Professional Documents
Culture Documents
تحفة عشرية
تحفة عشرية
وجدت لزاما علي أن أسيل حبر القلم في المسألة الحزبية التي اغت $ر بها كثير من الناس ،ول غرض لي في نواياهم فلست مطلعا إل على الظواهر ،
فكان لبد من محاججتهم بالبراهين والدلة ،وقد جعلت هذه الرسالة مقتضبة في المسألة الحزبية ،لضيق الوقت عن السهاب وللنشغال بما هو
أولى ،وبذا المختصر يتحقق الجواب بل لعله يجاوز النصاب .
وقد جعلت النقض مقسما على عشرة أقسام ،بنقدهم الذي ينتج عنه مجتمعا نقض لكلمهم وزعمهم ،ووسمته بالتحفة العشرية في نقض المسألة
الحزبية .
- 2نقض موضوع التبني الحزبي بتبني الراء الحزبية المتنوعة والدفاع عنها .
فينقض هذا الدعاء بعشرة أوجه :
- 1من هذا الذي جعل رأس الحزب وخلفاءه في مقام يسمح لهم بالجتهاد في المسائل الشرعية ،ول يقبل في الشهادة لهم بقول واحد منتسب لهم فهو
ظنين في الشهادة .
- 2على فرض أنهم أهل للجتهاد فمن قال بعصمتهم حتى ل يجوز مخالفتهم في المسائل التي تبنوها !؟ بل قال ابن تيمية في اختياراته الفقهية :من
ألزم الناس بطاعة إمام معين ل يخرجون عنه يستتاب وإل قتل ! فقد شرع من الدين ما لم يأذن به ا .
- 3أنتم بمفهوم التبني بين أمرين :إما أن تقولوا أنكم لستم من أهل العلم وبالتالي تقلدون ،أو أنتم مجتهدون تتبعون الحزب حتى لو خالف اجتهادكم ،
أما على الول فهو شهادة منكم على أنفسكم أنكم لستم من أهل العلم ! وبالتالي فكيف تنتسبون لما ل تعلمونه وكيف تدعون الناس إلى شيء تجهلونه !؟
وعلى الثاني فل يقلد المجتهد غيره في اجتهاده ! وإل تعمد مخالفة ما يراه راجحا .
- 4أن التبني الحزبي عندكم ل يفرق بين مجتهد عضو ومقلد عضو وبالتالي فقد ساويتم بين ما فرق بينهما الفقه السلمي بمجرد قدم أو حداثة
النتساب إليكم .
- 5لم تبينوا لنا أي مذهب من المذاهب المتبوعة أنتم له منتسبون ،فلم تصرحوا أنكم حنفية مثل او شافعية ،فكيف يجوز للرؤوس عندكم أل يتمذهبوا
بمن اتفق على جللة مذهبهم ،ويحرم على التباع إل التمذهب بمذهب الحزب الذي لم يسلم علمه !
- 6يقال هل التبني عندكم مشروع أو غير مشروع ؟ ويصير مشروعا باللتزام بالعهد مثل ) البيعة ( ،إن قيل مشروع فالدلة ،وإن قيل بالبيعة فما
حكم ناقضها هل تنظرون إليه على أنه خارج عليكم من البغاة ! وعلى الول تكونون شرعتم وجوب طاعتكم دون دليل وعلى الثاني نصبتم أنفسكم أئمة
دون برهان !
- 7إن كان يجب أن يدخل الناس في حزبكم للعمل للخلفة ،فكيف يجوز لكم أن تخرجوهم من حزبكم ! لمجرد مخالفتهم لكم في قضايا تبناها الحزب
،أل تكونون بذا صددتم عن سبيل ا ؟!
- 8أنتم تتبنون أن الحكام يطبقها الخليفة ،فما هو موقع قيادة الحزب في المارة الشرعية ،هل يجوز لهم أن يطبقوا أحكاما شرعية على العضاء ؟
ما هي صلحياتهم ،وما هي حدود تلك الضوابط بالشرع حتى يفصلوا من سلك معكم ليسقط واجبا عنه في طريقكم المزعومة ؟!!
- 9ما حكم من مات قبل سماعه لرائكم الحزبية ،إن قيل :قد يكون مؤمنا صالحا فيقال :بأي شيء ألزمتم الناس بطاعة آرائكم وهم قد يكونون في
كمال من الدين دونها .
- 10من المعلوم أن الفتوى الشرعية لها شقان :معرفة الحكم الشرعي ،ومعرفة الواقع ،فحتى ولو تم تسليم معرفتكم الشرعية فسيحصل النزاع في
معرفتكم الواقعية ،والناس تقضي عمرا في التخصص في شأن اقتصادي واحد فأين هذا منكم وأنتم تعطون آراءكم في كل شأن !!
الشياء المجردة ل توجد إل في الذهن وال ففي الواقع الشياء حقيقية معينة جزئية مرتبطة ببعضها البعض ،ولذا فنجد أن الحزبيين اجتمعت فيهم
القضيتان السابقتان ولجتماعهما نقض آخر يزيد على النقد السابق المفرد لكل واحدة منهما على حدة .
- 1يرد عليهم بأن الطريقة التوقيفية فيها مراحل معينة تبدأ من مكة والمسائل الحزبية منها أمور فقهية شرعت في المدينة فكيف اجتمعا سويا ولم يكونا
اجتمعا في عهد النبي صلى ا عليه واله وسلم في نفس الفترة ؟
- 2يقال :بأنكم ألزمتم تابعكم بتبني المسائل الحزبية الظنية مع إلزامكم إياه لطريق النبي صلى ا عليه واله وسلم القطعية التي زعمتموها ،فكيف
تجعلون الثنتين متساويتين !! إن قيل :لم نجعلهما ،قيل :بلى فأنتم قد تفصلون من ينتسب للطريقة إن خالف التبني الحزبي ! وبذا تكونون ساويتم
بين الشرع )وهو الطريقة هنا بزعمكم ( وبين الرأي الذي تقرون به وهو ما يسمى بـ )اجتهاد الحزب ( .
- 3يقال :هل الطريقة الحتمية التوقيفية حكر على حزبكم أم هي من دين ا ؟ إن قيل بالول بطل كونها من الدين فالدين أعم من الحزب ،وإن قيل
من الدين قيل :فمن ذا الذي حصر الدين بكم حتى تلزموا الناس بالنتساب الى حزبكم ؟ فإن قيل :هي قضية دينية تبناها الحزب ،قيل :فأنتم
تعارضونها بقضية حزبية تبناها الحزب ،وتقولون للعضو :إما أن تتبع طريق النبي صلى ا عليه واله وسلم وتلتزم بالتبني الحزبي وال فاترك
الحزب ! وبذا تكون ساويتم بين الخاص والعام !!
- 4يقال :هل المسائل التي تبناها الحزب هي من الطريق المرسومة للخلفة ؟ إن قيل :نعم ،بطل ادعاؤكم بالتسلسل للوصول إلى الحكم فإن منها ما
علم أنه شرع بعد المدينة )الدولة ( بالضرورة ،فيقال :أنتم حزب تزعمون السعي لقامة الخلفة عن طريق طريقة الرسول صلى ا عليه وآله
وسلم ،فلماذا انشغلتم بالمفضول عن الفاضل !! وكيف انتقلتم إلى ما هو بعد الخلفة ! في طريقكم إليها !؟
- 5هذه الطريقة التي سلكتموها من أوجبها على الناس ؟ هل هو الحزب أم الرسول صلى ا عليه وآله وسلم ؟ إن قيل :الحزب ،شرعتم من الدين ما
لم يأذن به ا ،وإن قيل :بل الرسول ،فيقال :فالمسائل الجتهادية الحزبية ؟! هل هي من الرسول أم الحزب ؟ إن قيل الرسول زعموا عصمتهم وإن
قيل :الحزب ثبت أنهم يساوون بين الرسول صلى ا عليه وآله وسلم وأنفسهم !!
- 6يقال لهم :هل الطريق الموصلة للخلفة قابلة للتغيير والتبديل ؟ إن قالوا :نعم زعموا أنه يمكن الختلف فيها وبالتالي لربما طريقهم الن ليست
طريق النبي صلى ا عليه وآله وسلم ،وإن قالوا :ل قيل لهم فالمسائل الحزبية أهي ثابتة أيضا أم يمكن تغيير الجتهاد فيها بقدر ما يلوح من الدلة إن
كابروا وقالوا :بل هي ثابتة ساووا بين الحاد والمتواتر بل القياس والنص ! وإن قالوا :ل ،ساووا بين المتغير والثابت !
- 7يقال لهم :طريق النبي صلى ا عليه وآله وسلم هل هي فقهية أو عقدية ؟ إن قيل :بل عقدية خرجوا عن طريق أهل السنة الذين يعتبرون المامة
من الفروع وإن قيل :بل فقهية ،قيل :لهم في أي باب من البواب الفقهية وجدتموها ؟ إن قيل :بل اجتهاد لنازلة ساووا بين الطريق المزعومة إلى
النبي صلى ا عليه وآله وسلم وبين أي اجتهاد آخر ،فيقال :هل تفيد الظن أم اليقين ،إن قيل :بل الظن ،جوزوا أن يكون سعيهم بدون نتاج لحتمال
الخطأ وإن قيل :بل يقين جوزوا ثبوت اليقين بالدلة الظنية وبالتالي يلزمهم القول بخبر الواحد في العقائد ! وسيأتي الحديث عنه إن شاء ا .
- 8يقال :أنتم نسبتم الطريقة إلى النبي صلى ا عليه وآله وسلم وبالتالي أوجبتم النظر في الدلة الشرعية في هذه الطريقة لكنكم ألزمتم تابعكم باتباع
الحزب دون النظر في الدلة فكيف توجبون الجتهاد تارة والتقليد تارة أخرى دون موجب في المحل !؟ بل في عين المسألة بالتحكم !!
- 9يقال :إن الطريق حتمية واقعا بزعمكم ،والمسائل الحزبية ظنية نسبية ! فكيف اجتمع الظني والنسبي في نفس درجة اللزام بل والهمية !
- 10الطريق التي ذكرتموها منحصرة والمسائل الظنية الجتهادية التي يمكن للحزب ان يفتي فيها غير منحصرة فكيف جعلتم الثنين في نفس الدرجة
!!
- 4نقض استدللهم بحديث " :من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية "
- 1يقال :هذا الحديث يتحدث عن بيعة الخليفة أم بيعة من سينصب خليفة ،إن كان الول فالخليفة غير موجود حتى تبايعه ،وإن قيل :بل من يعمل
ليصل ،فيقال له :إذا سيلزم منه التزام باقي أحكام البيعة للمام ومنها قتال من نازعه !! فغيركم يزعم العمل للخلفة فهل ستقاتلونهم !
- 2يقال :هل يجب العمل لقامة الخلفة من باب ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب أو من باب ما ل يتم الوجوب إل به !؟ إن كان من الباب الول
فالقاعدة الفقهية تقول :الميسور ل يسقط بالمعسور ،فيجب عليكم العمل وإن فقد الخليفة بما تقدرون عليه من أحكام شرعية كفروض الكفاية كرعاية
اليتام ونحوه ،وإن قيل :بل هذا ل يجب إل بعد الخلفة فيقال :إذا ل يستدل بقاعدة ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب ،بل بقاعدة ما ل يتم الوجوب
إل به فهو غير واجب ،فل يجب العمل للوصول إلى نصاب الزكاة لتجب بعدها الزكاة !! وفي هذا نقض لطريقكم .
- 3يقال :أنتم تستدلون بهذا الحديث كثيرا للدخول في حزبكم ،فما حكم من خرج من حزبكم بعد أن بايعكم فإن لم يكن آثما فما وجه استدللكم
بالحديث وهو يقول ميتة جاهلية !! وإن قلتم آثم فيقال لكم :فما هو الفرق بين بيعتكم وبيعة الخليفة !؟ إن قالوا :ل فرق ،جوزوا أن يستدل بالحديث
على الخليفة وغيره وبطل استدللهم في الحديث على الخليفة فعند الحتمال يبطل الستدلل ،وإن قالوا :بل هو خاص بالخليفة ،فعلى أي أصل
جوزتم أن يعمم هذا الخاص ليشملكم !!
- 4يقال :هذا الحديث حجة عليكم !! فإن كان يجب على الناس أن تنضم إليكم بناء عليه ،فأنتم بيعة من برقبتكم ؟ ولمن هي !! إن قيل :لمير الحزب
يقال :وأميركم هل برقبته بيعة أم ل ؟ إن قيل :كيف يبايع غيره والناس تبايعه ،فيقال لهم :إذا سقط عنه واجب يجب على العالمين !! بأي دليل ؟
- 5ثم هذا الحديث حجة عليكم فأنتم ل تبايعون النظمة الحالية ! وموقفكم منها ينحصر في ثلث :إما تكفيرها أو مبايعتها أو إجازة الخروج عليها
مع إسلمها ،إن قيل بالول فيقال :بأي شيء كفرتموها ؟ إن قيل :بالدستور الوضعي ،والموالة لغير أهل السلم قيل لكم :فأنتم سبق أن
شاركتموهم في برلمانهم وأقسمتم على احترام دستورهم ،إن قيل :لكن لهدف آخر قيل هذه نوايا ل نعلمها منكم ول منهم ،ول تحتجون بشيء ال جاز
لهم أن يحتجوا بمثله ،وإن قيل :هي مسلمة فعليكم طاعتها تحقيقا للحديث ما داموا على السلم ،وإن قيل :بل يجوز الخروج عليهم مع إسلمهم
فيقال :إذا يجوز الخروج عليكم رغم إسلمكم وعملكم في الطريقة المزعومة .
- 6يقال :هل الحديث موسع في الواجب أم مضيق ؟ فالوعيد متعلق بالموت دون بيعة وليس بمجرد عدم البيعة ! وإل شملت الصحابة رضوان ا
عليهم بعد وفاة الرسول صلى ا عليه وآله وسلم قبل بيعتهم لبي بكر ،فلو كان المر كما فهمه أولئك الحزبيون ل يتسع لي وقت للتأخير لشمل
الصحابة رضوان ا عليهم !
- 7يقال نصب الخليفة هل هو واجب كفائي أم عيني ؟ هل يعقل أن ينصب الخليفة كل أحد !! وأن يشارك في نصبه الجميع ؟ إن قيل :نعم ،خالفوا
إجماع الصحابة ،وإن قيل :ل ،فيقال :الحديث بدأ بـ " من " وهي من ألفاظ العموم وتشمل الرجال والنساء ! وهذا يدل على أنها بيعة الطاعة للمام
ل العمل على نصبه !!
- 8يقال إنكم تدعون اتباع طريق الرسول صلى ا عليه وآله وسلم التي بدأها بمكة فأين الدليل أن النبي صلى ا عليه وآله وسلم قال هذا الحديث
لقومه أو لتباعه في تلك الفترة ؟! علما أن الراوي هو ابن عمر كما يروى أيضا عن معاوية !!
- 9الحديث كغيره مخصص بالقدرة على البيعة للخليفة ) فاتقوا ا ما استطعتم ( و )ل يكلف ا نفسا إل وسعها ( ،فمتى لم يقدر النسان على شيء
سقط وجوبه عنه ) ل واجب مع عجز ول محرم مع ضرورة ( .
ا يو _م القيام kة ،
لقي _
- 10يقال :أنتم استدللتم بنصف الحديث وقطعتم نصفه ففي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي ا عنه ) :من خلع يدا من طاع lة _ ،
يعة ،مات مkيتة جاهلية ( ،وخلع اليد من الطاعة يكون بوجود إمام يأمر فيطاع بدليل عدم صحة الستدل ل حnج_ mة له .ومن مات وليس في nع nنقkه _ب o
بحرمة نزع اليد من الطاعة إن مات المام ! إذ لم يعد أهل للطاعة وهو ميت ! فحديث وجوب البيعة مرتبط بوجود إمام يأمر وينهى .
- 1يقال :تنازعون في معنى اليمان لغة ! فليس تعريفه بالتصديق مسل$ما ،فها هو ابن تيمية كما في كتابه اليمان ينازع في هذا لغة وتبعه على هذا
ابن عثيمين بل اليمان هو :القرار والتسليم .
- 2على فرض تسليم أنه التصديق لغة فل يلزم منه أن يكون كذا شرعا ! فهناك ألفاظ تعني لغة شيئا ويعني الشرع منها شيئا آخر وتسمى في
الصول :باللفاظ المنقولة ،فاليمان في الشرع يشمل العمال القلبية كالرجاء والخوف والمحبة والرضى والتوكل ...الخ .
- 3على فرض تسليم أن اليمان لغة هو التصديق وأنه في الشرع تصديق فإن التصديق يتفاضل فليس من يصدق واحدا يثق به كمن يصدق جمعا
يستحيل تواطؤهم على الكذب ،فالتصديق يزيد وينقص كما نصره النووي في شرحه على صحيح مسلم .
- 4صاحب "الشخصية السلمية " عاب اللتزام بطريقة المتكلمين ،وهو في تعريفه اليمان التزم أصولهم ! فهذا التعريف ملتزم بما يسمى " حدا
منطقيا " وهو الذي زعم أصحاب المنطق القدماء كالغزالي أنه يوصل إلى الحقائق ونازعهم في هذا ابن تيمية وغيره ،واستقر أهل المنطق الحديث
اليوم على تسليم أن الحد ل يوصل إلى الحقائق ! كما في منطق ويزلي سالمون ،فهذا تناقض منكم .
- 5يقال لهم :بأي شيء تبررون تعريفكم المصادم لنصوص كثيرة جعلت العمل داخل في مسمى اليمان ،إن قالوا :هو مجاز قيل :قد نازع في
المجاز عدد من أهل الصول ،وقد نقد ابن تيمية تعريف المجاز من وجوه كثيرة كما في كتابه اليمان وتبعه ابن القيم ،وذكرا أن المجاز بالمعنى
الصطلحي إنما نبت بعد القرون الثلثة ولم ينص عليه قبلها أهل اللغة !
- 6مخالفة الجماع فلم ينقل عن الصحابة إل إدخال العمل في اليمان ولم ينقل خلف هذا إل عن المبتدعة الذين عرفوا في كتب المقالت بالمرجئة
لتأخيرهم العمل عن اليمان .
- 7على تعريفهم لليمان يلزم منه أن إيمان النبي صلى ا عليه واله وسلم يساوي إيمان فساق أمته !! ول خلف بين النبي والفاسق من أمته إل في
العمال على ادعائهم ! وهذا من أبطل الباطل .
- 8يلزم من تعريفهم إخراج التوحيد الطلبي من رجاء ومحبة وخوف وتوكل وخشية وإنابة وخضوع من اليمان ،ويصير من صدق مؤمنا ولو لم
يأت بذا ! وهذا باطل فاليهود كانوا يعرفون النبي صلى ا عليه وآله وسلم كما يعرفون أبناءهم ولم يكونوا مؤمنين بذلك ،وقال تعالى عن قوم فرعون
" :وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم " فهاهم استيقنوا صدق الرسول وطابق صدقهم الواقع عن دليل ولم يكونوا مؤمنين فثبت أن تعريفهم باطل .
- 9تعريفهم هذا أخرج القول من مسمى اليمان ولم يكتف بإخراج أعمال الجوارح ،وحديث البخاري في قصة عم النبي صلى ا عليه وآله وسلم يا
عم قل ل اله ال ا كلمة أحاج لك بها عند ا فلم يقل خوف أن تعيره قريش علما أنه كان مصدقا للنبي صلى ا عليه وآله وسلم يرد على تعريفهم !
- 10تعريفهم هذا يتناقض مع أصولهم فهم ل يأخذون بخبر الحاد في العقيدة وبالتالي ل مجال للحاد في اليمان ،وقيل في حد الخبر هو ما يجوز
عليه التصديق أوالتكذيب ،فالذي يصح من الخبار هل يكذبون به أو يصدقون ؟ إن كذبوا به فقد هدموا الحكام العملية ! إذ غالب ما فيها من الحاد ،
وإن صدقوا لزمهم أن يأخذوا به في العقيدة ،فإن قالوا :نحن نصدق به لكن غير جازمين لتجويزنا الخطأ عليه فهو ل يفيد ال الظن ! قيل :ثبت بهذا
أن التصديق يتفاضل فاليمان إذا ينقص ويزيد !!
- 1ل نسلم أن خبر الحاد ل يفيد القطع ،بل هذا ابن حزم يقول بأنه يفيد العلم !
- 2على فرض تسليم أن خبر الواحد ل يفيد إل الظن فمن قال بأن المسائل العقدية كلها قطعية ! بل فيها مسائل ظنية كالقول هل الميزان واحد أو هو
موازين يوم القيامة ؟ وقيل :إن أول من فرق بين الصول والفروع في الحجج النقلية هم المعتزلة !
- 3يقال :خبر الحاد حجة أو ليس بحجة ؟ إن قيل :ليس بحجة هدموا المسائل العملية ،وإن قيل :حجة ،قيل :فبأي حجة نقلية تفرقون بين العقائد
والحكام العملية !؟
- 4يقال :بأن أخبار الحاد حتى ولو قيل بأنها ظنية إل أن الحجة في الخذ بها قطعية وما أدى إليه القطعي وجب القول به .
- 5يقال أنتم كيف تعرفون الظني من القطعي ،إن قيل :بقول العالم الثقة المجتهد الثبت ،فيقال :هذا خبر واحد أيضا عن الحاد ،وإن قيل بالجتهاد
فترد عليكم الشكالت السابقة في وجوب التبني عندكم ومعلوم أن المجتهد ل يقلد مجتهدا ! .
- 6يقال :أنتم تحتجون بما رواه أحمد في مسنده عن حذيفة بن اليمان " :تكون الخلفة فيكم ما شاء ا لها أن تكون " ..الحديث ،فبأي شيء
تحتجون وهو حديث خبري عقدي ،إن قيل :إنه حف بالقرائن ! يقال :بأن الحتجاج به مبني على قطع ،فيقال :فحجية خبر الواحد كأصل قطعية
كما الشكال الرابع من هذا النقض .
- 7نسألهم هل تقام الحجة بما هو قطعي من داعية واحد ؟ إن قالوا :نعم ،وجب الخذ بخبر الواحد في العقائد ،وإن قالوا :ل ،ردوا المتواتر
المعنوي من أن النبي صلى ا عليه وآله وسلم أقام الحجة على فارس والروم وغيرهم بأخبار الحاد .
- 8يقال :على فرض تسليم أصلكم وأنكم ل تقولون تقام الحجة بالواحد على ممالك كالروم ،فما هو قولكم بالترجمان لهم وهم أجانب عجم !
والترجمان واحد ،فهل ل تقام الحجة بالمتواتر ولو استوفى شروطه إن تمت ترجمته عن طريق واحد مترجم أو أكثر بغير بلوغ حد التواتر !!
- 9على فرض أن المتواتر هو فقط الحجة في النقل فهل معاني المتواتر أيضا متواترة !!؟ إن قيل :نعم ،فأين ما يظهر هذا الزعم وكتب بيان لسان
العرب آحادية ؟!!
- 10إن قيل :بعدم وجوب الخذ بالحاد في العقائد فهل تعنون بهذا إل اجتهاد الكافر في قراءة كل دواوين السنة بعد أن يعلم علم الحديث والصول
ويتقن العربية تماما ،ويعرف ما تواتر من ألفاظها من الحادي ،وإل لم يميز بين ما تقام به الحجة من غيره ،وكلمكم متفرع على أنه ل تقليد في
العقائد ،وهل هذا إل مخالفة لما اجمع عليه الصحابة رضوان ا عليهم من قيام الحجة على الكافر حتى ولو لم يبلغ هذه الدرجة بل هذه الدرجة فيها
نزاع في وجودها بين المسلمين بين علماء السلم !! وأنتم على لزم كلمكم ل تقام الحجة إل على مجتهد من الكفار مطلق !! فأي تيه بعد هذا !
- 1جاء في )مشروع دستور دولة الخلفة ( لهم مادة : 1العقيدة السلمية هي اساس الدولة .ثم جاء في مادة : 4ل يتبنى الخليفة أي حكم شرعي
معين في العبادات ما عدا الزكاة والجهاد ،ول يتبنى أي فكر من الفكار المتعلقة بالعقيدة السلمية !! .فهل ل يتبنى الخليفة موقفا من الصحابة !! أو
قضية خلق القران أو غيرها ،ول غرابة في هذا النص من قوم يزعمون أنهم عرضوا مشروعهم )الخلفة ( على الخميني قائد الثورة اليرانية
! 1979
- 2جاء في مادة " : 3يتبنى الخليفة أحكاما شرعية معينة يسنها دستورا وقوانين ،وإذا تبنى حكما شرعيا في ذلك ،صار هذا الحكم وحده هو الحكم
الشرعي الواجب العمل به !!" .فيقال :هذا مخالف للكتاب والسنة والجماع !! وها هو ابن عباس يرفض الحتجاج عليه بفعل الشيخين في مقابل فهمه
الفقهي !!
-3إذا كان الخليفة له أن يتخير من الحكام الفقهية ،فبم أخرجتم هذا الحق في العبادات وحصرتموه في المعاملت ؟! والرسول صلى ا عليه واله
وسلم يقول :إنما جعل المام ليؤتم به ،وسبب الحديث الصلة والسبب ل يجوز إخراجه من العموم .
- 4في المادة : 12الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس هي وحدها الدلة المعتبرة للحكام الشرعية .فيقال هذا تناقض إذ ليس اختيار الخليفة
دليل اصوليا يصلح لختيار حكم شرعي كما سبق أن قلتم !!
- 5وافقتم الشافعي في هذه الصول الربعة ولكنه هو من المخطئة كما نص في الرسالة ،فأنتم مصوبة هنا ترون أن الراء الفقهية كلها متكافئة
والخليفة يختار واحدا ويصير حكما شرعيا باختياره !! وأين هذا في الصول التي وافقتم عليها !!
- 6يقال :بأن هذه الصول قد يخالفكم فيها الحنبلي فيزيد عليها قول الصحابي الذي ل يعلم له مخالف والستحسان أو المالكي الذي يزيد
الستصطلح وسد الذريعة كذا الحنفي فلماذا اقصيتم أولئك عن منصب سن القوانين الذي هو من حق الخليفة هل ل يكون الخليفة إل إذا وافقكم في تلك
الصول الفقهية ! علما أنكم لم تتشددوا هكذا في العقائد !!
- 7يرد عليهم بأنكم نصصتم على أن الخليفة ينبغي أن يكون مجتهدا ،وأنه هو الذي يسن الدستور والقوانين ،فبأي حق جوزتم لنفسكم مشروع
دستور الخلفة !؟ سيما أنه ينص على آرائكم الحزبية !؟ وسيأتي مثال لهذا !
- 8قالوا في المادة 135يمنع تأجير الرض للزراعة مطلقا سواء أكانت خراجية أم عشرية .وهذا رأي حزبي قطعوا بنسبته إلى السلم !! فيقال :
نقل ابن المنذر الجماع على جواز إكراء الرض بالذهب والفضة وقال خالف الحسن وابن سيرين فكرهاها ولن أطيل في المسألة إنما لبيان أن
دستورهم إقصائي بل فيه ما هو مخالف للجماع أو أكثر العلماء على القل .
- 9تماهى دستورهم مع التشكيلت الدارية في الدولة العباسية ،ويقال لهم :هل يجب اتباع تلك التشكيلت ؟ إن قالوا :نعم ،يقال :يحرم إذا إصدار
دستور مرقم بمواد كونه لم يكن موجودا في تلك العصور !! وإن قيل :ل ،إذا على أي شيء صبغتموها بالسلمية .
- 10قالوا :يجب مخالفة القانون الوضعي ،فيقال :بأن دستوركم وضعه بشر ول يقول بعصمته عاقل !! ودستوركم مرقم بمواد هي من اختياركم
أنتم !وليست نصا إلهيا !
- 1جاء في كتابهم " :التكتل الحزبي " ص 5بعد أن تحدث عن الحركات السلمية والقومية ) مضت مدة طويلة بذل فيها جهد لم ينتج ( وحكم
عليها بذلك بالفشل ص ! 8فهو يحكم على تلك الحركات بالفشل كونهم لم ينتجوا ما وعدوا به ! فهل يقبلون هذا الكلم على أنفسهم !!
- 2ص 18ينص على أن الجمعيات الخيرية تفرغ طاقة المة ،ولذا لو منعت من هذا لكان البديل هو التكتل الحزبي الصحيح على وصفه !! وهنا
يرى تناقضا بين العمل الخيري والحزبي ! وينسى أن من العمل الخيري ما يكون واجبا شرعا كإطعام الجياع وكسوتهم ،فإن قال قائلهم :إن النضمام
إليهم واجب ،فهل هذا إل جرح عدالة من لم ينضم إليهم !! وإن قيل :ليس بواجب قيل :فبماذا تدفعون الجانب الخيري الواجب ؟ أبفعل مندوب ؟!!
- 3يعيب ص 19على من يظنون أن الصلح يكون بالبدء بإصلح الفرد ،ثم يتناقض ص 22فيقول إن الصلح ) تكون خليته الولى إنسانا
تتجسد فيه فكرة وطريقة من جنسها ( !! فهو يعرض هنا بنفسه متناقضا مع سالف ذكره !!
- 4يعيب في الكتاب ما اسماه بـ " الثقافة الجنبية " والمطالع للكتاب يدرك بسرعة أنه متأثر بالكتابات الماركسية اللينينية مثل استعماله لمصطلحات )
الفئة الحزبية ،العقيدة الحزبية ،الرجعية ،الطبقية ( وحديثه عن دور الحزب للوصول إلى الحكم يماثل كلم لينين عن دور الحزب الطليعي )
الشيوعي ( في الوصول إلى السلطة .
- 5يتحدث عن فترة صراع الفكار ص 27في فترة يسميها فترة التفاعل مع المة ثم يقول ) :ما هي إل فترة صراع قصيرة ،حتى تتداعى جميع
الفكار والعقائد والطرق ،ويبقى مبدأ الحزب وحده في المة ،هو فكرها وهو عقيدتها " فانظروا إلى هذا النص الذي يذكرنا بالشعار الذي رفع أيام
ألمانيا النازية ) :المانيا هي هتلر وهتلر هو ألمانيا (!!! الحزب هو عقيدة المة !! وكل الفكار المخالفة ستتداعى ! ل وهي فترة قصيرة على تعبيره !
فأي تهافت ظاهر أكبر من هذا .
- 6قال ص " : 38المرحلة التأسيسية ...وهي اعتبار جميع أفراد المة سواء في أنهم خالون من كل ثقافة " !! فهل يقول هذا من يعي ما يخرج من
رأسه ! اعتبار المة ككل خالية من من كل ثقافة !! وكأن المة ل يوجد لها أي مصدر ثقافي إل الحزب ،وكأنهم طبقة وحيدة تملك أن تثقف المة فأي
استعلء على المسلمين فوق هذا !؟ وأي ادعاء أوسع من دعواهم هذه !
- 7ص ) 55يعتبر الحكم أول خطوة عملية لتنفيذ مبدأ الحزب في الدولة ،والسعي لتنفيذه في كل جزء من أجزاء العالم ( فهنا يظهر أنهم يريدون
بسط نفوذ الحزب على العالم ! بمبدئهم الحزبي !! وهذا خلط بين السلم والحزب !
- 8ص ) 39 - 38الحزب هو تكتل يقوم على فكرة وطريقة ،أي على مبدأ آمن افراده به .ويشرف على فكر المجتمع وحسه ليسيرهما في حركات
تصاعدية ( فأي شمولية سلطوية أكبر من هذا ! إشراف على فكر المجتمع وحسه !!! ومن قال بأنهم معصومون حتى يشرفوا على تفكير المجتمع !
وإن كانوا يريدون أن يصهروا كل الفكار داخل حزبهم فهذا إقصاء لكل معارض للحزب !
- 9يتحدث ص 54عن الخطر الطبقي الذي قد يتسلل إلى الحزب ،ول يتحدث عن أي آلية عملية لدحر هذا الخطر ! مجرد الوازع الداخلي بأن
عليهم أن يعلموا أنهم يخدمون المة !!.
- 10يتحدث عن إمكانية وجود خطر طبقي في الحزب ،والكتاب صدر عام 1953فهل توجد دراسة من تلك الفترة إلى الن قام بها حزبهم عن هذا
الخطر يبين فيه ما هو القرب أو البعد عنه بالحصائيات الواقعية ؟ أم القضية تحذير من الخمسينات ثم تناسي كل ما قيل !!
نجد الحزبيين ل يملون البكاء على أطلل الدولة التركية )العثمانية ( ،وتصويرها بصورة مثالية ،بأنها حامية الحمى ومطبقة الشرع ! ويمكن نقدهم
بالتالي :
- 1الدولة التركية أدخلت القوانين الغربية عليها في 1840فيما عرف بقانون الجزاء العثماني ،والذي اعتبره بعضهم كفرا ! فإن لم يكن هذا كفرا فل
تكفروا بمثله الدول الحالية ،وإن كان فما سقط لم يكن خلفة إذا .
- 2ذكر موفق بني مرجة في رسالته للماجستير )تاريخ السلطان عبد الحميد ( أن عقيدة السلطان عبد الحميد الثاني عقيدة صوفية إشراقية يعتقد أنه
يتصل بالعقل الول !! فهل هذا من الدين في شيء ؟!
- 3الدولة العثمانية مسؤولة عن تجهيل المسلمين بمنعها للطباعة عشرات السنين بفتاوى علمائها الرسميين !!.
- 4الدولة كانت مسؤولة عن مظاهر التصوف والتبرك بالقبور ودعاء أصحابها لدرجة أن دعاة نجد أكفروها بذلك !
- 5نظرية أولئك الحزبيين المؤامراتية ل يردفها غير صورهم الدبية وخيالتهم الواسعة !! فمثل اتهامهم للدعوة النجدية بأنها صنيعة بريطانيا ل يسنده
أي دليل تاريخي !! بل إن العثمانيين أنفسهم ! لم يتهموا )الوهابيين( بهذا !! بل اتهموهم بأنهم رافضة صفوي$ون كما في تاريخ صبري أيوب باشا ،أو
خوارج كما في فتاوى المشايخ الرسميين في تلك الفترة ،وللعلم محمد ين عبد الوهاب مواليد 1703م والثورة العربية 1915م !! فل ربط بين قضية
مكماهون وما نحن فيه !! .
- 6تباهيهم بموقف السلطان عبد الحميد الثاني بعدم تنازله عن فلسطين يمكن أن يرد عليه بأنه ذاته الذي سحب الجيوش العثمانية من مناطق الجزائر
ووقع اتفاقيات مع المستعمر ! .
- 7دخول السلطان عبد الحميد الثاني لمغامرة الحرب العالمية الولى مع ألمانيا ولم يكن في الدولة مصنع ذخيرة واحد !! كما ذكره عمر الديراوي في
كتابه ) تاريخ الحرب العالمية الولى ( !! كان انتحارا وسببا في ضياع الممالك السلمية .
- 8يرد على أولئك الذين يتهمون خصوم الدولة العثمانية بالتحالف مع بريطانيا على التنازل لهم جدل ما الذي أجاز تحالف التراك مع اللمان !! وحرم
على غيرهم التحالف مع بريطانيا !!
- 9موقف وحيد الدين اخر السلطين العثمانيين ضد حركة الستقلل التركية كان وصمة عار في تاريخ تلك الدولة !!
- 10ديكتاتورية السلطان عبد الحميد الثاني سمحت له بأن يرتكب مجازر بحق المسلمين ! كما فعل في الدرعية بإيعازه إلى إبراهيم باشا بن محمد علي
.
- 1فتحوا على أنفسهم حجاج الوطنين والقوميين فإن قالوا لهؤلء :أنتم لم تحكموا بما أنزل ا ،كان بإمكانهم أن يقولوا :نحن في طريقنا إلى الخلفة !
ونحن ل ندعي أننا خلفاء ! إنما حكام محليون ،ول يحق لنا أن نتبنى أحكاما او ننفذها قبل أن نصل إلى الخلفة !
- 2يقول الوطنيون للحزبيين :بأي شيء خالفتمونا ؟ أفي الرابطة ؟ إن قالوا :أنتم رابطتكم على أساس وطني ! قال الوطني :ما معنى هذا هل تعنون
التمييز على أساس وطني ؟ إن قالوا :نعم ،قالوا لهم :وأنتم تميزون على أساس حزبي وهو قد يكون أضيق من الوطني وإل لو تساوى من انضم إلى
حزبكم مع غيره ولم يكن _ث م تمييز لما كان هناك حاجة للدخول في حزبكم ،فإن قال الحزبي للوطني :أنت على ضلل كونك تعطي الجنسية لبعض
المسلمين دون بعض وتميز على أساس العرق ل أساس الدين ،يقول الوطني :وأنت على ضلل كونك أعطيت عضوية حزبك لبعض المسلمين دون
بعض ،بل وشرعت لنفسك حق فصل من يقول بالشهادة من حزبك !!
- 3إن قالوا للوطنين :أنتم تلزمون الناس بما لم ينزل ا به سلطانا ،قالوا :وأنتم ألزمتم الناس بتبني مواقف حزبكم وهي مما لم ينزل ا !!
- 4يقول الوطني للحزبي :حكمك ينسب الخطأ إلى ا ! ونحن ننسبه إلى أنفسنا فافترقنا !! إن قال :وكيف ذلك ؟ قال :أنتم مهما تبنيتم من مواقف يجب
أن يتبناها الحزبي ! مع القطع بعدم عصمتها واعتقاد أنها حكم شرعي " آل أمركم بهذا أم على ا تفترون " وإل فأعطونا المواقف التي تراجع عنها
حزبكم ! خلل عشرات السنين من عمله !؟ إذ ل يعقل أنه لم يرتكب خطأ شرعيا واحدا !؟
- 5إن قال الحزبي للعلماني والوطني والقومي :أنتم فشلتم كون أفكاركم لم تتحقق فيقال له :وأنت فشلت كذلك ،ومدتك ليست بالهينة ! إن قال :انتظروا
قالوا له :انتظر أنت أيضا !!
- 6إن قال الحزبي للعلماني :أنتم أقصيتم الدين عن السياسة قالوا له :وأنتم أقصيتم الدين عن الحزب ،إن قال :ل !! بل مرجعيتنا إسلمية قالوا له :
ونحن ننص في الدستور على أن دين الدولة السلم !! إن قال :لكنه غير مطبق في الواقع قالوا له :وأنت ل تطبقه ،إن قال :لسنا دولة الخلفة ،قالوا :
ول نحن ! وهل تجيز الحكم في بلد شتى من حكام شتى دون أمر خليفة ! إن قال :نعم جوز استلم الحكم في منطقة قبل الخلفة وتعدد الحكام
للمسلمين ،وإن قال :ل عذر العلمانيين والوطنيين والقوميين .
- 7يقال للحزبي :إن كانت أفكار حزبك موجودة قبلك في الدين فل فضل لك على أحد منا ول يلزم أحدا النضمام إليك فنحن مسلمون ،وإن كانت
الفكار من كيسك ! فنحن أفكارنا من كيسنا أيضا فتساويينا في المصدر .
- 8فإن نادى بكفرهم قالوا له :بماذا تكفرنا ؟ إن قال :بالدستور الوضعي قالوا :فما معنى الوضعي ؟ إن قال :وضعه بشر ! قالوا :وأنتم كتبكم الحزبية
من وضعها ؟ ومشروعكم لدستور الخلفة من وضعه !؟ إن قالوا :تلك مستمدة من الشرع ،قالوا لهم :ونحن مستمدون منه دعوى بدعوى ،وإن قالوا :
بل بالبينة والدليل ،قالوا لهم :وهل أحطتم بكل الدلة فلم يعزب عنكم منها دليل ؟ وهل فهمتموها كلها ؟ إن قالوا :نعم زعموا العصمة ،وإن قالوا :ل
بقي الشكال قائما .
- 9إن قال الحزبي للوطنيين :أنتم تسلطم وتجبرتم بدون شورى من المسلمين ،قالوا له :أنتم تدعون إلى قلب الحكم وهل يكون هذا بشورى ؟ إن قالوا :
سنجعلها شورى فيما بعد ،قالوا :ونحن سنفعل والدعوى تنازعها الدعوى !
- 10إن قال الحزبيون :إن المة يجب أن تسائل الحاكم ،قال الوطنيون :وهل ل يحق للمة أن تسائل الحزب !؟ إن قالوا :بلى ،يحق لها بطل مفهوم
التبني ! إذ قد يكون الحكم الشرعي مع المة التي تحاسبهم ! ل معهم ! وإن قالوا :ل بطل مفهوم المحاسبة إذ إنهم -بلزم قولهم -على حق ومن خرج
عليهم بغاة !!
وبذا تمت التحفة العشرية ،فما كان من صواب فمن ا ،وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان وا ورسوله منه بريء.