Professional Documents
Culture Documents
حديث أول لهشام بن عروة
حديث أول لهشام بن عروة
حديث أول لهشام بن عروة
رن
المؤمني أن رسول الزبي ،عن أبيه ،عن عائشة أم
مالك عن هشام بن عروة بن ر
هللا -صىل هللا عليه وسلم -كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ،ثم
توضأ كما يتوضأ للصالة ،ثم يدخل أصابعه ن يف الماء فيخلل بها أصول شعره ،
.ثم يصب عىل رأسه ثالث غرفات بيديه ،ثم يفيض الماء عىل جلده كله
ن
السختيان هذا الحديث عن هشام بن عروة ،عن أبيه ،عن عائشة وروى أيوب
ي
مثل رواية مالك ،إال أن نف روايته :فيخلل أصول شعره ر ن
مرتي أو ثالثا ،ثم يفرغ ي
ن ى
شء صبه عليه ،فقال أيوب :فقلت بق يف اإلناء ي
الماء عىل سائر جسده ،فإن ي
ن
لهشام :فغسل رجليه ،فقال :وضوءه للصالة وضوءه للصالة ،ي
يعت كفاه من
.ذلك ،وهذا الوضوء قبل الغسل ال بعده
حدثنا سعيد بن نرص ،وعبد الوارث بن سفيان ،قاال :حدثنا قاسم بن أصبغ ،
أن شيبة قال :حدثنا شيك ، قال :حدثنا ابن وضاح ،قال :حدثنا أبو بكر بن ي
أن إسحاق عن األسود ،عن عائشة قالت :كان رسول هللا -صىل هللا عليه عن ي
.وسلم -ال يتوضأ بعد الغسل من الجنابة
[ ص ] 94 :وروى جميع بن ر
عمي ،والقاسم بن محمد ،واألسود بن يزيد ،عن
عائشة وصفها غسل رسول هللا -صىل هللا عليه وسلم -من الجنابة نحو
بمعت واحد متقارب ،ن
ن
وف
ي حديث هشام بن عروة ،عن أبيه ،عن عائشة
عمي كان رسول هللا -صىل هللا عليه وسلم -يتوضأ وضوءه
حديث جميع بن ر
للصالة ،ثم يفيض عىل رأسه ثالث مرار ونحن نفيض عىل رءوسنا خمسا من
.أجل الضفر
وأما حديث ميمونة ن يف صفة غسل رسول هللا -صىل هللا عليه وسلم -فحدثنا
عبد هللا بن محمد ،حدثنا محمد بن بكر ،حدثنا أبو داود ،حدثنا مسدد قال :
أن الجعد ،عن كريب حدثنا عبد هللا بن داود ،عن األعمش ،عن سالم بن ي
قال :حدثنا ابن عباس عن خالته ميمونة قالت :وضعت ي
للنت -صىل هللا عليه
وسلم -غسال يغتسل به من الجنابة ،فأكفأ اإلناء عىل يده اليرسى فغسلها
مرتي أو ثالثا ،ثم صب عىل فرجه فغسل فرجه بشماله ،ثم نضب بيده األرض رن
فغسلها ،ثم مضمض واستنشق وغسل وجهه ويديه ،ثم صب عىل رأسه
وجسده ،ثم تنىح ناحية فغسل رجليه فناولته المنديل ،فلم يأخذه وجعل
ينفض الماء عن جسده قال األعمش :فذكرت ذلك إلبراهيم ،فقال :كانوا ال
.يرون بالمنديل بأسا ،ولكن كانوا يكرهون العادة
هذا الحديث لصحته يرد ما رواه شعبة موىل ابن عباس عن ابن عباس أنه كان
إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه سبعا وفرجه سبعا ،وشعبة هذا ليس بالقوي
رن
خمسي والغسل من الجنابة سبع ،وقد روي عن ابن عمر قال :كانت الصالة
مرات ،وغسل الثوب من البول سبع مرات ،فلم يزل رسول هللا -صىل هللا
حت جعلت الصالة خمسا والغسل من الجنابة مرة ،وغسل عليه وسلم -يسأل ى
[ ص ] 95 :الثوب من البول مرة .وإسناد هذا الحديث أيضا عن ابن عمر فيه
ضعف ر ن
ولي ،وإن كان أبو داود قد خرجه وخرج الذي قبله عن شعبة موىل ابن
.عباس
وأما قوله ن يف حديث عائشة :يتوضأ وضوءه للصالة فيحتمل أنها أرادت بدأ
بمواضع الوضوء ،والدليل عىل ذلك أنه ليس ن
شء من اآلثار الواردة عنه - ف
ي ي
صىل هللا عليه وسلم -ن يف غسل الجنابة أنه أعاد غسل تلك األعضاء ،وال إعادة
المضمضة وال االستنشاق ،وأجمع العلماء عىل أن ذلك كله ال يعاد ،من أوجب
مض القول ن يف ذلك ن يف باب
منهم المضمضة واالستنشاق ومن لم يوجبها ،وقد ن
.زيد بن أسلم والحمد هلل
واختلف قول مالك ن يف تخليل الجنب لحيته ن يف غسله من الجنابة ،فروى ابن
القاسم عنه أنه قال :ليس ذلك عليه .وروى أشهب عنه أن عليه تخليل لحيته
من الجنابة ،قال ابن عبد الحكم :وهو أحب إلينا ; ألن رسول هللا -صىل هللا
عليه وسلم -كان يخلل شعره ن يف غسل الجنابة .واختالف الفقهاء ن يف ذلك عىل
القولي ،ن
رن
وف حديث عائشة هذا ما يشهد لصحة قول من رأى التخليل ; ي هذين
ن ن
يقتض عمومه
ي ألن قولها فيه فيدخل أصابعه يف الماء فيخلل بها أصول شعره
.شعر لحيته ورأسه ،وإن كان األظهر فيه شعر رأسه ،وهللا أعلم
واختلف العلماء ن يف الجنب يغتسل ن يف الماء ويعم جسده ورأسه كله بالغسل ،أو
ينغمس ن يف الماء ويعم بذلك جميع جسده دون أن يتدلك ،فالمشهور من
مذهب مالك أنه ال يجزيه ى
حت يتدلك ; ألن هللا أمر الجنب [ ص] 96 :
رن
المرفقي ،ولم يكن بد ن ئ
المتوض بغسل وجهه ويديه إىل باالغتسال كما أمر
للمتوض من إمرار يديه مع الماء عىل وجهه وعىل يديه ،فكذلك جميع جسدن ئ
ن ن ئ ن
زن واختياره ،
الجنب ورأسه يف حكم وجه المتوض وحكم يديه ،وهذا قول الم ي
ن
وف بعض روايات حديث ميمونة أن رسول هللا -صىل هللا عليه وسلم -غسلي
.جسده من الجنابة
وقال أبو الفرج :وهذا هو المعقول من لفظ الغسل ; ألن االغتسال ن يف اللغة هو
غي صب الماء ،وال يسميه أهل اللسان ومت لم يمر يديه فلم يفعل راالفتعال ى
غاسال ،بل يسمونه صابا للماء ومنغمسا فيه ،قال :وعىل نحو ذلك جاءت
النت -صىل هللا عليه وسلم -أنه قال :تحت كل شعرة جنابة فبلوا اآلثار عن ي
واغسلوا الشعر وأنقوا البرسة قال :وإنقاؤه -وهللا أعلم -ال يكون إال لمتبعه عىل
حد ما ذكرناه .قال أبو الفرج :وتخري ج هذا عندي -وهللا أعلم -أنه لما كان
المعتاد من المنغمس ن يف الماء وصابه عليه أنهما ال يكادان يسلمان من تنكب
الماء -مواضع المبالغة المأمور بها ،وجب لذلك عليهما أن يمرا أيديهما ،قال :
غي أن يمر يديه بي صبه عليه من ر فأما إن طال مكث اإلنسان نف ماء ،أو واىل ر ن
ي
ن
المعت -وهللا أعلم - عىل بدنه ،فإنه ينوب له عن إمرار يديه ،قال :وإىل هذا
أن الفرج ،وقد عاد إىل جواز الغسل ذهب مالك -رحمه هللا ، -هذا كله قول ي
للمنغمس ن يف الماء إذا أسبغ وعم ،وعىل ذلك جماعة الفقهاء وجمهور العلماء ،
.وقد روي ذلك عن مالك أيضا
أخينا أحمد بن سعيد بن برس قال :حدثنا مسلمة بن القاسم قال :حدثنا
محمد بن زبان قال :حدثنا سلمة بن شبيب قال :حدثنا مروان بن محمد قال :
سألت مالك بن أنس عن رجل اغتمس ن يف ماء وهو جنب ولم يتوضأ وصىل ،
[ ص ] 97 :قال :مضت صالته .فهذه الرواية فيها أنه لم يتدلك وال توضأ ،
وقد أجزأه عند مالك ،لكن المعروف من مذهبه ما وصفنا من التدلك ،وقد
.روي عن الحسن وعطاء مثل ذلك ،وروي عنهما خالفه
كثي بن هشام ،عن جعفر بن برقان ،عن ميمون بن مهران قال : ذكر دحيم عن ر
شء نالته يدك .قال :وحدثنا
إذا اغتسلت من الجنابة فادلك جلدك وكل ي
اع عن الزهري ن يف الجنب ينغمس ن يف نهر قال :يجزيه
.الوليد ،حدثنا األوز ي
اع عن جنب طرح نفسه ن يف نهر وهوقال :وحدثنا أبو حفص أنه سأل األوز ي
.جنب لم يزد عىل أن انغمس مكانه ،قال :يجزيه
وقد حكت عائشة وميمونة صفة غسل رسول هللا -صىل هللا عليه وسلم -ولم
يذكرا فيه التدلك ،ولو كان واجبا ما تركه رسول هللا -صىل هللا عليه وسلم ; -
رن
المبي عن هللا مراده ،ولو فعله لنقل عنه كما نقل تخليل أصول الشعر ألنه
وغي ذلك من صفة غسله ووضوئه ،صىل هللا عليه بالماء وغرفه عىل رأسه ر
.وسلم
أن إسحاق عن رجل يقال له عاصم ،أن رهطا ذكر عبد الرزاق عن معمر ،عن ي
أتوا عمر بن الخطاب فسألوه عن الغسل من الجنابة ،فقال :أما الغسل [ ص:
] 98فتوضأ وضوءك للصالة ،ثم اغسل رأسك ثالث مرات وادلكه ،ثم أفض
الماء عىل جلدك ،وأما غسل المرأة رأسها ن يف الجنابة وصفة غسلها من ذلك فقد
جاء عن عائشة ما ذكرنا من قولها :وأما نحن فنفيض عىل رءوسنا خمسا من
.أجل الضفر
وقد أنكرت عىل عبد هللا بن عمرو أمره النساء أن ينقضن رءوسهن عند الغسل
وقالت :ما كنت أزيد عىل أن أفرغ عىل ر ي
أش ثالث غرفات مع رسول هللا -صىل
عمي ،عن عائشة
زبي ) عن عبيد بن ر
أن ( ال ر
هللا عليه وسلم ، -رواه أيوب ،عن ي
.أنه بلغها عن عبد هللا بن عمرو
: ن
أش عند الغسل ؟ ي ر أأنقض ، هللا رسول يا قالت أنها سلمة أم حديث وف
ي
تصت عىل رأسك ثالث مرات ،وقال سعيد بن المسيب :لكل ي فقال :يكفيك أن
صبة عرصة ،وقال مالك :اغتسال المرأة من الحيض كاغتسالها من الجنابة وال
.تنقض رأسها
حدثنا عبد هللا بن محمد ،حدثنا محمد بن بكر ،حدثنا أبو داود ،حدثنا موش
بن إسماعيل ،حدثنا حماد بن سلمة ،أخينا عطاء بن السائب ،عن زاذان ،عن
عىل ،أن رسول هللا -صىل هللا عليه وسلم -قال :من ترك موضع شعرة من ي
عىل :فمن ثم عاديت ر ي
أش جنابة لم يغسلها ،فعل به كذا وكذا من النار قال ي
ن
ثالثا .وكان يجز شعره ،وكان ابن عيينة يقول :يف تأويل الحديث " وأنقوا البرس
" إنه أراد غسل الفرج وتضاعيفه ،وأنه ن
كت بالبرسة عن الفرج ،وما رأيت هذا
لغي ابن عيينة
التفسي ر
ر .
بتفسي األحاديث من ابن عيينة ،وحديث : ر وقال ابن وهب :ما رأيت أعلم
فأبلوا الشعر وأنقوا البرسة يدور عىل الحارث بن وجيه وهو ضعيف ،حدثناه
عبد هللا بن محمد قال :حدثنا محمد بن بكر قال :حدثنا أبو داود قال :حدثنا
عىل قال :حدثنا الحارث بن وجيه قال :حدثنا مالك بن دينار ،عن
نرص بن ي
أن هريرة قال :قال رسول هللا -صىل هللا عليه وسلم : - سيين ،عن ي
محمد بن ر
.إن تحت كل شعرة جنابة ،فاغسلوا الشعر وأنقوا البرس
رن
حسي وذكر عبد الرزاق ،أخينا معمر ،عن زيد بن أسلم قال :سمعت ي
عىل بن
.يقول :ما مس الماء منك وأنت جنب فقد طهر ذلك المكان
اع -وسئل عن رجل يعلم أحدا التيمم المغية عبد القدوس عن األوز ي
ر وروى أبو
يصىل بتيممه كما لو توضأ فحرصت الصالة ،قال :ن وال ينوي التيمم لنفسه -
ي
.وهو ال ينوي الصالة كان طاهرا
ن
بغي نية ،فروي عنه مثل قول الحسن [ ص ] 101 :واختلف عن زفر يف التيمم ر
بي الوضوء بن ح واألوزاع ،وروي عنه مثل قول أن حنيفة والثوري نف الفرق ر ن
ي ي ي ي
ن
والتيمم ،وحجة من أسقط النية ولم يراعها يف الوضوء بالماء أن الوضوء ليس
ن ئ
المتوض فيه إىل نية ،قالوا :وإنما يحتاج إىل النية فيه فرض ونافلة فيحتاج
بي ذلك ،وأما الوضوء فهو فرض فيما فيه من األعمال فرض ونفل ليفرق بالنية ر ن
غت عن النية ،قالوا :وأماللنافلة والفريضة ،وال يصنعه أحد إال لذلك فاست ن
بي التيممالتيمم فهو بدل من الوضوء فال بد فيه من النية ،ومن جمع نف ذلك ر ن
ي
والوضوء فحجته ن يف ذلك واحدة ،ومن حجتهم أيضا اإلجماع عىل إزالة
وه طهارة واجبة فرضا عندهم ،قالوا : بغي نية يالنجاسات من األبدان والثياب ر
.فكذلك الوضوء
قال أبو عمر :القول الصحيح قول من قال " :ال تجزئ طهارة إال بنية وقصد
" ; ألن المفروضات ال تؤدى إال بقصد أدائها ،وال يسم الفاعل عىل الحقيقة
فاعال إال بقصد منه إىل الفعل ،ومحال أن يتأدى عن المرء ما لم يقصد إىل أدائه
غي متقرب وال قاصد واألمر ن يف هذا واضحوينوه بفعله وأي تقرب يكون من ر
.لمن ألهم رشده ولم تمل به عصبيته
واختلف الفقهاء فيمن اغتسل للجمعة وهو جنب ولم يذكر جنابته ،فقالت
طائفة :تجزيه ; ألنه اغتسل للصالة واستباحتها ،وليس عليه مراعاة الحدث
غي ذلك اع حدث البول من الغائط من الري ح و ر ونوعه ،كما ليس عليه أن ير ي
من األحداث ،وإنما عليه أن يتوضأ للصالة ،فكذلك الغسل للصالة يوم
الشافع ،فهو قول صاحب ن
المزن الجمعة تجزيه من الجنابة .وإىل هذا ذهب
ي ي
جماعة من أصحاب مالك منهم أشهب وابن وهب وابن كنانة ومطرف وعبد
الملك ومحمد بن مسلمة ،وقال آخرون :ال يجزئ الجنب الغسل للجمعة
[ ص ] 102 :إذا لم يذكر جنابته ،وال يجزيه عن الجنابة إال الغسل الذي يعتد
به لها بقصد منه إىل ذلك ونية ،ورفع لجنابته بإرادة ذلك وذكره لها ; ألن
الفرائض ال تؤدى إال بذلك ،وألن الغسل للجمعة سنة واستحباب ،ومحال أن
التتجزئ سنة عن فرض كما ال تجزئ ذلك نف شء من الصالة وسائر األعمال ى
ي ي ي
فيها الفرض والنفل ،وهذا القول صح ن
والشافع
ي مالك قول وهو ، النظر في
عىل وأحمد بن حنبل ،وإليه ذهب ابن القاسم صاحب مالك وابن وداود بن ي
.عبد الحكم ،وروياه عن مالك
وأما حديث مالك عن هشام بن عروة ،عن أبيه ،عن عائشة :كنت أغتسل أنا
يحت ن يف الموطأ ،
ورسول هللا -صىل هللا عليه وسلم -من إناء واحد فليس عند ر
ولذلك لم يذكره هاهنا وعنده ن يف ذلك حديث ابن شهاب عن عروة ،عن عائشة
،وقد تقدم ذكره وما فيه من األحكام ن يف باب ابن شهاب من هذا الكتاب ،وقد
القعنت عن
ي وغيه :حديث هشام وحديث ابن شهاب ،ورواه بكي رجمعهما ابن ر
.مالك عن هشام ،أو ابن شهاب عىل الشك ،ولم يقل لفظهما