African Gender Equality Index 2015-FR

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫كلمة السيد رئيس مجلس النواب‬

‫األستاذ لحبيب المالكي‬


‫خالل اليوم الدراسي المنظم من طرف اللجنة الموضوعاتية‬
‫للمساواة والمناصفة‬
‫حول موضوع ‪ :‬ميزانية النوع االجتماعي‪.‬‬

‫السيد الوزير المحترم؛‬


‫السيدة الوزيرة المحترمة؛‬
‫السيدة ممثلة منظمة األمم المتحدة للمرأة؛‬
‫السيدة رئيسة اللجنة الموضوعاتية للمساواة والمناصفة؛‬
‫السيدات النائبات والسادة النواب المحترمين؛‬
‫الحضور الكريم؛‬

‫سعيد جدا أن أفتتح هذا اليوم الدراسي المنظم من طرف اللجنة‬


‫الموضوعاتية للمساواة والمناصفة بمجلس النواب‪ ،‬والمتمحور حول‬
‫موضوع هام يرتبط بأهم آليات تفعيل مبدأ النوع االجتماعي‪ ،‬موضوع‬
‫يهدف إلى مناقشة السبل الكفيلة بتفعيل القواعد القانونية المرتبطة بجندرة‬
‫الميزانية وإضفاء طابع النوع االجتماعي في تدبير المالية العمومية‪.‬‬

‫إن مفهوم النوع االجتماعي لم يعد مجرد مقاربة سياسية تهدف إلى‬
‫تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق السياسية؛ بل أصبح في‬
‫دستور ‪ 1122‬مبدأ دستوريا يتوخى توسيع نطاق المساواة‪ ،‬ليشمل كافة‬
‫الحريات والحقوق المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫والبيئية‪.‬‬

‫على هذا األساس‪ ،‬يشكل دستور ‪ 1122‬تحوال متقدما‪ ،‬مقارنة مع‬


‫الدساتير األخرى‪ ،‬حيث نص الفصل ‪ 21‬منه على التزام الدولة بالسعي نحو‬
‫تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجل والمرأة‪ ،‬وبإحداثها‪ ،‬تحقيقا لهذه الغاية‪،‬‬
‫هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز‪ ،‬هيئة حدد القانون الصادر‬
‫أواخر السنة الماضية مهامها وكيفيات تشكيلها وسير أشغالها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفي الحقيقة‪ ،‬فإن هذا التحول في مفهوم النوع االجتماعي والرقي به‬
‫إلى مصاف المبادئ الدستورية لم يكن في المغرب مجرد وليد ظرفية زمنية‬
‫محددة‪ ،‬بل جاء كنتيجة لمجموعة من التراكمات المتعددة التي حققتها بالدنا‬
‫منذ الحركة الوطنية في عهد الحماية التي كانت تطالب بحق المرأة في‬
‫التعليم‪ ،‬لتتطور في بداية الثمانينات وتنحو بالمغرب نحو مقاربة النوع‬
‫االجتماعي من خالل المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة وإصالح مدونة‬
‫األحوال الشخصية‪ ،‬ولتتوج آنذاك بمبادرة المغرب الخاصة بالمصادقة على‬
‫توصيات المؤتمر العالمي الرابع للمرأة المنعقد ببكين سنة ‪.2111‬‬

‫ومنذ ذلك التاريخ‪ ،‬تمت مواصلة المجهودات الستعمال كافة اآلليات‬


‫واألدوات الكفيلة بتمكين المرأة من حقها في المساهة في جهود التنمية‬
‫واالستفادة من ثمارها؛ بما فيها آلية الميزانية العامة المستجيبة لمفهوم النوع‬
‫االجتماعي‪ ،‬باعتبارها أهم الضمانات األساسية لتقريب المسافات بين‬
‫السياسات العمومية وبرامج إنجازها‪ ،‬وكذا باعتبارها من أهم األدوات‬
‫المساعدة لقياس مدى احترام الحكومة لاللتزامات الدستورية والقانونية‬
‫الملقاة على عاتقها‪ ،‬ومراقبة مدى تعميمها الستفادة مختلف الشرائح‬
‫االجتماعية من الموارد العامة ‪ ،‬استفادة قوامها تحقيق المساواة وتقليص‬
‫الفوارق بين الجنسين‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التذكير أن المغرب وضع أول ميزانية‬


‫للنوع سنة ‪ ،1111‬بحيث مكنت عملية تطبيق هذه الميزانية من تقوية آليات‬
‫تتبع وتقييم السياسات العمومية على ضوء االلتزامات التي تم التعهد بها‬
‫لتعزيز المساواة بين الجنسين‪.‬‬

‫وتطبيقا لبعد النوع في الميزانية العامة‪ ،‬نصت المادة ‪ 91‬من القانون‬


‫التنظيمي لقانون المالية على ضرورة أن يؤخذ بعين االعتبار معيار النوع‬
‫في تحديد األهداف والمؤشرات التي تقترن بالبرامج الوزارية والمحددة‬
‫وفق غايات المنفعة العامة‪ ،‬وكذا في تحديد مؤشرات قياس نتائجها التي‬
‫تخضع للتقييم قصد التحقق من شروط الفعالية والجودة؛ كما نص على‬

‫‪2‬‬
‫ضرورة تضمين هذه األهداف والمؤشرات في مشروع نجاعة األداء المعد‬
‫من طرف القطاع الوزاري وتقديمه للجنة البرلمانية المعنية‪.‬‬

‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬نصت المادة ‪ 84‬من نفس القانون التنظيمي على‬
‫ضرورة إرفاق مشروع قانون المالية السنوي بتقرير حول الميزانية القائمة‬
‫على النتائج من منظور النوع‪.‬‬

‫وتعتبر هذه األحكام القانونية الواردة بالمادتين ‪ 91‬و ‪ 84‬من القانون‬


‫التنظيمي لقانون المالية والمرتبطة بالنوع االجتماعي‪ ،‬آلية جديدة في‬
‫منظومة المالية العمومية‪ ،‬ليس فقط من زاوية تدبيرها‪ ،‬وإنما أيضا من‬
‫زاوية ممارسة الرقابة البرلمانية عليها بصفة خاصة‪ ،‬وكذا من زاوية تقييم‬
‫السياسات العمومية المرتبطة بتنزيل االلتزامات الحكومية في شقها الذي‬
‫يهم النوع االجتماعي‪.‬‬

‫ولهذه االعتبارات‪ ،‬فإن مجلس النواب‪ ،‬مكوناته‪ ،‬أصبح واعيا‬


‫بالتحول الجديد في آليات الرقابة على قوانين المالية السنوية‪ ،‬انطالقا من‬
‫هذه المقتضيات الواردة بالدستور والقانون التنظيمي لقانون المالية‪ ،‬من‬
‫خالل ضرورة استثمار ليس فقط تقرير الميزانية القائمة على النتائج من‬
‫منظور النوع‪ ،‬وإنما أيضا كافة الوثائق المرفقة به وتقارير مؤسسات‬
‫الحكامة؛ بغية التأكد من مدى تنفيذ الحكومة لتعهداتها الدستورية والقانونية‬
‫المرتبطة بمبدأ المساواة بين الجنسين‪ ،‬وكذا من مراقبة مدى عملها على‬
‫تعميم االستفادة المتساوية بينهما‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ينبغي التأكيد أن مساهمة مجلس النواب في تكريس‬


‫ميزانية النوع االجتماعي‪ ،‬تترجمها مقتضيات النظام الداخلي الجديد‬
‫للمجلس‪ ،‬الذي خصص الباب السابع للمساواة والمناصفة والذي وضع عدة‬
‫قواعد ترتبط بتكريس مبدأ النوع االجتماعي‪ ،‬وتفعيل آليات الرقابة عليه من‬
‫خالل التنصيص صراحة على ضرورة إدراج قضايا المساواة والمناصفة‬
‫ومناهضة كل أشكال التمييز ضمن قضايا تقييم السياسات العمومية؛ األمر‬
‫الذي يشكل وسيلة مهمة من أجل استثمار النائبات والنواب لتقرير الميزانية‬

‫‪3‬‬
‫القائمة على النتائج من منظور النوع في ممارسة خاصة الرقابة البرلمانية‬
‫على تعهدات الحكومة في البرامج والمشاريع القطاعية في شقها المرتبط‬
‫بالنوع االجتماعي‪.‬‬

‫السيد الوزير المحترم؛‬


‫السيدة الوزيرة المحترمة؛‬
‫السيدة ممثلة منظمة األمم المتحدة للمرأة‪،‬‬
‫السيدات النائبات والسادة النواب المحترمين؛‬

‫إن تكريس مبدأ النوع االجتماعي ومكافحة كل أشكال التمييز بين‬


‫الجنسين‪ ،‬ال يعتبر فقط مجرد موقف مفردة غير مترجمة على أرض‬
‫الواقع؛ بل هي قناعة راسخة ومتواصلة هدفها إدماج المرأة في التنمية‬
‫وتمكينها‪ ،‬بالمساواة مع الرجل‪ ،‬بكافة الوسائل التي تسمح لها بذلك؛‬
‫ونستشهد بالقرار الملكي الذي فتح في وجه النساء ممارسة مهنة العدول بعد‬
‫أن كانت حكرا على الرجال؛ وهو األمر الذي يجعل بلدنا رائدا متميزا في‬
‫تكريس مبدأ النوع االجتماعي في جميع تجلياته‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وينبغي في الختام‪ ،‬التأكيد أن إنجاح جندرة الميزانية أو ما‬


‫يسمى بميزانية النوع االجتماعي‪ ،‬يتطلب تظافر مختلف جهود مؤسسات‬
‫الدولة من حكومة وبرلمان‪ ،‬وهيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز‪،‬‬
‫وباقي مؤسسات الحكامة‪ ،‬كل من موقعه وحسب مجاالت تدخله‪ ،‬اعتبارا‬
‫لكون األمر يتطلب مالمسة مساواة واقعية بين الرجل والمرأة في االستفادة‬
‫من كافة الحقوق الدستورية والحقوق المنصوص عليها في المعاهدات‬
‫واالتفاقيات المصادق عليها من طرف المملكة المغربية‪.‬‬
‫وإذ نرحب بكافة الحضور الكريم‪ ،‬ونحن على يقين أن هذه اليوم‬
‫الدراسي المخصص لمناقشة اإلشكاليات المرتبطة بميزانية النوع‬
‫االجتماعي‪ ،‬سيساهم في إغناء وتعزيز مختلف المجهودات التشريعية‬
‫والرقابية الرامية إلى النهوض بأوضاع المرأة‪ ،‬وتكريس مساواتها مع‬
‫الرجل فيما يخص المساهمة المشتركة في جهود التنمية ومحاربة الفوارق‬

‫‪4‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬واالستفادة من نتائجها؛ مساواة قوامها تكافؤ الفرص في‬
‫االستفادة من الحقوق السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئة‪،‬‬
‫خاصة في المجاالت التي لم يتم تناولها بعض بالتنظيم أو تلك التي ستظهر‬
‫بفعل المتغيرات التي سيشهدها مجتمعنا‪.‬‬

‫والسالم‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like