Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 37

‫جامعة القاهرة‪،‬‬

‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪،‬‬

‫قسم العلوم السياسية‪.‬‬

‫ٍ‬
‫كموضح لعلاقة ِكارل شميت بالتقاليدِ‬ ‫الغنوصية‬
‫التخرج‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫حث لاِستكما ِ‬
‫ب ٌ‬

‫مقدم لـ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محمد صفار‬

‫مقدم من‪ :‬هشام فهمي عبد الفتاح الفراش‬

‫السنة الرابعة‪ ،‬شعبة اللغة الإنجليز ية‬

‫تخصص فرعي‪ :‬اقتصاد‬

‫‪1‬‬
‫كي َْف تَصْ بِر عَلَى م َال َ ْم تح ِْط بِـه ِ خـب ْرا"‬
‫"و َ َ‬

‫الـكهف‪ ،‬آيةٌ ‪86‬‬


‫ِ‬ ‫‪ -‬سورة‬

‫‪2‬‬
‫المحتو يات‬

‫المقدمة ‪4 ............................................................................................................................................................‬‬

‫البحثية ‪5 ....................................................................................................................................................‬‬
‫ُ‬ ‫المشكلةُ‬
‫ُ‬

‫الأدبياتُ ‪5 ...........................................................................................................................................................‬‬

‫الأطروحة‪7 ..........................................................................................................................................................‬‬
‫ُ‬

‫المقاربة ‪8 .............................................................................................................................................................‬‬
‫ُ‬

‫بالتقاليد ‪01 ............................................................................................................‬‬


‫ُ‬ ‫لعلاقةُكارلُشميتُ‬
‫ُ‬ ‫الغنوصيةُكموضحُُ‬
‫ُ‬

‫‪01 ............................................................................................................................................................... I‬‬

‫‪01 ..............................................................................................................................................................II‬‬
‫‪05 ............................................................................................................................................................ III‬‬
‫‪01 ............................................................................................................................................................ IV‬‬
‫‪10 ............................................................................................................................................................. V‬‬

‫خلاصة ‪11 ..........................................................................................................................................................‬‬


‫ُ‬ ‫ال‬

‫الملحقُُ(أ) ‪15 ......................................................................................................................................................‬‬

‫الملحقُُ(ب) ‪12 ....................................................................................................................................................‬‬

‫بالغنوصية‪12 ......................................................................................................................................... :‬‬


‫ُ‬ ‫المقصودُ‬
‫ُ‬

‫حلول‪10 .................................................................................................................................... :‬‬


‫بعمليةُال ُ‬
‫ُ‬ ‫المقصودُ‬
‫ُ‬

‫حلول‪11 .................................................................................................................... :‬‬


‫وعمليةُال ُ‬
‫ُ‬ ‫الغنوصيةُ‬
‫ُ‬ ‫العلاقةُبينُ‬
‫ُ‬

‫لاقُالروحُ‪11 ..................................................................................................................................... :‬‬


‫مرضُانغ ُ‬
‫ُ‬

‫المؤشراتُ‪11 ................................................................................................................................................... :‬‬

‫المراجع ‪14 ...........................................................................................................................................................‬‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‬

‫هذا البحث هو محاولة أولية للنظر في وضع اإلسناا في ل الحااةة الرريية ذ زت هذ الحااةة ياااا ثيير م‬
‫األرض زير مهاها الرريي‪ ،‬يحيث ت ُصبح اآل شيئا فشيئا أم الماائ – تحاياا في سياقنا العريي واإلسالمي‪ .1‬وتاور‬
‫مفكر سياسي وقاسنوسني ألماسني شهير وهو ثارل شميت ذ قاَّم شميت مئا الصفحا حاول فيها‬
‫ٍ‬ ‫ماجريا البحث حول‬
‫الروص يحيا ا أاماق الاياسي‪ ،‬الاياد ‪ ،‬الاولة‪ ،‬الااسنو ‪ ،‬ي وفحوى الوجود اإلسنااسني ثله‪.‬‬

‫وأل الهاف العام م البحث هو النظر في موقف اإلسناا في ل الحااةة الرريية‪ ،‬ثا لتاما أ يُرى هذا الموقف يإزاء‬
‫موقفٍ آخر رآ الباحث الى أسنه الموقف ال ُمامى يالتااليا أي تلكم النظرا والمشاريع التي سبات الحااةة الرريية تاريخيا‬
‫مميلة في التااليا الفلافية اليوسناسنية والمايحية تحاياا‪ .‬تلك النظر الماارسنة يي الموقفي أفضت لتااؤ ٍل ا ماهية وشك‬
‫العالقة يي ثارل شميت والتااليا المايحية تحاياا ذ يجواب هذا الاؤال يمك الوقوف الى يعض جواسنب م وضع اإلسناا‬
‫مفهوم قامه المفكر األلماسني ذريك فوزلي وهو مفهوم الرنوصية ذ حاول‬
‫ٍ‬ ‫تحت الحااةة الرريية‪ .‬وقا وقع االختيار الى‬
‫يتفش‪ ،‬في لُب الحااةة الرريية دفعته‬
‫ٍ‬ ‫فوزلي م خالل هذا المفهوم توضيح اسنحرافٍ حاد ٍ‬
‫ث في االقة اإلسناا يالمتجاوز وقع‪،‬‬
‫للتعام مع التااليا‪ ،‬المتجاوز‪ ،‬والعالم ثك ‪ ،‬يصور زير سوية هي األخرى‪.‬‬

‫ولكي يتوص الباحث إلجاي ٍة ا تااؤل هذا البحث الرئيس ياستخاام زنوصية فوزلي ‪ ،‬ثا لتاما أ يُحاد أوال موقع‬
‫حتى يمك استخاامه‬ ‫المشكلة البحيية م خريطة األدييا يشك ٍ اام‪ ،‬ةم ذااد يناء مفهوم الرنوصية لاى ذريك فوزلي‬
‫ثماارية لاراء ثارل شميت‪ ،‬ةم الباء في البحث سنفاه والذي قُــاـ َم – يناء الى الماارية ‪ -‬ذلى اا أجتاء ثالتالي‪ :‬أ) الجتء‬
‫المتعلق يمؤشر "اام الرضا ا األمر الواقع"‪ :‬وسيشم هذا الجتء تعريفا ياياق سنشأ شميت‪ ،‬ويرؤية شميت لهذا‬
‫الاياق‪ ،‬ذلى جاسنب تحايا شميت لعناصر الخل في الحاضر الذي َيخبُر ب) الجتء المتعلق يمؤشر "رؤية العالم واإلسناا "‪:‬‬
‫وفيه تحلي أولي لمفهوم الاياسي انا ثارل شميت ج) الجتء المتعلق يمؤشر"الخالص"‪ :‬وفيه تحلي للبناء المفاهيمي‬
‫الذي ياامه شميت يحيا ا رؤيته إلمكاسنية الخالص م اامها وسيرتكت الى محاولة تحلي داللة االستيناء والارار في‬
‫ينية شميت المفاهيمية د) الجتء المتعلق يمؤشر"املية الحلول"‪ :‬وفيه تحلي لنظر شميت لمعنى المعنى‪ ،‬وسنظرته للتاريخ‬
‫ولرمت الكاتيكو يحيا ا اناصر الصور المشوهة ا الواقع ‪ Second Reality‬هـ) الجتء المتعلق يمؤشر" مرض‬
‫اسنرالق الروح""‪ :‬وفيه تحايا للعناصر التي أساطها شميت م "الواقع" ثي يتمك م تشييا ينياسنه المفاهيمي‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر مثال‪ :‬هبة رءوف عزت‪" ،‬تقديم‪ :‬نحو فقه للحداثة وفهم للواقع"‪ ،‬في‪ :‬زيجمونت باومن‪ "،‬الحداثة السائلة"‪ ،‬ترجمة حجاج أبو جبر‪،‬‬
‫(بيروت‪ :‬الشبكة العربية لألبحاث والنشر‪ ,)1101,‬صـ ‪07‬‬

‫‪4‬‬
‫المشكلة البحثية‬

‫تنشأ المشكلة البحيية الرئياية م توتر ملحول في الخريطة األديية التي تناولت االقة ثارل شميت يالتااليا‪ ،‬وهذا‬
‫التوتر هو ياور اسنعكاس لتوتر أثبر في الخريطة األديية التي تتناول االقة الحااةة يالتااليا الفلافية والمايحية وم هذي‬
‫التوتري تنشأ مشكلة البحث التي مفادها‪ :‬ما االقة ثارل شميت يالتااليا؟ وما شك هذ العالقة؟‬

‫الأدبيات‬

‫ثما قرر المشكلة البحيية‪ ،‬فإ هناك توترا في الخريطة األديية التي تتناول االقة ث ٍ م ثارل شميت يالتااليا‪ ،‬واالقة‬
‫الحااةة يالتااليا يشك اام‪ .2‬ويمك توضيح هذا التوتر م خالل توضيح الخريطة األديية التي تناولت االقة ثارل شميت‬
‫يالتااليا ذ يُج َم الاول في األدييا التي تناولت االقة شميت يالتااليا – المايحية تحاياا – في اتجاهي رئياي تنارج‬
‫تحتهما اتجاها فراية ثما يلي‪.‬‬

‫االتجا األول هو الذي يرى أ االقة ثارل شميت يالتااليا يمك أ تتكشف ذ ا ما قُر َء طرح شميت الى خلفية ما ياامه‬
‫ذريك فوزلي في مفهومه ا الرنوصية‪ .‬وهنا تناام اآلراء ذلى ةالث اتجاها فراية‪ :‬أولهم رأي ذريك فوزلي سنفاه الذي‬
‫رآي أ ثو شميت زنوصيا م اامه هو أمر يحاجة لبحث يحياله وهو األمر الذي قرر فوزلي أسنه لم يام يه ليحام‬
‫وهنا يظهر آرةر فيرزلويس‬ ‫الجال‪ .3‬الرأي الياسني هو أ ثارل شميت ال يمك أ يُعا زنوصيا يالمعنى الذي ياصا فوزلي‬
‫فهو يعا شميت ضا الرنوصية –ثترتليا ‪ -‬وال يمك ‪،‬‬ ‫الذي استخام ثارل شميت ليناض مفهوم الرنوصية ثما قامه فوزلي‬
‫يالتالي‪ ،‬أ يُـعَـا شميت زنوصيا يأي معنى م المعاسني‪ .4‬والرأي األخير الذي يرى أ شميت زنوصي يالمعنى الذي ياصا‬
‫وهنا يُلحظ جيفري سيجاليت الذي أثا أ الالهو الاياسي الذي قامه شميت هو يحم في ينيته اناصر الرنوصية‬ ‫فوزلي‬
‫والى رأسها انصر اام الاار الى احتمال ماتضيا اإليما ‪.5‬‬ ‫التي أشار لها فوزلي‬

‫ويرى الباحث أ هناك سنااط خل في الرأيي الياسني واليالث فأما الرأي الياسني الاائ يأ شميت ليس زنوصيا يالمعنى‬
‫الفوزليني فهو مبني الى ةالث ماوال ‪ :‬األولى أ "فوزلي لم يُاام ذةباتا تاريخيا السنتاال الرنوصية م التااليا للحااةة"‪،6‬‬
‫ولك يفو هذ الماولة أ فوزلي – ثما سيأتي‪ -‬ال يُعام الرنوصية الى أسنها حرثة تاريخية وذسنما الى أسنها ينية تتعلق‬
‫يموقف اإلسناا يالمتجاوز‪ ،‬ويالتالي فهو ليس يحاجة إلةبا تاريخي أصالة‪ .‬ةاسني تلك الماوال هو أ "فوزلي ال يُخبرسنا‬

‫‪2‬‬
‫لالطالع على بعض من االتجاهات الموجودة في الخريطة األدبية التي تتناول عالقة الحداثة بالتقاليد انظر‪ :‬الملحق (أ)‬
‫‪3‬‬
‫‪Eric Voegelin, in “the collected works of Eric Voegelin: selected correspondence 0251-0284”, trans. Sandy Alder,‬‬
‫‪Thomas Hollweck, and William Petropulos, (Columbia; University of Missouri Press, 1989), p. 692‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Arthur Versluis, “ the new inquisitions: Heretic-hunting and the intellectual origins of modern totalitarianism”,‬‬
‫‪(New York; Oxford University Press, 2006), from page 49 to page 59‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Geoffrey Sigalet, “ Political Theology: a new key”, voegelinView, 18 April 1104, on:‬‬
‫‪http://voegelinview.com/political-theology-new-key/‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Versluis, “the new inquisitions”, p. 71‬‬

‫‪5‬‬
‫يموضوع المعرفة الرنوصية تحاياا"‪ ،7‬ومر أخرى يفو هذ الماولة أ فوزلي يتحاث ا أ موضوع المعرفة‬
‫فمعرفة الرنوصي (أ) موضواها مراير لمعرفة الرنوصي (ب)‪ .8‬وآخر تلك الماوال هي أ‬ ‫الرنوصية يتحاد يتحاد الذا‬
‫"شميت سناا الرنوصية فهو ال يمك ااتبار واحاا منهم‪ ،"9‬وهذ الماولة ياورها ال تلحظ أ الرنوصية التاريخية شئ‪ ،‬وما‬
‫ياصا فوزلي شئ آخر‪ ،‬ثذا فـفوزلي أشار وأثا أل الرنوصية استحالت لمرض تفشى في الحااةة يحيث أصبح الكييرو‬
‫يخرجو منه لياعوا فيه مر أخرى‪.10‬‬

‫أما ا الرأي اليالث‪ ،‬فهو – يشك اام‪ -‬ما يتبنا الباحث‪ ،‬لك م حيث التفاصي فإ سيجاليت قا أزف يعض جواسنب‬
‫الرنوصية انا فوزلي مما يجع رأيه يعاسني م اا سنواقص فايجاليت لم يُعر اهتماما يالاياق العام الذي ااشه شميت‬
‫فض في تبيا البعا األخروي في فكر‬
‫مع أ للاياق العام ماخلية أساسية في الرنوصية الفوزلينية‪ ،‬ثذا فايجاليت لم يات ْ‬
‫لك يرجع لنايصة أساسية انا سيجاليت وهي أ "آراء " جاء‬ ‫شميت والذي هو م أهم اناصر الرنوص أيضا ولع ث‬
‫في شك ماال رأي‪ ،‬ال يحث المي منبضط‪.‬‬

‫وأما ا االتجا العام الياسني الذي تناول االقة شميت يالتااليا‪ ،‬فهو الذي رآي أ تلك العالقة يمك أ تتكشف يعياا ا‬
‫مفهوم الرنوصية الذي قامه فوزلي ‪ .‬وهنا اتجاها آخرا ‪ :‬اتجا أ اود شميت للتااليا ثاسنت ا داللة ثبرى‪ ،‬واتجا آخر‬
‫يرى أ المهم هو شك العود ال داللتها‪.‬‬

‫فأما اتجا أ لعود شميت داللة ثبرى‪ ،‬فهو يناام ذلى رأيي ‪ :‬األول أ داللة العود هي ذيما راسخ يالوحي ثما هب‬
‫هاينرش ماير‪ ،11‬واآلخر هو رأي هاسنس يلومينبيرغ الذي يرى أ داللة العود هي محاولة م شميت ليعيا الاااسة لعصر‬
‫ياستخاام أفكار ثاسنت شائعة قب اصر التنوير‪ .12‬وأما االتجا الاائ يأهمية شك العود ال داللتها‪ ،‬فيبرز فيه اسم ميكا‬
‫أوياثاسنراس الذي هب أل شك العود للتااليا ثا "يرزماتيا" م شميت الذي حاول استخاام التااليا لخامة ينياسنه‬
‫المفاهيمي‪ ،‬أما ا داللة تلك العود فهو ليس ياألمر المهم‪.13‬‬

‫فرأي أ شميت ثا مؤمنا يالوحي وأ هذا‬ ‫و يرى الباحث أ هذا االتجا الياسني‪ ،‬وما يتفرع انه‪ ،‬يعاسني م اا اابا‬
‫هو محرثه الرئيس يرف اا أسئلة هامة فلما ا‪ ،‬ذ ‪ ،‬سناا شميت التااليا اليهودية‪-‬المايحية‪14‬؟ لما ا طالب "يتحييا" أةر‬

‫‪7‬‬
‫‪Ibid., 71‬‬
‫‪8‬‬
‫انظر المقاربة والملحق (ب)‬
‫‪9‬‬
‫‪Versluis, “the new inquisitions”, pp. 57-59‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Eric Voegelin, "The New Science of Politics", in: "The collected works of Eric Voegelin: Modernity without‬‬
‫‪restrains", ed. Manfred Henningen, (Columbia: University of Missouri, 2000), p. 189‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Heinrich Meier, “The lessons of Carl Schmitt: four chapters between political theology and political theology”,‬‬
‫‪(Chicago; Chicago University Press, 2011), pp: Xi- Xiii‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Hans Blumenberg, “the legitimacy of the modern age”, trans. Robert M. Wallace, Studies in contemporary‬‬
‫‪German social thought, (Massachusetts; MIT Press, 1983), p.92‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Mika Ojakangas, “a philosophy of concrete life: Carl Schmitt and the political thought of late modernity”,‬‬
‫‪(Kopijyvä Oy; Jyväskylä , 2004) pp. 146-148‬‬
‫‪14‬‬
‫‪Carl Schmitt, “ the Leviathan in the state theory of Thomas Hobbes”, ed. George Schwab, Trans. George Schwab‬‬
‫‪and Erna Hilfstein, (London; Greenwood Press, 1996),pp.10-11‬‬

‫‪6‬‬
‫المايح‪ ،‬وتعظيم شأ الكنياة‪15‬؟ لما ا فار المايحية تبعا لبنياسنه المفاهيمي‪16‬؟ ذ أسئلة ثهذ ال يمك ذزفالها يأي حا ٍل م‬
‫األحوال‪ .‬وأما ا رأي يلومينبيرغ حول أ شميت يحاول ذااد الاااسة للعالم‪ ،‬فهو يادئ النظر رأي في محله‪ ،‬لك‬
‫يلومينبيرغ ال يخبرسنا ما داللة هذا ذ محاولة ذااد الاااسة للعالم تيير في الذه اود للاي أو للمتجاوز يشك اام‪ ،‬لك‬
‫يلومينبيرغ ال يخبرسنا لما ا أخذ اود شميت هذا الشك تحاياا‪ .‬وأخيرا‪ ،‬فإ رأي أوياثاسنراس حول أ داللة العود ليات‬
‫ا أهمية‪ ،‬فهو رأي قاصر أل "داللة" العود ستفتح ملفا مرلاة في فكر شميت قا تكشف ا سنااط ثيير في فكر‬
‫ثالعالقة يي الالهو والاياسي‪ ،‬وموقف شميت م المتجاوز‪ ،‬ي والبنية التحتية التي تنظم أفكار شميت ثك ‪.‬‬

‫ويهذا‪ ،‬فإ الخريطة األديية تعاسني توترا‪ .‬ويرى الباحث أ داو فوزلي للايام يبح ٍ‬
‫ث ماتا ٍ ا شميت ياستخاام مفهوم‬
‫الرنوصية هي داو يحاجة لم يُلبيها وهو المتمع في هذا البحث ‪ 17‬أل زنوصية فوزلي مالئمة لشميت – ثما سيأتي في‬
‫األطروحة والماارية‪ ،‬ثما أ تلك الرنوصية لهي أطروحة قوية في الخريطة األديية المتوتر التي تتناول العالقة العامة يي‬
‫‪18‬‬
‫الحااةة والتااليا‪.‬‬

‫الأطروحة‬

‫ذ أطروحة هذا البحث هي أ العالقة يي ثارل شميت والتااليا المايحية يُمك أ ت ُكشف ياستخاام مفهوم الرنوصية‬
‫ولهذ األطروحة ما يُبررها ثاآلتي‪:‬‬ ‫لاى ذريك فوزلي‬

‫فأوال‪ ،‬يرى الباحث أ شميت ياام‪ ،‬م خالل ثتاياتـه‪ ،‬تعرضا لنطاقا دراسية وفلافية تاع في قلب المشكلة‪ .‬فهو م‬
‫خالل ثتايه الالهو الاياسي – ميال ‪ -‬يُحاث تااطعا يي الاياسة‪ ،‬الااسنو ‪ ،‬الم االجتماع‪ ،‬والالهو الايني‪ .‬ياإلضافة‬
‫شبـهت يعض جواسنب‬
‫حتى ُ‬ ‫لتناوله لمشكال "وجودية" تتعلق يماهية اإلسناا وفحوى وجود في ااد م الكتب والمااال‬
‫طروحاته يأسنها المعادل الاياسي لوجودية مارت هيازر ‪ .‬ذلى جاسنب سنَـفَـ َ‬
‫اه المايحي‪/‬الكاةوليكي الذي يُاتَحض ُر في الكيير‬ ‫‪19‬‬

‫م أاماله وماوالته وهذ التااطعا ثلها ت ُمي حالة ُميلى يمك تطبيق زنوصية فوزلي اليها – ثما سيأتي الحاا‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪Ojakangas, "a philosophy of concrete life”, pp.044-146‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Schmitt, “the Concept of the Political: an expanded edition”, trans. George Schwab (Chicago; University of‬‬
‫‪Chicago Press: 2007), p. 29‬‬
‫ويُشار إلى أن فوغلين كان ُمطـلعا ً على أعمال شميت لكنه يقول أنه لم يقم ببحثها على أساس من مفهومه عن الغنوصية‪ ،‬وللوقوف على اطالع‬
‫‪17‬‬

‫فوغلين على أعمال شميت انظر‪Eric Voegelin, “the collected works of eric voegelin: theory of governance and other :‬‬
‫‪miscellaneous papers 1921-0218”, ed. William Petropupols and Gilbert Weiss, trans. Sue Bollans, Jodi Cockerill,‬‬
‫‪M.J. Hanak, Ingrid Heldt, Elisabeth Von Lochner, and William Petropulos, (Columbia, Universty of Missouri Press,‬‬
‫)‪2003‬‬
‫‪18‬‬
‫لالطالع على كيف أن فوغلين بغنوصيته يجيب عن مالمح كثيرة من التوترات الموجودة في الخريطة األدبية التي تناولت عالقة الحداثة بالتقاليد‬
‫انظر‪ :‬الملحق (أ)‪ ،‬والملحق (ب)‬
‫‪19‬‬
‫‪See for example: Karl Löwith, The Political Implications of Heidegger’s Existentialism, in The Heidegger‬‬
‫‪Controversy, ed. Richard Wolin (Cambridge; The MIT Press, 1993), pp. 173-174.‬‬

‫‪7‬‬
‫ةاسنيا‪ ،‬فشميت يُاام‪ ،‬م خالل أاماله‪ ،‬حالة ت ُمي تالقي المفكر مع ييئته فاوما يؤثا شميت الى أ الحاضر هو أص ث‬
‫فلافة رصينة‪ 20،‬وثا هو سنفاه مياال الى ماالته ذ وجا فيه الباحث مفكرا يبحث ا ذجايا لمشاث يطرحها اليه اصر‬
‫وم الفروضا الرئياة‬ ‫ياو واليه‪ ،‬فإ ثارل شميت يُمي ُ حالة ُمـيلى لمفكر ُمشتبك مع اصر ووقته الملئ يالتالبا‬
‫التي تطر ُحها زنوصيةُ فوزلي – ثما سيأتي الحاا‪ -‬هي أ لرؤية اإلسناا لعصر ُماخلية ثبرى في الرنوص‪.‬‬

‫ويالتالي‪ ،‬فاراسةُ ثارل شميت ياستخاام فوزلي مشرواة‪ ،‬ويرى الباحث أ لها ُماخلية في الجواب الى سؤال االقة‬
‫التااليا يالحااةة وهي األطروحة الرئياة للبحث ‪ -‬ثما قررسنا‪.‬‬

‫المقاربة‬

‫يتأتي مما سبق الاول يأ الماولةُ الرئياةُ التي يَـنـبَـني اليها البحث هي أ مفهوم الرنوصيةَ الذي قامه ذيريك فوزلي‬
‫َ‬
‫الماارية والنمو ج‬ ‫يمكنه اإلجايةُ ا ‪ :‬سؤال طبيعة االقة ثارل شميت يالتااليا ويهذا يكو مفهو ُم الرنوصية اتـه هو‬
‫التفايري لهذا البحث وييا هذا آ ٍ ‪.‬‬

‫لك ‪ ،‬قب الشروع في تبيا الماصود يالرنوصية يجب اإلشار ذلى أ هناك اا اابا تواجه "مفهوم" الرنوصية انا‬
‫فوزلي ‪ ،‬وأ تلك العابا يجب أ ت ُـتَخطى أوال ثي يصبح المفهوم ا قار تفايرية واضحة‪ ،‬ولكي يُمك أ يصبح ماارية‬
‫يحيية ذ هذ العابا قا تعام معها الباحث ا طريق ذااد يناء "مفهوم" الرنوصية انا ذريك فوزلي في ال ُمـلحق (ب)‪.‬‬

‫وقا سنتج ا املية ذااد يناء مفهوم الرنوصية انا ذريك فوزلي الاول يأ الرنوصية التي رصاها فوزلي ورثَّـت‬
‫تحليله اليها هي حرثة تاريخية ياأ مع ساوط اإلمبراطوريا الكبرى‪ ،‬وقا سنشأ هذ الرنوصية‪ ،‬التي رثَّـت فوزلي اليها‪،‬‬
‫في أحضا المايحية‪ .‬وقا توص فوزلي يتحليله لهذ الحرثة لعا سما اامة قامت اليها تلك الحرثة‪ ،‬ةم وصلت يعا لك‬
‫للعصر الحايث ُمـؤساة الحااةة الرريية‪ .‬ويالرزم م أ فوزلي قا ميت يي الرنوصية الاايمة والرنوصية الحااةية‪ ،‬ذال أ‬
‫اتها‪ .21‬وم هنا‪ ،‬فتلك الاما العامة للرنوصية هي المؤشرا‬ ‫التمييت ثا في شك التعام مع تلك الاما ‪ ،‬ال الاما‬
‫التي سياير اليها البحث‪ .‬وهذ الاما هي‪ :‬أ) اام الرضا ا األمر الواقع ب) اإليما يأ العالم هو مكا فوضوي أو‬
‫مكا ياتشعر فيه اإلسناا الرريةَ أو أسنه مكا قاس ج) اإليما يأ الخالص م هذا العالم‪ ،‬الموصوف يتلك الصفا ‪ ،‬هو‬
‫أمر ممك ‪ ،‬وأ هذا الخالص ياوم يه اإلسناا ينفاه ا طريق سنوع م أسنواع المعرفة يظ الرنوصي أسنه هو م يمتلكها د)‬
‫وجود صور يايلة ا الواقع ‪ Second Reality‬يحاول م خاللها الرنوصي ذقامة معنى ما "في" الواقع والتاريخ يعياا‬

‫‪20‬‬
‫‪Carl Schmitt, “the Concept of the Political”, p. 11‬‬
‫‪21‬‬
‫‪See: Linda Raeder “Voegelin on Gnosticism, modernity, and the balanace of consciousness”, Political Scinece‬‬
‫‪Reviewer 36(2007), can be found on: http://anamnesisjournal.com/2013/11/voegelin-on-gnosticism-modernity-‬‬
‫‪and-the-balance-of-consciousness-by-linda-c-raeder/‬‬

‫‪8‬‬
‫ا المتجاوز‪ ،‬وياوم في سعيه لخلق تلك الصور يعملية حلول ‪ Immanentization‬للرموز الاالة الى المتجاوز وأخيرا‬
‫‪22‬‬
‫هـ) ذسااط انصر أساسي م اناصر الواقع‪.‬‬

‫ذ هذ المؤشرا ‪/‬الاما هي التي سيُبحث انها في متو شميت في الصفحا التالية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫لبسط هذه المؤشرات ومعرفة كيف توصل لها الباحث‪ ،‬انظر‪ :‬الملحق (ب)‬

‫‪9‬‬
‫ٍ‬
‫كموضح لعلاقة ِكارل شميت بالتقاليدِ‬ ‫الغنوصية‬

‫‪I‬‬

‫يعا أ ُحاد مناط البحث ومااخله‪ ،‬سيُتَطرق اآل ذلى توضيح سما الرنوصية في يعض متو ثارل شميت‪ ،‬وسيتعام‬
‫هذا الجتء األول مع أولى سما الرنوص أال وهي‪ :‬اام الرضا ا األمر الواقع‪ .‬وسيرتكت هذا الجتء الى تحلي ثتاب‬
‫"مفهوم الاياسي" والماال ال ُملحق يه "اصر التحييا و الالتاييس"‪ ،‬ياإلضافة لبعض المراح في سنشأ شميت‪ ،‬وحياته‬
‫الااياة الى ثتاية "مفهوم الاياسي"‪.‬‬

‫فم أي البااية؟ يُـشير ليو شتراوس في تعايبه الى "مفهوم الاياسي" أ شميت سنفاه قا أماسنا يماخ لاراء سنصه‬
‫أال وهو الحاضر‪ 23.‬فشميت يذثر في مالحظاته أ هير يُعتبر سياسيا م طراز رفيع ذ تناوله لمشكال اصر يُعا تماشيا‬
‫مع الحاياة الفلافية‪ ،‬لاى شميت‪ ،‬الاائلة يأ "ث روح هي روح الحاضر"‪ 24،‬ويُ َعيا لك‪ ،‬يذهب شميت ليؤثا أ "ث‬
‫مفاهيم النطاق الروحي يما فيها مفهوم الروح اته‪ ...‬يمك فهمها يشك حصري ذ ا ما ُقرء الى خلفية الوجود الاياسي‬
‫‪25‬‬
‫الاائم حاياة"‪.‬‬

‫ُارء فيه والى خلفيته المفاهيم والمواقف ويالتالي‪ ،‬يتوجب النظر في‬
‫م هنا‪ ،‬فالحاضر انا شميت هو الحيت الذي ت َ‬
‫مالمح الحاضر انا شميت لمعرفة الخلفية التي دفعته لتاشي ماوالته ومواقفه ولذلك الهاف‪ ،‬سيُـاَ َّ‬
‫اـم الحاضر ذلى سنطاقي ‪:‬‬
‫النطاق العام الذي يُحيط يشميت‪ 26،‬والنطاق الخاص الذي يُحاد شميت سنفاه الى أسنه هو مناط االشتباك ومصار لطرح‬
‫تااؤالته وأجويته‪.‬‬

‫أما األول‪ ،‬فيمك النظر ذليه م خالل تحول محوري في رؤية وحيا شميت ياأ مع الحرب العالمية األولى فاا أشار‬
‫جورج شواب في ماامته لكتاب "الالهو الاياسي" أ الحرب العالمية األولى ثاسنت المحك الذي تحطمت فيه ثيير م رؤى‬

‫‪23‬‬
‫”‪Leo Strauss, “Notes on Carl Schmitt: the Concept of the Political”, in: Carl Schmitt, “the Concept of the Political‬‬
‫‪p. 99‬‬
‫‪24‬‬
‫‪Carl Schmitt, “the Concept of the Political”, p.11‬‬
‫‪25‬‬
‫‪Carl Schmitt, “the age of neutralization and depoliticizations”, in: Carl Schmitt, ”the concept of the political”,‬‬
‫‪p.80 and p. 85‬‬
‫‪26‬‬
‫أهمية هذا النطاق تنبع من أساس المقاربة "الغنوصية" لشميت؛ إذ ذكر فوغلين‪ ،‬كما في جزء المقاربة والملحق (ب)‪ ،‬أن بداية الغنوصية كانت‬
‫نتيجة إلنهيار اإلمبراطوريات والنطق اإلجتماعية‪-‬السياسية‪-‬الروحية‪-‬الدينية التي كانت تحياها الجماعات الغنوصية األولى؛ فاألحداث المحيطة لها‬
‫مدخلية مباشرة في الغنوص‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫شميت خاصة المتعلاة يالكاةوليكية والنيو‪-‬ثاسنطية‪ .27‬ولفهم طبيعة هذا التحول‪ ،‬يجب العود لباايا شميت سنفاه ذ ستكشف‬
‫تلك الفتر ثيف أ شميت شها أحااةا أةر اليه يشك جوهري‪.‬‬

‫يذثر جوزيف يينايرسكاي أ شميت ُولا ألسر ثاةوليكية في فتر يمك ااتبارها األثير تالبا في تاريخ ألماسنيا المعاصر‬
‫فاا ثا الكاةوليك األلما في صرااا منذ ياايا الار التاسع اشر وصلت روتها مع ما يُامى يالـ"الكفاح الياافي" الذي‬
‫اسنتهي يهتيمة الكنياة الكاةوليكية‪ ،‬وقا أااب تلك الهتيمة شعور لاى الكاةوليك يأسنهم أقلية مضطها في ألماسنيا‪ .‬وقا ثاسنت‬
‫اائلة شميت مناصر يشا للكنياة الكاةوليكية في صراااتها‪ ،‬حتى أ ةالةة م أقرياء شميت ثاسنوا م المشارثي‬
‫المباشري في "الكفاح الياافي" ضا رزبة الاولة في ذخضاع الكنياة‪ .‬ثما ثاسنت الكنياة تصارع الى جبهة أخرى وهي‬
‫جبهة صرااها مع التفايرا "المادية" ولهور موجا م "اإللحاد" المعارض يشا "للاي "‪ ،‬وللكنياة الكاةوليكية‬
‫‪29 28‬‬
‫تحاياا ‪.‬‬

‫وثا التحاق شميت يجامعة شتراسبورغ النيو‪-‬ثاسنطية مرحلة هامة في تكوينه الفكري في تلك الفتر ذ ميلت له النيو‪-‬‬
‫ثاسنطية ذمكاسنية لجمع المتنافرا التي يحياها فشعور الاومي وذيماسنه يالاولة م جهة‪ ،‬وثوسنه ثاةوليكيا م جهة أخرى ثاسنا‬
‫يحاجة لتوفيق لم تاامه ذال النيو‪-‬ثاسنطية في هذ الفتر م حياته‪ .‬ومع ذرهاصا الحرب العالمية األولى‪ ،‬است ُـااي شميت‬
‫ألداء "واجبه" الاومي ثجناي في الجيش األلماسني‪ ،‬لك ذصاية منعته م اإللتحاق يالحرب‪ .‬ويعا أريعة سنوا م الاتال‬
‫‪30‬‬
‫الماتمر والمذايح‪ ،‬فاا شميت ذيماسنه يالنيو‪-‬ثاسنطية‪.‬‬

‫وفي هذ األوقا م حيا شميت‪ ،‬ثاسنت الاولة تشر حيتا هاما م تفكير المحافظي األلما ثك ‪ ،‬وتتداد أهمية‬
‫الاولة اناهم مع ماجريا أواخر اام ‪ 9191‬وياايا ‪ 9191‬ذ ياا لأللما أ مصيرهم في خطر‪ ،‬وأ االتجا الذي تاير‬
‫سنحو األحااث يهاد وجود دولتهم يأسرها فاا تتام تولي جمهورية فايمر الحكم مع يااية اسنفجار الراب األحمر الممي في‬
‫الشيواية‪ ،‬مما أضاف للمتنازاي داخ ألماسنيا اامال جاياا متاجا للراية‪ .‬وقا ثا شميت سبق له تولي منصبا في شعبة‬
‫الحرب التايعة إلدار الطوارئ في ميوسنخ‪ ،‬وقا ثا يالفع موجودا في ميوسنخ وقت ذاال قيام "ةور " شيواية سوفيتية في‬
‫الاادس م ذيري ‪ .9191‬والى الجاسنب الشخصي‪ ،‬ثا شميت في شكٍ م ماتابله األثاديمي ثذلك‪.31‬‬

‫‪27‬‬
‫‪George Schwab, “introduction”, in: Carl Schmitt, “Political Theology: four chapters on sovereignty”, trans.‬‬
‫‪George Schwab, (USA: MIT press: 1985), p. XII‬‬
‫‪28‬‬
‫للمزيد حول الكاثولييكية و صراعاتها السياسية و أثرها على كارل شميت انظر‪Brian Fox, “Carl Schmitt and Political Catholicism: :‬‬
‫)‪friend or foe?”, (PhD. diss., City University of New York, 1105‬‬
‫‪29‬‬
‫‪Joseph Bendersky, “Carl Schmitt: theorist for the Reich”, (New Jersey; Princeton University Press: 0281), from p.‬‬
‫‪3 to p.6‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Bendersky,” Carl Schmitt: theorist for the Reich”, from p.1 to p.01‬‬
‫‪31‬‬
‫‪Bendersky, “Carl Schmitt: Theorist for the Reich”, pp. 10-22‬‬

‫‪11‬‬
‫أما ا النطاق الخاص للحاضر الذي اشتبك معه شميت وحاد الى أسنه هو مصار ثيير م التوترا ال ُمشار ذليها‪ ،‬فااد‬
‫حاد شتراوس الى أسنه الليبرالية‪ ،32‬أو يعبار أدق‪ ،‬التحييا ‪ 33.Neutralization‬لك ‪ ،‬لما ا الليبرالية ت ُعا مائولة ا‬
‫الضياع الروحي واإلسنااسني؟ جواب هذا الاؤال قا أوضحه شميت في مااله "اصر التحييا والالتاييس" الى النحو التالي‪.‬‬

‫يرى شميت أ أوروريا ثاسنت تاعى ابر تاريخها سنحو الوصول لنطاق مرثتي ‪ Central Domain‬ت ُـح فيه النتااا‬
‫التي أسنتجت صرااا ثُبرى‪ 34،‬ومع الوصول للنطاق االقتصادي لهر "دي جايا" يُظ فيه أسنه النطاق المنشود سنظرا لكوسنه‬
‫يعالم يه ثيير م‬
‫ٍ‬ ‫– ثما يُظ أيضا ‪ -‬سنطاقا محاياا هذا النظاق‪ ،‬الاي الجايا‪ ،‬هو التانية‪ .35‬ويرى شميت أ التانية قا تأتي‬
‫‪36‬‬
‫ـررب فيه اإلسناا ا فحوى وجود سيكو‬
‫المتاع والتالية‪ ،‬لكنه سيكو االما ت ُحيَّـا فيه الرايا الرئياة لإلسناا ‪ ،‬ويُ َّ‬
‫االما يال روح‪.37‬‬

‫فعلى ماتوى النطاق العام‪ ،‬ثا‬ ‫ويالتالي‪ ،‬فنطاقا الحاضر انا شميت يُنظر ذليهما الى أسنهما يحمال ثييرا م المشاث‬
‫هناك تحل ألسنظمة حكم في ألماسنيا‪ ،‬ثا هناك هجوما الى ثاةوليكية شميت التي ااتت يها في تلك الفتر ‪ ،‬ثما ثا هناك تهايا‬
‫مباشر لوطنه ولشخصه الى حا الاواء‪ .‬وأما النطاق الخاص فكا يه مشكلة رآها شميت الى أسنها ترريب اإلسناا ا‬
‫فحوى وجود سنظرا للتحييا الذي أسنتجته الليبرالية والتانية‪ ،‬وقا رآى شتراوس أ هذ المشكلة هي التي دفعت شميت‬
‫لتاشي مفهومه ا الاياسي‪.38‬‬

‫ويعا‪ ،‬فإسنه ثما قُر َر في الماارية م أ رحلة الرنوص تباأ م تحايا األمر الواقع الى أسنه زير مرزوب فيه‪ ،‬وياتشعر‬
‫الرنوصي المصاب يالمرض الروحي تجا هذا األمر الواقع حالة م اام الرضا تافعه لباأ رحلته فإ شميت قا حاد األمر‬
‫الواقع الى أسنه زير مرزوب فيه‪ ،‬وقا ثا هذا التحايا هو دافعه لتاشي مفهومه ا الاياسي ويهذا تكو أول مرحلة م‬
‫مراح الرنوص قا ُحاد ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫كثير من المفكرين األلمان قد حددوا الليبرالية على أنها من اسباب هذا الضياع والتشتت أيضا‪ .‬انظر‪Bendersky,” Carl Schmitt: :‬‬
‫ٌ‬ ‫كان‬
‫‪Theorist for the Reich”, p. 08‬‬
‫‪33‬‬
‫‪Strauss, “notes on Carl Schmitt”, p. 011‬‬
‫‪34‬‬
‫‪Ibid., p.89‬‬
‫‪35‬‬
‫‪Ibid., pp. 93-94‬‬
‫‪ 36‬وأهم تلك الغايات هو السياسي كما سيأتي الحقا ً‬
‫‪37‬‬
‫‪Schmitt, “the age of neutralizations”, pp. 24-21, also: Strauss, “notes on Carl Schmitt”, pp.115-116‬‬
‫‪38‬‬
‫‪Strauss, “notes on Carl Schmitt”, p.011‬‬

‫‪12‬‬
‫‪II‬‬

‫قاس ومؤلم‪ ،‬لك في حي يرى أ‬


‫يرى فوزلي أ ث البشر لايهم م األسباب ما يكفي للنظر ذلى واقعهم الى أسنه ٍ‬
‫سنظام متت مع اإلله‪ ،‬ت ُـناذ معتناها م تعميم تلك الخبر الى الوجود اإلسنااسني ثله يأ تجعله يؤم‬
‫المايحية الاوية‪ ،‬أو أي ٍ‬
‫يأ ذلها حكيما جع معنى ما في هذا الواقع لكنه شاء أال يكشفه لحكم ٍة منه‪ ،‬فإ الرنوصي‪ ،‬الى العكس م هذا‪ ،‬يذهب‬
‫لتعميم خبرته الى الحالة اإلسنااسنية يأثلمها فتصبح الحالة اإلسنااسنية‪ ،‬ي والاسنيا ثلها‪ ،‬لايه قاسية ومؤلمة‪.39‬‬

‫ويالعود لشميت‪ ،‬فإ مفهومه ا الاياسي قا جاء الى خلفية رؤية شميت لواقعه الى أسنه مكا يُشع ُر اإلسناا ُ‬
‫ياالزتراب‪ ،‬ثما أسنه جاء ُمح َّمال يخلفية سنطاق اام ملئ يالتوترا والصرااا الى ث الماتويا في حيا شميت‪ .40‬ويالتالي‬
‫فالتوقف انا هذا المفهوم يمكنه ذجاية سؤال‪ :‬ه امم شميت خبرته الى الحالة اإلسنااسنية ثك ؟ وللجواب سياوم الباحث‬
‫ياستعراض المالمح األساسية لمفهوم الاياسي انا شميت فيما هو آ ٍ ‪.‬‬

‫يتأسس مفهو الاياسي انا شميت الى افتراض منه يأ الوجود اإلسنااسني هو وجود ُمحاط يإمكاسنية دائمة ال تنتهي‬
‫لالقتتال والصراع‪ ،‬والى هذا األساس أسنشأ شميت ةنائية "العاو مااي الصايق" ثأساس ومعيار للاياسي أو ياألحرى‬
‫ثأساس للوجود اإلسنااسني‪ .41‬والعاو في هذ الينائية يحظى ياألولوية ‪ 42‬ألسنه يأخذ معنا م االفتراض الاايق ثر ليصبح‬
‫ٍ‬
‫العاو هو هذا اآلخر المختلف اني وجوديا يحيث ينشأ ا هذا االختالف الوجودي ذمكاسنية دائمة أل سنتاات ‪ ،‬وذمكاسنية أل‬
‫يُـفني أحاسنا اآلخر‪ .43‬ويؤثا شميت أ هذا العاو ال يجب فهمه الى أسنه مجرد المنافس أو الخصيم الشخصي‪ ،‬وذسنما هو العاو‬
‫وضع مي هذا فإ اإلقتتال‪/‬الفناء يظال‬
‫ٍ‬ ‫الجمعي‪/‬العام الذي يُهاد وجوديا حيا جمااة أخرى أمة ميال‪ .44‬ويالتالي‪ ،‬في‬
‫ذمكاسنية دائمة ال يُتوقع لها أ تنتهي‪.‬‬

‫وفي ل تاريرا ٍ ثهذ ‪ ،‬فإ أي محاولة لتحييا "الاياسي" سيعتبرها شميت محاولة لتحييا معنى أ يكو اإلسناا‬
‫ذسنااسنا فالاياسي انا هو الحالة الطبيعية‪ 45.‬ثما أ الاياسي ليس طبيعيا فاط‪ ،‬وذسنما هو أيضا مصيري ذ هو دوما‬
‫موجود‪ 46،‬ياإلضافة أل أي داو للاضاء الى الاياسي فهي ستنتهجه وسيلة ثي تاضي اليه يأ ت ُـعل أسنها تاتعا‬
‫ب" إلسنهاء ث الحروب‪.47‬‬
‫"لحر ٍ‬

‫‪39‬‬
‫ب من التصور المسيحي للعالم ككل على أنه مكان خير بالرغم من القسوة التي يعانيها اإلنسان‬
‫انظر المقاربة والملحق (ب)‪ .‬وللوقوف على جان ٍ‬
‫يمكن الرجوع لــ‪Joshua Davis: Waiting and Being: creation, freedom, and grace in western theology”, (Minneapolis; :‬‬
‫)‪Fortress Press, 2013‬‬
‫‪40‬‬
‫انظر الجزء‪I :‬‬
‫‪41‬‬
‫‪Schmitt, “the concept of the political”, p.18‬‬
‫‪42‬‬
‫‪Strauss, “notes on Carl Schmitt”, p. 011‬‬
‫‪43‬‬
‫‪Schmitt, “the concept of the political”, p. 17‬‬
‫‪44‬‬
‫‪Ibid., pp. 27-28‬‬
‫‪45‬‬
‫‪Strauss, “notes”, pp. 015, 011 and 018‬‬
‫‪46‬‬
‫‪Schmitt, “the concept”, p.78. also: Strauss, “notes”, p. 001‬‬
‫‪47‬‬
‫‪Schmitt, “the concept”, p. 11‬‬

‫‪13‬‬
‫‪48‬‬
‫فشميت يُارر موقفه م‬ ‫ويذهب شتراوس لتأثيا أ الاياسي انا شميت ليس فاط طبيعيا ومصيريا‪ ،‬وذسنما هو الزم‬
‫المباأ األسنيرويولوجي م اإلسناا الى أسنه "شرير"‪ ،‬وذ ا اُاسنا ذلى سنص شميت األصلي يهذا الصاد سنجا ياول أ ث‬
‫النظريا الاياسية األصيلة "تفترض" اإلسناا شريرا‪ .49‬هنا‪ ،‬يطرح شتراوس سؤاال‪ :‬ذ ا ثا شميت يرى في الشر‬
‫الخير أيضا ُ افتراضا له وجاهته؟‪ 50‬ةم يذهب شتراوس ذلى أ شميت "يُريا" ا يكو اإلسناا‬
‫ُ‬ ‫"افتراضا"‪ ،‬فلما ا ال يكو‬
‫شريرا م أج اا ااتبارا ‪ :‬أوال‪ ،‬أل افتراض الشر سيجع اإلسناا دوما متأهبا‪ ،‬ويالتالي سيجع الجمااة تاعى إلسناا‬
‫‪51‬‬
‫سنفاها وللمحارية واالحتياط‪.‬‬

‫ةاسنيا‪ ،‬أل افتراض الشر سيحارب "الالتاييس" ذ ذ ا فُرض اإلسناا شريرا‪ ،‬مر أخرى‪ ،‬فايُعم له ألف حااب‪،‬‬
‫وسيتحول اإلسناا يذلك ذلى "سياسي"‪ .52‬وأخيرا‪ ،‬أل ذفتراض الشر سينهي اصر "المتاع" ‪entertainment age‬‬
‫فالليبرالية سنحَّـت الاياسي وأتت يعالم مآل يال ُمتع‪ ،‬لك هذ التنحية قا سنحت معها الاياسي واستبالته يمتاعٍ يُررب اإلسناا‬
‫‪53‬‬
‫ا معنى وجود الاياسي‪.‬‬

‫ش َّخـص اصر يأسنه اصر منعام الروح والمعنى‪ ،‬ويعا أ‬ ‫تارير مفاد أ شميت يعا أ‬
‫ٍ‬ ‫يُ ْخـلَـ ُ‬
‫ص م هذا العرض ذلى‬
‫ألمحنا ذلى الصرااا والتوترا التي ثاسنت تشك النطاق العام لعصر ‪ ،‬فإ شميت قا حاول وصف الحالة األولى لإلسناا ‪-‬‬
‫التي الى أساسها يمك تأسيس أي ينيا سياسي‪ - 54‬الى أسنها حالة "الاياسي"‪ ،‬ويمك أ سنلحظ في الاياسي أسنه حالة‬
‫مؤساة الى صراع سيظ موجودا دوما يي ةنائية العاو والصايق‪ ،‬وأ هذ الحالة يراها شميت الى أسنها الزمة وضرورية‬
‫ومصيرية ذ ا أراد اإلسناا أ يكو لوجود معنى‪.‬‬

‫وثما قُرر في افتتاحية هذا الجتء‪ ،‬وفي الماارية‪ ،‬أ ةاسني مؤشرا الرنوص هي االسنتاال م رؤية اإلسناا المصاب‬
‫قاس‪ ،‬ذلى تعميم هذ الرؤية لتشم الوجود اإلسنااسني ثله‪ .‬هذا تحاياا ما قام يه شميت حال‬
‫ٍ‬ ‫يالرنوص لعصر الى أسنه مكا‬
‫امم قااو َ اصر لتشم الحالة الطبيعية لإلسناا ‪ .‬لك ‪ ،‬يخالف اصر منعام المعنى‪ ،‬فإ الحالة الطبيعية‪ ،‬الاياسي‪ ،‬هي‬
‫التي يجا فيها اإلسناا معنا ‪ .‬وم هنا يجب أ سناأل ه حاول شميت ذااد اإلسناا لحالته الطبيعة الاياسي؟‬

‫‪48‬‬
‫‪Strauss, “notes”, p. 000‬‬
‫‪49‬‬
‫‪Carl Schmitt,”Der Begriff des Politschen”, (Berlin; Duncker & Humblot, 1211), S. 11: “Demnach bleibt die‬‬
‫‪merkwürdige und für viele sicher beunruhigende Feststellung, daß alle echten Politischen Theorien den Menschen‬‬
‫””‪als “Böse” voraussetzen.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪Strauss, “notes”, p.000‬‬
‫‪51‬‬
‫‪Ibid., pp.112-113‬‬
‫‪52‬‬
‫‪Ibid., pp.114-115-116‬‬
‫‪53‬‬
‫‪Ibid., pp.115-116‬‬
‫‪54‬‬
‫‪Schmitt, “The concept”, p.02‬‬

‫‪14‬‬
‫‪III‬‬

‫قاس‪ ،‬ةم هو ياوم يتفاير اتي للحالة اإلسنااسنية يأسرها الى أسنها قاسية‪ .‬ويما أسنه قا‬
‫ٍ‬ ‫يرى الرنوصي الواق َع الى أسنه مكا‬
‫أخرج اإلله‪/‬المتجاوز ثفاا ٍ م تجريته‪ ،‬فهو متى يحاول البحث ا خالص م هذ الااو ‪ ،‬فإ يحيه سيكو يحيا اتيا‬
‫مؤساا الى معرفته الخاصة فال دور للمتجاوز في يحيه ا الخالص‪.55‬‬

‫قاس الى الحالة اإلسنااسنية ثلها‪ .‬والاؤال الذي‬


‫ٍ‬ ‫ويالعود لشميت‪ ،‬فاا قُرر أ شميت امم تجرية واقعه الى أسنه مكا‬
‫يطرح سنفاه وفاا للخط النالم لألفكار هنا هو‪ :‬ه حاول شميت أ يؤسس طرياة للخالص م هذ الااو ؟ أو ياألحرى‪ :‬ه‬
‫حاول شميت أ يؤسس طرياة "ت ُـناذ" اإلسناا الذي ُحـيَّا وأصبح زير ُمايَّـس؟ قب أ يُـااَّم جواب الى هذا الاؤال‪ ،‬يجب‬
‫لتارير م تاريرا شميت يرا الباحث الى أسنه هو مفتاح الجواب هذا التارير هو "االستيناء"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫العود‬

‫ذ أثير الماوال ثشفا لاور االستيناء في البنيا المفاهيمي الشميتي هي الماولة ال ُمكيفة التالية‪:‬‬

‫"ذ االستيناء أمتع م الاااا ‪ .‬ذ الاااا ال تُفار أي شئ‪ ،‬لك االستيناء يُفار ث شئ فاالستيناء ال يُفار الاااا فاط‪،‬‬
‫َ‬
‫الميكنة التي‬ ‫ي هو يُـفار سبب وجودها الذي ينبع م االستيناء أصالة‪ .‬ففي االستيناء‪ ،‬يخترق انفوا الحيا الحاياية‬
‫‪56‬‬
‫أصايها ال َخـاَـر م ثير التكرار"‪.‬‬

‫ارف شميت الاياد يأسنه تنبع م االستيناء "فالايا هو م يُارر في حالة‬


‫يناء الى هذا التارير م شميت‪ ،‬فاا َّ‬
‫االستيناء"‪ ،‬ويكو قرار هو الارار الحق يك ما تحمله الكلمة م معنى‪ 57.‬ثما أ شميت قا أقام ةنائية العاو‪-‬الصايق‪ ،‬التي‬
‫هي معيار الاياسي‪ ،‬الى أساس افتراض أ هناك ذمكاسنية تظ موجود لحاوث اقتتال ُممي في حرب حاياية‪ ،‬ةم هو هب‬
‫للاول يأ ثو هذ الحرب حالة "استينائية" ال يلري أهميتها‪ ،‬ي هو ما يؤثا الى ماى تلك األهمية أصال ‪ 58‬فاالستيناء هو‬
‫األساس في البنيا المفاهيمي الشميتي‪ 59.‬واآل ‪ ،‬لما ا التأثيا الى االستيناء؟‬

‫الجواب يُاامه ثييرو ‪ ،‬لك يتبنى الباحث ما هب ذليه ميكا أوياثاسنراس حي الحظ أ شميت يبني مفاهيمه الى‬
‫خالص م اصر ‪ 60.‬ثيف؟ يُجيب أوياثاسنراس يأ النطاق المرثتي للتفكير الميتافيتياي الذي‬
‫ٍ‬ ‫االستيناء يُـريةَ البحث ا‬
‫اصر ثهذا يُنيت ث التصورا والمفاهيم الى شك دائر‬
‫ٍ‬ ‫ااشه شميت ثا اصرا ُ‬
‫طرد منه اإلله ومعه ث متجاوز‪ ،‬وفي‬
‫ثامنة ‪ Immanent‬منرلاة الى سنفاها‪ 61.‬وضا هذ الاائر المنرلاة ياف شميت لياول أسنه ال يُمك تفاير هذ الاائر يذاتها‬

‫‪55‬‬
‫انظر المقاربة والملحق (ب)‬
‫‪56‬‬
‫‪Schmitt, “political theology”, p.05‬‬
‫‪57‬‬
‫‪Ibid., pp. 5-6‬‬
‫‪58‬‬
‫‪Schmit, “the concept of the political”, p. 15‬‬
‫‪ 59‬ولمتابعة كيف أن تقريرا ٍ‬
‫ت أخرى كثيرة عند شميت تتأسس على االستثناء‪ ،‬بل كيف أن "فلسفتة" كلها قائمة على االستثناء‪ ،‬انظر‪Michael :‬‬
‫‪Marder, “Groundless Existence: the political ontology of Carl Schmitt”, (London; Continuum International, 1101),‬‬
‫‪from page 13 to 35‬‬
‫‪60‬‬
‫‪Ojakangas, “a philosophy of concrete life”, p.14-25‬‬
‫‪61‬‬
‫‪Ibid., p. 27‬‬

‫‪15‬‬
‫وذال حاةت مرالطة ت ُنتج اسنعااما للمعنى ويالتالي‪ ،‬فلكي يُصبح للاائر معنى يجب أ يُح َا ُ‬
‫ث فيها صاع – االستيناء‪ -‬لكي‬
‫يُمك أ يتأسس فيها ولها معنى‪ 62.‬فبنيا شميت المفاهيمي يحاول الخالص م اصر اسنرلق الى سنفاه يأ يحاول شميت‬
‫‪63‬‬
‫فتح تلك االسنرالقية يإحااث صاع يأخذ شك االستيناء‪ ،‬يؤسس اليه شميت ث المعاسني‪.‬‬

‫والاؤال‪ :‬يعا أ أحاث شميت هذا الصاع الذي سيتأسس اليه المعنى ويالتالي الخالص‪ ،‬ه أخذ الخالص الشميتي‬
‫شك المتجاوز؟‬

‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬
‫يرى مايك ماردر – ثذا أوياثاسنراس ‪ -‬أ شميت يارر أ المعنى في االستيناء يتحاد يارار ذسنااسني‪ ،‬ال يتاخ ٍ‬
‫متجاوز فالارار اإلسنااسني انا شميت هو قرار – يالنابة لماردر ‪ -‬يرفض أي قااا ساياة اليه‪ 66،‬ويذهب ماردر للاول يأ‬
‫شميت يُعطي الايا في االستيناء الحق الكام في أ ياوم يتأوي الوضع االستينائي‪ ،‬والى ث م هم دو الايا أ يابلوا‬
‫االم فار لهم الايا حتى ال تاع فوضى تأويال ‪ 67.‬والابب وراء لك – مر أخرى‪ -‬هو أسنه في قراء ماردر‬
‫العيش في ٍ‬
‫‪68‬‬
‫فشميت يرى التأوي هو فع تأسياي "لتريير العالم"‪.‬‬

‫فالخالصة هي أسنه وفاا لما تارر في افتتاحية هذا الجتء‪ ،‬وفي الماارية‪ ،‬م أ الرنوصي ياعى للخالص الذاتي يعياا ا‬
‫المتجاوز‪ ،‬فإ ما توص له تحلي االستيناء‪/‬الارار يوصفهما أساس ينيا شميت المفاهيمي هو أ شميت يالفع يبحث ا‬
‫خالص اتي يُبنى الى الارار اإلسنااسني في حالة اإلستيناء‪ ،‬يعياا ا المتجاوز‪.‬‬

‫‪IV‬‬

‫ذ الرنوصي يعا أ امم تجرية الااو الى الحالة اإلسنااسنية‪ ،‬ي والعالم ثك ‪ ،‬ويعا أ ةار الى المتجاوز وطرد م‬
‫تجريته‪ ،‬هو يحاول أ ينشئ صور يايلة ا الواقع ‪ Second Reality‬يُـكَـو فيها معنى في الواقع يعياا ا المتجاوز‪،‬‬
‫ويعيا تأوي ث الرموز الاالة الى هذا المتجاوز الى أسنها محض مفاهيم في التجرية البشرية ياه التالاب يها‪ 69.‬وياوم‬
‫هذا الجتء يمحاولة الوقوف الى هذ الصور البايلة انا شميت يأ أ) يُتعرض لمعنى "المعنى" انا شميت‪ ،‬ب) يُتعرض‬
‫لرمت مايحي هو الكاتيكو ‪ ،Katechon‬مما ياتلتم توضيح النظر‬
‫ٍ‬ ‫لتفاير شميت للتاريخ‪ ،‬ج) يُتعرض لتفاير شميت‬
‫المايحية "األصلية" لهذا الرمت أوال‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪Ibid., pp: 26,27,28,29‬‬
‫‪63‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪64‬‬
‫‪Ojakangas, “a Philosophy of concrete life”, pp: 11-27‬‬
‫‪65‬‬
‫‪Marder, “Groundless Existence”, pp: 21- 160 -171‬‬
‫‪66‬‬
‫‪Ibid., p.4‬‬
‫‪67‬‬
‫‪Ibid., p. 177‬‬
‫‪68‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪69‬‬
‫انظر المقاربة والملحق (ب)‬

‫‪16‬‬
‫فأما ا معنى "المعنى"‪ ،‬فاإلجاية قامها مايك ماردر في تحليله لألساس الوجودي لمفهوم الاياسي انا شميت‪ .‬فيرى‬
‫ماردر أ شميت ينظر لإلسناا الى أسنه ال يمك ةبر أزوار ألسنه يظ سؤاال مفتوحا‪ 70،‬والى هذا األساس‪ُ ،‬مضافا ذليه ذااد‬
‫قراء لعايا الهوتية ثالسيكية تنظر لإلسناا الى أسنه ُمـ َمـوضَـع منذ ياايته في حوار مع الرب ياوم – أي الحوار‪ -‬الى‬
‫حرية اإلراد اإلسنااسنية‪ ،‬فاا توص شميت ذلى أسنه سيظ هناك دوما ذمكاسنية ال تنتهي للنتاع‪ 71.‬ثما رآي شميت – في قراء‬
‫ماردر ‪ -‬أسنه يما أ اإلسناا ال يمك ةبر أزوار ألسنه ال أرضية ةايتة له ‪ ،Groundless‬فإ هذا يرجع لكو مصير اإلسناا‬
‫هو اائا لارار الذاتي‪ 72.‬وم هذ الرؤية‪ ،‬فاا توجه شميت – في قراء ماردر‪ -‬لآلخر‪/‬العاو الى أسنه هو الذي ياوم‬
‫فالعاو – وفاا لشميت ‪ -‬هو م "ياتطيع أ يضعني مح تااؤل"‪ .‬فالمعنى الذي يؤساه شميت في‬ ‫يتعريف الذا‬
‫اآلخر‬
‫ُ‬ ‫الاياسي هو معنى يتحاد ياآلخر الذي يُفترض فيه أسنه دوما يضع اإلسناا مح تااؤل مفتوح‪ ،‬حتى ولو حم هذا‬
‫‪73‬‬
‫الخطر والمو ‪.‬‬
‫َ‬ ‫لإلسناا‬

‫ويهذا يُفهم لما ا يهاجم شميت التحييا والالتاييس ذ أي محاولة لتحييا "العاو" هي محاولة لتحييا "معنى" أ يكو‬
‫اإلسناا ذسنااسنا أصال‪ .‬ويما أ شميت حاد اصر الى أسنه اصر التحييا‪ ،‬ويما أسنه حاد الاياسي الى أسنه هو الاائم الى‬
‫‪74‬‬
‫العاو‪-‬الصايق‪ ،‬فال زراية م أ يُشَخص شميت اصر يالعامي‪.‬‬

‫والى هذ األساس ياوم شميت يتفاير التاريخ البشري ثله يأ ياول "بدأ التاريخ بقايين وهابيل؛ فهذه القطبية الجدلية‬
‫هي ما يعطي للتاريخ معناه‪ ،‬ألنها تدل على أصالة العنف في التاريخ البشري"‪ 75‬هذا النا ا شميت يعكس يوضوح أ‬
‫تاتصر الى تشخيص واقع شميت فاط‪ ،‬ي هي امتا لاائر التاريخ البشري‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ةنائية العاو‪-‬الصايق ثأساس للمعنى لم‬
‫وأصبحت هي المباأ الذي ت ُفار الى ذةر األحااث‪.‬‬

‫وهنا تباأ اناصر الصور البايلة تظهر فشميت يبني معنى "في" الواقع‪ ،‬ولكي تكتم الصور اليا م التأثا م قيام‬
‫شميت يتأوي رمت – الى األق ‪ -‬م رموز المتجاوز الى أسنها مجرد مفاهيم داخ التجرية البشرية وم هنا‪ ،‬سيُنظر لتعام‬
‫شميت مع الكاتيكو ذ يُعا أحا رموز اإليما المايحي‪.‬‬

‫ذ الكاتيكو هو رمت م رموز األخرويا ‪/‬اإلسكاطولوجي المايحية‪ ،‬ولفهم ماهيته ورمتيته يجب التعرض للنظر‬
‫المايحية ا األخرويا يشك اام‪ .‬يشرح ثارل لوفيت هذ النظر يأ ياول أ معنى التاريخ يُحاد مايحيا يتحايا زاية‬
‫أفق زمني ماتابلي‬
‫متجاوز له وهي في اإليما المايحي زاية الخالص‪ .‬فيباأ التاريخ يالخطية األولى‪ ،‬وتتحاد زايته في ٍ‬

‫‪70‬‬
‫‪Marder, “Groundless Existence”, p. 81‬‬
‫‪71‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪Ibid., pp: 86,87,88, and 89‬‬
‫‪74‬‬
‫‪Ibid., p. 160‬‬
‫‪75‬‬
‫‪Carl Schmitt, “Ex Captivate Salus: Erfahrungen der Zeit 0245/0247”, (Berlin; Duncker & Humblot, 1111) pp. 82-90‬‬

‫‪17‬‬
‫يتحاق فيه الخالص األخرويا ‪/‬اإلسكاطولوجي‪ .‬ويؤثا لوفيت أ ث األحااث التاريخية في الحيت التاريخي تأخذ معناها‬
‫‪76‬‬
‫ويُاب تأويلها‪ ،‬مايحيا‪ ،‬ذ ما فُار يلحال الهاف النهائي م التاريخ الخالص‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار العام "يؤم " المايحي يرموز األخرويا ‪ ،‬وم هذ الرموز رمت الكاتيكو ‪ .‬فهينري ةيا يرى أ‬
‫تفاصي "الم" األخرويا هي مح جال ثبير‪ ،‬لك يشك اام‪ ،‬فإسنه يُمك ذجمال الصور العامة ا الكاتيكو ثالتالي‪:‬‬
‫يااية‪ ،‬فإ الاايس يولس في رسالته الياسنية أله تاالوسنيكي قا أخبرهم يأ اود المايح الياسنية لم تحاث يعا أل هذ‬
‫العود ستكو مابوقة ياستعال ضا‪-‬المايح واسنفال الشر‪ ،‬وقا أخبرهم ايضا أ الشر يعم في اصرهم سنعم‪ ،‬لكنه لم ينفلت‬
‫يعا سنظرا لوجود ما‪/‬م يمنعه وهو الكاتيكو ‪ 77.‬ويُعاب ةيا أ الكاتيكو له وليفة معينة‪ ،‬مبنية الى الكتاب المااس‪،‬‬
‫تمهياا الستعال ضا المايح‪.‬‬ ‫وهي منع اسنفال الشر‪ 78‬حتى مياا معي يباأ انا الكاتيكو ياالسناحاب‪ ،‬ويخطف المؤمني‬
‫ثما يؤثا سياق حايث ةيا – تماشيا مع الرؤية المايحية اإلسنجيلية لألخرويا ‪ -‬أ ث هذا يُؤم ُ يه يلحال حاث المجئ‬
‫الياسني والخالص‪.79‬‬

‫وأما ا ماهية الكاتيكو تحاياا‪ ،‬فيذثر ةيا أ البعض يرا هو سلطا الااسنو والحكوما ‪ ،‬وآخر يروسنه الى أسنه‬
‫هو الشيطا سنفاه‪ ،‬ثما يذهب ةيا سنفاه للاول يأ الكاتيكو قا يكو الرب أو الروح الااس‪ 80.‬لك ‪ ،‬ث ما يجمع هذ‬
‫التأويال هو المباأ الذي الحظه لوفيت ساياا والذي مفاد أ ث رموز التاريخ واألخرويا المايحية يجب أ تفار يلحال‬
‫الراية النهائية وهي الخالص‪ .‬فما ا ا شميت؟‬

‫و أيرز‬ ‫قب الخوض في أي تفاير أو تأوي لتعام شميت مع الكاتيكو يجب أ يُنظر ذلى ما قاله هو ا الكاتيكو‬
‫موضع تحاث فيه شميت ا هذا الموضوع يوضوح هو في النص التالي م ثتايه "سناموس األرض" ‪Nomos of the‬‬
‫‪:Earth‬‬

‫"لم تك اإلمبراطورية الروماسنية يوما ياقية فهي ثاسنت دوما لها سنهاية‪ .‬ولك ‪ ،‬استطاات تلك اإلمبراطورية أ تصبح قو‬
‫تاريخية‪ ،‬وقا ثا المفهوم التاريخي الحاسم لهذ االستمرارية هو الماسنع الكاتيكو ‪ .‬فاإلمبراطورية يهذا المعنى ثاسنت تعني‬
‫الاو التاريخية التي تمنع لهور ضا‪-‬المايح ومعه سنهاية الحيت ‪ eon‬الحاضر‪ ...‬فإمبراطورية العصور الوسطى المايحية‬
‫‪81‬‬
‫يايت حية طالما ياى معها الكاتيكو حيا‪".‬‬

‫موضع آخر ياول شميت‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫وفي‬

‫‪76‬‬
‫‪Karl LÖwith, "Meaning in History", (Chicago: The University of Chicago Press, 1949), pages: 5, 6, 182,183, 184,‬‬
‫‪185, 186, and 187‬‬
‫‪77‬‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬رسالة بولس الثانية ألهل تسالونيكي‪ ،‬اإلصحاح الثاني‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫يجب هنا مالحظة أن وظيفة الكاتيخون ليست هي افناء الشر ألن افناءه هي مهمة المسيح؛ وإنما مهمته هي الحفاظ عليه غير منفلت وال مستش ٍر‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫هينري ثيسن‪" ،‬محاضرات في علم الالهوت النظامي"‪( ،‬لبنان‪ :‬مركز مورغان للنشر واإلعالم‪ ،)1104 ,‬صـ ‪171‬‬
‫‪80‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬صـ ‪171-155-154‬‬
‫‪81‬‬
‫‪Carl Schmitt, “the Nomos of the Earth in the the international law of the Jus Publicum Europaeum”, trans by G.L.‬‬
‫‪Ulmen, (New York; Telos Press Publishing, 2003), pp. 59-60‬‬

‫‪18‬‬
‫ا معنى يالنابة لإليما المايحي‬ ‫"أسنا ال أؤم يأ هناك أي مفهوم تاريخي آخر يخالف الكاتيكو ثا م الممك أ يكو‬
‫فكرتي‪ :‬األحااث البشرية التي شُلت ذسكاطولوجيا‪،‬‬
‫ْ‬ ‫األصلي ذ يوفر اإليما يوجود ماسنع يحجت سنهاية العالم الممر الوحيا يي‬
‫‪82‬‬
‫ويي الوحاا التاريخية الضخمة المتراصة ثاإلمبراطورية الروماسنية والملوك األلما ‪".‬‬

‫ةم يعا هذي التاريري ‪ ،‬يباأ شميت في تبيا أ "اإلمبراطورية" الحاة في النظر المايحية ثاسنت ت ُحاد فاط ذ ا ما سنُظر‬
‫لها الى أساس أسنها تمي "الكاتيكو "‪ 83،‬ويعا لك يتجه شميت لمحاولة تحايا "ثاتيكو " الى ماار فترا زمنية مختلفة‬
‫‪84‬‬
‫حتى يعا ساوط اإلمبراطورية الروماسنية‪.‬‬

‫ذ هذ الرؤية دفعت ماتياس لييفَنس للتااؤل مع فيليام رايش‪":‬ما ا لو أ الكاتيكو انا شميت ليس الهوتيا‪ ،‬وذسنما هو‬
‫‪85‬‬
‫سياسي‪ ،‬أو ياألحرى هو تمظهر الاياسي؟"‬

‫هذا التااؤل في محله ففي اإلطار المايحي يُرى الكاتيكو الى أسنه رمت مرحلي في ذطار أفق األخرويا ‪ ،‬وأ هذا‬
‫الرمت سيأتي اليه حي م الاهر ليناحب م التاريخ ُمـطلـاا الاراح لضا المايح‪ ،‬وث هذا يحاث يإسنتظار حاث الخالص‬
‫الخالص م الشرور تحاياا – ثما قُرر م قب ‪ .‬لك ‪ ،‬شميت يلجأ للكاتيكو يظ ٍ منه أسنه يمنع سنهاية التم ‪ ،‬وهذا المنع هو‬
‫‪86‬‬
‫فتواجا الكاتيكو انا ليس مرحليا‪ ،‬وال يخام الخالص م الشرور‪ ،‬وذسنما المحافظة الى الفع‬ ‫ما يبحث انه شميت‬
‫الاياسي المؤسس الى ةنائية العاو‪-‬الصايق‪.‬‬

‫يهذ الاراء يمك فهم لما ا تحول الكاتيكو لاى شميت – ثما رآى الكييرو الى رأسهم جورجيو أزامبي ‪ -87‬ذلى فئة‬
‫‪88‬‬
‫معممة ‪ neutral generalization‬يُبحث انها في ث وقت لكي تؤدي زرض معي وهو الحفال الى الفع الاياسي‬
‫فشميت سنفاه يالرزم م أسنه قرر أ في زياب الكاتيكو فإ "اإلمبراطورية" تتوقف ا ثوسنها ذمبراطورية لتتحول لمحض‬
‫"قيصرية"‪ ،‬وأسنه مع ياايا الار اليالث اشر‪ ،‬قا ياأ النظر لإلمبراطورية الروماسنية الى أسنها ذمبراطورية يالمعني‬
‫لك‪ ،‬فإ شميت ل يبحث ا ثاتيكو لك اصر حتى يعا الار‬ ‫الكاتيكوسني – ذ ا جاز التعبير‪ -‬تتوقف‪ ،‬لك يالرزم م‬
‫‪89‬‬
‫اليالث اشر‪ ،‬ويعا اسنهيار "اإلمبراطورية" الروماسنية‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪Ibid., p.60‬‬
‫‪83‬‬
‫‪Ibid., pp. 62-63‬‬
‫‪84‬‬
‫‪Ibid., p. 238‬‬
‫‪85‬‬
‫‪Mathias Lievens, “theology without God: Carl Schmitt’s profane concept of the political”, Bijdragen: Tijdschrift‬‬
‫‪voor Filosofie en Theologie (2012) p. 27‬‬
‫‪86‬‬
‫‪Ibid., p.27‬‬
‫‪87‬‬
‫‪Giorgio Agamben, “the time that remains”, trans. Patricia Dailey, (California; Stanford University Press, 1115), p.‬‬
‫‪110‬‬
‫انظر قول شميت‪ ":‬يجب على المرء أن يكون قادرا ً على تعيين كاتيكون لكل حقبة في آخر ‪ 0284‬سنة‪ .‬فإن وظيفة الكاتيكون ظلت مشغولة دوما؛‬
‫‪88‬‬

‫َـل‪ ،‬لما كان لنا أن نوجد"‪Schmitt, “Glossarium”, p.11 .‬‬ ‫إذ هي إن لم تُـ ْشـغ ْ‬
‫‪89‬‬
‫‪Sergei Prozorov, “The Katechon in the age of biopolitical nihilism”, Continental Philosophy Review, vol. 45, issue‬‬
‫‪4 (2012), p. 4‬‬

‫‪19‬‬
‫ث هذا دفع لييفنس الاتبار أ شميت ياام سنظر ا الكاتيكو مبنية الى الاياسي‪ ،‬وأ هذ النظر ياورها ترفض‬
‫مجئ الرب أل مجئ الرب سيعني سنهاية التاريخ‪ ،‬وهو ما ال يريا شميت‪ .90‬فه لهذا ما يؤثا م أامال شميت سنفاه؟‬

‫اإلجاية في رؤية شميت للمايحية ثما وضحها أويكاسنراس فينا أويكاسنراس ا شميت ما مفاد أ المايح سنفاه –‬
‫يالنابة لشميت‪ -‬هو رسالة سالم م شأسنها ذسنهاء التوتر الجالي يي العاو‪-‬الصايق‪ ،‬ويالنابة لشميت فهذا أخشى ما‬
‫‪92‬‬
‫ضرر" ‪ harmless‬في الاياق االجتمااي والاياسي‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫يخشا ‪ 91‬لذا فشميت طالب يضرور جع أةر المايح "زير ي‬
‫ثما طالب يتعريف المايحية الى أسنها هي الكنياة – ال المايح أل الكنياة هي التي ستحول اسنعاام قو المايح ذلى قو‬
‫حاثمة وقاهر ‪.93‬‬

‫لك لما ا هب شميت للكاتيكو تحاياا؟ فكا يمكنه أ يُحاول تأسيس الاو التي تحافظ الى الاياسي يعياا ا‬
‫األول هو رأي لييفنس الذي حاول فهم التوجه سنحو الكاتيكو يناء الى‬ ‫الكاتيكو ‪ .‬ذجاية هذا التااؤل ستكو الى خطي‬
‫التصور الشائع ا التاريخ في اصر شميت سنفاه‪ ،‬واآلخر سيكو ا طريق محاولة جمع شتا التاريرا الااياة في ينية‬
‫الصور البايلة التي هي مناط هذا الجتء‪.‬‬

‫فأما الخط األول‪ ،‬فيتأتى يأ لييفنس يرى أ الحااةة سنمت الى وا ٍا يالخالص‪ ،‬وأ وااا ثهذا لهو شايا الخطور الى‬
‫الاياسي ويالتالي فالتفكير سياسيا في اصر يبحث ا لحظة خالص سنهائية قا دفع شميت ‪ -‬في تحلي لييفنس‪ -‬لمحاولة‬
‫البحث ا لحظة يمكنها أ تحاق الاياسي‪ ،‬وفي سنفس الوقت تترك األفق مفتوحا سنحو الخالص دو الحايث انه صراحة‬
‫يالنفي أو اإليجاب والكاتيكو قا مي َّـ تلك "اللحظة" لشميت ذ رآ الى أسنه المحافظ الى جالية الاياسي م جهة‪ ،‬وأسنه‬
‫م جهة أخرى ييير في ه م يرا ويؤم يه وجود لحظة خالصية تالية اليه‪ ،‬لك يعا فتر يكشف الكاتيكو ا وجهه‬
‫‪94‬‬
‫الاياسي الرافض للخالص يهذا المعنى‪ ،‬ليترك م تبعه في أحضا الاياسي‪.‬‬

‫وأما الخط الياسني فيتأتي ياستاااء ذريك فوزلي للنااش ذ يرى فوزلي أ التاريخ البشري – الحيت المؤقت‬
‫‪ -Interim‬هو حيت يال معنى ألسنه يتحرك سنحو ماتاب مجهول‪ ،‬وأ أي محاولة لخلق معنى في هذا الحيت لهي محاولة‬
‫مضللة وتاع في قلب املية الحلول ألسنها – أي املية الحلول‪ -‬تاعى سنحو رموز اإليما م أج ذاطاء معنى للتاريخ‬
‫البشري يعا تأوي تلكم الرموز الى أسنها محض منتوجا للواي البشري‪.95‬‬

‫ويهذا يُمك فهم ما قام يه شميت ذ الكاتيكو – انا شميت‪ -‬لم يعا رمتا متجاوزا‪ ،‬ولكنه "ثمفهوم" هو ما يحفظ‬
‫المعنى‪ ،‬الاياسي‪ ،‬الذي أسنشأ شميت "في" التاريخ‪ .‬ويالتالي‪ ،‬فعناصر الصور المشوهة ا الواقع قا اثتملت انا شميت‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪Lievens, “Theology without God”, p. 17‬‬
‫‪91‬‬
‫‪Ojakangas, "a philosophy of concrete life”, pp.044-146‬‬
‫‪92‬‬
‫;‪G.L. Ulmen, introduction to: Carl Schmitt, “Roman Catholicism and political form”, trans. G.L. Ulmen, (London‬‬
‫‪Greenwood Press, 1996), p.12‬‬
‫‪93‬‬
‫‪Schmitt, Ibid., p. 31‬‬
‫‪94‬‬
‫‪Lievens, “Theology without God”, pp. 18-29. See also: Jeffery Barash, “The Sense of History: On the Political‬‬
‫‪Implications of Karl Löwith's Concept of Secularization”, History and Theory, Vol.37, no.1 (1998), pp: 69-82‬‬
‫‪95‬‬
‫المقاربة ‪Voegelin, “new science of politics”, pp. 081-189; See also:‬‬

‫‪20‬‬
‫‪V‬‬

‫الرنوصي‪ ،‬في األخير‪ ،‬لايه ارض يمك أ يكو في حا اته مرضا وهو‪ :‬مرض اسنرالق الروح‪ .‬هذا المرض يُعرف الى‬
‫‪97 96‬‬
‫فياول‬ ‫أسنه ذسااط اماي لعنصر م اناصر الواقع حتى يتمك الرنوصي م تكوي صور ا اإلسناا وا العالم‬
‫فوزلي أ هويت أساط انصر الخير األسمى‪ ،‬وأ هير أساط انصر وجود لرت في الواقع ياتعصي دوما الى فهم البشري‬
‫ليتمك م الاول يأ المعرفة البشرية الكاملة ممكنة‪ 98.‬ثما يجب استحضار أ فوزلي أشار أل الرنوصي يُارك دوما تمام‬
‫اإلدراك أ ينياسنه يناض ما لم يُااط العنصر الذي ياف حائال دوسنه ويلوغ زايته ‪ 99‬فما ا أساط شميت؟ هنا قا تختلف اآلراء‬
‫فاا يكو شميت أساط أثير م انصر في الحاياة‪.‬‬

‫لك يشك اام‪ ،‬أرى أ هناك انصرا أساسيا أساطه شميت وهو اإلله المتجاوز اته‪ .‬ففي سنظر فوزلي فإ اإلله‬
‫المتجاوز يُمي أرضية الوجود سنفاها‪ 100،‬و قا هب ليؤثا الى لك يتحرير مفهوم العا ‪ Nous‬انا التااليا الفلافية‬
‫اليوسناسنية الاايمة‪ ،‬ثما أثا أ هذا هو ُملَخص التجرية المايحية األصلية ثما تظهر انا ُ‬
‫‪101‬‬
‫الرس والااياي األوائ ‪.‬‬
‫ويالتالي‪ ،‬فأيرز انصر م اناصر الواقع هو اإلله‪ .‬والاؤال ييور هنا‪ :‬ه ثا شميت واايا يأهمية اإلله المتجاوز؟ واإلجاية‬
‫م وجهة سنظر الباحث هي يالطبع فبحكم سنشأته و تعليمه و اشتباثه مع الالهو والفلافة‪ ،‬فهو الى أتم ذدراك يأهمية اإلله‬
‫المتجاوز‪ 102.‬وهناك يعض المواقف التي يجب مالحظتها يهذا الصاد حتى تتأثا الفكر ‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬يذهب شميت في يااية تحوله ا النيو‪-‬ثاسنطية ذلى ديوا "األضواء الشمالية" ليؤثا أ الررب أصبح االما يال‬
‫روح‪ ،‬تحول فيه اإلسناا لشيطا يعرف ث شئ وال يؤم يأي شئ‪ ،‬وتحولت الجنة ذلى "جنة" أرضية قوامها االستهالك‪،‬‬
‫ثما يؤثا شميت في ابار ثاشفة أ هذا اإلسناا الحايث قا استرنى ا ذله محب ورحيم!‪ 103‬فهو هنا يؤثا الى أ اإلله له‬
‫دور‪ ،‬والى أ حال الررب هو ايتعاد ا اإلله أدى لك تلك التحوال "منعامة الروح"‪.‬‬

‫وياستحضار تحلي أوياثاسنراس لالستيناء انا شميت والذي دار حول أ شميت حاول خلق تصااا في دائر ثامنة‬
‫اسنرلات الى سنفاها يحيث قا يُامح للمتجاوز أ يأتي منها‪ ،104‬ييور سؤال‪ :‬ه حاول شميت ذدخال المتجاوز م هذ‬
‫التصااا ؟ أم أسنه اثتفى يالتصااا ؟‬

‫‪96‬‬
‫انظر المقاربة والملحق (ب)‬
‫‪97‬‬
‫لهذا المرض الروح ي تعريفات لها مدخلية مباشرة في منهج فوغلين‪ ،‬لكن التعريف المعتمد هنا هو التعريف اذي يتعامل مع "مرض انغالق الروح"‬
‫ُ‬
‫الباحث أن يبحث عنه كما ذكرنا في الملحق (ب)‪.‬‬ ‫بطريقة تحوله لمؤشر يستطيع‬
‫‪98‬‬
‫‪Voegelin, “Science, Politics, and Gnosticism: two essays” ,(Gateway editions; Gateway edition, 2012),, pp. 82-85‬‬
‫‪99‬‬
‫‪Ibid., p.81‬‬
‫‪100‬‬
‫‪Eugene Webb, “Eric Voegelin: Philosopher of History”, (Washington: University of Washington Press, 0280),‬‬
‫‪p.282‬‬
‫‪101‬‬
‫‪Voegelin, “Anamnesis”, trans by Girhart Niymeyer, (Columbia; University of Missouri Press, 1978), p.97 onward‬‬
‫‪102‬‬
‫انظر الجزء ‪I‬‬
‫‪103‬‬
‫‪Schmitt, “Theodor Däublers Nordlicht”, S. 11-65‬‬
‫‪104‬‬
‫انظر الجزء ‪III‬‬

‫‪21‬‬
‫يرى أويكاسنراس أ شميت اثتفى يالتصااا ‪ 105.‬ولرأي أويكاسنراس ما يبرر فشميت يعا أ مها الطريق وأحاث‬
‫تصااا يالفع في دائر الاولة الاستورية المنرلاة الى سنفاها‪ ،‬لم يمأل يمتجاوز‪ ،‬ي مأل يالحاثم‪/‬الايا الذي شُبه ياإلله‬
‫فشميت مارك لاور اإلله المتجاوز وأهميته‪ ،‬وقا و َّلـف جتءا ثبيرا م ينياسنه المفاهيمي إلحااث تصااا في‬ ‫‪106‬‬
‫يالمتجاوز‬
‫الاائر المنرلاة الى سنفاها‪ ،‬لكنه لم يامح للمتجاوز يأ ياخ م تلك التصااا ‪.‬‬

‫ي ذ شميت هب أليعا م لك‪ ،‬فاا قُر َر م قب أ شميت أسس رؤيته للتاريخ الى أساس م مفهومه ا الاياسي‬
‫الذي يفترض جالية ماتمر يي العاو‪-‬الصايق‪ ،‬وقا قُر َر أيضا أ شميت يتأثيا الى الكاتيكو هو سعى للحفال الى هذ‬
‫الجالية وتأجي قاوم "الرب" ي والمطالبة يتحييا أةر ألسنه يإمكاسنه أ ينهي تلك العالقة الجالية‪ ،‬ويالتالي سينهي المعنى‬
‫‪107‬‬
‫الذي شيا شميت فم هنا هو قام المعنى الذي أقامه هو الى "الرب" سنفاه‪.‬‬

‫واآل ‪ ،‬ما الهاف م ذسااط هذا العنصر؟ يالنابة لفوزلي ‪ ،‬فإ جوهر المرض الروحي – والرنوصية معه‪ -‬هو اام‬
‫فاإليما مؤسس الى ضرور اإلاتااد فيما ال يمك مشاهاته‪ ،‬ويالتالي هو يحتاج ذلى‬ ‫الاار الى تحم ماتضيا اإليما‬
‫صبر هائلة وقار تحم تاتطيع مواثبة التوتر الحادث في الحالة اإلسنااسنية حا َل توجهها سنحو اإلله المتجاوز‪ 108.‬واليه‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫طاقة‬
‫فإ شميت يإدراثه لوجود اإلله المتجاوز ولاور ‪ ،‬ومحاولته ذسااطه م أج ينائه المفاهيمي‪ ،‬فهو قا رجح جاسنب الحصول‬
‫الى الياي الاسنيوي يعياا ا التوتر الناشئ ا ماتضيا اإليما ‪.‬‬

‫الخلاصة‬

‫ثا التااؤل الرئيس للبحث ا ماهية وشك العالقة يي ثارل شميت والتااليا المايحية‪ .‬وقا است ُخام مفهوم الرنوصية‬
‫ق اآل ذال حوصلة ما قُام لكي تتضح‬
‫ثما يظهر انا ذريك فوزلي لتحلي هذ العالقة‪ ،‬ثما يينت أجتاء البحث الااياة‪ .‬فلم يتب َ‬
‫ماهية العالقة وشكلها‪.‬‬

‫ييَّـ البحث أ ثارل شميت ااش واقعا مليئا يالتوترا الى ث الماتويا ‪ ،‬وأ هذ التوترا دفعته لكي يُشَخـص‬
‫اته‪ .‬ولم يكتف شميت يهذا‪ ،‬فاا امم رؤيته‬ ‫العصر اإلسناا مرتريا ا‬
‫ُ‬ ‫قاس ال معنى فيه ذ يجع هذا‬
‫واقعه يأسنه واقع ٍ‬
‫لعصر وحاضر "الااسيا " لتشم مفهومه ا الاياسي الذي هو أساس تصور ا "الحالة الطبيعية" لإلسناا ‪ ،‬لك –‬
‫الى اكس واقعه العامي يالناة له ‪ -‬فإ الحالة الطبيعية هذ يالرزم م قاوتها ذال أسنها تميت يالمعنى الذي يتحاد‬
‫ياآلخر‪/‬العاو‪ .‬وم هنا‪ ،‬اسنطق شميت ليبحث ا معنى في التاريخ‪ ،‬وقا أسس هذا المعنى الى مفهومه ا الاياسي‪ ،‬وفي‬
‫ذطار تشييا لهذ الصور ا الواقع ‪ Second Reality‬اشتبك شميت مع النطاق األخروي المايحي ا طريق رمت‬

‫‪105‬‬
‫‪Ojakangas, “a philosophy of concrete life”, pp.15-27‬‬
‫‪106‬‬
‫‪Schmitt, “Political Theology”, p.11‬‬
‫‪107‬‬
‫انظر الجزء‪IV :‬‬
‫‪108‬‬
‫انظر‪ :‬المقاربة والملحق (ب)‬

‫‪22‬‬
‫لمفهوم يخام ينياسنه الاياسي مر أخرى‪ .‬وقا ييَّـ البحث‪ ،‬أخيرا‪ ،‬أ شميت أساط انصر‬
‫ٍ‬ ‫مايحي هو الكاتيكو حوله شميت‬
‫اإلله المتجاوز م ينياسنه المفاهيمي حتى يتمك م تشييا تلك الصور يأثلمها‪.‬‬

‫يُخلص م هذا ذلى أ طبيعة العالقة يي شميت والتااليا هي االقة "زير سوية"‪ .‬ولتوضيح هذا‪ ،‬فإ العالقة الاوية –‬
‫انا ذريك فوزلي ثما ييَّـنت الماارية‪ - 109‬يجب أ تلتتم دوما يالحفال الى موقع متت م التوتر الحادث يي المتجاوز‬
‫توتر وزموض‪ .‬وأما ا‬
‫قطبي تلك المعادلة الى اآلخر ويالتالي قبول العيش في ٍ‬
‫ْ‬ ‫والكام ا طريق اام ترجيح أي ٍ م‬
‫شك العالقة‪ ،‬فهي أخذ الشك "الرنوصي" الذي فص البحث في سماته‪.‬‬

‫شعر قا ثتبه في أةناء سجنه يُلَخـص لنا فيه تجريته ذ ياول‪:‬‬


‫ولنختتم اآل رحلتنا مع ثارل شميت يإيراد ٍ‬

‫ن القدرِ‪:‬‬
‫ح َ‬
‫"قد شاهدت مـِ َ‬

‫ثورات‪ ،‬وتوطيدَ ملك‬


‫ٍ‬ ‫انتصارات وهزائم َ‪،‬‬
‫ٍ‬

‫ل م َّ‬
‫فجـرة‬ ‫ماشات‪ ،‬ومناز َ‬
‫ٍ‬ ‫تضخمات وانك‬
‫ٍ‬

‫ونايات مـك ََّـسرة‬


‫ٍ‬ ‫تشهيرات‪ ،‬أنظمة منكسرة‪،‬‬
‫ٍ‬

‫ن الانفرادي‬
‫اعتقالات‪ ،‬والسج َ‬
‫ٍ‬ ‫جوعا‪ ،‬بردا‪،‬‬

‫ل ذلك‬
‫قد مررت بك ِ‬

‫وقد مر َ كل ذلك مني‪..‬‬

‫الرعب المنهمرِ‬
‫ِ‬ ‫أصبحت معتادا على صنوف‬

‫ل‬
‫رعب من أسف ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ل‪،‬‬
‫رعب من ع َ ٍ‬
‫ٍ‬

‫ورعب من السماء‬
‫ٍ‬ ‫عب على الأرضِ‪،‬‬
‫ر ٍ‬

‫ن‬
‫ج القانو ِ‬
‫ورعب الإعدا ِم خار َ‬
‫ِ‬ ‫قانوني‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫رعب‬
‫ٍ‬

‫رعب أحمر‬
‫ٍ‬ ‫بني‪،‬‬
‫رعب ٍ‬
‫ٍ‬

‫‪109‬‬
‫انظر الملحق(ب)‬

‫‪23‬‬
‫ورعب مختلفةٍ ألوانـه‬
ِ

‫الرعب الذي لا يجرؤ‬


ِ ‫ هذا‬:‫والأسوأ مطلقا‬

‫أحدٌ على تسميتِـه‬

111 110
"..‫ أصبحت عارفا بقبضتِهم‬،‫أصبحت معتادا على كِل هذا‬

110
Carl Schmitt, “song of sexagenarian”, in: Carl Schmitt, “Ex Captivate Salus: Erfahrungen der Zeit 0245/0247”,
transl.: J. Ulman in: Telos 72 (1987), p. 130. Can be found on:
http://journal.telospress.com/content/1987/72/130.abstract
111
Shuldt, “on Schmitt the Poet”, Telos :‫ لمراجعتها انظر‬,‫اعتمد الباحث في ترجمة هذه القصيدة على بعض إشارات ألمح لها شولت‬
72(1987), can be found on: http://journal.telospress.com/content/1987/72/131.short?cited-
by=yes&legid=telos;1987/72/131

24
‫الملحق (أ)‬

‫يختص هذا الملحق يحاولة توضيح التوترا الموجود في الخريطة األديية التي تناولت االقة الحااةة يالتااليا‪ ،‬ةم‬
‫توضيح ثيف أ ذريك فوزلي يرنوصيته استطاع الجواب الى يعض الناائص في هذ الخريطة‪ .‬فأما االتجاها الرئياة الى‬
‫تلك الخريطة األديية فيمك ذجمالها في خمس اتجاها ٍ رئياة ثما يلي‪:‬‬

‫وم هذا االتجا يُل َحـظ‬ ‫فريا يحيث لم تنه ْ م التااليا يأي شك ثا‬ ‫‪112‬‬ ‫االتجا األول هو أ الحااةةَ هي شُـذَيذَ‬
‫هاسنس يلومينبيرغ الذي ياف ماافعا ا "العصر الحايث" فياول "ذ العصر الحايث ليس ذحياء لتراث قايم‪ ،‬وال امتااد‬
‫لشئ ما"‪ 113.‬لكنه أيضا يعترف يأ اإلسناا ال يباأ ُ م الصفر ي هو ياوم يمحاولة ذجاية األسئلة التي يطرحها اليه اصر ‪،‬‬
‫‪114‬‬
‫وفي هذ العملية ياوم اإلسناا ياستعمال ما يا ُع تحت يايه‪.‬‬

‫ياحض األطروحا التي تطع في‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫شراية العصر الحايث" أ‬ ‫ـس "‬
‫ولكي ياافع ا وجهة سنظر حاول قب أ يُؤَس َ‬
‫شرايته‪ ،‬وثا م ضم هذ األطروحا أطروحتا ياألساس‪ :‬العلماسنيةُ‪ ،‬والرنوصيةُ‪.‬‬

‫يرى يلومنبيرغ أ أطروحةَ العلماسنية ال تصما ألسنها قائمة الى ل أ اإليما المايحي هو ذيما يالرجاء في حي أ‬
‫اإليما المايحي هو ‪ -‬في جذر ‪ -‬ذيما يالخوف الى اكس اايا التاام‪ ،‬مما يُصَـعـب قبول أ التاام فكر معلمنة‬
‫‪115‬‬
‫ذسكاطولوجيا‪.‬‬

‫وأما ا الرنوصية فهو يعترف أسنها أقوى األطروحا يهذا الصاد‪ ،‬وقا هاجم فوزلي في اا مواقع دو أ يشير ذليه‬
‫تتلخص في أ الحااةةَ هي امليةُ تجاوز‬
‫ُ‬ ‫صراحة‪ 116،‬وااترف أيضا يوجود االقة يي الحااةة والرنوصية‪ ،‬لكنها االقة‬
‫للعود الياسنية للرنوصية يعا أ ُحـطـ َم اإليما ينظام العناية اإللهية‪ ،‬وأصبح اإلسناا ُمـياَال يعبئ الخالص‪ .‬ثما أسنها محاولة‬
‫م اإلسناا في آخر العصور الوسطى أل يتخطى معضلةَ الشر التي ياأ تلوح‪ ،‬مر َ أخرى‪ ،‬في األفق مع العود الياسنية‬
‫للرنوصية أي أ الحااةةَ – وفاا للمباأ المارر سلفا‪ -‬هي استمرار فريا م اإلسناا لمحاولة ذجاية سؤاال اصر يشك‬
‫محتلف ا التاليا‪.117‬‬

‫االتجا الياسني هو أ التاليا سنفاه هو مـهاد الحااةة لحمله سما العلماسنية والعصر الحايث ومم سنحى هذا المنحى‬
‫وولفهار ياسنـينبيرغ الذي يرى أ المرحلةَ األخير َ م العصور الوسطى لم تشها توترا يي ذله المايحية واإلسناا متميال‬
‫في معضلة الشر ‪ -‬ثما رآى يلومينبيرغ‪ ،‬وذسنما رمتية حاث التجاا جعلت م مآسي العصور الوسطى شيئا ياتطيع اإلسناا‬

‫تصغير لكلمة "شذة"‪ ،‬وكلمةُ ‪:‬شذة" بدورها هي اس ُم مرة من الفعل الثالثي "شذ"‪ ،‬لتصب َح ُ‬
‫شذَي َذة تعني تصغيرا ً لما يشذُ مرة ً واحدة ً‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫كلمةُ شُذيذة هي‬
‫‪112‬‬
‫‪113‬‬
‫‪Hans Blumenberg, "The legitimacy of the Modern Age, p.125-126‬‬
‫‪114‬‬
‫‪Ibid, p. XVII-XVIII‬‬
‫‪115‬‬
‫‪Ibid, p. XVII-XVIII‬‬
‫‪116‬‬
‫‪Ibid, p. 126: "He who says that the modern age "would be better entitled the Gnostic age" is reminding us of‬‬
‫"…‪the old enemy‬‬
‫‪117‬‬
‫‪Ibid, p. 127-137‬‬

‫‪25‬‬
‫تحملَه والتعايش معه‪ ،‬وأ التعاليم المارسية أثا الى مكاسنة اإلسناا في سردية الخلق‪ ،‬وأسنها – التعاليم ‪ -‬تطور مع‬
‫وأ هذ التعاليم موجود أصالة في جوهر المايحية‪.118‬‬ ‫اصري النهضة والتنوير لتـعلى شأ اإلسناا‬
‫ْ‬

‫االتجا اليالث هو الاائ يأ هناك صلة مباشر وسلبية يي الحااةة والتااليا ويبرز هنا ذسم ثارل لوفيت الذي قاَّم‬
‫أطروحته ا العلماسنية‪ .‬فهو قائ يوجود رايط واضح متص يي الحااةة والتاليا يظهر للاارس م يواية "فلافة التاريخ"‬
‫َ‬
‫فلافة التاريخ تعني تفاير التاريخ "الكوسني" الى أساس م مباأ ما تاير معه األحااث ذلى سنهاية معينة‪،‬‬ ‫فياول لوفيت أ‬
‫وأ هذا المباأ َ الذي تاوم اليه فلافة التاريخ يعكس أ الحااةةَ قامت يعملية اـلـمـنـة للنطاق اإلسكاطولوجي اليهودي‬
‫‪120 119‬‬
‫‪.‬‬ ‫والمايحي‬

‫‪121‬‬
‫أما االتجا الرايع فهو الذي ياول يأ االقةَ الحااةة يالتااليا هي سلالة م االسناطااا الجذرية والتكا ُمال الشكلية‪،‬‬
‫وأيرز م تبنى هذا االتجا – م وجهة سنظر الباحث‪ -‬هو ليو شتراوس الذي يرى أ المشروع الحااةي وذ ثا قا قطع‬
‫جذريا مع ما سـباه – خاصة مع اإلسنجي و الفلافة الكالسيكية اليوسناسنية‪ -‬ذال أسنه استخام ما وجا يي يايه م ذسنجي وتراث‬
‫ثالسيكي يوسناسني‪ 122‬لكي ياام ذتاحةَ المجال لإلسناا أ يايطر الى الطبيعة ثي يتخلص م أةااله‪ .123‬وم لك استخاام‬
‫‪125 124‬‬
‫مكيافيللي لليفي ‪ Livy‬لكي يُجهـت الى أطروحا اإلسنجي ‪ ،‬ةم تجاوز لليفي يعا لك‪.‬‬

‫وأما ا االتجا األخير فهو االتجا الاائ يـوجود تشايها في يعض مواط الفكر الحايث مع يعض مواط م التااليا‬
‫ويبرز هنا هاسنس يوسناس وأطروحته ا ماى التشايه يي الرنوصية التي سنشأ في أول ةالةة قرو م المايحية ويي الفكر‬
‫الوجودي الحايث‪ ،‬وهو يرى أ موط التشايه هو الظرف الذي وجا اإلسناا سنفاه يَـخبـر في ثلتا الحـاـبتي ‪ ،‬وهذا الظرف‬
‫َ‬
‫والوجودية متطاياتا ‪ ،‬وذسنما هما‬ ‫أسما " العاميةَ الكوسنيةَ"‪ 126.‬وقا أثا دافيا ليفي أ يوسناس لم ياص ْا أ الرنوصيةَ‬

‫‪118‬‬
‫‪Wolfhart Pannenberg, "metaphysics and the idea of God", trans. Philip Clayton, (Michigan; Wm. B. Eerdmans‬‬
‫‪Publishing Co, 2001), p. 178-191‬‬
‫‪119‬‬
‫‪Karl LÖwith, "Meaning in History", p.2‬‬
‫‪120‬‬
‫الفرق بين هذا االتجاه واالتجاه الثاني هو أن االتجاهَ الثاني يرى أن الحداثة نفسها موجودة في جذور المسيحية وما علينا سوى العودة لتلك الجذور‬
‫حتى نكتشف التوافق بين المسيحية والحداثة‪ ،‬بينما االتجاه الثالث ال ُمـ َمثًّـل في لوفيت يرى أن الحداثة نوع من أنواع التحوير في النطق المسيحية‬
‫واليهودية خاصة النطاق اإلسكاطولوجي‪ ،‬وأن هذه التحويرات بدأت منذ التقليد‪.‬‬

‫كان من المنتظر حمل ماكس فيبر و مفهومه عن "نزع السحر" على هذا االتجاه نظرا ً لما قدمه فيبر في قوله بأن العصر الحديث نزع القيم الدينية‬
‫‪121‬‬

‫وموضعها في إطار علماني‪ ،‬كما أن اإلنسان الحديث أصبح ال يؤمن بوجود ما هو خارج عن الحسابات العقالنية‪ ،‬مما يعني قطعا ً جذريا ً مع ما سبق؛‬
‫باإلضافة لوجود ملمح أشار له فيبر بقوله أن أفالطون بمفهومه عن "المفهوم" جعل المعرفة متاحة وقد بُـنـي عليها الحقا ً مما يوحي بوجود تكامل‬
‫صلب البحث‪ .‬انظر‪Ma Weber, "Science as a vocation", in: "Max Webber: Essays in :‬‬ ‫شكلي؛ لكن األمر بحاجة لوقفة ليست من ُ‬
‫‪Sociology", ed. Hans Girth and C. Wright Mills, (New York; Oxford University Press, 1946), p: 129-156‬‬
‫‪122‬‬
‫‪Leo Strauss, "What is political philosophy?", in: Hilain Gildin, “an introduction to political philosophy: ten essays‬‬
‫‪by Leo Strauss”, (Detroit; Wayne State University Press, 0282), p. 115‬‬
‫‪123‬‬
‫‪Glenn Schram, "Strauss and Voegelin on Machiavelli and Modernity", (Modern Age; 1987), Vol 31, P.261‬‬
‫‪124‬‬
‫‪Leo Strauss, "Machiavelli and Classical Literature", (St.John's Press; 1970), p. 24‬‬
‫كما يمكن الرجوع الى كتابات هاينرش ماير التي أُك َد فيها على أن‬
‫‪125‬‬
‫الخالف الجذري بين الحداثيين والقدماء عن َد شتراوس يتلخص في موقف كل منهما‬ ‫َ‬
‫فيما يتعلق بمشكلة عالقة الفلسفة الالهوت‪ .‬أنظر‪Heinrich Meier, "Leo Strauss and the Theologico-political problem", (New :‬‬
‫‪York; Cambridge University Press, 2006), p.5‬‬
‫‪126‬‬
‫‪Hans Jonas, "The Gnostic Religion", (Massachusetts; Beacon Press, 1991), p. 325-326‬‬

‫‪26‬‬
‫الرزم م تبااا الفترتي تاريخيا‪ ،‬ذال أ يوسناس مشى الى ُخطى‬ ‫‪127‬‬
‫متشايهتا لحا ثبير خصوصا في لرف النشأ ‪ .‬والى ُ‬
‫‪128‬‬
‫شبينرـلر مؤثاا أ الفترتي التماسنيتي متطاياتا ‪.‬‬

‫ويمك – في سنظر الباحث‪ -‬لرنوصية فوزلي أ تجاوب الى يعض النواقص في تلك األطروحا ثما يلي‪:‬‬

‫يجب أ يُالح َظ أ فوزلي ‪ -‬خاصة في آخر حياته‪ -‬لم يُعام ْ الرنوصية الى أسنها حرثة تاريخية ي الى أسنها مرض‪-‬‬
‫ُ‬ ‫أوال‪،‬‬
‫روحي‪ 129،‬وذ ا است ُـخامت قراء يوجي ويب لمفهوم الرنوصية فإ األص في المفهوم سيكو هو الظواهر التي يعالجـها‬
‫فوزلي م خالل ذسم الرنوصية‪ ،‬ال اإلسم ال ُمراد يه الحرثة التاريخية‪ .130‬وهذا المرض الروحي يتفرع انه امليةُ الحلول‬
‫َ‬
‫البنية تاتطيع تجاوز‬ ‫مما يجيب ا تااؤل العلماسنية ذ ت ُـعـتَـ َبر العلماسنية ذحاى تمظهرا املية الحلول‪ ،‬ثذا فإ هذ‬
‫‪131‬‬
‫محـض المتشايها التي أقرها يوسناس لما هو أيعا‪.‬‬

‫ةاسنيا‪ ،‬يالنابة التجا "التاليا مـهاد الحااةة" فإسنه ال يفار االسناطااا الموجود يي الفكر الحايث والاايم‪ ،‬ثما أسنه يطرح‬
‫أسئلة أثير مما يجيب لع منها أ ‪ -‬ميال‪ -‬هناك تأثيا م يعض مفكري ‪ -‬مي ليو شتراوس‪ 132‬ويلومينبيرغ‪ - 133‬الى أ‬
‫فكيف يمك الاول أ‬ ‫الفكر الحايث قام يمرثت اإلسناا ‪ ،‬في حي أ الفكر المايحي التالياي ثا ينتع لمرثت الالهو‬
‫الفلافةَ المايحيةَ التاليايةَ ساهمت في التمهيا للعصر الحايث فيما يتعلق يمرثتية اإلسناا دو الاول يأسنه حاث اسناطاع يي‬
‫صالية وتماسكا وهو ما قامته زنوصيةُ فوزلي – م وجهة سنظر‬ ‫َ‬ ‫العصري ‪ :‬التالياي والحايث؟ لذا يلتم ذطار تفايري أثير‬
‫الباحث‪.‬‬

‫لك أل لوفيت لم يُاا ْم ينية رايطة‪ 135‬يي‬ ‫ةاليا‪ ،‬وفاا لرؤية شترواس فإ أطروحةَ لوفيت هي زير متااة اتيا‪ 134.‬ولع‬
‫امليا العلمنة المختلفة للنطاق اإلسكاطولوجي – م وجهة سنظر الباحث التي تعتما الى ثتاب لوفيت ‪Meaning in‬‬
‫‪ History‬وهو ما قام يه فوزلي م خالل طرحه للرنوصية الى أسنها ينية ‪ -‬ثما تأتى الاول في ةنايا البحث‪.‬‬

‫أخيرا‪ ،‬يرى شتراوس أسنه ثاسنت هناك مااعٍ في الاايم – خاصة أفالطو ‪ -‬لإلتيا يجنة الى األرض ومع لك ال يمك‬
‫‪137‬‬
‫الاول انها ُمعَـلمنَـة‪ 136.‬هذا ااتراض في محله‪ ،‬لك يفوت َـه أ محاولةَ أفالطو لم تك سنايعة م ذيما ٍ سنَـايلي‬

‫‪127‬‬
‫‪David Levy " Hans Jonas and Eric Voegelin on Gnosticism and the Unease of Modernity", (2002), published on:‬‬
‫‪http://sites01.lsu.edu/faculty/voegelin/wp-content/uploads/sites/80/2015/09/Levy.pdf‬‬
‫‪128‬‬
‫‪Hans Jonas, "The Gnostic Religion", p.326‬‬
‫‪129‬‬
‫انظر‪ :‬المقاربة والملحق (ب)‬
‫‪130‬‬
‫انظر‪ :‬المقاربة والملحق (ب)‬
‫‪131‬‬
‫‪Eugene Webb, "Voegelin's Gnosticism reconsidered".‬‬
‫‪132‬‬
‫‪Leo Strauss, "Progress or Return?", in: "An introduction to political philosophy: ten essays by Leo Strauss", ed.‬‬
‫‪Hilain Gildin, (Detroit: Wayne State University Press, 1989), p. 269‬‬
‫‪133‬‬
‫‪Hans Blumenberg, "the genesis of the Copernican world", trans. Robert M. Wallace, (Massachusetts; MIT Press,‬‬
‫‪1987), p. XVIII‬‬
‫‪134‬‬
‫‪Arkadiusz Górnisiewicz, "Karl LÖwith and Leo Strauss on Modernity, Secularization, and Nihilism", in: Modernity‬‬
‫‪and What Has Been Lost: Considerations on the Legacy of Leo Strauss, ed. Pawel Armada and Arkadiusz‬‬
‫‪Górnisiewicz, (Krakow: St. Augustine Press, South Bend, 2010), p. 100-101‬‬
‫‪135‬‬
‫وال يُـقصد هنا بنية تاريخية ممتدة‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫‪Glenn Schram," Strauss and Voegelin", p. 262‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ Metastatic‬وذسنما م اسنفتاح الى المتجاوز يلرة فوزلي ‪ 138.‬ثذا فإ أطروحةَ فوزلي تاام مفهوم املية الحلول الذي‬
‫يتعلق يمرض اسنرالق الروح والخيال المشو الى أسنهما المعيار ال مجرد ذطالق مصطلح العلمنة دو تحايا‪ 139.‬وأخيرا‪ ،‬فإ‬
‫مصاري‬
‫ْ‬ ‫مفهوم املية الحلول يُشايه – م وجهة سنظر الباحث‪ -‬ما أشار اليه شتراوس م أ المفكري الحااةيي ياتعملو‬
‫اإلسنجي والفلافة الكالسيكية لتحايق رزباتـهم لك في حالة املية الحلول‪ ،‬ياتخام المفكر الرنوصي مفردا اإليما وياوم‬
‫يإدخالها الى الحيـت التاريخي لتصبح أفكارا ياه التالاب يها ‪ 140‬مما يعُطي فوزلي أفضلية يهذا الصاد م حيث قارته‬
‫التفايرية التي تتجاوز مجرد التوصيف الذي قام يه شتراوس – م وجهة سنظر الباحث‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫اإليمان الميتاستاتيكي أو النقيلي هو مصطلح طوره فوغلين ليقصد به‪ :‬اإلعتقاد بأن الفرد يمكنه تغيير البنية التحتية والرئيسة للواقع برمته‪ ،‬كما‬
‫يظهر عند إشعياء‪ .‬وكلمةُ "نقيلي" هي ترجمة مقترحة من الباحث‪ ،‬وهي مستمدة من الطب؛ ويقصد بكلمة "نقيلي" المرض‪ ،‬وخاصة السرطان‪ ،‬حينما‬
‫ينتشر في أعضاء أخرى في الجسد‪ ،‬وهي تحاكي ما يحاول فوغلين قوله بأن اإليمان بأن لإلنسان القدرة على تحويل بنية الواقع هو إيمان سرطاني قد‬
‫يؤدي لدمار البشرية كلها‪ .‬انظر‪Lee Trepanier, “Eric Voegelin and Christianity”, First Principles, August 8, 1101, can be :‬‬
‫‪found on: http://www.firstprinciplesjournal.com/articles.aspx?article=1162‬‬
‫‪138‬‬
‫‪Eric Voegelin, "the Ecumenic Age", ed. Michael Franz, (Columbia: University of Missouri, 2000), , p. 243-245,‬‬
‫‪and p. 281-291‬‬
‫‪139‬‬
‫انظر‪ :‬المقاربة والملحق (ب)‬
‫‪140‬‬
‫انظر‪ :‬المقاربة والملحق (ب)‬

‫‪28‬‬
‫الملحق (ب)‬

‫يختص هذا الملحق يمحاولة ذااد يناء مفهوم الرنوصية لاى ذريك فوزلي ثي يتحول لمؤشرا تاتخام ثماارية‬
‫للبحث ذ أشار يوجي ويب ذلى أ مفهوم الرنوصية يجب أ يُـ َحـاد قب أ يُـاتخام‪ ،‬ثما أشار ذلى أ مفهوم الرنوصية‪،‬‬
‫الذي قامه فوزلي ‪ ،‬يناام ذلى شـاي ‪ :‬ذسم يُاتخا ُم في األدييا لإلشار لحرثة قايمة أال وهو "الرنوصية"‪ ،‬وشق آخر‬
‫يتمي ُ في لاهر قصاها فوزلي وحاول توصيفـها يهذا اإلسم‪ .‬وياترح ويب أ اإلسم لم يع ْا قادرا الى توضيح ال ُمامى‬
‫‪141‬‬
‫يجب تخطيه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ويالتالي‬

‫م هذ اإلشارا ينطلق الباحث في خطي ‪ :‬الخط األول هو الـتأثيا ا أ ذسم "الرنوصية" هو الذي سيُـعتَـما في هذا‬
‫البحث سنظرا أل هذا هو اإلسم الذي استخامه فوزلي سنفاه‪ ،‬والخط الياسني هو ذااد يناء ال ُمامى لتوضيح الظاهر‬
‫الماصود وتحويلها ذلى مؤشرا ياوم اليها البحث‬

‫يختص هذا الملحق يمحاولة ذااد يناء مفهوم الرنوصية لاى ذريك فوزلي ثي يتحول لمؤشرا تاتخام ثماارية‬
‫للبحث وللايام يإااد البناء فإ اا خطوا ستتبع أ) توضيح الماصود يالرنوصية‪ ،‬ب) توضيح الماصود يعملية الحلول‪،‬‬
‫ج) توضيح الماصود يمرض اسنرالق الروح‪ ،‬د) المؤشرا ‪.‬‬

‫المقصود بالغنوصية ِ‪:‬‬

‫أوال‪ ،‬يواجه الباحث ا تعريف جامع ماسنع للرنوصية انا فوزلي اا َ اابا لع أهمها هو طبيعةَ منهج فوزلي سنفاه‬
‫الذي ياعى أوال لموضعة الظاهر المبحوةة في "الحس العام"‪ ،‬ةم يُحللها‪ ،‬ةم في األخير قا يص منها لتعريف أو ال فماألةُ‬
‫التعريف ليات ا أهمية ثبرى يالنابة له طالما ُموض َعت الظاهر ُ في الحس العام‪ ،‬وطالما أ تحليلَـه لها أسنتج خصائص‬
‫‪142‬‬
‫محاد ‪.‬‬

‫يالتالي‪ ،‬فإ تعريف فوزلي للرنوصية يجئ أوال ا طريق موضعة الرنوصية في الحس العام‪ .‬وييا هذا أ ذريك‬
‫فوزلي يباأ مشرواه الفكري م اشتباك خاص مع مفهوم الواي فالتواجا اإلسنااسني – انا ‪ -‬هو تواجا في حالة توتر يي‬
‫المتجاز‪/‬المايعا‪ ،‬ويي الباط ‪/‬المؤقت والواي الميالي هو الذي يحاف ُ‬
‫ظ الى اتـتاسنه في تلك الحالة فال يُخ يتواجا تجا أي‬
‫‪143‬‬
‫قطبي المعادلة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫م‬

‫‪141‬‬
‫‪Eugene Webb, "Voegelin's Gnosticism reconsidered", Political Science Reviewer 34(2005), can be found online‬‬
‫‪at: https://home.isi.org/voegelins-gnosticism-reconsidered‬‬
‫‪142‬‬
‫‪Eric Voegelin, “Science, Politics, and Gnosticism”, p. 125‬‬
‫‪143‬‬
‫‪Eric Voegelin, "the beginning of the beginning", in: "The collected works of Eric Voegelin: In search of Order",‬‬
‫‪ed. Ellis Sandoz, (Columbia: University of Missouri, 1999), starting from p: 27‬‬

‫‪29‬‬
‫عرض دوما ال ْخـتالال ‪ ،‬خصوصا مع تطاول األزمنة وتريـر "سنظم الحاياة"‪ 144.‬فعنا أسنبياء يني ذسرائي‬
‫لك وايا ثهذا ُم َّ‬
‫– ميال ‪ -‬تعرض هذا الواي مع لاهر الوحي لعام ةبا ٍ لهر جليـا في قصة ذشعياء جعله يؤم يأ سنظام الوجود سيترير م‬
‫‪145‬‬
‫أجله ثي ينصر الرب الى ااو ‪.‬‬

‫ويرى فوزلي أ المايحيةَ هي سنظام "الحاياة الخالصية" لك في سنفس الوقت فإ المايحيةَ في "ينيتها" تحم اام‬
‫تيا أدى لظهور سنوع جايا م أسنظمة المعرفة الرنوصية‪ .‬فالمايحية ل َّخـصت تعاد الآللهة داخ المصفوفة ‪Metaxy‬‬
‫الااياة الى لهورها سنحو مفهوم جايا ا اإلله يُرى فيه التجاوز خارج العالم‪ ،‬مضافا ذليه ثوسنه – ذله المايحية‪ -‬ذلها واحاا‬
‫تاوم العالقةُ معه الى أساس اإليما زير المضمو ‪ ،‬خاصة مع تطاول األزمنة فالمايحيةُ يذلك "سنَتات الاااسةَ" ا‬
‫‪146‬‬
‫العالم الاايق اليها‪.‬‬

‫ومع اسنهيار اإلمبراطورية الروماسنية‪ ،‬ثا لتاما الى اإلسناا – الرريي تحاياا ‪ -‬أ يج َا مرثتا يعتما اليه وجوديا‬
‫فاإلسناا أضحى يبحث ا ذااد الاااسة ذلى االم لم يعا ياام له جوايا ا أسئلتـه ولهر اا ُ تيارا إلااد الاااسة‬
‫‪147‬‬
‫للعالم أهمها‪ :‬الرنوصية‪.‬‬

‫هنا أدخ فوزلي مفهومه ا املية الحلول ‪ Immanentization‬وهي‪ :‬التعام مع رموز اإليما الى أسنها فرضيا‬
‫تتعلق يأشياء داخ التجرية اإلسنااسنية‪ ،‬والاافع وراءها هو الرزبة في الحصول الى الياي المفاود‪ .148‬ولهذ العملية‬
‫الحلولية مرحلتا تاريخيتا ‪ :‬مرحلة داخ المايحية تتجلى – يااية ‪ -‬انا يواخيم دي فيوريـه‪ ،‬ومرحلةُ العلماسنية التي تباأ‬
‫‪149‬‬
‫مع الار اليام اشر متجلية في "اايا " التَـاام‪.‬‬

‫والرنوصيةُ هي سنوع م أسنواع املية الحلول هذ فاا أشار فوزلي الى أ الرنوصيةَ ياأ يمحاوال يواخيم أل يأتي‬
‫يجاسنب اإلسكاطولوجي‪/‬األخرويا هنا الى األرض‪ ،‬لك ل المتجاوز له دور هام‪ .‬ومع تطور األمر في المرحلة الياسنية‪ ،‬أُزي َح‬
‫المتجاوز تماما ا طريق ذحااث املية حلولية أثير جذرية لمفهوم البارقليط ‪ Paraclete‬فتأليه اإلسناا متجذر في‬
‫العلماسنية‪.150‬‬

‫ويعا أ ُموضعَـت الرنوصيةُ في الحس العام‪ ،‬حاول فوزلي تحايا سما اامة لها هذ الاما هي‪ :‬أ) اام الرضا ا‬
‫قاس ج) اإليما يأ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫الررية أو أسنه مكا‬ ‫األمر الواقع ب) اإليما يأ العالم هو مكا فوضوي أو مكا ياتشعر فيه اإلسناا‬
‫د) اإليما يأ سنظام الوجود قاي أل يترير سنتيجة لح ٍ داخ التاريخ هـ)‬ ‫الخالص م هذ الشرور والااو هو أمر ممك‬

‫‪144‬‬
‫‪See for example: Eric Voegelin, "Immortality: Experience and Symbol, part 1", a lecture delivered at Harvard‬‬
‫‪Divinity School on January 14, 1965, can be found on: http://voegelinview.com/immortality-experience-and-‬‬
‫‪symbol-pt-1/‬‬
‫‪145‬‬
‫‪Maurice Hogan, introduction to: "the collected works of Eric Voegelin: Order and History: Israel and‬‬
‫‪Revalation", (Columbia: University of Missouri, 2001) p. 10‬‬
‫‪146‬‬
‫‪Eric Voegelin, "The New Science of Politics”, p. 075-178‬‬
‫‪147‬‬
‫‪Ibid, starting from p: 178‬‬
‫‪148‬‬
‫‪Ibid., pp. 185-186‬‬
‫‪149‬‬
‫‪Ibid., p:190‬‬
‫‪150‬‬
‫‪Ibid.‬‬

‫‪30‬‬
‫اإليما يأ الخالص ممك أ يحااه اإلسناا ينفاه و) واإليما يأ مهمةَ الخالص تحتاج فهما ومعرفة يظ الرنوصي أسنه‬
‫‪151‬‬
‫هو م يمتلكها‪.‬‬

‫فأما ُ الامة األولى المتميلة في أ رحلةَ الرنوص تباأ ُ م شعور يعام الرضا ا األمر الواقع‪ .‬فكما ُثر سلفا‪ ،‬قا ثاسنت‬
‫الرنوصيةُ سنايعة م رحم ساوط اإلمبراطوريا الذي أسنتج لاى اإلسناا تشككا في جاوى ث ما يُعطي لحياته معنى‪ .‬لك ‪،‬‬
‫فوزلي يُ َعاب الى تلك الخاصية ياوله "لدى كل منا سبب يجعله غير راض عن األمر الواقع الذي يحياه" ‪ 152‬أي أ هذ‬
‫الخاصيةَ اامة و ليات حكْرا الى الرنوصي‪ ،‬لكنها هي الناطةُ التي يُباأ منها رحلة الرنوص‪.‬‬

‫قاس‪ .‬يُعاب‬
‫أما الامة الياسنية فهي رؤية العالم الى أسنه مكا يشعر فيه اإلسناا يالررية سنظرا ألسنه مكا فوضوي و ٍ‬
‫فوزلي يأ الرنوصي ينظر للعالم ليس ثما ثا ينظر ذليه اليوسنا في حضارتهم الهيلينية الى أسنه هذا المكا المنظم جياا‬
‫والذي ياتطيع اإلسناا العيش فيه‪ ،‬وليس ثما ينظر ذليه اليهود والمايحيو الى أسنه االم ُمهاى لهم م اإلله الذي هو‬
‫‪153‬‬
‫مصار ث شئ جيا وخير فالعالم انا الرنوصي هو مكا للمعاسنا والخطر‪.‬‬

‫أما الاما م اليالية وحتى األخير فيمك ذجمالهم تحت انصر الخالص‪ .‬فالرنوصي يرى أ الخالص م هذا العالم‬
‫َ‬
‫الحايث – في مواجهة الرنوصي التالياي‪ -‬يرى أ هذا الخالص يحاث في حيت هذا العالم أيضا ا‬ ‫لك الرنوصي‬ ‫ممك‬
‫طريق معرفة تنب ُع م هذا العالم سنفاه أو يكلما أخرى‪ :‬فم العالم و ذليه يعود‪ 154.‬ويجب هنا ُمرااا أ الرنوصي الحايث‬
‫االم تح ُ فيه ث األزما ‪ ،‬وذسنما قا يكو سعيـه سنحو‬
‫ال يجب أ يرى الخالص م االم يرا قاس ومليئ يالشرور سنحو ٍ‬
‫َ‬
‫الطبيعة يأثملـها الى أسنها قاسية‪.‬‬ ‫خالص ذلى االم أق شرا وقااو م العالم الذي يحيا خاصة ذ ا فا َر‬

‫وللرنوصية التي رصاها فوزلي داخ المايحية االقة وةياة يمفهوم آخر وهو مفهوم املية الحلول‬
‫اطا للمفهوم أوال‪ ،‬قب توضيح العالقة يينه ويي الرنوصية‪.‬‬
‫‪ immanentization‬مما ياتوجب ي ْ‬

‫ل‪:‬‬
‫المقصود بعملية ِ الحلو ِ‬

‫ثما ُثر ساياا‪ ،‬فإ فوزلي أدخ مفهومه ا املية الحلول – يمرحلتيها ‪ -‬انا حاييـه ا الرنوصية‪ .‬وامليةُ الحلول‬
‫يمك تعريفها ثالتالي‪ :‬هي امليةُ التعام مع رموز اإليما الى أسنها افتراضا داخ التجرية البشرية ويالتالي يمك‬
‫استعمالُها يأي شك ثا حتى لو فاا معناها األصلي يهذا االسخاام الجايا‪ .155‬وقا أورد فوزلي أسنه‪" ،‬تاريخيا"‪ ،‬قا شها‬
‫"الحضار ُ الررييةُ" مرحلتي م مراح هذ العملية‪ :‬مرحلة تباأ ُ ييواخيم دي فيوريه‪ ،‬وأخرى لهر فيها العلماسنيةُ‪.156‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Voegelin, “Scince, Politics, and Gnosticism”, p.70‬‬
‫‪152‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪153‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪154‬‬
‫‪Ibid., pp.71-72‬‬
‫‪155‬‬
‫‪Voegelin, “the new science of politics”, pp.084-185‬‬
‫‪156‬‬
‫‪Ibid., pp.185-190‬‬

‫‪31‬‬
‫أما المرحلةُ األولى الى يا يواخيم فهي توجهت سنحو رمت اإلسكاطولوجي في اإليما المايحي‪ ،‬فبحاب الاايس‬
‫أوزاطي هناك حاال للتاريخ‪ :‬التاريخ المااس الذي تميلُـه مملكةُ الرب ‪ ،Civitas Dei‬والتاريخ الماسنس الذي ت ُو َلا فيه‬
‫أما المااس‪ ،‬فهو تاريخ له معنى ذ هو متحرك سنحو زاية واضحة تتمي في التحاق اإلسكاطولوجي‬ ‫اإلمبراطوريا وتمو‬
‫ال ُمـ َمـيَّـ في الخالص‪ .‬وأما الماسنس فهو تاريخ ال معنى له ذ تظهر فيه اإلمبراطورا وتختفي دو أية زاية واضحة ‪.‬‬
‫‪157‬‬

‫وامليةُ الحلول في مرحلتها األولى ‪ -‬التي قام يها يواخيم‪ -‬ثاسنت هي محاولةُ دمج البعا اإلسكاطولوجي الرائي في التاريخ‬
‫الماسنس حتى يعطي للتاريخ البشري معنى وزاية‪ .‬وقا آم يواخيم يأ للحضور اإللهي دورا في هذا التاريخ يمعنا الجايا‬
‫لك هذا الاور سيكو هنا الى األرض داخ التجرية البشرية الحلولية‪ .158‬ومع تاادم األزما وتفشي الرنوصيةُ ثمرض‪،‬‬
‫ياأ موضواةُ أ للتاخ اإللهي دورا تضمر حينها يرز العلماسنيةُ التي هي –انا فوزلي ‪ -‬محاولة إلجراء املية حلول‬
‫للبارقليط‪/‬ال ُمعتي ‪ Paraclete‬ثي يح مح التاخ اإللهي ويهذا صار تأليه اإلسناا ُمتجذرا في العلماسنية‪.159‬‬

‫ل‪:‬‬
‫العلاقة بين الغنوصية ِ وعملية ِ الحلو ِ‬

‫وسيعتما الباحث هنا الى ذسهام‬ ‫ما وجه العالقة يي الرنوصية واملية الحلول؟ اإلجايةُ ُمـتَـضَـ َمـنةُ في ثتايا فوزلي‬
‫َ‬
‫العالقة يمك رصاها في شك اا مراح تمر الى‬ ‫جوفير يوييس الذي حاول توضيح تلك العالقة‪ .‬يذثر يوييس أ‬
‫الرنوصي وهذ المراح هي‪ :‬أ) الاخط الى األمر الواقع ب) وايا يأ العالم ال يجب يالضرور أ يكو ُمرلاا الى سنفاه‬
‫ذ هناك دور للمتجاوز ج) وايا يأ هناك توترا يي (أ) و(ب) يفضي أل يكو هناك واي يأسنه يوجا معنى ما في الواقع‪،‬‬
‫لك الواقع يكليَّــته ليس يالضرور أ يكو ا معنى‪ .‬وانا هذ الناطة قا يتشارك ث البشر حتى األسوياء – يالنابة‬
‫َ‬
‫التالياية يحيا اإلسناا الى اإللتتام يواي متواز وأ ياب‬ ‫لفوزلي ويوييس لك ‪ ،‬في حي أ المايحيةَ والفلافةَ‬
‫يوجود هذا الرموض وال "ييور" اليه رافضا فإ الرنوصي ال ياب يهذا الشعور يالرموض وحينها تنشأ ُ ياية المراح‬
‫ثالتالي‪ :‬د) ينظر للواقع ثله الى أسنه سلبي ويُرفض يذلك الابول يالرموض هـ) ينتج ذيما يأ هذا الشعور يالتوتر يي (أ)‬
‫ويالتالي فالح هو ا طريق التوص لوصفة يُمكنها تاايم العالج و) ولكي‬ ‫و(ب) هو سنتاج مشكلة في "واي" اإلسناا‬
‫يكو الرنوصي ُمت َّـااا‪ ،‬فهو ياوم يمحاولة تفاير ث شئ الى أسنه سنايع م الواي اإلسنااسني ز) ويالتالي‪ ،‬ث الرموز التي‬
‫يجب التعام معها الى أسنها وليا ُ الواي اإلسنااسني ح) الخيال اإلسنااسني هنا يتشو ويباأ ُ في ذسنتاج صور‬
‫ُ‬ ‫تشير للمتجاوز‬
‫مشوهة ا الواقع يُظ فيها أسنها هي الواقع ‪ Second Reality‬وأخيرا ط) يباأ الرنوصي في محاولة تطبيق هذ الصور‬
‫‪160‬‬
‫المشوهة في واقعه‪.‬‬

‫ويالتالي‪ ،‬فاما الرنوصية مضافا لها مفهوم املية الحلول يُـنـتجا ينية يُاميها ذريك فوزلي "يالرنوصية"‪ .‬ولك ‪ ،‬هذا‬
‫البنيةَ ياورها هي ارض للمرض األصلي الذي ياميه فوزلي مرض اسنرالق الروح ‪.Pneumopathology‬‬

‫‪157‬‬
‫‪Ibid., p.184‬‬
‫‪158‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪159‬‬
‫‪Ibid., pp.190-191‬‬
‫‪160‬‬
‫‪Govert Buijs," Entzuaberung, Secularization, Umbesetzung, and Immanentization: a short comparative analysis‬‬
‫‪of Voegelin's concept of immanentization", Eric Voegelin Institute (2001), accessed: December 23, 2015,‬‬
‫‪http://www.lsu.edu/artsci/groups/voegelin/society/2001%20Papers/Panel22001.shtml#Buijs‬‬

‫‪32‬‬
‫ِ‬
‫الروح‪:‬‬ ‫ق‬
‫مرض انغلا ِ‬

‫يُعرف فوزلي مرض اسنرالق الروح ‪ Pneumopathology‬يعا تعريفا يجمع يينها أسنه خل في العالقة يي اإلسناا‬
‫ارفه‬
‫مؤشر يحيي ذ َّ‬
‫ٍ‬ ‫وأرضية الوجود‪ ،161‬لك قام فوزلي تعريفا يمك تاميته ذجرائيا لهذا المرض حتى يمك أ يتحول ل‬
‫الى أسنه اسااط اماي لعنصر م اناصر الواقع حتى يتمك اإلسناا المصاب يهذا المرض م تكوي صور لعالم ياي‬
‫للعالم الحاياي الذي يحيا ‪ .162‬فيشير فوزلي – ميال‪ -‬ذلى توماس هويت الذي قام يإسااط مباأ الخير األسمى ‪Summum‬‬
‫‪ bonum‬وهو يإسااطه لهذا المباأ تمك م رسم الصور التي يرياها ا اإلسناا والتي ست ُ َمـكنه م سنظريته الاياسية‬
‫ثما يريا ‪ .163‬اآل ‪ ،‬ما الابب في هذا اإلسااط؟‬

‫الابب ‪ -‬انا فوزلي ‪ -‬هو أ اإليما وفاا للمعتاا الايني‪ -‬الذي مي له يالمايحية واإلسالم ‪ -‬والفلافة وفاا للنظر‬
‫ياار اليها ث البشر فاإليما مبني الى االاتااد في‬
‫ُ‬ ‫الكالسيكية المميلة في أفالطو وأرسطو يتطلبا قار تحم االية ال‬
‫أشياء ال ت ُرى يالحواس ويالتالي‪ ،‬ذ ا وقع اإلسناا في اختبار اإليما وفاا قارتـه الى التحم ‪ ،‬فايكو ُم َّ‬
‫ـعرضا لهذا‬
‫المرض الروحي‪ .‬وينيةُ الرنوصية – مع ذدراج االقتـها يعملية الحلول‪ -‬تاتطيع تاايم لهذا اإلسناا صور مشوهة ا‬
‫الواقع سنعم‪ ،‬لكنها تما يتيا ٍ ال يحتاج معه لصبر الى التجرية زير الياينية مع المتجاوز وهو المطلوب‪.164‬‬

‫المؤشرات‪:‬‬

‫َـث انها في طروحا ثارل شميت هي المؤشرا التالية‪ :‬أ) اام الرضا ا األمر‬ ‫واليه فإ المؤشرا التي سيُـبح ُ‬
‫الواقع ب) اإليما يأ العالم هو مكا فوضوي أو مكا ياتشعر فيه اإلسناا الرريةَ أو أسنه مكا قاس ج) اإليما يأ‬
‫الخالص م هذا العالم الموصوف يتلك الصفا هو أمر ممك ‪ ،‬وأ هذا الخالص ياوم يه اإلسناا ينفاه ا طريق سنوع م‬
‫أسنواع المعرفة يظ الرنوصي أسنه هو م يمتلكها د) وجود صور يايلة ا الواقع ‪ Second Reality‬يحاول م خاللها‬
‫الرنوصي ذقامة معنى ما "في" الواقع والتاريخ يعياا ا المتجاوز‪ ،‬وياوم في سعيه لخلق تلك الصور يعملية حلول‬
‫‪ Immanentization‬للرموز الاالة الى المتجاوز وأخيرا هـ) ذسااط انصر أساسي م اناصر الواقع‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Eric Voegelin, “Anamnesis”, p.28‬‬
‫‪162‬‬
‫‪Voegelin, “science, politics, and Gnosticism”, p. 80‬‬
‫‪163‬‬
‫‪Ibid., p. 82‬‬
‫‪164‬‬
‫‪Ibid., p. 81 onward, and: Voegelin, “New Science”, p. 087‬‬

‫‪33‬‬
‫المراجع‬

Agamben, Giorgio. the time that remains. Translated by Patricia Dailey. California: Stanford University
Press, 2005.

Barash, Jeffery. "The Sense of History: On the Political Implications of Karl Löwith's Concept of
Secularization." History and theory 37, no. 1 (1998): 69-82.

Bendersky, Joseph. carl Schmitt: theorist for the Reich. New Jersey: Princeton University Press, 1983.

Bertonneau, Thomas. "Gnsoticism from a non-Voegelinian prespective, part IV." Brussels Journal. June
22, 2010. http://www.brusselsjournal.com/node/4466 (accessed February 19, 2016).

Blumenberg, Hans. the genesis of the Copernican world. Translated by Robert M. Wallace.
Massachusetts: MIT press, 1987.

—. the Legitimacy of the Modern age. Translated by Robert M. Wallace. Massachusetts: MIT Press,
1983.

Bredekamp, Horst, Melissa Thorson, and Jackson Bond. "From Walter Benjamin to Carl Schmitt, via
Thomas Hobbes." Critical Inquiry, 1999: 251-254.

Buijs, Govert. "Eric Voegelin Institute." Entzuaberung, Secularization, Umbesetzung, and


Immanentization: a short comparative analysis of Voegelin's concept of immanentization. December 23,
2001. http://www.lsu.edu/artsci/groups/voegelin/society/2001%20Papers/Panel22001.shtml#Buijs.

Davis, Joshua. Waiting and Being: creation, freedom, and grace in western theology”, . Minneapolis:
Fortress Press, 2013.

Fox, Brian. "Carl Schmitt and Political Catholicism: friend or foe?" City University of New York, 2015.

Górnisiewicz, Arkadiusz. Karl LÖwith and Leo Strauss on Modernity, Secularization, and Nihilism", in:
Modernity and What Has Been Lost: Considerations on the Legacy of Leo Strauss. Edited by Pawel
Armada and Arkadiusz Górnisiewicz. Krakow: St. Augustine press, 2010.

Gottfried, Paul. the Concept of Carl Schmitt. October 16, 2015.


http://www.theamericanconservative.com/articles/the-concept-of-carl-schmitt/ (accessed April 23,
2016).

Hogan, Maurice. "introduction." In the collected works of Eric Voegelin: Order and History: Israel and
Revalation, by Eric Voegelin, 10. columbia: University of Missouri, 2001.

Jonas, Hans. The Gnostic Religion. Massachusetts: Beacon Press, 1991.

34
Levy, David. Hans Jonas and Eric Voegelin on Gnosticism and the unease of modernity. 2002.
http://sites01.lsu.edu/faculty/voegelin/wp-content/uploads/sites/80/2015/09/Levy.pdf .

Lievens, Mathias. "theology without God: Carl Schmitt's profane concept of the political." Bijdragen:
Tijdschrift voor Filosofie en Theologie , 2012.

LÖwith, Karl. Meaning in History. Chicago: the University of Chicago Press, 1949.

LÖwith, Karl. "The Political Implications of Heidegger’s Existentialism." In the Heidegger Controversy,
edited by Richard Wolin. Cambridge: MIT Press, 1993.

Marder, Michael. Groundless Existence: the political ontology of Carl Schmitt. London: Continuum
International, 2010.

Meier, Heinrich. "Leo Strauss and the Theologico-political problem. New York: Cambridge University
Press, 2006.

—. the lessons of Carl Schmitt: four chapters between political theology and political theology. Chicago:
Chicago University Press, 2011.

Ojakangas, Mika. a philosophy of Concrete life: Carl Schmitt and the political thought of Late Modernity.
kopijyvä Oy: Jyväskylä , 2004.

Pannenberg, Wolfhart. metaphysics and the idea of God. Translated by Philip Clayton. Michigan: Wm. B.
Eerdmans Publishing Co, 1973.

Prozorov, Sergei. "The Katechon in the age of biopolitical nihilism." Continental Philosophy Review, 2012.

Raeder, Linda. "Voegelin on Gnosticism, Modernity, and the balance of consciousness." political science
reviewer 36, no. 1 (2007).

Schmitt, Carl. Der Begriff des Politschen. Berlin: Duncker & Humblot, 1963.

—. Ex Captivate Salus: Erfahrungen der Zeit 1945/47. Berlin: Duncker & Humblot, 2002.

—. Glossarium: Aufzeichnungen der Jahre 1947-1951. Berlin: Duncker & Humblot, 1991.

—. Nomos of the Earth in the the international law of the Jus Publicum Europaeum. Translated by G. L.
Ulmen. New York: Telos Press Publishing, 2003.

—. Political Theology: four chapters on the concept of Sovereignty. Translated by George Schwab.
London: MIT Press, 1985.

—. Roman Catholicism and political form. Translated by G. L. Ulmen. London: Greenwood Press, 1996.

—. "song of sexagenarian." Vol. 72. Translated by G. L. Ulmen. Telos, 1987. 130.

35
Schmitt, Carl. "the age of neutralization and depoliticization." In the concept of the political, by Carl
Schmitt.

—. the Concept of the Political: an expanded edition. Translated by George Schwab. Chicago: University
of Chicago Press, 2007.

—. The Leviathan in the state theory of Thomas Hobbes. Edited by George Schwab. Translated by George
Schwab and Erna Hilfstein. London: Greenwood Press, 1996.

—. Theodor Däublers Nordlicht: Drei Studien über die Elemente, die Geist, und die Aktualitäts des
Werkes. Munchen, 1916.

Schram, Glenn. "Strauss and Voegelin on Machiavelli and Modernity." Modern Age, 1987: 261.

Shuldt. "On Schmitt the poet." Telos, 1987: 131.

Sigalet, Geoffery. VoegelinView. April 28, 2014. http://voegelinview.com/political-theology-new-key/


(accessed March 27, 2016).

Strauss, Leo. "Machiavelli and Classical Literature." St. John Press, 1970.

Strauss, Leo. "notes on Carl Schmitt: the concept of the political." In the concept of the political, by Carl
Schmitt.

Strauss, Leo. "progress or return?" In An introduction to political philosophy: ten essays by Leo Strauss,
by Leo Strauss, edited by Hilain Gildin, 269. Detroit: Wayne State University press, 1989.

Strauss, Leo. "What is political Theory?" In an introduction to political philospohy: ten essays by Leo
Strauss, by Leo Strauss, 265. Detroit: Wayne State University Press, 1989.

Trepanier, Lee. "Eric Voegelin and Christianity." First Principles Journal. 8 8, 2012.
http://www.firstprinciplesjournal.com/articles.aspx?article=1162 (accessed March 18, 2016).

Versluis, Arthur. the new inquisitions: Heretic-hunting and the intellectual origins of modern
totalitarianism. New York: Oxford University Press, 2006.

Voegelin, Eric. Anamnesis. Translated by Girhart Niymeyer. Columbia: University of Missouri Press, 1978.

—. "Immortality: Experience and Symbol, part 1." VoegelinView. January 14, 1965.
http://voegelinview.com/immortality-experience-and-symbol-pt-1/ (accessed December 23, 2015).

—. Science, Politics, and Gnosticism: two essays. Gateway Editions, 2012.

Voegelin, Eric. "the beginning of the beginning." In the collected works of Eric Voegelin: in Search of
Order, by Eric Voegelin, edited by Ellis Sandoz, 27. Columbia: University of Missouri, 1999.

—. The collected works of Eric Voegelin: in Search for order. Edited by Ellis Sandoz. Vol. 18. Columbia:
University of Missouri, 1999.

36
—. the collected works of Eric Voegelin: selected correspondence 1950-1984. Edited by Thomas
Hollweck. Translated by Sandy Alder, Thomas Hollweck and William Petropulous. Vol. 30. Columbia:
University of Missouri Press, 1989.

—. the collected works of Eric Voegelin: theory of governance and other miscellaneous papers 1921-
1938. Edited by William Petropulos and Gilbert Weiss. Translated by Sue Bollans, Jodi Cockerill, M. J.
Hanak, Ingrid Heldt, Elisabeth Von Lochner and William Petropulos. Vol. 32. Columbia: University of
Missouri Press, 2003.

—. the Ecumenic Age. Edited by Michael Franz. Columbia: University of Missouri, 2000.

Voegelin, Eric. "the New Science of Politics." In the collected works of Eric Voegelin: Modernity without
restrains, by Eric Voegelin, edited by Manfred Henningen, 189. Columbia: University of Missouri Press,
2000.

Webb, Eugene. Eric Voegelin: Philosopher of History. Washington: University of Washington Press, 1981.

Webb, Eugene. "Voegelin's Gnosticism reconsidered." Political Science Reader, 2005.

Webber, Max. "Science as a vocation." In Essays in Sociology, by Max Webber, edited by Hans Girth and
C. Wright Mills, 129-156. New York: Oxford University Press, 1946.

Wilde, Marc De. "Meeting opposites: the political theologies of Walter Benjamin and Carl Schmitt."
Telos, 2009: 373-379.

.‫ اإلصحاح الثاني‬,‫ رسالة بولس الثانية ألهل تسالونيكي‬.‫الكتاب المقدس‬

.07 ،‫ ترجمة حجاج أبو جبر‬،‫ بقلم زيجمونت باومان‬،‫" تأليف الحداثة السائلة‬.‫ نحو فقه للحداثة و فهم للواقع‬:‫ "تقديم‬.‫هبة رءوف عزت‬
.1101 ،‫ الشبكة العربية لألبحاث و النشر‬:‫بيروت‬

.1104 ،‫ مركز مورغان للنشر و اإلعالم‬:‫ لبنان‬.‫ محاضرات في علم الالهوت النظامي‬.‫هينري ثيسن‬

37

You might also like