Professional Documents
Culture Documents
سوريا بانتظار مجزرة دفاع جوي على غرار مجزرة العام 1982
سوريا بانتظار مجزرة دفاع جوي على غرار مجزرة العام 1982
خالل المناورات المذكورة تدرب الطيارون اإلسرائيليون ،وهم من أكفأ الطيارين في العالم ،إن لم يكونوا أكفأهم على
اإلطالق ،سواء عجبنا ذلك أم لم يعجبنا،على أمرين يتعلقان بالتعامل مع هذه المنظومة :أوال طرق التشويش على
راداراتها ،وثانيا طرق خداعها ،أي كيفية التقاط "إشارتها "Signalوإعادة إرجاعها إليها على شكل عدد كبير من
األهداف الوهمية بحيث يتحول الهدف الحقيقي إلى أهداف وهمية ال حصر لها في عيون هذه الرادارات ،وبالتالي عجزها
عن تمييز الهدف الحقيقي من األهداف الوهمية .هذا فضال عن "السر الثالث" فيها ،وهو "الطيار اآللي" في الصاروخ
نفسه .وفي مراحل الحقة جرى تعديل أنظمة عمل الطائرات الغربية كلها (ساللة إف 91و إف 91وتايفون ويوروفايتر
وميراج.. 0222إلخ) وصواريخ "جو ـ أرض" التي تستخدمها ،بحيث أصبحت هذه الطائرات قادرة على التعامل مع هذه
المنظومة وتدميرها بمجرد تشغيل راداراتها ومحاولتها تعقب األهداف المعادية ،وحتى قبل أن تطلق صاروخا واحدا!
في حال أقدم الصهاينة الروس فعال على تسليم هذه البطاريات إلى الجيش السوري( وهناك عجول وثيران ممانعة ال
تزال تعتقد أن روسيا يمكن أن تكون أقل صهيونية من االتحاد السوفييتي أو حتى إسرائيل نفسها) ،سيكون األمر وفق
واحدة من حالتين :إما تسليمها على شكل "مفتاح باليد" للجيش السوري ،وبالتالي إقدام إسرائيل على تدميرها كما حصل
في "مجزرة الصواريخ" السورية في حزيران ،9190حين دمرت إسرائيل 43بطارية خالل دقائق وحولتها إلى كومة
خردة ومعها حوالي ألفي ضابط وعسكري بين شهيد وجريح؛ وإما تشغيلها من قبل الخبراء الروس أنفسهم ،أو على
األقل بمشاركتهم ،وفي هذه الحال لن يجري تفعيلها أو استخدامها ضد أي هدف إسرائيلي.
ما الحل إذن في مواجهة التكنولوجيا الغربية المتقدمة أصال بأشواط على تكنولوجيا الخردة الروسية ،حتى لو أعطونا
منها أحدثها ،وهي مشكلة قائمة منذ إنشاء دولة إسرائيل؟
هناك حل واحد ،وهو ما اختبرته شعوب أخرى سابقا( كالفيتناميين) ،وآخرها حزب هللا اللبناني الذي حرم إسرائيل من
مجرد التفكير بمهاجمته على األراضي اللبنانية منذ العام 0221ألنها تعرف أنها ستدفع الثمن فورا ،فأصبحت تهاجمه
على األراضي السورية ،ألنها تعرف أن النظام السوري نظام جبان وحقير ال يتجرأ على إطالق حتى قذيف هاون
باتجاه األراضي المحتلة ،بخالف مزاعم وأكاذيب المشعوذ "ابراهيم األمين" وباقي مشعوذي ودجالي "األخبار"
وقصتهم الحيزبونية عن "ليلة الصواريخ" على الجوالن التي رأوها في مناماتهم وصدقوا أنها حقيقة ،ومعهم بقية
الطرش الممانع!
إسرائيل تعرف أن أي هجوم على أي هدف لحزب هللا في لبنان ،سيرد عليه الحزب داخل عقر دارها ،ألن على رأس
هذا الحزب رجل صادق في كل ما له عالقة بالمواجهة مع إسرائيل( ولو إنه كذوب في األمور التي تتعلق بالنظام
السوري وإيران) وصاحب إرادة وشجاع ،بغض النظر عن رأينا به وبحزبه ،ورغم "خاصرته السنية الرخوة" لبنانيا
وعربيا ( تسعة أعشار السنة اللبنانيين والعرب سيقفون مع إسرائيل ضده عالنية ومن فوق السطح ،بل وسيقاتلون إلى
جانبها ،في أي مواجهة ،كما أصبح معروفا ومكشوفا منذ العام 0221على األقل .فإسرائيل ،بالنسبة للمسلم السني
المؤمن ،وهذا في صلب عقيدته المشتقة من فكر الديوث ابن تيمية،هي حليف له حين يكون خصم إسرائيل "رافضيا" أو
"نصرانيا" .وهذا قانون أدق من قوانين الفيزياء) .أما النظام السوري ،وألنه دجال ونصاب وجبان ورعديد ال يخشى إال
على مصالح فيدرالية عصاباته ومافياته ،ولم يفكر للحظة واحدة بمواجهة إسرائيل منذ العام ،9192إال من أجل الدخول
في بازار سياسي ،كما حصل في العام ،9194وهو ما تعرفه إسرائيل جيدا قبل غيرها ،فلن يتجرأ على إطالق حتى
قذيفة هاون حتى على قوات االحتالل في الجوالن ،فكم باألولى داخل فلسطين نفسها .ولهذا تقوم إسرائيل بحراثة
األراضي السورية كل يوم وزراعتها بالدمار والخراب واإلذالل واإلهانة .وال يتغير األمر حتى لو كان تحت تصرفه
سالح نووي ،ألن العبرة ليست في السالح وإنما في إرادة استخدامه .فحين كان لديه سالح كيميائي لم يستخدمه حتى
ضد الجيش اإلسرائيلي حين كان على وشك دخول دمشق ( في 92تشرين األول 9194حين وصلت طالئع الجيش
اإلسرائيلي إلى مداخل دمشق الجنوبية في سعسع ،وفي العام 9190حين أصبحت دمشق في مرمى المدفعية اإلسرائيلية
من لبنان 01 /كم فقط) ،بل ضد مواطنيه حين جربه على قرابة ثالثة آالف سجين سياسي وجنائي سوري ولبناني
وفلسطيني وأردني في "خان أبو الشامات" و"الناصرية" ،باالشتراك والتعاون مع مختبرات وزارة الدفاع الفرنسية.
ومنذ شباط الماضي ،حين أ ُسقطت الطائرة اإلسرائيلية بمحض المصادفة ،و وصفها المشعوذ الدجال ابراهيم األمين
وصحيفته ،ومعهما باقي طرش الممانعة ،بأنها "تحول استراتيجي" ،وحتى األسبوع الماضي ،شنت إسرائيل 99غارة
على سوريا ،معظمها قتالي ،والقليل منها استطالعي ،ولم تتعرض طائرة منها إلى مجرد خدش!
ال حل "تكنولوجيا" للتفوق اإلسرائيلي ،فهذا من سابع المستحيالت؛ والحل هو سياسي فقط ،ويتلخص بإسقاط النظام
العميل في دمشق واستبداله بنظام وطني حقيقي لديه الرغبة واإلرادة الحقيقية بقتال إسرائيل ومواجهتها .و"الوطنية"
الحقيقية التي أعنيها ال عالقة بشعوذات "الماركسية" السوفييتية السوقية الحقيرة و هذيانات أيتامها ،بل بمعايير أخرى ال
علم لهؤالء بها ،ولم يسمعوا بها أصال ،حتى وإن كان الكثير منهم يدعون ـ كذبا ـ أنهم قرأوا لسمير أمين أو غرامشي أو
أندريه غوندر فرانك! وألن هذا غير ممكن ،على األقل على المستوى المنظور والمتوسط ،بل وربما البعيد أيضا،
بإمكاننا أن نقول إلسرائيل كما قال جرير للفرزدق:
ُ
الفرزدق أن سيقت ُل مربعا .....فابشر بطول سالمة يا مرب ُع زعم