اللمحــع فـ أصــول الفقــه لبأـ إســحاجق إبراهيــم بــن علــي اليازي التــوف ســنة ‪476‬هــ‪ .‬تقيــق يوســف الرعشــلي‬ ‫‪(81‬‬
‫ومعه كتاجب )تريج أحاجديث اللمحع(‪ .‬عاجل الكتب ببيوت‪ .‬الطبعة الول ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫ممحوع الفتاجوى لتقي الدمين أبأ العباجس أحدم بن عبدم الليم بن عبدم السلم الرانـ التـوف سـنة ‪748‬هــ‪ .‬جــع‬ ‫‪(82‬‬
‫وترتيب عبدم الرحن بن قاجسم الطبعة الول باجلرياجض ‪1381‬هـ‪.‬‬
‫الصول ف علم الصول لفخر الدمين أبأـ عبـدم الـ بـن ممحـدم بـن عمحــر بـن حســن الـرازي الشــاجفعي التــوف ســنة‬ ‫‪(83‬‬
‫‪606‬هـ‪ ،‬تقيق طه جاجبر العلوان‪ ،‬نشر جاجمعة الماجم ممحدم بن سعود السلمية باجلرياجض ‪1399‬هـ‪.‬‬
‫متصر الروضة وقدم طبع باجسم )البلبل ف أصول الفقه( لنجم الدمين أبأ الربيع ســليمحاجن بــن عبــدم القــوي الطــوف‬ ‫‪(84‬‬
‫التوف سنة ‪716‬هـ‪ ،‬مكتبة الماجم الشاجفعي باجلرياجض‪.‬‬
‫مــدمارج الســاجلكي‪ .‬لشــمحس الــدمين أبأـ ـ عبــدم الـ ـ ممحــدم بــن أبأـ ـ بكــر العــروف بــاجبن القيــم الوزيــة التــوف ســنة‬ ‫‪(85‬‬
‫‪751‬هـ تقيق ممحدم حاجمدم الفقي‪ .‬دار الكتاجب العربأ‪ .‬بيوت‪.‬‬
‫الدمخل إل مذهب المـاجم أحدم بـن حنبـل‪ .‬لعبـدم القـاجدر بـن أحدم العـروف بـاجبن بـدمران التـوف سـنة ‪1346‬ه ـ‬ ‫‪(86‬‬
‫تقيق د‪ .‬عبدم ال التكي مؤسسة الرساجلة ببيوت الطبعة الثاجلثة ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫مــذكرةر أصــول الفقــه للشــيخ ممحــدم الميـ ـ بــن ممحــدم الختــاجر الشــنقيطي التــوف ســنة ‪1393‬ه ــ‪ .‬ط الاجمعــة‬ ‫‪(87‬‬
‫السلمية باجلدمينة النبوية‪.‬‬
‫الســاجئل الشــتكة بيـ أصــول الفقــه‪ .‬وأصــول الــدمين‪ ،‬لمحــدم العروســي عبــدم القــاجدر )معاجصــر(‪ .‬دار حــاجفظ للنشــر‬ ‫‪(88‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة الول ‪1410‬هـ‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫الستصفى من علم أصول الفقه لبأ حاجمدم بن ممحدم الغزال التوف سنة ‪505‬هـ دار صاجدر‪.‬‬ ‫‪(89‬‬
‫مسندم الماجم أحدم بن ممحدم بن حنبل التوف سنة ‪241‬هـ‪ ،‬دار صاجدر‪.‬‬ ‫‪(90‬‬
‫السودةر ف أصول الفقه لل تيمحية‪ .‬تقيق ممحدم مي الدمين عبدم المحيدم‪ .‬مطبعة الدمن القاجهرةر ‪1384‬هـ‪.‬‬ ‫‪(91‬‬
‫العتب ف تريج أحاجديث النهاجج والختصر‪ .‬لبدمر الدمين ممحدم بن عبدم ال الزركشي التوف سنة ‪794‬هـ تقيق‬ ‫‪(92‬‬
‫حدمي عبدم اليدم السلفي‪ .‬دار الرقم الكويت‪ .‬الطبعة الول ‪1404‬هـ‪.‬‬
‫معجـ ــم لغـ ــة الفقهـ ــاجءا‪ .‬وضـ ــع ممحـ ــدم رواس قلعـ ــة جـ ــي‪ ،‬حاجمـ ــدم صـ ــاجدق قنيـ ــب جـ ــاجر النفـ ــاجئس‪ .‬الطبعـ ــة الثاجنيـ ــة‬ ‫‪(93‬‬
‫‪1408‬هـ‬
‫الغن شرح متصر الرقي‪ .‬لوفق الدمين عبدم ال بن أحدم بن قدمامة القدمسي التــوف ســنة ‪620‬هــ‪ .‬تقيــق عبـدم‬ ‫‪(94‬‬
‫ال التكي وعبدم الفتاجح اللو‪ .‬هجر للطباجعة والنشر الطبعة الول ‪1409‬هـ‪.‬‬
‫مفتــاجح الوصــول إل ـ بنــاجءا الفــروع علــى الصــول‪ .‬لبأ ـ عبــدم ال ـ ممحــدم بــن أحــدم العــروف باجلش ـريف التلمحســاجن‬ ‫‪(95‬‬
‫التوف سنة ‪771‬هـ‪ ،‬تقيق عبدم الوهاجب عبدم اللطيف‪ ،‬دار الكتب العلمحية بيوت ‪1403‬هـ‪.‬‬
‫النخول من تعليقـاجت الصـول‪ .‬لبأـ حاجمـدم بـن ممحدم الغزالـ التـوف سـنة ‪505‬هــ‪ .‬تقيـق ممحـدم حسـن هيتـو‪.‬‬ ‫‪(96‬‬
‫دار الفكر بدممشق الطبعة الثاجنية ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫منع جواز الاجز ف النـزل للتعبدم والعجاجز‪ .‬للشنقيطي‪ .‬رساجلة مطبوعة ضمحن الزءا العاجشر من أضواءا البياجن‪.‬‬ ‫‪(97‬‬
‫النهــاجج ف ـ ترتيــب الجــاجج‪ .‬لبأ ـ الوليــدم ســليمحاجن بــن خلــف البــاججي التــوف ســنة ‪ 474‬هـ ـ تقيــق عبــدم اليــدم‬ ‫‪(98‬‬
‫تركي‪.‬‬
‫الوافقــاجت فـ أصــول الشـريعة‪ .‬لبأـ إســحاجق إبراهيــم بــن موســى اللخمحــي الشــاجطب التــوف ســنة ‪790‬ه ـ تعليــق‬ ‫‪(99‬‬
‫عبدم ال دراز‪ .‬دار العرفة بيوت‪.‬‬
‫نثر الورود على مراقي السعود‪ .‬للشيخ ممحدم المي بن ممحدم الختاجر الشنقيطي التوف سنة ‪1393‬هــ‪ .‬تقيــق‬ ‫‪(100‬‬
‫وإكمحاجل تلمحيذه ممحدم ولدم سيدمي ولدم حبيب الشنقيطي‪ .‬توزيع دار الناجرةر‪ .‬الطبعة الول ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫نزهــة النظــر شــرح نبــة الفكــر ف ـ مصــطلح أهــل الثــر‪ .‬لشــهاجب الــدمين أبأ ـ الفضــل أحــدم بــن علــي بــن حجــر‬ ‫‪(101‬‬
‫العسقلن التوف سنة ‪852‬هـ طبع الكتبة العلمحية‪.‬‬
‫النسخ ف دراساجت الصوليي‪ .‬ناجدية شريف العمحري‪ .‬مؤسسة الرساجلة‪ .‬الطبعة الول ‪1405‬هـ‪.‬‬ ‫‪(102‬‬
‫نظــم التنــاجثر مــن الــدميث التـواتر‪ .‬لبأـ عبــدم الـ ممحــدم بــن جعفــر الكتــاجن التــوف ســنة ‪1345‬ه ـ دار الكتــب‬ ‫‪(103‬‬
‫السلفية بصر‪ .‬الطبعة الثاجنية‪.‬‬
‫النكــت علــى كتــاجب ابــن الصــلح‪ .‬لبأ ـ الفضــل أحــدم بــن علــي بــن حجــر العســقلن التــوف ســنة ‪852‬ه ــ‪.‬‬ ‫‪(104‬‬
‫تقيق ربيع بن هاجدي عمحي‪ .‬دار الراية‪ .‬الطبعة الثاجنية ‪1408‬هـ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫النهاجيــة ف ـ غريــب الــدميث والثــر‪ .‬لــدم الــدمين أبأ ـ الســعاجدات البــاجرك بــاجن ممحــدم العــروف بــاجبن الثي ـ الــزري‬ ‫‪(105‬‬
‫التوف سنة ‪606‬هـ تقيق طاجهر أحدم الزاوي وممحود الطناجحي‪ .‬الكتبة السلمية‪ .‬الطبعة الول ‪1383‬هـ‪.‬‬
‫نواســخ القــرآن لبأـ الفــرج عبــدم الرحــن بــن الــوزي النبلــي التــوف ‪597‬ه ـ تقيــق ممحــدم أشــرف علـي اللبــاجري‪.‬‬ ‫‪(106‬‬
‫طبع اللس العلمحي لحياجءا التاث السلمي باجلدمينة النبوية‪.‬‬
‫الواضح ف أصول الفقه‪ .‬ممحدم بن سليمحاجن الشقر )معاجصر( الدمار السلفية‪ .‬الكويت‪.‬‬ ‫‪(107‬‬
‫عدمد من الخطوطاجت للورقاجت‪.‬‬ ‫‪(108‬‬

‫‪142‬‬
‫فهـــرس الموضـوعـات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضــوع‬
‫تقدمي‬
‫مقدممة الطبعة الثاجنية‬
‫مقدممة الطبعة الثاجلثة‬
‫مقدممة الطبعة الول‬
‫مباجدئ علم أصول الفقه‬
‫مقدممة الورقاجت‬
‫تعريف أصول الفقه باجعتباجر مفرديه‬
‫الحكاجم الشرعية‬
‫الواجب‬
‫الندموب‬
‫الباجح‬
‫الظور‬
‫الكروه‬
‫الصحيح والباجطل‬
‫الفقه‪ ،‬العلم‪ ،‬الهل‬
‫أقساجم العلم‬
‫النظر‪ ،‬الستدملل‪ ،‬الدمليل‬
‫الظن‪ ،‬الشك‬
‫تعريف أصول الفقه باجعتباجره علمحاجا‬
‫أبواب أصول الفقه‬
‫الكلم‬

‫‪143‬‬
‫أقساجم الكلم من حيث مدملوله‬
‫أقساجم الكلم من حيث استعمحاجله‬
‫القيقة وأنواعهاج‬
‫الاجز وأنواعه‬
‫المر‬
‫من مساجئل المر‬
‫من يدمخل ف المر والنهي ومن ل يدمخل؟‬
‫هل المر باجلشيءا ني عن ضدمه؟‬
‫النهي‬
‫العاجم‬
‫الاجص‬
‫الخصص التصل‬
‫الستثناجءا‬ ‫‪(1‬‬
‫الشرط‬ ‫‪(2‬‬
‫الصفة‬ ‫‪(3‬‬
‫الطلق والفيدم‬
‫الخصص النفصل‬
‫المحل والبي‬
‫الظاجهر والؤول‬
‫الفعاجل‬
‫القرار‬
‫النسخ‬
‫أقساجم النسخ باجعتباجر النسوخ‬
‫أقساجم النسخ باجعتباجر الناجسخ‬
‫‪144‬‬
‫التعاجرض بي الدلة‬
‫الجاجع‬
‫من مساجئل الجاجع‬
‫قول الصحاجبأ‬
‫الخباجر‬
‫التواتر‬ ‫‪(1‬‬
‫الحاجد‬ ‫‪(2‬‬
‫صيغ أداءا الدميث‬
‫القياجس‬
‫من شروط القياجس‬
‫الظر والباجحة‬
‫الستصحاجب‬
‫ترتيب الدلة‬
‫شروط الفت‬
‫شروط الستفت‬
‫التقليدم‬
‫الجتهاجد‬
‫أهم الراجع‬

‫‪145‬‬

You might also like