Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫‪ ١٣‬أدبا لطالب العلم مع شيخه‬

‫أعد المطويات ‪:‬‬


‫أبو أسامة سمير الجزائري‬

‫قدم لها الشيخ ‪:‬‬


‫علي الرملي حفظه هللا المشرف العام على شبكة الدين القيم‬
‫‪ ١٣‬أدبا لطالب العلم مع شيخه‬
‫‪2‬‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وبعد‪:‬‬


‫فهذه مطوية مختصرة في آداب طالب العلم مع شيخه لخصتها‬
‫امعِ والمت َ َك ِلم في أَدَب ال َعا ِلم والمت َ َع ِلم للشيخ بدر‬
‫س ِ‬‫من ت َ ْذ ِك َرة ال َّ‬
‫الدين ابن جماعة الكناني رحمه هللا راجيا من هللا أن يجعلها‬
‫خالصة لوجهه الكريم‪.‬‬
‫فمن اآلداب‪:‬‬
‫األول‪ :‬أنه ينبغي للطالب أن يقدم النظر ويستخير هللا فيمن يأخذ‬
‫العلم عنه ويكتسب حسن األخالق واآلداب منه وليكن إن أمكن‬
‫ممن كملت أهليته وتحققت شفقته وظهرت مروءته وعرفت‬
‫عفته واشتهرت صيانته وكان أحسن تعلي ًما وأجود تفهي ًما وال‬
‫يرغب الطالب في زيادة العلم مع نقص في ورع أو دين أو‬
‫عدم خلق جميل‪.‬‬
‫فعن بعض السلف‪ :‬هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن ينقاد لشيخه في أموره وال يخرج عن رأيه وتدبيره‪،‬‬
‫بل يكون معه كالمريض مع الطبيب الماهر‬
‫أخذ ابن عباس رضي هللا عنهما مع جاللته ومرتبته بركاب‬
‫زيد بن ثابت األنصاري وقال‪ :‬هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا‪.‬‬
‫‪ ١٣‬أدبا لطالب العلم مع شيخه‬
‫‪3‬‬

‫وقال أحمد بن حنبل لخلف األحمر‪ :‬ال أقعد إال بين يديك‪ ،‬أمرنا‬
‫أن نتواضع لمن نتعلم منه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن ينظره بعين اإلجالل فإن ذلك أقرب إلى نفعه به‪،‬‬
‫وكان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء وقال‪:‬‬
‫اللهم استر عيب شيخي عني وال تذهب بركة علمه مني‪.‬‬
‫وقال الشافعي رضي هللا عنه‪ :‬كنت أصفح الورقة بين يدي‬
‫مالك صف ًحا رفيقًا هيبة له لئال يسمع وقعها‪.‬‬
‫وقال الربيع‪ :‬وهللا ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر‬
‫ي هيبة له‪.‬‬
‫إل َّ‬
‫الرابع‪ :‬أن يعرف له حقه وال ينسى له فضله‪ ،‬قال شعبة‪ :‬كنت‬
‫إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبدًا ما يحيا‪.‬‬
‫ومن ذلك أن يعظم حرمته ويرد غيبته ويغضب لها‪ ،‬فإن عجز‬
‫عن ذلك قام وفارق ذلك المجلس‪.‬‬
‫وينبغي أن يدعو له مدة حياته ويرعى ذريته وأقاربه وأوداءه‬
‫بعد وفاته‪ ،‬ويتعمد زيارة قبره واالستغفار له والصدقة عنه‬
‫ويسلك في السمت والهدى مسلكه‪ ،‬ويراعي في العلم والدين‬
‫عادته ويقتدي بحركاته وسكناته‪ ،‬في عاداته وعباداته‪ ،‬ويتأدب‬
‫بآدابه وال يدع االقتداء به‪.‬‬
‫‪ ١٣‬أدبا لطالب العلم مع شيخه‬
‫‪4‬‬

‫الخامس‪ :‬أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه أو سوء خلق‬


‫وال يصده ذلك عن مالزمته وحسن عقيدته‪ ،‬ويتأول أفعاله التي‬
‫يظهر أن الصواب خالفها على أحسن تأويل‪ ،‬ويبدأ هو عند‬
‫جفوة الشيخ باالعتذار والتوبة مما وقع واالستغفار‪.‬‬
‫وعن بعض السلف‪ :‬من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره‬
‫في عماية الجهالة‪ ،‬ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا‬
‫واآلخرة‪.‬‬
‫وعن ابن عباس‪ :‬ذللت طالبًا فعززت مطلوبًا‪.‬‬
‫وقال الشافعي رضي هللا عنه‪ :‬قيل لسفيان بن عيينة‪ :‬إن قو ًما‬
‫يأتونك من أقطار األرض تغضب عليهم يوشك أن يذهبوا أو‬
‫يتركوك‪ ،‬فقال للقائل‪ :‬هم حمقى إذًا مثلك إن تركوا ما ينفعهم‬
‫لسوء خلقي‪.‬‬
‫وقال أبو يوسف رحمه هللا‪ :‬خمسة يجب على اإلنسان‬
‫مدَاراتهم‪ ،‬وعد منهم العالم ليقتبس من علمه‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أن يشكر الشيخ على توقيفه على ما فيه فضيلة‪ ،‬وعلى‬
‫توبيخه على ما فيه نقيصة‪ ،‬أو على كسل يعتريه‪ ،‬أو قصور‬
‫يعاينه أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ ١٣‬أدبا لطالب العلم مع شيخه‬
‫‪5‬‬

‫السابع‪ :‬أن ال يدخل على الشيخ في غير المجلس العام إال‬


‫باستئذان سواء كان الشيخ وحده أو كان معه غيره‪ ،‬فإن استأذن‬
‫بحيث يعلم الشيخ ولم يأذن له انصرف وال يكرر االستئذان‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬أن يجلس بين يدي الشيخ جلسة األدب كما يجلس‬
‫الصبي بين يدي المقري أو متربعًا بتواضع وخضوع وسكون‬
‫ناظرا إليه ويقبل بكليته عليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫وخشوع ويصغي إلى الشيخ‬
‫التاسع‪ :‬أن يحسن خطابه مع الشيخ بقدر اإلمكان وال يقول له‬
‫لم‪ ،‬وال نسلم‪ ،‬وال من نقل هذا‪ ،‬وال أين موضعه وشبه ذلك فإن‬
‫أراد استفادته تلطف في الوصول إلى ذلك‪ ،‬ثم هو في مجلس‬
‫آخر أولى على سبيل اإلفادة‪.‬‬
‫عن بعض السلف‪ :‬من قال لشيخه لم‪ ،‬لم يفلح أبدًا‪.‬‬
‫وليتحفظ من مخاطبة الشيخ بما يعتاده بعض الناس في كالمه‪،‬‬
‫وال يليق خطابه به مثل‪ :‬إيش بك‪ ،‬وفهمت‪ ،‬وسمعت‪ ،‬وتدري‪،‬‬
‫ويا إنسان‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬إذا سمع الشيخ يذكر حك ًما في مسألة أو فائدة مستغربة‬
‫شعرا وهو يحفظ ذلك أصغى إليه‬ ‫ً‬ ‫أو يحكي حكاية أو ينشد‬
‫إصغاء مستفيد له في الحال متعطش إليه فرح به كأنه لم يسمعه‬
‫قط‪.‬‬
‫‪ ١٣‬أدبا لطالب العلم مع شيخه‬
‫‪6‬‬

‫قال عطاء‪ :‬إني ألسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به منه‬


‫فأريه من نفسي أني ال أحسن منه شيئًا‪ .‬وعنه قال‪ :‬إن الشاب‬
‫ليتحدث بحديث فأسمع له كأني لم أسمعه ولقد سمعته قبل أن‬
‫يولد‪.‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬أن ال يسبق الشيخ إلى شرح مسألة أو جواب‬
‫سؤال منه أو من غيره وال يساوقه فيه وال يظهر معرفته به أو‬
‫إدراكه له قبل الشيخ‪ ،‬فإن عرض الشيخ عليه ذلك ابتداء‬
‫والتمسه منه فال بأس‪.‬‬
‫وينبغي أن ال يقطع على الشيخ كالمه؛ أي كالم كان‪ ،‬وال يسابقه‬
‫فيه وال يساوقه بل يصبر حتى يفرغ الشيخ كالمه ثم يتكلم‪ ،‬وال‬
‫يتحدث مع غيره والشيخ يتحدث معه أو مع جماعة المجلس‪.‬‬
‫حاضرا في كل وقت بحيث إذا أمره بشيء أو سأله‬ ‫ً‬ ‫وليكن ذهنه‬
‫عن شيء أو أشار إليه لم يحوجه إلى إعادته ثانيًا بل يبادر إليه‬
‫عا ولم يعاوده فيه أو يعترض عليه بقوله فإن لم يكن األمر‬ ‫مسر ً‬
‫كذا‪.‬‬
‫الثاني عشر‪ :‬إذا ناوله الشيخ شيئًا تناوله باليمين وإن ناوله شيئًا‬
‫ناوله باليمين‪ .‬وال يمد يديه إليه إذا كان بعيدًا وال يحوج الشيخ‬
‫ضا ألخذ منه أو عطاء بل يقوم إليه قائ ًما وال‬ ‫إلى مد يده أي ً‬
‫يزحف إليه زحفًا‪ ،‬وإذا جلس بين يديه لذلك فال يقرب منه قربًا‬
‫كثيرا ينسب فيه إلى سوء أدب‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ١٣‬أدبا لطالب العلم مع شيخه‬
‫‪7‬‬

‫وال يضع رجله أو يده أو شيئًا من بدنه أو ثيابه على ثياب الشيخ‬
‫أو وسادته أو سجادته‪ ،‬وال يشير إليه بيده أو يقربها من وجهه‬
‫أو صدره أو يمس بها شيئًا من بدنه أو ثيابه‪ .‬وال يجلس بحضرة‬
‫طاهرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الشيخ على سجادة وال يصلي عليها إذا كان المكان‬
‫وإذا قام الشيخ بادر القوم إلى أخذ السجادة وإلى األخذ بيده أو‬
‫عضده إن احتاج‪ ،‬وإلى تقديم نعله إن لم يشق ذلك على الشيخ؛‬
‫ويقصد بذلك كله التقرب إلى هللا وإلى قلب الشيخ‪.‬‬
‫أميرا؛ قيامه من‬
‫وقيل‪ :‬أربعة ال يأنف الشريف منهن وإن كان ً‬
‫مجلسه ألبيه‪ ،‬وخدمته للعالم يتعلم منه‪ ،‬والسؤال عن ما ال يعلم‪،‬‬
‫وخدمته للضيف‪.‬‬
‫الثالث عشر‪ :‬إذا صادف الشيخ في طريقه بدأه بالسالم‪،‬‬
‫ويقصده بالسالم إن كان بعيدًا وال يناديه وال يسلم عليه من بعيد‬
‫وال من ورائه‪ ،‬بل يقرب منه ويتقدم عليه ثم يسلم‪ ،‬وال يشير‬
‫عليه ابتداء باألخذ في طريق حتى يستشيره ويتأدب فيما‬
‫يستشيره الشيخ بالرد إلى رأيه‪.‬‬
‫وال يقول لما رآه الشيخ وكان خطأ هذا خطأ وال هذا ليس برأي‪،‬‬
‫بل يحسن خطابه في الرد إلى الصواب كقوله‪ :‬يظهر أن‬
‫المصلحة في كذا‪ ،‬وال يقول الرأي عندي كذا وشبه ذلك‪.‬‬
‫‪ ١٣‬أدبا لطالب العلم مع شيخه‬
‫‪8‬‬

‫‪‬‬

You might also like