Professional Documents
Culture Documents
خطة البحث
مقدمة
خاتمة
قائمة المراجع
مقدمة
إن المنهج كمفهوم قابل للتطبيق في مجال العلوم االجتماعية يشترط شروطا تفرضها طبيعة الحوادث
االجتماعية ،إال أنها هناك صعوبات تحول دون تطبيق المنهج العلمي في العلوم االجتماعية ..هذا ال يمنع
الباحثين من االعتراف باشتراك العلوم كلها في افتراض وجود عالقات منظمة بين الظواهر االجتماعية والطبيعية
المختلفة ،وكلها تحاول الكشف عن هذه العالقات الستخالص القوانين أو النظريات وتفسيرها وصوال للتنبؤ بها
وضبطها ،كما تعتمد هذه العلوم على المنهج العلمي في تحقيق أهدافه – التفسير – التوقع – الضبط -ألنه
يتميز بالدقة والموضوعية وباختبار الحقائق ليزيل عنها كل الشك ،وكذا االستقراء الذي يبدأ من الجزيئات
ليستمد منه القوانين على الطريقة االستنتاجية والتي تتمثل استخالص قانون أو نظرية عامة من خالل مجموعة
ظواهر طبيعية كانت أو اجتماعية خاصة.
تعريف المنهج:
األسلوب والطريق المؤدي لمعرفة الحقائق أو الغرض المطلوب ،كذلك نطلق عليه الوسيلة المؤدية إلى اكتشاف
الحقائق والمعرفة العلمية.
كما يعتبر المنهج في الفلسفة كمقابل للوسائل التي تحقق المعرفة ،بمعنى أن المنهج طريقة إلعادة اإلنتاج
الفكري والفعلي المتعلق بموضوع الدراسة.
تعريف العلم:
اصطالحا :العلم يطلق على مجموعة المفاهيم المترابطة والمتناسقة التي يعتمد عليها في المناهج العلمية.
"الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير
العقل وتحديد عملياته حتى يصل إلى نتيجة ومعلومة".1
"الوسيلة التي يمكننا عن طريقها الوصول إلى الحقيقة أو مجموعة الحقائق من أي موقف من المواقف،
ومحاولة اختبارها للتأكد من صالحيتها من مواقف أخرى ،وتعميمها لنصل إلى ما نطلق عليه اصطالح نظرية
وهي هدف كل بحث علمي".2
1
عبد الرحمن بدوي ،مناهج البحث العلمي ،وكالة المطبوعات ،الكويت ،الطبعة ،1977 ،3ص.05
2
مروان عبد المجيد إبراهيم ،أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية ،مؤسسة الوراق ،الطبعة ،1عمان ،2000 ،ص.69
يعرفه الدكتور مصطفى التير على أنه:
"الطريق أو السبيل للبحث الذي يستند إلى عدد من المميزات الرئيسية أهمها أن الظواهر ومكوناتها
والعالقات بينها موجودة بشكل مستقل عن الفرد وعن آرائه واتجاهاته وتصوراته ،وأن هذه الظواهر تخضع
لقوانين ثابتة تتحكم فيها وتوجهها بانتظام وأنه باإلمكان التوصل إلى معرفة خصائص هذه القواعد وأساليب
تأدية وظائفها".
3
المطلب الثاني :خصائص المنهج العلمي:
-استخدام أسلوب التحليل للوصول إلى عناصر أبسط للظواهر والمشكالت التي يدرسها.
-التقسيم الدقيق والصحيح للحقائق وتصنيفها ومالحظة االرتباط والتتابع فيما بينها.
-استخدام الخيال الخالق المبدع في التوصل إلى الفروض العلمية أو القوانين العلمية.
-ومن خصائصه يجمع بين االستنباط واالستقراء ،وبالتالي بين الفكر والمالحظة وعندما يستخدم اإلنسان
المنهج العلمي فإنه يتحرك بين االستنباط واالستقراء وينهمك فيما يعرف بالتفكير التأملي.
-وفي االستنباط يرى اإلنسان أن ما يصدق على الكل يصدق على الجزء ،ولذا فهو يحاول أن يبرهن
على أن ذلك الجزء يقع منطقيا في إطار الكل ويستخدم لهذا الغرض وسيلة تعرف بالقياس.
3
صالح الدين شروخ ،منهجية البحث العلمي للجامعيين ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،2003،ص .92
4
المطلب الثالث :أنواع المنهج العلمي
الواقع أن عدد المناهج ال يكاد ينحصر ،ففي كل علم عدة مناهج ،بل أنه لمن المستحسن أحيانا أن نستعمل
مناهج خاصة لمسائل جزئية في داخل العلم الواحد ،غير أنه من المستحسن أيضا أن نرد هذه المناهج العديدة
فرع عليها المناهج الجزئية األخرى ،مناهج نموذجية نستطيع في نهاية األمر
إلى مناهج نموذجية قليلة تُ َّ
حصرها في خمسة أنواع وهي:
-المنهج التجريبي:
ويشمل المالحظة والتجربة معا وهو الذي نبدأ فيه من جزئيات أو مبادئ غير يقينية تماما حتى نصل إلى
قضايا عامة ،الجئين في كل خطوة إلى التجربة كي تضمن لنا صحة االستنتاج ،وهو منهج العلوم الطبيعية
على وجه التخصيص.
-المنهج اإلحصائي:
باختالف التعاريف التي تطرقت لشرح هذا المنهج إال أنه يعتبر فرع من الدراسات الرياضية التي تعتمد على
جمع المعلومات والبيانات لظواهر معينة وتنظيمها وعرضها جدوليا أو بيانيا تم تحليلها واستخالص النتائج
بذاتها والعمل على تفسيرها.
وهو الذي نسير فيه من مبدأ إلى قضايا تنتج عنه بالضرورة دون اللجوء إلى التجربة ،وهو منهج العلوم الرياضية
خصوصا.
وهو الذي نقوم فيه باسترداد الماضي تبعا لما تركه من آثار ،أيا كان نوع هذه اآلثار ،وهو المنهج المستخدم
في العلوم التاريخية واألخالقية.
-ونستطيع أن نضيف إليها منهجا خامسا هو المنهج الجدلي الذي يحدد منهج التناظر والتحاور في
الجماعات العلمية أو في المناقشات العلمية على اختالفها.
4
مراد وهبه ،مقاالت فلسفية وسياسية ،مكتبة األنجلو المصرية ،الطبعة ،2القاهرة ،1977ص.21 ،20
5
المطلب الرابع :خطوات المنهج العلمي
المالحظة:
يعتقد كثير من الناس أن المنهج العلمي يجب أن يبدأ بفرضية ،ويعود سبب سوء الفهم هذا إلى أن العديد من
المالحظات تتم بشكل غير مقصود ،فعند البحث في أي موضوع يجب التفكير في كل األشياء التي تمت
مالحظتها ،ثم محاولة العثور على ما يناسب هذه التجربة أو الموضوع ،وبذلك يكون هناك مصدر غني
باألفكار حول الموضوع الذي تم اختياره ،وحتى يتم الحصول على فكرة معينة قابلة لالختبار ،وللحصول على
فكرة لموضوع معين يتم النظر إلى جميع األمور المتعلقة به وكتابة المالحظات والتفاصيل.
يوجد عدة أشكال مختلفة لهذه الخطوة ،منها تحديد الهدف أو المشكلة ،ثم صياغتها على شكل سؤال ،وال بد
من اإلشارة إلى أن هذه الطريقة تسهل تصميم تجربة لإلجابة عن السؤال ،حيث إن السؤال الذي ُيطرح يساعد
على صياغة الفرضية ،وبالتالي زيادة التركيز في الموضوع.
للحصول على أكبر قدر من المعلومات حول الموضوع الذي يتم البحث العلمي عنه يجب إجراء أبحاث أساسية
حول الموضوع ،وهذه الخطوه يمكن أن تتم قبل أو بعد تحديد الهدف أو تشكيل الفرضية ،ويمكن أن يبقى
البحث حول الموضوع طوال العملية بأكملها.
اقتراح فرضية:
تُعد الفرضية إجابة محتملة على السؤال المطروح ،حيث تكون قابله لالختبار بطريقة ما أو بأخرى ،وليست
بالضرورة أن تكون صحيحة في تفسير الظاهرة أو الموضوع ،بل هي تفسير محتمل يمكن اختباره لمعرفة فيما
إذا كان صحيحاً ،أو يحتاج إلى تعديل ،أو يحتاج إلى تغيير الفرضية ووضع فرضية جديدة.
5
إميل دوركايم ،قواعد المنهج في علم االجتماع ،ترجمة محمود قاسم والسيد محمد بدوي ،مكتبة النهضة المعرفية ،القاهرة ،1973 ،ص .96
الفرضية:
ّ تصميم تجربة الختبار
بعد وضع فرضية ما يجب إيجاد طريقة الختبارها للتأكد من مدى صحتها ،ويتم اختبار الفرضية عن طريق
الكثير من الطرق ،منها التجربة ،حيث تحتوي التجربة األساسية الختبار الفرضية على عدة متغيرات ،والمتغيرات
هي عوامل يمكن قياسها ،حيث يوجد متغيران رئيسيان للتجربة هما :المتغير المستقل وهو المتغير الذي يمكن
تغييره أو التحكم به ،والمتغير التابع وهو الذي يمكن قياسه لمعرفة إذا كان يتأثر عندما يتغير المتغير اآلخر
المستقل.
مثال:
الفرضية
تُسجل المالحظات والبيانات أثناء القيام بالتجربة ،حيث تُسجل جميع المالحظات ،ويتم تحديد أي شيء غير
رسم جدول ،أو رسم بياني ،أو مخطط لعرض النتائج
عادي أو غير متوقع تم مالحظته ،وبعد تسجيل البيانات ُي َ
التي تم التوصل إليها ،ثم تحلل هذه النتائج لفهم ما حصل من تغيرات أثناء التجربة.
تعتبر الظواهر االجتماعية نوعاً من أنواع السلوك المجتمع تجاه أمر أو قضية ما ،حيث يصبح هذا السلوك
كما يعرف ،وتتعدد أنواع هذه الظواهر من حيث أثرها على المجتمع ،فهذا ما يترك األثر اإليجابي كظاهرة
وسلوك األفراد المميز في إكرام الضيوف ومساعدة المحتاجين ،ومنها ما يترك األثر السلبي ويخلف مشاكل
اجتماعية كظاهرة البطالة وعمالة األطفال وتعنيف النساء ،فهي ضرب من ضروب السلوك كان ثابتاً أم غير
6
ثابت ،وحيث أن هذا السلوك قد يهم المجتمع كله ،ويشكل نوعاً من القهر لبعض أفراده.
7
المطلب الثاني :صعوبة تطبيق المنهج العلمي في دراسة الظواهر االجتماعية
الظاهرة االجتماعية ليست كالظاهرة الطبيعية واذا كان من السهل تطبيق المنهج العلمي على الظاهرة الطبيعية
فانه من الصعب تطبيقه على الظاهرة االجتماعية ،وذلك لوجود الكثير من العقبات التي تقف كعوائق أمامها
وكل هذه العوائق والصعاب إنما تنبثق من خصائص الظاهرة االجتماعية ،ومن بينها ما يلي:
-عدم تحري الموضوعية :الموضوعية بمفهومها الكالسيكي تعني الفصل بين الباحث والظاهرة التي يدرسها،
وهذا ما يمكن ممارسته في الظاهرة الطبيعية لكن مع الظاهرة االجتماعية نجد صعوبة عند عملية الفصل بين
الباحث االجتماعي والظاهرة االجتماعية ،وصعوبة في تحقيق درجة كبيرة من الموضوعية في البحث االجتماعي
مقارنة مع البحث العلمي في الظاهرة الطبيعية.
-خاصية التعقيد :لما كانت الدراسة العلمية وفق المنهج العلمي تقتضي أن تكتفي بالوقوف على علل وأسباب
الظاهرة االجتماعية ،فان ذلك مستطاع في الظاهرة الطبيعية لكنه غير متيسر في الظاهرة االجتماعية ألنها
معقدة وأسبابها عديدة.
-القوانين والتعميمات :إن للعلوم الطبيعية قوانينها المحددة التي يمكن التحقيق منها واستخدامها بعد ذلك
بصورة كبيرة ،وجعل هذه القوانين بمثابة المبادئ واألسس العامة التي تقوم عليها نظريات العلوم الطبيعية ،
لكن وجود صعوبة في التحليل والتجريب وتحري الموضوعية في الظاهرة االجتماعية يؤدي بنا إلى صعوبة
استخالص القوانين العلمية في علم االجتماع بنفس ما هي عليه في الظاهرة الطبيعية ،وان وجدت قوانين علمية
-التنبؤ :حققت العلوم الطبيعية درجة كبيرة من التقدم واالنجاز العلمي ،وجاء هذا التقدم نتيجة قدرتها على
التنبؤ بحدوث الظاهرة أو عدمها.
9
المطلب الثالث :إمكانية تطبيق المنهج العلمي في دراسة الظواهر االجتماعية
يؤكد العلماء وفي مقدمتهم لعلم االجتماع اميل دوركايم أنه يمكن دراسة الظاهرة االجتماعية دراسة موضوعية
وعلمية ألنها ظاهرة شيئية ،فالظاهرة االجتماعية تمتاز بأنها خارجة على الفرد مستقلة عن شعوره ،فاالنسان
كما يقول "دوركايم" عندما يتقصى سلوكه يجده مقيدا بجملة من األعراف والتقاليد والقواعد هيئت من قبل فهو
يأكل ويشرب ويلبس ويتحدث إلى الناس ويتعامل معهم تبعا ألساليب جاهزة ديانته ومعتقداته وجدت قبل وجوده
واللغة التي يتكلم بها مع الناس لم ينشئها وطريقة المصافحة.
فالظاهرة االجتماعية إذن تأتينا من الخارج ونحن إنما نتلقاها ونتحلى بها ،ومن هنا كان تنويه دوركايم بأنها
أشياء قابلة للدراسة الموضوعية بواسطة المنهج التجريبي مثل الظواهر الطبيعية يمكن مالحظتها واقامة التجربة
عليها للكشف عن القوانين التي تتحكم في سيرها وتطورها ،فالمنهج الموضوعي يقوم على مالحظة نمو وتطور
الظواهر االجتماعية في مجتمعات محدودة يمكن التحكم فيها الى حد كبير كالمجتمعات المدرسية واألندية
والجمعيات الخيرية ،فالتجريب هنا ال يعني إحداث حوادث جديدة بالمرة ،بل تعديل بعض ظروف المجتمعات
الصغيرة ومالحظة نتائج هذا التعديل.
8
أحمد عياد ،مدخل لمنهجية البحث االجتماعي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية بن عكنون ،الجزائر ،2006 ،ص .42-40
9
السيد علي شتا ،المنهج العلمي وعلم االجتماع ،مؤسسة شباب الجامعة ، ،الطبعة ،3اإلسكندرية ،1995 ،ص .17-16
خاتمة:
يبدو أن المنهج كمفهوم قابل للتطبيق في مجال العلوم االجتماعية يشترط شروطا تفرضها طبيعة الحوادث
االجتماعية ،من ناحية األسس العامة ومبادئه وخطواته األساسية إال أن هنالك صعوبات تحول دون التطبيق
الكامل للمنهج العلمي في العلوم االجتماعية كخاصية تعقيد الظاهرة وتشابكها وكذا صعوبة ضبطها تجريبيا
وقياسها قياسا موضوعيا.
هذا ال يمنع الباحثين من االعتراف باشتراك العلوم كلها في افتراض وجود عالقات منظمة بين الظواهر
االجتماعية والطبيعية المختلفة ،وكلها تحاول الكشف عن هذه العالقات الستخالص القوانين أو النظريات
وتفسيرها للوصول للتنبؤ بها وضبطها ،كما تعتمد هذه العلوم-الطبيعة واالجتماعية -على المنهج العلمي في
اختبار
ًا تحقيق األهداف الثالث – التفسير– التوقع – الضبط -ألنه يتميز بالدقة والموضوعية وباختبار الحقائق
يزيل عنها كل الشك ،وكذا االستقراء الذي يبدأ من الجزيئات ليستمد منه القوانين على الطريقة االستنتاجية
والتي تتمثل في استخالص قانون أو نظرية عامة من خالل مجموعة ظواهر طبيعية كانت أو اجتماعية خاصة.
قائمة المراجع:
-1أحمد عياد ،مدخل لمنهجية البحث االجتماعي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية بن عكنون،
الجزائر.2006 ،
-2إميل دوركايم ،قواعد المنهج في علم االجتماع ،ترجمة محمود قاسم والسيد محمد بدوي ،مكتبة النهضة
-3جي روشيه ،علم االجتماع األمريكي ،ترجمة أحمد زايد ومحمود الجوهري ،دار المعارف ،القاهرة.1981 ،
-4السيد علي شتا ،المنهج العلمي وعلم االجتماع ،مؤسسة شباب الجامعة ،الطبعة ،3اإلسكندرية.1995،
-5صالح الدين شروخ ،منهجية البحث العلمي للجامعيين ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،الجزائر.2003،
-6عبد الرحمن بدوي ،مناهج البحث العلمي ،وكالة المطبوعات ،الكويت ،الطبعة .1977 ،3
-7مراد وهبه ،مقاالت فلسفية وسياسية ،مكتبة األنجلو المصرية ،الطبعة ،2القاهرة.1977 ،
-8مروان عبد المجيد إبراهيم ،أسس البحث العلمي ،مؤسسة الوراق ،الطبعة ،1عمان.2000 ،