Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 104

‫هل كانت الدول العربية بحاجة حقيقية إلى أن تستدين حتى تبلغ ديونها الداخلية‬

‫والخارجية ‪ 560‬مليار دولر وتستنزف من ثروتها سنويا ما قيمته ‪ 40‬مليار‬


‫دولر خدمة للقسم الخارجي فقط من هذا الدين‪..‬؟ ألم يكن من الجدى أن تستغل‬
‫مواردها الطبيعية الضخمة وتحسن من مناخ الستثمار بها لتجذب بعضا من‬
‫رؤوس أموال مواطنيها المستثمرة في الخارج والتي تراوحت بين ‪ 800‬و ‪2400‬‬
‫مليار دولر فتعفي نفسها من الرضوخ للشروط السياسية والقتصادية للدول‬
‫والمؤسسات المانحة التي أعاقت حركتها وقيدت إرادتها وزادت من همومها‬
‫الجتماعية والقتصادية‬
‫الثلثااء ‪17/2/1423‬هـ الومافق ‪30/4/2002‬م‪) ،‬تومقيت النشر( الساعة‪)21:53 :‬مكة الكرمة(‪،‬‬
‫‪)18:53‬غرينيتش(‬
‫الديومن العربية‪ ..‬هومم وقيومد‬

‫عندما سارت الدول العربية في طريق الستدانة الوعر كانت تظن نفسها قادرة‬
‫على تحقيق معادلة صعبة طرفها الول هو الحصول على الديون واستغللها في‬
‫برامج التنمية المختلفة وطرفها الثاني هو سداد هذه الديون وفوائدها‪ .‬لكن بعد‬
‫مرور سنوات طويلة على السير في هذه التجاه وجدت نفسها في حيرة‪ ..‬فل هي‬
‫حققت التنمية المطلوبة ول هي أصبحت قادرة على سداد ديونها الخارجية أو‬
‫الداخلية حتى أصبح مجموع هذه الديون مجتمعة ‪ 560‬مليار دولر يدفع للقسم‬
‫‪.‬الخارجي منها فقط كل عام ‪ 40‬مليارا‬
‫وأمام العجز عن سداد الديون واستجابة لضغوط المؤسسات الدولية مثل البنك‬
‫الدولي وصندوق النقد الدولي لجأت الدول العربية إلى مزيد من الستدانة أو إعادة‬
‫جدولة ديونها وفقا لشروط الدائنين الجدد في نادي باريس‪ ،‬مما يثير تساؤلت عن‬
‫‪.‬مدى الحاجة إلى اللجوء لمثل هذه الجراءات‬
‫والسباب التي دفعت الدول العربية إلى الستدانة كثيرة‪ ،‬بعضها داخلية كالعجز‬
‫في الموازنات العامة والتضخم الذي أثر في قيمة العملت الوطنية والركود‬
‫القتصادي المحلي والعالمي وعبء المديونية الخانق‪ ،‬وهو المر الذي انعكس‬
‫على معدلت النمو حيث وصلت في بعض القطار العربية إلى ما دون الصفر‪،‬‬
‫وهددت قطاعات حيوية كقطاع الغذاء التي أحدثت به فجوة بلغت قيمتها حوالي ‪20‬‬
‫‪.‬مليار دولر‬
‫يضاف ذلك إلى ما يعانيه معظم العرب ‪-‬باستثناء الدول النفطية الغنية‪ -‬من تدن‬
‫كبير في مستويات الدخول حتى أصبح دخل الفرد ل يكفي سد احتياجاته الساسية‬
‫من غذاء ومسكن وخدمات صحية وتعليمية ومواصلت‪ ،‬وزادت نسب البطالة إلى‬
‫أن وصلت لما بين ‪ 20‬و ‪ %25‬من مجموع القوى العاملة البالغة ‪ 100‬مليون‬
‫‪.‬نسمة‬
‫وبعضها خارجية كالركود العالمي الحالي وانخفاض أسعار المواد الخام الولية‬
‫‪.‬وارتفاع قيمة الفائدة وغيرها من السباب التي أصبحت مصطلحات شهيرة اليوم‬
‫لكن التساؤل هنا‪ ..‬هل كانت هذه الختللت الهيكلية في القتصاديات العربية سببا‬
‫للستدانة أم نتيجة لها؟ على أية حال وسواء أكانت سببا أم نتيجة فإن الدول‬
‫العربية المدينة وجدت نفسها مضطرة إلى الرضوخ لـ شروط المؤسسات المالية‬
‫المانحة سواء الدولية منها كـ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذان يلزمان‬
‫الدول المدينة باتباع سياسات اقتصادية واجتماعية معينة‪ .‬أو المؤسسات المالية‬
‫العربية التي لم تكتف بإخضاع الدول العربية المقترضة للشروط نفسها التي يطلبها‬
‫صندوق النقد والبنك الدوليين فحسب وإنما أضافت إليها شروطها الخاصة والتي‬
‫تحرص فيها عادة على أل تتخذ الدول المقترضة مواقف سياسية تتعارض مع‬
‫سياسات الدول الدائنة مما خلق معايير مختلفة في التعامل مع الدول العربية‬
‫‪.‬المقترضة كما حدث مع مصر وسوريا والردن بعد حرب الخليج الثانية‬
‫والن بعد أن تعثرت الدول العربية المدينة في سداد أقساط ديونها وتراكمت‬
‫فوائدها مما أثر في إرادتها السياسية‪ ،‬تثور تساؤلت عن أجدى الطرق للخروج‬
‫من الزمة‪ ،‬فهل يكون باللجوء إلى إعادة الجدولة عن طريق نادي باريس‬
‫وتستجيب لشروطه كما استجابت من قبل لشروط مؤسسات التمويل الدولية‬
‫والعربية حتى يعاد جدولة ديونها وتلتقط أنفاسها وتحاول ترتيب أوراقها من جديد‪،‬‬
‫أم ربما يكون الحل في العمل على خلق استقرار تشريعي ودعم البنية التحتية‬
‫وتحسين السياسات المالية ليجاد مناخ صحي للستثمار يشجع رؤوس الموال‬
‫العربية المهاجرة ‪-‬والتي تقدر بما يتراوح بين ‪ 800‬و ‪ 2400‬مليار دولر‪ -‬على‬
‫‪.‬العودة إلى أوطانها حتى ولو كانت عودة جزئية‬
‫ويبقى من الضروري استشراف آفاق المستقبل والتفكير في التخلص من مشكلة‬
‫الديون وهو ما يحاول هذا الملف أن يلقي الضوء عليه بعد أن يستعرض جذور‬
‫‪. TOP‬المشكلة ويتتبع تطوراتها‬
‫‪TOP‬‬
‫*‬‫إعداد‪ /‬عماد طاحون‬
‫ما حجم الديون العربية الخارجية؟ وما مقدار أعبائها؟ وماذا تقول هذه الرقام عند‬
‫مقارنتها بالمداخيل العامة للدول العربية؟ هذا المحور محاولة لتلمس الجابة على‬
‫‪.‬هذه السئلة‬
‫الدول العربية المدينة‬
‫ل تشمل الدول العربية المدينة سبع دول منتجة للنفط وهي السعودية والمارات‬
‫والكويت والبحرين وقطر والعراق وليبيا‪ ،‬لن المؤسسات المالية الدولية كصندوق‬
‫النقد الدولي والبنك الدولي ل تعتبرها دول مدينة من منظور الوضع الصافي‬
‫للمديونية إذ إن الصعوبات المالية التي تمر بها هذه الدول مجرد صعوبات مؤقتة‬
‫ترتبط بالتدفقات النقدية أكثر منها صعوبات جذرية في هياكلها القتصادية‪ ،‬كما أن‬
‫هذه الدول تفضل القتراض المحلي نظرا لتوفر السيولة المحلية‪ ،‬ولكونه أقل‬
‫‪.‬حساسية من القتراض الخارجي‬
‫الدين العام الخارجي‬
‫يشمل إجمالي الدين العام الخارجي في ذمة الدول العربية المقترضة الديون‬
‫الطويلة والقصيرة الجل من الجهات الرسمية والخاصة‪ ،‬وتسهيلت صندوق النقد‬
‫‪.‬الدولي‪ ،‬والديون الخاصة غير المضمونة‬
‫بين المصادر الوطنية والدولية‬
‫تم العتماد على التقارير والحصاءات القتصادية التي تصدر عن المؤسسات‬
‫المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسة التمويل العالمي‬
‫للتنمية وصندوق النقد العربي‪ ،‬ولم يتم الستعانة بالمصادر الوطنية إل في مواضع‬
‫قليلة لن هذه المصادر لم تقدم إحصاءات مكتملة وكافية تساعد في استخلص‬
‫‪.‬المؤشرات المتعلقة بديونها الخارجية‬
‫كما تم العتماد على التقارير والحصاءات التي رصدت حجم الديون الخارجية‬
‫لعام ‪ 2000‬إذ لم تصدر حتى الن عن هذه المؤسسات إحصاءات ترصد حجم هذه‬
‫‪.‬الديون لعام ‪2001‬‬
‫دللة فترة الرصد‬
‫رصد المحور مديونيات الدول العربية المقترضة في نهاية عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫بدل من العتماد على رصد المديونيات في عام أو عامين كما جرت عليه العادة‬
‫في التقارير القتصادية‪ ،‬وذلك بقصد الوقوف على الوضع الحقيقي للمديونية‬
‫العربية ويسهم في استخراج مؤشرات دقيقة وليست وقتية لهذه المديونية‪ .‬وسيحاول‬
‫‪:TOP‬التقرير عرض مسألة الديون العربية الخارجية من خلت المحاور التية‬
‫‪TOP‬‬
‫‪-‬‬ ‫الدين العام الخارجي‬
‫إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي ‪-‬‬

‫خدمة الدين العام ‪-‬‬

‫نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات ‪-‬‬
‫الدين العام الخارجي‬

‫بلغ إجمالي الدين العام الخارجي في ذمة الدول العربية المقترضة في نهاية عام‬
‫‪ 2000‬نحو ‪ 144‬مليار دولر تقريبا‪ ،‬وانخفض إجمالي هذا الدين عن حجمه في‬
‫عام ‪ 1995‬بمقدار ‪ 15.5‬مليار دولر تقريبا‪ ،‬أي أن وضع المديونية شهد تحسنا‬
‫نسبيا في عام ‪ 2000‬إذ انخفض حجم الدين الخارجي بنسبة ‪ %9.6‬مقارنة بعام‬
‫‪1995.‬‬
‫الدين العام الخارجي بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الدولة‬ ‫الدين العام الخارجي )مليون دولر(‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬
‫الردن‬ ‫‪6299‬‬ ‫‪6753‬‬

‫تونس‬ ‫‪10923‬‬ ‫‪11568‬‬

‫الجزائر‬ ‫‪32781‬‬ ‫‪25000‬‬

‫جيبوتي‬ ‫‪165.3‬‬ ‫‪400‬‬

‫السودا‬ ‫‪17603‬‬ ‫‪15938‬‬

‫سوريا‬ ‫‪21318‬‬ ‫‪21272‬‬

‫الصوما‬ ‫‪2678‬‬ ‫‪2555‬‬

‫عمان‬ ‫‪3181.0‬‬ ‫‪3555‬‬

‫لبنان‬ ‫‪1332.4‬‬ ‫‪6870.8‬‬

‫مصر‬ ‫‪31776‬‬ ‫‪27109‬‬

‫المغرب‬ ‫‪22445‬‬ ‫‪16372.1‬‬

‫موريتان‬ ‫‪2320‬‬ ‫‪1500‬‬

‫اليمن‬ ‫‪6217‬‬ ‫‪4935.3‬‬

‫المجمو‬ ‫‪159138.7‬‬ ‫‪143828.3‬‬

‫‪:‬يتضح من الجدول التالي‬


‫أن خمس دول عربية قد سجلت زيادة في إجمالي ديونها الخارجية هي‪0 :‬‬

‫الردن وتونس وجيبوتي وعمان ولبنان‬


‫‪.‬وبلغت هذه الزيادة ‪ 6.5‬مليارات دولر )‪ㄱ (%29.8‬‬

‫كانت أدنى هذه الزيادات في تونس ‪ 645‬مليون دولر )‪ ،(%5.9‬وأعلها ‪ㄴ‬‬

‫‪.‬في لبنان ‪ 5.5‬مليارات دولر )‪(%415‬‬


‫الدول العربية المقترضة‬
‫التي زادت مديونياتها بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الدولة‬ ‫الزيادة )مليون دولر(‬ ‫)‪ (%‬الزيادة‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬

‫الردن‬ ‫‪454.1‬‬ ‫‪7.2‬‬

‫تونس‬ ‫‪645‬‬ ‫‪5.9‬‬

‫جيبوتي‬ ‫‪134.7‬‬ ‫‪50.7‬‬

‫عمان‬ ‫‪374‬‬ ‫‪11.7‬‬

‫لبنان‬ ‫‪5538.4‬‬ ‫‪415‬‬

‫الجمالي‬ ‫‪6565.7‬‬ ‫‪29.8‬‬

‫أما بقية الدول العربية فسجلت انخفاضا في حجم مديونياتها بنحو ‪ 22.4‬مليار‬
‫دولر )‪ (%16.3‬بلغ أعلها في موريتانيا ‪ 820‬مليون دولر )‪ ،(%35.3‬وأدناها‬
‫‪.‬في سوريا ‪ 460‬مليون دولر )‪(%0.2‬‬
‫الدول العربية المقترضة‬
‫التي انخفضت مديونياتها بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الدولة‬ ‫النخفاض )مليون دولر(‬ ‫)‪ (%‬النخفاض‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬

‫الجزائر‬ ‫‪7781‬‬ ‫‪23.7‬‬

‫السودان‬ ‫‪1665‬‬ ‫‪9.4‬‬

‫سوريا‬ ‫‪46‬‬ ‫‪0.2‬‬

‫الصومال‬ ‫‪123‬‬ ‫‪4.5‬‬

‫مصر‬ ‫‪4667‬‬ ‫‪17.2‬‬

‫المغرب‬ ‫‪6072.9‬‬ ‫‪27‬‬

‫موريتانيا‬ ‫‪820‬‬ ‫‪35.3‬‬

‫اليمن‬ ‫‪1281.7‬‬ ‫‪20.6‬‬

‫الجمالي‬ ‫‪22456.6‬‬ ‫‪16.3‬‬

‫إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي‬

‫توضح نسبة إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي عبء‬
‫المديونية الخارجية في الدول العربية المقترضة‪ ،‬وتشير إلى قدرة اقتصادياتها على‬
‫‪.‬تحمل أعباء هذا الدين‪ ،‬ومدى استمراريتها على اللتزام بذلك‬
‫ففي عام ‪ 2000‬بلغت هذه النسبة ‪ %49.9‬في حين كانت ‪ %73.3‬في عام‬
‫‪ ،1995‬وبذلك حققت الدول العربية المقترضة نجاحا في انخفاض نسبة هذا‬
‫‪.‬المؤشر بنحو ‪ %23.4‬عام ‪ 2000‬مقارنة بما كانت عليه عام ‪1995‬‬
‫نسبة إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي‬
‫ما بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫النات‬ ‫الدين‬ ‫نسبة الدين‬ ‫تغير نسبة الدين العام‬
‫ج الدولة‬ ‫العام‬ ‫العام‬ ‫الخارجي إلى الناتج المحلي‬
‫المح‬ ‫الخارج‬ ‫الخارجي إلى‬ ‫الجمالي‬
‫‪ 200 1995‬لي‬
‫‪ 199‬السنومات‬ ‫‪ 2000‬ي‬ ‫الناتج‬
‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪673834 6299 6753‬الر‬ ‫‪93.6‬‬ ‫‪81.1‬‬ ‫‪12.5-‬‬


‫‪ 3 0‬دن‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ 180194 1092 1156‬تون‬ ‫‪60.5‬‬ ‫‪59.5‬‬ ‫‪1.0-‬‬


‫‪ 50 53 3 8‬س‬
‫‪ 412‬الج‬ ‫‪538 3278 2500‬‬
‫‪40 01 1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪79.5‬‬ ‫‪46.5‬‬ ‫‪33.0-‬‬

‫زائ‬
‫ر‬
‫‪ 491549 265. 400 54.1 72.9‬جيب‬ ‫‪18.8+‬‬
‫‪3‬‬
‫وتي‬
‫الس‬
‫‪ 955‬ودا‬ ‫‪128 1760 1593‬‬
‫‪0 36 3‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪184.3‬‬ ‫‪124.2‬‬ ‫‪60.1-‬‬

‫ن‬
‫‪ 166187 2131 2127 128.3 118.7‬سو‬ ‫‪9.6-‬‬
‫ريا‬ ‫‪17 70 8‬‬ ‫‪2‬‬

‫الص‬
‫‪ 121121 2678 2555 2210.7 2109.2‬وما‬ ‫‪101.5-‬‬

‫ل‬
‫‪ 138197 3181 3555 23.0 18.0‬عما‬ ‫‪5.0-‬‬
‫‪ 03 73‬ن‬
‫‪ 111164 1332 6870 12.0 41.7‬لبنا‬ ‫‪29.7+‬‬
‫‪ 22 91 .4 .8‬ن‬
‫‪601958 3177 2710 52.6 27.8‬مص‬ ‫‪24.8-‬‬
‫‪ 59 01 6 9‬ر‬
‫‪ 330329 2244 1637 68.0 49.8‬المغ‬ ‫‪18.2-‬‬
‫رب‬ ‫‪42 04 5 2.1‬‬

‫مو‬
‫‪ 105‬ريتا‬
‫‪9‬‬
‫‪986 2320 1500 219.7‬‬ ‫‪152.1‬‬ ‫‪67.6-‬‬

‫نيا‬
‫‪ 511853 6217 4935 121.6 57.8‬اليم‬ ‫‪63.8-‬‬
‫‪ 1 2‬ن‬ ‫‪.3‬‬

‫الم‬
‫‪ 21 28‬جم‬
‫‪1591 1438‬‬
‫‪ 70‬وع‬ ‫‪83‬‬
‫‪98 57‬‬
‫‪38.7 28.3‬‬
‫‪73.3‬‬ ‫‪49.9‬‬ ‫‪23.4-‬‬

‫الكل‬
‫ي‬
‫‪:‬يلحظ من الجدول التالي‬
‫‪%.‬زيادة المؤشر في جيبوتي بمقدار ‪ %18.8‬ولبنان بمقدار ‪ㄷ29.7‬‬

‫وانخفض في بقية الدول العربية المقترضة ‪ㄹ‬‬


‫‪ㅁ‬‬ ‫‪.‬وبلغ ذروته في موريتانيا )‪(%67.6‬‬
‫وبغرض المقارنة بين أوضاع الدول العربية المقترضة وفقا لمؤشر نسبة الدين‬
‫العام الخارجي القائم إلى الناتج المحلي الجمالي في عامي ‪ 1995‬و ‪ ،2000‬يمكن‬
‫‪:‬تقسيمها إلى ثلث مجموعات هي‬
‫‪:‬المجموعة الولى ‪ㅂ‬‬

‫وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها معتدل نسبيا حيث تقل نسبة‬
‫‪%‬الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي فيها عن ‪50‬‬
‫‪:‬المجموعة الثانية ‪ㅅ‬‬

‫وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها مرتفعا حيث تتراوح النسبة‬
‫‪%.‬الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي فيها ما بين ‪ 50‬و ‪100‬‬
‫‪:‬المجموعة الثالثة ‪ㅇ‬‬

‫وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها عاليا نسبيا حيث تزيد فيها نسبة‬
‫‪%.TOP‬الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي عن ‪100‬‬
‫‪TOP‬‬

‫الدين العام الخارجي للدول العربية في عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬


‫المجموعة‬ ‫الدين‬ ‫نسبة الدين الخارجي‬ ‫خدمة الدين‬ ‫نسبة خدمة الدين العام‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫الخارجي‬
‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1995‬المحلي‬
‫إلى الناتج‬ ‫‪2000‬‬ ‫العام‬
‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪ 1995‬السلع‬
‫إلى صادرات‬ ‫‪2000‬‬

‫المجمو‬
‫عة‬
‫‪:‬الولى‬
‫عمان‪1.‬‬

‫مصر‪2.‬‬ ‫‪91515‬‬ ‫‪78907‬‬ ‫‪57.4‬‬ ‫‪36.1‬‬ ‫‪10038‬‬ ‫‪9655‬‬ ‫‪21.7‬‬ ‫‪15.5‬‬

‫لبنان‪3.‬‬
‫‪4.‬‬

‫الجزائر‬
‫‪5.‬‬

‫المغرب‬
‫المجمو‬
‫عة‬
‫‪:‬الثانية‬
‫تونس‪1.‬‬ ‫‪23704‬‬ ‫‪23656‬‬ ‫‪77.0‬‬ ‫‪64.2‬‬ ‫‪2171‬‬ ‫‪2617‬‬ ‫‪14.6‬‬ ‫‪15.5‬‬
‫‪2.‬‬

‫جيبوتي‬
‫اليمن‪3.‬‬

‫الردن‪4.‬‬
‫المجمو‬
‫عة‬
‫‪:‬الثالثة‬
‫سوريا‪1.‬‬
‫‪2.‬‬

‫السودان‬ ‫‪41241‬‬ ‫‪38710‬‬ ‫‪151.5‬‬ ‫‪118.8‬‬ ‫‪273‬‬ ‫‪1436‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪15.6‬‬


‫‪3.‬‬

‫الصوما‬
‫ل‬
‫‪4.‬‬

‫موريتاني‬
‫ا‬
‫‪ 159139 143828 73.3‬المجمو‬ ‫‪49.9‬‬ ‫‪12482 13759‬‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪15.6‬‬
‫ع الكلي‬
‫يتضح أن أداء هذه المجموعات الثلث يشهد تحسنا في بعض مؤشرات عبء‬
‫المديونية فيها‪ ،‬كما يلحظ وجود تباين في بعض هذه المؤشرات في عامي ‪1995‬‬
‫‪:‬و ‪ ،2000‬وهنا أهم هذه الملحظات‬
‫فبالنسبة لحجم الديون الخارجية يلحظ أنه شهد انخفاضا متفاوتا في ‪ㅈ‬‬

‫المجموعات الثلث بنحو ‪ 12.608‬مليار دولر و ‪ 48‬مليونا و ‪2.531‬‬


‫‪.‬مليار دولر على التوالي‬
‫وسجلت نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي انخفاضا في ‪ㅊ‬‬

‫المجموعات الثلث بمقدار ‪ %21.3‬و ‪ %12.8‬و ‪ %32.7‬على التوالي‪،‬‬


‫كما انخفضت خدمة الدين في المجموعة الولى بنحو ‪ 383‬مليون دولر‪،‬‬
‫وزادت في المجموعتين الثانية والثالثة بنحو ‪ 446‬مليون دولر و ‪1.163‬‬
‫‪.‬مليار دولر على التوالي‬
‫وسجلت نسبة خدمة الدين العام الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع ‪ㅋ‬‬

‫والخدمات في المجموعة الولى انخفاضا بمقدار ‪ ،%6.2‬وارتفعت هذه‬


‫النسبة في المجموعتين الثانية والثالثة بمقدار ‪ %0.9‬و ‪ %11.9‬على‬
‫‪.TOP‬التوالي‬
‫‪TOP‬‬
‫خدمة الدين العام‬

‫سجلت خدمة الدين العام ‪-‬بما تشمله من سداد أقساط الديون الخارجية والفوائد التي‬
‫تترتب عليها‪ -‬في الدول العربية المقترضة عام ‪ 2000‬نحو ‪ 13.7‬مليار دولر‬
‫محققا ارتفاعا مقارنة بعام ‪ 1995‬بمقدار ‪ 1.2‬مليار دولر وبنسبة ‪ .%10.2‬ففي‬
‫الردن على سبيل المثال انخفضت خدمة الدين بمقدار ‪ 169‬مليون دولر‪ ،‬وفي‬
‫مصر بمقدار ‪ 397‬مليون دولر‪ ،‬وفي المغرب بمقدار ‪ 1.228‬مليار دولر‪،‬‬
‫وموريتانيا بمقدار مليوني دولر‪ ،‬في حين زادت هذه الخدمة في بقية الدول‬
‫‪.‬العربية المقترضة وبلغت ذروتها في سوريا بمقدار ‪ 975‬مليون دولر‬
‫خدمة الدين العام الخارجي ما بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الدولة‬ ‫إجمالي‬ ‫مقدار التغير في إجمالي خدمة الدين )مليون دولر(‬
‫‪ 2000‬خدمة‬
‫‪ 1995‬الفتةر الزمنية‬

‫‪ 499 530‬الردن‬ ‫‪31+‬‬

‫‪ 1568 1855‬تونس‬ ‫‪287+‬‬

‫‪ 3943 5059‬الجزائر‬ ‫‪1116+‬‬

‫‪ 13.5 14.2‬جيبوتي‬ ‫‪0.7+‬‬

‫‪ 17 207‬السودا‬ ‫‪190+‬‬
‫ن‬
‫‪ 154 1129‬سوريا‬ ‫‪975+‬‬

‫‪ 0.0 51‬الصوما‬ ‫‪0.0‬‬


‫ل‬
‫‪ 466 297‬عمان‬ ‫‪169-‬‬

‫‪ 189.‬لبنان‬
‫‪3‬‬
‫‪484.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪295.2+‬‬

‫‪ 2015 1618‬مصر‬ ‫‪397-‬‬

‫‪ 3425 2196‬المغرب‬
‫‪.4‬‬
‫‪1228.6-‬‬

‫‪ 102 100‬موريتان‬ ‫‪2-‬‬


‫يا‬
‫‪ 90 217.‬اليمن‬‫‪7‬‬
‫‪127.7+‬‬

‫المجمو‬
‫‪ 1248‬ع‬ ‫‪1375‬‬
‫‪1.8 8.8‬‬
‫‪1277+‬‬

‫الكلي‬
‫نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات‬

‫يوضح مؤشر نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات ما‬
‫يستهلكه سداد أقساط وفوائد الدين الخارجي من التدفقات المالية بالعملة الصعبة في‬
‫الدول العربية المقترضة والتي تتحصل عليها من حصيلة ما تصدره من سلع‬
‫وخدمات‪ ،‬وبذلك يمكن أن تقف خدمة الدين عقبة أمام الحفاظ على هذه التدفقات‬
‫‪.‬التي تلجأ إليها الدول ‪-‬مع وسائل أخرى‪ -‬في وقت الزمات‬
‫كما أنها تعمل على تحسين سعر صرف عملتها الوطنية مقابل العملت الجنبية‪،‬‬
‫‪.‬المر الذي يؤدي إلى استقرار اقتصادياتها ويعمل على جلب رؤوس الموال إليها‬
‫وإذا نظرنا إلى هذا المؤشر في الدول العربية المقترضة نلحظ أنه في عام ‪2000‬‬
‫‪%.TOP‬حقق ‪ ،%15.6‬مسجل انخفاضا عن عام ‪ 1995‬بمقدار ‪2.5‬‬
‫‪TOP‬‬

‫نسبة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات‬


‫السلع والخدمات في عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫نسبة خدمة الدين إلى إجمالي‬ ‫مقدار التغير في النسبة‬
‫الدولة‬
‫)‪ (%‬صادرات السلع والخدمات‬ ‫بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬

‫الردن‬ ‫‪14.4‬‬ ‫‪15.0‬‬ ‫‪0.6+‬‬

‫تونس‬ ‫‪19.6‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪2.0+‬‬

‫الجزائر‬ ‫‪32.6‬‬ ‫‪24.7‬‬ ‫‪7.9-‬‬

‫جيبوتي‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪0.1-‬‬

‫السودان‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪8.9+‬‬

‫سوريا‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪16.3‬‬ ‫‪13.8+‬‬

‫الصومال‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪28.7‬‬ ‫‪0.0‬‬

‫عمان‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪4.5-‬‬

‫لبنان‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪7.4+‬‬

‫مصر‬ ‫‪13.7‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪5.1-‬‬

‫المغرب‬ ‫‪30.0‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪6.9-‬‬

‫موريتانيا‬ ‫‪20.0‬‬ ‫‪23.0‬‬ ‫‪3.0+‬‬

‫اليمن‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪2.5+‬‬

‫المجموع الكي‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪15.6‬‬ ‫‪2.5-‬‬

‫‪:‬ووفقا للجدول نلحظ التالي‬


‫ارتفعت هذه النسبة في الردن بمقدار ‪ ،%0.6‬وفي تونس بمقدار ‪ㅌ ،%2.0‬‬

‫وفي السودان بمقدار ‪ ،%8.9‬وفي سوريا بمقدار ‪ ،%13.8‬وفي لبنان‬


‫‪%.‬بمقدار ‪ ،%7.4‬وفي موريتانيا بمقدار ‪ ،%3.0‬وفي اليمن بمقدار ‪2.5‬‬
‫‪.‬انخفضت هذه النسبة في باقي الدول العربية المقترضة ‪ㅍ‬‬

‫‪%.‬وبلغت ذروتها في الجزائر بمقدار ‪ㅎ7.9‬‬

‫الخاتمة‬
‫مما سبق يلحظ أن إجمالي حجم الدين العام الخارجي بالنسبة للدول العربية‬
‫المقترضة ككل انخفض في نهاية عام ‪ 2000‬بنحو ‪ 15.5‬مليار دولر مقارنة بعام‬
‫‪ .1995‬وتزامن هذا النخفاض مع ارتفاع قيمة إجمالي الناتج المحلي وإجمالي‬
‫صادرات السلع والخدمات في الدول العربية ومنها الدول المقترضة‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫‪:‬إلى العوامل التية‬
‫برامج الصلح القتصادي والهيكلي التي اتبعتها هذه الدول وكان لها الثر‪ㄱ‬‬

‫اليجابي في استقرارها القتصادي الذي حفز جانب العرض من السلع‬


‫‪.‬والخدمات وساعد على ارتفاع قيمة الستثمارات الجنبية المباشرة فيها‬
‫‪.‬ارتفاع أسعار النفط العالمية وكميات تصديره من هذه الدول ‪ㄴ‬‬

‫ارتفاع قيمة الدولر الذي تسعر به المبادلت النفطية مقابل العملت الدولية ‪ㄷ‬‬

‫‪.‬الخرى‬
‫أثرت هذه العوامل إيجابيا في مؤشرات قياس عبء المديونية الخرى ‪-‬فيما‪ㄹ‬‬

‫عدا مؤشر خدمة الدين‪ -‬إذ انخفضت نسبة الدين العام الخارجي إلى الناتج‬
‫المحلي الجمالي بنحو ‪ %23.4‬في عام ‪ 2000‬مقارنة بعام ‪ ،1995‬كما‬
‫انخفضت نسبة الدين إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات بمقدار ‪%2.5‬‬
‫‪.‬في عام ‪ 2000‬مقارنة بعام ‪1995‬‬
‫لم يكن هناك اختلف في المنظور الفردي عن المنظور الكلي للدول العربية‪ㅁ‬‬

‫المقترضة‪ ،‬فتأثرت الدول العربية بالعوامل التي سبقت الشارة إليها‪ ،‬فارتفع‬
‫إجمالي الناتج المحلي الجمالي في معظم الدول العربية المقترضة في حين‬
‫‪.‬انخفض في المغرب وموريتانيا‬
‫ارتفعت القيمة الجمالية للصادرات العربية ومنها صادرات الدول المقترضة‪ㅂ‬‬

‫التي يسهم قطاع النفط بنسب مؤثرة في ناتجها المحلي الجمالي‪ ،‬فتوضح‬
‫البيانات أن الصادرات السلعية في الدول العربية المقترضة المصدرة للنفط‬
‫ارتفعت في الجزائر بحوالي ‪ %76‬وفي اليمن بحوالي ‪ %65.2‬وفي سوريا‬
‫بحوالي ‪ %35.2‬وفي مصر بحوالي ‪ ،%34.8‬وبلغت ذروتها في السودان‬
‫بحوالي ‪ %132‬بسبب بدئه في تصدير النفط في عام ‪ 1999‬والذي تزايد‬
‫في عام ‪ ،2000‬فحقق الميزان التجاري للسودان فائضا وصف بأنه الول‬
‫من نوعه منذ أكثر من عقدين‪ ،‬وذلك رغم تراجع الصادرات غير النفطية‬
‫فيه بسبب الحظر الذي كان مفروضا على صادراته من الثروة الحيوانية في‬
‫‪.‬عدد من السواق المجاورة‬
‫اتسم في المقابل أداء الصادرات السلعية في الردن ولبنان بالنمو المحدود‪ㅅ،‬‬

‫كما حدث تراجع في القيمة الجمالية بالدولر لصادرات تونس والمغرب‬


‫رغم أن قيمة هذه الصادرات بالدينار التونسي والدرهم المغربي ارتفعت‬
‫بنسبة ‪ %15‬و ‪ %7‬على التوالي في عام ‪ ،2000‬ويرجع ذلك إلى تأثر‬
‫صادرات البلدين بانخفاض اليورو مقابل الدولر إذ يتجه جزء كبير منها إلى‬
‫أسواق التحاد الوروبي‪ ،‬وبالنسبة لموريتانيا وجيبوتي فقد تواصل فيهما‬
‫‪.‬ارتفاع قيمة الصادرات في عام ‪ 2000‬في ظل جهودهما الصلحية‬
‫انخفض حجم الديون الخارجية في ثماني دول عربية مقترضة بنحو ‪ㅇ22.5‬‬

‫مليار دولر تقريبا‪ ،‬في حين ارتفع حجم هذه الديون في خمس دول عربية‬
‫‪.‬مقترضة بنحو ‪ 6.5‬مليارات دولر تقريبا‬
‫تحسنت مؤشرات قياس عبء المديونية في العدد الكبر من الدول العربية‪ㅈ‬‬

‫فيما عدا مؤشر خدمة الدين العام الذي شهد ارتفاعا في غالبية هذه الدول‪،‬‬
‫فقد استطاعت الردن ومصر والمغرب وموريتانيا فقط خفض خدمة ديونها‬
‫العامة‪ ،‬في حين ارتفعت هذه الخدمة في باقي الدول العربية المقترضة‪،‬‬
‫ويرجع ذلك إلى أن أعباء الديون الخارجية لهذه الدول ارتفعت بنسب تفوق‬
‫‪.‬نسبة الزيادة في القيمة الجمالية لصادراتها‬
‫يمكن القول إن تصنيف الدول العربية المقترضة إلى مجموعات وفقا لمؤشر نسبة‬
‫الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي أظهر التباين بين هذه الدول من‬
‫حيث حجم وطبيعة مشكلة المديونية ومستويات النمو القتصادي بها‪ ،‬لذا فإن‬
‫مشكلة الدين العام الخارجي التي تعاني منها هذه الدول ل تتطلب اتخاذ سياسات‬
‫ذات صبغة واحدة‪ ،‬بل يجب اتخاذ سياسات تتناسب مع طبيعة المشكلة في كل دولة‬
‫‪.TOP‬عربية على حدة‬
‫‪TOP‬‬
‫_______________‬
‫الجزيرة نت‬
‫*‬

‫‪:‬المصادر‬
‫‪.‬التقرير القتصادي العربي الموحد لعام ‪1- 2001‬‬

‫‪.‬البنك الدولي‪ ،‬التمويل العالمي للتنمية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬جدول الدول لعام ‪2- 2001‬‬

‫ما حجم الديون العربية الخارجية؟ وما مقدار أعبائها؟ وماذا تقول هذه الرقام عند‬
‫مقارنتها بالمداخيل العامة للدول العربية؟ هذا المحور محاولة لتلمس الجابة على‬
‫‪.‬هذه السئلة‬
‫الدول العربية المدينة‬
‫ل تشمل الدول العربية المدينة سبع دول منتجة للنفط وهي السعودية والمارات‬
‫والكويت والبحرين وقطر والعراق وليبيا‪ ،‬لن المؤسسات المالية الدولية كصندوق‬
‫النقد الدولي والبنك الدولي ل تعتبرها دول مدينة من منظور الوضع الصافي‬
‫للمديونية إذ إن الصعوبات المالية التي تمر بها هذه الدول مجرد صعوبات مؤقتة‬
‫ترتبط بالتدفقات النقدية أكثر منها صعوبات جذرية في هياكلها القتصادية‪ ،‬كما أن‬
‫هذه الدول تفضل القتراض المحلي نظرا لتوفر السيولة المحلية‪ ،‬ولكونه أقل‬
‫‪.‬حساسية من القتراض الخارجي‬
‫الدين العام الخارجي‬
‫يشمل إجمالي الدين العام الخارجي في ذمة الدول العربية المقترضة الديون‬
‫الطويلة والقصيرة الجل من الجهات الرسمية والخاصة‪ ،‬وتسهيلت صندوق النقد‬
‫‪.‬الدولي‪ ،‬والديون الخاصة غير المضمونة‬
‫بين المصادر الوطنية والدولية‬
‫تم العتماد على التقارير والحصاءات القتصادية التي تصدر عن المؤسسات‬
‫المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسة التمويل العالمي‬
‫للتنمية وصندوق النقد العربي‪ ،‬ولم يتم الستعانة بالمصادر الوطنية إل في مواضع‬
‫قليلة لن هذه المصادر لم تقدم إحصاءات مكتملة وكافية تساعد في استخلص‬
‫‪.‬المؤشرات المتعلقة بديونها الخارجية‬
‫كما تم العتماد على التقارير والحصاءات التي رصدت حجم الديون الخارجية‬
‫لعام ‪ 2000‬إذ لم تصدر حتى الن عن هذه المؤسسات إحصاءات ترصد حجم هذه‬
‫‪.‬الديون لعام ‪2001‬‬
‫دللة فترة الرصد‬
‫رصد المحور مديونيات الدول العربية المقترضة في نهاية عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫بدل من العتماد على رصد المديونيات في عام أو عامين كما جرت عليه العادة‬
‫في التقارير القتصادية‪ ،‬وذلك بقصد الوقوف على الوضع الحقيقي للمديونية‬
‫العربية ويسهم في استخراج مؤشرات دقيقة وليست وقتية لهذه المديونية‪ .‬وسيحاول‬
‫‪:TOP‬التقرير عرض مسألة الديون العربية الخارجية من خلت المحاور التية‬
‫‪TOP‬‬

‫‪-‬‬ ‫الدين العام الخارجي‬


‫إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي ‪-‬‬

‫خدمة الدين العام ‪-‬‬

‫نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات ‪-‬‬
‫الدين العام الخارجي‬

‫بلغ إجمالي الدين العام الخارجي في ذمة الدول العربية المقترضة في نهاية عام‬
‫‪ 2000‬نحو ‪ 144‬مليار دولر تقريبا‪ ،‬وانخفض إجمالي هذا الدين عن حجمه في‬
‫عام ‪ 1995‬بمقدار ‪ 15.5‬مليار دولر تقريبا‪ ،‬أي أن وضع المديونية شهد تحسنا‬
‫نسبيا في عام ‪ 2000‬إذ انخفض حجم الدين الخارجي بنسبة ‪ %9.6‬مقارنة بعام‬
‫‪1995.‬‬
‫الدين العام الخارجي بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الدين العام الخارجي )مليون دولر(‬
‫الدولة‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫‪6299‬‬ ‫‪6753‬‬
‫الردن‬ ‫‪10923‬‬ ‫‪11568‬‬
‫تونس‬ ‫‪32781‬‬ ‫‪25000‬‬
‫الجزائر‬ ‫‪165.3‬‬ ‫‪400‬‬
‫جيبوتي‬
‫السودا‬ ‫‪17603‬‬ ‫‪15938‬‬
‫‪21318‬‬ ‫‪21272‬‬
‫ن‬
‫سوريا‬
‫الصوما‬ ‫‪2678‬‬ ‫‪2555‬‬
‫‪3181.0‬‬ ‫‪3555‬‬
‫ل‬
‫عمان‬ ‫‪1332.4‬‬ ‫‪6870.8‬‬
‫لبنان‬ ‫‪31776‬‬ ‫‪27109‬‬
‫مصر‬ ‫‪22445‬‬ ‫‪16372.1‬‬
‫المغرب‬
‫موريتان‬ ‫‪2320‬‬ ‫‪1500‬‬
‫‪6217‬‬ ‫‪4935.3‬‬
‫اليمن‬
‫يا‬
‫المجمو‬ ‫‪159138.7‬‬ ‫‪143828.3‬‬

‫‪:‬يتضح من الجدول التالي‬


‫أن خمس دول عربية قد سجلت زيادة في إجمالي ديونها الخارجية هي‪0 :‬‬

‫الردن وتونس وجيبوتي وعمان ولبنان‬


‫‪.‬وبلغت هذه الزيادة ‪ 6.5‬مليارات دولر )‪ㄱ (%29.8‬‬

‫كانت أدنى هذه الزيادات في تونس ‪ 645‬مليون دولر )‪ ،(%5.9‬وأعلها ‪ㄴ‬‬

‫‪.‬في لبنان ‪ 5.5‬مليارات دولر )‪(%415‬‬


‫الدول العربية المقترضة‬
‫التي زادت مديونياتها بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الدولة‬ ‫الزيادة )مليون دولر(‬ ‫)‪ (%‬الزيادة‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬

‫الردن‬ ‫‪454.1‬‬ ‫‪7.2‬‬

‫تونس‬ ‫‪645‬‬ ‫‪5.9‬‬

‫جيبوتي‬ ‫‪134.7‬‬ ‫‪50.7‬‬

‫عمان‬ ‫‪374‬‬ ‫‪11.7‬‬

‫لبنان‬ ‫‪5538.4‬‬ ‫‪415‬‬

‫الجمالي‬ ‫‪6565.7‬‬ ‫‪29.8‬‬

‫أما بقية الدول العربية فسجلت انخفاضا في حجم مديونياتها بنحو ‪ 22.4‬مليار‬
‫دولر )‪ (%16.3‬بلغ أعلها في موريتانيا ‪ 820‬مليون دولر )‪ ،(%35.3‬وأدناها‬
‫‪.‬في سوريا ‪ 460‬مليون دولر )‪(%0.2‬‬
‫الدول العربية المقترضة‬
‫التي انخفضت مديونياتها بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الدولة‬ ‫النخفاض )مليون دولر(‬ ‫)‪ (%‬النخفاض‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬

‫الجزائر‬ ‫‪7781‬‬ ‫‪23.7‬‬

‫السودان‬ ‫‪1665‬‬ ‫‪9.4‬‬

‫سوريا‬ ‫‪46‬‬ ‫‪0.2‬‬

‫الصومال‬ ‫‪123‬‬ ‫‪4.5‬‬

‫مصر‬ ‫‪4667‬‬ ‫‪17.2‬‬

‫المغرب‬ ‫‪6072.9‬‬ ‫‪27‬‬

‫موريتانيا‬ ‫‪820‬‬ ‫‪35.3‬‬

‫اليمن‬ ‫‪1281.7‬‬ ‫‪20.6‬‬

‫الجمالي‬ ‫‪22456.6‬‬ ‫‪16.3‬‬

‫إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي‬

‫توضح نسبة إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي عبء‬
‫المديونية الخارجية في الدول العربية المقترضة‪ ،‬وتشير إلى قدرة اقتصادياتها على‬
‫‪.‬تحمل أعباء هذا الدين‪ ،‬ومدى استمراريتها على اللتزام بذلك‬
‫ففي عام ‪ 2000‬بلغت هذه النسبة ‪ %49.9‬في حين كانت ‪ %73.3‬في عام‬
‫‪ ،1995‬وبذلك حققت الدول العربية المقترضة نجاحا في انخفاض نسبة هذا‬
‫‪.‬المؤشر بنحو ‪ %23.4‬عام ‪ 2000‬مقارنة بما كانت عليه عام ‪1995‬‬
‫نسبة إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي‬
‫ما بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫النات‬ ‫الدين‬ ‫نسبة الدين‬ ‫تغير نسبة الدين العام‬
‫ج الدولة‬ ‫العام‬ ‫العام‬ ‫الخارجي إلى الناتج المحلي‬
‫المح‬ ‫الخارج‬ ‫الخارجي إلى‬ ‫الجمالي‬
‫‪ 200 1995‬لي‬
‫‪ 199‬السنومات‬ ‫‪ 2000‬ي‬ ‫الناتج‬
‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪673834 6299 6753‬الر‬ ‫‪93.6‬‬ ‫‪81.1‬‬ ‫‪12.5-‬‬


‫‪ 3 0‬دن‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ 180194 1092 1156‬تون‬ ‫‪60.5‬‬ ‫‪59.5‬‬ ‫‪1.0-‬‬


‫‪ 50 53 3 8‬س‬
‫‪ 412‬الج‬ ‫‪538 3278 2500‬‬
‫‪40 01 1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪79.5‬‬ ‫‪46.5‬‬ ‫‪33.0-‬‬

‫زائ‬
‫ر‬
‫‪ 491549 265. 400 54.1 72.9‬جيب‬ ‫‪18.8+‬‬
‫‪3‬‬
‫وتي‬
‫الس‬
‫‪ 955‬ودا‬ ‫‪128 1760 1593‬‬
‫‪0 36 3‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪184.3‬‬ ‫‪124.2‬‬ ‫‪60.1-‬‬

‫ن‬
‫‪ 166187 2131 2127 128.3 118.7‬سو‬ ‫‪9.6-‬‬
‫ريا‬ ‫‪17 70 8‬‬ ‫‪2‬‬

‫الص‬
‫‪ 121121 2678 2555 2210.7 2109.2‬وما‬ ‫‪101.5-‬‬

‫ل‬
‫‪ 138197 3181 3555 23.0 18.0‬عما‬ ‫‪5.0-‬‬
‫‪ 03 73‬ن‬
‫‪ 111164 1332 6870 12.0 41.7‬لبنا‬ ‫‪29.7+‬‬
‫‪ 22 91 .4 .8‬ن‬
‫‪601958 3177 2710 52.6 27.8‬مص‬ ‫‪24.8-‬‬
‫‪ 59 01 6 9‬ر‬
‫‪ 330329 2244 1637 68.0 49.8‬المغ‬ ‫‪18.2-‬‬
‫رب‬ ‫‪42 04 5 2.1‬‬

‫مو‬
‫‪ 105‬ريتا‬
‫‪9‬‬
‫‪986 2320 1500 219.7‬‬ ‫‪152.1‬‬ ‫‪67.6-‬‬

‫نيا‬
‫‪ 511853 6217 4935 121.6 57.8‬اليم‬ ‫‪63.8-‬‬
‫‪ 1 2‬ن‬ ‫‪.3‬‬

‫الم‬
‫‪ 21 28‬جم‬
‫‪1591 1438‬‬
‫‪ 70‬وع‬ ‫‪83‬‬
‫‪98 57‬‬
‫‪38.7 28.3‬‬
‫‪73.3‬‬ ‫‪49.9‬‬ ‫‪23.4-‬‬

‫الكل‬
‫ي‬
‫‪:‬يلحظ من الجدول التالي‬
‫‪%.‬زيادة المؤشر في جيبوتي بمقدار ‪ %18.8‬ولبنان بمقدار ‪ㄷ29.7‬‬

‫وانخفض في بقية الدول العربية المقترضة ‪ㄹ‬‬


‫‪ㅁ‬‬ ‫‪.‬وبلغ ذروته في موريتانيا )‪(%67.6‬‬
‫وبغرض المقارنة بين أوضاع الدول العربية المقترضة وفقا لمؤشر نسبة الدين‬
‫العام الخارجي القائم إلى الناتج المحلي الجمالي في عامي ‪ 1995‬و ‪ ،2000‬يمكن‬
‫‪:‬تقسيمها إلى ثلث مجموعات هي‬
‫‪:‬المجموعة الولى ‪ㅂ‬‬

‫وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها معتدل نسبيا حيث تقل نسبة‬
‫‪%‬الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي فيها عن ‪50‬‬
‫‪:‬المجموعة الثانية ‪ㅅ‬‬

‫وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها مرتفعا حيث تتراوح النسبة‬
‫‪%.‬الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي فيها ما بين ‪ 50‬و ‪100‬‬
‫‪:‬المجموعة الثالثة ‪ㅇ‬‬

‫وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها عاليا نسبيا حيث تزيد فيها نسبة‬
‫‪%.TOP‬الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي عن ‪100‬‬
‫‪TOP‬‬

‫الدين العام الخارجي للدول العربية في عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬


‫المجموعة‬ ‫الدين‬ ‫نسبة الدين الخارجي‬ ‫خدمة الدين‬ ‫نسبة خدمة الدين العام‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫الخارجي‬
‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1995‬المحلي‬
‫إلى الناتج‬ ‫‪2000‬‬ ‫العام‬
‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪ 1995‬السلع‬
‫إلى صادرات‬ ‫‪2000‬‬

‫المجمو‬
‫عة‬
‫‪:‬الولى‬
‫عمان‪1.‬‬

‫مصر‪2.‬‬ ‫‪91515‬‬ ‫‪78907‬‬ ‫‪57.4‬‬ ‫‪36.1‬‬ ‫‪10038‬‬ ‫‪9655‬‬ ‫‪21.7‬‬ ‫‪15.5‬‬

‫لبنان‪3.‬‬
‫‪4.‬‬

‫الجزائر‬
‫‪5.‬‬

‫المغرب‬
‫المجمو‬ ‫‪23704‬‬ ‫‪23656‬‬ ‫‪77.0‬‬ ‫‪64.2‬‬ ‫‪2171‬‬ ‫‪2617‬‬ ‫‪14.6‬‬ ‫‪15.5‬‬

‫عة‬
‫‪:‬الثانية‬
‫تونس‪1.‬‬
‫‪2.‬‬
‫جيبوتي‬
‫اليمن‪3.‬‬

‫الردن‪4.‬‬

‫المجمو‬
‫عة‬
‫‪:‬الثالثة‬
‫سوريا‪1.‬‬
‫‪2.‬‬

‫السودان‬ ‫‪41241‬‬ ‫‪38710‬‬ ‫‪151.5‬‬ ‫‪118.8‬‬ ‫‪273‬‬ ‫‪1436‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪15.6‬‬


‫‪3.‬‬

‫الصوما‬
‫ل‬
‫‪4.‬‬

‫موريتاني‬
‫ا‬
‫‪ 159139 143828 73.3‬المجمو‬ ‫‪49.9‬‬ ‫‪12482 13759‬‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪15.6‬‬
‫ع الكلي‬
‫يتضح أن أداء هذه المجموعات الثلث يشهد تحسنا في بعض مؤشرات عبء‬
‫المديونية فيها‪ ،‬كما يلحظ وجود تباين في بعض هذه المؤشرات في عامي ‪1995‬‬
‫‪:‬و ‪ ،2000‬وهنا أهم هذه الملحظات‬
‫فبالنسبة لحجم الديون الخارجية يلحظ أنه شهد انخفاضا متفاوتا في ‪ㅈ‬‬

‫المجموعات الثلث بنحو ‪ 12.608‬مليار دولر و ‪ 48‬مليونا و ‪2.531‬‬


‫‪.‬مليار دولر على التوالي‬
‫وسجلت نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي انخفاضا في ‪ㅊ‬‬

‫المجموعات الثلث بمقدار ‪ %21.3‬و ‪ %12.8‬و ‪ %32.7‬على التوالي‪،‬‬


‫كما انخفضت خدمة الدين في المجموعة الولى بنحو ‪ 383‬مليون دولر‪،‬‬
‫وزادت في المجموعتين الثانية والثالثة بنحو ‪ 446‬مليون دولر و ‪1.163‬‬
‫‪.‬مليار دولر على التوالي‬
‫وسجلت نسبة خدمة الدين العام الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع ‪ㅋ‬‬

‫والخدمات في المجموعة الولى انخفاضا بمقدار ‪ ،%6.2‬وارتفعت هذه‬


‫النسبة في المجموعتين الثانية والثالثة بمقدار ‪ %0.9‬و ‪ %11.9‬على‬
‫‪.TOP‬التوالي‬
‫‪TOP‬‬
‫خدمة الدين العام‬

‫سجلت خدمة الدين العام ‪-‬بما تشمله من سداد أقساط الديون الخارجية والفوائد التي‬
‫تترتب عليها‪ -‬في الدول العربية المقترضة عام ‪ 2000‬نحو ‪ 13.7‬مليار دولر‬
‫محققا ارتفاعا مقارنة بعام ‪ 1995‬بمقدار ‪ 1.2‬مليار دولر وبنسبة ‪ .%10.2‬ففي‬
‫الردن على سبيل المثال انخفضت خدمة الدين بمقدار ‪ 169‬مليون دولر‪ ،‬وفي‬
‫مصر بمقدار ‪ 397‬مليون دولر‪ ،‬وفي المغرب بمقدار ‪ 1.228‬مليار دولر‪،‬‬
‫وموريتانيا بمقدار مليوني دولر‪ ،‬في حين زادت هذه الخدمة في بقية الدول‬
‫‪.‬العربية المقترضة وبلغت ذروتها في سوريا بمقدار ‪ 975‬مليون دولر‬
‫خدمة الدين العام الخارجي ما بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الدولة‬ ‫إجمالي‬ ‫مقدار التغير في إجمالي خدمة الدين )مليون دولر(‬
‫‪ 2000‬خدمة‬
‫‪ 1995‬الفتةر الزمنية‬

‫‪ 499 530‬الردن‬ ‫‪31+‬‬

‫‪ 1568 1855‬تونس‬ ‫‪287+‬‬

‫‪ 3943 5059‬الجزائر‬ ‫‪1116+‬‬

‫‪ 13.5 14.2‬جيبوتي‬ ‫‪0.7+‬‬

‫‪ 17 207‬السودا‬ ‫‪190+‬‬
‫ن‬
‫‪ 154 1129‬سوريا‬ ‫‪975+‬‬

‫‪ 0.0 51‬الصوما‬ ‫‪0.0‬‬


‫ل‬
‫‪ 466 297‬عمان‬ ‫‪169-‬‬

‫‪ 189.‬لبنان‬
‫‪3‬‬
‫‪484.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪295.2+‬‬

‫‪ 2015 1618‬مصر‬ ‫‪397-‬‬

‫‪ 3425 2196‬المغرب‬
‫‪.4‬‬
‫‪1228.6-‬‬

‫‪ 102 100‬موريتان‬ ‫‪2-‬‬


‫يا‬
‫‪ 90 217.‬اليمن‬‫‪7‬‬
‫‪127.7+‬‬

‫المجمو‬
‫‪ 1248‬ع‬ ‫‪1375‬‬
‫‪1.8 8.8‬‬
‫‪1277+‬‬

‫الكلي‬
‫نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات‬
‫يوضح مؤشر نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات ما‬
‫يستهلكه سداد أقساط وفوائد الدين الخارجي من التدفقات المالية بالعملة الصعبة في‬
‫الدول العربية المقترضة والتي تتحصل عليها من حصيلة ما تصدره من سلع‬
‫وخدمات‪ ،‬وبذلك يمكن أن تقف خدمة الدين عقبة أمام الحفاظ على هذه التدفقات‬
‫‪.‬التي تلجأ إليها الدول ‪-‬مع وسائل أخرى‪ -‬في وقت الزمات‬
‫كما أنها تعمل على تحسين سعر صرف عملتها الوطنية مقابل العملت الجنبية‪،‬‬
‫‪.‬المر الذي يؤدي إلى استقرار اقتصادياتها ويعمل على جلب رؤوس الموال إليها‬
‫وإذا نظرنا إلى هذا المؤشر في الدول العربية المقترضة نلحظ أنه في عام ‪2000‬‬
‫‪%.TOP‬حقق ‪ ،%15.6‬مسجل انخفاضا عن عام ‪ 1995‬بمقدار ‪2.5‬‬
‫‪TOP‬‬

‫نسبة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات‬


‫السلع والخدمات في عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫نسبة خدمة الدين إلى إجمالي‬ ‫مقدار التغير في النسبة‬
‫الدولة‬
‫)‪ (%‬صادرات السلع والخدمات‬ ‫بين عامي ‪ 1995‬و ‪2000‬‬
‫الفتةر الزمنية‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬

‫الردن‬ ‫‪14.4‬‬ ‫‪15.0‬‬ ‫‪0.6+‬‬

‫تونس‬ ‫‪19.6‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪2.0+‬‬

‫الجزائر‬ ‫‪32.6‬‬ ‫‪24.7‬‬ ‫‪7.9-‬‬

‫جيبوتي‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪0.1-‬‬

‫السودان‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪8.9+‬‬

‫سوريا‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪16.3‬‬ ‫‪13.8+‬‬

‫الصومال‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪28.7‬‬ ‫‪0.0‬‬

‫عمان‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪4.5-‬‬

‫لبنان‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪7.4+‬‬

‫مصر‬ ‫‪13.7‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪5.1-‬‬

‫المغرب‬ ‫‪30.0‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪6.9-‬‬

‫موريتانيا‬ ‫‪20.0‬‬ ‫‪23.0‬‬ ‫‪3.0+‬‬

‫اليمن‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪2.5+‬‬

‫المجموع الكي‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪15.6‬‬ ‫‪2.5-‬‬


‫‪:‬ووفقا للجدول نلحظ التالي‬
‫ارتفعت هذه النسبة في الردن بمقدار ‪ ،%0.6‬وفي تونس بمقدار ‪ㅌ ،%2.0‬‬

‫وفي السودان بمقدار ‪ ،%8.9‬وفي سوريا بمقدار ‪ ،%13.8‬وفي لبنان‬


‫‪%.‬بمقدار ‪ ،%7.4‬وفي موريتانيا بمقدار ‪ ،%3.0‬وفي اليمن بمقدار ‪2.5‬‬
‫‪.‬انخفضت هذه النسبة في باقي الدول العربية المقترضة ‪ㅍ‬‬

‫‪%.‬وبلغت ذروتها في الجزائر بمقدار ‪ㅎ7.9‬‬

‫الخاتمة‬
‫مما سبق يلحظ أن إجمالي حجم الدين العام الخارجي بالنسبة للدول العربية‬
‫المقترضة ككل انخفض في نهاية عام ‪ 2000‬بنحو ‪ 15.5‬مليار دولر مقارنة بعام‬
‫‪ .1995‬وتزامن هذا النخفاض مع ارتفاع قيمة إجمالي الناتج المحلي وإجمالي‬
‫صادرات السلع والخدمات في الدول العربية ومنها الدول المقترضة‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫‪:‬إلى العوامل التية‬
‫برامج الصلح القتصادي والهيكلي التي اتبعتها هذه الدول وكان لها الثر‪ㄱ‬‬

‫اليجابي في استقرارها القتصادي الذي حفز جانب العرض من السلع‬


‫‪.‬والخدمات وساعد على ارتفاع قيمة الستثمارات الجنبية المباشرة فيها‬
‫‪.‬ارتفاع أسعار النفط العالمية وكميات تصديره من هذه الدول ‪ㄴ‬‬

‫ارتفاع قيمة الدولر الذي تسعر به المبادلت النفطية مقابل العملت الدولية ‪ㄷ‬‬

‫‪.‬الخرى‬
‫أثرت هذه العوامل إيجابيا في مؤشرات قياس عبء المديونية الخرى ‪-‬فيما‪ㄹ‬‬

‫عدا مؤشر خدمة الدين‪ -‬إذ انخفضت نسبة الدين العام الخارجي إلى الناتج‬
‫المحلي الجمالي بنحو ‪ %23.4‬في عام ‪ 2000‬مقارنة بعام ‪ ،1995‬كما‬
‫انخفضت نسبة الدين إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات بمقدار ‪%2.5‬‬
‫‪.‬في عام ‪ 2000‬مقارنة بعام ‪1995‬‬
‫لم يكن هناك اختلف في المنظور الفردي عن المنظور الكلي للدول العربية‪ㅁ‬‬

‫المقترضة‪ ،‬فتأثرت الدول العربية بالعوامل التي سبقت الشارة إليها‪ ،‬فارتفع‬
‫إجمالي الناتج المحلي الجمالي في معظم الدول العربية المقترضة في حين‬
‫‪.‬انخفض في المغرب وموريتانيا‬
‫ارتفعت القيمة الجمالية للصادرات العربية ومنها صادرات الدول المقترضة‪ㅂ‬‬

‫التي يسهم قطاع النفط بنسب مؤثرة في ناتجها المحلي الجمالي‪ ،‬فتوضح‬
‫البيانات أن الصادرات السلعية في الدول العربية المقترضة المصدرة للنفط‬
‫ارتفعت في الجزائر بحوالي ‪ %76‬وفي اليمن بحوالي ‪ %65.2‬وفي سوريا‬
‫بحوالي ‪ %35.2‬وفي مصر بحوالي ‪ ،%34.8‬وبلغت ذروتها في السودان‬
‫بحوالي ‪ %132‬بسبب بدئه في تصدير النفط في عام ‪ 1999‬والذي تزايد‬
‫في عام ‪ ،2000‬فحقق الميزان التجاري للسودان فائضا وصف بأنه الول‬
‫من نوعه منذ أكثر من عقدين‪ ،‬وذلك رغم تراجع الصادرات غير النفطية‬
‫فيه بسبب الحظر الذي كان مفروضا على صادراته من الثروة الحيوانية في‬
‫‪.‬عدد من السواق المجاورة‬
‫اتسم في المقابل أداء الصادرات السلعية في الردن ولبنان بالنمو المحدود‪ㅅ،‬‬

‫كما حدث تراجع في القيمة الجمالية بالدولر لصادرات تونس والمغرب‬


‫رغم أن قيمة هذه الصادرات بالدينار التونسي والدرهم المغربي ارتفعت‬
‫بنسبة ‪ %15‬و ‪ %7‬على التوالي في عام ‪ ،2000‬ويرجع ذلك إلى تأثر‬
‫صادرات البلدين بانخفاض اليورو مقابل الدولر إذ يتجه جزء كبير منها إلى‬
‫أسواق التحاد الوروبي‪ ،‬وبالنسبة لموريتانيا وجيبوتي فقد تواصل فيهما‬
‫‪.‬ارتفاع قيمة الصادرات في عام ‪ 2000‬في ظل جهودهما الصلحية‬
‫انخفض حجم الديون الخارجية في ثماني دول عربية مقترضة بنحو ‪ㅇ22.5‬‬

‫مليار دولر تقريبا‪ ،‬في حين ارتفع حجم هذه الديون في خمس دول عربية‬
‫‪.‬مقترضة بنحو ‪ 6.5‬مليارات دولر تقريبا‬
‫تحسنت مؤشرات قياس عبء المديونية في العدد الكبر من الدول العربية‪ㅈ‬‬

‫فيما عدا مؤشر خدمة الدين العام الذي شهد ارتفاعا في غالبية هذه الدول‪،‬‬
‫فقد استطاعت الردن ومصر والمغرب وموريتانيا فقط خفض خدمة ديونها‬
‫العامة‪ ،‬في حين ارتفعت هذه الخدمة في باقي الدول العربية المقترضة‪،‬‬
‫ويرجع ذلك إلى أن أعباء الديون الخارجية لهذه الدول ارتفعت بنسب تفوق‬
‫‪.‬نسبة الزيادة في القيمة الجمالية لصادراتها‬
‫يمكن القول إن تصنيف الدول العربية المقترضة إلى مجموعات وفقا لمؤشر نسبة‬
‫الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي أظهر التباين بين هذه الدول من‬
‫حيث حجم وطبيعة مشكلة المديونية ومستويات النمو القتصادي بها‪ ،‬لذا فإن‬
‫مشكلة الدين العام الخارجي التي تعاني منها هذه الدول ل تتطلب اتخاذ سياسات‬
‫ذات صبغة واحدة‪ ،‬بل يجب اتخاذ سياسات تتناسب مع طبيعة المشكلة في كل دولة‬
‫‪.TOP‬عربية على حدة‬
‫‪TOP‬‬
‫_______________‬
‫الجزيرة نت‬
‫*‬

‫‪:‬المصادر‬
‫‪.‬التقرير القتصادي العربي الموحد لعام ‪1- 2001‬‬

‫‪.‬البنك الدولي‪ ،‬التمويل العالمي للتنمية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬جدول الدول لعام ‪2- 2001‬‬
‫الثلثااء ‪17/2/1423‬هـ الومافق ‪30/4/2002‬م‪) ،‬تومقيت النشر( الساعة‪)12:39 :‬مكة الكرمة(‪،‬‬
‫‪)09:39‬غرينيتش(‬
‫الديومن العربية الداخلية‬

‫ا‬ ‫لدين العام الداخلي هو إجمالي الديون القائمة في‬


‫ذ‬ ‫مة الحكومة والهيئات والمؤسسات العامة تجاه‬
‫ا‬ ‫لقتصاد الوطني‪ ،‬ويشمل هذا الجمالي ديون ‪16‬‬
‫د‬ ‫ولة عربية باستثناء العراق والسودان والصومال‬
‫و‬ ‫موريتانيا‪ ،‬وذلك لعدم توافر بيانات عن الديون‬
‫ا‬ ‫‪.‬لداخلية لهذه الدول‬
‫و‬ ‫قد بلغت المديونية العامة الداخلية القائمة في ذمة‬
‫الدول العربية في نهاية عام ‪ 2000‬حوالي ‪ 304‬مليارات دولر‪ ،‬وارتفع هذا الدين‬
‫عن حجمه في عام ‪ 1999‬بمقدار ‪ 28.1‬مليار دولر‪ ،‬أي أن وضع المديونية‬
‫الداخلية للدول العربية شهد ارتفاعا نسبيا في عام ‪ ،2000‬فقد زاد حجم الدين‬
‫‪.‬الداخلي بنسبة ‪ %10.1‬مقارنة بعام ‪1999‬‬
‫المديونية العامة الداخلية للدول العربية‬
‫في عامي ‪2000 - 1999‬‬
‫الدين العام الداخلي‬ ‫النسبة إلى الناتج‬
‫السنة‬
‫)مليون دولر(‬ ‫)‪ (%‬المحلي الجمالي‬
‫‪1999‬‬ ‫‪275.9‬‬ ‫‪56.1‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪304.0‬‬ ‫‪55.7‬‬

‫نسبة الدين العام الداخلي إلى الناتج المحلي الجمالي‬


‫شهدت نسبة الدين العام الداخلي إلى الناتج المحلي الجمالي انخفاضا في عام‬
‫‪ 2000‬بمقدار ‪ %0.4‬مقارنة بعام ‪ ،1999‬ففي عام ‪ 2000‬بلغت هذه النسبة‬
‫‪ %55.7‬في حين كانت ‪ %56.1‬في عام ‪ ،1999‬ويرجع ذلك إلى أن نسبة نمو‬
‫‪.‬الدين العام الداخلي كانت أقل من نسبة نمو الناتج المحلي الجمالي في عام ‪2000‬‬
‫وإذا انتقلنا إلى المنظور الفردي للدول العربية نلحظ أن هذه النسبة شهدت‬
‫انخفاضا في عام ‪- 2000‬كما هو الحال في المنظور الكلي للدول العربية‪ -‬مقارنة‬
‫بعام ‪ 1995‬في معظم الدول العربية التي سجلت فوائض في موازناتها العامة‬
‫وارتفاعا في معدل نمو الناتج المحلي الجمالي‪ ،‬وبلغ هذا النخفاض أعله في‬
‫الكويت بنسبة ‪ %12.8‬واليمن بنسبة ‪ %11.0‬وقطر بنسبة ‪ ،%9.2‬كما انخفضت‬
‫في الدول التي شهدت تراجعا في عجز موازناتها العامة كالبحرين والجزائر‬
‫‪.‬وجيبوتي وعمان‬
‫وسجلت هذه النسبة تزايدا في الردن وتونس وسوريا والمغرب وبلغت ذروتها في‬
‫لبنان بحوالي ‪ %7.2‬مقارنة بعام ‪ 1999‬لتبلغ هذه النسبة حوالي ‪ %109.3‬في‬
‫‪.‬عام ‪ 2000‬مع ثبات الناتج المحلي الجمالي‬
‫الهيكل العام للدين الداخلي‬
‫اتسم هيكل الدين العام الداخلي للدول العربية في عام ‪ 2000‬بالتجاه نحو زيادة‬
‫حصة أدوات الدين العام القابلة للتداول )كأذونات وسندات الخزينة والسندات‬
‫الحكومية الخرى( على حساب التسهيلت المصرفية والدوات الخرى‪ ،‬فزادت‬
‫حصة أدوات الدين العام القابلة للتداول بمقدار ‪ %0.9‬في عام ‪ 2000‬مقارنة بعام‬
‫‪ ،1999‬في حين انخفضت حصة التسهيلت المصرفية بمقدار ‪ %0.9‬في عام‬
‫‪ 2000.‬مقارنة بعام ‪1999‬‬
‫الهيكل العام للمديونية الداخلية‬
‫)‪ (%‬للدول العربية حسب الدوات‬
‫السنة‬ ‫أذونات وسندات متنوعة‬ ‫تسهيلت مصرفية‬
‫‪1999‬‬ ‫‪43.3‬‬ ‫‪56.7‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪44.2‬‬ ‫‪55.8‬‬

‫ويظهر هذا التوجه بوضوح في الردن والسعودية ولبنان والمغرب واليمن‪ ،‬في‬
‫‪.‬حين تراجع في عمان وقطر ومصر‪ ،‬وظل المر ثابتا في باقي الدول العربية‬
‫حصة القطاعات غير المصرفية‬
‫كما سجل هذا الهيكل ارتفاعا في حصة القطاعات غير المصرفية من أدوات الدين‬
‫العام القابلة للتداول‪ ،‬فزادت هذه الحصة في اليمن بنحو ‪ %13.3‬وفي الكويت‬
‫‪%. TOP‬بنحو ‪ %6.7‬وفي الردن بنحو ‪5.5‬‬
‫‪TOP‬‬

‫التطورات القاتصادية العربية وتأثيرها في حجم الدين‬


‫تمكنت الدول العربية التي حققت فائضا في موازناتها العامة في عام ‪ 2000‬وهي‬
‫السعودية وقطر والكويت وليبيا وموريتانيا واليمن من الستفادة من هذه الفوائض‬
‫‪.‬لتخفيف المديونيات‬
‫أما الدول التي حققت عجزا في موازناتها العامة فقد عملت على تمويل هذا العجز‬
‫عن طريق إصدار أدوات الدين العام القابلة للتداول في السواق المحلية كما هو‬
‫الحال في الردن والبحرين وتونس والجزائر وعمان ولبنان‪ ،‬أو القتراض من‬
‫المصارف الوطنية مثل مصر‪ ،‬أو العتماد على عوائد الستثمار الحكومية‬
‫والسحب من الحتياطات العامة كالمارات‪ ،‬أو على مصادر التمويل المحلي‬
‫التقليدية كسوريا وجيبوتي‪ ،‬كما لجأت لبنان وتونس إلى إصدار السندات الدولية‬
‫‪-‬بالضافة إلى إصدار أدوات الدين القابلة للتداول‪ -‬فطرحت الولى ستة‬
‫إصدارات بقيمة ‪ 1825‬مليون دولر‪ ،‬وطرحت الثانية إصدارا واحدا بقيمة ‪460‬‬
‫‪.‬مليون دولر‬
‫إدارة الدين العام الداخلي‬
‫يحسب لمعظم الدول العربية اتخاذ عدد من الجراءات لتحسين كفاءة إدارة الدين‬
‫‪.‬العام الداخلي بهدف تخفيف أعبائه‬
‫فلبنان مثل لجأت إلى زيادة حصة الديون بالعملت الجنبية القل فائدة ‪-‬السندات‬
‫الدولية‪ -‬والميل نحو القروض ذات الشروط الميسرة‪ ،‬والسعي إلى تحسين هيكل‬
‫آجال الدين الداخلي للستفادة من الهامش القائم بين أسعار الفائدة على فترات‬
‫الستحقاق المختلفة‪ ،‬والعمل على استحداث إدارة نشطة للدين العام وتفعيل السوق‬
‫الثانوية لدواته‪ ،‬وتفعيل سوق اتفاقيات إعادة الشراء‪ ،‬وتطوير آليات الحفظ‬
‫‪.‬والتسوية لدوات الدين العام‬
‫أما المغرب فقد عملت على تطوير أسواق أدوات الدين العام وتبني إجراءات‬
‫لتطوير إدارة هذا الدين كتحسين آليات وضوابط عمليات الصدار‪ ،‬وتجميع‬
‫الصدارات لتوسيع السوق‪ ،‬ووضع قواعد تنظم عمليات التداول في السوق الثانوية‬
‫‪.‬لهذه الدوات‪ ،‬وتحسين كفاءة عمليات التسوية والحفظ المركزي لها‬
‫وسارعت الردن وتونس ومصر واليمن لتخاذ إجراءات لتنشيط السوق الثانوية‬
‫لدوات الدين العام كإدخال وتطوير نظام القيود الدفترية والحفظ المركزي لعمليات‬
‫‪.‬تداول السندات الحكومية وتطوير سوق اتفاقيات إعادة الشراء‬
‫الخاتمة‬
‫من خلل استعراضنا لموقف المديونية الداخلية في الدول العربية في عام ‪2000‬‬
‫‪:‬يمكننا استخلص التي‬
‫مالت الدول العربية في عام ‪ 2000‬إلى زيادة القتراض الداخلي وتقليل ‪0‬‬

‫القتراض الخارجي‪ ،‬ويؤيد ذلك زيادة حجم الدين العام الداخلي للدول‬
‫العربية بنسبة ‪ %10.1‬مقارنة بعام ‪ ،1999‬في حين انخفض حجم الدين‬
‫العام الخارجي للدول العربية المقترضة بنسبة ‪ %4.9‬في عام ‪2000‬‬
‫‪.‬مقارنة بعام ‪1999‬‬
‫هناك علقة عكسية بين وضع التطورات القتصادية للدول العربية وموقف‪ㄱ‬‬

‫مديونياتها الداخلية‪ ،‬فظهر في عام ‪ 2000‬أن الدول التي حققت فائضا في‬
‫موازناتها العامة استطاعت أن تخفف من عبء مديونياتها الداخلية عبر‬
‫الستفادة من هذه الفوائض‪ ،‬أما الدول التي حققت عجزا في موازناتها العامة‬
‫‪.‬فقد عملت على تمويل هذه العجوزات عبر القتراض الداخلي‬
‫‪ㄴ‬‬ ‫اتسم هيكل الدين العام الداخلي للدول العربية في عام ‪ 2000‬بالتجاه نحو‬
‫زيادة حصة القطاعات والتسهيلت غير المصرفية من إجمالي دينها العام‬
‫‪.‬الداخلي‬
‫الجراءات التي اتخذتها الدول العربية لتحسين كفاءة إدارة دينها العام‪ㄷ‬‬

‫الداخلي كانت ضرورية‪ ،‬ولكنها ليست كافية لتخفيف عبء هذه الديون طالما‬
‫بقيت العلقة عكسية بين التطورات القتصادية للدول العربية وموقف‬
‫مديونياتها الداخلية‪ ،‬فالعمل يجب أن يكون على محور إحداث نمو اقتصادي‬
‫بمعدلت مرتفعة بما يسمح بسداد أعباء الديون الداخلية ويقلل من القتراض‬
‫الداخلي‪ ،‬كما يجب تصحيح العلقة العكسية بين التطورات القتصادية‬
‫وموقف المديونية الداخلية عبر العمل على زيادة الصادرات غير النفطية‬
‫بنسب كبيرة في إجمالي صادرات الدول العربية حتى تحرير اقتصاديات هذه‬
‫‪. TOP‬الدول من تقلبات أسعار النفط والطلب العالمي عليه‬
‫‪TOP‬‬

‫الديون على المستوى العالمي في الخمسينيات‪ ،‬واتضحت معالمها بشكل بارز في‬
‫عقد التسعينيات عندما تفاقم حجم القروض نظرا لسوء توظيفها‪ ،‬لتنفجر عام‬
‫‪ 1982‬حينما توقفت المكسيك وتشيلي والرجنتين عن دفع أعباء ديونها الخارجية‪،‬‬
‫ثم تبع ذلك عمليات إعسار مالي لعدد كبير من البلد النامية‪ ،‬وشكل إعلن هذه‬
‫‪.‬الدول وقف دفع أعباء ديونها مؤشرا لنهيار نظام الئتمان الدولي‬
‫وفي الدول العربية بلغ حجم الديون الخارجية حوالي ‪ 144‬مليار دولر عام‬
‫‪ 2000.‬وفقا للتقرير القتصادي العربي الموحد‬
‫ويقدم المقال إجابة على مجموعة من التساؤلت الضرورية مثل ما أسباب هذه‬
‫الديون؟ هل هي أسباب هيكلية أم أنها أسباب ظرفية ل تعدو أن تكون اختللت‬
‫‪:‬مالية؟ وذلك من خلل المحاور التالية‬
‫أزمة الديون كجزء من أزمة هيكلية متعددة البعاد ‪-‬‬
‫الستدانة‪ ..‬السباب الخاصة ‪-‬‬
‫أزمة الديون كجزء من أزمة هيكلية متعددة البعاد‬

‫تعيش البلدان العربية أزمة اقتصادية خانقة منذ عقود عديدة‪ ،‬وهي أزمة بنيوية في‬
‫طبيعتها‪ ،‬فل هي أزمة ظرفية عابرة‪ ،‬ول هي أزمة قطاعية أو دورية‪ ،‬بل أزمة‬
‫هيكلية متعددة البعاد ازدادت تشابكا وتعقيدا منذ السبعينيات مع بروز العديد من‬
‫الزمات مثل أزمة النظام النقدي وأزمة المديونية وأزمة الطاقة وأزمة الغذاء‬
‫وأزمة البطالة‪ ..‬هذه الزمة الهيكلية طال أمدها حتى أصبح الخروج منها أصعب‬
‫‪.‬بكثير من ذي قبل‬
‫”و‬
‫زيادة السكان ل تكون عقبة في طريق التنمية إل عندما تكون حوافز الفراد‬
‫ت‬
‫ونوعية مهاراتهم ل تتفاعل على النحو الذي يزيد حجم النتاج‬
‫”ن‬
‫ع‬
‫كس هذه الزمة بصفة خاصة في عجز الموازنات العامة وميل إلى التضخم مع‬
‫الركود وأزمة مديونية خانقة‪ .‬ويعتقد العديد من المسؤولين والمهتمين بالوضاع‬
‫القتصادية الدولية أن الزمة ل تكمن في نمو السكان إذ إن زيادة السكان ما هي‬
‫‪.‬إل زيادة بطيئة‪ ،‬لكن الخلل يكمن في بطء الزيادة في حجم النتاج وتدنيه‬
‫فكل مولود يعتبر وحدة استهلكية لكنه في الوقت نفسه وحدة إنتاجية ومن‬
‫المفروض أن هذا الفرد له دخل يخصص جزءا منه للستهلك وجزءا للدخار‬
‫وجزءا للستثمار‪ .‬فزيادة السكان ل تكون عقبة في طريق التنمية إل عندما تكون‬
‫حوافز الفراد ونوعية مهاراتهم ل تتفاعل على النحو الذي يزيد الزيادة الكافية في‬
‫‪.‬حجم النتاج وهذا جوهر الزمة القتصادية‬
‫ول سبيل إلى فهم الزمة الممتدة منذ السبعينيات إل بإمعان النظر في أبعادها‬
‫القتصادية والجتماعية والسياسية‪ ,‬فالسمات البارزة للزمة والتي تشكل قاسما‬
‫مشتركا بين القطار العربية يمكن حصرها حسب المفكر القتصادي المتميز محمد‬
‫‪:TOP‬النوري في الظواهر التالية‬
‫‪TOP‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪:‬أزمة نمو‬


‫برزت هذه الزمة في وسط السبعينيات في بعض القطار العربية وبداية‬
‫الثمانينيات في أقطار أخرى‪ ،‬وتمثلت في تباطؤ معدلت نمو الناتج المحلي‬
‫الجمالي وهبوطها إلى مستويات دنيا وصلت دون الصفر في بعض الحيان‪ .‬وقد‬
‫أنتج هذا الوضع هبوطا في النتاج ولسيما في النتاج الزراعي الذي تحكمه عادة‬
‫في هذه المنطقة العوامل الطبيعية أكثر من العوامل البشرية‪ ،‬إذ زادت الفجوة‬
‫الغذائية )‪ 19‬مليار دولر( نتيجة تخلف هياكل الملكية الزراعية وأساليب‬
‫الستغلل الزراعي من جهة‪ ،‬وسيطرة الدول الكبرى على التجارة الدولية للغذاء‬
‫من جهة أخرى‪ .‬وبرزت الزمة الغذائية معززة أزمة النمو العام لتكريس التخلف‬
‫‪.‬والتبعية في هذه البلدان‬
‫‪2-‬‬ ‫‪:‬تدهور مستوى الدخل الحقيقي للفرد‬
‫تميل مستويات المعيشة في البلدان العربية نحو الهبوط بين الغالبية العظمى‬
‫لسكانها‪ ،‬وتتضح هذه الحقيقة ليس فقط بين الدول الفقيرة )دول العجز كما‬
‫يسمونها( مقارنة ببعضها بعضا‪ ،‬وإنما أيضا بين الفقراء والغنياء داخل القطر‬
‫الواحد‪ .‬ويعتمد القتصاديون معيارا متوسط الدخل الحقيقي للفرد كمقياس لدرجة‬
‫التخلف القتصادي في بلد ما‪ ،‬فإذا كان هذا المعيار في انخفاض فإن ذلك تعبير‬
‫عن تدهور مستوى المعيشة للفراد كما وكيفا ويترجم ذلك في صورة دخل حقيقي‬
‫منخفض )قياسا بالمؤشر العام للسعار( وسكن غير ملئم وصحة متدهورة وتعليم‬
‫متواضع ومعدلت وفيات أطفال مرتفعة ومتوسط عمر قصير وبصفة عامة‬
‫‪.‬إحساس مختلط من عدم الرتياح واليأس معا‬
‫وحتى ل تكون الصورة قاتمة تماما فإن متوسط دخل الفرد الحقيقي في أغلب‬
‫البلدان العربية لم يشهد النمو المطلوب قياسا بالتطور المستمر للسعار وتكاليف‬
‫المعيشة من جهة وتدهور القوة الشرائية نتيجة التخفيض المتواصل في قيمة‬
‫العملت المحلية‪ .‬وإن كان المر متباينا بعض الشيء من قطر لخر‪ ,‬فإن التجاه‬
‫العام هو تدني مستوى دخول الفراد باستثناء الدول النفطية‪ ,‬الشيء الذي يعكس‬
‫مستويات معيشة منخفضة‪ ،‬إذ أصبح دخل الفرد ل يكفي لمواجهة الحتياجات‬
‫الساسية للغالبية العظمى من السكان )الغذاء‪ ،‬السكن‪ ،‬الصحة‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫‪.‬المواصلت‪ ،‬الخدمات الساسية‪(..‬‬
‫‪:‬أزمة تضخم ‪3-‬‬

‫اصطحبت أزمة النمو في السنوات الخيرة بتسارع معدلت التضخم واتجاه‬


‫السعار الرتفاعي التصاعدي مع ركود النتاج والتجارة وانتشار البطالة‪ .‬وليس‬
‫بخفي ما للتضخم من آثار وخيمة على الصعيدين القتصادي والجتماعي‪ ,‬فهو‬
‫يؤثر سلبا في ميزان المدفوعات لنه يضعف من الموقف التنافسي لصادرات‬
‫الدول في السوق العالمية‪ ,‬إذ يؤدي التضخم إلى ارتفاعات شديدة في أسعار‬
‫واردات هذه الدول في الوقت الذي تتدهور فيه حصيلة صادراتها من المواد‬
‫الولية‪ .‬وفي الوقت نفسه يدفع إلى مزيد من الستيراد حينما تصبح أسعار السلع‬
‫المستوردة التي لها مثيل محلي منخفضة عن السعار المحلية وبالتالي يحدث‬
‫الختلل في التجارة الخارجية بانخفاض الصادرات وتزايد الواردات من جراء‬
‫‪.‬التضخم ويتفاقم عندئذ عجز الميزان التجاري‬
‫بالضافة إلى ذلك فإن التضخم يؤدي إلى تدهور سعر الصرف للعملة المحلية‬
‫ويشجع على هروب الموال المحلية إلى الخارج ويضع العراقيل أمام قدوم‬
‫الستثمارات الجنبية الخاصة‪ ,‬ونتيجة لذلك تتسع الفجوة المالية الدولية فتضطر‬
‫‪.‬هذه الدول للستدانة الخارجية‬
‫كما أن للتضخم آثارا اجتماعية ل تقل خطورة عن آثاره القتصادية‪ ،‬وهو العدو‬
‫الول للعدالة الجتماعية بما يسببه من تدهور للمقدرة الشرائية للفراد نتيجة‬
‫اشتعال السعار وهبوط قيمة العملة المحلية‪ .‬ولعل من أفدح آثار التضخم‬
‫‪.‬الجتماعية ما يلحقه بالفئات المتوسطة الدخول عن طريق ابتلعه مدخراتها‬
‫إن انتشار ظاهرة التضخم في بلداننا وتحولها من خلل طارئ في بعض الظروف‬
‫إلى معضلة مزمنة تنخر جسم القتصاد يشير إلى أن التضخم أصبح سياسة‬
‫مقصودة ومنصوحا بها من خبراء المؤسسات المالية الدولية باعتبارها إحدى آليات‬
‫هيكلة القتصاد لصالح المجموعات الحتكارية دون اعتبار تكلفتها الجتماعية‬
‫‪.‬وتناسيها لضروريات العيش لشرائح هامة من المجتمع‬
‫‪:‬أزمة بطالة ‪4-‬‬

‫سجلت السنوات الخيرة ارتفاعا لمعدلت البطالة بلغ ما بين ‪ 15‬و ‪ %20‬في‬
‫أغلب البلدان العربية ‪-‬خصوصا غير النفطية‪ -‬نتيجة تدهور الوضاع القتصادية‬
‫‪.‬وانسداد الفاق وبروز ظاهرة الهجرة المضادة‬
‫والملحظ في هذا الصدد شيوع ما يسمى بالبطالة الهيكلية وهي ذلك الشكل من‬
‫البطالة الذي يظهر في عدم التناسب )أو الخلل( بين الوفرة المتزايدة لليد العاملة‬
‫مقابل ندرة العوامل القتصادية النتاجية الخرى مثل الموارد الطبيعة ورأس المال‬
‫‪.‬والتنظيم‬
‫‪:‬أزمة عجز في ميزان المدفوعات ‪5-‬‬

‫هذه معضلة أخرى من المعضلت الهيكلية التي تعاني منها القتصاديات العربية‬
‫والتي لم تستطع الختيارات القتصادية مواجهتها‪ .‬إننا في حقيقة المر إزاء حلقة‬
‫دائرية خبيثة‪ ،‬فأزمة النمو تنتج حالة من الركود مصحوبة بموجة تضخمية حادة‪,‬‬
‫ينعكس التضخم بدوره في تردي شروط التبادل التجاري مع الخارج وهذا يزيد‬
‫عجز ميزان المدفوعات ويدفع إلى مزيد من الستدانة الخارجية ويزيد التضخم‬
‫‪.TOP‬الذي يؤدي إلى الركود ومن ثم إلى هبوط معدلت النمو وهكذا‬
‫‪TOP‬‬

‫إن استمرار عجز موازين المدفوعات إنما يعبر عن الخلل الهيكلي الكامن في‬
‫اقتصاديات تلك البلدان التي تعتمد على تصدير المواد الولية أساسا واستيراد‬
‫‪.‬المواد الستهلكية الساسية والسلع واللت الرأسمالية الوسيطة للنتاج‬
‫هذا الخلل ل بد أن يؤدي إلى تراكم التدهور لشروط التبادل التجاري مع الخارج‬
‫نتيجة ميل أسعار المواد الولية للنخفاض والرتفاع المستمر في أسعار الواردات‬
‫‪.‬الستهلكية والصناعية‬
‫وهذا هو جوهر قضية التنمية المطروحة على البلدان المتخلفة بإلحاح بصورة‬
‫عامة‪ .‬لقد وقعت أغلبيتها الساحقة في فخ التنمية ذات التوجه نحو الخارج‪ ،‬بمعنى‬
‫تحويل هياكل النتاج المحلي نحو التصدير وتوجيهها كليا لحتياجات السواق‬
‫الخارجية بهدف الحصول على مزيد من العملت الجنبية لتحسين ميزان‬
‫المدفوعات‪ .‬ولكن نظرا لتخلف البنية القتصادية والجتماعية بتلك الدول وقلة‬
‫الموارد التقليدية لتمويل النفاق العام لجأت هذه البلدان إلى السراع بالتنمية‬
‫‪.‬وتغطية عجز ميزان المدفوعات عن طريق التمويل الخارجي‬
‫”‬
‫بينما لم يتجاوز معدل نمو النتاج الزراعي السنوي في القاطار العربية ‪%2.5‬‬
‫في العقدين الماضيين‪ ,‬كان معدل نمو الطلب على المنتجات الزراعية نحو ‪%6‬‬
‫سنويا في المتوسط مما أدى إلى فجوة غذائية خانقة‬
‫”‬
‫‪6-‬‬ ‫‪:‬أزمة غذائية‬
‫نتيجة لتخلف قطاعات النتاج من جانب‪ ,‬والنمو المتسارع في استهلك الغذاء من‬
‫جانب آخر‪ ,‬شهدت اقتصاديات الدول العربية أزمة هائلة في المجال الغذائي تمثلت‬
‫في تفاقم العجز الغذائي وحصول فجوة غذائية حادة وانتشار ظاهرة الجوع وسوء‬
‫‪.‬التغذية في البعض من هذه القطار‬
‫والمقصود بالفجوة الغذائية الفرق بين الحاصل من إنتاج المواد الغذائية والطلب‬
‫عليها من أجل الستهلك‪ ،‬وهو تعبير عن عدم قدرة البلد أو البلدان على تأمين‬
‫المواد الغذائية اللزمة لتغذية السكان بشكل يلبي الحتياجات الضرورية والساسية‬
‫‪.‬لنمو السكان وبقائهم في صحة جيدة‬
‫ونظرا لخطورة الزمة لم تعد مشكلة العجز الغذائي مجرد مشكلة اقتصادية‬
‫زراعية بل تعدت ذلك لتصبح قضية سياسية إستراتيجية ترتبط بالمن الوطني‬
‫والقليمي‪ .‬وأصبح الغذاء سلحا إستراتيجيا في يد الدول المنتجة والمصدرة‬
‫‪.‬للحبوب تضغط به على الدول المستوردة لتحقيق أهداف سياسية‬
‫ول شك في أن هذه المساعدات الغذائية تجعل الدول التي تحصل عليها في تبعية‬
‫غذائية من شأنها أن تربطها بسياسة الدول المحتكرة للغذاء وتمنعها من ممارستها‬
‫‪.‬حقها في الختيار‬
‫وقد تفاقمت نسبة الفجوة الغذائية وانخفضت نسبة الكتفاء الذاتي في معظم الدول‬
‫العربية في السنوات الخيرة ولم تستطع خطط التنمية الزراعية في العقود الماضية‬
‫تحقيق تقدم يذكر في النتاج الزراعي في أغلب الدول العربية يمككن من تقليص‬
‫العجز الغذائي والقضاء نسبيا على الفجوة الغذائية كما فعلت بعض البلدان النامية‬
‫‪.‬الخرى )الهند مثل(‬
‫وقد أدى هذا الظرف إلى ازدياد العتماد على استيراد المواد الغذائية من المصادر‬
‫الجنبية بنسب متصاعدة‪ ،‬فبينما لم يتجاوز معدل نمو النتاج الزراعي السنوي في‬
‫القطار العربية مثل ‪ %2.5‬في العقدين الماضيين‪ ,‬كان معدل نمو الطلب على‬
‫المنتجات الزراعية نحو ‪ %6‬سنويا في المتوسط‪ ،‬وقد أدى هذا التفاوت بين معدلي‬
‫‪.‬نمو النتاج والطلب إلى فجوة غذائية خانقة‬
‫‪:‬أزمة مديونية ‪7-‬‬

‫لقد ترتب على الختلل المزمن في موازين المدفوعات للدول العربية تراكم‬
‫المديونية الخارجية وتفاقم أعبائها بشكل يثير النتباه ويدعو للفزع‪ ،‬فقد بلغ حجم‬
‫الدين القائم في ذمة الدول العربية المقترضة حوالي ‪ 156‬مليار دولر عام ‪2000‬‬
‫‪).‬التقرير القتصادي العربي الموحد‪ ,‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪(2001‬‬
‫وأدى انفجار أزمة الديون على صعيد دولي إلى تفاقم حدة هذه المديونية في بداية‬
‫الثمانينيات‪ ,‬ووجد صندوق النقد الدولي مبررا أساسيا للتدخل بشراسة في الشؤون‬
‫الداخلية للعديد من البلدان المدينة ذات الوضاع الحرجة‪ ,‬ومن بينها بعض الدول‬
‫العربية‪ .‬فاستجابت تلك الدول الواحدة تلو الخرى لنصائح صندوق النقد الدولي‬
‫‪.TOP‬وتوجيهاته وسعت لتطبيق سياساته بكل إخلص وأمانة‬
‫‪TOP‬‬

‫الستدانة‪ ..‬السباب الخاصة‬

‫ل‬‫”‬

‫أزمة الديومنية للدول العربية هي أزمة بنيومية خطيةر وعميقة نابعة من عدم ملءمة السياسات القتصادية م‬
‫التبعة ف الوماقع القتصادي العرب مع خصومصيات هذه الدولا‬
‫”ذ‬
‫ا الستدانة حسب الفكر القتصادي؟ تعتبر الكتب القتصادية المقررة في المناهج‬
‫التربوية أن الفراد أو العائلت والمنشآت وكذلك الدول )الحكومات( تستدين‬
‫للسباب نفسها‪ ،‬فعندما ل تكفي الموارد المالية المتاحة لتلبية الغايات وعندما تكون‬
‫تكلفة الدين أقل من الربح المتوقع أو الذي يجنى منه‪ ,‬تنشأ المديونية‪ .‬غير أننا‬
‫نعتبر أن هذا التبسيط مخل‪ ،‬ونعتبر كذلك أن مفهوم التكلفة والربح يختلف بالنسبة‬
‫للعناصر الثلثة السابق ذكرها‪ .‬وإذا ما حاولنا التركيز على أسباب استدانة الدول‬
‫وخصوصا القتراض من الخارج فيمكن القول إن الدول تستدين من أجل تمويل‬
‫العجز في ميزان مدفوعاتها‪ ،‬هذا بصفة عامة‪ .‬أما بالنسبة للدول العربية فإن هناك‬
‫عوامل عديدة تضافرت منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي لتأزيم وضع‬
‫الديون وتفاقمها وانفجارها في السنوات الخيرة في معظم الدول ذات الوضاع‬
‫‪:‬الحرجة أصل‪ .‬ومن أهم تلك السباب‬
‫أولل‪ :‬السباب الداخلية‬
‫الميل إلى الستثمار من أجل التنمية ‪1-‬‬

‫ويتطلب كثافة رأس مالية وتكنولوجيا متقدمة وهو ما تفتقر إليه تلك الدول‪ ,‬مما‬
‫اضطرها إلى القتراض الخارجي لشراء اللت والمعدات والتعاقد مع الخبراء‬
‫‪.‬الجانب وشراء براءات الختراع وحقوق الصنع‬
‫سوء توظيف القروض ‪2-‬‬

‫لقد كانت المبالغة الملحوظة في اللجوء إلى القتراض الخارجي هي سمة‬


‫السبعينيات وذلك على أمل السداد من مشروعات طموحة تم القتراض من أجلها‪,‬‬
‫لكن سوء التخطيط وتغير السياسات القتصادية وتخبطها من فلسفة اشتراكية إلى‬
‫ليبرالية ومن ليبرالية إلى اشتراكية أدى إلى فشل الكثير من المشروعات‪ .‬وقد‬
‫اقترنت عملية القتراض في العديد من الحيان بزيادة كبيرة في الستهلك الترفي‬
‫وفساد الحكومات التي تقترض كثيرا للرفع من مستوى معيشة شعوبها بشكل‬
‫‪.‬مصطنع كرشوة لشراء ولء الشعب وسكوته‬
‫فإذا ما قمنا بمقارنة بين توظيف الموال الجنبية في الدول الرأسمالية وبين‬
‫توظيفها في الدول العربية سنلحظ أن الولى ركزت على استيراد المواد الخام‬
‫الولية ذات السعار المنخفضة اللزمة للتنمية الصناعية وأخذت بتصدير السلع‬
‫ذات السعار المرتفعة‪ ,‬لتنتقل في مرحلة لحقة إلى تصدير رأس المال الجنبي‬
‫إلى الدول النامية‪ ،‬فقد أدركت أن الدول النامية تعتبر أرضية خصبة لستثماراتها‪.‬‬
‫أما الدول العربية فقد ركزت على استيراد السلع الستهلكية والرأسمالية ذات‬
‫السعار المرتفعة وأخذت بتصدير الكثير من مواردها الطبيعية على شكل مواد‬
‫خام وبأسعار زهيدة‪ .‬هذا التخصص في إنتاج المواد الولية أدى إلى تعريضها إلى‬
‫آثار الزمات القتصادية التي تعرضت لها أسواق هذه المواد والتناقضات التي‬
‫‪.‬شهدتها النظمة القتصادية‬
‫تهريب رؤوس الموال إلى الخارج ‪3-‬‬

‫في الوقت الذي كانت فيه سياسة القراض على قدم وساق لسد الفجوة التمويلية‬
‫للمشروعات التنموية‪ ,‬كان الفساد الداري والمالي والسياسي يعم أجهزة الدولة‬
‫ومؤسساتها في معظم الدول العربية‪ .‬وقد نجم عن هذا الفساد نهب جانب كبير من‬
‫القروض الخارجية وتهريبها إلى الخارج وتم إيداعها في البنوك الجنبية لحساب‬
‫أصحاب النفوذ والسلطة ورجال العمال القريبين منهم‪ ,‬وأدت هذه الظاهرة إلى‬
‫‪.‬تراكم الديون وفشل التنمية‬
‫‪4-‬‬ ‫الهتمام بالصناعة على حساب الزراعة‬
‫أدى هذا التوجه إلى تزايد الحاجة إلى الواردات الغذائية وإهمال الزراعة كدعامة‬
‫هامة لقتصاديات تلك الدول‪ ,‬والهتمام بالصناعة التي تتطلب بطبيعتها كثافة‬
‫رأسمالية تفوق طاقات أغلب الدول العربية –غير النفطية خاصة‪ -‬مما أدى للجوء‬
‫‪.‬إلى القتراض الخارجي لتمويل هذه الصناعات‬
‫العجز المتزايد في ميزان المدفوعات ‪5-‬‬

‫أدى العجز المستمر لموازين المدفوعات في معظم القطار العربية الناجم عن‬
‫تزايد الواردات السلعية على حساب الصادرات إلى اختلل تجاري واضح تسبب‬
‫‪.TOP‬باللجوء إلى القتراض الخارجي وتفاقم المديونية‬
‫‪TOP‬‬

‫ثانيا‪ :‬السباب الخارجية‬


‫ارتفاع أسعار الفائدة ‪1-‬‬

‫كان للرتفاع الشديد الذي طرأ على أسعار الفائدة في أسواق المال الدولية دورا‬
‫حاسما في استفحال أزمة المديونية‪ ,‬إذ تجاوزت في العديد من البلدان الفوائد الزائدة‬
‫المدفوعة قيمة التمويل الضافي الصافي وتكبدت البلدان المدينة مبالغ متزايدة عبر‬
‫السنين وأصبح بند خدمة الدين يمثل نصيبا هاما من صافي الديون ويستحوذ على‬
‫‪.‬مبالغ كبيرة من النقد الجنبي‬
‫انخفاض السعار العالمية للمواد الخام ‪2-‬‬

‫أدى انخفاض أسعار المواد الولية المصدرة إلى السواق العالمية )كالبترول‬
‫والمواد الخام الخرى( إلى تدهور شروط التبادل التجارية للبلدان المصدرة لهذه‬
‫المواد‪ ،‬مما أدى إلى تفاقم عجز ميزان المدفوعات الذي يزيد من الميل إلى‬
‫‪.‬الستدانة الخارجية‬
‫‪3-‬‬‫آثار الركود التضخمي السائد في معظم الدول الرأسمالية‬
‫نظرا لندماج معظم الدول النامية ‪-‬ومنها الدول العربية‪ -‬في النظام القتصادي‬
‫العالمي وتبعيتها له تجاريا وغذائيا ونقديا وتكنولوجيا فضل عن التبعية العسكرية‬
‫والسياسية‪ ,‬فإن ما يحدث في هذا النظام من تقلبات وأزمات يؤثر تلقائيا في‬
‫‪.‬الوضاع القتصادية لهذه البلدان‬
‫ومنذ بداية الثمانينيات أفرزت السياسات النكماشية التي طبقتها معظم الدول‬
‫الرأسمالية الصناعية حالة من الركود القتصادي مصحوبة بالتضخم أصبحت‬
‫تعرف بالتضخم الركودي الذي أثر كثيرا في الوضاع المالية وانخفض حجم‬
‫العملت الجنبية فيها‪ ,‬في الوقت الذي تزايدت فيه مدفوعات خدمة الدين وتفاقمت‬
‫صعوبات القتراض الخارجي وخاصة بعد انفجار أزمة الديون الخارجية عام‬
‫‪1982.‬‬
‫خلصة‬
‫نخلص مما سبق إلى أن أزمة المديونية للدول العربية هي أزمة بنيوية خطيرة‬
‫وعميقة نابعة من عدم ملءمة السياسات القتصادية المتبعة في الواقع القتصادي‬
‫العربي مع خصوصيات هذه الدول‪ .‬وهي حقيقة أكدتها التقارير القتصادية الدولية‬
‫‪.‬والدراسات القطرية الخاصة بتحليل أوضاع هذه الدول‬
‫فالتوجهات القتصادية لي أمة من المم يجب أن تكون نابعة من التوجهات‬
‫الكبرى لمنهجها الحضاري وأن تستمد منهجها القتصادي من خصوصيات الواقع‬
‫‪.‬القتصادي والجتماعي الذي يخصها‬
‫إضافة إلى هذا السبب المركزي تضافرت عوامل داخلية وأخرى خارجية عملت‬
‫على تفاقم الزمة‪ ،‬فعلى المستوى الداخلي أدى سوء توظيف الموال المقترضة‬
‫وتهريبها والهتمام بالصناعة على حساب الزراعة إضافة إلى العجز المستمر في‬
‫‪.‬ميزان المدفوعات إلى تفاقم الزمة‬
‫أما على المستوى الخارجي فتتمثل أهم أسباب المديونية في ارتفاع سعر الفائدة في‬
‫السواق المالية الدولية وانخفاض أسعار المواد الولية التي تعتبر أهم صادرات‬
‫‪.‬الدول النامية عموما ‪-‬ومنها الدول العربية‪ -‬إضافة إلى التضخم الركودي‬
‫غير أنه يجب أن نشير إلى أن أزمة الديون الخارجية يجب أل نحصرها ونفسرها‬
‫بأنها مجرد مشكلة سيولة دولية‪ ,‬فهي ذات علقة وثيقة بصميم الهيكل القتصادي‬
‫‪.‬والجتماعي السائد في تلك البلدان‬
‫فهل تستغل هذه الموال المقترضة في تمويل الستهلك التجاري أم الستثمار؟‬
‫وما معايير الستفادة من القروض الخارجية؟ وهل يمكن أن تسهم في تحقيق‬
‫التمويل الذاتي في المستقبل؟‬
‫وفي الخير إذا ظلت الدول العربية تقترض لشراء السلع الستهلكية الضرورية‬
‫والنفاق على شراء السلحة التي يبدو أنها في الزمات والتحديات الكبرى ل تفتك‬
‫بالعدو ول تشكل حتى رادعا له ‪-‬وما الحداث الخيرة في فلسطين عنا ببعيد‪ -‬فإن‬
‫‪. TOP‬الدول العربية ستظل في حاجة إلى الستدانة الخارجية‬
‫‪TOP‬‬

‫________________‬
‫*‬ ‫باحث اقتصادي‬
‫‪:‬المصادر‬
‫محمد النوري‪" ،‬الزمة القتصادية والحل السلمي"‪ ،‬النسان‪ ,‬مجلة فكرية ‪1-‬‬

‫‪.‬تحليلية‪ ,‬العدد السابع‪ ,‬السنة الثانية‪ ,‬باريس ‪1992‬‬


‫محمد مرحوم حسني‪" ،‬ترشيد الفهم العربي لنقل التكنولوجيا"‪ ،‬المستقبل العربي‪2- ,‬‬

‫‪ ,74.‬أبريل ‪1985‬‬
‫رمزي زكي‪" ،‬الموقف الراهن للجدوى من ظاهرة التضخم الركودي ومدى ‪3-‬‬

‫‪.‬ملءمته لتفسير الضغوط التضخمية"‪ ،‬مناقشات وبحوث‪ ,‬الكويت‪ ,‬ط ‪1986 ,1‬‬
‫‪.‬التقرير القتصادي العربي الموحد‪ ,‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪4- 2001‬‬
‫‪5- Berthélemy J.C et Vourc’h A. « Allégement de la dette et la‬‬
‫‪Croissance » OCDE, 1994.‬‬
‫‪6- Dembinsk P.H « l’Endettement international » PUF.1989.‬‬
‫‪7- Duprat M. H. « la Dette latino-américaine : Quelle politique pour Quelle crise ? » Masson 1991.‬‬
‫‪8- OCDE « Financement et dette extérieure des pays en voie de‬‬

‫السبت ‪21/2/1423‬هـ الومافق ‪4/5/2002‬م‪) ،‬تومقيت النشر(‬


‫‪Développement » Etude 1991, Paris.‬‬

‫الساعة‪)12:50 :‬مكة الكرمة(‪)09:50،‬غرينيتش(‬


‫مصطلحات ومفاهيم‬
‫فهم المصطلحات والمفاهيم المتداولة في علم القتصاد مسألة ضروية ليس‬
‫للمتخصص فقط ولكن للمثقف العادي أيضا وذلك لللمام بما يدور في هذا المجال‬
‫‪.‬الحيوي‪ ،‬وهذا هو ما يهدف إليه المحور التالي‬
‫المصلح‬ ‫معناه‬

‫سداد الحكومة لدين اقترضته‬


‫استهلكا‬ ‫بتخصيص مبلغ من ميزانيتها كل عام‬
‫الدين‬
‫وتجميعه بإيداعه في بنك بفائدة معينة‬
‫‪.‬وتسديده مرة واحدة أو على دفعات‬
‫دولة دائنة‬
‫هي الدولة التي يحقق ميزان‬
‫‪.‬مدفوعاتها فائضا‬
‫ميزان‬
‫هو جدولة أي تبويب للمبادلت الدائنة‬
‫الدفومعات‬
‫والمبادلت المدينة بين دولة معينة‬
‫والدول الخرى والمؤسسات الدولية‪،‬‬
‫وذلك عن مدة سنة‪ .‬ويمكن تركيب‬
‫هذا الميزان بين الدولة والدول‬
‫الخرى مجتمعة أو بين الدولة وكل‬
‫دولة على حدة أو بين الدولة‬
‫ومجموعة معينة من الدول مثل دول‬
‫السترليني أو دول الدولر الميركي‬
‫‪.‬وهكذا‬
‫مبلغ من الال يكومن شخص ما أو هيئة ما‬
‫مدينة به لشخص آخر أو هيئة أخرى‪ .‬ويكن‬
‫دين‬ ‫أن ينشأ الدين عندما تنح البنومكا ائتمانا‪ ،‬أو‬
‫عندما تصل هيئة ما على رأس الال عن طريق‬
‫‪.‬إصدار السندات‬
‫عملية إدارةر الدين العام‪ ،‬وهي تتكومن من‬
‫العداد لدفع الفومائد الستحقة والعداد‬
‫لستهلكا السندات الت يل مومعد‬
‫إدارةر الدين‬ ‫استهلكاها‪ .‬وتتاج هذه العمليات إل وجومد‬
‫العام‬
‫إدارةر خاصة با ف الدول الت يلعب فيها الدين‬
‫العام دورا هاما ف الشؤون الالية الاصة‬
‫بالكوممة بعد أن ارتفعت قيمة هذا الدين كاثيا‬
‫‪.‬بسبب الروب العالية الت اشتكات فيها‬
‫هي الدولة الت يكومن ميزان مدفومعاتا مدينا‪،‬‬
‫دولة مدينة‬ ‫أي أن ممومع مقبومضاتا يقل عن ممومع‬
‫‪.‬مدفومعاتا‬
‫هي الدولة الت يكومن ميزان مدفومعاتا مدينا‪،‬‬
‫دولة نامية‬ ‫أي أن ممومع مقبومضاتا يقل عن ممومع‬
‫‪.‬مدفومعاتا‬
‫التجارةر الدولية‬
‫تبادل السلع والخدمات بين دولة‬
‫وأخرى‪ ،‬ويقوم هذا التبادل بسبب‬
‫اختلف تكاليف النتاج بين الدول‬
‫وبسبب إمكانية زيادة الرفاهية في كل‬
‫دولة بتنويع السلع والخدمات المتاحة‬
‫‪.‬للستهلك فيها‬
‫الجزء من الدين العام )قروض‬
‫الدولة( الذي يتمثل في قروض‬
‫قصيرة الجل مثل أذونات الخزانة‪.‬‬
‫وتعتبر هذه الذونات جزءا هاما من‬
‫الصول السائلة لسوق النقد‪ ،‬وحيث‬
‫دين قصي‬ ‫أن هذه الذونات أصبحت تكون في‬
‫الجل‬
‫بعض الدول جزءا كبيرا من الدين‬
‫العام‪ ،‬لذلك أصبح لها أثر هام على‬
‫العرض الكلي للنقود في هذه الدول‬
‫باعتبارها أصول سائلة إلى درجة‬
‫كبيرة حيث أن مدتها تصل في الحد‬
‫‪.‬القصى إلى ‪ 91‬يوما‬
‫اقتراض شخص أو شركة أو حكومة‬
‫أو أي مؤسسة أخرى لمبلغ من‬
‫النقود‪ .‬والقروض تكون مضمونة أو‬
‫قرض‬ ‫غير مضمونة‪ ،‬وقد تكون بفوائد أو‬
‫بدون فوائد‪ ،‬وقد تكون قصيرة الجل‬
‫أو طويلة الجل‪ ،‬وقد تكون قابلة‬
‫‪.‬للسترداد أو غير قابلة للسترداد‬
‫الدين العام‬
‫الموال التي تقترضها الحكومة من‬
‫الفراد والمؤسسات لمواجهة أحوال‬
‫طارئة ولتحقيق أهداف مختلفة وذلك‬
‫عندما ل تكفي اليرادات العامة‬
‫لتغطية النفقات العامة التي تتطلبها‬
‫هذه الحوال الطارئة‪ ،‬مثل الحرب‬
‫وحالة التضخم الشديد‪ ،‬ولتمويل‬
‫مشروعات التنمية ولمواجهة النفقات‬
‫الجارية العادية حتى يتم تحصيل‬
‫الضرائب حيث أن مواعيد التحصيل‬
‫قد ل تتوافق تماما مع مواعيد النفقات‬
‫الجارية‪ .‬ويمكن أن يكون الدين العام‬
‫في شكل سندات غير قابلة للتداول أو‬
‫أذونات خزانة لمدة ثلثة أشهر تقريبا‬
‫‪.‬أو سندات قابلة للتداول‬
‫هو النفاق على الصول الرأسمالية‬
‫خلل فترة زمنية معينة‪ .‬وهو بذلك‬
‫يعتبر الزيادة الصافية في رأس المال‬
‫الحقيقي للمجتمع‪ .‬والستثمار إما أن‬
‫يكون فرديا أو استثمار شركات وإما‬
‫أن يكون استثمارا حكوميا‪ ،‬تموله‬
‫الحكومة من فائض الميزانية أو‬
‫بالقتراض بإصدار سندات في داخل‬
‫الدولة أو في السوق المالية الدولية أو‬
‫الستثمار‬
‫من الهيئات والحكومات الجنبية أو‬
‫من المنظمات الدولية )البنك الدولي‬
‫مثل( ويكون الستثمار الحكومي‬
‫بتكوين رأسمال حقيقي جديد‪ ،‬مثل‬
‫إنشاء الطرق والكباري‬
‫والمستشفيات‪ ..‬إلخ‪ .‬وقد يكون‬
‫الستثمار داخليا‪ ،‬عند تكوين رأسمال‬
‫حقيقي جديد في داخل الدولة‪،‬‬
‫أواستثمار أجنبي وذلك عندما توجه‬
‫مدخرات الدولة إلى تكوين رأسمال‬
‫‪.‬حقيقي جديد في دولة أجنبية‬
‫امتلك إحدى المؤسسات أو أحد‬
‫الفراد في دولة ما لصول مؤسسات‬
‫تعمل في دولة أخرى‪ .‬ويتضمن هذا‬
‫الستثمار نوعين هما‪ -1 :‬الستثمار استثمار أجنب‬

‫‪.‬المباشر‬
‫الستثمار بامتلك السهم والسندات ‪2-‬‬

‫‪.‬فقط‬
‫الستثمار‬
‫يقوم على أساس إنشاء فروع لشركات‬
‫أجنبية في الدولة التي تكون في حاجة‬
‫إلى رؤوس الموال بحيث تقوم هذه‬
‫الفروع بإنتاج سلع كانت تستورد‬
‫قبل‪ ،‬وهو إجراء قد يخفف الضغط‬
‫على ميزان مدفوعات الدولة التي‬
‫الباشر‬
‫يهاجر إليها رأس المال‪ .‬لكن التوسع‬
‫في العتماد على هذه الهجرة لرؤوس‬
‫الموال الجنبية يؤدي في النهاية إلى‬
‫أن يصبح اقتصاد الدولة تابعا لهذه‬
‫الموال التي تعمل وفقا لصالحها‬
‫الخاص دون أن تأخذ في اعتبارها‬
‫‪.‬مصلحة الدول التي تهاجر إليها‬
‫اللتزامات التي تترتب على قيام‬
‫المؤسسات بأعمالها مهما كان الشكل‬
‫القانوني لهذه المؤسسات فردية أو‬
‫تضامنا أو توصية أو مساهمة‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وتتكون الخصوم من القروض‬
‫المصرفية‪ ،‬وحقوق السحب على‬
‫خصومم‬
‫المكشوف التي تمنحها البنوك‬
‫للمؤسسة‪ ،‬والقروض القصيرة الجل‬
‫التي تتمثل في السلع والخدمات التي‬
‫قدمت لها )أي الخصوم الجارية(‬
‫ورأسمالها المقترض ورأس المال‬
‫المساهم به‪ ،‬أي الذي طرح للكتتاب‬
‫في سوق الوراق المالية‪،‬‬
‫‪.‬والحتياطيات المختلفة‬
‫سيوملة‬
‫درجة سهولة تحويل أصل ما إلى‬
‫نقود‪ .‬وتتوقف سيولة الصول‬
‫المختلفة على طبيعة السوق التي‬
‫يجري التعامل فيها في هذه الصول‪.‬‬
‫وعندما تكون أسواق الوراق المالية‬
‫منظمة تنظيما عاليا تكون سيولة‬
‫السهم مرتفعة حيث يمكن تحويلها‬
‫إلى نقود في فترة قصيرة ببيعها في‬
‫هذه السوق‪ .‬ويستخدم اصطلح‬
‫السيولة كذلك بالنسبة للمؤسسات‬
‫والشخاص‪ ،‬حيث تكون سيولة‬
‫مؤسسة ما مرتفعة إذا كانت نسبة‬
‫كبيرة من أصولها في شكل نقود أو‬
‫أصول قابلة للتحويل إلى نقود‬
‫بسهولة‪ .‬ودرجة سيولة المؤسسة بهذا‬
‫المعنى تبين قدرتها على مواجهة‬
‫نفقاتها بسرعة وبذلك يطمئن الدائنون‬
‫‪.‬وتتجنب الشركة الفلس‬
‫تقدير لليرادات والمصروفات لمدة‬
‫مستقبلية‪ ،‬وذلك بخلف الحساب الذي‬
‫يسجل المبادلت المالية التي تمت‬
‫الومازنة العامة‬
‫فعل‪ .‬وتعتبر الموازنات أداة هامة في‬
‫تخطيط وتوجيه الشؤون المالية للدولة‬
‫أو المؤسسات‪ .‬وأهميتها تنشأ عن أن‬
‫اليرادات والمصروفات ل تتفقان من‬
‫‪.‬الوجهة الزمنية‬
‫سند‬
‫أوراق مالية ذات فائدة محددة‬
‫تصدرها الحكومة المركزية أو‬
‫الحكومات المحلية وهي في الغالب‬
‫أوراق مالية طويلة الجل‪ ،‬بمعنى أنها‬
‫لن تسدد قيمتها إل بعد أجل طويل‪،‬‬
‫ويمكن أن تكون غير قابلة للسداد‬
‫حيث يكتفي أصحابها بالفوائد الثابتة‬
‫التي يحصلون عليها من امتلكها‪.‬‬
‫ويمكن سداد قيمة هذه السندات كل‬
‫عام ودفع قيمتها لصحابها‪ ،‬أو‬
‫بتخصيص مبلغ معين من الموازنة‬
‫كل عام وتجميعه بإيداعه في بنك‬
‫بفائدة معينة حتى تتمكن الحكومة بعد‬
‫مدة معينة من سداد الدين كله مرة‬
‫‪.‬واحدة‬
‫زيادة الخصوم عن الصول‪ ،‬أو زيادة‬
‫عجز‬
‫النفقات عن اليرادات بالنسبة‬
‫للموازنة العامة‪ ،‬أو عجز ميزان‬
‫‪.‬المدفوعات‬
‫ذلك الجزء من رأس مال الشركة‬
‫الذي يتمثل في السندات والذي ل بد‬
‫أن تدفع عنه فائدته سواء حققت‬
‫رأس الال‬
‫القتض‬
‫أرباحا أم لم تحقق‪ ،‬وهو يختلف عن‬
‫رأس المال في شكل أسهم الذي ل‬
‫توزع عليه أرباح ما لم تحقق الشركة‬
‫‪.‬أرباحا‬
‫هو دين على كيانات خاصة وعامة‬
‫مقيمة في بلد ما لغير المقيمين‪ .‬وهذا‬
‫النوع من الدين له تأثير مباشر على‬
‫دين خارجي‬
‫ميزان مدفوعات البلد المدين‪ .‬ولكن‬
‫لمقاصد عملية‪ ،‬يصنف الدين‬
‫الخارجي أحيانا حسب عملة الدين‬
‫وبدون استخدام معيار القامة )للتشابه‬
‫‪.‬بينه وبين دين العملة الجنبية(‬
‫الدين الخارجي قد يكون مملوكا‬
‫للقطاع العام أو القطاع الخاص‪ .‬فهو‬
‫في الحالة الولى )دين عام( أما في‬
‫الدين العام‬ ‫الثانية فهو)دين خاص(‪ .‬والدين‬
‫والاص‬
‫المملوك بواسطة القطاع الخاص لكنه‬
‫مضمون من قبل القطاع العام غالبا‬
‫ما يدرج في الدين العام والذي يسمى‬
‫‪.‬أحيانا الدين المضمون عموما‬
‫التموميل‬
‫زيادة متعمدة في النفاق عن اليراد‪،‬‬
‫بالعجز‬
‫وهي سياسة عندما تتبعها الحكومة‬
‫تأخذ شكل إعداد موازنة بها عجز‬
‫يمول بالقتراض وذلك بهدف تنشيط‬
‫القتصاد القومي والتوظيف عن‬
‫طريق ضخ قوة شرائية إضافية‪ .‬وقد‬
‫ترتب على زيادة وظائف الدولة‬
‫الحديثة وزيادة نفقاتها تبعا لذلك أن‬
‫أصبح وجود عجز في الموازنة‬
‫العامة أمرا عاديا حتى في أوقات‬
‫التوظيف الكامل‪ ،‬ولهذا فالتمويل‬
‫بالعجز أصبح يعني التوسع في العجز‬
‫‪.‬عن مستواه العادي‬
‫قرض ل تحسب عليه فوائد بتاتا‪،‬‬
‫اوتحسب عليه فوائد بمعدل يقل عن‬
‫التكلفة الحقيقية للمبلغ المقترض‪.‬‬
‫قرض رخيص‬ ‫وهي سياسة البنك الدولي للنشاء‬
‫والتعمير فيما يتعلق بمنح الدول‬
‫النامية قروضا رخيصة لتمويل‬
‫‪.‬مشروعات رأسمالية طويلة الجل‬
‫هي عملية يقصد بها إعطاء نفس‬
‫جديد لمالية الدولة المدينة‪ ،‬أي تغيير‬
‫تواريخ استحقاق الدين وتأجيل السداد‪،‬‬
‫حيث تقرر الدولة الدائنة منح الدولة‬
‫المدينة آجال إضافية‪ .‬وبهذه الطريقة‬
‫يمكن للدولة الدائنة أن تحصل على‬
‫إعادةر جدولة‬
‫الدين الارجي‬
‫أموالها بدل من التوقف النهائي للدولة‬
‫المدينة عن الدفع‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬
‫تستفيد الدولة المدينة من فترة التأجيل‬
‫لترتيب أوضاعها المالية والتجارية‬
‫وأهمها معالجة العجز المالي الذي هو‬
‫سبب اللجوء إلى التمويل الخارجي‬
‫‪.‬ومن ثم الوقوع في الدين‬
‫___________________‬
‫‪:‬المصدر‬
‫موسوعة المصطلحات القتصادية والحصائية‪ ،‬د‪.‬عبد العزيز فهيم هيكل‪ ،‬دار‬
‫‪.‬النهضة العربية‪ ،‬بيروت ‪1986 -‬‬
‫بقلم‪ /‬مغاوري شلبي علي*‬
‫"‬‫ل توجد وجبة مجانية"‪ ..‬هذا شعار أصبح يسيطر على العلقات القتصادية الدولية‬
‫في مختلف المجالت‪ ،‬ومنها تدفق رؤوس الموال سواء في صورة استثمارات أو‬
‫في صورة معونات أو في صورة قروض‪ ،‬ففي الغالب يفرض الطرف القوى‬
‫)المقدم لهذه الموال( شروطه على الطرف الضعف )المتلقي لهذه الموال(‪،‬‬
‫ويأتي في هذا السياق شروط المديونية الخارجية سواء كان الحصول على هذه‬
‫الديون من حكومات صديقة أو شقيقة أو من الصناديق العربية للتنمية أو من بنوك‬
‫تجارية حكومية أو غير حكومية‪ ،‬أو من مؤسسات تمويل دولية وإقليمية مثل البنك‬
‫‪.‬الدولي والبنك السلمي وغيرها‬
‫فما هي هذه الشروط؟ وما مدى اختلفها باختلف الجهات الدائنة؟ وما آليات‬
‫ضمان التزام البلدان العربية المدينة بهذه الشروط؟ وأخيرا ما آثار هذه الشروط‬
‫على القتصاديات العربية؟‬
‫السطور التالية تحاول الجابة على هذه السئلة بصورة مبسطة حتى تتضح‬
‫‪.‬الصورة لغير المتخصص قبل المتخصص‬
‫تطور الشروط‬
‫طرأت العديد من التغيرات على الشروط المصاحبة للقتراض الخارجي منذ عام‬
‫‪ ،1982‬حيث بلغت مديونية البلدان النامية في هذا العام حوالي ‪ 575‬مليار دولر‬
‫مقابل ‪ 109‬مليارات فقط عام ‪ ،1973‬وهو المر الذي يرجعه البعض إلى تراكم‬
‫المدخرات في البنوك ومؤسسات التمويل في فترة السبعينيات مما جعلها تتساهل‬
‫في شروط إعطاء القروض من حيث سعر الفائدة وآجال السداد وغيرها من‬
‫‪.‬الشروط‪ ،‬وفي ظل هذا التساهل سقطت معظم الدول النامية في فخ المديونية‬
‫وقد انتهى زمن هذا التساهل في شروط القروض الخارجية دون رجعة بعد أن‬
‫تجرأت بعض الدول النامية في أميركا اللتينية على إنكار ديونها الخارجية‬
‫وإعلن التوقف عن السداد بسبب تفاقم الختللت القتصادية التي عرفت بأزمة‬
‫المديونية العالمية عام ‪ ،1982‬وما صاحب ذلك من إغواء لدول نامية أخرى‬
‫للتوقف عن سداد الديون الخارجية‪ ،‬وهو ما كان بداية لعادة النظر في شروط‬
‫الستدانة الخارجية‪ ،‬واتجاه هذه الشروط نحو مزيد من التشدد‪ ،‬وخاصة الديون‬
‫التي يكون الصندوق والبنك الدوليان طرفا فيها عند الحصول عليها أو عند إعادة‬
‫‪.‬جدولتها‬
‫ولم تكن الدول العربية بعيدة عن هذه الشروط عند حصولها على ديون خارجية )‬
‫‪ 325.TOP‬مليار دولر( أو عند دخولها في مفاوضات لعادة جدولة هذه الديون‬
‫‪:TOP‬وسنحاول في هذه المقاول الحديث على المحاور التية‬
‫‪TOP‬‬

‫‪-‬‬ ‫الشروط التقليدية للديون الخارجية‬


‫الشروط في ظل العون النمائي العربي ‪-‬‬

‫شروط صندوق النقد والبنك الدوليين ‪-‬‬

‫مستقبل مشروطية الديون في ظل العولمة ‪-‬‬


‫الشروط التقليدية للديون الخارجية‬

‫‪:‬تختلف شروط الديون الخارجية وفقا لعدة معايير‪ ،‬وأهم هذه المعايير ما يلي‬
‫‪:‬أ ‪ -‬من حيث الجهة التي تقدم الديون‬
‫”و‬
‫تتأثر شروط الديون بطول فترة سداد الدين‪ ،‬والظروف الدولية التي تتم فيها هذه‬
‫ه‬
‫الديون‪ ،‬وبالسمعة القتصادية للدولة المقترضة )الجدارة الئتمانية( وقدرتها على‬
‫ذ‬
‫السداد في المستقبل‬
‫”ه‬
‫الجهات إما أن تكون الحكومات أو مؤسسات تمويل إقليمية أو دولية أو بنوكا‬
‫تجارية‪ ،‬ففي حالة القروض من الحكومات تتوقف الشروط على طبيعة العلقة بين‬
‫حكومة الدولة المقترضة والدولة المقرضة‪ ،‬وبطبيعة المصالح القتصادية‬
‫والسياسية بينهما‪ ،‬وفي الغالب تدور الشروط حول سعر الفائدة وآجال السداد‬
‫والضمانات وفترات السماح‪ ،‬ويمكن أن تمتد لتشمل ربط القروض باستيراد‬
‫منتجات معينة من الدولة الدائنة أو نقل هذه الواردات على سفنها أو قصر تنفيذ‬
‫‪.‬المشروعات التي تمولها هذه القروض على شركات الدولة المقرضة‬
‫أما في حالة المؤسسات القليمية والدولية فإن الشروط تتفاوت‪ ،‬ومن أشهر هذه‬
‫المؤسسات البنك الدولي الذي يشترط أن تكون القروض لتمويل مشروعات التعمير‬
‫والتنمية في الدولة المدينة‪ ،‬وأن تكون للحكومات أو للجهات التابعة لها أو لجهات‬
‫‪.‬تضمنها الدولة‪ ،‬كما يشترط أل يكون للدولة مصدر آخر للتمويل‬
‫أما في حالة البنوك التجارية فإن الشروط تتركز على سعر الفائدة والضمانات التي‬
‫‪.‬يقدمها المدين لهذه البنوك‬
‫‪:‬ب ‪ -‬من حيث الهداف‬
‫فما الهداف التي تسعى إلى تحقيقها الجهات الدائنة؟ وهل هي تحقيق الرباح‬
‫بمعناها المالي والنقدي أو تحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية؟ فإذا كان هدف‬
‫الجهة المقرضة الربح يتم التركيز على الفائدة وفترات السداد والضمانات‪ ،‬وهي‬
‫شروط تقليدية‪ .‬أما إذا كانت هناك أهداف أخرى فإن الجهة الدائنة تركز عليها عند‬
‫التفاق على القرض مثل زيادة الصادرات للدولة الدائنة وذلك عن طريق حصول‬
‫الدولة المدينة على جزء من هذه الديون في صورة سلع ومنتجات من الدولة‬
‫الدائنة‪ ،‬وقد تكون الشروط في صورة إلزام الدولة المدينة بسياسات اقتصادية معينة‬
‫‪.‬كما في حالة الصندوق والبنك الدوليين‬
‫وإلى جانب ما سبق تتأثر شروط الديون بطول فترة سداد الدين‪ ،‬وكذلك تتأثر‬
‫بالظروف الدولية التي تتم فيها هذه الديون‪ ،‬وبالسمعة القتصادية للدولة المقترضة‬
‫‪).‬الجدارة الئتمانية( وقدرتها على السداد في المستقبل‬
‫ومن أغرب الشروط التي وضعها الدائنون الشرط الذي وضعه البنك الدولي عند‬
‫طلب الردن لقرض لتمويل بناء سد على نهر الردن‪ ،‬فقد اشترط البنك موافقة‬
‫إسرائيل على بناء السد وتعهدها بعدم تدميره‪ ،‬وهو ما منع إتمام القرض أو إتمام‬
‫بناء السد‪ .‬وربما حدث أمر شبيه بذلك مع مصر عند طلبها تمويل بناء السد العالي‬
‫من البنك الدولي في الستينيات‪ ،‬حيث كان هناك شرط ضمني بضرورة موافقة‬
‫الوليات المتحدة الميركية‪ ،‬وهو الشرط الذي لم يتوفر‪ ،‬وبذلك لم يمول البنك بناء‬
‫‪. TOP‬السد العالي‬
‫‪TOP‬‬

‫‪TOP‬‬
‫الشروط في ظل العون النمائي العربي‬

‫من المعروف أن العون النمائي العربي من أهم الملمح التي تميز تجربة التعاون‬
‫القتصادي العربي عن بقية التجارب الدولية‪ ،‬وقد كانت بداية هذا العون مع‬
‫الطفرة التي حدثت في أسعار النفط في السبعينيات وترتب عليها إنشاء المؤسسات‬
‫‪.‬والصناديق المقدمة لهذا العون‬
‫ويتمثل هذا العون في القروض والمنح والهبات والمعونات الفنية التي تساعد على‬
‫تنمية الدول العربية التي تحتاج إلى هذا التمويل‪ .‬ويقدم هذا التمويل من جانب‬
‫صناديق التمويل العربية )قطرية أو متعددة الطراف(‪ ،‬أو بالتنسيق بين هذه‬
‫‪.‬الصناديق العربية ومؤسسات تمويل دولية وإقليمية غير عربية‬
‫”و‬
‫بلغ إجمالي التمويل الذي قدمته صناديق التمويل العربية حتى بداية عام ‪2001‬‬
‫ق‬
‫حوالي ‪ 108.9‬مليارات دولر استفادت منها ‪ 127‬دولة عربية وغير عربية‬
‫”د‬
‫بلغ إجمالي التمويل الذي قدمته هذه الصناديق العربية حتى بداية عام ‪2001‬‬
‫حوالي ‪ 108.9‬مليارات دولر استفادت منها ‪ 127‬دولة عربية وغير عربية‪ ،‬وبلغ‬
‫نصيب الدول العربية منها ‪ ،%60.9‬في حين بلغ نصيب الدول النامية من أميركا‬
‫‪%.‬اللتينية ‪ %1.5‬والدول السيوية ‪ %21.1‬والدول الفريقية ‪15.8‬‬
‫مزايا شروط تمويل الصناديق العربية‬
‫بسبب سهولة وبساطة شروط التمويل الذي يقدم من هذه الصناديق فقد زاد اتجاه‬
‫‪:‬الدول العربية للحصول عليه‪ ،‬ويعتبر أهم مزايا شروط هذا التمويل ما يلي‬
‫‪.‬انخفاض أسعار الفائدة‪ ،‬وطول فترتي السماح والسداد ‪0‬‬

‫ارتفاع عنصر المنحة في القروض المقدمة في إطار هذا التمويل‪ ،‬حيث ‪ㄱ‬‬

‫توضح البيانات أن عنصر المنحة في هذه القروض يبلغ حوالي ‪%40‬‬


‫بالنسبة لقروض مؤسسات العون النمائي العربي‪ ،‬وحوالي ‪ %70‬في إطار‬
‫‪.‬العون العربي الثنائي‬
‫عدم وجود شروط من جانب الصناديق العربية تلزم الدول التي تحصل على‪ㄴ‬‬

‫هذا التمويل بشراء واردات من جهات معينة‪ ،‬أو بإسناد تنفيذ المشروع‬
‫المقدم له التمويل لشركات معينة‪ ،‬ولكن في الغالب يترك لهذه الدول الحرية‬
‫في ذلك‪ ،‬وهو عكس ما هو معمول به في القروض التي تحصل عليها الدول‬
‫‪.‬العربية من جهات أجنبية أخرى‬
‫عدم وجود شروط متعلقة بحق الطراف المقدمة لهذا التمويل في التدخل في ‪ㄷ‬‬

‫السياسات القتصادية للدول المتلقية لهذا التمويل كما يحدث في حالة‬


‫‪.‬الصندوق والبنك الدوليين‬
‫ملحظات على شروط الصناديق العربية‬
‫ورغم هذه الشروط الميسرة المعروفة عن القتراض من الصناديق العربية فإن‬
‫الواقع العملي أظهر بعض الملحظات التي تشير إلى جوانب الختلف في هذا‬
‫المجال والتي تقلل من يسر الشروط الخاصة بهذه النوعية من القروض‪ ،‬وأهم هذه‬
‫‪:‬الملحظات ما يلي‬
‫تمويل في إطار صندوق النقد الدولي ‪-‬‬

‫تحرص دائما المؤسسات المقدمة للعون النمائي العربي على تقديم تمويلها‬
‫وتسهيلتها للدول في إطار ما يقرره صندوق النقد الدولي وفي إطار ما يطالب به‬
‫من سياسات اقتصادية تصحيحية في الدول المدينة‪ ،‬وكان هذا الحرص من تلك‬
‫المؤسسات أكبر من حرصها على إتمام عمليات القراض في إطار العمل على‬
‫تعزيز العمل القتصادي العربي المشترك ودفع التكامل القتصادي إلى المام‪.‬‬
‫ويمكن التدليل على ذلك بالوقوف على أهم المجالت التي أولها العون النمائي‬
‫العربي أهمية في قروضه للدول العربية‪ ،‬فقد تركزت عمليات التمويل على‬
‫مشاريع التنمية البشرية وبرامج مكافحة الفقر والثار الجتماعية الناجمة عن‬
‫برامج الصلح القتصادي التي تتبناها الدول العربية في إطار توجهاتها لعادة‬
‫جدولة الديون مع الصندوق والبنك الدوليين‪ ،‬كما اهتمت عمليات التمويل بإقراض‬
‫صناديق التنمية الجتماعية في الدول العربية التي أنشئت أساسا في إطار برامج‬
‫الصلح القتصادي وفي ظل ما يعرف "بشبكات المان الجتماعي"‪ ،‬وأيضا تم‬
‫تمويل برامج الصناعات الصغيرة وبرامج البنية الساسية في الريف العربي وهي‬
‫كلها مجالت يهتم بها الصندوق والبنك الدوليان‪ ،‬وقد لوحظ التنسيق بين الصناديق‬
‫العربية المقرضة في هذا المجال في إطار ما عرف "بمجموعة التنسيق العربية"‬
‫التي تضم صندوق أبو ظبي للتنمية وصندوق أوبك للتنمية الدولية والصندوق‬
‫السعودي للتنمية والصندوق العربي للنماء القتصادي والجتماعي والصندوق‬
‫الكويتي للتنمية القتصادية العربية والمصرف العربي للتنمية القتصادية في‬
‫‪.‬إفريقيا والبنك السلمي للتنمية‬
‫عدم اقتصار التعاون والتنسيق في مجال القراض بين صناديق التنمية العربية‬
‫على التنسيق في إطار مجموعة التنسيق العربية السابق الشارة إليها فقط‪ ،‬بل‬
‫تعدى هذا ليشمل مؤسسات التمويل الدولية الدائنة والحكومات الجنبية ومؤسساتها‬
‫التمويلية الدائنة‪ ،‬وهو ما يعني أن الصناديق العربية تأخذ بشروط الستدانة التي‬
‫تفرضها هذه المؤسسات الدولية عند قيامها بعمليات تمويل مشترك للدول العربية‬
‫‪.‬التي تطلب القروض من هذه المؤسسات‬
‫ويكفي أن نشير هنا إلى أن إجمالي عمليات التمويل المشترك بين الصندوق‬
‫العربي للنماء القتصادي والجتماعي ومؤسسات التمويل العربية الوطنية‬
‫والقليمية الدولية في الفترة من ‪ 2000-1974‬بلغ حوالي ‪ 17.4‬مليار دولر‪ ،‬بلغ‬
‫نصيب الصناديق العربية منها ‪ ،%53.5‬وبلغت حصة مؤسسات التمويل الدولية‬
‫)البنك الدولي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد والبنك الفريقي للتنمية(‬
‫حوالي ‪ ،%17‬في حين بلغت حصة الحكومات الجنبية ومؤسساتها التمويلية‬
‫‪%.‬الدائنة ‪21.5‬‬
‫موافقة سياسات الدول العربية الممولة ‪-‬‬

‫خضوع القروض والتسهيلت التي تقدمها الصناديق العربية لما يمكن أن نطلق‬
‫عليه "مبدأ الثواب والعقاب"‪ ،‬وهو أمر يستند إلى شروط سياسية في المقام الول‪،‬‬
‫وذلك بمعنى أن التسهيلت التي تقدمها هذه الصناديق استخدمت في الغالب لمكافأة‬
‫أو معاقبة الدول العربية المتلقية لهذه التسهيلت على مواقفها السياسية من القضايا‬
‫‪:‬التي تهم الدول الممولة لهذه الصناديق‪ .‬وقد يؤكد صحة ذلك أمران‬
‫الول‪ :‬سيطرة الدول الممولة على عمليات التمويل التي تقدمها هذه الصناديق‬
‫‪.‬وبعيدا عن إشراف أو توجيه مؤسسات العمل العربي المشترك‬
‫الثاني‪ :‬ما يمكن أن يوضحه تطور نصيب بعض الدول العربية من هذه التسهيلت‬
‫والقروض في الفترة من عام ‪ 1973‬حتى عام ‪ .2002‬وعلى سبيل المثال يلحظ‬
‫أن نصيب دولة مثل مصر من تمويل هذه الصناديق لم يتجاوز ‪ %1.1‬من إجمالي‬
‫عمليات هذه الصناديق عقب إبرام مصر لتفاقية السلم مع إسرائيل‪ ،‬في حين بلغ‬
‫نصيب سوريا في ذلك الوقت حوالي ‪ ،%27.1‬والردن حوالي ‪ ،%26.1‬ولكن‬
‫بداية من عام ‪ 1990‬وبعد الموقف المصري من حرب الخليج الثانية حصلت‬
‫مصر على نصيب السد حيث بلغت حصتها في الفترة ‪ 1990/1999‬حوالي‬
‫‪ ،%39.5‬في حين بلغ نصيب سوريا ‪ ،%4.7‬والردن ‪ ،%6.2‬هذا إلى جانب‬
‫قيام دول الخليج بالتنازل عن ديونها لدى مصر التي بلغت حوالي ‪ 6.2‬مليارات‬
‫‪.‬دولر عقب حرب الخليج الثانية‬
‫ولذلك يمكن القول إن الديون في إطار العون النمائي العربي تتم ما بين مانح‬
‫ومتلق وليس في إطار أسرة عربية واحدة‪ ،‬فرغم ما تتسم به من شروط ميسرة‬
‫مقارنة بغيرها من الديون فإنها ل تخلو من شروط‪ ،‬وفي بعض الحوال تتبنى‬
‫شروط الصندوق والبنك الدوليين‪ ،‬ولكن رغم ذلك فإنه ل يجب التقليل من الدور‬
‫الذي تلعبه صناديق التمويل العربية في دعم برامج التنمية في معظم البلدان‬
‫‪.TOP‬العربية‬
‫‪TOP‬‬

‫شروط صندوق النقد والبنك الدوليين‬

‫”ت‬
‫التسهيلت التي تقدمها الصناديق العربية استخدمت في الغالب لمكافأة أو معاقابة‬
‫ظ‬
‫الدول العربية المتلقية لهذه التسهيلت على مواقافها السياسية من القضايا التي‬
‫ل‬
‫تهم الدول الممولة لهذه الصناديق‬
‫”ش‬
‫روط الديون الخارجية شروطا عادية طالما التزمت الدول المدينة بها وطالما كانت‬
‫هذه الدول مواظبة على سداد خدمة هذه الديون )القساط والفوائد( في وقتها‪ ،‬ولكن‬
‫إذا تعثرت الدولة المدينة في السداد لسباب داخلية أو خارجية تكون أمام خيارين‬
‫‪:‬كلهما مر‬
‫‪:‬الخيار الول‬
‫إنكار الدين والتوقف عن السداد‪ ،‬وهو أمر في غاية الخطورة على الجدارة‬
‫الئتمانية والسمعة القتصادية للدولة‪ ،‬وقد يعرضها لعقوبات اقتصادية وسياسية‬
‫‪.‬وربما لتدخل عسكري ضدها‬
‫‪:‬الخيار الثاني‬
‫اللجوء إلى عملية إعادة جدولة للديون الخارجية‪ ،‬وتعني قيام الدولة بطرق أبواب‬
‫الصندوق والبنك الدوليين للتفاق مع الدول الدائنة على كيفية وشروط إعادة‬
‫الجدولة إذ تلجأ الدول الدائنة إلى الصندوق والبنك للقيام بدور الوسيط بينها وبين‬
‫الدول المدينة فتذهب إلى نادي باريس حيث تبدأ رحلتها مع شروط جديدة لعادة‬
‫جدولة ديونها تختلف تماما عن الشروط الصلية التي تمت على أساسها هذه‬
‫‪:‬الديون‪ ،‬ويتم وضع هذه الشروط والتفاق عليها خلل خطوتين هما‬
‫الخطوة الولى‪ :‬اتفاق الدولة المدينة على برنامج إصلح اقتصادي وتصحيح‪ㄹ‬‬

‫هيكلي مع صندوق النقد الدولي‪ ،‬وهذا البرنامج يضم في الغالب وصفة‬


‫علجية في صورة حزمة من السياسات القتصادية تتعهد الدولة المدينة‬
‫باللتزام بها على مراحل‪ ،‬وكلما أنجزت مرحلة حصلت على تسهيل من‬
‫الصندوق لستكمال المرحلة التالية‪ ،‬ورغم التحفظات على مفردات هذه‬
‫البرامج فإنها تعتبر من قبل الصندوق والدول الدائنة بمثابة التزكية لسلمة‬
‫الدارة القتصادية في الدولة المدينة‪ ،‬وتسعى في الساس إلى ضمان قدرة‬
‫الدولة المدينة على سداد التزاماتها تجاه الدول الدائنة‪ ،‬بغض النظر عن أثر‬
‫الخذ بهذه البرامج على المستقبل القتصادي للدولة المدينة أو على مستوى‬
‫معيشة مواطنيها‪ ،‬وتمثل هذه الخطوة الشرط الول للدخول في مفاوضات‬
‫‪.‬مع الدول الدائنة العضاء في نادي باريس لعادة جدولة المديونية‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬الحصول على موافقة جماعية من الدول العضاء بنادي‪ㅁ‬‬

‫باريس على شروط إعادة الجدولة‪ ،‬وهي الشروط التي ستدور حولها‬
‫المفاوضات الثنائية بعد ذلك بين المدين وكل دولة دائنة على حدة‪ ،‬وذلك لن‬
‫الدول الدائنة تعتبر أن إعادة جدولة الديون تضحية من جانبها لصالح‬
‫المدين‪ ،‬وعليه فهي ترفض أن تتحمل هذه التضحية دون أن تعرف مقدار‬
‫التضحية التي سيقدمها الدائنون الخرون‪ ،‬وهنا يكون شرط المساواة في‬
‫‪.‬المعاملة من قبل المدين تجاه جميع الدائنين‬
‫وقد مرت الدول العربية التي لجأت إلى إعادة جدولة ديونها بهذه المراحل وقبلت‬
‫هذه الشروط‪ ،‬وأهمها مصر ولبنان وتونس والمغرب‪ ،‬وبعد قبول واستيفاء الشروط‬
‫يتم توقيع اتفاقية مع نادي باريس تحدد شروط التصرف المالي والقتصادي في‬
‫الديون من قبل الدولة المدينة‪ ،‬ومن هنا يبدأ التدخل في الشؤون القتصادية للدولة‬
‫‪.TOP‬المدينة‪ ،‬وذلك عبر السياسات التي تعتبر آليات لتنفيذ هذه الشروط‬
‫‪TOP‬‬
‫آليات تنفيذ شروط الصندوق والبنك الدوليين‬
‫توجد ثلثة محاور أساسية في قروض برامج الصلح القتصادى والتكيف‬
‫الهيكلي التي لجأت إليها البلدان العربية عند إعادة جدولة ديونها‪ ،‬وهذه المحاور‬
‫الثلثة تعتبر بمثابة آليات لتنفيذ شروط إعادة جدولة الديون‪ ،‬أو شروط الحصول‬
‫‪:‬على التسهيلت المرتبطة بعملية الجدولة‪ ،‬وهذه المحاور أو الليات الثلثة هي‬
‫تحرير السعار‪ :‬ويتضمن التزام الدولة المدينة بتحرير أسعار السلع ‪ㅂ‬‬

‫والخدمات ومستلزمات النتاج‪ ،‬والحد من تدخل الدولة في تحديد السعار أو‬


‫التسليم الجباري للمحاصيل‪ ،‬وكذلك تحرير أسعار الفائدة حتى يكون سعر‬
‫الفائدة الحقيقي موجب وتحرير وتوحيد أسعار الصرف‪ ،‬وكذلك إلغاء وجود‬
‫حد أدنى للجور‪ ،‬وهذا التحرير للسعار يؤدي في الغالب إلى ارتفاع‬
‫‪.‬السعار والضرار ببعض فئات المجتمع وخاصة محدودي الدخل‬
‫سياسة الخصخصة‪ :‬وهو المحور الذي يسعى إلى زيادة دور القطاع الخاص ‪ㅅ‬‬

‫في النشاط القتصادي على حساب تراجع دور الدولة والتخلص من‬
‫الحتكارات العامة‪ ،‬وذلك عن طريق تصفية المشروعات العامة الخاسرة‬
‫وبيعها للقطاع الخاص لتشغيلها على أساس تجاري يهدف إلى الربح‪ ،‬وهو‬
‫المر الذي يكون على حساب تسريح العمالة ورفع أسعار السلع والخدمات‬
‫‪.‬التي يقدمها القطاع العام‬
‫تحرير التجارة الخارجية‪ :‬فالبنك الدولي يطالب الدول المدينة بتخفيض سعر ‪ㅇ‬‬

‫الصرف للعملة المحلية‪ ،‬وإلغاء القيود على المدفوعات الخارجية‪ ،‬وإلغاء‬


‫اتفاقيات التجارة والدفع‪ ،‬والسماح بعمل الوكالت التجارية الجنبية في‬
‫السواق المحلية‪ ،‬وخفض الرسوم الجمركية‪ ،‬وإلغاء القيود الكمية على‬
‫الواردات‪ ،‬والعمل على تشجيع التصدير‪ ،‬وعدم اتباع سياسة تقوم على‬
‫‪.‬إحلل الواردات عن طريق الحماية للصناعات المحلية‬
‫وبغض النظر عن الدخول في تفاصيل أكثر بالنسبة لبرامج الصلح القتصادي‬
‫التي اتبعتها الدول العربية بعد أن لجأت إلى الصندوق والبنك الدوليين لعادة‬
‫جدولة ديونها‪ ،‬فالمهم هو أن هذه البرامج قامت على ما يمكن أن نطلق عليه‬
‫سياسة "المتصاص والقتناص"‪ ،‬أي امتصاص فائض الطلب وزيادة الحتياطات‬
‫الرسمية من العملت الجنبية كضمان لسداد الديون ولرفع الجدارة الئتمانية‬
‫للدولة‪ ،‬واقتناص فرصة تعثر الدولة المدينة للزامها باتباع آليات السوق وسياسات‬
‫التحرير القتصادي في جميع المجالت حتى يتوافق إيقاعها القتصادي مع إيقاع‬
‫‪.‬الدول الرأسمالية الدائنة ومع سياسات الصندوق والبنك الدوليين‬
‫وبصفة عامة يمكن القول إن أخذ الدول العربية بسياسات الصندوق في مجال‬
‫الصلح القتصادي أدى إلى تغيير ملمح القتصاديات العربية تماما من الناحية‬
‫القتصادية والمؤسسية والتشريعية‪ ،‬وهو تغيير يصب باتجاه مزيد من النفتاح‬
‫القتصادي‪ ،‬وإعمال آليات السوق‪ ،‬وتحقيق مزيد من الندماج في القتصاد‬
‫‪.TOP‬الرأسمالي العالمي‬
‫‪TOP‬‬

‫”آ‬
‫تزايد معدلت البطالة وانخفاض درجة إشباع الحتياجات الساسية للمواطن‬
‫ث‬
‫العربي من أهم سلبيات الخذ بشروط صندوق النقد والبنك الدوليين‬
‫”ا‬
‫ر‬
‫الخذ بشروط الصندوق والبنك الدوليين‬
‫الملحظ أن أخذ البلدان العربية بشروط إعادة جدولة الديون مع الصندوق والبنك‬
‫الدوليين وخاصة ما يتعلق منها ببرامج الصلح القتصادي أثر في جميع نواحي‬
‫ومفردات القتصاديات في تلك الدول‪ ،‬كما أن هذه الثار لم تكن جميعها في صالح‬
‫الدول العربية‪ ،‬وبالتالي لم تكن جميعها في صالح المواطن العربي الذي يعتبر‬
‫هدف ووسيلة التنمية‪ ،‬تلك التنمية التي قامت الدول العربية بالستدانة من أجل‬
‫‪:‬دفعها للمام‪ ،‬ويمكن إيجاز هذه الثار في التي‬
‫أولل‪ :‬الثار السلبية‬
‫تزايد معدلت البطالة في الدول العربية حيث وصلت هذه النسبة في بعض ‪ㅈ‬‬

‫‪%.‬الدول العربية إلى حوالي ‪15‬‬


‫انخفاض درجة إشباع الحتياجات الساسية للمواطن العربي بسبب ارتفاع ‪ㅊ‬‬

‫‪.‬السعار‬
‫‪.‬تزايد تدهور أحوال الفقراء ومحدودي الدخل في البلدان العربية ‪ㅋ‬‬

‫التأثير السلبي لبرامج الصندوق في فئات الطبقة الوسطى في المجتمع ‪ㅌ‬‬

‫‪.‬العربي‬
‫وهذه الثار تعرف بالثار الجتماعية لبرامج الصندوق والبنك الدوليين والتي‬
‫تحاول الدول العربية التغلب عليها عن طريق ما يعرف بشبكات المان‬
‫الجتماعي‪ ،‬خاصة عبر ما يعرف بالصندوق الجتماعي للتنمية‪ ،‬وهى التجربة‬
‫‪.‬التي أخذت بها مصر‪ ،‬وهناك محاولت للستفادة بها في اليمن وسوريا والردن‬
‫وإلى جانب الثار السابقة فقد حدث تراجع في دور الدولة في البلدان العربية‬
‫لصالح تزايد دور القطاع الخاص في النشاط القتصادي‪ ،‬حيث أصبحت نسبة‬
‫مساهمة القطاع الخاص العربي في النشاط القتصادي حوالي ‪ %76‬في المتوسط‪،‬‬
‫وأصبح يعول عليه بأن يقوم بالدور الرئيسي في عمليات النتاج والتصدير‬
‫والتوظيف‪ ،‬وحتى أصبح يعول عليه بأن يقوم بدور رئيسي في تحقيق التكامل‬
‫‪.‬القتصادي العربي‬
‫ثانيا‪ :‬الثار اليجابية‬
‫رغم الثار السلبية السابقة ل يمكن إنكار الثار اليجابية التي صاحبت الخذ‬
‫بسياسات البنك والصندوق الدوليين كشروط لعادة جدولة الديون العربية وأهم هذه‬
‫‪:‬الثار اليجابية‬
‫تراجع العجز في الموازنات العامة للدول العربية‪ ،‬حيث أصبحت حوالي ‪ㅍ‬‬

‫‪ %0.15.‬عام ‪ 2000‬مقابل ‪ %5.47‬عام ‪) 1995‬للدول العربية كمجموعة(‬


‫تراجع العجز في موازين المدفوعات للدول العربية كمجموعة وتحولها من ‪ㅎ‬‬

‫‪.‬حالة عجز إلى فائض في عام ‪2000‬‬


‫تزايد الحتياطات الرسمية في البلدان العربية لتغطي واردات حوالي ‪ㄱ 8.5‬‬

‫أشهر عام ‪ 2000‬مقابل ‪ 5.2‬أشهر عام ‪ ،1995‬وهو ما يعني زيادة‬


‫‪.‬الجدارة الئتمانية العربية ككل‬
‫تراجع نسبة إجمالي الدين العربي الخارجي من ‪ %73.3‬من الناتج المحلي ‪ㄴ‬‬

‫‪.‬العربي الجمالي عام ‪ 1995‬إلى ‪ %49.5‬عام ‪2000‬‬


‫تراجع نسبة خدمة الدين العام الخارجي للدول العربية إلى الصادرات من ‪ㄷ‬‬

‫‪.‬السلع والخدمات من ‪ %18.1‬عام ‪ 1995‬إلى ‪ %15.5‬عام ‪2000‬‬


‫وخلصة القول في الثار المترتبة على أخذ الدول العربية بشروط إعادة جدولة‬
‫الديون التي وضعها الصندوق والبنك الدوليان أنها أدت إلى تحقيق نتائج جيدة على‬
‫الصعيد المالي والنقدي )القتصاد الرمزي( فقط‪ ،‬أي انخفض معدل التضخم‬
‫وانخفض عجز الموازنة العامة وانخفض عجز ميزان المدفوعات وارتفعت‬
‫الحتياطيات من العملت الجنبية‪ ،‬ولكن مقابل ذلك ارتفعت معدلت البطالة‬
‫وتفاقمت مشاكل أسعار الصرف وزادت مظاهر الركود وتباطؤ السواق وزاد عدد‬
‫الفقراء وارتفعت أسعار السلع والخدمات‪ ،‬ويمكن عزو ذلك إلى أن معظم البلدان‬
‫العربية نفذت برامج الصندوق كحزمة متكاملة من السياسات ودون النظر في مدى‬
‫‪.TOP‬ملءمتها لظروفها القتصادية الخاصة‬
‫‪TOP‬‬

‫مستقبل مشروطية الديون في ظل العولمة‬

‫”م‬
‫تراجع العجز في الموازنات العامة وميزان المدفوعات وزيادة الجدارة الئتمانية‬
‫ن‬
‫وتراجع الدين الخارجي من أهم إيجابيات الخذ بشروط صندوق النقد والبنك‬
‫الدوليين‬
‫”‬
‫خلل متابعة تطور شروط الستدانة طوال القرن الماضي يمكن القول إن هذه‬
‫الشروط في تطور مستمر‪ ،‬وإن هذا التطور يتجه بهذه الشروط نحو التشدد في‬
‫غير صالح الدول المدينة ولصالح ضمان حقوق ومصالح الدول الدائنة‪ ،‬كما يلحظ‬
‫أن هذه الشروط تتأثر بالدور الذي تلعبه بعض المؤسسات القتصادية الدولية مثل‬
‫الصندوق والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية‪ ،‬إذ إن معظم الشروط التي‬
‫تصاحب إعادة جدولة الديون تصب في صالح تحقيق أهداف وبرامج هذه‬
‫المؤسسات والدول المسيطرة عليها‪ ،‬ولن هذه المؤسسات تخضع لسيطرة بعض‬
‫القوى القتصادية الكبرى مثل الوليات المتحدة الميركية ولن دور هذه‬
‫المؤسسات في تطور باستمرار فإن مستقبل شروط المديونية الخارجية للدول‬
‫‪:‬النامية ومنها الدول العربية سيتأثر بعاملين أساسيين هما‬
‫‪.‬المصالح القتصادية للقوى القتصادية الدولية الفاعلة داخل هذه المؤسسات ‪1.‬‬

‫‪2.‬‬ ‫التغيير الذي سيطرأ على دور هذه المؤسسات في المستقبل وخاصة في ظل‬
‫إعادة النظر التي تتم حاليا بشأن دور الصندوق والبنك الدوليين‪ ،‬وكذلك في‬
‫ظل التعاون الجديد بين جميع المؤسسات القتصادية الدولية في تحقيق‬
‫التنمية ومحاربة الفقر الذي تم النص عليه في فقرات متعددة من "بيان‬
‫الدوحة للتنمية" الذي صدر عن المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية‬
‫‪.‬في الدوحة خلل الفترة من ‪ 13-9‬نوفمبر‪ /‬تشرين الثاني ‪2001‬‬
‫وقد بدأ ظهور بعض المؤشرات التي تعكس زيادة تدخل وتأثير الدول الكبرى في‬
‫تشديد شروط المديونية الخارجية‪ ،‬خاصة مع الدول النامية التي تطلب قروضا أو‬
‫تسهيلت مالية أو معونات‪ ،‬وذلك عن طريق تشددها في هذه الشروط بالنسبة‬
‫للقروض التي تقدمها حكومات هذه الدول أو مؤسساتها المالية‪ ،‬أو عن طريق‬
‫التدخل لدى مؤسسات التمويل الدولية مثل الصندوق والبنك الدوليين واستخدام‬
‫نفوذها في هذه المؤسسات لتمارس ضغوطا وتشدد شروطها على تقديم قروضها‬
‫‪.‬للدول النامية ومنها البلد العربية‬
‫وفي السنوات الخيرة بدأنا نسمع عن شروط لمكافحة الفساد‪ ،‬وتوفير مبادئ‬
‫الديمقراطية أو مبادئ الحكم الرشيد‪ ،‬وحماية حقوق القليات السياسية أو الدينية‪.‬‬
‫وبعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر‪ /‬أيلول بدأت هذه الدول تلوح بإجراءات مكافحة الرهاب‬
‫التي تقوم بها الدول كشرط لتدفق رؤوس الموال إليها سواء في صورة معونات‬
‫أو قروض‪ ،‬وقد جسد الرئيس بوش هذه الشروط في خطابه أمام مؤتمر المم‬
‫المتحدة لتمويل التنمية الذي عقد في المكسيك في الفترة من ‪ 22-18‬مارس‪/‬آذار‬
‫‪ 2002‬حيث أكد أن "تدفق رؤوس الموال إلى الدول النامية والفقيرة سيتوقف على‬
‫احترام هذه الدول لحقوق النسان واتخاذها إجراءات فعالة لقتلع جذور الرهاب‬
‫والفساد فضل عن فتح أسواقها والعتناء بنظام التعليم والرعاية الصحية‪ ،‬وإن‬
‫‪".‬الوليات المتحدة ستتعامل بشكل صارم مع ذلك‬
‫هذه التوجهات الميركية جعلت البعض يصف هذه الشروط بأنها محاولة لبتزاز‬
‫الدول النامية والفقيرة واستغلل ظروفها القتصادية الصعبة لجبارها على انتهاج‬
‫‪.‬سياسات تحقق مصالح الدول الصناعية الكبرى‬
‫كما أن الصلحات داخل المؤسسات القتصادية الدولية وخاصة الصندوق والبنك‬
‫الدوليين بدأت المناقشة حولها بعد أن تسببا في إرهاق الكثير من اقتصاديات دول‬
‫العالم التي لجأت إليهما للقتراض أو لعادة جدولة ديونها‪ ،‬وبعد أن تفاقمت الثار‬
‫الجتماعية بصورة خطيرة في الدول التي تبنت برامج الصندوق للصلح‬
‫القتصادي ومنها الدول العربية‪ ،‬وكذلك بعد النتقادات العنيفة التي تتعرض لها‬
‫‪.‬سياسات الصندوق والبنك الدوليين‬
‫والملحظ أن هناك اختلفا على التوجهات التي تحكم عملية إصلح هذه‬
‫المؤسسات‪ ،‬وهل تتجه نحو مزيد من الضوابط والشروط على منح القروض‬
‫وإدارة الديون الخارجية في الدول النامية‪ ،‬أم نحو التسهيل في هذه الشروط لصالح‬
‫تقليل الفقر وزيادة الرفاهية في الدول النامية وتجميل الوجه القبيح للصندوق والبنك‬
‫الدوليين‪ .‬وقد يكون من السابق لوانه حاليا أن نقطع بتغلب أحد التجاهين على‬
‫‪.TOP‬الخر لن المر ما زال في مرحلة النقاش‬
‫‪TOP‬‬
‫_______________‬

‫*‬ ‫باحث في شؤون القتصاد الدوليالحأد ‪8/2/1423‬هـ الومافق ‪21/4/2002‬م‪) ،‬تومقيت‬


‫النشر( الساعة‪)10:50 :‬مكة الكرمة(‪)07:50،‬غرينيتش(‬
‫صندوق النقد الدول‬

‫ي‬ ‫ختص صندوق النقد الدولي بتقديم القروض إلى‬


‫ا‬ ‫لدول العضاء لمعالجة العجز المؤقت في‬
‫م‬ ‫وازين مدفوعاتها‪ ،‬وبذلك يعمل على استقرار‬
‫أ‬ ‫سعار الصرف‪ .‬ويجب على الدول المقترضة أن‬
‫ت‬ ‫ستشيره بشأن الخطوات التي تتخذها لتحسين‬
‫و‬ ‫‪.‬ضع ميزان مدفوعاتها‬
‫ا‬ ‫لنشأة والعضوية‬
‫برز صندوق النقد الدولي للوجود بصفة رسمية في ‪ 27‬ديسمبر‪/‬كانون الول‬
‫‪ 1945‬بعد توقيع ‪ 29‬دولة على ميثاق الصندوق في مؤتمر بريتون وودز‬
‫بالوليات المتحدة الميركية في الفترة من ‪ 22-1‬يوليو‪/‬تموز ‪ ،1944‬وبدأ‬
‫‪.‬ممارسة أعماله في الول من مارس‪/‬آذار ‪ ،1947‬ويبلغ عدد أعضائه ‪ 183‬دولة‬
‫الهدف من الصندوق‬
‫الهدف الساسي للصندوق هو تحقيق التعاون الدولي في الحقل الخاص بالنقود‬
‫للتخلص من القيود على الصرف الجنبي كي تستقر أسعار الصرف‪ ،‬وبذلك يمكن‬
‫‪.‬الموافقة على قبول عملت الدول العضاء في المدفوعات فيما بينها‬
‫وقد اتفق على أن تلتزم كل دولة من الدول العضاء بسعر الصرف المحدد لعملتها‬
‫‪%.‬ول تسمح بتقلبات هذا السعر إل في حدود ‪1 -/+‬‬
‫وسعر الصرف المحدد يكون على أساس الدولر الميركي‪ ،‬وهو بالتالي مرتبط‬
‫بالذهب وفقا لسعر معين‪ .‬وينص نظام الصندوق على أنه يجب على كل دولة‬
‫عضو فيه أن تأخذ إذن الصندوق قبل خفض أو رفع قيمة عملتها‪ ،‬كما يجب عليها‬
‫أن يكون لها حصة في أموال الصندوق تتكون من ‪ %25‬ذهب و ‪ %75‬من عملة‬
‫‪.‬الدولة نفسها‬
‫ويختص الصندوق بتقديم القروض إلى الدول العضاء لمعالجة العجز المؤقت في‬
‫موازين مدفوعاتها‪ ،‬وبذلك يعمل على استقرار أسعار الصرف‪ .‬ويرجع تحديد‬
‫إمكانية القتراض وحقوق التصويت إلى حصة الدولة في أموال الصندوق‪ ،‬فأميركا‬
‫مثل لها حصة تصويت بنسبة ‪ ،%23‬والمجموعة القتصادية الوروبية مجتمعة‬
‫لها حصة تصويت بنسبة ‪ .%19‬وعندما تحصل الدولة على قرض يكون ذلك في‬
‫مقابل تقديم قيمة معادلة من عملتها الخاصة‪ ،‬وعلى الدولة أن تسترد هذه العملة‬
‫‪.‬الخاصة بها في مدة تتراوح بين ثلث وخمس سنوات‬
‫والدول التي تقترض من الصندوق يجب أن تستشيره في الخطوات التي تتخذها‬
‫لتحسين وضع ميزان مدفوعاتها‪ .‬ومجموعة الدول العشرة التي تتكون من الوليات‬
‫المتحدة وبريطانيا وألمانيا التحادية وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا والسويد‬
‫وكندا واليابان أظهرت استعدادها لتقديم الئتمان إلى الصندوق عندما أصبحت‬
‫هناك حاجة ماسة إلى زيادة أمواله وكان ذلك في عام ‪ .1962‬ومنذ عام ‪1972‬‬
‫بدأ الصندوق في توزيع حقوق السحب الخاصة على أعضائه بنسبة حصصهم في‬
‫‪.TOP‬أموال الصندوق‬
‫‪TOP‬‬
‫_______________‬
‫‪:‬المصدر‬
‫صندوق النقد الدولي‬
‫موسوعة المصطلحات القتصادية والحصائية‪ ،‬عبد العزيز فهمي هيكل‪ -‬دار‬
‫‪.‬النهضة ‪ -‬بيروت‪1986 ،‬‬
‫)غرينيتش‬
‫(‪50‬‬

‫صندوق النقد الدول‬

‫ي‬ ‫ختص صندوق النقد الدولي بتقديم القروض إلى‬


‫ا‬ ‫لدول العضاء لمعالجة العجز المؤقت في‬
‫م‬ ‫وازين مدفوعاتها‪ ،‬وبذلك يعمل على استقرار‬
‫أ‬ ‫سعار الصرف‪ .‬ويجب على الدول المقترضة أن‬
‫ت‬ ‫ستشيره بشأن الخطوات التي تتخذها لتحسين‬
‫و‬ ‫‪.‬ضع ميزان مدفوعاتها‬
‫ا‬ ‫لنشأة والعضوية‬
‫برز صندوق النقد الدولي للوجود بصفة رسمية في ‪ 27‬ديسمبر‪/‬كانون الول‬
‫‪ 1945‬بعد توقيع ‪ 29‬دولة على ميثاق الصندوق في مؤتمر بريتون وودز‬
‫بالوليات المتحدة الميركية في الفترة من ‪ 22-1‬يوليو‪/‬تموز ‪ ،1944‬وبدأ‬
‫‪.‬ممارسة أعماله في الول من مارس‪/‬آذار ‪ ،1947‬ويبلغ عدد أعضائه ‪ 183‬دولة‬
‫الهدف من الصندوق‬
‫الهدف الساسي للصندوق هو تحقيق التعاون الدولي في الحقل الخاص بالنقود‬
‫للتخلص من القيود على الصرف الجنبي كي تستقر أسعار الصرف‪ ،‬وبذلك يمكن‬
‫‪.‬الموافقة على قبول عملت الدول العضاء في المدفوعات فيما بينها‬
‫وقد اتفق على أن تلتزم كل دولة من الدول العضاء بسعر الصرف المحدد لعملتها‬
‫‪%.‬ول تسمح بتقلبات هذا السعر إل في حدود ‪1 -/+‬‬
‫وسعر الصرف المحدد يكون على أساس الدولر الميركي‪ ،‬وهو بالتالي مرتبط‬
‫بالذهب وفقا لسعر معين‪ .‬وينص نظام الصندوق على أنه يجب على كل دولة‬
‫عضو فيه أن تأخذ إذن الصندوق قبل خفض أو رفع قيمة عملتها‪ ،‬كما يجب عليها‬
‫أن يكون لها حصة في أموال الصندوق تتكون من ‪ %25‬ذهب و ‪ %75‬من عملة‬
‫‪.‬الدولة نفسها‬
‫ويختص الصندوق بتقديم القروض إلى الدول العضاء لمعالجة العجز المؤقت في‬
‫موازين مدفوعاتها‪ ،‬وبذلك يعمل على استقرار أسعار الصرف‪ .‬ويرجع تحديد‬
‫إمكانية القتراض وحقوق التصويت إلى حصة الدولة في أموال الصندوق‪ ،‬فأميركا‬
‫مثل لها حصة تصويت بنسبة ‪ ،%23‬والمجموعة القتصادية الوروبية مجتمعة‬
‫لها حصة تصويت بنسبة ‪ .%19‬وعندما تحصل الدولة على قرض يكون ذلك في‬
‫مقابل تقديم قيمة معادلة من عملتها الخاصة‪ ،‬وعلى الدولة أن تسترد هذه العملة‬
‫‪.‬الخاصة بها في مدة تتراوح بين ثلث وخمس سنوات‬
‫والدول التي تقترض من الصندوق يجب أن تستشيره في الخطوات التي تتخذها‬
‫لتحسين وضع ميزان مدفوعاتها‪ .‬ومجموعة الدول العشرة التي تتكون من الوليات‬
‫المتحدة وبريطانيا وألمانيا التحادية وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا والسويد‬
‫وكندا واليابان أظهرت استعدادها لتقديم الئتمان إلى الصندوق عندما أصبحت‬
‫هناك حاجة ماسة إلى زيادة أمواله وكان ذلك في عام ‪ .1962‬ومنذ عام ‪1972‬‬
‫بدأ الصندوق في توزيع حقوق السحب الخاصة على أعضائه بنسبة حصصهم في‬
‫‪.TOP‬أموال الصندوق‬
‫‪TOP‬‬
‫_______________‬
‫‪:‬المصدر‬
‫صندوق النقد الدولي‬
‫موسوعة المصطلحات القتصادية والحصائية‪ ،‬عبد العزيز فهمي هيكل‪ -‬دار‬
‫‪.‬النهضة ‪ -‬بيروت‪1986 ،‬‬
‫الحأد ‪8/2/1423‬هـ الومافق ‪21/4/2002‬م‪) ،‬تومقيت النشر( الساعة‪)10:48 :‬مكة الكرمة(‪،‬‬
‫‪)07:48‬غرينيتش(‬
‫البنك الدول‬

‫ي‬ ‫بلغ عدد الدول العضاء في البنك الدولي ‪183‬‬


‫د‬ ‫ولة تصب مصالحها وآراؤها في مجلس‬
‫ا‬ ‫لمحافظين ومجلس الدارة ومقره واشنطن‪ .‬ولكي‬
‫ت‬ ‫صبح أي دولة عضوا في البنك الدولي للنشاء‬
‫و‬ ‫التعمير يجب أن تنضم أول إلى صندوق النقد‬
‫ا‬ ‫لدولي ومؤسسة التنمية الدولية ومؤسسة التمويل‬
‫ا‬ ‫‪.‬لدولي وهيئة ضمان الستثمار المتعدد الطراف‬
‫النشأة والعضوية‬
‫اتفق على إنشائه مع صندوق النقد الدولي في المؤتمر الذي دعت إليه هيئة المم‬
‫المتحدة في بريتون وودز بالوليات المتحدة الميركية في يوليو‪/‬تموز ‪ ،1944‬وقد‬
‫‪.‬حضر المؤتمر ‪ 44‬دولة‬
‫بدأ البنك أعماله في يونيو‪/‬حزيران ‪ .1946‬ويعمل في مقر البنك الدولي في‬
‫واشنطن ثمانية آلف موظف وحوالي ألفين في العمل الميداني‪ .‬ويأتي ما يزيد على‬
‫‪.‬نصف العاملين في البنك من الميركيتين والبقية من جميع أنحاء العالم‬
‫الهدف العام‬
‫الهدف العام من البنك هو تشجيع استثمار رؤوس الموال بغرض تعمير وتنمية‬
‫الدول المنضمة إليه والتي تحتاج لمساعدته في إنشاء مشروعات ضخمة تكلف‬
‫كثيرا وتساعد في الجل الطويل على تنمية اقتصاد الدولة وبذلك تستطيع أن تواجه‬
‫العجز الدائم في ميزان مدفوعاتها‪ .‬ومساعدة البنك تكون إما بإقراضه الدول من‬
‫‪.‬أمواله الخاصة‪ ،‬أو بإصدار سندات قروض للكتتاب الدولي‬
‫وتقدم كل دولة عضو في البنك من اشتراكها المحدد في رأس مال البنك ذهبا أو‬
‫دولرات أميركية ما يعادل ‪ %18‬من عملتها الخاصة‪ ،‬والباقي يظل في الدولة‬
‫‪.‬نفسها‪ ،‬ولكن البنك يستطيع الحصول عليه في أي وقت لمواجهة التزاماته‬
‫وبشكل عام يقوم البنك بإقراض الحكومات مباشرة أو بتقديم الضمانات التي‬
‫تحتاجها للقتراض من دولة أخرى أو من السوق الدولية‪ .‬لكن ممارسة البنك‬
‫لعماله أظهرت أنه كان متحيزا في إقراضه بعض الدول وعدم إقراضه دول‬
‫‪.TOP‬أخرى )مشروع السد العالي في مصر(‬
‫‪TOP‬‬

‫مؤسسات البنك الدولي‬


‫‪:‬تتكون مجموعة البنك الدولي من خمس مؤسسات هي‬
‫البنك الدولي للنشاء والتعمير ‪0‬‬

‫مؤسسة التنمية الدولية ‪ㄱ‬‬

‫مؤسسة التمويل الدولي ‪ㄴ‬‬

‫هيئة ضمان الستثمار المتعدد الطراف ‪ㄷ‬‬

‫المركز الدولي لتسوية نزاعات الستثمار ‪ㄹ‬‬

‫وتختص هذه المؤسسات بجوانب مختلفة من التنمية‪ ،‬لكنها تستخدم إفاداتها النسبية‬
‫‪.‬للعمل بطريقة متعاونة نحو الهدف الساسي نفسه أل وهو تقليل نسبة الفقر‬
‫ويرمز إلى البنك الدولي أحيانا باسم البنك ويقصد به البنك الدولي للنشاء والتعمير‬
‫ومؤسسة التنمية الدولية‪ .‬ويشير تقرير البنك للعام المالي ‪ 2001‬إلى قيام المؤسسة‬
‫‪.‬بإقراض الدول العضاء ما يزيد على ‪ 17‬مليار دولر‬
‫_______________‬
‫‪:‬المصادر‬
‫البنك الدولي ‪1-‬‬

‫موسوعة المصطلحات القتصادية والحصائية‪ ،‬عبد العزيز فهمي هيكل‪ ،‬دار ‪2-‬‬

‫‪.‬النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪1986 ،‬‬

‫الثاار السياسية والقتصادية للديومن العربية‬


‫بقلم‪ /‬المصطفى ولد سيد محمد *‬

‫وقع العديد من البلدان النامية ومن بينها الدول العربية في فخ المديونية الخارجية‬
‫وبلغ حجمها مستويات حرجة باتت تؤثر على الوضع القتصادي والجتماعي‬
‫‪.‬والسياسي لهذه الدول‬
‫والتساؤل الذي يطرح نفسه الن وبإلحاح هو‪ :‬هل ساعدت هذه الموال الدول‬
‫النامية ومنها الدول العربية على تحقيق التنمية المنشودة؟ وما هي انعكاسات‬
‫المديونية الخارجية على مسارات التنمية القتصادية والجتماعية للدول العربية‬
‫‪.‬المدينة؟ وإلى أي حد أثرت أزمة المديونية الخارجية على القرار السياسي العربي؟‬
‫انعكاسات المديونية الخارجية على الخطط النمائية ‪-‬‬

‫الثار الجتماعية للديون الخارجية ‪-‬‬

‫التداعيات السياسية للمديونية الخارجية ‪-‬‬


‫انعكاسات المديونية الخارجية على الخطط النمائية‬

‫لعل من المفارقات أنه في الوقت الذي تكونت فيه العائدات النفطية في المنطقة‬
‫العربية بكميات كبيرة ل سابق لها )ارتفاع أسعار النفط في السبعينات(‪ ,‬شهدت‬
‫‪.‬الفترة نفسها تصاعد حجم الدين الخارجي بمعدلت لم يسبق لها مثيل أيضا‬
‫ولم تقتصر عمليات الستدانة على الدول العربية غير النفطية فحسب‪ ،‬بل تفاقم‬
‫حجم مديونية الدول النفطية كذلك‪ .‬وقد رافق ذلك تصاعد في حجم مدفوعات خدمة‬
‫الدين الخارجي في جميع القطار العربية )غير النفطية خصوصا( وأصبحت تلتهم‬
‫‪.‬جانبا كبيرا من حصيلة الصادرات من السلع والخدمات‬
‫وشكل هذا قيدا أوحمل ثقيل على خطط التنمية المستقبلية‪ ،‬نظرا لبتلع جانب مهم‬
‫‪.‬من النقد الجنبي في خدمة الدين الخارجي‬
‫ويمكن تشخيص آثار المديونية الخارجية على الخطط النمائية من خلل تحليل‬
‫‪.‬آثارها على الدخار المحلي والقدرة الستيرادية ومعدلت التضخم‬
‫‪1-‬‬‫على الدخار المحلي‬
‫إن العلقة بين رؤوس الموال الجنبية والدخار المحلي أفرزت أطروحتين‪:‬‬
‫أطروحة التكامل بين الموارد المالية المحلية والجنبية وأطروحة الحلل بين‬
‫‪.‬الصنفين‬
‫التكامل بين الموارد المالية المحلية والجنبية‬
‫فيرى أنصار الفرضية الولى أن رؤوس الموال الجنبية إذا ما استغلت استغلل‬
‫اقتصاديا جيدا تؤدي إلى زيادة الناتج القومي وارتفاع مستويات الدخل وبالتالي‬
‫ترتفع معدلت الدخار وذلك نتيجة لسد النقص في الموارد المالية اللزمة لتمويل‬
‫‪.‬المشاريع الستثمارية وهوالهدف الذي توخته الدول النامية من وراء اقتراضها‬
‫الحلل بين الصنفين‬
‫في حين يرى أنصار الفرضية الثانية أن هذه الموال ل تستغل الستغلل المثل‬
‫لها وغالبا ما تتجه نحو تمويل الستهلك خصوصا للسلع المستوردة ونسبة قليلة‬
‫تتجه إلى الستثمار في مشاريع تتميز بانخفاض مردودها‪ ,‬مما يقلل من فرص خلق‬
‫فوائض مالية جديدة ورفع كفاءة القتصاد ونموه وهوما يؤثر سلبا على إمكانات‬
‫‪.‬الدخار المحلي‬
‫وإذا نظرنا إلى أثر الموال الجنبية بصورة عامة‪ ,‬والديون على وجه الخصوص‪,‬‬
‫على مستويات الدخار في الدول النامية من خلل الدراسات الحديثة التي تناولت‬
‫هذا الموضوع نجد أن هذا التأثير يختلف من دراسة إلى أخرى تبعا لعينة الدول‬
‫‪.‬المدروسة وطرق التقدير المستخدمة بالضافة إلى اختيار فترة الدراسة‬
‫وتشير أغلب الدراسات في هذا المجال إلى أثر سلبي ‪-‬مباشر أوغير مباشر‪-‬‬
‫‪.‬للديون الخارجية على الدخار المحلي في معظم الدول النامية‬
‫على الطاقاة الستيرادية‪2-‬‬

‫”إ‬
‫تستحوذ الديون على نسب عالية من الناتج المحلي الجمالي في الدول العربية‬
‫ذ‬
‫وتشكل إنقاصا للموارد المالية التي كان من الممكن أن تتجه إلى الدخار والتوسع‬
‫ا‬
‫القتصادي‬
‫ا‬‫”‬

‫ستطاعت الدولة توفير القدر الكافي من المال اللزم لستيراد اللت والمعدات‬
‫النتاجية الضرورية للتوسع القتصادي‪ ,‬استطاعت تنفيذ مخططاتها النمائية دون‬
‫‪.‬ضغوط خارجية أوحدوث اختناقات تعوق طموح وتنفيذ هذه الخطط‬
‫وهناك عدة عوامل تؤثر بشكل أوبآخر في المقدرة الستيرادية منها‪ :‬حجم وعائدات‬
‫الصادرات وتكلفة السلع المستوردة وخدمة الديون الخارجية والتي تتمثل في‬
‫‪.‬مجموع القساط والفوائد التي تدفعها الدول المدينة خدمة لديونها وإعادة جدولتها‬
‫وتؤثر هذه العباء سلبا على إمكانية تنمية الموارد المالية الذاتية بسبب استنزافها‬
‫‪.‬للحظ الوفر من العملت الصعبة المتاحة للبلد‬
‫على معدلت التضخم ‪3-‬‬

‫إن ارتفاع اعتماد الدول النامية ومنها الدول العربية على القروض الخارجية أدى‬
‫إلى تزايد معدلت التضخم في هذه الدول‪ ,‬لما تشكله هذه القروض والمديونية‬
‫‪.‬المترتبة من ضغط على القدرة التنافسية لصادرات الدول المدينة‬
‫ويؤدي تخفيض قيمة العملة الوطنية ‪-‬استجابة لضغوط الطراف الدائنة‪ -‬إلى‬
‫تدهور القيم الحقيقية للمدخرات مما يضطر العديد من الفراد إلى إيداع أموالهم في‬
‫الخارج )أحد أهم أسباب ظاهرة هروب رؤوس الموال إلى الخارج( خوفا من‬
‫‪.‬تآكلها‬
‫وبصورة عامة فإن التأثير السلبي للديون الخارجية على القدرة المالية والستيرادية‬
‫للدول المدينة ومنها الدول العربية قد انعكس على عمليات الستثمار المطلوبة‬
‫‪.‬لتحقيق أهداف النمو المتسارع الذي تتطلع إليه اقتصادات هذه الدول‬
‫ويتمثل هذا التأثير السلبي في كون أعباء المديونية الخارجية تستحوذ على نسب‬
‫عالية من الناتج المحلي الجمالي وتشكل إنقاصا للموارد المالية التي كان من‬
‫‪.‬الممكن أن تتجه إلى الدخار والتوسع القتصادي‬
‫كما أن ارتفاع خدمة الديون الخارجية الذي شهدته الدول العربية في السنوات‬
‫‪.‬الخيرة يشكل عبئا على النقد الجنبي المتاح لتمويل الواردات الستثمارية‬
‫ومن الطبيعي أن يواكب ارتفاع خدمة الديون ضغط على تمويل هذه الواردات مما‬
‫اضطر بعض هذه الدول إلى تأجيل تنفيذ العديد من المشاريع الستثمارية المبرمجة‬
‫ضمن مخططات التنمية وإلى تخفيض معدلت الستثمار المستهدفة مما يؤدي إلى‬
‫‪.‬تسريح العمال وتزايد البطالة وما إلى ذلك من انعكاسات على المجتمع‬
‫إل أنه من الضروري التذكير أن العيب ل يكمن في مسألة استيراد رأس المال‬
‫‪.‬الجنبي وإنما الهم هو طبيعة واستخدامات هذه الموال‬
‫لقد لعب رأس المال الجنبي دورا أساسيا في تطوير الدول المتقدمة نظرا‬
‫للستغلل المثل لهذا العنصر مما ساعد على خلق فوائض مالية أخذت تصدرها‬
‫إلى البلدان النامية‪ .‬أما بالنسبة لمعظم الدول النامية ومن بينها الدول العربية فلم‬
‫يلعب رأس المال الجنبي الدور الذي كان يجب أن يلعبه في تنمية هذه الدول مما‬
‫أوقعها في مديونية خانقة لها آثار اجتماعية وسياسية ل تقل خطورة عن الثار‬
‫‪.‬القتصادية‬
‫وقد أدى تخلف اقتصادات الدول النامية ومنها القطار العربية بصورة عامة وتفاقم‬
‫حدة الديون الخارجية على وجه الخصوص إلى مزيد التبعية للدول المتقدمة الدائنة‪,‬‬
‫التي أصبحت تتحكم في مسارات التنمية في الدول المدينة‪ .‬وتأخذ هذه التبعية‬
‫‪.‬أشكال وأنماطا مختلفة منها التبعية التجارية والمالية والتكنولوجية‬
‫أشكال تبعية القاتصاديات العربية بسبب الديون‬
‫أولل‪ :‬التبعية التجارية‬
‫ويقصد بها تحكم الطلب العالمي في معدلت نمو اقتصادات الدول النامية‪ .‬ومرد‬
‫ذلك أن قطاع التصدير يعتبر المصدر الساسي للدخل في الدول النامية‪ .‬كما أن‬
‫عدم تنوع صادرات الدول النامية حتى من المواد الولية‪ ,‬إذ كثيرا ما تتركز هذه‬
‫الصادرات في مادة أولية واحدة أومجموعة محدودة منها‪ ,‬يعرض عمليات التنمية‬
‫في البلدان المعنية للتذبذب من خلل تعرضها لتقلبات الظروف القتصادية‬
‫العالمية‪ .‬إن هذه التبعية التجارية التي تعاني منها الدول النامية قد نشأت في عهد‬
‫الستعمار وتطورت بعد الستقلل السياسي وتعمقت بعد تفاقم الديون الخارجية‪,‬‬
‫بفعل بعض العوامل الداخلية والخارجية المرتبطة بمتطلبات التنمية‪ .‬وهذه‬
‫‪.‬المتطلبات هي التي دفعت بتلك الدول في مدار التبعية المالية‬
‫ثانيا‪ :‬التبعية المالية‬
‫ترجع هذه التبعية ‪-‬سواء كانت سببا أونتيجة للمديونية الخارجية‪ -‬إلى حاجة الدول‬
‫النامية إلى مصادر لتمويل خططها النمائية‪ .‬فالحاجة إلى رؤوس الموال دفعت‬
‫بالدول ذات الموارد المالية المحدودة إلى فتح المجال أمام رأس المال الجنبي‬
‫بأشكاله المختلفة‪ .‬وحتى الدول النامية ذات الفوائض المالية ‪-‬ومنها القطار العربية‬
‫النفطية‪ -‬تعاني من نوع آخر من التبعية المالية للدول المتقدمة‪ ،‬أل وهو اندماج‬
‫مؤسساتها المالية في النظام الرأسمالي الدولي مما قد يجلب لها مخاطر عدة منها‬
‫‪.‬احتمال التجميد من قبل الحكومات الغربية كما حصل مع الودائع الليبية والعراقية‬
‫ثالثا‪ :‬التبعية التكنولوجية‬
‫ويقصد بها النقل الفقي للتكنولوجيا أي استيرادها من الدول المتقدمة بدل العمل‬
‫على تنميتها وطنيا أوقوميا أوإقليميا‪ .‬وقد اختار معظم الدول النامية اكتساب هذه‬
‫التكنولوجيا عن طريق استيرادها جاهزة باعتقاد أن ذلك سيمكنها من اقتصاد الوقت‬
‫والنفقـات‪ .‬لكن المشكلة تكمن في كون هذه التقنية ل تتلءم مع الطبيعة النتاجية‬
‫‪.‬للدول النامية مما عمق من تبعيتها للدول المنتجة لهذه التكنولوجيا‬
‫إن بلدان العالم الثالث المديـنة‪ ,‬ومنها الدول العربية‪ ,‬تتعرض "لمؤامرة مالية‬
‫دولية" بعد أن تم توريطها في مديونية مفرطة‪ .‬وتأخذ هذه المؤامرة شكل خطيرا‬
‫تمثل في احتلل المستثمرين الجانب للصول النتاجية الستراتيجية التي بنتها‬
‫هذه الدول عبر جهودها النمائية المضنية خلل عقود من الزمن على نحو يعيد‬
‫‪.‬لها السيطرة الجنبية‬
‫فبعد وصول أزمة الديون إلى مستوى حرج وبعد التعثر في سداد خدمتها ظهر‬
‫اتجاه بين صفوف الدائنين يدعو إلى مبادلة الدين الخارجي ببعض الصول‬
‫النتاجية في الدول المدينة‪ ,‬أي مقايضة الديون بحقوق ملكية في المشاريع التي‬
‫تملكها الدولة في هذه البلدان‪ .‬وهواتجاه يؤسس نظرته إلى مشكلة الديون في تلك‬
‫‪.‬الدول على أنها مشكلة إفلس وليست نقص سيولة‬
‫وقد لقي هذا الطرح صدى واسعا في نفوس الدائنين لنه يحسن من محافظهم‬
‫المالية ويحول الديون المشكوك في تحصيلها )لنها حالة إفلس( إلى أصول‬
‫إنتاجية ذات عوائد مستمرة وهنا يتحول الدائنون إلى مستثمرين وهوما يؤدي إلى‬
‫إخضاع السياسات القتصادية والجتماعية في البلدان المدينة إلى مزيد من الرقابة‬
‫‪.‬الخارجية‬
‫الثآار الجتماعية للديون الخارجية‬
‫”‬
‫إ‬
‫تتسبب الديون العربية الخارجية في زيادة نسب التضخم وتقليل القيم الحقيقية للعملة‬
‫ن‬
‫الوطنية مما يشجع رؤوس الموال المحلية على الهجرة إلى الخارج كما يتسبب‬
‫في زيادة معدلت البطالة وتسريح العمالة مما يتسبب في مشكلت اجتماعية ا‬
‫خطيرةل‬
‫”آ‬
‫ث‬
‫ار السلبية للديون الخارجية ل تقتصر على الجوانب القتصادية فقط في الدول‬
‫النامية وإنما تتعداها إلى البعاد الجتماعية ومع تنامي ظاهرة العولمة بشكل عام‬
‫وتفاقم أزمة المديونية بشكل خاص‪ ,‬كان من الطبيعي أن تتأثر الدول العربية بهذا‬
‫‪.‬الواقع من خلل آلـيات مختلفة‬
‫فالدول العربية التي كانت تتبنى فلسفة اقتصادية تقوم بالساس على تحكم الدولة‬
‫في إدارة النشاطات القتصادية من قبل‪ ,‬نجدها تتحول تحول جذريا‪ ,‬من خلل‬
‫تطبيق برامج التثبيت والصلح الهيكلي‪ ,‬متنازلة بذلك عن جزء كبير من مهمتها‬
‫الجتماعية‪ .‬وتستند هذه البرامج إلى إعطاء قوى السوق الدور البارز في الحياة‬
‫‪.‬القتصادية وتحرير المعاملت القتصادية والمالية مع العالم الخارجي‬
‫ومن المنطقي أن يكون لمثل هذه الـتحولت الجذرية أثرها على المجتمع‪ .‬وفي‬
‫تحليلنا للثار الجتماعية للمديونية الخارجية سوف نركز على التأثيرات المترتبة‬
‫على أسواق العمل والتشغيل في الدول العربية المدينة وذلك استنادا إلى أن الكسب‬
‫من العمل يمثل المصدر الرئيسي لمداخيل غالبية الفراد وأن حرمانها من هذا‬
‫الحق ينتج عنه استفحال البطالة بأنواعها وتفاقم حدة الفقر وإحداث المزيد من‬
‫‪.‬الختللت في توزيع الدخل وتعاظم الهوة بين طبقات المجتمع‬
‫أن أغلب الدول النامية ومنها الدول العربية التي لجأت إلى تطبيق برامج التثبيت‬
‫والصلح الهيكلي تحت وطأة ارتفاع مديونيتها الخارجية وبمباركة من المؤسسات‬
‫الدولية الدائنة )صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونادي باريس ونادي لندن‪,(...‬‬
‫‪.‬عانت من معدلت بطالة مرتفعة أصبحت تهدد استقرارها الجتماعي والسياسي‬
‫وترجع هذه المعدلت إلى عدة عوامل منها على سبيل المثال‪ :‬تباطؤ معدلت النمو‬
‫القتصادي في هذه الدول نتيجة لتطبيق سياسات انكماشية تتضمنها هذه البرامج‬
‫خاصة في المراحل الولى لها‪ ,‬مما يؤدي إلى خفض الطلب المحلي ويزيد من حدة‬
‫‪.‬الركود القتصادي الذي يؤدي بدوره إلى تراجع الطلب على العمل‬
‫يضاف إلى ذلك تأثير عمليات خصخصة المنشآت العامة وضرورة تقليص العمالة‬
‫بها قبل انتقالها إلى الملكية الخاصة‪ ,‬وكذلك تراجع الحكومات عن خلق فرص‬
‫جديدة للعمل بحجة الضغط على النفاق العام وتقليص عجز الموازنات العامة‪ ,‬إلى‬
‫غير ذلك من الجراءات المرافقة لبرامج الصلح القتصادي هذه التي أصبحت‬
‫شرطا ضروريا لطلب إعادة جدولة الديون أوالحصول على قروض جديدة تفرضه‬
‫‪.‬الجهات المانحة‬
‫وعلى الرغم من شح ودقة البيانات المتعلقة بالتشغيل والبطالة في الدول العربية‬
‫فإن القدر المتوافر منها يشير إلى اتجاه تصاعدي واضح للبطالة‪ .‬وتراوحت‬
‫معدلت البطالة في الدول العربية ما بين ‪ %15‬و ‪ % 20‬خلل التسعينات وهي‬
‫‪.‬الحقبة التي شهدت ارتفاع حجم الدين الخارجي‬
‫وتجدر الشارة هنا إلى أن هذه المعدلت المرتفعة للبطالة ل ترجع بالكامل إلى‬
‫أزمة الدين الخارجي وإنما تتفاعل معها جملة من العوامل الخرى تتعلق بعدم‬
‫قدرة القتصاديات العربية على خلق فرص للعمل تتناسب مع حجم قوة العمل‬
‫‪.‬العربية التي تطورت في العوام الخيرة‬
‫ويمكن القول أن المحصلة العامة لتفاعل أزمة الديون الخارجية والنتائج المترتبة‬
‫عليها‪ ,‬قد أثرت سلبا على مستويات المعيشة لغالبية الدول المدينة وأدت إلى تفاقم‬
‫‪.‬الفقر في هذه الدول )تقرير البنك الدولي سنة ‪ ,2000‬ص ‪(15‬‬
‫وقد تبنى البنك الدولي في السنوات الخيرة سياسة التصدي لمسألة الفقر وأوضح‬
‫أنه يجب أن يكون من بين مكونات السياسة العامة لي دولة ترغب في تخفيف‬
‫عبء ديونها أوالحصول عل قروض جديدة‪ ,‬إجراءات تخفف وطأة الفقر في‬
‫‪.‬المجتمع‬
‫وعموما فإن أزمة الديون الخارجية في الثمانينات عولجت بوصفات تنطوي على‬
‫العديد من الجراءات المجحفة بالدول النامية‪ .‬وكثيرا ما تفرض الطراف الدائنة‬
‫والمانحة للقروض إتباع سياسات اقتصادية ترتكز على حزمة من الجراءات التي‬
‫تؤثر سلبيا على المجتمع مثل‪ :‬تخفيض قيمة العملة المحلية ‪-‬وما ينجر عن ذلك‬
‫من تسارع لمعدلت التضخم الذي يعتبر العدوالول للفقراء‪ -‬وإلغاء الرسوم‬
‫والضرائب على السلع المستوردة وتخفيض النفاق العام ورفع الدعم عن السلع‬
‫والخصخصة وكلها سياسات تؤدي إلى زيادة تدخل الدول الدائنة وشركاتها المتعددة‬
‫‪.‬الجنسية وتغلغلها في اقتصادات الدول المدينة والتحكم فيها‬
‫التداعيات السياسية للمديونية الخارجية‬

‫إ‬
‫”‬
‫ظهر اتجاه بين صفوف الدائنين يؤسس نظرته إلى مشكلة الديون في الدول‬
‫ن‬
‫المتعثرة على أنها مشكلة إفلس وليس نقص سيولة ودعا أصحاب هذا التجاه إلى‬
‫مبادلة بعض الصول النتاجية في الدول المدينة بالدين الخارجي‪ ,‬أي مقايضة خ‬
‫حقوق الملكية في المشاريع التي تملكها الدولة في هذه البلدان بالديون مما يهدد ط‬
‫السيادة الوطنية لهذه الدولو‬
‫”ر‬
‫ة تفاقم الديون الخارجية ل تقف عند الحدود القتصادية والجتماعية بل إنها‬
‫تتجاوز إلى تعريض حرية صانع القرار السياسي إلى مزيد الضغوطات والتدخل‬
‫الجنبي‪ .‬وفي ظل عالم يتميز بهيمنة الدول المتقدمة ومؤسساتها المالية الدولية‬
‫ومع تنامي ظاهرة العولمة بكافة أوجهها ‪-‬خاصة الوجه المالي‪ -‬فإنه من المتوقع‬
‫تسارع عملقة رأس المال واحتواء الشركات المتعددة الجنسية المحركة لهذا المال‬
‫لمصير الخطط النمائية وتعميق المشاكل القتصادية والجتماعية إل أن خطورة‬
‫هذا النفوذ لن تقف عند البعدين القتصادي والجتماعي بل ستتعدى إلى البعد‬
‫السياسي‪ .‬فيرى البعض أن هذه الموال والشركات الكبرى المحركة لها قادرة على‬
‫التأثير في سيادة الدول وتلعب دور الشرطي الذي يلزم الدول المضيفة بتوجهات‬
‫معينة في سياساتها العامة وهوما يشكل مساسا للسيادة الوطنية واستقلل القرار‬
‫‪.‬السياسي)محمد الطرش‪ ,‬ص ‪(414‬‬
‫وتتمثل الثار المصاحبة لدخول رؤوس الموال الجنبية والشركات الدافعة لها في‬
‫اختراق النظام السياسي والتأثير عليه بما يتلءم مع مصالحها‪ .‬فقد كشفت‬
‫التحقيقات الجنائية أن هذه الشركات تمول الحزاب المتنافسة في النتخابات في‬
‫الوليات المتحدة المريكية وفرنسا مثل حتى ل تأتي نتائج النتخابات بأي أثر‬
‫سلبي يمكن أن يضايق مصالحها فما بالك بالدول النامية وبهذا يتحول السياسيون‬
‫إلى بياعين )‪ (Statesmen‬من رجال دولة‬
‫بالضافة إلى شراء ذمم الكثير من )إسماعيل صبري عبد ال‪ ,‬ص ‪(Salesmen) (378‬‬

‫‪.‬أعضاء البرلمان وحتى الحكومة‬


‫ونشير إلى أن أزمة الديون الخارجية وما رافقها من تعاظم لدور الشركات المتعددة‬
‫الجنسية والمستثمرين الخواص الدوليين أوجد واقعا جديدا على حكامنا التعامل‬
‫معه‪ .‬ويتجلى هذا الواقع في تراجع مكانة العلقات بين الحكومات لصالح هذه‬
‫الشركات والمستثمرين‪ .‬وهوما يحتم تعزيز قدرتنا التفاوضية كعرب مع هذه‬
‫الجهات والبحث عن اللغة التي تفهمها هذه الطراف بعيدا عن العواطف والصيغ‬
‫الفارغة‪ .‬وعناصر هذه اللغة هي حجم السوق المحلية والداء القتصادي والمالي‬
‫الجيد والمستقر ورأس المال البشري المؤهل بالضافة الستقرار السياسي‬
‫‪.‬والتشريعات والنظم المحكمة‬
‫بعد تفاقم أزمة الديون وتكريس العولمة وخاصة المالية لهيمنة الدول المتقدمة‪,‬‬
‫تجسدت سياسة ازدواجية المعايير كأبرز سمات العولمة المعاصرة والنظام العالمي‬
‫الجديد‪ .‬حيث أصبح هذا النظام يبيح لدول معينة أشياء ويحرمها ذاتها عن دول‬
‫أخرى ل لشيء إل لختلل الموازين واختلف المصالح الستراتيجية مع الدول‬
‫‪.‬المهيمنة أوالقادرة على الهيمنة )خلف خلف الشاذلي‪ ,‬ص ‪(64‬‬
‫وفي ظل هذا الظرف الدولي الراهن‪ ,‬تصبح الدول العربية مطالبة أكثر من أي‬
‫وقت مضى ببلورة وتجسيد رؤية متكاملة حول التحولت الدولية الراهنة‪ ,‬تمكنها‬
‫‪.‬من احتلل موقعا أفضل يخولها مواجهة تداعيات هذه التحولت‬
‫خاتمة‬
‫‪1.‬‬ ‫يتضح من العرض العام للمديونية الخارجية للدول العربية المدينة أن أعباء‬
‫خدمة هذه الديون قد نمت في السنوات الخيرة بمعدلت مرتفعة وبلغت حدا‬
‫حرجا‪ .‬وأصبح مأزق الديون الخارجية للدول النامية‪ ,‬ومنها الدول العربية‪,‬‬
‫بصورة عامة يستدعي حل عاجل قبل بلوغ مستويات يصعب معها حتى‬
‫‪.‬التفكير في تحقيق معدلت نمو اقتصادية‬
‫‪2.‬‬ ‫وإذا كان البعض يرى عدم الفراط في تهويل حدة الديون الخارجية للدول‬
‫العربية المقترضة‪ ,‬إل أن ذلك ل يستوجب بالضرورة تحجيمها أوالتقليل من‬
‫حدتها وإنما ضرورة النظر إليها باعتبارها تحد ل بد من تشخيصه ومواجهة‬
‫‪.‬آثاره المحتملة‬
‫‪3.‬‬ ‫إن أخطر آثار المديونية الخارجية يتمثل في شلل جهود التنمية وما يترتب‬
‫عليه من انعكاسات اجتماعية وسياسية في الدول المدينة وفي تعميق تبعيتها‬
‫للجهات الدائنة وإلى تعرضها إلى نوع من "الرهاب المالي الدولي "الذي‬
‫يستهدف إخضاع القرارات القتصادية والسياسية لهذه الدول لنوع صارم من‬
‫الرقابة والتدخل في الشؤون الداخلية تحت وطأة تفاقم مديونيتها‪ .‬ويبدوذلك‬
‫واضحا في حالت الدول التي تضطر إلى طلب إعادة جدولة ديونها‬
‫الخارجية أوالحصول على قروض جديدة‪ ,‬حيث تفرض الطراف المانحة‬
‫داخل نادي باريس ونادي لندن ومعهم في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك‬
‫‪.‬الدولي‪ ,‬سياسات وبرامج تعمق من تبعية الدول المدينة لرأس المال الدولي‬
‫‪4.‬‬ ‫إن الزمات القتصادية والمالية التي تواجهها الدول النامية ل ترجع بالكامل‬
‫إلى الموال الخارجية وإنما مردها في الواقع هو طريقة الدول المقترضة‬
‫في إدارة تلك الموال بشكل خاص وعمليات التنمية القتصادية بشكل عام‪.‬‬
‫كما أن اللجوء إلى القتراض ليس بالضرورة سلبيا أوإيجابيا ويتوقف ذلك‬
‫على النتائج المترتبة على هذا القتراض وتحدد طبيعة ومصادر وشروط‬
‫واستخدامات الموال الجنبية مستوى تأثيرها في النمو القتصادي‬
‫أثبت العديد من الدراسات والبحوث أن الدول التي تعرضت لزمات مديونية ‪5.‬‬

‫حادة قد اتجهت الموال المقترضة فيها لتمويل الستهلك والستثمارات‬


‫‪.‬الغير منتجة‬
‫‪6.‬‬ ‫حل مشكلة الديون الخارجية للدول النامية والتخفيف من وطأتها‪ ,‬لخلق نوع‬
‫من التوازن في الداخل وبين الدول ‪-‬أصبح ضروريا للتوازن القتصادي‬
‫العالمي‪ -‬يتطلب توافر جهود كافة الطراف وبالدرجة الولى الطراف‬
‫‪.‬الدائنة وجدية إرادتها في تحقيق ذلك‬
‫‪7.‬‬ ‫أصبح من الضروري صياغة سياسات جديدة تؤسس المناخ الملئم للدول‬
‫العربية الدائنة للتصدي للنعكاسات السلبية لهذه التحولت من فقر وتهميش‬
‫‪:‬وتبعية وارتهان للمؤسسات المالية الدولية ترتكز على ثلثة محاور عامة‬
‫‪:‬محور اقاتصادي ‪0‬‬

‫يتعلق بطبيعة التنمية القتصادية المستهدفة وآليات تحقيقها وأنماط توزيع‬


‫ثمارها‪ ,‬حيث يجب أن تكون هذه التنمية مرتكزة على القدرات الذاتية‬
‫العربية من خلل التعجيل بالتكامل والندماج القتصادي بين الدول العربية‬
‫وتفعيل السوق العربية المشتركة وتحديث وتطوير المؤسسات المالية العربية‬
‫المحلية من أجل ضمان توفير التمويل الذاتي العربي للتنمية وجلب رؤوس‬
‫‪.‬الموال العربية الهاربة‬
‫‪:‬محور اجتماعي ‪ㄱ‬‬

‫يستند إلى التركيز على التنمية البشرية بمفهومها الواسع من تعليم وصحة‬
‫‪.‬وبحث وتطوير وضمان لحقوق النسان‬
‫‪:‬محور سياسي ‪ㄴ‬‬

‫يؤسس لقواعد ديموقراطية ترتكز على المشاركة الشعبية الفاعلة في‬


‫القرارات التنموية وتدعيم آليات الرقابة ومكافحة الرشوة والفساد داخل‬
‫‪.‬القطاعات المختلفة‬
‫ونختم بإعادة التأكيد على أن العامل الهم في تجسيد محاولت التكامل القتصادي‬
‫العربي يرتبط أساسا بالرادة السياسية للقادة العرب وفي غياب هذه الرادة يصعب‬
‫أن تخطو الدول العربية جديا نحو طريق الوحدة القتصادية والتي أصبحت الخيار‬
‫‪.‬الهم في مواجهة تداعيات العولمة ومخاطرها‬
‫_______________‬
‫*‬ ‫باحث متخصص في الشؤون القتصادية‬
‫‪:‬المصادر‬
‫‪.‬التقرير القتصادي العربي الموحد سبتمبر‪ /‬أيلول ‪ 2001‬وسنة ‪1- 2000‬‬

‫أسامة عبد المجيد العاني" مستقبل القتصاد العربي في ظل الشركات المتعددة ‪2-‬‬

‫‪.‬الجنسية" شؤون عربية ‪ ,108‬ديسمبر‪ /‬كانون الول ‪2001‬‬


‫إسماعيل صبري عبد ال "العرب والعولمة‪ :‬العولمة والقتصاد والتنمية العربية" ‪3-‬‬

‫بحوث ومناقشات ندوة فكرية لمركز دراسات الوحدة العربية‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة‬
‫‪.‬الثالثة‪2000,‬‬
‫بشير الزعبي "القتصاديات العربية وتحديات العولمة" مائدة مستديرة‪ ,‬جامعة ‪4-‬‬

‫‪.‬ناصر الممية‪ ,‬ليبيا‪1999 ,‬‬


‫‪.‬تقرير البنك الدولي ‪5- 2000‬‬

‫خلف خلف الشاذلي "آفاق التنمية العربية وتداعيات العولمة المعاصرة على ‪6-‬‬

‫‪.‬مشارف اللفية الثالثة" شؤون عربية ‪ ,105‬مارس‪ /‬آذار ‪2001‬‬


‫رمزي زكي " القتصاد العربي تحت الحصار" مركز دراسات الوحدة العربية‪7- ,‬‬

‫‪.‬بيروت‪ ,‬الطبعة الولي‪1989 ,‬‬


‫ليلى أحمد الخواجة "انعكاسات العولمة على التنمية الجتماعية العربية" منتدى ‪8-‬‬

‫‪.‬إقليمي حول‪" :‬العالم العربي والعولمة‪ :‬تحديات وفرص" ‪ ,‬تونس‪1999 ,‬‬


‫محمد الطرش "العرب والعولمة ‪ :‬ما العمل؟" بحوث ومناقشات ندوة فكرية ‪9-‬‬

‫‪.‬لمركز دراسات الوحدة العربية‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة الثالثة‪2000 ,‬‬


‫مؤتمر المم المتحدة للتعاون القتصادي والتنمية ‪10-‬‬

‫‪".‬تقرير الستثمار العالمي ‪"2001‬‬

‫عبد ال رمضان الكندري "الدول النامية وأزمة الديون الخارجية" معهد البحوث ‪11-‬‬

‫‪.‬والدراسات العربية‪ ,‬سلسلة الدراسات الخاصة‪ ,‬رقم ‪ ,26‬القاهرة ‪1987‬‬


‫عبد الفتاح علي الرشدان "رؤية في التنمية العربية‪ :‬نحو الحد من التبعية ‪12-‬‬

‫‪.‬وتحقيق التنمية المستقلة" شؤون عربية ‪ ,98‬يونيو‪ /‬حزيران ‪1999‬‬


‫سيد محمود سيد محمد "محاضرات في المشاكل الهيكلية للتنمية" جامعة ‪13-‬‬

‫‪.‬نواكشوط ‪1995‬‬
‫سمير المقدسي "التكتل القتصادي العربي والعولمة على مشارف القرن الحادي ‪14-‬‬

‫والعشرين" شؤون عربية‬


‫‪.‬سبتمبر‪ /‬أيلول ‪103, 2000‬‬
‫‪15-Ffrench-Davis R. et Reisen H. (1998) « Mouvements des capitaux et performances des investissements : les‬‬
‫‪leçons de l’Amérique Latine » Etudes du Centre de Développement de l’OCDE‬‬
‫‪16- Mapalad M. C.(1998) « Foreign capital inflows and Domestic savings in the Philippines » Savingn and‬‬
‫‪Development, Vol. XXII, n° 1‬‬
‫‪17- Ould Sidi Mohamed el Moustapha (2000) « l’Impact de la Globalisation Financière sur l’épargne‬‬
‫‪domestique : Cas de la Tunisie » Mémoire DEA, FSEG de Tunis.‬‬
‫‪18- World Bank « World Development Indicators 2000 » CD-ROM‬‬

‫إعادةر جدولة الديومن الارجية‬

‫*‬ ‫د‪ .‬صباح نعوش‬


‫إعادة جدولة الديون الخارجية تحقق للدائن والمدين فوائد اقتصادية‪ ،‬فهي تضمن‬
‫للدائن الحصول على أمواله يوما ما‪ ،‬وفي الوقت نفسه تعطي للمدين فترة تأجيل‬
‫تتيح له إعادة ترتيب أوضاعه القتصادية والتجارية‪ .‬لكن رغم ذلك فإن هذه‬
‫العملية ل تخلو من شروط قاسية تؤثر في الحياة القتصادية والجتماعية للدول‬
‫‪.‬المدينة‬
‫نتيجة العجز المزمن في الميزانيات العامة والموازين التجارية خاصة في الدول‬
‫العربية غير النفطية‪ ،‬انخفضت القيمة التعادلية للعملت الوطنية وارتفع معدل‬
‫الضغط الضريبي واتبعت سياسات تقشفية في شتى الميادين فتضررت جميع‬
‫الفئات الجتماعية‪ ،‬وهبط مستوى معيشة حوالي ‪ 160‬مليون عربي ينتمون إلى‬
‫‪.‬دول تطبق برامج الصلح القتصادي المفروضة من قبل صندوق النقد الدولي‬
‫كانت القطار العربية تستدين بسبب حاجتها إلى الموال فأصبحت أكثر فقرا بسبب‬
‫ثقل ديونها‪ ،‬وبات من المستحيل سداد أصل وفوائد الديون الخارجية في المواعيد‬
‫‪.‬المحددة‬
‫تأجيل سداد الديون‬
‫وبهدف إعطاء نفس جديد لمالية الدول المدينة يقرر الدائنون منحها آجال إضافية‪،‬‬
‫ويطلق على هذه العملية اسم "إعادة جدولة الديون الخارجية" التي تقدم مكاسب‬
‫لطرفي المعادلة‪ .‬وتتحقق مكاسب الدائنين بحصولهم لحقا على أموالهم بدل من‬
‫التوقف النهائي للدولة المدينة عن الدفع‪ ،‬في حين تتمثل مكاسب الدول المدينة‬
‫باستغلل فترة التأجيل لترتيب أوضاعها المالية والتجارية‪ ،‬إذ عليها معالجة العجز‬
‫المالي الذي يسبب اللجوء إلى التمويل الخارجي وتنمية صادراتها للحصول على‬
‫‪.‬الموارد المالية اللزمة لسداد ديونها المؤجلة‬
‫بيد أن هذه العملية تخضع لشروط قاسية تؤثر بشدة في الحياة القتصادية‬
‫والجتماعية‪ ،‬كما أنها ل تتصدى لزمة المديونية بل تؤجلها إلى وقت لحق‪ .‬لذلك‬
‫تطالب البلدان النامية بإلغاء بعض التزاماتها المالية‪ ،‬لكن اللغاء بالطريقة المتبعة‬
‫‪.‬حاليا ل يكفي لمعالجة الزمة ناهيك عن ارتباطه بعوامل سياسية بحتة‬
‫هبوط مؤشر الديون العربية‬
‫هبط مؤشرا حجم الديون وخدمتها في أغلب البلدان العربية‪ .‬ولم يتمخض هذا‬
‫الهبوط عن جهود داخلية ترتبط بالنمو القتصادي وتحسن الصادرات بقدر ما نجم‬
‫عن امتيازات ممنوحة من قبل الدائنين قادت إلى تأجيل سداد أقساط وفوائد جزء‬
‫من الديون وإلغاء جزء آخر منها‪ .‬ورغم هذا الهبوط يسجل المؤشران نسبا عالية‬
‫مقارنة بالكثير من البلدان النامية‪ .‬وهذا يعني أن المديونية الخارجية العربية ل‬
‫‪.‬تزال تشكل أزمة حقيقية على الصعيدين المالي والقتصادي‬
‫في عام ‪ 2000‬بلغ حجم الديون الخارجية مقارنة بالناتج المحلي الجمالي أكثر من‬
‫‪ %50‬في تونس والمغرب واليمن‪ ،‬وأكثر من ‪ %100‬في السودان وسوريا‬
‫وموريتانيا‪ .‬ووصلت خدمة الديون قياسا بالصادرات إلى أكثر من ‪ %30‬في‬
‫الردن وتونس والمغرب وإلى ضعف هذه النسبة في لبنان )‪ .(1‬ودفعت الدول‬
‫العربية غير الخليجية ‪ 13758‬مليون دولر لسداد ديونها‪ ،‬أي أكثر من ‪1.5‬‬
‫‪:‬وفيما يلي نتعرض بالبحث للعناصر التالية ‪.TOP‬مليون دولر بالساعة‬
‫كيفية إعادة الجدولة ‪-‬‬

‫أنماط إعادة الجدولة ‪-‬‬

‫شروط إعادة الجدولة ‪-‬‬

‫خطورة إعادة الجدولة ‪-‬‬

‫‪TOP‬إلغاء الديون الخارجية ‪-‬‬


‫‪TOP‬‬

‫كيفية إعادة الجدولة‬

‫نجمت المديونية الخارجية العربية عن قروض عقدت خاصة مع الدول العضاء‬


‫في نادي باريس الذي يضم ‪ 19‬دولة صناعية تتمتع بالعضوية الدائمة في النادي‪،‬‬
‫ويمكن للدول الدائنة الخرى حضور اجتماعاته شريطة موافقة العضاء الدائمين‬
‫‪.‬والبلد المدين‬
‫”ي‬
‫ل يقبل نادي باريس إعادة جدولة ديون مستحقة لصندوق النقد والبنك الدوليين‬
‫”خ‬
‫ت‬
‫ص نادي باريس بالنظر في الديون الرسمية والديون المضمونة رسميا‪ ،‬ول ينظر‬
‫في الديون القصيرة الجل )أقل من سنة واحدة(‪ .‬أما اللتزامات الناجمة عن‬
‫قروض ممنوحة من قبل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي فل تقبل إطلقا إعادة‬
‫الجدولة‪ .‬وعلى الدولة المدينة إذن سداد الديون المترتبة على هذه القروض في‬
‫التواريخ المحددة مسبقا وإل تردت علقاتها مع المؤسستين الدوليتين‪ ،‬وعندئذ‬
‫يتعذر على نادي باريس إعادة جدولة ديونها‪ ،‬وهذا ما حدث للسودان عندما عجز‬
‫عن دفع ديونه المستحقة لصندوق النقد الدولي فتراكمت متأخرات السداد‪ ،‬وإثر‬
‫ذلك جمدت حقوق البلد في الحصول على تسهيلت جديدة‪ ،‬ولم يبت بإعادة برمجة‬
‫‪.‬ديونه منذ عام ‪1984‬‬
‫بعد أن يقدم البلد المدين طلبا بإعادة جدولة ديونه تتولى سكرتارية نادي باريس‬
‫جمع المعلومات عن الحالة القتصادية لهذا البلد من سلطاته العامة ومن الدول‬
‫والمؤسسات الدائنة‪ .‬وتحتوي المعلومات على تحليل دقيق للوضع القتصادي‬
‫والمالي وحجم الديون الخارجية وتقسيماتها حسب مصادرها وتواريخ استحقاقها‪،‬‬
‫كما تتأكد السكرتارية من تطبيق برنامج الصلح القتصادي المتفق عليه مع‬
‫صندوق النقد الدولي‪ ،‬ثم يوجه رئيس النادي )مدير الخزينة الفرنسية( دعوة إلى‬
‫ممثلي الدول الدائنة وممثل الدولة المدينة لحضور الجتماعات التي يشارك فيها‬
‫صندوق النقد الدولي والبنك العالمي بصفة مراقب‪ .‬وبعد مفاوضات ل تستغرق‬
‫أكثر من ثلثة أيام يتخذ الدائنون قرارهم بتوافق آرائهم )‪ ،(2‬أي عدم معارضة‬
‫أحد على ما تم التوصل إليه بينهم‪ .‬ويتضمن هذا القرار الذي يعرض على ممثل‬
‫الدولة المدينة للموافقة عليه تفاصيل إعادة جدولة الديون‪ ،‬لكن هذا التفاق هو في‬
‫الواقع توصية تدعو حكومات الدول الدائنة إلى عقد اتفاقات ثنائية مع حكومة البلد‬
‫‪.‬المدين‬
‫وليس من صلحيات نادي باريس اتخاذ قرارات قانونية‪ ،‬والتفاقات الثنائية وحدها‬
‫ذات قيمة قانونية‪ .‬فعلى سبيل المثال بعد أن قرر النادي في يوليو‪ /‬تموز ‪1995‬‬
‫إعادة برمجة ‪ 7320‬مليون دولر من مديونية الجزائر لمدة ‪ 15‬سنة مع فترة‬
‫سماح لمدة أربع سنوات‪ ،‬عقدت الجزائر اتفاقات ثنائية مع الوليات المتحدة وكندا‬
‫واليابان و ‪ 14‬دولة أوروبية‪ .‬بطبيعة الحال يبرم كل اتفاق وفق الجراءات‬
‫الدستورية لكل بلد دائن‪ ،‬وعلى الصعيد العملي تعتمد هذه التفاقات على‬
‫‪.TOP‬التوصيات‪ ،‬لذلك جرت العادة على تسمية قرارات النادي بالتفاقات‬
‫‪TOP‬‬

‫أنماط إعادة الجدولة‬

‫تستند إعادة الجدولة على مبدأ كل حالة على حدة‪ ،‬والتفاق الخاص بدولة معينة ل‬
‫يسري على دولة أخرى حتى وإن تشابهت أحوالهما التجارية والمالية‪ .‬والقرار‬
‫المتخذ بشأن دين معين ل يسري على دين آخر لنفس الدولة‪ ،‬أضف إلى ذلك أن‬
‫الدول العربية تختلف اختلفا كبيرا في ما بينها من حيث ثقل مديونيتها وأوضاعها‬
‫القتصادية‪ ،‬كما ل يستخدم نادي باريس طريقة موحدة لعادة الجدولة‪ .‬وانطلقا‬
‫من هذه العتبارات بات من اللزم دراسة أنماط إعادة الجدولة المطبقة على‬
‫‪.‬البلدان العربية‬
‫النمط الول‪ :‬البنود التقليدية‬
‫ل توجد قواعد ثابتة في هذا النمط‪ ،‬فالمر متروك للدائنين‪ ،‬قد يقررون تأجيل‬
‫الدين لمدة ‪ 15‬سنة مع فترة سماح كما هو حال التفاق السابق الذكر مع الجزائر‪،‬‬
‫وقد تكون المدة أقصر كما هو حال أول اتفاق عقد مع المغرب عام ‪) 1983‬تسع‬
‫‪.‬سنوات من دون فترة سماح(‬
‫وطبق هذا النمط على الدول النامية المدينة بما فيها الدول العربية منذ إنشاء نادي‬
‫باريس وحتى النصف الول من عام ‪ ،1990‬فجميع التفاقات مع السودان )‬
‫‪ 1979‬و ‪ 1982‬و ‪ 1983‬و ‪ (1984‬وأربعة اتفاقات مع المغرب )‪ 1983‬و‬
‫‪ 1985‬و ‪ 1987‬و ‪ (1988‬واتفاق واحد مع الصومال )‪ (1985‬تمت بموجب‬
‫‪.‬البنود التقليدية‬
‫”ب‬
‫بينت الدراسات أن بنومد إعادةر جدولة الديومن غي ملئمة لديومنية البلدان الفقيةر حأيث أدت إل ارتفاع ي‬
‫خدمة ديومنا ارتفاعا كابيا ف فتةر قصيةرن‬
‫”ت‬
‫الدراسات والتقارير أن هذه البنود غير ملئمة لمديونية البلدان الفقيرة بدليل‬
‫ارتفاع خدمة ديونها ارتفاعا كبيرا في فترة قصيرة‪ .‬وحسب صندوق النقد الدولي )‬
‫‪ (3‬انتقلت خدمة ديونها من ‪ %17‬من الصادرات عام ‪ 1980‬إلى ‪ %30‬منها عام‬
‫‪ .1986‬ولسباب ل مجال لتفصيلها قرر مؤتمر قمة الدول السبع الكبرى المنعقد‬
‫بتورنتو عام ‪ 1988‬مبادئ جديدة لعادة جدولة ديون تلك البلدان‪ ،‬عندئذ ظهرت‬
‫أنماط أخرى وأصبحت البنود التقليدية تسري حاليا على الدول المدينة غير الفقيرة‬
‫وفق تصنيفات البنك العالمي‪ ،‬وخضعت ديون الجزائر عام ‪ 1994‬وعام ‪1995‬‬
‫‪.‬لهذه البنود‬
‫النمط الثاني‪ :‬بنود هيوستن لعام ‪1990‬‬
‫الديون العادية تعاد جدولتها لمدة ‪ 15‬سنة أو أكثر مع فترة سماح لمدة سنتين ‪0‬‬

‫‪.‬أو أكثر‪ ،‬وتحتسب الفوائد الجديدة حسب أسعار السوق‬


‫المساعدات الرسمية للتنمية تعاد جدولتها لمدة ‪ 20‬سنة مع فترة سماح لمدة‪ㄱ‬‬

‫‪ 10.‬سنوات‬
‫‪.‬يجب أل تزيد أسعار الفائدة الجديدة على أسعار الفائدة الصلية ‪ㄴ‬‬

‫يشترط لتطبيق هذه البنود أل يزيد الدخل الفردي في الدولة المدينة على ‪2995‬‬
‫دولرا‪ ،‬ويتعين أن تكون مديونيتها مرتفعة‪ ،‬وجرت العادة في نادي باريس على‬
‫‪:‬اعتبار المديونية مرتفعة إن انطبق عليها معياران من المعايير الثلثة التالية‬
‫‪.‬حجم المديونية يفوق ‪ %50‬من الناتج المحلي الجمالي ‪ㄷ‬‬

‫‪.‬حجم المديونية يزيد على ‪ %275‬من الصادرات ‪ㄹ‬‬

‫‪.‬خدمة الديون تفوق ‪ %30‬من الصادرات ‪ㅁ‬‬

‫وتتضمن هذه البنود إمكانية تبديل الديون شريطة موافقة الدول الدائنة‪ .‬ويمكن‬
‫تبديل ‪ %20‬من الديون العادية‪ ،‬في حين ل توجد نسبة محددة لتبديل المساعدات‬
‫الرسمية للتنمية‪ .‬ويتبدل الدين بعدة وسائل أهمها حصول الدولة الدائنة على سلع‬
‫من الدولة المدينة مقابل قيمة الدين‪ ،‬كما يمكن تبديل عملة السداد من قابلة للتحويل‬
‫إلى محلية‪ .‬وفي أغلب الحالت تتنازل الدولة الدائنة عن حقوقها لصالح‬
‫مستثمرين‪ ،‬ويقوم المستثمرون بمقايضة الدين مع الدولة المدينة بأسهم في شركات‬
‫‪.‬محلية أو بمبالغ نقدية بالعملة المحلية للبلد المدين تستخدم لقامة مشاريع فيه‬
‫حتى الربع الول من عام ‪ 2002‬تمت معاملة ‪ 16‬دولة وفق هذه البنود‪ ،‬والردن‬
‫في طليعة البلدان العربية التي طبقت عليها بنود هيوستن‪ ،‬وتعتمد المالية الداخلية‬
‫والخارجية لهذا البلد اعتمادا كبيرا على اليرادات الخارجية نظرا لضعف الموارد‬
‫‪:‬الذاتية‪ ،‬وتتخذ هذه اليرادات شكلين أساسيين‬
‫أولهما‪ :‬المساعدات النمائية بما فيها المنح المجانية المقررة من قبل بلدان ‪ㅂ‬‬

‫‪.‬الخليج والدول الغربية‬


‫‪.‬ثانيهما‪ :‬تحويلت العمال الردنيين المقيمين في الخارج ‪ㅅ‬‬

‫”ف‬
‫عانت الردن بعد حرب الخليج الثانية أثناء محاولتها إعادة جدولة ديونها للمرة‬
‫ع‬
‫الثانية من إجراءات تفاوض بطيئة جدا بسبب موقفها في هذه الحرب‪ ،‬ثم تغير‬
‫ل‬
‫الحال تماما بعد توقيعها اتفاقية السلم مع إسرائيل عام ‪ 1994‬فانخفض حجم الدين‬
‫ى‬
‫الخارجي الكلي للمملكة من ‪ %186‬من الناتج المحلي الجمالي عام ‪ 1991‬إلى‬
‫‪ %81‬منه عام ‪2000‬س‬
‫”ب‬
‫يل المثال في النصف الثاني من الثمانينيات تراجعت المساعدات الخارجية‬
‫وتحويلت الردنيين لهبوط أسعار النفط الذي أثر بشدة في مالية دول الخليج‪ .‬وقد‬
‫انعكس هذا المر مباشرة على مقدرة الردن على سداد ديونه الخارجية فاضطر‬
‫‪.‬إلى اللجوء لول مرة إلى نادي باريس في يوليو‪ /‬تموز ‪1989‬‬
‫كما تردى الوضع المالي للبلد مرة أخرى عقب حرب الخليج الثانية‪ ،‬فطلبت‬
‫الحكومة إعادة جدولة ديونها مرة ثانية‪ ،‬لكن ترتيبات التفاوض كانت بطيئة جدا‬
‫لسباب سياسية ترتبط بموقف الردن من هذه الحرب‪ .‬ولم يوقع التفاق الثاني مع‬
‫نادي باريس إل في نهاية فبراير‪ /‬شباط ‪ 1992‬إذ أعيدت جدولة ‪ 771‬مليون‬
‫دولر‪ .‬وطبقت على هذين التفاقين البنود التقليدية‪ ،‬ثم عقدت ثلثة اتفاقات أخرى‬
‫حسب بنود هيوستن في يونيو‪/‬حزيران ‪ 1994‬ومايو‪/‬أيار ‪ 1997‬ومايو‪/‬أيار‬
‫‪ 1999‬مع إمكانية تبديل الديون‪ ،‬وألغت الوليات المتحدة ‪ 696‬مليون دولر من‬
‫ديونها على الردن البالغة ‪ 950‬مليونا‪ ،‬وتم هذا اللغاء على ثلث مراحل‪190 :‬‬
‫مليونا عام ‪ ،1994‬و ‪ 252‬مليونا عام ‪ ،1995‬و ‪ 254‬مليونا عام ‪.1996‬‬
‫وقررت بريطانيا وألمانيا إعفاءات أخرى‪ .‬وفي النتيجة النهائية هبط الحجم الكلي‬
‫للديون الخارجية الردنية من ‪ %186‬من الناتج المحلي الجمالي عام ‪ 1991‬إلى‬
‫‪ %81‬منه عام ‪ .2000‬ويلحظ أن عمليات اللغاء تمت بعد معاهدة السلم مع‬
‫‪.TOP‬إسرائيل‬
‫‪TOP‬‬

‫النمط الثالث‪ :‬بنود نابولي لعام ‪1994‬‬


‫تلغى الديون العادية بنسبة ‪ %67‬كحد أقصى‪ ،‬وتعاد جدولة النسبة المتبقية ‪ㅇ‬‬

‫لمدة ‪ 23‬سنة مع فترة سماح لمدة ست سنوات بأسعار الفائدة السائدة في‬
‫‪.‬السوق‬
‫إعادة جدولة المساعدات الرسمية للتنمية لمدة ‪ 40‬سنة مع فترة سماح لمدة‪ㅈ‬‬

‫‪ 16.‬سنة‪ ،‬ول تزيد أسعار الفائدة الجديدة على أسعار الفائدة الصلية‬
‫يشترط أل يزيد الدخل الفردي للبلد المدين على ‪ 755‬دولرا‪ ،‬وتسري بنود ‪ㅊ‬‬

‫‪.‬هيوستن على إمكانية تبديل الدين‬


‫عقدت بموجب بنود نابولي اتفاقات مع ‪ 32‬دولة تعد من البلدان الكثر فقرا‪ ،‬منها‬
‫اتفاق واحد مع موريتانيا عام ‪ ،1995‬وجميع التفاقات مع اليمن عام ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997.‬و ‪2001‬‬
‫النمط الرابع‪ :‬بنود كولونيا لعام ‪1999‬‬
‫‪ㅋ‬‬ ‫الديون العادية تلغى بنسبة ‪ %90‬فأكثر‪ ،‬وتعاد جدولة النسبة المتبقية حسب‬
‫‪.‬بنود نابولي‬
‫‪.‬المساعدات الرسمية للتنمية تعامل كما وردت في بنود نابولي‪ㅌ‬‬

‫يمكن تبديل الدين حسب بنود هيوستن‪ ،‬ويشترط أن تستجيب الدولة المدينة ‪ㅍ‬‬

‫للشروط الواردة في بنود نابولي‪ ،‬كما يتعين أن يعتبرها صندوق النقد الدولي‬
‫والبنك العالمي من الدول الكثر فقرا ذات المديونية المرتفعة‪ .‬وقد وضعت‬
‫هاتان المؤسستان الدوليتان قائمة بالبلدان المؤهلة للستفادة من بنود كولونيا‬
‫‪.TOP‬وعددها ‪ 41‬دولة من بينها أربعة بلدان عربية سنذكرها لحقا‬
‫‪TOP‬‬

‫شروط إعادة الجدولة‬

‫ل يوافق نادي باريس على إعادة الجدولة إل إذا استفحل العجز في ميزان‬
‫مدفوعات الدولة المدينة أو ازدادت متأخرات ديونها‪ ،‬فهو يشترط إذن وجود حالة‬
‫عسر شديد تعرقل الوفاء باللتزامات المالية‪ .‬وتبرم التفاقات بعد تطبيق البرنامج‬
‫الصلحي الذي يقترحه صندوق النقد الدولي على الدولة المدينة‪ ،‬ويرمي هذا‬
‫البرنامج إلى توازن الميزانية العامة والميزان التجاري لن ضبط العجز المالي‬
‫يحد من التضخم ومعالجة العجز التجاري تقود إلى تقليل العتماد على التمويل‬
‫الخارجي‪ .‬ولتحقيق ذلك يتناول البرنامج جميع أدوات السياسة المالية والقتصادية‬
‫‪:‬المتعلقة بالمواضيع التالية‬
‫التجارة الخارجية ‪ㅎ‬‬

‫العملة المحلية‪ㄱ‬‬

‫النفقات العامة بمختلف صورها ‪ㄴ‬‬

‫كذلك الضرائب المباشرة وغير المباشرة‪ㄷ‬‬

‫‪.‬قوانين الستثمارات ‪ㄹ‬‬

‫مشكلة التطبيق‬
‫ل شك أن هذه الهداف ضرورية في جميع الحالت‪ ،‬إذ ل بد من سياسة مالية‬
‫وتجارية سليمة حتى في حالة غياب أزمة المديونية الخارجية‪ .‬لكن المشكلة تتعلق‬
‫بأساليب تحقيقها‪ ،‬فقد أثبتت تجارب البلدان العربية التي لجأت إلى إعادة جدولة‬
‫ديونها أن برامج الصلح القتصادي قادت إلى نتائج اجتماعية واقتصادية سيئة‪،‬‬
‫فمن أجل معالجة العجز المالي تنصل القطاع العام عن دوره في إحداث فرص‬
‫جديدة للعمل رغم استفحال البطالة وتقلص الدعم الحكومي للسلع الستهلكية‬
‫‪.‬الضرورية للمعيشة وازدادت الضرائب المباشرة وغير المباشرة‬
‫ومن الزاوية التجارية اعتمدت الصلحات بموجب تلك البرامج على تخفيض قيمة‬
‫العملة الوطنية‪ .‬ويرى صندوق النقد الدولي أن التخفيض يقود إلى تشجيع‬
‫الستثمارات الجنبية وتحويلت العمال المغتربين‪ ،‬وكذلك إلى معالجة عجز‬
‫الميزان التجاري وبالتالي إلى تقليص التمويل الخارجي فتخف أزمة المديونية‪ .‬أما‬
‫الدول المعنية فترى أن هذه العملية النقدية تمس أصحاب الدخول المنخفضة‬
‫وتحدث ردود فعل داخلية قد تكون عنيفة‪ ،‬كما أنها غير فاعلة في تحسين الوضاع‬
‫‪.‬التجارية‬
‫فعلى سبيل المثال طلب صندوق النقد الدولي من الحكومة الجزائرية عام ‪1992‬‬
‫)قبل إعادة الجدولة بسنتين( تخفيض قيمة الدينار بنسبة ‪ .%50‬رفضت الحكومة‬
‫في ذلك الحين هذا الطلب إذ لم تجد حكمة من تخفيض القيمة التعادلية للدينار‪ ،‬لن‬
‫الصادرات تقتصر على النفط والغاز الطبيعي‪ ،‬أي على مواد يجري تسعيرها في‬
‫السوق العالمية بالدولر ل بالدينار‪ .‬لكن الخلفات بين صندوق النقد الدولي والدول‬
‫المدينة تنتهي بترجيح وجهات نظر الصندوق حتى وإن كانت غير سليمة‪ ،‬لن‬
‫نادي باريس ل ينظر أساسا في طلبات إعادة الجدولة إل بعد موافقة صندوق النقد‬
‫الدولي‪ ،‬ول يتوقف المر عند هذا الحد‪ ،‬فل بد من الستمرار ببرامج الصلح‬
‫قبل وطيلة فترة التفاق على إعادة الجدولة‪ ،‬ففي المغرب مثل البرامج مطبقة منذ‬
‫‪.TOP‬عشرين سنة‬
‫‪TOP‬‬

‫خطورة إعادة الجدولة‬

‫ترتكز برامج صندوق النقد الدولي على تقليص النفقات وزيادة اليرادات دون أن‬
‫تعطي أهمية مماثلة لتحسين الصادرات وهي الطريق الطبيعية لخدمة الديون‬
‫الخارجية‪ ،‬فزيادة الصادرات تتطلب المزيد من رؤوس الموال الجنبية والقروض‬
‫‪.‬الخارجية‬
‫ولما كانت مالية الدولة المدينة في حالة عسر شديد فإن المستثمرين والمقرضين‬
‫يترددون كثيرا بل ويرفضون الستثمار والقراض‪ .‬ل تساعد تلك البرامج إذن‬
‫على سداد الديون بقدر ما تحاول منع اللجوء إلى القتراض مجددا‪ ،‬وهكذا هبطت‬
‫التدفقات الخارجية المتأتية من القروض فأصبحت التحويلت الصافية سلبية في‬
‫‪.‬القطار العربية‬
‫نتائج برامج إعادة الجدولة‬
‫حسب الدراسات )‪ (4‬لم تقد برامج الصندوق إلى تخفيف حدة المديونية بل أدت‬
‫إلى العكس تماما‪ ،‬ففي ‪ 36‬دولة نامية طبقت فيها هذه البرامج انتقل ثقل مديونيتها‬
‫الخارجية قياسا بالناتج المحلي الجمالي من ‪ %82‬في منتصف الثمانينيات إلى‬
‫‪ %154‬في منتصف التسعينيات‪ .‬أما في الدول النامية المدينة التي لم تطبق هذه‬
‫‪.‬البرامج فقد انتقل ثقل المديونية من ‪ %56‬إلى ‪ %76‬فقط في الفترة نفسها‬
‫”ت‬
‫إعادة جدولة مبلغ معين لمدة ‪ 15‬سنة يقود إلى دفع ضعف هذا المبلغ على القل‬
‫ق‬
‫في نهاية الفترة‬
‫”و‬
‫د‬
‫إعادة الجدولة إلى ارتفاع كلفة الدين‪ ،‬فعندما يؤجل مبلغ معين لمدة محددة‪ ،‬على‬
‫الدولة أن تدفع فوائد إضافية عند حلول مواعيد استحقاق الديون المؤجلة إذ تسري‬
‫الفوائد طوال فترة التأجيل‪ .‬ودون الدخول في التفاصيل الفنية فإن إعادة جدولة‬
‫مبلغ معين لمدة ‪ 15‬سنة تقود إلى دفع ضعف هذا المبلغ على القل في نهاية هذه‬
‫المدة‪ ،‬ناهيك عن أن الدولة المدينة ل تستطيع أن تقدر بدقة المبلغ الذي ستدفعه‬
‫فعل في فترة التأجيل‪ ،‬لن أسعار الفائدة قد تكون معومة أي غير محددة مقدما‬
‫لرتباطها بأحوال السوق‪ ،‬فعلى سبيل المثال فإن ‪ %35‬من القروض الخارجية‬
‫التونسية عقدت بأسعار معومة‪ .‬واضطرت الدول المدينة إلى التفاوض بشأن تأجيل‬
‫ديونها مما أدى إلى تراكمها وارتفاع الفوائد وكذلك إلى اتباع سياسات تقشفية في‬
‫مختلف الميادين‪ ،‬وبالتالي انقلبت الحلول إلى مشاكل إضافية ودخلت البلدان المدينة‬
‫‪.‬في حلقة مفرغة‬
‫ل بد للدول المثقلة بالديون من مراجعة سياساتها بدل من العتماد على الدائنين‪،‬‬
‫ففي أغلب الدول العربية هنالك مجالت واسعة لتنمية الصادرات وتقليص النفقات‬
‫‪.‬خاصة المصروفات العسكرية‬
‫عصا الديمقراطية‬
‫في الصل يسعى نادي باريس إلى التخفيف من وطأة الديون بغض النظر عن‬
‫أنظمة حكم البلدان المدينة‪ ،‬ولكن ظهرت منذ نهاية الثمانينيات فكرة ربط منح‬
‫الموارد المالية )القروض والمساعدات والهبات والستثمارات المباشرة(‬
‫‪.‬بالديمقراطية‬
‫في أغلب الحيان اعتمد مفهوم الديمقراطية هذا على مدى ملءمة أنظمة الحكم في‬
‫البلدان النامية مع التطلعات السياسية والمصالح القتصادية للدول المانحة‪ ،‬ولم يعد‬
‫ينظر إلى المشاكل الحقيقية كالفقر والبطالة واختلل الموازين الداخلية والخارجية‪،‬‬
‫وقد انعكس هذا التطور مباشرة على نادي باريس فراح يلغي ديون بعض الدول‬
‫‪.‬ويعيد جدولة ديون دول أخرى بشروط مختلفة أو يرفض القيام بهذا أو ذاك‬
‫يهتم نادي باريس بمصالح الدول الدائنة‪ ،‬وجميع أنماط إعادة الجدولة نابعة عن‬
‫قرارات اتخذتها مؤتمرات قمة الدول السبع الكبرى‪ ،‬لذلك يقترح البعض )‪(5‬‬
‫الستعاضة عن النادي بهيئة دولية تعبر عن تطلعات البلدان الدائنة والمدينة‬
‫‪.TOP‬وتشرف عليها منظمة المم المتحدة‬
‫‪TOP‬‬

‫إلغاء الديون الخارجية‬

‫”ا‬
‫عملية إلغاء الديون حاليا تثير المخاوف وتخلق جوا غير مريح إذ إنها تنطبق على الديون قبل إعادة جدولتها لول مرة وليس على أصل الدين الحالي كما أنها تلغي كلية أحيانا‬
‫على الديون العسكرية وليس على الديون المخصصة للتنميةل‬
‫”إ‬
‫لغاء يحذف الدين‪ ،‬في حين تقتصر إعادة الجدولة حسب البنود التقليدية على تغيير‬
‫تواريخ الستحقاق‪ .‬وحتى عام ‪ 1988‬كانت الدول الغربية الدائنة ممثلة بنادي‬
‫باريس تعارض بشدة هذه الفكرة مكتفية بإعادة الجدولة وفق البنود التقليدية‪ ،‬واتخذ‬
‫المدافعون عن قضايا العالم الثالث مواقف تتأرجح بين زيادة المساعدات الرسمية‬
‫‪.‬للتنمية وإلغاء الديون‬
‫ولما كانت القروض العسكرية تنسجم مع مصالح الدول المانحة‪ ،‬بات من اللزم‬
‫إلغاء جميع الديون الناجمة عنها بغض النظر عن المستوى القتصادي للدول‬
‫المدينة‪ .‬أما الديون المدنية المخصصة للتنمية فيتعين إلغاء نسبة منها تتناسب مع‬
‫درجة النمو‪ ،‬خاصة إن لم يسهم هذا النوع من القروض في تحسين الصادرات‬
‫الكفيلة بسداد الدين‪ ،‬وفي الوقت الحاضر يتم اللغاء على أسس مختلفة تماما تثير‬
‫‪.‬المخاوف وتخلق جوا غير مريح‬
‫لحظنا أن نسبة إلغاء الديون تصل حسب بنود كولونيا إلى أكثر من ‪ %90‬من‬
‫حجم الديون الخارجية‪ ،‬ولكن ما هي الدول المستفيدة من هذه البنود وكيف تحسب‬
‫هذه النسبة؟‬
‫كما ذكرنا فإن صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وضعا قائمة بأسماء الدول‬
‫المؤهلة للستفادة من بنود كولونيا من بينها أربعة بلدان عربية هي موريتانيا‬
‫واليمن والسودان والصومال‪ .‬وعلى الصعيد العملي عقد اتفاق واحد مع موريتانيا‬
‫عام ‪ 2000‬تناول ديون بلغ حجمها ‪ 99‬مليون دولر‪ .‬أما التفاق المبرم مع اليمن‬
‫عام ‪ 2001‬فقد استند إلى بنود نابولي ل إلى بنود كولونيا‪ .‬ولم يستطع السودان‬
‫منذ عام ‪ 1984‬والصومال منذ عام ‪ 1987‬التفاوض مع نادي باريس وبالتالي لم‬
‫‪.‬تتم إعادة جدولة ديونهما رغم تفاقم أزماتهما المالية‬
‫مشكلة حصر بنود كولونيا‬
‫إن حصر تطبيق بنود كولونيا في الدول ذات الدخل الفردي المنخفض لن يعالج‬
‫أزمة المديونية ومشكلة الفقر‪ ،‬فعلى افتراض إلغاء جميع ديون هذه البلدان العربية‬
‫الربعة سوف يتم حذف ‪ 25‬مليار دولر‪ ،‬أي أقل من ‪ %8‬من المديونية العربية‬
‫الكلية‪ ،‬ناهيك عن أن غالبية الفقراء يقيمون في البلدان العربية الخرى‪ ،‬وتصح‬
‫هذه الملحظة على المستوى العالمي أيضا‪ .‬هنالك دول مثقلة بالديون الخارجية‬
‫)كالهند وباكستان وبنغلديش وإندونيسيا ونيجيريا والمكسيك والبرازيل( غير‬
‫‪.‬مشمولة في تلك القائمة علما بأن ‪ %80‬من فقراء العالم يعيشون فيها )‪(6‬‬
‫اللغاء على أصل الدين‬
‫اللغاء ل يسري إل على قيمة الديون قبل إعادة جدولتها لول مرة‪ ،‬ونأخذ مثال‬
‫لذلك السودان‪ ،‬ففي عام ‪) 1979‬تاريخ أول اتفاق مع نادي باريس( بلغ الحجم‬
‫الكلي للديون الخارجية ‪ 3802‬مليون دولر‪ ،‬في تلك الفترة لم تكن الديون‬
‫المستحقة لعضاء نادي باريس تشكل سوى ‪ %21‬من الحجم الكلي‪ ،‬أي حوالي‬
‫‪ 800‬مليون دولر‪ ،‬أما الديون الخرى فقد نجمت عن قروض عقدت مع القطار‬
‫العربية وبلدان الكتلة الشرقية وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمؤسسات‬
‫‪.‬المصرفية )‪(7‬‬
‫مثال السودان‬
‫إذا افترضنا أن الدول الغربية قررت عام ‪ 2002‬إلغاء ‪ %90‬من ديون السودان‬
‫فإن هذه النسبة ل تسري على حجم الديون لعام ‪ 2002‬بل على حجمها لعام‬
‫‪ ،1979‬وفي ما يخص الديون المستحقة لعضاء نادي باريس فقط‪ ،‬وهكذا تطبق‬
‫نسبة ‪ %90‬على ‪ 800‬مليون دولر فيكون مبلغ اللغاء ‪ 720‬مليون دولر‪.‬‬
‫والحقيقة أنه قد ارتفعت ديون السودان في هذه الفترة بسبب الحرب الهلية وتراكم‬
‫المتأخرات وضعف الصادرات في عام ‪ 2002‬مما جعل ديونه الخارجية تتجاوز‬
‫‪ 20530‬مليون دولر ليحصل هذا البلد في نهاية المطاف على إلغاء بنسبة تقل‬
‫‪.‬عن ‪ %4‬من مجموع ديونه )العلقة بين ‪ 20530‬و ‪ 720‬مليون دولر(‬
‫دور العوامل السياسية في إلغاء الديون‬
‫بطبيعة الحال ما قيل عن السودان ينطبق أيضا على البلدان المدينة الخرى‪ ،‬لكن‬
‫إلغاء الديون قد يتجاوز إلى حد كبير بنود كولونيا عندما تتدخل عوامل سياسية‪،‬‬
‫ومنذ إنشاء نادي باريس وحتى الن لم تحصل أي دولة في العالم على تسهيلت‬
‫أكثر من تلك التي منحت لبولونيا ومصر‪ ،‬وقد أكد البيان القتصادي الختامي‬
‫لمؤتمر الدول السبع الكبرى المنعقد بلندن في يوليو‪ /‬تموز ‪ 1991‬على الطابع‬
‫الستثنائي لهذه التسهيلت‪ .‬وهذه إشارة واضحة موجهة للبلدان النامية المثقلة‬
‫‪.‬بديونها إلى عدم إمكانية حصولها على معاملة مماثلة )‪(8‬‬
‫في مايو‪ /‬أيار ‪ 1991‬تقرر إلغاء ‪ %50‬من ديون مصر الخارجية المستحقة لدول‬
‫نادي باريس‪ .‬فعلى سبيل المثال )‪ (9‬تنازلت الوليات المتحدة عن ديونها العسكرية‬
‫البالغة ‪ 7.1‬مليارات دولر‪ ،‬كما حصلت مصر على امتيازات من دول غير‬
‫أعضاء في النادي حيث قررت دول الخليج حذف ‪ 6.2‬مليارات دولر من‬
‫‪.‬المديونية المصرية‬
‫وحسب وجهة نظر الحكومة المصرية فإنه ل بد من هذا الجراء لن الدولة‬
‫تحملت خسارة بمبلغ ‪ 20‬مليار دولر بسبب أزمة الخليج التي أدت إلى انكماش‬
‫الصادرات وانخفاض تحويلت العمال المغتربين نظرا لعودة ‪ 600‬ألف شخص‬
‫‪.‬منهم إلى بلدهم‬
‫ومما ل شك فيه أن مصر تعاني من مشاكل مالية واقتصادية كثيرة وأن إلغاء‬
‫بعض الديون يساعد على خلق مناخ مناسب للتنمية‪ ،‬ولكن يجب أل يتم ربط هذا‬
‫اللغاء بخسارة غير موجودة أساسا‪ .‬فلم نجد في الحصاءات العربية والدولية ما‬
‫يدل على تلك الخسارة‪ ،‬بل بالعكس تماما )‪ (10‬لقد تحسن مركز ميزان المدفوعات‬
‫بسبب الزمة‪ ،‬فارتفعت الصادرات الكلية من ‪ 2853‬مليون دولر عام ‪ 1989‬إلى‬
‫‪ 3605‬مليين عام ‪ 1990‬وإلى ‪ 3857‬مليونا عام ‪ ،(11) 1991‬ونجمت هذه‬
‫الزيادة عن ارتفاع أسعار النفط في الفترة الواقعة بين أغسطس‪ /‬آب ‪1990‬‬
‫وفبراير‪ /‬شباط ‪ 1991‬فانتقل صافي عوائد الصادرات النفطية من ‪ 1019‬مليونا‬
‫عام ‪ 1989‬إلى ‪ 1396‬مليونا عام ‪ .(12) 1990‬كما تغير كليا مركز الميزان‬
‫التجاري الذي يشمل الميزان التجاري وتحويلت العمال المغتربين إذ سجل فائضا‬
‫بمبلغ ‪ 209‬مليين عام ‪ 1990‬وبمبلغ ‪ 2274‬مليونا عام ‪ 1991‬بعد أن كان‬
‫يعاني من عجز طيلة السنوات‪ .‬لم يحدث مثل هذا التحسن في أي دولة عربية‬
‫أخرى‪ .‬وشهدت المساعدات النمائية الخارجية زيادة هائلة مباشرة بعد أزمة‬
‫الخليج‪ ،‬فقد ارتفعت من ‪ 1569‬مليونا عام ‪ 1989‬إلى ‪ 5446‬مليونا عام ‪1990‬‬
‫أي بزيادة قدرها ‪ ،(13) %247‬ول توجد دولة أخرى سجلت مثل هذه الزيادة‬
‫‪.‬الكبيرة‬
‫قاد اللغاء إلى تخفيف عبء الديون المصرية حيث انتقل حجمها من ‪51696‬‬
‫مليون دولر عام ‪ 1989‬إلى ‪ 28179‬مليونا عام ‪ 1997‬أي ما يعادل على‬
‫التوالي ‪ %159‬و ‪ %37‬من الناتج المحلي الجمالي‪ .‬كما هبطت خدمة الديون في‬
‫هذه الفترة من ‪ 2739‬مليونا إلى ‪ 1366‬مليونا أي ‪ %83‬و ‪ %25‬من قيمة‬
‫الصادرات‪ .‬لهذا السبب ارتفع حجم الحتياطيات الرسمية للبنك المركزي من‬
‫‪ 1520‬مليونا إلى ‪ 18667‬مليونا‪ .‬لم تكن هذه المتيازات تستند إلى اعتبارات‬
‫اقتصادية بل كانت ثمنا لدور الحكومة المصرية في تحسين العلقات العربية مع‬
‫‪.‬إسرائيل ولوقوفها إلى جانب القوى المتحالفة ضد العراق إبان أزمة الخليج الثانية‬
‫أهداف حقيقية‬
‫”ا‬
‫تسعى الدول الصناعية الكبرى إلى استفحال المديونية الخارجية للبلدان النامية‬
‫ن‬
‫بطرق عديدة‪ ،‬منها بيع السلحة وتمويل مشاريع غير إنتاجية‪ ،‬ثم يجري إلغاء قسط‬
‫ط‬
‫من الديون يتناسب حجمه مع المكاسب السياسية والقتصادية للدول الدائنة‬
‫”ل‬
‫ا‬
‫قا من حالت إلغاء ديون البلدان العربية وغير العربية نستنتج أن الدول الصناعية‬
‫الكبرى تسعى إلى استفحال المديونية الخارجية لهذه البلدان بطرق عديدة‪ ،‬منها بيع‬
‫السلحة وتمويل مشاريع غير إنتاجية‪ ،‬ثم يجري إلغاء قسط من الديون يتناسب‬
‫حجمه مع المكاسب السياسية والقتصادية للدول الدائنة‪ ،‬فلو كانت هذه الدول‬
‫حريصة فعل على سلمة مالية البلدان المدينة وعلى مستوى معيشة مواطنيها‬
‫لبذلت الجهود في سبيل إزالة العقبات أمام صادرات البلدان المدينة‪ ،‬خاصة أن‬
‫التنظيم التجاري العالمي الجديد يدعو إلى ذلك‪ ،‬وعندئذ ترتفع مقدرة هذه البلدان‬
‫على مواجهة أزمتها المالية‪ ،‬وهكذا تتخلص من برامج صندوق النقد الدولي وتنتفي‬
‫الحكمة من إعادة الجدولة واللغاء‪ ،‬وتصبح العلقات القتصادية الدولية مبنية على‬
‫‪. TOP‬أسس سليمة‬
‫الخاتمة‬
‫بالنظر لتفاقم أزمة المديونية الخارجية لجأت البلدان العربية أكثر من ثلثين مرة‬
‫إلى نادي باريس لعادة برمجة التزاماتها المالية ناهيك عن التفاقات العديدة‬
‫المبرمة مع نادي لندن وتلك التي عقدت خارج إطار هذين الناديين‪ .‬وقد ممنحت‬
‫أقطار عربية امتيازات مالية مهمة تصل إلى إلغاء بعض ديونها‪ ،‬ولم تحصل‬
‫أقطار أخرى حتى على فترة سماح كافية‪ .‬تباينت هذه المعاملة نتيجة تدخل عوامل‬
‫سياسية وعدم العتماد على العتبارات المالية والمؤشرات القتصادية‪ .‬لكن إعادة‬
‫الجدولة لن تقود إلى معالجة المديونية العربية على المدى الطويل لنها كقاعدة‬
‫عامة تقتصر على تأجيل السداد‪ ،‬كما تستوجب تطبيق برامج مقترحة من قبل‬
‫‪.‬صندوق النقد الدولي تؤثر بصورة سيئة في معيشة المواطنين‬
‫لذا فقد بات من اللزم مواجهة السبب الساسي لزمة المديونية العربية المتمثل‬
‫بحدة التوترات السياسية التي تتطلب تخصيص مبالغ طائلة للنفاق العسكري‪،‬‬
‫والعمل على تقليص هذا النفاق سوف يقود إلى ارتفاع معدلت الستثمار والنتاج‬
‫والستهلك وإلى تحسن العلقات التجارية العربية الخارجية والبينية وبالتالي إلى‬
‫‪.TOP‬زيادة المقدرة المالية لخدمة الديون دون حاجة لعادة جدولتها‬
‫‪TOP‬‬
‫_______________‬
‫*‬ ‫باحث اقتصادي‬
‫‪:‬المصادر‬
‫‪.‬جامعة الدول العربية‪ ،‬التقرير القتصادي العربي الموحد‪1- 2001 ،‬‬
‫‪2- www.clubdeparis.org‬‬
‫‪3-‬‬‫روبرت باول‪ ،‬تخفيف أعباء الديون عن البلدان الفقيرة‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‬
‫‪.‬الصادرة عن صندوق النقد الدولي‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمبر‪ /‬كانون الول ‪2000‬‬
‫‪4- Kolko, G. “De la faillite des dôgmes”. Le Monde diplomatique. Paris. Mai 1998.‬‬
‫‪5- Dette & Développement‬‬
‫‪6- attac‬‬
‫‪7- World Bank. World Debt Tables. External Debt of Developing Countries. Washington. 1986-1987.‬‬
‫‪8- De la Chapelle, B. “Le Club de Paris et la dette mondiale depuis 1956”. La Documentation française n° 1992.‬‬
‫‪Juin 1993.‬‬
‫‪9-‬‬ ‫عزت أبو العز‪ ،‬تجربة جمهورية مصر العربية في مجال إدارة الدين العام‪،‬‬
‫صندوق النقد العربي‪ ،‬سلسلة بحوث ومناقشات حلقات العمل‪ .‬العدد الرابع‪ ،‬أبو‬
‫‪.‬ظبي ‪1998‬‬
‫صباح نعوش‪" ،‬أزمة المالية الخارجية في الدول العربية"‪ ،‬دار المدى‪ ،‬دمشق‪10- ،‬‬

‫‪1998.‬‬
‫‪.‬جامعة الدول العربية‪ ،‬التقرير القتصادي العربي الموحد لعام ‪11- 1996‬‬

‫‪.‬منظمة القطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬التقرير السنوي لعام ‪12- 1993‬‬
‫‪13- OCDE. Le rapport annuel de 1994‬‬

‫نادي باريس‬

‫ن‬ ‫ادي باريس هو مجموعة غير رسمية من الدول‬


‫ا‬ ‫لدائنة التي تسعى ليجاد حلول ملئمة للصعوبات‬
‫ا‬ ‫‪.‬لتي تواجهها الدول المدينة في سداد ديونها‬
‫ا‬ ‫لنشأة والعضوية‬
‫ع‬ ‫قد أول اجتماع مع دولة مدينة عام ‪ 1956‬عندما‬
‫و‬ ‫افقت الرجنتين على الجتماع بدائنيها العموميين‬
‫ف‬ ‫ي باريس‪ .‬وبما أن نادي باريس عبارة عن‬
‫مجموعة غير رسمية فليس هناك تاريخ تأسيس‪ ،‬ويبلغ عدد أعضاء النادي ‪19‬‬
‫عضوا دائما هم‪ :‬النمسا وأستراليا وبلجيكا وكندا والدانمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا‬
‫وإيرلندا وإيطاليا واليابان وهولندا والنرويج وروسيا التحادية وإسبانيا والسويد‬
‫وسويسرا وبريطانيا والوليات المتحدة الميركية‪ .‬أما الدول المدينة فعددها ‪77‬‬
‫‪.‬دولة في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الجنوبية‬
‫الهدف العام‬
‫تسعى الدول العضاء في نادي باريس إلى إيجاد حلول ملئمة للصعوبات التي‬
‫تواجهها الدول المدينة في سداد ديونها‪ .‬وتتفق الدول الدائنة العضاء في النادي‬
‫على تغيير أساليب سداد الديون المستحقة لهم‪ .‬ويجتمع النادي بالدول المدينة التي‬
‫تحتاج إلى دين عاجل والتي نفذت والتزمت بتنفيذ الصلحات اللزمة لتحسين‬
‫وضعها القتصادي والمالي‪ .‬وهذا يعني من الناحية العملية ضرورة أن يكون‬
‫‪.‬للدولة المدينة برنامج مع صندوق النقد الدولي مدعوم باتفاق مشروط‬
‫ومنذ عام ‪ 1956‬أبرمت الدول الدائنة العضاء في النادي ما يزيد على ‪343‬‬
‫اتفاقية تتعلق بـ ‪ 77‬دولة مدينة‪ ،‬ومنذ عام ‪ 1983‬بلغ مجموع الدين المغطى في‬
‫‪.‬هذه التفاقيات ‪ 389‬مليار دولر‬
‫وبصفته مجموعة غير رسمية فليس للنادي أي قوانين تشريعية‪ ،‬المر الذي يمنح‬
‫الدول الدائنة العضاء مرونة في مواجهة المواقف الخاصة لكل دولة مدينة تواجه‬
‫صعوبات في سداد ديونها‪ .‬ومع ذلك فقد وضعت الدول الدائنة عددا من القواعد‬
‫والمبادئ المفيدة لتأمين أي اتفاق يتم إبرامه بين الدول الدائنة من ناحية والدول‬
‫المدينة من ناحية أخرى‪ ،‬وهذه القواعد والمبادئ مقبولة من قبل كافة الطراف‬
‫وتشمل اتخاذ القرارات لكل حالة على حدة‪ ،‬والجماع والظرفية والتضامن وقابلية‬
‫‪.‬المقارنة للمعاملة‬
‫وتلتقي الدول الدائنة من ‪ 10‬إلى ‪ 11‬مرة في العام للتفاوض أو التباحث فيما بينهم‬
‫بشأن موقف الديون الخارجية للدول المدينة أو القضايا المنهجية الخاصة بديون‬
‫‪.TOP‬الدول النامية‪ ،‬وتعقد هذه الجتماعات في باريس‬
‫‪TOP‬‬
‫_______________‬
‫‪:‬المصدر‬
‫نادي باريس‬
‫الستثمارات العربية ف الارج‬

‫إعداد‪ /‬محمد عبد العاطي*‬

‫بينما تبلغ ديون العالم العربي حوالي ‪ 560‬مليار دولر ما بين خارجية وداخلية‬
‫تتراوح الستثمارات العربية في الخارج ما بين ‪ 800‬و ‪ 2400‬مليار دولر‪ ،‬المر‬
‫الذي يثير أكثر من علمة استفهام‪ :‬لماذا هاجرت هذه الموال؟ وكيف يمكن‬
‫استعادتها؟ وما مستقبلها خاصة بعد أحداث سبتمبر‪/‬أيلول في الوليات المتحدة‬
‫الميركية وتوابعها؟‬
‫حجم الستثمارات الخارجية‬
‫المعلومات الدقيقة عن حجم الستثمارات العربية بالخارج غير متوافرة شأنها شأن‬
‫الكثير من المعلومات الساسية عن جوانب هامة في حياتنا السياسية والقتصادية‬
‫والجتماعية العربية‪ ،‬وذلك لسبب جوهري هو أن ل أحد في العالم العربي يهتم‬
‫‪.‬بتكوين قواعد معلومات أو إحصائيات دقيقة ومنتظمة في هذه الموضوعات‬
‫والستثمارات العربية بالخارج ليست استثناء من هذا‪ .‬فكل ما ذكر من أرقام حول‬
‫هذا الموضوع المهم ل يعدو أن يكون تقديرات باحثين ومحللين اقتصاديين وبعض‬
‫المراكز والمؤسسات القتصادية‪ ،‬أهمها وأدقها صندوق النقد العربي‪ ،‬ومجلس‬
‫‪.‬الوحدة القتصادية العربية‪ ،‬والمؤسسة العربية لضمان الستثمار‬
‫ومع ذلك فحتى هذه المؤسسات تكاد ل تتفق على رقم تقريبي لحجم الموال‬
‫العربية المستثمرة في الخارج‪ ،‬إذ تقدرها المؤسسة العربية لضمان الستثمار ما‬
‫بين ‪ 800‬و ‪ 1000‬مليار دولر‪ ،‬في حين يقدرها مجلس الوحدة القتصادية‬
‫العربية بـ ‪ 2400‬مليار‪ .‬والسبب الجوهري في هذا التباين ‪-‬إضافة إلى غياب‬
‫قواعد المعلومات الدقيقة في حياتنا العربية بصفة عامة‪ -‬هو طبيعة هذه‬
‫الستثمارات نفسها التي يحرص معظم أصحابها على إضفاء طابع السرية عليها‪،‬‬
‫وطبيعة النظام المصرفي العالمي‪ ،‬إضافة إلى طابع السيولة الذي يغلب على معظم‬
‫هذه الستثمارات خاصة غير المباشرة منها كتلك التي تتم في السهم والسندات في‬
‫‪.‬البورصات العالمية‬
‫أنواع الستثمارات‬
‫معظم الستثمارات العربية في الخارج هي استثمارات خاصة أي يملكها أفراد من‬
‫جنسيات عربية مختلفة‪ ،‬مع بعض الستثمارات العامة التي تعود ملكيتها إلى‬
‫الحكومات العربية وبخاصة الحكومات الخليجية التي تحاول استثمار العوائد‬
‫‪.‬الضخمة للنفط والغاز في أسواق المال الجنبية‬
‫وتتوزع هذه الموال ما بين استثمارات مباشرة متنوعة في العقارات والراضي‬
‫والشركات التجارية والمشاريع السياحية وغيرها‪ ،‬وأخرى غير مباشرة في السهم‬
‫‪.‬والسندات‬
‫أهميتها‬
‫”ي‬
‫العال العرب أقل مناطق العال جذبا للستثمار وأكاثرها طردا له إذ ل تتجاوز حأصته من الستثمارات ح‬
‫الجنبية الارجية الباشرةر ‪ 9.5‬مليارات دولر من جلة الستثمارات العالية البالغة ‪ 865‬مليارا أي أن ت‬
‫نسبتها ل تتعدى ‪ %1‬فقطا‬
‫ج‬
‫ف حأي بلغت استثماراته بالارج أكاثر من ‪ 800‬مليار دولر‬
‫”ا‬
‫لقتصاد العربي إلى الموال العربية المهاجرة بشدة أو على أقل تقدير إلى بعضها‪.‬‬
‫فالدول العربية تدخل ضمن أقل دول العالم جذبا للستثمارات وتدخل أيضا ضمن‬
‫‪.‬أكثر الدول طردا لها‬
‫فوفقا لتقديرات مجلس الوحدة القتصادية في تقريره الصادر عام ‪ 2000‬بلغ أعلى‬
‫معدل للتدفق الستثماري الجنبي المباشر في الدول العربية ‪ 9.5‬مليارات دولر‬
‫بنسبة ل تتجاوز ‪) %1‬معظمها في مجال النفط( من إجمالي الستثمارات العالمية‬
‫التي تقدر بـ ‪ 865‬مليار دولر‪ ،‬وبنسبة ‪ %4.2‬من جملة الستثمارات العالمية‬
‫في الدول النامية والبالغة ‪ 207‬مليارات دولر‪ .‬وفي المقابل استقطبت الصين‬
‫‪.‬وحدها في العام نفسه حوالي ‪ 70‬مليار دولر‬
‫ولذا كان العمل على استقطاب تلك الستثمارات أو على القل استعادة بعضها‬
‫كفيل بتحسين صورة القتصاد العربي المشوهة التي يكفي للدللة عليها أن نشير‬
‫فقط إلى الحقائق القتصادية التالية استنادا إلى التقرير القتصادي العربي الموحد‬
‫‪:‬لعام ‪2001‬‬
‫بلغت الفجوة الغذائية العربية ‪ 20‬مليار دولر طبقا لتقديرات مجلس الوحدة ‪0‬‬

‫‪.‬القتصادية العربية عام ‪ 2001‬وتزداد تبعا للمصدر نفسه بواقع ‪ %3‬سنويا‬


‫‪ㄱ‬‬ ‫وصل عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي إلى ‪ 18‬مليون نسمة من‬
‫مجموع القوى العاملة البالغة ‪ 98‬مليون نسمة ومن جملة السكان الذين بلغوا‬
‫‪ 280.‬مليون نسمة عام ‪2001‬‬
‫يعيش حوالي ‪ 62‬مليون عربي أي ما نسبته ‪ %22‬من جملة السكان على ‪ㄴ‬‬

‫‪.‬دولر واحد فقط في اليوم‬


‫ويعيش ‪ 145‬مليون عربي أي قرابة ‪ %52‬من تعداد السكان العرب‪ ،‬على ‪ㄷ‬‬

‫‪.‬دخل يومي يتراوح ما بين ‪ 2‬و ‪ 5‬دولرات‬


‫‪:‬يعيش المليين من العرب تحت خط الفقر كما يظهر من الجدول التالي ‪ㄹ‬‬
‫الدولة‬ ‫نسبة من يعيشون تحت خط الفقر‬

‫موريتانيا‬ ‫‪57%‬‬

‫اليمن‬ ‫‪27%‬‬

‫مصر والجزائر‬ ‫‪23%‬‬

‫المغرب‬ ‫‪19%‬‬

‫الردن‬ ‫‪12%‬‬

‫تونس‬ ‫‪6%‬‬

‫دول الخليج الست‬ ‫‪%‬أقل من ‪1‬‬


‫المصدر‪ :‬التقرير القتصادي العربي الموحد لعام ‪2001‬‬
‫جغرافيا الستثمارات‬
‫”ت‬
‫تقدر الموال الخليجية المهاجرة إلى دول العالم بـ ‪ 730‬مليار دولر منها ‪365‬‬
‫ت‬
‫مليارا في دول التحاد الوروبي وحدها و ‪ 365‬مليارا أخرى في بقية دول‬
‫ر‬
‫وتجمعات العالم القتصادية المختلفة‬
‫”ك‬
‫ز‬
‫معظم الستثمارات العربية في أوروبا والوليات المتحدة الميركية‪ .‬ففي أوروبا‬
‫تحتل سويسرا وبريطانيا وفرنسا المركز الول بين الدول الغربية الجاذبة لهذه‬
‫الستثمارات‪ ،‬ثم تأتي الوليات المتحدة الميركية بعد ذلك‪ .‬كما توجد استثمارات‬
‫عربية قليلة في آسيا وبخاصة في ماليزيا وسنغافورة‪ .‬والسباب التي جعلت هذه‬
‫الدول جاذبة للستثمارات العربية كثيرة‪ :‬أهمها الستقرار السياسي والقتصادي‬
‫اللذان تتمتع بهما‪ ،‬إضافة إلى طبيعة النظام المصرفي لديها ‪-‬وبالخص سويسرا‪-‬‬
‫‪.‬والذي يتمتع بنظام السرية وهو ما يروق لبعض المستثمرين العرب‬
‫ومن غير المعلوم على وجه الدقة حجم الستثمارات العربية في كل بلد أجنبي‬
‫على حدة‪ ,‬وذلك لن حجم هذه الستثمارات كلها أساسا غير معروف‪ .‬إل أن‬
‫تقريرا اقتصاديا صادرا عن مركز دراسات الخليج عام ‪ 2001‬قدر الموال‬
‫المهاجرة لدول الخليج وحدها إلى دول التحاد الوروبي فقط بـ ‪ 365‬مليار‬
‫دولر و ‪ 365‬مليار دولر أخرى في بقية دول وتجمعات العالم القتصادية‬
‫الخرى‪ .‬أما بقية الستثمارات من بقية الدول العربية فغير معروف على وجه‬
‫‪.‬التحديد‬
‫واقاع الستثمارات العربية ‪ -‬العربية‬
‫في الوقت الذي تتدفق فيه رؤوس الموال العربية للستثمار في الخارج )‪- 800‬‬
‫‪ 2400‬مليار دولر( نجد أن الستثمارات العربية المشتركة شحيحة للغاية لعدة‬
‫‪:‬أسباب منها‬
‫‪:‬افتقاد الستقرار التشريعي ‪-‬‬

‫”ي‬
‫حرية نقل أرباح المستثمر والمطالبة بتدويرها داخل البلد الذي يستثمر فيه والبيرقراطية والروتين ع‬
‫اللذان يتطلبان منه التعامل مع عشرات الجهات واستخراج عشرات الذونات‪ ،‬كلها عوائق ي‬
‫تشريعية أمام عودة الستثمارات العربية في الخارجش‬
‫”ا‬
‫لعالم العربي في معظمه حالة من التخبط التشريعي وعدم ثبات القوانين الحاكمة‬
‫للعملية الستثمارية‪ ,‬مما يجعل رأس المال غير آمن فيضطر للبحث عن المان‬
‫والستقرار التشريعي في أماكن أخرى‪ .‬فعلى سبيل المثال توجد في العالم العربي‬
‫دول تحد من حرية نقل أرباح المستثمر وتطالبه بتدويرها داخل البلد الذي‬
‫يستثمر فيه‪ .‬وهناك من تضع قايودا على رغبة المستثمر في حال تصفية‬
‫مشروعه للخروج من البلد‪ .‬هذا إضافة إلى البيرقاراطية والروتين الخانق الذي‬
‫يعانيه المستثمر والذي يتطلب منه التعامل مع عشرات الجهات واستخراج‬
‫عشرات الذونات والتصاريح منذ أن يتقدم بطلب الستثمار حتى الحصول على‬
‫الموافقة الرسمية‪ ،‬وفي كل خطوة من هذه الخطوات عليه أن يدفع رشى وإل‬
‫تعطلت أعماله‪ ،‬وهي على كل حال تتعطل وتتأخر ويضيع فيها وقات كبير مما‬
‫‪.‬يؤثر على العائد القاتصادي للمشروع‬
‫إذا منحت إحدى الدول العربية على سبيل المثال إعفاء ضريبيا مدته خمس سنوات‬
‫على المشاريع الستثمارية في منطقة ما‪ ،‬فإن المستثمر يقضي من هذه المدة ثلث‬
‫سنوات على القل لستخراج التصاريح والذونات المطلوبة‪ .‬كل هذا ل يزال‬
‫يحدث رغم أن العديد من الدول طورت قوانين وإجراءات الستثمار بها لكنها ل‬
‫‪.‬تزال دون المستوى المطلوب‬
‫‪:‬افتقاد البنية التحتية ‪-‬‬
‫”ت‬
‫تتاج الدول العربية إل ‪ 50‬مليار دولر بنية تتية ف مال الياه و ‪ 90‬مليار دولر ف مال التصالتف‬
‫خلل السنومات العشرةر القادمة حأت تكومن قادرةر على جذب الستثمارات الارجيةت‬
‫”ق‬
‫د العديد من الدول العربية البنية التحتية اللزمة للستثمار من كهرباء ومياه‬
‫‪.‬وطرق مرصوفة وجسور وأسطول للنقل البحري والجوي‪..‬إلخ‬
‫ففي مجال المياه والكهرباء تحتاج الدول العربية إلى ‪ 50‬مليار دولر بنية تحتية‪،‬‬
‫وفي مجال التصالت تحتاج إلى ‪ 90‬مليار دولر خلل السنوات العشرة القادمة‬
‫‪.‬حتى تكون قادرة على جذب الستثمارات الخارجية‬
‫وتمثل عملية النقل واحدة من أهم معوقات الستثمار‪ .‬فإلى الن ل توجد لدى الدول‬
‫العربية أساطيل من طائرات النقل والشحن الجوي مما يضطر المستثمر إلى‬
‫تصدير منتجاته إما في طائرات مدنية أو عن طريق التنسيق الفردي فيما بينهم‬
‫لحجز مساحات في إحدى الطائرات الكبيرة لنقل منتجاتهم إلى السواق الخارجية‬
‫‪.‬لتقليل النفقات‬
‫فإذا قارنا مشكلت النقل التي تواجه المستثمر العربي بحالة النقل في الدول الجاذبة‬
‫للستثمار وجدنا تلك الدول تمتلك أساطيل عملقة للنقل والشحن الجوي والبحري‬
‫وتشجع مستثمريها ومصدريها بشتى الطرق على استخدامها‪ .‬وتتنافس شركات‬
‫النقل في تقديم أرخص العروض لعمليات النقل‪ ،‬المر الذي يغري المستثمرين‬
‫‪.‬باستثمار أموالهم في تلك الدول‬
‫‪:‬افتقاد السياسات النقدية ‪-‬‬

‫من المعوقات الخرى التي تقف حائل أمام عودة الستثمارات العربية في الخارج‬
‫السياسات النقدية في العديد من الدول العربية والتي تحتاج إلى إعادة نظر خاصة‬
‫‪:‬فيما يتعلق بارتفاع أسعار الفائدة‪ .‬فارتفاع أسعار الفائدة يتسبب في‬
‫ارتفاع تكلفة التشغيل ‪ㅁ‬‬

‫الحد من التوسعات المستقبلية‪ㅂ‬‬

‫تحول الستثمارات المباشرة إلى استثمارات غير مباشرة‪ㅅ‬‬

‫تحول الستثمارات غير المباشرة إلى استثمارات قصيرة الجل مما يرفع ‪ㅇ‬‬

‫من المخاطرة بالنسبة للقتصاد القومي إذا اعتمد عليها كلية كما كان الحال‬
‫في دول جنوب شرق آسيا إبان الزمة المالية التي ضربت اقتصادها عام‬
‫‪ 1997.‬والتي ل تزال تعاني آثارها حتى الن‬
‫‪:‬افتقاد الشفافية ‪-‬‬

‫يشعر المستثمرون العرب بحاجتهم إلى الشفافية ووضوح الرؤية لدى الحكومات‬
‫‪.‬العربية خاصة فيما يتعلق بالسياسيات الجتماعية والقتصادية وقوانين العمل‬
‫والمقصود بالشفافية هنا هو الشعور بأن التنافس الشريف ونظافة الجراءات وعدم‬
‫اللجوء إلى التحايل والرشوة واستغلل النفوذ هي السبيل لخروج المشروع‬
‫‪.‬الستثماري إلى الوجود وظهور نتائجه القتصادية‬
‫أما وضوح الرؤية فيتمثل في أن تحدد الحكومات أهدافها وتعيد ترتيب أولوياتها‬
‫بالنسبة للمشروعات التي تريد تشجيعها لخدمة خطط التنمية لديها‪ ،‬وأن تتسم‬
‫‪.‬قراراتها على مختلف المستويات بدقة الصياغة والوضوح ليسهل تنفيذها‬
‫ل نستطيع القول إن هذه السباب تعاني منها كل الدول العربية بنفس الدرجة‬
‫ولكنها تزداد أحيانا في بعض البلدان وتقل في أخرى‪ ،‬غير أن العملية الستثمارية‬
‫في جملتها تعاني من هذه العلل وتكاد تكون شكاوى المستثمرين جميعها متشابهة‬
‫‪.‬فيما سبق عرضه‬
‫الستثمار العربي بعد أحداث سبتمبر‬
‫تعرضت الستثمارات العربية في الدول الجنبية لنتكاسة كبيرة بعد أحداث‬
‫سبتمبر‪/‬أيلول في الوليات المتحدة الميركية التي اتهم فيها على الفور العرب‬
‫‪:‬والمسلمون‪ .‬وتركزت التأثيرات القتصادية لتلك الحداث في النقاط التالية‬
‫‪.‬صودرت بعض الستثمارات العربية لمجرد الشتباه‪ㅈ‬‬

‫تعرضت الستثمارات الخرى في أسواق المال العالمية لهزات عنيفة ‪ㅊ‬‬

‫خاصة بعد أن تراجعت أسعار الفائدة على الدولر ‪ 11‬مرة في عام ‪2001‬‬
‫‪.‬وحده‬
‫‪.‬انخفضت بشكل ملحوظ الستثمارات المباشرة القادمة إلى الدول العربية‪ㅋ‬‬

‫‪.‬ارتفعت تكاليف القتراض لدى كثير من الدول العربية‪ㅌ‬‬

‫كل ذلك أدى إلى تراجع النمو في الدول العربية بنحو ‪ %4‬عام ‪ ،2001‬ومن‬
‫‪.‬المتوقع أن يصل إلى نحو ‪ %3.6‬عام ‪2002‬‬
‫ويقدر أن يصل هذا المعدل في تونس والمغرب ما بين ‪ %6 - 5‬وفي كل من‬
‫‪%.‬الردن ومصر ‪ %3.9 - 2.33‬وفي دول الخليج ما بين ‪5 - 2.5‬‬
‫أما عن حجم الخسائر العربية في السواق المالية الغربية بعد تلك الحداث فهو‬
‫غير معروف لن أصول هذه الموال غير معلنة وغير معروفة على وجه الدقة‪.‬‬
‫كما ل يعرف أيضا حجم الموال العربية العائدة في أعقاب تلك الحداث‪ .‬وكانت‬
‫‪.‬أكبر تأثيرات تلك الحداث على قطاعي النفط والسياحة‬
‫‪:‬انخفاض عائدات النفط ‪-‬‬

‫فبينما كان متوقعا أن ترتفع أسعار النفط في أعقاب تلك الحداث مما كان سيعود‬
‫بالفائدة على الدول العربية المصدرة للنفط وبالتالي تقلل ولو بعضا من خسائر‬
‫أموالها المستثمرة في الخارج‪ ،‬فإن ما حدث هو عكس ذلك إذ انخفضت أسعار‬
‫النفط بنسبة ‪ %20‬عما كان الحال قبل سبتمبر‪/‬أيلول نتيجة زيادة المعروض في‬
‫أسواق النفط العالمية‪ ،‬والتي أرجعها بعض الخبراء القتصاديين إلى إسراع الدول‬
‫العربية الغنية المصدرة للنفط بزيادة إنتاجها بعد أن كثر الحديث عن تورط بعض‬
‫‪.‬رعاياها في تلك التفجيرات‬
‫‪:‬انخفاض عائدات السياحة ‪-‬‬

‫ولم تسلم بقية القطاعات غير النفطية من الضرر الذي لحق بها بعد أحداث‬
‫سبتمبر‪ ،‬فقد خسر القتصاد المصري على سبيل المثال ‪ %50‬من إيرادات السياحة‬
‫التي تمثل واحدة من أهم إيرادات الدولة‪ .‬وخسر القتصاد التونسي ‪ %22‬من‬
‫‪.‬جملة إيرادات السياحة لديه‬
‫أما عن قدرة أسواق المال العربية على استعادة هذه الموال المهاجرة فالمر‬
‫يحتاج إلى جانب إزالة أسباب معوقات الستثمار السابقة‪ ،‬إلى فترة زمنية تشعر‬
‫فيها الموال المهاجرة بحتمية العودة إلى الستثمار داخل الوطن‪ .‬وهناك من‬
‫القتصاديين من يرى أن المطالبة بعودتها الن ربما يكون فيه من العاطفة أكثر‬
‫من النظرة القتصادية رغم ما في هذه المطالبة من أهمية إستراتيجية‪ ،‬ويؤكد‬
‫ضرورة اختيار التوقيت المناسب للعودة حتى تستعيد تلك الموال بعضا مما‬
‫‪.‬خسرته خلل العامين الماضيين‬
‫وإلى أن يأتي هذا التوقيت المناسب فإنه ل أحد يستطيع حث هذه الموال على‬
‫العودة إلى أوطانها مرة أخرى أكثر من الحكومات العربية التي بيدها الخيوط‬
‫‪.TOP‬التشريعية والقتصادية والمناخ السياسي المستقر والمطلوب‬
‫‪TOP‬‬
‫_______________‬

‫*‬ ‫قسم البحومث والدراسات‪-‬الزيرةر نت‬


‫‪:‬المصادر‬
‫‪.‬الحصاد القتصادي لعام ‪ ،2001‬صندوق النقد العربي ‪1-‬‬

‫‪.‬التقرير القتصادي العربي الموحد لعام ‪2- 2001‬‬

‫القدرة التنافسية للسواق العربية في السواق العالمية‪ ،‬معهد السياسات ‪3-‬‬

‫القتصادية‪ ،‬تحرير د‪ .‬علي توفيق الصادق‪ ،‬سلسلة بحوث ومناقشات حلقات‬


‫العمل‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬من ‪ 7 - 5‬أكتوبر‪/‬تشرين الول ‪ ،1999‬أبو ظبي‪،‬‬
‫‪.‬المارات‬
‫معوقات الستثمار في العالم العربي‪ ،‬د‪ .‬محمود عمارة‪ ،‬رئيس جمعية رجال ‪4-‬‬

‫‪.‬العمال المصريين في فرنسا‪ ،‬برنامج بل حدود‪ ،‬قناة الجزيرة‬


‫‪.‬المؤسسة العربية لضمان الستثمار‪ ،‬التقرير السنوي ‪5- 1999‬‬
‫‪6- Middle East, International Monetry Fund‬‬
‫‪7- Country Profiles, The World Bank Group‬‬
‫‪8- Total External Trade Of Arab Country, Arab Trade Financing Program‬‬
‫آفاق الستقبل‬

‫د‪ .‬صباح نعوش‬


‫كيف يمكن للعالم العربي أن يتخفف من ديونه تمهيدا للتخلص منها نهائيا؟ هذا ما‬
‫‪:‬تحاول هذه الدراسة الجابة عليه وفق ثلثة مبادئ أساسية‬
‫‪.‬أن تكون هذه الحلول ممكنة التطبيق ‪1-‬‬

‫‪.‬أل تؤثر سلبيا في مجرى الحياة القتصادية والجتماعية ‪2-‬‬

‫‪.‬أن تتسم هذه الحلول بالستمرار ‪3-‬‬

‫صعود صاروخي في حجم الديون‬


‫تضاعفت الديون الخارجية للدول العربية في العقدين الماضيين سبع مرات إذ زاد‬
‫حجمها من ‪ 49‬مليار دولر في عام ‪ 1980‬إلى ‪ 325‬مليارا في عام ‪.(1) 2000‬‬
‫ولم يصاحب هذا الرتفاع زيادة مماثلة في الناتج المحلي الجمالي‪ .‬في بداية الفترة‬
‫كانت الديون الخارجية تشكل ‪ %12‬من الناتج المحلي الجمالي العربي‪ ،‬فأصبحت‬
‫ل على مالية الدولة وتؤثر‬‫في نهايتها ‪ %46‬منه‪ .‬وتشكل خدمة هذه الديون عبئا ثقي ل‬
‫تأثيرا سلبيا في الحياة القتصادية والجتماعية‪ ،‬كما لم تصمم إعادة الجدولة إل‬
‫لتأجيل المشكلة‪ ،‬أما إلغاء الديون فتعتمد على اعتبارات سياسية بحتة ناهيك عن‬
‫‪.‬ضعف فاعليتها‬
‫دقاة التشخيص‬
‫تتطلب المعالجة الحقيقية لزمة المديونية تشخيصا دقيقا لسبابها‪ .‬هنالك كتابات‬
‫عديدة تشير إلى أن المديونية الخارجية ناجمة عن قلة الدخار المحلي مقارنة‬
‫بطموحات الخطط القتصادية‪ ،‬إذ إن القروض تنمي هذا الدخار فيرتفع النتاج‬
‫‪.‬وتتحسن الصادرات ويسهل لحقا سداد الديون‬
‫مشكلة السياسات المالية‬
‫لكن هذا التحليل الذي يشجع في نهاية المطاف على الستدانة ل يمت بصلة لواقع‬
‫مديونية الدول العربية‪ ،‬فل تشكو هذه الدول من ضعف مدخراتها بقدر ما تعانى‬
‫من عدم فاعلية السياسات المالية والقتصادية في توجيه الموال العامة نحو‬
‫‪.‬الستثمار النافع‬
‫النفاق الخاطئ‬
‫كما لم يخصص الجزء الكبر من القروض للتنمية بل لشراء معدات عسكرية‬
‫وتمويل مشاريع ضعيفة النتاجية‪ .‬فل علقة لزمة الديون بالتنمية‪ .‬فقد عرفت‬
‫البلدان العربية على اختلف مستوياتها القتصادية تطورا ملموسا في الستينيات‬
‫دون حاجة فعلية للتمويل الخارجي‪ ،‬لذلك لم تكن مشكلة المديونية مطروحة بحدة‪،‬‬
‫المر الذي يجر إلى العتقاد الشديد بأن التنمية ليست سببا لستفحال الزمة بل إن‬
‫تعثر التنمية هو الذي قاد إلى ذلك‪ .‬فلو استخدمت الموارد الذاتية والقروض‬
‫الخارجية لتدعيم النمو القتصادي لما تفاقمت الديون لن النمو سيكون كفي ل‬
‫ل‬
‫بتحرير المجتمع من التزاماته المالية‪ .‬وعلى هذا الساس ل يمكن معالجة المديونية‬
‫العربية إل عن طريق إنهاء التوترات السياسية البينية العقيمة التي تقود إلى ارتفاع‬
‫‪.‬النفاق العسكري‬
‫لكن تقليص هذا النفاق ل يكفي لمواجهة الزمة المالية‪ ،‬ففي عام ‪ 1975‬كان حجم‬
‫القروض الجديدة الممنوحة للدول العربية غير الخليجية ‪ 5457‬مليون دولر‪ ،‬أي‬
‫أكبر بكثير من خدمة ديونها القديمة البالغة ‪ 1556‬مليون دولر‪ .‬كانت إذن‬
‫التحويلت الصافية )‪ 3901‬مليون دولر( لصالحها‪ .‬وبمرور السنوات بدأ العد‬
‫التنازلي لهذه التحويلت‪ ،‬ومنذ عام ‪ 1989‬لم تحصل على أي إيراد رغم استمرار‬
‫‪.‬تدفق القروض بل باتت التحويلت الصافية لصالح المؤسسات والدول المقرضة‬
‫وفي عام ‪ 1997‬بلغ حجم القروض الجديدة ‪ 7537‬مليون دولر في حين وصلت‬
‫خدمة الديون القديمة إلى ‪ 12004‬مليين دولر )‪ .(2‬وحدث هذا الثر السيئ‬
‫رغم هبوط أسعار فائدة جميع أنماط القروض الخارجية‪ .‬وبات من اللزم إذن‬
‫‪.TOP‬البحث عن مصادر مالية لخدمة الديون الخارجية والقيام بعملية التنمية‬
‫وسنتناول في هذه المقالة مجموعة من المقترحات تساعد في التخفيف من ديون‬
‫‪:‬الدول العربية ومن ثم التخلص منها نهائيا كل ذلك من خلل المحاور التالية‬
‫ترشيد المالية العامة ‪-‬‬

‫ترشيد النفاق العسكري ‪-‬‬

‫تتمية الموارد الخارجية ‪-‬‬

‫استغلل الموارد المائية ‪-‬‬

‫استغلل الديون في التنمية ‪-‬‬

‫تحسين السياسات المالية ‪-‬‬

‫تشجيع الستثمار الجنبي ‪-‬‬


‫‪-‬‬ ‫حث الدائنين على تبديل الديون‬
‫تحويل العفاءات الضريبية إلى ضريبة ثابتة ‪-‬‬
‫ترشيد المالية العامة‬

‫”ا‬
‫تستوجب الستراتيجية المستقبلية للتعامل مع مشكلة الديون إعادة النظر في‬
‫ل‬
‫السياسات التي يساندها صندوق النقد الدولي وتقوم بالتصدي للعجز المالي وفق‬
‫ع‬
‫قواعد حسن الدارة وتحديد الولويات حسب المكانات المتوفرة‬
‫”ج‬
‫ز‬
‫سمة مشتركة لميزانيات جميع الدول العربية النفطية وغير النفطية‪ ،‬المر الذي‬
‫يقود إلى نتائج سيئة على الصعيدين القتصادي والجتماعي‪ ،‬ويؤثر مباشرة في‬
‫ثقل المديونية إذ إن البلدان العربية اقترضت لعادة التوازن للميزانية فارتفعت‬
‫ديونها‪ ،‬ويؤثر أيضا بصورة غير مباشرة لن العجز المالي المفرط يفقد الثقة‬
‫بالسياسة المالية فتهرب رؤوس الموال الوطنية والجنبية‪ ..‬عندئذ تقترض الدولة‬
‫‪.‬من الخارج لتعوض هذا الهروب‬
‫الجراءات العربية للحد من النفاق‬
‫واتخذت القطار العربية إجراءات ترمي إلى الحد من تزايد النفاق وتحسين‬
‫اليراد‪ .‬وقد هبط العجز من ‪ %9.8‬من الناتج المحلي الجمالي في عام ‪1992‬‬
‫إلى ‪ %5.9‬في عام ‪ .(3) 1999‬ولكن هذه الجراءات أدت إلى ارتفاع معدلت‬
‫البطالة حتى في صفوف حملة الشهادات بسبب تنصل القطاع العام من دوره في‬
‫التوظيف وتباطؤ القوة الشرائية للمواطنين نتيجة ارتفاع الضغط الضريبي‬
‫‪.‬وانخفاض الدعم الحكومي الموجه للمواد الستهلكية الساسية‬
‫وتستوجب الستراتيجية المستقبلية إعادة النظر في هذه السياسة التي يساندها‬
‫صندوق النقد الدولي والمطبقة في الدول العربية المثقلة بالديون الخارجية‪ ،‬فيتعين‬
‫أن تقوم السياسة الجديدة على التصدي للعجز المالي وفق قواعد حسن الدارة‬
‫‪.‬وأسس علمية قوامها تحديد الولويات حسب المكانات المتوفرة‬
‫تخصيص بعض مؤسسات الدولة المالية‬
‫هنالك شركات تجارية تابعة للحكومة تهتم بالعمليات المصرفية والتأمين والنقل‬
‫تعتمد نفقاتها على الميزانية العامة‪ ،‬وتشير نتائج حسابات الكثير منها إلى خسارة‬
‫بسبب سوء إدارتها‪ .‬وينبغي سلخ هذه الشركات عن ميزانية الدولة لتصبح حسب‬
‫خصوصيات كل بلد تابعة للقطاع الخاص أو لنظمة مالية مستقلة‪ .‬أما المؤسسات‬
‫الضرورية للتنمية القتصادية والرفاهية الجتماعية كتلك التي تنصرف للصحة‬
‫‪:‬والتعليم فيجب أن تحظى دائما برعاية مالية الدولة وفق أساسين هما‬
‫الول‪ :‬يرتبط بالمبادئ العامة وهي استخدام الموارد المالية بصورة فاعلة ‪0‬‬

‫‪.‬إلى أقصى الحدود‬


‫‪ㄱ‬‬ ‫الثاني‪ :‬يتعلق بتحديد اتجاه النفاق الحكومي‪ ،‬إذ إن تلبية حاجات المجتمع‬
‫‪.‬للصحة الوقائية تتطلب تدخل الدولة عن طريق النفاق العام‬
‫وينطبق هذا التدخل أيضا على التعليم اللزامي‪ ،‬في حين يختلف أمر الصحة‬
‫العلجية التي يمكن أن يتحمل المستفيدون منها مصاريف العلج شريطة أن تكون‬
‫هذه المصاريف في متناول الشريحة العريضة من المجتمع‪ ،‬وتصح هذه الملحظة‬
‫‪.‬أيضا على التعليم العالي‬
‫تقليل عمليات الستدانة‬
‫من ناحية أخرى يجب أل تلجأ الميزانية العامة للقروض الخارجية إل في الظروف‬
‫الستثنائية التي يحددها القانون‪ ،‬فمن غير المقبول أن تمول الميزانية بشكل دوري‬
‫بالقروض الخارجية كما هو الوضع في المغرب ومصر والردن‪ ،‬حيث تشكل‬
‫القروض الخارجية في المغرب على سبيل المثال حوالي ثلث اليرادات العامة )‬
‫‪(4.‬‬
‫‪TOP‬‬
‫الحد من التهرب الضريبي‬
‫كما يتعين التصدي بحزم لظاهرة التهرب الضريبي المتفشية في العالم العربي‪،‬‬
‫فهذه الظاهرة لها آثار سلبية عديدة من الزاويتين المالية والجتماعية‪ ،‬فهي تقلص‬
‫اليرادات العامة فتضطر الدولة للقتراض من الداخل والخارج وتلجأ أحيانا‬
‫للصدارات النقدية‪ ،‬عندئذ يرتفع الدين العام وتزداد معدلت التضخم‪ ،‬وتقود كذلك‬
‫إلى عدم المساواة في توزيع العباء خاصة عندما يتعلق المر بالضرائب‬
‫المباشرة‪ ،‬إذ ل يستطيع أصحاب المرتبات التهرب من الضريبة بسبب العجز عند‬
‫‪ TOP‬المنبع وذلك على عكس أصحاب الرباح التجارية بسبب اعتماد الدارة على‬
‫‪.‬تصرياتم ‪TOP‬‬

‫”ل‬
‫إذا شعر الوماطن بأن أمومال الضرائب ل تتجه نوم التبذير ف مشاريع غي مفيدةر ول تذهب للنفقات ا‬
‫الاصة للنخبة الاكامة فلن يكومن هناكا ترب ضريبش‬
‫”ك‬
‫في أن القضاء على هذه الظاهرة مستحيل لنها توجد بوجود الضرائب‪ ،‬ولكن‬
‫يمكن اتخاذ إجراءات للحد من أهميتها‪ ،‬ول تقتصر هذه الجراءات على الجوانب‬
‫الفنية البحتة للنظمة الضريبية ومحاربة الرشوة في الجهزة الدارية ومعاقبة‬
‫المتهربين‪ ،‬بل تشمل أيضا العتناء بالسياسة المالية‪ ،‬فإذا كانت هذه السياسة عادلة‬
‫ول تتجه نحو تبذير الموال في مشاريع غير مفيدة وفي النفقات الخاصة للنخبة‬
‫‪.‬الحاكمة فسوف يشعر المكلف وهو مواطن بواجبه في تحمل العباء العامة‬
‫علقاة طردية‬
‫إن ترشيد المالية العامة بهدف معالجة المديونية الخارجية ل يتحقق إل عن طريق‬
‫تقليص النفاق العسكري‪ ،‬فعند النظر إلى تطور الوضع القتصادي العالمي في‬
‫العشرين سنة المنصرمة نلحظ أن المنطقة العربية تكاد تكون الوحيدة في العالم‬
‫التي لم تحرز تقدما يتناسب مع إمكاناتها المالية والطبيعية‪ ،‬فالديون الخارجية ترتفع‬
‫باستمرار‪ ،‬والموازين الخارجية في حالة عجز‪ ،‬وارتفعت معدلت البطالة‪،‬‬
‫وتدهورت الحالة المعيشية لجميع المواطنين‪ .‬وحسب مؤشر التنمية البشرية‬
‫)يتضمن مدة المل في الحياة ودرجة المعرفة ومستوى القوة الشرائية( الذي يغطي‬
‫‪ 174‬دولة والذي تسجل فيه كندا المرتبة العالمية الولى يتبين أن المملكة العربية‬
‫السعودية تحتل المرتبة رقم ‪ 75‬رغم إمكاناتها المالية الكبيرة‪ ،‬وتنخفض التنمية‬
‫البشرية في بلدان أخرى لتصل إلى المرتبة العالمية رقم ‪ 111‬في سوريا و ‪119‬‬
‫‪.‬في مصر و ‪ 124‬في المغرب و ‪ 126‬في العراق و ‪ 143‬في السودان )‪(5‬‬
‫ترشيد النفاق العسكري‬

‫نجم هذا الوضع المتردي عن أسباب عديدة في مقدمتها ارتفاع النفاق العسكري‬
‫الذي ل يتيح الفرصة لتطوير النشطة المدنية النافعة للمجتمع‪ ،‬فالمرفق العسكري‬
‫العربي مستهلك ومبذر‪ ..‬مستهلك لن الجيوش العربية تعتمد على استيراد السلحة‬
‫وبالتالي فهو يسهم إسهاما فاعل في عجز الموازين الخارجية دون إضافة قيمة‬
‫إنتاجية جديدة‪ .‬وهو مبذر لكونه المرفق الوحيد الذي ل يخضع طلبه للعتبارات‬
‫‪.‬المالية‬
‫ومنذ عدة سنوات تتجه السياسات القتصادية للدول العربية نحو الصلح المالي‬
‫الذي ل يعني سوى الضغط على النفاق العام بطريقة أو بأخرى كالتخصيص‬
‫وتقليص العانات الجتماعية والحد من التوظيف‪ .‬لكن الصلح بهذا المفهوم‬
‫التقشفي ل يشمل القطاع العسكري الذي تتسم حاجاته بعدم المرونة‪ ،‬فل تتردد‬
‫الدولة في حجب الموال عن القطاعات المنتجة لضافتها إلى القطاع العسكري‪.‬‬
‫وبالنظر إلى الزمات السياسية القليمية وعدم كفاية الموارد المالية الوطنية راحت‬
‫الدول الغنية والفقيرة تقترض من الخارج لشراء المزيد من السلحة فتفاقمت‬
‫‪.‬ديونها‬
‫نفقات التسليح العربي‬
‫وفقا للمصادر )‪ (6‬استورد العالم العربي بين عامي ‪ 1978‬و ‪ 1988‬أسلحة بمبلغ‬
‫يعادل ‪ %14‬من الناتج المحلي الجمالي مول نصفه عن طريق القروض‬
‫الخارجية‪ .‬وحسب مصادر أخرى )‪ (7‬بلغ النفاق العسكري للبلدان العربية‬
‫)باستثناء العراق( ‪ 48‬مليار دولر في عام ‪ 1985‬و ‪ 35.9‬مليارا في عام‬
‫‪ .1995‬أي ما يعادل على التوالي ‪ %28.8‬و ‪ %22.6‬من النفقات العامة الكلية و‬
‫‪ %10.7‬و ‪ %7.9‬من الناتج المحلي الجمالي‪ .‬وهذه نسب عالية جدا مقارنة‬
‫‪.‬بالمعدلت في المناطق الخرى من العالم‬
‫نموذج العراق‬
‫والدول التي تخصص نسبة عالية للنفاق العسكري هي جميع دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي والردن ومصر وسوريا واليمن والمغرب وكذلك وبصورة خاصة‬
‫العراق‪ .‬ففي الفترة الواقعة بين ‪ 1981‬و ‪) 1988‬إبان الحرب مع إيران( صرف‬
‫العراق ‪ 166.1‬مليار دولر للدفاع والمن ولم يحصل إل على ‪ 77.6‬مليارا من‬
‫النفط‪ ،‬أي لم تعد إيرادات الخام تغطي سوى ‪ %47‬من النفقات العسكرية علما بأنه‬
‫من اللزم توفير المال لستيراد الدوات المدنية ومعدات التنمية والمواد الغذائية‬
‫والطبية‪ .‬لذا فإن السحب من الرصدة الخارجية أصبح ضروريا‪ ،‬ففي أقل من‬
‫ثلث سنوات من بداية الحرب نفدت تقريبا جميع الموال المودعة في الخارج‪،‬‬
‫وانتقلت من ‪ 35.5‬مليار دولر في عام ‪ 1980‬إلى ‪ 15.8‬مليارا في عام ‪1981‬‬
‫ثم إلى ‪ 1.2‬مليار دولر في عام ‪ 1982‬وإلى ‪ 0.8‬مليار دولر في عام ‪) 1983‬‬
‫‪(8.‬‬
‫وهكذا هبطت الفوائد الناجمة عنها من ‪ 4200‬مليون دولر في عام ‪ 1979‬إلى‬
‫‪ 60‬مليونا في عام ‪ .1983‬وغني عن البيان أن مصادر العملة الحرة محدودة‬
‫جدا‪ ،‬فعلى عكس بلدان المغرب العربي ل يعير العراق أهمية للسياحة الدولية رغم‬
‫مكانته المرموقة على الصعيدين الحضاري والديني‪ ،‬ولم يعتد العراقيون المقيمون‬
‫‪.‬بالخارج على تحويل قسط من دخولهم إلى بلدهم إضافة إلى قلة عددهم‬
‫التحويلت الخارجية ‪-‬‬

‫وبالمقابل شكلت تحويلت العمال العرب والجانب المقيمين في العراق ثغرة جديدة‬
‫في المالية الخارجية‪ ،‬فقد قدرت هذه التحويلت بحوالي ثلثة مليارات دولر‬
‫سنويا‪ ،‬أي ثلث إيرادات النفط‪ .‬أما صادرات التمر والمواد الولية فتشكل في‬
‫أفضل الحالت ‪ %3‬فقط من إيرادات النفط علما بأن العراق أكبر بلد منتج‬
‫ومصدر للتمر في العالم‪ .‬لذلك ل يوجد سوى منفذ مالي واحد لتأجيل الزمة وهو‬
‫‪.‬القتراض من الخارج‪ ،‬فسقط البلد في فخ الديون‬
‫وبعد انتهاء الحرب مع إيران وصلت ديون العراق إلى ‪ 84‬مليار دولر )‪.(9‬‬
‫وبسبب حرب الخليج الثانية والحصار لم يستطع البلد خدمة ديونه فتراكمت‬
‫متأخرات السداد حتى أصبحت الديون الخارجية ‪ 126‬مليارا في نهاية عام ‪1998‬‬
‫‪(10).‬‬
‫حل الخلفات السياسية‬
‫”إ‬
‫القول بعدم إمكانية خفض النفقات العسكرية العربية بسبب الوجود السرائيلي غير‬
‫ن‬
‫منطقي حيث أنفقت أموال طائلة في حروب عربية عربية ولم تخصص لمواجهة‬
‫العدو الصهيونيا‬
‫”ل‬
‫مستقبل القتصادي والجتماعي للعالم العربي يتوقف على إزالة الخلفات السياسية‬
‫البينية وإقامة علقات تجارية متينة‪ ،‬عندئذ تنخفض نفقات المؤسسات العسكرية‪.‬‬
‫أما القول بعدم إمكانية خفض هذه النفقات بسبب الوجود السرائيلي فهو غير‬
‫منطقي‪ ،‬فقد أنفقت أموال طائلة في حرب العراق مع إيران وحرب الخليج الثانية‬
‫وحرب المغرب في الصحراء الغربية والحروب الهلية في جنوب السودان‬
‫وشمال العراق واليمن وكذلك في تسليح دول مجلس التعاون الخليجي‪ ..‬ولم‬
‫تخصص هذه الموال لمواجهة العدو الصهيوني‪ ،‬بل إن بعض البلدان العربية‬
‫المثقلة بالديون خاصة مصر والردن وموريتانيا أقامت علقات مع إسرائيل تهدف‬
‫فيما تهدف إليه الحصول على مساعدات أميركية والدخول إلى السواق الغربية‬
‫‪.TOP‬وإلغاء الديون‬
‫‪TOP‬‬

‫‪ TOP‬تنمية الموارد الخارجية‬

‫تتوفر جميع البلدان العربية المدينة على إمكانات واسعة لتنمية مواردها المالية‬
‫الخارجية الضرورية لخدمة الديون القديمة وتقليص العتماد على القروض الجديد‪.‬‬
‫ويمكن معالجة عجز الميزان التجاري عن طريق العتناء بالقطاع الزراعي ورفع‬
‫مستوى المبادلت التجارية البينية واستخدام القروض في النشطة النتاجية‪ ،‬كما‬
‫يمكن استخدام السياسة النقدية لتعزيز تلك الموارد‪ .‬ويتعين كذلك تشجيع‬
‫الستثمارات الجنبية المباشرة نظرا لهميتها في زيادة الصادرات ونقل‬
‫‪.‬التكنولوجيا الحديثة ناهيك عن دورها اليجابي في تحسين حالة ميزان المدفوعات‬
‫تقليص العجز التجاري‬
‫وفقا للحصاءات الرسمية )‪ (11‬يتبين أن فائض الموازين التجارية للبلدان النفطية‬
‫يتجه نحو الهبوط حيث انتقل من ‪ 123.3‬مليار دولر في عام ‪ 1980‬إلى ‪18.4‬‬
‫مليارا في عام ‪ ،1998‬كما ارتفع عجز الموازين التجارية للبلدان غير النفطية في‬
‫الفترة نفسها من ‪ 14.8‬مليارا إلى ‪ 24.7‬مليارا‪ .‬وانعكست هذه النتائج السلبية على‬
‫الموازين الجارية فأصبحت تعاني من العجز في المجموعتين‪ .‬وللحصول على‬
‫توازن ميزان المدفوعات لبد من إحداث فائض في حساب العمليات الرأسمالية‬
‫يعادل عجز الميزان التجاري‪ .‬ولما كان من الصعب الحصول على استثمارات‬
‫أجنبية مباشرة وعلى رؤوس أموال أجنبية قصيرة الجل وجب القتراض من‬
‫الخارج‪ .‬وهذا السلوب يسبب متاعب مالية لنه يفضي إلى استفحال المديونية‬
‫الخارجية‪ ،‬كما أنه يفقد الثقة بالسياسة المالية فتزداد صعوبة تدفق رؤوس الموال‬
‫ل من‬‫الجنبية إلى الدولة‪ .‬لذا فمن الضروري تحسين مركز الميزان التجاري بد ل‬
‫تحقيق فائض في حساب العمليات الرأسمالية‪ ،‬فتقليص العجز التجاري سيكفل‬
‫تخفيف حدة المديونية عن طريق التأثير في الصادرات والواردات في آن واحد‬
‫‪.‬دون إحداث آثار اجتماعية واقتصادية سيئة‬
‫تنشيط الصادرات‬
‫فيما يخص الصادرات تواجه البلدان المدينة عدة صعوبات يتعذر أحيانا التصدي‬
‫لها وتنعكس مباشرة على ثقل المديونية على اعتبار أن حصيلة الصادرات هي‬
‫الطريق الطبيعي لخدمة الديون‪ .‬في مقدمة هذه العراقيل الركود القتصادي الذي‬
‫ظهر في البلدان الصناعية منذ أكثر من ‪ 15‬سنة‪ ،‬وقد أثر هذا في مقدرتها على‬
‫‪.‬استقطاب كميات كبيرة من السلع‬
‫كما قاد تطور التعاون القتصادي والسياسي في دول أوروبا الغربية إلى فرض‬
‫شتى وسائل الحماية لمنتجاتها البينية المر الذي انعكس سلبيا على الصادرات‬
‫العربية التي تعتمد بالدرجة الولى على هذه الدول‪ .‬أضف إلى ذلك أن القطاعات‬
‫القتصادية للدول العربية المدينة تتسم باعتمادها على عدد قليل من السلع وبالتالي‬
‫‪.‬تهتز ماليتها عند هبوط أسعارها في السوق العالمية‬
‫لذا بات يتعي على البلدان الدينة تسي إنتاجها الزراعي للحد من الوماردات الغذائية‪ ،‬المر الذي يؤثار‬
‫بصومرةر إيابية ف مومازين مدفومعاتا‪ .‬ومن دون ذلك سيزداد عبء الديومنية بكم التنظيم الديد للتجارةر‬
‫العالية‪ ،‬إذ سيفضي هذا التنظيم إل إلغاء الدعم الال المنومح للمنتجي والصدرين الزراعيي ف الدول‬
‫التقدمة‪ ،‬وإلغاء الدعم يعن زيادةر كالفة النتاج وما ينجم عنها من ارتفاع أسعار السلع الزراعية‪ .‬ولا‬
‫كاانت القطار العربية تستومرد أكاثر من نصف حأاجاتا الزراعية‪ ،‬فإن ترير التجارةر العالية سيقومد إل‬
‫ظهومر آثاار سلبية ف مومازين مدفومعاتا وف مستومى معيشة موماطنيها إذ ستتفع أسعار البومب واللحومم‬
‫‪.‬واللبان والسكر والزيومت‬
‫استغلل الموارد المائية‬

‫”ل‬
‫مليون هكتار غير مستغلة في العالم العربي لسباب ترتبط بالسياسات القتصادية ل بندرة ‪127‬ا‬
‫المياهش‬
‫”ك‬
‫في أن المنطقة العربية فقيرة جدا بمواردها المائية مقارنة بالمناطق الخرى من‬
‫العالم‪ .‬وهذا الوضع يؤثر في مساحة الراضي القابلة للزراعة التي ل تتجاوز‬
‫‪ 197‬مليون هكتار أي ‪ %14‬من المساحة الكلية للعالم العربي‪ .‬لكن مساحة‬
‫ل ل تتعدى ‪ 70‬مليون هكتار )‪ ،(12‬بمعنى أن ‪127‬‬ ‫الراضي المزروعة فع ل‬
‫مليون هكتار غير مستغلة لسباب ترتبط بالسياسات القتصادية ل بندرة المياه‪.‬‬
‫لذلك يتعين تنسيق الجهود بين البلدان المتوفرة على أيدي عاملة والبلدان الغنية‬
‫برؤوس الموال‪ ،‬وهكذا يهبط عجز الميزان الزراعي وتكف البلدان المدينة عن‬
‫القتراض لسد هذا العجز أو لشراء تلك المواد‪ .‬ففي مصر بلغت صادراتها‬
‫الزراعية ‪ 572‬مليون دولر في حين وصلت وارداتها الزراعية إلى ‪3716‬‬
‫مليونا‪ .‬وبالتالي تستطيع الستغناء عن القتراض الخارجي إن حققت الكتفاء‬
‫الذاتي الغذائي‪ .‬وبشكل عام إن عولجت الفجوة الغذائية سوف يقتصد العالم العربي‬
‫‪ 19‬مليار دولر سنويا يخصص منها ‪ 12‬مليارا لخدمة ديونه دون حاجة إلى‬
‫‪.‬إعادة جدولتها‬
‫استخدام القروض الخارجية في التنمية‬

‫ومن زاوية أخرى لبد من استخدام القروض الخارجية في مجالت تنموية‪ ،‬وهذا‬
‫يلزم إقامة علقة بين القروض الجديدة من جهة والستثمار والتصدير من جهة‬
‫أخرى‪ .‬فعندما تنفق الموال المقترضة لزيادة النتاج المخصص للتصدير يصبح‬
‫ل إذ عن طريق زيادة الصادرات تتحرر ذمة الدولة‪ .‬وعلى هذا‬ ‫سداد الديون سه ل‬
‫الساس ل تهتم النظرة المستقبلية للمديونية الخارجية بحجم الديون ومبلغ خدمتها‬
‫بل بعلقة هذا الحجم بالناتج المحلي الجمالي وعلقة هذا المبلغ بالصادرات‪ ،‬ففي‬
‫فترة زمنية معينة إذا كانت نسبة حجم الديون مقارنة بالناتج المحلي الجمالي‬
‫ونسبة خدمة الديون مقارنة بالصادرات أقل في نهاية الفترة قياسا ببدايتها فذلك‬
‫يعني نجاح السياسة المالية في استخدام القروض في التنمية القتصادية‬
‫‪.‬والجتماعية‪ ،‬وذلك بطبيعة الحال على افتراض عدم تدخل عوامل أخرى‬
‫تحسين السياسات المالية‬

‫ومن أجل تحسين الموارد المالية يتعين استخدام السياسة النقدية‪ ،‬فإذا كان تأثير‬
‫خفض قيمة العملة ضعيفا في ميدان التجارة الخارجية السلعية للدول العربية فإن‬
‫تأثيره اليجابي كبير في ميدان تحويلت الدخول التي يجريها العمال المغتربون‪.‬‬
‫فهذه التحويلت لها أهمية مالية قصوى خاصة في مصر والسودان والجزائر‬
‫وتونس والمغرب ولبنان والردن‪ ،‬ففي السودان كان الدولر يعادل ‪ 29‬جنيها في‬
‫عام ‪ 1992‬وبلغت تحويلت العمال السودانيين المقيمين بالخارج ‪ 120‬مليون‬
‫دولر‪ .‬وبعد تخفيضات متتالية أصبح الدولر يساوي ‪ 157‬جنيها في عام ‪1998‬‬
‫فارتفعت التحويلت إلى ‪ 346‬مليون دولر أي ‪ %58‬من الصادرات الكلية‪.‬‬
‫وعلى أثر تعويم الجنيه المصري أصبحت تحويلت العمال المصريين المقيمين‬
‫بالخارج تزيد على خمسة مليارات دولر‪ ،‬أي أكثر من مجموع حصيلة الصادرات‬
‫مما أدى إلى تحسين مستوى الحتياطيات الرسمية وتخفيف عبء المديونية‬
‫‪.‬الخارجية‬
‫أما إذا كان سعر الصرف الرسمي للعملة المحلية ل يتناسب مع قيمتها الحقيقية فإن‬
‫العمال المقيمين بالخارج سيعزفون عن التحويل بواسطة القنوات المصرفية وتحرم‬
‫مالية الدولة من مصدر مهم لليرادات‪ .‬وتنطبق هذه الحالة على العراق وهو أكبر‬
‫بلد مدين في العالم العربي‪ .‬وبات من اللزم له تعويم الدينار وبمقتضاه يتحدد سعر‬
‫الصرف حسب العرض والطلب‪ ،‬عندئذ يستطيع المغتربون تحويل جزء من‬
‫دخولهم بالطريق المصرفي‪ .‬وعلى افتراض أن عدد العراقيين بالخارج مليون‬
‫شخص وأن كل منهم يحول ‪ 50‬دولرا شهريا‪ ،‬فسوف يصل إلى العراق ‪600‬‬
‫مليون دولر سنويا دون مقابل‪ .‬إنه المبلغ اللزم لتغطية حاجات جميع المواطنين‬
‫‪.‬من الدوية مجانا‪ ،‬وبذلك يحد التعويم من الموجات التضخمية العالية‬
‫أما الثار السلبية للتعويم فتكاد تكون منعدمة في الظروف الحالية‪ .‬فهو ل يقود إلى‬
‫تخفيض قيمة الدينار بل إلى تطابق السعر الرسمي مع القيمة الحقيقية للعملة وهذا‬
‫هو هدف أسعار الصرف المتسمة بالمصداقية‪ .‬فجميع الدول العربية المثقلة بالديون‬
‫الخارجية التي تعتمد على تحويلت عمالها المغتربين تطبق نظام التعويم‪ ،‬ول‬
‫يوجد أي مانع من العودة إلى التثبيت عندما تتحسن الحوال المالية لن هذا النظام‬
‫‪.TOP‬أو ذاك يتم بمجرد صدور قرار حكومي ول يتطلب إجراءات معقدة‬
‫‪TOP‬‬

‫تشجيع رؤوس الموال الجنبية‬

‫لرؤوس الموال الجنبية أهمية قصوى في تخفيف حدة المديونية الخارجية‪ ،‬فهي‬
‫إيرادات تدخل إلى حساب رأس المال في ميزان المدفوعات المر الذي يقلص‬
‫عجز الموازين الخارجية ويفضي بالنتيجة النهائية إلى الحد من اللجوء مجددا إلى‬
‫القتراض‪ ،‬كما تلعب رؤوس الموال الجنبية دورا بارزا في نقل التكنولوجيا‬
‫الحديثة ورفع مستوى العمالة وزيادة النتاج وفتح منافذ خارجية للسلع المحلية‪،‬‬
‫عندئذ يتحسن مركز الميزان التجاري فيهبط عجز ميزان المدفوعات‪ ،‬وهكذا‬
‫‪.‬تضعف الحاجة إلى القروض الجديدة وتسهل خدمة الديون القديمة‬
‫حث الدائنين على تبديل الديون‬

‫يتعين حث الدائنين على إمكانية تبديل الديون‪ .‬وقد تمكنت بعض القطار العربية )‬
‫‪ (13‬من تحويل ديونها الخارجية إلى استثمارات محلية أو مقايضتها بسلع قابلة‬
‫للتصدير‪ .‬وغالبا ما تتم هذه العملية أو تلك بعد خصم يتفق عليه الطرفان الدائن‬
‫والمدين‪ .‬فقد اتفق الردن مع روسيا على شراء دين روسي قيمته ‪ 800‬مليون‬
‫دولر بمبلغ ‪ 140‬مليون دولر‪ ،‬وسدد هذا المبلغ بصادرات أردنية قدرها ‪52‬‬
‫‪.‬مليونا ودفع الباقي نقدا‬
‫واتفق المغرب مع فرنسا على تحويل ‪ 440‬مليونا من الديون المستحقة لفرنسا إلى‬
‫‪.‬استثمارات خاصة داخل المغرب‬
‫وعقدت مصر عدة اتفاقات مع دائنيها تم بموجبها تحويل حوالي ‪ 3200‬مليون‬
‫دولر بعد خصم بنسبة ‪ %46‬إلى استثمارات خاصة بالجنيه وإلى سلع مصرية‬
‫تصدر إلى الخارج‪ ،‬وتتولى أجهزة وزارة القتصاد والبنك المركزي الشراف‬
‫‪.‬على هذه العملية‬
‫تحويل العفاءات الضريبية إلى ضرائب ثآابتة‬

‫”ب‬
‫بات من اللزم إلغاء العفاءات الضريبية وتغييرها إلى ضرائب ثآابتة وملئمة لنمط الستثمار ا‬
‫وأصبح لزما العمل على موازنة المتيازات الممنوحة للستثمارات الجنبية مع المكاسب ل‬
‫القتصادية التي تحققهان‬
‫”ظ‬
‫ر‬
‫لهمية الستثمارات الجنبية شرعت البلدان العربية أنظمة تمنح بموجبها‬
‫امتيازات عديدة لها في مقدمتها العفاءات الضريبية‪ .‬لكن هذه العفاءات تقلص‬
‫اليرادات وتقود بالتالي إلى ارتفاع عجز الميزانية العامة‪ ،‬كما وجهت الدراسات‬
‫)‪ (14‬انتقادات عديدة لهذه العفاءات‪ .‬إنها تتعارض مع مبادئ النصاف بسبب‬
‫تطبيقها على الجانب دون المواطنين‪ ،‬وتقود إلى هروب رؤوس الموال المحلية‬
‫إلى الخارج لتدخل مرة أخرى إلى البلد بصفتها استثمارات أجنبية‪ ،‬وتؤدي إلى‬
‫تزايد الرشوة في الدارات المختصة بالنظر في منح العفاءات‪ ،‬وبات من اللزم‬
‫إلغاء هذه العفاءات وتغييرها إلى ضرائب ثابتة وملئمة لنمط الستثمار‪.‬‬
‫فالضغط الضريبي الذي يتحمله استثمار أجنبي مباشر في قاطاع الخدمات يجب أن‬
‫يكون أعلى من ذلك الذي يتحمله استثمار أجنبي مباشر في قاطاع الصادرات‬
‫الصناعية‪ ،‬وهكذا يمكن أن تتدرج المعاملة حتى تصل إلى أعلى مستوياتها في‬
‫‪.‬رؤوس الموال الجنبية القصيرة الجل التي تهدف إلى الربح السريع فقط‬
‫تعتمد قرارات المستثمرين الجانب على عوامل عديدة أساسية وثانوية‪ ،‬والضغط‬
‫الضريبي المرتفع عامل أساسي يحول دون جلب الستثمارات الجنبية بل يقود إلى‬
‫هروب رؤوس الموال الوطنية‪ ،‬لكن العفاءات السخية ليست سوى عامل ثانوي‬
‫أحيانا غير فاعل لتشجيع الستثمارات الجنبية‪ ،‬فل توجد حالة تتكالب فيها رؤوس‬
‫الموال الجنبية بسبب العفاءات الضريبية في دولة تعاني من تباطؤ النمو‬
‫وضعف البنية التحتية واختلل مزمن للموازين الخارجية وكثرة القيود النقدية‬
‫‪.‬والتجارية والمالية على القطاع الخاص‬
‫ينبغي إذا العمل على موازنة المتيازات الممنوحة للستثمارات الجنبية مع‬
‫المكاسب القتصادية التي تحققها‪ ،‬فمن جهة هنالك الخسائر المكونة من مبالغ‬
‫العفاءات الضريبية والرباح المحولة إلى الخارج‪ ،‬ومن جهة أخرى هنالك‬
‫المكاسب المتمثلة بالقيمة المضافة لرؤوس الموال‪ .‬والواقع أنه ل توجد في البلدان‬
‫العربية دراسة جدية لمعادلة هذين الشطرين‪ .‬فالضيق المالي الذي قاد إلى اللجوء‬
‫المتزايد للقروض الخارجية دون الكتراث بمرحلة السداد أدى إلى منح امتيازات‬
‫سخية دون حساب‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك ل تزال الستثمارات الجنبية المباشرة‬
‫ضعيفة في البلدان العربية‪ .‬ففي عام ‪ 1999‬بلغت ‪ 8.7‬مليارات دولر )‪ (15‬أي‬
‫‪ %4.2.‬فقط من مجموع تدفق الستثمارات المباشرة إلى الدول النامية‬
‫إن معالجة المشاكل السياسية والقانونية والدارية في القطار العربية هي الخطوة‬
‫الساسية لبناء مناخ استثماري ملئم في مجالت ل تقتصر على الميدان النفطي بل‬
‫تمتد لتشمل الصناعات التحويلية والزراعة والسياحة‪ .‬وإذا كان من الضروري‬
‫توفير المناخ المناسب لرؤوس الموال الجنبية العربية وغير العربية فإنه من‬
‫الضروري أيضا أل يسبب هذا المناخ مشاكل مالية قد تقود إلى استفحال المديونية‬
‫الخارجية كما حدث في المكسيك وشرق آسيا والبرازيل في التسعينيات‪ .‬يتعين‬
‫تطبيق خطة مدروسة دراسة دقيقة وعميقة تتضمن كيفية ودرجات تحرير النماط‬
‫‪.‬المختلفة لرؤوس الموال‬
‫وقد دلت التجارب على ضرورة العتماد على التسلسل الصحيح للتحرير‪ ،‬فل‬
‫يجوز إعطاء حرية واسعة لتدفق الموال الجنبية القصيرة الجل إلى الداخل قبل‬
‫تحرير الستثمارات الجنبية المباشرة‪ .‬ومع ذلك فهذه الستثمارات كالقروض‬
‫الخارجية تمتص الحتياطيات الرسمية بسبب ترحيل أرباحها‪ ،‬فيجب إذن أن‬
‫يقتصر التشجيع على الستثمارات التي تطور الصناعات وتسهل خدمة الديون‬
‫‪.‬وتحسن الداء القتصادي‬
‫الخاتمة‬
‫لمعالجة المديونية الخارجية لبد من العتماد على الجهود الذاتية التي ترتكز على‬
‫‪:‬مواجهة الختلل المالي فيتعين‬
‫‪ .‬تقليص النفاق العسكري باعتباره السبب الساسي لتفاقم المديونية العربية‪ㄴ‬‬

‫تنمية الموارد الخارجية لخدمة الديون وتنفيذ الخطط القتصادية‪ ،‬ولتحقيق ‪ㄷ‬‬

‫ذلك يجب التصدي لعجز الميزان التجاري بطرق عديدة في مقدمتها تحسين‬
‫‪.‬النتاج الزراعي واتباع سياسة نقدية ملئمة‬
‫دعم مركز ميزان المدفوعات والحد من القتراض الجديد عن طريق تشجيع‬
‫‪ㄹ‬‬

‫‪.‬الستثمارات الجنبية المباشرة بتوفير المناخ المناسب لها‬


‫وأخيرا يقترح هذا البحث تحديد نسبة معينة من الموارد المالية الخارجية لخدمة‬
‫ل‪ ،‬ويمكن القتراض من الخارج إذا كانت خدمة‬ ‫الديون كأن تكون ‪ %20‬مث ل‬
‫الديون القديمة أقل من هذه النسبة‪ ،‬أما إذا تم تجاوزها لسبب أو لخر كتردي‬
‫أسعار الصادرات أو ارتفاع الواردات أو هبوط إيرادات السياحة والستثمارات‬
‫الخارجية يتعين عدم اللجوء إلى القتراض الخارجي والبحث عن وسائل أخرى‬
‫للتمويل‪ .‬بهذه الطريقة يمكن سداد الديون دون إجراءات تقشفية قاسية‪ .‬كما يطمئن‬
‫الدائنون على المقدرة المالية للدولة وتزداد ثقة المستثمرين الجانب بالسياسة‬
‫‪.TOP‬القتصادية‬
‫‪TOP‬‬
‫_______________‬
‫*‬ ‫باحث متخصص في الشؤون القتصادية‬

‫المصادر‬
‫ذكر التقرير القتصادي العربي الموحد لعام ‪ 2001‬الصادر عن جامعة الدول ‪1-‬‬

‫العربية أن الديون الخارجية للدول العربية تبلغ ‪ 144‬مليار دولر‪ ،‬لكن هذا المبلغ‬
‫يمثل ديون ‪ 13‬دولة فقط ولم تحتسب ديون ليبيا )‪ 4‬مليارات( وديون دول مجلس‬
‫‪.‬التعاون الخليجي )‪ 51‬مليارا( وديون العراق )‪ 126‬مليارا(‬
‫‪2- World Bank. World Debt Tables. External Debt of Developing Countries. Washington. 1980/1981‬‬
‫‪World Bank. World Debt Tables. External Debt of Developing Countries. Washington. 1999/2000‬‬
‫–‪3‬‬ ‫‪.‬جامعة الدول العربية‪ ،‬التقرير القتصادي العربي الموحد‪ ،‬عام ‪ 1998‬و ‪2001‬‬
‫‪.‬قانون المالية لسنة ‪ ،1999‬الجريدة الرسمية‪ ،‬الرباط ‪4-‬‬
‫‪5- UN. United Nations for Development Programme. World Report 2001‬‬
‫‪6-‬‬ ‫صندوق النقد الدولي‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬واشنطن‪ ،‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪1991‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪7- International Institute for Strategic Studies. London 2001‬‬
‫‪8- Bank of Settlements. “Maturity Distribution of International Bank Lending”. December 1982, October 1983, July‬‬
‫‪1984. Basle‬‬
‫‪9-‬‬‫عصام الخفاجي‪" ،‬القتصاد العراقي بعد الحرب مع إيران"‪ ،‬مجلة الفكر‬
‫‪.‬الستراتيجي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪1990‬‬
‫‪10- The Economist Intelligence Unit. Country Profile. Iraq. 1999-2000 London‬‬
‫‪11-‬‬‫‪.‬جامعة الدول العربية‪ ،‬التقرير القتصادي العربي الموحد‪ 1987 ،‬و ‪2000‬‬
‫المنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية ‪12-‬‬

‫‪.‬في الوطن العربي ‪2000‬‬


‫صندوق النقد العربي‪ ،‬معهد السياسات القتصادية‪" ،‬سياسة وإدارة الدين العام ‪13-‬‬

‫‪.‬في البلدان العربية"‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬مارس‪/‬آذار ‪1998‬‬


‫‪14- Banque mondiale. “Rapport sur le développement dans le monde”. Washington 1998.‬‬
‫‪15-‬‬‫المؤسسة العربية لضمان الستثمار‪" ،‬تقرير مناخ الستثمار في الدول العربية"‪،‬‬
‫‪.‬الصفاة ‪2000‬‬
‫_______________‬

You might also like