‫يا أهل التوحيد‬

‫عليكم بفكاك أسرانا يف أرض القريوان‬

‫بقلم‪:‬‬

‫أبي ماريا األسيف‬

‫‪ 1437‬هـ | ‪ 2016‬م‬
 ‫يا أهل التوحيد‬
‫عليكم بفكاك أسرانا يف أرض القريوان‬

‫﷽‬

‫ومن تَبه َعهم‬ ‫ه‬ ‫احلمد لله وكفى‪ ،‬و َّ‬

‫احلبيب املصطفى‪ ،‬وعلى آله وصحبهه أمجعني‪َ ،‬‬
‫ه‬ ‫الم على‬
‫الس ُ‬
‫الصالةُ و َّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بإحسان إىل يوم الدِّين‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص ُروُك ْم فِي الدِّي ِن فَ َعلَْي ُك ُم الن ْ‬
‫َّص ُر إََِّّل َعلَى قَ ْوم بَ ْي نَ ُك ْم َوبَ ْي نَ ُه ْم ميثَا ٌق َواللَّهُ‬ ‫قال الل تعاىل‪َ { :‬وإِ ِن ْ‬
‫استَ نْ َ‬
‫ص ٌير} [األنفال‪.]72 :‬‬ ‫بِما تَ ْعملُو َن ب ِ‬
‫َ َ َ‬

‫الم عليكم ورمحةُ الل وبركاتُه‪.‬‬ ‫إخواني الموحدين في أرض القيروان؛ َّ‬
‫الس ُ‬
‫شك أن الذين أسروا هم‬ ‫أهل التوحيد‪ ،‬قال الل ™‪{ :‬إِنَّ َما ال ُْم ْؤِمنُو َن إِ ْخ َوةٌ} [احلجرات‪ ،]10 :‬ال َّ‬
‫ْجائِ َع َوعُ ُ‬ ‫ِ‬
‫ودوا ال َْم ِر َ‬
‫يض‬ ‫إخوان لنا ولكم‪ ،‬لذا وجب فكاكهم من قبضة الطاغوت‪ ،‬قال ‘‪« :‬أَطْع ُموا ال َ‬
‫َوفُ ُّكوا ال َْعانِ َي»(‪)1‬؛ ولكي نفك أسرانا من قبضتهم جيب علينا أن نتَّخذ خطوات سليمة يف هذا الطريق‪،‬‬
‫والذي سار عليه غرينا ممن سبق‪ ،‬وهي املفاداة ألهلنا بأسرى الكفار‪ ،‬سواء كان األسري الذي يقع يف أيدينا‬
‫نصرانيا أو يهوديا أو كافرا مرتدا من جند الطاغوت وعساكره‪ ،‬فيجب على إخواننا العمل على فكاكهم‬
‫بكل الطرق والسبل الشرعية املتاحة لنا يف ظرفنا هذا‪ ،‬فالنصارى واليهود واملرتدون يف دولنا هم حلف واحد‬ ‫ِّ‬
‫يتسّن لنا مبادلته‬‫كلهم ضدنا جمتمعون على حربنا‪ ،‬فمن وقعت عليه أعيننا خططنا ألسره وإخفاء أثره حىت َّ‬
‫ِ‬ ‫ين َكافَّةً َك َما يُ َقاتِلُونَ ُك ْم َكافَّةً َوا ْعلَ ُموا أ َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين}‬‫َن اللَّهَ َم َع ال ُْمتَّق َ‬ ‫بأسرانا‪ ،‬قال الل ¸‪َ { :‬وقَاتلُوا ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫[التوبة‪ ،]36 :‬وليست احلكمة يف مثل هذا الظرف العصيب والذي متر به األمة يف القريوان بقتلهم وتصوير‬
‫جثثهم النتنة! بل باحملافظة عليهم ألهنم مفتاح لسجون ومعتقالت إخواننا املوحدين يف القريوان املسلمة‪.‬‬

‫أهل التوحيد‪ ،‬كما أسلفت فهناك نصارى يدخلون الديار حتت غطاء السياحة وما أكثرهم‪ ،‬وهناك يهود‬
‫ردة وما أكثرهم‪ ،‬فكل من ذكرنا أهداف مشروعة لرجالكم‪ ،‬فاليهود‬
‫يف البالد وما أكثرهم‪ ،‬وهناك عسكر َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ )67 /7‬برقم ‪.5373‬‬

‫‪1‬‬
 ‫يا أهل التوحيد‬
‫عليكم بفكاك أسرانا يف أرض القريوان‬

‫يف تونس ال عهد هلم مع دولة اإلسالم وجند التوحيد‪ ،‬وما كان من معاهدات بينهم وبني الطغاة املرتدين‬
‫فلسنا ملزمني هبا‪ ،‬ألن من ائتمنهم وأعطاهم املواثيق ليس منَّا ولسنا منه‪ ،‬والنَّصارى الذين يدخلون الديار‬
‫حتت غطاء "عقود األمان" بالتأشرية‪ ،‬ال يلزمنا ألنَّه مربم بني املرتدين والنصارى‪ ،‬أو بينهم وبني عسكر‬
‫الطاغوت‪ ،‬وهم ركائزه وأيضا أدواته اليت يرعب هبا األمة املسلمة‪ ،‬وكل ناعق يطل علينا بفتواه يف هذا البا‬
‫حبرمة دمائهم فاعلموا أنه إما جاهل بالعقيدة اليت كان عليها سلف األمة ‪-‬رضوان الل عليهم‪ ،-‬وإما أنه‬
‫خادم ويفي ألهل الصليب وألذناهبم يف ديارنا‪ ،‬والل املستعان‪.‬‬

‫أهل التوحيد؛ لعل أحدكم يقول‪ :‬ولكن يا رجل حدث العاقل مبا يعقل‪ ،‬هؤالء النصارى عليهم حراسة‬
‫مشددة فكيف خنطفهم ونفادي هبم األسرى؟ وكيف خنطف اليهود وهم بالكاد يعرفون بني األمة املسلمة؟‬
‫السِّري املتواصل يف هذا البا حىت ميكنكم الل من‬ ‫أقول له من يسأل لن يضل الطريق‪ ،‬عليكم بالعمل ِّ‬
‫حتديد هدف أو أكثر له قيمة عند من يسأل عنه‪ ،‬فمثال يف هذه األيام سيدخل اليهود إىل تونس قصد‬
‫كل منطقة من أوروبا وغريها‪ ،‬وكل يهودي له‬‫احلج الذي يقصدونه بزعمهم‪ ،‬واليهود يأتون من أصقاعها من ِّ‬
‫امتداد إلسرائيل باإلضافة للدولة اليت يقيم فيها‪ ،‬ويف هذه احلال يسهل حتديد اهلدف بدقة وخطفه‪ ،‬ألن‬
‫الرب غر‬
‫النظام التونسي ال ميلك مقومات العسكر املتطورة كي حيدد مكان نقل اهلدف أو السيطرة على ِّ‬
‫أقرها الطغاة وال ميلكون قدرة أو القوة على‬
‫شرق مشال وجنو تونس‪ ،‬وهذه املناطق كلها مناطق سياحية َّ‬
‫محايتها‪ ،‬وعليه يستطيع أهل التوحيد نقل أسراهم ألماكن أكثر أمنا مثل املناطق احلدودية‪ ،‬ويكون بالتنسيق‬
‫مع إخواهنم يف اجلهة املقابلة ملناطقهم اليت ينشطون عليها‪.‬‬

‫يا أهل التوحيد‪ ،‬ليس هذا املقال لشرح كيف يتم العمل العسكري اخلاطف ضد األهداف املشروعة لنا‬
‫نقال وعقال‪ ،‬بل هو كنصائح على عجل رأيت أن نذكر هبا إخواننا يف بالد القريوان ‪-‬حفظهم الل‪ ،-‬وقد‬
‫سبقهم يف هذا الطريق إخواهنم يف قاعدة املغر اإلسالمي ‪-‬حفظهم الل‪ -‬أيام الشيخ أسامة ¬‪ ،‬وقد‬
‫خطفوا بعض السياح من تونس وأدخلوهم ملضارهبم وقد عميت عنهم األبصار‪ ،‬وأنتم اليوم متلكون قاعدة‬
‫خلفية صلبة ال يستهان هبا‪ ،‬وهي أرض اخلالفة يف ليبيا اإلسالم‪ ،‬عليكم يا إخوة بربط اخليوط ربطا جيدا‬
‫مع إخوانكم هناك‪ ،‬سريوا على هنج الدولة يف العمل وليس بعقلية التنظيم‪ ،‬أثبهتوا وجودكم يف األرض‬
‫إلرها أعدائكم ‪-‬يرمحكم الل‪ ،-‬انصروا الل ينصركم ويثبت أقدامكم‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫يا أهل التوحيد‬
‫عليكم بفكاك أسرانا يف أرض القريوان‬

‫هذا ما حضرين يف ساعتنا هذه‪.‬‬

‫أيها األحبة نسأل الل أن يعجل بفكاك إخواننا من قبضة الطاغوت اللهم آمني‪.‬‬

‫أخطأت فمن نفسي ومن الشَّيطان‪ ،‬نسأل الل أن‬

‫ُ‬ ‫وحده ال شريك له‪ ،‬وإن‬
‫أصبت فمن الل َ‬ ‫ُ‬ ‫هذا؛ وإن‬
‫يعذنا وإياكم من شروره وفتنه آمني‪.‬‬

‫حمم ٍد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‬ ‫وصل اللَّ َّ‬

‫هم على سيدنا وحبيبنا َّ‬ ‫احلمد لل ر ِّ العاملني‪ِّ ،‬‬
‫وآخر دعوانا أن ُ‬
‫وسلِّم‪.‬‬

‫السالم عليكم ورمحةُ الله وبركاتُه‪.‬‬

‫و َّ‬

‫وكتب‪:‬‬

‫أبو ماريا األسيف‬

‫الثالثاء ‪ 12‬مجادى األوى ‪ 1436‬هـ ‪ 03 -‬مارس ‪ 2015‬م‬

‫‪‬‬

‫‪3‬‬