Professional Documents
Culture Documents
@
@
1
﷽
لقد رميت الدولة هبذه الشبهة منذ أول يوم قامت فيه ،كان ذلك من ضمن حرب التشويه اليت قادهتا
طاغوت العصر أمريكا وأذانهبا ومما ها ملى كل من يقاتل يف سبيل هللا ويف سبيل نصرة املسلمني
املستضعفني ،ولقد صدرت هذه الشبهة امللفقة الكاذبة ملى لسان أحبار الساطني ورهبان احلكام ،ليضللوا
هبا مامة املسلمني وشباهب،م ،وليصرفوا امأمة من ااجماهدين الذين ما ررووا من دراره،م ل ا لنصرة دين هللا
ولنصرهت،م ،والرد ملى هذه الشبهة وتفنيدها يكون ببيان منهج ومقيدة اخلوارج ،الذين وصفوا ونود الدولة
هب،م ،وببيان منهج ومقيدة الدولة الربيء من هذا املنهج والعقيدة اخلبيثة.
من هم اخلوارج وما هي عقيدهتم :اخلوارج ه،م فرقة من الفرق الضالة ،وطائفة من الطوائف املنحرفة اليت
حتدث منه،م النيب ‘ وأررب خبرووه،م.
ظهروا يف مصر اخلليفة الرابع اإلمام ملي بن أيب طالب ،¢وكان أول ظهور هل،م يف معركة صفني اليت
كانت بني ويش ملي ¢وبني ويش معاوية ،¢وملا كان القتال قائما بني اجليشني رفع ويش معاوية
املصاحف ملى أسنة سيوفه،م ورماحه،م ،مشريين للتحكي،م بينه،م بكتاب هللا ،ولكن ملي ¢رأى أن هذه
حيلة من معاوية ¢وويشه ليوقعوا هب،م اهلزمية ،فأشار ملي ¢جليشه أن قاتلوا و ا توقفوا القتال ،ولكن
طائفة من ويش ملي أبوا القتال واغرتوا مبا فعله ويش معاوية ،¢وقالوا مأمري املؤمنني ملي ¢أوب
كتاب هللا لذ دميت اليه وهددوه قائلني :ول ا دفعناك لىل القوم برمتك ،فقبل ¢ابلتحكي،م استجابة هل،م
وصيانة جلمامة املسلمني من التفرق والتشرذم.
2
وولس الفريقان للتحاك،م وانتدب ملي ¢ابن مباس للمفاوضة منه ،وانتدب معاوية ¢ممرو بن
العاص ،فرغب اخلوارج من ابن مباس وقالوا لعلي هو منك وسيحابيك ،ولكن أرسل أاب موسى فإنه قد
امتزل القتال ونصح لنا ،فوافق ملي ¢ملى كره منه.
ومندما اوتمع احلكمان -أبو موسى امأشعري وممرو بن العاص -اتفقا ملى أتويل التحكي،م لىل
رمضان ،فروع ملي مبن معه من صفني لىل الكوفة ،ل ا أن اخلوارج انقلبوا ملى موقفه،م ،وأملنوا الرباءة من
التحكي،م ،ورأوا فيه ضا ا وكفرا ،وه،م الذين هددوا مليا ¢بقبوله والرضا به ،ففارقوا اجلمامة رأرا وفارقوها
وسدا ،لذ احناز اثنا مشر ألفا منه،م لىل حروراء ،فأرسل لليه،م ملي ¢مبدهللا بن مباس ،ƒوقال له:
ا تعجل لىل وواهب،م ورصومته،م حىت آتيك ،فاستعجلوا حماورته فحاوره،م ،¢فلجوا يف رصامه .فلما
واء ملي أواهب،م ملى ما نقموا مليه من أمر احلكمني ،وكان مما امرتضوا مليه قوهل،م ر ْربان" :أتراه م ْد ا
حتكي،م الروال يف الدماء؟" فقال هل،م ملي " :¢لان ما حكمنا الروال لمنا حكمنا القرآن ،وهذا القرآن لمنا
هو رط مسطور بني دفتني ا ينطق لمنا يتكل،م به الروال" .قالوا" :فخ ْربان من امأول مل وعلته بينك،م؟"
قال" :ليعل،م اجلاهل ويتثبت العامل ،ولعل هللا يصلح يف هذه اهلدنة هذه امأمة ،ادرلوا مصرك،م رمحك،م هللا"،
()1
فدرلوا من مند آرره،م .
وملا درلوا الكوفة أظهروا املعارضة مرة أررى لقضية التحكي،م ،ومندما امتزم ملي أن يبعث أاب موسى
للحك،م ،أاته زرمة بن الربح الطائي وحرقوص بن زهري السعدي من اخلوارج وقا ا له" :تب من رطيئتك
واروع من قضيتك واررج بنا لىل مدوان نقاتله،م" ،وقال ملي" :قد كتبنا بيننا وبينه،م كتااب وماهدانه،م"،
فقال حرقوص" :ذلك ذنب تنبغي التوبة منه" ،فقال ملي" :ليس بذنب ولكنه مجز من الرأي" ،فقال
زرمة" :لئن مل تدع حتكي،م الروال مأقاتلنك أطلب ووه هللا" ،فقال ملي" :بؤسا لك كأين بك قتيا تسفي
مليك الرراح" ،قال" :وددت لو كان ذلك".
( )1أنساب امأشراف للباذري ( )349 /2اتريخ امأم،م والرسل وامللوك للطربي (.)110 /3
3
ورروا من منده ينادران ا حك،م ل ا هللا ،ورطب ملي يوما فتنادوا من ووانب املسجد هبذه الكلمة،
فقال ملي" :هللا أكرب كلمة حق أريد هبا ابطل" ،ورطب اثنيا فقالوا كذلك ،فقال" :أما لن لك،م مندان ثااث
ما صحبتموان ،ا مننعك،م مساود هللا أن تذكروا فيها امسه ،و ا الفيء ما دمت،م معنا ،و ا نقاتلك،م حىت
()2
تبد ان ،وننتظر فيك،م أمر هللا" .
وكفر اخلوارج مليا ومعاوية ،ƒوكفروا احلكمني أاب موسى وممرو بن العاص ،وكفروا اجليشني ،وقد
أحدثوا بذلك شررا كبريا يف وسد امأمة اإلسامية ،وررووا ملى امامة املسلمني ،وقتلوا مبدهللا بن رباب
()3
بن امأرت ،وبقروا بطن واريته ،فطالبه،م ملي ¢بقتلته فأبوا مليه وقالوا كلنا ق ت له ،وكلنا مستحل
دماءك،م ودماءه،م ،فومظه،م وأنبه،م ونصح هل،م ،فأبوا ل ا املناوزة والقتال ،فقاتله،م ¢مبن معه حىت أفناه،م
فل،م يبق منه،م ل ا سبعة أو مثانية -كما يذكر املؤررون -تفرقوا يف الباد ،ومنه،م نبتت بذرة اخلوارج مرة
أررى ،ولكن كان اتسامه،م يف البدمة والضال وا احنراف أكرب مما كانوا مليه ،فل،م تقف بدمته،م وضالته،م
()4
مند قضية التحكي،م فحسب .
-1فكفروا أصحاب الكبائر ورأوا قتله،م ،وهذا خمالف ملا مليه امامة املسلمون.
-2ورأوا اخلروج ملى احلكام وو اة امأمر لن ه،م رالفوه،م الرأي ،وليس هذا ما مليه أهل السنة
واجلمامة.
-3ترب وا من اخلليفتني الراشدين مثمان وملي ،ƒوكفروا كثريا من الصحابة رضوان هللا مليه،م،
واستحلوا دماءه،م ودماء كل من رالفه،م رأيه،م.
-4رأوا وواز اإلمامة العظمى يف غري القرشي ،فكل من ينصبونه ويقي،م العدل فهو اإلمام ،سواء أكان
مبدا أم حرا ،مجميا أم مربيا.
4
وذهبت طائفة منه،م وه،م النجدات لىل مدم حاوة الناس لىل لمام ،ولمنا ملى الناس أن يتناصفوا فيما
بينه،م ،فإن رأوا أن ا بد من لمام واز هل،م أن يقيموا هل،م لماما ،وهذا خيالف قول امامة املسلمني ملا صح
من أحاديث النيب ‘.
-5أسقطوا حد الرو،م من الزاين ،وأسقطوا حد القذف ممن قذف احملصنني من الروال دون من
قذف احملصنات من النساء.
-6أنكر بعضه،م سورة يوسف ،وهو من أقبح أقواهل،م وأشنعها ،وهذا القول ينسب لىل العجاردة منه،م،
حيث قالوا ا جيوز أن تكون قصة العشق من القرآن!!
هذه بعض أصول مقيدة اخلوارج املنحرفة الضالة ،اليت فارقت امامة املسلمني ومرقت من اإلسام كما
ميرق السه،م من الرمية ،وقد أررب منه،م النيب ‘ ،وأررب من بعض صفاهت،م ،فعن أيب سعيد اخلدري ¢
صيح ِام ِه ْم يح ْق حرُؤو حن الْ ُق ْرآ حن من النيب ‘ أنه قال يف وصفه،م « :حَْي ِقر أحح ُد ُكم ص حَلتحهُ مع ِِ ِ
صيامهُ مع ِ
ص حَلهت ْم حو ح ح ح ح
ُ ح ْ ح حح ح
الرِميَّ ِة» .
الس ْه ُم ِم ْن َّ حَل ُُيا ِوُز تحراقِي هم َيحْرقُو حن ِمن ِ
()5
الدي ِن حك حما َيحُْر ُق َّ ْ ح ح حُْ ُ
فرتى فيه،م زهد ومبادة ،ولكن ملى وهل كما أررب النيب ‘ ،وقال يف وصفه،م أيضا أهن،م «يح ْقتُ لُو حن
اْل ْس حَلِم حويح حدعُو حن أ ْحه حل ْاْل ْحوحَث ِن» ،وأهن،م شر قتلى حتت أدمي السماء ،ووصفه،م أبهن،م كاب النار ،
()7 ()6
أ ْحه حل ِْ
()8
وأهن،م وهلة حداثء أسنان سفهاء أحام .
هؤ اء ه،م اخلوارج وهذه هي مقيدهت،م وصفاهت،م ،فه،م شر من دب ملى امأرض ورطوا مليها.
أما مقيدة دولة اإلسام فهي مقيدة أهل السنة واجلمامة ،ليس يف مقيدهتا بدمة و ا ضالة ،وونودها
حنسبه،م وهللا حسيبه،م روال آمنوا ابهلل راب وابإلسام دينا ومبحمد ‘ نبيا ورسو ا ،ومملوا مبقتضى لمياهن،م
( )5متفق مليه ،صحيح البخاري ( )1321 /3برق،م ،3414صحيح مسل،م ( )741 /2برق،م .1064
( )6متفق مليه ،صحيح البخاري ( )1219 /3برق،م ،3166صحيح مسل،م ( )741 /2برق،م .1064
( )7سنن الرتمذي ( )226 /5برق،م ،3000ومسند أمحد ( )542 /36برق،م .22208
( )8صحيح البخاري ( )1321 /3برق،م .3415
5
وتوحيده،م ،وهبوا لنصرة دين هللا ودفاما من املسلمني املستضعفني يف كل بقعة من بقاع امأرض ،طلقوا
دنياه،م ثااث ،وتركوا الدرار وامأهل واملال ،وررووا دفاما من اإلسام ،وأقاموا الدين ورفعوا رايته وأقاموا
للمسلمني دولة حكموا فيها شرع هللا ،وردوا احلقوق واملظامل لىل أهلها ،وأمادوا جمد أمتنا السليب ،فلله
دره،م وملى هللا أوره،م.
فكيف ملثل هؤ اء أن يوصفوا ابخلوارج املارقني ،وكيف للعاقلني املنصفني أن يصدقوا مثل هذا الكذب
والبهتان!
6
يقولون أبن الدولة تقاتل ااجماهدين وتستحل دماءه،م ،بعد أن حتك،م مليه،م ابلظنون امأهواء أهن،م
مرتدون!! ويف الرد مليه،م أقول ما قاله القائل :رمتين بدائها وانسلت.
ففي حقيقة امأمر ليست الدولة من تقاتل ،ولكنها تقاتل ،هذه هي احلقيقة اليت مل تعد ختفى ملى أحد،
فالدولة ما بدأت أحدا بقتال و ا هذا من منهجها ،ومعاذ هللا أن تقتل الدولة مسلما حرام الدم وحتك،م مليه
كذاب أنه كافر مرتد لتحل قتله ،فضا من قتال ااجماهدين ريار امأرض ،والناظر لىل ما يقع من اقتتال بني
الدولة وبني اجلمامات والفصائل اليت تقاتلها يف كل مكان ،يعل،م مل،م اليقني أن الدولة مل تقدم ملى قتال
طائفة معينة ل ا بعد أن يظهر منها اآليت:
لما يوالون التحالف الصلييب الغريب والعريب الكافر ،ولما يوالون الطواغيت واملرتدين والشيعة الروافض
ااجموس املشركني.
ولما يرتدون برتكه،م للشريعة واتباع الدميقراطية الكافرة اليت تنايف توحيد هللا ¸.
ولما يبد ون الدولة ابلقتال ويبغون مليها وملى دماء ونودها وأمراض نسائها.
فهذه احلا ات فقط تقاتل الدولة ،ولذا ما نظران لىل الفصائل واجلمامات اليت تقاتلها الدولة ،مثا ملى
أرض الشام ،نراه،م يف احلقيقة ما بني موالني للغرب بطريق مباشر أو غري مباشر ،بل وبعضه،م يعلن ذلك
وجياهر به با حياء و ا استحياء ،وبني مرتدين برتكه،م لشريعة الرمحن واتبامه،م سبيل الشيطان كالدميقراطية
والعلمانية ،وبني بغاة ظاملني قاتلوا الدولة وامتدوا مليها لشبهات ألقاها الشيطان مليه،م.
ويف ليبيا مل تبدأ الدولة بقتال أي فصيل أو امامة ،حىت بغت مليها الفصائل وغدرت هبا وقامت مليها
وصالت ملى دماء ااجماهدين وأمراضه،م ،وبعض الفصائل قد حتالفت فعليا مع الطاغوت حفرت وونوده ملى
قتال الدولة ،وبعدما أرذوا بعض املناطق اليت كانت تسيطر مليها الدولة وحتكمها بشرع هللا ،بدلوا شرع هللا
7
¸ وحكموا مبا مل ينزل هللا به سلطان ،وسلموا بعض املناطق جليش حفرت املرتد ،وهذه ردة واضحة ا شك
فيها و ا ريب ،فمن يصول ملى أرض حتت سلطان املسلمني ،ويقتل ااجماهدين الذين كانوا حيكموهنا بشرع
هللا ،ويبدل هذا احلك،م حبك،م الدميقراطية ،أو يسل،م امأرض لطاغوت حيك،م بقوانني البشر اليت ما أنزل هللا هبا
من سلطان؛ ا شك يف كفره وردته ووووب قتله ،مأنه يكون بذلك صائا ملى الدين والنفس والعرض
جيب دفعه ورده.
ويف رراسان كان ونود اخلافة هناك مشغولني جبهاد امأمريكان واحلكومة املرتدة ،ومل تقاتل أي امامة
من اجلمامات اليت مل تبايعها ،حىت صالت مليها بعض اجلمامات ملى حني غرة بكل غدر وريانة ،فقتلوا
من ونود الدولة الكثري ،وأسروا بعض اإلروة ،وسرقوا كثريا من العدة اليت غنمتها الدولة يف وهادها ضد
الكفار واملرتدين ،فصربت الدولة وكبحت وام غضب ونودها ،وراسلت اجلمامات كي يتوبوا من فعله،م
ويسلموا أنفسه،م لشرع هللا ويروعوا من قتال ااجماهدين ،فأبوا ذلك متكربين ،واتضح أن املخابرات هي من
تدير تلك اجلمامات ،فكان لزاما ملى الدولة أن ترد مادية هذا اجلمامات املقاتلة يف صف الكفار
واملرتدين ،فحملت مليه،م الساح وقاتلته،م كما يقاتلوهنا والبادئ أظل،م.
لذا وبعد هذا البيان الذي بينته من حقيقة القتال الدائر بني الدولة وبني من تقاتله،م من اجلمامات
والفصائل ،وبعد بيان حقيقة تلك اجلمامات الفصائل اليت بني مرتدة وابغية ظاملة؛ أقول :هل هؤ اء ه،م
ااجماهدون الذين تقاتله،م الدولة وتفسد بقتاهل،م ساحات اجلهاد؟!
هل مصاابت وصحوات الشام املرتدين املمولني من أمريكا وطواغيت العرب لقتال الدولة وهدم رافتها
اإلسامية؛ جماهدون؟!!
هل وبهة النصرة ،وبهة اخلائن الغادر املوايل للمرتدين ،اليت تسل،م املناطق احملررة للدميقراطني والعلمانني
حيكموهنا بغري شرع هللا ،ويقاتلون الدولة اليت حتك،م بشرع هللا وجتاهد أمداء هللا؛ جماهدون؟!
هل صحوات ليبيا الذين صالوا ملى ونود اخلافة واغتصبوا املناطق اليت كانوا حيكموهنا بشرع هللا
وحكموها ه،م بغري شرع هللا وسلموا بعضها للطاغوت حفرت؛ جماهدون؟!
8
هل مصاابت رراسان املخابراتية الذين ابموا دينه،م بعرض من الدنيا قليل ،وارتضوا مأنفسه،م أن يكونوا
آلة أبيدي الطواغيت يقاتلون هبا ااجماهدين لينفذوا رططه،م؛ جماهدون؟!
لقد ابنت لكل ذي بصرية ومقل حقيقة الصراع القائ،م بني دولة اإلسام وأمدائها ،وظهر للجميع ريانة
وردة الفصائل واجلمامات اليت تقاتل دولة اإلسام ،فاحلقيقة أن قتال الدولة هلذه الفصائل تطهرير لساحات
اجلهاد وليس لفسادا هلا ،فقتل اخلائنني واملرتدين ررير وليس شرا ،هذا هو هنج الصحابة رضوان هللا مليه،م،
وهذه هي مني مقيدة أهل السنة واجلمامة.
فليعل،م كل مسل،م يريد أن يتبع احلق ويكون من أهله؛ أن دولة اإلسام دولةر تعمل بكتاب هللا وبسنة
رسول هللا ‘ ،وتنضبط يف معاماهتا بضوابط الشرع وهنج اإلسام ،وما كل هذه ا افرتاءات ل ا مأهنا ملى
احلق إبذن هللا ¸ ،وأن هذه الشبهات وا افرتاءات واحلروب اليت تقاد هلا؛ ما هي ل ا دليل ملى قرب
التمكني الكامل هلا إبذن هللا هذا ومد هللا ،وهللا ا خيلف امليعاد.
9
يدمون كذاب أن دولة اإلسام تدمو لشق الصف من رال اخلروج ملى أمراء اجلهاد ،وقد كذبوا وهللا،
فالدولة دمت للخروج من ضيق اجلمامات والتنظيمات لىل سعة الدولة ورافتها ،دمت للحاق بركب
اخلافة وتوحيد الصف وامع ااجماهدين حتت راية واحدة ولمام واحد ،دمت لنبذ الفرقة والشتات وتوحيد
اجلهود لتكون أقوى وأنكى وأشد ملى أمداء هللا.
مر شرمي ا ودال لن دولة اإلسام ترى وووب البيعة للخليفة أيب بكر البغدادي حفظه هللا ،وهذا أ ر
فيه ،حيث لنه كما بينت يف الفصل الثالث ،ويل أمر شرمي ،ثبتت لمامته ابلكتاب والسنة ولاماع ملماء
امأمة ،واملتخلف من بيعته آثر شرما ،وكذا رافته رافة شرمية ،استوفت شروطها كاملة ،واملتخلف من
اللحاق بركبها مع استطامته آثر شرما ،وملى هذا ترى الدولة أنه اجيوز بقاء تلك اجلمامات بعد ظهور
اإلمام ولمان اخلافة ،وهذا الذي تراه الدولة ليس من هوى نفسها ،بل هذا هو دين اإلسام وما واء به،
وهذا ما كان مليه صحابة رسول هللا ‘ ،وملى هذا أامع أهل العل،م ،وقد بينت ذلك يف الفصل الثالث،
من وووب بيعة اإلمام ولزومه لن ابيعه أهل احلل والعقد ،أو حىت تغلب ابلسيف وحك،م بشرع هللا ¸.
فاحلقيقة أن دموة دولة اإلسام ليست دموة اإلفساد ،بل لهنا دموة اإلصاح والفاح ،وغري ذلك هو
دموة للتشرذم والتشتت والتفريق.
فلينظر العلماء وااجماهدون أي الدموتني أوىل ابلتلبية وا اتباع؛ أدولةر للمسلمني جتمع شتاهت،م وتوحد
صفه،م وكلمته،م ،وتكون احلاكمية فيها لشرع هللا بد ا من حك،م الطواغيت ،أم يظل املسلمون هكذا حتت
سلطان الطواغيت حيكمون بغري شرع هللا ¸؟!
وما امأفضل والصحيح شرما؛ لمام جتتمع مليه امأمة ويسوسها بكتاب هللا وبسنة رسول هللا ‘ ،أم
أمراء شىت وامامات كثرية كل منها هلا أهدافها وسياستها؟
10
ا شك أن التوحد وامع الكلمة والصف هو املطلوب شرما ومقا ،وها قد قامت دولة اإلسام قياما
شرميا ،وها قد بويع اإلمام الذي توافرت فيه شروط اإلمامة ،وقد ابيعه أهل احلل والعقد ،لذا ليس هناك
مسوغ شرمي واحد جييز بقاء هذا اجلمامات وختلفها من بيعة اإلمام ،وليس هناك مسوغ مقلي منطقي
هلذا.
وملى هذا فإن دموة دولة اإلسام للخروج من ضيق اجلمامات وبيعة اخلافة ورليفتها ،دموة شرمية
فيها الصاح والفاح وليس الفساد واإلفساد.
وملى كل متبع للحق أن يليب هذه الدموة ،وأن يبادر لىل ذلك ما استطاع لىل ذلك سبيا ،فإن ذلك
هو سبيل اخلاص والرشاد.
11
يقولون أبن أفعال الدولة اإلسامية تضر ابملسلمني ،و ا تكون ملصلحته،م ،وهذا أوضح الكذب ،فلو
كانت أفعال الدولة تضر املسلمني وتصب يف مصلحة الكفار واملرتدين ،لطار امأمداء هبا فرحا ،ول ما
حاربوها وتكالبوا مليها ،فمنية الكفار والطواغيت هاك املسلمني ولابدهت،م ،فكيف حياربون من يقوم بذلك
نيابة منه،م؟! فلو كانت الدولة تضر أبفعاهلا املسلمني ،ل موهلا الكفار واملرتدون ،ولقربوه،م لليه،م ونصبوه،م
ملى ر وس العباد.
فأقوى رد ملى هذه الشبهة ،هو النظر لىل الواقع بنظرة شرمية منصفة ،ا بنظرة طاغوتية ظاملة حاقدة
حماربة ،والناظر لىل أفعال الدولة يرى جباء ووضوح أهنا رأس حربة املسلمني ودرمه،م احلصني ،وأن ما تقوم
به من وهاد الكفار واملرتدين ،والغلظة والشدة معه،م يف قتاهل،م وحرهب،م ،هو ما أمر هللا به وهو دليل ملى
التحلي بصفات ااجماهدين اليت ذكرها رب العاملني.
ين يحلُونح ُك ْم ِم حن الْ ُك َّفا ِر حولْيح ِج ُدوا فِي ُك ْم ِغلْظحةً حوا ْعلح ُموا أ َّ
حن ِ َّ ِ
آمنُوا قحاتلُوا الذ ح
ين ح
َّ ِ
قال تعاىل ﴿ :حي أحيُّ حها الذ ح
ي﴾ [التوبة.]123 : ِ َّ
اَّللح حم حع ال ُْمتَّق ح
وقال تعاىلُُ ﴿ :مح َّم ٌد رس ُ ِ
اَّلل والَّ ِذين معهُ أ ِ
حش َّداءُ حعلحى الْ ُك َّفا ِر﴾ [الفتح.]29 : ول َّ ح ح ح ح حُ
ش ِر ْد ِبِِ ْم حم ْن حخ ْل حف ُه ْم لح حعلَّ ُه ْم يح َّذ َّك ُرو حن﴾ [امأنفال.]57 : وقال تعاىل﴿ :فحِإ َّما تح ثْ حق حفن ُ
َّه ْم ِِف ا ْْلحْر ِ
ب فح ح
كل هذه اآلرات وغريها تبني أن هللا ¸ قد أمر ابلشدة والغلظة يف حرب الكفار واملرتدين ،حىت يكونوا
مربة ملن رلفه،م ،ولكن هذا مل يعجب أصحاب القلوب املرهفة احلس ،الذين يصيحون وينبحون ويتباكون
لذا ما أصاب الكفار واملرتدين سوء ،ونراه،م صامتني خمروسني لذا ما وقع ابملسلمني باء بفعل طواغيته،م.
12
فنراه،م يشنعون ملى الدولة ويهااموهنا أبن ونودها شرسني مهجيني ،ا قلوب هل،م حتن وترق ،و ا ماطفة
لديه،م و ا رمحة ،وقد كذبوا وهللا ،فوهللا هل،م أرق قلواب وأرفق ونودا وأرح،م أانسا ،وسلوا موام املسلمني منه،م
خيربوك،م من ه،م ونود الدولة اإلسامية ،وخيربوك،م أن شدهت،م هذه ليست ل ا ملى الكفار واملرتدين واملنافقني،
وكيف ا يكونون أشداء مع قوم أذاقوا أهل اإلسام الويات ،قوم رربوا دراران واستعمروا أرضنا وقتلوا
وأسروا روالنا وذحبوا أطفالنا واغتصبوا نساءان وأموالنا ،كيف ا يكون جماهدو الدولة أشداء معه،م ويشفوا
صدور املسلمني ،كيف ا أيرذون بثأر امأسارى واليتامى والثكاىل ،كيف ا يكونون أشداء مع قوم كفروا
ابهلل ورسوله وتبعوا غري دين اإلسام الذي ارتضاه هللا لعباده ،كيف ا يكونون أشداء مع قوم أمران هللا
ابلشدة يف قتاهل،م وحرهب،م ،فهذا دين هللا ¸ قد أرذوه بقوة كما أمر هللا ،وما استحيوا منه ،وأظهروه للناس،
قوم ا يعملون ل ا
وما كتموه ،وما ميعوا أحكامه لريضى منه،م املنافقون ،فليقل القوم ما يشا ون ،فهؤ اء ر
لرضا رهب،م ،ولو أغضبوا أهل امأرض اميعا ،لذا ينصره،م هللا ¸ ويضع هل،م القبول يف امأرض ،نسأل هللا أن
ميكن هل،م ويفتح ملى أيديه،م.
13
يف رامتة هذا الكتاب الذي أسأل هللا أن جيعله نورا يهتدى به يف ظلمات هذه الفنت ،وأن جيعله سببا يف
اهلداية لىل احلق واتباع سبيله ،أرسل ثَلث رسائل:
أوهلا :لطواغيت التحالف الصلييب الكافر وونوده من مرب ومج،م ،فأقول :لتعلموا را طواغيت العرب
والعج،م ،أن حتالفك،م هذا وحربك،م ملى اإلسام واملسلمني ،لن يزيدان ل ا ثباات وقوة وصابة ،فلن يفت يف
قوم توكلنا ملى هللا واستوثقنا به ،فأامعوا كيدك،م وأتوان بكل
مضدان ولن يوهن من مزميتنا ما تفعلون ،فإننا ر
قواك،م ،وارمدوا وابرقوا فوهللا لن تغين منك،م قوتك،م شيئا ،فوهللا لنحطمن قوتك،م ،ولغنمن ساحك،م،
ولنغزونك،م يف مقر درارك،م ،ولنفكن امأسارى من سجونك،م ولنسبني نساءك،م ولنستعبدن أطفالك،م وروالك،م،
وهللا مو اان و ا موىل لك،م ،فإننا نقاتل يف سبيل هللا ،وأنت،م تقاتلون يف سبيل الطاغوت ويف سبيل الشيطان
ولن كيد الشيطان ضعيف ،فانتظروا ما يسوك،م وحتسسوا رقابك،م فقد آن وقت حصادك،م وونودك،م.
وأما الرسالة الثانية :فإىل موام املسلمني وراصته،م ،الذين يريدون أن يكونوا من أهل احلق والفاح
والصاح ،هذه هي دولتك،م اليت قامت من أول نصرة دينك،م ونصرتك،م ،فا يغرنك،م قول املنافقني والذين
كفروا ،و ا يغرنك،م قول ملماء الطواغيت مشايخ الساطني الذي ابموا دينه،م بعرض من الدنيا قليل،
وردموك،م وردروك،م ابس،م الدين ،حىت أسلموك،م وأمراضك،م وبادك،م للطواغيت ،فدونك،م دولتك،م هلموا اليها
واحلقوا بركبها ،دونك،م جماهدي الدولة فإهن،م منك،م وأنت،م منه،م ،فما ررووا من دراره،م ل ا لك،م ،وقد وضعوا
أرواحه،م ملى أكفه،م نصرة لك،م ،فردوا اإلحسان ابإلحسان ،وكونوا رري أنصار خلري جماهدين.
وأما الرسالة الثالث واْلخرية :لىل جماهدي دولة اإلسام حفظه،م هللا ،أمراء وقادة وونودا ،لليك،م را
اتج الرأس وقرة العني ،محاة الدرار وحصن املسلمني املنيع من الكفار ،حي هللا وهادك،م ووهدك،م ،ابرك هللا
فيك،م وفتح ملى أيديك،م ،وأبقاك،م هلذه امأمة تذودون من حياضها وحتمون مرضا ،وتعلون صرحها وتعلون
لواءها ،امضوا ملى بركة هللا ا يضرك،م من رالفك،م و ا من رذلك،م ،احكموا امأرض كلها بشرع هللا ،امضوا
14
يف وهادك،م بقوة واشفوا صدور قوم مؤمنني ،و ا أترذنك،م ابلكفار واملرتدين رأفة ،وهللا هللا يف املسلمني،
رويدا رويدا هب،م ،ورفقا رفقا بكبريه،م وصغريه،م ،فأنت،م أمله،م وأمنه،م وأماهن،م.
ولىل مو اان أمري املؤمنني ،ورليفة املسلمني ،شيخنا املغوار ،وأمريان الكرار ،أبو بكر البغدادي القرشي -
حفظه هللا -اتق هللا فينا وكن رري راع خلري رمية ،و كتاب هللا كتاب هللا ،ا حتكمنا ل ا به تفلح ونفلح إبذن
هللا ،واجلهاد اجلهاد سدد هللا رطاك ،افتح الباد ،واحك،م ابلعدل ،ورد املظامل ،وانصر الضعفاء ،وفك
امأسارى ،واح،م الدين وامأمراض ،وامض بنا را مو اان حيث ما أمرك هللا ،فوهللا لو رضت بنا البحر خلضناه
معك ،فالدم الدم واهلدم اهلدم ،فقد ابيعناك ملى السمع والطامه ،يف املنشط واملكره ،ويف العسر واليسر،
وملى أثرة ملينا ،وملى أن نقول احلق أينما كنا ا خنشى يف هللا لومة ائ،م ،وملى أن ا ننازع امأمر أهله ل ا
أن نرى كفرا بواحا مند من هللا فيه برهان ،وهللا ملى ما نقول شهيد ،فامض بنا را مو اان ،و ا تلني و ا
تستكني ،و ا تداهن و ا تساوم ملى الدين.
أسأل هللا أن يبارك فيك ويف ممرك ،وأن حيفظك من بني يديك ومن رلفك ،وأن يرشد لىل ما حيبه
ويرضاه ،وأن يهيئ لك البطانة الصاحلة اليت تعينك ملى طامة هللا ورسولة ،والسام مليك أينما تكون را
مو اان.
وختاما احلمدهلل الذي بنعمته تت،م الصاحلات ،هذا ولن كان ما كتبت رريا ينتفع به يف الدنيا واآلررة،
ً
فهو من فضل هللا وتوفيقه ،ولن وقع زلل أو رطأ فمين ومن الشيطان ،وصل الله،م وسل،م ملى سيدان حممد
وملى آله وصحبه أامعني ،واحلمدهلل رب العاملني.
2015 1436
15
الشبهة امأوىل :قوهل،م أبن الدولة راروية تكفريية!! 2 ................................................
الشبهة الثانية :قوهل،م أبن الدولة تقاتل ااجماهدين وتفسد ساحات اجلهاد 7 .............................
الشبهة الثالثة :قوهل،م أبن الدولة تدمو للخروج ملى أمراء اجلهاد وفسخ البيعات وشق الصف 10 ..........
الشبهة الرابعة :قوهل،م أبن أفعال الدولة تضر ابملسلمني وتصب يف مصلحة الكفار واملرتدين 12 ...........
اخلامتة14 ..................................................................................... :
الفهرس 16 .....................................................................................
16