‫(‪ )31‬دقيقة‬

‫هزت العالم كله‬

‫بقلم‪:‬‬

‫ميني وأفتخر بإسالمي‬

‫‪ 1438‬هـ | ‪ 2016‬م‬
 ‫(‪ )31‬دقيقة هزت العالم كله‬

‫﷽‬

‫يف يوم األربعاء الثاين من شهر صفر لعام ‪ 1438‬هـ املوافق ‪ 2‬نوفمرب ‪ 2016‬م‪ ،‬ألقى اخلليفة القرشي‬
‫احلسيين البغدادي كلمة صوتية يف (‪ )31‬دقيقة تقريبا‪ ،‬هذه الكلمة حتدث فيها عن العامل كله‪ ،‬وأوجز‬
‫الصراع وتارخيه بني أمم الكفر وأهل اإلسالم‪ ،‬وأكد يف كلمته أن أهل اإلسالم يف ذل ومهانة بسبب متزقهم‬
‫وتشرذمهم واختالفهم فيما بينهم‪ ،‬وهلذا تسلط عليها أعداء اإلسالم من كل امللل والنحل‪.‬‬

‫ومبجرد أن أعلنت اخلالفة ودعا اخلليفة القرشي احلسيين املسلمني للتوحد حتت راية واحدة لقتال عدو اهلل‬
‫وعدوهم‪ ،‬ودعاهم للتوحد لقتال أهل الكفر كافة كما يقاتلوننا كافة‪ ،‬وترك التمزق والتشرذم والتنازع ملصاحل‬
‫دنيوية ضيقة ليست من الدين يف شيء؛ حىت استجاب أقوام من شىت بقاع األرض‪ ،‬وأعلنوا بيعتهم للخليفة‬
‫وتوحدوا حتت إمام واحد وراية واحدة‪ ،‬وكما أن هناك أقوام استجابوا لدعوة اخلليفة فهناك أيضا من رفضها‬
‫وشنع عليها‪ ،‬بل حاربوها ووقفوا مع أعداء اإلسالم يف حرهبا من أجل مصاحلهم الضيقة‪ ،‬ولن ينالوا خيا يف‬
‫الدنيا وال اآلخرة‪ ،‬فبفضل اهلل سقطت األقنعة وانكشفت حقيقتهم أمام املسلمني‪ ،‬لقد كانوا من قبل يتغنون‬
‫يف كل حني باخلالفة وضرورة عودهتا والعمل على ذلك‪ ،‬فلما ظهرت دولة العراق اإلسالمية فرحوا‬
‫واستبشروا‪ ،‬وقالوا هذه أوىل لبنات اخلالفة من العراق حىت تتمدد إىل كل بقاع األرض؛ فلما كتب اهلل هلا‬
‫التمدد وإعالن اخلالفة‪ ،‬كانوا أول من حارهبا ووقف ضدها وحرض عليها!‬

‫واآلن اجتمعت كل أمم الكفر قاطبة‪ ،‬أكثر من ‪ 65‬دولة حلرب اخلالفة والقضاء عليها‪ ،‬اجتمعوا كما‬
‫قال اخلليفة القرشي احلسيين ‪-‬حفظه اهلل‪" :-‬فها هو العالم الكافر اليوم قد حشر ونادى‪ ،‬وتحالف‬
‫وأولياءه لحرب اإلسالم وأهله‪ ،‬وكيد‬
‫َ‬ ‫كاءه وأحالفَه‬
‫وجمع كل كيده وتألب؛ كي َده وشر َ‬
‫َ‬ ‫وتحزب‪،‬‬
‫المؤمنين ودينهم بكل ما يملكونه من كيد‪ ،‬وما يقدرون عليه من آلة حربية وعسكرية‪ ،‬جوية أو برية أو‬
‫بَحرية؛ كل هذا للسعي حثيثا إلطفاء نور اهلل‪ ،‬وعداوة لدينه ومنهاجه في األرض‪ ،‬وخوفا وهلعا من أن‬
‫تعود ألهل اإلسالم والسنة خالفتهم وقوتهم‪ ،‬ويعود لهم التمكين والظهور كما كان أو َل مرة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫(‪ )31‬دقيقة هزت العالم كله‬

‫إن جتمع هذه األحزاب وتكالبهم على دولة اخلالفة‪ ،‬وحرهبم هلل ورسوله‪ ،‬وثبات املوحدين يف مقارعتهم‬
‫وحرهبم واستنزافهم؛ هو بداية هالك هذا العدو وزواله ‪-‬بإذن اهلل‪ ،-‬يقول اخلليفة القرشي ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬يف‬
‫هذا الشأن يف كلمته‪َ { :‬ه َذا َما َو َع َدنَا الله َوَرسوله}‪ ،‬مبينا للناس أن االبتالء والتمحيص يف سبيل اهلل ال‬
‫بد أن جيري على املسلمني‪ ،‬سنة اهلل اليت جرت على الذين من قبلهم‪" :‬عباد اهلل‪ ،‬إن اإليمان ال يتم تمامه‬
‫في نفس جماعة المسلمين حتى تتعرض وتستعد لمجاهدة الناس في أمر هذا اإليمان‪ ،‬ومواجهة أهل‬
‫الباطل بجميع قواهم‪ ،‬وهي تتعرض في ذلك الجهاد وتلك المجاهدة لمطارق االبتالء ومرارة األذى‪،‬‬
‫وتصبر معه على النصر والهزيمة‪ ،‬ويصيبها من الخوف والزلزال‪ ،‬ثم تثبت وال ترتاب‪ ،‬وتستقيم وال‬
‫تلتفت‪ ،‬وتمضي في طريق إيمانها الراشد إن شاء اهلل‪ ،‬ولوال هذه األحزاب وهذا الجهاد‪ ،‬لضعف‬
‫مم تسترخي‪ ،‬واإليمان‬ ‫تأسن‪ ،‬واله َ‬ ‫اإليمان وما زاد‪ ،‬وفسدت القلوب وما صلحت‪ ،‬ولرأينا النفوس َ‬
‫س َدت‬
‫ضه ْم ببَ ْعض لََف َ‬
‫اس بَ ْع َ‬
‫يذبل‪ ،‬وهكذا يكون الحال حينما نبتلى بالرخاء‪َ { ،‬ولَ ْوَال َدفْع الله الن َ‬
‫ين} [البقرة‪."]251 :‬‬ ‫ضل َعلَى ال َْعالَم َ‬
‫ْاأل َْرض َولَكن اللهَ ذو فَ ْ‬

‫يوجه اخلليفة القرشي ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬كالمه إىل أهل السنة يف العراق راثيا حلاهلم ورضوخهم للذلة واملهانة‪،‬‬
‫ويف احلقيقة هي ألهل العراق خاصة وكل أهل السنة عامة‪ ،‬فأكثر أهل السنة ‪-‬مع األسف الشديد‪ -‬قد‬
‫استمرؤوا الذلة واملهانة‪ ،‬فإذا كان سنة العراق قد تركوا الرافضة يهينوهنم ويهجروهنم من ديارهم‪ ،‬ويقتلون‬
‫رجاهلم ويأسرون نساءهم وذراريهم؛ فإن أكثر أهل السنة يف بقاع األرض ليسوا أفضل حاال من سنة العراق‪،‬‬
‫فهم حتت وطأة الطواغيت وعسكرهم وشرطهم‪ ،‬وحلى السوء يسيوهنم كيفما شاؤوا‪ ،‬ويسرقون أمواهلم‬
‫ويضيقون عيشهم وهم هلم راضخون‪ ،‬واآلن أمريكا تسلط عليهم الرافضة يف اليمن وجزيرة العرب والشام‪،‬‬
‫فإن ظلوا على حاهلم من الذلة واملهانة سيضاف إىل تسلط الطواغيت عليهم تسلط الرافضة والصليبيني‪،‬‬
‫أهل السنة‪ ،‬لقد مارس زعماؤكم في المنطقة أحط‬
‫يقول اخلليفة القرشي ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬يف هذا الشأن‪" :‬يا َ‬
‫وأحقر صور الخيانة عرفها التأريخ‪ ،‬فباعوا القضية‪ ،‬وسلموا أمركم وأرضكم لعدوكم‪ ،‬فها هي مناطقكم‬
‫يقتسمها الملحد الكافر والمشرك الرافضي والنصيري الحاقد‪ ،‬في مشهد باطني خبيث مكشوف‪،‬‬
‫وأشرس حملة نصيرية بدعم مجوسي روسي‬
‫َ‬ ‫يراه ويسمع به العالم أجمع‪ ،‬وها هي "حلب" تواجه أعتى‬
‫كافر‪ ،‬يهدفون من خاللها إلى إقامة كيان نصيري بديل‪ ،‬وسط خيانة الفصائل المرتدة المنشغلة بقتال‬

‫‪2‬‬
 ‫(‪ )31‬دقيقة هزت العالم كله‬

‫الدولة اإلسالمية‪ ،‬والساعية إلزاحة حكم اهلل من األرض‪ ،‬في سبيل مصالح أسيادهم وداعميهم من‬
‫دول الكفر‪.‬‬

‫وما تزال خطط الروم‪ ،‬وما يزال مكرهم جاريا ساريا‪ ،‬حتى في جزيرة محمد ‘‪ ،‬لتسليط الرافضة‬
‫على أطرافها‪ ،‬في ظل إفساد كبير تعمل عليه حكومة آل سلول‪ ،‬لعلمنة البالد‪ ،‬والسعي في إكفار‬
‫أهلها‪ ،‬ونشر الرذيلة بينهم‪ ،‬واإلطاحة بما يمكن أن ي َعد من رسوم الشرع وأهله‪ ،‬ولم يقتصروا على‬
‫ذلك فحسب؛ بل شاركوا مشاركة عسكرية حقيقية مع أمم الكفر لحرب اإلسالم والسنة في العراق‬
‫والشام‪ ،‬فهم رأس كل بلية‪ ،‬وسبب كل رزية"‪.‬‬

‫أمر اخلليفة القرشي املسلمني يف جزيرة العرب بأن ال يرتكوا الطواغيت وجندهم وشرطهم وأبواقهم من‬
‫رجال الجزيرة‪ ،‬يا‬
‫كتاب وإعالميني‪ ،‬وأن يعيدوا عليهم الكرة تلو الكرة‪ ،‬بل وضح األمور أكثر وقال‪" :‬فيا َ‬
‫تلو الكرة‪ ،‬دونكم أعداء اهلل‪ ،‬دونكم أمنهم وعسكرهم‬ ‫أحفاد الصحابة؛ أعيدوا عليهم الكرة َ‬
‫َ‬
‫وش َرطهم‪ ،‬دونكم أزالمهم وأصحاب أقالمهم‪ ،‬دونكم أمراؤهم ووزراؤهم وأبواق إعالمهم‪ ،‬وتذكروا‬
‫وصية نبيكم‪« :‘ ،‬الَ يَ ْجتَمع دينَان في َجز َيرة ال َْع َرب»(‪. )1‬‬

‫يا أهل السنة‪ ،‬إنه ما بقي لكم بعد اهلل إال دولة الخالفة‪ ،‬تصون دينكم وتحفظ بيضتكم‪ ،‬وتقوي‬
‫شوكتكم‪ ،‬تحيون فيها أعزاء أو تموتون ش َرفاء‪ ،‬من غير أن يجرأَ على مس كرامتكم فيها رافضي ذليل‪،‬‬
‫أو نصيري خبيث‪ ،‬أو ملحد حقير"‪.‬‬

‫إن أكثر ما أسعد املسلمني عامة وجنود اخلالفة واملناصرين خاصة هو األمر املتعلق بأكرب أعداء اإلسالم‬
‫وأكثر شرا من اليهود والنصارى‪ ،‬الذي يسترتون وراء اإلسالم وهو بريء منهم‪ ،‬الذين يطعنون املسلمني من‬
‫خلفهم وخيدعون السذج واملغفلني أن هذا هو اإلسالم؛ إهنا تركيا العلمانية المرتدة‪ ،‬حبكومتها وجيشها‬
‫ومرتزقتها‪ ،‬الذين فتحوا قواعدهم للطائرات الصليبية‪ ،‬واستضافوا يف بالدهم كل حمارب معاد لإلسالم‪ ،‬وآووا‬
‫كل مشرك ومرتد وملحد‪ ،‬بل وصل هبم احلال أن رئيسهم املرتد أردوغان يلعق حذاء الرافضي العبادي‬

‫(‪ )1‬أخرجه البيهقي يف السنن الكربى (‪ )208 /9‬برقم‪ ،19221 :‬ومالك يف املوطأ ‪ -‬رواية حيىي الليثي (‪ )892 /2‬برقم‪.1584 :‬‬

‫‪3‬‬
 ‫(‪ )31‬دقيقة هزت العالم كله‬

‫بقتل أهل السنة يف املوصل‪ ،‬واستخدام مدفعيته وطائراته يف قصف‬ ‫ويتوسل إليه من أجل السماح له ِ‬
‫املسلمني يف املوصل‪ ،‬أما حلب احملاصرة اليت تبعد عن قواته ‪ 5‬كيلومرت فقد تركها للنصيية‪ ،‬ويستميت يف‬
‫طلبه من أمريكا أن تسمح له باملشاركة هلم يف احتالل الرقة‪ ،‬اليت تبعد عنه ‪ 250‬كيلومرت‪ ،‬وهو مستعد أن‬
‫يشارك الصليبيني يف قتل أهل السنة مجيعا‪.‬‬

‫لقد أصبحت تركيا مكانا للمرتزقة والصحوات ومجيع خمابرات العامل‪ ،‬ومكانا لكل حمارب لإلسالم وأهله‪،‬‬
‫كان أمر اخلليفة باستهداف تركيا وغزوها وتبديد أمنها بشرى وفرحة يف ِ‬
‫قلب كل موحد‪ ،‬وكان كالصاعقة يف‬
‫صدور اإلخوان املرتدين‪ ،‬الذين يصرخون ويلطمون اآلن كالنساء‪.‬‬

‫اإلخوان املرتدون أقذر مجاعة يف التاريخ‪ ،‬تنتمي لإلسالم زورا وهبتانا‪ ،‬وهم ليسوا من اإلسالم يف شيء‪،‬‬
‫بل إهنم ‪-‬كما قال اخلليفة‪ -‬ال دين هلم‪ ،‬يقول اخلليفة ‪-‬حفظه اهلل‪" :-‬أيها المسلمون الموحدون في‬
‫مشارق األرض ومغاربها‪ ،‬لقد ظلت تركيا العلمانية المرتدة خالل مدة جهادنا وصراعنا مع أحالف‬
‫الكفر خاسئة خانسة‪ ،‬تطل بقرن وتستخفي بقرن‪ ،‬تسعى لتحقيق مصالحها وأطماعها في شمال‬
‫العراق وأطراف الشام‪ ،‬ثم ترتد خشية أن يصالها المجاهدون في عقر دارها بجحيم عملياتهم‬
‫وبسرت واستكبرت‪ ،‬ودخلت في حربنا‬
‫ولهيب معركتهم‪ ،‬ثم إنها فكرت وقدرت ونظرت‪ ،‬ثم عبست َ‬
‫انشغال المجاهدين‬
‫َ‬ ‫كما تدخل الضباع المبتورة‪ ،‬مستندة مستظلة بطائرات تحالف الصليب‪ ،‬مستغلة‬
‫بحرب أمم الكفر ودفاعهم عن أرض اإلسالم‪ ،‬وظنت أنها آمنة من أن ينزل بساحتها أبناء التوحيد‬
‫الحذر‪.‬‬
‫مأمنه يؤتى َ‬
‫وأسود الجهاد‪ ،‬أال إنه من َ‬

‫أيها الموحدون‪ ،‬لقد دخلت تركيا اليوم في دائرة عملكم ومشروع جهادكم‪ ،‬فاستعينوا باهلل‬
‫واغزوها‪ ،‬واجعلوا أمنَها فزعا‪ ،‬ورخاءها َهلعا‪ ،‬ثم أ ْدرجوها في مناطق صراعكم الملتهبة"‪.‬‬

‫ال يظن أحد أن أمر اخلليفة ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬بغزو تركيا أمر عبثي أو كتخويف وإرهاب‪ ،‬ال‪ ،‬بل إنه أمر‬
‫جاد‪ ،‬وقد كان من قبله إعالن التمدد يف سيناء وليبيا وأنتم ترون‪ ،‬ومل يتم إعالن غزو تركيا إال ويكون له‬
‫جنود هناك قد جتهزوا واستعدوا وحددوا أهدافهم‪ ،‬وستسمعون نبأهم بعد حني‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫(‪ )31‬دقيقة هزت العالم كله‬

‫ومل ينس اخلليفة ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬جنوده يف باقي الواليات حول العامل‪ ،‬فقال‪" :‬وإلى جنود الخالفة في‬
‫خراسان وبنغالدش وإندونيسيا والقوقاز والفلبين واليمن والجزيرة وسيناء ومصر والجزائر وتونس وليبيا‬
‫والصومال وغرب أفريقيا؛ اعلموا أنكم اليوم دعائم اإلسالم في األرض‪ ،‬وأوتاد الخالفة فيها‪ ،‬أذهلتم‬
‫الناس كيف تكون مسالك النصر‪ ،‬بحسن االجتماع‬ ‫َ‬ ‫أمم الكفر بجهادكم وصبركم وثباتكم‪ ،‬علمتم‬
‫َ‬
‫وامتثال الطاعة‪ ،‬وتكوين جماعة المسلمين الكبرى‪ ،‬في واقع استمرأ الجاهليةَ الجهالء‪ ،‬بكثرة الفرقة‬
‫أمم الكفر‪ ،‬كما كان غيظهم بقيام الخالفة‬
‫والبقاء على الشتات‪ ،‬ولقد أغظتم باجتماعكم وجهادكم َ‬
‫سواء‪ ،‬وعليه فإنهم سيسعون إلطفاء نور اهلل بينكم ببَث أسباب الفرقة واالختالف‪ ،‬فاصبروا وصابروا‬
‫وال تخافوا‪ ،‬واثبتوا وال تفروا عند إرادة القتال‪ ،‬فإذا صبرتم فإن اهلل يؤيدكم وينصركم ويثبت أقدامكم‪،‬‬
‫تحت ظالل السيوف‪ ،‬واعلموا أنه إن قتل بعض قادتكم‪ ،‬فإن اهلل مخلفا لكم مثله‬
‫واعلموا أن الجنةَ َ‬
‫أو خيرا منه‪ ،‬واهلل لن يضيعكم‪ ،‬فال تحزنوا‪ ،‬إن اهلل معنا"‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬فجنود اخلالفة كاجلسد الواحد يف كل مكان‪ ،‬فها هم ‪-‬بفضل اهلل‪ -‬يثخنون يف ِ‬
‫أعداء اإلسالم‬
‫وحياربوهنم من أجل أن تكون كلمة اهلل العليا‪ ،‬واألعداء حياولون زرع الفرقة والتشرذم بينهم‪ ،‬بعد أن يئسوا‬
‫من مواجهتهم عسكريا‪ ،‬فوجب على مجيع جنود اخلالفة يف كافة الواليات السمع والطاعة لألمي‪ ،‬فهو ميثل‬
‫اخلليفة فيما أمر فيه‪ ،‬ومع الصرب إن شاء اهلل يأيت النصر‪.‬‬

‫كانت هذه الكلمة الصوتية للخليفة كالرصاصة يف حنر األعداء‪ ،‬فهو أكد فيها أن املسلم املوحد لن‬
‫يتخلى عن الشريعة اإلسالمية وحكمها وأن أول الطريق لتحكيمها وتثبيتها هو طريق اخلالفة‪ ،‬وعندما حتكم‬
‫الشريعة‪ ،‬ومنضي يف طريق اخلالفة الراشدة ستنهار املنظومة الدولية الصليبية القائمة اآلن ‪-‬وهي تنهار منذ‬
‫زمن طويل‪ -‬لكننا ال حنسن الرؤية والقراءة‪.‬‬

‫وإنه من عالمة منهاج النبوة‪ ،‬أنه مبجرد سلوك هذا الطريق فسيحاربك اجلميع‪ ،‬فتجد فئة تتميز قلوهبا من‬
‫الغيظ ألن خليفة قرشيا جماهدا عالِما عابدا وعامال يسحب البساط من حتتها ويأخذ مكاهنا‪ ،‬ويسقط‬
‫أقنعتها فستكيد له وجلنوده كل مكيدة‪ ،‬وستتهمه وجنوده بكل فرية‪ ،‬مث سيجد اخلليفة نفسه ودولته وجنوده‬
‫وحيدين إال من اهلل أمام أحزاب تأيت من فوقهم ومن أسفل منهم‪ ،‬ويرموهنم عن قوس واحدة‪ ،‬واملسلم‬

‫‪5‬‬
 ‫(‪ )31‬دقيقة هزت العالم كله‬

‫املوحد يف هذه اخلالفة جياهد وال يبايل بعتاد وعدة‪ ،‬وسيسقط يف هذا اجلهاد ضد أمم الكفر واألحزاب‬
‫أحب وأعز األحباب وال يبايل اجملاهد بذلك‪ ،‬حىت يأيت موعود اهلل بالصرب واجلهاد‪ ،‬مث النصر والتمكني يف‬
‫كل بقاع األرض بإذن اهلل‪.‬‬

‫واحلمد اهلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪6‬‬