Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

2015 1436

1
‫﷽‬

‫لقد رميت الدولة هبذه الشبهة منذ أول يوم قامت فيه‪ ،‬كان ذلك من ضمن حرب التشويه اليت قادهتا‬
‫طاغوت العصر أمريكا وأذانهبا ومما ها ملى كل من يقاتل يف سبيل هللا ويف سبيل نصرة املسلمني‬
‫املستضعفني‪ ،‬ولقد صدرت هذه الشبهة امللفقة الكاذبة ملى لسان أحبار الساطني ورهبان احلكام‪ ،‬ليضللوا‬
‫هبا مامة املسلمني وشباهب‪،‬م‪ ،‬وليصرفوا امأمة من ااجماهدين الذين ما ررووا من دراره‪،‬م ل ا لنصرة دين هللا‬
‫ولنصرهت‪،‬م‪ ،‬والرد ملى هذه الشبهة وتفنيدها يكون ببيان منهج ومقيدة اخلوارج‪ ،‬الذين وصفوا ونود الدولة‬
‫هب‪،‬م‪ ،‬وببيان منهج ومقيدة الدولة الربيء من هذا املنهج والعقيدة اخلبيثة‪.‬‬

‫فأقول وهللا املستعان‪:‬‬

‫من هم اخلوارج وما هي عقيدهتم‪ :‬اخلوارج ه‪،‬م فرقة من الفرق الضالة‪ ،‬وطائفة من الطوائف املنحرفة اليت‬
‫حتدث منه‪،‬م النيب ‘ وأررب خبرووه‪،‬م‪.‬‬

‫ظهروا يف مصر اخلليفة الرابع اإلمام ملي بن أيب طالب ‪ ،¢‬وكان أول ظهور هل‪،‬م يف معركة صفني اليت‬
‫كانت بني ويش ملي ‪ ¢‬وبني ويش معاوية ‪ ،¢‬وملا كان القتال قائما بني اجليشني رفع ويش معاوية‬
‫املصاحف ملى أسنة سيوفه‪،‬م ورماحه‪،‬م‪ ،‬مشريين للتحكي‪،‬م بينه‪،‬م بكتاب هللا‪ ،‬ولكن ملي ‪ ¢‬رأى أن هذه‬
‫حيلة من معاوية ‪ ¢‬وويشه ليوقعوا هب‪،‬م اهلزمية‪ ،‬فأشار ملي ‪ ¢‬جليشه أن قاتلوا و ا توقفوا القتال‪ ،‬ولكن‬
‫طائفة من ويش ملي أبوا القتال واغرتوا مبا فعله ويش معاوية ‪ ،¢‬وقالوا مأمري املؤمنني ملي ‪ ¢‬أوب‬
‫كتاب هللا لذ دميت اليه وهددوه قائلني‪ :‬ول ا دفعناك لىل القوم برمتك‪ ،‬فقبل ‪ ¢‬ابلتحكي‪،‬م استجابة هل‪،‬م‬
‫وصيانة جلمامة املسلمني من التفرق والتشرذم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وولس الفريقان للتحاك‪،‬م وانتدب ملي ‪ ¢‬ابن مباس للمفاوضة منه‪ ،‬وانتدب معاوية ‪ ¢‬ممرو بن‬
‫العاص‪ ،‬فرغب اخلوارج من ابن مباس وقالوا لعلي هو منك وسيحابيك‪ ،‬ولكن أرسل أاب موسى فإنه قد‬
‫امتزل القتال ونصح لنا‪ ،‬فوافق ملي ‪ ¢‬ملى كره منه‪.‬‬

‫ومندما اوتمع احلكمان ‪-‬أبو موسى امأشعري وممرو بن العاص‪ -‬اتفقا ملى أتويل التحكي‪،‬م لىل‬
‫رمضان‪ ،‬فروع ملي مبن معه من صفني لىل الكوفة‪ ،‬ل ا أن اخلوارج انقلبوا ملى موقفه‪،‬م‪ ،‬وأملنوا الرباءة من‬
‫التحكي‪،‬م‪ ،‬ورأوا فيه ضا ا وكفرا‪ ،‬وه‪،‬م الذين هددوا مليا ‪ ¢‬بقبوله والرضا به‪ ،‬ففارقوا اجلمامة رأرا وفارقوها‬
‫وسدا‪ ،‬لذ احناز اثنا مشر ألفا منه‪،‬م لىل حروراء‪ ،‬فأرسل لليه‪،‬م ملي ‪ ¢‬مبدهللا بن مباس ‪ ،ƒ‬وقال له‪:‬‬
‫ ا تعجل لىل وواهب‪،‬م ورصومته‪،‬م حىت آتيك‪ ،‬فاستعجلوا حماورته فحاوره‪،‬م ‪ ،¢‬فلجوا يف رصامه‪ .‬فلما‬
‫واء ملي أواهب‪،‬م ملى ما نقموا مليه من أمر احلكمني‪ ،‬وكان مما امرتضوا مليه قوهل‪،‬م ر ْربان‪" :‬أتراه م ْد ا‬
‫حتكي‪،‬م الروال يف الدماء؟" فقال هل‪،‬م ملي ‪" :¢‬لان ما حكمنا الروال لمنا حكمنا القرآن‪ ،‬وهذا القرآن لمنا‬
‫هو رط مسطور بني دفتني ا ينطق لمنا يتكل‪،‬م به الروال"‪ .‬قالوا‪" :‬فخ ْربان من امأول مل وعلته بينك‪،‬م؟"‬
‫قال‪" :‬ليعل‪،‬م اجلاهل ويتثبت العامل‪ ،‬ولعل هللا يصلح يف هذه اهلدنة هذه امأمة‪ ،‬ادرلوا مصرك‪،‬م رمحك‪،‬م هللا"‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فدرلوا من مند آرره‪،‬م ‪.‬‬

‫وملا درلوا الكوفة أظهروا املعارضة مرة أررى لقضية التحكي‪،‬م‪ ،‬ومندما امتزم ملي أن يبعث أاب موسى‬
‫للحك‪،‬م‪ ،‬أاته زرمة بن الربح الطائي وحرقوص بن زهري السعدي من اخلوارج وقا ا له‪" :‬تب من رطيئتك‬
‫واروع من قضيتك واررج بنا لىل مدوان نقاتله‪،‬م"‪ ،‬وقال ملي‪" :‬قد كتبنا بيننا وبينه‪،‬م كتااب وماهدانه‪،‬م"‪،‬‬
‫فقال حرقوص‪" :‬ذلك ذنب تنبغي التوبة منه"‪ ،‬فقال ملي‪" :‬ليس بذنب ولكنه مجز من الرأي"‪ ،‬فقال‬
‫زرمة‪" :‬لئن مل تدع حتكي‪،‬م الروال مأقاتلنك أطلب ووه هللا"‪ ،‬فقال ملي‪" :‬بؤسا لك كأين بك قتيا تسفي‬
‫مليك الرراح"‪ ،‬قال‪" :‬وددت لو كان ذلك"‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنساب امأشراف للباذري (‪ )349 /2‬اتريخ امأم‪،‬م والرسل وامللوك للطربي (‪.)110 /3‬‬

‫‪3‬‬
‫ورروا من منده ينادران ا حك‪،‬م ل ا هللا‪ ،‬ورطب ملي يوما فتنادوا من ووانب املسجد هبذه الكلمة‪،‬‬
‫فقال ملي‪" :‬هللا أكرب كلمة حق أريد هبا ابطل"‪ ،‬ورطب اثنيا فقالوا كذلك‪ ،‬فقال‪" :‬أما لن لك‪،‬م مندان ثااث‬
‫ما صحبتموان‪ ،‬ا مننعك‪،‬م مساود هللا أن تذكروا فيها امسه‪ ،‬و ا الفيء ما دمت‪،‬م معنا‪ ،‬و ا نقاتلك‪،‬م حىت‬
‫(‪)2‬‬
‫تبد ان‪ ،‬وننتظر فيك‪،‬م أمر هللا" ‪.‬‬

‫وكفر اخلوارج مليا ومعاوية ‪ ،ƒ‬وكفروا احلكمني أاب موسى وممرو بن العاص‪ ،‬وكفروا اجليشني‪ ،‬وقد‬
‫أحدثوا بذلك شررا كبريا يف وسد امأمة اإلسامية‪ ،‬وررووا ملى امامة املسلمني‪ ،‬وقتلوا مبدهللا بن رباب‬
‫(‪)3‬‬
‫بن امأرت‪ ،‬وبقروا بطن واريته ‪ ،‬فطالبه‪،‬م ملي ‪ ¢‬بقتلته فأبوا مليه وقالوا كلنا ق ت له‪ ،‬وكلنا مستحل‬
‫دماءك‪،‬م ودماءه‪،‬م‪ ،‬فومظه‪،‬م وأنبه‪،‬م ونصح هل‪،‬م‪ ،‬فأبوا ل ا املناوزة والقتال‪ ،‬فقاتله‪،‬م ‪ ¢‬مبن معه حىت أفناه‪،‬م‬
‫فل‪،‬م يبق منه‪،‬م ل ا سبعة أو مثانية ‪-‬كما يذكر املؤررون‪ -‬تفرقوا يف الباد‪ ،‬ومنه‪،‬م نبتت بذرة اخلوارج مرة‬
‫أررى‪ ،‬ولكن كان اتسامه‪،‬م يف البدمة والضال وا احنراف أكرب مما كانوا مليه‪ ،‬فل‪،‬م تقف بدمته‪،‬م وضالته‪،‬م‬
‫(‪)4‬‬
‫مند قضية التحكي‪،‬م فحسب ‪.‬‬

‫‪ -1‬فكفروا أصحاب الكبائر ورأوا قتله‪،‬م‪ ،‬وهذا خمالف ملا مليه امامة املسلمون‪.‬‬
‫‪ -2‬ورأوا اخلروج ملى احلكام وو اة امأمر لن ه‪،‬م رالفوه‪،‬م الرأي‪ ،‬وليس هذا ما مليه أهل السنة‬
‫واجلمامة‪.‬‬
‫‪ -3‬ترب وا من اخلليفتني الراشدين مثمان وملي ‪ ،ƒ‬وكفروا كثريا من الصحابة رضوان هللا مليه‪،‬م‪،‬‬
‫واستحلوا دماءه‪،‬م ودماء كل من رالفه‪،‬م رأيه‪،‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬رأوا وواز اإلمامة العظمى يف غري القرشي‪ ،‬فكل من ينصبونه ويقي‪،‬م العدل فهو اإلمام‪ ،‬سواء أكان‬
‫مبدا أم حرا‪ ،‬مجميا أم مربيا‪.‬‬

‫(‪ )2‬مصنف ابن أيب شيبة (‪ )741 /8‬برق‪،‬م ‪.50‬‬


‫(‪ )3‬مصنف مبد الرزاق (‪ )118 /10‬برق‪،‬م ‪.18578‬‬
‫(‪ )4‬ينظر منهاج التأسيس والتقديس يف كشف شبهات داود بن ورويس (‪ ،)38 /1‬الدرر السنية يف امأووبة النجدية (‪.)217 /9‬‬

‫‪4‬‬
‫وذهبت طائفة منه‪،‬م وه‪،‬م النجدات لىل مدم حاوة الناس لىل لمام‪ ،‬ولمنا ملى الناس أن يتناصفوا فيما‬
‫بينه‪،‬م‪ ،‬فإن رأوا أن ا بد من لمام واز هل‪،‬م أن يقيموا هل‪،‬م لماما‪ ،‬وهذا خيالف قول امامة املسلمني ملا صح‬
‫من أحاديث النيب ‘‪.‬‬

‫‪ -5‬أسقطوا حد الرو‪،‬م من الزاين‪ ،‬وأسقطوا حد القذف ممن قذف احملصنني من الروال دون من‬
‫قذف احملصنات من النساء‪.‬‬
‫‪ -6‬أنكر بعضه‪،‬م سورة يوسف‪ ،‬وهو من أقبح أقواهل‪،‬م وأشنعها‪ ،‬وهذا القول ينسب لىل العجاردة منه‪،‬م‪،‬‬
‫حيث قالوا ا جيوز أن تكون قصة العشق من القرآن!!‬

‫هذه بعض أصول مقيدة اخلوارج املنحرفة الضالة‪ ،‬اليت فارقت امامة املسلمني ومرقت من اإلسام كما‬
‫ميرق السه‪،‬م من الرمية‪ ،‬وقد أررب منه‪،‬م النيب ‘‪ ،‬وأررب من بعض صفاهت‪،‬م‪ ،‬فعن أيب سعيد اخلدري ‪¢‬‬
‫صيح ِام ِه ْم يح ْق حرُؤو حن الْ ُق ْرآ حن‬ ‫من النيب ‘ أنه قال يف وصفه‪،‬م‪ « :‬حَْي ِقر أحح ُد ُكم ص حَلتحهُ مع ِِ ِ‬
‫صيامهُ مع ِ‬
‫ص حَلهت ْم حو ح ح ح ح‬
‫ُ ح ْ ح حح ح‬
‫الرِميَّ ِة» ‪.‬‬
‫الس ْه ُم ِم ْن َّ‬ ‫حَل ُُيا ِوُز تحراقِي هم َيحْرقُو حن ِمن ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫الدي ِن حك حما َيحُْر ُق َّ‬ ‫ْ‬ ‫ح ح حُْ ُ‬
‫فرتى فيه‪،‬م زهد ومبادة‪ ،‬ولكن ملى وهل كما أررب النيب ‘‪ ،‬وقال يف وصفه‪،‬م أيضا أهن‪،‬م «يح ْقتُ لُو حن‬
‫اْل ْس حَلِم حويح حدعُو حن أ ْحه حل ْاْل ْحوحَث ِن» ‪ ،‬وأهن‪،‬م شر قتلى حتت أدمي السماء‪ ،‬ووصفه‪،‬م أبهن‪،‬م كاب النار ‪،‬‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫أ ْحه حل ِْ‬
‫(‪)8‬‬
‫وأهن‪،‬م وهلة حداثء أسنان سفهاء أحام ‪.‬‬

‫هؤ اء ه‪،‬م اخلوارج وهذه هي مقيدهت‪،‬م وصفاهت‪،‬م‪ ،‬فه‪،‬م شر من دب ملى امأرض ورطوا مليها‪.‬‬

‫أما مقيدة دولة اإلسام فهي مقيدة أهل السنة واجلمامة‪ ،‬ليس يف مقيدهتا بدمة و ا ضالة‪ ،‬وونودها‬
‫حنسبه‪،‬م وهللا حسيبه‪،‬م روال آمنوا ابهلل راب وابإلسام دينا ومبحمد ‘ نبيا ورسو ا‪ ،‬ومملوا مبقتضى لمياهن‪،‬م‬

‫(‪ )5‬متفق مليه‪ ،‬صحيح البخاري (‪ )1321 /3‬برق‪،‬م ‪ ،3414‬صحيح مسل‪،‬م (‪ )741 /2‬برق‪،‬م ‪.1064‬‬
‫(‪ )6‬متفق مليه‪ ،‬صحيح البخاري (‪ )1219 /3‬برق‪،‬م ‪ ،3166‬صحيح مسل‪،‬م (‪ )741 /2‬برق‪،‬م ‪.1064‬‬
‫(‪ )7‬سنن الرتمذي (‪ )226 /5‬برق‪،‬م ‪ ،3000‬ومسند أمحد (‪ )542 /36‬برق‪،‬م ‪.22208‬‬
‫(‪ )8‬صحيح البخاري (‪ )1321 /3‬برق‪،‬م ‪.3415‬‬

‫‪5‬‬
‫وتوحيده‪،‬م‪ ،‬وهبوا لنصرة دين هللا ودفاما من املسلمني املستضعفني يف كل بقعة من بقاع امأرض‪ ،‬طلقوا‬
‫دنياه‪،‬م ثااث‪ ،‬وتركوا الدرار وامأهل واملال‪ ،‬وررووا دفاما من اإلسام‪ ،‬وأقاموا الدين ورفعوا رايته وأقاموا‬
‫للمسلمني دولة حكموا فيها شرع هللا‪ ،‬وردوا احلقوق واملظامل لىل أهلها‪ ،‬وأمادوا جمد أمتنا السليب‪ ،‬فلله‬
‫دره‪،‬م وملى هللا أوره‪،‬م‪.‬‬

‫فكيف ملثل هؤ اء أن يوصفوا ابخلوارج املارقني‪ ،‬وكيف للعاقلني املنصفني أن يصدقوا مثل هذا الكذب‬
‫والبهتان!‬

‫‪6‬‬
‫يقولون أبن الدولة تقاتل ااجماهدين وتستحل دماءه‪،‬م‪ ،‬بعد أن حتك‪،‬م مليه‪،‬م ابلظنون امأهواء أهن‪،‬م‬
‫مرتدون!! ويف الرد مليه‪،‬م أقول ما قاله القائل‪ :‬رمتين بدائها وانسلت‪.‬‬

‫ففي حقيقة امأمر ليست الدولة من تقاتل‪ ،‬ولكنها تقاتل‪ ،‬هذه هي احلقيقة اليت مل تعد ختفى ملى أحد‪،‬‬
‫فالدولة ما بدأت أحدا بقتال و ا هذا من منهجها‪ ،‬ومعاذ هللا أن تقتل الدولة مسلما حرام الدم وحتك‪،‬م مليه‬
‫كذاب أنه كافر مرتد لتحل قتله‪ ،‬فضا من قتال ااجماهدين ريار امأرض‪ ،‬والناظر لىل ما يقع من اقتتال بني‬
‫الدولة وبني اجلمامات والفصائل اليت تقاتلها يف كل مكان‪ ،‬يعل‪،‬م مل‪،‬م اليقني أن الدولة مل تقدم ملى قتال‬
‫طائفة معينة ل ا بعد أن يظهر منها اآليت‪:‬‬

‫لما يوالون التحالف الصلييب الغريب والعريب الكافر‪ ،‬ولما يوالون الطواغيت واملرتدين والشيعة الروافض‬
‫ااجموس املشركني‪.‬‬

‫ولما يرتدون برتكه‪،‬م للشريعة واتباع الدميقراطية الكافرة اليت تنايف توحيد هللا ¸‪.‬‬

‫ولما يبد ون الدولة ابلقتال ويبغون مليها وملى دماء ونودها وأمراض نسائها‪.‬‬

‫فهذه احلا ات فقط تقاتل الدولة‪ ،‬ولذا ما نظران لىل الفصائل واجلمامات اليت تقاتلها الدولة‪ ،‬مثا ملى‬
‫أرض الشام‪ ،‬نراه‪،‬م يف احلقيقة ما بني موالني للغرب بطريق مباشر أو غري مباشر‪ ،‬بل وبعضه‪،‬م يعلن ذلك‬
‫وجياهر به با حياء و ا استحياء‪ ،‬وبني مرتدين برتكه‪،‬م لشريعة الرمحن واتبامه‪،‬م سبيل الشيطان كالدميقراطية‬
‫والعلمانية‪ ،‬وبني بغاة ظاملني قاتلوا الدولة وامتدوا مليها لشبهات ألقاها الشيطان مليه‪،‬م‪.‬‬

‫ويف ليبيا مل تبدأ الدولة بقتال أي فصيل أو امامة‪ ،‬حىت بغت مليها الفصائل وغدرت هبا وقامت مليها‬
‫وصالت ملى دماء ااجماهدين وأمراضه‪،‬م‪ ،‬وبعض الفصائل قد حتالفت فعليا مع الطاغوت حفرت وونوده ملى‬
‫قتال الدولة‪ ،‬وبعدما أرذوا بعض املناطق اليت كانت تسيطر مليها الدولة وحتكمها بشرع هللا‪ ،‬بدلوا شرع هللا‬

‫‪7‬‬
‫¸ وحكموا مبا مل ينزل هللا به سلطان‪ ،‬وسلموا بعض املناطق جليش حفرت املرتد‪ ،‬وهذه ردة واضحة ا شك‬
‫فيها و ا ريب‪ ،‬فمن يصول ملى أرض حتت سلطان املسلمني‪ ،‬ويقتل ااجماهدين الذين كانوا حيكموهنا بشرع‬
‫هللا‪ ،‬ويبدل هذا احلك‪،‬م حبك‪،‬م الدميقراطية‪ ،‬أو يسل‪،‬م امأرض لطاغوت حيك‪،‬م بقوانني البشر اليت ما أنزل هللا هبا‬
‫من سلطان؛ ا شك يف كفره وردته ووووب قتله‪ ،‬مأنه يكون بذلك صائا ملى الدين والنفس والعرض‬
‫جيب دفعه ورده‪.‬‬

‫ويف رراسان كان ونود اخلافة هناك مشغولني جبهاد امأمريكان واحلكومة املرتدة‪ ،‬ومل تقاتل أي امامة‬
‫من اجلمامات اليت مل تبايعها‪ ،‬حىت صالت مليها بعض اجلمامات ملى حني غرة بكل غدر وريانة‪ ،‬فقتلوا‬
‫من ونود الدولة الكثري‪ ،‬وأسروا بعض اإلروة‪ ،‬وسرقوا كثريا من العدة اليت غنمتها الدولة يف وهادها ضد‬
‫الكفار واملرتدين‪ ،‬فصربت الدولة وكبحت وام غضب ونودها‪ ،‬وراسلت اجلمامات كي يتوبوا من فعله‪،‬م‬
‫ويسلموا أنفسه‪،‬م لشرع هللا ويروعوا من قتال ااجماهدين‪ ،‬فأبوا ذلك متكربين‪ ،‬واتضح أن املخابرات هي من‬
‫تدير تلك اجلمامات‪ ،‬فكان لزاما ملى الدولة أن ترد مادية هذا اجلمامات املقاتلة يف صف الكفار‬
‫واملرتدين‪ ،‬فحملت مليه‪،‬م الساح وقاتلته‪،‬م كما يقاتلوهنا والبادئ أظل‪،‬م‪.‬‬

‫لذا وبعد هذا البيان الذي بينته من حقيقة القتال الدائر بني الدولة وبني من تقاتله‪،‬م من اجلمامات‬
‫والفصائل‪ ،‬وبعد بيان حقيقة تلك اجلمامات الفصائل اليت بني مرتدة وابغية ظاملة؛ أقول‪ :‬هل هؤ اء ه‪،‬م‬
‫ااجماهدون الذين تقاتله‪،‬م الدولة وتفسد بقتاهل‪،‬م ساحات اجلهاد؟!‬

‫هل مصاابت وصحوات الشام املرتدين املمولني من أمريكا وطواغيت العرب لقتال الدولة وهدم رافتها‬
‫اإلسامية؛ جماهدون؟!!‬

‫هل وبهة النصرة‪ ،‬وبهة اخلائن الغادر املوايل للمرتدين‪ ،‬اليت تسل‪،‬م املناطق احملررة للدميقراطني والعلمانني‬
‫حيكموهنا بغري شرع هللا‪ ،‬ويقاتلون الدولة اليت حتك‪،‬م بشرع هللا وجتاهد أمداء هللا؛ جماهدون؟!‬

‫هل صحوات ليبيا الذين صالوا ملى ونود اخلافة واغتصبوا املناطق اليت كانوا حيكموهنا بشرع هللا‬
‫وحكموها ه‪،‬م بغري شرع هللا وسلموا بعضها للطاغوت حفرت؛ جماهدون؟!‬

‫‪8‬‬
‫هل مصاابت رراسان املخابراتية الذين ابموا دينه‪،‬م بعرض من الدنيا قليل‪ ،‬وارتضوا مأنفسه‪،‬م أن يكونوا‬
‫آلة أبيدي الطواغيت يقاتلون هبا ااجماهدين لينفذوا رططه‪،‬م؛ جماهدون؟!‬

‫لن كان هؤ اء ه‪،‬م ااجماهدون؛ فما وصف اخلائنني واملرتدين الغادرين؟‬

‫لقد ابنت لكل ذي بصرية ومقل حقيقة الصراع القائ‪،‬م بني دولة اإلسام وأمدائها‪ ،‬وظهر للجميع ريانة‬
‫وردة الفصائل واجلمامات اليت تقاتل دولة اإلسام‪ ،‬فاحلقيقة أن قتال الدولة هلذه الفصائل تطهرير لساحات‬
‫اجلهاد وليس لفسادا هلا‪ ،‬فقتل اخلائنني واملرتدين ررير وليس شرا‪ ،‬هذا هو هنج الصحابة رضوان هللا مليه‪،‬م‪،‬‬
‫وهذه هي مني مقيدة أهل السنة واجلمامة‪.‬‬

‫فليعل‪،‬م كل مسل‪،‬م يريد أن يتبع احلق ويكون من أهله؛ أن دولة اإلسام دولةر تعمل بكتاب هللا وبسنة‬
‫رسول هللا ‘‪ ،‬وتنضبط يف معاماهتا بضوابط الشرع وهنج اإلسام‪ ،‬وما كل هذه ا افرتاءات ل ا مأهنا ملى‬
‫احلق إبذن هللا ¸‪ ،‬وأن هذه الشبهات وا افرتاءات واحلروب اليت تقاد هلا؛ ما هي ل ا دليل ملى قرب‬
‫التمكني الكامل هلا إبذن هللا هذا ومد هللا‪ ،‬وهللا ا خيلف امليعاد‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫يدمون كذاب أن دولة اإلسام تدمو لشق الصف من رال اخلروج ملى أمراء اجلهاد‪ ،‬وقد كذبوا وهللا‪،‬‬
‫فالدولة دمت للخروج من ضيق اجلمامات والتنظيمات لىل سعة الدولة ورافتها‪ ،‬دمت للحاق بركب‬
‫اخلافة وتوحيد الصف وامع ااجماهدين حتت راية واحدة ولمام واحد‪ ،‬دمت لنبذ الفرقة والشتات وتوحيد‬
‫اجلهود لتكون أقوى وأنكى وأشد ملى أمداء هللا‪.‬‬

‫مر شرمي ا ودال‬ ‫لن دولة اإلسام ترى وووب البيعة للخليفة أيب بكر البغدادي حفظه هللا‪ ،‬وهذا أ ر‬
‫فيه‪ ،‬حيث لنه كما بينت يف الفصل الثالث‪ ،‬ويل أمر شرمي‪ ،‬ثبتت لمامته ابلكتاب والسنة ولاماع ملماء‬
‫امأمة‪ ،‬واملتخلف من بيعته آثر شرما‪ ،‬وكذا رافته رافة شرمية‪ ،‬استوفت شروطها كاملة‪ ،‬واملتخلف من‬
‫اللحاق بركبها مع استطامته آثر شرما‪ ،‬وملى هذا ترى الدولة أنه اجيوز بقاء تلك اجلمامات بعد ظهور‬
‫اإلمام ولمان اخلافة‪ ،‬وهذا الذي تراه الدولة ليس من هوى نفسها‪ ،‬بل هذا هو دين اإلسام وما واء به‪،‬‬
‫وهذا ما كان مليه صحابة رسول هللا ‘‪ ،‬وملى هذا أامع أهل العل‪،‬م‪ ،‬وقد بينت ذلك يف الفصل الثالث‪،‬‬
‫من وووب بيعة اإلمام ولزومه لن ابيعه أهل احلل والعقد‪ ،‬أو حىت تغلب ابلسيف وحك‪،‬م بشرع هللا ¸‪.‬‬

‫فاحلقيقة أن دموة دولة اإلسام ليست دموة اإلفساد‪ ،‬بل لهنا دموة اإلصاح والفاح‪ ،‬وغري ذلك هو‬
‫دموة للتشرذم والتشتت والتفريق‪.‬‬

‫فلينظر العلماء وااجماهدون أي الدموتني أوىل ابلتلبية وا اتباع؛ أدولةر للمسلمني جتمع شتاهت‪،‬م وتوحد‬
‫صفه‪،‬م وكلمته‪،‬م‪ ،‬وتكون احلاكمية فيها لشرع هللا بد ا من حك‪،‬م الطواغيت‪ ،‬أم يظل املسلمون هكذا حتت‬
‫سلطان الطواغيت حيكمون بغري شرع هللا ¸؟!‬

‫وما امأفضل والصحيح شرما؛ لمام جتتمع مليه امأمة ويسوسها بكتاب هللا وبسنة رسول هللا ‘‪ ،‬أم‬
‫أمراء شىت وامامات كثرية كل منها هلا أهدافها وسياستها؟‬

‫‪10‬‬
‫ ا شك أن التوحد وامع الكلمة والصف هو املطلوب شرما ومقا‪ ،‬وها قد قامت دولة اإلسام قياما‬
‫شرميا‪ ،‬وها قد بويع اإلمام الذي توافرت فيه شروط اإلمامة‪ ،‬وقد ابيعه أهل احلل والعقد‪ ،‬لذا ليس هناك‬
‫مسوغ شرمي واحد جييز بقاء هذا اجلمامات وختلفها من بيعة اإلمام‪ ،‬وليس هناك مسوغ مقلي منطقي‬
‫هلذا‪.‬‬

‫وملى هذا فإن دموة دولة اإلسام للخروج من ضيق اجلمامات وبيعة اخلافة ورليفتها‪ ،‬دموة شرمية‬
‫فيها الصاح والفاح وليس الفساد واإلفساد‪.‬‬

‫وملى كل متبع للحق أن يليب هذه الدموة‪ ،‬وأن يبادر لىل ذلك ما استطاع لىل ذلك سبيا‪ ،‬فإن ذلك‬
‫هو سبيل اخلاص والرشاد‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يقولون أبن أفعال الدولة اإلسامية تضر ابملسلمني‪ ،‬و ا تكون ملصلحته‪،‬م‪ ،‬وهذا أوضح الكذب‪ ،‬فلو‬
‫كانت أفعال الدولة تضر املسلمني وتصب يف مصلحة الكفار واملرتدين‪ ،‬لطار امأمداء هبا فرحا‪ ،‬ول ما‬
‫حاربوها وتكالبوا مليها‪ ،‬فمنية الكفار والطواغيت هاك املسلمني ولابدهت‪،‬م‪ ،‬فكيف حياربون من يقوم بذلك‬
‫نيابة منه‪،‬م؟! فلو كانت الدولة تضر أبفعاهلا املسلمني‪ ،‬ل موهلا الكفار واملرتدون‪ ،‬ولقربوه‪،‬م لليه‪،‬م ونصبوه‪،‬م‬
‫ملى ر وس العباد‪.‬‬

‫فأقوى رد ملى هذه الشبهة‪ ،‬هو النظر لىل الواقع بنظرة شرمية منصفة‪ ،‬ا بنظرة طاغوتية ظاملة حاقدة‬
‫حماربة‪ ،‬والناظر لىل أفعال الدولة يرى جباء ووضوح أهنا رأس حربة املسلمني ودرمه‪،‬م احلصني‪ ،‬وأن ما تقوم‬
‫به من وهاد الكفار واملرتدين‪ ،‬والغلظة والشدة معه‪،‬م يف قتاهل‪،‬م وحرهب‪،‬م‪ ،‬هو ما أمر هللا به وهو دليل ملى‬
‫التحلي بصفات ااجماهدين اليت ذكرها رب العاملني‪.‬‬

‫ين يحلُونح ُك ْم ِم حن الْ ُك َّفا ِر حولْيح ِج ُدوا فِي ُك ْم ِغلْظحةً حوا ْعلح ُموا أ َّ‬
‫حن‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫آمنُوا قحاتلُوا الذ ح‬
‫ين ح‬
‫َّ ِ‬
‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬حي أحيُّ حها الذ ح‬
‫ي﴾ [التوبة‪.]123 :‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اَّللح حم حع ال ُْمتَّق ح‬
‫وقال تعاىل‪ُُ ﴿ :‬مح َّم ٌد رس ُ ِ‬
‫اَّلل والَّ ِذين معهُ أ ِ‬
‫حش َّداءُ حعلحى الْ ُك َّفا ِر﴾ [الفتح‪.]29 :‬‬ ‫ول َّ ح ح ح ح‬ ‫حُ‬

‫ش ِر ْد ِبِِ ْم حم ْن حخ ْل حف ُه ْم لح حعلَّ ُه ْم يح َّذ َّك ُرو حن﴾ [امأنفال‪.]57 :‬‬ ‫وقال تعاىل‪﴿ :‬فحِإ َّما تح ثْ حق حفن ُ‬
‫َّه ْم ِِف ا ْْلحْر ِ‬
‫ب فح ح‬

‫ش ُّدوا ال حْوحَث حق فحِإ َّما حمنًّا بح ْع ُد‬ ‫ِ َّ ِ‬


‫اب حح ََّّت إِ حذا أحثْ حخ ْن تُ ُم ُ‬
‫وه ْم فح ُ‬ ‫الرقح ِ‬
‫ب ِ‬ ‫ض ْر ح‬ ‫وقال تعاىل ﴿فحِإ حذا لحقيتُ ُم الذ ح‬
‫ين حك حف ُروا فح ح‬
‫ِ‬
‫ب أ ْحوحز حارحها﴾ [حممد‪.]4 :‬‬ ‫ض حع ا ْْلحْر ُ‬ ‫حوإِ َّما ف حد ً‬
‫اء حح ََّّت تح ح‬

‫كل هذه اآلرات وغريها تبني أن هللا ¸ قد أمر ابلشدة والغلظة يف حرب الكفار واملرتدين‪ ،‬حىت يكونوا‬
‫مربة ملن رلفه‪،‬م‪ ،‬ولكن هذا مل يعجب أصحاب القلوب املرهفة احلس‪ ،‬الذين يصيحون وينبحون ويتباكون‬
‫لذا ما أصاب الكفار واملرتدين سوء‪ ،‬ونراه‪،‬م صامتني خمروسني لذا ما وقع ابملسلمني باء بفعل طواغيته‪،‬م‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫فنراه‪،‬م يشنعون ملى الدولة ويهااموهنا أبن ونودها شرسني مهجيني‪ ،‬ا قلوب هل‪،‬م حتن وترق‪ ،‬و ا ماطفة‬
‫لديه‪،‬م و ا رمحة‪ ،‬وقد كذبوا وهللا‪ ،‬فوهللا هل‪،‬م أرق قلواب وأرفق ونودا وأرح‪،‬م أانسا‪ ،‬وسلوا موام املسلمني منه‪،‬م‬
‫خيربوك‪،‬م من ه‪،‬م ونود الدولة اإلسامية‪ ،‬وخيربوك‪،‬م أن شدهت‪،‬م هذه ليست ل ا ملى الكفار واملرتدين واملنافقني‪،‬‬
‫وكيف ا يكونون أشداء مع قوم أذاقوا أهل اإلسام الويات‪ ،‬قوم رربوا دراران واستعمروا أرضنا وقتلوا‬
‫وأسروا روالنا وذحبوا أطفالنا واغتصبوا نساءان وأموالنا‪ ،‬كيف ا يكون جماهدو الدولة أشداء معه‪،‬م ويشفوا‬
‫صدور املسلمني‪ ،‬كيف ا أيرذون بثأر امأسارى واليتامى والثكاىل‪ ،‬كيف ا يكونون أشداء مع قوم كفروا‬
‫ابهلل ورسوله وتبعوا غري دين اإلسام الذي ارتضاه هللا لعباده‪ ،‬كيف ا يكونون أشداء مع قوم أمران هللا‬
‫ابلشدة يف قتاهل‪،‬م وحرهب‪،‬م‪ ،‬فهذا دين هللا ¸ قد أرذوه بقوة كما أمر هللا‪ ،‬وما استحيوا منه‪ ،‬وأظهروه للناس‪،‬‬
‫قوم ا يعملون ل ا‬
‫وما كتموه‪ ،‬وما ميعوا أحكامه لريضى منه‪،‬م املنافقون‪ ،‬فليقل القوم ما يشا ون‪ ،‬فهؤ اء ر‬
‫لرضا رهب‪،‬م‪ ،‬ولو أغضبوا أهل امأرض اميعا‪ ،‬لذا ينصره‪،‬م هللا ¸ ويضع هل‪،‬م القبول يف امأرض‪ ،‬نسأل هللا أن‬
‫ميكن هل‪،‬م ويفتح ملى أيديه‪،‬م‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫يف رامتة هذا الكتاب الذي أسأل هللا أن جيعله نورا يهتدى به يف ظلمات هذه الفنت‪ ،‬وأن جيعله سببا يف‬
‫اهلداية لىل احلق واتباع سبيله‪ ،‬أرسل ثَلث رسائل‪:‬‬

‫أوهلا‪ :‬لطواغيت التحالف الصلييب الكافر وونوده من مرب ومج‪،‬م‪ ،‬فأقول‪ :‬لتعلموا را طواغيت العرب‬
‫والعج‪،‬م‪ ،‬أن حتالفك‪،‬م هذا وحربك‪،‬م ملى اإلسام واملسلمني‪ ،‬لن يزيدان ل ا ثباات وقوة وصابة‪ ،‬فلن يفت يف‬
‫قوم توكلنا ملى هللا واستوثقنا به‪ ،‬فأامعوا كيدك‪،‬م وأتوان بكل‬
‫مضدان ولن يوهن من مزميتنا ما تفعلون‪ ،‬فإننا ر‬
‫قواك‪،‬م‪ ،‬وارمدوا وابرقوا فوهللا لن تغين منك‪،‬م قوتك‪،‬م شيئا‪ ،‬فوهللا لنحطمن قوتك‪،‬م‪ ،‬ولغنمن ساحك‪،‬م‪،‬‬
‫ولنغزونك‪،‬م يف مقر درارك‪،‬م‪ ،‬ولنفكن امأسارى من سجونك‪،‬م ولنسبني نساءك‪،‬م ولنستعبدن أطفالك‪،‬م وروالك‪،‬م‪،‬‬
‫وهللا مو اان و ا موىل لك‪،‬م‪ ،‬فإننا نقاتل يف سبيل هللا‪ ،‬وأنت‪،‬م تقاتلون يف سبيل الطاغوت ويف سبيل الشيطان‬
‫ولن كيد الشيطان ضعيف‪ ،‬فانتظروا ما يسوك‪،‬م وحتسسوا رقابك‪،‬م فقد آن وقت حصادك‪،‬م وونودك‪،‬م‪.‬‬

‫وأما الرسالة الثانية‪ :‬فإىل موام املسلمني وراصته‪،‬م‪ ،‬الذين يريدون أن يكونوا من أهل احلق والفاح‬
‫والصاح‪ ،‬هذه هي دولتك‪،‬م اليت قامت من أول نصرة دينك‪،‬م ونصرتك‪،‬م‪ ،‬فا يغرنك‪،‬م قول املنافقني والذين‬
‫كفروا‪ ،‬و ا يغرنك‪،‬م قول ملماء الطواغيت مشايخ الساطني الذي ابموا دينه‪،‬م بعرض من الدنيا قليل‪،‬‬
‫وردموك‪،‬م وردروك‪،‬م ابس‪،‬م الدين‪ ،‬حىت أسلموك‪،‬م وأمراضك‪،‬م وبادك‪،‬م للطواغيت‪ ،‬فدونك‪،‬م دولتك‪،‬م هلموا اليها‬
‫واحلقوا بركبها‪ ،‬دونك‪،‬م جماهدي الدولة فإهن‪،‬م منك‪،‬م وأنت‪،‬م منه‪،‬م‪ ،‬فما ررووا من دراره‪،‬م ل ا لك‪،‬م‪ ،‬وقد وضعوا‬
‫أرواحه‪،‬م ملى أكفه‪،‬م نصرة لك‪،‬م‪ ،‬فردوا اإلحسان ابإلحسان‪ ،‬وكونوا رري أنصار خلري جماهدين‪.‬‬

‫وأما الرسالة الثالث واْلخرية‪ :‬لىل جماهدي دولة اإلسام حفظه‪،‬م هللا‪ ،‬أمراء وقادة وونودا‪ ،‬لليك‪،‬م را‬
‫اتج الرأس وقرة العني‪ ،‬محاة الدرار وحصن املسلمني املنيع من الكفار‪ ،‬حي هللا وهادك‪،‬م ووهدك‪،‬م‪ ،‬ابرك هللا‬
‫فيك‪،‬م وفتح ملى أيديك‪،‬م‪ ،‬وأبقاك‪،‬م هلذه امأمة تذودون من حياضها وحتمون مرضا‪ ،‬وتعلون صرحها وتعلون‬
‫لواءها‪ ،‬امضوا ملى بركة هللا ا يضرك‪،‬م من رالفك‪،‬م و ا من رذلك‪،‬م‪ ،‬احكموا امأرض كلها بشرع هللا‪ ،‬امضوا‬

‫‪14‬‬
‫يف وهادك‪،‬م بقوة واشفوا صدور قوم مؤمنني‪ ،‬و ا أترذنك‪،‬م ابلكفار واملرتدين رأفة‪ ،‬وهللا هللا يف املسلمني‪،‬‬
‫رويدا رويدا هب‪،‬م‪ ،‬ورفقا رفقا بكبريه‪،‬م وصغريه‪،‬م‪ ،‬فأنت‪،‬م أمله‪،‬م وأمنه‪،‬م وأماهن‪،‬م‪.‬‬

‫ولىل مو اان أمري املؤمنني‪ ،‬ورليفة املسلمني‪ ،‬شيخنا املغوار‪ ،‬وأمريان الكرار‪ ،‬أبو بكر البغدادي القرشي ‪-‬‬
‫حفظه هللا‪ -‬اتق هللا فينا وكن رري راع خلري رمية‪ ،‬و كتاب هللا كتاب هللا‪ ،‬ا حتكمنا ل ا به تفلح ونفلح إبذن‬
‫هللا‪ ،‬واجلهاد اجلهاد سدد هللا رطاك‪ ،‬افتح الباد‪ ،‬واحك‪،‬م ابلعدل‪ ،‬ورد املظامل‪ ،‬وانصر الضعفاء‪ ،‬وفك‬
‫امأسارى‪ ،‬واح‪،‬م الدين وامأمراض‪ ،‬وامض بنا را مو اان حيث ما أمرك هللا‪ ،‬فوهللا لو رضت بنا البحر خلضناه‬
‫معك‪ ،‬فالدم الدم واهلدم اهلدم‪ ،‬فقد ابيعناك ملى السمع والطامه‪ ،‬يف املنشط واملكره‪ ،‬ويف العسر واليسر‪،‬‬
‫وملى أثرة ملينا‪ ،‬وملى أن نقول احلق أينما كنا ا خنشى يف هللا لومة ائ‪،‬م‪ ،‬وملى أن ا ننازع امأمر أهله ل ا‬
‫أن نرى كفرا بواحا مند من هللا فيه برهان‪ ،‬وهللا ملى ما نقول شهيد‪ ،‬فامض بنا را مو اان‪ ،‬و ا تلني و ا‬
‫تستكني‪ ،‬و ا تداهن و ا تساوم ملى الدين‪.‬‬

‫أسأل هللا أن يبارك فيك ويف ممرك‪ ،‬وأن حيفظك من بني يديك ومن رلفك‪ ،‬وأن يرشد لىل ما حيبه‬
‫ويرضاه‪ ،‬وأن يهيئ لك البطانة الصاحلة اليت تعينك ملى طامة هللا ورسولة‪ ،‬والسام مليك أينما تكون را‬
‫مو اان‪.‬‬

‫وختاما احلمدهلل الذي بنعمته تت‪،‬م الصاحلات‪ ،‬هذا ولن كان ما كتبت رريا ينتفع به يف الدنيا واآلررة‪،‬‬
‫ً‬
‫فهو من فضل هللا وتوفيقه‪ ،‬ولن وقع زلل أو رطأ فمين ومن الشيطان‪ ،‬وصل الله‪،‬م وسل‪،‬م ملى سيدان حممد‬
‫وملى آله وصحبه أامعني‪ ،‬واحلمدهلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪1436‬‬

‫‪15‬‬
‫الشبهة امأوىل‪ :‬قوهل‪،‬م أبن الدولة راروية تكفريية!! ‪2 ................................................‬‬
‫الشبهة الثانية‪ :‬قوهل‪،‬م أبن الدولة تقاتل ااجماهدين وتفسد ساحات اجلهاد ‪7 .............................‬‬
‫الشبهة الثالثة‪ :‬قوهل‪،‬م أبن الدولة تدمو للخروج ملى أمراء اجلهاد وفسخ البيعات وشق الصف ‪10 ..........‬‬
‫الشبهة الرابعة‪ :‬قوهل‪،‬م أبن أفعال الدولة تضر ابملسلمني وتصب يف مصلحة الكفار واملرتدين ‪12 ...........‬‬
‫اخلامتة‪14 ..................................................................................... :‬‬
‫الفهرس ‪16 .....................................................................................‬‬

‫‪16‬‬

You might also like