Professional Documents
Culture Documents
Arabic Debt
Arabic Debt
عندما سارت الدول العربية في طريق الستدانة الوعر كانت تظن نفسها قادرة
على تحقيق معادلة صعبة طرفها الول هو الحصول على الديون واستغللها في
برامج التنمية المختلفة وطرفها الثاني هو سداد هذه الديون وفوائدها .لكن بعد
مرور سنوات طويلة على السير في هذه التجاه وجدت نفسها في حيرة ..فل هي
حققت التنمية المطلوبة ول هي أصبحت قادرة على سداد ديونها الخارجية أو
الداخلية حتى أصبح مجموع هذه الديون مجتمعة 560مليار دولر يدفع للقسم
.الخارجي منها فقط كل عام 40مليارا
وأمام العجز عن سداد الديون واستجابة لضغوط المؤسسات الدولية مثل البنك
الدولي وصندوق النقد الدولي لجأت الدول العربية إلى مزيد من الستدانة أو إعادة
جدولة ديونها وفقا لشروط الدائنين الجدد في نادي باريس ،مما يثير تساؤلت عن
.مدى الحاجة إلى اللجوء لمثل هذه الجراءات
والسباب التي دفعت الدول العربية إلى الستدانة كثيرة ،بعضها داخلية كالعجز
في الموازنات العامة والتضخم الذي أثر في قيمة العملت الوطنية والركود
القتصادي المحلي والعالمي وعبء المديونية الخانق ،وهو المر الذي انعكس
على معدلت النمو حيث وصلت في بعض القطار العربية إلى ما دون الصفر،
وهددت قطاعات حيوية كقطاع الغذاء التي أحدثت به فجوة بلغت قيمتها حوالي 20
.مليار دولر
يضاف ذلك إلى ما يعانيه معظم العرب -باستثناء الدول النفطية الغنية -من تدن
كبير في مستويات الدخول حتى أصبح دخل الفرد ل يكفي سد احتياجاته الساسية
من غذاء ومسكن وخدمات صحية وتعليمية ومواصلت ،وزادت نسب البطالة إلى
أن وصلت لما بين 20و %25من مجموع القوى العاملة البالغة 100مليون
.نسمة
وبعضها خارجية كالركود العالمي الحالي وانخفاض أسعار المواد الخام الولية
.وارتفاع قيمة الفائدة وغيرها من السباب التي أصبحت مصطلحات شهيرة اليوم
لكن التساؤل هنا ..هل كانت هذه الختللت الهيكلية في القتصاديات العربية سببا
للستدانة أم نتيجة لها؟ على أية حال وسواء أكانت سببا أم نتيجة فإن الدول
العربية المدينة وجدت نفسها مضطرة إلى الرضوخ لـ شروط المؤسسات المالية
المانحة سواء الدولية منها كـ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذان يلزمان
الدول المدينة باتباع سياسات اقتصادية واجتماعية معينة .أو المؤسسات المالية
العربية التي لم تكتف بإخضاع الدول العربية المقترضة للشروط نفسها التي يطلبها
صندوق النقد والبنك الدوليين فحسب وإنما أضافت إليها شروطها الخاصة والتي
تحرص فيها عادة على أل تتخذ الدول المقترضة مواقف سياسية تتعارض مع
سياسات الدول الدائنة مما خلق معايير مختلفة في التعامل مع الدول العربية
.المقترضة كما حدث مع مصر وسوريا والردن بعد حرب الخليج الثانية
والن بعد أن تعثرت الدول العربية المدينة في سداد أقساط ديونها وتراكمت
فوائدها مما أثر في إرادتها السياسية ،تثور تساؤلت عن أجدى الطرق للخروج
من الزمة ،فهل يكون باللجوء إلى إعادة الجدولة عن طريق نادي باريس
وتستجيب لشروطه كما استجابت من قبل لشروط مؤسسات التمويل الدولية
والعربية حتى يعاد جدولة ديونها وتلتقط أنفاسها وتحاول ترتيب أوراقها من جديد،
أم ربما يكون الحل في العمل على خلق استقرار تشريعي ودعم البنية التحتية
وتحسين السياسات المالية ليجاد مناخ صحي للستثمار يشجع رؤوس الموال
العربية المهاجرة -والتي تقدر بما يتراوح بين 800و 2400مليار دولر -على
.العودة إلى أوطانها حتى ولو كانت عودة جزئية
ويبقى من الضروري استشراف آفاق المستقبل والتفكير في التخلص من مشكلة
الديون وهو ما يحاول هذا الملف أن يلقي الضوء عليه بعد أن يستعرض جذور
. TOPالمشكلة ويتتبع تطوراتها
TOP
*إعداد /عماد طاحون
ما حجم الديون العربية الخارجية؟ وما مقدار أعبائها؟ وماذا تقول هذه الرقام عند
مقارنتها بالمداخيل العامة للدول العربية؟ هذا المحور محاولة لتلمس الجابة على
.هذه السئلة
الدول العربية المدينة
ل تشمل الدول العربية المدينة سبع دول منتجة للنفط وهي السعودية والمارات
والكويت والبحرين وقطر والعراق وليبيا ،لن المؤسسات المالية الدولية كصندوق
النقد الدولي والبنك الدولي ل تعتبرها دول مدينة من منظور الوضع الصافي
للمديونية إذ إن الصعوبات المالية التي تمر بها هذه الدول مجرد صعوبات مؤقتة
ترتبط بالتدفقات النقدية أكثر منها صعوبات جذرية في هياكلها القتصادية ،كما أن
هذه الدول تفضل القتراض المحلي نظرا لتوفر السيولة المحلية ،ولكونه أقل
.حساسية من القتراض الخارجي
الدين العام الخارجي
يشمل إجمالي الدين العام الخارجي في ذمة الدول العربية المقترضة الديون
الطويلة والقصيرة الجل من الجهات الرسمية والخاصة ،وتسهيلت صندوق النقد
.الدولي ،والديون الخاصة غير المضمونة
بين المصادر الوطنية والدولية
تم العتماد على التقارير والحصاءات القتصادية التي تصدر عن المؤسسات
المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسة التمويل العالمي
للتنمية وصندوق النقد العربي ،ولم يتم الستعانة بالمصادر الوطنية إل في مواضع
قليلة لن هذه المصادر لم تقدم إحصاءات مكتملة وكافية تساعد في استخلص
.المؤشرات المتعلقة بديونها الخارجية
كما تم العتماد على التقارير والحصاءات التي رصدت حجم الديون الخارجية
لعام 2000إذ لم تصدر حتى الن عن هذه المؤسسات إحصاءات ترصد حجم هذه
.الديون لعام 2001
دللة فترة الرصد
رصد المحور مديونيات الدول العربية المقترضة في نهاية عامي 1995و 2000
بدل من العتماد على رصد المديونيات في عام أو عامين كما جرت عليه العادة
في التقارير القتصادية ،وذلك بقصد الوقوف على الوضع الحقيقي للمديونية
العربية ويسهم في استخراج مؤشرات دقيقة وليست وقتية لهذه المديونية .وسيحاول
:TOPالتقرير عرض مسألة الديون العربية الخارجية من خلت المحاور التية
TOP
- الدين العام الخارجي
إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي -
نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات -
الدين العام الخارجي
بلغ إجمالي الدين العام الخارجي في ذمة الدول العربية المقترضة في نهاية عام
2000نحو 144مليار دولر تقريبا ،وانخفض إجمالي هذا الدين عن حجمه في
عام 1995بمقدار 15.5مليار دولر تقريبا ،أي أن وضع المديونية شهد تحسنا
نسبيا في عام 2000إذ انخفض حجم الدين الخارجي بنسبة %9.6مقارنة بعام
1995.
الدين العام الخارجي بين عامي 1995و 2000
الدولة الدين العام الخارجي )مليون دولر(
الفتةر الزمنية 1995 2000
الردن 6299 6753
أما بقية الدول العربية فسجلت انخفاضا في حجم مديونياتها بنحو 22.4مليار
دولر ) (%16.3بلغ أعلها في موريتانيا 820مليون دولر ) ،(%35.3وأدناها
.في سوريا 460مليون دولر )(%0.2
الدول العربية المقترضة
التي انخفضت مديونياتها بين عامي 1995و 2000
الدولة النخفاض )مليون دولر( ) (%النخفاض
الفتةر الزمنية 1995 2000
توضح نسبة إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي عبء
المديونية الخارجية في الدول العربية المقترضة ،وتشير إلى قدرة اقتصادياتها على
.تحمل أعباء هذا الدين ،ومدى استمراريتها على اللتزام بذلك
ففي عام 2000بلغت هذه النسبة %49.9في حين كانت %73.3في عام
،1995وبذلك حققت الدول العربية المقترضة نجاحا في انخفاض نسبة هذا
.المؤشر بنحو %23.4عام 2000مقارنة بما كانت عليه عام 1995
نسبة إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي
ما بين عامي 1995و 2000
النات الدين نسبة الدين تغير نسبة الدين العام
ج الدولة العام العام الخارجي إلى الناتج المحلي
المح الخارج الخارجي إلى الجمالي
200 1995لي
199السنومات 2000ي الناتج
1995 2000
5 0
زائ
ر
491549 265. 400 54.1 72.9جيب 18.8+
3
وتي
الس
955ودا 128 1760 1593
0 36 3 8
184.3 124.2 60.1-
ن
166187 2131 2127 128.3 118.7سو 9.6-
ريا 17 70 8 2
الص
121121 2678 2555 2210.7 2109.2وما 101.5-
ل
138197 3181 3555 23.0 18.0عما 5.0-
03 73ن
111164 1332 6870 12.0 41.7لبنا 29.7+
22 91 .4 .8ن
601958 3177 2710 52.6 27.8مص 24.8-
59 01 6 9ر
330329 2244 1637 68.0 49.8المغ 18.2-
رب 42 04 5 2.1
مو
105ريتا
9
986 2320 1500 219.7 152.1 67.6-
نيا
511853 6217 4935 121.6 57.8اليم 63.8-
1 2ن .3
الم
21 28جم
1591 1438
70وع 83
98 57
38.7 28.3
73.3 49.9 23.4-
الكل
ي
:يلحظ من الجدول التالي
%.زيادة المؤشر في جيبوتي بمقدار %18.8ولبنان بمقدار ㄷ29.7
وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها معتدل نسبيا حيث تقل نسبة
%الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي فيها عن 50
:المجموعة الثانية ㅅ
وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها مرتفعا حيث تتراوح النسبة
%.الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي فيها ما بين 50و 100
:المجموعة الثالثة ㅇ
وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها عاليا نسبيا حيث تزيد فيها نسبة
%.TOPالدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي عن 100
TOP
المجمو
عة
:الولى
عمان1.
لبنان3.
4.
الجزائر
5.
المغرب
المجمو
عة
:الثانية
تونس1. 23704 23656 77.0 64.2 2171 2617 14.6 15.5
2.
جيبوتي
اليمن3.
الردن4.
المجمو
عة
:الثالثة
سوريا1.
2.
الصوما
ل
4.
موريتاني
ا
159139 143828 73.3المجمو 49.9 12482 13759 18.1 15.6
ع الكلي
يتضح أن أداء هذه المجموعات الثلث يشهد تحسنا في بعض مؤشرات عبء
المديونية فيها ،كما يلحظ وجود تباين في بعض هذه المؤشرات في عامي 1995
:و ،2000وهنا أهم هذه الملحظات
فبالنسبة لحجم الديون الخارجية يلحظ أنه شهد انخفاضا متفاوتا في ㅈ
سجلت خدمة الدين العام -بما تشمله من سداد أقساط الديون الخارجية والفوائد التي
تترتب عليها -في الدول العربية المقترضة عام 2000نحو 13.7مليار دولر
محققا ارتفاعا مقارنة بعام 1995بمقدار 1.2مليار دولر وبنسبة .%10.2ففي
الردن على سبيل المثال انخفضت خدمة الدين بمقدار 169مليون دولر ،وفي
مصر بمقدار 397مليون دولر ،وفي المغرب بمقدار 1.228مليار دولر،
وموريتانيا بمقدار مليوني دولر ،في حين زادت هذه الخدمة في بقية الدول
.العربية المقترضة وبلغت ذروتها في سوريا بمقدار 975مليون دولر
خدمة الدين العام الخارجي ما بين عامي 1995و 2000
الدولة إجمالي مقدار التغير في إجمالي خدمة الدين )مليون دولر(
2000خدمة
1995الفتةر الزمنية
17 207السودا 190+
ن
154 1129سوريا 975+
189.لبنان
3
484.
5
295.2+
3425 2196المغرب
.4
1228.6-
المجمو
1248ع 1375
1.8 8.8
1277+
الكلي
نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات
يوضح مؤشر نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات ما
يستهلكه سداد أقساط وفوائد الدين الخارجي من التدفقات المالية بالعملة الصعبة في
الدول العربية المقترضة والتي تتحصل عليها من حصيلة ما تصدره من سلع
وخدمات ،وبذلك يمكن أن تقف خدمة الدين عقبة أمام الحفاظ على هذه التدفقات
.التي تلجأ إليها الدول -مع وسائل أخرى -في وقت الزمات
كما أنها تعمل على تحسين سعر صرف عملتها الوطنية مقابل العملت الجنبية،
.المر الذي يؤدي إلى استقرار اقتصادياتها ويعمل على جلب رؤوس الموال إليها
وإذا نظرنا إلى هذا المؤشر في الدول العربية المقترضة نلحظ أنه في عام 2000
%.TOPحقق ،%15.6مسجل انخفاضا عن عام 1995بمقدار 2.5
TOP
الخاتمة
مما سبق يلحظ أن إجمالي حجم الدين العام الخارجي بالنسبة للدول العربية
المقترضة ككل انخفض في نهاية عام 2000بنحو 15.5مليار دولر مقارنة بعام
.1995وتزامن هذا النخفاض مع ارتفاع قيمة إجمالي الناتج المحلي وإجمالي
صادرات السلع والخدمات في الدول العربية ومنها الدول المقترضة ،ويرجع ذلك
:إلى العوامل التية
برامج الصلح القتصادي والهيكلي التي اتبعتها هذه الدول وكان لها الثرㄱ
ارتفاع قيمة الدولر الذي تسعر به المبادلت النفطية مقابل العملت الدولية ㄷ
.الخرى
أثرت هذه العوامل إيجابيا في مؤشرات قياس عبء المديونية الخرى -فيماㄹ
عدا مؤشر خدمة الدين -إذ انخفضت نسبة الدين العام الخارجي إلى الناتج
المحلي الجمالي بنحو %23.4في عام 2000مقارنة بعام ،1995كما
انخفضت نسبة الدين إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات بمقدار %2.5
.في عام 2000مقارنة بعام 1995
لم يكن هناك اختلف في المنظور الفردي عن المنظور الكلي للدول العربيةㅁ
المقترضة ،فتأثرت الدول العربية بالعوامل التي سبقت الشارة إليها ،فارتفع
إجمالي الناتج المحلي الجمالي في معظم الدول العربية المقترضة في حين
.انخفض في المغرب وموريتانيا
ارتفعت القيمة الجمالية للصادرات العربية ومنها صادرات الدول المقترضةㅂ
التي يسهم قطاع النفط بنسب مؤثرة في ناتجها المحلي الجمالي ،فتوضح
البيانات أن الصادرات السلعية في الدول العربية المقترضة المصدرة للنفط
ارتفعت في الجزائر بحوالي %76وفي اليمن بحوالي %65.2وفي سوريا
بحوالي %35.2وفي مصر بحوالي ،%34.8وبلغت ذروتها في السودان
بحوالي %132بسبب بدئه في تصدير النفط في عام 1999والذي تزايد
في عام ،2000فحقق الميزان التجاري للسودان فائضا وصف بأنه الول
من نوعه منذ أكثر من عقدين ،وذلك رغم تراجع الصادرات غير النفطية
فيه بسبب الحظر الذي كان مفروضا على صادراته من الثروة الحيوانية في
.عدد من السواق المجاورة
اتسم في المقابل أداء الصادرات السلعية في الردن ولبنان بالنمو المحدودㅅ،
مليار دولر تقريبا ،في حين ارتفع حجم هذه الديون في خمس دول عربية
.مقترضة بنحو 6.5مليارات دولر تقريبا
تحسنت مؤشرات قياس عبء المديونية في العدد الكبر من الدول العربيةㅈ
فيما عدا مؤشر خدمة الدين العام الذي شهد ارتفاعا في غالبية هذه الدول،
فقد استطاعت الردن ومصر والمغرب وموريتانيا فقط خفض خدمة ديونها
العامة ،في حين ارتفعت هذه الخدمة في باقي الدول العربية المقترضة،
ويرجع ذلك إلى أن أعباء الديون الخارجية لهذه الدول ارتفعت بنسب تفوق
.نسبة الزيادة في القيمة الجمالية لصادراتها
يمكن القول إن تصنيف الدول العربية المقترضة إلى مجموعات وفقا لمؤشر نسبة
الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي أظهر التباين بين هذه الدول من
حيث حجم وطبيعة مشكلة المديونية ومستويات النمو القتصادي بها ،لذا فإن
مشكلة الدين العام الخارجي التي تعاني منها هذه الدول ل تتطلب اتخاذ سياسات
ذات صبغة واحدة ،بل يجب اتخاذ سياسات تتناسب مع طبيعة المشكلة في كل دولة
.TOPعربية على حدة
TOP
_______________
الجزيرة نت
*
:المصادر
.التقرير القتصادي العربي الموحد لعام 1- 2001
.البنك الدولي ،التمويل العالمي للتنمية ،المجلد الثاني ،جدول الدول لعام 2- 2001
ما حجم الديون العربية الخارجية؟ وما مقدار أعبائها؟ وماذا تقول هذه الرقام عند
مقارنتها بالمداخيل العامة للدول العربية؟ هذا المحور محاولة لتلمس الجابة على
.هذه السئلة
الدول العربية المدينة
ل تشمل الدول العربية المدينة سبع دول منتجة للنفط وهي السعودية والمارات
والكويت والبحرين وقطر والعراق وليبيا ،لن المؤسسات المالية الدولية كصندوق
النقد الدولي والبنك الدولي ل تعتبرها دول مدينة من منظور الوضع الصافي
للمديونية إذ إن الصعوبات المالية التي تمر بها هذه الدول مجرد صعوبات مؤقتة
ترتبط بالتدفقات النقدية أكثر منها صعوبات جذرية في هياكلها القتصادية ،كما أن
هذه الدول تفضل القتراض المحلي نظرا لتوفر السيولة المحلية ،ولكونه أقل
.حساسية من القتراض الخارجي
الدين العام الخارجي
يشمل إجمالي الدين العام الخارجي في ذمة الدول العربية المقترضة الديون
الطويلة والقصيرة الجل من الجهات الرسمية والخاصة ،وتسهيلت صندوق النقد
.الدولي ،والديون الخاصة غير المضمونة
بين المصادر الوطنية والدولية
تم العتماد على التقارير والحصاءات القتصادية التي تصدر عن المؤسسات
المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسة التمويل العالمي
للتنمية وصندوق النقد العربي ،ولم يتم الستعانة بالمصادر الوطنية إل في مواضع
قليلة لن هذه المصادر لم تقدم إحصاءات مكتملة وكافية تساعد في استخلص
.المؤشرات المتعلقة بديونها الخارجية
كما تم العتماد على التقارير والحصاءات التي رصدت حجم الديون الخارجية
لعام 2000إذ لم تصدر حتى الن عن هذه المؤسسات إحصاءات ترصد حجم هذه
.الديون لعام 2001
دللة فترة الرصد
رصد المحور مديونيات الدول العربية المقترضة في نهاية عامي 1995و 2000
بدل من العتماد على رصد المديونيات في عام أو عامين كما جرت عليه العادة
في التقارير القتصادية ،وذلك بقصد الوقوف على الوضع الحقيقي للمديونية
العربية ويسهم في استخراج مؤشرات دقيقة وليست وقتية لهذه المديونية .وسيحاول
:TOPالتقرير عرض مسألة الديون العربية الخارجية من خلت المحاور التية
TOP
نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات -
الدين العام الخارجي
بلغ إجمالي الدين العام الخارجي في ذمة الدول العربية المقترضة في نهاية عام
2000نحو 144مليار دولر تقريبا ،وانخفض إجمالي هذا الدين عن حجمه في
عام 1995بمقدار 15.5مليار دولر تقريبا ،أي أن وضع المديونية شهد تحسنا
نسبيا في عام 2000إذ انخفض حجم الدين الخارجي بنسبة %9.6مقارنة بعام
1995.
الدين العام الخارجي بين عامي 1995و 2000
الدين العام الخارجي )مليون دولر(
الدولة 1995 2000
الفتةر الزمنية 6299 6753
الردن 10923 11568
تونس 32781 25000
الجزائر 165.3 400
جيبوتي
السودا 17603 15938
21318 21272
ن
سوريا
الصوما 2678 2555
3181.0 3555
ل
عمان 1332.4 6870.8
لبنان 31776 27109
مصر 22445 16372.1
المغرب
موريتان 2320 1500
6217 4935.3
اليمن
يا
المجمو 159138.7 143828.3
أما بقية الدول العربية فسجلت انخفاضا في حجم مديونياتها بنحو 22.4مليار
دولر ) (%16.3بلغ أعلها في موريتانيا 820مليون دولر ) ،(%35.3وأدناها
.في سوريا 460مليون دولر )(%0.2
الدول العربية المقترضة
التي انخفضت مديونياتها بين عامي 1995و 2000
الدولة النخفاض )مليون دولر( ) (%النخفاض
الفتةر الزمنية 1995 2000
توضح نسبة إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي عبء
المديونية الخارجية في الدول العربية المقترضة ،وتشير إلى قدرة اقتصادياتها على
.تحمل أعباء هذا الدين ،ومدى استمراريتها على اللتزام بذلك
ففي عام 2000بلغت هذه النسبة %49.9في حين كانت %73.3في عام
،1995وبذلك حققت الدول العربية المقترضة نجاحا في انخفاض نسبة هذا
.المؤشر بنحو %23.4عام 2000مقارنة بما كانت عليه عام 1995
نسبة إجمالي الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي
ما بين عامي 1995و 2000
النات الدين نسبة الدين تغير نسبة الدين العام
ج الدولة العام العام الخارجي إلى الناتج المحلي
المح الخارج الخارجي إلى الجمالي
200 1995لي
199السنومات 2000ي الناتج
1995 2000
5 0
زائ
ر
491549 265. 400 54.1 72.9جيب 18.8+
3
وتي
الس
955ودا 128 1760 1593
0 36 3 8
184.3 124.2 60.1-
ن
166187 2131 2127 128.3 118.7سو 9.6-
ريا 17 70 8 2
الص
121121 2678 2555 2210.7 2109.2وما 101.5-
ل
138197 3181 3555 23.0 18.0عما 5.0-
03 73ن
111164 1332 6870 12.0 41.7لبنا 29.7+
22 91 .4 .8ن
601958 3177 2710 52.6 27.8مص 24.8-
59 01 6 9ر
330329 2244 1637 68.0 49.8المغ 18.2-
رب 42 04 5 2.1
مو
105ريتا
9
986 2320 1500 219.7 152.1 67.6-
نيا
511853 6217 4935 121.6 57.8اليم 63.8-
1 2ن .3
الم
21 28جم
1591 1438
70وع 83
98 57
38.7 28.3
73.3 49.9 23.4-
الكل
ي
:يلحظ من الجدول التالي
%.زيادة المؤشر في جيبوتي بمقدار %18.8ولبنان بمقدار ㄷ29.7
وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها معتدل نسبيا حيث تقل نسبة
%الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي فيها عن 50
:المجموعة الثانية ㅅ
وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها مرتفعا حيث تتراوح النسبة
%.الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي فيها ما بين 50و 100
:المجموعة الثالثة ㅇ
وتضم الدول التي يعتبر عبء المديونية فيها عاليا نسبيا حيث تزيد فيها نسبة
%.TOPالدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي عن 100
TOP
المجمو
عة
:الولى
عمان1.
لبنان3.
4.
الجزائر
5.
المغرب
المجمو 23704 23656 77.0 64.2 2171 2617 14.6 15.5
عة
:الثانية
تونس1.
2.
جيبوتي
اليمن3.
الردن4.
المجمو
عة
:الثالثة
سوريا1.
2.
الصوما
ل
4.
موريتاني
ا
159139 143828 73.3المجمو 49.9 12482 13759 18.1 15.6
ع الكلي
يتضح أن أداء هذه المجموعات الثلث يشهد تحسنا في بعض مؤشرات عبء
المديونية فيها ،كما يلحظ وجود تباين في بعض هذه المؤشرات في عامي 1995
:و ،2000وهنا أهم هذه الملحظات
فبالنسبة لحجم الديون الخارجية يلحظ أنه شهد انخفاضا متفاوتا في ㅈ
سجلت خدمة الدين العام -بما تشمله من سداد أقساط الديون الخارجية والفوائد التي
تترتب عليها -في الدول العربية المقترضة عام 2000نحو 13.7مليار دولر
محققا ارتفاعا مقارنة بعام 1995بمقدار 1.2مليار دولر وبنسبة .%10.2ففي
الردن على سبيل المثال انخفضت خدمة الدين بمقدار 169مليون دولر ،وفي
مصر بمقدار 397مليون دولر ،وفي المغرب بمقدار 1.228مليار دولر،
وموريتانيا بمقدار مليوني دولر ،في حين زادت هذه الخدمة في بقية الدول
.العربية المقترضة وبلغت ذروتها في سوريا بمقدار 975مليون دولر
خدمة الدين العام الخارجي ما بين عامي 1995و 2000
الدولة إجمالي مقدار التغير في إجمالي خدمة الدين )مليون دولر(
2000خدمة
1995الفتةر الزمنية
17 207السودا 190+
ن
154 1129سوريا 975+
189.لبنان
3
484.
5
295.2+
3425 2196المغرب
.4
1228.6-
المجمو
1248ع 1375
1.8 8.8
1277+
الكلي
نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات
يوضح مؤشر نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات ما
يستهلكه سداد أقساط وفوائد الدين الخارجي من التدفقات المالية بالعملة الصعبة في
الدول العربية المقترضة والتي تتحصل عليها من حصيلة ما تصدره من سلع
وخدمات ،وبذلك يمكن أن تقف خدمة الدين عقبة أمام الحفاظ على هذه التدفقات
.التي تلجأ إليها الدول -مع وسائل أخرى -في وقت الزمات
كما أنها تعمل على تحسين سعر صرف عملتها الوطنية مقابل العملت الجنبية،
.المر الذي يؤدي إلى استقرار اقتصادياتها ويعمل على جلب رؤوس الموال إليها
وإذا نظرنا إلى هذا المؤشر في الدول العربية المقترضة نلحظ أنه في عام 2000
%.TOPحقق ،%15.6مسجل انخفاضا عن عام 1995بمقدار 2.5
TOP
الخاتمة
مما سبق يلحظ أن إجمالي حجم الدين العام الخارجي بالنسبة للدول العربية
المقترضة ككل انخفض في نهاية عام 2000بنحو 15.5مليار دولر مقارنة بعام
.1995وتزامن هذا النخفاض مع ارتفاع قيمة إجمالي الناتج المحلي وإجمالي
صادرات السلع والخدمات في الدول العربية ومنها الدول المقترضة ،ويرجع ذلك
:إلى العوامل التية
برامج الصلح القتصادي والهيكلي التي اتبعتها هذه الدول وكان لها الثرㄱ
ارتفاع قيمة الدولر الذي تسعر به المبادلت النفطية مقابل العملت الدولية ㄷ
.الخرى
أثرت هذه العوامل إيجابيا في مؤشرات قياس عبء المديونية الخرى -فيماㄹ
عدا مؤشر خدمة الدين -إذ انخفضت نسبة الدين العام الخارجي إلى الناتج
المحلي الجمالي بنحو %23.4في عام 2000مقارنة بعام ،1995كما
انخفضت نسبة الدين إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات بمقدار %2.5
.في عام 2000مقارنة بعام 1995
لم يكن هناك اختلف في المنظور الفردي عن المنظور الكلي للدول العربيةㅁ
المقترضة ،فتأثرت الدول العربية بالعوامل التي سبقت الشارة إليها ،فارتفع
إجمالي الناتج المحلي الجمالي في معظم الدول العربية المقترضة في حين
.انخفض في المغرب وموريتانيا
ارتفعت القيمة الجمالية للصادرات العربية ومنها صادرات الدول المقترضةㅂ
التي يسهم قطاع النفط بنسب مؤثرة في ناتجها المحلي الجمالي ،فتوضح
البيانات أن الصادرات السلعية في الدول العربية المقترضة المصدرة للنفط
ارتفعت في الجزائر بحوالي %76وفي اليمن بحوالي %65.2وفي سوريا
بحوالي %35.2وفي مصر بحوالي ،%34.8وبلغت ذروتها في السودان
بحوالي %132بسبب بدئه في تصدير النفط في عام 1999والذي تزايد
في عام ،2000فحقق الميزان التجاري للسودان فائضا وصف بأنه الول
من نوعه منذ أكثر من عقدين ،وذلك رغم تراجع الصادرات غير النفطية
فيه بسبب الحظر الذي كان مفروضا على صادراته من الثروة الحيوانية في
.عدد من السواق المجاورة
اتسم في المقابل أداء الصادرات السلعية في الردن ولبنان بالنمو المحدودㅅ،
مليار دولر تقريبا ،في حين ارتفع حجم هذه الديون في خمس دول عربية
.مقترضة بنحو 6.5مليارات دولر تقريبا
تحسنت مؤشرات قياس عبء المديونية في العدد الكبر من الدول العربيةㅈ
فيما عدا مؤشر خدمة الدين العام الذي شهد ارتفاعا في غالبية هذه الدول،
فقد استطاعت الردن ومصر والمغرب وموريتانيا فقط خفض خدمة ديونها
العامة ،في حين ارتفعت هذه الخدمة في باقي الدول العربية المقترضة،
ويرجع ذلك إلى أن أعباء الديون الخارجية لهذه الدول ارتفعت بنسب تفوق
.نسبة الزيادة في القيمة الجمالية لصادراتها
يمكن القول إن تصنيف الدول العربية المقترضة إلى مجموعات وفقا لمؤشر نسبة
الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي أظهر التباين بين هذه الدول من
حيث حجم وطبيعة مشكلة المديونية ومستويات النمو القتصادي بها ،لذا فإن
مشكلة الدين العام الخارجي التي تعاني منها هذه الدول ل تتطلب اتخاذ سياسات
ذات صبغة واحدة ،بل يجب اتخاذ سياسات تتناسب مع طبيعة المشكلة في كل دولة
.TOPعربية على حدة
TOP
_______________
الجزيرة نت
*
:المصادر
.التقرير القتصادي العربي الموحد لعام 1- 2001
.البنك الدولي ،التمويل العالمي للتنمية ،المجلد الثاني ،جدول الدول لعام 2- 2001
الثلثااء 17/2/1423هـ الومافق 30/4/2002م) ،تومقيت النشر( الساعة)12:39 :مكة الكرمة(،
)09:39غرينيتش(
الديومن العربية الداخلية
ويظهر هذا التوجه بوضوح في الردن والسعودية ولبنان والمغرب واليمن ،في
.حين تراجع في عمان وقطر ومصر ،وظل المر ثابتا في باقي الدول العربية
حصة القطاعات غير المصرفية
كما سجل هذا الهيكل ارتفاعا في حصة القطاعات غير المصرفية من أدوات الدين
العام القابلة للتداول ،فزادت هذه الحصة في اليمن بنحو %13.3وفي الكويت
%. TOPبنحو %6.7وفي الردن بنحو 5.5
TOP
القتراض الخارجي ،ويؤيد ذلك زيادة حجم الدين العام الداخلي للدول
العربية بنسبة %10.1مقارنة بعام ،1999في حين انخفض حجم الدين
العام الخارجي للدول العربية المقترضة بنسبة %4.9في عام 2000
.مقارنة بعام 1999
هناك علقة عكسية بين وضع التطورات القتصادية للدول العربية وموقفㄱ
مديونياتها الداخلية ،فظهر في عام 2000أن الدول التي حققت فائضا في
موازناتها العامة استطاعت أن تخفف من عبء مديونياتها الداخلية عبر
الستفادة من هذه الفوائض ،أما الدول التي حققت عجزا في موازناتها العامة
.فقد عملت على تمويل هذه العجوزات عبر القتراض الداخلي
ㄴ اتسم هيكل الدين العام الداخلي للدول العربية في عام 2000بالتجاه نحو
زيادة حصة القطاعات والتسهيلت غير المصرفية من إجمالي دينها العام
.الداخلي
الجراءات التي اتخذتها الدول العربية لتحسين كفاءة إدارة دينها العامㄷ
الداخلي كانت ضرورية ،ولكنها ليست كافية لتخفيف عبء هذه الديون طالما
بقيت العلقة عكسية بين التطورات القتصادية للدول العربية وموقف
مديونياتها الداخلية ،فالعمل يجب أن يكون على محور إحداث نمو اقتصادي
بمعدلت مرتفعة بما يسمح بسداد أعباء الديون الداخلية ويقلل من القتراض
الداخلي ،كما يجب تصحيح العلقة العكسية بين التطورات القتصادية
وموقف المديونية الداخلية عبر العمل على زيادة الصادرات غير النفطية
بنسب كبيرة في إجمالي صادرات الدول العربية حتى تحرير اقتصاديات هذه
. TOPالدول من تقلبات أسعار النفط والطلب العالمي عليه
TOP
الديون على المستوى العالمي في الخمسينيات ،واتضحت معالمها بشكل بارز في
عقد التسعينيات عندما تفاقم حجم القروض نظرا لسوء توظيفها ،لتنفجر عام
1982حينما توقفت المكسيك وتشيلي والرجنتين عن دفع أعباء ديونها الخارجية،
ثم تبع ذلك عمليات إعسار مالي لعدد كبير من البلد النامية ،وشكل إعلن هذه
.الدول وقف دفع أعباء ديونها مؤشرا لنهيار نظام الئتمان الدولي
وفي الدول العربية بلغ حجم الديون الخارجية حوالي 144مليار دولر عام
2000.وفقا للتقرير القتصادي العربي الموحد
ويقدم المقال إجابة على مجموعة من التساؤلت الضرورية مثل ما أسباب هذه
الديون؟ هل هي أسباب هيكلية أم أنها أسباب ظرفية ل تعدو أن تكون اختللت
:مالية؟ وذلك من خلل المحاور التالية
أزمة الديون كجزء من أزمة هيكلية متعددة البعاد -
الستدانة ..السباب الخاصة -
أزمة الديون كجزء من أزمة هيكلية متعددة البعاد
تعيش البلدان العربية أزمة اقتصادية خانقة منذ عقود عديدة ،وهي أزمة بنيوية في
طبيعتها ،فل هي أزمة ظرفية عابرة ،ول هي أزمة قطاعية أو دورية ،بل أزمة
هيكلية متعددة البعاد ازدادت تشابكا وتعقيدا منذ السبعينيات مع بروز العديد من
الزمات مثل أزمة النظام النقدي وأزمة المديونية وأزمة الطاقة وأزمة الغذاء
وأزمة البطالة ..هذه الزمة الهيكلية طال أمدها حتى أصبح الخروج منها أصعب
.بكثير من ذي قبل
”و
زيادة السكان ل تكون عقبة في طريق التنمية إل عندما تكون حوافز الفراد
ت
ونوعية مهاراتهم ل تتفاعل على النحو الذي يزيد حجم النتاج
”ن
ع
كس هذه الزمة بصفة خاصة في عجز الموازنات العامة وميل إلى التضخم مع
الركود وأزمة مديونية خانقة .ويعتقد العديد من المسؤولين والمهتمين بالوضاع
القتصادية الدولية أن الزمة ل تكمن في نمو السكان إذ إن زيادة السكان ما هي
.إل زيادة بطيئة ،لكن الخلل يكمن في بطء الزيادة في حجم النتاج وتدنيه
فكل مولود يعتبر وحدة استهلكية لكنه في الوقت نفسه وحدة إنتاجية ومن
المفروض أن هذا الفرد له دخل يخصص جزءا منه للستهلك وجزءا للدخار
وجزءا للستثمار .فزيادة السكان ل تكون عقبة في طريق التنمية إل عندما تكون
حوافز الفراد ونوعية مهاراتهم ل تتفاعل على النحو الذي يزيد الزيادة الكافية في
.حجم النتاج وهذا جوهر الزمة القتصادية
ول سبيل إلى فهم الزمة الممتدة منذ السبعينيات إل بإمعان النظر في أبعادها
القتصادية والجتماعية والسياسية ,فالسمات البارزة للزمة والتي تشكل قاسما
مشتركا بين القطار العربية يمكن حصرها حسب المفكر القتصادي المتميز محمد
:TOPالنوري في الظواهر التالية
TOP
سجلت السنوات الخيرة ارتفاعا لمعدلت البطالة بلغ ما بين 15و %20في
أغلب البلدان العربية -خصوصا غير النفطية -نتيجة تدهور الوضاع القتصادية
.وانسداد الفاق وبروز ظاهرة الهجرة المضادة
والملحظ في هذا الصدد شيوع ما يسمى بالبطالة الهيكلية وهي ذلك الشكل من
البطالة الذي يظهر في عدم التناسب )أو الخلل( بين الوفرة المتزايدة لليد العاملة
مقابل ندرة العوامل القتصادية النتاجية الخرى مثل الموارد الطبيعة ورأس المال
.والتنظيم
:أزمة عجز في ميزان المدفوعات 5-
هذه معضلة أخرى من المعضلت الهيكلية التي تعاني منها القتصاديات العربية
والتي لم تستطع الختيارات القتصادية مواجهتها .إننا في حقيقة المر إزاء حلقة
دائرية خبيثة ،فأزمة النمو تنتج حالة من الركود مصحوبة بموجة تضخمية حادة,
ينعكس التضخم بدوره في تردي شروط التبادل التجاري مع الخارج وهذا يزيد
عجز ميزان المدفوعات ويدفع إلى مزيد من الستدانة الخارجية ويزيد التضخم
.TOPالذي يؤدي إلى الركود ومن ثم إلى هبوط معدلت النمو وهكذا
TOP
إن استمرار عجز موازين المدفوعات إنما يعبر عن الخلل الهيكلي الكامن في
اقتصاديات تلك البلدان التي تعتمد على تصدير المواد الولية أساسا واستيراد
.المواد الستهلكية الساسية والسلع واللت الرأسمالية الوسيطة للنتاج
هذا الخلل ل بد أن يؤدي إلى تراكم التدهور لشروط التبادل التجاري مع الخارج
نتيجة ميل أسعار المواد الولية للنخفاض والرتفاع المستمر في أسعار الواردات
.الستهلكية والصناعية
وهذا هو جوهر قضية التنمية المطروحة على البلدان المتخلفة بإلحاح بصورة
عامة .لقد وقعت أغلبيتها الساحقة في فخ التنمية ذات التوجه نحو الخارج ،بمعنى
تحويل هياكل النتاج المحلي نحو التصدير وتوجيهها كليا لحتياجات السواق
الخارجية بهدف الحصول على مزيد من العملت الجنبية لتحسين ميزان
المدفوعات .ولكن نظرا لتخلف البنية القتصادية والجتماعية بتلك الدول وقلة
الموارد التقليدية لتمويل النفاق العام لجأت هذه البلدان إلى السراع بالتنمية
.وتغطية عجز ميزان المدفوعات عن طريق التمويل الخارجي
”
بينما لم يتجاوز معدل نمو النتاج الزراعي السنوي في القاطار العربية %2.5
في العقدين الماضيين ,كان معدل نمو الطلب على المنتجات الزراعية نحو %6
سنويا في المتوسط مما أدى إلى فجوة غذائية خانقة
”
6- :أزمة غذائية
نتيجة لتخلف قطاعات النتاج من جانب ,والنمو المتسارع في استهلك الغذاء من
جانب آخر ,شهدت اقتصاديات الدول العربية أزمة هائلة في المجال الغذائي تمثلت
في تفاقم العجز الغذائي وحصول فجوة غذائية حادة وانتشار ظاهرة الجوع وسوء
.التغذية في البعض من هذه القطار
والمقصود بالفجوة الغذائية الفرق بين الحاصل من إنتاج المواد الغذائية والطلب
عليها من أجل الستهلك ،وهو تعبير عن عدم قدرة البلد أو البلدان على تأمين
المواد الغذائية اللزمة لتغذية السكان بشكل يلبي الحتياجات الضرورية والساسية
.لنمو السكان وبقائهم في صحة جيدة
ونظرا لخطورة الزمة لم تعد مشكلة العجز الغذائي مجرد مشكلة اقتصادية
زراعية بل تعدت ذلك لتصبح قضية سياسية إستراتيجية ترتبط بالمن الوطني
والقليمي .وأصبح الغذاء سلحا إستراتيجيا في يد الدول المنتجة والمصدرة
.للحبوب تضغط به على الدول المستوردة لتحقيق أهداف سياسية
ول شك في أن هذه المساعدات الغذائية تجعل الدول التي تحصل عليها في تبعية
غذائية من شأنها أن تربطها بسياسة الدول المحتكرة للغذاء وتمنعها من ممارستها
.حقها في الختيار
وقد تفاقمت نسبة الفجوة الغذائية وانخفضت نسبة الكتفاء الذاتي في معظم الدول
العربية في السنوات الخيرة ولم تستطع خطط التنمية الزراعية في العقود الماضية
تحقيق تقدم يذكر في النتاج الزراعي في أغلب الدول العربية يمككن من تقليص
العجز الغذائي والقضاء نسبيا على الفجوة الغذائية كما فعلت بعض البلدان النامية
.الخرى )الهند مثل(
وقد أدى هذا الظرف إلى ازدياد العتماد على استيراد المواد الغذائية من المصادر
الجنبية بنسب متصاعدة ،فبينما لم يتجاوز معدل نمو النتاج الزراعي السنوي في
القطار العربية مثل %2.5في العقدين الماضيين ,كان معدل نمو الطلب على
المنتجات الزراعية نحو %6سنويا في المتوسط ،وقد أدى هذا التفاوت بين معدلي
.نمو النتاج والطلب إلى فجوة غذائية خانقة
:أزمة مديونية 7-
لقد ترتب على الختلل المزمن في موازين المدفوعات للدول العربية تراكم
المديونية الخارجية وتفاقم أعبائها بشكل يثير النتباه ويدعو للفزع ،فقد بلغ حجم
الدين القائم في ذمة الدول العربية المقترضة حوالي 156مليار دولر عام 2000
).التقرير القتصادي العربي الموحد ,سبتمبر/أيلول (2001
وأدى انفجار أزمة الديون على صعيد دولي إلى تفاقم حدة هذه المديونية في بداية
الثمانينيات ,ووجد صندوق النقد الدولي مبررا أساسيا للتدخل بشراسة في الشؤون
الداخلية للعديد من البلدان المدينة ذات الوضاع الحرجة ,ومن بينها بعض الدول
العربية .فاستجابت تلك الدول الواحدة تلو الخرى لنصائح صندوق النقد الدولي
.TOPوتوجيهاته وسعت لتطبيق سياساته بكل إخلص وأمانة
TOP
ل”
أزمة الديومنية للدول العربية هي أزمة بنيومية خطيةر وعميقة نابعة من عدم ملءمة السياسات القتصادية م
التبعة ف الوماقع القتصادي العرب مع خصومصيات هذه الدولا
”ذ
ا الستدانة حسب الفكر القتصادي؟ تعتبر الكتب القتصادية المقررة في المناهج
التربوية أن الفراد أو العائلت والمنشآت وكذلك الدول )الحكومات( تستدين
للسباب نفسها ،فعندما ل تكفي الموارد المالية المتاحة لتلبية الغايات وعندما تكون
تكلفة الدين أقل من الربح المتوقع أو الذي يجنى منه ,تنشأ المديونية .غير أننا
نعتبر أن هذا التبسيط مخل ،ونعتبر كذلك أن مفهوم التكلفة والربح يختلف بالنسبة
للعناصر الثلثة السابق ذكرها .وإذا ما حاولنا التركيز على أسباب استدانة الدول
وخصوصا القتراض من الخارج فيمكن القول إن الدول تستدين من أجل تمويل
العجز في ميزان مدفوعاتها ،هذا بصفة عامة .أما بالنسبة للدول العربية فإن هناك
عوامل عديدة تضافرت منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي لتأزيم وضع
الديون وتفاقمها وانفجارها في السنوات الخيرة في معظم الدول ذات الوضاع
:الحرجة أصل .ومن أهم تلك السباب
أولل :السباب الداخلية
الميل إلى الستثمار من أجل التنمية 1-
ويتطلب كثافة رأس مالية وتكنولوجيا متقدمة وهو ما تفتقر إليه تلك الدول ,مما
اضطرها إلى القتراض الخارجي لشراء اللت والمعدات والتعاقد مع الخبراء
.الجانب وشراء براءات الختراع وحقوق الصنع
سوء توظيف القروض 2-
في الوقت الذي كانت فيه سياسة القراض على قدم وساق لسد الفجوة التمويلية
للمشروعات التنموية ,كان الفساد الداري والمالي والسياسي يعم أجهزة الدولة
ومؤسساتها في معظم الدول العربية .وقد نجم عن هذا الفساد نهب جانب كبير من
القروض الخارجية وتهريبها إلى الخارج وتم إيداعها في البنوك الجنبية لحساب
أصحاب النفوذ والسلطة ورجال العمال القريبين منهم ,وأدت هذه الظاهرة إلى
.تراكم الديون وفشل التنمية
4- الهتمام بالصناعة على حساب الزراعة
أدى هذا التوجه إلى تزايد الحاجة إلى الواردات الغذائية وإهمال الزراعة كدعامة
هامة لقتصاديات تلك الدول ,والهتمام بالصناعة التي تتطلب بطبيعتها كثافة
رأسمالية تفوق طاقات أغلب الدول العربية –غير النفطية خاصة -مما أدى للجوء
.إلى القتراض الخارجي لتمويل هذه الصناعات
العجز المتزايد في ميزان المدفوعات 5-
أدى العجز المستمر لموازين المدفوعات في معظم القطار العربية الناجم عن
تزايد الواردات السلعية على حساب الصادرات إلى اختلل تجاري واضح تسبب
.TOPباللجوء إلى القتراض الخارجي وتفاقم المديونية
TOP
كان للرتفاع الشديد الذي طرأ على أسعار الفائدة في أسواق المال الدولية دورا
حاسما في استفحال أزمة المديونية ,إذ تجاوزت في العديد من البلدان الفوائد الزائدة
المدفوعة قيمة التمويل الضافي الصافي وتكبدت البلدان المدينة مبالغ متزايدة عبر
السنين وأصبح بند خدمة الدين يمثل نصيبا هاما من صافي الديون ويستحوذ على
.مبالغ كبيرة من النقد الجنبي
انخفاض السعار العالمية للمواد الخام 2-
أدى انخفاض أسعار المواد الولية المصدرة إلى السواق العالمية )كالبترول
والمواد الخام الخرى( إلى تدهور شروط التبادل التجارية للبلدان المصدرة لهذه
المواد ،مما أدى إلى تفاقم عجز ميزان المدفوعات الذي يزيد من الميل إلى
.الستدانة الخارجية
3-آثار الركود التضخمي السائد في معظم الدول الرأسمالية
نظرا لندماج معظم الدول النامية -ومنها الدول العربية -في النظام القتصادي
العالمي وتبعيتها له تجاريا وغذائيا ونقديا وتكنولوجيا فضل عن التبعية العسكرية
والسياسية ,فإن ما يحدث في هذا النظام من تقلبات وأزمات يؤثر تلقائيا في
.الوضاع القتصادية لهذه البلدان
ومنذ بداية الثمانينيات أفرزت السياسات النكماشية التي طبقتها معظم الدول
الرأسمالية الصناعية حالة من الركود القتصادي مصحوبة بالتضخم أصبحت
تعرف بالتضخم الركودي الذي أثر كثيرا في الوضاع المالية وانخفض حجم
العملت الجنبية فيها ,في الوقت الذي تزايدت فيه مدفوعات خدمة الدين وتفاقمت
صعوبات القتراض الخارجي وخاصة بعد انفجار أزمة الديون الخارجية عام
1982.
خلصة
نخلص مما سبق إلى أن أزمة المديونية للدول العربية هي أزمة بنيوية خطيرة
وعميقة نابعة من عدم ملءمة السياسات القتصادية المتبعة في الواقع القتصادي
العربي مع خصوصيات هذه الدول .وهي حقيقة أكدتها التقارير القتصادية الدولية
.والدراسات القطرية الخاصة بتحليل أوضاع هذه الدول
فالتوجهات القتصادية لي أمة من المم يجب أن تكون نابعة من التوجهات
الكبرى لمنهجها الحضاري وأن تستمد منهجها القتصادي من خصوصيات الواقع
.القتصادي والجتماعي الذي يخصها
إضافة إلى هذا السبب المركزي تضافرت عوامل داخلية وأخرى خارجية عملت
على تفاقم الزمة ،فعلى المستوى الداخلي أدى سوء توظيف الموال المقترضة
وتهريبها والهتمام بالصناعة على حساب الزراعة إضافة إلى العجز المستمر في
.ميزان المدفوعات إلى تفاقم الزمة
أما على المستوى الخارجي فتتمثل أهم أسباب المديونية في ارتفاع سعر الفائدة في
السواق المالية الدولية وانخفاض أسعار المواد الولية التي تعتبر أهم صادرات
.الدول النامية عموما -ومنها الدول العربية -إضافة إلى التضخم الركودي
غير أنه يجب أن نشير إلى أن أزمة الديون الخارجية يجب أل نحصرها ونفسرها
بأنها مجرد مشكلة سيولة دولية ,فهي ذات علقة وثيقة بصميم الهيكل القتصادي
.والجتماعي السائد في تلك البلدان
فهل تستغل هذه الموال المقترضة في تمويل الستهلك التجاري أم الستثمار؟
وما معايير الستفادة من القروض الخارجية؟ وهل يمكن أن تسهم في تحقيق
التمويل الذاتي في المستقبل؟
وفي الخير إذا ظلت الدول العربية تقترض لشراء السلع الستهلكية الضرورية
والنفاق على شراء السلحة التي يبدو أنها في الزمات والتحديات الكبرى ل تفتك
بالعدو ول تشكل حتى رادعا له -وما الحداث الخيرة في فلسطين عنا ببعيد -فإن
. TOPالدول العربية ستظل في حاجة إلى الستدانة الخارجية
TOP
________________
* باحث اقتصادي
:المصادر
محمد النوري" ،الزمة القتصادية والحل السلمي" ،النسان ,مجلة فكرية 1-
,74.أبريل 1985
رمزي زكي" ،الموقف الراهن للجدوى من ظاهرة التضخم الركودي ومدى 3-
.ملءمته لتفسير الضغوط التضخمية" ،مناقشات وبحوث ,الكويت ,ط 1986 ,1
.التقرير القتصادي العربي الموحد ,سبتمبر/أيلول 4- 2001
5- Berthélemy J.C et Vourc’h A. « Allégement de la dette et la
Croissance » OCDE, 1994.
6- Dembinsk P.H « l’Endettement international » PUF.1989.
7- Duprat M. H. « la Dette latino-américaine : Quelle politique pour Quelle crise ? » Masson 1991.
8- OCDE « Financement et dette extérieure des pays en voie de
.المباشر
الستثمار بامتلك السهم والسندات 2-
.فقط
الستثمار
يقوم على أساس إنشاء فروع لشركات
أجنبية في الدولة التي تكون في حاجة
إلى رؤوس الموال بحيث تقوم هذه
الفروع بإنتاج سلع كانت تستورد
قبل ،وهو إجراء قد يخفف الضغط
على ميزان مدفوعات الدولة التي
الباشر
يهاجر إليها رأس المال .لكن التوسع
في العتماد على هذه الهجرة لرؤوس
الموال الجنبية يؤدي في النهاية إلى
أن يصبح اقتصاد الدولة تابعا لهذه
الموال التي تعمل وفقا لصالحها
الخاص دون أن تأخذ في اعتبارها
.مصلحة الدول التي تهاجر إليها
اللتزامات التي تترتب على قيام
المؤسسات بأعمالها مهما كان الشكل
القانوني لهذه المؤسسات فردية أو
تضامنا أو توصية أو مساهمة ...إلخ.
وتتكون الخصوم من القروض
المصرفية ،وحقوق السحب على
خصومم
المكشوف التي تمنحها البنوك
للمؤسسة ،والقروض القصيرة الجل
التي تتمثل في السلع والخدمات التي
قدمت لها )أي الخصوم الجارية(
ورأسمالها المقترض ورأس المال
المساهم به ،أي الذي طرح للكتتاب
في سوق الوراق المالية،
.والحتياطيات المختلفة
سيوملة
درجة سهولة تحويل أصل ما إلى
نقود .وتتوقف سيولة الصول
المختلفة على طبيعة السوق التي
يجري التعامل فيها في هذه الصول.
وعندما تكون أسواق الوراق المالية
منظمة تنظيما عاليا تكون سيولة
السهم مرتفعة حيث يمكن تحويلها
إلى نقود في فترة قصيرة ببيعها في
هذه السوق .ويستخدم اصطلح
السيولة كذلك بالنسبة للمؤسسات
والشخاص ،حيث تكون سيولة
مؤسسة ما مرتفعة إذا كانت نسبة
كبيرة من أصولها في شكل نقود أو
أصول قابلة للتحويل إلى نقود
بسهولة .ودرجة سيولة المؤسسة بهذا
المعنى تبين قدرتها على مواجهة
نفقاتها بسرعة وبذلك يطمئن الدائنون
.وتتجنب الشركة الفلس
تقدير لليرادات والمصروفات لمدة
مستقبلية ،وذلك بخلف الحساب الذي
يسجل المبادلت المالية التي تمت
الومازنة العامة
فعل .وتعتبر الموازنات أداة هامة في
تخطيط وتوجيه الشؤون المالية للدولة
أو المؤسسات .وأهميتها تنشأ عن أن
اليرادات والمصروفات ل تتفقان من
.الوجهة الزمنية
سند
أوراق مالية ذات فائدة محددة
تصدرها الحكومة المركزية أو
الحكومات المحلية وهي في الغالب
أوراق مالية طويلة الجل ،بمعنى أنها
لن تسدد قيمتها إل بعد أجل طويل،
ويمكن أن تكون غير قابلة للسداد
حيث يكتفي أصحابها بالفوائد الثابتة
التي يحصلون عليها من امتلكها.
ويمكن سداد قيمة هذه السندات كل
عام ودفع قيمتها لصحابها ،أو
بتخصيص مبلغ معين من الموازنة
كل عام وتجميعه بإيداعه في بنك
بفائدة معينة حتى تتمكن الحكومة بعد
مدة معينة من سداد الدين كله مرة
.واحدة
زيادة الخصوم عن الصول ،أو زيادة
عجز
النفقات عن اليرادات بالنسبة
للموازنة العامة ،أو عجز ميزان
.المدفوعات
ذلك الجزء من رأس مال الشركة
الذي يتمثل في السندات والذي ل بد
أن تدفع عنه فائدته سواء حققت
رأس الال
القتض
أرباحا أم لم تحقق ،وهو يختلف عن
رأس المال في شكل أسهم الذي ل
توزع عليه أرباح ما لم تحقق الشركة
.أرباحا
هو دين على كيانات خاصة وعامة
مقيمة في بلد ما لغير المقيمين .وهذا
النوع من الدين له تأثير مباشر على
دين خارجي
ميزان مدفوعات البلد المدين .ولكن
لمقاصد عملية ،يصنف الدين
الخارجي أحيانا حسب عملة الدين
وبدون استخدام معيار القامة )للتشابه
.بينه وبين دين العملة الجنبية(
الدين الخارجي قد يكون مملوكا
للقطاع العام أو القطاع الخاص .فهو
في الحالة الولى )دين عام( أما في
الدين العام الثانية فهو)دين خاص( .والدين
والاص
المملوك بواسطة القطاع الخاص لكنه
مضمون من قبل القطاع العام غالبا
ما يدرج في الدين العام والذي يسمى
.أحيانا الدين المضمون عموما
التموميل
زيادة متعمدة في النفاق عن اليراد،
بالعجز
وهي سياسة عندما تتبعها الحكومة
تأخذ شكل إعداد موازنة بها عجز
يمول بالقتراض وذلك بهدف تنشيط
القتصاد القومي والتوظيف عن
طريق ضخ قوة شرائية إضافية .وقد
ترتب على زيادة وظائف الدولة
الحديثة وزيادة نفقاتها تبعا لذلك أن
أصبح وجود عجز في الموازنة
العامة أمرا عاديا حتى في أوقات
التوظيف الكامل ،ولهذا فالتمويل
بالعجز أصبح يعني التوسع في العجز
.عن مستواه العادي
قرض ل تحسب عليه فوائد بتاتا،
اوتحسب عليه فوائد بمعدل يقل عن
التكلفة الحقيقية للمبلغ المقترض.
قرض رخيص وهي سياسة البنك الدولي للنشاء
والتعمير فيما يتعلق بمنح الدول
النامية قروضا رخيصة لتمويل
.مشروعات رأسمالية طويلة الجل
هي عملية يقصد بها إعطاء نفس
جديد لمالية الدولة المدينة ،أي تغيير
تواريخ استحقاق الدين وتأجيل السداد،
حيث تقرر الدولة الدائنة منح الدولة
المدينة آجال إضافية .وبهذه الطريقة
يمكن للدولة الدائنة أن تحصل على
إعادةر جدولة
الدين الارجي
أموالها بدل من التوقف النهائي للدولة
المدينة عن الدفع ،وفي الوقت نفسه
تستفيد الدولة المدينة من فترة التأجيل
لترتيب أوضاعها المالية والتجارية
وأهمها معالجة العجز المالي الذي هو
سبب اللجوء إلى التمويل الخارجي
.ومن ثم الوقوع في الدين
___________________
:المصدر
موسوعة المصطلحات القتصادية والحصائية ،د.عبد العزيز فهيم هيكل ،دار
.النهضة العربية ،بيروت 1986 -
بقلم /مغاوري شلبي علي*
"ل توجد وجبة مجانية" ..هذا شعار أصبح يسيطر على العلقات القتصادية الدولية
في مختلف المجالت ،ومنها تدفق رؤوس الموال سواء في صورة استثمارات أو
في صورة معونات أو في صورة قروض ،ففي الغالب يفرض الطرف القوى
)المقدم لهذه الموال( شروطه على الطرف الضعف )المتلقي لهذه الموال(،
ويأتي في هذا السياق شروط المديونية الخارجية سواء كان الحصول على هذه
الديون من حكومات صديقة أو شقيقة أو من الصناديق العربية للتنمية أو من بنوك
تجارية حكومية أو غير حكومية ،أو من مؤسسات تمويل دولية وإقليمية مثل البنك
.الدولي والبنك السلمي وغيرها
فما هي هذه الشروط؟ وما مدى اختلفها باختلف الجهات الدائنة؟ وما آليات
ضمان التزام البلدان العربية المدينة بهذه الشروط؟ وأخيرا ما آثار هذه الشروط
على القتصاديات العربية؟
السطور التالية تحاول الجابة على هذه السئلة بصورة مبسطة حتى تتضح
.الصورة لغير المتخصص قبل المتخصص
تطور الشروط
طرأت العديد من التغيرات على الشروط المصاحبة للقتراض الخارجي منذ عام
،1982حيث بلغت مديونية البلدان النامية في هذا العام حوالي 575مليار دولر
مقابل 109مليارات فقط عام ،1973وهو المر الذي يرجعه البعض إلى تراكم
المدخرات في البنوك ومؤسسات التمويل في فترة السبعينيات مما جعلها تتساهل
في شروط إعطاء القروض من حيث سعر الفائدة وآجال السداد وغيرها من
.الشروط ،وفي ظل هذا التساهل سقطت معظم الدول النامية في فخ المديونية
وقد انتهى زمن هذا التساهل في شروط القروض الخارجية دون رجعة بعد أن
تجرأت بعض الدول النامية في أميركا اللتينية على إنكار ديونها الخارجية
وإعلن التوقف عن السداد بسبب تفاقم الختللت القتصادية التي عرفت بأزمة
المديونية العالمية عام ،1982وما صاحب ذلك من إغواء لدول نامية أخرى
للتوقف عن سداد الديون الخارجية ،وهو ما كان بداية لعادة النظر في شروط
الستدانة الخارجية ،واتجاه هذه الشروط نحو مزيد من التشدد ،وخاصة الديون
التي يكون الصندوق والبنك الدوليان طرفا فيها عند الحصول عليها أو عند إعادة
.جدولتها
ولم تكن الدول العربية بعيدة عن هذه الشروط عند حصولها على ديون خارجية )
325.TOPمليار دولر( أو عند دخولها في مفاوضات لعادة جدولة هذه الديون
:TOPوسنحاول في هذه المقاول الحديث على المحاور التية
TOP
:تختلف شروط الديون الخارجية وفقا لعدة معايير ،وأهم هذه المعايير ما يلي
:أ -من حيث الجهة التي تقدم الديون
”و
تتأثر شروط الديون بطول فترة سداد الدين ،والظروف الدولية التي تتم فيها هذه
ه
الديون ،وبالسمعة القتصادية للدولة المقترضة )الجدارة الئتمانية( وقدرتها على
ذ
السداد في المستقبل
”ه
الجهات إما أن تكون الحكومات أو مؤسسات تمويل إقليمية أو دولية أو بنوكا
تجارية ،ففي حالة القروض من الحكومات تتوقف الشروط على طبيعة العلقة بين
حكومة الدولة المقترضة والدولة المقرضة ،وبطبيعة المصالح القتصادية
والسياسية بينهما ،وفي الغالب تدور الشروط حول سعر الفائدة وآجال السداد
والضمانات وفترات السماح ،ويمكن أن تمتد لتشمل ربط القروض باستيراد
منتجات معينة من الدولة الدائنة أو نقل هذه الواردات على سفنها أو قصر تنفيذ
.المشروعات التي تمولها هذه القروض على شركات الدولة المقرضة
أما في حالة المؤسسات القليمية والدولية فإن الشروط تتفاوت ،ومن أشهر هذه
المؤسسات البنك الدولي الذي يشترط أن تكون القروض لتمويل مشروعات التعمير
والتنمية في الدولة المدينة ،وأن تكون للحكومات أو للجهات التابعة لها أو لجهات
.تضمنها الدولة ،كما يشترط أل يكون للدولة مصدر آخر للتمويل
أما في حالة البنوك التجارية فإن الشروط تتركز على سعر الفائدة والضمانات التي
.يقدمها المدين لهذه البنوك
:ب -من حيث الهداف
فما الهداف التي تسعى إلى تحقيقها الجهات الدائنة؟ وهل هي تحقيق الرباح
بمعناها المالي والنقدي أو تحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية؟ فإذا كان هدف
الجهة المقرضة الربح يتم التركيز على الفائدة وفترات السداد والضمانات ،وهي
شروط تقليدية .أما إذا كانت هناك أهداف أخرى فإن الجهة الدائنة تركز عليها عند
التفاق على القرض مثل زيادة الصادرات للدولة الدائنة وذلك عن طريق حصول
الدولة المدينة على جزء من هذه الديون في صورة سلع ومنتجات من الدولة
الدائنة ،وقد تكون الشروط في صورة إلزام الدولة المدينة بسياسات اقتصادية معينة
.كما في حالة الصندوق والبنك الدوليين
وإلى جانب ما سبق تتأثر شروط الديون بطول فترة سداد الدين ،وكذلك تتأثر
بالظروف الدولية التي تتم فيها هذه الديون ،وبالسمعة القتصادية للدولة المقترضة
).الجدارة الئتمانية( وقدرتها على السداد في المستقبل
ومن أغرب الشروط التي وضعها الدائنون الشرط الذي وضعه البنك الدولي عند
طلب الردن لقرض لتمويل بناء سد على نهر الردن ،فقد اشترط البنك موافقة
إسرائيل على بناء السد وتعهدها بعدم تدميره ،وهو ما منع إتمام القرض أو إتمام
بناء السد .وربما حدث أمر شبيه بذلك مع مصر عند طلبها تمويل بناء السد العالي
من البنك الدولي في الستينيات ،حيث كان هناك شرط ضمني بضرورة موافقة
الوليات المتحدة الميركية ،وهو الشرط الذي لم يتوفر ،وبذلك لم يمول البنك بناء
. TOPالسد العالي
TOP
TOP
الشروط في ظل العون النمائي العربي
من المعروف أن العون النمائي العربي من أهم الملمح التي تميز تجربة التعاون
القتصادي العربي عن بقية التجارب الدولية ،وقد كانت بداية هذا العون مع
الطفرة التي حدثت في أسعار النفط في السبعينيات وترتب عليها إنشاء المؤسسات
.والصناديق المقدمة لهذا العون
ويتمثل هذا العون في القروض والمنح والهبات والمعونات الفنية التي تساعد على
تنمية الدول العربية التي تحتاج إلى هذا التمويل .ويقدم هذا التمويل من جانب
صناديق التمويل العربية )قطرية أو متعددة الطراف( ،أو بالتنسيق بين هذه
.الصناديق العربية ومؤسسات تمويل دولية وإقليمية غير عربية
”و
بلغ إجمالي التمويل الذي قدمته صناديق التمويل العربية حتى بداية عام 2001
ق
حوالي 108.9مليارات دولر استفادت منها 127دولة عربية وغير عربية
”د
بلغ إجمالي التمويل الذي قدمته هذه الصناديق العربية حتى بداية عام 2001
حوالي 108.9مليارات دولر استفادت منها 127دولة عربية وغير عربية ،وبلغ
نصيب الدول العربية منها ،%60.9في حين بلغ نصيب الدول النامية من أميركا
%.اللتينية %1.5والدول السيوية %21.1والدول الفريقية 15.8
مزايا شروط تمويل الصناديق العربية
بسبب سهولة وبساطة شروط التمويل الذي يقدم من هذه الصناديق فقد زاد اتجاه
:الدول العربية للحصول عليه ،ويعتبر أهم مزايا شروط هذا التمويل ما يلي
.انخفاض أسعار الفائدة ،وطول فترتي السماح والسداد 0
ارتفاع عنصر المنحة في القروض المقدمة في إطار هذا التمويل ،حيث ㄱ
هذا التمويل بشراء واردات من جهات معينة ،أو بإسناد تنفيذ المشروع
المقدم له التمويل لشركات معينة ،ولكن في الغالب يترك لهذه الدول الحرية
في ذلك ،وهو عكس ما هو معمول به في القروض التي تحصل عليها الدول
.العربية من جهات أجنبية أخرى
عدم وجود شروط متعلقة بحق الطراف المقدمة لهذا التمويل في التدخل في ㄷ
تحرص دائما المؤسسات المقدمة للعون النمائي العربي على تقديم تمويلها
وتسهيلتها للدول في إطار ما يقرره صندوق النقد الدولي وفي إطار ما يطالب به
من سياسات اقتصادية تصحيحية في الدول المدينة ،وكان هذا الحرص من تلك
المؤسسات أكبر من حرصها على إتمام عمليات القراض في إطار العمل على
تعزيز العمل القتصادي العربي المشترك ودفع التكامل القتصادي إلى المام.
ويمكن التدليل على ذلك بالوقوف على أهم المجالت التي أولها العون النمائي
العربي أهمية في قروضه للدول العربية ،فقد تركزت عمليات التمويل على
مشاريع التنمية البشرية وبرامج مكافحة الفقر والثار الجتماعية الناجمة عن
برامج الصلح القتصادي التي تتبناها الدول العربية في إطار توجهاتها لعادة
جدولة الديون مع الصندوق والبنك الدوليين ،كما اهتمت عمليات التمويل بإقراض
صناديق التنمية الجتماعية في الدول العربية التي أنشئت أساسا في إطار برامج
الصلح القتصادي وفي ظل ما يعرف "بشبكات المان الجتماعي" ،وأيضا تم
تمويل برامج الصناعات الصغيرة وبرامج البنية الساسية في الريف العربي وهي
كلها مجالت يهتم بها الصندوق والبنك الدوليان ،وقد لوحظ التنسيق بين الصناديق
العربية المقرضة في هذا المجال في إطار ما عرف "بمجموعة التنسيق العربية"
التي تضم صندوق أبو ظبي للتنمية وصندوق أوبك للتنمية الدولية والصندوق
السعودي للتنمية والصندوق العربي للنماء القتصادي والجتماعي والصندوق
الكويتي للتنمية القتصادية العربية والمصرف العربي للتنمية القتصادية في
.إفريقيا والبنك السلمي للتنمية
عدم اقتصار التعاون والتنسيق في مجال القراض بين صناديق التنمية العربية
على التنسيق في إطار مجموعة التنسيق العربية السابق الشارة إليها فقط ،بل
تعدى هذا ليشمل مؤسسات التمويل الدولية الدائنة والحكومات الجنبية ومؤسساتها
التمويلية الدائنة ،وهو ما يعني أن الصناديق العربية تأخذ بشروط الستدانة التي
تفرضها هذه المؤسسات الدولية عند قيامها بعمليات تمويل مشترك للدول العربية
.التي تطلب القروض من هذه المؤسسات
ويكفي أن نشير هنا إلى أن إجمالي عمليات التمويل المشترك بين الصندوق
العربي للنماء القتصادي والجتماعي ومؤسسات التمويل العربية الوطنية
والقليمية الدولية في الفترة من 2000-1974بلغ حوالي 17.4مليار دولر ،بلغ
نصيب الصناديق العربية منها ،%53.5وبلغت حصة مؤسسات التمويل الدولية
)البنك الدولي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد والبنك الفريقي للتنمية(
حوالي ،%17في حين بلغت حصة الحكومات الجنبية ومؤسساتها التمويلية
%.الدائنة 21.5
موافقة سياسات الدول العربية الممولة -
خضوع القروض والتسهيلت التي تقدمها الصناديق العربية لما يمكن أن نطلق
عليه "مبدأ الثواب والعقاب" ،وهو أمر يستند إلى شروط سياسية في المقام الول،
وذلك بمعنى أن التسهيلت التي تقدمها هذه الصناديق استخدمت في الغالب لمكافأة
أو معاقبة الدول العربية المتلقية لهذه التسهيلت على مواقفها السياسية من القضايا
:التي تهم الدول الممولة لهذه الصناديق .وقد يؤكد صحة ذلك أمران
الول :سيطرة الدول الممولة على عمليات التمويل التي تقدمها هذه الصناديق
.وبعيدا عن إشراف أو توجيه مؤسسات العمل العربي المشترك
الثاني :ما يمكن أن يوضحه تطور نصيب بعض الدول العربية من هذه التسهيلت
والقروض في الفترة من عام 1973حتى عام .2002وعلى سبيل المثال يلحظ
أن نصيب دولة مثل مصر من تمويل هذه الصناديق لم يتجاوز %1.1من إجمالي
عمليات هذه الصناديق عقب إبرام مصر لتفاقية السلم مع إسرائيل ،في حين بلغ
نصيب سوريا في ذلك الوقت حوالي ،%27.1والردن حوالي ،%26.1ولكن
بداية من عام 1990وبعد الموقف المصري من حرب الخليج الثانية حصلت
مصر على نصيب السد حيث بلغت حصتها في الفترة 1990/1999حوالي
،%39.5في حين بلغ نصيب سوريا ،%4.7والردن ،%6.2هذا إلى جانب
قيام دول الخليج بالتنازل عن ديونها لدى مصر التي بلغت حوالي 6.2مليارات
.دولر عقب حرب الخليج الثانية
ولذلك يمكن القول إن الديون في إطار العون النمائي العربي تتم ما بين مانح
ومتلق وليس في إطار أسرة عربية واحدة ،فرغم ما تتسم به من شروط ميسرة
مقارنة بغيرها من الديون فإنها ل تخلو من شروط ،وفي بعض الحوال تتبنى
شروط الصندوق والبنك الدوليين ،ولكن رغم ذلك فإنه ل يجب التقليل من الدور
الذي تلعبه صناديق التمويل العربية في دعم برامج التنمية في معظم البلدان
.TOPالعربية
TOP
”ت
التسهيلت التي تقدمها الصناديق العربية استخدمت في الغالب لمكافأة أو معاقابة
ظ
الدول العربية المتلقية لهذه التسهيلت على مواقافها السياسية من القضايا التي
ل
تهم الدول الممولة لهذه الصناديق
”ش
روط الديون الخارجية شروطا عادية طالما التزمت الدول المدينة بها وطالما كانت
هذه الدول مواظبة على سداد خدمة هذه الديون )القساط والفوائد( في وقتها ،ولكن
إذا تعثرت الدولة المدينة في السداد لسباب داخلية أو خارجية تكون أمام خيارين
:كلهما مر
:الخيار الول
إنكار الدين والتوقف عن السداد ،وهو أمر في غاية الخطورة على الجدارة
الئتمانية والسمعة القتصادية للدولة ،وقد يعرضها لعقوبات اقتصادية وسياسية
.وربما لتدخل عسكري ضدها
:الخيار الثاني
اللجوء إلى عملية إعادة جدولة للديون الخارجية ،وتعني قيام الدولة بطرق أبواب
الصندوق والبنك الدوليين للتفاق مع الدول الدائنة على كيفية وشروط إعادة
الجدولة إذ تلجأ الدول الدائنة إلى الصندوق والبنك للقيام بدور الوسيط بينها وبين
الدول المدينة فتذهب إلى نادي باريس حيث تبدأ رحلتها مع شروط جديدة لعادة
جدولة ديونها تختلف تماما عن الشروط الصلية التي تمت على أساسها هذه
:الديون ،ويتم وضع هذه الشروط والتفاق عليها خلل خطوتين هما
الخطوة الولى :اتفاق الدولة المدينة على برنامج إصلح اقتصادي وتصحيحㄹ
باريس على شروط إعادة الجدولة ،وهي الشروط التي ستدور حولها
المفاوضات الثنائية بعد ذلك بين المدين وكل دولة دائنة على حدة ،وذلك لن
الدول الدائنة تعتبر أن إعادة جدولة الديون تضحية من جانبها لصالح
المدين ،وعليه فهي ترفض أن تتحمل هذه التضحية دون أن تعرف مقدار
التضحية التي سيقدمها الدائنون الخرون ،وهنا يكون شرط المساواة في
.المعاملة من قبل المدين تجاه جميع الدائنين
وقد مرت الدول العربية التي لجأت إلى إعادة جدولة ديونها بهذه المراحل وقبلت
هذه الشروط ،وأهمها مصر ولبنان وتونس والمغرب ،وبعد قبول واستيفاء الشروط
يتم توقيع اتفاقية مع نادي باريس تحدد شروط التصرف المالي والقتصادي في
الديون من قبل الدولة المدينة ،ومن هنا يبدأ التدخل في الشؤون القتصادية للدولة
.TOPالمدينة ،وذلك عبر السياسات التي تعتبر آليات لتنفيذ هذه الشروط
TOP
آليات تنفيذ شروط الصندوق والبنك الدوليين
توجد ثلثة محاور أساسية في قروض برامج الصلح القتصادى والتكيف
الهيكلي التي لجأت إليها البلدان العربية عند إعادة جدولة ديونها ،وهذه المحاور
الثلثة تعتبر بمثابة آليات لتنفيذ شروط إعادة جدولة الديون ،أو شروط الحصول
:على التسهيلت المرتبطة بعملية الجدولة ،وهذه المحاور أو الليات الثلثة هي
تحرير السعار :ويتضمن التزام الدولة المدينة بتحرير أسعار السلع ㅂ
في النشاط القتصادي على حساب تراجع دور الدولة والتخلص من
الحتكارات العامة ،وذلك عن طريق تصفية المشروعات العامة الخاسرة
وبيعها للقطاع الخاص لتشغيلها على أساس تجاري يهدف إلى الربح ،وهو
المر الذي يكون على حساب تسريح العمالة ورفع أسعار السلع والخدمات
.التي يقدمها القطاع العام
تحرير التجارة الخارجية :فالبنك الدولي يطالب الدول المدينة بتخفيض سعر ㅇ
”آ
تزايد معدلت البطالة وانخفاض درجة إشباع الحتياجات الساسية للمواطن
ث
العربي من أهم سلبيات الخذ بشروط صندوق النقد والبنك الدوليين
”ا
ر
الخذ بشروط الصندوق والبنك الدوليين
الملحظ أن أخذ البلدان العربية بشروط إعادة جدولة الديون مع الصندوق والبنك
الدوليين وخاصة ما يتعلق منها ببرامج الصلح القتصادي أثر في جميع نواحي
ومفردات القتصاديات في تلك الدول ،كما أن هذه الثار لم تكن جميعها في صالح
الدول العربية ،وبالتالي لم تكن جميعها في صالح المواطن العربي الذي يعتبر
هدف ووسيلة التنمية ،تلك التنمية التي قامت الدول العربية بالستدانة من أجل
:دفعها للمام ،ويمكن إيجاز هذه الثار في التي
أولل :الثار السلبية
تزايد معدلت البطالة في الدول العربية حيث وصلت هذه النسبة في بعض ㅈ
.السعار
.تزايد تدهور أحوال الفقراء ومحدودي الدخل في البلدان العربية ㅋ
.العربي
وهذه الثار تعرف بالثار الجتماعية لبرامج الصندوق والبنك الدوليين والتي
تحاول الدول العربية التغلب عليها عن طريق ما يعرف بشبكات المان
الجتماعي ،خاصة عبر ما يعرف بالصندوق الجتماعي للتنمية ،وهى التجربة
.التي أخذت بها مصر ،وهناك محاولت للستفادة بها في اليمن وسوريا والردن
وإلى جانب الثار السابقة فقد حدث تراجع في دور الدولة في البلدان العربية
لصالح تزايد دور القطاع الخاص في النشاط القتصادي ،حيث أصبحت نسبة
مساهمة القطاع الخاص العربي في النشاط القتصادي حوالي %76في المتوسط،
وأصبح يعول عليه بأن يقوم بالدور الرئيسي في عمليات النتاج والتصدير
والتوظيف ،وحتى أصبح يعول عليه بأن يقوم بدور رئيسي في تحقيق التكامل
.القتصادي العربي
ثانيا :الثار اليجابية
رغم الثار السلبية السابقة ل يمكن إنكار الثار اليجابية التي صاحبت الخذ
بسياسات البنك والصندوق الدوليين كشروط لعادة جدولة الديون العربية وأهم هذه
:الثار اليجابية
تراجع العجز في الموازنات العامة للدول العربية ،حيث أصبحت حوالي ㅍ
”م
تراجع العجز في الموازنات العامة وميزان المدفوعات وزيادة الجدارة الئتمانية
ن
وتراجع الدين الخارجي من أهم إيجابيات الخذ بشروط صندوق النقد والبنك
الدوليين
”
خلل متابعة تطور شروط الستدانة طوال القرن الماضي يمكن القول إن هذه
الشروط في تطور مستمر ،وإن هذا التطور يتجه بهذه الشروط نحو التشدد في
غير صالح الدول المدينة ولصالح ضمان حقوق ومصالح الدول الدائنة ،كما يلحظ
أن هذه الشروط تتأثر بالدور الذي تلعبه بعض المؤسسات القتصادية الدولية مثل
الصندوق والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية ،إذ إن معظم الشروط التي
تصاحب إعادة جدولة الديون تصب في صالح تحقيق أهداف وبرامج هذه
المؤسسات والدول المسيطرة عليها ،ولن هذه المؤسسات تخضع لسيطرة بعض
القوى القتصادية الكبرى مثل الوليات المتحدة الميركية ولن دور هذه
المؤسسات في تطور باستمرار فإن مستقبل شروط المديونية الخارجية للدول
:النامية ومنها الدول العربية سيتأثر بعاملين أساسيين هما
.المصالح القتصادية للقوى القتصادية الدولية الفاعلة داخل هذه المؤسسات 1.
2. التغيير الذي سيطرأ على دور هذه المؤسسات في المستقبل وخاصة في ظل
إعادة النظر التي تتم حاليا بشأن دور الصندوق والبنك الدوليين ،وكذلك في
ظل التعاون الجديد بين جميع المؤسسات القتصادية الدولية في تحقيق
التنمية ومحاربة الفقر الذي تم النص عليه في فقرات متعددة من "بيان
الدوحة للتنمية" الذي صدر عن المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية
.في الدوحة خلل الفترة من 13-9نوفمبر /تشرين الثاني 2001
وقد بدأ ظهور بعض المؤشرات التي تعكس زيادة تدخل وتأثير الدول الكبرى في
تشديد شروط المديونية الخارجية ،خاصة مع الدول النامية التي تطلب قروضا أو
تسهيلت مالية أو معونات ،وذلك عن طريق تشددها في هذه الشروط بالنسبة
للقروض التي تقدمها حكومات هذه الدول أو مؤسساتها المالية ،أو عن طريق
التدخل لدى مؤسسات التمويل الدولية مثل الصندوق والبنك الدوليين واستخدام
نفوذها في هذه المؤسسات لتمارس ضغوطا وتشدد شروطها على تقديم قروضها
.للدول النامية ومنها البلد العربية
وفي السنوات الخيرة بدأنا نسمع عن شروط لمكافحة الفساد ،وتوفير مبادئ
الديمقراطية أو مبادئ الحكم الرشيد ،وحماية حقوق القليات السياسية أو الدينية.
وبعد أحداث 11سبتمبر /أيلول بدأت هذه الدول تلوح بإجراءات مكافحة الرهاب
التي تقوم بها الدول كشرط لتدفق رؤوس الموال إليها سواء في صورة معونات
أو قروض ،وقد جسد الرئيس بوش هذه الشروط في خطابه أمام مؤتمر المم
المتحدة لتمويل التنمية الذي عقد في المكسيك في الفترة من 22-18مارس/آذار
2002حيث أكد أن "تدفق رؤوس الموال إلى الدول النامية والفقيرة سيتوقف على
احترام هذه الدول لحقوق النسان واتخاذها إجراءات فعالة لقتلع جذور الرهاب
والفساد فضل عن فتح أسواقها والعتناء بنظام التعليم والرعاية الصحية ،وإن
".الوليات المتحدة ستتعامل بشكل صارم مع ذلك
هذه التوجهات الميركية جعلت البعض يصف هذه الشروط بأنها محاولة لبتزاز
الدول النامية والفقيرة واستغلل ظروفها القتصادية الصعبة لجبارها على انتهاج
.سياسات تحقق مصالح الدول الصناعية الكبرى
كما أن الصلحات داخل المؤسسات القتصادية الدولية وخاصة الصندوق والبنك
الدوليين بدأت المناقشة حولها بعد أن تسببا في إرهاق الكثير من اقتصاديات دول
العالم التي لجأت إليهما للقتراض أو لعادة جدولة ديونها ،وبعد أن تفاقمت الثار
الجتماعية بصورة خطيرة في الدول التي تبنت برامج الصندوق للصلح
القتصادي ومنها الدول العربية ،وكذلك بعد النتقادات العنيفة التي تتعرض لها
.سياسات الصندوق والبنك الدوليين
والملحظ أن هناك اختلفا على التوجهات التي تحكم عملية إصلح هذه
المؤسسات ،وهل تتجه نحو مزيد من الضوابط والشروط على منح القروض
وإدارة الديون الخارجية في الدول النامية ،أم نحو التسهيل في هذه الشروط لصالح
تقليل الفقر وزيادة الرفاهية في الدول النامية وتجميل الوجه القبيح للصندوق والبنك
الدوليين .وقد يكون من السابق لوانه حاليا أن نقطع بتغلب أحد التجاهين على
.TOPالخر لن المر ما زال في مرحلة النقاش
TOP
_______________
وتختص هذه المؤسسات بجوانب مختلفة من التنمية ،لكنها تستخدم إفاداتها النسبية
.للعمل بطريقة متعاونة نحو الهدف الساسي نفسه أل وهو تقليل نسبة الفقر
ويرمز إلى البنك الدولي أحيانا باسم البنك ويقصد به البنك الدولي للنشاء والتعمير
ومؤسسة التنمية الدولية .ويشير تقرير البنك للعام المالي 2001إلى قيام المؤسسة
.بإقراض الدول العضاء ما يزيد على 17مليار دولر
_______________
:المصادر
البنك الدولي 1-
موسوعة المصطلحات القتصادية والحصائية ،عبد العزيز فهمي هيكل ،دار 2-
وقع العديد من البلدان النامية ومن بينها الدول العربية في فخ المديونية الخارجية
وبلغ حجمها مستويات حرجة باتت تؤثر على الوضع القتصادي والجتماعي
.والسياسي لهذه الدول
والتساؤل الذي يطرح نفسه الن وبإلحاح هو :هل ساعدت هذه الموال الدول
النامية ومنها الدول العربية على تحقيق التنمية المنشودة؟ وما هي انعكاسات
المديونية الخارجية على مسارات التنمية القتصادية والجتماعية للدول العربية
.المدينة؟ وإلى أي حد أثرت أزمة المديونية الخارجية على القرار السياسي العربي؟
انعكاسات المديونية الخارجية على الخطط النمائية -
لعل من المفارقات أنه في الوقت الذي تكونت فيه العائدات النفطية في المنطقة
العربية بكميات كبيرة ل سابق لها )ارتفاع أسعار النفط في السبعينات( ,شهدت
.الفترة نفسها تصاعد حجم الدين الخارجي بمعدلت لم يسبق لها مثيل أيضا
ولم تقتصر عمليات الستدانة على الدول العربية غير النفطية فحسب ،بل تفاقم
حجم مديونية الدول النفطية كذلك .وقد رافق ذلك تصاعد في حجم مدفوعات خدمة
الدين الخارجي في جميع القطار العربية )غير النفطية خصوصا( وأصبحت تلتهم
.جانبا كبيرا من حصيلة الصادرات من السلع والخدمات
وشكل هذا قيدا أوحمل ثقيل على خطط التنمية المستقبلية ،نظرا لبتلع جانب مهم
.من النقد الجنبي في خدمة الدين الخارجي
ويمكن تشخيص آثار المديونية الخارجية على الخطط النمائية من خلل تحليل
.آثارها على الدخار المحلي والقدرة الستيرادية ومعدلت التضخم
1-على الدخار المحلي
إن العلقة بين رؤوس الموال الجنبية والدخار المحلي أفرزت أطروحتين:
أطروحة التكامل بين الموارد المالية المحلية والجنبية وأطروحة الحلل بين
.الصنفين
التكامل بين الموارد المالية المحلية والجنبية
فيرى أنصار الفرضية الولى أن رؤوس الموال الجنبية إذا ما استغلت استغلل
اقتصاديا جيدا تؤدي إلى زيادة الناتج القومي وارتفاع مستويات الدخل وبالتالي
ترتفع معدلت الدخار وذلك نتيجة لسد النقص في الموارد المالية اللزمة لتمويل
.المشاريع الستثمارية وهوالهدف الذي توخته الدول النامية من وراء اقتراضها
الحلل بين الصنفين
في حين يرى أنصار الفرضية الثانية أن هذه الموال ل تستغل الستغلل المثل
لها وغالبا ما تتجه نحو تمويل الستهلك خصوصا للسلع المستوردة ونسبة قليلة
تتجه إلى الستثمار في مشاريع تتميز بانخفاض مردودها ,مما يقلل من فرص خلق
فوائض مالية جديدة ورفع كفاءة القتصاد ونموه وهوما يؤثر سلبا على إمكانات
.الدخار المحلي
وإذا نظرنا إلى أثر الموال الجنبية بصورة عامة ,والديون على وجه الخصوص,
على مستويات الدخار في الدول النامية من خلل الدراسات الحديثة التي تناولت
هذا الموضوع نجد أن هذا التأثير يختلف من دراسة إلى أخرى تبعا لعينة الدول
.المدروسة وطرق التقدير المستخدمة بالضافة إلى اختيار فترة الدراسة
وتشير أغلب الدراسات في هذا المجال إلى أثر سلبي -مباشر أوغير مباشر-
.للديون الخارجية على الدخار المحلي في معظم الدول النامية
على الطاقاة الستيرادية2-
”إ
تستحوذ الديون على نسب عالية من الناتج المحلي الجمالي في الدول العربية
ذ
وتشكل إنقاصا للموارد المالية التي كان من الممكن أن تتجه إلى الدخار والتوسع
ا
القتصادي
ا”
ستطاعت الدولة توفير القدر الكافي من المال اللزم لستيراد اللت والمعدات
النتاجية الضرورية للتوسع القتصادي ,استطاعت تنفيذ مخططاتها النمائية دون
.ضغوط خارجية أوحدوث اختناقات تعوق طموح وتنفيذ هذه الخطط
وهناك عدة عوامل تؤثر بشكل أوبآخر في المقدرة الستيرادية منها :حجم وعائدات
الصادرات وتكلفة السلع المستوردة وخدمة الديون الخارجية والتي تتمثل في
.مجموع القساط والفوائد التي تدفعها الدول المدينة خدمة لديونها وإعادة جدولتها
وتؤثر هذه العباء سلبا على إمكانية تنمية الموارد المالية الذاتية بسبب استنزافها
.للحظ الوفر من العملت الصعبة المتاحة للبلد
على معدلت التضخم 3-
إن ارتفاع اعتماد الدول النامية ومنها الدول العربية على القروض الخارجية أدى
إلى تزايد معدلت التضخم في هذه الدول ,لما تشكله هذه القروض والمديونية
.المترتبة من ضغط على القدرة التنافسية لصادرات الدول المدينة
ويؤدي تخفيض قيمة العملة الوطنية -استجابة لضغوط الطراف الدائنة -إلى
تدهور القيم الحقيقية للمدخرات مما يضطر العديد من الفراد إلى إيداع أموالهم في
الخارج )أحد أهم أسباب ظاهرة هروب رؤوس الموال إلى الخارج( خوفا من
.تآكلها
وبصورة عامة فإن التأثير السلبي للديون الخارجية على القدرة المالية والستيرادية
للدول المدينة ومنها الدول العربية قد انعكس على عمليات الستثمار المطلوبة
.لتحقيق أهداف النمو المتسارع الذي تتطلع إليه اقتصادات هذه الدول
ويتمثل هذا التأثير السلبي في كون أعباء المديونية الخارجية تستحوذ على نسب
عالية من الناتج المحلي الجمالي وتشكل إنقاصا للموارد المالية التي كان من
.الممكن أن تتجه إلى الدخار والتوسع القتصادي
كما أن ارتفاع خدمة الديون الخارجية الذي شهدته الدول العربية في السنوات
.الخيرة يشكل عبئا على النقد الجنبي المتاح لتمويل الواردات الستثمارية
ومن الطبيعي أن يواكب ارتفاع خدمة الديون ضغط على تمويل هذه الواردات مما
اضطر بعض هذه الدول إلى تأجيل تنفيذ العديد من المشاريع الستثمارية المبرمجة
ضمن مخططات التنمية وإلى تخفيض معدلت الستثمار المستهدفة مما يؤدي إلى
.تسريح العمال وتزايد البطالة وما إلى ذلك من انعكاسات على المجتمع
إل أنه من الضروري التذكير أن العيب ل يكمن في مسألة استيراد رأس المال
.الجنبي وإنما الهم هو طبيعة واستخدامات هذه الموال
لقد لعب رأس المال الجنبي دورا أساسيا في تطوير الدول المتقدمة نظرا
للستغلل المثل لهذا العنصر مما ساعد على خلق فوائض مالية أخذت تصدرها
إلى البلدان النامية .أما بالنسبة لمعظم الدول النامية ومن بينها الدول العربية فلم
يلعب رأس المال الجنبي الدور الذي كان يجب أن يلعبه في تنمية هذه الدول مما
أوقعها في مديونية خانقة لها آثار اجتماعية وسياسية ل تقل خطورة عن الثار
.القتصادية
وقد أدى تخلف اقتصادات الدول النامية ومنها القطار العربية بصورة عامة وتفاقم
حدة الديون الخارجية على وجه الخصوص إلى مزيد التبعية للدول المتقدمة الدائنة,
التي أصبحت تتحكم في مسارات التنمية في الدول المدينة .وتأخذ هذه التبعية
.أشكال وأنماطا مختلفة منها التبعية التجارية والمالية والتكنولوجية
أشكال تبعية القاتصاديات العربية بسبب الديون
أولل :التبعية التجارية
ويقصد بها تحكم الطلب العالمي في معدلت نمو اقتصادات الدول النامية .ومرد
ذلك أن قطاع التصدير يعتبر المصدر الساسي للدخل في الدول النامية .كما أن
عدم تنوع صادرات الدول النامية حتى من المواد الولية ,إذ كثيرا ما تتركز هذه
الصادرات في مادة أولية واحدة أومجموعة محدودة منها ,يعرض عمليات التنمية
في البلدان المعنية للتذبذب من خلل تعرضها لتقلبات الظروف القتصادية
العالمية .إن هذه التبعية التجارية التي تعاني منها الدول النامية قد نشأت في عهد
الستعمار وتطورت بعد الستقلل السياسي وتعمقت بعد تفاقم الديون الخارجية,
بفعل بعض العوامل الداخلية والخارجية المرتبطة بمتطلبات التنمية .وهذه
.المتطلبات هي التي دفعت بتلك الدول في مدار التبعية المالية
ثانيا :التبعية المالية
ترجع هذه التبعية -سواء كانت سببا أونتيجة للمديونية الخارجية -إلى حاجة الدول
النامية إلى مصادر لتمويل خططها النمائية .فالحاجة إلى رؤوس الموال دفعت
بالدول ذات الموارد المالية المحدودة إلى فتح المجال أمام رأس المال الجنبي
بأشكاله المختلفة .وحتى الدول النامية ذات الفوائض المالية -ومنها القطار العربية
النفطية -تعاني من نوع آخر من التبعية المالية للدول المتقدمة ،أل وهو اندماج
مؤسساتها المالية في النظام الرأسمالي الدولي مما قد يجلب لها مخاطر عدة منها
.احتمال التجميد من قبل الحكومات الغربية كما حصل مع الودائع الليبية والعراقية
ثالثا :التبعية التكنولوجية
ويقصد بها النقل الفقي للتكنولوجيا أي استيرادها من الدول المتقدمة بدل العمل
على تنميتها وطنيا أوقوميا أوإقليميا .وقد اختار معظم الدول النامية اكتساب هذه
التكنولوجيا عن طريق استيرادها جاهزة باعتقاد أن ذلك سيمكنها من اقتصاد الوقت
والنفقـات .لكن المشكلة تكمن في كون هذه التقنية ل تتلءم مع الطبيعة النتاجية
.للدول النامية مما عمق من تبعيتها للدول المنتجة لهذه التكنولوجيا
إن بلدان العالم الثالث المديـنة ,ومنها الدول العربية ,تتعرض "لمؤامرة مالية
دولية" بعد أن تم توريطها في مديونية مفرطة .وتأخذ هذه المؤامرة شكل خطيرا
تمثل في احتلل المستثمرين الجانب للصول النتاجية الستراتيجية التي بنتها
هذه الدول عبر جهودها النمائية المضنية خلل عقود من الزمن على نحو يعيد
.لها السيطرة الجنبية
فبعد وصول أزمة الديون إلى مستوى حرج وبعد التعثر في سداد خدمتها ظهر
اتجاه بين صفوف الدائنين يدعو إلى مبادلة الدين الخارجي ببعض الصول
النتاجية في الدول المدينة ,أي مقايضة الديون بحقوق ملكية في المشاريع التي
تملكها الدولة في هذه البلدان .وهواتجاه يؤسس نظرته إلى مشكلة الديون في تلك
.الدول على أنها مشكلة إفلس وليست نقص سيولة
وقد لقي هذا الطرح صدى واسعا في نفوس الدائنين لنه يحسن من محافظهم
المالية ويحول الديون المشكوك في تحصيلها )لنها حالة إفلس( إلى أصول
إنتاجية ذات عوائد مستمرة وهنا يتحول الدائنون إلى مستثمرين وهوما يؤدي إلى
إخضاع السياسات القتصادية والجتماعية في البلدان المدينة إلى مزيد من الرقابة
.الخارجية
الثآار الجتماعية للديون الخارجية
”
إ
تتسبب الديون العربية الخارجية في زيادة نسب التضخم وتقليل القيم الحقيقية للعملة
ن
الوطنية مما يشجع رؤوس الموال المحلية على الهجرة إلى الخارج كما يتسبب
في زيادة معدلت البطالة وتسريح العمالة مما يتسبب في مشكلت اجتماعية ا
خطيرةل
”آ
ث
ار السلبية للديون الخارجية ل تقتصر على الجوانب القتصادية فقط في الدول
النامية وإنما تتعداها إلى البعاد الجتماعية ومع تنامي ظاهرة العولمة بشكل عام
وتفاقم أزمة المديونية بشكل خاص ,كان من الطبيعي أن تتأثر الدول العربية بهذا
.الواقع من خلل آلـيات مختلفة
فالدول العربية التي كانت تتبنى فلسفة اقتصادية تقوم بالساس على تحكم الدولة
في إدارة النشاطات القتصادية من قبل ,نجدها تتحول تحول جذريا ,من خلل
تطبيق برامج التثبيت والصلح الهيكلي ,متنازلة بذلك عن جزء كبير من مهمتها
الجتماعية .وتستند هذه البرامج إلى إعطاء قوى السوق الدور البارز في الحياة
.القتصادية وتحرير المعاملت القتصادية والمالية مع العالم الخارجي
ومن المنطقي أن يكون لمثل هذه الـتحولت الجذرية أثرها على المجتمع .وفي
تحليلنا للثار الجتماعية للمديونية الخارجية سوف نركز على التأثيرات المترتبة
على أسواق العمل والتشغيل في الدول العربية المدينة وذلك استنادا إلى أن الكسب
من العمل يمثل المصدر الرئيسي لمداخيل غالبية الفراد وأن حرمانها من هذا
الحق ينتج عنه استفحال البطالة بأنواعها وتفاقم حدة الفقر وإحداث المزيد من
.الختللت في توزيع الدخل وتعاظم الهوة بين طبقات المجتمع
أن أغلب الدول النامية ومنها الدول العربية التي لجأت إلى تطبيق برامج التثبيت
والصلح الهيكلي تحت وطأة ارتفاع مديونيتها الخارجية وبمباركة من المؤسسات
الدولية الدائنة )صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونادي باريس ونادي لندن,(...
.عانت من معدلت بطالة مرتفعة أصبحت تهدد استقرارها الجتماعي والسياسي
وترجع هذه المعدلت إلى عدة عوامل منها على سبيل المثال :تباطؤ معدلت النمو
القتصادي في هذه الدول نتيجة لتطبيق سياسات انكماشية تتضمنها هذه البرامج
خاصة في المراحل الولى لها ,مما يؤدي إلى خفض الطلب المحلي ويزيد من حدة
.الركود القتصادي الذي يؤدي بدوره إلى تراجع الطلب على العمل
يضاف إلى ذلك تأثير عمليات خصخصة المنشآت العامة وضرورة تقليص العمالة
بها قبل انتقالها إلى الملكية الخاصة ,وكذلك تراجع الحكومات عن خلق فرص
جديدة للعمل بحجة الضغط على النفاق العام وتقليص عجز الموازنات العامة ,إلى
غير ذلك من الجراءات المرافقة لبرامج الصلح القتصادي هذه التي أصبحت
شرطا ضروريا لطلب إعادة جدولة الديون أوالحصول على قروض جديدة تفرضه
.الجهات المانحة
وعلى الرغم من شح ودقة البيانات المتعلقة بالتشغيل والبطالة في الدول العربية
فإن القدر المتوافر منها يشير إلى اتجاه تصاعدي واضح للبطالة .وتراوحت
معدلت البطالة في الدول العربية ما بين %15و % 20خلل التسعينات وهي
.الحقبة التي شهدت ارتفاع حجم الدين الخارجي
وتجدر الشارة هنا إلى أن هذه المعدلت المرتفعة للبطالة ل ترجع بالكامل إلى
أزمة الدين الخارجي وإنما تتفاعل معها جملة من العوامل الخرى تتعلق بعدم
قدرة القتصاديات العربية على خلق فرص للعمل تتناسب مع حجم قوة العمل
.العربية التي تطورت في العوام الخيرة
ويمكن القول أن المحصلة العامة لتفاعل أزمة الديون الخارجية والنتائج المترتبة
عليها ,قد أثرت سلبا على مستويات المعيشة لغالبية الدول المدينة وأدت إلى تفاقم
.الفقر في هذه الدول )تقرير البنك الدولي سنة ,2000ص (15
وقد تبنى البنك الدولي في السنوات الخيرة سياسة التصدي لمسألة الفقر وأوضح
أنه يجب أن يكون من بين مكونات السياسة العامة لي دولة ترغب في تخفيف
عبء ديونها أوالحصول عل قروض جديدة ,إجراءات تخفف وطأة الفقر في
.المجتمع
وعموما فإن أزمة الديون الخارجية في الثمانينات عولجت بوصفات تنطوي على
العديد من الجراءات المجحفة بالدول النامية .وكثيرا ما تفرض الطراف الدائنة
والمانحة للقروض إتباع سياسات اقتصادية ترتكز على حزمة من الجراءات التي
تؤثر سلبيا على المجتمع مثل :تخفيض قيمة العملة المحلية -وما ينجر عن ذلك
من تسارع لمعدلت التضخم الذي يعتبر العدوالول للفقراء -وإلغاء الرسوم
والضرائب على السلع المستوردة وتخفيض النفاق العام ورفع الدعم عن السلع
والخصخصة وكلها سياسات تؤدي إلى زيادة تدخل الدول الدائنة وشركاتها المتعددة
.الجنسية وتغلغلها في اقتصادات الدول المدينة والتحكم فيها
التداعيات السياسية للمديونية الخارجية
إ
”
ظهر اتجاه بين صفوف الدائنين يؤسس نظرته إلى مشكلة الديون في الدول
ن
المتعثرة على أنها مشكلة إفلس وليس نقص سيولة ودعا أصحاب هذا التجاه إلى
مبادلة بعض الصول النتاجية في الدول المدينة بالدين الخارجي ,أي مقايضة خ
حقوق الملكية في المشاريع التي تملكها الدولة في هذه البلدان بالديون مما يهدد ط
السيادة الوطنية لهذه الدولو
”ر
ة تفاقم الديون الخارجية ل تقف عند الحدود القتصادية والجتماعية بل إنها
تتجاوز إلى تعريض حرية صانع القرار السياسي إلى مزيد الضغوطات والتدخل
الجنبي .وفي ظل عالم يتميز بهيمنة الدول المتقدمة ومؤسساتها المالية الدولية
ومع تنامي ظاهرة العولمة بكافة أوجهها -خاصة الوجه المالي -فإنه من المتوقع
تسارع عملقة رأس المال واحتواء الشركات المتعددة الجنسية المحركة لهذا المال
لمصير الخطط النمائية وتعميق المشاكل القتصادية والجتماعية إل أن خطورة
هذا النفوذ لن تقف عند البعدين القتصادي والجتماعي بل ستتعدى إلى البعد
السياسي .فيرى البعض أن هذه الموال والشركات الكبرى المحركة لها قادرة على
التأثير في سيادة الدول وتلعب دور الشرطي الذي يلزم الدول المضيفة بتوجهات
معينة في سياساتها العامة وهوما يشكل مساسا للسيادة الوطنية واستقلل القرار
.السياسي)محمد الطرش ,ص (414
وتتمثل الثار المصاحبة لدخول رؤوس الموال الجنبية والشركات الدافعة لها في
اختراق النظام السياسي والتأثير عليه بما يتلءم مع مصالحها .فقد كشفت
التحقيقات الجنائية أن هذه الشركات تمول الحزاب المتنافسة في النتخابات في
الوليات المتحدة المريكية وفرنسا مثل حتى ل تأتي نتائج النتخابات بأي أثر
سلبي يمكن أن يضايق مصالحها فما بالك بالدول النامية وبهذا يتحول السياسيون
إلى بياعين ) (Statesmenمن رجال دولة
بالضافة إلى شراء ذمم الكثير من )إسماعيل صبري عبد ال ,ص (Salesmen) (378
يستند إلى التركيز على التنمية البشرية بمفهومها الواسع من تعليم وصحة
.وبحث وتطوير وضمان لحقوق النسان
:محور سياسي ㄴ
أسامة عبد المجيد العاني" مستقبل القتصاد العربي في ظل الشركات المتعددة 2-
بحوث ومناقشات ندوة فكرية لمركز دراسات الوحدة العربية ,بيروت ,الطبعة
.الثالثة2000,
بشير الزعبي "القتصاديات العربية وتحديات العولمة" مائدة مستديرة ,جامعة 4-
خلف خلف الشاذلي "آفاق التنمية العربية وتداعيات العولمة المعاصرة على 6-
عبد ال رمضان الكندري "الدول النامية وأزمة الديون الخارجية" معهد البحوث 11-
.نواكشوط 1995
سمير المقدسي "التكتل القتصادي العربي والعولمة على مشارف القرن الحادي 14-
تستند إعادة الجدولة على مبدأ كل حالة على حدة ،والتفاق الخاص بدولة معينة ل
يسري على دولة أخرى حتى وإن تشابهت أحوالهما التجارية والمالية .والقرار
المتخذ بشأن دين معين ل يسري على دين آخر لنفس الدولة ،أضف إلى ذلك أن
الدول العربية تختلف اختلفا كبيرا في ما بينها من حيث ثقل مديونيتها وأوضاعها
القتصادية ،كما ل يستخدم نادي باريس طريقة موحدة لعادة الجدولة .وانطلقا
من هذه العتبارات بات من اللزم دراسة أنماط إعادة الجدولة المطبقة على
.البلدان العربية
النمط الول :البنود التقليدية
ل توجد قواعد ثابتة في هذا النمط ،فالمر متروك للدائنين ،قد يقررون تأجيل
الدين لمدة 15سنة مع فترة سماح كما هو حال التفاق السابق الذكر مع الجزائر،
وقد تكون المدة أقصر كما هو حال أول اتفاق عقد مع المغرب عام ) 1983تسع
.سنوات من دون فترة سماح(
وطبق هذا النمط على الدول النامية المدينة بما فيها الدول العربية منذ إنشاء نادي
باريس وحتى النصف الول من عام ،1990فجميع التفاقات مع السودان )
1979و 1982و 1983و (1984وأربعة اتفاقات مع المغرب ) 1983و
1985و 1987و (1988واتفاق واحد مع الصومال ) (1985تمت بموجب
.البنود التقليدية
”ب
بينت الدراسات أن بنومد إعادةر جدولة الديومن غي ملئمة لديومنية البلدان الفقيةر حأيث أدت إل ارتفاع ي
خدمة ديومنا ارتفاعا كابيا ف فتةر قصيةرن
”ت
الدراسات والتقارير أن هذه البنود غير ملئمة لمديونية البلدان الفقيرة بدليل
ارتفاع خدمة ديونها ارتفاعا كبيرا في فترة قصيرة .وحسب صندوق النقد الدولي )
(3انتقلت خدمة ديونها من %17من الصادرات عام 1980إلى %30منها عام
.1986ولسباب ل مجال لتفصيلها قرر مؤتمر قمة الدول السبع الكبرى المنعقد
بتورنتو عام 1988مبادئ جديدة لعادة جدولة ديون تلك البلدان ،عندئذ ظهرت
أنماط أخرى وأصبحت البنود التقليدية تسري حاليا على الدول المدينة غير الفقيرة
وفق تصنيفات البنك العالمي ،وخضعت ديون الجزائر عام 1994وعام 1995
.لهذه البنود
النمط الثاني :بنود هيوستن لعام 1990
الديون العادية تعاد جدولتها لمدة 15سنة أو أكثر مع فترة سماح لمدة سنتين 0
10.سنوات
.يجب أل تزيد أسعار الفائدة الجديدة على أسعار الفائدة الصلية ㄴ
يشترط لتطبيق هذه البنود أل يزيد الدخل الفردي في الدولة المدينة على 2995
دولرا ،ويتعين أن تكون مديونيتها مرتفعة ،وجرت العادة في نادي باريس على
:اعتبار المديونية مرتفعة إن انطبق عليها معياران من المعايير الثلثة التالية
.حجم المديونية يفوق %50من الناتج المحلي الجمالي ㄷ
وتتضمن هذه البنود إمكانية تبديل الديون شريطة موافقة الدول الدائنة .ويمكن
تبديل %20من الديون العادية ،في حين ل توجد نسبة محددة لتبديل المساعدات
الرسمية للتنمية .ويتبدل الدين بعدة وسائل أهمها حصول الدولة الدائنة على سلع
من الدولة المدينة مقابل قيمة الدين ،كما يمكن تبديل عملة السداد من قابلة للتحويل
إلى محلية .وفي أغلب الحالت تتنازل الدولة الدائنة عن حقوقها لصالح
مستثمرين ،ويقوم المستثمرون بمقايضة الدين مع الدولة المدينة بأسهم في شركات
.محلية أو بمبالغ نقدية بالعملة المحلية للبلد المدين تستخدم لقامة مشاريع فيه
حتى الربع الول من عام 2002تمت معاملة 16دولة وفق هذه البنود ،والردن
في طليعة البلدان العربية التي طبقت عليها بنود هيوستن ،وتعتمد المالية الداخلية
والخارجية لهذا البلد اعتمادا كبيرا على اليرادات الخارجية نظرا لضعف الموارد
:الذاتية ،وتتخذ هذه اليرادات شكلين أساسيين
أولهما :المساعدات النمائية بما فيها المنح المجانية المقررة من قبل بلدان ㅂ
”ف
عانت الردن بعد حرب الخليج الثانية أثناء محاولتها إعادة جدولة ديونها للمرة
ع
الثانية من إجراءات تفاوض بطيئة جدا بسبب موقفها في هذه الحرب ،ثم تغير
ل
الحال تماما بعد توقيعها اتفاقية السلم مع إسرائيل عام 1994فانخفض حجم الدين
ى
الخارجي الكلي للمملكة من %186من الناتج المحلي الجمالي عام 1991إلى
%81منه عام 2000س
”ب
يل المثال في النصف الثاني من الثمانينيات تراجعت المساعدات الخارجية
وتحويلت الردنيين لهبوط أسعار النفط الذي أثر بشدة في مالية دول الخليج .وقد
انعكس هذا المر مباشرة على مقدرة الردن على سداد ديونه الخارجية فاضطر
.إلى اللجوء لول مرة إلى نادي باريس في يوليو /تموز 1989
كما تردى الوضع المالي للبلد مرة أخرى عقب حرب الخليج الثانية ،فطلبت
الحكومة إعادة جدولة ديونها مرة ثانية ،لكن ترتيبات التفاوض كانت بطيئة جدا
لسباب سياسية ترتبط بموقف الردن من هذه الحرب .ولم يوقع التفاق الثاني مع
نادي باريس إل في نهاية فبراير /شباط 1992إذ أعيدت جدولة 771مليون
دولر .وطبقت على هذين التفاقين البنود التقليدية ،ثم عقدت ثلثة اتفاقات أخرى
حسب بنود هيوستن في يونيو/حزيران 1994ومايو/أيار 1997ومايو/أيار
1999مع إمكانية تبديل الديون ،وألغت الوليات المتحدة 696مليون دولر من
ديونها على الردن البالغة 950مليونا ،وتم هذا اللغاء على ثلث مراحل190 :
مليونا عام ،1994و 252مليونا عام ،1995و 254مليونا عام .1996
وقررت بريطانيا وألمانيا إعفاءات أخرى .وفي النتيجة النهائية هبط الحجم الكلي
للديون الخارجية الردنية من %186من الناتج المحلي الجمالي عام 1991إلى
%81منه عام .2000ويلحظ أن عمليات اللغاء تمت بعد معاهدة السلم مع
.TOPإسرائيل
TOP
لمدة 23سنة مع فترة سماح لمدة ست سنوات بأسعار الفائدة السائدة في
.السوق
إعادة جدولة المساعدات الرسمية للتنمية لمدة 40سنة مع فترة سماح لمدةㅈ
16.سنة ،ول تزيد أسعار الفائدة الجديدة على أسعار الفائدة الصلية
يشترط أل يزيد الدخل الفردي للبلد المدين على 755دولرا ،وتسري بنود ㅊ
يمكن تبديل الدين حسب بنود هيوستن ،ويشترط أن تستجيب الدولة المدينة ㅍ
للشروط الواردة في بنود نابولي ،كما يتعين أن يعتبرها صندوق النقد الدولي
والبنك العالمي من الدول الكثر فقرا ذات المديونية المرتفعة .وقد وضعت
هاتان المؤسستان الدوليتان قائمة بالبلدان المؤهلة للستفادة من بنود كولونيا
.TOPوعددها 41دولة من بينها أربعة بلدان عربية سنذكرها لحقا
TOP
ل يوافق نادي باريس على إعادة الجدولة إل إذا استفحل العجز في ميزان
مدفوعات الدولة المدينة أو ازدادت متأخرات ديونها ،فهو يشترط إذن وجود حالة
عسر شديد تعرقل الوفاء باللتزامات المالية .وتبرم التفاقات بعد تطبيق البرنامج
الصلحي الذي يقترحه صندوق النقد الدولي على الدولة المدينة ،ويرمي هذا
البرنامج إلى توازن الميزانية العامة والميزان التجاري لن ضبط العجز المالي
يحد من التضخم ومعالجة العجز التجاري تقود إلى تقليل العتماد على التمويل
الخارجي .ولتحقيق ذلك يتناول البرنامج جميع أدوات السياسة المالية والقتصادية
:المتعلقة بالمواضيع التالية
التجارة الخارجية ㅎ
العملة المحليةㄱ
مشكلة التطبيق
ل شك أن هذه الهداف ضرورية في جميع الحالت ،إذ ل بد من سياسة مالية
وتجارية سليمة حتى في حالة غياب أزمة المديونية الخارجية .لكن المشكلة تتعلق
بأساليب تحقيقها ،فقد أثبتت تجارب البلدان العربية التي لجأت إلى إعادة جدولة
ديونها أن برامج الصلح القتصادي قادت إلى نتائج اجتماعية واقتصادية سيئة،
فمن أجل معالجة العجز المالي تنصل القطاع العام عن دوره في إحداث فرص
جديدة للعمل رغم استفحال البطالة وتقلص الدعم الحكومي للسلع الستهلكية
.الضرورية للمعيشة وازدادت الضرائب المباشرة وغير المباشرة
ومن الزاوية التجارية اعتمدت الصلحات بموجب تلك البرامج على تخفيض قيمة
العملة الوطنية .ويرى صندوق النقد الدولي أن التخفيض يقود إلى تشجيع
الستثمارات الجنبية وتحويلت العمال المغتربين ،وكذلك إلى معالجة عجز
الميزان التجاري وبالتالي إلى تقليص التمويل الخارجي فتخف أزمة المديونية .أما
الدول المعنية فترى أن هذه العملية النقدية تمس أصحاب الدخول المنخفضة
وتحدث ردود فعل داخلية قد تكون عنيفة ،كما أنها غير فاعلة في تحسين الوضاع
.التجارية
فعلى سبيل المثال طلب صندوق النقد الدولي من الحكومة الجزائرية عام 1992
)قبل إعادة الجدولة بسنتين( تخفيض قيمة الدينار بنسبة .%50رفضت الحكومة
في ذلك الحين هذا الطلب إذ لم تجد حكمة من تخفيض القيمة التعادلية للدينار ،لن
الصادرات تقتصر على النفط والغاز الطبيعي ،أي على مواد يجري تسعيرها في
السوق العالمية بالدولر ل بالدينار .لكن الخلفات بين صندوق النقد الدولي والدول
المدينة تنتهي بترجيح وجهات نظر الصندوق حتى وإن كانت غير سليمة ،لن
نادي باريس ل ينظر أساسا في طلبات إعادة الجدولة إل بعد موافقة صندوق النقد
الدولي ،ول يتوقف المر عند هذا الحد ،فل بد من الستمرار ببرامج الصلح
قبل وطيلة فترة التفاق على إعادة الجدولة ،ففي المغرب مثل البرامج مطبقة منذ
.TOPعشرين سنة
TOP
ترتكز برامج صندوق النقد الدولي على تقليص النفقات وزيادة اليرادات دون أن
تعطي أهمية مماثلة لتحسين الصادرات وهي الطريق الطبيعية لخدمة الديون
الخارجية ،فزيادة الصادرات تتطلب المزيد من رؤوس الموال الجنبية والقروض
.الخارجية
ولما كانت مالية الدولة المدينة في حالة عسر شديد فإن المستثمرين والمقرضين
يترددون كثيرا بل ويرفضون الستثمار والقراض .ل تساعد تلك البرامج إذن
على سداد الديون بقدر ما تحاول منع اللجوء إلى القتراض مجددا ،وهكذا هبطت
التدفقات الخارجية المتأتية من القروض فأصبحت التحويلت الصافية سلبية في
.القطار العربية
نتائج برامج إعادة الجدولة
حسب الدراسات ) (4لم تقد برامج الصندوق إلى تخفيف حدة المديونية بل أدت
إلى العكس تماما ،ففي 36دولة نامية طبقت فيها هذه البرامج انتقل ثقل مديونيتها
الخارجية قياسا بالناتج المحلي الجمالي من %82في منتصف الثمانينيات إلى
%154في منتصف التسعينيات .أما في الدول النامية المدينة التي لم تطبق هذه
.البرامج فقد انتقل ثقل المديونية من %56إلى %76فقط في الفترة نفسها
”ت
إعادة جدولة مبلغ معين لمدة 15سنة يقود إلى دفع ضعف هذا المبلغ على القل
ق
في نهاية الفترة
”و
د
إعادة الجدولة إلى ارتفاع كلفة الدين ،فعندما يؤجل مبلغ معين لمدة محددة ،على
الدولة أن تدفع فوائد إضافية عند حلول مواعيد استحقاق الديون المؤجلة إذ تسري
الفوائد طوال فترة التأجيل .ودون الدخول في التفاصيل الفنية فإن إعادة جدولة
مبلغ معين لمدة 15سنة تقود إلى دفع ضعف هذا المبلغ على القل في نهاية هذه
المدة ،ناهيك عن أن الدولة المدينة ل تستطيع أن تقدر بدقة المبلغ الذي ستدفعه
فعل في فترة التأجيل ،لن أسعار الفائدة قد تكون معومة أي غير محددة مقدما
لرتباطها بأحوال السوق ،فعلى سبيل المثال فإن %35من القروض الخارجية
التونسية عقدت بأسعار معومة .واضطرت الدول المدينة إلى التفاوض بشأن تأجيل
ديونها مما أدى إلى تراكمها وارتفاع الفوائد وكذلك إلى اتباع سياسات تقشفية في
مختلف الميادين ،وبالتالي انقلبت الحلول إلى مشاكل إضافية ودخلت البلدان المدينة
.في حلقة مفرغة
ل بد للدول المثقلة بالديون من مراجعة سياساتها بدل من العتماد على الدائنين،
ففي أغلب الدول العربية هنالك مجالت واسعة لتنمية الصادرات وتقليص النفقات
.خاصة المصروفات العسكرية
عصا الديمقراطية
في الصل يسعى نادي باريس إلى التخفيف من وطأة الديون بغض النظر عن
أنظمة حكم البلدان المدينة ،ولكن ظهرت منذ نهاية الثمانينيات فكرة ربط منح
الموارد المالية )القروض والمساعدات والهبات والستثمارات المباشرة(
.بالديمقراطية
في أغلب الحيان اعتمد مفهوم الديمقراطية هذا على مدى ملءمة أنظمة الحكم في
البلدان النامية مع التطلعات السياسية والمصالح القتصادية للدول المانحة ،ولم يعد
ينظر إلى المشاكل الحقيقية كالفقر والبطالة واختلل الموازين الداخلية والخارجية،
وقد انعكس هذا التطور مباشرة على نادي باريس فراح يلغي ديون بعض الدول
.ويعيد جدولة ديون دول أخرى بشروط مختلفة أو يرفض القيام بهذا أو ذاك
يهتم نادي باريس بمصالح الدول الدائنة ،وجميع أنماط إعادة الجدولة نابعة عن
قرارات اتخذتها مؤتمرات قمة الدول السبع الكبرى ،لذلك يقترح البعض )(5
الستعاضة عن النادي بهيئة دولية تعبر عن تطلعات البلدان الدائنة والمدينة
.TOPوتشرف عليها منظمة المم المتحدة
TOP
”ا
عملية إلغاء الديون حاليا تثير المخاوف وتخلق جوا غير مريح إذ إنها تنطبق على الديون قبل إعادة جدولتها لول مرة وليس على أصل الدين الحالي كما أنها تلغي كلية أحيانا
على الديون العسكرية وليس على الديون المخصصة للتنميةل
”إ
لغاء يحذف الدين ،في حين تقتصر إعادة الجدولة حسب البنود التقليدية على تغيير
تواريخ الستحقاق .وحتى عام 1988كانت الدول الغربية الدائنة ممثلة بنادي
باريس تعارض بشدة هذه الفكرة مكتفية بإعادة الجدولة وفق البنود التقليدية ،واتخذ
المدافعون عن قضايا العالم الثالث مواقف تتأرجح بين زيادة المساعدات الرسمية
.للتنمية وإلغاء الديون
ولما كانت القروض العسكرية تنسجم مع مصالح الدول المانحة ،بات من اللزم
إلغاء جميع الديون الناجمة عنها بغض النظر عن المستوى القتصادي للدول
المدينة .أما الديون المدنية المخصصة للتنمية فيتعين إلغاء نسبة منها تتناسب مع
درجة النمو ،خاصة إن لم يسهم هذا النوع من القروض في تحسين الصادرات
الكفيلة بسداد الدين ،وفي الوقت الحاضر يتم اللغاء على أسس مختلفة تماما تثير
.المخاوف وتخلق جوا غير مريح
لحظنا أن نسبة إلغاء الديون تصل حسب بنود كولونيا إلى أكثر من %90من
حجم الديون الخارجية ،ولكن ما هي الدول المستفيدة من هذه البنود وكيف تحسب
هذه النسبة؟
كما ذكرنا فإن صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وضعا قائمة بأسماء الدول
المؤهلة للستفادة من بنود كولونيا من بينها أربعة بلدان عربية هي موريتانيا
واليمن والسودان والصومال .وعلى الصعيد العملي عقد اتفاق واحد مع موريتانيا
عام 2000تناول ديون بلغ حجمها 99مليون دولر .أما التفاق المبرم مع اليمن
عام 2001فقد استند إلى بنود نابولي ل إلى بنود كولونيا .ولم يستطع السودان
منذ عام 1984والصومال منذ عام 1987التفاوض مع نادي باريس وبالتالي لم
.تتم إعادة جدولة ديونهما رغم تفاقم أزماتهما المالية
مشكلة حصر بنود كولونيا
إن حصر تطبيق بنود كولونيا في الدول ذات الدخل الفردي المنخفض لن يعالج
أزمة المديونية ومشكلة الفقر ،فعلى افتراض إلغاء جميع ديون هذه البلدان العربية
الربعة سوف يتم حذف 25مليار دولر ،أي أقل من %8من المديونية العربية
الكلية ،ناهيك عن أن غالبية الفقراء يقيمون في البلدان العربية الخرى ،وتصح
هذه الملحظة على المستوى العالمي أيضا .هنالك دول مثقلة بالديون الخارجية
)كالهند وباكستان وبنغلديش وإندونيسيا ونيجيريا والمكسيك والبرازيل( غير
.مشمولة في تلك القائمة علما بأن %80من فقراء العالم يعيشون فيها )(6
اللغاء على أصل الدين
اللغاء ل يسري إل على قيمة الديون قبل إعادة جدولتها لول مرة ،ونأخذ مثال
لذلك السودان ،ففي عام ) 1979تاريخ أول اتفاق مع نادي باريس( بلغ الحجم
الكلي للديون الخارجية 3802مليون دولر ،في تلك الفترة لم تكن الديون
المستحقة لعضاء نادي باريس تشكل سوى %21من الحجم الكلي ،أي حوالي
800مليون دولر ،أما الديون الخرى فقد نجمت عن قروض عقدت مع القطار
العربية وبلدان الكتلة الشرقية وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمؤسسات
.المصرفية )(7
مثال السودان
إذا افترضنا أن الدول الغربية قررت عام 2002إلغاء %90من ديون السودان
فإن هذه النسبة ل تسري على حجم الديون لعام 2002بل على حجمها لعام
،1979وفي ما يخص الديون المستحقة لعضاء نادي باريس فقط ،وهكذا تطبق
نسبة %90على 800مليون دولر فيكون مبلغ اللغاء 720مليون دولر.
والحقيقة أنه قد ارتفعت ديون السودان في هذه الفترة بسبب الحرب الهلية وتراكم
المتأخرات وضعف الصادرات في عام 2002مما جعل ديونه الخارجية تتجاوز
20530مليون دولر ليحصل هذا البلد في نهاية المطاف على إلغاء بنسبة تقل
.عن %4من مجموع ديونه )العلقة بين 20530و 720مليون دولر(
دور العوامل السياسية في إلغاء الديون
بطبيعة الحال ما قيل عن السودان ينطبق أيضا على البلدان المدينة الخرى ،لكن
إلغاء الديون قد يتجاوز إلى حد كبير بنود كولونيا عندما تتدخل عوامل سياسية،
ومنذ إنشاء نادي باريس وحتى الن لم تحصل أي دولة في العالم على تسهيلت
أكثر من تلك التي منحت لبولونيا ومصر ،وقد أكد البيان القتصادي الختامي
لمؤتمر الدول السبع الكبرى المنعقد بلندن في يوليو /تموز 1991على الطابع
الستثنائي لهذه التسهيلت .وهذه إشارة واضحة موجهة للبلدان النامية المثقلة
.بديونها إلى عدم إمكانية حصولها على معاملة مماثلة )(8
في مايو /أيار 1991تقرر إلغاء %50من ديون مصر الخارجية المستحقة لدول
نادي باريس .فعلى سبيل المثال ) (9تنازلت الوليات المتحدة عن ديونها العسكرية
البالغة 7.1مليارات دولر ،كما حصلت مصر على امتيازات من دول غير
أعضاء في النادي حيث قررت دول الخليج حذف 6.2مليارات دولر من
.المديونية المصرية
وحسب وجهة نظر الحكومة المصرية فإنه ل بد من هذا الجراء لن الدولة
تحملت خسارة بمبلغ 20مليار دولر بسبب أزمة الخليج التي أدت إلى انكماش
الصادرات وانخفاض تحويلت العمال المغتربين نظرا لعودة 600ألف شخص
.منهم إلى بلدهم
ومما ل شك فيه أن مصر تعاني من مشاكل مالية واقتصادية كثيرة وأن إلغاء
بعض الديون يساعد على خلق مناخ مناسب للتنمية ،ولكن يجب أل يتم ربط هذا
اللغاء بخسارة غير موجودة أساسا .فلم نجد في الحصاءات العربية والدولية ما
يدل على تلك الخسارة ،بل بالعكس تماما ) (10لقد تحسن مركز ميزان المدفوعات
بسبب الزمة ،فارتفعت الصادرات الكلية من 2853مليون دولر عام 1989إلى
3605مليين عام 1990وإلى 3857مليونا عام ،(11) 1991ونجمت هذه
الزيادة عن ارتفاع أسعار النفط في الفترة الواقعة بين أغسطس /آب 1990
وفبراير /شباط 1991فانتقل صافي عوائد الصادرات النفطية من 1019مليونا
عام 1989إلى 1396مليونا عام .(12) 1990كما تغير كليا مركز الميزان
التجاري الذي يشمل الميزان التجاري وتحويلت العمال المغتربين إذ سجل فائضا
بمبلغ 209مليين عام 1990وبمبلغ 2274مليونا عام 1991بعد أن كان
يعاني من عجز طيلة السنوات .لم يحدث مثل هذا التحسن في أي دولة عربية
أخرى .وشهدت المساعدات النمائية الخارجية زيادة هائلة مباشرة بعد أزمة
الخليج ،فقد ارتفعت من 1569مليونا عام 1989إلى 5446مليونا عام 1990
أي بزيادة قدرها ،(13) %247ول توجد دولة أخرى سجلت مثل هذه الزيادة
.الكبيرة
قاد اللغاء إلى تخفيف عبء الديون المصرية حيث انتقل حجمها من 51696
مليون دولر عام 1989إلى 28179مليونا عام 1997أي ما يعادل على
التوالي %159و %37من الناتج المحلي الجمالي .كما هبطت خدمة الديون في
هذه الفترة من 2739مليونا إلى 1366مليونا أي %83و %25من قيمة
الصادرات .لهذا السبب ارتفع حجم الحتياطيات الرسمية للبنك المركزي من
1520مليونا إلى 18667مليونا .لم تكن هذه المتيازات تستند إلى اعتبارات
اقتصادية بل كانت ثمنا لدور الحكومة المصرية في تحسين العلقات العربية مع
.إسرائيل ولوقوفها إلى جانب القوى المتحالفة ضد العراق إبان أزمة الخليج الثانية
أهداف حقيقية
”ا
تسعى الدول الصناعية الكبرى إلى استفحال المديونية الخارجية للبلدان النامية
ن
بطرق عديدة ،منها بيع السلحة وتمويل مشاريع غير إنتاجية ،ثم يجري إلغاء قسط
ط
من الديون يتناسب حجمه مع المكاسب السياسية والقتصادية للدول الدائنة
”ل
ا
قا من حالت إلغاء ديون البلدان العربية وغير العربية نستنتج أن الدول الصناعية
الكبرى تسعى إلى استفحال المديونية الخارجية لهذه البلدان بطرق عديدة ،منها بيع
السلحة وتمويل مشاريع غير إنتاجية ،ثم يجري إلغاء قسط من الديون يتناسب
حجمه مع المكاسب السياسية والقتصادية للدول الدائنة ،فلو كانت هذه الدول
حريصة فعل على سلمة مالية البلدان المدينة وعلى مستوى معيشة مواطنيها
لبذلت الجهود في سبيل إزالة العقبات أمام صادرات البلدان المدينة ،خاصة أن
التنظيم التجاري العالمي الجديد يدعو إلى ذلك ،وعندئذ ترتفع مقدرة هذه البلدان
على مواجهة أزمتها المالية ،وهكذا تتخلص من برامج صندوق النقد الدولي وتنتفي
الحكمة من إعادة الجدولة واللغاء ،وتصبح العلقات القتصادية الدولية مبنية على
. TOPأسس سليمة
الخاتمة
بالنظر لتفاقم أزمة المديونية الخارجية لجأت البلدان العربية أكثر من ثلثين مرة
إلى نادي باريس لعادة برمجة التزاماتها المالية ناهيك عن التفاقات العديدة
المبرمة مع نادي لندن وتلك التي عقدت خارج إطار هذين الناديين .وقد ممنحت
أقطار عربية امتيازات مالية مهمة تصل إلى إلغاء بعض ديونها ،ولم تحصل
أقطار أخرى حتى على فترة سماح كافية .تباينت هذه المعاملة نتيجة تدخل عوامل
سياسية وعدم العتماد على العتبارات المالية والمؤشرات القتصادية .لكن إعادة
الجدولة لن تقود إلى معالجة المديونية العربية على المدى الطويل لنها كقاعدة
عامة تقتصر على تأجيل السداد ،كما تستوجب تطبيق برامج مقترحة من قبل
.صندوق النقد الدولي تؤثر بصورة سيئة في معيشة المواطنين
لذا فقد بات من اللزم مواجهة السبب الساسي لزمة المديونية العربية المتمثل
بحدة التوترات السياسية التي تتطلب تخصيص مبالغ طائلة للنفاق العسكري،
والعمل على تقليص هذا النفاق سوف يقود إلى ارتفاع معدلت الستثمار والنتاج
والستهلك وإلى تحسن العلقات التجارية العربية الخارجية والبينية وبالتالي إلى
.TOPزيادة المقدرة المالية لخدمة الديون دون حاجة لعادة جدولتها
TOP
_______________
* باحث اقتصادي
:المصادر
.جامعة الدول العربية ،التقرير القتصادي العربي الموحد1- 2001 ،
2- www.clubdeparis.org
3-روبرت باول ،تخفيف أعباء الديون عن البلدان الفقيرة ،مجلة التمويل والتنمية
.الصادرة عن صندوق النقد الدولي ،العدد الرابع ،ديسمبر /كانون الول 2000
4- Kolko, G. “De la faillite des dôgmes”. Le Monde diplomatique. Paris. Mai 1998.
5- Dette & Développement
6- attac
7- World Bank. World Debt Tables. External Debt of Developing Countries. Washington. 1986-1987.
8- De la Chapelle, B. “Le Club de Paris et la dette mondiale depuis 1956”. La Documentation française n° 1992.
Juin 1993.
9- عزت أبو العز ،تجربة جمهورية مصر العربية في مجال إدارة الدين العام،
صندوق النقد العربي ،سلسلة بحوث ومناقشات حلقات العمل .العدد الرابع ،أبو
.ظبي 1998
صباح نعوش" ،أزمة المالية الخارجية في الدول العربية" ،دار المدى ،دمشق10- ،
1998.
.جامعة الدول العربية ،التقرير القتصادي العربي الموحد لعام 11- 1996
.منظمة القطار العربية المصدرة للبترول ،التقرير السنوي لعام 12- 1993
13- OCDE. Le rapport annuel de 1994
نادي باريس
بينما تبلغ ديون العالم العربي حوالي 560مليار دولر ما بين خارجية وداخلية
تتراوح الستثمارات العربية في الخارج ما بين 800و 2400مليار دولر ،المر
الذي يثير أكثر من علمة استفهام :لماذا هاجرت هذه الموال؟ وكيف يمكن
استعادتها؟ وما مستقبلها خاصة بعد أحداث سبتمبر/أيلول في الوليات المتحدة
الميركية وتوابعها؟
حجم الستثمارات الخارجية
المعلومات الدقيقة عن حجم الستثمارات العربية بالخارج غير متوافرة شأنها شأن
الكثير من المعلومات الساسية عن جوانب هامة في حياتنا السياسية والقتصادية
والجتماعية العربية ،وذلك لسبب جوهري هو أن ل أحد في العالم العربي يهتم
.بتكوين قواعد معلومات أو إحصائيات دقيقة ومنتظمة في هذه الموضوعات
والستثمارات العربية بالخارج ليست استثناء من هذا .فكل ما ذكر من أرقام حول
هذا الموضوع المهم ل يعدو أن يكون تقديرات باحثين ومحللين اقتصاديين وبعض
المراكز والمؤسسات القتصادية ،أهمها وأدقها صندوق النقد العربي ،ومجلس
.الوحدة القتصادية العربية ،والمؤسسة العربية لضمان الستثمار
ومع ذلك فحتى هذه المؤسسات تكاد ل تتفق على رقم تقريبي لحجم الموال
العربية المستثمرة في الخارج ،إذ تقدرها المؤسسة العربية لضمان الستثمار ما
بين 800و 1000مليار دولر ،في حين يقدرها مجلس الوحدة القتصادية
العربية بـ 2400مليار .والسبب الجوهري في هذا التباين -إضافة إلى غياب
قواعد المعلومات الدقيقة في حياتنا العربية بصفة عامة -هو طبيعة هذه
الستثمارات نفسها التي يحرص معظم أصحابها على إضفاء طابع السرية عليها،
وطبيعة النظام المصرفي العالمي ،إضافة إلى طابع السيولة الذي يغلب على معظم
هذه الستثمارات خاصة غير المباشرة منها كتلك التي تتم في السهم والسندات في
.البورصات العالمية
أنواع الستثمارات
معظم الستثمارات العربية في الخارج هي استثمارات خاصة أي يملكها أفراد من
جنسيات عربية مختلفة ،مع بعض الستثمارات العامة التي تعود ملكيتها إلى
الحكومات العربية وبخاصة الحكومات الخليجية التي تحاول استثمار العوائد
.الضخمة للنفط والغاز في أسواق المال الجنبية
وتتوزع هذه الموال ما بين استثمارات مباشرة متنوعة في العقارات والراضي
والشركات التجارية والمشاريع السياحية وغيرها ،وأخرى غير مباشرة في السهم
.والسندات
أهميتها
”ي
العال العرب أقل مناطق العال جذبا للستثمار وأكاثرها طردا له إذ ل تتجاوز حأصته من الستثمارات ح
الجنبية الارجية الباشرةر 9.5مليارات دولر من جلة الستثمارات العالية البالغة 865مليارا أي أن ت
نسبتها ل تتعدى %1فقطا
ج
ف حأي بلغت استثماراته بالارج أكاثر من 800مليار دولر
”ا
لقتصاد العربي إلى الموال العربية المهاجرة بشدة أو على أقل تقدير إلى بعضها.
فالدول العربية تدخل ضمن أقل دول العالم جذبا للستثمارات وتدخل أيضا ضمن
.أكثر الدول طردا لها
فوفقا لتقديرات مجلس الوحدة القتصادية في تقريره الصادر عام 2000بلغ أعلى
معدل للتدفق الستثماري الجنبي المباشر في الدول العربية 9.5مليارات دولر
بنسبة ل تتجاوز ) %1معظمها في مجال النفط( من إجمالي الستثمارات العالمية
التي تقدر بـ 865مليار دولر ،وبنسبة %4.2من جملة الستثمارات العالمية
في الدول النامية والبالغة 207مليارات دولر .وفي المقابل استقطبت الصين
.وحدها في العام نفسه حوالي 70مليار دولر
ولذا كان العمل على استقطاب تلك الستثمارات أو على القل استعادة بعضها
كفيل بتحسين صورة القتصاد العربي المشوهة التي يكفي للدللة عليها أن نشير
فقط إلى الحقائق القتصادية التالية استنادا إلى التقرير القتصادي العربي الموحد
:لعام 2001
بلغت الفجوة الغذائية العربية 20مليار دولر طبقا لتقديرات مجلس الوحدة 0
موريتانيا 57%
اليمن 27%
المغرب 19%
الردن 12%
تونس 6%
”ي
حرية نقل أرباح المستثمر والمطالبة بتدويرها داخل البلد الذي يستثمر فيه والبيرقراطية والروتين ع
اللذان يتطلبان منه التعامل مع عشرات الجهات واستخراج عشرات الذونات ،كلها عوائق ي
تشريعية أمام عودة الستثمارات العربية في الخارجش
”ا
لعالم العربي في معظمه حالة من التخبط التشريعي وعدم ثبات القوانين الحاكمة
للعملية الستثمارية ,مما يجعل رأس المال غير آمن فيضطر للبحث عن المان
والستقرار التشريعي في أماكن أخرى .فعلى سبيل المثال توجد في العالم العربي
دول تحد من حرية نقل أرباح المستثمر وتطالبه بتدويرها داخل البلد الذي
يستثمر فيه .وهناك من تضع قايودا على رغبة المستثمر في حال تصفية
مشروعه للخروج من البلد .هذا إضافة إلى البيرقاراطية والروتين الخانق الذي
يعانيه المستثمر والذي يتطلب منه التعامل مع عشرات الجهات واستخراج
عشرات الذونات والتصاريح منذ أن يتقدم بطلب الستثمار حتى الحصول على
الموافقة الرسمية ،وفي كل خطوة من هذه الخطوات عليه أن يدفع رشى وإل
تعطلت أعماله ،وهي على كل حال تتعطل وتتأخر ويضيع فيها وقات كبير مما
.يؤثر على العائد القاتصادي للمشروع
إذا منحت إحدى الدول العربية على سبيل المثال إعفاء ضريبيا مدته خمس سنوات
على المشاريع الستثمارية في منطقة ما ،فإن المستثمر يقضي من هذه المدة ثلث
سنوات على القل لستخراج التصاريح والذونات المطلوبة .كل هذا ل يزال
يحدث رغم أن العديد من الدول طورت قوانين وإجراءات الستثمار بها لكنها ل
.تزال دون المستوى المطلوب
:افتقاد البنية التحتية -
”ت
تتاج الدول العربية إل 50مليار دولر بنية تتية ف مال الياه و 90مليار دولر ف مال التصالتف
خلل السنومات العشرةر القادمة حأت تكومن قادرةر على جذب الستثمارات الارجيةت
”ق
د العديد من الدول العربية البنية التحتية اللزمة للستثمار من كهرباء ومياه
.وطرق مرصوفة وجسور وأسطول للنقل البحري والجوي..إلخ
ففي مجال المياه والكهرباء تحتاج الدول العربية إلى 50مليار دولر بنية تحتية،
وفي مجال التصالت تحتاج إلى 90مليار دولر خلل السنوات العشرة القادمة
.حتى تكون قادرة على جذب الستثمارات الخارجية
وتمثل عملية النقل واحدة من أهم معوقات الستثمار .فإلى الن ل توجد لدى الدول
العربية أساطيل من طائرات النقل والشحن الجوي مما يضطر المستثمر إلى
تصدير منتجاته إما في طائرات مدنية أو عن طريق التنسيق الفردي فيما بينهم
لحجز مساحات في إحدى الطائرات الكبيرة لنقل منتجاتهم إلى السواق الخارجية
.لتقليل النفقات
فإذا قارنا مشكلت النقل التي تواجه المستثمر العربي بحالة النقل في الدول الجاذبة
للستثمار وجدنا تلك الدول تمتلك أساطيل عملقة للنقل والشحن الجوي والبحري
وتشجع مستثمريها ومصدريها بشتى الطرق على استخدامها .وتتنافس شركات
النقل في تقديم أرخص العروض لعمليات النقل ،المر الذي يغري المستثمرين
.باستثمار أموالهم في تلك الدول
:افتقاد السياسات النقدية -
من المعوقات الخرى التي تقف حائل أمام عودة الستثمارات العربية في الخارج
السياسات النقدية في العديد من الدول العربية والتي تحتاج إلى إعادة نظر خاصة
:فيما يتعلق بارتفاع أسعار الفائدة .فارتفاع أسعار الفائدة يتسبب في
ارتفاع تكلفة التشغيل ㅁ
تحول الستثمارات غير المباشرة إلى استثمارات قصيرة الجل مما يرفع ㅇ
من المخاطرة بالنسبة للقتصاد القومي إذا اعتمد عليها كلية كما كان الحال
في دول جنوب شرق آسيا إبان الزمة المالية التي ضربت اقتصادها عام
1997.والتي ل تزال تعاني آثارها حتى الن
:افتقاد الشفافية -
يشعر المستثمرون العرب بحاجتهم إلى الشفافية ووضوح الرؤية لدى الحكومات
.العربية خاصة فيما يتعلق بالسياسيات الجتماعية والقتصادية وقوانين العمل
والمقصود بالشفافية هنا هو الشعور بأن التنافس الشريف ونظافة الجراءات وعدم
اللجوء إلى التحايل والرشوة واستغلل النفوذ هي السبيل لخروج المشروع
.الستثماري إلى الوجود وظهور نتائجه القتصادية
أما وضوح الرؤية فيتمثل في أن تحدد الحكومات أهدافها وتعيد ترتيب أولوياتها
بالنسبة للمشروعات التي تريد تشجيعها لخدمة خطط التنمية لديها ،وأن تتسم
.قراراتها على مختلف المستويات بدقة الصياغة والوضوح ليسهل تنفيذها
ل نستطيع القول إن هذه السباب تعاني منها كل الدول العربية بنفس الدرجة
ولكنها تزداد أحيانا في بعض البلدان وتقل في أخرى ،غير أن العملية الستثمارية
في جملتها تعاني من هذه العلل وتكاد تكون شكاوى المستثمرين جميعها متشابهة
.فيما سبق عرضه
الستثمار العربي بعد أحداث سبتمبر
تعرضت الستثمارات العربية في الدول الجنبية لنتكاسة كبيرة بعد أحداث
سبتمبر/أيلول في الوليات المتحدة الميركية التي اتهم فيها على الفور العرب
:والمسلمون .وتركزت التأثيرات القتصادية لتلك الحداث في النقاط التالية
.صودرت بعض الستثمارات العربية لمجرد الشتباهㅈ
خاصة بعد أن تراجعت أسعار الفائدة على الدولر 11مرة في عام 2001
.وحده
.انخفضت بشكل ملحوظ الستثمارات المباشرة القادمة إلى الدول العربيةㅋ
كل ذلك أدى إلى تراجع النمو في الدول العربية بنحو %4عام ،2001ومن
.المتوقع أن يصل إلى نحو %3.6عام 2002
ويقدر أن يصل هذا المعدل في تونس والمغرب ما بين %6 - 5وفي كل من
%.الردن ومصر %3.9 - 2.33وفي دول الخليج ما بين 5 - 2.5
أما عن حجم الخسائر العربية في السواق المالية الغربية بعد تلك الحداث فهو
غير معروف لن أصول هذه الموال غير معلنة وغير معروفة على وجه الدقة.
كما ل يعرف أيضا حجم الموال العربية العائدة في أعقاب تلك الحداث .وكانت
.أكبر تأثيرات تلك الحداث على قطاعي النفط والسياحة
:انخفاض عائدات النفط -
فبينما كان متوقعا أن ترتفع أسعار النفط في أعقاب تلك الحداث مما كان سيعود
بالفائدة على الدول العربية المصدرة للنفط وبالتالي تقلل ولو بعضا من خسائر
أموالها المستثمرة في الخارج ،فإن ما حدث هو عكس ذلك إذ انخفضت أسعار
النفط بنسبة %20عما كان الحال قبل سبتمبر/أيلول نتيجة زيادة المعروض في
أسواق النفط العالمية ،والتي أرجعها بعض الخبراء القتصاديين إلى إسراع الدول
العربية الغنية المصدرة للنفط بزيادة إنتاجها بعد أن كثر الحديث عن تورط بعض
.رعاياها في تلك التفجيرات
:انخفاض عائدات السياحة -
ولم تسلم بقية القطاعات غير النفطية من الضرر الذي لحق بها بعد أحداث
سبتمبر ،فقد خسر القتصاد المصري على سبيل المثال %50من إيرادات السياحة
التي تمثل واحدة من أهم إيرادات الدولة .وخسر القتصاد التونسي %22من
.جملة إيرادات السياحة لديه
أما عن قدرة أسواق المال العربية على استعادة هذه الموال المهاجرة فالمر
يحتاج إلى جانب إزالة أسباب معوقات الستثمار السابقة ،إلى فترة زمنية تشعر
فيها الموال المهاجرة بحتمية العودة إلى الستثمار داخل الوطن .وهناك من
القتصاديين من يرى أن المطالبة بعودتها الن ربما يكون فيه من العاطفة أكثر
من النظرة القتصادية رغم ما في هذه المطالبة من أهمية إستراتيجية ،ويؤكد
ضرورة اختيار التوقيت المناسب للعودة حتى تستعيد تلك الموال بعضا مما
.خسرته خلل العامين الماضيين
وإلى أن يأتي هذا التوقيت المناسب فإنه ل أحد يستطيع حث هذه الموال على
العودة إلى أوطانها مرة أخرى أكثر من الحكومات العربية التي بيدها الخيوط
.TOPالتشريعية والقتصادية والمناخ السياسي المستقر والمطلوب
TOP
_______________
”ا
تستوجب الستراتيجية المستقبلية للتعامل مع مشكلة الديون إعادة النظر في
ل
السياسات التي يساندها صندوق النقد الدولي وتقوم بالتصدي للعجز المالي وفق
ع
قواعد حسن الدارة وتحديد الولويات حسب المكانات المتوفرة
”ج
ز
سمة مشتركة لميزانيات جميع الدول العربية النفطية وغير النفطية ،المر الذي
يقود إلى نتائج سيئة على الصعيدين القتصادي والجتماعي ،ويؤثر مباشرة في
ثقل المديونية إذ إن البلدان العربية اقترضت لعادة التوازن للميزانية فارتفعت
ديونها ،ويؤثر أيضا بصورة غير مباشرة لن العجز المالي المفرط يفقد الثقة
بالسياسة المالية فتهرب رؤوس الموال الوطنية والجنبية ..عندئذ تقترض الدولة
.من الخارج لتعوض هذا الهروب
الجراءات العربية للحد من النفاق
واتخذت القطار العربية إجراءات ترمي إلى الحد من تزايد النفاق وتحسين
اليراد .وقد هبط العجز من %9.8من الناتج المحلي الجمالي في عام 1992
إلى %5.9في عام .(3) 1999ولكن هذه الجراءات أدت إلى ارتفاع معدلت
البطالة حتى في صفوف حملة الشهادات بسبب تنصل القطاع العام من دوره في
التوظيف وتباطؤ القوة الشرائية للمواطنين نتيجة ارتفاع الضغط الضريبي
.وانخفاض الدعم الحكومي الموجه للمواد الستهلكية الساسية
وتستوجب الستراتيجية المستقبلية إعادة النظر في هذه السياسة التي يساندها
صندوق النقد الدولي والمطبقة في الدول العربية المثقلة بالديون الخارجية ،فيتعين
أن تقوم السياسة الجديدة على التصدي للعجز المالي وفق قواعد حسن الدارة
.وأسس علمية قوامها تحديد الولويات حسب المكانات المتوفرة
تخصيص بعض مؤسسات الدولة المالية
هنالك شركات تجارية تابعة للحكومة تهتم بالعمليات المصرفية والتأمين والنقل
تعتمد نفقاتها على الميزانية العامة ،وتشير نتائج حسابات الكثير منها إلى خسارة
بسبب سوء إدارتها .وينبغي سلخ هذه الشركات عن ميزانية الدولة لتصبح حسب
خصوصيات كل بلد تابعة للقطاع الخاص أو لنظمة مالية مستقلة .أما المؤسسات
الضرورية للتنمية القتصادية والرفاهية الجتماعية كتلك التي تنصرف للصحة
:والتعليم فيجب أن تحظى دائما برعاية مالية الدولة وفق أساسين هما
الول :يرتبط بالمبادئ العامة وهي استخدام الموارد المالية بصورة فاعلة 0
”ل
إذا شعر الوماطن بأن أمومال الضرائب ل تتجه نوم التبذير ف مشاريع غي مفيدةر ول تذهب للنفقات ا
الاصة للنخبة الاكامة فلن يكومن هناكا ترب ضريبش
”ك
في أن القضاء على هذه الظاهرة مستحيل لنها توجد بوجود الضرائب ،ولكن
يمكن اتخاذ إجراءات للحد من أهميتها ،ول تقتصر هذه الجراءات على الجوانب
الفنية البحتة للنظمة الضريبية ومحاربة الرشوة في الجهزة الدارية ومعاقبة
المتهربين ،بل تشمل أيضا العتناء بالسياسة المالية ،فإذا كانت هذه السياسة عادلة
ول تتجه نحو تبذير الموال في مشاريع غير مفيدة وفي النفقات الخاصة للنخبة
.الحاكمة فسوف يشعر المكلف وهو مواطن بواجبه في تحمل العباء العامة
علقاة طردية
إن ترشيد المالية العامة بهدف معالجة المديونية الخارجية ل يتحقق إل عن طريق
تقليص النفاق العسكري ،فعند النظر إلى تطور الوضع القتصادي العالمي في
العشرين سنة المنصرمة نلحظ أن المنطقة العربية تكاد تكون الوحيدة في العالم
التي لم تحرز تقدما يتناسب مع إمكاناتها المالية والطبيعية ،فالديون الخارجية ترتفع
باستمرار ،والموازين الخارجية في حالة عجز ،وارتفعت معدلت البطالة،
وتدهورت الحالة المعيشية لجميع المواطنين .وحسب مؤشر التنمية البشرية
)يتضمن مدة المل في الحياة ودرجة المعرفة ومستوى القوة الشرائية( الذي يغطي
174دولة والذي تسجل فيه كندا المرتبة العالمية الولى يتبين أن المملكة العربية
السعودية تحتل المرتبة رقم 75رغم إمكاناتها المالية الكبيرة ،وتنخفض التنمية
البشرية في بلدان أخرى لتصل إلى المرتبة العالمية رقم 111في سوريا و 119
.في مصر و 124في المغرب و 126في العراق و 143في السودان )(5
ترشيد النفاق العسكري
نجم هذا الوضع المتردي عن أسباب عديدة في مقدمتها ارتفاع النفاق العسكري
الذي ل يتيح الفرصة لتطوير النشطة المدنية النافعة للمجتمع ،فالمرفق العسكري
العربي مستهلك ومبذر ..مستهلك لن الجيوش العربية تعتمد على استيراد السلحة
وبالتالي فهو يسهم إسهاما فاعل في عجز الموازين الخارجية دون إضافة قيمة
إنتاجية جديدة .وهو مبذر لكونه المرفق الوحيد الذي ل يخضع طلبه للعتبارات
.المالية
ومنذ عدة سنوات تتجه السياسات القتصادية للدول العربية نحو الصلح المالي
الذي ل يعني سوى الضغط على النفاق العام بطريقة أو بأخرى كالتخصيص
وتقليص العانات الجتماعية والحد من التوظيف .لكن الصلح بهذا المفهوم
التقشفي ل يشمل القطاع العسكري الذي تتسم حاجاته بعدم المرونة ،فل تتردد
الدولة في حجب الموال عن القطاعات المنتجة لضافتها إلى القطاع العسكري.
وبالنظر إلى الزمات السياسية القليمية وعدم كفاية الموارد المالية الوطنية راحت
الدول الغنية والفقيرة تقترض من الخارج لشراء المزيد من السلحة فتفاقمت
.ديونها
نفقات التسليح العربي
وفقا للمصادر ) (6استورد العالم العربي بين عامي 1978و 1988أسلحة بمبلغ
يعادل %14من الناتج المحلي الجمالي مول نصفه عن طريق القروض
الخارجية .وحسب مصادر أخرى ) (7بلغ النفاق العسكري للبلدان العربية
)باستثناء العراق( 48مليار دولر في عام 1985و 35.9مليارا في عام
.1995أي ما يعادل على التوالي %28.8و %22.6من النفقات العامة الكلية و
%10.7و %7.9من الناتج المحلي الجمالي .وهذه نسب عالية جدا مقارنة
.بالمعدلت في المناطق الخرى من العالم
نموذج العراق
والدول التي تخصص نسبة عالية للنفاق العسكري هي جميع دول مجلس التعاون
الخليجي والردن ومصر وسوريا واليمن والمغرب وكذلك وبصورة خاصة
العراق .ففي الفترة الواقعة بين 1981و ) 1988إبان الحرب مع إيران( صرف
العراق 166.1مليار دولر للدفاع والمن ولم يحصل إل على 77.6مليارا من
النفط ،أي لم تعد إيرادات الخام تغطي سوى %47من النفقات العسكرية علما بأنه
من اللزم توفير المال لستيراد الدوات المدنية ومعدات التنمية والمواد الغذائية
والطبية .لذا فإن السحب من الرصدة الخارجية أصبح ضروريا ،ففي أقل من
ثلث سنوات من بداية الحرب نفدت تقريبا جميع الموال المودعة في الخارج،
وانتقلت من 35.5مليار دولر في عام 1980إلى 15.8مليارا في عام 1981
ثم إلى 1.2مليار دولر في عام 1982وإلى 0.8مليار دولر في عام ) 1983
(8.
وهكذا هبطت الفوائد الناجمة عنها من 4200مليون دولر في عام 1979إلى
60مليونا في عام .1983وغني عن البيان أن مصادر العملة الحرة محدودة
جدا ،فعلى عكس بلدان المغرب العربي ل يعير العراق أهمية للسياحة الدولية رغم
مكانته المرموقة على الصعيدين الحضاري والديني ،ولم يعتد العراقيون المقيمون
.بالخارج على تحويل قسط من دخولهم إلى بلدهم إضافة إلى قلة عددهم
التحويلت الخارجية -
وبالمقابل شكلت تحويلت العمال العرب والجانب المقيمين في العراق ثغرة جديدة
في المالية الخارجية ،فقد قدرت هذه التحويلت بحوالي ثلثة مليارات دولر
سنويا ،أي ثلث إيرادات النفط .أما صادرات التمر والمواد الولية فتشكل في
أفضل الحالت %3فقط من إيرادات النفط علما بأن العراق أكبر بلد منتج
ومصدر للتمر في العالم .لذلك ل يوجد سوى منفذ مالي واحد لتأجيل الزمة وهو
.القتراض من الخارج ،فسقط البلد في فخ الديون
وبعد انتهاء الحرب مع إيران وصلت ديون العراق إلى 84مليار دولر ).(9
وبسبب حرب الخليج الثانية والحصار لم يستطع البلد خدمة ديونه فتراكمت
متأخرات السداد حتى أصبحت الديون الخارجية 126مليارا في نهاية عام 1998
(10).
حل الخلفات السياسية
”إ
القول بعدم إمكانية خفض النفقات العسكرية العربية بسبب الوجود السرائيلي غير
ن
منطقي حيث أنفقت أموال طائلة في حروب عربية عربية ولم تخصص لمواجهة
العدو الصهيونيا
”ل
مستقبل القتصادي والجتماعي للعالم العربي يتوقف على إزالة الخلفات السياسية
البينية وإقامة علقات تجارية متينة ،عندئذ تنخفض نفقات المؤسسات العسكرية.
أما القول بعدم إمكانية خفض هذه النفقات بسبب الوجود السرائيلي فهو غير
منطقي ،فقد أنفقت أموال طائلة في حرب العراق مع إيران وحرب الخليج الثانية
وحرب المغرب في الصحراء الغربية والحروب الهلية في جنوب السودان
وشمال العراق واليمن وكذلك في تسليح دول مجلس التعاون الخليجي ..ولم
تخصص هذه الموال لمواجهة العدو الصهيوني ،بل إن بعض البلدان العربية
المثقلة بالديون خاصة مصر والردن وموريتانيا أقامت علقات مع إسرائيل تهدف
فيما تهدف إليه الحصول على مساعدات أميركية والدخول إلى السواق الغربية
.TOPوإلغاء الديون
TOP
تتوفر جميع البلدان العربية المدينة على إمكانات واسعة لتنمية مواردها المالية
الخارجية الضرورية لخدمة الديون القديمة وتقليص العتماد على القروض الجديد.
ويمكن معالجة عجز الميزان التجاري عن طريق العتناء بالقطاع الزراعي ورفع
مستوى المبادلت التجارية البينية واستخدام القروض في النشطة النتاجية ،كما
يمكن استخدام السياسة النقدية لتعزيز تلك الموارد .ويتعين كذلك تشجيع
الستثمارات الجنبية المباشرة نظرا لهميتها في زيادة الصادرات ونقل
.التكنولوجيا الحديثة ناهيك عن دورها اليجابي في تحسين حالة ميزان المدفوعات
تقليص العجز التجاري
وفقا للحصاءات الرسمية ) (11يتبين أن فائض الموازين التجارية للبلدان النفطية
يتجه نحو الهبوط حيث انتقل من 123.3مليار دولر في عام 1980إلى 18.4
مليارا في عام ،1998كما ارتفع عجز الموازين التجارية للبلدان غير النفطية في
الفترة نفسها من 14.8مليارا إلى 24.7مليارا .وانعكست هذه النتائج السلبية على
الموازين الجارية فأصبحت تعاني من العجز في المجموعتين .وللحصول على
توازن ميزان المدفوعات لبد من إحداث فائض في حساب العمليات الرأسمالية
يعادل عجز الميزان التجاري .ولما كان من الصعب الحصول على استثمارات
أجنبية مباشرة وعلى رؤوس أموال أجنبية قصيرة الجل وجب القتراض من
الخارج .وهذا السلوب يسبب متاعب مالية لنه يفضي إلى استفحال المديونية
الخارجية ،كما أنه يفقد الثقة بالسياسة المالية فتزداد صعوبة تدفق رؤوس الموال
ل منالجنبية إلى الدولة .لذا فمن الضروري تحسين مركز الميزان التجاري بد ل
تحقيق فائض في حساب العمليات الرأسمالية ،فتقليص العجز التجاري سيكفل
تخفيف حدة المديونية عن طريق التأثير في الصادرات والواردات في آن واحد
.دون إحداث آثار اجتماعية واقتصادية سيئة
تنشيط الصادرات
فيما يخص الصادرات تواجه البلدان المدينة عدة صعوبات يتعذر أحيانا التصدي
لها وتنعكس مباشرة على ثقل المديونية على اعتبار أن حصيلة الصادرات هي
الطريق الطبيعي لخدمة الديون .في مقدمة هذه العراقيل الركود القتصادي الذي
ظهر في البلدان الصناعية منذ أكثر من 15سنة ،وقد أثر هذا في مقدرتها على
.استقطاب كميات كبيرة من السلع
كما قاد تطور التعاون القتصادي والسياسي في دول أوروبا الغربية إلى فرض
شتى وسائل الحماية لمنتجاتها البينية المر الذي انعكس سلبيا على الصادرات
العربية التي تعتمد بالدرجة الولى على هذه الدول .أضف إلى ذلك أن القطاعات
القتصادية للدول العربية المدينة تتسم باعتمادها على عدد قليل من السلع وبالتالي
.تهتز ماليتها عند هبوط أسعارها في السوق العالمية
لذا بات يتعي على البلدان الدينة تسي إنتاجها الزراعي للحد من الوماردات الغذائية ،المر الذي يؤثار
بصومرةر إيابية ف مومازين مدفومعاتا .ومن دون ذلك سيزداد عبء الديومنية بكم التنظيم الديد للتجارةر
العالية ،إذ سيفضي هذا التنظيم إل إلغاء الدعم الال المنومح للمنتجي والصدرين الزراعيي ف الدول
التقدمة ،وإلغاء الدعم يعن زيادةر كالفة النتاج وما ينجم عنها من ارتفاع أسعار السلع الزراعية .ولا
كاانت القطار العربية تستومرد أكاثر من نصف حأاجاتا الزراعية ،فإن ترير التجارةر العالية سيقومد إل
ظهومر آثاار سلبية ف مومازين مدفومعاتا وف مستومى معيشة موماطنيها إذ ستتفع أسعار البومب واللحومم
.واللبان والسكر والزيومت
استغلل الموارد المائية
”ل
مليون هكتار غير مستغلة في العالم العربي لسباب ترتبط بالسياسات القتصادية ل بندرة 127ا
المياهش
”ك
في أن المنطقة العربية فقيرة جدا بمواردها المائية مقارنة بالمناطق الخرى من
العالم .وهذا الوضع يؤثر في مساحة الراضي القابلة للزراعة التي ل تتجاوز
197مليون هكتار أي %14من المساحة الكلية للعالم العربي .لكن مساحة
ل ل تتعدى 70مليون هكتار ) ،(12بمعنى أن 127 الراضي المزروعة فع ل
مليون هكتار غير مستغلة لسباب ترتبط بالسياسات القتصادية ل بندرة المياه.
لذلك يتعين تنسيق الجهود بين البلدان المتوفرة على أيدي عاملة والبلدان الغنية
برؤوس الموال ،وهكذا يهبط عجز الميزان الزراعي وتكف البلدان المدينة عن
القتراض لسد هذا العجز أو لشراء تلك المواد .ففي مصر بلغت صادراتها
الزراعية 572مليون دولر في حين وصلت وارداتها الزراعية إلى 3716
مليونا .وبالتالي تستطيع الستغناء عن القتراض الخارجي إن حققت الكتفاء
الذاتي الغذائي .وبشكل عام إن عولجت الفجوة الغذائية سوف يقتصد العالم العربي
19مليار دولر سنويا يخصص منها 12مليارا لخدمة ديونه دون حاجة إلى
.إعادة جدولتها
استخدام القروض الخارجية في التنمية
ومن زاوية أخرى لبد من استخدام القروض الخارجية في مجالت تنموية ،وهذا
يلزم إقامة علقة بين القروض الجديدة من جهة والستثمار والتصدير من جهة
أخرى .فعندما تنفق الموال المقترضة لزيادة النتاج المخصص للتصدير يصبح
ل إذ عن طريق زيادة الصادرات تتحرر ذمة الدولة .وعلى هذا سداد الديون سه ل
الساس ل تهتم النظرة المستقبلية للمديونية الخارجية بحجم الديون ومبلغ خدمتها
بل بعلقة هذا الحجم بالناتج المحلي الجمالي وعلقة هذا المبلغ بالصادرات ،ففي
فترة زمنية معينة إذا كانت نسبة حجم الديون مقارنة بالناتج المحلي الجمالي
ونسبة خدمة الديون مقارنة بالصادرات أقل في نهاية الفترة قياسا ببدايتها فذلك
يعني نجاح السياسة المالية في استخدام القروض في التنمية القتصادية
.والجتماعية ،وذلك بطبيعة الحال على افتراض عدم تدخل عوامل أخرى
تحسين السياسات المالية
ومن أجل تحسين الموارد المالية يتعين استخدام السياسة النقدية ،فإذا كان تأثير
خفض قيمة العملة ضعيفا في ميدان التجارة الخارجية السلعية للدول العربية فإن
تأثيره اليجابي كبير في ميدان تحويلت الدخول التي يجريها العمال المغتربون.
فهذه التحويلت لها أهمية مالية قصوى خاصة في مصر والسودان والجزائر
وتونس والمغرب ولبنان والردن ،ففي السودان كان الدولر يعادل 29جنيها في
عام 1992وبلغت تحويلت العمال السودانيين المقيمين بالخارج 120مليون
دولر .وبعد تخفيضات متتالية أصبح الدولر يساوي 157جنيها في عام 1998
فارتفعت التحويلت إلى 346مليون دولر أي %58من الصادرات الكلية.
وعلى أثر تعويم الجنيه المصري أصبحت تحويلت العمال المصريين المقيمين
بالخارج تزيد على خمسة مليارات دولر ،أي أكثر من مجموع حصيلة الصادرات
مما أدى إلى تحسين مستوى الحتياطيات الرسمية وتخفيف عبء المديونية
.الخارجية
أما إذا كان سعر الصرف الرسمي للعملة المحلية ل يتناسب مع قيمتها الحقيقية فإن
العمال المقيمين بالخارج سيعزفون عن التحويل بواسطة القنوات المصرفية وتحرم
مالية الدولة من مصدر مهم لليرادات .وتنطبق هذه الحالة على العراق وهو أكبر
بلد مدين في العالم العربي .وبات من اللزم له تعويم الدينار وبمقتضاه يتحدد سعر
الصرف حسب العرض والطلب ،عندئذ يستطيع المغتربون تحويل جزء من
دخولهم بالطريق المصرفي .وعلى افتراض أن عدد العراقيين بالخارج مليون
شخص وأن كل منهم يحول 50دولرا شهريا ،فسوف يصل إلى العراق 600
مليون دولر سنويا دون مقابل .إنه المبلغ اللزم لتغطية حاجات جميع المواطنين
.من الدوية مجانا ،وبذلك يحد التعويم من الموجات التضخمية العالية
أما الثار السلبية للتعويم فتكاد تكون منعدمة في الظروف الحالية .فهو ل يقود إلى
تخفيض قيمة الدينار بل إلى تطابق السعر الرسمي مع القيمة الحقيقية للعملة وهذا
هو هدف أسعار الصرف المتسمة بالمصداقية .فجميع الدول العربية المثقلة بالديون
الخارجية التي تعتمد على تحويلت عمالها المغتربين تطبق نظام التعويم ،ول
يوجد أي مانع من العودة إلى التثبيت عندما تتحسن الحوال المالية لن هذا النظام
.TOPأو ذاك يتم بمجرد صدور قرار حكومي ول يتطلب إجراءات معقدة
TOP
لرؤوس الموال الجنبية أهمية قصوى في تخفيف حدة المديونية الخارجية ،فهي
إيرادات تدخل إلى حساب رأس المال في ميزان المدفوعات المر الذي يقلص
عجز الموازين الخارجية ويفضي بالنتيجة النهائية إلى الحد من اللجوء مجددا إلى
القتراض ،كما تلعب رؤوس الموال الجنبية دورا بارزا في نقل التكنولوجيا
الحديثة ورفع مستوى العمالة وزيادة النتاج وفتح منافذ خارجية للسلع المحلية،
عندئذ يتحسن مركز الميزان التجاري فيهبط عجز ميزان المدفوعات ،وهكذا
.تضعف الحاجة إلى القروض الجديدة وتسهل خدمة الديون القديمة
حث الدائنين على تبديل الديون
يتعين حث الدائنين على إمكانية تبديل الديون .وقد تمكنت بعض القطار العربية )
(13من تحويل ديونها الخارجية إلى استثمارات محلية أو مقايضتها بسلع قابلة
للتصدير .وغالبا ما تتم هذه العملية أو تلك بعد خصم يتفق عليه الطرفان الدائن
والمدين .فقد اتفق الردن مع روسيا على شراء دين روسي قيمته 800مليون
دولر بمبلغ 140مليون دولر ،وسدد هذا المبلغ بصادرات أردنية قدرها 52
.مليونا ودفع الباقي نقدا
واتفق المغرب مع فرنسا على تحويل 440مليونا من الديون المستحقة لفرنسا إلى
.استثمارات خاصة داخل المغرب
وعقدت مصر عدة اتفاقات مع دائنيها تم بموجبها تحويل حوالي 3200مليون
دولر بعد خصم بنسبة %46إلى استثمارات خاصة بالجنيه وإلى سلع مصرية
تصدر إلى الخارج ،وتتولى أجهزة وزارة القتصاد والبنك المركزي الشراف
.على هذه العملية
تحويل العفاءات الضريبية إلى ضرائب ثآابتة
”ب
بات من اللزم إلغاء العفاءات الضريبية وتغييرها إلى ضرائب ثآابتة وملئمة لنمط الستثمار ا
وأصبح لزما العمل على موازنة المتيازات الممنوحة للستثمارات الجنبية مع المكاسب ل
القتصادية التي تحققهان
”ظ
ر
لهمية الستثمارات الجنبية شرعت البلدان العربية أنظمة تمنح بموجبها
امتيازات عديدة لها في مقدمتها العفاءات الضريبية .لكن هذه العفاءات تقلص
اليرادات وتقود بالتالي إلى ارتفاع عجز الميزانية العامة ،كما وجهت الدراسات
) (14انتقادات عديدة لهذه العفاءات .إنها تتعارض مع مبادئ النصاف بسبب
تطبيقها على الجانب دون المواطنين ،وتقود إلى هروب رؤوس الموال المحلية
إلى الخارج لتدخل مرة أخرى إلى البلد بصفتها استثمارات أجنبية ،وتؤدي إلى
تزايد الرشوة في الدارات المختصة بالنظر في منح العفاءات ،وبات من اللزم
إلغاء هذه العفاءات وتغييرها إلى ضرائب ثابتة وملئمة لنمط الستثمار.
فالضغط الضريبي الذي يتحمله استثمار أجنبي مباشر في قاطاع الخدمات يجب أن
يكون أعلى من ذلك الذي يتحمله استثمار أجنبي مباشر في قاطاع الصادرات
الصناعية ،وهكذا يمكن أن تتدرج المعاملة حتى تصل إلى أعلى مستوياتها في
.رؤوس الموال الجنبية القصيرة الجل التي تهدف إلى الربح السريع فقط
تعتمد قرارات المستثمرين الجانب على عوامل عديدة أساسية وثانوية ،والضغط
الضريبي المرتفع عامل أساسي يحول دون جلب الستثمارات الجنبية بل يقود إلى
هروب رؤوس الموال الوطنية ،لكن العفاءات السخية ليست سوى عامل ثانوي
أحيانا غير فاعل لتشجيع الستثمارات الجنبية ،فل توجد حالة تتكالب فيها رؤوس
الموال الجنبية بسبب العفاءات الضريبية في دولة تعاني من تباطؤ النمو
وضعف البنية التحتية واختلل مزمن للموازين الخارجية وكثرة القيود النقدية
.والتجارية والمالية على القطاع الخاص
ينبغي إذا العمل على موازنة المتيازات الممنوحة للستثمارات الجنبية مع
المكاسب القتصادية التي تحققها ،فمن جهة هنالك الخسائر المكونة من مبالغ
العفاءات الضريبية والرباح المحولة إلى الخارج ،ومن جهة أخرى هنالك
المكاسب المتمثلة بالقيمة المضافة لرؤوس الموال .والواقع أنه ل توجد في البلدان
العربية دراسة جدية لمعادلة هذين الشطرين .فالضيق المالي الذي قاد إلى اللجوء
المتزايد للقروض الخارجية دون الكتراث بمرحلة السداد أدى إلى منح امتيازات
سخية دون حساب ،وعلى الرغم من ذلك ل تزال الستثمارات الجنبية المباشرة
ضعيفة في البلدان العربية .ففي عام 1999بلغت 8.7مليارات دولر ) (15أي
%4.2.فقط من مجموع تدفق الستثمارات المباشرة إلى الدول النامية
إن معالجة المشاكل السياسية والقانونية والدارية في القطار العربية هي الخطوة
الساسية لبناء مناخ استثماري ملئم في مجالت ل تقتصر على الميدان النفطي بل
تمتد لتشمل الصناعات التحويلية والزراعة والسياحة .وإذا كان من الضروري
توفير المناخ المناسب لرؤوس الموال الجنبية العربية وغير العربية فإنه من
الضروري أيضا أل يسبب هذا المناخ مشاكل مالية قد تقود إلى استفحال المديونية
الخارجية كما حدث في المكسيك وشرق آسيا والبرازيل في التسعينيات .يتعين
تطبيق خطة مدروسة دراسة دقيقة وعميقة تتضمن كيفية ودرجات تحرير النماط
.المختلفة لرؤوس الموال
وقد دلت التجارب على ضرورة العتماد على التسلسل الصحيح للتحرير ،فل
يجوز إعطاء حرية واسعة لتدفق الموال الجنبية القصيرة الجل إلى الداخل قبل
تحرير الستثمارات الجنبية المباشرة .ومع ذلك فهذه الستثمارات كالقروض
الخارجية تمتص الحتياطيات الرسمية بسبب ترحيل أرباحها ،فيجب إذن أن
يقتصر التشجيع على الستثمارات التي تطور الصناعات وتسهل خدمة الديون
.وتحسن الداء القتصادي
الخاتمة
لمعالجة المديونية الخارجية لبد من العتماد على الجهود الذاتية التي ترتكز على
:مواجهة الختلل المالي فيتعين
.تقليص النفاق العسكري باعتباره السبب الساسي لتفاقم المديونية العربيةㄴ
تنمية الموارد الخارجية لخدمة الديون وتنفيذ الخطط القتصادية ،ولتحقيق ㄷ
ذلك يجب التصدي لعجز الميزان التجاري بطرق عديدة في مقدمتها تحسين
.النتاج الزراعي واتباع سياسة نقدية ملئمة
دعم مركز ميزان المدفوعات والحد من القتراض الجديد عن طريق تشجيع
ㄹ
المصادر
ذكر التقرير القتصادي العربي الموحد لعام 2001الصادر عن جامعة الدول 1-
العربية أن الديون الخارجية للدول العربية تبلغ 144مليار دولر ،لكن هذا المبلغ
يمثل ديون 13دولة فقط ولم تحتسب ديون ليبيا ) 4مليارات( وديون دول مجلس
.التعاون الخليجي ) 51مليارا( وديون العراق ) 126مليارا(
2- World Bank. World Debt Tables. External Debt of Developing Countries. Washington. 1980/1981
World Bank. World Debt Tables. External Debt of Developing Countries. Washington. 1999/2000
–3 .جامعة الدول العربية ،التقرير القتصادي العربي الموحد ،عام 1998و 2001
.قانون المالية لسنة ،1999الجريدة الرسمية ،الرباط 4-
5- UN. United Nations for Development Programme. World Report 2001
6- صندوق النقد الدولي ،مجلة التمويل والتنمية ،واشنطن ،سبتمبر/أيلول 1991 .
7- International Institute for Strategic Studies. London 2001
8- Bank of Settlements. “Maturity Distribution of International Bank Lending”. December 1982, October 1983, July
1984. Basle
9-عصام الخفاجي" ،القتصاد العراقي بعد الحرب مع إيران" ،مجلة الفكر
.الستراتيجي العربي ،بيروت ،أبريل/نيسان 1990
10- The Economist Intelligence Unit. Country Profile. Iraq. 1999-2000 London
11-.جامعة الدول العربية ،التقرير القتصادي العربي الموحد 1987 ،و 2000
المنظمة العربية للتنمية الزراعية ،قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية 12-