Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫ال يمر يوم دون أن يثبت جماعة الممانعة أنهم يعيشون في حظيرة أبقار وعجول حقيقية‪ ،‬ال فرق

بين األمي فيهم ومن‬


‫يحاضر في كبريات الجامعات العالمية ‪ .‬فهم ال يعرفون أن إسرائيل تدربت على هذه الصواريخ في اليونان وبحر إيجة‬
‫مرارا وتكرارا‪ ،‬كان آخرها في مناورات نيسان وأيار الماضيين‪ ،‬بعد أن قامت اليونان بتسليم شيفرات تردداتها وأنظمة‬
‫عملها لدول الحلف ‪،‬عمال بقوانينه‬
‫الداخلية‪ ،‬وإلسرائيل أيضا‪ ،‬التي لها‬
‫حق الدخول إلى أسرار غرف‬
‫عمليات الحلف كأي عضو كامل‬
‫العضوية‪.‬‬

‫منظومة ‪ S300‬هي أيضا بالمعايير‬


‫التكنولوجية‪ ،‬وخالفا لمزاعم الروس‪،‬‬
‫وأوهام أبقار الممانعة ذوي األظالف والقرون في رؤوسهم‪ ،‬أصبحت كومة خردة‪ ،‬ليس ألنها تنتمي (بأجيالها الثالثة‬
‫كلها) إلى الحقبة السوفييتية(مصنعة في العام ‪ ،9191‬أي قبل أربعين عاما)‪ ،‬بل ألن الروس لم يدعوا أحدا إال وباعوه‬
‫إياها باستثناء الدول التي تشكل "خطرا على أمن إسرائيل"‪ ،‬كما لو أنها قضامة أو شيبس! وحتى الغبي (بشرط أن ال‬
‫يكون جحشا يعيش في اسطبل الممانعة على غرار البهيمة علي مرتضى‪ ،‬مثال) يعرف أن أي نظام شرقي يُستخدم من‬
‫قبل منظومة دفاع أي بلد في الحلف األطلسي‪ ،‬يصبح في الحال مكشوفا لجميع بلدان الحلف ولتلك الدول التي ليست‬
‫أعضاء فيه لكن لها حق الدخول إلى أسراره وعملياته‪ ،‬مثل إسرائيل وقبرص على سبيل المثال‪.‬‬

‫خالل المناورات المذكورة تدرب الطيارون اإلسرائيليون‪ ،‬وهم من أكفأ الطيارين في العالم‪ ،‬إن لم يكونوا أكفأهم على‬
‫اإلطالق‪ ،‬سواء عجبنا ذلك أم لم يعجبنا‪،‬على أمرين يتعلقان بالتعامل مع هذه المنظومة‪ :‬أوال طرق التشويش على‬
‫راداراتها ‪ ،‬وثانيا طرق خداعها‪ ،‬أي كيفية التقاط "إشارتها‪ "Signal‬وإعادة إرجاعها إليها على شكل عدد كبير من‬
‫األهداف الوهمية بحيث يتحول الهدف الحقيقي إلى أهداف وهمية ال حصر لها في عيون هذه الرادارات‪ ،‬وبالتالي عجزها‬
‫عن تمييز الهدف الحقيقي من األهداف الوهمية‪ .‬هذا فضال عن "السر الثالث" فيها‪ ،‬وهو "الطيار اآللي" في الصاروخ‬
‫نفسه‪ .‬وفي مراحل الحقة جرى تعديل أنظمة عمل الطائرات الغربية كلها (ساللة إف‪ 91‬و إف‪ 91‬وتايفون ويوروفايتر‬
‫وميراج‪.. 0222‬إلخ) وصواريخ "جو ـ أرض" التي تستخدمها‪ ،‬بحيث أصبحت هذه الطائرات قادرة على التعامل مع هذه‬
‫المنظومة وتدميرها بمجرد تشغيل راداراتها ومحاولتها تعقب األهداف المعادية‪ ،‬وحتى قبل أن تطلق صاروخا واحدا!‬

‫في حال أقدم الصهاينة الروس فعال على تسليم هذه البطاريات إلى الجيش السوري( وهناك عجول وثيران ممانعة ال‬
‫تزال تعتقد أن روسيا يمكن أن تكون أقل صهيونية من االتحاد السوفييتي أو حتى إسرائيل نفسها)‪ ،‬سيكون األمر وفق‬
‫واحدة من حالتين‪ :‬إما تسليمها على شكل "مفتاح باليد" للجيش السوري‪ ،‬وبالتالي إقدام إسرائيل على تدميرها كما حصل‬
‫في "مجزرة الصواريخ" السورية في حزيران ‪ ،9190‬حين دمرت إسرائيل ‪ 43‬بطارية خالل دقائق وحولتها إلى كومة‬
‫خردة ومعها حوالي ألفي ضابط وعسكري بين شهيد وجريح؛ وإما تشغيلها من قبل الخبراء الروس أنفسهم‪ ،‬أو على‬
‫األقل بمشاركتهم‪ ،‬وفي هذه الحال لن يجري تفعيلها أو استخدامها ضد أي هدف إسرائيلي‪.‬‬

‫ما الحل إذن في مواجهة التكنولوجيا الغربية المتقدمة أصال بأشواط على تكنولوجيا الخردة الروسية‪ ،‬حتى لو أعطونا‬
‫منها أحدثها‪ ،‬وهي مشكلة قائمة منذ إنشاء دولة إسرائيل؟‬
‫هناك حل واحد‪ ،‬وهو ما اختبرته شعوب أخرى سابقا( كالفيتناميين)‪ ،‬وآخرها حزب هللا اللبناني الذي حرم إسرائيل من‬
‫مجرد التفكير بمهاجمته على األراضي اللبنانية منذ العام ‪ 0221‬ألنها تعرف أنها ستدفع الثمن فورا‪ ،‬فأصبحت تهاجمه‬
‫على األراضي السورية‪ ،‬ألنها تعرف أن النظام السوري نظام جبان وحقير ال يتجرأ على إطالق حتى قذيف هاون‬
‫باتجاه األراضي المحتلة‪ ،‬بخالف مزاعم وأكاذيب المشعوذ "ابراهيم األمين" وباقي مشعوذي ودجالي "األخبار"‬
‫وقصتهم الحيزبونية عن "ليلة الصواريخ" على الجوالن التي رأوها في مناماتهم وصدقوا أنها حقيقة‪ ،‬ومعهم بقية‬
‫الطرش الممانع!‬

‫إسرائيل تعرف أن أي هجوم على أي هدف لحزب هللا في لبنان‪ ،‬سيرد عليه الحزب داخل عقر دارها‪ ،‬ألن على رأس‬
‫هذا الحزب رجل صادق في كل ما له عالقة بالمواجهة مع إسرائيل( ولو إنه كذوب في األمور التي تتعلق بالنظام‬
‫السوري وإيران) وصاحب إرادة وشجاع‪ ،‬بغض النظر عن رأينا به وبحزبه‪ ،‬ورغم "خاصرته السنية الرخوة" لبنانيا‬
‫وعربيا ( تسعة أعشار السنة اللبنانيين والعرب سيقفون مع إسرائيل ضده عالنية ومن فوق السطح‪ ،‬بل وسيقاتلون إلى‬
‫جانبها‪ ،‬في أي مواجهة‪ ،‬كما أصبح معروفا ومكشوفا منذ العام ‪ 0221‬على األقل‪ .‬فإسرائيل‪ ،‬بالنسبة للمسلم السني‬
‫المؤمن‪ ،‬وهذا في صلب عقيدته المشتقة من فكر الديوث ابن تيمية‪،‬هي حليف له حين يكون خصم إسرائيل "رافضيا" أو‬
‫"نصرانيا"‪ .‬وهذا قانون أدق من قوانين الفيزياء)‪ .‬أما النظام السوري‪ ،‬وألنه دجال ونصاب وجبان ورعديد ال يخشى إال‬
‫على مصالح فيدرالية عصاباته ومافياته‪ ،‬ولم يفكر للحظة واحدة بمواجهة إسرائيل منذ العام ‪ ،9192‬إال من أجل الدخول‬
‫في بازار سياسي‪ ،‬كما حصل في العام ‪ ،9194‬وهو ما تعرفه إسرائيل جيدا قبل غيرها‪ ،‬فلن يتجرأ على إطالق حتى‬
‫قذيفة هاون حتى على قوات االحتالل في الجوالن‪ ،‬فكم باألولى داخل فلسطين نفسها‪ .‬ولهذا تقوم إسرائيل بحراثة‬
‫األراضي السورية كل يوم وزراعتها بالدمار والخراب واإلذالل واإلهانة‪ .‬وال يتغير األمر حتى لو كان تحت تصرفه‬
‫سالح نووي‪ ،‬ألن العبرة ليست في السالح وإنما في إرادة استخدامه‪ .‬فحين كان لديه سالح كيميائي لم يستخدمه حتى‬
‫ضد الجيش اإلسرائيلي حين كان على وشك دخول دمشق ( في ‪ 92‬تشرين األول ‪ 9194‬حين وصلت طالئع الجيش‬
‫اإلسرائيلي إلى مداخل دمشق الجنوبية في سعسع‪ ،‬وفي العام ‪ 9190‬حين أصبحت دمشق في مرمى المدفعية اإلسرائيلية‬
‫من لبنان ‪ 01 /‬كم فقط)‪ ،‬بل ضد مواطنيه حين جربه على قرابة ثالثة آالف سجين سياسي وجنائي سوري ولبناني‬
‫وفلسطيني وأردني في "خان أبو الشامات" و"الناصرية"‪ ،‬باالشتراك والتعاون مع مختبرات وزارة الدفاع الفرنسية‪.‬‬
‫ومنذ شباط الماضي‪ ،‬حين أ ُسقطت الطائرة اإلسرائيلية بمحض المصادفة‪ ،‬و وصفها المشعوذ الدجال ابراهيم األمين‬
‫وصحيفته‪ ،‬ومعهما باقي طرش الممانعة‪ ،‬بأنها "تحول استراتيجي"‪ ،‬وحتى األسبوع الماضي‪ ،‬شنت إسرائيل ‪ 99‬غارة‬
‫على سوريا‪ ،‬معظمها قتالي‪ ،‬والقليل منها استطالعي‪ ،‬ولم تتعرض طائرة منها إلى مجرد خدش!‬

‫ال حل "تكنولوجيا" للتفوق اإلسرائيلي‪ ،‬فهذا من سابع المستحيالت؛ والحل هو سياسي فقط‪ ،‬ويتلخص بإسقاط النظام‬
‫العميل في دمشق واستبداله بنظام وطني حقيقي لديه الرغبة واإلرادة الحقيقية بقتال إسرائيل ومواجهتها‪ .‬و"الوطنية"‬
‫الحقيقية التي أعنيها ال عالقة بشعوذات "الماركسية" السوفييتية السوقية الحقيرة و هذيانات أيتامها‪ ،‬بل بمعايير أخرى ال‬
‫علم لهؤالء بها‪ ،‬ولم يسمعوا بها أصال‪ ،‬حتى وإن كان الكثير منهم يدعون ـ كذبا ـ أنهم قرأوا لسمير أمين أو غرامشي أو‬
‫أندريه غوندر فرانك! وألن هذا غير ممكن‪ ،‬على األقل على المستوى المنظور والمتوسط‪ ،‬بل وربما البعيد أيضا‪،‬‬
‫بإمكاننا أن نقول إلسرائيل كما قال جرير للفرزدق‪:‬‬
‫ُ‬
‫الفرزدق أن سيقت ُل مربعا ‪ .....‬فابشر بطول سالمة يا مرب ُع‬ ‫زعم‬

You might also like