Professional Documents
Culture Documents
البناء الفوضوي من وجهة نظر قانونية
البناء الفوضوي من وجهة نظر قانونية
البناء الفوضوي من وجهة نظر قانونية
يزخر التاريخ البشري بحضارات تسابقت وتزامنت وكان لكل واحدة نصيب يثقل ميزانها ليفيض بها،
وقد كان بال ريب أهم وأكبر عنصر يساهم بثقله في ميزان الحضارة هو العمارة أو العمران أو البناء أو
المدن أو الهندسة المعمارية ،كيف ال وهو الشاهد الحقيقي على مر اإلنسان واستمرار عجلة الحياة ،فنرى
دول وشعوب العالم تختلف في نسيجها العمراني حسب فكرها وعقلها ونظرتها للحياة بغض النظر عن
الموروث الثقافي والعامل الطبيعي وغيرها ،والحضارة اإلسالمية على تداول دولها عبر السلم التاريخي كان
لها النور في هذا المجال بدءا بالدولة األموية فالعباسية إلى العثمانية ،فلم يكن نصيب جزائر اليوم (آنذاك
كانت تسمى إفريقية) من الدولتين األموية والعباسية شيء من العمران رغم التواجد لقرون والمكان الجغرافي
وان وجدت ليست بمعالم ،فكان الحظ األوفر لبالد األندلس فازدهر فيها العمران ازدها ار لم تراه الدولة
اإلسالمية إلى اليوم ،ولم يراه ربع وال مصر من الدولتين بل وحتى الدولة العثمانية كما رأته األندلس ،وان
كان هناك سبب رئيسي الزدهار العمارة هناك وتطورها هو اندماج أعراق في مجتمع واحد ،فقد اختلطت
القبائل الجرمانية وعلى رأسهم القوط بالعرب إضافة إلى األمازيغ ،هذا األخير كان من بينه الفندال وبكثرة
وهو أيضا من القبائل الجرمانية اختلط باألمازيغ نتيجة لحمالته العسكرية على إفريقية وفشله فيها ،ورغبته
في العيش المشترك وتطلعه للحياة ،وكان نصيب جزائر اليوم من الحضارة العثمانية هو اآلخر محتشم نذكر
جامع كتشاوة الذي تم ترميمه هذه السنة ،واإلقامة السابقة للداي حسين والتي هي اليوم المدرسة الوطنية
لإلدارة ،وأما المحروسة (القصبة) فال نرى أي فن عمارة فيها ،وباختزال التاريخ سنمحو مرحلة االستعمار.
وان كان للفلسفة شيء في العمران وهو متواجد اليوم ال غبار عليه ،فقد أهمله أفالطون في المدينة
الفاضلة ،وان كان قد تعرض للفن والمحاكاة والحقيقة لكن لم يذكر العمران أو الهندسة ولو تلميحا ألن
العمران فن ثم محاكاة فواقع ،أما الفارابي في مدينته الفاضلة لم يتطرق له إطالقا ،أما ابن خلدون في مقدمته
فقد ذكر كالما خطي ار في العرب انقطعت به حتى آمالنا ،واهتم بالعمران وبعلومه وذكره في عدة مواضع ما
على القارئ إال الرجوع لهذا التنظير ،وهكذا وصوال إلى مالك بن نبي في سلسلته مشكالت الحضارة وبالضبط
في مؤلفه شروط النهضة الذي نجح في سبك المعادلة الصعبة ،الحضارة تساوي اإلنسان والتراب والوقت،
متى توافرت هذه العناصر الثالث بخصائصها المثالية شكلت حضارة ،وفي عنصر اإلنسان أبرز –القابلية
لالستعمار -والتي كانت وما تزال مركبا جينيا في أمتنا أرهصت الماضي والحاضر.
من هذين المنطلقين التاريخي والفكري نستشرف موضوع الحضارة في زاوية البناء ،فالبناء اليوم في
الجزائر عبارة عن أزمة أمة وضعف دولة ودليل تخلف وفقر وظلم ،وجهل في ثوب علم وفوضى في ثوب
قانون ،فنحن نطلق وصف الفوضى العمرانية في الجزائر بدءا من رمزها العاصمة إلى مدنها ،حتى أبرز
صروح الدولة تغيب عنها الهيبة والتحفة والجمالية (قصر المرادية ،قصر الحكومة ،مبنى المجلس الشعبي
الوطني ،مبنى مجلس األمة ،المحكمة العليا) ،ففي ما يصطلح عليه العالم الحر تحولت هذه البنايات إلى
2
رموز قوة وهيبة بل وحتى قدسية سياسية مثل ما هو الحال للبيت األبيض ومبنى المحكمة العليا ومبنى
البنتاغون في الواليات المتحدة ،ومبنى البوندستاغ األلماني ،والمبنى رقم 01في شارع داونينغ ستريت ومبنى
مجلس العموم بلندن ،والكرملين ومجلس الدوما في روسيا ،لكن موضوع دراستنا ينصب على البناء الفوضوي
أخذا بالمعيار القانوني ،ألنه كما سبق اإلشارة بإهمال هذا المعيار يصبح الكل في الكل فوضى أخذا بمنظور
الدولة التي نطمح إليها ،وأخذا بمعايير العالم الحر ،وعلى ذلك سندرس البناء الفوضوي من وجهة نظر
القانون في الدولة الجزائرية باعتبار أكيد أن له عدة وجهات نظر على غرار السياسة واالجتماع واالقتصاد
وغيرها.
أهمية الموضوع:
نرى للموضوع أهمية من خالل بناء الدولة وبناء المجتمع ،وبالتالي رؤية الدولة للبناء ودور دولة
القانون منذ الفترة البومدينية إلى رئاسة حتى الموت من سن قوانين التعمير إلى متابعتها وترجمتها إلى واقع
محسوس وملموس ،كما نرى في الموضوع مشكلة حضارة ،حتى وان كان خارج التخصص لكن بالرجوع
إلى العلوم االجتماعية القانون كعلم هو جزء ال يتج أز عنها ،إذن األهمية تكمن في احترام المواطن لهذه
القوانين وتصوره لفن البناء ،واألمر اآلخر الحاضر الغائب هو التكييف الحقيقي لنظريتي القانون والحق
على مستوى البناء في الجزائر...
أسباب ذاتية:
الرفض التام والنبذ المطلق للضعف واالنحطاط والتسيب واالنحالل والسخرية وكثرة الخطأ ،وما
يقابله في ذاتنا من تطلع للقوة وانضباط وصرامة وتنظيم ودقة وأخالق النبالء ،فلطالما آمنا باالرتقاء
إلى أعلى مستويات اللباقة واالحترام الشديد في الحياة.
أسباب موضوعية:
جاء في خاتمة دراسة القاضي اسماعيل لقدوعي ’’...إننا نأمل على األقل أن يستفز هذا البحث
قرائح الباحثين للتعمق أكثر في دراسة الظاهرة‘‘،
الجديد في الموضوع:
3
ذكر تسميات البناء الفوضوي في التشريع،
إعطاء أسباب قانونية جديدة لظاهرة البناء الفوضوي،
اعتماد منهجية التسلسل الهرمي والتاريخي للتشريع المنظم لهذه العملية،
رصد للحلول القانونية المتواجدة حاليا على األقل في كبح الظاهرة.
اإلشكالية:
هل كان القانون بتدرجه سببا يضاف إلى األسباب األخرى في استفحال البناء الفوضوي؟
الفرضيات:
أثر الدولة الشمولية بأجهزتها والدولة بنكهة الديمقراطية وأجهزتها في فعالية برامجها المقننة.
تبرير الخطة:
وكإجابة على اإلشكالية والفرضيات المطروحتين أعاله ارتأينا تخصيص مبحث تمهيدي كتمهيد
للموضوع يعالج المفاهيم العامة والقانونية للبناء الفوضوي ،وفصل أول تحت عنوان األسباب القانونية لظاهرة
البناء الفوضوي ،أدلينا بدلونا فيه على بعض القوانين التي اعترتها إحدى الفرضيات (مبحث أول) ،ألنه ما
أكثرها واذا كانت هناك دراسة قانونية دقيقة لها فاألمر يحتاج إلى مجلدات ،وعلى دور المؤسسات الدستورية
والوسائط المخولة في مجال البناء (مبحث ثاني) ،وفصل ثاني تحت عنوان الحلول القانونية المتواجدة ،تم
إدراج الحلول القانونية بالنسبة لألصل وادراج إجراءات الدولة الجديدة (مبحث أول) ،والحلول القانونية بالنسبة
للفرع (مبحث ثاني).
ذكر المنهج وتبريره:
4
سلكنا المنهج االستداللي بمبادئه الثالث :مبدأ السببية ،مبدأ الغائية ،مبدأ الهوية ،وذلك العتماده على
العقل أي االستنتاج النظري المنطقي وانطالقه من الكليات إلى الجزئيات ،وكذلك ألنه مبدئيا أهم منهج
يتالءم مع العلوم القانونية ،كما اعتمدنا عدة مناهج أخرى ،كالمنهج التاريخي في ذكر النصوص القانونية
زمنيا ،وأداة الوصف (المنهج الوصفي) بإعطاء أرقام حول الظاهرة وأرقام حول ما يخص وله عالقة بها،
وبنسبة ضئيلة استعملنا المنهج االستقرائي بحكمنا على جزئيات وتعميمها على الكليات ،وسنبرر هذه النسبة
الضئيلة أدناه في ذكر الصعوبات.
بخصوص النظريات تم استخدام نظرية القانون ونظرية الحق ،نظرية القوة لمكيافيلي ،نظرية العقد
االجتماعي لروسو ،نظرية البيروقراطية لماكس فيبر ،نظرية القابلية لالستعمار لمالك بن نبي.
الدراسات السابقة:
في الشكل والموضوع سبقنا القاضي اسماعيل لقدوعي في مذكرة نهاية التكوين بالمدرسة العليا للقضاء
بعنوان :البناء الفوضوي في الجزائر (من وجهة نظر-قانونية)
كما سبقنا آخرون تناولوا دراسة الموضوع من قبل من زوايا معينة أي بتغيير في الشكل لكن الموضوع بقي
نفسه وفي تخصصات أخرى ،نذكر:
الدكتوراه:
-نعيمة حمود حرم بومعوش (ظاهرة البناء الفوضوي بالمدن الكبرى الجزائرية)،
-نظرة آيت عمار (السكن واإلسكان في البيوت القصديرية في قسنطينة)،
-ربيعة دباش (المخالفات العمرانية في المدن الكبرى بالجزائر بين التشريع القانوني والتطبيق الميداني)
-نذيرة بوقبس (إشكالية التهيئة الحضرية في الجزائر بين القانون والتطبيق)،
-عربي باي يزيد (استراتيجية البناء على ضوء قانون التهيئة والتعمير).
الماجيستير:
الماستر:
5
-مهدي زرولو ،ابراهيم فنيدس (أحكام رخصة البناء والمنازعات المتعلقة بها)،
-غريبة جفافلة (اآلليات القانونية في مواجهة البناءات الفوضوية في التشريع الجزائري)،
-حياة عمروش ،رزيقة عماروش (البناء غير المطابق لمواصفات رخصة البناء)،
-صبرينة أرزقي ،كهينة بلعيد (الرقابة على أشغال التهيئة والتعمير في القانون الجزائري)،
-نجاة شوشاني عبيدي (تأثير البناء الفوضوي على االستثمار العقاري في التشريع الجزائري)،
-بسمة شرقي ،ربيحة حيمي (دور الجماعات المحلية في مجال التعمير)،
-امحمد حميدي (رخصة البناء كأداة لحماية البيئة في التشريع الجزائري).
الذي أفادنا وبكثرة في إنجاز هذه الدراسة الوثائق الرسمية والحكومية ،ولإلشارة فقد تم االعتماد على
المراجع سلبا ألنها كانت عامة وسطحية ومكررة في أغلبها وليس فيها أي جديد.
ذكر الصعوبات:
-0إلزامنا في دراستنا بالخطة الكالسيكية والتي في نظرنا بها إجحاف في حق حرية البحث العلمي ،إذ
هذه األخيرة تحتم علينا بعض القواعد تقيدنا وبالتالي سيكون نقص في الحجم العلمي وموضوعيته،
زد إلى ذلك أن الفرد متفاوت في عطاءه العلمي ،فكل وقريحته وملكته وفكره وانتماؤه وآراءه وأسلوبه
وقدراته وموهبته ،فلما ال يترك األمر اختياري؟ ،خصوصا وبعد اطالعنا على الدليل العملي لتطبيق
ومتابعة ل .م .د .لم نجد أي إلزام في إعداد البحث العلمي في طور الماستر (أصال هو اآلخر
غير مطبق في بعض جوانبه) مقارنة بالطور الثالث ،وأن كثرة التأليف في التخصص مضرة به،
فما بالك بالتأليف بنفس الطريقة...
-2صعوبة الولوج إلى تشخيص رسمي للظاهرة...
6
مبحث تمهيدي
ماهية البناء الفوضوي
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
يبدو أن البناء الفوضوي قد حدد مفهومه في العديد من الدراسات سواء كانت منشورة أو غير منشورة
على مختلف تخصصاتها وتعدد مشاربها ،بيد أن هذه المفاهيم قانونية كانت أو اجتماعية لم تلبي فضول
الباحث ،لذلك نرى م ار ار وتك ار ار أيا من تناول الموضوع –البناء الفوضوي -وقع في الغلط القانوني ،والغلط ال
يصبح خطأ إال إذا رفضنا تصحيحه ،هذا بالنسبة للدراسة القانونية ،فالقانون تطرق للمسألة بمصطلحات
أخرى بما يتماشى والصياغة الفنية وعرفها كذلك في أكثر من موضع ليس صراحة ،فالمعهود في استخراج
أحكام القانون أنها تستخرج إما بالمفهوم أو المنطوق أو الموافقة أو المخالفة .ليس صحيح أن البناء الفوضوي
هو إشكالية مصطلح أو أزمة مفهوم أو ما يدعيه آخرون عليه صفة الفضفاض .سنحاول أدناه إعطاء مفهوم
توفيقي عام (مطلب أول) واعطاء مفهوم قانوني (مطلب ثان).
يمكن ذكر المصطلحات المتداولة على سبيل المثال على اختالف التعابير وتقارب المعاني ،مع تعريف
كل واحد ثم تبيان الخصائص (فرع أول) ،ثم تحديد صور هذا البناء من كل الجوانب مع بيان األنواع الخاصة
به (فرع ثان).
استعمل الباحثون تعابير عديدة مرد ذلك إلى التطور التاريخي الذي شهده البناء الفوضوي ،فضال عن
المواد التي تشكلت منه أي التي تم البناء بها إلى تركيبة النسيج االجتماعي الطبقي ومنه بطبيعة الحال
العمراني ولألسف اتخذ حتى العنصرية ،فيما يلي سرد لما تقدم.
أوال-تعاريف:
6
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
( .2قاموس :Petit Larousse Illustréالبناء القصديري هو تجمع المالجئ المؤقتة ،واإلنشاءات
الموجزة المصنوعة من مواد مسترجعة (قصدير ،صفيح )...والتي يعيش سكانها في ظروف
)(1
صعبة).
( .3معجم مصطلحات التخطيط العمراني :إسكان غير رسمي :إسكان غير قانوني (بدون تراخيص)،
)(2
مخالف لقوانين تقسيم األراضي واشتراطات البناء).
ب -تعاريف دولية:
أما التعريف الدولي فقد تجلى في تعريفات هيئة األمم المتحدة حيث قالت بـ (أنها مناطق غير مريحة
وليست خاضعة للرقابة ألنها نشأت وتطورت بعيدا عن رقابة السلطات المسؤولة عن ضبط وانشاء
)(3
في سياق متصل قام مكتب األمم المتحدة للسكن بتعريف هو اآلخر لم يشذ عن سابقه (األحياء المساكن).
)(4
القصديرية هي منطقة حضرية مكتظة بالسكان تتميز بسكنات أقل من تلك المعتمدة في المعايير والبائسة).
)(5
باللغة اإلنجليزية اختلف المعنى تماما وعرف على أنه (مكان أو قطعة تمارس فيها أنشطة مشبوهة).
(ومن أبرز التعاريف المتداولة في هذا الشأن تعريف عبد القادر القصير من خالل دراساته المقدمة حول
أحياء الصفيح بالمغرب ،يذكر إن هذه األحياء عبارة عن تجمعات سكنية نمت وتوسعت بوضع اليد على
أراضي الغير في داخل المدن وغالبا أطرافها ،وهي تبدو وبشكل كل متراصة من األكواخ أو المساكن المؤقتة
المبنية من المهمالت على أراضي خالية من الخدمات كالماء ،الكهرباء والمجاري المائية كما تفتقر إلى
)(6
الخدمات االجتماعية والصحية وتسكنها أفقر الطبقات االجتماعية).
بينما عبد الرحيم حفيان ( )1191فقد أطلق عليه اسم السكن غير الشرعي وأسس تعريفه على أربعة
معايير هامة:
-القاعدة العقارية،
-مظهر البنايات وتنوع مواد اإلنجاز،
)(1
Idem
) (2دولة قطر ،وزارة البلدية والتخطيط العمراني ،معجم مصطلحات التخطيط العمراني (الخطة العمرانية الشاملة لدولة
قطر ،الدوحة-قطر) أبريل ،3102ص23
) (3نعيمة حمود حرم بومعوش (ظاهرة البناء الفوضوي بالمدن الكبرى الجزائرية ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم
في التهيئة العمرانية ،كلية علوم األرض الجغرافيا والتهيئة العمرانية ،جامعة قسنطينة ،3102/3102 ،ص)73
)(4
NAIT-AMAR, O. P. cit p42
)(5
Idem
) (6دليلة زرقة (سياسات السكن واإلسكان بين الخطاب والواقع ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم في علم االجتماع،
كلية العلوم االجتماعية ،جامعة وهران ،3102/3102 ،3ص)002
7
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
كما أظهر بأن السكان المعنيين بهذا البناء ال يمكن تحديدهم ضمن فئة اجتماعية معينة منفردا بذلك
عن باقي التعريفات التي خصته للفقراء فقط ،وصنف هذا البناء من خالل عدم الشرعية إلى ثالث أنماط
حسب الفترات الزمنية لإلنجاز فمنها ما أنجز قبل 1191أي قبل ظهور أو تطبيق قواعد التعمير من قبل
المعمرين أو التخطيط لها والتي تتعلق جميعها بعدم شرعية البناء دون العقار ،ومنها ما ظهر بين 1191
و 1112وهي البنايات التي تتميز بعدم الشرعية في البناء والعقار أيضا ،والنمط الثالث جاء بعد االستقالل
)(1
خاصة بعد السبعينات والذي يخص هذه المرة عدم شرعية العقار أو القطعة األرضية.
(أما فريدمان فيذكر أن الحي القصديري عبارة عن تجمع سكاني جديد حسب وصول النازحين الجدد من
طرف أولئك الذين يصلون إلى المدينة ،بأمل أنهم يجدون فيها وسائل بقائهم ،إنهم يبنون مساكنهم بأنفسهم،
)(2
وبدون وسائل).
(بينما حبيبة الساهل ( )2220فقد ركزت على خصائص البناء وأكدت أن هذا البناء هو بناء ذاتي ال
)(3
يخضع للقوانين في مجال التجهيز والبنية التحتية).
(ومن الضروري فهم السياق االجتماعي والثقافي الذي توجه في ظله هذه األحياء ،فلقد أشارت جانيت
أبو لغد ،التي تعد من أبرز العلماء االجتماعيين اهتماما بالمدن اإلسالمية ،ترى أن نشأة تلك األحياء في
المجتمعات اإلسالمية تختلف عن نشأتها في مجتمعات أخرى بسبب اختالف نظام ملكية األرض ،وأشارت
إلى خبرة دول المغرب العربي في هذا المجال ،حيث أدى االستيطان االستعماري المباشر إلى ظهور سياسة
)(4
العزل العنصري التي أسهمت في ظهور أحياء عشوائية خارج نطاق الضواحي األوروبية).
كما عرف (السكن الفوضوي أو غير القانوني أو العشوائي :الهجرة الجماعية من الريف والديموغرافيا،
وانهيار المباني القديمة في المدينة ،والبيوت المهددة باالنهيارات األرضية ولدت هذا النوع من السكنات،
وتحسين هذه األحياء الفقيرة ال يستجيب ألي قاعدة معمارية .فالعمارة التي تبنى وفق مخيلة مصممها بدون
)(5
قواعد الهندسة المعمارية تشكل متاهة حقيقية يصعب توجيهها وتعميمها).
8
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
تم إقران مصطلح األحياء القصديرية بمصطلح الحرمان وعرف بمالذ السكان في حالة من الفوضى،
)(1
وبأنه ديكور قاتم يشكل جرحا بالرغم من الجهود المبذولة الستئصاله ال يختفي.
نتطرق اآلن وبصفة انتقالية لتعاريف فقهية جاءت نتيجة اجتهادات فردية ،تم اإلجماع عليها حتى من
أولئك الذين هم خارج تخصص القانون وفروعه ،حيث (...أجمع آخرون على أن مفهوم البناء الفوضوي
مرتبط بنقاط معينة مثل الطبيعة العقارية لألرض وكذا الطريقة المتبعة في اإلنشاء فأطلقوا عليه اسم السكن
العشوائي وعرفوه على أنه هو سكن غير قانوني باعتباره مخالفا لكافة اإلجراءات القانونية المرتبطة بالتخطيط
)(2
العمراني والبناء).
عرف بمصطلح البناء المخالف وجرى تعريفه انطالقا من تعريف المخالفة العمرانية ،وبذلك فإن المخالفة
العمرانية هي كل تغيير يقوم به األفراد دون احترام المخطط المصادق عليه من حيث الحجم ،الشكل العمراني
والمعماري أو االعتداءات المختلفة إما على الغير أو المساحات العمومية (طريق أو رصيف) وهذا بدون
احترام دفتر الشروط ،رخصة البناء ،أدوات البناء .وهذا بقصد أو دون قصد ،تبعا لظروف السكان االقتصادية،
االجتماعية والبيئية أو السياسية أو لعدم وجود ثقافة عمرانية (نمط حياة عمراني) من شأنها أن تلزم هؤالء
األفراد من احترام كل األطر القانونية ،وبذلك ينتج عنها تجاوزات هي عبارة عن إضافات أو حذف بعض
التفاصيل التي تجعل من المبنى مشوها ،وبالتالي تفقد النسيج الحضري خصائصه المعمارية وطابعه المميز
وتظهر بذلك أنماط جديدة من البناء ال صلة لها باألنماط الموجودة من قبل ألنها لم تبنى على قاعدة سليمة.
)(3
وبذلك البناء المخالف لقوانين التعمير هو كل بناء يحتوي على مخالفة عمرانية.
وعلى قاعدة الضد بالضد يعرف ،هناك من ذهب إلى تعريف البناء القانوني أو الشرعي بأنه (...هو
البناء أو السكن الذي يحتوي على جميع التراخيص اإلدارية وفق قوانين التهيئة والتعمير حسب التشريع
)(4
بالتالي البناء غير القانوني الجزائري وخاصة الحصول على عقد الملكية ،رخصة البناء ،شهادة المطابقة).
اعتمد على اعتبار القانون كمعيار لتحديد طبيعة البناء ،ويقصد بالقانون في هذا اإلطار جملة القوانين
المتصلة بالبناء والتعمير التي تفرض شروطا يجب مراعاتها أو اإلجراءات التي يتحتم اتباعها بموجب قانون
التهيئة والتعمير الذي نظم بشكل تام وشامل هذه المادة ،بحيث ركز على أن كل تشييد لبناية أو تحويل
يتطلب الحصول على رخصة ،ويترتب عن عدم احترام أحكام القانون اعتبار البناء الذي تم مخالفا له بناء
)(1
Idem
) (2حمود حرم بومعوش ،المرجع السابق الذكر ،ص72
) (3ربيعة دباش (المخالفات العمرانية في المدن الكبرى الجزائرية بين التشريع القانوني والتطبيق الميداني ،أطروحة مقدمة
لنيل درجة دكتوراه علوم في التهيئة العمرانية ،كلية علوم األرض الجغرافيا والتهيئة العمرانية ،جامعة قسنطينة،
،3103/3102ص)013 ،010
) (4عربي باي يزي د (استراتيجية البناء على ضوء قانون التهيئة والتعمير ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم في
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،3102/3107 ،ص)21
9
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
غير قانوني ،وهو ما لوحظ على أرض الواقع بالعديد من التجاوزات في أعمال البناء ،وظهرت البناءات
العشوائية التي ال تستجيب لمختلف مخططات التهيئة والتعمير وشغل األراضي ،وال تحترم أدوات ووسائل
المراقبة القبلية المتمثلة في الرخص العمرانية (رخصة البناء ،التجزئة والهدم) وعليه فال يمكن الحصول على
)(1
شهادة المطابقة.
)(2
ذكرها كتاب وشراح وباحثين حسب طبيعة بحوثهم هذا غيض من فيض من اصطالحات وتعاريف
وتنوع تخصصاتهم) ،(3من الوجهة القانونية وبالرجوع إلى القانون الوطني ،وبالضبط إلى قوانين البناء والتعمير
في بعدها الزماني ال نجد أي نص تشريعي أو تنظيمي يتطرق إلى مصطلح البناء الفوضوي بأي تسمية تذكر
إال ما تم ذكره في التعليمة الو ازرية المشتركة والتي سنتفحص محتواها أدناه في الموضع المناسب ،إذ أنه تم
)(4
وسنرى صحة االستنتاج هذا من خطئه! توظيف تسمية البناء غير المشروع تعبي ار عن البناء الفوضوي.
ال شك وأن الخصائص تأتي بحسب التعريف المتخذ كمرجعية لها ،لذا سنعرض أهم المميزات للبناء
الفوضوي (الصلب) ،الذي أتت تسميته من خالل المواد التي تدخلت فيه كالخرسانة المسلحة واآلجر،...
باعتباره األكثر حداثة واألوسع انتشا ار في النسيج الحضري عبر النقاط التالية:
يكون مؤشر الكثافة السكانية متباين من مكان آلخر ،بحيث ترتفع بالبنايات القديمة النشأة والتي
يرجع تاريخ ظهورها للفترة االستعمارية ،بسبب التعقيد والتركيب الحاصل في األسباب ،حيث السبب األول هو
التداخل الشديد للمباني ،والسبب الثاني نفاذ العقار وكل الجيوب الحضرية الصالحة للتعمير بها ،هذا لتنخفض
كلما زادت حداثة هذه البنايات من جهة ،ومن جهة أخرى كلما زادت المساحات الشاغرة فيها (سواء كانت
ناتجة عن طبوغرافيا الموقع الوعرة أو ناتجة عن القرب من الوادي) ،وكذلك كلما زادت المساحات غير
)(1
السكنية فيها (المستغلة من طرف التجهيزات العمومية أو الورشات الصناعية).
يرتبط هذا العنصر بطبيعة ملكية مساكن األحياء الفوضوية من خالل نقطتين:
سجلت ثالث حاالت لملكية المسكن هنا ،تمثلت في مساكن ذات ملكية خاصة ومساكن مستأجرة
واألخرى مجانية ،بحيث أن أغلب المساكن ذات ملكية خاصة ،لكن هذا ال ينفي وجود نسب منها
مستأجرة بأسعار معقولة ومنخفضة إذا ما قورنت بسعر اإليجار في المساكن المخططة ،وأحيانا مجانية
إذا تعلق األمر باألسر المقيمة عند عائالتها ،في المقابل قاطني هذه المساكن قد يكونون من نفس
العائلة ،والتي تجعل من صلة القرابة أم ار مهم جدا في تكوين هذه األحياء نتيجة التوسع داخل نفس
العائلة ،ومن ثم يمكن اعتبار صلة القرابة داخل هذه األحياء من بين المعايير المساهمة في توسع هذه
)(4
األحياء.
يقصد بها كيفية تشكل هذه البنايات وانتشارها عبر األحياء الفوضوية اعتمادا على بعض العوامل
المتحكمة في مورفولوجيا األحياء بصفة عامة والتي يمكن حصرها في:
) (1نذير بوقبس (إشكالية التهيئة الحضرية في الجزائر بين التطبيق والقانون ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم في
التهيئة العمرانية ،كلية علوم األرض الجغرافيا والتهيئة العمرانية ،جامعة قسنطينة ،3102/3102 ،ص)022
) (2المرجع ذاته ،ص030
) (3المرجع ذاته ،ص032 ،033
) (4المرجع ذاته ،ص032 ،032
11
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
)(1
-كيفية تخصيص القطع األرضية المخصصة للبناء.
تكاد تتداخل صور البناء الفوضوي مع أنواعه للوهلة األولى ،لكن الملم بالموضوع يرى أن كل من
الصور ماهي إال دبلجة لألسباب المؤدية للظاهرة ،ومن بين الباحثين الذين اعتمدوا هذا التقسيم على حد
علمنا (أولهم) كمال تكواشت ،ثم تلته غريبة جفافلة التي اقتبست منه ،أما فيما يخص األنواع فقد عولجت
من عدة زوايا بسعة مخيلة الباحث ،ارتئينا تقديم أحد الزوايا من منظور الطبقة االجتماعية فاإلنسان وقبل
كل شيء كان السباق في وجود المشكلة ونوعية أو جودة المسكن والحي معا.
(صفيح ،أميونت ،صلب (اإلسمنت) ،قصدير ،)...من جهة أخرى تم إدراج جميع المعايير في تعداد
األنواع للبناء الفوضوي وضمت ستة أنواع في تخصص علم االجتماع الحضري:
12
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
.1أحياء فوضوية من الطراز الجيد أو الممتاز ،وهي التي تتميز بتخطيط عال وبأشكال هندسية متميزة
ال نفرق بينها وبين األحياء المخططة بل أحيانا تكون أفضل منها ،فهي أحياء مساكنها مبنية بمواد
جيدة كاآلجر واإلسمنت المسلح وأحيانا بمواد الزخرفة والتزيين كالرخام والغرانيت ،أسقفها داالت أو
قرميد ،تتميز بمساحة كبيرة تفوق 202م ،²مطابقة لمعايير التعمير والبناء ،حالتها جيدة ،تتوفر
بها معظم الشبكات (الكهرباء ،الصرف الصحي ،مياه الشرب ،الغاز) ،الطرق بها منجزة وفق معايير
اإلنجاز ،واسعة ومنظمة تفتقد للتزفيت ،العائق الوحيد هو الملكية العقارية ،يقطن هذا النوع مثقفون
وذوي دخل مرتفع.
.2أحياء فوضوية من الطراز المتوسط ،وهي أحياء تسكنها الطبقات المتوسطة أو ذات الدخل المتوسط،
تتميز بمساكن منظمة ،ذات حالة متوسطة وأشكال عمرانية الئقة مبنية بمواد بناء صلبة ،المشكل
يعود لشوارعها غير المنتظمة ،والنعدام الرصيف وكذا نقص بعض التجهيزات كالغاز ،كما أن
متوسط المساحة اإلجمالية للمسكن بها ال يتجاوز 222م ،²مثل هذه البنايات يمكن تسويتها لكن
بعد التدخل عليها وتحسينها.
.3أحياء فوضوية من الطراز الرديء أو السيء ،وهي أحياء يصعب التدخل فيها ألنها مناطق سكنية
أنشئت بطريقة سريعة وعشوائية ،نجد مساكنها متفاوتة العلو وغير مكتملة بمساحات عقارية صغيرة
متوسطها ال يتعدى 92م ،²أما مواد البناء فهي في بعض الحاالت مزيج من المواد الصلبة والهشة،
)(2
كما أن الطرق بها سيئة ملتوية وضيقة ،إلى جانب انعدام العديد من الشبكات.
بيت القصيد واللمسة الشخصية الحقيقية في مبحثنا التمهيدي ،باإلشارة إلى التسميات التي جاءت في
النصوص التشريعية والتنظيمية وفق نموذج هرم كلسن لتدرج القوانين ،ثم محاولة إعطاء مفاهيم لها عن
طريق استخراجها بمفهوم المخالفة أو بمفهوم المنطوق أو بمفهوم الموافقة .مع توضيح لبقية العناصر
المدرجة في الشكل ومطابقتها وفق الموضوع.
فيما يلي عرض لتسميات ومفاهيم للبناء الفوضوي على مختلف مستويات التشريع ،وعرض للخصائص
القانونية للبناء الفوضوي.
أوال-التعاريف القانونية:
أول ميثاق تطرق للبناء الفوضوي هو ميثاق طرابلس (مشروع برنامج لتحقيق الثورة الديمقراطية
الشعبية والمصادق عليه باإلجماع من قبل المجلس الوطني للثورة التحريرية في طرابلس ،جوان
،)1112حيث أكد في نص معنون بـ من أجل تحقيق المهام االقتصادية واالجتماعية للثورة
الديمقراطية الشعبية ،الفقرة الثانية ،المطة الثانية ،على تحسين وتطوير السكن) (1وضمن نفس النص
)(2
ذكر مصطلح السكن العشوائي أو وتحت فرع معنون بـ تحقيق تطلعات الجماهير االجتماعية
األحياء الفقيرة والتي جاءت نتيجة للركود االقتصادي واالجتماعي لسكان الريف وتجمعهم بشكل
هائل حول المدن الكبرى والمراكز الحضرية ،حيث تم إحصاؤهم بمليوني فالح ،وحمل الحزب
مسؤولية إعادة اإلسكان في ظروف الئقة باتخاذه تدابير عاجلة ،كما أكد على ضرورة إعداد
)(3
نصوص تنظيمية تنظم اإليجار واستعمال السكنات الشاغرة وحتى المشغولة.
)(4
في النص المعنون بـ تحقيق تطلعات الجماهير ثاني ميثاق وطني تعرض للظاهرة ميثاق الجزائر
الشعبية) ،(5وفي الفقرة الرابعة المعنونة بـ بناء السكن ،جاء فيها أن سياسة السكن تخضع لثالث
أساسيات من بينها عدم قدرة الدولة على توفير السكن المقبول لجميع األسر ألنه يستنفد الموارد
الوطنية ،وكبح حماس سياسة اإلسكان بداعي عدم التضحية بالمستقبل من أجل الحاضر مخافة
أن يكون لتلك البرامج االستعجالية أثر على التوسع الحضري بطريقة فوضوية ،في األخير يتم بأن
عملية البناء عملية شاقة تستلزم بذل الجهد لوضع خطة اقتصادية باستخدام جميع اإلمكانات بما
في ذلك مبادرات اإلسكان الفردية والجماعية ،داعيا بذلك إلى تجنب المستوطنات الفوضوية
والطفيلية بتسهيل الحصول على ملكية السكن حسب االحتياجات الشخصية والعائلية للسكن السيما
)(6
من خالل صيغة البيع باإليجار.
)(1
LE CONGRES DE TRIPOLI, PROJET DE PROGRAMME POUR LA REALISATION DE LA
REVOLUTION DEMOCRATIQUE POPULAIRE, ADOPTEE A L’UNANIMITE PAR C. N. R. A. A TRIPOLI
EN JUIN 1962, p15
)(2
Ibid, p18
)(3
Ibid, p19
)(4
LA CHARTE D’ALGER, ENSEMBLE DES TEXTES ADOPTER PAR LE 1ER CONGRES DU PARTI DU F.
L. N. DU 16 AU 21 AVRIL 1964
)(5
Ibid, p31
)(6
Ibid, p34
14
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
تجدر اإلشارة أنه وفي الخاتمة تم وصف الحالة التي ورثتها السلطة الثورية غداة االستقالل ،وكانت
من بين سماتها تفاقم المشاكل االجتماعية والتي ضمنها تسارع النزوح الريفي ،والغاء تدريجيا الفوارق
)(1
اإلقليمية إلبطاء النزوح الريفي أو إيقافه.
ثالثا ميثاق ...( ،1191المصادقة الشعبية على الميثاق الوطني في استفتاء 29يونيو ،1191قد
جاء فيه...يجب السكن في ظروف الئقة وهذا على حسب معايير الدنيا للرفاهية العصرية ،وهذا
عنصر أساسي وقاعدي لتحسين مستوى األغلبية بنفس درجة القضاء على المجاعة ،األمراض،
الجهل وكذا األحياء الفقيرة التي أخذت في الجزائر شكل الـﭬــوربي ،األحياء القصديرية وهي
)(2
الصورة المعبرة عن البؤس)...
رابعا ميثاق ( ،1191إن مشكل السكن يعتبر من بين االهتمامات الكبرى للقيادة السياسية
واألمة...إن الحل لهذه يتم عن طريق ازدواج الجهود وتظافرها بين الدولة والسلطات المحلية،
)(3
والمؤسسات باإلضافة إلى المواطن)...
)(1
Ibid, p44, 45
) (2زرقة ،المرجع السابق الذكر ،ص22
) (3زرقة ،المرجع ذاته ،ص23
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،32-21 ،ممضي في 0ديسمبر ( ،0221الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،23مؤرخة في 3ديسمبر )0221ص 0223معدل متمم بـ :قانون ،12-17 ،ممضي في 07أوت ،3117
(الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،20مؤرخة في 02أوت )3117ص 7استدراك (الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،ع ،30مؤرخة في 01نوفمبر )3117ص03
) (5الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،31-10 ،ممضي في 03ديسمبر ( ،3110الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،33مؤرخة في 02ديسمبر )3110ص04
15
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
)(1
المتضمن القانون التوجيهي للمدينة ،المادة ،1المطة ( 2تهدف سياسة قانون رقم 21-21
المدينة إلى توجيه وتنسيق كل التدخالت ،السيما تلك المتعلقة بالميادين اآلتية -...:القضاء على
السكنات الهشة وغير الصحية) ،المطة ( 9مكافحة اآلفات االجتماعية واإلقصاء واالنحرافات
والفقر والبطالة) ،المادة ،1المطتان 1و( 2تصحيح االختالالت الحضرية ،إعادة هيكلة وتأهيل
النسيج العمراني وتحديثه لتفعيل وظيفته) ،المادة ،12المطة ( 9الوقاية من االنحرافات الحضرية)،
المادة ،10المطة ( 0إيجاد الحلول إلعادة تأهيل المدينة واعادة تصنيف المجموعات العقارية
واعادة هيكلة المناطق الحضرية الحساسة).
)(2
الذي يحدد قواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها ،المادة ،2فقرة ( 2البناء: قانون رقم 19-29
كل بناية أو منشأة يوجه استعمالها للسكن أو التجهيز أو النشاط التجاري أو اإلنتاج الصناعي
والتقليدي أو اإلنتاج الفالحي أو الخدمات ،).المادة ،11المطة ( 0البنايات المشيدة خرقا لقواعد
األمن أو التي تشوه بشكل خطير البيئة والمنظر العام للموقع).
قانون رقم (3)20-11الذي يحدد القواعد التي تنظم نشاط الترقية العقارية ،المادة ،3فقرة ( 2البناء:
كل عملية تشييد بناية و/أو مجموعة بنايات ذات االستعمال السكني أو التجاري أو الحرفي أو
المهني).
)(4
المتعلق بالبلدية ،المادة ،119المطة ...( 3مكافحة السكنات الهشة غير قانون رقم 12-11
القانونية).
-2المراسيم التشريعية:
مرسوم تشريعي رقم ،(5)29-10يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري،
المادة ...( 20في إطار عمليات ذات منفعة عامة تتعلق بالقضاء على السكن غير الالئق أو
تجديد األحياء غير المالئمة)...
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،12-12 ،ممضي في 31فبراير ( ،3112الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،02مؤرخة في 03مارس )3112ص02
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،02-14 ،ممضي في 31يوليو ( ،3114الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،77مؤرخة في 2أوت )3114ص02
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،17-00 ،ممضي في 03فبراير ( ،3100الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،07مؤرخة في 2مارس )3100ص7
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،01-00 ،ممضي في 33يونيو ( ،3100الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،23مؤرخة في 2يوليو )3100ص7
) (5الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تشريعي ،13-27 ،ممضي في 04مايو ( ،0227الجريدة الرسمية
للجهورية الجزائرية ،ع ،23مؤرخة في 32مايو )0227ص 7الملغى بعض أحكامه بـ :قانون ،12-17 ،ممضي في 07
أوت ( ،3117الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،20مؤرخة في 02أوت )3117ص2
16
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
-3النصوص التنظيمية:
المراسيم التنفيذية:
مرسوم رقم ،(1)212-99يحدد شروط تسوية أوضاع الذين يشغلون فعال أراضي عمومية أو
خصوصية كانت محل عقود و/أو مباني غير مطابقة للقواعد المعمول بها ،وشروط إقرار حقوقهم
في التملك والسكن ،المادة ،9فقرة ...( 1البنايات التي يتوفر فيها الحد األدنى من قواعد التعمير
ومقاييس البناء ،)...المادة ،9فقرة ...( 1أماكن غير مهيأة)...
تطبيقا للمادة 10من المرسوم المذكور أعاله صدرت تعليمة و ازرية مشتركة) (2تتعلق بمعالجة البناء
غير المشروع ،جاء في مقطع منه البنايات التي تشوه محيطها المباشر تشويها خطي ار ،فهي في
الواقع بنايات أقرب إلى السكن الوضيع منها إلى المشيدات التي تحترم فيها أدنى مقاييس التعمير
وقواعد البناء.
)(3
يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للتعمير ،المادة ،9فقرة ،3المطة مرسوم تنفيذي رقم 300-21
الثالثة (تقديم المساعدة التقنية للجماعات في ميدان امتصاص السكن الهش) تكررت العبارة في
الملحق من مادته .2
على سبيل المثال ،نذكر ما جاء كلفظ للبناء الفوضوي في الجريدة الرسمية للمناقشات ومخطط عمل
الحكومة.
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم ،303-42 ،ممضي في 02أوت ( ،0242الجريدة الرسمية
للجهورية الجزائرية ،ع ،27مؤرخة في 07أوت )0242ص0023
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،تعليمة وزارية مشتركة ،ممضية في 02أوت ( ،0242الجريدة الرسمية
للجهورية الجزائرية ،ع ،27مؤرخة في 07أوت )0242ص0310
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،277-12 ،ممضي في 33أكتوبر ( ،3112الجريدة الرسمية
للجهورية الجزائرية ،ع ،20مؤرخة في 32أكتوبر )3112ص02
17
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
البقايا والركام إلى غيرها من المظاهر المشينة...والقضاء نهائيا على كل بناء عشوائي غير
)(1
وفي موضع آخر مرخص...ساعدت على تفاقم الفوضى في البناء واختالل البنية الحضرية)...
ذكر (...يجب أن يعي الجميع ضرورة تدارك الوضع السائد في مجال البناء والتعمير ،للحد من
)(2
الفوضى العمرانية التي شوهت حظائرنا السكنية)...
-2في مخطط عمل الحكومة:
(...تنويع العرض في مجال السكن بما يضمن التكفل بكل الطلبات المسجلة بما في ذلك تلك التي
تندرج في إطار القضاء على السكن الهش...ومواصلة عمليات إعادة ترميم البنايات القديمة وتأهيل
)(3
وفي مخطط آخر ذكر (...مواكبة السكن مع استراتيجية الفعالية الطاقوية األحياء المتدهورة).
)(4
وذكر في آخر (...لن يدخر وعصرنة الوسائل الوطنية لإلنجاز ومحاربة السكن غير الالئق).
أي جهد لتفادي بروز األحياء القصديرية من جديد أينما تم القضاء عليها وذلك من خالل إنجاز
)(5
السكنات .وسيتم ترقية تحسين وصيانة المجمعات الحضرية كذلك)...
مما تقدم أعاله نكون قد عرجنا على المعجم القانوني للبناء الفوضوي في بعض النصوص القانونية،
ألن المادة العقارية بها كم هائل من التشريع ،المالحظ أن التسميات والمفاهيم متقاربة نوعا ما وتعامل معها
على قدر الدرجات المتفاوتة فيما بينها.
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المجلس الشعبي الوطني ،مناقشة مشروع قانون ( 02-14المجلس الشعبي
الوطني ،الجزائر) 02مايو ،3114ص3 ،2 ،2
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المجلس الشعبي الوطني ،التصويت على مشروع القانون ( 02-14المجلس
الشعبي الوطني ،الجزائر) 00يونيو ،3114ص7
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الوزارة األولى ،مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية
(الوزارة األولى ،الجزائر) مايو ،3107ص22 ،22
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الوزارة األولى ،عرض مخطط عمل الحكومة في إطار تنفيذ برنامج السيد
رئيس الجمهورية أمام المجلس الشعبي الوطني (الوزارة األولى ،الجزائر) يوليو ،3103ص07
) (5الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الوزارة األولى ،مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية
(الوزارة األولى ،الجزائر) سبتمبر ،3103ص02
18
مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
تشمل الصور تحقيق المطابقة والمنصوص عليها في المادة 19من القانون رقم 19-29المذكور
وهي:
أما األنواع قانونا فتضم جميع الصور باسم البناء الذي يمكن تسويته في إطار أحكام التعمير ،بالنسبة
للنوع الثاني هو البناء غير القابل أو الذي ال يقبل التسوية قطعا أحصتها المادة 11من القانون رقم -29
19المذكور:
وهي في الحقيقة نقل للمادة 9من المرسوم رقم 212-99المذكور والمقطع المعنون بـ البنايات التي
ال تقبل وضعيتها التسوية بتاتا من التعليمة الو ازرية المشتركة والمتعلقة بمعالجة البناء غير المشروع.
لم يشذ القانون ولم ينحرف في تسمياته ومفاهيمه للبناء الفوضوي عن علم االجتماع وعلم األرض
وعلوم أخرى وحتى من الواقع العام كونه يؤثر ويتأثر ،والقاعدة ال مشاحة في االصطالح.
بعد هذا المدخل المفاهيمي نشرع في طرح السبب القانوني الذي ساهم من قريب أو بعيد ومن كان
خامال في تفاقم الظاهرة نقول ال في والدتها –البناء الفوضوي أزمة ولدها االستعمار -ليضاف إلى أسباب
أخرى كانت محور عدة دراسات على غرار التي ذكرناها.
19
الفصل األول
األسباب القانونية للبناء الفوضوي
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
تتنوع أسباب تفاقم ظاهرة موضوعنا وتأخذ شكل األولويات حسب نظرية السبب المنتج أو الفعال ،وفي
زاوية دراستنا سنتعرض إلى السبب القانوني الذي ساهم من بعيد أو قريب بداية من دخول أي تشريع ذو
صلة حيز النفاذ وصور تطبيقه سواء من السلطة التنفيذية أو من السلطة القضائية ،معتمدين على مقاربات
تفسير القاعدة القانونية الثالث (المقاربة التشريعية ،المقاربة القضائية ،المقاربة الفقهية) ،وباالستناد أيضا
على فرضيات اللجوء إلى التفسير (فرضية وجود خطأ في النص التشريعي ،فرضية وجود الغموض في
النص ،فرضية التعارض أو التناقض ،وأخي ار فرضية النقص في التشريع) ،في إظهار السلسلة القانونية التي
أدت إلى ما كان غير منتظر أو مرجو من أهدافها(مبحث أول) ،على ذلك نطرح تساؤال تقريريا مرده إلى
قوانين الميدان العقاري في تواطؤها مع المسببات األخرى وتفجيرها للفقاعة الفوضوية أم مجرد التطبيق غير
الصحيح للقانون من قبل المؤسسات الدستورية والوسائط المخولة قانونا في أوجهه هي األخرى متشعبة
(مبحث ثان).
سيتم حصر جملة التشريعات المشتبه فيها ودراسة فحواها ثم اتهامها (مطلب أول) ،ثم إدانتها بعد توفر
األدلة البرهانية والرسمية إن وجدت (مطلب ثان) ،فقد ذهب الكثير من الكتاب والباحثين بالطبع نقال عن
آخرين لمخالفات قانونية تفتقد للمرجعية الرسمية.
بوصفها األهم وذات التأثير العالي خاصة تلك وليدة المواثيق الوطنية وتلك وليدة الدساتير ،وهذا حسب
تسلسلها القانوني والزمني بدءا باألوامر (فرع أول) ،ثم القوانين العادية (فرع ثاني) ،دون أن ننسى ضلوعها
في البناء الفوضوي كدافع قوي.
نصت المادة 85من دستور 3691على( :يجوز لرئيس الجمهورية أن يطلب من المجلس الوطني
التفويض له لمدة محدودة حق اتخاذ تدابير ذات صبغة تشريعية عن طريق أوامر تشريعية ،)...هكذا كانت
قوانين الدولة تسن في بدايات تأسيسها ورغم نص المادة 19من نفس الدستور (لرئيس الجمهورية وللنواب
حق المبادرة بتقديم القوانين )...فإن األصل أصبح استثناء ،هكذا وحتى انقالب 36جوان 3698والمسمى
بحركة التصحيح الثوري (نهاية الدستور األسلوب غير العادي عن طريق االنقالب وهذا ما حدث في مصر
21
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
سنة 3131واصدار دستور ،3132وهنا القران لنظرية مكيافيلي القائلة بأولوية القوة على الحق مع الواقعة
إذ أضعف مكيافيلي من شوكة أصحاب االمتيازات وقيد السلطان األميري بأن ذلل علم السياسة جاعال منه
)(1
–وهنا تطبيق آخر لمبدأ أولوية السياسي على العسكري الذي أتى به عبان سالحا للضعفاء من البشر
رمضان وكان السبب في اغتياله -من جهة أخرى يرى روسو أن الواقعة ال تسوغ الحق كائنا ما كان هذا
الحق ،وجعل من الدستور بمثابة القيمة المقدسة فال يمكن أن يمسسه تغيير ما لم تجتمع عليه إرادة الشعب
)(3
المتضمن تأسيس الحكومة ،نص في المادة ( 8تحوز الحكومة العامة) )(2تم صدور أمر رقم 353-98
بموجب تفويض مجلس الثورة ،السلطات الضرورية لسير أجهزة الدولة وكيان األمة ).هذا على اعتبار
مجلس الثورة هو مصدر السلطة المطلقة ريثما يتخذ دستور للبالد ،أما في شق سن القوانين نصت المادة
9من نفس األمر (إن التدابير التي تتخذها الحكومة تصدر ،حسب الكيفية ،على شكل أوامر أو مراسيم).
وهكذا أصبح األمر هو القاعدة واالستثناء في التشريع الوطني.
)(4
المتضمن الثورة الزراعية: أوال-األمر رم 17-17
تمخض هذا القانون عن الميثاقين األولين سبق ذكرهما وهما ميثاق طرابلس وميثاق الجزائر ثم دستور
برنامج 3691بشكل عام (أيديولوجيا مسبقة) وعن ميثاق الثورة الزراعية) (5بشكل خاص ،هذا األخير الذي
جمع بين أوراقه الدراسة الفنية والتقنية واإلجرائية في شكل خطاب سياسي ،بحيث قيل بأن التأميم كمبدأ كان
من قبيل هذا القانون وهذا خطأ ،فقد اكتشفنا التأميم كان أصله في كل من الميثاقين السابق ذكرهما ،هذا
لنذهب أكثر من هذا فإن التأميم كان غداة االستقالل مباشرة ،ففي كتاب جزائري اسمه بومدين لمؤلفه
الفرنسي أنيا فرانكوس ذكر في مقطع منه قصة بطولية للموسطاش أسفرت على تأميم لـ مليون وثمان مئة
ألف هكتار من أيدي المعمرين لتبدأ رحلة األرض والفالح كما يقول المؤلف ،وكان هذا بين فيفري 3691
)(6
وبداية حرب الرمال مع المغرب ،كما جاء التأميم وباألخص لألراضي الزراعية في األمر رقم 981-95
الذي يتعلق بالتسيير الذاتي للفالحة ،في المادة األولى (تؤسس األرض ووسائل اإلنتاج الفالحي األخرى
من األموال المنقولة والعقارية المؤممة ،في شكل استغالالت فالحية ).ليدرج قواعد ناهية القاعدة 8والقاعدة
) (1جان جاك روسو (في العقد االجتماعي أو مبادئ القانون السياسي) ،ترجمة :عبد العزيز لبيب ،الطبعة األولى ،بيروت-
لبنان ،المنظمة العربية للترجمة ،يوليو ،1122ص21
) (2المرجع ذاته ،ص21
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،أمر ،281-56 ،ممضي في 21يوليو ( ،2656الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،68مؤرخة في 21يوليو )2656ص812
) (4الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية ،أمر ،11-12 ،ممضي في 8نوفمبر ( ،2612الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،61مؤرخة في 11نوفمبر )2612ص2561
) (5الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،ميثاق الثورة الزراعية( ،الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع،61
مؤرخة في 11نوفمبر )2612ص2515
) (6الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،أمر ،561-58 ،ممضي في 11ديسمبر ( ،2658الجريدة الرسمية
للجهورية الجزائرية ،ع ،26مؤرخة في 26فبراير )2656ص266
22
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
9بعدم التصرف في األراضي والمباني وعدم امتالكها بالتقادم بل وحتى إيجارها ،وعدم الحجز على األموال
المنقولة والعقارية المؤممة .ننبه إلى مساحة األراضي المسيرة ذاتيا ثلث ما هو صالح للزراعة (9.511.111
)(1
تجدر اإلشارة إلى هكتار) وهي األراضي التي كان يملكها المعمرون أي أجود األراضي وأفضلها موقعا
أن الثورة الزراعية في مجمل أهدافها ال تقضي على الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج ،إنما تقضي على
استغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان ،فهي بمكافحتها للتغيب وبتحديدها للملكية الخاصة ،تؤمن شروط خدمة
األرض المطابقة للعدالة االجتماعية)...(2إن تطور أي دولة مقرون بمدى تطور ريفها لذلك نرى أن قانون
الثورة الزراعية كان قانون ريف الجزائر بغض النظر عن األيديولوجيا السياسية ،فاألمر كان مفصول من
ميثاق طرابلس ،على ذكر االشتراكية يخلط الكثير من الشراح والكتاب في القانون بين االشتراكية واالشتراكية
الجزائرية كتجربة وطنية).(3
جاء قانون الثورة الزراعية بمبدأين مبدأ التأميم ومبدأ التحديد كما هو مبين أدناه.
أ -مبدأ التأمي :خصص له فصل كامل من الباب الثاني ،الجزء األول من األمر ( 11-13مواد
)23-35بـ إلغاء حق الملكية لكل أرض فالحية أو شبه فالحية غير مستغلة حتى وان كان في
جزء منها ،مبينا حالة االستغالل من عدمها ،وال يكون التأميم في الملكية العقارية الزراعية أو المعدة
للزراعة أقل من نصف هكتار في األرض المسقية ،وأقل من 8هكتارات في األرض غير المسقية،
وفي ملكية النخيل أقل من 31نخلة ،كما يشمل التأميم كل ملكية يملكها شخص معنوي تابع
للقانون الخاص باستثناء الجمعيات الخيرية ،أما أراضي الومف والتي ثارت بشأنها عملية الضم
ألمالك الدولة فقد اشترط القانون فيها شرطين لكي تبقى وقفا ،األول أن تكون آيلة مباشرة أو آلت
نهائيا إلى مؤسسة أو جهة ،ثانيا أن تكون هذه المؤسسة ذات نفع عام (جهة خيرية) خال ذلك تؤمم
األرض دون البناية ،أما الوقف الذي لم يتم فيه إسقاط تام للملكية فيؤمم ،هذا بالنسبة للوقف العام،
23
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
أما الوقف الخاص في حالة عدم األيلولة نهائيا للوقف وعدم االستغالل يطبق تدبير التأميم ،واذا
جرى االستغالل يطبق مبدأ التحديد ،في حالة زوال الجهة الموقوف لها تحل الدولة مكانها ،واذا
وجدت يطبق المبدأ السابق وفي حالة عدم وجودها تم التأميم .أما في الملكية المشاعة لنفس نوع
األراضي فاألمر سيان والعبرة دائما باالستغالل (األرض لمن يخدمها) لتؤمم األرض دون المنقوالت
في حدود الحصة الواحدة إذا اتفق الشركاء على االستغالل المشترك لنوع ملكيتهم المشاعة ولكن
الحصة ال تتجاوز النصاب المحدد في البلدية فلهم ذلك بمجرد التأميم .وردت استثناءات (مواد
)91-23لمبدأ التأميم في الفصل الثاني على شكل شقين عامة وخاصة ،األولى تقتصر تعداد
األشخاص غير المستغلين والثانية تعداد حاالت المالكين غير المستغلين األربع (حالة الملكيات
الزراعية أو المعدة للزراعة والمتروكة بسبب حرب التحرير ،حالة األ ارضي الزراعية أو المعدة
للزراعة والعائدة لمالكين ثبت غيابهم مؤقتا ،حالة األرض الزراعية أو المعدة للزراعة والعائدة لمالكين
معتبرين مفقودين ،وأخي ار اإلحالل الخاص).
ب -مبدأ التحديد :ورد في الفصل األول من الباب الثالث ،الجزء األول من المواد 98إلى 91من
نفس األمر المذكور سابقا ،يتمحور حول تقليص وتمديد المساحات من هكتارات األراضي الفالحية
أو شبه فالحية والنخيل بمراعاة الحد األدنى من دخل عائلة متوسطة تعيش من إيرادها فقط من
تاريخ نشر األمر مساويا لدخل عائلة عامل في مزرعة مسيرة ذاتيا يقوم بـ 381يوم عمل في السنة،
وأن تكون المساحة ضمن أبعاد توضح بمرسوم ،إضافة إلى شرط الحد األقصى المتماشي وأعداد
أفراد العائلة.
تعتبر الثورة الزراعية السباقة في إعداد المسح العام لألراضي ووضع البطاقات العقارية (حجر أساس)،
تجلى هذا في المادتين 32و 38من نفس األمر ،إذ أسست على مستوى كل بلدية خزانة للبطاقات العقارية،
تتضمن إحصاء المزارع بالتدرج الناتجة عن العمليات الخاصة بالثورة الزراعية ،وعند االنتهاء هذه العمليات
يباشر في وضع الوثائق المساحية لهذه البلدية باالستناد لمجموع البطاقات العقارية.
قامت كذلك الثورة الزراعية بإجراء تحقيق لحق الملكية على األرض الزراعية أو المعدة للزراعة وذلك
في حالة عدم وجود سند متحصل عليه طبقا للتشريع الجاري به العمل قبل تأميمها ،في إطار أحكام المواد
من 19إلى 51م ن نفس األمر ،إذ يتعين على أصحاب العقارات ذات الصنف القانوني المطلوب في
نطاق التطبيق والذين حازوا عليها بعقود عرفية (غير مسجلة) أن يدلوا بتصريح مع بيان الصفة االستغاللية
لدى المجلس الشعبي البلدي الموسع (ممثلين محليين للحزب +المنظمات الجماهرية +اتحاديات الفالحين)
ضمن مهلة ثالثين يوما من تاريخ الشروع في تطبيق األمر المذكور آنفا ،ليقوم هذا األخير بالتحقيق في
التصريح وتعيين المالك الحقيقي لألرض ،إذا أسفر التحقيق عن ملكية مستأثر بحقها في الملكية ولكن
ليست موثقة فستبقى لفائدة الحائز الفعلي ،إذا تبين من التحقيق أن األرض شاغرة تلحق بالصندوق الوطني
24
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
للثورة الزراعية أو إلحاقها باألمالك الخاصة للدولة ،إذا تبين من التحقيق أن األرض واقعة تحت حيازة فعلية
حقيقية تتسم بكل الشروط الضرورية لقيامها منذ مدة 8سنوات على األقل من تاريخ نشر األمر المذكور
سلفا ،فإنها تؤمم ويصبح حائزها مستحقا لها على وجه األولوية بتوافره على شروط االستفادة من الثورة
الزراعية في حدود نصاب البلدية .وفي هذا الصدد صدر مرسوم رقم (1)13-11المتعلق بإثبات حق الملكية
الخاصة ،حيث تشكل من ثالث فصول ،ففي فصل إثبات حق الملكية على أرض زراعية أو معدة للزراعة
اعتبر سندا كل من العقود غير الرسمية والمسجلة والعقود المحررة من قبل قاض شرعي ومسجلة لكن غير
منشورة ،طبعا العقود المحررة من طرف موظفين عموميين أو موظفين قضائيين اعتبرت مستندات صحيحة
واثبات صفة الورثة من طرف ذوي الحقوق ،وفي الفصل الثاني بإثبات حق الملكية في حالة عدم وجود
وثيقة تناول إجراءات التحقيق وكيفياته مع تعاون مصالح أمالك الدولة والتنظيم العقاري ومسح األراضي
بإرسال ملفات التحقيقات التي ال تزال معمقة إلى المجالس الشعبية البلدية ،وفي الفصل الثالث بتحرير
شهادات الملكية وتسليمها إلى المالكين الذي أكد على استيفاء آجال الطعون وشكل الشهادة ثم تسجيلها
لتكون بعد ذلك البطاقات العقارية البلدية المذكورة آنفا ،لتستبدل شهادات الملكية بدفاتر عقارية بمجرد إحداث
المسح العام المذكور أعاله لتصبح هاته األخيرة المنطلق الجديد والوحيد إلقامة البينة في شأن الملكية
العقارية.
بمقتضى المادة 395من األمر المذكور أعاله يوقف كل نقل ملكية بعوض أو بدون عوض بين
األحياء ضمن أي بلدية في نطاق التطبيق وذلك طيلة المدة الواقعة ما بين تاريخ نشر األمر المذكور أعاله
وتاريخ القفل الرسمي لعمليات الثورة الزراعية ،كما يوقف كل نقل لحقوق عينية يترتب عليه رهن الحيازة،
وكل قسمة أو مصالحة أو إجارة أو مزارعة تتعلق بأرض زراعية أو معدة للزراعة ،والواقعة في تراب تلك
)(2
البلدية .وأن إبرامها خالفا للمقتضى الموقف ،يؤدي إلى بطالنها بحكم القانون.
احتوى هذا األمر على 33مادة لتكوين احتياطات عقارية لصالح البلديات من أراض من كل نوع أو
من أراض تابعة ألمالك الدولة أو الجماعات المحلية أو األفراد على أن تكون هذه األراضي داخلة في
منطقة عمرانية ،األخيرة تحدد بموجب مخطط عمراني منجز من طرف المجلس الشعبي البلدي ،ومجلس
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وزارة الفالحة واإلصالح الزراعي ،مرسوم ،11-11 ،ممضي في 6يناير
( ،2611الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،26مؤرخة في 11فبراير )2611ص152
) (2األمر رقم ،11-12المرجع السابق الذكر ،ص2568
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،أمر ،15-16 ،ممضي في 11فبراير ( ،2616الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،26مؤرخة في 6مارس )2616ص162
25
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
شعبي بلدي موسع عند إعداد مخطط عمراني في إطار المادة 31من األمر ...( 11-13إلحاقها بممتلكات
البلديات العقارية ،وذلك في نطاق برامج الضم والتهيئة العقارية ،)...يمكن إدراج عقارات تابعة لألمالك
العسكرية وكذا العقار المثقل بحقوق ارتفاق عسكرية ضمن االحتياطات ،كما تدرج أيضا األراضي التي آلت
ملكيتها إلى الدولة واألراضي التابعة لمزارع التسيير الذاتي الفالحي واألراضي الممنوحة للتعاونيات الفالحية
لقدماء المجاهدين واألراضي الموهوبة للصندوق الوطني للثورة الزراعية ضمن االحتياطات بشرط تواجدها
داخل المنطقة العمرانية.
األراضي التي يملكها أفراد وتقع داخل المنطقة العمرانية تخصص بالدرجة األولى لسد الحاجات العائلية
لمالكيها فيما يخص البناء على أال يتم نقل أي ملكية لها باستثناء اإلرث أو لصالح البلدية المعنية ،أما
المساحات الزائدة فتدرج في االحتياطات.
يتم اكتساب كل هذه األراضي لقاء تعويض من قبل البلدية المعنية على أساس تقدير من مصلحة
أمالك الدولة وال تجوز المعارضة ،البلدية هي األخرى بدورها تتنازل عن األرض لقاء تعويض مقدر من
نفس الجهة إذا ما تعلق األمر باستثمارات خارج تلك التي تقوم بها البلدية ،أو تهيئة قطع هذه األراضي
المخصصة للبناء وبيعها على أساس تقدير مصلحة أمالك الدولة.
)(1
تم استبدال مصطلح العمراني بمصطلح أول مرسوم تطبيق لألمر المذكور مرسوم رقم 311-18
مخطط التعمير وعند عدم وجود هذا األخير يمكن وضع مساحة مؤقتة للتعمير ،كما قام كذلك بتعديل لألمر
المذكور في مادتيه 8و 9بإضافة األراضي الموقوفة إلى مكونات االحتياطات ،رخص للبلديات الحصول
على قروض ألجل شراء األراضي التي ستدمج في احتياطاتها بالمقابل أجاز للبلديات المحرومة دفع الدينار
الرمزي كمقابل المتالك األراضي المملوكة للدولة ،وللقضاء على المضاربة منح الضوء األخضر للبلدية
بشراء التجزئات الخاصة.
توالت المراسيم فيما بعد بدءا بمرسوم رقم (2)31-19الذي يحدد الكيفيات المالية للبيع من قبل البلديات
لقطع األرض التابعة لالحتياطات العقارية (بيع لصالح الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية،
بيع لصالح الخواص) عالوة على أحكامه اإلجرائية (مداولة م ش ب ،رأي اللجنة ،دفتر الشروط ،اإلشهار)...
نص في المادة الرابعة منه على أن تكون كل قطعة أرض معدة للبيع موضوع تجزئة من قبل البلدية ضمن
)(3
المحدد لكيفيات أحكام األمر 91-18الذي ستكون معه وقفة أدناه .ثم يليه صدور مرسوم رقم 35-19
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رئاسة مجلس الوزراء ،مرسوم ،211-16 ،ممضي في 11أوت ،2616
(الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،11مؤرخة في 1سبتمبر )2616ص611
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رئاسة مجلس الوزراء ،مرسوم ،11-15 ،ممضي في 1فبراير ،2615
(الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،21مؤرخة في 11فبراير )2615ص116
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رئاسة مجلس الوزراء ،مرسوم ،18-15 ،ممضي في 1فبراير ،2615
(الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،21مؤرخة في 11فبراير )2615ص116
26
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
ضبط االحتياجات العائلية للخواص المالكين لألراضي فيما يخص البناء ،حيث حددت هاته االحتياجات
بتطبيق مقياس 31م ²للشخص الواحد على أساس مقدار ثمانية أشخاص على األقل ،كما حدد الكثافة
القصوى والدنيا للبناء بالملحق وكل ما زيد عن االحتياجات الخاصة لإلسكان يدرج في احتياطات البلدية
(مواد )5 ،2 ،1 ،3من نفس المرسوم .ثم صدر مرسوم رقم (1)36-19الذي يحدد الكيفيات المالية المتالك
)(2
األراضي المكونة لالحتياطات العقارية ،والذي عدل في مادته الرابعة بموجب مرسوم رقم 319-16
المتضمن نفس العنوان بحيث كانت البلديات المحرومة تضبط بمناسبة كل كارثة أو نكبة وطنية لتستبدل
بتعيين آخر دون أي صفة أخرى غير المحرومة مع إشراك وزير التخطيط والتهيئة العمرانية في الق ارر
)(3
المتضمن قائمة البلديات التي تحصل على أراض من أمالك الدولة لتكوين احتياطاتها العقارية المشترك
مقابل الدينار الرمزي ،كما ألغيت المواد 36 ،35 ،31 ،39 ،38 ،33بموجب مرسوم رقم -16
)(4
الذي شكل نظام تسبيقات الخزينة العامة المتالك وتهيئة األراضي المقرر إدماجها في االحتياطات 315
)(5
المتضمن العقارية ،إذ تم استبدال نظام قروض البنوك بهذه التسبيقات .ثم أتى مرسوم رقم 311-16
تحديد الشروط المتعلقة بتقدير أسعار بيع األراضي الداخلية في االحتياطات العقارية البلدية وتحديد معدل
الربح عن تدخل البلدية ،حدد سعر األراضي الداخلة في االحتياطات بثمن األرض مضافة إليه تكاليف
عملية التهيئة وربح تدخل البلدية ،األخير يكون مطابقا لمصاريف اإلدارة والسيما مصاريف النشر واإلجراءات
تم أيضا تحديده ب ـمعدل %1من سعر بيع األرض المهيأة و %1عند البيع لصالح الدولة (المادتين ،)2 ،3
)(6
المحدد لكيفيات حساب أسعار شراء البلديات تم إلغاء هذا المرسوم المتوالي بالمرسوم رقم 113-53
لألراضي التي تدخل في عداد احتياطاتها العقارية وأسعار التنازل عنها ،بحيث رتب البلديات في سبع
مناطق تراعى كثافة سكانها وأهمية نشاطها االقتصادي وموقعها الجغرافي وقسم كل بلدية إلى منطقتين
فرعيتين (منطقة فرعية 3ومنطقة فرعية )3وأرفق المرسوم بملحق يوضح أسعار العمليات للمتر المربع
)(7
الذي يحمل نفس عنوان سابقه (مواد ،)8 ،2 ،1 ،3ليلغى هذا المرسوم المتوالي بالمرسوم رقم 13-59
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رئاسة مجلس الوزراء ،مرسوم ،16-15 ،ممضي في 1فبراير ،2615
(الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،21مؤرخة في 11فبراير )2615ص116
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وزارة المالية ،مرسوم ،215-16 ،ممضي في 11يونيو ( ،2616الجريدة
الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 15يونيو )2616ص521
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قرار وزاري مشترك ،ممضي في 11يونيو ( ،2616الجريدة الرسمية
للجهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 15يونيو )2616ص515
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وزارة المالية ،مرسوم ،218-16 ،ممضي في 11يونيو ( ،2616الجريدة
الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 15يونيو )2616ص521
) (5الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وزارة المالية ،مرسوم ،211-16 ،ممضي في 11يونيو ( ،2616الجريدة
الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 15يونيو )2616ص522
) (6الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وزارة الداخلية ،مرسوم ،111-81 ،ممضي في 5نوفمبر ( ،2681الجريدة
الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،66مؤرخة في 6نوفمبر )2681ص1126
) (7الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم ،11-85 ،ممضي في 1يناير ( ،2685الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،2مؤرخة في 8يناير )2685ص6
27
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
واختلف عنه في ترتيب مناطق البلديات فخفضها إلى أربع بعد أن كانت سبع وامكانية احتواء كل منطقة
على أكثر من منطقة فرعية واحدة وأعطى رقما استدالليا لكل صنف من األراضي المدمجة في االحتياطات
العقارية البلدية باعتماد المعيار الطبوغرافي إضافة إلى تحديد سعر الشراء األساسي نسبة هامش الربح
بعشرة في المائة .على مستوى الهيئات تم إحداث وكالة عقارية وطنية بموجب مرسوم رقم (1)11-59تتولى
بمساعدة البلديات قصد تحقيق األهداف المسطرة لها في مجال االحتياطات العقارية كما أوكلت لها مهام
)(2
تنشئها أخرى (المادة ،)1ال مركزيا تم إحداث الوكالة العقارية المحلية بموجب مرسوم رقم 12-59
البلديات بصفة منفردة أو مشتركة تتولى على الخصوص تنفيذ العمليات المرتبطة بتكوين مجموع احتياطات
عقارية وتضع تحت تصرف المتعاملين األراضي التي وقع بيعها (المادتين .)3 ،3
بناء على هذه المنظومة القانونية نكون قد ألممنا بجميع موضوع تكوين احتياطات عقارية لصالح
البلديات الذي نعتبره قانون المدينة ألنه اهتم بجانب التعمير وتوسيع مختلف بلديات ربوع الوطن لتعطى
بذلك كل بلدية قوام المدينة استنادا لخصائص كل واحدة ،رغم األهداف المتوخاة (ترى األستاذة سعاد بن
)(3
جاب اهلل أن هذا القانون منبع البناء الفوضوي)...
)(4
المتعلق برخصة البناء ورخصة تجزئة األرض ألجل البناء: ثالثا-األمر 21-17
أول قانون بالبالد ينظم رخصة البناء ورخصة التجزئة ،جاء في المادة األولى منه ال يجوز ألي أحد
كان أن يقوم بدون رخصة مسبقة ببناء مكان للسكن أو غيره بما في ذلك تغيير الواجهة أو هيكل البناية،
حيث جاء عاما تخضع له أشخاص القانون العام والقانون الخاص ،لكن أتى بمادته الثانية استثناءات شكلت
حاالت اإلعفاء ربما كانت فيما بعد الخطر الذي لم يخطر بالبال إضافة إلى عدم اشتراطه لعقد الملكية في
ملف تكوين الرخصة ،أهمها البلديات التي يقل عدد سكانها عن 3111ساكن يكتفي الطالب بتوجيه تصريح
إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي باألشغال ،وكذا البلديات التي يقل سكانها عن 3111ساكن في تجمع
عمراني.
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم ،11-85 ،ممضي في 1يناير ( ،2685الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،2مؤرخة في 8يناير )2685ص8
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم ،16-85 ،ممضي في 1يناير ( ،2685الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،2مؤرخة في 8يناير )2685ص22
) (3اسماعيل لقدوعي (البناء الفوضوي في الجزائر (من وجهة نظر-قانونية) ،مذكرة نهاية التكوين ،المدرسة العليا للقضاء،
،1118/1116ص)21
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،أمر ،51-16 ،ممضي في 15سبتمبر ( ،2616الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،81مؤرخة في 21أكتوبر )2616ص2215
28
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
يمنح رخصة البناء رئيس المجلس الشعبي البلدي كأصل واستثناء يمنحها الوالي والوزير المكلف
بالعمران ،آجال الرخصة حددت بـ 45يوما عند اختصاص الرئيس وشهران دونه وفي حالة انقضاء هذه
المدة تعتبر رخصة البناء ممنوحة شريطة احترام القانون الخاص بالعمران.
في مجال المراقبة والعقوبات ،خول للوزير المكلف بالعمران وممثليه والوالي وممثلي مصالح الدولة
المكلفة بالعمران التابعة لسلطته ولرئيس المجلس الشعبي البلدي أو ممثليه ومصالح أمالك الدولة أن يقوموا
بزيارة أو مراقبة البناءات أو التجزئات كلما دعت الضرورة .وعند االنتهاء من البناء يقدم المستفيد تصريحا
وتتم مطابقة البناءات لتمنح له شهادة المطابقة التي هي بمثابة رخصة السكن ،في تتبع المخالفات يمكن
ألي ضابط أو عون مصلحة شرطة أو موظف أو عون دولة أو مجموعة عمومية محلف أو مكلف من
طرف الوزير المكلف بالعمران أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي أن يحرروا محاضر المخالفات
تكون بمثابة حجة ما لم يثبت العكس ،في تتبع حالة العقار ال يقام أي إشهار وأي وعد باإليجار دون
إصدار رخصة التجزئة ،وكذا األمر بالنسبة لكل وعد بالبيع يعطى من طرف شخص خاص مخالف ألحكام
األمر رقم 39-12المذكور أو هذا األمر .أتى بجمعية نقابية تحت اسم لجان األحياء التي سيعتمد عليها
في تشريعات وتنظيمات الحقة كالتسوية القانونية مثال.
)(1
الذي تضمن تحديد كيفيات تطبيق األمر 91-18 في سياق التطبيق صدر مرسوم رقم 316-18
تم إشراك جهات عديدة على غرار رئيس المجلس الشعبي البلدي ،تمثلت في مديرية المنشآت األساسية
والتجهيز للوالية المكلفة بالبناء التي بدورها تقوم باستشارة كل من مديرية الصحة والعمل والشؤون االجتماعية
للوالية ومديرية الشؤون العامة والتنظيم واإلدارة المحلية للوالية واللجنة الدائمة للدراسات والتنمية والتنظيم
لناحية الجزائر إذا كان البناء المزمع إنجازه في المنطقة العمرانية التابعة للجزائر العاصمة ،وفي حاالت
قانونية تشاور مصالح أخرى ،ويجوز لمديرية المنشآت األساسية والتجهيز للوالية المكلفة بهندسة المدن
مشورة كل مصلحة أخرى أو هيئة عمومية معنية إذا رأت ذلك واجبا (خلط بين لجنة هندسة المدن التابعة
للوالية والمديرية األخيرة) ،المالحظ على هذا المرسوم أنه عقد من إجراءات تحقيق رخصة البناء وهذا سببه
ربما أنه نظمها في إطار عام لم يخص به أشخاص الطبيعيين والمعنويين التابعين للقانون الخاص.
تشريع بهذا المستوى وبهذا اإلجراء ربما يعكس اهتمامات كبرى في مجال البناء ورفاه المواطن الذي
)(2
المتضمن تنظيم البنايات التابعة لألمر رقم 91-18المذكور. بدا في المرسوم رقم 331-18
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم ،216-16 ،ممضي في 15سبتمبر ( ،2616الجريدة الرسمية
للجهورية الجزائرية ،ع ،81مؤرخة في 21أكتوبر )2616ص2222
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم ،221-16 ،ممضي في 15سبتمبر ( ،2616الجريدة الرسمية
للجهورية الجزائرية ،ع ،81مؤرخة في 21أكتوبر )2616ص2211
29
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
)(1
المتضمن إعداد مسح األراضي العا وتأسيس السجل العقاري: رابعا-األمر رم 17-17
بدأ من حيث انتهت الثورة الزراعية كما وسبق اإلشارة ،بمجرد تكوين البطاقات العقارية البلدية
المنصوص عنها في المادة 32من قانون الثورة الزراعية يتم إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل
العقاري ،عرف مسح األراضي العام بأنه يحدد ويعرف النطاق الطبيعي للعقارات وهو األساس المادي للسجل
العقاري (المادة 3من األمر المذكور) وعرف السجل العقاري بأنه الوضعية القانونية للعقارات يبين تداول
الحقوق العينية ،كان ميالد ما اصطلح عليه الكتاب واألكاديميون الشهر العيني للعقار ،كما كان األول في
تاريخ الجزائر كلفت به إدارة أمالك الدولة إلنجازه ،العملية من الناحية النظرية تبدو بسيطة (تحديد ملكيات
ثم إعداد مخطط منظم لعملية المسح في كل بلدية ثم تكوين مجموعة بطاقات عقارية المكونة للسجل العقاري
ثم تسليم دفتر عقاري ألصحابه) ،أحدث هذا القانون جهاز المحافظة العقارية وكلفها بمسك السجل العقاري
واتمام إجراءات اإلشهار العقاري.
)(2
المتعلق بإعداد مسح األراضي العام وكذا صدر بهذا الشأن مرسوم رقم 93-19المعدل المتمم
)(3
المتعلق بتأسيس السجل العقاري ،تداركا للزمن واألشغال واستعمال مرسوم رقم 91-19المعدل والمتمم
أحدث التقنيات (المسامي الضوئي) في هذا الصدد تم إنشاء وكالة وطنية لمسح األراضي بموجب مرسوم
تنفيذي رقم (4)312-56تم توكيلها بمهام كما هي محددة في المواد من 2إلى 31من هذا المرسوم وبالتالي
تم إعفاء إدارة أمالك الدولة من العملية المنوطة بها في بداية األمر وتم تحويل جميع الموارد البشرية والمادية
للوكالة.
)(5
المحدد انتقاليا مواعد شغل األراضي مصد المحافظة عليها وحمايتها: خامسا-األمر رم 17-57
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،أمر ،16-16 ،ممضي في 21نوفمبر ( ،2616الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،92مؤرخة في 28نوفمبر )2616ص2115
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وزارة المالية ،مرسوم ،51-15 ،ممضي في 16مارس ( ،2615الجريدة
الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،11مؤرخة في 21أبريل )2615ص ،665معدل متمم بـ :مرسوم ،611-86 ،ممضي
في 16ديسمبر ( ،2686الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،12مؤرخة في 11ديسمبر )2686ص ،1628بـ:
مرسوم تنفيذي ،216-61 ،ممضي في 1أبريل ( ،2661الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 8
أبريل )2661ص111
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وزارة المالية ،مرسوم ،51-15 ،ممضي في 16مارس ( ،2615الجريدة
الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،11مؤرخة في 21أبريل )2615ص ،668معدل متمم بـ :مرسوم ،121-81 ،ممضي
في 21سبتمبر ( ،2681الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،18مؤرخة في 25سبتمبر )2681ص 2111وبـ
مرسوم تنفيذي ،211-61 ،ممضي في 26مايو ( ،2661الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،16مؤرخة في 11
مايو )2661ص26
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،116-86 ،ممضي في 26ديسمبر ( ،2686الجريدة
الرسمية للجهورية الجزائرية ،ع ،66مؤرخة في 11ديسمبر )2686ص2612
) (5الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،12-86 ،ممضي في 21أوت ( ،2686الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،16مؤرخة في 26أوت )2686ص2285
30
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
نص المرحلة االنتقالية ريثما تنسجم القواعد اإلدارية والتسيير العقاري في مجال التعمير والتهيئة
العمرانية (نعتقد أنه يقصد القوانين التي جاءت سنة ،3652سيما قانون رقم 16-52الذي ستكون معه
)(2 )(1
المتعلق بقوانين المالية المتعلق باألمالك الوطنية وقانون رقم 31-52 وقفة أدناه وقانون رقم 39-52
الذي ينظر حاليا في تعديله بحيث أصبح قانون عضوي بموجب المادة 323من التعديل الدستوري ،)3139
)(3
المتضمن الموافقة على األمر رقم 13-58المذكور (والذي والموافق عليه بموجب القانون رقم 15-58
جاء بناء على ما أقره المجلس الشعبي الوطني ،إذ تنص المادة 381من دستور :19لرئيس الجمهورية
أن يشرع ،فيما بين دورة وأخرى للمجلس الشعبي الوطني ،عن طريق إصدار أوامر تعرض على موافقة
المجلس الشعبي الوطني في أول دورة مقبلة ،).لم ينص على حاالت عدم اشتراط رخصة البناء وهذه ميزة
تداركها ،رفعت آجال دراسة ملف رخصة البناء من 28يوما إلى 2أشهر في كل األحوال ،كما أتى
باختصاص جديد للجهة القضائية بتسليم رخصة البناء في حال سكوت اإلدارة والذي وجب إثباته بالتالي
يعد أول قانون في المجال يفصل في سكوت اإلدارة ،تناول أيضا رخصة البناء في األراضي الفالحية
وأخضعها للموافقة المسبقة للمصالح التقنية التابعة للفالحة وفي شق نقل الملكية أخضعها لرخصة يسلمها
الوالي ،الجديد أيضا أصبح الهدم من صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بعدما كان بموجب أمر
صادر عن المحكمة الجنائية ،في العقوبات كان الجديد باستحداث عقوبات على األعوان المكلفين بالرقابة
وهذا إن دل فإنه يدل نوعا ما على تفعيل الرقابة في مجال البناء ،ألغى كذلك كل نقل ملكية عقارية مخالف
للقانون وحلول البلدية محل أطراف صفقة النقل وأدمج أراضي البناء التي نقلت ملكيتها قبل نشر هذا القانون
وخارقين للتشريعات الجاري بها العمل في الملك الخاص للبلدية واجبار الذي انتزعت منه حق الملكية على
دفع رسم ذا طابع استثنائي للخزينة العامة ،هذا وقد أوصى الجهات اإلدارية باتخاذ التسهيالت الالزمة
لعمليات البناء في إطار القانون.
في مراسيم التطبيق لهذا األمر صدر مرسوم رقم (4)333-58حدد كيفيات تسليم رخصة البناء ورخصة
تجزئة األراضي للبناء ،عدا مكونات الملف واإلجراءات استثنت قواعده السكنات الفردية من دراسات المهندس
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،25-86 ،ممضي في 11يونيو ( ،2686الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،ع ،11مؤرخة في 1يوليو )2686ص2115
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،21-86 ،ممضي في 1يوليو ( ،2686الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،18مؤرخة في 21يوليو )2686ص 2161معدل متمم بـ :قانون ،16-88 ،ممضي في 21يناير ،2688
(الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،1مؤرخة في 21يناير )2688ص ،66وبـ قانون ،16-86 ،ممضي في 12
ديسمبر ( ،2686الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،2مؤرخة في 1يناير )2661ص ،1وبـ مرسوم تشريعي،
،26-61ممضي في 6ديسمبر ( ،2661الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،81مؤرخة في 6ديسمبر )2661
ص5
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،18-86 ،ممضي في 21نوفمبر ( ،2686الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،61مؤرخة في 21نوفمبر )2686ص2126
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم ،122-86 ،ممضي في 21أوت ( ،2686الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،16مؤرخة في 26أوت )2686ص2286
31
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
المعماري أو مكتب الدراسات وهذه نقطة ربما كانت خلال فيما بعد ،في أجهزة االستشارة زاد منها وتمثلت
في المصالح المكلفة بالفالحة والري والمصالح المكلفة بترقية أو تسيير المناطق الخاصة هذا وعالوة على
المصالح التي عددها القانون رقم 13-53المتناول أدناه ،وجعل من المصالح المكلفة بالتعمير في الوالية
مصدر تعليمات خاصة التي يمكن أن يتوقف عندها تسليم رخصة البناء ،تنشر نسخة القرار المتضمن
رخصة البناء في مقر المجلس الشعبي البلدي لمدة سنة وشهر لكي يتمكن أي شخص باالطالع عليها
وعلى جميع وثائق ملف الطلب ،لإلشارة هو اآلخر لم يشترط عقد الملكية في ملف تكوين الرخصة .وفي
سياق متصل صدر مرسوم رقم 333-58المذكور ألول مرة تطرح التسوية القانونية على مستوى التشريع،
بالنسبة للعقار تطبق أحكام كل من المادة 32من األمر رقم 13-58تلك المتعلقة بصفقات غير قانونية
بين الخواص ألراض بناء سبق تناولها وأحكام االلتصاق بالعقار المدرجة في القانون المدني ،بالنسبة للبناية
خصت البنايات التي يتوفر فيها الحد األدنى من قواعد التعمير ومقاييس البناء سواء قبل إنجازها أو بعد
إنجاز األشغال التي تجعلها مطابقة ،تتضح هذه القواعد الدنيا فيما يلي:
تم تفعيل للجان األحياء المنشئة بموجب األمر رقم 91-18المذكور أعاله ،بالقيام بدراسات وأشغال
تهيئة واقامة مرافق في األماكن غير المهيأة التي تضم عشرات البنايات في غضون سنة على األكثر ،كما
أحدثت لتطبيق أحكام هذا المرسوم لجان أخرى تمثلت في لجنة الوالية ولجنة الدائرة ،األولى تتابع تطور
أشغال لجنة الدائرة وتدرس الطعون وتبين حاالت إعادة األماكن إلى وضعيتها األصلية واجراءات التنفيذ،
أما الثانية مكلفة بدراسة الملفات واخبار لجنة الوالية شهريا بحالة تقدم األشغال والصعوبات التي تعترض
تنفيذ األشغال ،يعد هذا المرسوم عقد الملكية حسب الشكل اإلداري ويسلم رخصة البناء أو رخصة التجزئة
مع عبارة تسوية الوضعية ،وال تشمل أحكامه البنايات المشيدة على أرض تابعة لألمالك العمومية في مفهوم
المادة 33من القانون رقم 39-52المذكور والقطاع الفالحي العمومي الذي كان يخضع ألحكام تجزئة
حق الملكية (حق االستغالل) -استغالل األراضي التي تمنحها الدولة -المدرج ضمن القانون المدني.
في إطار تطبيق المادة 32من نفس المرسوم صدرت تعليمة مشتركة المذكورة بين وزير الداخلية
والجماعات المحلية ووزير المالية ووزير العدل ووزير الفالحة والصيد البحري ووزير التعمير والبناء واإلسكان
ووزير التخطيط والتهيئة العمرانية ،تتعلق بمعالجة البناء غير المشروع ،إذ اقتضى األمر ذلك فعال فجاءت
32
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
على شكل محاور في نص نثري عام ،ربما لكي يتاح لعامة الناس فهمه وليس على شكل بناء قانوني
(مواد) ،توجز التعليمة كالتالي:
)3المحور األول عدد أنماط البناء غير المشروع وحدد إطار تسويته من خالل العناصر التالية:
أ -الصفة القانونية للقاعدة العقارية :يضم نوعين البنايات المشيدة فوق أراض عمومية التي
بدورها تضم ثالث أنواع البنايات المشيدة فوق أراض تابعة لألمالك العمومية في مفهوم المادة
33من القانون رقم 39-52المذكور والبنايات المشيدة فوق أراض تابعة لمزارع فالحية عمومية
والبنايات المشيدة فوق أراض عمومية أخرى ،هاته األخيرة تنقسم إلى نوعين شغل بسند وشغل
دون سند ،البنايات المشيدة فوق أراض يملكها الخواص تتفرع إلى قسمين البناية التي شيدها
صاحب القطعة األرضية والبنايات التي شيدت فوق أراض يملكها الخواص وكانت موضوع
صفقات غير مشروعة .
ب -مراعاة قواعد التعمير ومقاييس البناء :شمل نوعين من البناء ،البنايات التي يمكن تسويتها
بتسليم رخصة البناء أو رخصة أشغال بعنوان التسوية التي تنقسم إلى نوعين البنايات المطابقة
لقواعد التعمير ومقاييس البناء والبنايات التي يمكن أن تصبح مطابقة لقواعد التعمير ومقاييس
البناء بعد تنفيذ األشغال التي تجعلها مطابقة ،والبنايات التي ال تقبل وضعيتها التسوية.
ج -الغرض من البناية واستعمالها :تتعلق بالبنايات التي يزاول بها العمل والذي غير مرخص به،
هنا تكون التسوية لألرض والبناية والنشاط المزاول.
د -مكان إقامة البنايات وتهيئة المرافق :تتعلق بالبناية والشبكات وتضم نوعين بنايات مشيدة
فوق مكان هيئت مرافقه وبنايات مشيدة فوق مكان ل تهيأ مرافقه ،اجتماع عشر بنايات
فأكثر تنشأ لجان األحياء المذكورة سابقا تتكفل بأشغال التهيئة.
)3المحور الثاني أجهزة التنفيذ واإلجراءات المتبعة
ضمت الوالي ورئيس الدائرة ورئيس المجلس الشعبي البلدي ومصالح البلدية التقنية ولجنة الوالية ولجنة
الدائرة ،أما اإلجراءات تمثلت في المراحل التالية :المرحلة األولية ،مرحلة دراسة الملفات واتخاذ الق اررات في
مستوى لجنة الدائرة أو لجنة الوالية ،مرحلة تبليغ القرار والطعن ،مرحلة تنفيذ الق اررات ،ارجاع الوثائق،
المتابعة والتقويم.
اختتمت الت عليمة بآمال القضاء نهائيا على البناء غير المشروع الذي ال يمكنه أن يكون من وقائع
المستقبل.
33
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
)(1
المتعلق برخصة البناء ورخصة تجزئة األراضي للبناء: أوال-القانون رم 16-56
ثاني قانون ينظم المجال بعد األمر رقم 91-18المذكور سابقا ،لم يختلف عن هذا األخير كثيرا ،ففي
حاالت عدم اشتراط رخصة البناء تم رفع عدد السكان إلى 3811نسمة بحيث تصبح المراكز الحضرية
والتجمعات السكانية والتي ليست مراكز لبلديات واألقل من هذا العدد معفية من رخصة البناء ،كما اشترط
رخصة البناء في المناطق الريفية ذات القيمة الفالحية العالية ألول مرة ،أتى كذلك بنظام جديد عرف
بالرخصة المسبقة لتجزئة األراضي للبناء والرخصة المسبقة للبناء ،األولى تكمل الثانية لكن سرعان ما ألغيت
بموجب األمر رقم 13-58المذكور سابقا ،كذلك ألغيت حاالت عدم االشتراط بنفس األمر ،اعتبر رخصة
البناء مكتسبة في حال انقضاء اآلجال المحددة بستين يوما شريطة احترام القانون ،لإلشارة هو اآلخر لم
يشترط عقد الملكية في ملف تكوين الرخصة .السؤال المطروح لماذا لم يأتي هذا القانون بناء (ضمن
المقتضيات) على األمر 91-18المذكور؟ ولماذا أتى أصال هذا القانون وهنالك األمر رقم 91-18؟ أم
هل ألغاه ضمنيا بموجب المادة 91منه؟ ،لنفرض أنه ألغاه لماذا أتى المرسوم رقم 333-58المذكور سابقا
بناء على نفس األمر؟ ولماذا تم إلغاء بعض مواده ( ،1/15 ،3/35 ،32 ،3/31 ،9 ،2ومن 23إلى
)28بموجب المادة 38من األمر رقم 13-58المذكور أعاله؟ هل األمر رقم 91-18ساري المفعول؟
)(2
المتعلق بحيازة الملكية العقارية الفالحية: ثانيا-القانون رم 75-57
جاء باالستصالح الذي حسب مفهومه كل عمل من شأنه جعل أراض قابلة للفالحة صالحة لالستغالل،
ونطاق التطبيق كان على أراض تابعة للملكية العامة والواقعة في المناطق الصحراوية أو المنطوية على
مميزات مماثلة وكذا على األراضي األخرى غير المخصصة التابعة للملكية العامة والممكن استخدامها
للفالحة بعد االستصالح ،يتم نقل الملكية للمستصلح بشرط فاسخ تمثل في إنجاز برنامج االستصالح الذي
يعده شخصيا وتصادق عليه اإلدارة في مدة خمس سنوات باستثناء حاالت ،على أن تنقل الملكية كذلك
بالدينار الرمزي ،احتوى على شرط مانع من التصرف يسقط بسقوط الشرط الفاسخ.
)(3
المتعلق بالتنظي اإلمليمي للبالد: ثالثا-القانون رم 10-57
استهدف هذا القانون تحديد اإلطار اإلقليمي للواليات والبلديات طبقا لمبادئ الالمركزية وال تمركز كل
والية وكل بلدية ثم مالءمة القاعدة اإلقليمية مع أهداف تنمية البالد وترقية السكان الذين يعيشون فيها ،تم
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،11-81 ،ممضي في 5فبراير ( ،2681الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،ع ،5مؤرخة في 6فبراير )2681ص166
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،28-81 ،ممضي في 21أوت ( ،2681الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،ع ،16مؤرخة في 25أوت )2681ص1166
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،16-86 ،ممضي في 6فبراير ( ،2686الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،ع ،5مؤرخة في 1فبراير )2686ص216
34
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
إنشاء واليات جديدة منبثقة عن جزئين أو عدة أجزاء من واليات أو عن تقسيم والية واحدة ،كذلك تم إنشاء
بلديات جديدة منبثقة عن تقسيم بلدية موجودة ودمج جزئين أو عدة أجزاء من البلديات ،تمت أيضا تهيئة
حدود إقليمية لبعض الواليات ،النتيجة أسفرت عن ثمان وأربعين والية وألف وخمس مائة وأربعين بلدية.
أحال للتنظيم فيما يخص تنظيم مدينة الجزائر وكبريات التجمعات السكنية الحضرية.
رابعا-القانون رم 60-01المذكور:
)(1
التي تعتبر االستثناء ،أما جاء هذا القانون بأدوات التهيئة والتعمير والقواعد العامة للتهيئة والتعمير
)(2
حقوق البناء بخصوص األراضي الواقعة خارج المناطق العمرانية للبلديات فقد حدد قرار وزاري مشترك
فيها ،حيث ألزم كل بلدية بإعداد مخطط توجيهي للتهيئة والتعمير) ،(3وذكر اإلجراءات المتبعة في سبيل
ذلك من المبادرة التي تكون من رئيس المجلس الشعبي البلدي إلى غاية المصادقة عليه حسب كل بلدية،
نفس الشيء مع مخطط شغل األراضي) .(4الجديد الذي أتى به شهادة التعمير) ،(5وخص رخصة البناء
وجميع الرخص األخرى أخي ار بملكية األرض ،لكن في مرسوم تطبيق رقم 319-63المشار إليه ،بموجب
المادة 12منه أضاف محررات أخرى على غرار سند الملكية كشهادة الحيازة مثال.
بعدما قدمنا فحوى النصوص بأهم مضامينها نناقش التعارض والتناقض على ضوء مدى التطبيق
وواقع التطبيق الصحيح أو الخاطئ ،بنفس الشكل المعتمد في المطلب األول.
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،216-62 ،ممضي في 18مايو ( ،2662الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 1يونيو )2662ص661
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قرار وزاري مشترك ،ممضي في 21سبتمبر ( ،2661الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،85مؤرخة في 5ديسمبر )2661ص1265
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،211-62 ،ممضي في 18مايو ( ،2662الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 1يونيو )2662ص 616معدل متمم بـ :مرسوم تنفيذي ،121-16 ،ممضي
في 21سبتمبر ( ،1116الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،51مؤرخة في 22سبتمبر )1116ص 6متمم بـ:
مرسوم تنفيذي ،268-21 ،ممضي في 18مارس ( ،1121الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،26مؤرخة في 2
أبريل )1121ص26
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،218-62 ،ممضي في 18مايو ( ،2662الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 1يونيو )2662ص 618معدل متمم بـ :مرسوم تنفيذي ،128-16 ،ممضي
في 21سبتمبر ( ،1116الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،51مؤرخة في 22سبتمبر )1116ص 22متمم بـ:
مرسوم تنفيذي ،255-21 ،ممضي في 6أبريل ( ،1121الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،12مؤرخة في 22
أيريل )1121ص25
) (5الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،215-62 ،ممضي في 18مايو ( ،2662الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 1يونيو )2662ص 651معدل متمم بـ :مرسوم تنفيذي ،11-15 ،ممضي في
1يناير ( ،1115الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،12مؤرخة في 8يناير )1115ص 6بـ :مرسوم تنفيذي،
،111-16ممضي في 11سبتمبر ( ،1116الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،66مؤرخة في 11سبتمبر
)1116ص 6الملغى بـ :مرسوم تنفيذي ،26-26 ،ممضي في 16يناير ( ،1126الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية،
ع ،1مؤرخة في 21فبراير )1126ص6
35
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
أوال-األمر رم 17-17المذكور:
ساهم في جانب منه في تطهير الجانب العقاري عند متابعته للوضعية القانونية للعقارات التي ليس بها
سندات واجراء تحقيق بذلك ،غير أن الجانب اآلخر لقانون الثورة الزراعية فشل في تحقيق أهدافه حيث بقي
القطاع الخاص مهيمنا على % 85.6من المساحة الكلية للزراعة حسب إحصائيات أجريت سنة ،3615
كما تصدى القطاع الخاص إلجراءات التأميم بكافة السبل القانونية وغير القانونية بحيث اضطر الكثير إلى
القيام ببيوع صورية لتفادي التأميم أو اللجوء إلى بيوع عرفية نظ ار لقلة التعويض الممنوح في حالة التأميم،
ومن هنا اكتسب عدة أفراد عقارات فالحية بعقود عرفية فمنهم من استمر في فالحتها ومنهم من حولها عن
مقصدها أو أهملها حتى صارت بور لبيعها مرة أخرى كأرض للبناء فكانت هذه البدايات األولى من الناحية
)(1
القانونية لظهور بنايات خارج سلطة القانون.
كما قال آخر بأن قانون الثورة الزراعية أتى بجملة من المبادئ من بينها حضر المعامالت العقارية
الواردة على األراضي الزراعية بعد نشر القانون وبطالن السابقة بأثر رجعي يمتد إلى 8يوليو 3698
مضيفا بعد تقرير أسلوب التأميم الذي افتقد فيه لشرعية قانونية واضحة يقبلها المالك ،فقد الق تطبيق
المرحلة الثانية من الثورة الزراعية التي شملت 888.935هكتار من أمالك الخواص أساليب معارضة
شديدة ومتنوعة منها اإلسراع في عملية تعمير األراضي الفالحية والبناء بشكل غير شرعي بغرض تحويلها
عن وجهتها الفالحية أو عن طريق تهريبها في السوق الموازية بعقود عرفية ،تحمل تاريخا رجعيا للتملص
في نظر األفراد من أحكام قانون التوثيق وقد راج هذا اإليجاب وقابله عروض مختلفة لفائدة حاجة عمال
المصانع الجدد للسكن ،كما أن العديد من الفالحين قد تركوا األرض نتيجة ذلك هروبا من مصير غامض،
ونزحوا جماعيا إلى المدينة للبحث عن األفضل فخرجت هذه األخيرة عن دوائرها بعد أن عجزت عن
استيعاب الكم الهائل من السكان الجدد والوظائف الجديدة ،فكلها امتألت حتى االختناق من ت اركمات فوضوية
)(2
لظواهر غير محددة ،وتحولت ضواحيها إلى مناطق عمرانية من مزيج غريب لألشكال.
ثانيا-األمر رم 62-17المذكور:
المالحظ في الميدان أن البلديات لم تراع في كثير من الحاالت ما نص عليه القانون ،فقامت ببيع تلك
األراضي من أجل البناء قبل إدماجها ضمن االحتياطات البلدية ودون تبليغ وتعويض مالكيها ،كما باعت
للمواطنين قطع أرضية للبناء بدون تسليم عقود ملكية وهذا في غياب نصوص قانونية تستلزم الحصول على
عقد الملكية عند طلب رخصة البناء ودون القيام بإجراءات التسجيل والشهر مما تسبب في منازعات عديدة
36
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
وعرقلة تطور البناء وعمليات المسح العقاري ،وقد نتج عنه تقييد حرية التملك والتصرف في األراضي التابعة
للخواص الواقعة ضمن المحيط العمراني للبلديات ولجوء األف ارد إلى بيع أراضيهم بعقود عرفية وظهور البناء
)(1
الفوضوي وانشاء سوق موازية.
نتائج هذا األمر ال يمكن وصفها إال بالمدمرة ،فقد خلف آثار كبيرة في ميدان البناء غير الشرعي ال
تزال إلى اليوم ،إذ ساعد كثي ار قبول تسجيل هذه السندات غير الشرعية بموجب المادة 315من قانون
)(2
مقابل تحصيل % 3من المعاملة العقارية غير الشرعية ووصل عدد المالية التكميلي لسنة 3651
البنايات غير الشرعية بفعل االحتياطات العقارية إلى حوالي 18.111بناية سنة ،3658هذا العدد اعتبر
عامل ضغط أجبر المشرع على االعتراف بحقوق الشاغلين في ميدان التملك والسكن بموجب المرسوم رقم
333-58المذكور الذي لم يسهم كثي ار في حل المشكلة مع تزايد استمرار أسباب البناء غير الشرعي فقد
)(3
ثبت أن عدده تجاوز 233.526سنة 3651لوحدها.
ثالثا-األمر رم 21-17المذكور:
نرى نصه على حاالت عدم اشتراط رخصة البناء ،وعدم نصه على وثيقة رسمية للملكية في مكونات
ملف طلب الرخصة ،واعتبار سكوت اإلدارة موافقة على رخصة البناء بعد مضي اآلجال المحددة فيه ،وكثرة
اإلجراءات السلمية فيه ساهمت بقدر أو بآخر من وتيرة الطلب على الرخصة وبالتالي منح الدعم لتزايد
البناءات غير الشرعية.
رابعا-األمر رم 17-17المذكور:
واجهت عملية المسح صعوبات من الناحية المادية ،فرغم البدء فيها منذ سنة 3613إال أنها لم تتقدم
كثي ار إذ لم يمسح من مجموع 3823بلدية سوى 193بلدية فقط ولم تسلم الدفاتر العقارية سوى في 112
بلدية ،كما أن المناطق التي تم مسحها مهددة بالضياع بسبب عدم متابعة األشغال من قبل المعنيين سواء
البلديات أو مصالح المحافظات العقارية .وبسبب االرتباط العضوي بين النظام الشهر العقاري العيني والمسح
العام لألراضي فقد أعاق هذا األخير السير العادي لعملية تطهير الملكية العقارية وعدم االستغالل األمثل
)(4
للعقارات.
خامسا-األمر رم 17-57المذكور:
رغم تداركه لهفوات األمر رقم 91-18من حيث إلغاء حاالت عدم اشتراط رخصة البناء ورفع آجال
دراسة ملف طلب رخصة البناء واثبات سكوت اإلدارة لدى المحكمة المختصة ،ورغم وضع عقوبات صارمة
ألعوان الرقابة في حالة عدم اتخاذ تدابير الزمة ،إال أنه لم ينتبه لعقد ملكية العقار محل البناء ولم يدرجه
ضمن مراسيمه التطبيقية فيما بعد ،فيما يتعلق بتكوين الوثائق الضرورية للحصول على قرار الرخصة ،أما
بخصوص تسوية الوضعية األرضية فيه فكانت:
.7تسوية وضعية األراضي التي كانت محل معامالت غير مانونية بين األف ارد :تتم التسوية لفائدة من
يحوز (يشغل) األرض حيازة فعلية ،وعليه إذا كان المستفيد من المعاملة ال يتوفر فيه شروط الحيازة
سقط حقه في التسوية ،فتقوم البلدية بالتنازل لصالحه عن ملكية األرض التي كانت معينة بالدمج،
)(1
وهذا بدفع مقابل على شريطة احترام قواعد التعمير.
.6تسوية وضعية االحتالل غير الشرعي لأل راضي العمومية :شملت عملية التسوية هذه حوالي
181.111حالة على المستوى الوطني وكانت التسوية في حالتين:
أ -الحالة األولى :هي حالة االحتالل غير المشروع على أراض عمومية والبناء عليها دون أن
يكون للشاغل سند أو رخصة بناء ،هنا يتم التنازل لفائدة الشاغل الفعلي على الجزء الذي
استعمل كقاعدة لتشييد البناء ،ويكون بدفع القيمة التجارية لألرض زائد مبلغ التعويض يساوي
)(2
كلفة المبنى المشيد مخصوم منها قيمة مواد البناء التي جلبها المستفيد.
ب -الحالة الثانية :وهي حالة وقوع احتالل غير شرعي وتشييد بناء على أساس سند أو رخصة
تفيد التصريح باألشغال ،أي أن الشاغل حسن النية ،هنا تسوى وضعية قطعة األرض بالتنازل
عن ملكيتها للشاغل الفعلي في الجزء المبني فقط ،أما باقي القطعة األرضية تبقى ملك للبلدية
)(3
بحيث يدفع المستفيد جراء هذا التنازل مبلغا نقديا يساوي القيمة التجارية.
أوال-القانون رم 16-56المذكور:
)(4
وان كنا نرى خالفا لهذا تمثل دور هذا القانون في اإللغاء الكامل لألمر رقم 91-18المتكلم عنه
كما سبق توضيح ذلك ،نعتقد أنه وقع في نفس الخطأ من حيث حاالت عدم اشتراط رخصة البناء وعدم
اشتراط عقد الملكية وسكوت اإلدارة خالل انقضاء اآلجال يكسب رخصة البناء.
) (1سماعين شامة( ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري) ،بدون رقم الطبعة ،الجزائر :دار هومه ،ص16
) (2المرجع ذاته ،ص15 ،16
) (3المرجع ذاته ،ص15 ،16
)(4
http://aissabendouha.blogspot.com/2012/01/blog-post.html
38
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
ثانيا-القانون رم 75-57المذكور:
( ...نسجل قصوره من حيث آليات المتعلقة بالرقابة وفتحه المجال إلمكانية تحويل األراضي الفالحية
عن مقصدها إلى أراض للبناء غير القانوني...فالسماح بالبناء على األراضي المستصلحة يفتح لبيعها
خاصة بعد أن تنقل الملكية للمستصلح بالدينار الرمزي...في الوقت الذي تنعدم فيه الوسيلة القانونية الكفيلة
بمراقبة مدى الحفاظ على طبيعة هذه األرض الحقا ،و...ال يوجد ما يمنع إعادة بيع األرض بعد استصالحها
)(1
إال الوازع الديني واألخالقي)...
ثالثا-القانون رم 10-57المذكور:
(...عدم استقرار النظام اإلداري للدولة الجزائرية فيما يخص الترقية اإلدارية ،إذ إلعادة الهيكلة اإلدارية
هذه أثار سلبية أدت إلى تفتيت بعض المناطق الممسوحة لبلدية معينة لفائدة عدة بلديات ،(2))...نرى نحن
أن هذا التقسيم وباألخص في واليات الشمال وبظهور بلديات جديدة كانت له تداعيات سلبية في اكتساب
األراضي للبناء ،وبالتالي توسع البلدية عمرانيا وسكانيا فيتغير الطابع الريفي للمنطقة وهكذا ،فبعد أن كانت
الهجرة الريفية تتجه إلى المدن الكبرى أصبحت تتجه نحو هذه األخيرة خاصة أثناء األزمة األمنية التي
شهدتها البالد ،فتحولت أراضي فالحية خصبة جدا إلى بناء فوضوي.
رابعا-القانون 60-01المذكور:
اعتماده على أدوات التهيئة والتعمير المتمثلة في المخطط التوجيهي ومخطط شغل األراضي واسناد
اإلعداد إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي نراه خاطئا ،كان األجدر توكيل األمين العام للبلدية نظ ار للخبرة
القانونية والخبرة في التسيير أو توكيل األمر إلى أي هيئة عمومية أو مكتب دراسات مع االحتفاظ بالمداولة،
فليس كل رئيس بلدية على دراية بالمجال القانوني واإلداري والتقني ،هذا من جهة أما من جهة القواعد
العامة للتهيئة والتعمير فنرى أنها أصبحت هي األصل نظ ار لغياب المخططات األخرى أو قصورها ،وهي
األخرى لم تطبق .كما أن نصه على قواعد التعمير العامة أوال نراه ترتيب متعمد ألنه كان من اإلد ارك عدم
تغطية كامل البالد بأدوات التعمير .كما أنه في مجال المراقبة أعطى الحق لرئيس البلدية والوالي فقط أما
األعوان المحلفين ألم يلغي هذا القانون قانون رقم 13-53واألمر رقم 13-58أي كل أجهزة الرقابة ملغاة
خصوصا وأن المادة 16من القانون رقم 36-61المذكور لم تنص على الرقابة كنصها على استمرار
تطبيق أدوات التهيئة والتعمير المعدة قبل صدوره ،لكن هذا النقص تم تداركه ربما في المرسوم التشريعي
رقم 11-62المذكور ،ليعاد النظر في هذه الرقابة بموجب القانون رقم 18-12المعدل والمتمم للقانون رقم
36-61المذكورين ،هذه المآخذ للقانون وأخرى كصياغة مواده التي جاءت أكثر من معقدة أي تجاوزت
األدبيات القانونية ،سيما تعريفات أدوات التهيئة والتعمير والمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل
األراضي.
في مذكرة لألمين العام للحكومة) ،(1والمتعلقة بإجراءات إعداد النصوص والمصادقة عليها ،جاء في
خاتمتها (...ينبغي أن يوضح بأن جودة النصوص مرهونة بمدى االهتما الذي يت إيالؤه لتنظي الوظيفة
القانونية في اإلدارات المركزية بالو ازرات وبمستوى تأهيل اإلطارات التي تتولى ذلك .غير أنه لوحظ أن
الهياكل القانونية القائمة (مديرية ،مديرية فرعية ،مكتب )...،ليست مزودة أحيانا بما فيه الكفاية بالوسائل
البشرية المؤهلة القادرة على أن تجسد فلسفة برنامج الحكومة وأهدافه عموما والسياسات القطاعية
خصوصا بمفاهي تشريعية وتنظيمية .ومن جهة أخرى تلزم قاعدة التضامن الحكومي كل عضو في
الحكومة أن يتحمل أعمال المجموعة الحكومية ،ولذلك فإنه من الضروري أن يقوم الوزراء الذين يطلب منهم
إبداء رأيه في النصوص التي بادر بها أعضاء آخرون في الحكومة اإلدالء برأيهم بكيفية يتم من خاللها
تبليغ كل العناصر التي من شأنها أن تحسن النص في شكله ومضمونه على حد سواء .إن وجهة النظر
المعبر عنها بواسطة الصيغة السهلة من نوع "إن دراسة النص ال تثير أية مالحظات" التي غالبا ما تكرر
في مراسالت الو ازرات ال تطابق دوما الموامف التي يعبر عنها ممثلو هذه الو ازرات أثناء االجتماعات
التنسيقية التي تنظ الستكمال صياغة النص صياغة نهائية من طرف مصالح األمانة العامة للحكومة.
ويهدف التذكير بالتعليمات والتوجيهات الواردة آنفا إلى تحسين نوعية النصوص وضمان سرعة معالجتها
والمساهمة بذلك في حركة تجديد وتكييف الرسالة القانونية للبالد )...النص غني عن أي تعليق ،وللتذكير
)(2
الذي يحدد فقط يلعب هذا الجهاز التابع لرئاسة الجمهورية بموجب المرسوم الرئاسي رقم 361-13
صالحيات مصالح رئاسة الجمهورية وتنظيمها ،دو ار أساسيا في اإلجراءات التي تضبط تحضير النصوص
القانونية باختالف طبيعتها واعدادها واصدارها وعرضها على السلطات المؤهلة لتوقيعها وكذا نشرها في
الجريدة الرسمية ،كما لها دور كهيئة استشارة في المجال القانوني وذلك عندما يطلب منها في أغلب األحيان
الفصل في األشكال القانونية لنشاطات الوزراء أو إبداء رأيها المعلل في كل مسألة قانونية قد يطرحها عليها
رئيس الجمهورية أو الوزير األول أو الوزراء أو المؤسسات األخرى للجمهورية ،وباعتبارها قاعدة تنظيم
النشاط القانوني للدولة فهي تشهد نشاطا مكثفا ويعود لها الفضل في إجراءات وكيفيات إعداد النصوص
التشريعية والتنظيمية من حيث تقنيات الصياغة القانونية والمصطلحات واحترام معايير واجراءات التشاور
الوزاري المشترك ،غير أن هذا النشاط المكثف تعترضه بعض النقائص تكون داخلية أحيانا ولكن في أغلب
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رئاسة الجمهورية ،األمانة العامة للحكومة ،مذكرة األمين العام للحكومة رقم
111أ.ع.م/د 1111/المؤرخة في 1فبراير ،1111المتعلقة بإجراءات إعداد النصوص والمصادقة عليها
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رئاسي ،261-12 ،ممضي في 11يوليو ( ،1112الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،61مؤرخة في 16يوليو )1112ص28
40
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
األحيان تكون خارجية مردها أساسا إلى نقص ،أو باألحرى إلى انعدام التشاور والى عدم كفاية التأطير
الذي يتكفل بالنشاطات القانونية في الو ازرات ،وأبرز مثال ما ذكرته المذكرة المشار إليها أعاله ،إضافة إلى:
األسباب المقدمة والمتمثلة في شرح التراتيب الجديدة بدافع مالءمة الترتيب السابق مع المعطيات
الجديدة لالقتصاد الوطني ،تبقى غامضة وغير كافية .إن هذا الطرح الذي يجسد عدم إنضاج
مشاريع النصوص يفضي في الغالب إلى عدم استقرار المعايير القانونية،
عدم وجود آليات تقييم مدى فعالية ومالءمة النصوص المتخذة ال يسمح بتحديد الصعوبات
المعترضة أثناء تنفيذها تحديدا ميدانيا،
بالرغم من طبيعة النصوص المقترحة وأهمية الميادين التي تحكمها ،فإن مشاريع التعديل تكون
في الغالب نتاج جهد قطاعي ،ويكون بالضرورة جهدا متحي از وغير كاف،
البطء في تنفيذ النصوص ،حيث تخضع مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية عموما ،أثناء
إعدادها ،إلى إجراء استعجالي يجد تفسيره في ضغوط داخلية أو خارجية ،ولكن بمجرد المصادقة
عليها ،ينتفي الطابع االستعجالي كما لو أن صدور النص يمثل غاية في حد ذاته ،وفي هذا
اإلطار ،تذكر األمانة العامة للحكومة تلقائيا القطاعات المعنية بوجوب المبادرة بالنصوص
التطبيقية المرتبطة بذلك،
النقص في العناية بتنفيذ النص يؤدي إلى تعديل النص األصلي أحيانا حتى قبل تجسيد التدابير
التي يسنها بفعل أسباب تكمن في أن الترتيب المعتمد يكون إما قد تجاوزه الزمن ،واما اتضح بأن
تطبيقه صعب بسبب بعض المقاييس المتصلة بالواقع االجتماعي واالقتصادي التي لم تؤخذ في
الحسبان أثناء تصور المعيار القانوني،
تمثيل الو ازرات في اجتماعات التنسيق التي تعقد في األمانة العامة للحكومة غالبا ما يكون بمستوى
غير كاف مما ال يسمح بالتعبير الواضح والمأذون من الو ازرة عن مدى مالءمة النصوص محل
الدراسة أو عن محتواها( ،كما أشير في المذكرة أعاله)
المشاكل المعترضة أثناء تصور النصوص واعدادها ناجمة عن غياب تحليلي فقهي أو دراسة
)(1
للقانون المقارن ذي صلة بالتشريع والتنظيم المقررين.
ولألسف الشديد همش هذا الجهاز الفعال في المقرر الدراسي الذي تلقيناه ،بل حتى أساتذة ال يعلمون
الدور الحقيقي الذي أنيط به ،وقد لمسنا هذا منهم كمثال من خالل تلقيننا أن النص القانوني يصدر باللغة
الفرنسية ويترجم إلى اللغة العربية ،وأن في حالة الغموض واإلبهام يرجع إلى النص الفرنسي ،تؤكد األمانة
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رئاسة الجمهورية ،األمانة العامة للحكومة (مهام ،تنظيم ،وسير األمانة العامة
للحكومة) ص 21 ،6 ،1 ،2ولالستزادة طالع هذا المرجع علىّ :
www.joradp.dz
41
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
العامة للحكومة مرة أخرى أن إرسال مشاريع النصوص إليها يكون في أربعين نسخة باللغة العربية وترجمتها
إلى اللغة الفرنسية) ،(1وبعد استكمال كامل اإلجراءات يتم طبع الجريدة الرسمية باللغة الوطنية وترجمتها إلى
اللغة الفرنسية ،وأن هذا الجهد اإلضافي يتطلب وقتا أطول للترجمة ،والتصحيح ،سواء اللساني أو القانوني
وتوحيد المصطلحات القانونية).(2
نرى أسبابا قانونية أخرى في قوانين ال عالقة لها بالعقار وال البناء ،ولعل أبرزها ما يستحضرنا ،القانون
األول هو قانون رقم (3)33-52المتضمن قانون األسرة المعدل والمتمم ،نرى أن عدم التنصيص على تدخل
الدولة في الزواج باختيار الزوجين لتحسين النسل في الدولة ،وعدم التأهيل للزواج ،وعدم دعم الدولة للزواج،
وعدم وجود هيئات لمراقبة عملية الزواج كهيئة الشؤون االجتماعية الموجودة في الغرب ،وعدم وجود نظام
نزع الوصاية في حالة اإلخالل بميثاق الزواج ،وعدم وجود قيمة للولد الذي نعتبره أثمن ما في حوزة األمة،
كان بكل شيء أو بال شيء سببا ونتيجة مباشرة لتركيبة النسيج البشري الحالي وبالتالي التأثير على موضوع
ظاهرتنا ،وكمثال في هذا السياق أثبتت دراسات وبحوث أجريت على فئران تجارب تم تعريضهم لسلوك
عدواني ومضاعفات في صعوبات الحياة ،بعد فترة تركت الفئران للتزاوج ،أسفرت النتيجة عن جيل أبناء ذوو
توتر وقلق عال وانفعال غير طبيعي وقدرات محدودة ،بحيث أثرت تلك العوامل الطبيعية التي تعرض لها
آباءهم على جيناتهم وانتقلت إلى األبناء ،هذا ما حدث للشعب الجزائري طيلة فترة االستعمار وكنتيجة حتمية
له ،...كان األجدر االستفادة من تجارب دول ،سيما قوانين نورنبرغ في الرايخ الثالث ،وقانوني الهجرة
والجنسية في الواليات المتحدة التي ال زالت إلى اليوم تستقبل المهاجرين ،والتجربة الماليزية في دمج األعراق
بقيادة مهاتير محمد بعدما اكتشف أن عرق بلده األصلي يتصف بالكسل والخمول والجمود والت ارخي (في
كتابه معضلة الماليو سنة ،)3611وقانوني الالجئين ولم الشمل العائلي بجمهورية ألمانيا االتحادية ،وقانون
القومية الذي ينظر الكنيست فيه حاليا في ذكرى الـ 11للنكبة ،كما أن لهذا كله رابط بالقانون الثاني الذي
)(4
المعدل والمتمم ،الذي نعتبر مبدأ المعاملة بالمثل ليس في هو قانون الجنسية الوطني رقم 59-11
موضعه البتة ،مقارنة بموضع الدولة وبالرغم من أنه قانون سيادي ،فهو صعب في شروط منح الجنسية
المكتسبة مقارنة مع الواليات المتحدة ،فنرى أنه كان على الدولة أن تكون السباقة قبل ألمانيا في احتضان
األمانة العامة للحكومة( ،مهام ،تنظيم ،وسير األمانة العامة للحكومة) ،المرجع السابق الذكر ،ص1
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،األمانة العامة للحكومة ،مقرر مؤرخ في 16يوليو ،1122يضبط
هياكل األمانة العامة للحكومة ويحدد مهامها ،المواد 21 ،21 ،2
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،22-86 ،ممضي في 6يونيو ( ،2686الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،ع ،16مؤرخة في 21يونيو )2686ص 621معدل متمم بـ :أمر ،11-16 ،ممضي في 11فبراير 1116
(الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،26مؤرخة في 11فبراير )1116ص28
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،أمر ،85-11 ،ممضي في 26ديسمبر ( ،2611الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،216مؤرخة في 28ديسمبر )2611ص 2611معدل متمم بـ :أمر ،12-16 ،ممضي في 11
فبراير ( ،1116الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،26مؤرخة في 11فبراير )1116ص26
42
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
السوريين وتسهيل إجراءات اإلقامة واالستفادة من هذا العرق أو من غيره ،فنحن األولى بهم خصوصا وأنه
ال يوجد اندماج بيننا بل تكامل ،ال أن تفتح الحدود باألمس القريب لغيرهم من دول الساحل ليزيدوا لتركيبة
النسيج البشري المحلي بؤسا وفق ار بداعي ظرفي االستعجال واالستثناء –السوري المثقف ليس باالستعجال
)(1
الذي نعتبره هو واإلفريقي العالة استعجال ،-رغم وجود قانون ثالث يتعلق بوضعية األجانب في الجزائر
اآلخر مجمد لحركة األجناس من حيث شروط الدخول واإلقامة والتنقل في الجزائر منذ دخوله حيز النفاذ
ألول مرة إلى تعديله ،كما كان حريا االستفادة من التجربة التركية في مفهوم العلمانية ،والتجربة الخليجية
عموما ،وباألخص قطر واإلمارات العربية المتحدة ،حيال كل هذا قد ينتاب القارئ شك ويقول هذا جنون
مطبق ،ال فكل هذا له عالقة بالعمران ،فاألجنبي إذا شعر باحتضان الدولة لمواطنيها ورعاياها تعزز لديه
شعور العز باالنتماء إليها ،فتتحقق المواطنة لديه ،وبالتالي تقديم أفضل الخدمات ومجال العمران غير
مستثنى من هذا ،من ناحية أخرى نرى أن للسياحة العمرانية سواء الدراسية المتمثلة في الصالونات أو
المؤتمرات أو الملتقيات في مجال العمران ،وسواء تلك المتمثلة في زيارة المدن لخصوصيتها المعمارية ،لها
الفضل في تقديم المزيد من األفكار وتطوير العمارة على أصعدة شتى...واألهم من ذلك اإلسفار عن جيل
جديد من خالل انصهار العرقيات المتنوعة بالزواج.
كما نرى سببا قانونيا آخر يتمثل في المهندس المعماري ،ليس في قانونه رقم 11-62المذكور،
وخاصة في مادته ،3فقرة ( 3الهندسة المعمارية هي التعبير عن مجموعة من المعارف والمهارات المجتمعة
في فن البناء كما هي انبعاث لثقافة ما وترجمة لها) ،القانون هنا وفى وكفى ،ولكن الخلل والتضعضع كان
في مناهج تلقين هذه المعارف وصقل هذه المهارات التي شكلت إرهاصات الحاضر والمستقبل للعمارة ،إذ
يتخرج المئات سنويا من المدرسة متعددة التقنيات للهندسة المعمارية والعمران ،واآلالف من الجامعات
تخصص هندسة معمارية وهندسة مدنية ،والبالد تشهد هذه الفوضى العمرانية في الشكل (المنظر العام
المتجلي في الكتل اإلسمنتية) وفي غياب صروح معمارية...
)(2
المحدد للمواصفات بخصوص البناء في الصحراء القارة ،نرى المرسوم التنفيذي رقم 31-32
العمرانية والمعمارية والتقنية المطبقة على البنايات في واليات الجنوب ،وقرار وزير السكن والعمران والمدينة
المحدد لواليات الجنوب المعنية بتطبيق هذا المرسوم التنفيذي) ،(3توطيدا للتراث المعماري المتخلف في هذه
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،أمر ،122-55 ،ممضي في 12يوليو ( ،2655الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،ع ،56مؤرخة في 16يوليو )2655ص 668الملغى بـ قانون ،22-18 ،ممضي في 16يونيو ،1118
(الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،15مؤرخة في 1يوليو )1118ص6
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،11-26 ،ممضي في 2فبراير ( ،1126الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،5مؤرخة في 21فبراير )1126ص1
) (3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قرار ،ممضي في 12مارس ( ،1126الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،ع ،66مؤرخة في 11يوليو )1126ص21
43
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
المناطق ،صحيح أن كل منطقة وخصوصيتها لكن ليس على حساب التخلف والبؤس والمنظر غير الالئق
للبنايات.
يشارك في تطبيق قوانين التهيئة والتعمير أجهزة إدارية وهيئات عمومية أوكل إليها في سبيل التطبيق
السلس والصارم للقانون رصد هذه التجاوزات ومعالجتها بطريقتها الخاصة ،لكن عدم تفعيل المعنى الحقيقي
للبيروقراطية وتكاسل هذه الجهات وتقاعسها وعدم استخدام صالحياتها مرة أخرى يجعل األمر ال مناص
من كثرة الخروقات وترتيب نتائج وخيمة (مطلب أول) ،واذا كان مبدأ الوقاية خير من العالج صالحا في
جميع صور الحياة فإن لم يمتثل لتوجيهاتها وأوامرها تحيل الملف إلى القضاء بصفته الوصي على التطبيق
الصحيح للقانون ،لكن هذا األخير ورغم تعدد درجة التقاضي يبقى بطيئا ومترددا أحيانا خاصة على مستوى
المحكمة االبتدائية (مطلب ثاني).
نعتقد أن كثرة المتدخلين في مجال البناء صعبت من المهمة وأدت إلى تبديد الجهود والت ارشق برمي
المسؤوليات والتهرب منها ،إذ تنقسم األجهزة اإلدارية والمتمثلة في الجماعات اإلقليمية (فرع أول) وهيئات
الالتمركز من مديريات تنفيذية ولجان (فرع ثاني) ،وسنكتفي بهذا دون التطرق إلى األجهزة المركزية فهي
غالبا ما ترسم لنفسها صورة االلتزام وتجسيدها الحقيقي للقانون ربما بطبيعة قربها من رقابة الحكومة و/أو
رئاسة الجمهورية.
البلدية قاعدة الالمركزية والنواة األولى للدولة عانت وال تزال تعاني من هذا النظام (الالمركزي) بعيدة
كل البعد من مشاركة المواطن لتسيير شؤون بلديته رغم مواد الباب الثاني من قانونها ،ثم الوالية.
أوال-البلدية:
تتوفر البلدية على هيئتان هيئة مداولة المجلس الشعبي البلدي وهيئة تنفيذية ي أرسها رئيس المجلس
الشعبي البلدي (المادة 38من قانون رقم 31-33المشار إليه).
أ -رئيس المجلس الشعبي البلدي :بصفته ممثال للدولة على مستوى البلدية فهو مكلف على
الخصوص بالسهر على احترام وتطبيق التشريع والتنظيم المعمول بهما (المادة ،)58كما أن له
صفة ضابط الشرطة القضائية (المادة ،)63كما أنه مكلف وملزم بالسهر على احترام المقاييس
44
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
والتعليمات في مجال العقار والسكن والتعمير على كامل إقليم البلدية وفي إطار ذلك يقوم بتسليم
رخص البناء والهدم والتجزئة (المادتين ،)68 ،62أيضا هو ملزم بزيارة كل البنايات في طور
اإلنجاز والقيام بالمعاينات التي يراها ضرورية وطلب الوثائق التقنية الخاصة بالبناء واالطالع عليها
في أي وقت (المادة 11من القانون رقم 18-12المذكور) ،كما يتلقى محاضر المخالفات في هذا
المجال من األعوان المؤهلين قانونا وفي حالة إنجاز البناء من دون رخصة يصدر قرار الهدم
(المادة 19مكرر 2من القانون رقم .)18-12يقوم بإعداد مخططي التوجيهي للتهيئة والتعمير
وشغل األراضي (المادتين 12 ،32قانون رقم 36-61المذكور) ،يسلم أيضا شهادة مطابقة
األشغال المنجزة مع أحكام رخصة البناء (المادة 92من المرسوم التنفيذي رقم 36-38المذكور).
ب -المجلس الشعبي البلدي :يشكل من بين أعضائه لجنة دائمة متعلقة بتهيئة اإلقليم والتعمير (المادة
13من قانون رقم 31-33المذكور) ويسهر على المراقبة الدائمة لمطابقة عمليات البناء ذات
العالقة ببرامج التجهيز والسكن (المادة 338من قانون رقم 31-33المذكور) ويوافق على
المداوالت التي تخص المجال ،السيما مداوالت مشروعي مخططي التوجيهي للتهيئة والتعمير وشغل
األراضي ويصادق على األخير (المواد 19 ،18 ،38من قانون رقم 36-61المذكور) يسلم
شهادة المطابقة (المادة 89من نفس القانون) لكن المقصود نرى الرئيس.
ثانيا-الوالية:
هي الجماعة اإلقليمية للدولة والدائرة اإلدارية غير الممركزة للدولة (المادة األولى من قانون رقم -33
)(1
المتعلق بالوالية) تتشكل من هيئتان: 11
أ -الوالي :وهو ممثل الدولة على مستوى الوالية وهو مفوض الحكومة (المادة 331من نفس القانون)،
يصادق على مخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير (المادة 31من قانون رقم 36-61المذكور) ويسلم
رخصة البناء في الحاالت المنصوص عنها في المادة 26من المرسوم التنفيذي رقم 36-38
المذكور ويسلم شهادة المطابقة في حدود اختصاصه (المادة 92من نفس المرسوم التنفيذي) ،كما
كان باإلمكان له زيارة البنايات الجاري تشييدها في إطار قانون رقم 36-61المذكور لكن هذه
المهمة تم التراجع عنها في قانون رقم 18-12المذكور.
ب -المجلس الشعبي الوالئي :هو هيئة المداولة في الوالية يشكل لجنة دائمة تابعة لمجال اختصاصه
تسمى لجنة التعمير والسكن (المادة 11من قانون رقم 11-33المذكور) ،ويمكن لهذه األخيرة
االستعانة بأي شخص بحكم مؤهالته أو خبرته في سبيل االستشارة (المادة ،)19يمكن ألي عضو
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،11-21 ،ممضي في 12فبراير ( ،1121الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،21مؤرخة في 16فبراير )1121ص6
45
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
من أعضاء المجلس الشعبي الوالئي توجيه سؤال كتابي ألي مدير أو مسؤولي المصالح أو المديريات
غير الممركزة (مديرية السكن والتعمير) وعلى هذا اإلجابة كتابة باإللزام (المادة .)11
ذكرها القانون في مختلف مستويات التشريع وأسند إليها مهمة الرقابة واستقصاء مخالفات البناء تتوزع
بين أجهزة وموظفون وأعوان.
بمقتضى المادة 12من قانون رقم 36-61المذكور ،يمكن لكل جمعية تأسست بصفة قانونية
وتنوي بموجب قانونها األساسي أن تطالب بالحقوق الناشئة عن اختراق قوانين التهيئة والتعمير،
كما تستشار كذلك في إعداد مخططي التوجيهي للتهيئة والتعمير وشغل األراضي ،وبالتالي تم
إشراك المجتمع المدني في آلية الرقابة فهل تم تطبيق هذه المادة يا ترى؟
بمقتضى المادة 83من المرسوم التشريعي رقم 11-62المذكور حدد أعوان المرامبة بـ مفتشو
التعمير والمهندسون والمتصرفون اإلداريون والتقنيون السامون والتقنيون الذين هم في حالة خدمة
لدى اإلدارة المركزية بالو ازرة المكلفة بالهندسة المعمارية والتعمير أو مصالح الهندسة المعمارية
)(1
المحدد لشروط تعيين األعوان والتعمير في الوالية .ليأتي المرسوم التنفيذي رقم 135-68
الموظفين المؤهلين لتقصي مخالفات التشريع والتنظيم ومعاينتها في ميدان الهندسة المعمارية
والتعمير ،ومن خالل المادة 3منه التي عينت هؤالء األعوان الموظفون من بين األشخاص اآلتية
صفاتهم :المفتشون في التعمير ،مهندسو الدولة والمهندسون المعماريون الذين لهم خبرة سنتين على
األقل في ميدان التعمير ،مهندسو التطبيق الذين لهم خبرة ثالث سنوات على األقل في ميدان
التعمير ،المتصرفون اإلداريون الذين لهم خبرة أربع سنوات على األقل في ميدان التعمير ،التقنيون
السامون والتقنيون الذين لهم تباعا خبرة أربع سنوات وخمس سنوات على األقل في ميدان التعمير.
ويعين هؤالء األعوان من بين الموظفين العاملين في اإلدارة المركزية بو ازرة السكن أو بمصالحها
غير المركزية ،كما تم تحديد نماذج محاضر معاينة مخالفات التشريع والتنظيم بصدد ذلك في ملحق
المرسوم المذكور والتي تم تعديلها بموجب المرسوم التنفيذي رقم .(2)19-61ثم جاءت المادة 19
مكرر من القانون رقم 18-12المذكور خولت لتعيد النظر في الموظفين المؤهلين لبحث ومعاينة
مخالفات أحكام قانون التهيئة والتعمير وتقتصر على كل من :مفتشي التعمير ،أعوان البلدية
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،128-66 ،ممضي في 26أكتوبر ( ،2666الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،52مؤرخة في 28أكتوبر )2666ص6
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،15-61 ،ممضي في 26يناير ( ،2661الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،6مؤرخة في 26يناير )2661ص21
46
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
المكلفين بالتعمير ،موظفي إدارة التعمير والهندسة المعمارية .بمقابل ذلك تم إلغاء المادة 83من
المرسوم التشريعي رقم 11-62المذكور بالقانون رقم 19-12المذكور الذي ألغى بعض أحكامه
(الباب الخامس منه تحت عنوان مخالفة قواعد الهندسة المعمارية والتعمير وعقوبتها) ومنعا ألي
تضارب تشريعي تم إصدار القانونين في يوم واحد ،هذا وقد صدر في إطار تطبيق المادة 19
)(1
المحدد لشروط وكيفيات تعيين األعوان المؤهلين مكرر أعاله المرسوم التنفيذي رقم 88-19
للبحث عن مخالفات التشريع والتنظيم في مجال التهيئة والتعمير ومعاينتها وكذا إجراءات المراقبة
الذي ألغى المرسوم التنفيذي رقم 135-68المذكور وتم تأهيل القائمة في المادة 3منه :مفتشو
التعمير الذين تم تعيينهم بانتظام طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم 338-63المؤرخ في 32يوليو
،3663المستخدمون الذين يمارسون عملهم بإدارة و ازرة السكن والعمران والمعينين من بين :رؤساء
المهندسين المعماريين ورؤساء المهندسين في الهندسة المدنية ،المهندسين المعماريين الرئيسيين
والمهندسين في الهندسة المدنية الرئيسيين ،المهندسين المعماريين والمهندسين في الهندسة المدنية
ذوي خبرة سنتين على األقل في ميدان التعمير ،المهندسين التطبيقيين في البناء ذوي خبرة ثالث
سنوات على األقل في ميدان التعمير ،التقنيون السامين في البناء ذوي خبرة خمس سنوات على
األقل في ميدان التعمير .وأخي ار األعوان الذين يمارسون عملهم بمصالح التعمير التابعة للبلدية
يعينون من بين :رؤساء المهندسين المعماريين ورؤساء المهندسين في الهندسة المدنية ،المهندسين
المعماريين الرئيسيين والمهندسين في الهندسة المدنية الرئيسيين ،المهندسين المعماريين والمهندسين
في الهندسة المدنية ذوي خبرة سنتين على األقل في ميدان التعمير .يتم تعيين هؤالء األعوان بمقرر
مشترك بين الوزراء المكلفين بالجماعات المحلية والعدل والتعمير .مرة أخرى تم تعديل هذا المرسوم
)(2
واستبدل عبارة المستخدمون بإدارة و ازرة السكن والعمران بـ بالمرسوم التنفيذي رقم 121-16
المستخدمون بمصالح الوالية التابعة إلدارة و ازرة السكن والعمران ،كما أنه لم يتم اشتراط خبرة سنتين
للمهندسين المعماريين والمهندسين المدنيين ،وقلص خبرة كل من المهندسين التطبيقيين إلى سنتين
والتقنيين السامين إلى ثالث سنوات ،وتم االستغناء عن األعوان التابعين للبلدية.
جدير بالذكر أن هؤالء األعوان تتوزع اختصاصاتهم من مركزية إلى ال مركزية لكن أغلبهم في
البلدية ،ألن القانون ألزمهم بمرافقة رئيس المجلس الشعبي البلدي في عملية المراقبة .زيادة على
ذلك ،فإن القانون وفي نفس المجال دائما لم يستثني ضباط الشرطة القضائية من أول قانون مرو ار
بالتعديالت إلى آخرها ،والمحددين في المادة 38من القانون رقم 13-58المؤرخ في 39يناير
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،66-15 ،ممضي في 11يناير ( ،1115الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،5مؤرخة في 16فبراير )1115ص6
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،161-16 ،ممضي في 11أكتوبر ( ،1116الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،52مؤرخة في 16أكتوبر )1116ص21
47
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
تنشأ في كل والية لجنة الهندسة المعمارية والتعمير والمحيط المبني تستشار وجوبا من طرف
الجماعات المحلية في إطار أدوات التعمير ،كما تستشار في ملفات طلب رخصة البناء ،وعالوة
على ذلك تستشار في كل مسألة تتعلق بالبناء والتعمير والهندسة المعمارية والمحيط (مواد ،18
21 ،16 ،1/19من المرسوم التشريعي 11-62المذكور) ،وفي هذا السياق صدر مرسوم تنفيذي
)(1
يتضمن تنظيم لجنة الهندسة المعمارية والتعمير والبيئة المبنية في الوالية وعملها. رقم 111-68
مديرية التعمير والبناء من بين مهامها التعمير والهندسة المعمارية حسب المرسوم التنفيذي رقم
)(2
والحرص على احترام الضوابط والمقاييس في ميدان 61-65المؤرخ في 35مارس 3665
التعمير ،السعي على رعاية الطابع الجمالي للمباني وتناسقها الهندسي بالتعاون مع مصالح
)(3
أخرى...
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،111-66 ،ممضي في 26نوفمبر ( ،2666الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،11مؤرخة في 26نوفمبر )2666ص6
) (2دباش ،المرجع السابق الذكر ،ص52
) (3المرجع ذاته ،ص52
48
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
لجنة مراقبة عقود التعمير يرأسها الوالي مكلفة بمراقبة األشغال طبقا للرخص المسلمة ،متابعة
العرائض المقدمة لدى السلطات المختصة في مجال تسليم عقود التعمير (مواد 63 ،63 ،61من
المرسوم التنفيذي رقم 36-38المذكور).
في موضوع شرطة العمران قال مجيد سعدي –عميد أول في الشرطة ونائب مدير الطريق العام-
(شرطة العمران وحماية البيئة هو جهاز قد تم استحداثه في سنة 3651 ،3653وهذا بسبب البناء الفوضوي
والمساس بالبيئة الذي ظهر في ذلك الوقت...على مستوى أمن الواليات ،وفي سنة 3111تم توسيع هذه
الوحدات إلى كافة أمن الواليات وأمن الدوائر...صالحيات شرطة العمران وحماية البيئة متكونة من أعوان
واطارات على رأس هذه الفرق ،باإلضافة إلى تكوينهم القاعدي والمتخصص بالتنسيق مع مصالح
الوالية...مهامهم السهر على تطبيق وتنفيذ كل القوانين والتنظيمات المتعلقة بحماية البيئة والتبليغ عن كل
العمليات...للبناء الفوضوي وكل الخروقات وأشكال المساس بالصحة العامة وكذلك النظافة
العمومية...والقيام بعمليات تحسيسية...في حالة المخالفة يقوم أعوان شرطة العمران وحماية البيئة بتحرير
محاضر وارسالها إلى رئيس م ش ب والوالي...اإلحصائيات 3138 :عدد كل المخالفات 31.111على
المستوى الوطني ،منها 38.111بدون رخصة بناء ،وعدم مطابقة البناء 3111مخالفة...قامت بإعداد
39.111تقرير موجه إلى رئيس م ش ب والوالي...يتم التبليغ...كل مواطن رأى بناء بدون رخصة أو عدم
مطابقة البناء هناك رقم 3825يستطيع التبليغ عن هذه الحالة والمصلحة بدورها تبلغ فرقة شرطة العمران
وحماية البيئة وله أن ينجز عريضة يقدمها إلى رئيس فرقة شرطة العمران المتواجدة على مستوى أمن
الدوائر...وهذه المصالح تقوم بالتحرك والتوجه إلى عين المكان وتقوم بتحرير محضر ،بعد المحضر يتم
توجيهه إلى السلطات المعنية لتتخذ القرار الذي تراه مناسبا...قانون البناء 3661قانون ( 3112يقصد
قانون التهيئة والتعمير وتعديله) بالنسبة لإلجراءات...أين أعطى هذا القانون صالحيات أوسع لرئيس
البلدية...إلصدار قرار الهدم بعد إعذار المخالف...يقوم رئيس البلدية بتسخير مصالح األمن ،تسخيرها
لمساعدة رئيس البلدية ومصالحه يكون هو في عين المكان أو من ينوبه وذلك للقيام بعملية الهدم لهذا البناء
غير الشرعي...في حالة رفض المخالف لعملية تنفيذ قرار الهدم يتم تحويله لألمن الحضري لتحرير محضر
بعد سماع أقواله تكون جريمة أخرى –جنحة عدم تنفيذ القرار اإلداري -وتحويل الملف إلى وكيل
الجمهورية...نقول بأن لدينا جهاز فعال والذي هو شرطة العمران وحماية البيئة تم تأسيسه في سنة 3653
وتم توسيعه في سنة 3111على مستوى كافة الدوائر إذا كان فيه دائرة تابعة للشرطة فما على المواطن
الذي يرى مخالفة للعمران...أو رأى مخالفة تمس بضرر عليه يتوجه إلى شرطة العمران...واذا كان بعيد
49
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
يتوجه مباشرة إلى مقر األمن الحضري القريب أو عن طريق ...3825أو عن طريق عريضة توجه إلى
)(1
أقرب مركز أمن إليه).
هذا ما يمكن سرده بإيجاز غير مخل حول أعوان وهيئات التدخل لمعاينة ومراقبة عمليات البناء،
المالحظ أن الدور المحوري كله لرئيس المجلس الشعبي البلدي رغم التداخل والتباين في كثرة المتدخلين،
فما بالك إذا غاب هذا األخير ألسباب جهل صالحياته أو صرف نظر أو ،...فإن المراقبة تشل وهذا ما
هو جاري من الناحية الواقعية.
سنرى في هذا المطلب كيف أصبح القضاء متعاونا مع أصحاب العقود العرفية في منحهم سندات
قضائية معتمدا على فهم خاطئ للقانون ،وبالتالي تطبيق غير صحيح له ،ساعد على تشكل الظاهرة بشكل
قانوني شكال ،خاصة وأن أصحاب هذه العقود العرفية كانوا متملصين من القوانين كما سبق اإلشارة
وباألخص تلك المبرمة بأثر رجعي .سنعطي مفهوم شامل للعقود العرفية (فرع أول) وسنتعرف على حجية
العقد العرفي (فرع ثاني).
وهي تلك المحررات التي يقوم بإعدادها األطراف سواء بأنفسهم أو بواسطة كاتب من أجل تصرف
قانوني ،ويتم توقيعها من قبل المتعاقدين وحدهم والشهود إن وجدوا من دون تدخل موظف عام أو ضابط
عمومي مختص ،وال يعد التصديق على توقيعات األفراد من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي أو نائبه
أو الموظف الذي ينتدبه لهذا الغرض من قبيل إضفاء طابع الرسمية على المحرر العرفي المصادق عليه،
وذلك ألن التصديق على التوقيعات ال يستهدف إثبات شرعية أو صحة العقد أو الوثيقة ،إنما يثبت فقط
هوية الموقع دون ممارسة الرقابة على محتوى ومضمون العقد وهو ما تنص عليه صراحة أحكام المادتين
3و 3من المرسوم رقم 23-11المؤرخ في 36فبراير 3611المتعلق بالتصديق على التوقيعات ،غير أن
التصديق على التوقيعات من طرف المجلس الشعبي البلدي أو الموظف المفوض يعطي للسند العرفي تاريخا
)(2
ثابتا ابتداء من تاريخ التصديق على التوقيع تطبيقا ألحكام المادة 135من القانون المدني.
) (1مجيد سعدي ،شرطة العمران وحماية البيئة ،الشروق تي في ،الجزائر 6 ،مارس 1121
)( (2حجية السندات الرسمية والعرفية في القانون المدني الجزائري ،مذكرة نهاية التكوين ،المدرسة العليا للقضاء ،ص)12
50
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
لم يضع المشرع تعريف العقد العرفي بل اكتفى بتعريف العقد الرسمي بنص المادة 132من القانون
المدني( :العقد الرسمي عقد يثبت فيه موظف أو ضابط عمومي أو شخص مكلف بخدمة عامة ،)...فبمفهوم
المخالفة العقد العرفي هو العقد المحرر من غير األشخاص المذكورين في المادة أو من طرفهم لكن خارج
أداء مهامهم وهذا ما أكدته المادة 139مكرر 3من القانون المدني )يعتبر العقد غير رسمي بسبب عدم
كفاءة أو أهلية الضابط العمومي أو انعدام الشكل كمحرر عرفي إذا كان موقعا من قبل األطراف((1)،ولقد
تولى القانون المدني في مادتيه 131و 135تبيان الشروط الالزمة فيهـا وهي الكتابة والتوقيع):(2
أ -الكتابة:
يشترط في المحرر العرفي أن يكون متضمنا على كتابة تدل على الغرض الذي أعدت من
أجله ومنصبة على واقعة معينة يراد اإلثبات بها ،وليس الزما أن يتولى األطراف المتعاقـدون تحريرها
بأنفسهم ،بل يمكن أن يقـوم بذلك أي شخص كان وال يهم طريقة أو وسيلة أو أسلوب أو لغة الكتابة،
كما ال يشترط فيها أن يحضر كتابتها شهود أو ذكر تاريخ ومكان تحريرها ،وال يعيب المحرر العرفي
)(3
وجود تحشير أو إضافات أو كشط.
ب -التوميع:
يعد الشرط األساسي والجوهري لوجود المحرر العرفي والمقصود به هو أن يضع الشخص
بخط يده على المحرر العرفي لقبه أو اسمه أو هما معا أو كنيته أو أية كتابة أخرى جرت عادته
أن يدلل بها على هويته ،كما عرف على أنه عالمة أو إشارة أو بيان ظاهـر مخطوط اعتاد الشخص
على استعماله للتعبير عن موافقته على عمـل أو على تصـرف قانوني بعينه ،وهو يأخذ عدة أشكال
)(4
فقد يكون عن طريق اإلمضاء أو بصمة األصبع.
الفرع الثاني :حجية العقد العرفي بالنسبة للغير
الغي ـ ـر هنـ ـ ـا مــ ـربط الف ـ ــرس واالش ـ ــتباه ال ـ ــذي طغ ـ ــى علـ ــى القضـ ـ ـاة ،فه ـ ــل تعتب ـ ــر الدول ـ ــة م ـ ــن الغي ـ ــر؟
فلكي يعتبر الشخص من الغير يجب أن تتوفر فيه ما يلي:
حكمـ ـه مث ــل الورث ــة أو الموصـ ـي له ــم بحص ــة م ــن الترك ــة م ــن قب ــل أح ــد المتعاق ــدين
)(1
في الورقة العرفية ،وهذا ألنهم يتلقون الحق عنه ويعتبرون ممثلين فيها.
ففي ضوء القانون المدني لم يرد تعريف للغير ،إال أنه يستفاد من اجتهاد الفقه وأحكام القضاء أن
المقصود به كل من يضار من تقديم أو تأخير التاريخ الوارد في المحرر المحتج به دون أن يكون طرفا في
)(2
هل الدولة تضررت جراء تقديم وتأخير التاريخ الوارد في المحرر؟ العقد أو ممثال فيه.
تنص المادة 135من القانون المدني( :ال يكون العقد العرفي حجة على الغير في تاريخه إال منذ أن
يكون له تاريخ ثابت ،ويكون تاريخ العقد ثابتا ابتداء:
-من يوم تسجيله،
-من يوم ثبوت مضمونه في عقد آخر حرره موظف عام،
-من يوم التأشير عليه على يد ضابط عام مختص،
-من يوم وفاة أحد الذين لهم على العقد خط وامضاء).
بالنسبة للحالة األولى ،ما تقدم سابقا بموجب قانون المالية لسنة ،3651ستتم المناقشة على نوعين من
العقود العرفية حسب الزمان:
أوال-تنظي العقود المبرمة مبل مانون التوثيق- :دراسة خاصة بالنسبة للعقود العرفية الواردة على العقار
والمبرمة مبل -(3)7017
إن عملية نقل الملكية العقارية واثباتها في تلك الفترة لم يكن يشترط في صحتها الشكل الرسمي ،ويكفي
فيها الشكل العرفي تكريسا لمبدأ الرضائية ،الذي كان يسود ويطبع المعامالت العقارية في تلك الحقبة الزمنية
مع ضرورة توافر أركان العقد من تراضي ،محل وثمن...
لكن انتقال المشرع من نظام الشهر الشخصي الموروث عن الحقبة االستعمارية إلى نظام الشهر العيني
المستحدث باألمر 12-18المذكور والنصوص التنظيمية المتخذة لتطبيقه المذكورة ،والذي أساسه وركيزته
شهر الممتلكات العقارية أدى بالسلطة التنفيذية التدخل ثالث مرات لتصحيح العقود العرفية الثابتة التاريخ:
أ -بمقتضى المرسوم رقم 671-51والذي عدل المرسوم رقم 91-19المذكورين سابقا ،إذ بموجب
المادة 11منه أصبحت المادة 50من المرسوم 91-19محررة على النحو التالي( :تعدل المادة
56من المرسوم رقم 91-19المؤرخ في 38مارس 3619المذكور أعاله وتتم ويستبدل بها
ما يلي :المادة :56ال تطبق القاعدة المدرجة في الفقرة األولى من المادة 55أعاله :عند اإلجراء
)( (1حجية السندات الرسمية والعرفية في القانون المدني الجزائري ،المرجع السابق الذكر ،ص)18
) (2خالي ،المرجع السابق الذكر ،ص18
)( (3حجية السندات الرسمية والعرفية في القانون المدني الجزائري ،المرجع السابق الذكر ،ص)61
52
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
األول الخاص بشهر الحقوق العينية العقارية في السجل العقاري والذي يكون متمما تطبيقا للمواد
من 5إلى 35من هذا المرسوم ،عندما يكون حق المتصرف أو صاحب الحق األخير ناتجا
عن سند اكتسب تاريخا ثابتا قبل أول مارس ،(.3693وعليه فحسب هذا المرسوم اكتسبت العقود
العرفية الثابتة التاريخ المحررة قبل 3مارس 3693صيغتها الشرعية.
ب -بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 767-07المذكور المعدل والمتمم للمرسوم رقم 91-19
المذكور والذي تم بموجبه تمديد فترة 3مارس 3693إلى 3يناير ،3613وعليه اكتسبت العرفية
الثابتة التاريخ المحررة قبل أول يناير 3613صيغتها الرسمية ،دون حاجة للجوء إلى الجهات
القضائية لغرض إشهارها كما كان الشأن سابقا ،إذ يكفي اللجوء إلى الموثق لتحرير عقد إيداع
(يعاد تسجيل العقد العرفي وفقا لتاريخ اإليداع التوثيقي) بشأنها يتم شهره بالمحافظة العقارية
المختصة ،وعلى ضوء ذلك أعفيت من اإلشهار المسبق الذي كان مفروض بحكم نص المادة
55من المرسوم 91-19المشار إليه أعاله.
ج -المنشور الرئاسي المؤرخ في 11يونيو ،3619وقد جاء هذا المنشور لتصحيح العقود العرفية
الثابتة التاريخ والمبرمة قبل 8مارس 3612تاريخ العمل بقانون االحتياطات العقارية ،وسن هذا
المنشور إجراءات خاصة ،فكلف المحاكم بإجراء تحقيق للمتقاضين عن صحة البيع ومدى توافر
أركانه.
لكن هذا المنشور الرئاسي لم يلقى صدى أمام المحاكم باعتباره ال يقيد القاضي كونه يحمل
وجهة نظر الحكومة في تأويل األمر رقم 39-12المذكور ،فضال على أنه تجاهل تماما األمر
رقم 63-11المؤرخ في 38ديسمبر 3611المتعلق بالتوثيق ،الذي يوجب لصحة المعاملة
العقارية إفراغها في قالب رسمي ودفع الثمن بيد الموثق تحت طائلة البطالن.
)(1
أما بالنسبة إلى العقود العرفية غير الثابتة التاريخ
ال يمكن إثبات حجيتها إال عن طريق القضاء ،وهو ما أكدته المذكرة رقم 3383الصادرة عن المديرية
العامة لألمالك الوطنية بتاريخ 36مارس ،3662وكذا القرار الصادر عن الغرفة العقارية للمحكمة العليا
تحت رقم 365912المؤرخ في 39أبريل ،3111غير منشور )أن قضاة المجلس بقضائهم بإلزام الطاعنين
بالحضور أمام الموثق لتحرير عقد رسمي عن البيع المنعقد بموجب عقد عرفي مؤرخ في 3يوليو 3691
طبقوا صحيح القانون( ،لكن على القاضي وقبل تثبيت صحة البيع العرفي التأكد من تاريخ إبرام العقد تحت
طائلة بطالن حكمه األمر الذي أكده قرار عن المحكمة العليا الغرفة العقارية رقم 361121مؤرخ في 35
يونيو ،3111غير منشور )من المقرر قانونا أن تصحيح العقود العرفية من قبل القاضي تتطلب قبل تثبيتها
)( (1حجية السندات الرسمية والعرفية في القانون المدني الجزائري ،المرجع السابق الذكر ،ص)66
53
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
التأكد من تاريخ إبرام العقد الذي يعد المدار الذي على ضوئه يعتبر المحرر العرفي صحيحا ومنتجا لجميع
آثاره أو باطال بطالنا مطلقا .ولما كان ثابتا -في قضية الحال -أن قضاة المجلس قضوا بصحة البيع
العرفي استنادا إلى أن الطرفي ن اعترافا بصحته دون تحديد منهم لتاريخ البيع العرفي لمعرفة ما إذا كان
المشرع يتطلب الشكلية الرسمية فإنهم بقضائهم هذا قد تجاهلوا أحكام القانون وجاءت أسباب قرارهم الواقعية
ناقصة ،وهو ما يتعذر معه على المحكمة العليا من بسط رقابتها وبالتالي يتعين نقضه(.
بعد صدور األمر رقم 63-11المذكور الذي بدأ سريان تطبيقه في 3يناير ،3613جاءت المادة
33منه على أن (العقود التي تتضمن نقل ملكية العقار والحقوق العقارية يجب أن تحرر تحت طائلة
البطالن في شكل رسمي وأن يدفع الثمن لدى الموثق).
وبذلك لم تعد الرسمية شرط لإلثبات فقط ،بل أصبحت شرط النعقاد العقد وركن فيه وتخلفهما يعرضهما
للبطالن المطلق.
وهو ما أكدته الغرف المجتمعة للمحكمة العليا بعد تردد كبير في قرار لها (من المقرر قانونا أن كل
بيع اختياري أو وعد بالبيع وبصفة أعم كل تنازل عن محل تجاري ولو كان معلقا على شرط أو صادر
بموجب عقد من نوع آخر يجب إثباته بعقد رسمي واال كان باطال .ومن المقرر أيضا أنه زيادة على العقود
التي يأمر القانون بإخضاعها إلى شكل رسمي يجب تحت طائلة البطالن تحرير العقود التي تتضمن نقل
ملكية عقار أو حقوق عقارية أو محالت تجارية أو صناعية أو كل عنصر من عناصرها...في شكل رسمي.
ومن المقرر أيضا أن يعاد المتعاقدين إلى الحالة التي كانا عليها قبل العقد في حالة بطالن العقد أو إبطاله)
) ،(2حيث أنه كانت المحكمة العليا في تلك الفترة تعطي للعقود العرفية مرتبة العقود الرسمية وترتب عليها
نفس اآلثار وقد أحدث ذلك إشكاالت دفعت باألطراف المتعاقدة إلى االبتعاد عن المؤسسات الرسمية والتعامل
بالعقود العرفية رغم أن المادة 183من قانون التسجيل الصادر بموجب األمر رقم 318 -19المؤرخ في
6ديسمبر 3619كانت تحظر تسجيل العقود العرفية بمصالح التسجيل والطابع ،إال أن هذه المادة 183
من قانون التسجيل تم إلغاءها فيما بعد بموجب أحكام المادة 315فقرة 9من قانون المالية التكميلي لسنة
3651ومن ثم تم تسجيل العقود العرفية ،والمادة 389من قانون التسجيل قائمة والمادتين 33و 31من
األمر رقم 63-11المؤرخ في 38ديسمبر 3611نصتا صراحة على بطالن العقود العرفية المتعلقة بنقل
الملكية العقارية بطالنا مطلقا وتم التراجع عن ذلك فيما بعد وأعيدت أحكام المادة 183من قانون التسجيل
وأعيد حظر تسجيل العقود العرفية بمقتضى أحكام المادة 91من قانون المالية لسنة 3663وبقيت العقود
العرفية التي تم تسجيلها بحوزة أصحابها بدون حل بسبب تناقض وتضارب النصوص القانونية.
ثم جاءت الغرفة العقارية للمحكمة العليا بقرار (من المقرر قانونا أن العقود التي يأمر القانون
بإخضاعها إلى شكل رسمي يجب تحت طائلة البطالن...ومن ثم فإن القرار المطعون فيه لم يخرق القانون
ولم يخالف االجتهاد القضائي للمحكمة العليا الذي أعيد النظر فيه بموجب القرار المشار إليه أعاله (أي
القرار رقم )319389والمكرس بالمواد المذكورة أعاله (أي المواد 286من ق.إ.م القديم و 132مكرر 3
ق.إ.م –نرى هناك خطأ والمقصود القانون المدني -فيما يخص العقود العرفية .وأن قضاة المجلس لما قضوا
ببطالن البيع بالعقد العرفي للقطعة األرضية المشاعة بين الورثة المالكين ،فإنهم طبقوا صحيح القانون)).(1
وعليه فإن العقود العرفية المبرمة بعد 3يناير 3613تعتبر في حكم القانون باطلة بطالنا مطلقا لكون
المسألة تتعلق بركن من أركان العقد حتى ولو تم تسجيلها -األمر الذي أكده القرار (...وبما أن تسجيل
العقد العرفي ال يكسبه الرسمية بل أقصى ما يفيده التسجيل هو إثبات التاريخ فقط أما مضمون العقد فيبقى
بعيدا عن الرسمية)) -(2بمصلحة التسجيل والطابع بمفتشية الضرائب وهذا طبقا لنص المادة 91من القانون
رقم 38-63المؤرخ في 39ديسمبر 3663المتضمن قانون المالية لسنة ) 3663يمنع مفتشو التسجيل
من القيام بإجراء تسجيل العقود العرفية المتضمنة األموال العقارية أو الحقوق العقارية ،المحالت التجارية
أو الصناعية أوكل عنصر يكونها التنازل عن األسهم والحصص في الشركات ،اإليجارات التجارية ،إدارة
المحالت التجارية أو المؤسسات الصناعية ،العقود التأسيسية أو التعديلية للشركات(.
وبالتالي فإن العقود العرفية المحررة بعد 38ديسمبر 3611ليس لها أي أثر بالنسبة لنقل الحقوق
العينية العقارية وال يترتب عنها إال حقوق شخصية ألطرافها ،وبالتالي تعتبر باطلة بطالنا مطلقا ويجوز لكل
ذي مصلحة أن يطلب إبطالها كما يجوز للقاضي إثارتها تلقائيا تطبيقا للمادة 132مكرر 3من القانون
المدني.
إ ن العقود الباطلة ،ترتب آثا ار والتزامات شخصية مثل التعويض عن األضرار الناشئة عن بطالن
العقد وارجاع ثمن المبيع مقابل إخالء العقار محل البيع إذا كان ممكنا وذلك ألن هناك حاالت يستحيل فيها
إعادة الطرفين إلى الحالة التي كانا عليها قبل البيع مثال كنزع الملكية من أجل المنفعة العامة.
)( (1قرار ،المحكمة العليا ،تاريخ الصدور 11مايو ،2661ملف رقم ،268662المجلة القضائية العدد األول ،2661
ص)281
)( (2قرار ،المحكمة العليا ،تاريخ الصدور 16سبتمبر ،2661ملف رقم ،51516المجلة القضائية العدد الثاني ،2661
ص)16
55
الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
فاألحكام التي تقضي بصحة البيع العرفي الصادر بعد 3611هي أحكام مخالفة للقانون ومعرضة
للنقض وأن األحكام التي تقضي بصحة االتفاق الوارد في العقد العرفي وصرف الطرفين إلى إتمام اإلجراءات
الشكلية والكتابة الرسمية أمام الموثق هي أيضا أحكام مخالفة للقانون ويستحيل تنفيذها عمليا.
بهذا نكون قد تعرفنا على بعض األسباب القانونية ألن القانون كبير في تشعبه ولحصر كل األسباب
يجب توحيد الجهود بين تخصصات وفروع القانون ،على أمل أننا ذكرنا هذا البعض الذي يعتبر اللبنة
األولى الستفحال البناء الفوضوي ،كما تعرفنا على وسائل الرقابة ال نقول غير الفعالة بل غير المتواجدة
مقارنة مع األعداد الهائلة للسكنات الهشة وغير الصحية والمنظر العام لها وأكدنا على كثرة المتدخلين في
هذا المجال وأعزي الفشل للرقابة ،كما عرجنا على تذبذب القضاء في منحه الرسمية للسندات العرفية بين
تضارب وتعارض القوانين وتأخر اجتهادات المحكمة العليا فاقمت الوضع لمدة أكثر من سبع وعشرين سنة
وتصوروا عدد المحررات العرفية التي طبعت عليها الرسمية خالل هاته المدة.
نظر لصفتها
في الفصل الموالي نحاول أن نرصد حلوال قانونية هي متواجدة لكن سنذكر البعض منها ا
الحساسة وخصوصيتها.
56
الفصل الثاني
الحلول القانونية المتواجدة
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
سعيا منه إلى القضاء على البناء الفوضوي عمد المشرع إلى وضع إجراءات جديدة في مجال البناء
والتعمير (مبحث أول) ،كإجراء احترازي وقائي مستقبال ،فيما عالج الماضي القانوني وغيره المنتج ،بحيث
الذي أصبح سببا كان حال باألمس القريب بالتسوية (مبحث ثاني) ،الذي سنرى فيه اإلشكاالت والتداعيات.
نستعرض أدناه من بين الحلول القانونية المتواجدة المتمثلة في تطهير الملكية العقارية تسوية الوعاء
العقاري (مطلب أول) ،واإلجراءات الجديدة المستحدثة (مطلب ثاني) ،التي جاء بها المشرع تحت ظل
الحكامة أو الحوكمة الحضرية.
تعددت طرائق المشرع في إيجاد حل قانوني ألصل (العقار) البناء الفوضوي من خالل عدة مكنات
)(2 )(1
أما الفرع لو ازرة السكن (أسندت مهمة تسوية األصل إلى و ازرة المالية معظمها كان في قوانين المالية
والعمران والمدينة على اعتبار تقديمها لمشروع المطابقة) ،)(3ونظن أن الهدف من وضع هذه المكنات
القانونية كان هدفها األساسي ملء الخزينة العامة أو الخزينة المحلية (ليست في نظرنا بحلول) بالمال
كمقابل على تنازل الدولة ألراضيها الخاصة ،(4)...عودنا دائما المشرع على وضع حلول مؤقتة بدل اجتثاث
األزمة ،لكن تبقى آليتين جاءتا نتيجة فشل عدم استكمال عمليات المسح لألراضي تمثلت األولى في شهادة
الحيازة (فرع أول) على األمالك العقارية الخاصة والثانية في التحقيق العقاري (فرع ثاني).
) (1لالستزادة:
http://aissabendouha.blogspot/2011/12/blog-post.html
) (2بتفحصنا للمرسوم التنفيذي رقم 95-59الممضي في 59فبراير ( 5559ج ر عدد 59مؤرخة في 55مارس )5559
ص ،7المحدد لصالحيات وزير المالية ،والمعدل سنة ،3002مسوغ هذه الصالحية في المادة ( 3يمارس وزير المالية
صالحياته في الميادين اآلتية-5 :المالية العمومية -...:األمالك الوطنية والشؤون العقارية) وفي المادة ( 9تتمثل مهمة وزير
المالية في مجال األمالك الوطنية والعقارية فيما يأتي -...:ينفذ فيما يخصه التدابير واألعمال المتعلقة بنظام الملكية العقارية
وغير العقارية ونقلها وإصالحها)
) (3الجريدة الرسمية للمناقشات المؤرخة في 55مايو ،3002المرجع السابق الذكر ،ص2
) (4نصت المادة 50من القانون رقم 57-25المذكور (يمكن أن تكون اإليرادات الصادرة عن-3...:التنازل عن األمالك
والخدمات المحققة طبقا للتشريع المعمول به ،محل استعادة لالعتمادات ،حسب الشروط المحددة عن طريق التنظيم ،لفائدة
ميزانية التسيير للدائرة الوزارية المعنية ،في حدود نفس المبلغ ).وفي التنظيم صدر مرسوم تنفيذي رقم 555-52الممضي
في 5يونيو 5552المتضمن تطبيق المادة 50أعاله (ج ر عدد 53مؤرخة في 55يونيو )5552الذي بدوره أحال في
المادة 2منه ،فقرة 3إلى تعليمة تصدر من الوزير المكلف بالمالية لتوضيح الكيفيات العملية.
58
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
نصت المادة 93من قانون رقم (1)52-39المتضمن التوجيه العقاري (يمكن كل شخص حسب مفهوم
المادة 359من القانون المدني يمارس في أراضي الملكية الخاصة التي لم تحرر عقودها ،ملكية مستمرة
وغير منقطعة وهادئة وعالنية ال تشوبها شبهة أن يحصل على سند حيازي يسمى شهادة الحيازة وهي
تخضع لشكليات التسجيل واإلشهار العقاري ،وذلك في المناطق التي لم يتم فيها إعداد سجل مسح األراضي).
)(2
للمحكمة العليا ،جاء في المبدأ :ال يستثني الطرح القانوني هل تجوز حيازة على حيازة؟ في قرار
القانون المدني العقارات المشهرة عقودها من اكتسابها بالتقادم المكسب( ،حيث أن قضاة المجلس أيدوا الحكم
المستأنف على أساس أن التقادم المكسب ال يحتج به في مواجهة من له عقد ملكية مشهر وفق المادة 93
من قانون التوجيه العقاري وهذا تفسير خاطئ لنص المادة 358من القانون المدني ،ألن التقادم المكسب
يحتج به في مواجهة المالك الذي ترك عقاره دون استعمال لمدة 52سنة دون معارضة الحائز أو مخاصمة
في الحيازة ،أما المادة 93من قانون التوجيه العقاري فهي تتعلق بإنشاء سندات الحيازة على األراضي التي
لم يتم مسحها ولم تحرر فيها الدفاتر العقارية وعليه نقض القرار محل الطعن بالنقض).
(عرفت هذه الشهادة بأنها سند حيازي إداري اسمي يعد من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي طبقا
لألشكال القانونية وفي حدود سلطاته واختصاصه المستمد من المواد 93و 09من قانون التوجيه العقاري
والمرسوم التنفيذي 520-35المؤرخ في ،5335-98-58يتضمن شهر الحيازة بناء على تصريح من
)(3
الحائز وتخضع لشكليات التسجيل واإلشهار).
يستلزم قانون التوجيه العقاري طبقا للمادة 93منه ،والمرسوم التنفيذي رقم 520-35مجموعة من
الشروط لتسليم شهادة الحيازة يمكن تقسيمها إلى شروط تتعلق بالعقار وشروط تتعلق بالحيازة:
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،39-50 ،ممضي في 52نوفمبر ( ،5550الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،55مؤرخة في 52نوفمبر )5550ص5950
)( (2قرار ،المحكمة العليا ،تاريخ الصدور ،3002/50/59ملف رقم ،575275مجلة المحكمة العليا ،ص)372
)(3
http://aissabendouha.blogspot/2011/12/blog-post.html
59
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
-عناصر الحيازة :تتمثل في العنصر المادي والعنصر المعنوي ،فاألول يتمثل في السيطرة
الفعلية المادية على العقار محل الحيازة من خالل القيام باألعمال المادية التي يقتضيها
استعمال هذا العقار وفي هذه الحالة يعتبر البناء غير الشرعي عمال ماديا ووجها الستعمال
األرض ،أما الثاني يتمثل في نية الحائز القيام بأعمال مادية لحساب نفسه فيظهر بمظهر
المالك.
-مدة الحيازة :المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم 520-35المذكور اشترطت مدة سنة واحدة
على األقل من ممارسة العناصر واعتبرتها كافية لقيام الحيازة وتسليم شهادتها.
-خلو الحيازة من العيوب :نصت المادة 393من القانون المدني على (ال تقوم الحيازة على
عمل يأتيه الغير على أنه مجرد رخصة أو على عمل يتحمله على سبيل التسامح .إذا اقترنت
الحيازة بإكراه أو حصلت خفية أو كان فيها التباس ،فال يكون لها أثر تجاه من وقع عليه
اإلكراه أو أخفيت عنه الحيازة أو التبس عليه أمرها ،إال من الوقت الذي تزول فيه هذه
)(1
العيوب).
حسب المرسوم التنفيذي رقم 520-35المذكور هناك اإلجراء الفردي واإلجراء الجماعي في تسليم
شهادة الحيازة:
أ -اإلجراء الفردي :يقوم الحائز بتقديم طلب يتضمن كل بيانات تتعلق بهويته وبتحديد العقار محل
الحيازة تحديدا دقيقا وعن طريق إيراد المعلومات حول قوامه ومساحته واألعباء المحمل بها،
ويرفق هذا الطلب بملف يتكون من:
-شهادة الحالة المدنية للطالب،
-تصريح شرفي طبقا للنموذج الملحق بالمرسوم التنفيذي رقم ،520-35
-مخطط يبين حدود وضعية العقار،
-كل وثيقة أو سند يدعم موقف الطالب في ممارسة الحيازة.
يوجه الطلب والملف إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص ،الذي يتولى بدوره تسليم شهادة
الحيازة التي تخضع للنشر على لوح البلدية وفي الجرائد اليومية عندما يتعلق األمر بقطعة أرض
كائنة بموقع حضري لبلدية عدد سكانها يفوق 59.999نسمة كما أنها تخضع لإلشهار على
مستوى المحافظة العقارية وتمسك بطاقاتها على الشكل الشخصي.
)(1
Ibid
60
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
ب -اإلجراء الجماعي :يخص هذا اإلجراء برامج التحديث الريفي أو الحضري ذات المنفعة العامة
أو برامج إعادة التجميع العقاري ،حيث يقوم الوالي بإصدار القرار المتضمن في اإلج ارء بناء
عل طلب السلطة المسؤولة عن البرامج المذكورة ،ويودع هذا القرار لدى البلدية لينشر في مقرها
والساحات العمومية وفي إحدى الجرائد لكي يتمكن كل راغب من تقديم طلب شهادة الحيازة
)(1
الفردي.
وهي آثار تسمح للمستفيد أن يتصرف في العقار محل الحيازة تصرف المالك الحقيقي:
-الحصول على رخصة البناء طبقا للمادة 90من المرسوم التنفيذي رقم 520-35المذكور ،في
حين أن المادة 29من قانون رقم 53-39المذكور ال تخول هذا الحق إال للمالك (عقد ملكية).
-تسمح بتسوية الوضعية العمرانية للبناء المشيد على القطعة محل الحيازة واالستفادة من شهادة
المطابقة.
-تسمح بتأسيس رهن عقاري لفائدة البنوك ،ضمانا للقروض ذات األمد المتوسط والطويل ألجل
تشجيع الوظيفة االجتماعية لألرض عن طريق استثمارها والقيام بمشروع البناء أو إتمام إنجاز
البناية وتأهيلها طبقا للشروط الممكن فرضها من قبل لجنة الدائرة قبل تسوية وضعية البناء غير
الشرعي ،كما نصت على ذلك المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم 511-59المؤرخ في 99يونيو
5959الذي يحدد كيفيات وشروط منح القروض من طرف الخزينة للموظفين من أجل اقتناء أو
)(2
بناء أو توسيع سكن.
بهدف تسوية وضعية حائز العقار مدة التقادم المكسب وتمكينه من استثمار ملكيته بشكل متوافق مع
القانون ،السيما في مجال الحصول على رخصة البناء إلنجاز مسكن أو توسيعه واالستفادة من قرض
عقاري لتمويل نشاط فالحي أو صناعي أو أي مشروع كان والقيام بتقسيم الميراث أو لغرض بيع العقار)،(3
)(4
المتضمن تأسيس إج ارء لمعاينة حق الملكية العقارية فقد نصت المادة األولى من قانون رقم 95-98
وتسليم سندات الملكية عن طريق تحقيق عقاري (يهدف هذا القانون إلى تأسيس إجراء لمعاينة حق الملكية
وتسليم سندات الملكية عن طريق تحقيق عقاري) ،بحيث جاء هذا القانون ليحل محل المرسوم رقم -39
925المؤرخ في 55مايو 5339والمتعلق بسن إجراء إلثبات التقادم المكسب واعداد عقد الشهرة المتضمن
)(1
Ibid
)(2
Ibid
)(3
Ibid
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،قانون ،03-07 ،ممضي في 37فبراير ( ،3007الجريدة الرسمية للجهورية
الجزائرية ،ع ،59مؤرخة في 32فبراير )3007ص55
61
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
االعتراف بالملكية حسب المادة 53منه .وألغي صراحة بموجب أحكام المادة 50من المرسوم التنفيذي رقم
)(1
المتعلق بعمليات التحقيق العقاري وتسليم سندات الملكية. 508-93
في نطاق تطبيقه يشمل إجراء معاينة حق الملكية العقارية كل عقار لم يخضع لعمليات مسح األراضي
العام ،وكذا العقارات التي ال يحوز أصحابها سندات ملكية أو التي حررت بشأنها سندات ملكية قبل أول
مارس ،5315واستثنيت من تطبيق أحكامه أراضي العرش واألمالك الوقفية .حسب مفهومي المادتين 5
و 9من القانون رقم 95-98المذكور.
أ -شروط تتعل بالعقار الذي ترد علي الحياةة :وهي نفس الشروط المطلوبة في العقارات التي يتم
تسويتها بموجب شهادة الحيازة.
ب -شروط تتعل بالحياةة ومدتاا :هي أن تتوفر على عنصرين المادي والمعنوي كما سبق اإلشارة،
وخلو تام من العيوب على أن تستمر الحيازة في هذه الحالة على خمسة عشر سنة كاملة كما هي
مبينة في المادة 358من القانون المدني والتي نصت (من حاز منقوال أو عقا ار أو حقا عينيا منقوال
كان أو عقا ار دون أن يكون مالكا له أو خاصا به ،صار له ذلك ملكا إذا استمرت حيازته له لمدة
خمسة عشر سنة وبدون انقطاع ،).كما نصت المادة 50من القانون رقم 95-98المذكور (إذا
نتج عن تحليل التصريحات ،واألقوال والشهادات ،وكذا الوثائق المقدمة والتحريات التي قام بها
المحقق العقاري ،أن صاحب الطلب يمارس حيازة من شأنها أن تسمح له بالحصول على حق
الملكية عن طريق التقادم المكسب ،طبقا ألحكام القانون المدني ،فإنه يعترف له بأحقيته على العقار
محل التحقيق العقاري).
طبقا ألحكام المادة 1من القانون رقم 95-98المذكور يتم فتح تحقيق عقاري بصفة فردية ،غير أنه
يمكن فتح تحقيق عقاري بصفة جماعية في إطار إنجاز برامج بناء أو تهيئة عقارية ريفية أو حضرية.
ينحصر تدخل األشخاص الفاعلة في التحقيق العقاري كل من :المهندس الخبير العقاري ،مدير الحفظ
العقاري ،المحافظ العقاري ،الشخص الطبيعي أو المعنوي ،المحقق العقاري.
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،557-02 ،ممضي في 55مايو ( ،3002الجريدة الرسمية
للجهورية الجزائرية ،ع ،35مؤرخة في 39مايو )3002ص2
62
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
.1المرحلة األولى :اتصال الشخص الطبيعي أو المعنوي الحائز للعقار بالخبير قصد إنجاز مخطط
للعقار موضوع التحقيق.
.2المرحلة الثانية :ينجز الخبير العقاري المخطط البياني ويسلم لطالبه.
.3المرحلة الثالثة :الشخص يتوجه إلى مدير الحفظ العقاري بطلب كتابي بفتح التحقيق مرفق بمخطط
بياني المنجز من طرف الخبير وسند ملكية معد قبل أول مارس 5315إن كان متوفرا.
.4المرحلة الرابعة :مدير الحفظ العقاري يقوم بتعيين محقق عقاري عن طريق مقرر ،كما يمكن عند
االقتضاء ،تعيين عون من األعوان التابعين لألسالك المعادلة من طرف الوزير بموجب قرار تعيين.
.5المرحلة الخامسة :المحقق العقاري يباشر التحقيق في هوية الشخص طالب التحقيق ،وفي الميدان
تصريحات المعني التي بموجبها يعرض الوقائع والظروف التي سمحت له بممارسة الحيازة على
العقار الذي يطالب بأحقية ملكيته عليه ،حيث يقوم بكل التحريات والتحقيقات إلثبات حق الملكية
المطالب به وحماية حقوق الغير.
.6المرحلة السادسة :يعد محضر مؤقتا يكون مسببا قانونا فيه نتائج التحقيق العقاري ويضعه في
متناول الجمهور لالطالع عليه.
.7المرحلة السابعة :يفتح سجل خاص لدى مدير الحفظ العقاري الوالئي قصد تقييد االحتياجات
واالعتراضات المثارة أثناء التحقيق .في حالة تسجيل احتجاجات أو اعتراضات المحقق يعود للميدان
من جديد قصد دراسة هذه االحتجاجات المثارة من طرف المالك أو الحائزين المجاورين أو كل من
ادعى بأن له حق عيني على العقار .عقد جلسة صلح بين المحتجين في حالة تم الصلح ،تحرير
محضر الصلح أو العكس تحرير محضر عدم الصلح ،في حالة عدم الصلح للمعترض مدة شهرين
من تاريخ استالمه محضر عدم الصلح تحت طائلة رفض طلبه أن يرفع دعواه أمام الجهة القضائية
المختصة .عريضة الدعوى تشهر لدى المحافظة العقارية المختصة إقليميا وبموجب ذلك تتوقف
كل إجراءات التحقيق لغاية صدور الحكم.
.8المرحلة الثامنة :تحرير محضر نهائي يدرج فيه نتائج التحقيق العقاري.
.9المرحلة التاسعة :يودع المحضر لدى مدير الحفظ العقاري ،يسبب من خالله كيفية ممارسة الحيازة
التي من شأنها الحصول على حق الملكية العقارية عن طريق التقادم المكسب طبقا ألحكام القانون
المدني ،مما يستوجب اعتراف له بأحقيته على العقار محل التحقيق العقاري.
على إثر هذا اإليداع يصدر مدير الحفظ العقاري مقر ار يتعلق بالترقيم العقاري باسم مالك
العقار محل التحقيق العقاري.
المرحلة العاشرة :إرسال مقرر الترقيم العقاري للمحافظ العقاري المختص إقليميا قصد .11
التنفيذ.
63
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
المرحلة الحادية عشر :يقوم المحافظ العقاري بالترقيم العقاري (شهر الحقوق المعاينة أثناء .11
التحقيق العقاري في السجل العقاري وانشاء بطاقة عقارية للعقار باسم الشخص) ،إعداد سند الملكية
وارساله إلى مدير الحفظ العقاري.
)(1
المرحلة الثانية عشر :تسليم سند الملكية إلى الشخص. .12
ب -التحقي الجماعي:
في هذه الحالة يتم تحريك التحقيق العقاري بصفة جماعية بقرار من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي
البلدي بعد أخذ رأي كل من مسؤول مصالح الحفظ العقاري وحسب الحالة مسؤول البناء أو المصالح
الفالحية (المادة 8من قانون رقم 95-98المذكور).
نكون بصدد تحقيق جماعي إذا ما تعلق األمر بإنجاز برامج بناء أو تهيئة عقارية ريفية أو حضرية
كما سبق القول ،وهي عمليات تكتسي طابع المنفعة العامة الخاضعة للنشر واإلشهار الواسعين بهدف تمكين
كل حائز معني من تقديم طلب فتح تحقيق عقاري مرفق بالملف (اإلجراء الفردي) أمام مديرية الحفظ العقاري
خالل أجل معين ويعقبه بعد ذلك إجراءات التحقيق العقاري.
ظهرت هذه اإلجراءات بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 53-52المذكور سابقا ،هذا األخير الذي ألغى
أحكام سالفه المرسوم التنفيذي رقم 581-35المذكور سابقا ،فظهرت للعيان إجراءات شكلية (فرع أول)،
واجراءات موضوعية (فرع ثاني) لم تكن موجودة ،تعزي از لقوانين البناء والتعمير وتسهيال لعمليات هذا األخير.
تجلت هذه اإلجراءات على صعيدين هما :الشباك الوحيد للبلدية والشباك الوحيد للوالية.
(لقد تم استحداث الشباك الوحيد للبلدية كآلية جديدة تسمح بتسريع وتيرة دراسة طلبات مختلف الرخص
على مستوى المصلحة التقنية للبلدية ،حيث تعالج مختلف الملفات في مكان واحد بعد أن كانت ترسل إلى
)(2
مختلف المصالح إلبداء رأيها مما يسمح بتقليص الوقت).
وبمقتضى المادة 23من المرسوم التنفيذي رقم 53-52المذكور ،يتكون الشباك الوحيد للبلدية من
أعضاء دائمين وأعضاء مدعوين يمكن أن يكونوا حاضرين أو ممثلين.
) (1مصطفى بوعزة (التحقيق العقاري ،مذكرة نهاية التكوين ،المدرسة العليا للقضاء)3002/3009 ،
) (2دباش ،المرجع السابق الذكر ،ص553
64
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
أ -األعضاء الدائمين :هم :رئيس المجلس الشعبي البلدي أو ممثله رئيسا ،رئيس القسم الفرعي للتعمير
والهندسة المعمارية والبناء أو ممثله ،رئيس مفتشية أمالك الدولة أو ممثله ،المحافظ العقاري
المختص إقليميا أو ممثله ،مفتش التعمير ،رئيس القسم الفرعي لألشغال العمومية أو ممثله ،رئيس
القسم الفرعي للري أو ممثله.
ب -األعضاء المدعوين :كما أشرنا أعاله وعند االقتضاء ،هم :رئيس القسم الفرعي للفالحة أو ممثله،
ممثل الحماية المدنية ،ممثل مديرية البيئة للوالية ،ممثل مديرية السياحة للوالية ،ممثل مديرية الثقافة
للوالية ،ممثل الصحة والسكان ،ممثل عن الشركة الوطنية للكهرباء والغاز .وفي سبيل أداء مهامه
يمكن للشباك الوحيد االستعانة بأي شخص أو سلطة أو هيئة قصد تنويره وافادته في أعماله.
ويتم إنشاء الشباك الوحيد للبلدية بموجب قرار من طرف رئيس الدائرة المختص إقليميا ،وكذا الحال
بالنسبة للشباك الذي يضم عدة بلديات تابعة لنفس الدائرة التي في اختصاصه ،أما إذا كانت غير ذلك أي
البلديات التي يضمها الشباك تتفرع على أكثر من دائرة هنا يعود القرار إلى الوالي ،نشير إلى هذا التجمع
البلدي تحت شباك واحد يكون وحسب الحالة في البلديات النائية.
وعن طريقة عمله يجتمع الشباك الوحيد في مقر البلدية مرة واحدة كل ثمانية أيام والتي تعرف بالدورة
العادية ،كما له أن يجتمع كلما ارتأت الضرورة وتعرف بالدورة غير العادية ،ويتم إعالم األعضاء قبل خمسة
أيام على األقل من تاريخ االجتماع ،والذي تتولى هذا اإلجراء األمانة التقنية للشباك الوحيد للبلدية ،التي
تتوالها مصالح التعمير على مستوى البلدية ،إضافة إلى مهام أخرى على غرار التحضير لالجتماعات
وتحرير محاضرها...
بمقتضى المادة 23من نفس المرسوم التنفيذي المذكور آنفا ،يتم فتح الشباك الوحيد للوالية على مستوى
مديرية التعمير ،ويتم إنشاءه بموجب قرار ممضي من طرف الوالي المختص إقليميا ،ويتكون من :ممثل
الوالي ،المدير المكلف بالعمران رئيسا أو ممثله أو رئيس مصلحة التعمير عند االقتضاء ،رئيس المجلس
الشعبي الوالئي أو ممثله ،عضوين من المجلس الشعبي الوالئي ينتخبهما نظراؤهما ،رئيس المجلس الشعبي
البلدي المعني ،مدير أمالك الدولة أو ممثله ،مدير المحافظة العقارية أو ممثله ،مدير المصالح الفالحية أو
ممثله ،مدير األشغال العمومية أو ممثله ،مدير الموارد المائية أو ممثله ،مدير الحماية المدنية أو ممثله،
مدير الطاقة والمناجم (التحوير الحكومي الحالي المناجم تابعة لو ازرة الصناعة) أو ممثله ،مدير الشركة
الوطنية للكهرباء والغاز أو ممثلوها ،مدير البيئة أو ممثله ،مدير السياحة أو ممثله ،مدير الثقافة أو ممثله،
مدير الصحة والسكان أو ممثله .إضافة إلى أمانة تقنية لها نفس المهام تقريبا مع نظيرتها التي في البلدية،
ويمكن لهذا الشباك الوالئي االستعانة بأي شخص أو سلطة أو هيئة قصد تنويره أو إفادته في أعماله.
65
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
يجتمع الشباك الوحيد بمقر الوالية بناء على استدعاء من رئيسه كل خمسة عشر يوما وكلما اقتضت
الضرورة ،ويتم إعالم أعضائه قبل خمسة أيام على األقل من تاريخ االجتماع.
وهي تلك اإلجراءات التي انصبت على عمليات إعداد عقود التعمير من كيفيات التحضير إلى التسليم.
لقد تم تقليص عدد النسخ المودعة لدى المصالح المعنية في معظم الملفات المقدمة للحصول على
مختلف الشهادات والرخص ،حيث كانت هذه األخيرة مكلفة وشاقة ومعقدة بالنسبة للمواطنين الذين اضطروا
إلى الوقوف في طوابير كبيرة لالنتظار من أجل المصادقة على مختلف العقود التي تدخل في تكوين الملف،
ومع ظهور الشباك الوحيد للبلدية واإلجراءات الجديدة للمرسوم التنفيذي رقم 53-52المذكور ،فتلك النسخ
قد قلص عددها ،فعلى سبيل المثال نسخ رخصة البناء قلص إلى ثالث نسخ بالنسبة للمباني الفردية بعدما
كان خمس نسخ في المرسوم التنفيذي رقم 581-35المذكور ،وكذا الحال مع شهادة التعمير التي أصبحت
)(1
في نسختين بدال من خمس نسخ.
تم في إطار اإلصالحات الجديدة التي قامت بها الدولة من أجل القضاء على البناء المخالف ونظ ار
لإلجراءات القديمة التي كانت ضمن المرسوم التنفيذي رقم 581-35المذكور ،والمتمثلة في طول مدة
المصادقة على مختلف الرخص والشهادات والوقت الكبير الذي تأخذه المراسالت بين الجهات المعنية ،جاء
المرسوم التنفيذي رقم 53-52المذكور ،بإجراء مهم من شأنه تسهيل هذه العملية في وقت قصير وجهد
أقل ضمن الشباك الوحيد للبلدية والوالية ،أال وهو تقليص مدة إصدار مختلف الشهادات والرخص فمثال
شهادة التعمير قلصت مدة إصدارها من شهرين إلى خمسة عشر يوما ،ورخصة البناء أصبحت تنجز في
خالل الخمسة عشر يوما الموالية إليداع الملف إذا كانت من اختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي أو
)(2
الوالي أو الوزير المكلف بالتعمير ،ضمن الشباك الوحيد للبلدية أو الوالية حسب االختصاص.
(تم تمديد مدة صالحية مختلف عقود التعمير حسب كل عقد من سنة إلى ثالث سنوات أو حتى انقضاء
اآلجال المحددة في الوثيقة ،أو لها نفس صالحية المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير وهذا من أجل عدم
إعادة تجديدها بعد انقضاء مدتها في وقت قصير كما جاء في المرسوم السابق ،كون هذه العقود تتطلب
وقتا وجهدا إلعدادها كما انها مكلفة لبعض المواطنين نظ ار للملف التقني والذي يحتوي على مخططات
)(1
تنجز في مكاتب الدراسات وأخرى كان يصادق عليها في البلدية ،أو تستخرج من عدة إدارات)...
من خالل المرسوم التنفيذي رقم 53-52المذكور ،تم إدراج بطاقة المعلومات والتي تحدد مواصفات
التهيئة والتعمير المطبقة على القطعة األرضية كذلك االرتفاقات البشرية والطبيعية التي تنقص من قابلية
األرض للبناء ،وشهادة قابلية االستغالل والتهيئة والتي تثبت مطابقة أشغال تهيئة القطعة األرضية لما هو
مفروض في رخصة التجزئة وتدخل في تكوين ملف رخصة البناء .باإلضافة إلى إدراج نوعين من الملفات
في تكوين ملف رخصة البناء وهي ملف إداري وآخر تقني متعلق بالهندسة المعمارية يشارك في إعداده
)(2
مهندس مدني ،زد على ذلك ملف خبرة مؤشر من طرف مهندس معماري فيما يخص عملية الهدم.
أكد وبشدة المرسوم التنفيذي رقم 53-52المذكور على دور المهندس المعماري والمهندس المدني في
إعداد الملفات التقنية والمتعلقة بالهندسة المعمارية وملفات الخبرة الخاصة بالهدم ،كذلك دور الهيئة الوطنية
للمراقبة التقنية للبناء ،وما لهذه األخيرة من أهمية في كشف الغش في مواد البناء والخرسانة المسلحة في
ميدان البناء وخاصة في تلك المشاريع الموجهة للسكن الجماعي واستقبال الجمهور كالمراكز التجارية
ومختلف المرافق األخرى ،وهذا تفاديا لالنهيارات المفاجئة التي شهدها قطاع البناء والتعمير في اآلونة
األخيرة نظ ار الستعمال مواد بناء منتهية الصالحية والتقليل في نسبة مادة بناء معينة بالنسبة للتركيبة العامة
لإلسمنت المسلح ،إضافة إلى األخطاء المرتكبة فيما يخص الدراسات الجيوتقنية والتركيب الصخري وبذلك
صالحية الموضع للتعمير ،وما هو مالحظ في الميدان دليل على ذلك كاالنهيارات واالنزالقات األرضية
التي تحدث مباشرة بعد االنتهاء من المشاريع والكوارث الطبيعية كالزالزل وأهمها زلزال بومرداس والذي كان
نقطة تحول إلعادة النظر في قوانين التعمير ومختلف الهيئات المشاركة في ميدان البناء وضبط دور كل
متدخل وانشاء مخابر ولجان تقنية ومراكز بحث في مقاومة الزالزل كون الجزائر منطقة زلزالية وهذا تفاديا
)(3
لمثل هذه الكوارث الحقا ،ورغم كل هذا ما زال ميدان التعمير يشهد العديد من التجاوزات.
أشار عبد الوحيد تمار وزير السكن والعمران والمدينة إلى إجراءات جديدة بقوله (الملفات كبيرة ،رخصة
البناء لوحدها قناطير من الملفات تأتي إلى اإلدارة ،لكي نقضي على البيروقراطية ،سرعة في التنفيذ ونترك
المواطن ونترك مكتب الدراسات الوقت الستثماره في النوعية وليس في اإلدارة ذهابا وايابا (1)).هذه اإلجراءات
الحديثة التي اتخذت تكلم عنها الحاج أحمد معيز –مدير التعمير بو ازرة السكن والعمران والمدينة -تمثلت
في أن (...وزير السكن والعمران والمدينة ابتداء من 53أوت 5958نصب ورشات عمل وورشات تفكير
لكي نعيد للعمران مكانته نظ ار لحساسيته...ورشة التدخل في األنسجة الحضرية القديمة...فيه مرسوم تنفيذي
)(2
(الذي يحدد شروط وكيفيات التدخل في األنسجة العمرانية القديمة) اتخذ ،تبقى اإلجراءات في 22-51
الميدان والتأطير التقني أو اإلداري...ورشة تحسين تدخل اإلدارة في منح العقود العمرانية وهذا بإزالة الطابع
المادي في عقود التعمير...الجديد باستعمال الوسائل الحديثة تكنولوجية اإلعالم واالتصال الحديثة نستعمل
البريد االلكتروني نمكن المواطن أنه يودع ملفه كرخصة البناء مثال بطريقة عن طريق البريد
االلكتروني...هدفنا الوصول إلى صفر استعمال الورق ،كذلك بعدما يتم إيداع الملف يتم دراسته مع المصالح
المختلفة الري ،األشغال العمومية ،الحماية المدنية ،إلى غير ذلك عن طريق البريد االلكتروني...لكي يتم
تقليص والتحكم في المدة الزمنية في دراسة الملف ،إذا كان فيه تحفظات يتم تبليغ المواطن عن طريق البريد
االلكتروني...أشير أنه وفي هذه الورشة...الحظنا عينة في والية مستغانم لرخص البناء درسناها وهذا فوج
العمل يعطينا المراحل التي تستوجبها هذه العملية ،ماهي الخطوات؟ ماهي الوسائل؟ ماهي المنهجية؟ الهدف
مسطر بقي لنا أن نتحكم في طريقة الولوج إلى هذا النوع الجديد من العملية لخدمة العملية ،الحظنا قطاعات
عديدة نفتخر بها –الداخلية مثال مع الحالة المدنية-قطاع العدالة -نفتخر بهم بالتقدم الذي أحرزوه...عن
طريق البريد االلكتروني يتابع المواطن تطور ملفه...التطور إذا كان فيه بعض التحفظات تبلغ عن طريق
هذه الطريقة...ورشة أخرى للتدخالت العشوائية التي الحظناها في بعض الورشات...أصدر معالي الوزير
تعليمة رقم 0المؤرخة في 8سبتمبر ...5958أوال فيه تحديد لمجاالت التطبيق نعطي مثال كانت بناية أو
حتى تهديم الذي بأشغال التصليح بأشغال الحفر تشكل خطر على المحيط سواء كنا في األنسجة
القديمة...سواء كانت في أرضية منحدرة...صاحب المشروع وصاحب مكتب الدراسات يصرحوا باالعتماد
على هذا التحديد بأن هذه البناية بأشغالها تشكل خطر على المحيط ،هنا يستوجب دراسة تكميلية التي فيها
وسائل الدعم...ويكون فيه رزنامة زمنية ووصف بياني ،ثانيا الدراسة يجب أن توافق تأشر عليها هيئة
المراقبة التقنية للبناء ،إجباري على صاحب المشروع أنه يدخل مقاولة مؤهلة...وفيه دراسات الملفات هنا ال
تصبح من صالحيات الشباك الوحيد للبلدية تصعد للشباك الوحيد للوالية هذه كإجراءات إدارية...فيه مراقبة
بعدية بعد تسليم رخصة البناء وجوبا فيه رزنامة دورية لمراقبة هذه الورشات المفتوحة في البلدية واذا كان
الحظنا أن فيه مثال ...ترك أشغال أو أشغال ال تنجز بطريقة تقنية سليمة هنا المراقبين المؤهلين للعمران،
األعوان المؤهلين أو مفتش التعمير يراسل البلدية ،رئيس البلدية لديه 50ساعة لكي يستشير هيئة المراقبة
) (1عبد الوحيد تمار ،سكن قانون تسوية البنايات...رؤية جديدة لتحسين الواجهة العمرانية ،النهار تي في ،الجزائر 39 ،أوت
3057
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،99-55 ،ممضي في 5فبراير ( ،3055الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،7مؤرخة في 7فبراير )3055ص55
68
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
التقنية للبناء ،يستشير مدير التعمير في الوالية ،ويستشير المصالح التقنية للبلدية...العقوبات موجودة في
القانون ولكن الوضع ال يتطلب تضييع الوقت ،هنا رئيس البلدية يتدخل ويقوم بتجميد رخصة البناء ،يعطي
أجل إذا لم يتدخل البلدية بوسائلها هي تقوم محل (صاحب المشروع) هذا إذا لم يستجيب وتزيل
الخطر...ولكن مراحل التي واجبة لكي نرجع استقرار األرضية هي التي تقوم بهم...باإلضافة إلى
)(1
العقوبات)...
غاب مفهوم وتطبيق المعنى الحقيقي للبيروقراطية ،عندما تشاهد ما يسمون بنخبة الحكم كالوزير األول
الحالي ووزير السكن والعمران والمدينة السابق والحالي وغيرهم يشكون ويتوعدون البيروقراطية ،هذا المسخ
يجعلنا ننكمش حرجا ونقشعر تقززا ،هناك احتمالين إما هم جاهلون لها أو هم من خصومها ،في قراءتنا
وتحليلنا لإلدارة الوطنية المركزية والالتمركزية والالمركزية نرجح االحتمال األول ،في حين كان لهذه النظرية
والى اليوم الفضل الكبير في التسيير اإلداري منذ ،5399وهي تنظيم بدا كنوع من العالقات االجتماعية
يملك سلطة التنظيم ،كما تتلخص في ثلة من األشخاص على أعلى مستوى ،تتخذ ق اررات وتقوم بتوزيعها
حسب التدرج السلمي للمكتب لتطبيقها وصوال إلى أدنى مستوى لتعزيز المهام ،وبمعنى آخر أوامر تأتي من
أعلى إلى أسفل بطريقة تحاكي النظام العسكري لخلق االتساق والدقة) ،(2وفي المجمل العام تعني سلطة أو
قوة المكتب ولها عدة تطبيقات ،إدارة المالية ،إدارة الصحة ،إدارة التعليم ،إدارة الدفاع ،...كما تعرف أيضا
بالدواوينية وهي مفهوم يشير إلى تطبيق القوانين بالقوة في المجتمعات المنظمة ،وتعتمد هذه األنظمة على
اإلجراءات الموحدة وتوزيع المسؤوليات بطريقة هرمية) ،(3كم تعنى بشروط في اختيار البيروقراطي على
أساس الكفاءة واالستحقاق والمهارة والدقة في العمل ،وبالتزامه بقواعد وسلوك الجماعة البيروقراطية.
تم تقسيم هذا المبحث إلى ثالث محاور أساسية حيث تم التطرق في البداية إلى شرح األحكام العامة
التي جاء بها هذا القانون (مطلب أول) ،ثم إلى إجراءات تسوية البنايات التي جاءت ضمنه (مطلب ثاني)،
باإلضافة إلى اإلشكاالت المطروحة (مطلب ثالث).
المطلب األول :شرح األحكام العامة التي جاء باا القانون رقم 15-18المذكور
) (1الحاج أحمد معيز ،رخص البناء...ما الجديد؟ ،النهار تي في ،الجزائر 52 ،سبتمبر 3057
)(2
J. MTENGEZO (Bureaucracy Management Theory) p5, 6
)(3
بيروقراطيةhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
69
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
من أجل تسوية وضعية البناية التي نشأت خارج القانون عمد المشرع إلى إصدار هذا القانون الذي
)(1
عن باقي القوانين السابقة (فرع أول) ،كما أنه حدد مجموعة من البنايات تميز بمجموعة من الخصائص
تكتسي طابعا ضيقا استثنائيا ومدروسا لمعالجة األوضاع القائمة من البنايات (فرع ثان).
يتميز إجراء تحقيق المطابقة المستحدث بالقانون رقم 52-93المذكور بمجموعة من الخصائص
نجملها فيما يلي:
-تتميز قواعد تحقيق البنايات بطابع األحكام المؤقتة حيث سرت أحكامه ابتداء من نشر القانون رقم
52-93المذكور في الجريدة الرسمية أي من 9أوت 5993إلى 9أوت ( 5959المادة 30من
نفس القانون) ،ليتم تمديد العمل بأحكامه طبقا للمادة 83من قانون المالية لسنة 5950إلى غاية
9أوت ،5951ونظ ار لعدم تسوية عدد كبير من المواطنين وضعية بناياتهم تم إصدار تعليمة من
طرف الوزير األول رقم 002مؤرخة في 1نوفمبر 5951تقضي بتمديد جديد وأخي ار للمعنيين
لتسوية بناياتهم ،وذلك إلى إشعار آخر من طرف وزير السكن والعمران والمدينة) ،(2إذ قد (...تقرر
تعليق تطبيق أحكام القانون رقم 52-93الذي يحدد قواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها ،وذلك
إلى غاية إشعار آخر .وبهذا الشأن يكلف السيد وزير السكن والعمران بنشر هذا القرار وتقديمه على
أنه تمديد وأخير يمنح للمالكين المعنيين إلتمام إنجاز بناياتهم ،(3))...تطرح عدة إشكاالت هنا :أوال
خرق صارح لمبدأ توازي األشكال ،سمعنا بتعديل لمرسوم تنفيذي بمرسوم رئاسي) (4لكن تعديل تتميم
قانون بقانون مالية في غير شق المالية عالمة استفهام كبرى (وكمثال آخر :نفس الشيء جرى مع
األمر رقم 80-82المذكور بإضافة المادة 59مكرر بموجب المادة 18من القانون رقم 59-50
المتضمن قانون المالية لسنة ،)5952ألننا رجعنا إلى قانون رقم 58-30وبتعديالته المذكور ولم
نجد بين قواعده هذا الفيتو إن صح التعبير ،ثم للمرة الثانية يتم التدخل على القانون رقم 52-93
وهذه المرة بتعليمة من الوزير األول ،القانون الذي أصدر بمشاركة كل مؤسسات الدولة (رئاسة
الجمهورية –رئيس الجمهورية ،األمانة العامة للحكومة ،-مجلس الدولة ،البرلمان) يتم التصرف
بأحكامه عن طريق تعليمة من الوزير األول هذا األخير الذي خوله الدستور السهر على تنفيذ
) (1ذكرت خصائص مشروع القانون رقم 59-02طالع الجريدة الرسمية للمناقشات المؤرخة في 55يونيو ،3002المرجع
السابق الذكر ،ص5 ،2
) (2منصر نصر الدين ،نعيمة ذيايبية (إجراءات وإشكاالت تسوية البنايات في إطار القانون ،59-02مجلة تشريعات التعمير
والبناء ،تيارت-الجزائر ،العدد الثالث ،سبتمبر )3057ص577
) (3تعليمة الوزير األول رقم 559مؤرخة في 5نوفمبر ،3055بخصوص تطبيق القانون رقم 59-02الذي يحدد قواعد
مطابقة البنايات غير المنتهية ،ص5
) (4انظر :كريستال مورال – جورنال ،القانون العام ،المترجمون :سامية بوروبة ،ليلى دردار ،مراد حمال ،بدون رقم طبعة،
الجزائر ،الجزائر ،دار بيرتي ،3052 ،ص595 ،599
70
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
القوانين والتنظيمات (المادة ،33المطة 5من الدستور الحالي) وحق المبادرة بالقوانين (المادة 591
من الدستور الحالي) والتنظيم في المادة ،509فقرة 5من الدستور الحالي بنصها (يندرج تطبيق
القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود للوزير األول ،).ويشاطرنا الرأي د .لخميسي عثمانية وهو
قاض سابق قانوني وأستاذ محاضر بقوله( :إذا أخذنا المنظور القانوني البد أن القانون ال يمكن أن
يعلق إال بقانون والذي وضع القانون هو السلطة التشريعية والسلطة التشريعية وحدها فقط أن تعلق
القانون أو تلغيه أو تعدل منه ،أما السلطة التنفيذية والتي يمثلها الوزير األول أعتقد أن مهمتها
تنحصر في تقديم مشاريع القوانين والمصادقة عليها قبل عرضها على البرلمان...انتهاء فترة تسوية
البنايات ربما لم يحقق الغرض من القانون الذي وجد يحتاج ربما لمدة أطول من الناحية الواقعية
االجتماعية ،أعتقد أنه إذا كان كذلك وأن المواطنين وأن الدولة الجزائرية مازالت في حاجة إلى مدة
)(1
أخرى من أجل استدراك ربما بعض النقائص لتسويتها أنه يمكن اللجوء إلى البرلمان من جديد).
أما د .نجيب بيطام محامي وأستاذ بكلية الحقوق -جامعة باتنة -فيرى (...هذه التعليمة جاءت
بمثابة جرعة أو مرسم إلعادة الروح في المجال العقاري في الجزائر ،في البداية دعني أشير لك
هذا القانون 52-93الذي أثار جدال كثي ار وضغطا كبي ار لن ينجح في تسوية إشكاالت العقار في
الجزائر منذ سنة 5993لم يستطع تحقيق الهدف المنشود منه نظ ار لتراكم هذه الوضعية منذ
االستقالل ،نحن ورثنا وضعية شائكة متشابكة فيما يتعلق بالعقار منذ االستقالل...رغم ترسانة
القوانين الموجودة التي سنتها السلطة والتي سنها المجتمع الجزائري سنة 82وسنة 35وسنة 32
وأخي ار قانون 53-39كل هاته القوانين لم تتمكن من تحقيق الهدف المنشود وهي تسوية العقار في
الجزائر ،هذه التعليمة جاءت إلعطاء نفس جديد...والحكومة لما حدت آخر أجل في 9أوت اتضح
فيما بعد أن أغلبية العقارات والمواطنين لم يتمكنوا من إيداع الملفات أو طلبات تسوية العقار نظ ار
لعديد اإلشكاالت األخرى وبالتالي نرى أن هذه التعليمة مفيدة ونحن نثمنها كرجال قانون ،إعطاء
فرصة خاصة للمواطنين إلعداد ملفات وتقديمها للتسوية وفق القوانين السارية...،هذا القانون أيضا
وجد لمعالجة ظاهرة البناءات في الجزائر ومطابقتها للقوانين العمرانية السارية لكن المواطن لم يساهم
ال المواطن وال السلطة ،المواطن لم يساهم في تجسيد هذا القانون في الواقع ،المواطن يحب التمرد
يقوم بالبناءات دون احترام القوانين بدون رخص مما ولد وضعية الفوضى في العمران...التعليمة ال
تغلب القانون ولكن قد تأتي لتوضيح قانون أو إلعطاء نفس جديد لتطبيق القانون ،هذه التعليمة
كان البد أن تكون ألن %89من وضعية العقارات في الجزائر ال تزال دون تسوية...لو ال نعطي
نفس جديد لهذا القانون إما نفتح مجال تعليمة الوزير األول المتداد سريان هذا القانون واما إيجاد
آليات جديدة وقوانين جديدة لمعالجة ظاهرة العمران الفوضوي في الجزائر...مهما يكن نحن نثمن
) (1لخميسي عثمانية ،قرار تعليق قانون 59-02المتعلق بتسوية البنايات يثير الجدل ،قناة النهار تي في ،الجزائر52 ،
نوفمبر 3055
71
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
هاته التعليمة وجاءت في وقتها المناسب...اإلشكال األول هو إشكال اإلعالم ،المواطن ال يعلم
بحيثيات هذا القانون يعني نحن نسن قوانين ونتركها هكذا دون توضيح للمواطنين هذا هو اإلشكال
المطروح عندنا في الجزائر ،ثانيا المواطن ال يسعى إلى فهم هذه القوانين المواطن الجزائري متشبع
بثقافة التمرد يحب اللجوء إلى الفوضى مما ولد وضعية قانونية صعبة في العقار في الجزائر...حان
اآلن الوقت إليجاد اآلليات وقوانين جديدة تكون صارمة (1))...ثم يضيف مرة أخرى (...الدولة تسن
قوانين عقارية وال تتابع تنفيذها على أرض الواقع بدليل القوانين العمرانية التي تمنع البناءات
الفوضوية وشرطة العمران إلى غير ذلك...الدولة الجزائرية ورثت وضعية في العقار منذ
االستقالل...فيه فهم خاطئ لمدلول قانون 52-93هذا القانون وجد لمعالجة وضعية البنايات التي
تمت قبل سنة ...5993سمعت انتقادات كثيرة...الناس تتكلم عن التعليمة والقانون من الذي أقوى؟
هذه المسألة ليست محل جدل التعليمة ال تسمو على القانون والقانون ال يعدل إال بقانون هذه مفروغ
منها لكن هم أغفلوا مسألة مهمة جدا نسميها نحن في القانون مسألة النظام العام االجتماعي لقد
رأيت أن الوزير األول تدخل ألن فيه حالة استعجال متى نذهب إلى البرلمان؟ متى نسن قانون
جديد؟ هذا يأخذ وقت طويل وبرر اللجوء إلى التعليمة بالظرف االقتصادي االستعجالي ،الكثير من
الناس يسترزق من هاته البنايات التي لم تحصل بعد على شهادة المطابقة وحين نمنع هؤالء من
تحصيل عقود اإليجار بموجب هذه الشهادة يفقدون مصدر أرزاقهم ،هذا الشيء الذي دفع دولة
الوزير األول إلى إصدار هاته التعليمة...للمحافظة على السلم االجتماعي والنظام االجتماعي إذن
نحن نثمنها ،(2))...نرى أن القانون رقم 52-93تماهى لدرجة التصرف فيه بطرائق غير قانونية
في عز فوحان وتوطيد مصطلح دولة القانون في كل تشريع على غرار القانون األساسي للجمهورية
الجديد .ثانيا اإلحالة التي تضمنتها التعليمة لوزير السكن والعمران والمدينة بإصدار قرار من جهته
لتمديد القانون رقم 52-93لم يصدر إلى يومنا هذا ،التعارض والتناقض الحاد أول التعليمة يقول
تقرر التعليق بسبب صعوبات اجتماعية (التعليق يفيد التوقيف ،التجميد) ثم تأتي فقرة أخرى بها
تقضي بهاته اإلحالة والمعتبرة في الموضوع بأنها تمديد للقانون ،هذا اللغط القانوني دفع نواب
)(3
بالمجلس الشعبي الوطني وفي فترته التشريعية الثامنة باقتراح قانون تحت رقم 5958-95
والمتعلق بتسوية العقار ومطابقة البنايات ،وتقديمه من طرف مندوب أصحاب اقتراح القانون -
تاريخ اإليداع 50نوفمبر -5958لمكتب المجلس الشعبي الوطني الذي اجتمع بتاريخ 2ديسمبر
...( 5958وتضمن جدول األعمال دراسة اقتراح قانون يتعلق بتسوية العقار ومطابقة البنايات وقد
) (1نجيب بيطام ،محامي الحكومة مطالبة بسن قوانين جديدة لمعالجة ظاهرة البناء الفوضوي في الجزائر ،النهار تي في،
الجزائر 50 ،نوفمبر 3055
) (2نجيب بيطام ،تمديد آجال قانون مطابقة البنايات ...59-02العمران يغرق في الفوضى! الجزء األول ،النهار تي في،
الجزائر 52 ،نوفمبر 3055
) (3انظر قسم المالحق
72
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
قرر المكتب إعادة االقتراح ألصحاب من أجل إعادة صياغت بطريقة قانونية تراعي الشكل
والمضمون وتضبط المبررات القانونية مع ضرورة االستناد إلى الدستور الجديد ،علما أن هناك
)(1
يبدو أنه حتى المكتب هو اآلخر في لغط. قانون ساري المفعول يعالج نفس الموضوع).
-تتميز أحكام تحقيق مطابقة البنايات في هذا القانون بالطابع اإللزامي حيث نصت المادة ،59فقرة
( 5من أجل تحقيق مطابقة البنايات المتممة أو التي هي في طور اإلنجاز يلزم مالكو وأصحاب
المشاريع أو كل متدخل مؤهل بتقديم طلب في هذا الشأن إلى السلطات المعنية) باإلضافة إلى
توقيع جزاءات في حالة مخالفة ذلك وفقا للمادتين 35و 39من القانون رقم ،52-93والهدف من
إلزامية تحقيق المطابقة للبنايات المتممة وغير المتممة هي رغبة المشرع في وضع حد لحاالت عدم
)(2
إنهاء البنايات وترقية إطار مبني ذي مظهر جمالي ومهيأ بانسجام
-انطالقا من مبدأ حق البناء مرتبط بالملكية الذي كرسته المادة 29من القانون رقم 53-39المذكور
فإن عملية تحقيق المطابقة تمتد من تسوية البنايات غير المطابقة أو غير متممة لتشمل تسوية
الوعاء العقاري الذي يحتضن البناية والذي يعد جزء ال يتج أز منها وال يمكن إغفاله ألن البناية
ملتصقة باألرض ،وبالتالي فتسوية البنايات غير المطابقة وغير المتممة تبقى مرهونة بتسوية األوعية
العقارية التي أقيمت عليها ،وفي هذا اإلطار صدرت تعليمة عن و ازرة المالية (المديرية العامة
لألمالك الوطنية) رقم 59/9081تبين مجال تدخل إدارة أمالك الدولة في إطار عملية مطابقة
)(3
البنايات واتمام إنجازها وكيفية تسوية الوعاء العقاري وكيفية التسديد.
)(4
الذي يحدد إجراءات تنفيذ -بمقتضى المادة ،59فقرة 5من المرسوم التنفيذي رقم 520-93
التصريح بمطابقة البنايات والتي نصت (تراعي دراسة التصريح مدى تطابق مشروع البناية مع
أحكام مخطط شغل األراضي ،وفي حالة عدم وجوده ،يراعى مدى مطابقة المشروع مع أحكام
المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير و/أو مع األحكام المطبقة التي تنص عليها القواعد العامة
للتهيئة والتعمير ).المدلول أن عملية تحقيق المطابقة تتم أصال وفق أدوات التهيئة والتعمير واستثناء
وفق القواعد العامة للتهيئة والتعمير.
-تحقيق مطابقة البنايات غير الشرعية في القانون رقم 52-93المذكور أسلوب متأثر بمنهجية
معالجة البنايات غير الشرعية في ظل المرسوم 555-32المذكور والتعليمة الو ازرية المشتركة
المذكورة (كنا قد عرجنا سابقا عن نقل لبعض األحكام إلى القانون ،)52-93فقد ثبت اقتباس
مجموعة من أحكام المرسوم والتعليمة يشكل غير مبرر ،منها على سبيل المثال كيفية تحديد معايير
)(1
http://www.apn.dz/ar/plus-ar/actualite-speciale-ar/4142-bureau0512-2017
) (2نصر الدين ،ذيايبية ،المرجع السابق الذكر ،ص577
) (3المرجع ذاته ،ص572
) (4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،595-05 ،ممضي في 3مايو ( 3005الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،37مؤرخة في 5مايو )3005ص32
73
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
التسوية المذكورة بالمادة ،53أو عند تحديد البنايات المقصاة من إجراء تحقيق المطابقة المذكورة
بالمادة ،51كذلك عند إسناد عملية البت في تحقيق المطابقة إلى لجنة الدائرة واستبعاد البلدية،
ونسجل كأثر على ذلك عدم توافق هذا االقتباس مع اإلطار الجديد للتسوية المبين في مفهوم تحقيق
المطابقة ،فقد كان يكفي النص على أن عملية تحقيق مطابقة البنايات غير الشرعية تتم في إطار
)(1
قواعد شغل األراضي وهو إطار يحدد ويضبط قابلية األرض للبناء بشكل مفصل.
حدد القانون رقم 52-93المذكور بنايات قابلة للتسوية وأخرى غير قابلة للتسوية.
بمقتضى نص المادة 50من القانون رقم 52-93المذكور فإن تحقيق المطابقة يشمل البنايات التي
انتهت بها األشغال أو هي في طور اإلتمام قبل نشر هذا القانون في الجريدة الرسمية أي 9أوت .5993
أما البنايات المنجزة بعد هذا التاريخ غير معنية بالتسوية في إطار هذا القانون وتخضع ألحكام القانون رقم
53-39المعدل المتمم المذكور وهذا حسب التعليمة الو ازرية رقم 5999المؤرخة في 59سبتمبر 5993
)(2
الصادرة عن و ازرة السكن والعمران بخصوص تطبيق أحكام القانون رقم 52-93المذكور.
وحسب المادة 52من نفس القانون تم تقسيم البنايات المتعلقة بالتقسيم إلى أربع متعلقة بشرط أساسي
هو رخصة البناء وهي (سبق ذكرها في المبحث التمهيدي):
-البنايات غير المتممة التي تحصل صاحبها على رخصة البناء :أي البنايات التي تحصل صاحبها
على رخصة بناء إال أنه لم يتم إنجازها النتهاء صالحية رخصة البناء وتنقسم إلى قسمين :البنايات
غير المتممة والمطابقة لرخصة البناء والبنايات غير المتممة وغير المطابقة لرخصة البناء (المادة
0من المرسوم التنفيذي رقم 520-93المذكور).
-البنايات المتممة التي تحصل صاحبها على رخصة البناء وهي غير مطابقة ألحكام الرخصة،
-البنايات المتممة والتي لم يتحصل صاحبها على رخصة البناء،
-البنايات غير المتممة التي لم يتحصل صاحبها على رخصة بناء.
)(1
http://aissabendouha.blogspot/2011/12/blog-post.html
) (2نصر الدين ،ذيايبية ،المرجع السابق الذكر ،ص572
74
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
-البنايات المشيدة في قطع أرضية مخصصة لالرتفاقات ويمنع البناء عليها ،كالبنايات المنجزة تحت
أعمدة التيار الكهربائي أو المنجزة على ممر مخصص لشبكات المياه أو األسالك الهاتفية أو شبكة
)(1
الصرف الصحي
-البنايات المتواجدة بصفة اعتيادية بالمواقع والمناطق المحمية المنصوص عليها في التشريع المتعلق
بمناطق التوسع السياحي والمواقع والمعالم التاريخية واألثرية ،وبحماية البيئة والساحل بما فيها مواقع
الموانئ والمطارات وكذا مناطق االرتفاقات المرتبطة بها ،مثال ما نصت عليه المادة 55من قانون
)(2
المتعلق بحماية الساحل وتثمينه ،وما يليها (يمنع التوسع الطولي للمحيط العمراني رقم 95-95
للمجمعات السكانية ،الموجودة على الشريط الساحلي ،على مسافة تزيد عن ثالثة كيلومترات من
الشريط الساحلي،).
-البنايات المشيدة على األراضي الفالحية أو ذات الطابع الفالحي أو الغابية أو ذات الطابع الغابي
باستثناء تلك التي يمكن إدماجها في المحيط العمراني،
-البنايات المشيدة خرقا لقواعد األمن أو التي تشوه بشكل خطير البيئة والمنظر العام للموقع،
-البنايات التي تكون عائقا لتشييد بنايات ذات منفعة عامة أو مضرة لها والتي يستحيل نقلها.
كما أضافت التعليمة رقم 5999/93الصادرة عن و ازرة السكن والعمران في إطار تطبيق أحكام القانون
رقم 52-93المذكور مجموعة من الحاالت األخرى غير القابلة لتحقيق المطابقة ومتمثلة في البنايات
المقامة على:
-مساحات حماية المنشآت االستراتيجية أو الخطرة ،بما فيها الموانئ والمطا ارت والمساحات التي
شيدت عليها تجهيزات الطاقة،
-المساحات المصنفة غير القابلة للبناء حسب نتائج دراسات التعمير الجيوتقنية ،الدراسات الزلزالية،
دراسات األراضي ،أو تلك الواقعة في مناطق المعرضة للفيضان أو انزالق التربة،
-البنايات المشيدة خرقا لقواعد األمن أو التي تضر بالمحيط والمظهر العام للموقع ،ويتعلق األمر
على وجه الخصوص بـ البنايات العشوائية الفوضوية وتلك التي ال تضمن فيها شروط البناء متانة
واستقرار المنشآت،
-البنايات التي تعيق أو تضر بتشييد المنشآت العمومية والتي يعتبر تحويل موقعها مستحيال (خط
الطريق السيار ،أحواض سفوح السدود ،مواقع التنقيب على المحروقات ،ومواقع توسيع الموانئ
والمطارات)،
-كما ال تخضع للتسوية البنايات التي محل نزاع قضائي حول ملكية البناية لحين إصدار حكم
نهائي ،باإلضافة إلى البنايات المشيدة بعد سنة .5993
وتجدر اإلشارة أن الحاالت السابقة تكون محل رفض بناء على تقارير المصالح والمؤسسات المعنية).(1
تمثلت هذه اإلجراءات في ثالث مستويات بدءا بالبلدية (فرع أول) ،ثم مديرية التعمير والبناء (فرع
ثاني) ،وأخي ار الدائرة أو الوالية (فرع ثالث).
كما تمت اإلشارة من قبل بنص المادة 59من القانون دائما 52-93المذكور يجب على مالك
البنايات المتممة أو التي هي في طور اإلنجاز والمنصوص عليها في المادة 52تقديم ملف من أجل تحقيق
مطابقة البنايات يتضمن تصريح في خمس نسخ إلى رئيس م ش ب المختص إقليميا ،وقد حدد القانون
نموذج التصريح في ملحق المرسوم التنفيذي رقم 520-93المذكور أعاله ،ويتمحور مضمون الملف حول
الوثائق البيانية المرفقة برخصة البناء المسلمة سابقا في حالة ما كانت البناية حائزة على رخصة بناء،
مخططات الهندسة المدنية والمعمارية ،مناظر فوتوغرافية للواجهة والمساحة الخارجية ،آجال إتمام البناية،
بيان وصفي لألشغال المنجزة والمزمع إنجازها ،مخططات الكتلة والموقع ،شهادة توقف األشغال ،باإلضافة
إلى سند ملكية رسمي أو عقد عرفي ،حيث يتم تدوين التصريح في سجل خاص على مستوى مصالح
التعمير بالبلدية مرقم ومؤشر عليه من طرف رئيس المحكمة المختصة إقليميا مقابل وصل استالم)( .(2طالع
المادتين 51 ،52من القانون رقم 52-93المذكور والمادة 0من المرسوم التنفيذي رقم 520-93
المذكور).
تقوم مصالح التعمير بالبلدية المكونة من أعوان فرق المتابعة والتحري المنصوص عنها في المادة 13
من نقس القانون والتي صدر بشأنها مرسوم تنفيذي رقم (3)521-93الذي يحدد شروط وكيفيات تعيين فرق
المتابعة والتحقيق في إنشاء التجزئات والمجموعات السكنية وورشات البناء وسيرها ،حيث تتشكل هذه الفرق
من 9إلى 0أعوان حسب شكل إقليم كل بلدية وحظيرة سكنات وأكدت مهامها على سبيل الحصر أهمها:
البحث عن المخالفات ومعاينتها ،متابعة دقة المعلومات الواردة في التصريح المتعلق بتحقيق المطابقة
والتحقق منها(...انظر المواد 9و 0و 2من المرسوم) ،كما أن هنالك مهام تم استحداثه بموجب التعليمة
المشتركة رقم 0المؤرخة في 1سبتمبر 5955المتضمنة تبسيط كيفيات تحقيق مطابقة البنايات واتمام
إنجازها ،إيداع الملف المتكون من أربع نسخ والرأي المعلل الخاص باألعوان خالل مدة 52يوما من تاريخ
إيداع الملف على مستوى مديرية التعمير والبناء ،إذا تعلق الملف بالبنايات التي تحمل خصوصيات والمتمثلة
في البنايات ذات االستعمال الصناعي والتجاري أي البنايات المهمة التي من شأنها أن تستقبل الجمهور
بصفة عامة ،والبنايات الخاضعة ألحكام تشريعية وتنظيمية متعلقة بالسياحة والتراث الثقافي ،باإلضافة أيضا
إلى البنايات التي تعتبر رخصة البناء الخاصة بها من صالحيات الوزير أو الوالي ،أما إذا كان الملف ال
يحمل الخصوصيات السابقة وكانت رخصة البناء من صالحيات رئيس م ش ب يودع الملف مباشرة على
مستوى األمانة التقنية للدائرة كما ترسل نسخة لإلعالم إلى مصالح التعمير التابعة للوالية ،قبل هذا اإلجراء
الجديد وطبقا لنص المادة 53فقرة 5من القانون رقم 52-93المذكور كانت ترسل جميع الملفات بمختلف
خصوصياتها مباشرة إلى مديرية التعمير والبناء ،وعليه يستلزم على مصالح التعمير بالبلدية قبل إيداع
الملف على مستوى األمانة التقنية للدائرة جمع جميع اآلراء الخاصة باإلدارات والمصالح والهيئات المؤهلة،
وهو العمل المنوط بمديرية التعمير قبل صدور هذه التعليمة طبقا لنص المادة 53فقرة 5والمادة 55من
المرسوم التنفيذي رقم 520-93المذكور ،وهو ما أغفلته التعليمة) .(1في طريقة تعيينهم شكال ومضمونا
كنا قد تطرقنا لها في الفصل األول (انظر المادتين 8و 3من المرسوم التنفيذي المذكور).
كما تمت اإلشارة أعاله شهدت دراسة الملفات على مستوى مديرية التعمير والبناء تغيير وفقا لما
استحدثته التعليمة الو ازرية المشتركة رقم 0والمذكورة أعاله ،حيث كان اإلجراء المعمول به سابقا بعد إيداع
الملف على مستوى مديرية التعمير والبناء من طرف مصالح البلدية للتعمير ،تقوم في هذا الصدد بجمع
الموافقات واآلراء من اإلدارات والمصالح والهيئات المؤهلة كما تقوم بإبداء رأيها المعلل في أجل 52يوما
من تاريخ إخطارها (المادة 53من القانون رقم 52-93المذكور) ،يتم بعد ذلك إيداع الملف المشكل لدى
األمانة التقنية للجنة الدائرة في أجل شهر ابتداء من تاريخ إخطار مصالح البلدية للتعمير (المادة 59من
المرسوم التنفيذي رقم 520-93المذكور) ،ونظ ار للتأخر الكبير الذي شهدته دراسة الملفات بهذا الشكل
ومن أجل اإلسراع في معالجة الملفات تم تغيير اإلجراء من خالل إنشاء لجنة خاصة على مستوى مديرية
التعمير مشكلة من ممثلي المصالح التالية :التعمير ،األمالك الوطنية ،الفالحة ،الثقافة ،السياحة ،الطاقة
والمناجم ،الري ،الحماية المدنية ،كما يمكن للجنة أن تستدعي أي ممثل للهيئات المعنية الذي من شأنه
مساعدتها في أشغالها (البند 5.5من التعليمة الو ازرية المشتركة رقم 0المذكورة) ،وقد أغفلت هذه التعليمة
من يرأس اللجنة الذي يكون حسب طبيعة المستوى الذي تدرس فيه الملفات مدير التعمير والبناء.
يتمحور دور اللجنة في دراسة ملفات البنايات التي تعتبر رخصة البناء فيها من صالحيات الوزير أو
الوالي (البند 5.5من نفس التعليمة) باإلضافة إلى البنايات التي تحمل خصوصيات والمتمثلة حسب (البند
5.5.5من نفس التعليمة) في:
-البنايات ذات االستعمال الصناعي والتجاري وبصفة عامة البنايات المهمة التي من شأنها أن
تستقبل الجمهور،
-البنايات الخاضعة ألحكام تشريعية وتنظيمية متعلقة بالسياحة والتراث الثقافي.
وقصد دراسة الملفات على مستوى هذه اللجنة تقوم أمانة اللجنة بالحصول على جميع اآلراء الخاصة
باإلدارات والمصالح والهيئات المؤهلة قبل عرض الملف على اللجنة (المادة 55من المرسوم رقم -93
520المذكور) والمتمثلة في:
أما طبيعة دراستها فهي تبدي الرأي من خالل تسجيل مالحظاتها بمحضر اللجنة وال تقرر قبول الملف من
عدمه ،إذ يعتبر دورها مساعدا وموجها للجنة الدائرة المكلفة بالبت في تحقيق مطابقة البنايات التي تتخذ
القرار في الملف.
بعد دراسة الملفات على مستوى لجنة مديرية التعمير والبناء تقوم بإيداعها على مستوى اللجنة التقنية للدائرة
)(1
مرفقة بمحضر اللجنة.
بعد إتمام اإلجراءات السابقة يتم إيداع الملف من طرف مصالح التعمير التابعة للبلدية ومصالح التعمير
التابعة لمديرية التعمير والبناء على مستوى األمانة التقنية للدائرة قصد دراستها من طرف اللجنة المشكلة
على مستوى الدائرة وفي حالة ما تقرر رفض الملف يمكن للمعني الطعن لدى لجنة الطعن على مستوى
الوالية ،وقد نظم هاتين اللجنتين المرسوم التنفيذي رقم (1)522-93الذي يحدد تشكيلة لجنتي الدائرة والطعن
المكلفتين بالبت في تحقيق مطابقة البنايات وكيفيات سيرهما.
تتم الدراسة هنا من طرف لجنة الدائرة التي تتشكل حسب المادة 5من المرسوم المنظم لها والمشار
إليه أعاله من :رئيس الدائرة أو الوالي المنتدب عند االقتضاء رئيسا ،رئيس القسم الفرعي للتعمير والبناء،
مفتش األمالك الوطنية ،المحافظ العقاري المختص ،رئيس القسم الفرعي للفالحة ،رئيس القسم الفرعي
لألشغال العمومية ،رئيس القسم الفرعي للري ،ممثل مديرية البيئة للوالية ،ممثل مديرية السياحة للوالية،
ممثل مديرية الثقافة للوالية ،ممثل الحماية المدنية ،رئيس مصلحة التعمير للبلدية المعنية ،ممثل مؤسسة
سونلغاز ،وفي سبيل أداء مهامها لها أ ن تستعين بأي شخص أو سلطة أو بأي هيئة يمكنها أن تساعدها
في مهامها كاستشارة أو طلب خبرة (انظر المادة .)1هذه القائمة تحدد بموجب ق ارر من الوالي بنص المادة
9من نفس المرسوم ،للجنة الدائرة أمانة تقنية تكلف بـ :استالم إيداع ملفات طلب تحقيق مطابقة البنايات،
وتسجيل طلبات تحقيق مطابقة البنايات تبعا لتاريخ وصولها ،تحضير اجتماعات لجنة الدائرة ،إرسال
االستدعاءات إلى أعضاء لجنة الدائرة مرفقة بجدول األعمال ،تحرير محاضر االجتماعات ومدونات أخرى،
تبليغ الق اررات والتحفظات الواجب رفعها عند االقتضاء إلى رئيس م ش ب ،إعداد الفصلية عن النشاط
(المادة 0من نفس المرسوم التنفيذي).
تجتمع لجنة الدائرة في مقر الدائرة مرة في الشهر في دورة عادية وفي كل مرة كلما دعت الضرورة في دورات
غير عادية ،ويبلغ رئيس لجنة الدائرة االستدعاءات مرفقة بجدول األعمال وبكل وثيقة مفيدة إلى األعضاء
قبل 3أيام على األقل من تاريخ انعقاد االجتماع (المادة ،)2وال تصح مداوالت هذه اللجنة إال بحضور
9/5أعضائها واذا لم يكتمل النصاب يحدد اجتماع جديد في أجل ال يتجاوز 3أيام (المادة ،)8وتدون
هذه المداوالت في محضر يوقعه جميع الحاضرين (المادة ،)59تتخذ ق اررات لجنة الدائرة بأغلبية األصوات
على أساس اآلراء المعللة الموجودة في الملف المقدم من مديرية التعمير والبناء (المادة ،)3على أال يتعدى
البت في كل طلب آجال 9أشهر ابتداء من تاريخ إخطارها (المادة ،)55في حالة تحفظ إلحدى المصالح
التي تمت استشارتها لها أن تطلب ملفا إضافيا من المعني أو تقدم موافقة مبدئية بشروط أو ترفض الطلب
لسبب معلل (المادة ،)3وفي إطار مدلول المادة 55من المرسوم صدر قرار وزاري) (2محدد للنظام الداخلي
المسير الجتماعات لجنة الدائرة المكلفة للبت في تحقيق مطابقة البنايات.
) (1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم تنفيذي ،599-05 ،ممضي في 3مايو ( 3005الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،ع ،37مؤرخة في 5مايو )3005ص25
) (2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وزارة السكن والعمران والمدينة ،قرار وزاري ،ممضي في 32سبتمبر
( 3005الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ع ،99مؤرخة في 37سبتمبر )3005ص33
79
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
بخصوص التسوية في إطار المادة 09من القانون رقم 52-93وتبعا لمراسلة المدير العام لألمالك
الوطنية رقم 5959/9081المؤرخة بتاريخ 3أبريل ،5959تتعلق بتحديد مهام تدخل إدارة أمالك الدولة
في إطار عملية مطابقة البنايات وإلتمام إنجازها ،وذلك في إطار المادة 00من نفس القانون حيث يمكن
اعتبار هذه المراسلة بمثابة قفزة نوعية في تسوية األرضية التي شيدت عليها البنايات سواء المنتهية األشغال
أو تلك التي ال تزال في طور البناء إذا كانت تقع على أرض ملك للدولة (أمالك خاصة) .ويمكن التسوية
بالتعاون مع لجنة الدائرة عن طريق التنازل بالتراضي طبقا للتنظيم المعمول به ،مقابل سعر تحدده إدارة
أمالك الدولة بناء على الموافقة بالتسوية ،إال أن المراسلة لم تحدد الجهة الرسمية التي تصدر قرار التسوية،
توجه إدارة أمالك الدولة لتحضير عقد التنازل ،ومن أجل االنطالق في تسوية العقار ضمن التعليمات
الجديدة تطلب مديرية أمالك الدولة الوالئية من الدائرة ضرورة تقديم ق اررات الترخيص بالتسوية مرفقة بجميع
محاضر لجنة الدائرة المكلفة بالبت في مطابقة البنايات واتمام إنجازها).(1
في حالة رفض الملف من طرف لجنة الدائرة يمكن للمصرح الطعن في قرارها أمام لجنة الطعن على
مستوى الوالية كدرجة ثانية في دراسة التسوية والتي تم التنصيص عنها من خالل الفصل الثاني من المرسوم
المشار إليه أعاله ،والمشكلة من :الوالي رئيسا ،رئيس م ش و ،عضوين من م ش و منتخبين من طرف
زمالئهما ،مدير التعمير والبناء ،مدير األمالك الوطنية ،مدير المحافظة العقارية ،مدير المصالح الفالحية،
مدير األشغال العمومية ،مدير الموارد المائية ،مدير الطاقة والمناجم ،مدير البيئة ،مدير السياحة ،مدير
الثقافة ،رئيس م ش ب المعني .لها مشورة أي شخص طبيعي أو معنوي عام أو خاص لمساعدتها في
أشغالها (المادة .)59
تجتمع لجنة الطعن في مقر الوالية بناء على استدعاء من رئيسها كلما دعت الحاجة إلى ذلك (المادة ،)50
ال تصح مداوالت لجنة الطعن إال بحضور 9/5األعضاء وتتخذ ق ارراتها بأغلبية األصوات وتسجل المداوالت
في محاضر يوقعها أعضاؤها وتدون في سجل يرقمه ويؤشر عليه الرئيس ويوقعه (المواد 52و 51و،)59
لها أن تبادر بكل تدقيق تراه مفيدا التخاذ القرار النهائي الذي يؤكد أو يعدل قرار لجنة الدائرة بعدها ترسل
المعلومات والوثائق المقدمة والق اررات التي تم اتخاذها إلى لجنة دائرة في أجل شهر ابتداء من تاريخ استالمها
الطعن والكلمة األخيرة دائما إلى لجنة الدائرة ،كما ترسل نسخة من قرار لجنة الطعن إلى المعني مقابل
وصل استالم ،وفي آجال الطعن هو اآلخر حدد بشهر ابتداء من تاريخ استالم قرار لجنة الدائرة (المادتين
53و.)53
) (1عائشة مزياني (القانون رقم 59-02كآلية للتطهير العقاري والتسيير المجالي صعوبات تطبيقه وانعكاساتها على النظام
العمراني والبيئي للمدن ،مجلة تشريعات التعمير والبناء ،تيارت-الجزائر ،العدد الثاني ،جوان )3057ص355
80
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
للجنة الطعن جهاز يدعى األمانة التقنية مكلف بـ :استالم ملفات الطعون ،تسجيل طلبات الطعن حسب
تاريخ وصولها ،تحضير اجتماعات لجنة الطعن ،إرسال االستدعاءات مرفقة بجدول األعمال إلى أعضاء
لجنة الطعن ،تحرير محاضر االجتماعات ومدونات أخرى ،تبليغ الق اررات إلى أصحاب الطعون ،إعداد
التقارير الفصلية عن النشاط (المادة .)58
قبيل انتهاء آجال العمل بالقانون رقم 52-93المحدد بتاريخ 9أوت ،5951ونظ ار للكم الهائل
للبنايات التي لم تسوى وضعيتها والسيما تلك التي لم يقم أصحابها بإيداع الملفات على مستوى البلديات
قصد تسويتها ،بادرت الحكومة إلصدار تعليمة و ازرية مشتركة (و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة
العمرانية ،و ازرة السكن والعمران والمدينة ،و ازرة التجارة) رقم 5المؤرخة في 55فبراير ،5951التي تحدد
كيفيات معالجة أشغال إتمام الغالف الخارجي للبنايات المعنية بالمطابقة أو اإلتمام والتي تهدف إلى:
-وضع حد لحالة عدم إتمام البنايات الواقعة على المحاور الرئيسية ،مداخل المدن والتجمعات المعلن
عنها كمواقع ذات أولوية،
-تحديد شروط ومعالجتها إلتمام أشغال الغالف الخارجي للبناية قصد ترقية المظهر الجمالي لإلطار
المبني وتهيئته بانسجام.
تلزم التعليمة مالك البنايات المتواجدون بالمواقع ذات األولوية بإتمام الغالف الخارجي في اآلجال
المحددة حسب الحالة وطبقا لمحاضر المعاينة التي يقوم بها أعوان الفرقة المتعددة الكفاءات والمؤشر عليها
من طرف مديرية التعمير والبناء ،كما تمكن صاحب البناية من االستفادة من شهادة إتمام أشغال التهيئة
الخارجية إال أنها ال تعادل شهادة المطابقة ،حيث تستعمل شهادة إتمام أشغال الواجهة إليجار العقارات،
فتح سجل تجاري).(1
واجه التطبيق الصحيح لقانون تسوية البنايات ومطابقتها والذي دخل حيز التطبيق بشكل جدي شهر
يناير 5959عدة صعوبات واشكاالت رصدها الرادار العملي (تم ذكرها حسب الشكل المعتمد في المطلب
الثاني) ،هذين المعطيين أديا إلى مأسسة الوضع الراهن والمستقبلي في الوطن.
-من أهم اإلجراء الذي كانت تعده لجنة البلدية هو إثبات تاريخ إنجاز البناية والموافق لما قبل سنة
5993ألنه في حالة العكس فإن البناية ال تخضع إلجراءات التسوية ،ونظ ار لنقص اإلمكانيات
المتاحة لدى أعوان المعاينة كان من األكيد إدراج بنايات أنجزت بعد صدور القانون في إج ارء
التسوية ،رغم أن صور القمر الصناعي لبرنامج غوغل أرث تساعد على تحديد فترة إنجاز البناية،
غير أن بعض البلديات إن لم نقل معظمها غير مغطاة بهذا المسح الفضائي وان كانت فهي تعود
لتواريخ قديمة) ،(1كما اقترحت حلول أخرى ربما ليست في صف تصعيد التطبيق لمحدوديتها كأن
يشهد رئيس البلدية بأن البناية قد شيدت قبل سنة 5993بناء على شهادة إحصاء البناية قبل سنة
5993ووثائق أخرى مثل فاتورة الكهرباء والمياه ،والتي يؤخذ بها بالنسبة للبلديات التي تحوي عدد
قل يل من البنايات ،باإلضافة إلى إشكال التسوية بالنسبة للبنايات التي شيدت قبل 5993لكن تم
هدمها جزئيا ليعاد بنائها بعد سنة 5993هل تدخل ضمن إطار القانون أم ال؟
-تعديل اإلجراءات المنصوص عليها في القانون بالتعليمة الو ازرية رقم 0دون تعديل القانون في ذاته
طرح إشك ال (مثلما الذي طرحته تعليمة الوزير األول القاضية بتعليق القانون) حول القوة القانونية
لها ،وهل يؤخذ بالتعليمة دون القانون في اإلجراءات التي تم تعديلها والتغاضي عن القوة القانونية
للقانون بالمقارنة بالتعليمة في ضل قاعدة توازي األشكال؟،
إشكال واجهه أعوان المتابعة والتحري في حالة الموافقة على التسوية بشرط ،وامتناع صاحب -
البناية بتحقيق هذا الشرط ،ولم يذكر القانون اإلجراءات المتبعة في هذه الحالة مما يعلق تسوية
الملف،
-عدم تلقي أعوان المتابعة والتحري تكوين خاص على مستوى البلديات حال دون الفهم الصحيح
لطرق سير اإلجراءات وهذا ما يفسر عدم توحيد نفس اإلجراءات في كل الواليات،
-اإلشكال المتعلق بتسجيل طلبات التسوية بعد انتهاء مدة التمديد بتاريخ 9أوت 5951وغلق السجل
المؤشر من طرف رئيس المحكمة المختصة إقليميا في ظل عدم إصدار تمديد جديد وتحديد مدته
من طرف وزير السكن والعمران والمدينة طبقا لتعليمة الوزير األول رقم 002المذكورة،
-إشكال متعلق بالمدة الزمنية القانونية عدت غير كافية للتحقق من الملف وابداء الرأي فيه والمقدرة
بـ 52يوما من تاريخ استالم الملف إليداعه على مستوى مديرية التعمير والبناء أو األمانة التقنية
للدائرة نظ ار للتعقيدات التي تحملها بعض الملفات وكثرتها مما يحول دون احترام هذه المدة،
-انعدام التنسيق بين أعوان المتابعة والتحري وباقي المصالح المختلفة المكلفة بالملف شكل تعطيل
في دراسة الملفات).(2
-من بين الملفات التي تدرسها اللجنة المستحدثة على هذا المستوى طبقا للتعليمة الو ازرية المشتركة
رقم 0ملفات البنايات ذات االستعمال الصناعي والتجاري وبصفة عامة البنايات المهمة التي من
ن شأنها أن تستقبل الجمهور ،لكن هذا يطرح إشكال حول البنايات المعنية هل يقصد بها أي بناية
تستقبل الجمهور حت ى ولو كانت محل تجاري متعلق ببيع المواد الغذائية أو أن تكون البناية ذو
أهمية مثل المحالت الكبرى،
-التعليمة الو ازرية المشتركة رقم 0جاءت أحكامها مقتضبة حول دور اللجنة ولم تبين المهام المنوطة
بها وكيفية عملها مما خلق نوع من الغموض حول كيفية سير اللجنة،
-نصت المادة 55من المرسوم التنفيذي رقم 520-93المذكور على إلزام مصالح الدولة التي تمت
استشارتها أن ترسل في جميع الحاالت موافقتها ورأيها في أجل 52يوما ابتداء من تاريخ إخطارها
وتعد المصالح التي لم ترد في هذا األجل موافقة على الطلب ،هذا يطرح إشكال حول اعتبار
المصالح التي تم استشارتها ولم يتم إرسال ردها في أجل 52يوما معتبر كموافقة ضمنية لكون
المدة ال تكفي مصالح الدولة في الكثير من األحيان على الرد في اآلجال المحددة نظ ار لتعقيدات
الملف وكثرتها ،من جانب آخر إشكال مطروح في حالة إذا تبين أن ردها الصريح بعد اآلجال هو
الرفض،
-إشكال متعلق حول مدى إلزامية رأي اللجنة ،هل رأي لجنة الدائرة رأي بسيط أو رأي ملزم مطابق،
ومن هنا يطرح إشكال حول فاعلية هذه اللجنة في مساعدة لجنة الدائرة في اتخاذ قرارها خاصة وأن
تشكيل لجنة الدائرة أشمل منها ،حيث تعتبر من هذا المنظور لجنة معطلة إلجراءات التسوية).(1
أ -تقوم لجنة الدائرة بالبت في مطابقة البنايات واتمام إنجازها عن طريق دراسة الملفات حيث تكون
البلدية قد قامت سابقا باستشارة مختلف المصالح ،إال أن الرأي النهائي غالبا ما يكون متناقض
كرفض ملفات بدون سبب معلل وكذا الخلط في أصل الملكية وتحميل البلدية مسؤولية تسوية بنايات
منجزة على أرض ملك الدولة،
ب -نظ ار الجتماع مجلس إدارة وكالة التسيير والتنظيم العقاريين الحضريين لوالية تيارت (كنموذج والية)
بتاريخ 52يناير 5951محضر رقم 51/818بتاريخ 55فبراير ،5951أصبح رأي الدائرة فيما
يخص تسوية البنايات التي تقع على أراضي ملك الدولة سواء كانت حيازة فردية من طرف المواطنين
قبل صدور القانون رقم 52-93والمطابقة للقواعد العامة للتهيئة والتعمير ،وكذا السكنات التي
بيعت من طرف البلديات في إطار األمر رقم 533-18المتضمن تنازل الدولة عن المساكن
القديمة للسكان ،والبناء الذاتي ومراكز المحتشدات عن طريق العقود اإلدارية التي لم تخضع
إلجراءات الشهر والتسجيل ،فبدال من تحويل الملف إلدارة أمالك الدولة في إطار المادة 09من
القانون رقم 52-93أصبحت الوكالة العقارية مطالبة بالتسوية تطبيقا لمحضر االجتماع المذكور
أعاله ،لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هل تكون عملية التسوية طبقا للتعليمة الو ازرية المشتركة
رقم 0أو تنفيذا لمحضر االجتماع رقم 51/818؟،
ج -ورغم المجهود المبذول وطول اإلجراءات لدراسة ملف واحد إال أن عملية التسوية تتوقف عند حدود
إصدار القرار من طرف رئيس لجنة الدائرة المكلفة بالبث في مطابقة البنايات واتمام إنجازها دون
أن تطبق على أرض الواقع وتبقى جل الملفات مؤجلة ولم يفصل فيها ما أقلق المواطن وجعله
يضغط على اإلدارة ،خاصة تلك البنايات المشيدة على أراض تابعة ألمالك الدولة حسب التحقيق
العقاري الذي يقوم به أعوان المفتشية وكذا التجزئات السكنية الرسمية ،وحتى بالنسبة للملفات
المقبولة يبقى إشكال تحرير العقد قائما بالنسبة للمالك األصلي أو الشاغل الحالي)،(1
د -في حالة عدم وجود تحفظ :يتم إبالغ رئيس م ش ب المعني بمقرر في اآلجال المحددة بناء على
موافقة الجميع اإلدارات والمصالح التي تم استشارتها ،وعدم وجود أي تحفظ آخر يخص الملف
سواء تعلق بالمخططات وكل الوثائق األخرى المرفقة بالتصريح باإلضافة إلى االستئناس برأي لجنة
مديرية التعمير ،واإلجراء المتبع في هذه الحالة يختلف بحسب ما إذا كان الملف يحوز على سند
ملكية من عدمه ،فإذا كان مالك البناية أو صاحب المشروع مالك لوعاء عقاري الذي شيدت عليه
البناية بعقد ملكية أو شهادة حيازة أو أي عقد رسمي آخر ،حيث يوجه مقرر الموافقة إلى رئيس
البلدية إلتمام باقي اإلجراءات حسب طبيعة الطلب وفقا لنص المواد 55 ،59 ،53و 55من
القانون رقم 52-93المذكور ،حيث يسلم رئيس البلدية إلى المعني رخصة إتمام أو رخصة بناء
أو شهادة مطابقة وهنا ال يطرح أي إشكال ،أما إذا كانت البناية ال تحوز على عقد ملكية رسمي
مثل عقد عرفي فإن لجنة الدائرة وبناء على التحقيق العقاري المنجز من طرف مديرية أمالك الدولة
توجه مقرر الموافقة إلى مديرية أمالك الدولة أو مديرية الحفظ العقاري حسب الحالة (ألنه ممكن
تواجد البناية في عقار ملك للدولة أو الجماعات المحلية أو ضمن التخاصيص التابعة لمديرية
الحفظ العقاري) قصد إعداد عقد الملكية ،وبعد تسوية وضعية الوعاء العقاري واذا كانت البناية غير
متممة يجب على المالك أو صاحب المشروع أن يودع ملفا للحصول على رخصة إتمام (المادة
91من القانون رقم 52-93المذكور) ،وهذا يطرح إشكال حول عدم إمكانية تسوية الوعاء العقاري
من طرف مديرية أمالك الدولة أو مديرية الحفظ العقاري ،كيف تكون وضعية المواطن المتحصل
على موافقة اللجنة ولم تسوى وضعية بنايته،
ه -في حالة وجود تحفظ :إذا ما تبين للجنة الدائرة وفقا آلراء المديريات ومحضر لجنة التعمير وجود
تحفظات وغموض مثل غياب وثائق بالملف أو تبين غموض أو تناقض حول طبيعة الطلب أو
عدم إرفاق الملف بسند ملكية أو الفريضة إذا تبين أن البناية ملك للورثة ،أو أي تحفظ متعلق
بأخطاء واردة بالمخططات ،يتم تبليغ رئيس البلدية بالتحفظات قصد إعالم المعني لرفعها (المادة
0من القرار الوزاري المشترك المحدد للنظام الداخلي لسير اجتماعات لجنة الدائرة المكلفة للبت في
تحقيق مطابقة البنايات المذكور) ،واإلشكال المطروح هنا في حالة عدم رفع المعني للتحفظات هل
تقرر اللجنة رفض الملف أو يبقى على مستواها أو يعاد لمصالح التعمير للبلدية خاصة في ظل
إغفال القانون عن ذكر المدة القانونية لرفع تحفظات لجنة الدائرة من طرف المعني وتحديد المدة
القانونية الممنوحة للجنة الدائرة التخاذ القرار في الملف بـ 9أشهر طبقا لنص المادة 99من القانون
رقم ،52-93وقد انجر عن هذه الوضعية تزايد في الملفات المؤجلة التي أغفل أصحابها عن رفع
التحفظات الواردة بها؟،
و -في حالة الموافقة بشرط :ممكن للجنة الدائرة في بعض الحاالت أن تقرر موافقتها بشروط كتلك
الشروط المتعلقة بالتهوية ونزع كل ما يعيق حركة المرور أمام البناية أو كل هيكل يمس باالرتفاقات،
حيث يتم إبالغ رئيس البلدية بالموافقة المشروطة ويقوم هذا األخير خالل األسبوع الذي يلي إخطاره
من طرف لجنة الدائرة بتبليغ الشروط المسبقة لتسليم تحقيق المطابقة للمصرح ويطلب منه رفع
التحفظات الصادرة عن اللجنة في أجل يحدده ،وفي حالة رفع التحفظات يتم تسليم وثيقة تحقيق
المطابقة ويعلم لجنة الدائرة بذلك ،لكن في حالة عدم رفع التحفظات المرتبطة بالموافقة كيف يكون
اإلجراء؟ هل يتم إخطار لجنة الدائرة إلعادة اتخاذ القرار في الملف ورفضه أو يعتبر مرفوض تلقائيا
لعدم تحقيق الشروط التي بنيت عليها الموافقة،
ة -في حالة الرفض :عندما ترفض اللجنة الملف طبقا لنتائج التحقيق وآراء المصالح واإلدارات المختلفة
ومحضر لجنة التعمير مثل أن تكون البناية وفقا للحاالت المنصوص عليها في المادتين 98و93
أو الحاالت المنصوص عليها في المادة 51من القانون رقم 52-93المذكور ،حيث تقوم لجنة
الدائرة بإرسال مقرر الرفض المعلل إلى رئيس البلدية في أجل شهر واحد ،الذي عليه تبليغ المصرح
برفض لجنة الدائرة المعلل في أجل 52يوما بعد استالمه (المادة 02من القانون رقم 52-93
المذكور والمادة 1من القرار الوزاري المشترك المذكور أعاله) ،وضمن هذه الحالة ال يطرح أي
إشكال).(1
) (1نصر الدين ،ذيايبية ،المرجع السابق الذكر ،ص550 ،525 ،522
85
الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
أ -رغم أنها مكلفة بدراسة الطعون إال أنها ال ترد على أي طعن رغم كثرة الملفات المرفوضة ،والسيما
تلك التي رفضت بدون سبب معلل)،(1
ب -يطرح على هذا المستوى إشكال متعلق باإلجراءات المتخذة بعد دراسة الطعون (إذا وجدت هذه
الدراسة) والمتعلقة بكيفية اإلجراء المعمول به بعد دراسة الطعون ،حيث أنه طبقا لنص المادة 53
من المرسوم التنفيذي رقم 522-93المذكور ،ترسل لجنة الطعن عند نهاية أشغال دراسة الطعون
المعلومات والوثائق المقدمة والق اررات التي اتخذت إلى لجنة الدائرة في أجل 99يوما ابتداء من
تاريخ استالمها الطعن ،والتي تبت نهائيا في تحقيق المطابقة وترسل نسخة من قرار لجنة الطعن
إلى المعني مقابل وصل استالم ،وعلى أساس قرار لجنة الطعن تفصل لجنة الدائرة بصفة نهائية
في طلب تحقيق المطابقة وتبلغ المعني حسب المادة 29من القانون رقم 52-93المذكور ،لكن
بالعودة إلى التعليمة الو ازرية المشتركة رقم 0والمذكورة فإنه ترسل ق اررات لجنة الطعن إلى رؤساء
البلديات المعنية وترسل نسخة من المحضر لإلعالم إلى لجنة الدائرة ،هذا يطرح إشكال حول أي
النصوص القانونية الواجب اتباعها ،وهل في حالة قبول الطعن تصدر لجنة الطعن مقرر موافقة
أو تترك األمر في اتخاذ القرار للجنة الدائرة).(2
إن تعدد المتدخلين في عملية التسوية في إطار هذا القانون وانعدام الثقة بينهم جعل العملية تأخذ مسلكا
مسدودا ،فعدم االجتهاد في إيجاد الحلول ،تحميل المسؤولية لبعض المصالح دون غيرها ،والتقيد التام بما
جاء به القانون ،وعدم البحث عن بدائل ضمن القوانين الصادرة في شأن التسوية ،جعل الركود هو السمة
الغالبة على معالجة الملفات والبت فيها من طرف لجنة الدائرة برأي مرفوض في أغلب الحاالت بالنسبة
لسكنات قابلة للتسوية بالرغم أنها أنشئت قبل صدور القانون ،ضف إلى ذلك عدم وقوعها في مناطق
االرتفاقات أو مناطق مبرمجة لتجهيزات عمومية ،ولعل سبب الوصول إلى هذه الوضعية هو الغموض الذي
يشوب بأصل الملكية (اآلراء حول أصل الملكية غالبا ما تكون متضاربة ،فتجد أكثر من رأي لنفس الموقع،
مثل ما حصل بالنسبة لسكنات مخطط قسنطينة ،سكنات البناء الذاتي ومراكز المحتشدات التي قامت البلدية
ببيعها للسكان بموجب األمر رقم 533-18المذكور بموجب عقود إدارية غير مسجلة ،بالرغم من أن هذه
السكنات شيدت على أرض ملك للدولة ،فيكون الرأي أحيانا أن ملكية العقار للبلدية ألنها من تولى البيع
وعليها مباشرة إجراءات التسوية ،وأحيانا أخرى يكون الرأي مختلفا جدا فيرجعون أصل الملكية للدولة وعليها
)(3
التدخل من أجل تسوية الوعاء العقاري) وميكانيزيمات إنتاج العقار الحضري.
بهذا نكون قد سردنا جانبا مهما من المكنات القانونية المعتبرة حتى اآلن كحلول في سبيل مواجهة
الحملة الشعواء للبناء الفوضوي المتزايدة من سنة إلى أخرى ،فقد تعرفنا على حلول معالجة األصل الذي
هو العقار عن طريق شهادتي الحيازة والملكية عن طريق التحقيق العقاري ،ثم تعرفنا على إجراءات الدولة
الجديدة المستحدثة بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 53-52المذكور ،بحيث جرى تقسيمها إلى إجراءات
شكلية وأخرى موضوعية ،وفي الوجه الثاني من الفصل تطرقنا إلى دراسة تحليلية نقدية للقانون رقم -93
52المذكور الذي له وجهان وجه سياسي ووجه قانوني ،وذلك بشرح أحكامه العامة التي جاء بها وعرض
كيفيات تسوية البنايات من خالل اإلجراءات المتبعة ،وأخي ار تم التعرض إلى اإلشكاالت والصعوبات التي
واجهت القانون محل الدراسة.
87
خــاتــمــــــة
خــاتــمــــــــــــــة:
بعدما تطرقنا في مبحثنا التمهيدي على التأثيل المفاهيمي للبناء الفوضوي في شقيه العام الموازي لكل
التخصصات والخاص أي القانوني المحض ،ووصلنا إلى نتيجة في تقارب التسميات والمفاهيم في شكل
متناهي ،ثم تطرقنا في الفصل األول على األسباب أو باألحرى على المسوغات القانونية التي سنحت الفرص
لتشكيل األحياء الفوضوية وتفاقمها عبر الزمن ،وكان المرد األساسي كله للعقود العرفية التي نشأت عن
معامالت عقارية بين الخواص تهربا إما من التأميم أو حيازة األمالك العقارية من طرف البلدية والتي
اعتمدناها في غياب تشخيص رسمي ،ثم كيف تعامل القضاء مع هذه العقود العرفية طيلة نحو ثالث عقود
تقريبا بين تعارض وتناقض الفرمنات في مجال اإلشهار والتسجيل مانحا صفة الرسمية لها ،كما تطرقنا
أيضا لعرض بعض النصوص التي جعل الهدف من وجودها محاربة الظاهرة وتسوية الوضعية (هذه الكلمة
نراها غير قانونية فبعد العصيان المدني –الخروج عن القانون -ليس هناك تسوية هناك جزاءات) ،بحيث
أدى الغموض والخطأ والنقص فيها مثلما رأينا إلى عدم التطبيق الصحيح لها إضافة إلى عوامل أخرى،
فميدانيا الحظنا أن التشريع أسهب في المراقبة كجهاز وقائي وردعي (المراقب الحقيقي والرادع هو الضمير)
وعدد من شبكته العنكبوتية وبغياب التنسيق وأداء الواجب سرعان ما تالشى بعدد من التعديالت مسته،
ويعزى هذا الفشل في النص والتطبيق في نظرنا إلى عدم استصحاب مشاريع القوانين والتي أصبحت قوانين
لتعقيدات الواقع السياسي واالقتصادي واالجتماعي للبالد ولكم واسع النظر ،فخلفت هذه التجارب مشاهد
ناثرة من األهداف المتوخاة زاهدة فيها ،والتي نأخذ على سيبل المثال قانون التهيئة والتعمير الذي تأخر
صدوره إلى التسعينات وبدا منفردا وغريبا وسط كم هائل من القوانين العقارية والمالية واإلدارية ،والتي بدت
بوادر االنسجام بينه وبينها صعبة ،وكذا الحال بالنسبة لباقي القوانين وباألخص قانون المسح العام لألراضي،
الذي لم تهيأ لصدوره العوامل المناسبة لتطبيقه ،ذلك أن اإلدارة المكلفة بتطبيقه آنذاك والحالية تفتقر للعوامل
المادية والبشرية ،وفي المقلب اآلخر تم التطرق إلى الحلول القانونية المتواجدة (نحن ال نراها حلول) والتي
ال نستبعد أن تكون هي األخرى أسبابا لتفاقم الظاهرة مستقبال مع دراسات تتناول الموضوع ،فبدال من تكثيف
الجهود في استكمال عمليات المسح تم موازاة القانون بقانوني الحيازة والتحقيق العقاري ،فتبددت الجهود ولم
يكتب لهما النجاح ،ثم تطرقنا لقانون مطابقة البنايات والذي رغم تعليقه هو اآلخر ولد ميتا.
تحقق ولألسف الشديد أن كان للقانون بتدرجه دور الشريك وسببا يضاف إلى باقي األسباب في انتشار
البناء الفوضوي وفي عز تدثر النظام بمصطلح دولة القانون ،وأن النظام في اعتقادنا على دراية تامة بكل
هذه األسباب والتي بدت في مقدمة التعليمة الو ازرية في منتصف الثمانينات ،إال أنه يقف موقف المتحرك
الساكن.
البد من إرادة سياسية حقيقية تعمل على التعبئة ،التوعية ،التنشئة ،والبد من إرادة اجتماعية تهتف
بالتغيير وتتقبله من اإلرادة األولى ،ألن البناء الفوضوي صورة من صور القابلية لالستعمار.
91
قـائـمــة الـمصادر والــمــراجـــــع
قــائــمــــــة المصادر والــمــراجــــــع:
92
-األمر رقم 911-92ممضي في 16ديسمبر 3692المتعلق بالتسيير الذاتي للفالحة (ج ر
عدد 31مؤرخة في 31فبراير ،)3696
-األمر رقم 29-96ممضي في 31ديسمبر 3696المتضمن قانون الجنسية (ج ر عدد 361
مؤرخة في 32ديسمبر )3696معدل متمم بـ أمر رقم 63-61ممضي في 29فبراير 2661
(ج ر عدد 31مؤرخة في 29فبراير ،)2661
-األمر رقم 91-93ممضي في 2نوفمبر 3693المتضمن الثورة الزراعية (ج ر عدد 69
مؤرخة في 16نوفمبر ،)3693
-األمر رقم 29-99ممضي في 26فبراير 3699المتضمن تكوين احتياطات عقارية لصالح
البلديات (ج ر عدد 36مؤرخة في 1مارس ،)3699
-األمر 12-91ممضي في 29سبتمبر 3691المتضمن القانون المدني (ج ر عدد 92
مؤرخة في 16سبتمبر )3691المعدل والمتمم بـ قانون رقم 39-22ممضي في 1مايو
( 3622ج ر عدد 32مؤرخة في 9مايو )3622وبـ قانون رقم 36-61ممضي في 26
يونيو ( 2661ج ر عدد 99مؤرخة في 29يونيو ،)2661
-األمر رقم 99-91ممضي في 29سبتمبر 3691المتعلق برخصة البناء ورخصة تجزئة
األرض ألجل البناء (ج ر عدد 21مؤرخة في 39أكتوبر ،)3691
-األمر رقم 99-91ممضي في 32نوفمبر 3691المتضمن إعداد مسح األراضي العام
وتأسيس السجل العقاري (ج ر عدد 62مؤرخة في 32نوفمبر ،)3691
-األمر رقم 63-21ممضي في 31أوت 3621الذي يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد
المحافظة عليها وحمايتها (ج ر عدد 19مؤرخة في 39أوت .)3621
)4القوانين:
-قانون رقم 62-22ممضي في 9فبراير 3622المتعلق برخصة البناء ورخصة تجزئة األراضي
للبناء (ج ر عدد 9مؤرخة في 6فبراير ،)3622
-قانون رقم 32-21ممضي في 31أوت 3621المتعلق بحيازة الملكية العقارية الفالحية (ج
ر عدد 19مؤرخة في 39أوت ،)3621
-قانون رقم 66-29ممضي في 9فبراير 3629المتعلق بالتنظيم اإلقليمي للبالد (ج ر عدد
9مؤرخة في 9فبراير ،)3629
-قانون رقم 33-29ممضي في 6يونيو 3629المتضمن قانون األسرة (ج ر عدد 29مؤرخة
في 32يونيو )3629معدل متمم بـ أمر رقم 62-61ممضي في 29فبراير ( 2661ج ر
عدد 31مؤرخة في 29فبراير ،)2661
93
-قانون رقم 39-29ممضي في 16يونيو 3629المتعلق باألمالك الوطنية (ج ر عدد 29
مؤرخة في 1يوليو ،)3629
-قانون رقم 39-29ممضي في 9يوليو 3629المتعلق بقوانين المالية (ج ر عدد 22مؤرخة
في 36يوليو )3629معدل متمم بـ قانون رقم 61-22ممضي في 32يناير ( 3622ج ر
عدد 2مؤرخة في 31يناير ،)3622وقانون رقم 29-26ممضي في 13ديسمبر 3626
( ج ر عدد 3مؤرخة في 1يناير ،)3666ومرسوم تشريعي رقم 31-61ممضي في 9
ديسمبر ( 3661ج ر عدد 26مؤرخة في 1ديسمبر ،)3661
-قانون 62-21ممضي في 32نوفمبر 3621المتضمن الموافقة على األمر رقم 63-21
المذكور (ج ر عدد 99مؤرخة في 31نوفمبر ،)3621
-قانون 21-66ممضي في 32نوفمبر 3666المتضمن التوجيه العقاري (ج ر عدد 96
مؤرخة في 32نوفمبر )3666معدل متمم بـ أمر رقم 29-61ممضي في 21سبتمبر 3661
(ج ر عدد 11مؤرخة في 29سبتمبر ،)3661
-قانون رقم 26-66ممضي في 3ديسمبر 3666المتعلق بالتهيئة والتعمير (ج ر عدد 12
مؤرخة في 2ديسمبر )3666معدل متمم بـ قانون رقم 61-69ممضي في 39أوت 2669
(ج ر عدد 13مؤرخة في 31أوت )2669استدراك (ج ر عدد 93مؤرخة في 36نوفمبر
،)2669
-مرسوم تشريعي رقم 69-69ممضي في 32مايو 3669المتعلق بشروط اإلنتاج المعماري
وممارسة مهنة المهندس المعماري (ج ر عدد 12مؤرخة في 21مايو )3669الملغى بعض
أحكامه بـ القانون رقم 69-69ممضي في 39أوت ( 2669ج ر عدد 13مؤرخة في 31
أوت ،)2669
-قانون رقم 26-63ممضي في 32ديسمبر 2663المتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة
(ج ر عدد 99مؤرخة في 31ديسمبر ،)2663
-قانون 62-62ممضي في 1فبراير 2662المتعلق بحماية الساحل وتثمينه (ج ر عدد 36
مؤرخة في 32فبراير ،)2662
-قانون رقم 69-69ممضي في 26فبراير 2669المتضمن القانون التوجيهي للمدينة (ج ر
عدد 31مؤرخة في 32مارس ،)2669
-قانون رقم 62-69ممضي في 29فبراير 2669المتضمن تأسيس إجراء لمعاينة حق الملكية
العقارية وتسليم سندات الملكية عن طريق تحقيق عقاري (ج ر عدد 31مؤرخة في 22فبراير
،)2669
94
-قانون رقم 31-62ممضي في 26يوليو 2662الذي يحدد قواعد مطابقة البنايات واتمام
إنجازها (ج ر عدد 99مؤرخة في 1أوت ،)2662
-قانون رقم 69-33ممضي في 39فبراير 2633الذي يحدد القواعد التي تنظم نشاط الترقية
العقارية (ج ر عدد 39مؤرخة في 9مارس ،)2633
-قانون رقم 36-33ممضي في 22يونيو 2633المتعلق بالبلدية (ج ر عدد 19مؤرخة في
1يوليو ،)2633
-قانون رقم 69-32ممضي في 23فبراير 2632المتعلق بالوالية (ج ر عدد 32مؤرخة في
26فبراير ،)2632
)5النصوص التنظيمية:
المراسيم:
-مرسوم رقم 12-91ممضي في 1يناير 3691المتعلق بإثبات حق الملكية الخاصة (ج ر
عدد 31مؤرخة في 26فبراير ،)3691
-مرسوم رقم 361-91ممضي في 29أوت 3691المتضمن تطبيق األمر رقم 29-99
المذكور أعاله (ج ر عدد 96مؤرخة في 2سبتمبر ،)3691
-مرسوم رقم 366-91ممضي في 29سبتمبر 3691المتضمن تحديد كيفيات تطبيق األمر
رقم 99-91المذكور أعاله (ج ر عدد 21مؤرخة في 39أكتوبر ،)3691
-مرسوم رقم 336-91ممضي في 29سبتمبر 3691المتضمن تنظيم البنايات التابعة لألمر
رقم 99-91المذكور أعاله (ج ر عدد 21مؤرخة في 39أكتوبر ،)3691
-مرسوم رقم 29-99ممضي في 9فبراير 3699الذي يحدد الكيفيات المالية للبيع من قبل
البلديات لقطع األرض التابعة لالحتياطات العقارية (ج ر عدد 39مؤرخة في 29فبراير
،)3699
-مرسوم رقم 22-99ممضي في 9فبراير 3699الذي يحدد كيفيات ضبط االحتياجات العائلية
للخواص المالكين لألراضي فيما يخص البناء (ج ر عدد 39مؤرخة في 29فبراير ،)3699
-مرسوم رقم 26-99ممضي في 9فبراير 3699الذي يحدد الكيفيات المالية المتالك األراضي
المكونة لالحتياطات العقارية البلدية (ج ر عدد 39مؤرخة في 29فبراير )3699معدل بـ
مرسوم رقم 369-96ممضي في 21يونيو ( 3696ج ر عدد 29مؤرخة في 29يونيو
،)3696
-مرسوم رقم 92-99ممضي في 21مارس 3699المتعلق بإعداد مسح األراضي العام (ج
ر عدد 16مؤرخة في 31أبريل )3699معدل متمم بـ مرسوم رقم 966-29ممضي في
95
29ديسمبر ( 3629ج ر عدد 13مؤرخة في 16ديسمبر ،)3629وبـ مرسوم تنفيذي رقم
319-62ممضي في 9أبريل ( 3662ج ر عدد 29مؤرخة في 2أبريل ،)3662
-مرسوم رقم 91-99ممضي في 21مارس 3699المتعلق بتأسيس السجل العقاري (ج ر
عدد 16مؤرخة في 31أبريل )3699معدل متمم بـ مرسوم رقم 236-26ممضي في 31
سبتمبر ( 3626ج ر عدد 12مؤرخة في 39سبتمبر )3626ومرسوم تنفيذي رقم 321-61
ممضي في ( 3699ج ر عدد 19مؤرخة في 21مايو ،)3661
-مرسوم رقم 369-96ممضي في 21يونيو 3696المتضمن تحديد الشروط المتعلقة بتقدير
أسعار بيع األراضي الداخلية في االحتياطات العقارية البلدية وتحديد معدل الربح عن تدخل
البلدية (ج ر عدد 29مؤرخة في 29يونيو ،)3696
-مرسوم رقم 362-96ممضي في 21يونيو 3696المتضمن تأسيس نظام تسبيقات الخزينة
العامة المتالك وتهيئة األراضي المقرر ادماجها في االحتياطات العقارية البلدية (ج ر عدد
29مؤرخة في 29يونيو ،)3696
-مرسوم رقم 112-22ممضي في 9نوفمبر 3622الذي يحدد كيفيات حساب أسعار شراء
البلديات لألراضي التي تدخل في عداد احتياطاتها العقارية ،وأسعار التنازل عنها (ج ر عدد
91مؤرخة في 6نوفمبر ،)3622
-مرسوم رقم 62-29ممضي في 9يناير 3629الذي يضبط كيفيات تحديد أسعار شراء
البلديات لألراضي الداخلة في احتياطاتها العقارية ،وأسعار بيعها (ج ر عدد 3مؤرخة في 2
يناير ،)3629
-مرسوم رقم 61-29ممضي في 9يناير 3629المتضمن إنشاء وكالة عقارية وطنية (ج ر
عدد 3مؤرخة في 2يناير ،)3629
-مرسوم رقم 69-29ممضي في 9يناير 3629المتعلق بالوكالة العقارية المحلية (ج ر عدد
3مؤرخة في 2يناير ،)3629
-مرسوم رقم 233-21ممضي في 31أوت 3621الذي يحدد كيفيات تسليم رخصة البناء
ورخصة تجزئة األراضي للبناء (ج ر عدد 19مؤرخة في 39أوت ،)3621
-مرسوم رقم 232-21ممضي في 31أوت 3621الذي يحدد شروط تسوية أوضاع الذين
يشغلون فعال أراضي عمومية أو خصوصية كانت محل عقود و/أو مباني غير مطابقة للقواعد
المعمول بها (ج ر عدد 19مؤرخة في 39أوت .)3621
المراسيم التنفيذية:
-مرسوم تنفيذي رقم 219-26ممضي في 36ديسمبر 3626المتضمن إنشاء وكالة وطنية
لمسح األراضي (ج ر عدد 19مؤرخة في 26ديسمبر ،)3626
96
-مرسوم تنفيذي رقم 391-63ممضي في 22مايو 3663الذي يحدد القواعد العامة للتهيئة
والتعمير والبناء (ج ر عدد 29مؤرخة في 2يونيو ،)3663
-مرسوم تنفيذي رقم 399-63ممضي في 22مايو 3663الذي يحدد كيفيات تحضير شهادة
التعمير ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم ،وتسليم ذلك (ج ر عدد 29مؤرخة في
2يونيو )3663معدل متمم بـ مرسوم تنفيذي رقم 61-69ممضي في 9يناير ( 2669ج
ر عدد 3مؤرخة في 2يناير ،)2669وبـ مرسوم تنفيذي رقم 169-66ممضي في 22
سبتمبر ( 2666ج ر عدد 11مؤرخة في 29سبتمبر ،)2666ملغى بـ مرسوم تنفيذي رقم
36-31ممضي في 21يناير 2631الذي يحدد كيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها (ج
ر عدد 9مؤرخة في 32فبراير ،)2631
-مرسوم تنفيذي رقم 399-63ممضي في 22مايو 3663الذي يحدد إجراءات إعداد المخطط
التوجيهي للتهيئة والتعمير والمصادقة عليه ،ومحتوى الوثائق المتعلقة به (ج ر عدد 29مؤرخة
في 2يونيو )3663معدل متمم بـ مرسوم تنفيذي رقم 139-61ممضي في 36سبتمبر
( 2661ج ر عدد 92مؤرخة في 33سبتمبر )2661متمم بـ مرسوم تنفيذي رقم 392-32
ممضي في 22مارس ( 2632ج ر عدد 36مؤرخة في 3أبريل ،)2632
-مرسوم تنفيذي رقم 392-63ممضي في 22مايو 3663الذي يحدد إجراءات إعداد
مخططات شغل األراضي والمصادقة عليها ومحتوى الوثائق المتعلقة بها (ج ر عدد 29مؤرخة
في 2يونيو )3663معدل متمم بـ مرسوم تنفيذي رقم 132-61ممضي في 36سبتمبر
( 2661ج ر عدد 92مؤرخة في 33سبتمبر )2661متمم بـ مرسوم تنفيذي رقم 399-32
ممضي في 1أبريل ( 2632ج ر عدد 23مؤرخة في 33أبريل ،)2632
-مرسوم تنفيذي رقم 19-61ممضي في 31فبراير 3661الذي يحدد صالحيات وزير المالية
(ج ر عدد 31مؤرخة في 36مارس ،)3661
-مرسوم تنفيذي رقم 132-61ممضي في 39أكتوبر 3661الذي يحدد شروط تعيين األعوان
الموظفين المؤهلين لتقصي مخالفات التشريع والتنظيم ومعاينتها في ميدان الهندسة المعمارية
والتعمير (ج ر عدد 93مؤرخة في 32أكتوبر )3661معدل بـ مرسوم تنفيذي رقم 19-69
ممضي في 39يناير ( 3669ج ر عدد 9مؤرخة في 31أوت )2669ملغى بـ مرسوم
تنفيذي رقم 11-69ممضي في 16يناير 2669الذي يحدد شروط وكيفيات تعيين األعوان
المؤهلين للبحث عن مخالفات التشريع والتنظيم في مجال التهيئة والتعمير ومعاينتها وكذا
إجراءات المراقبة (ج ر عدد 9مؤرخة في 1فبراير )2669معدل بـ مرسوم تنفيذي رقم -66
191ممضي في 22أكتوبر ( 2666ج ر عدد 93مؤرخة في 21أكتوبر ،)2666
97
-مرسوم تنفيذي رقم 196-61ممضي في 31نوفمبر 3661المتضمن تنظيم لجنة الهندسة
المعمارية والتعمير ،والبيئة المبنية في الوالية وعملها (ج ر عدد 96مؤرخة في 36نوفمبر
،)3661
-مرسوم تنفيذي رقم 366-62ممضي في 6يونيو 3662المتضمن تطبيق المادة 36من
القانون رقم 39-29المذكور سابقا المعدل والمتمم (ج ر عدد 92مؤرخة في 39يونيو
،)3662
-مرسوم رئاسي رقم 369-63ممضي في 22يوليو 2663الذي يحدد صالحيات مصالح
رئاسة الجمهورية وتنظيمها (ج ر عدد 96مؤرخة في 21يوليو ،)2663
-مرسوم تنفيذي رقم 399-62ممضي في 36مايو 2662المتعلق بعمليات التحقيق العقاري
وتسليم سندات الملكية (ج ر عدد 29مؤرخة في 21مايو ،)2662
-مرسوم تنفيذي رقم 319-66ممضي في 2مايو 2666الذي يحدد إجراءات تنفيذ التصريح
بمطابقة البنايات (ج ر عدد 29مؤرخة في 9مايو ،)2666
-مرسوم تنفيذي رقم 311-66ممضي في 2مايو 2666الذي يحدد تشكيلة لجنتي الدائرة
والطعن المكلفتين بالبت في تحقيق مطابقة البنايات وكيفيات سيرهما (ج ر عدد 29مؤرخة
في 9مايو ،)2666
-مرسوم تنفيذي رقم 319-66ممضي في 2مايو 2666الذي يحدد شروط وكيفيات تعيين
فرق المتابعة والتحقيق في إنشاء التجزئات والمجموعات السكنية وورشات البناء وسيرها (ج ر
عدد 29مؤرخة في 9مايو ،)2666
-مرسوم تنفيذي رقم 199-66ممضي في 22أكتوبر 2666المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية
للتعمير (ج ر عدد 93مؤرخة في 21أكتوبر ،)2666
-مرسوم تنفيذي رقم 29-39ممضي في 3فبراير سنة 2639يحدد المواصفات العمرانية
والمعمارية والتقنية المطبقة على البنايات في واليات الجنوب (ج ر عدد 9مؤرخة في 32
فبراير ،)2639
-مرسوم تنفيذي رقم 11-39ممضي في 3فبراير 2639يحدد شروط وكيفيات التدخل في
االنسجة العمرانية القديمة (ج ر عدد 9مؤرخة في 9فبراير .)2639
التعليمات الوزارية:
-تعليمة و ازرية مشتركة ممضية في 31أوت 3621متعلقة بمعالجة البناء غير المشروع (ج ر
عدد 19مؤرخة في 39أوت ،)3621
-تعليمة الوزير األول رقم 991مؤرخة في 9نوفمبر 2639بخصوص تطبيق القانون رقم -62
31الذي يحدد قواعد مطابقة البنايات غير المنتهية.
98
الق اررات:
-قرار وزاري مشترك ممضي في 21يونيو 3696المتضمن قائمة البلديات التي تحصل على
أراض من أمالك الدولة لتكوين احتياطاتها العقارية مقابل الدينار الرمزي (ج ر عدد 29مؤرخة
في 29يونيو ،)3696
-قرار وزاري مشترك ممضي في 31سبتمبر 3662المتعلق بحقوق البناء المطبقة على األراضي
الواقعة خارج المناطق العمرانية للبلديات (ج ر عدد 29مؤرخة في 9ديسمبر ،)3662
-قرار وزاري ممضي في 21سبتمبر 2666محدد للنظام الداخلي المسير الجتماعات لجنة
الدائرة المكلفة للبت في تحقيق مطابقة البنايات (ج ر عدد 11مؤرخة في 29سبتمبر ،)2666
-قرار وزاري ممضي في 13مارس 2639يحدد واليات الجنوب المعنية بتطبيق المواصفات
العمرانية والمعمارية والتقنية المطبقة على البنايات (ج ر عدد 99مؤرخة في 29يوليو
.)2639
مذكرة:
-مذكرة األمين العام للحكومة رقم 699أ.ع.م/د 2666/المؤرخة في 2فبراير ،2666المتعلقة
بإجراءات إعداد النصوص والمصادقة عليها.
مقرر:
-مقرر مؤرخ في 21يوليو ،2663يضبط هياكل األمانة العامة للحكومة ويحدد مهامها،
)1مخطط عمل الحكومة:
-مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية ،مايو ،2639
-عرض مخطط عمل الحكومة في إطار تنفيذ برنامج السيد رئيس الجمهورية أمام المجلس
الشعبي الوطني ،يوليو ،2639
-مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية ،سبتمبر .2639
)7الجريدة الرسمية للمناقشات:
-مناقشة مشروع قانون مناقشة مشروع القانون الذي يحدد قواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها،
الفترة التشريعية السادسة ،2632-2669الدورة الربيعية لسنة ،2662العدد 99تاريخ الجلسة
9مايو ،2662
-التصويت على مشروع القانون التصويت على مشروع القانون الذي يحدد قواعد مطابقة البنايات
واتمام إنجازها ،الفترة التشريعية السادسة ،2632-2669الدورة الربيعية لسنة ،2662العدد
96تاريخ الجلسة 22مايو .2662
ب -قائمة الوثائق الرسمية والحكومية باللغة األجنبية:
)3المواثيق الوطنية:
99
- LE CONGRES DE TRIPOLI, PROJET DE PROGRAMME POUR LA
REALISATION DE LA REVOLUTION DEMOCRATIQUE POPULAIRE,
ADOPTEE A L’UNANIMITE PAR C. N. R. A. A TRIPOLI EN JUIN 1962,
- LA CHARTE D’ALGER, ENSEMBLE DES TEXTES ADOPTER PAR LE 1ER
CONGRES DU PARTI DU F. L. N. DU 16 AU 21 AVRIL 1964.
قائمة الكتب:
أ -الكتب باللغة العربية:
-شامة سماعين ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ،بدون رقم الطبعة ،الجزائر ،دار
هومه،
-روسو جان جاك ،في العقد االجتماعي أو مبادئ القانون السياسي ،ترجمة :عبد العزيز لبيب،
الطبعة األولى ،بيروت-لبنان ،المنظمة العربية للترجمة ،يوليو .2633
ب -الكتب باللغة األجنبية:
- MTENGEZO. J, Bureaucracy Management Theory.
قائمة الدوريات:
أ -المجالت:
-مزياني عائشة ،القانون رقم 31-62كآلية للتطهير العقاري والتسيير المجالي صعوبات
تطبيقه وانعكاساتها على النظام العمراني والبيئي للمدن ،مجلة تشريعات التعمير والبناء،
تيارت-الجزائر ،العدد الثاني ،جوان ،2639
-نصر الدين منصر ،ذيايبية نعيمة ،إجراءات واشكاالت تسوية البنايات في إطار القانون
،31-62مجلة تشريعات التعمير والبناء ،تيارت-الجزائر ،العدد الثالث ،سبتمبر .2639
أطروحات ورسائل جامعية:
أ -باللغة العربية:
-باي يزيد عربي ،استراتيجية البناء على ضوء قانون التهيئة والتعمير ،أطروحة مقدمة لنيل
درجة دكتوراه علوم في الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة،2631/2639 ،
-زرقة دليلة ،سياسات السكن واإلسكان بين الخطاب والواقع ،أطروحة مقدمة لنيل درجة
دكتوراه علوم في علم االجتماع ،كلية العلوم االجتماعية ،جامعة وهران ،2639/2631 ،2
-حمود حرم بومعوش نعيمة ،ظاهرة البناء الفوضوي بالمدن الكبرى الجزائرية ،أطروحة مقدمة
لنيل درجة دكتوراه علوم في التهيئة العمرانية ،كلية علوم األرض الجغرافيا والتهيئة العمرانية،
جامعة قسنطينة،2639/2631 ،
-بوقبس نذير ،إشكالية التهيئة الحضرية في الجزائر بين التطبيق والقانون ،أطروحة مقدمة
لنيل درجة دكتوراه علوم في التهيئة العمرانية ،كلية علوم األرض الجغرافيا والتهيئة العمرانية،
جامعة قسنطينة،2639/2631 ،
100
-دباش ربيعة ،المخالفات العمرانية في المدن الكبرى الجزائرية بين التشريع القانوني والتطبيق
الميداني ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم في التهيئة العمرانية ،كلية علوم األرض
الجغرافيا والتهيئة العمرانية ،جامعة قسنطينة،2639/2639 ،
-مشنان فوزي ،البناء الفوضوي ومشكلة التنمية العمرانية ،رسالة مقدمة لنيل شهادة
الماجيستبر في علم االجتماع الحضري ،معهد العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية ،جامعة
قسنطينة،2666/2662 ،
-تكواشت كمال ،اآلليات القانونية للحد من ظاهرة البناء الفوضوي في الجزائر ،رسالة مقدمة
لنيل شهادة الماجيستير في العلوم القانونية ،كلية الحقوق ،جامعة باتنة،2666/2662 ،
-لقدوعي اسماعيل ،البناء الفوضوي في الجزائر (من وجهة نظر-قانونية) ،مذكرة نهاية
التكوين ،المدرسة العليا للقضاء،2662/2661 ،
-حجية السندات الرسمية والعرفية في القانون المدني الجزائري ،مذكرة نهاية التكوين ،المدرسة
العليا للقضاء،
-خالي سفيان ،اإلثبات عن طريق المحررات الرسمية والعرفية في التشريع المدني ،مذكرة
نهاية التكوين ،المدرسة العليا للقضاء،2666/2669 ،
-جفافلة غريبة ،اآلليات القانونية في مواجهة البناءات الفوضوية في التشريع الجزائري ،مذكرة
لنيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة بسكرة.2631/2639 ،
ب -باللغة األجنبية:
- NAIT-AMAR Nadra )L’HABITAT ET L’HABITER DANS LES BIDONSVILLES
DE CONSTANTINE, THESE DE DOCTORATS ES SCIENCES, FACULTÉ DES
SCIENCES DE LA TERRE, DE LA GÉOGRAPHIE ET DE L’AMÉNAGEMENT DU
TERRITOIRE, UNIV CONSTANITINE, 2014/2015.
القواميس والموسوعات:
-معجم مصطلحات التخطيط العمراني ،الخطة العمرانية الشاملة لدولة قطر ،الدوحة-قطر ،أبريل
،2631
-مورال كريستال– جورنال ،القانون العام ،المترجمون :سامية بوروبة ،ليلى دردار ،مراد حمال،
بدون رقم طبعة ،الجزائر ،الجزائر ،دار بيرتي( .موسوعة القانون الجزائري)
الق اررات القضائية:
-قرار ،المحكمة العليا ،تاريخ الصدور 29سبتمبر ،3666ملف رقم ،92929المجلة القضائية
العدد الثاني ،3662
101
-قرار ،المحكمة العليا ،تاريخ الصدور 21مايو ،3669ملف رقم ،392193المجلة القضائية
العدد األول ،3669
-قرار ،المحكمة العليا ،تاريخ الصدور 32فبراير ،3669ملف رقم ،319319المجلة القضائية
العدد األول ،3669
-قرار ،المحكمة العليا ،تاريخ الصدور 31أكتوبر ،2662ملف رقم .996193
المراجع االلكترونية:
- شيوعيةhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
- اشتراكيةhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
- اشتراكية_عربيةhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
- قومية_عربية#ساطع_الحصريhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
- ديمقراطية_اشتراكيةhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
- اشتراكية_ديمقراطيةhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
- الحزب_النازيhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
- /مقتطفات-من-الميثاق-الوطني-6791إن-األمhttps://almarto.wordpress.com/2017/01/01/
- http://www.el-mouradia.dz/arabe/symbole/textes/constitution63.htm
- http://aissabendouha.blogspot.com/2012/01/blog-post.html
- www.joradp.dz
- http://aissabendouha.blogspot/2011/12/blog-post.html
- بيروقراطيةhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
- http://www.apn.dz/ar/plus-ar/actualite-speciale-ar/4142-bureau0512-2017
البرامج اإلذاعية والتلفزيونية:
-بيطام نجيب ،محامي الحكومة مطالبة بسن قوانين جديدة لمعالجة ظاهرة البناء الفوضوي في
الجزائر ،النهار تي في ،الجزائر 36 ،نوفمبر ،2639
-بيطام نجيب ،تمديد آجال قانون مطابقة البنايات ...31-62العمران يغرق في الفوضى! الجزء
األول ،النهار تي في ،الجزائر 31 ،نوفمبر ،2639
-عثمانية لخميسي ،قرار تعليق قانون 31-62المتعلق بتسوية البنايات يثير الجدل ،قناة النهار
تي في ،الجزائر 31 ،نوفمبر ،2639
-سعدي مجيد ،شرطة العمران وحماية البيئة ،الشروق تي في ،الجزائر 1 ،مارس ،2639
-تمار عبد الوحيد ،سكن قانون تسوية البنايات...رؤية جديدة لتحسين الواجهة العمرانية ،النهار
تي في ،الجزائر 21 ،أوت ،2639
-معيز الحاج أحمد ،رخص البناء...ما الجديد؟ ،النهار تي في ،الجزائر 32 ،سبتمبر …2639
102
قسم المالحق
الــفــهــرس
الـــــــفـــهـــرس
الصفحة
2 مقدمة
6 مبحث تمهيدي :ماهية البناء الفوضوي
6 المطلب األول :المفهوم العام للبناء الفوضوي
6 الفرع األول :تعاريف اصطالحية للظاهرة وخصائصه
6 أوال-تعاريف
01 ثانيا-خصائص البناء الفوضوي
02 الفرع الثاني :صور وأنواع البناء الفوضوي
02 أوال-صور البناء الفوضوي
02 ثانيا-أنواع البناء الفوضوي
01 المطلب الثاني :المفهوم القانوني المحض
01 الفرع األول :التعاريف والخصائص
04 أوال-التعاريف القانونية
01 ثانيا-الخصائص القانونية للبناء الفوضوي
01 الفرع الثاني :صور وأنواع البناء الفوضوي قانونا
12 الفصل األول :األسباب القانونية للبناء الفوضوي
20 المبحث األول :التقنين العقاري بين النص والتطبيق
20 المطلب األول :تحديد القوانين –الجانب النظري-
20 الفرع األول :األوامر
22 أوال-األمر رقم 11-10المتضمن الثورة الزراعية
25 ثانيا-األمر رقم 26-14المتضمن تكوين احتياطات عقارية لصالح البلديات
28 ثالثا-األمر رقم 61-17المتعلق برخصة البناء ورخصة تجزئة األرض ألجل البناء
30 رابعا-األمر رقم 14-17المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري
30 خامسا-األمر رقم 10-17المحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد المحافظة عليها وحمايتها
11 الفرع الثاني :القوانين
14 أوال-قانون رقم 12-12المتعلق برخصة البناء ورخصة تجزئة األراضي للبناء
14 ثانيا-قانون رقم 01-11المتعلق بحيازة الملكية العقارية الفالحية
105
14 ثالثا-قانون 10-14المتعلق بالتنظيم اإلقليمي للبالد
17 رابعا-قانون رقم 20-01المذكور
17 المطلب الثاني :تقييم القوانين –الجانب العملي-
16 الفرع األول :األوامر
16 أوال-األمر رقم 11-10المذكور
16 ثانيا-األمر رقم 26-14المذكور
11 ثالثا-األمر رقم 61-17المذكور
11 رابعا-األمر رقم 14-17المذكور
11 خامسا-األمر رقم 10-17المذكور
11 الفرع الثاني :القوانين
11 أوال-القانون رقم 12-12المذكور
10 ثانيا-القانون رقم 01-11المذكور
10 ثالثا-القانون رقم 10-14المذكور
10 رابعا-القانون رقم 20-01المذكور
44 المبحث الثاني :المتدخلون في رقابة عملية البناء ومحاسبة القضاء
44 المطلب األول :األجهزة اإلدارية والهيئات والمصالح العمومية
44 الفرع األول :الجماعات اإلقليمية
44 أوال-البلدية
47 ثانيا-الوالية
46 الفرع الثاني :هيئات ومصالح أخرى
46 أوال-على مستوى البلدية
41 ثانيا-على مستوى الوالية
71 المطلب الثاني :تذبذب القضاء
71 الفرع األول :مفهوم العقود العرفية
71 أوال-تعريف السندات العرفية
71 ثانيا-الشروط الواجب توافرها في السندات العرفية
70 الفرع الثاني :حجية العقد العرفي بالنسبة للغير
72 أوال-تنظيم العقود المبرمة قبل قانون التوثيق -دراسة خاصة بالنسبة للعقود العرفية الواردة على
العقار والمبرمة قبل -0010
106
74 ثانيا-حجة السندات العرفية بعد قانون التوثيق
85 الفصل الثاني :الحلول القانونية المتواجدة
71 المبحث األول :اإلجراءات المتخذة نحو بناء قانوني
71 المطلب األول :تسوية وضعية الوعاء العقاري للبناء غير الشرعي
71 الفرع األول :شهادة الحيازة وفق منظور التوجيه العقاري
70 أوال-مفهوم شهادة الحيازة
70 ثانيا-شروط شهادة الحيازة
61 ثالثا-إجراءات تسليم شهادة الحيازة
60 رابعا-آثار تسليم شهادة الحيازة
60 الفرع الثاني :التحقيق العقاري
62 أوال-شروط تسليم سند الملكية إثر تحقيق
62 ثانيا-إجراءات التحقيق العقاري
64 المطلب الثاني :إجراءات الدولة الجديدة
64 الفرع األول :اإلجراءات الشكلية
64 أوال-استحداث الشباك الوحيد للبلدية
67 ثانيا-استحداث الشباك الوحيد للوالية
66 الفرع الثاني :اإلجراءات الموضوعية
66 أوال-تخفيف ملف الطلب للشهادات والرخص من حيث تقليص عدد النسخ
66 ثانيا-تقليص مدة الدراسة والمصادقة على مختلف الرخص والشهادات
66 ثالثا-تمديد مدة الصالحية
61 رابعا-استحداث بطاقة المعلومات وشهادة قابلية االستغالل
61 خامسا-التأكيد على بعض الهيئات ومكاتب الدراسات
60 المبحث الثاني :التسوية القانونية للبناء المخالفة -دراسة قانون رقم -07-11
60 المطلب األول :شرح األحكام العامة التي جاء بها القانون رقم 07-11المذكور
11 الفرع األول :خصائص قواعد تحقيق مطابقة البنايات
14 الفرع الثاني :نطاق تطبيق القانون رقم 07-11المذكور
14 أوال-البنايات القابلة للتسوية
14 ثانيا-البنايات غير القابلة للتسوية
16 المطلب الثاني :إجراءات تسوية البنايات
107
16 الفرع األول :على مستوى البلدية
11 الفرع الثاني :على مستوى مديرية التعمير والبناء
11 الفرع الثالث :على مستوى الدائرة أو الوالية
10 أوال-على مستوى الدائرة
11 ثانيا-على مستوى الوالية –لجنة الطعن-
10 المطلب الثالث :الصعوبات واإلشكاالت
10 الفرع األول :على مستوى البلدية
12 الفرع الثاني :على مستوى مديرية التعمير والبناء
11 الفرع الثالث :على مستوى اللجان
11 أوال-على مستوى لجنة الدائرة
17 ثانيا-على مستوى الوالية –لجنة الطعن-
10 خاتمة
02 قائمة المصادر والمراجع
011 قسم المالحق
017 الفهرس
108