Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫حقيقة العالج بالطـاقة بين العلم والقرآن‬

‫د‪.‬فوز بنت عبداللطيف كردي‬


‫كلية الرتبية للبنات ‪ -‬جدة‬
‫د‪ .‬عبدالغين بن حممد مليباري‬
‫جامعة امللك عبدالعزيز‪ -‬جدة‬

‫مؤمتر العالج بالقرآن بني الدين والطب ‪ /‬أبوظيب‬


‫‪8221 /3 / 22-22‬هـ‬
‫مـقدمـة‬

‫احلمد هلل محداً كثرياً طيباً مباركاً فيه‪ ،‬والصالة والسالم على إمام األولني واآلخرين حممد بن عبداهلل‬
‫وعلى آله وصحبه أمجعني ‪ ،‬أما بعد ‪..‬‬
‫يقدم هذا البحث رؤية علمية شرعية عن مفهوم وتطبيقات االستشفاء والعالج بالطاقة من خالل‬
‫دراسة استقرائية تتتبع التطبيقات املروج هلا حالياً يف العامل وتعرض فلسفتها وأصوهلا وعالقتها مبفهوم الطاقة‬
‫العلمي الفيزيائي وعالقتها بفلسفة الطاقة يف العقائد الصينية واهلندية واليابانية املختلفة ومعتقدات الغنوصية‬
‫اجلديدة ( النيو إييج )‪.‬‬
‫والعالج بالطاقة أمر بات اليوم يتداخل مع كل أنواع العالج وحياول أصحابه ومروجوه إقحام‬
‫فلسفته حىت يف العالج بالقرآن بعد أن جعلوه فرعاً من فروع الطب البديل فهناك من يلوي أعناق النصوص‬
‫أفكارا ال متت بصلة ال للعلم وال للدين‪ ،‬لذا كان من‬
‫بزعم أنه يوفق بني العلم والدين وهو يف احلقيقة ينشر ً‬
‫الضروري إبراز حقيقة هذا العالج إسهاماً يف خدمة الدين والعلم واإلنسانية‪.‬‬
‫والشك أن للمؤمترات العلمية دورها الرائد يف صياغة فكر وحضارة اجملتمعات وفحص االدعاءات وتقومي‬
‫النظريات‪ ،‬ومناقشة املستجدات وتقوميها لضمان صحة مسارها يف احلفاظ على هوية األمة وفكرها‬
‫ومعتقدها؛ لذا يقدم هذا البحث ملؤمتر العالج بالقرآن بني الدين والطب إسهاماً يف حتقيق أهدافه السامية‬
‫لنشر الوعي والتمييز بني احلق والباطل فيما يتعلق بالعالج بالقرآن لتحقيق العبودية هلل على الكيفية اليت‬
‫شرعها وارتضاها وهو من وجه آخر متعلق بفرع من أهم فروع العالج املنتشرة يف العامل اليوم‪.‬‬
‫وسيتناول هذا البحث مفهوم الطاقة ويستعرض أبرز تطبيقات العالج بالطاقة املروج هلا عاملياً مث يبني أبرز‬
‫تطبيقات العالج بالطاقة املتعلقة بالقرآن مراعية يف ذلك التوضيح واإلجياز الذي تقتضية مواصفات هذا‬
‫البحث ‪.‬‬
‫ونسأل اهلل العلي القدير أن جيعل فيما كتب نوراً حيق به احلق ويبطل الباطل ‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫مف ـ ـهوم الـطاقـة‬

‫الطاقــة يف االصــطالف الفيزيــائي هــي مبــدأ أو تعــرف بأهنــا القــدرة علــى القيــام بعمــل مــا أو إحــدا‬
‫تغيــري مــا‪ .‬وتــدل علــى الطاقــة الفيزيائيــة بأشــكاهلا وحتوالهتــا املختلفــة احلراري ـة والنوويــة وامليكانيكيــة والكيميائيــة‬
‫والكهرومغناطيسية وغريها‪.‬‬
‫فلفظــة (الطاقــة) مألوفــة لــدو النــاه واســتخدامها شــائع يف جــال العلــوم التجريبيــة‪ ،‬وهــذه الطاقــة ميكــن قياســها‬
‫ومعرفتهـا ورؤيــة آهارهــا والــتحكم يف إنتاجهــا بــالطرق العلميــة املعروفــة‪ ،‬وقــد تســتخدم لفظــة الطاقــة جــازاً للداللــة‬
‫على اهلمة واالنبعا حنو العمل والعبادة‪.‬‬
‫مفهوم الطاقة الكونية‪:‬‬
‫أمــا الطاقــة الكونيــة املقصــودة يف تطبيقــات االستشــفاء الشــرقية فهــي أمــر آخــر ال عالقــة لــه بالطاقــة‬
‫الفيزيائيــة مــن قريــب أو بعيــد – رغــم ادعــاء مروجيهــا‪ -‬لــذلك يســميها بعــم العلمــاء الغـربيني الطاقــة اللطيفــة‬
‫أوالطاقــة غــري الفيزيائيــة( ‪ ) Subtle and non-Physical‬واشــتهر إطــالق اســم )‪ (Putative Energy‬أي‬
‫الطاقة املزعومة‪ ،‬أو االفرتاضية‪ ،‬أو املظنونة(‪.)8‬‬
‫وحقيقــة هــذه الطاقــة نظريــة فلســفية عقديــة قامــت علــى أســاه التصــور العــام للكــون والوجــود واحليــاة‬
‫عنــد مــن مل يعرف ـوا النب ـوات أو يكفــرون ــا ومــن مث حي ـاولون الوصــول إع معرفــة الغيــب وتفســري مــا وراء عــامل‬
‫الشهادة بعقوهلم وخيـاالهتم؛ لـذا أمسوهـا الطاقـة احليويـة‪ ،‬وطاقـة قـوة احليـاة‪ ،‬وطاقـة احليـاة باعتبـار عقيـدهتم فيهـا‬
‫من أهنا مصدر احليـاة فـال توجـد احليـاة بـدوهنا‪.‬كما أمسوهـا (الطاقـة الكونيـة) لكـوهنم يعتقـدون وجودهـا منتشـرة‬
‫يف الكــون متــا فراغــه وحتفــو نظامــه وأهن ـا ميكــن أن تســتمد منــه بطــرق خاصــة حســب مــا يــدعون ‪ .‬ويســموهنا‬
‫طاقة الشفاء‪ ،‬أو قوة الشفاء باعتبار ما ينسبون إليها من قدرة شفائية جلميع األمراض‪.‬‬
‫ف ـ ـ (الطاق ــة الكوني ــة) املقص ــودة يف ه ــذه التطبيق ــات تلف ــة كليـ ـاً ع ــن الطاق ــة الفيزيائي ــة‪ ،‬فه ــي طاق ــة‬
‫ميتافيزيقيــة أو قــوة غيبيــة حســب ادعــائهم ‪ ،‬وملعرفــة حقيقتهــا أكثــر نســتعرض التســميات املتنوعــة الــيت تطلــق‬
‫عليها يف الثقافات الشرقية اليت هي أصلها والثقافة الغربية املروجة واملسوقة هلا حتت مسمى الطاقة‪.‬‬

‫‪)1( Energy Medicine: An Overview, NCCAM, NIH, nccam.nih.gov, 2005.‬‬

‫‪3‬‬
‫من تلك التسميات (التشي) وهو االسـم املعـروف يف عقائـد الصـني وتطبيقاهتـا احلياتيـة االستشـفائية‬
‫والقتالي ــة ‪ ،‬ومنه ــا (الك ــي) يف عقائ ــد الياب ــان والتطبيق ــات العالجي ــة عن ــدهم ‪ ،‬وه ــي (ال ان ــا) عن ــد اهلن ــدوه‬
‫وممارسي التنفس العميق‪ ،‬وهـي املسـماة (الكـا) عنـد الفراعنـة‪ ،‬وامسهـا (إلكـرتا) يف وهنيـة رومـا القدميـة‪،‬وهي (قـوة‬
‫ساي) عند املاركسيني يف االحتاد السوفييت وأتباعهم ‪.‬‬
‫ويفسرها من حياولون التوفيق بني فلسفتها وبني املعروف يف األديـان السـماوية بــ(اهلل) تعـاع اهلل عـن ذلـك علـوا‬
‫ـريا أو (نــور اهلل) ‪ ،‬أو (الـروف القــده)‪ ،‬ويفسـرها بعــم مـن يتبناهــا مـن املســلمني بــ(الروف ) الــيت هـي أصــل‬
‫كب ً‬
‫احلياة‪ ،‬أو (ال كة) اليت متنح القوة وتسري األمور بسالسة‬
‫وقد حاول مروجو هذا املفهوم للطاقة مع تطبيقاته يف العصر احلديث إضفاء الطابع العلمي‬
‫الفيزيائي عليها والزعم بأهنا الطاقة احلرة املوجودة يف الكون أو الطاقة الكهرومغناطيسية وأحياناً يسموهنا‬
‫الذبذبية‬
‫ورمبا كان من أهم أسباب استعماهلم لفظة الطاقة‪ :‬أن الطاقة اليت يدعوهنا هي برأيهم مكمن القدرة‬
‫والقوة والتأهري يف احلياة والبحث يف حقيقة احلياة‪ ،‬وأهنا القدرة أو القوة املؤهرة فيها‬
‫وهذا هو منتهى ما أوصلت إليه عقوهلم ملا مل يأخذوا قصة البداية وحقائق الغيب عن اهلل عزوجل والروف‬
‫واجلن واملالئكة من النقل الصحيح فالغيب بتفاصيله بعيد عن متناول العقول وإدراكاهتا‪ ،‬وكل من يبحث فيه‬
‫بعيدا عن نور الوحي الذي جاء به األنبياء لن يصل إال إع طريق مسدود فيتخرص ويفرتض فروضاً تبعده‬ ‫ً‬
‫عن احلقيقة وعن اإلميان وتقربه من الكفر واإلحلاد الذي هو مراد إبليس ‪.‬‬
‫وقد حاول العلماء املال حدة الذين تبنوا هذه الفلسفة تفسريها للعامة مبا يضفي عليها الطابع العلمي‬
‫الفيزيائي فاستخدموا لفظة (طاقة) اليت هي أقرب للداللة عليها السيما لعامة الناه الذين يعرفون لفظة‬
‫الطاقة ويؤمنون أن هلا أنواع وحتوالت يعرفها املختصون من العلماء‪ ،‬وملا كان إحلاقها بالطاقة املعروفة يف العلم‬
‫يتطلب أدلة علمية عليها وطرقًا متكن من قياسها؛ ادعى بعضهم أهنا طاقة ذات موجات طويلة جدا لذا‬
‫يستحيل تصميم أجهزة لقياسها‪ .‬وزعم آخرون أن هلذه الطاقة أجهزة خاصة منها‪ :‬البندول الفرعوين الذي‬
‫يوضع على الشيء وحبسب اجتاه دورانه يزعمون إمكان حتديد كمية الطاقة املوجودة ونوعها‪ .‬أما من تبناها‬
‫من العلماء الروه والغربيني فقد ادعوا تفسري نتائج بعم أجهزة قياه كهرباء اجلسم وظواهره احليوية‬
‫‪Bioresonance electrography‬أو ‪ Bioelectrography Biofeedback device‬بأهنا قياسات هلذه الطاقة‬
‫لتأكيد ما يزعمونه من أهنا حقيقة علمية وإبعاد حقيقتها الفلسفية الدينية ومن مث إقناع البسطاء من الناه‬
‫بباقي متعلقاهتا الفلسفية كاجلسم األهريي والعناصر اخلمسة‪ ،‬ومن ذلك استخدام اجلهاز املعروف للبحث عن‬
‫اإلشارات العصبية ومن مث إيهام املريم أن اجلهاز يتعرف على مسارات الطاقة ويرصد كميتها‪ .‬واحلقيقة اليت‬

‫‪2‬‬
‫يعرفها املختصون يف الطب والفيزياء عن طبيعة عمل هذه األجهزة ال تتعلق من قريب وال من بعيد بطاقة‬
‫كونية متدفقة يف مسارات جسم أهريي‬
‫كما صمم بعضهم أجهزة خاصة أمسوها أجهزة تصوير اهلالة (األورا) ‪ Aura Photography‬وأول‬
‫من فعل هذا الروسي كريليان ‪ Semyon Kirlian‬يف عام ‪8131‬م جبهازه املسمى تصوير كريليان ‪Kirlian‬‬
‫‪ photography‬الذي يقيس التفريغ الكهربائي ‪ ،‬وكذلك جهاز كوغنـز كامريا ‪Aura Camera 6000 /‬‬
‫‪ ، Coggins Camera‬وجهاز نلسون ‪ SCIO Device Nelson's QXCI /‬الذي يرصد أكثر إشارات‬
‫الظواهر احليوية ‪.‬‬
‫وأجهزة تنـز ‪ TENS Machines‬املستخدمة لتعطيل الشعور باألمل (‪.)8‬‬
‫وحقيقة األمر أن هذه األجهزة تقوم على اجلمع بني‪ :‬حقائق صحيحة‪ ،‬وإدعاءات منطقية دون‬
‫دليل و أباطيل ومغالطات وأخطاء علمية ختفى على عامة الناه ولذلك رفم العلماء احملايدون تلك‬
‫التفسريات االدعائية لنتائج قياه بعم املتغريات احليوية من درجة حرارة ونبم ودرجة رطوبة ورائحة يف تلك‬
‫األجهزة لكوهنا مبنية خلدمة فلسفة الطاقة الكونية ومتعلقاهتا بعيداً عن كل املنهجية العلمية والنتائج‬
‫االستقرائية املثبتة‪ ،‬ومن مث أمسوا هذه الطاقة بـ( ‪ ) Putative Energy‬الطاقة املزعومة‪ ،‬أو االفرتاضية‪ ،‬أو‬
‫املظنونة ‪.‬‬

‫وميكن تلخيص حقيقة الطاقة الكونية بأهنا‪ :‬مبدأ فلسفي أساسه حماولة أصحاب األديان الشرقية‬
‫واملالحدة يف الشرق والغرب لتفسري ما يرونه يف الكائنات احلية من قوة وحركة وانفعال وتأهري‪ ،‬وما يرونه من‬
‫بعيدا عن خ الوحي؛ فافرتضوا وجود قوة أمسوها الطاقة الكونية أو طاقة قوة‬ ‫تفسريا ً‬
‫ً‬ ‫أمور خارقة أحيانًا‬
‫احلياة‪ ،‬وزعموا أن جلميع املوجودات حو منها‪ ،‬وأنه ميكن تنمية هذا احلو بطرق وتطبيقات متنوعة للحصول‬
‫على حياة أفضل وسعادة وصحة وروحانية‪ ،‬بل والكتساب قوو متكن من عمل اخلوارق وإحدا املعجزات‬
‫سواء ما يتعلق بالقدرات العلمية الكشفية باإلطالع على املغيبات أو القدرات العملية التأهريية بتحريك‬
‫األشياء عن بعد وحنو ذلك‬

‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬اإلنسان احلائر بني العلم واخلرافة ‪. 805:‬‬

‫‪5‬‬
‫وأصل معتقد الطاقة عند أهله يرتكز على اعتقاد وجود قوة هائلة متا الفراغ املوجود يف الكون وتسيريه وحتفـو‬
‫نظــام الســموات واألرض‪ ،‬ومتــد مجيــع املخلوقــات باحليــاة والقــوة‪ ،‬وأن هــذه القــوة تتمثــل بشــكل قــوي يف النجــوم‬
‫والكواكب واألفالك‪.‬‬
‫وهــذه القــوة أو الطاقــة تتكــون مــن قــوتني متضــادتني ومتنــاغمتني‪ :‬طاقــة إجيابيــة وطاقــة ســلبية‪ ،‬وبــالتعبري الصــيين‬
‫(الــني) و(اليــانغ)‪ ،‬وحتكــم تغـريات هــذه الطاقــة وحتوالهتــا نظريــة (العناصــر اخلمســة) الــيت تتصــل مببــادت التنجــيم‬
‫والفلســفات الشــرقية القدميــة ‪ .‬كمــا يعتقــد أهــل هــذه الفلســفة بإمكــان اإلنســان احلصــول علــى كميــات إضــافية‬
‫منهــا عــن طريــق معرفتــه جبســمه األهــريي ومســارات الطاقــة عليــه ومــن مث تــدفيقها فيــه عـ طقــوه معينــة وأنظمــة‬
‫غذائيــة حياتي ــة معروف ــة يف الثقاف ــات وال ــديانات الش ــرقية أو ع ـ معرف ــة واس ــتخدام أس ـرار احل ــروف واألش ــكال‬
‫اهلندسية واألهرام واأللوان واألحجار الكرمية وبعم املعادن؛ لذا أعاد متبنو هذه الطاقة من الغـربيني(‪ )8‬صـياغة‬
‫تلك الطقوه بشكل يتناسب مع هقافة العصر فخرجـت يف شـكل تطبيقـات وممارسـات تدريبيـة أو استشـفائية‬
‫عالجية حتت اسم تنمية القدرات البشرية الكامنة أو طب الطاقة أو الطب البديل(‪.)2‬‬

‫(‪ )8‬وأكثرهم من الباطنيني املتأهرين بروحانيات الشرق الذين كونوا حركـات غنوصـية باطنيـة مؤسسـية كـ و كحركـة العصـر اجلديـد وحركـة القـدرات‬
‫البشرية الكامنة ينظر للتفصيل ‪ :‬أصول اإلميان بالغيب وآهاره لفوز كردي ‪. 302:‬‬
‫(‪ )2‬الطـب البـديل بـاب واســع لـيس لـه ضـواب حمـددة حـىت اآلن؛ لــذا روجـت حتـت امسـه كثــري مـن الضـالالت فجميــع تطبيقـات (الطاقـة الكونيــة)‬
‫الشــركية وض ـعت فيــه جنبًــا إع جنــب مــع التطبيقــات املعروفــة يف طــب األعشــاب الشــعيب أو طــب الــوحيني‪ .‬واملتصــفح جمللــة (الطــب البــديل) يــرو‬
‫عجبًــا؛ إذ يــروج لكافــة أنـواع الفلســفة والتنجــيم إع جانــب اخلرافــات واجلهــل والكــذب علــى أهنــا أنـواع مــن طــب النفــوه واألبــدان بــل واجملتمعــات‬
‫أهبتتها التجارب العلمية‬

‫‪6‬‬
‫أبرز تطبيقات الطاقة العالجية االستشفائية‬

‫وهكذا سوقت هذه التطبيقات وروج هلا على أهنا بـرامج تدريبيـة وعالجيـة تسـاعد علـى تنظـيم تـدفيق‬
‫طاق ــة ق ــوة احلي ــاة يف جس ــم اإلنس ــان عـ ـ مس ــارات خاص ــة عل ــى اجلس ــم األه ــريي املهي ــأ لتلقيه ــا(‪ )8‬فانتش ــرت‬
‫تطبيقات (الريكي) و(التاي شي) و(الشـي كونـغ) و(التـنفس التحـو ) و(التأمـل التجـاوزي) و(اليوجـا) وغريهـا‬
‫بشــكل أن ـواع مــن التمــارين والرياضــات والتــدريبات العالجيــة االستشــفائية الــيت تطهــر اجلســم مــن طاقــة الكــره‬
‫والشر ومجيع الطاقات السلبية وتساعده الكتساب طاقة اخلري واحلب والشـفاء ومجيـع الطاقـات اإلجيابيـة املـؤهرة‬
‫يف الصحة والروحانية والسعادة‬
‫وفيما يلي توضيح موجز ألبرز تطبيقات الطاقة املنتشرة حالياً‪:‬‬
‫‪ ‬دورات الطاقة البشرية‪ ،‬وهي دورات شاملة ألكثر مفاهيم فلسفة الطاقة اإلحلادية وتعتمد على تنمية‬
‫ما يسمونه "الذات احلكيمة" الكتشاف القوة الالحمدودة لإلنسان – كما يزعم مدربوها‪ -‬وتنمية‬
‫قوته الكامنة وتدريبه على استمداد الطاقة الكونية ليكون بعدها مؤهال للتدرب على التعامل مع‬
‫الطاقات السماوية للنجوم والكواكب والطاقات السفلية األرضية من خالل تعلم اهلونا والشامانية‬
‫والتارو وغريها‪ .‬وتشمل هذه الدورات عرض لفلسفة الني واليانغ واجلسم األهريي والشكرات‬
‫والعناصر اخلمسة للتمكني من على أسرار طاقة "تشي" واستخدامها يف احلياة اليومية والصحية‬
‫لنفسه ولآلخرين ‪.‬‬
‫وإلضفاء الطابع اإلسالمي يضاف هلذا الكم الفلسفي بعم املصطلحات اإلسالمية والنصوص‬
‫الشرعية ‪.‬‬
‫وكثرياً ما جتزأ دورة الطاقة أو مفاهيمها لعدة دورات أو تتفرع املعاجلة ا لعدد من التخصصات‪:‬‬
‫‪ .8‬العالج بالريكي أو العالج باللمس أو دورات (الريكي كايدو) ‪ ،‬وتتضمن متارين وتدريبات لفتح منافذ‬
‫االتصال بالطاقة الكونية "كي" ومعرفة طريقة تدفيقها يف اجلسم ‪ ،‬ممايزيد قوة اجلسم ‪ ،‬وحيويته‪ ،‬ويعطي‬
‫اجلسم قوة إبراء ومعاجلة ذاتية كما تعطي صاحبها بعد ذلك القدرة على اللمسة العالجية‪ -‬بزعمهم‪-‬‬
‫‪ .2‬دورات التدريب على التشي كونغ وتتضمن متارين وتدريبات لتدفيق "التشي" يف اجلسم ‪ ،‬واحملافظة عليها‬
‫قوية ومتوازنة وسلسة يف مساراهتا مايزيد مناعة اجلسم ومقاومته لامراض – بزعمهم ‪-‬‬

‫(‪ )8‬ينظر ‪" :‬تشي ‪،‬الطاقة‪ ،‬قوة احلياة" لناصر العبيد‪ ،82 :‬و"علم الطاقات التسع" ملتشو كوشي‪ ،‬إعداد يوسف البدر ‪ ،82:‬ورسـالة فـن صـناعة‬
‫احلياة الطيبة لصالف الراشد ‪ ،63-5 :‬مطبوعة ملحقة مبجلة فواصل عدد ‪ :802 :‬بتاريخ ‪2003/1/8‬م‬
‫‪-"The Skeptic's Dictionary".Robert Carroll :p.144.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .3‬دورات التنفس العميق والتنفس التحو وتتضمن متارين يف التنفس العميق إلدخال"ال انا" إع داخل‬
‫اجلسم "البطن" والدخول يف مرحلة اسرتخاء كامل ووعي مغري ومن مث املرور خب ة روحية فريدة من‬
‫التناغم مع الطاقة الكونية –بزعمهم ‪ .-‬ومع أن التنفس العميق شعرية هندوسية معروفة وممارسة دينية يف‬
‫أكثر ديانات الشرق إال أن الذين يدعون أسلمتها – هداهم اهلل – شرعوا يف جعلها ممارسة يومية‬
‫(‪)8‬‬
‫للمسلمني وتطبيق يومي حلافظي القرآن ع دورات حفو القرآن بالتنفس‬
‫‪ .4‬دورات التأمل االرتقائي‪ ،‬التأمل التجاوزي وتتضمن متارين رياضية روحية تأمليه هدفها‬
‫الوصول حلاالت وعي مغرية دف الوصول إع مرحلة النشوة (النرفانا) ‪ ،‬وتعتمد على إتقان‬
‫التنفس العميق‪ ،‬مع تركيز النظر يف بعم األشكال اهلندسية ‪ ،‬والرموز ‪ ،‬والنجوم (رموز‬
‫الشكرات يف العقائد الشرقية) وختيل االحتاد ا وقد يصاحبها ترديد ترانيم (مانرتا) وهي كلمة‬
‫واحدة مكررة دوء ورتابة وغالباً يف هذه التطبيقات هي أمساء الطواغيت املوكلة بالشكرات‬
‫يف عقائدهم مثل ‪ :‬أوم‪..‬أوم ‪..‬أوم ‪ .‬دام ‪...‬دام ‪...‬دام وقد تسمع من أشرطة برتكيز‬
‫واسرتخاء ‪ .‬وقد أجرو الذين ادعوا أسلمتها تعديالهتم ليكون الرتديد ملا يعرفه املسلم حنو‪:‬‬
‫لفو اجلاللة‪:‬اهلل‪...‬اهلل‪..‬اهلل أو لضمري الغائب‪ :‬هو‪....‬هو‪.....‬هو‪....‬‬

‫كمــا روج ألن ـواع األنظمــة الغذائيــة احلياتيــة مثــل نظــام (املاكروبيوتيــك) الــذي يعــين‪ :‬احليــاة املديــدة‪،‬‬
‫ويعتمــد كلي ـاً علــى ذات الفلســفة ويــدخل مطبقــوه يف ممارســة عمليــة لعقيــدة وحــدة الوجــود حبســب مفهــوم‬
‫الديانة الطاوية وبوذية زن اليابانية؛ فجميع تطبيقاته تعتمد على فلسفة التنـاغم مـع الطاقـة الكونيـة (املـاكرو)‬
‫أي‪ :‬املطلــق‪ ،‬مــن خــالل مراعــاة الت ـوازن بــني قــو) (الــني واليــانج) امليتــافيزيقيني املتضــادتني للوصــول للشــفاء‪،‬‬
‫والســمو الروحــي بــزعمهم‪ ،‬ويتضــمن رياضــات ونظــام غــذاء وتــأمالت وغــري ذلــك‪ .‬وقــد أدو انتشـاره بشــكل‬
‫تطبيقــات متنوعــة صــحية ورياضــية‪ ،‬إع اخنــداع كثــري مــن املســلمني بتطبيقاتــه وحــاول بعض ــهم التوفيــق بــني‬
‫فلسفته والدين اإلسالمي‪ ،‬كما حاول الفالسفة من قبل التوفيق بني فلسفة اإلغريق واإلسالم‬
‫ويعتمــد هــذا النظــام علــى تقس ــيم النباتــات إع م ــذكرة ومؤنثــة الــذي ك ــان معروفًــا قــدميًا ضــمن عل ــم‬
‫الفالحــة الــذي موضــوعه النبــات مــن جهــة غرســه وتنميتــه ومــن جهــة خواصــه وروحانيتــه ومشــاكلتها لروحانيــة‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬التنفس أسلوب حلياة جديدة جلوديت كرافيتز ‪ ،‬ترمجة نورة الشهيل‪76 :‬‬

‫‪1‬‬
‫الكواكــب واهلياكــل املســتعملة وملــا كــان هــذا التقســيم لــه متعلقــات بالســحر والتنجــيم والكهانــة أخــذ املســلمون‬
‫من هذا العلم مايتعلق بزرعه وغرسه وعالجه وأعرضوا عن الكالم اآلخر(‪،)8‬‬
‫ومروجوا نظام (املاكروبيوتيك) حديثًا أعادوا بعث اجلزء املتعلق باخلواص الروحانية املدعاة فقسـموا األغذيـة إع‬
‫مؤنثة ومذكرة (الني) و(اليانغ) حبسب تأهري الكواكب وحتوالت العناصر اخلمسة ‪.‬‬
‫كذلك روج ل امج اخلاصة بتصميم املساكن تتبىن نفس الفلسفة كالفينغ شوي الصيين أو الستا اتا‬
‫اهلندية(‪ )2‬وما أمسوه مطوره وناقلوه إع الثقافة اإلسالمية بـ(البايوجيومرتي)‪.‬‬
‫وهي برامج يزعم أهنا فنون ديكور وتصميم تراعي السماف للطاقة الكونية – املدعاة ‪ -‬بالتدفُّق يف أرجاء‬
‫املسكن لتنظيفه من الروحانيات والطاقات السالبة ومتده بالروحانيَّات املوجبة اليت متنح ساكنيه السعادة‬
‫والصحة والسكينة‪ ،‬وتقيهم من األمراض البدنية والنفسية والروحانية ومتكنهم من النجاف يف كل مناحي‬
‫احلياة (‪ )3‬وذلك من خالل مراعاة الزوايا واخلصائص روحانية –املزعومة‪ -‬للجهات األربعة واحلروف‬
‫واألرقام واأللوان والروائح واألشكال اهلندسية والشموع وبعم اجملسمات وغريها ‪.‬‬
‫منذ القدم واملنحرفون عن اإلميان بالغيب الذي جاء به األنبياء صلوات اهلل عليهم ينسبون إع‬
‫النجوم واألفالك كل تأهري على األنفس واألبدان‪ ،‬فكان منهم من يظن أن املؤهر يف هذا العامل هو حركات‬
‫الفلك ودوراهنا وطلوعها وغرو ا واقرتاهنا‪ ،‬ومنهم من يعتقد النفع والضر يف النجوم السبعة السيارة‪ ،‬وهلم معها‬

‫(‪ )8‬ينظر ‪ :‬مقدمة ابن خلدون ‪265 :‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ ":‬الوجوه األربعة للطاقة" لرفاه ومجان السيد‪.801- 68 :‬و‪:‬‬
‫‪-"The Skeptic's Dictionary".Robert Carroll :p.144‬‬
‫(‪ )3‬وتروج هلذه الشركيات كثري من الفضائيات العربية ووسائل اإلعالم املقروءة واإللكرتونية‪ ،‬حىت عدها بعم املسلمني‬
‫أمناط حياة وجتارب شرقية أسهمت يف رفع مستوو الصحة وإطالة األعمار وزيادة اإلنتاج يف تلك البالد ومن مث دعوا إع‬
‫تعلمها وتطبيقها‪ .‬وقد عرضت قناة اجلزيرة الفضائية فيلما وهائقيا عن ( التنظيف الروحي للمنازل) الذي أصبح له يف الغرب‬
‫اعا من الشموع ويستعينون بالطبول‬
‫والشرق فرقًا متخصصة تقوم بتبخري املنـزل بأنواع خاصة من البخور والروائح وإشعال أنو ً‬
‫واملزامري وأنواع املوسيقى‪ ،‬لطرد الطاقة السالبة من املنـزل وتزويده بطاقة موجبة متنح سكان املنـزل مبتغاهم من السكينة‬
‫نورا فما له من نور‪.‬‬
‫والصحة وتطرد الكره واملرض والشرور ومن مل جيعل اهلل له ً‬
‫ويستعني املؤمنون ذه الطاقة بأدوات خاصة تعني يف حتديد كمية ونوع الطاقة املطلوبة‪ ،‬ومدو النقص احلاصل فيها وإعادة‬
‫شحنها ‪-‬كما يزعمون‪ -‬منها‪ :‬األهرامات والبندول وأنواع من األحجار الكرمية والشموع ذات الروائح واأللوان اخلاصة‪،‬‬
‫ينظر‪" :‬العالج بالطاقة" لدالل سعدية ‪ ،50- 26 :‬و"القوة النفسية لاهرام" لبيل شول ترمجة أمني سالمة ‪،805 – 15 :‬‬
‫و"طاقة البندول" لغريغ نيلسن ترمجة فاره ظاهر ‪20 -1 :‬‬

‫‪1‬‬
‫تصرفات خاصة يف ملبسهم ومسكنهم ذحبهم وحنو ذلك(‪ .)8‬وقسموا ال وج إع مؤنَّثة ومذكرة‪ ،‬قال ابن‬
‫القيم‪ :‬ومن هذياهنم يف هذا الذي أضحكوا به عليهم العقالء أهنم جعلوا ال وج قسمني‪ :‬حار املزاج وبارد‬
‫ذكرا‪ ،‬والبارد أنثى‪ ،‬فالشمس ذكر والقمر أنثى (‪.)2‬‬ ‫املزاج‪ ،‬وجعلوا احلار منها ً‬
‫ونفوسـا تسـريها وحتكمهـا مث ابتـدع‬
‫ومما ابتدعه فالسفة اليونان ومنجموهم أهنم جعلـوا لافـالك عقـوالً ً‬
‫مت ــأخروهم نظري ــة الف ــيم والص ــدور ال ــيت ذك ــروا فيه ــا العق ــول العش ــرة ال ــيت تص ــرف الك ــون‪ ،‬وفس ــر تالم ــذهتم‬
‫املنتسبون إع اإلسالم كابن سينا‪ ،‬اللوف احملفوظ بالقوة الفلكية اليت عـدها مصـدر العلـم بالغيـب‪ .‬وأكثـر الـذين‬
‫يؤمنــون بالكواكــب يــدعون تنـ ُّـزل أشــخاص علــيهم أو إهلــام خــاص بأسـرار وخصــائص‪ ،‬ويســمون ذلــك روحانيــة‬
‫نوعــا وال‬
‫الكواكـب ومـا هــي إال شـيطان نــزل علـيهم ملــا أشـركوا ليغـويهم‪ ،‬وليـزين هلـم نســبة األهـر إع مــاال يـؤهر ً‬
‫وص ًفا(‪.)3‬‬

‫(‪ )8‬ينظر ‪":‬امللل والنحل" للشهرستاين ‪351/2 :‬‬


‫(‪" )2‬مفتاف دار السعادة" البن القيم ‪.238- 227/2 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬مؤلفات شيخ اإلسالم ابن تيمية "النبوات"‪"702/2 :‬الرسالة الصفدية"‪ ،8051 :‬و"الرد على املنطقيني" ‪:‬‬
‫‪ ،216‬و"الفرقان بني أولياء الرمحن وأولياء الشيطان"‪، 222 :‬و" اقتضاء الصراط املستقيم"‪232 :‬‬

‫‪80‬‬
‫أبرز تطبيقات العالج بالطاقة المتعلقة بالقرآن‬

‫فمــن املعلــوم أن اهلل ‪ ‬قــد اصــطفى نبيــه حممــد ‪ ‬واجتبــاه وأرســله برســالة اإلســالم الــيت خــتم ــا‬
‫الرســاالت وقــال ‪ :‬ومــن يبتــغ غــري اإلســالم دينـاً فلــن يقبــل منــه وهــو يف اآلخــرة مــن اخلاسـرين ‪ ،‬ومــن منطلــق‬
‫عقيــدة خــتم النبــوة مبحمــد ‪ ‬وخــتم الرســاالت باإلســالم الــذي أكمــل اهلل بــه الــدين وأ بــه النعمــة ورضــيه‬
‫للبشـرية منهجـاً إع يـوم الــدين أقـف يف آخــر مباحـث هــذه الورقـة وقفــة مـع بعــم التطبيقـات االستشــفائية الــيت‬
‫ـريا مـن النـاه يظـن أن فلسـفة‬‫تتبىن فلسفة الطاقة وتسر ا للثقافة اإلسالمية وللمجتمع املسـلم بشـكل جعـل كث ً‬
‫الطاقة وتطبيقاهتا تتوافق مع اإلسالم وعقيدة التوحيد بل هي مـن دالالت اإلعجـاز العلمـي يف القـرآن والسـنة‬
‫أو يظن على أقل تقدير أهنا التعدو أن تكـون تطبيقـات رياضـية وتقنيـات حيويـة ال تتعـارض مـع ديننـا وهوابـت‬
‫عقي ــدتنا‪ ،‬الس ــيما بع ــد أن ب ــذل ممارس ــوها وامل ــدربون عليه ــا م ــن املس ــلمني جه ــداً لفهمه ــا يف ض ــوء العقي ــدة‬
‫اإلســالمية واالستشــهاد بكثــري النصــوص الشــرعية للتوفيــق بينهــا وبــني اإلســالم والتقريــب بينهمــا حبيــث اليشــعر‬
‫عوام املتدربني واملعاجلني بوحشة مما يصادفهم فيها من الفات شركية وعقائدية‬
‫وحقيقــة األمــر أن التأصــيل اإلســالمي للعلــوم وبيــان وجــوه اإلعجــاز العلمــي يف الكتــاب والســنة مــن‬
‫األمور املهمة يف هذا العصر نظراً لالنفتاف املعلوما) الكبري والتطور اهلائـل يف أجهـزة االتصـاالت حبيـث أصـبح‬
‫العــامل حقـاً قريــة واحــدة تظللــه دعـوات احلـوار واحلــب والســالم والتســامح وتســعى إلذابــة كثــري مــن الفــروق ومــن‬
‫هنــا فــإن الســباق بــني أبنــاء احلضــارات لتقــدمي ت ـراههم وإعــالء حضــارهتم علــى الصــعيد العــاملي أمــر حممــود لكــن‬
‫جيــب أن يتــواله أهلــه الــذين يعرفــون حقيقــة ديــنهم وحقيقــة الفلســفات الــيت تنطلــق منهــا ورمبــا ختــدمها كثــري مــن‬
‫العلوم الوافدة والتطبيقات احلياتية املستوردة واملفاهيم الرتبوية املختلفة إذ أن أسلمة العلوم ينبغي أن تنطلـق مـن‬
‫تطويع النافع منها ليخدم اإلسـالم واملسـلمني وال تنطلـق مـن تطويـع اإلسـالم و أعنـاق نصوصـه لتتماشـى مـع‬
‫هذه الفلسـفة أو تلـك ‪ .‬وكـذا األمـر بالنسـبة لإلعجـاز العلمـي فكـم تضـر الـدين تلـك الدراسـات السـقيمة الـيت‬
‫تعلــي مــن قيمــة نظريــة علميــة فجــة منبعهــا فلســفة شــخص أو ه ـواه ال جتاربــه ومشــاهداته فــرتو لاســف كيــف‬
‫يفـرف ـا مـن اشـتبهت عنــدهم يف ظاهرهـا بشـيء مـن حقـائق الــدين فـراف يطعمهـا باآليـات واألحاديـث ويؤكــد‬
‫أهنــا كشــف علمــي وحقيقــة أظهــرت جوانــب إعجــاز يف الكتــاب أو الســنة واحلــق أنــه بــذلك نصــر فلســفة ونشــر‬
‫ضاللة مبا أعطاها من قداسة النصوص ‪.‬‬
‫وملــا كانــت الوافــدات الفكريــة والفلســفية تشــتمل علــى فلس ــفة دينيــة ملحــدة تتخلله ــا عل ــوم رياضــية‬
‫ومنطقيــة وفيزيائيــة وفلكيــة ونفســية مفيــدة فإنــه لزامــا علــى املهتمــني والغيــورين تك ــوين جلــان متخصصــة تت ــابع‬

‫‪88‬‬
‫وتفحص وتؤسلم مـا ينفـع النـاه وتـرد مـا يضـرهم يف ديـنهم ودنيـاهم السـيما وأن هـذه الوافـدات مل تـأت علـى‬
‫شـكلها الفلسـفي ليفحصـها املختصـون ويـدرك خطرهـا الـديين الـدعاة واملربـون وإمنـا تبلـورت يف صـورة تطبيقـات‬
‫وت ــدريبات وممارس ــات تتس ــلل لعام ــة الن ــاه بش ــكل دورات للتنمي ــة البشـ ـرية أو ط ــرق للع ــالج واالستش ــفاء يف‬
‫عيــادات خاصــة أو ع ـ جمعــات الطــب البــديل مــع ادعــاء كبــري جبــدوو العــالج وفاعليتــه وخلــوه مــن اآلهــار‬
‫اجلانبيــة ممــا جعــل هلــا قبــوال واســعاً‪ ،‬ويــتم الرتكيــز بشــكل كبــري علــى األمـراض املنتشــرة بــني النــاه الــيت مل يشــتهر‬
‫جناف العالج الطيب املعروف هلا ‪ ،‬أو أن عالجها الطيب طويل املـدة ولـه آهـار جانبيـة ‪ ،‬أو ماليـة مرهقـة للمـريم‬
‫‪ ،‬منها على سبيل املثال ‪ :‬الربو ‪ ،‬والسمنة ‪ ،‬والسـرطان ‪ ،‬والسـكر‪ ،‬أمـراض الرومـاتيزم ‪ ،‬وكثـري مـن املشـكالت‬
‫واألمراض النفسية كالشعور باخلوف‪ ،‬والشعور باإلحباط والفشل ‪ ،‬والشعور بالقلق واالكتئاب وحنو ذلك‪.‬‬
‫وقد تنوعت صور العالج بالطاقة والتطبيقات املقدمـة يف اجملتمعـات املسـلمة فقـدمت أكثـر عالجـات‬
‫الطاقــة بأمسائهــا األصــلية يف الطــب الصــيين واهلنــدي(‪ )8‬مــع حمــاوالت التوفيــق والتقريــب بينهــا وبــني اإلســالم؛‬
‫فــالعالج بــالريكي أو (اللمســة العالجيــة) يقــدم علــى أنــه صــورة للرقيــة املقــرة يف اإلســالم ويبــذل الــذين يــدعون‬
‫أسلمتها جهـدهم يف إبـراز وجـوه الشـبه بينهمـا والتعميـة علـى اإلحلـاد اجللـي يف الريكـي وإخـالص الـدعاء هلل يف‬
‫الرقية ‪ .‬وكذلك األمر يف التاي شي والتشي كونغ واليوجا واملاكروبيوتيك وغريها (‪.)2‬‬
‫كما ابتكـرت أنـواع تطبيقـات طاقـة جديـدة كـالعالج بطاقـة األمسـاء احلسـىن وروج لتطبيقاهتـا املتنوعـة‬
‫يف العــالج املبــين علــى حســاب احلــروف وقيــاه مســتوو طاقــة االســم ونوعهــا بالبنــدول ومــن مث حتديــد االســم‬
‫(‪)3‬‬
‫املناسب لكل عضو وكل مرض وكل شخص‬
‫وكذلك العالج بأشعة " ال إله إال اهلل " الـذي يـتم يف جلسـة اسـرتخاء ودخـول يف حالـة وعـي مغـرية‬
‫يتخيل فيها املعاَل مجلـة الشـهادة وهلـا ومـيم أخضـر ذو طاقـة عاليـة مث حيـاول اسـتمداده وتوجيـه قوتـه ملعاجلـة‬
‫مواطن األمل وشحنها بطاقة قوة احلياة‬
‫كذلك ان و فريق من املهتمني بالطاقة ليقحموا فلسفتها يف بعم العالجات املقـرة نبويـاً أو الشـعائر‬

‫(‪ )8‬الطب الصيب ومثله اهلندي طب قدمي فيه مقومات كثري من العالج الصحيح املبين على األعشاب والتدليك وغريه وأكثره تل بالدجل‬
‫واخلرافات ‪ ،‬وممتزج بعقائد الصني وفلسفة الطاقة عندهم لذا يفسرون أكثر نتائج عالجاهتم بأهنا من أهر التشي على اجلسم األهريي والشكرات‬
‫كما يف اإلبر الصينية والريفلكسولوجي وغريه‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬ينظر ‪":‬مبادت العالج بالطاقة احليوية" لعبدالتواب حسني‪ ،‬و"مقدمة بني الطب النبوي واملاكروبيوتيك" ألسامة صديق ‪ ،‬و"العالج بالطاقة"‬
‫لدالل سعدية‪.‬‬
‫(‪ )3‬وقد اطلعت هيئة كبار العلماء يف السعودية على تفصيل هذا العالج وبينت بدعيته ودعت مبتكرها للتوبة من هذه الضاللة منشورة على‬
‫‪. www.elislam.net‬‬ ‫املوقع اإللكرتوين‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫والعبــادات الدينيــة يف اإلســالم وألبسـوا ذلــك هــوب اإلعجــاز العلمــي وهـو يف احلقيقــة تــدعيم للفلســفة امللحــدة‪،‬‬
‫ومن ذلك ‪ :‬عالج األمـراض بالطاقـة عـ السـجود الـذي يزعمـون أنـه يفـرغ اجلسـم مـن الطاقـة السـلبية املتكونـة‬
‫فيه من الشهوات ومواقف احلياة ومن وراء إشعاعات األجهزة الكهربائية احلديثة‪ ،‬حبيث تتجمع الطاقة – الـيت‬
‫(‪)8‬‬
‫يزعمون ‪-‬يف اجلبني ومنافذ التفريغ يف األعضاء السبعة اليت أمرنا بالسجود عليها‬
‫وك ــذلك إدخ ــال فلس ــفة الطاق ــة الكوني ــة واجلسـ ــم األه ــريي يف الع ــالج باحلجام ــة ب ــزعم أن فاعليتهـ ــا‬
‫الش ــفائية تتحق ــق إذا روع ــي تنفي ــذها حبس ــب مواض ــع مك ــامن الطاق ــة احليوي ــة عل ــى اجلس ــم األه ــريي وزع ــم أن‬
‫االحتجــام حيــرر اجلســم مــن أنــواع الطاقــة الســلبية وميــده بالطاقــة اإلجيابيــة ‪ ،‬لــذا ينبغــي التنبيــه علــى أن احلجامــة‬
‫املقصــودة يف الســنة هــي الــيت كانــت معروفــة يف زمــن رســول اهلل ‪ ‬والــيت ختلــص اجلســم مــن دم فاســد وحتــرك‬
‫الدورة الدموية وال عالقة هلا بفلسفة الطاقة واجلسم األهريي(‪.)2‬‬
‫وكذلك االستشفاء بطاقة الشفاء يف القرآن(‪ )3‬ويهتم لتعليم ذلك واالستفادة منه بصوت احلروف‬
‫ومراعاة مد الصوت ا ورخامته‪ ،‬الستخراج الطاقة الكامنة وقد يرددون كلمة أو أكثر ‪ ،‬أو حرف أو أكثر‬
‫أيضا ما أمسوه االستشفاء بالوجبة القرآنية املعتمد على نفس مبدأ‬
‫حبسب املرض وطاقة احلرف ومن ذلك ً‬
‫الطاقة وأسرارها استخالصاً ‪-‬كما يدعون‪ -‬من القرآن وعلوم األسرار والطاقة ‪.‬‬
‫‪Information‬‬ ‫ومؤخراً أعلن عن براءة اخرتاع جديدة للطاقة القرآنية حتت اسم "علم التنوير القرآين"‬
‫‪ ،Technology Energy Radiation Science‬وهي فكرة الخترج يف منبعها وتفاصيلها عن هذه الضالالت‬
‫‪.‬‬
‫ورمب ــا تغ ــريت األمس ــاء والش ــعارات م ــن ي ــوم لي ــوم‪ ،‬فلك ــل م ــدرب مدرس ــة ولك ــل ع ــالج ودورة تواب ــع‬
‫ومســتويات متنوعــة تنشــر مجيعهــا فلســفات وتعــاليم الــديانات الصــينية واهلنديــة والــديانات الشــرقية الــيت تــرو‬
‫الكــون منبثــق عــن قــوة كليــة علــى شــكل هنائيــات فتنــادي بضــرورة ت ـوازن القــوو الثنائيــة "الــني واليــانج" بطــرق‬
‫وممارســات متنوعــة ‪ ،‬وتنشــر االعتقــاد بــأن اإلنســان لــه ســبعة أجســاد وجهــاز طاقــة البــد مــن االهتمــام بتــدفيق‬
‫الطاقــة الكونيــة فيــه ليحصــل اإلنســان علــى الســعادة والصــحة والنضــارة والســمو الروحــي –بــزعمهم– سـواء‬
‫ذلــك مبــا هــو وافــد مــن الشــرق مــن عبــارات وأشــكال ورمــوز وت ـرانيم شــركية ومراعــاة اخل ـواص املــدعاة لاحجــار‬

‫(‪ )8‬ينظر ‪" :‬مبادت العالج بالطاقة احليوية" لعبدالتواب حسني ‪.811:‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬حتقيق صحفي بعنوان (احلجامة تعود عامليًا) جلة األسرة‪ ،‬العدد ‪ ،821‬بتاريخ ذو احلجة ‪8222‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬من املسلم به إميانيًا أن القرآن كله شفاء‪ ،‬وأن لالستشفاء به طريقة مشروعة تغين أتباع حممد ‪ ‬عن حماوالت تطويع‬
‫هذه احلقيقة الغيبية املطلقة لتوافق ظنيات الفلسفات امللحدة ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الكرميــة واألل ـوان ‪ ،‬والــروائح حســب أس ـرار الشــكرات وألواهنــا وطاقتهــا‪ ،‬أو حبســب اخل ـواص املــدعاة لاشــكال‬
‫اهلندس ــية واأله ـرام مم ــا ه ــو مب ــين عل ــى قواع ــد التنج ــيم ومب ــادت الس ــحر ‪-‬عي ــاذا ب ــاهلل‪ -‬أو مب ــا يناس ــب هقافتن ــا‬
‫اإلسالمية من مصطلحات أو تسبيحات وآيات وذكر إيهاماً للعامة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الخ ـاتمة‬

‫وبعد هذه اجلولة يف فلسفة العالج بالطاقة وتطبيقاته املتنوعة تبني أن خطر ترويج هذه الضـاللة علـى‬
‫أهنا علم أو تطبيق حيوي حيادي فكيف برتوجيها على أهنا متعلقة بالدين والقـرآن وتـدل علـى إعجـازه فالشـر‬
‫الذي جتمعه هذه الفلسفة وتدل عليه كثري متشعب لذا فشلت كل حمـاوالت اسـتخالص مـا يظـن فيـه مـن نفـع‬
‫فمصــادمة هــذا العــالج بفلســفته إمنــا هــو ألصــول العقيــدة وأصــول اإلميــان بالغيــب إذ مبناهــا علــى اعتقــاد غيــيب‬
‫مســتمد مــن غــري املصــدر الصــحيح (الــوحي)؛ لــذا أذكــر بضــرورة مراعــاة املــنهج العلمــي املتبــع لضــب املعــارف‬
‫اإلنســانية ومحايــة البش ـرية مــن اخلرافــات والضــالالت وللحفــاظ علــى احلقيقــة مشــرقة بينــة بعيــدة عــن حمــاوالت‬
‫التزييف والتشويه‪ ،‬وهو منهج شامل ملا طريقه النقل وما طريقه العقل والتجريب على السواء‪ ،‬والبد من دراسـة‬
‫خطواته وتذكري الناه به فال تقبل قضية يزعم أهنا هابتـة بالنقـل حـىت نسـتوهق مـن صـدق الناقـل وصـحة النقـل‪،‬‬
‫كما البد من التنبه للتأويالت املتعسفة والتفسريات الباطلة اليت يسعى البعم لتمريرها حتـت قداسـة النصـوص‬
‫الصــحيحة ‪ .‬كــذلك فإنــه جيــب أن ال تقبــل أي قضــية يــزعم أهنــا مــن قضــايا العلــم حــىت نســتوهق مــن أن هيــاب‬
‫العلــم ال ختفــي حتتهــا بــاطال وفلســفة؛ فقــد لبســت يــد اهل ـوو قفــاز العلــم واســتطاعت مــن وراء هــذا القفــاز أن‬
‫تصــافح كث ـرياً مــن العقــول وأن تتســلل إع كثــري مــن البيئــات واألوســاط‪ ،‬دون أن يــداخل النــاه شــك يف أمرهــا‬
‫وأصــبح بــني العلمــاء يف شــىت املعــارف اإلنســانية مــن يوجــه العلــم خلدمــة ه ـواه أو فلســفته بــل حــىت الدراســات‬
‫املوضوعية اخلالصة اليت كان يظن أهنـا أبعـد شـيء عـن عبـث العـابثني مل تسـلم مـن اختاذهـا آلـة يف يـد املغرضـني‬
‫فبعدوا ا عن النـزاهة اليت هي مستها وجعلوها آلـة لتـدعيم رأي هلـم أو فلسـفة اعتنقوهـا(‪ .)8‬قـال ابـن تيميـة عـن‬
‫مروجــي العلــوم املتعلقــة بطبــائع األشــياء وقواهــا اخلفيــة يف عصــره ‪ ":‬كــذلك كــانوا يف ملــة اإلســالم ال ينهــون عــن‬
‫الشرك ويوجبون التوحيـد بـل يسـوغون الشـرك أو يـأمرون بـه أو ال يوجبـون التوحيـد ‪ ...‬كـل شـرك يف العـامل إمنـا‬
‫حد برأي جنسهم إذ بنوه على ما يف األرواف واألجسام من القوو والطبائع وإن صناعة الطالسـم واألصـنام‬
‫هلا والتعبد هلا يور منافع ويدفع مضار فهم اآلمرون بالشرك والفاعلون له ومن مل يأمر بالشـرك مـنهم فلـم ينـه‬
‫(‪)2‬‬
‫عنه "‬

‫(‪ )8‬ينظر ‪ ":‬الروحية احلديثة" حملمد حسني ‪.86:‬و‬


‫‪Horn, The Implications of New Age Thought for the Quest for Truth, Section 7.3, 1996‬‬
‫(‪ )2‬ينظر ‪" :‬جموع فتاوو ابن تيمية" ‪32 /1‬‬

‫‪85‬‬
‫المـراجع العربية‬

‫اقتضاء الصراط املستقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم"‪ ،‬أمحد عبداحلليم ابن تيمية ‪ ،‬حتقيق‪ :‬ناصـر العقـل‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫دار عامل الكتب الرياض‪ ،‬ط‪8281 ،7:‬هـ‪8111-‬م‬
‫اإلنسان احلائر بـني العلـم واخلرافـة"‪ ،‬عبداحملسـن صـال‪ ،‬سلسـلة عـامل املعرفـة‪ ،‬مطـابع الرسـالة‪ ،‬الكويـت‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ط‪8171 ،2:‬م‪.‬‬
‫التــنفس أســلوب حليــاة جديــدة جلوديــت كرافيتــز ‪ ،‬ترمجــة نــورة الشــهيل‪ ،‬الــدار الوطنيــة اجلديــدة ‪ ،‬اخل ـ ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اململكة العربية السعودية ‪،‬ط‪2002 ،8:‬م‪.‬‬
‫خارقي ــة اإلنس ــان ‪ ،‬الباراس ــيكولوجي م ــن املنظ ــور العلم ــي‪ ،‬ص ــالف اجل ــابري‪ ،‬دار األوائ ــل ‪ ،‬س ــورية ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪2002‬م ‪.‬‬
‫الرد على املنطقيني‪:‬ابن تيمية ط‪ ،2‬ادارة ترمجان السنة ‪ ،‬الهور ‪ ،‬باكستان ‪8316 ،‬هـ ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الرس ــالة الص ــفدية يف حتقي ــق الرس ــالة وإبط ــال ق ــول الزي ــغ والض ــاللة ‪ ،‬أمح ــد اب ــن تيمي ــة ‪ ،‬حتقي ــق ‪ :‬س ــيد‬ ‫‪.6‬‬
‫احلليمي‪ ،‬وأمين الدمشقي‪ ،‬أضواء السلف ‪،‬الرياض‪ ،‬ط‪8223 ،8:‬هـ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫الروحيـ ــة احلديثـ ــة دعـ ــوة هدامـ ــة ‪ ،‬حممـ ــد حممـ ــد حسـ ــني‪ ،‬دار اإلرش ـ ــاد ‪ ،‬ب ـ ــريوت‪ ،‬ط‪8311 ،2:‬ه ـ ـ ـ‪-‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪8161‬م‪.‬‬
‫سر طاقة البندول جلريج نيلس ترمجة فاره ظاهر‪ ،‬دار اجليل ‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫علــم الطاقــات التســع ‪ ،‬ميتشــو كوشــي‪ ،‬أعــده بالعربيــة ‪:‬يوســف البــدر‪ ،‬شــركة املطبوعــات ‪ ،‬بــريوت‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2002 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ .80‬الفرقان بـني احلـق والباطـل ‪ ،‬أمحـد ابـن تيميـة‪ ،‬حتقيـق‪ :‬يوسـف غـزال ‪ ،‬دار إحيـاء العلـوم‪،‬بريوت‪ ،‬ط‪،8:‬‬
‫‪8203‬هـ‪8113 -‬م‪.‬‬
‫‪ .88‬القوة النفسية لاهرام‪ ،‬بيل شول‪ ،‬ترمجة‪ :‬أمني سالمة ‪ ،‬مكتبة األسرة ‪،‬مصر‪8117 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .82‬مبادت العالج بالطاقة احليوية عامل الروف بني الطاقة واملادة ‪،‬عبـدالتواب حسـني‪ ،‬الـدار العربيـة للعلـوم ‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪8225 ،8:‬هـ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫‪ .83‬جموع فتاوو شيخ اإلسالم أمحد بن تيمية ‪ ،‬مجع وترتيب ‪ :‬عبد الرمحن بن قاسـم النجـدي وابنـه حممـد‬
‫‪ ،‬تصوير الطبعة األوع ‪8311 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ .82‬مفت ــاف دار الس ــعادة ومنش ــور والي ــة العلـ ـم واإلرادة ‪ ، ،‬حمم ــد ب ــن أن بك ــر ب ــن ق ــيم اجلوزي ــة‪ ،‬حتقي ــق ‪:‬‬
‫حسان عبد املنان الطييب ‪ ،‬عصام فاره احلرستاين ‪ ،‬دار اجليـل ‪ ،‬بـريوت ‪ ،‬ط‪8282 ،8:‬ه ـ‪8112-‬م‬
‫‪.‬‬
‫‪ .85‬مقدم ــة ب ــني الط ــب النب ــوي واملاكروبيوتي ــك‪ ،‬أس ــامة ص ــديق‪ ،‬ال ــدار العربي ــة للعل ــوم ‪ ،‬الق ــاهرة‪ ،‬ط‪،8:‬‬
‫‪8223‬هـ‪2002-‬م‪.‬‬
‫‪ .86‬امللــل والنحــل‪ ،‬أن الفــتح حممــد بــن عبــد الكــرمي بــن أن بكــر أمحــد الشهرســتاين ‪ ،‬حتقيــق ‪ :‬عبــد األمــري‬
‫علي مهنا ‪ ،‬علي حسن فاعور ‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪8280 ، 8:‬هـ‪8110-‬م ‪.‬‬
‫‪ .87‬النبوات ‪ :‬أمحد ابن تيمية ‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبـدالعزيز الطويـان‪ ،‬أضـواء السـلف ‪ ،‬الريـاض‪ ،‬ط‪8220 ،8 :‬ه ـ‪-‬‬
‫‪2000‬م‪ .‬طبعة أخرو ‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .81‬الوجوه األربعة للطاقة ‪ ،‬رفاه ومجان السيد‪،‬دار اخليال للنشر ‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫مذكرات تدريبية منها‪:‬‬
‫‪ ‬مذكرة املستوو األول للريكي لطالل خياط ‪.‬‬
‫‪ ‬مذكرة املستوو األول للتشي كونغ حلسن البشل ‪.‬‬
‫‪ ‬مذكرة ستة أيام يف بيت السالم ملرمي نور ‪.‬‬
‫‪ ‬مذكرة دورة الطاقة البشرية إلبراهيم الفقي ‪.‬‬

‫المراجع اإلنجليزية‪:‬‬

‫‪1. Energy Medicine: An Overview, National Center for Complementary and Alternative‬‬
‫‪Medicine (NCCAM), National Institutes of Health, nccam.nih.gov, Bethesda, MD,‬‬
‫‪USA, 2005.‬‬

‫‪2. What Is CAM?, National Center for Complementary and Alternative Medicine‬‬
‫‪(NCCAM), National Institutes of Health, nccam.nih.gov, Bethesda, MD, USA, 2007.‬‬

‫‪3. Beversluis, Joel D., Sourcebook of the World's Religions: An Interfaith Guide to‬‬
‫‪Religion and Spirituality, New World Library; 3rd edition, 2000.‬‬

‫‪4. Carroll, Robert T.,The skeptic's Dictionary: A Collection of Strange Beliefs, Amusing‬‬
‫‪Deceptions & Dangerous Delusions, Wiley, NJ, USA, 2003.‬‬

‫‪5. Drury, Nevill, The New Age: The History of a Movement, Thames & Hudson,‬‬
‫‪London, UK, 2004.‬‬

‫‪87‬‬
6. Hawkins, David R., Power VS. Force, Hay House, CA, USA, 2002.

7. Horn, Irmhild Helene, The Implications of New Age Thought for the Quest for Truth:
A Historical Perspective, Unpublished Ph. D theses, University of South Africa,
1996.

8. Katra, Jane, and Targ, Russell, The Heart of the Mind: How to Experience God
Without Belief, Novato, CA, New World Library,1999.

9. McTaggart, Lynne, The Field: The Quest for the Secret Force of the Universe, Quill,
NY, USA, 2003.

81

You might also like