Professional Documents
Culture Documents
Aisha Bint Abi Bakr
Aisha Bint Abi Bakr
منذ بدأت اهتمامي بالتاريخ اإلسالمي القديم في بواكيره األولى قبل أكثر من ثالثين عاما ،لفتت
انتباهي وأدهشتني شخصية ”عائشة بنت أبي بكر“ ،حتى أصبحت أطلق عليها لقب ”روزا
لوكسمبورغ اإلسالم“! وشيئا فشيئا ،وكلما كانت قراءاتي تزداد عمقا واتساعا عن تلك المرحلة ،من
مختلف وجهات النظر التي تناولتها ،فضال عن كتب المررخين واإلخباريين المسلمين،كنت أجد
نفسي أزداد تعاطفا مع هذه الشخصية و ُحبا ً لها ،بالمعنى اإلنساني (و السياسي أحيانا ،كما في موقفها
البطولي ـ الثوري من عثمان بن عفان وفساده الرهيب) ،وأزداد إعجابا ً بها بوصفها ”امرأة“ ال
”حرمة“ ،واقتناعا ً بأنها من أكثر الشخصيات مظلوميةً في التاريخ العربي واإلسالمي .وهي ـ في
ظلـِمت مرارا وتكرارا ،على األقل بالمعنى اإلنساني ،سواء من قبل ُمحابيها السنة و واقع الحال ـ ُ
خصومها الشيعة (بأطيافهم المختلفة ،مع استثناءات نادرة في أوساط رجال الدين الشيعة
المعاصرين ،مثل ”عبد الحسين شرف الدين العاملي“ ،ولدى ”الزيديين“ عموما) ،فضال عن
الباحثين والمررخين أنفسهم( .)0فحتى شخص مثل نبيل فياض ،على سبيل المثال ،الذي كتب ـ من
وجهة نظري ـ أفضل كتاب توثيقي عن عائشة ودورها السياسي ( ”أم المرمنين تأكل أوالدها“) ،لم
َينـْ ُج من السقوط في فخ الت حامل السافر والمسبق ضدها ،إلى حد أني عجزت تقريبا عن أن أرى في
كتابه كله ولو محاولة جدية بسيطة لتف ُّهم (وال أقول التعاطف مع) مواقفها السياسية ومأساتها
”اإلنسانية ـ الوجودية“ كامرأة تزوجت بطريقة شبيهة باالغتصاب ،وكأخت قُتل أخواها (دمحم وعبد
الرحمن) وابن اختها (عبد هللا بن الزبير) من قبل النظام األموي على نحو بربري فريد في وحشيته!
الجدّي الرصين والحصيف ـ اإلشارة إلى حقيقة أنها هي نفسها قُتلت في بل إنه تجنب ـ وهو الباحث ِ
أواخر حياتها (كانت على أبواب السبعين) من قبل معاوية بن أبي سفيان شخصيا وزبانيته حين
سقطت ،أو باألحرى أ ُ ْس ِقطت ،في بئر أو حفرة عميقة كان أعدها لها معاوية على شكل فخ مسقوف
بالعيدان واألعشاب الخفيفة من النوع الذي يعدّه الصيادون لصيد الثعالب والحيوانات البرية! وهو
أمر يجمع عليه عدد من المررخين واإلخباريين المسلمين السنة ،وإن اختلفت رواياتهم في بعض
التفاصيل الجزئية.
أول ما لفتني في شخصيتها هو أنها قررت ،منذ بداية صباها وتفتح وعيها ،وهذا ما شدني إليها
بقوة،أن تكون ”امرأة“ فاعلة وباسلة إلى حد الشراسة دفاعا عما اعتبرتْه حقـَّها ،ورفضت دوما ً أن
كمجرد رقـَم إلى جملة ”حريم النبي“ ،إذا ما استعملنا تعبير الراحلة الكبيرة ،
ّ تكون ”حرمة“ تُضاف
عالمة االجتماع المغربية فاطمة المرنيسي ،التي وضعتـْها ـ دون وجه حق ـ في جملة مصفوفة
”الحريم النبوي“ وعلى قدم المساواة بينهن .لكن األخطر واألهم من هذا كله هو أنها كانت في طليعة
المشككين في ”نبوة“ زوجها ومزاعمه عن تلقي ”الوحي“ من السماء السابعة .ولم يكن هذا مجرد
عرضي على سبيل المناكفة ،بل منهج درجت عليه في أكثر من مناسبة وأكثر من موقف، موقف َ
2
األمر الذي ال يمكن أن تقف وراءه سوى شخصية فذة صاحبة ذهن وقاد يعمل بال توقف ،رغم صغر
سنها وتواضع تجربتها الحياتية والسياسية آنذاك ،إذ لم يكن عمرها تجاوز الثامنة عشرة أو الثالثة
والعشرين .وال يغير من هذه الحقيقة أن تشكيكها في ”النبوة“ و ”مصدر الوحي“ و ”عدالة“ النبي
كان دوما على خلفية ما اعتبرتْه معاملة تمييزية سلبية ضدها من قبل زوجها ”بدعم ومرازرة
مباشرة من هللا“ لصالح بعض ضرائرها ،رغم أنها كانت صاحبة الحظوة األولى لديه بعد
سه في حضنها؛ بل وكان دوما ”خديجة“ ،والتي كان ”الوحي“ يفضل أن يأتي النبي حين يكون رأ ُ
”ينقل لها تحيات جبريل“ ،كما يخبرنا ”ابن كثير“ في ”البداية والنهاية“!140/ 00:
غير أن هذا كله ،منظورا إليه في سياق المسار الدرامي و التراجيدي لحياتها ،ال يخفي حقيقة أنها
تعرضت ـ كامرأة تحب الحياة وتقبل عليها بكل جوارحها ـ لمظالم كبيرة شارك فيها الموالون لها
والمعارضون على حد سواء .بل لعل المسار الدرامي والتراجيدي لحياتها ،والذي يستحق أن يكون
موضوع فيلم سينمائي وأعمال فنية من المستوى الراقي والرفيع ،هو نتاج تلك المظالم بالذات .
أولى تلك المظالم التي تعرضت لها عائشة ،كأنثى ،وقعت حين كان زواجها حصيلة ”صفقة
سياسية“ بين أبيها الذي مثـّل قطبا من أقطاب الطبقة التجارية ورأس المال التجاري ،من جهة،
والنبي الذي كان يمثل مشروع السلطة السياسية القادمة والواعدة ،من جهة أخرى .وبغض النظر
عن الخالف بين المررخين واإلخباريين عن سن زواجها ،مع األخذ بعين االعتبار طريقة احتساب
صاب األكبر في اإلسالم ،فإن عمرها عند ”دخول النبي بها“ ،وكذلك رواية ”البخاري“ ،الدجال والن ّ
فارق السن بينها وبين النبي لم يكن أق ّل من 02عاما ،إذا كان زواجها في سن الثامنة عشرة ،و 13
عاما إذا كان في سن التاسعة .وفي الحالتين كلتيهما يعتبرهذا الفارق كبيرا جدا وعامال أساسيا من
العوامل المولدة للتنافر والشقاق النفسي والجسدي بين األزواج ،خصوصا وأن النبي كان ”يمتلك“
في اآلن نفسه بضع زوجات أخريات عليه أن يقوم بواجباته الزوجية نحوهن جميعا .هذا طبعا إال إذا
أخذنا بروايات ”البخاري“ التي تقول ،نقال عن المعتوه ”أنس بن مالك“ ،إن قوة النكاح عند النبي
كانت تعادل قوة 12رجال ،أو 42رجال في رواية أخرى ينقلها البخاري النصاب عن ”أبو بكر
أحمد اإلسماعيلي الجرجاني“ ،وأنه كان يطوف على نسائه اإلحدى عشرة في ليلة واحدة! يا للهول!
وغني عن البيان أن زواج أية طفلة /صبية في هذا العمر سيحرمها من ممارسة طفولتها
ومراهقتها وينقلها على نحو مفاجئ إلى طور امرأة ناضجة تترتب عليها مسروليات زوجية وأخرى
"سياسية ـ اجتماعية" في منزل كان صاحبه أحدَ األقطاب الرئيسة للصراع في الجزيرة العربية ،
ع زعيم دولة قيد التكون .وهذا من شأنه أن يولّد لديها صراعا نفسيا بين بُ ْعد الطفولةومشرو َ
والمراهقة في شخصيتها ،الذي يتطلب إشباعا باللعب وتفريغا للطاقة من خالله ،كما يفيدنا الطب
السلوكي عموما وطب األطفال خصوصا ،وبين بُعـْد ”الرشاد“ أو ”النضوج “
Maturity/Adulthoodالذي جرى إقحامه على حياتها قبل أوانه .هذا فضال عن التوتر العُصابي
الذي ستولده حياتها الجنسية غير السوية الحقا نتيجة فارق السن الكبير بينها وبين زوجها ،بخالف
الرواية المجنونة التي تتحدث عن قوته الجنسية الهائلة! ولعل هذا ما تكشفه قصتها مع "صفوان بن
3
المعطل" الذي اختلت به بعد أن تخلّفت عن الجيش يوم العودة من ”غزوة بني المصطلق“ ،فقضى
منها وقضت منه وطرا إشباعا لحاجتها التي لم يكن النبي قادرا على إشباعها ( .)0وكان هذا أمرا
طبيعيا ،حتى ولو أسموه ”خيانة“ أو ”زنا“ في شريعتهم وتقاليدهم .فالمرأة التي ال تحصل على حقها
في إشباع حاجتها من زوجها /شريكها ،من حقها المقدس أن تلتمس ذلك من مصدر آخر .وإذا لم
تفعل ذلك ،سيكون كرم أخالق وتضحية من قبلها .
المظلمة الثانية التي تعرضت لها عائشة ،وتشاركها فيها بقية زوجاته ،تمثلت بالقرار الذي اتخذه
نص عليه في ”اآلية “31من ”سورة ّ حرم على أزواجه الزواج من بعده ،والذي دمحم حين ّ
َّللاِ َوال أ َ ْن ت َ ْن ِك ُحوا أ َ ْز َوا َجهُ ِم ْن بَ ْع ِد ِه أَبَدا ً ِإ َّن ذَ ِل ُك ْم َكانَ ِع ْندَ
سو َل َّاألحزاب“ ( َو َما َكانَ لَ ُك ْم أ َ ْن تُرْ ذُوا َر ُ
َّللاِ َع ِظيما ً) .وتعبّر هذه اآلية عن األنانية المفرطة التي طبعت تكوينه النفسي وسلوكه .فهو ،وبقرار َّ
حرم على زوجاته العشر () 1اللواتي بقين من بعده أن يعِشنَ بقية حيواتهن على نحو تعسفي مسبقّ ،
طبيعي ،فجردهن بذلك من أبسط حقوقهن ،وهو حقهن في العيش مع رجل من بعده .وتبدو جريمته
كن في ذروة هذه على نحو أوضح إذا علمنا أن تسعا ً من الزوجات العشر ،اللواتي بقين من بعدهّ ،
نضوجهن ونشاطهن الجنسي ،ولم يتجاوز عمر أكبرهن ( رملة بنت أبي سفيان) الـ 41عاما حين
وفاة النبي .وحتى الزوجة العاشرة ،هند بنت أبي أمية ،فلم يكن عمرها يتجاوز الثانية والخمسين،
وهو أيضا سن تبقى فيها المرأة في مستوى نشاط جنسي فعّال ،رغم ما يطرأ من تغيرات هرمونية
لديها في مثل هذه الفترة من عمرها(. )1
المظلمة الثالثة التي تعرضت لها ،والتي أخذت بعدا تراجيديا دمويا ،فهي قتل أخيها ”عبد الرحمن
بن أبي بكر“ بالسم ،و إعدام وحرق شقيقها ”دمحم بن أبي بكر“ على يدي معاوية بن أبي سفيان و
عمرو بن العاص ،رغم أنه كان أسيرا بين أيديهما .فبعد قتله على أثر هزيمته في مواجهة جيشهما
في مصر ،أمر معاوية بوضع جثمانه داخل جوف حمار ميت وإضرام النار به ،كما يخبرنا ”ابن
األثير“ (في "أسد الغابة" )104 / 4 :و ”ابن أبي شيبة“( في ”كتاب األمراء“ :الرواية رقم
)12003و ”ابن سعد“( في ”الطبقات الكبرى“ :طبقات البدريين من المهاجرين ،الرواية رقم
) 0273واإلمام ”النووي“ ( في ”شرح مسلم“ ) 000 / 00 :و“الطبري“ في تاريخه( )27 / 4و
”ابن خلدون“ في تاريخه ( .)070 / 0وكان لتصفيته بهذه الطريقة الوحشية أثر كبير على عائشة
لجهة موقفها من المجر َميـْن معاوية و عمرو ،إذ ظلت حتى آخر يوم من حياتها تدعو عليهما في
نهاية صلواتها ،كما يخبرنا المررخون المذكورون.
وأما المظلمة الرابعة فهي الطريقة التي دبرها معاوية للتخلص منها ،رغم أنها كانت بلغت قرابة
السبعين من عمرها .فطبقا لعدد من المرويات التاريخية ،المنقولة أساسا عن ”سليمان بن مهران
األعمش“ ،فإن معاوية دبرعملية قتلها حين حفر لها ،في الطريق الذي تسلكه في العادة على
حمارها ،حفرة عميقة وغطاها بالقش والعيدان واألعشاب ،بحيث ال تستطيع حمل حمارها ،فيسقطان
معا فيها! وهذا ما حصل ،حسب الرواية .ويُنسب إلى معاوية قوله آنذاك ( أو ترديده قو َل أحد
الشعراء):
4
الحمار!
ُ ْ
رجعت وال رجع الحمار بأم عمر ٍو ...فال
ُ ذهب
َ لقد
في تدقيق الرواية ،وجدت أن جميع سردياتها تُنسب إلى ”األعمش“ الذي يعتبر من أشهر وأغزر
رواة الحديث ،رغم أنه لم يترك لنا أي كتاب .فالرجل ،الذي يعتبر من ”التابعين“ ،والذي عاش في
القرنين األول والثاني الهجريين(السابع والثامن الميالديين) ،أدرك عددا من ”الصحابة“ مثل أنس
بن مالك .ويصفه ”علماء الحديث“ والمتخصصون منهم بـ ”علم التجريح والتعديل“ ،بأنه ”موضع
ثقة ،وعارف بالقراءات“ ،بحسب تعبير شمس الدين الذهبي الحافظ .وعنه يقول ”ابن كثير“ إنه كان
”ثقة وثبتا ً في الحديث“ .وكان مصدرا أساسيا لرواة الحديث من ”أهل السنة والجماعة“ الكبار ،مثل
البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة .بتعبير آخر :إن الرواية المنسوبة له عن
اغتيال عائشة من قبل معاوية ،فضال عن اغتيا ِله أخاها ”عبد الرحمن“ بالسم ،تستحق التأمل
والوقوف عندها( ...النص غير كامل).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
)*( ـ وجدت هذا النص ،الذي لم أنشره من قبل ،بمحض المصادفة وأنا أبحث في إرشيفي القديم عن مواد
تاريخية قديمة .ال أعرف متى كتبته بالضبط ،ولكن أظن أني كتبته أواخر العام ،0202بالنظر ألني أشرت فيه إلى
”فتوى الخامنائي“ عن عائشة ،التي كانت صدرت للتو .ومن المعلوم أن هذه الفتوى صدرت أواخر أيلول .0202
وهو ،في أي حال ،نص غير مكتمل.
( )0ـ من المحال أن يسمي الشيعة ،ومنهم العلويون بالطبع ،بناتهم باسم”عائشة“ .فاسمها يعتبر بحد ذاته
”شتيمة“ .ففي هذه البيئات ،وإذا ما أراد أحد ما شتم امرأة ،وصفها بـ ”عيشة الحمرا“(= عائشة
الحميراء) ،وهو ما يعني ـ ضمنا ـ ”الفاجرة“! وأذكر أن أستاذا لألدب العربي وشاعرا معروفا في
منطقتنا (جبلة) ،يدعى حافظ أحمد شنبرتي ،سمى ابنته ”عائشة“ ،فقامت الدنيا بوجهه ولم تقعد منذ
الثمانينيات حتى اآلن ،رغم أن الرجل غادر دنيانا! وأظن أنها المرأة الوحيدة التي تحمل هذا االسم في
طوائف الشيعة كلها ،وليس عند العلويين فقط! ( بالمناسبة ،هي محامية اآلن وصديقة على هذه
الصفحة) .وحسنا فعل ”المرشد األعلى للثورة اإليرانية“ علي خامنائي ،متبعا في ذلك فتوى آية هللا دمحم
حسين فضل هللا ،حين أصدر قبل أيام فتوى تحرم اإلساءة لعائشة بأي شكل من األشكال .أما بالنسبة
لي ،وللمناسبة ،يُعتبر اسم ”عائشة“ من أحب وأجمل األسماء العربية عندي ،فهو يعني في اللهجات
العربية القديمة ،مثل العبرية( الكنعانية)” ،حواء“ أو ”الحياة“ أو ”مصدر الحياة“.وقد ورد في التوراة
باللفظة العبرية الكتابية الماسوراتية( الطبرانية) ”آيشا ִאשָׁ ה“ ( = حواء ،امرأة ،زوجة ،أنثى).
( )0ـ ال يوجد مصدر آخر للقصة سوى عائشة .وكان أمرا طبيعيا أن تنفي ما قيل عنها من اتهام بـ ”الزنا“.
لكن الحادثة ،المعروفة باسم ”حادثة اإلفك“ ،وقعت بالفعل .وهو ما يستدل عليه ليس من طريقة
دفاعها غير الم نطقية عن نفسها في مواجهة تهمة من هذا العيار ،بل من جميع النقاشات التي دارت بين
النبي وأصحابه حول القضية التي أدت إلى حصول هزة سياسية ـ اجتماعية في ”يثرب“ بين األوس
والخزرج وداخل كل قبيلة منهما ،على خلفية شهادة ”عبد هللا بن أبي سلول“ ضد عائشة ،ما اضطر
النبي يومها( بعد 32يوما من األزمة وحالة القلق واإلكتئاب التي عاشها) إلى اقتباس الجملة التي
استخدمها عمر بن الخطاب للدفاع عن عائشة ،واالدعاء بأنها ”نص قرآني“ جاء به جبريل .فبالعودة
إلى ”اآلية “03من ”سورة النور“ ،نجد أنها هي العبارة ذاتها التي استخدمها عمر حين استشاره النبي
5
في أمر ”حادثة اإلفك“ .ومن المعلوم أن عمر كان يشارك كثيرا بإيحاءاته في تأليف القرآن ،األمر
الذي يعرف في التاريخ اإلسالمي بـ ”موافقات عمر“ ،أي تلك اآليات التي تأتي على لسان دمحم
”موافقة ،أو مطابقة بشكل حرفي أحيانا ،لعبارات أدبية وبالغية كان نطق بها وأبدعها عمر بن
الخطاب سابقا !“
( )1ـ كان لدى النبي عشر زوجات عند وفاته ،هن :سودة بنت زمعة (ليس معروفا تاريخ ميالدها ،ولكن
كان عمرها عند وفاة النبي مابين 13ـ ،)41عائشة بنت أبي بكر الصديق (كان عمرها عند وفاة النبي
07عاما أو 02عاما ،حسب طريقة الحساب)،وحفصة بنت عمر بن الخطاب(كان عمرها 07عاما)،
هند بنت أبي أمية (كان عمرها عند وفاته 30عاما) ،وزينب بنت جحش(كان عمرها 40عاما) ،وأم
حبيبة رملة بنت أبي سفيان(كان عمرها 41عاما) ،وجويرية بنت الحارث (كان عمرها 04عاما)،
وصفية بنت حيي(غير معروف ،ولكن حوالي 12ـ 13عاما) ،وميمونة بنت الحارث(كان عمرها 17
عاما) ،و مارية القبطية(غير معروف بدقة ولكن حوالي 12عاما) .واستنادا إلى أعمارهن ،اقترحتُ
منذ العام 0377نظرية تتعلق بإصرار النبي على إكثاره من الزواج من فتيات ونساء صغيرات في
سن اإلنجاب ،ال عالقة لها باألطروحة السوقية المبتذلة المتداولة عن نوازعه الجنسية ،وهي توقه أن
يكون له ابن ذكر بعد وفاة أبنائه الذكور واإلناث جميعا خالل حياته باستثناء فاطمة ،من أجل أن
”يورثه النبوة“ .وهذا على األرجح ما كان يفكر به ،اقتدا ًء بأنبياء بني إسرائيل الذين أخذ معظم دينه
عنهم ،فأصبح اإلسالم بذلك ”مذهبا يهوديا“ كما ”المسيحية الرسولية“(نسبة إلى بولس الرسول)،
وليس دينا قائما بذاته .وألنه لم يُوفق في ذلك ،صبّ حنانه كله ،وإيثاره كله ،على حفيديه ”الحسن“
و”الحسين“ ،فكادا أن يكونا بمنزلة األنبياء ،لكنه لم يكن بإمكانه توريثهما النبوة ،ألنهما ليسا من صلبه
مباشرة ،ولكونهما حفيدين من ”أنثى“ (فاطمة) وليسا حفيدين من ”ذكر!“