حديث أول لهشام بن عروة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫حديث أول لهشام بن عروة‬

‫رن‬
‫المؤمني أن رسول‬ ‫الزبي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة أم‬
‫مالك عن هشام بن عروة بن ر‬
‫هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ‪ ،‬ثم‬
‫توضأ كما يتوضأ للصالة ‪ ،‬ثم يدخل أصابعه ن يف الماء فيخلل بها أصول شعره ‪،‬‬
‫‪ .‬ثم يصب عىل رأسه ثالث غرفات بيديه ‪ ،‬ثم يفيض الماء عىل جلده كله‬

‫الحاشية رقم‪1 :‬‬


‫[ ص‪ ] 93 :‬ن يف هذا الحديث كيفية غسل المغتسل من الجنابة ‪ ،‬وهو من أحسن‬
‫حديث روي ن يف ذلك ‪ ،‬وفيه فرض وسنة ‪ ،‬فأما السنة فالوضوء قبل االغتسال‬
‫من الجنابة ‪ ،‬ثبت ذلك عن رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه كذلك كان‬
‫يفعل ‪ ،‬إال أن المغتسل من الجنابة إذا لم يتوضأ وعم جميع جسده ورأسه‬
‫ويديه ورجليه وسائر بدنه بالماء ‪ ،‬وأسبغ ذلك وأكمله بالغسل ومرور يديه ‪ ،‬فقد‬
‫أدى ما عليه إذا قصد الغسل ونواه وتم غسله ; ألن هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬إنما فرض‬
‫عىل الجنب الغسل دون الوضوء بقوله ‪ -‬عز وجل ‪ ( : -‬وال جنبا إال عابري سبيل‬
‫ى‬
‫حت تغتسلوا ) ‪ ،‬وقوله ‪ ( :‬وإن كنتم جنبا فاطهروا ) ‪ ،‬وهذا إجماع ال خالف فيه‬
‫بي العلماء ‪ ،‬إال أنهم مجمعون أيضا عىل استحباب الوضوء قبل الغسل للجنب‬ ‫رن‬
‫تأسيا برسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم وألنه أعون عىل الغسل وأهذب فيه ‪،‬‬
‫‪ .‬وأما بعد الغسل فال‬

‫ن‬
‫السختيان هذا الحديث عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة‬ ‫وروى أيوب‬
‫ي‬
‫مثل رواية مالك ‪ ،‬إال أن نف روايته ‪ :‬فيخلل أصول شعره ر ن‬
‫مرتي أو ثالثا ‪ ،‬ثم يفرغ‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ى‬
‫شء صبه عليه ‪ ،‬فقال أيوب ‪ :‬فقلت‬ ‫بق يف اإلناء ي‬
‫الماء عىل سائر جسده ‪ ،‬فإن ي‬
‫ن‬
‫لهشام ‪ :‬فغسل رجليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬وضوءه للصالة وضوءه للصالة ‪ ،‬ي‬
‫يعت كفاه من‬
‫‪ .‬ذلك ‪ ،‬وهذا الوضوء قبل الغسل ال بعده‬
‫حدثنا سعيد بن نرص ‪ ،‬وعبد الوارث بن سفيان ‪ ،‬قاال ‪ :‬حدثنا قاسم بن أصبغ ‪،‬‬
‫أن شيبة قال ‪ :‬حدثنا شيك ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬حدثنا ابن وضاح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن ي‬
‫أن إسحاق عن األسود ‪ ،‬عن عائشة قالت ‪ :‬كان رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه‬ ‫عن ي‬
‫‪ .‬وسلم ‪ -‬ال يتوضأ بعد الغسل من الجنابة‬

‫[ ص‪ ] 94 :‬وروى جميع بن ر‬
‫عمي ‪ ،‬والقاسم بن محمد ‪ ،‬واألسود بن يزيد ‪ ،‬عن‬
‫عائشة وصفها غسل رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬من الجنابة نحو‬
‫بمعت واحد متقارب ‪ ،‬ن‬
‫ن‬
‫وف‬
‫ي‬ ‫حديث هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة‬
‫عمي كان رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬يتوضأ وضوءه‬
‫حديث جميع بن ر‬
‫للصالة ‪ ،‬ثم يفيض عىل رأسه ثالث مرار ونحن نفيض عىل رءوسنا خمسا من‬
‫‪ .‬أجل الضفر‬

‫وأما حديث ميمونة ن يف صفة غسل رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬فحدثنا‬
‫عبد هللا بن محمد ‪ ،‬حدثنا محمد بن بكر ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا مسدد قال ‪:‬‬
‫أن الجعد ‪ ،‬عن كريب‬ ‫حدثنا عبد هللا بن داود ‪ ،‬عن األعمش ‪ ،‬عن سالم بن ي‬
‫قال ‪ :‬حدثنا ابن عباس عن خالته ميمونة قالت ‪ :‬وضعت ي‬
‫للنت ‪ -‬صىل هللا عليه‬
‫وسلم ‪ -‬غسال يغتسل به من الجنابة ‪ ،‬فأكفأ اإلناء عىل يده اليرسى فغسلها‬
‫مرتي أو ثالثا ‪ ،‬ثم صب عىل فرجه فغسل فرجه بشماله ‪ ،‬ثم نضب بيده األرض‬ ‫رن‬
‫فغسلها ‪ ،‬ثم مضمض واستنشق وغسل وجهه ويديه ‪ ،‬ثم صب عىل رأسه‬
‫وجسده ‪ ،‬ثم تنىح ناحية فغسل رجليه فناولته المنديل ‪ ،‬فلم يأخذه وجعل‬
‫ينفض الماء عن جسده قال األعمش ‪ :‬فذكرت ذلك إلبراهيم ‪ ،‬فقال ‪ :‬كانوا ال‬
‫‪ .‬يرون بالمنديل بأسا ‪ ،‬ولكن كانوا يكرهون العادة‬

‫هذا الحديث لصحته يرد ما رواه شعبة موىل ابن عباس عن ابن عباس أنه كان‬
‫إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه سبعا وفرجه سبعا ‪ ،‬وشعبة هذا ليس بالقوي‬
‫رن‬
‫خمسي والغسل من الجنابة سبع‬ ‫‪ ،‬وقد روي عن ابن عمر قال ‪ :‬كانت الصالة‬
‫مرات ‪ ،‬وغسل الثوب من البول سبع مرات ‪ ،‬فلم يزل رسول هللا ‪ -‬صىل هللا‬
‫حت جعلت الصالة خمسا والغسل من الجنابة مرة ‪ ،‬وغسل‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬يسأل ى‬
‫[ ص‪ ] 95 :‬الثوب من البول مرة ‪ .‬وإسناد هذا الحديث أيضا عن ابن عمر فيه‬
‫ضعف ر ن‬
‫ولي ‪ ،‬وإن كان أبو داود قد خرجه وخرج الذي قبله عن شعبة موىل ابن‬
‫‪ .‬عباس‬

‫وأما قوله ن يف حديث عائشة ‪ :‬يتوضأ وضوءه للصالة فيحتمل أنها أرادت بدأ‬
‫بمواضع الوضوء ‪ ،‬والدليل عىل ذلك أنه ليس ن‬
‫شء من اآلثار الواردة عنه ‪-‬‬ ‫ف‬
‫ي ي‬
‫صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬ن يف غسل الجنابة أنه أعاد غسل تلك األعضاء ‪ ،‬وال إعادة‬
‫المضمضة وال االستنشاق ‪ ،‬وأجمع العلماء عىل أن ذلك كله ال يعاد ‪ ،‬من أوجب‬
‫مض القول ن يف ذلك ن يف باب‬
‫منهم المضمضة واالستنشاق ومن لم يوجبها ‪ ،‬وقد ن‬
‫‪ .‬زيد بن أسلم والحمد هلل‬

‫واختلف قول مالك ن يف تخليل الجنب لحيته ن يف غسله من الجنابة ‪ ،‬فروى ابن‬
‫القاسم عنه أنه قال ‪ :‬ليس ذلك عليه ‪ .‬وروى أشهب عنه أن عليه تخليل لحيته‬
‫من الجنابة ‪ ،‬قال ابن عبد الحكم ‪ :‬وهو أحب إلينا ; ألن رسول هللا ‪ -‬صىل هللا‬
‫عليه وسلم ‪ -‬كان يخلل شعره ن يف غسل الجنابة ‪ .‬واختالف الفقهاء ن يف ذلك عىل‬
‫القولي ‪ ،‬ن‬
‫رن‬
‫وف حديث عائشة هذا ما يشهد لصحة قول من رأى التخليل ;‬ ‫ي‬ ‫هذين‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫يقتض عمومه‬
‫ي‬ ‫ألن قولها فيه فيدخل أصابعه يف الماء فيخلل بها أصول شعره‬
‫‪ .‬شعر لحيته ورأسه ‪ ،‬وإن كان األظهر فيه شعر رأسه ‪ ،‬وهللا أعلم‬

‫واختلف العلماء ن يف الجنب يغتسل ن يف الماء ويعم جسده ورأسه كله بالغسل ‪ ،‬أو‬
‫ينغمس ن يف الماء ويعم بذلك جميع جسده دون أن يتدلك ‪ ،‬فالمشهور من‬
‫مذهب مالك أنه ال يجزيه ى‬
‫حت يتدلك ; ألن هللا أمر الجنب [ ص‪] 96 :‬‬
‫رن‬
‫المرفقي ‪ ،‬ولم يكن بد‬ ‫ن ئ‬
‫المتوض بغسل وجهه ويديه إىل‬ ‫باالغتسال كما أمر‬
‫للمتوض من إمرار يديه مع الماء عىل وجهه وعىل يديه ‪ ،‬فكذلك جميع جسد‬‫ن ئ‬
‫ن‬ ‫ن ئ‬ ‫ن‬
‫زن واختياره ‪،‬‬
‫الجنب ورأسه يف حكم وجه المتوض وحكم يديه ‪ ،‬وهذا قول الم ي‬
‫ن‬
‫وف بعض روايات حديث ميمونة أن رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬غسل‬‫ي‬
‫‪ .‬جسده من الجنابة‬

‫وقال أبو الفرج ‪ :‬وهذا هو المعقول من لفظ الغسل ; ألن االغتسال ن يف اللغة هو‬
‫غي صب الماء ‪ ،‬وال يسميه أهل اللسان‬ ‫ومت لم يمر يديه فلم يفعل ر‬‫االفتعال ى‬
‫غاسال ‪ ،‬بل يسمونه صابا للماء ومنغمسا فيه ‪ ،‬قال ‪ :‬وعىل نحو ذلك جاءت‬
‫النت ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه قال ‪ :‬تحت كل شعرة جنابة فبلوا‬ ‫اآلثار عن ي‬
‫واغسلوا الشعر وأنقوا البرسة قال ‪ :‬وإنقاؤه ‪ -‬وهللا أعلم ‪ -‬ال يكون إال لمتبعه عىل‬
‫حد ما ذكرناه ‪ .‬قال أبو الفرج ‪ :‬وتخري ج هذا عندي ‪ -‬وهللا أعلم ‪ -‬أنه لما كان‬
‫المعتاد من المنغمس ن يف الماء وصابه عليه أنهما ال يكادان يسلمان من تنكب‬
‫الماء ‪ -‬مواضع المبالغة المأمور بها ‪ ،‬وجب لذلك عليهما أن يمرا أيديهما ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫غي أن يمر يديه‬ ‫بي صبه عليه من ر‬ ‫فأما إن طال مكث اإلنسان نف ماء ‪ ،‬أو واىل ر ن‬
‫ي‬
‫ن‬
‫المعت ‪ -‬وهللا أعلم ‪-‬‬ ‫عىل بدنه ‪ ،‬فإنه ينوب له عن إمرار يديه ‪ ،‬قال ‪ :‬وإىل هذا‬
‫أن الفرج ‪ ،‬وقد عاد إىل جواز الغسل‬ ‫ذهب مالك ‪ -‬رحمه هللا ‪ ، -‬هذا كله قول ي‬
‫للمنغمس ن يف الماء إذا أسبغ وعم ‪ ،‬وعىل ذلك جماعة الفقهاء وجمهور العلماء ‪،‬‬
‫‪ .‬وقد روي ذلك عن مالك أيضا‬

‫أخينا أحمد بن سعيد بن برس قال ‪ :‬حدثنا مسلمة بن القاسم قال ‪ :‬حدثنا‬
‫محمد بن زبان قال ‪ :‬حدثنا سلمة بن شبيب قال ‪ :‬حدثنا مروان بن محمد قال ‪:‬‬
‫سألت مالك بن أنس عن رجل اغتمس ن يف ماء وهو جنب ولم يتوضأ وصىل ‪،‬‬
‫[ ص‪ ] 97 :‬قال ‪ :‬مضت صالته ‪ .‬فهذه الرواية فيها أنه لم يتدلك وال توضأ ‪،‬‬
‫وقد أجزأه عند مالك ‪ ،‬لكن المعروف من مذهبه ما وصفنا من التدلك ‪ ،‬وقد‬
‫‪ .‬روي عن الحسن وعطاء مثل ذلك ‪ ،‬وروي عنهما خالفه‬

‫كثي بن هشام ‪ ،‬عن جعفر بن برقان ‪ ،‬عن ميمون بن مهران قال ‪:‬‬ ‫ذكر دحيم عن ر‬
‫شء نالته يدك ‪ .‬قال ‪ :‬وحدثنا‬
‫إذا اغتسلت من الجنابة فادلك جلدك وكل ي‬
‫اع عن الزهري ن يف الجنب ينغمس ن يف نهر قال ‪ :‬يجزيه‬
‫‪ .‬الوليد ‪ ،‬حدثنا األوز ي‬
‫اع عن جنب طرح نفسه ن يف نهر وهو‬‫قال ‪ :‬وحدثنا أبو حفص أنه سأل األوز ي‬
‫‪ .‬جنب لم يزد عىل أن انغمس مكانه ‪ ،‬قال ‪ :‬يجزيه‬

‫عىل وعطاء والحسن البرصي قالوا ‪ :‬إذا اغتمس الجنب‬


‫الشعت ومحمد بن ي‬
‫ي‬ ‫وعن‬
‫‪ .‬ن يف نهر اغتماسة أجزأه‬

‫اع ‪ :‬يجزي الجنب إذا‬ ‫والشافع وأصحابهما والثوري واألوز ي‬


‫ي‬ ‫وقال أبو حنيفة‬
‫انغمس ن يف الماء ‪ ،‬وإن لم يتدلك ‪ ،‬وبه قال أحمد بن حنبل وأبو ثور وإسحاق‬
‫وداود والطيي ومحمد بن عبد الحكم ‪ ،‬وهو قول الحسن البرصي ‪ ،‬وإبراهيم‬
‫الشعت ‪ ،‬وحماد بن أ ين سليمان ‪ ،‬وعطاء ‪ ،‬كل هؤالء يقول ‪ :‬إذا‬ ‫ي‬ ‫النخع ‪ ،‬وعامر‬
‫ي‬
‫ن‬
‫انغمس يف الماء وقد وجب عليه الوضوء ‪ ،‬فعم الماء أعضاء الوضوء ونوى‬
‫بذلك الطهارة أجزأه ‪ ،‬وحجتهم أن كل من صب عليه الماء فقد اغتسل ‪،‬‬
‫ن‬
‫غسلتت السماء‬ ‫‪ .‬والعرب تقول ‪:‬‬
‫ي‬

‫وقد حكت عائشة وميمونة صفة غسل رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬ولم‬
‫يذكرا فيه التدلك ‪ ،‬ولو كان واجبا ما تركه رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪; -‬‬
‫رن‬
‫المبي عن هللا مراده ‪ ،‬ولو فعله لنقل عنه كما نقل تخليل أصول الشعر‬ ‫ألنه‬
‫وغي ذلك من صفة غسله ووضوئه ‪ ،‬صىل هللا عليه‬ ‫بالماء وغرفه عىل رأسه ر‬
‫‪ .‬وسلم‬

‫أن إسحاق عن رجل يقال له عاصم ‪ ،‬أن رهطا‬ ‫ذكر عبد الرزاق عن معمر ‪ ،‬عن ي‬
‫أتوا عمر بن الخطاب فسألوه عن الغسل من الجنابة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما الغسل [ ص‪:‬‬
‫‪ ] 98‬فتوضأ وضوءك للصالة ‪ ،‬ثم اغسل رأسك ثالث مرات وادلكه ‪ ،‬ثم أفض‬
‫الماء عىل جلدك ‪ ،‬وأما غسل المرأة رأسها ن يف الجنابة وصفة غسلها من ذلك فقد‬
‫جاء عن عائشة ما ذكرنا من قولها ‪ :‬وأما نحن فنفيض عىل رءوسنا خمسا من‬
‫‪ .‬أجل الضفر‬

‫وقد أنكرت عىل عبد هللا بن عمرو أمره النساء أن ينقضن رءوسهن عند الغسل‬
‫وقالت ‪ :‬ما كنت أزيد عىل أن أفرغ عىل ر ي‬
‫أش ثالث غرفات مع رسول هللا ‪ -‬صىل‬
‫عمي ‪ ،‬عن عائشة‬
‫زبي ) عن عبيد بن ر‬
‫أن ( ال ر‬
‫هللا عليه وسلم ‪ ، -‬رواه أيوب ‪ ،‬عن ي‬
‫‪ .‬أنه بلغها عن عبد هللا بن عمرو‬

‫‪:‬‬ ‫ن‬
‫أش عند الغسل ؟‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫أأنقض‬ ‫‪،‬‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ ‫قالت‬ ‫أنها‬ ‫سلمة‬ ‫أم‬ ‫حديث‬ ‫وف‬
‫ي‬
‫تصت عىل رأسك ثالث مرات ‪ ،‬وقال سعيد بن المسيب ‪ :‬لكل‬ ‫ي‬ ‫فقال ‪ :‬يكفيك أن‬
‫صبة عرصة ‪ ،‬وقال مالك ‪ :‬اغتسال المرأة من الحيض كاغتسالها من الجنابة وال‬
‫‪ .‬تنقض رأسها‬

‫أبو عمر ‪ :‬قد ثبت عن ي‬


‫النت ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه كان يخلل أصول‬ ‫قال‬
‫شعره ن يف غسله ويتبع ذلك بصب الماء عليه ‪ ،‬فالواجب عىل كل ذي شعر من‬
‫رجل أو امرأة أن يعتقد ذلك ى‬
‫حت يوصل الماء إىل البرسة ويجري عليها ; لقوله ‪-‬‬
‫صىل هللا عليه وسلم ‪ : -‬تحت [ ص‪ ] 99 :‬كل شعرة جنابة ‪ ،‬فاغسلوا الشعر ‪،‬‬
‫ويروى ‪ :‬فارووا الشعر وأنقوا البرسة ‪ ،‬فإن وصل الماء إىل جلد الرأس فال وجه‬
‫‪ .‬لنقض الشعر حينئذ‬

‫حدثنا عبد هللا بن محمد ‪ ،‬حدثنا محمد بن بكر ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا موش‬
‫بن إسماعيل ‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬أخينا عطاء بن السائب ‪ ،‬عن زاذان ‪ ،‬عن‬
‫عىل ‪ ،‬أن رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬قال ‪ :‬من ترك موضع شعرة من‬ ‫ي‬
‫عىل ‪ :‬فمن ثم عاديت ر ي‬
‫أش‬ ‫جنابة لم يغسلها ‪ ،‬فعل به كذا وكذا من النار قال ي‬
‫ن‬
‫ثالثا ‪ .‬وكان يجز شعره ‪ ،‬وكان ابن عيينة يقول ‪ :‬يف تأويل الحديث " وأنقوا البرس‬
‫" إنه أراد غسل الفرج وتضاعيفه ‪ ،‬وأنه ن‬
‫كت بالبرسة عن الفرج ‪ ،‬وما رأيت هذا‬
‫لغي ابن عيينة‬
‫التفسي ر‬
‫ر‬ ‫‪.‬‬

‫بتفسي األحاديث من ابن عيينة ‪ ،‬وحديث ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫وقال ابن وهب ‪ :‬ما رأيت أعلم‬
‫فأبلوا الشعر وأنقوا البرسة يدور عىل الحارث بن وجيه وهو ضعيف ‪ ،‬حدثناه‬
‫عبد هللا بن محمد قال ‪ :‬حدثنا محمد بن بكر قال ‪ :‬حدثنا أبو داود قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عىل قال ‪ :‬حدثنا الحارث بن وجيه قال ‪ :‬حدثنا مالك بن دينار ‪ ،‬عن‬
‫نرص بن ي‬
‫أن هريرة قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪: -‬‬ ‫سيين ‪ ،‬عن ي‬
‫محمد بن ر‬
‫‪ .‬إن تحت كل شعرة جنابة ‪ ،‬فاغسلوا الشعر وأنقوا البرس‬

‫‪ .‬قال أبو داود ‪ :‬هذا حديث ضعيف‬

‫وحدثنا خلف بن قاسم قال ‪ :‬حدثنا أبو حذيفة أحمد بن محمد بن ي‬


‫عىل‬
‫الدينوري قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر عبد هللا بن سليمان قال ‪ :‬حدثنا نرص بن ي‬
‫عىل‬
‫الجهضم قال ‪ :‬حدثنا الحارث بن وجيه ‪ ،‬عن مالك بن دينار ‪،‬‬
‫ي‬ ‫[ ص‪] 100 :‬‬
‫النت ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪: -‬‬
‫أن هريرة قال ‪ :‬قال ي‬ ‫سيين ‪ ،‬عن ي‬ ‫عن محمد بن ر‬
‫‪ .‬تحت كل شعرة جنابة ‪ ،‬فأبلوا الشعر وأنقوا البرس‬

‫رن‬
‫حسي‬ ‫وذكر عبد الرزاق ‪ ،‬أخينا معمر ‪ ،‬عن زيد بن أسلم قال ‪ :‬سمعت ي‬
‫عىل بن‬
‫‪ .‬يقول ‪ :‬ما مس الماء منك وأنت جنب فقد طهر ذلك المكان‬

‫واختلف الفقهاء نف الغسل للجنابة ن‬


‫غي نية ‪ ،‬فقال مالك وربيعة‬‫وف الوضوء من ر‬‫ي‬ ‫ي‬
‫والشافع وداود والطيي وأحمد وأبو ثور وإسحاق وأبو عبيد ‪ :‬ال يجزئ الطهارة‬
‫ي‬
‫للصالة والغسل من الجنابة وال التيمم إال بنية ‪ .‬وحجتهم قوله ‪ -‬صىل هللا عليه‬
‫وسلم ‪ : -‬إنما األعمال بالنيات ‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى ‪ ،‬وقال هللا ‪ -‬عز وجل‬
‫مخلصي له الدين ) ‪ ،‬واإلخالص ‪ :‬النية ن يف التقرب‬
‫رن‬ ‫‪ ( : -‬وما أمروا إال ليعبدوا هللا‬
‫افيض عىل المؤمن‬ ‫‪ .‬إليه والقصد بأداء ما ى‬

‫وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري ‪ :‬تجزئ كل طهارة بماء ر‬


‫بغي نية ‪ ،‬وال يجزئ‬
‫ح ‪ :‬يجزئ الوضوء والتيمم ر‬
‫بغي‬ ‫اع والحسن بن ي‬‫التيمم إال بنية ‪ .‬وقال األوز ي‬
‫‪ .‬نية‬

‫اع ‪ -‬وسئل عن رجل يعلم أحدا التيمم‬ ‫المغية عبد القدوس عن األوز ي‬
‫ر‬ ‫وروى أبو‬
‫يصىل بتيممه كما لو توضأ‬ ‫فحرصت الصالة ‪ ،‬قال ‪:‬‬‫ن‬ ‫وال ينوي التيمم لنفسه ‪-‬‬
‫ي‬
‫‪ .‬وهو ال ينوي الصالة كان طاهرا‬

‫والفريان وعبد الرزاق عن الثوري قال ‪ :‬إذا علمت‬


‫ي‬ ‫وروى عبد هللا بن المبارك‬
‫الرجل التيمم لم يجزك إال أن يكون نويته ‪ ،‬وإن علمته الوضوء أجزأك وإن لم‬
‫أن حنيفة وأصحابه‬ ‫‪ .‬تنوه ‪ .‬وهو قول ي‬

‫ن‬
‫بغي نية ‪ ،‬فروي عنه مثل قول الحسن‬ ‫[ ص‪ ] 101 :‬واختلف عن زفر يف التيمم ر‬
‫بي الوضوء‬ ‫بن ح واألوزاع ‪ ،‬وروي عنه مثل قول أن حنيفة والثوري نف الفرق ر ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫والتيمم ‪ ،‬وحجة من أسقط النية ولم يراعها يف الوضوء بالماء أن الوضوء ليس‬
‫ن ئ‬
‫المتوض فيه إىل نية ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإنما يحتاج إىل النية‬ ‫فيه فرض ونافلة فيحتاج‬
‫بي ذلك ‪ ،‬وأما الوضوء فهو فرض‬ ‫فيما فيه من األعمال فرض ونفل ليفرق بالنية ر ن‬
‫غت عن النية ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وأما‬‫للنافلة والفريضة ‪ ،‬وال يصنعه أحد إال لذلك فاست ن‬
‫بي التيمم‬‫التيمم فهو بدل من الوضوء فال بد فيه من النية ‪ ،‬ومن جمع نف ذلك ر ن‬
‫ي‬
‫والوضوء فحجته ن يف ذلك واحدة ‪ ،‬ومن حجتهم أيضا اإلجماع عىل إزالة‬
‫وه طهارة واجبة فرضا عندهم ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬ ‫بغي نية ي‬‫النجاسات من األبدان والثياب ر‬
‫‪ .‬فكذلك الوضوء‬
‫قال أبو عمر ‪ :‬القول الصحيح قول من قال ‪ " :‬ال تجزئ طهارة إال بنية وقصد‬
‫" ; ألن المفروضات ال تؤدى إال بقصد أدائها ‪ ،‬وال يسم الفاعل عىل الحقيقة‬
‫فاعال إال بقصد منه إىل الفعل ‪ ،‬ومحال أن يتأدى عن المرء ما لم يقصد إىل أدائه‬
‫غي متقرب وال قاصد واألمر ن يف هذا واضح‬‫وينوه بفعله وأي تقرب يكون من ر‬
‫‪ .‬لمن ألهم رشده ولم تمل به عصبيته‬

‫واختلف الفقهاء فيمن اغتسل للجمعة وهو جنب ولم يذكر جنابته ‪ ،‬فقالت‬
‫طائفة ‪ :‬تجزيه ; ألنه اغتسل للصالة واستباحتها ‪ ،‬وليس عليه مراعاة الحدث‬
‫غي ذلك‬ ‫اع حدث البول من الغائط من الري ح و ر‬ ‫ونوعه ‪ ،‬كما ليس عليه أن ير ي‬
‫من األحداث ‪ ،‬وإنما عليه أن يتوضأ للصالة ‪ ،‬فكذلك الغسل للصالة يوم‬
‫الشافع ‪ ،‬فهو قول‬ ‫صاحب‬ ‫ن‬
‫المزن‬ ‫الجمعة تجزيه من الجنابة ‪ .‬وإىل هذا ذهب‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫جماعة من أصحاب مالك منهم أشهب وابن وهب وابن كنانة ومطرف وعبد‬
‫الملك ومحمد بن مسلمة ‪ ،‬وقال آخرون ‪ :‬ال يجزئ الجنب الغسل للجمعة‬
‫[ ص‪ ] 102 :‬إذا لم يذكر جنابته ‪ ،‬وال يجزيه عن الجنابة إال الغسل الذي يعتد‬
‫به لها بقصد منه إىل ذلك ونية ‪ ،‬ورفع لجنابته بإرادة ذلك وذكره لها ; ألن‬
‫الفرائض ال تؤدى إال بذلك ‪ ،‬وألن الغسل للجمعة سنة واستحباب ‪ ،‬ومحال أن‬
‫الت‬‫تجزئ سنة عن فرض كما ال تجزئ ذلك نف شء من الصالة وسائر األعمال ى‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫فيها الفرض والنفل ‪ ،‬وهذا القول صح ن‬
‫والشافع‬
‫ي‬ ‫مالك‬ ‫قول‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫النظر‬ ‫ف‬‫ي‬
‫عىل وأحمد بن حنبل ‪ ،‬وإليه ذهب ابن القاسم صاحب مالك وابن‬ ‫وداود بن ي‬
‫‪ .‬عبد الحكم ‪ ،‬وروياه عن مالك‬

‫وأما حديث مالك عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ :‬كنت أغتسل أنا‬
‫يحت ن يف الموطأ ‪،‬‬
‫ورسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ -‬من إناء واحد فليس عند ر‬
‫ولذلك لم يذكره هاهنا وعنده ن يف ذلك حديث ابن شهاب عن عروة ‪ ،‬عن عائشة‬
‫‪ ،‬وقد تقدم ذكره وما فيه من األحكام ن يف باب ابن شهاب من هذا الكتاب ‪ ،‬وقد‬
‫القعنت عن‬
‫ي‬ ‫وغيه ‪ :‬حديث هشام وحديث ابن شهاب ‪ ،‬ورواه‬ ‫بكي ر‬‫جمعهما ابن ر‬
‫‪ .‬مالك عن هشام ‪ ،‬أو ابن شهاب عىل الشك ‪ ،‬ولم يقل لفظهما‬

You might also like