Professional Documents
Culture Documents
مفهوم التوحيد في القرآن الكريم - عمرو بسيوني
مفهوم التوحيد في القرآن الكريم - عمرو بسيوني
مفهوم التوحيد في القرآن الكريم - عمرو بسيوني
أ /عمرو بسيوني الكريم مفهوم التوحيد في القرآن
الموضوع الذي نتناول الحديث حوله في هذه المحاضرة ,هو قضية التوحيد في المنظور القرآني واإلسالمي عموماً
وأثر هذا التوحيد على المنظومات الفكرية واألخالقية المختلفة ,وقد قسمتها على ثالثة مجاالت:
/١األساس الوجودي للتوحيد
/٢األساس األخالقي للتوحيد
/٣األساس القانوني أو السياسي للتوحيد
التوحيد كما هو معلوم في الدراسات المحضة دائماً ما يعنى بالبحث في مسائل الثبوت واإلثبات المتعلقة بالتوحيد
كما يذكرون أن التوحيد هو مصدر الفعل وحّد يوحد أي جعل الشيء واحداً ,ومن ثن تتعدد المدارس الكالمية
والفلسفية في دراسة كنه هذا التوحيد وصفاته وآثاره ,لكن التوحيد الذي نلقي مزيداً من الضوء عليه في هذه
المحاضرة ليس هذا النوع من التوحيد الذي له أهميته
التوحيد القرآني الذي نركز عليه في هذه المحاضرة هو التوحيد الذي عناه الله عز وجل في مثل قوله تعالى ) :ولقد
بعثنا في كل أمة رسوال ( وهو أعم وأخص من توحيد األلوهية ,فمن الصحيح أن توحيد األلوهية هو توحيد الله بأفعال
المكلف وتوحيد القصد واإلرادة ,فهو من هذه الجهة مقصود لنا ,يعني أننا ال نعني في هذه المحاضرة الذي هو
الثبوتي الذي يخضع للدرس الكالمي فيما يتعلق بالمباحث الربوبية
فنحن من جهة نقترب من هذا التوحيد الذي فيه نوع من التفاعل مع هذا المفهوم ,ولكن من جهة أخرى فنحن لن
نعنى بدراسة مباحث العبادة بالمعنى الخاص .فالمقصود هو دراسة أثر هذا التوحيد وهو التفاعل بين التوحيد وبين
مجاالت الحياة المختلفة.
قال الله عز وجل ) :وقال الله ال تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون ( فقال ) ال تتخذوا ( واالتخاذ
هو من أفعال التصيير والجعل .ثم قال ) :إنما هو إله واحد ( وهذا في قوة التعليل .وإنما مقصود في الحصر
والقصر ,ألن الذي في نفس األمر إله واحد ,ثم ربط ذلك باالنفعال الذي هو الرهبة ) فإياي فارهبون ( إذن المقصود
األساسي من التوحيد في القرآن هو االنفعال بذلك التوحيد بحيث يخلص المسلم وجهته لإلله الواحد فيكون مرجعه
القيمي واألخالقي والسياسي واحداً .هذا هو األساس التوحيدي.
فتفعيل التوحيد في جميع مجاالت الحياة هو التوحيد القرآني بغرض الوصول إلى الدار اآلخرة.
آية أخرى تؤطر معنى مفهوم التوحيد القرآني ) :لو كان فيهما آلهة إال الله لفسدتا ( هذه اآلية تنصف المنظور الذي
نحن نتوخى النظر منه وإليه ,ألنه من المعروف أن الفالسفة المتكلمين يبحثون في هذه اآلية عن الدليل الكالمي
الذي يسمونه "دليل التمانع" .1وهو أنه يستحيل أن يكون فعل واحد تامٌ من فاعلين اثنين تامين .فالفاعل يكون واحداً.
لكن المحققين من أهل العلم منهم شيخ اإلسالم ابن تيمية وغيره ذكروا أن هذا وإن كان صحيحاً ,لكنه ليس هو
المقصود من هذه اآلية ,أو على األقل ليس هو مقصود المتكلم ,ألنه وفق سياق دليلهم ,كان ينبغي أن يقول ) :لما
وجد الوجود ( مثالً بدالً من قوله ) لفسدتا ( أي لفسدت السموات واألرض ,ولم يقل لما وُجدتا ,ولكنه قال لفسدتا
والفساد يكون بعد الوجود 2وعلى هذا فالذي تبحث فيه اآلية هو أنه إذا تعدد المعبود ) اإلله ( لفسد نظام الكون
ومنه النظام التكويني ,والتشريعي الذي هو األخالقي وما تحته من فروه تشمل جميع أفعال المكلفين الخاصة والعامة
أو االجتماعية.
1
ﻣﻌﻧﻰ ھذا اﻟدﻟﯾل أﻧﮫ ﯾﻣﺗﻧﻊ أن ﯾﻛون ﻣﻊ ﷲ إﻟﮫ آﺧر ،ﻟﺣﺻول اﻟﻧزاع ﺑﯾن اﻹﻟﮭﯾن ،ھذا ﻗد ﯾرﯾد أﻣرا ً واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾرﯾد ﺧﻼﻓﮫ،
ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﺣﺻل ﻣﻘﺻود اﻻﺛﻧﯾن وھذا ﻻ ﯾﻣﻛن وﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋﻘﻼً ،وإﻣﺎ أن ﯾﺣﺻل ﻣراد أﺣدھﻣﺎ ،ﻓﯾﻛون اﻟذي ﺣﺻل ﻣراده ھو
اﻟرب واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠرﺑوﺑﯾﺔ )إﺿﺎﻓﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﻣﻧﻲ(
2ﻛﺗﺎب د .ﺳﻌود اﻟﻌرﯾﻔﻲ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺻول اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻣﻔﯾد وﻧﺎﻓ ٌﻊ ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب ،ﻓﯾرﺟﻰ ﻣراﺟﻌﺗﮫ ﻟﻣزﯾد ﻣن
اﻟﺗوﺿﯾﺢ
أ /عمرو بسيوني الكريم مفهوم التوحيد في القرآن
وجودي تتعلق فيه المعرفة ,و وسائل المعرفة لهذا الثابت قد تدخلها النسبية ,فمنها ما هو قطعي ومنها ما هو نسبي,
لكن نفس الموضوع الذي تتعلق به المعارف يكون موجوداً في نفس األمر باستثناء السفسطائيين.
كانط رائد المدرسة النقدية 3نقد األدلة األساسية على الوجود اإللهي ,وقال إنها أدلة ناقصة غير تامة ال تتحقق
وجود هدا الموجود ,والفكرة األساسية التي يقدمها كانط :أن الفكر ال يعطي الوجود ,هذا عصب فلسفة كانط,
فمجرد أنك تثبت بالطريقة النظرية وجود شيء ال يكفي ,ولكي يدلل على ذلك قدم في هذه األطروحة ما يسمى
بالنقائض األربعة
يقول أنه نقد األدلة الالهوتية الفلسفية على الوجود اإللهي كي أحمي اإليمان ,ألنه إذا دللنا على الوجود اإللهي بهذه
األدلة فنحن نعرض إيماننا للخطر ونحن محتاجين لإليمان ,فاإلله الذي يثبته كانط هو ) منظم معرفي( يعني من
دونه ال يمكن الوصول إلى المعرفة ,ألنه كانط لما طرح نظريته في المعرفة وقال أن هناك فرقاً بين العلم بالشيء
في نفس ذاته قال هذا غير ممكن ,فاإلنسان ال يمكن أن يعرف الشيء في حد ذاته لكنه يعرف األشياء في حدود
الظاهرة الممكنة ,فمن ثم احتار الباحثين في تصنيفه ,هل هو تجريبي? ألنه يقول وسيلة المعرفة الوحيدة هي
الحدوث ,أم هو مثالي? ألنه يقول بالمعرفة القبلية .هو في الوسط بين االتجاه المثالي والتجريبي وهو ال يعرف أي
شيء قبل أن يتعامل معه بالحس ,كانط رغم هذا التأطير يبقى عنده مكون ريبي ومن ينسب كانط بأن فيه نزعة
سفسطائية فهو محق ,فهو منع إمكان معرفة الشيء في حد ذاته ,ومنع أيضاً البرهنة على إثبات وجود الشيء في حد
ذاته فهو يقول أن الفكر ال يعطي الوجود ,فالمرء –بالنسبة لكانط -يمكنه البرهنة على الشيء ونقيضه ..هنا لجأ
كانط لمفهوم اإلله ,ألنه هو المنظم المعرفي الذي يمكن أن نرجع إليه الحواس المتعالية عند اإلنسان بمثابة أن الرقم
واحد هو الذي يدخل في جميع األرقام ,فإذا لم يوجد هذا المنظم المعرفي ,هذه النقطة التي ننطق منها ..ال نستطيع
أن ننطلق في المعرفة .فوصول كانط إلى المفهوم اإللهي هو براجماتي عملي ال براجماتي نفعي.
فالوجود اإللهي ضروري كمنظم للمعرفة.
الحس أيضلً نسبي ويخدع ,والحس المركب الموجود في التجربة معرض للثغرة الشهيرة " االستقراء " فنحن نرى ال
نرى أن كل نار تحرق كل خشبة ,وساء كان النظر عقلياً أو حسياً ففي النهاية هناك ثغرة ال يمكن تحقيق المعرفة
كإمكانية إال بوجود هذا الوجود المتعالي الذي تستند إليه هذه الحقائق والموجودات .هذا من حيث إمكانية المعرفة,
لكن ماذا عن حجيتها? بمعنى كيف نعرف أن المعارف هذه صحيحة? فال يمكن أن نقول أننا عرفناها بالعقل ,ألن
إسناد الشيء إلى نفسه دور ,والدور ممتنع ,4وليتحقق الشيء ينبغي أن يسند إلى شيء غيره ,حتى ينقطع ذلك في
الموجود الذي لم يوجده شيء .العلة التي ليست معلولة الواجب الذي ليس بممكن,
هذا الموجود المستغني التام الذي قلنا أنه موجود في نفس األمر ومنه كل الموجودات هذا الذي يقطع هذه السلسلة
ويصحح هذه الحجية للمعارف.
ديكارت صاحب االتجاه العقلي في نظرية المعرفة ,لماذا ال يخدعنا العقل? الضمانة في ذلك هي الله ,فباللسان
المعارف نقول أن الله هو المصحح للمعارف وهو المصحح لحجية العقل ,هذا من جهة البحث الديني ومن جهة
فليس للفالسفة أي معنى يمكن تصحيح المعارف من خالله ) ,الله ال يخدعنا ( هذا ما قاله رينيه ديكارت ,فهذا مبرر
أخالقي للعقل .فالله هو الذي خلق لنا هذه الحواس وخلقه غائي وهو دلنا على استعمال هذه الحواس.
الذي يصحح المعرفة وهو أيضاً الذي يصحح الجمال " ,إن الله جميل يحب الجمال" فالجمال صفة ذاتية لله عز وجل
ألنها من الكمال ,بل هي من أعلى ما يكون في الكمال اإللهي ,هذا النص نستفيد منه أن الجمال أمر ثابت موجود في
نفسه ,فالجمال ليس نسبياً ..فهو موجود والنسبية هي في إدراك ذلك الجمال .فمدارك الناس هي التي تتعدد ويتعدد
إدراك الناس للجمال .هناك جمال ذاتيا متحققا بمعزل عن اإلدراك ,وذلك يعني أنه جميل في نفسه من جهة أنه
يستحق تلك المحبة ألنه جميل في نفسه ,وهذا الجمال ثابت في نفسه من جهة ومستمد من جهة مناسبته للجمال
اإللهي .فالجميل جميلٌ في نفسه ألنه مناسب للجمال اإللهي ,فكل حسن أو جميل هو مستمد من الجمال اإللهي.
فالجمال من الله إيجاداً وإمداداً .فالخلل في الوسائل واإلدراك والمحل القابل.
vتنبيه :كل هذه الطرق التي يتوصل بها إلى الوجود اإللهي ,نحن ال نعتمد عليها ,ولكن نستأنس بها.
3
ﯾﻔﺿل اﻟرﺟوع ﻷھم ﻣدارس اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،وﺳﺄرﻓق رﺳم ﺷﺟري ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠف
4اﻷﺳﺗﺎذ ﻗﺎل أﻧﮫ دور ،وأﻧﺎ أظﻧﮫ أﺧطﺄ ،ﻓﺎﻟذي ﯾﺗﺣدث ﻋﻧﮫ ھو اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ وﻟﯾس اﻟدور ،ﻓﺎﻟدور ﻧوﻋﺎن ﻗﺑﻠﻲ واﻗﺗراﻧﻲ
واﻟﻘﺑﻠﻲ ھو اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ،وھو ﺗوﻗف وﺟود اﻟﺷﻲء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﮫ .واﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ھو اﺳﺗﻣرار ﻟﺳﻠﺳﺔ أﻣور إﻟﻰ ﻣﺎﻻ
ﻧﮭﺎﯾﺔ ،ﻓﻣﺛﻼً إذا أراد اﻟطﻔل أﻛل اﻟﺣﻠوى ﻟﻛﻧﮫ ﯾﻧﺗظر إذن أﻣﮫ وأﻣﮫ ﺗﻧﺗظر إذن أﺑﺎه وأﺑﺎه ﯾﻧﺗظر ﺗوﻓﯾرھﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﺑﺎﺋﻊ
ﯾﻧﺗظرھﺎ ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ واﻟﺷرﻛﺔ ....ﻓﺈذا اﺳﺗﻣرت ھذه اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻓﺈن اﻟطﻔل ﻟن ﯾﺄﻛل اﻟﺣﻠوى ،ﻓﻼ ﺑد أن ﺗﻧﻘطﻊ اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ
ﻟﻛﻲ ﯾﻘﻊ اﻟﻔﻌل ،وأظن أن ھذا ﻣﺎ ﯾﻘﺻده اﻷﺳﺗﺎذ
أ /عمرو بسيوني الكريم مفهوم التوحيد في القرآن
لفت األستاذ النظر إلي قضية النسبية وعدم إسناد الموضوعات والحقائق والتصرفات ...إلخ إلى وجود متعالٍ غير
محدود وإسنادها إلى اإلنسان "النسبي" فهذا يعني التخلص من الوجود اإللهي.
وإذا قاربنا بين فلسفتين :الحداثة ,وما بعد الحداثة ..فلسفة ما بعد الحداثة قائ٬ة على الحق في اإلختالف التي
هي النسبية في كل شيء كما قال نيتشه " :إللحاد خطأ واإليمان خطأ" فال وجود لموقف جازم ,وهي تتحدث عن
تفكك السرديات الكبرى ,وهي رؤية كونية تقدم محتوى تاريخي وإجابات عن األسئلة الوجودية.
والحداثة التي بدأت مع كانط ,والتي نتجت عن التنوير وتأليه العقل ..فهناك مراحل تاريخية :السحر والدين والعقل..
وماكس فيبر تكلم عن مفهوم وهي ما عبر عنه بنزع السحر عن العالم .فالحداثة هي تجديد وتحديث القديم .وهي
أثرت على نظرية المعرفية ,والسياسة "الليبرالية والعلمانية" وأثرت على االقتصاد " الرأسمالي ,الشيوعي ,االشتراكي"
فالحداثة تقدم سردية غير السردية الدينية .فكما أن ما بعد الحداثة ردت على السردية الدينية ردت على السردية
الحداثية ,فأول ارهاصات ما بعد الحداثة نيتشه ,فقدم نقده على الحداثة.
الحداثة وما بعد الحداثة ,كالهما باطلة ..لكن الحداثة أقرب إلى الحق لما بعد الحداثة ألنك إذا تعاملت مع منظومة
تنطلق من مرجع ما; أمكن البحث معاها ..لكن ما بعد الحداثة تفتقر للمرجعية.
كثيراً من اإلسالميين يستفيدون ألدبيات ما بعد الحداثة في نقد الدولة ,الديمقراطية والمفاهيم األخالقية ,وال مانع
من ذلك ,لكن هذا جر كثيرين إلى التأثر بنفس المنظومة لما بعد الحداثة وإطالق هذه المباني السفسطية النسبية
والتزامها في مجاالت ال يمكن للمؤمن االلتزام به .فعندما تستعمل آلة نقدية بمعزل عن سياقها الثقافي والتاريخي
فال بد أن تلقى التناقض ,فال بد من الحذر والوعي
فإذا جئنا للوحي ,ففيه جهات ثالث ,األولى :من حيث العموم ,فاإلنسان وصفه الله بأنه ظلوم جهول جزوع هلوع وأنه
في خسر ,وهو موصوف بذلك ألنه ليس كامالً وهو مفتقر إلى غيره ..ومن ثم فالالأخالقية متأصلة فيه ألنه ناقص..
فالنفس البشرية أمارة بالسوء ألنها ناقصة ,فال هي كاملة فال تطلب شيئاً وال هي مستغنية فتكتفي بنفسها في تحقيق
مرادها فيقع منها الظلم على نفسها وعلى غيرها لتكمل النقص ولتستغني من االفتقار.
الثانية :أن اإلنسان من حيث هو هو مستعد لقبول الحق وليس عنده مانع أصلي لقبوله .فال يكون بذلك شريراً بطبعه.
الثالثة:
الجهة الثالثة :أن اإلنسان إذا اهتدى لإليمان فيكون اتصل بالمدد الذي فيه كل خير ومنه كل خير وبه يكون اإلنسان
خيراً ,فالتوحيد هو األصل الثابت الذي يرجع إليه كل شيء.
فاإلنسان بقطع مدد اإلله فهو ظلوم جهول ,وإذا نظرنا من جهة قبوله الحق فليس عنده مانع من قبوله فال يكون
بذلك شريراً بطبعه ,وإذا اتصل هذا اإلنسان بالمدد اإللهي والوجود اإللهي يكون قد بلغ أعلى الدرجات
ما هو مصدر اإللزام األخالقي? فاألخالق ال توجد إال مع حرية االختيار ) (free willفالمجبر ال أثر لتصرفاته,
مصدر اإللزام األخالقي في المنظومة التوحيدية هو الله عز وجل .ومصدر اإللزام األخالقي خارج المنظومة
التوحيدية :المصلحة ,العقل االجتماعي ,اإلرادة العامة ) .(general will
المادي هوبز يرى إنه مصدر اإللزام األخالقي الكتاب المقدس ,جان جاك روسو يرى أن مصدر اإللزام األخالقي:
الدين المدني ,بمعنى أن المجتمع ال بد أن يكون له ديناً يدين به ,ولذلك يعارض وجود الملحدين و الشواذ ألنه يخالف
دين المجتمع المدني.
هذا االختالف في المرجعية األخالقية هو الذي حدى ببعض الملحدين إلى القول باألخالق االستقاللية
) .(autonomy ethicsوهذه خرافة ,فال يمكن أن ترجع األخالق إلى شيء غير متعالٍ ,وهذه مما يكتب فيها
الملحدون كتباً ,مشكلة هذه األخالق - :أن هذا الموضوع سيبقى نسبياً يكفي أن تقول أنه عام لكل أحد ,فال وجود
لمرجع متعالي – .اإللزام ,إذا أثبتنا موضوعات مستقلة ذاتية للخير ..كيف ستضمن إلزاميتها للناس? بالقانون,
بالسلطة ...لكن هذا اإللزام سيبقى محدوداً فإذا استطاع اإلنسان أن يتفلت من سلطة القانون فال نضمن أنه أخالقي
بخالف اإلنسان الذي يرجع للكتاب المقدس ,أو الله أو إلى أي معنى هو يعتقد أنه متعالٍ وثابت في نفسه.
أ /عمرو بسيوني الكريم مفهوم التوحيد في القرآن
لذلك من أقدم من طرح هذه القضية )إلزامية األخالق( أفالطون ,ففي كتابه الجمهورية ,طرح معضلة الخاتم السحري
الذي يجعل اإلنسان مخفي عن األنظار ,وبإمكانه ما يشاء ,فهو يسأل :لماذا أنا ملزم بفعل الخير?
فال يمكن أن تفرض أخالقاً عامة وملزمة بدون الدين.5
كانط )صاحب الواجب األخالقي( بعد ما بحث في موضوع األخالق ,وصل إلى أنه ال يمكن أن يكون اإلنسان أخالقياً
دون :حرية اإلرادة ,والخلود واالعتقاد في الله.
وهذا نفسه المعنى الذي ذكره ديستوفسكي :لو لم يكن الله موجوداً لكان كل شيء مباحاً .وفي مقولة أخرى لفولتير:
" لو لم يكن الله موجوداً لوجب اختراعه" ليستقيم النظام األخالقي ,وهذا يقال فيه نفس الكالم الذي ذكرناه في
براجماتية بعض األدلة على الوجود اإللهي ,فهؤالء الفالسفة يرون أن اإليمان باإلله هو لب األخالقية وهو العامل
الحاسم في األخالق.
الحداثة ألنها تدعو لنزع السحر عن العالم ,وأرجعت ذلك لالهوت العقل وهو نسبي ومصلحي وليس ملزماً ..واألكثر
من ذلك أن هذا رجع على نفس المضمون الحداثي بالشك والقلب " ،نيتشه " نبي ما بعد الحداثة فبدأ يوجه النقد
لكل قيم الحداثة وعنده كتاب اسمه جينالوجيا األخالق حلل فيه األخالق ,من قال لكم أن الفضيلة شيء طيب ..من
قال لكم إنكم إذا شاهدتم فقيراً فأعطوه من مالكم ,أو مقعداً فساعدوه ..ممكن تقتله ألنه ال فائدة له في هذه
الحياة.
لهذا إذا لم نرجع الفضيلة إلى الله ال يمكن إرجاعها إلى شيء آخر ,ألن العقل يدل أن القوة هي الفضيلة ..قوة في
كل المستويات وإن الحضارة المجيدة الحقيقة هي الحضارة الرومانية التي فيها مفهوم البطولة ,لكن جاء المسيح
وأخبرنا بأن ال نتخذ ثوبين وبأن من صفعك على خدك األيمن ,6 ...ولهذا كتب كتابه " :ضد المسيح" وقال أن هذه
األخالق روجها الضعفاء ليخدعونا ولنتنازل عن القيم اإلنسانية التي تتمثل في القوة.
إلى أن وصل نيتشه لفكرة "موت اإلله" التي طرحها في كتاب هكذا تحدث زرادشت والتي تقص لنا حادثة الرجل
المجنون الذي دخل مقهى قائالً " :لقد مات الله ,ونحن الذين قتلناه".
قضية موت اإلله في الفلسفة الحديثة ال يقصد بها موت اإلله الحقيقي بمعنى اإللحاد ,ومعنى موت اإلله عند نيتشه
هي مسألة اضطرب فيها الباحثون اضطراباً طويالً ,وبعضهم يرى أن نيتشه مؤمن ايماناً عظيماً ومعنى موت اإلله
عنده غياب وجود الله في عالم الحداثة ,وبعضهم يرى أنه فكك المنظومة الحداثية العقل واألخالق فبالتالي ال وجود
لهذا اإلله ال أخالقياً وال فلسفياً.
لذلك المنظومة الحداثية غير أخالقية ,لكن هذا ال يعني أنها تفضي إلى الرذيلة بالضرورة ,وإنما خلوها من الضمانات
األخالقية الكافية لتحقيق الفضيلة .بمعنى; كثير من الباحثين يرجع حصول االقتتاالت العظيمة أنها أخالقاً للحداثة,
مثالً كتاب الحداثة والهولوكوست يقرر أن الحداثة تستلزم الهولوكوست .لكن الذي نقوله أن الحداثة ال تمنع بالقدر
الكافي من الهولوكوست ,ألنه قد تكون المصلحة العامة هي اإلبادة الجماعية والتطهير العرقي.
هل الوجود أخالقي? ما تفسير وجود الشر? ونقصد به الشر الكوني ,ال األخالقي الناتج من اإلنسان ,بل نقصد الشر
الكوني من زالزل وفيضانات ...إلخ
لإلجابة على هذا السؤال يكون من المنظور الالهوتي للشر:
/١الشر الموجود في الطبيعة ليس شراً محضاً ,والوجود بطبيعته خيّـر ,فنحن نرى أنها أصالً من حيث خلقتها
مسخرة لنا ,وهذا مشاهد .و وجود الزالزل والفيضانات مخالفٌ لألصل وإال لما كانت الحياة ممكنة.
/٢وجود دار اآلخرة والحياة ليست دار القرار ,ومن ثم فإن ما يوجد فيها من شرور جزئية أوالً تترتب عليها مصالح
أخرى سواء للذين أصيبوا أو لنفس النظام أو لحصول العبر ,وهؤالء الذين تضرروا سيثبهم الله.
/٣أخالقية الوجود اإللهي ,فإذا أثبتنا ذلك فإن الله ال يضر الخلق لمحض اإليالم ,وهو ما نسميه باالبتالء.7
5وﻓﻲ ذﻟك ﯾﻘول ﻋﻠﻲ ﻋزت ﺑﯾﺟوﻓﯾﺗش " :ﯾوﺟد ﻣﻠﺣدون ﻋﻠﻰ أﺧﻼق ،ﻟﻛن ﻻ ﯾوﺟد إﻟﺣﺎد أﺧﻼﻗﻲ"
6ﻓﻲ اﻧﺟﯾل ﻟوﻗﺎ " :ﻣن ﺿرﺑك ﻋﻠﻰ ﺧدك ﻓﺎﻋرض ﻟﮫ اﻵﺧر أﯾﺿﺎ ً وﻣن أﺧذ رداﺋك ﻓﻼ ﺗﻣﻧﻌﮫ ﺛوﺑك أﯾﺿﺎً" وﻓﻲ اﻧﺟﯾل ﻣﺗﻰ
" :أﺣﺑوا أﻋداﺋﻛم ،ﺑﺎرﻛوا ﻻﻋﻧﯾﻛم"
7ﻟﻼﺳﺗزادة ﯾﻣﻛن ﻣراﺟﻌﺔ ﻛﺗﺎب ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺷر و وﺟود ﷲ ﻟﻠدﻛﺗور ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺎﻣري
أ /عمرو بسيوني الكريم مفهوم التوحيد في القرآن
فالله خالق كل شيء وهو الذي يحكم بين العباد ألنه خلقهم ,وهذا غير موجود في أي منظومة سياسية أخالقية أخرى
ترجع اإللزام إلى المعرفة ,المصلحة ,المساواة ,وطني عرقي ..ال يوجد أي نظام يمثل إلزامية مثل النظام الالهوتي
"ماهي السلطة"
ليس هناك موضوع لإللزام القانوني متفق عليه بين الناس إال إذا كان أسلوبه متعالياً.
لذلك شيخ اإلسالم يقول أنه إذا احتكم الناس إلى عقولهم ,فإن كل واحد سيقول عندي عقالً ,فمالذي يجعل عقلك
يحكم عقلي? فالناس ال تنتظم أمورهم إال بشريعة من السماء ,فإن جميع الناس متساوين تحتها من جهة كونهم عبيداً.
التوحيد يعطي األساس األخالقي للملك "مفهوم الحق الطبيعي" كيف يملك اإلنسان األشياء? اختلفوا الفالسفة على
أقوال بعضهم يقول أن الملكية مرتبطة بالوجود والبعض اآلخر يقول أن الملكية مرتبطة بالقيمة ..وآخرين يقولون
أنها مرتبطة بالوظيفة وبعضهم يقول أن الملكية مرتبطة بالعمل ,وهذا هو المفهوم االشتراكي الذي يصل إلى الشيوعية
الشارع "الله سبحانه وتعالى" نظّم ذلك فهو مالك الملك وهو الذي ملّكهم ,على جهتين :باإلذن العام "اإلباحة" )خلق
لكم مافي السموات واألرض ( وهذه اإلباحة التي صحت بها الملكية للناس ,الجهة الثانية :التمليك الشرعي الخاص,
أن الله خلق الناس لعبادته ومن ثم فإن هناك معنى أخالقياً للملك ,الذي يعبد الله عز وجل فملكه من هذه الجهة
األخالقية صحيح ,إذن الكفار من وجهة النظر الدينية غاصبون ,ألنهم فاقدون للمعنى األخالقي لإلذن العام ,لذلك
يقول ابن تيمية في تسمية المال المكتسب من الكفار الحربيين من غير قتال بالفيء " : 8فهو فيء; ألن الله أفاءه على
المسلمين ,فإنه خلق الخلق لعبادته وأحل لهم الطيبات ليأكلوا طيبا ويعملوا صالحاً .والكفار عبدوا غيره فصاروا غير
مستحقين للمال .فأباح للمؤمنين أن يعبدوه وأن يسترقّوا 9أنفسهم وأن يسترجعوا األموال منهم .فإذا أعادها الله إلى
المؤمنين منهم فقد فاءت أي رجعت إلى مستحقيها" .10وهذا الكالم يجعل أصل الملك أخالقي فهو يربط الملك
بقيمة األخالق ,فهو يصحح التصرفات عليه مادام موافقاً لألخالق ويمكن أن ينتزع هذه الملكية بالدافع األخالقي,
لكن هذا ليس عاماً.
فكل التصورات التي ترجع الملك إلى أساطير مؤسسة أو إلى رأسمال أو العمل ..كلها غير مطردة وكلها يمكن أن تنتج
المظالم التي ال ترجع إلى مرجع أخالقي ,وهذا وجه كبير من النقد الذي يوجه لالشتراكية ,للرأسمالة أنها مخالفة
للعدالة االجتماعية وكذلك التي تُوجّه من الرأسمالية للشيوعية باعتبارها مخالفة للحريات والملك الشخصي.
بأي وجه نرجع هذه األُطر –كسد الذريعة والضرر -إلى الدين? بينما هي تظهر بأنها أطر عقالنية ,براجماتية ..بأي
وجه يصح نسبتها للدين?
الدين يضفي على هذه األطر العامة أمرين :المعنى والقيمة .وذلك من جهتين:
/١تعليق تلك القيمة واألخالق باألمر اإللهي ,بما يجعلها متعالية ومقدسة وليست خاضعة لظرف اجتماعي زمني
خاص ,بحيث يتصور أن تكون تلك القيم غير مرغوبة في مجتمع ما إن اتفق على ذلك أو رأى مصلحته في تركها ,إذن
هو سؤال الغاية واستمداد القيمة ال يمكن أن يلبيه إال الدين.
/٢أن اإلطار األخالقي المجرد للمصلحة –مع أن العلمانية تقول بالمطلقة -ال يمكن أن تلتزم صفة الشمولية والكالم
العمومي إال بالبعد الديني ,كما ذكرنا في معضلة الخاتم.
8واﻟﻔﻲء ﯾﻌﻧﻲ اﻟرﺟوع .
9
اﻟرق ﻣن ِ ّ
10وﯾﺟب أن ﯾﻠﻔت اﻟﻧظر ھﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل إﻟﻰ ﺣﻔظ اﻹﺳﻼم ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أھل اﻟذﻣﺔ
أ /عمرو بسيوني الكريم مفهوم التوحيد في القرآن
/٢أن المعنى والقيمة الدينية هي التي تحقق مقام العبودية وهذا أساس في منظومة التوحيد .العبودية وهيمنة
المقام اإللهي هذا له فائدته في ترتيب أحكام دينية مختلفة تتعلق بالدنيا واآلخرة ,فاإلنسان قد يفعل فعالً واحداً
تتحد صورته في الظاهر لكن أحدهما قد يعاقب واآلخر ال يعاقب.
شيخ اإلسالم في المجلد ٢٨في السياسة الشرعية تكلم عن المؤلفة قلوبهم ويقول هذا في الظاهر قد يتحد مع
أعطيات الملوك والجبابرة ,ولكن إن صلحت نية الحاكم فيه ,يكون هذا من جنس إنفاق النبي صلى الله عليه وسلم
لتأليف القلوب ,سواء لكف الشر أو لتثبيت اإليمان .والفساد دخل في هذا الباب عند من حكم بحكم واحد التحاد
11
الصورة مثل ذو الخويصرة التميمي عند اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدم العدل
فعمل الفضائل من غير إيمان ,ال يخرج صاحبها من الكفر ..فإن المشركين وأهل الكتاب يرون وجوب هذه األمور فال
يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها الرسول
"الريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسول فهو كافر ,فإن من استحل أن يحكم بين الناس بما يراه
هو عدالً –العلمانية -من غير اتباع لما أنزل الله فهو كفر ,فإنه ما من أمة إال وهي تأمر بالحكم بالعدل وقد يكون
العدل في دينها ما يراه أكابرها"
مشكلة العلمانية أنها تفتقد إلى المعنى –كما ذكرنا في األخالق -وتفتقد إلى القيمة وتفتقد إلى اإللزام الذي يضمن
األخالقية –كما ذكرنا عن عالقة الحداثة بالالأخالقية-
وائل حالّق في كتابه الدولة المستحيلة يرى استحالة تحديث الدولة اإلسالمية ألنها أخالقية ,والحداثة منظومة
عقالنية ,فال يمكن أسلمة الدولة الحديثة ألنها غير أخالقية ,وال يمكن تحديث الدولة اإلسالمية للسبب نفسه ,فالذي
يحكم إما الدولة اإلسالمية أو الدولة الحداثية التي فيها الصندوق والمصلحة واإلرادة العامة ...إلخ
فهذا ال يمكن ,الختالف المرجع.
أخيــراً ..العالقة بين المفهوم الالهوتي في اإلسالم في الحكم وأخالقيته والملكية التي أساسها الهوتي بالتمليك
اإللهي واألخالقي ,هذا يحل نظراً مهماً يتعلق بالجهاد "جهاد الطلب" .وحقيقته انتزاع األرض من الكفار وإقامة الحكم
12
اإللهي عليها ,فيؤخذ مافي أيديهم ,فليس لهم عهد وال ذمة .وهذا مضاد للقيمة اإلنسانية التي هي أم الحداثة!
جماعة الالحربيين ,يقولون أن الجهاد ال أخالقي –جهاد الطلب والغزو -فيكون الرد عليهم بسؤالهم عن األساس
األخالقي الذي تُرجع إليه الملكية? فهم ال يملكون أي أساس فلسفي أو أخالقي يتحاكمون إليه في إثبات صحة
ملكيتهم لألرض.
الفرق بين التوسع االستعماري والجهاد ,هو المرجع األخالقي ..لب الجهاد في اإلسالم هو المعنى اإليماني ,أن يُفرض
حكم الله في أرضه ..و تترتب عليه مصالح اقتصادية دنيوية مختلفة ,بعض األحزاب اليسارية يقولون أن الدافع
للجهاد اقتصادي ,والصحيح أنه يترتب عليه مصالح اقتصادية والدافع للجهاد هو المرجع اإليماني ,بدليل أنه لو أسلم
قومٌ على أرض فإنهم ال يغزوْن .بغض النظر عن الممارسات المنحرفة في الجهاد ..لكن المفهوم نفسه يقول أن أصل
الجهاد هو الدافع اإليمان ,لكن اللب الفاعل في الجهاد هو الالهوت لكن االستعمار المحض الموجود في الحضارات
هو السلب والنهب ..التجاوزات موجودة في الطرفين ,لكن وُجد جهاد ديني تحقق فيه األصل اإليماني.
فالمرجع الوحيد) :إن األرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين( .هذا هو المصحح للتسويغ الفلسفي
والقانوني للجهاد .فهو تصرف بإذن المالك محكوم بنظام أخالقي ,و للجهاد أحكامه.
11وﻗد ذﻛر اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﻣرو ھذا اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﮫ ﺑﻌﻧوان :اﻹﺳﻼم وﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺣﯾﺎة
12وﻟﻸﺳﺗﺎذ ﻛﻼم ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻟرﺟوع إﻟﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗرﻧت
أ /عمرو بسيوني الكريم مفهوم التوحيد في القرآن
مصادر املعرفة