‫"تَدَمَر" َ‬

‫أَولَىَخَطَواتََمَلَحَمَةََدَابَق َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫بَقلم‪:‬‬
‫َّ‬
‫أبيَمقاتلَ(الليثَالكَناني) َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪َ1437‬هـَ|َ‪َ2016‬م َ‬
‫َ‬
 ‫"تَدَمَر"َأولىَخطواتَملحمةَدابق َ‬

‫﷽‬

‫ذكَّرتينَّ"تدمر" َّمبعاركَّاملسلمنيَّاخلالدة‪َّ،‬تذكرونَّ"هناوند" َّو"الزالقة" َّو"عنيَّجالوت"َّيفَّاملعاركَّالثالثةَّ‬

‫ًَّ‬
‫ةَّاملسلمنيَّجعلتهمَّخيرتعونَّحالَّيفَّاايةَّالذكا َّوهوَّاتتززا َّ‬ ‫هذهَّخدعةَّمنَّأروعَّاخلدعَّيفَّالتاريخ‪َّ،‬عبقريَّ‬
‫العدوََّّبكتيبةَّمقاتلةَّصغرية‪َّ .‬‬

‫عمانَّبنَّمقرن"ََّّكتيبةَّالقعقاعَّبنَّعمروَّبافتتاحَّالقتالَّبكتيبةَّقوامهاَّمئةَّمقاتلَّ‬
‫َّ‬ ‫يفَّنهاوند َّ ًَّ‬
‫مثال؛ َّأمرَّ"الزَّ‬
‫فقط‪َّ،‬فأبلواَّبال ًَّحسزًاَّمزقطعَّالزَّظري‪َّ،‬قُتلَّمثان َّونَّمنَّاملسلمنيَّتقريبًاَّمنَّأصلَّاملائة‪َّ،‬قالَّاجليشَّللزعمان‪َّ:‬‬
‫"إخوانزاَّيقتلون َّهلَّمَّلزجدهتم"‪َّ ،‬وهو َّيشريَّعليهمَّبالبقا َّحىتَّحلظةَّيراهاَّهو‪ََّّ،‬كانتَّاللحظةَّاليتَّانتظرهاَّ‬
‫الزعمانَّهوَّانتفاشَّالفرسَّبالغرورَّفيقومونَّبفعلَّاحلماقةَّوهي َّخروجَّكاملَّاجليشَّلقتلَّبقيَّةَّمنَّتبقَّىَّمنَّ‬
‫املسلمني‪َّ،‬وبالفعلَّخرجَّكاملَّاجليشَّالفارتيَّمنَّحصزهَّوقدَّكانواَّنشرواَّحسكَّاحلديدَّأمَّامهمَّحىتَّيتعثرَّ‬ ‫َّ‬
‫َّثانيًاَّ‬
‫َّأوال َّرخروجهم َّبكامل َّاجليش‪َّ ،‬‬‫اجليش َّاملسلم َّلو َّحاول َّالتقدم‪َّ ،‬وكان َّأن َّارتكب َّالفرس َّمحاقتهم‪ًَّ ،‬‬
‫بكزسهمَّحلسكَّاحلديدَّفقالَّالزَّعمان‪َّ:‬اآلنَّاآلن‪َّ،‬وكّبََّّأربعةَّتكبرياتَّففتكواَّبالفرس(‪َّ .)1‬‬

‫اجلدد َّباتتزفارَّكاملَّجيشهمَّحلربَّاجملاهدينَّيفَّتدمر‪َّ،‬‬ ‫قامَّالفرس َّ َُّ‬

‫َُّ‬ ‫وهذاَّماَّحيدثَّاآلنَّيفَّتدمر‪َّ،‬فقد‬
‫َّمدروتا‪َّ ،‬ومن َّثَّ َّتدور َّعليهم َّالدائرة َّويدحرهمَّ‬
‫ًَّ‬ ‫َّتقدما‬
‫وعانوا َّأشدَّ َّالعزا َّبقتاهلم َّفئة َّصغرية‪َّ ،‬حقَّقوا ًَّ‬
‫اجملاهدون‪َّ،‬حىتَّترتويَّاألرضَّمنَّدما همَّالزجسةَّ‪-‬بإذنَّاهلل‪َّ .-‬‬

‫َّويلَّمالحظة‪َّ :‬‬

‫يخَّإالَّإذاَّاارتوا‪َّ،‬فقطَّالغرورَّهوَّتالحَّاهلزميةَّ‬ ‫َّ‬ ‫هزمَّاملسلمونَّأبدا‪َّ ،‬وهذاَّمسجلَّيفَّالتار‬

‫ًَّ‬ ‫الَّميكنَّأنَّيُ‬
‫الوحيد‪َّ،‬وهذاَّحصلَّيفَّحزنيَّواريها‪َّ،‬قالَّتعاىل‪َ {َّ:‬ويَ ْوَم ُحنَ ْي ٍن إِ ْذ أَ ْع َجبَْت ُك ْم َكثْ َرتُ ُك ْم فَ لَ ْم تُ ْغ ِن َع ْن ُك ْم‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ض بِ َما َر ُحبَ ْ‬
‫ين}َّ[التوبة‪َّ ،]25َّ:‬لنَّهنزمَّاليومَّمنَّقلة!! َّبلَّ‬ ‫ت ثُ َّم َول ْيتُ ْم ُم ْدب ِر َ‬ ‫ت َعلَْي ُك ُم ْاْل َْر ُ‬ ‫ضاقَ ْ‬
‫َش ْيئًا َو َ‬

‫(‪َّ)1‬يزظر‪َّ:‬الكاملَّيفَّالتاريخَّالبنَّاألثريَّ(‪َّ،)456َّ/1‬تاريخَّاألممَّوالرتلَّوامللوكَّللطّبيَّ(‪َّ .)521َّ،520َّ/2‬‬

‫‪1‬‬
 ‫"تَدَمَر"َأولىَخطواتَملحمةَدابق َ‬

‫األصلَّأنَّنثقَّمبوعودَّاهللَّلزاَّبالزصرَّونقدمَّكلَّماَّبأيديزاَّحىتَّولوَّكانَّالعدوَّأضعافزاَّ‪َّ 10‬مرات‪َّ ،‬وهذاَّ‬

‫الشاهد‪َّ .‬‬

‫ارونَّاملزتصرون‪َّ،‬اجتمعَّعليهمَّالعاملَّأمجعَّوتيكونَّالزصرَّ‬
‫َُّ‬ ‫مَّالكر‬
‫حنسبَّجزدَّاخلالفةَّمنَّاملخلصنيَّوأهنَّ َّ‬
‫همَّحتماَّ‪-‬إنَّشا َّاهلل‪َّ .-‬‬
‫ًَّ‬ ‫حليفَّ‬

‫ناَّرتولَّاهللَّ‘َّبفتحَّاجلزيرةَّوفارسَّوالرومَّوقتلَّالدجال‪َّ،‬كيفَّتيتمَّهذاَّدونَّإخضاعَّالشامَّ‬
‫َُّ‬ ‫فقدَّبشََّّر‬
‫عَّاهلل؟َّوبشرىَّأخرى‪ََّّ،‬كلَّاملسلمونَّحيفظوهنا‪"َّ:‬يا َّمسلمَّيا َّعبدَّاهللَّورائيَّيهوديَّ‬
‫َّ‬ ‫والعراقَّبكاملهماَّلشر‬
‫تعالَّفاقتله"َّكيفَّتزدحرَّاليهودَّدونَّإخضاعَّتيزا َّبأكملهاَّلشرعَّاهلل؟ َّ‬

‫عنَّجابِ ِرَّبنََّسُرة‪َّ،‬عنَّنافِ ِعَّبنَّعُْتبةَّقال‪َّ:‬كزاَّمعَّرتولَّالل َِّهَّ‘َّيفَّا ْزوةٍ‪َّ،‬قال‪َّ:‬فأتىَّالزيبَّ‘َّق ْوٌمَّمنَّ‬

‫اع ٌد‪َّ،‬قال‪َّ:‬فقالتَّيلَّ‬ ‫ول َّاللَِّه َّ‘ َّق ِ‬ ‫َّعْزد َّأكم ٍة َّفِإن ُه ْم َّل ِقي ٌام َّور ُت ُ‬
‫ب َّعليهمَّثِياب َّالصو ِ َّف واف ُقوه ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قِب ِل َّالْم ْغ ِر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ن ْفسي‪َّ،‬ائْت ِه ْم َّف ُق ْم َّب ْي ز ُه ْم َّوب ْي زهُ َّال َّي ْغتالُونهُ‪َّ،‬قال‪ُ :‬ث َّقلت‪َّ:‬لعلهُ ََّن ٌّي َّمع ُه َّْم َّفأت ْيتُ ُه ْم َّف ُق ْم ُ‬
‫ت َّب ْي ز ُه ْم َّوب ْي زهُ‪َّ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت َّمزهَّأ ْربع َّكلمات َّأعُد ُهن َّيفَّيدي‪َّ،‬قال‪« :‬تَ ْغ ُزو َن َج ِز َيرةَ ال َْع َرب‪ ،‬فَ يَ ْفتَ ُح َها اهلل‪ ،‬ثُ َّم فَا ِر َ‬
‫س‬ ‫قال‪َّ:‬فحفظْ ُ‬
‫ال فَ يَ ْفتَ ُحهُ اهلل»‪َّ ،‬قال‪َّ :‬فقال َّنافِ ٌع‪َّ ،‬ياَّ‬ ‫وم فَ يَ ْفتَ ُح َها اهلل‪ ،‬ثُ َّم تَ غْ ُزو َن َّ‬
‫الد َّج َ‬ ‫الر َ‬
‫فَ يَ ْفتَ ُح َها اهلل‪ ،‬ثُ َّم تَ غْ ُزو َن ُّ‬
‫وم"(‪.)2‬‬‫جابُِر‪"َّ:‬الَّن رىَّالدجالَّخيُْر ُجَّحىتَّتُ ْفتحَّالر َُّ‬

‫ود‪َ ،‬حتَّى‬ ‫اعةُ َحتَّى تُ َقاتِلُوا اليَ ُه َ‬

‫الس َ‬
‫وم َّ‬‫أخرجَّالبخاريَّعنَّأيبَّهريرةَّ‪َّ¢‬أنَّرتولَّاهللَّ‘َّقال‪« :‬الَ تَ ُق ُ‬
‫وم‬ ‫ود ٌّ ِ‬ ‫ي‪ :‬يا مسلِم‪َ ،‬ه َذا ي ه ِ‬ ‫ِ‬
‫ي َوَرائي فَاقْتُ لْهُ» ‪َّ ،‬ويف َّلفظ َّمسلم‪َ «َّ :‬ال تَ ُق ُ‬ ‫الح َج ُر َوَراءَهُ اليَ ُهود ُّ َ ُ ْ ُ‬
‫ول َ‬ ‫يَ ُق َ‬
‫(‪)3‬‬
‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ود ُّ ِ‬ ‫ود‪ ،‬فَ ي ْقتُ لُهم الْمسلِمو َن حتَّى ي ْختَبِئ الْي ه ِ‬ ‫ِ‬
‫ْح َج ِر‬
‫ي م ْن َوَراء ال َ‬ ‫اعةُ َحتَّى يُ َقاتِ َل ال ُْم ْسل ُمو َن الْيَ ُه َ َ ُ ُ ُ ْ ُ َ َ َ َ ُ‬ ‫الس َ‬
‫َّ‬
‫ي َخل ِْفي‪ ،‬فَ تَ َع َ‬
‫ال فَاقْتُ لْهُ‪ ،‬إَِّال‬ ‫الشجر‪ :‬يا مسلِم يا َع ْب َد ِ‬
‫اهلل َه َذا ي ه ِ‬
‫ود ٌّ‬ ‫َُ‬ ‫ْح َج ُر أَ ِو َّ َ ُ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫الش َج ِر‪ ،‬فَ يَ ُق ُ‬
‫ول ال َ‬ ‫َو َّ‬
‫الْغَرقَ َد‪ ،‬فَِإنَّهُ ِمن َشج ِر الْي ه ِ‬
‫ود»(‪.)4‬‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫ْ‬

‫(‪َّ)2‬أخرجهَّمسلمَّ(‪َّ)2225َّ/4‬برقمَّ‪َّ .2900‬‬
‫(‪َّ)3‬صحيحَّالبخاريَّ(‪َّ)42َّ/4‬حديثَّرقمَّ‪َّ .2926‬‬
‫(‪َّ)4‬صحيحَّمسلمَّ(‪َّ)2239َّ/4‬حديثَّرقمَّ‪َّ .2922‬‬

‫‪2‬‬
 ‫"تَدَمَر"َأولىَخطواتَملحمةَدابق َ‬

‫احلاصل َّيف َّالشام َّاليوم َّهو َّالشَّهقةَّاألخرية َّللكفر‪َّ ،‬ومن َّبعدها َّتزوقف َّتزفسه َّبزحر َّعزقه‪َّ ،‬لذا َّملاذاَّ‬
‫حيدثَّماَّحيدثَّيفَّالشامَّهبذهَّالصورة؟َّالذيَّحيدثَّاليومَّيفَّالشامَّهوَّتزةَّاهللَّالكونيَّةَّاليتَّالَّتتبدلَّوالَّ‬
‫َّ‬
‫تتغريَّليعلمواَّأنَّ َّالزصرَّمنَّاهللَّوحده‪َّ ،‬وأنَّالقوةَّبيده َّ¸ َّوانظرواَّيفَّتاريخَّاملسلمني‪َّ،‬منَّأولَّ"بدر" َّحىتَّ‬
‫اليوم؛َّماَّكانَّهزاكَّنصرَّمؤزرَّإالَّأتبعهَّاحنسارَّيسري‪َّ،‬حىتَّتبلغَّالقلوبَّاحلزاجرَّثَّيكونَّالزصر‪َّ .‬‬

‫انظرواَّإىلَّماَّحصلَّبعدَّوفاةَّرتولَّاهلل‪َّ،‬ارتدتَّأالبَّقبائلَّالعرب‪َّ،‬وكانتَّالفتزةَّالكّبىَّأنَّاحنسرَّ‬
‫اإلتالمَّيفَّحيزَّضيق‪َّ،‬ثَّماذا؟َّقيَّض َّاهللَّلألمةَّأباَّبكر‪َّ،‬ثَّوكلَّأبوَّبكرَّاألمرَّللعبقريَّخالد‪َّ ،‬فدحرَّ‬
‫وهناوندَّ‬
‫َّ‬ ‫دحر َّالفرسَّيفَّوقتَّقياتيَّفموتَّرتولَّاهللَّتزةَّ‪َّ çَّ 11‬‬
‫الروم‪َّ،‬ثَّ َّيفَّعهدَّعمرَّتَّ َّ َُّ‬
‫املرتدين‪َّ،‬ثَّ َّ َّ‬
‫كانتَّ‪َّ،çَّ 21‬وقبلَّ‪َّ 18‬أوَّ‪َّ،çَّ 19‬يعين َّ‪َّ 10‬تزواتَّفقطَّمنَّاالحنسارَّكانَّاالنفجار‪َّ،‬يفَّ‪َّ 10‬تزواتَّ‬
‫فقطَّعادتَّجزيرةَّالعرب َّلإلتالم‪َّ ،‬وهزمتَّالرومَّوهزمتَّفارسَّوبدأَّعصرَّقوةَّاملسلمني‪َّ،‬الواحدَّمزهمَّ‬
‫بألفَّألفَّمنَّالكافرين‪َّ .‬‬

‫َّوهاكم َّطرفةَّتفهمكمَّأنَّ َّالزصرَّحليفَّاملؤمزنيَّمهماَّتكالبَّعليهمَّأعدا َّاهلل‪َّ،‬أتوقهاَّلكمَّمنَّالشامَّ‬

‫حيثَّداراتَّمعركةَّاليرموكَّاخلالدة‪َّ .‬‬

‫نظرةَّعامةَّعلىَّاملعركة‪َّ:‬الرومَّ‪َّ 240‬ألف‪َّ ،‬مزهمَّ‪َّ 80‬ألفَّمقيد َّونَّبالسالتلَّكيَّالَّيفرواَّمنَّاملعركة‪َّ،‬‬

‫املسلمونَّ‪َّ 36‬ألفَّفقط‪َّ،‬وبيزماَّكانَّخال ٌَّد َّيرتبَّاجلزدَّويفتشَّبيزهمَّقالَّلهَّرجل‪"َّ:‬ماَّأكثرَّالرومَّوأقلَّ‬
‫املسلمني؟"َّفقالَّخالد‪"َّ:‬بلَّماَّأقلَّالرومَّوأكثرَّاملسلمني‪َّ،‬إمناَّتكثرَّاجلزودَّبالزصرَّوتقلَّباخلذالنَّالَّبعددَّ‬
‫الرجال"‪َّ،‬ثَّنطقَّبكلماتَّخالدةَّخلودَّالزمن‪َّ،‬كلماتَّماَّقاهلاَّإنسانَّقبلهَّوالَّبعده‪َّ،‬ماذاَّقال؟َّأقْسمَّباهللَّ‬
‫اهللَّلوددتَّأنَّاألشقرَّبرا َّمنَّتوجَّيه‪َّ،‬وأهنمَّأضعفواَّالعدد"(‪َّ،)5‬ماذاَّتعينَّهذهَّالكلمات؟ َّ‬
‫َّ‬ ‫وقال‪"َّ:‬و‬

‫األشقرَّنوعَّمنَّاخليلَّفيهاَّمحرةَّصافية‪َّ،‬حيمرَّمعهاَّالعر َّوالذنب‪َّ،‬أماَّوجيَّالفرسَّفهوَّأنَّيشتكيَّ‬ ‫َّ‬

‫الفرس َّباطن َّحافره َّوفرته َّأصيب َّيف َّالطريق‪َّ ،‬وهذه َّالكلمات َّتعين َّبعد َّإجرا َّمعادلة َّيسرية‪ََّّ،‬كما َّيلي‪َّ:‬‬

‫(‪َّ)5‬يزظر‪َّ:‬البدايةَّوالزهايةَّالبنَّكثريَّ(‪َّ َّ،)9َّ/7‬وتاريخَّاألممَّوالرتلَّوامللوكَّللطّبيَّ(‪َّ .)337َّ/2‬‬

‫‪3‬‬
 ‫"تَدَمَر"َأولىَخطواتَملحمةَدابق َ‬

‫جيشَّالرومَّمائتانَّوأربع َّونَّأل ًفا‪َّ،‬فلوَّأضعفواَّالعددَّألصبحواَّأربعمائةَّومثاننيَّأل ًفا‪َّ،‬واألشقرَّتليمَّمعاىف‪َّ،‬إ ًَّذاَّ‬

‫بعَّمليونَّمنَّالروم‪َّ،‬الَّبلَّفرتهَّاألشقرَّيعادلَّمائتنيَّوأربعنيَّألفَّرجلَّمنَّالروم‪َّ .‬‬
‫َّ‬ ‫ألصبحَّخالدَّالَّيعادلَّر‬

‫قاهلا َّخالد َّوهو َّعزده َّيقني َّبكالمه َّأنَّ َّفرته َّيعادل َّمئتني َّوأربعني َّألفَّ َّرومي‪َّ ،‬اليوم َّيف َّتدمر أثبتَّ‬
‫جماهدوَّدولةَّاخلالف ةَّأنَّبزدقيتهمَّتعادلَّكلَّ َّجيوشَّالكفرَّجمتمعة‪َّ ،‬فلمَّيشهدَّالعاملَّحتال ًَّفا َّمثلَّاليومَّالَّ‬
‫يحَّمحْرا َُّبِالْ ُكوف ِة‪َّ،‬فجا َّر ُج ٌلَّ‬ ‫تَّ ِر ٌ‬ ‫اَّوالَّحديثًا‪َّ،‬ذكرَّمسلمَّيفَّصحيحهَّعنَّيسريَّبنَّجابرَّقال‪"َّ:‬هاج ْ‬ ‫َّ‬ ‫قدميً‬
‫َّ‬
‫َّمت ِكئًا‪َّ،‬ف قالَّ‪َّ:‬إِن َّالساعة َّالَّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لْيس َّلهَُّهجريىَّإال‪َّ:‬ياَّعْبد َّاهلل َّبْن َّم ْسعُود َّجا ت َّالساعةُ‪َّ،‬قال‪َّ:‬ف قعد َّوكان ُ‬
‫ِ‬
‫َّحنو َّالشأَِّْم‪َّ -‬ف قال‪َّ :‬ع ُد ٌّوَّ‬ ‫اث‪َّ ،‬وال َّيُ ْفرح َّبِغزِيم ٍة‪ُ َّ ،‬ث َّقال‪َّ :‬بِيدهِ َّهكذا َّ‪-‬وحناها ْ‬ ‫وم‪َّ ،‬حىت َّال َّيَُّ ْقسم َِّمري ٌ‬ ‫ت ُق ُ‬
‫ت‪َّ:‬الروم َّت ْع ِين؟َّقال‪َّ:‬ن ع ْم‪َّ،‬وت ُكو ُن َّ ِعْزد َّذا ُك ُم َّالْ ِقت ِالَّ‬ ‫َّاإل ْتالِم‪َّ،‬قُ ْل ُ‬
‫َّاإل ْتالِم‪َّ،‬و َْيم ُع َّهلُ ْم َّأ ْهل ِْ‬
‫ُ‬
‫َْيمعُون َِّأل ْه ِل ِْ‬
‫ِ‬
‫َّحي ُجزَّب ْي ز ُه ُمَّاللْي ُل‪َّ،‬ف يفي َُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّش ْرطةًَّل ْلم ْوتَّالَّت ْرج ُعَّإِالَّاالبةً‪َّ،‬ف ي ْقتتلُونَّحىت َّْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ردةٌَّش ِديدةٌ‪َّ،‬ف ي ْش ِرت ُ‬
‫طَّالْ ُم ْسل ُمون ُ‬
‫ت‪َّ،‬ال َّت ْرِج ُع َّإِال َّاالِبةً‪َّ،‬‬ ‫َّشرطةً َّلِلْمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ،‬ث َّيَّ ْش ِرت ُ‬ ‫ه ُؤال ِ َّوه ُؤال ِ ‪ُ َّ،‬كلٌّ َّاْي ر َّاالِ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ط َّالْ ُم ْسل ُمون ُ ْ‬ ‫ب‪َّ،‬وت ْفَن َّالش ْرطةُ ُ‬ ‫ُ‬
‫طَّ‬ ‫َّث َّي ْش ِرت ُ‬‫ب‪َّ ،‬وت ْفَن َّالشَّْرطةُ‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّحي ُجز َّب ْي ز ُهم َّاللْيل‪َّ ،‬ف ي ِفي َّه ُؤال َّوه ُؤال ‪ُ َّ ،‬كلٌّ َّاْي ر َّاالِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ف ي ْقتتلُون َّحىت ْ‬
‫ب‪َّ،‬‬ ‫ت‪َّ،‬ال َّت ْرِج ُع َّإِال َّاالِبةً‪َّ،‬ف ي ْقتتِلُون َّحىت َّميُْسوا‪َّ،‬ف ي ِفي َّه ُؤال ِ َّوه ُؤال ِ ‪ُ َّ،‬كلٌَّّاْي ر َّاالِ ٍ‬ ‫َّشرطةًَّلِْلمَّو ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الْ ُم ْسل ُمون ُ ْ‬
‫وت ْفَنَّالش ْرطةُ‪َّ،‬فِإذاَّكانَّي ْوُمَّالرابِ ِع‪َّ،‬ن هدَّإِلْي ِه ْمَّب ِقيةَُّأ ْه ِل ِْ‬
‫َّاإل ْتالِم‪َّ،‬ف ي ْجع ُلَّاهللَُّالدَّبَّْرةَّعلْي َِّه ْم‪َّ،‬ف ي ْقتُلُونَّم ْقت لةًَّ‬
‫َّخير َّمْيتًا‪َّ،‬‬‫اَّخيل ُفهم َّحىت ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪-‬إماَّقال َّال َّيُرىَّمثْ لُها‪َّ،‬وَّإماَّقال َّملَّْيُر َّمثْ لُها‪َّ -‬حىت َّإن َّالطائر َّلي ُمر َِّبزباهت ْم‪َّ،‬فم ُ ُ ْ‬
‫اثَّ‬ ‫اح ُد‪َّ،‬فبِأي َّازِيم ٍة َّي ْفرح؟َّأو َّأي َِّمري ٍ‬ ‫اَّمائةً‪َّ،‬فالَّ َّ َِي ُدونه َّب ِقي َِّمْز هم َّإِال َّالرجل َّالْو ِ‬ ‫ب‪َّ،‬كانُو ِ‬ ‫وَّاأل ِ‬
‫ف يت عاد َّب زُ ْ‬
‫ُ ُ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يخ‪َّ،‬إِنَّالدجَّالَّق ْدَّخلف ُه ْم ِ َّ‬
‫َّيفَّ‬ ‫‪َّ،‬هوَّأ ْكب ُرَّم ْنَّذلك‪َّ،‬فجا ُه ُمَّالص ِر ُ‬ ‫اَّه ْمَّكذلكَّإِ ْذََّسعُواَّبِبأْ ٍس ُ‬ ‫يُقات ُم‪َّ،‬ف ب ْي زم ُ‬
‫ول َّاهللِ َّ‘‪«َّ :‬إِنِّي‬ ‫ضون َّما َِّيف َّأيْ ِدي ِه ْم‪َّ ،‬ويُ ْقبِلُون‪َّ ،‬ف يْب عثُون َّعشرة َّف وا ِرس َّطلِيعةً‪َّ ،‬قال َّر ُت ُ‬ ‫ذرا ِري ِه ْم‪َّ ،‬ف ي ْرفُ ُ‬
‫ض يَ ْوَمئِ ٍذ‪ ،‬أ َْو ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َعلَى ظَ ْه ِر ْاْلَ ْر ِ‬ ‫َس َماءَ آبَائ ِه ْم‪َ ،‬وأَل َْوا َن ُخيُول ِه ْم‪ُ ،‬ه ْم َخ ْي ُر فَ َوا ِر َ‬ ‫اء ُه ْم َوأ ْ‬
‫َس َم َ‬‫فأْ‬ ‫َْلَ ْع ِر ُ‬
‫ض يَ ْوَمئِ ٍذ»"(‪.)6‬‬ ‫س َعلَى ظَ ْه ِر ْاْل َْر ِ‬ ‫َخ ْي ِر فَ َوا ِر َ‬
‫وماَّحيدثَّيفَّتدمر حملةَّمنَّذلك‪َّ،‬فامللحمةَّالقادمةَّقويَّةَّمزلزلة‪َّ ،‬تريهقَّفيهاَّاملسلمونَّثالثةَّأيامَّثَّ‬
‫َّألثِ َُّقَّبزصرَّاهللَّلزاَّومتكيزهَّلزاَّأكثرَّمماَّ‬
‫يكتبَّالزصرَّيفَّالرابعَّفالَّجتزعوا‪َّ َّ،‬وثَُِّقواَّبالزَّصر‪َّ،‬واهللَّوباهللَّوتاهللَّإّنَّ َّ‬

‫(‪َّ)6‬صحيحَّمسلمَّ(‪َّ)2223َّ/4‬حديثَّرقمَّ‪َّ .2899‬‬

‫‪4‬‬
 ‫"تَدَمَر"َأولىَخطواتَملحمةَدابق َ‬

‫َّاس أَ ْن يُ ْت َرُكوا أَ ْن يَ ُقولُوا‬ ‫أثقَّبأّنََّّعلىَّقيدَّاحلياة‪َّ،‬هذهَّمسلَّماتَّياَّإخوة‪َّ،‬ولكزهَّالتمحيص‪{َّ،‬أ ِ‬

‫ب الن ُ‬
‫َحس َ‬
‫َ‬
‫آمنَّا َو ُه ْم َال يُ ْفتَ نُو َن}َّ[العزكبوت‪َّ،]2َّ:‬حىتَّمييزَّاخلبيثَّمنَّالطيب‪َّ،‬فاألصلَّاالبتال ‪َّ ،‬فالَّمتكني َّبغريَّ‬
‫َ‬
‫ابتال ‪َّ .‬‬

‫فاللهمَّ َّانصرَّجزدك‪َّ،‬واهللَّلزتذكرَّبطوالتَّاإلخوةَّيفَّ"عنيَّاإلتالم" َّو"كركوك" َّو"تكريت" َّو"بيجي"‪َّ،‬‬

‫ونتسامرَّهباَّوحننَّعلىَّمشار َّ"قُم"َّو"روما"‪َّ .‬‬

‫اَّمزاتبًاَّفيها‪َّ،‬يُظهرَّ‬
‫َّ‬ ‫ًَّ‬
‫فاخرتَّلكَّموضع‬ ‫فاخلالف َّةَُّمزصورَّةٌ؛َّألهنَّاَّنصرتَّدينََّّاهلل‪َّ،‬واهللَّيتكفَّلَّمبنَّأقبلَّإليه‪،‬‬
‫حقيقةَّحبَّكَّهلل‪َّ .‬‬

‫هللَِّربََّّالعاملني‪َّ .‬‬
‫احلمدَّ َّ‬
‫و َُّ‬

‫َ‬
‫وكتبه‪َ :‬‬
‫َّ‬
‫أبوَمقاتلَ(الليثَالكناني) َ‬
‫اإلثننيَ‪َ18‬مجادىَاآلخرَ‪َ1437‬هـَ‪َ28َ-‬مارسَ‪َ2016‬م َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫‪َ ‬‬

‫‪5‬‬