Professional Documents
Culture Documents
أدلة التعييد في التاسع من ربيع-العريبي-2017
أدلة التعييد في التاسع من ربيع-العريبي-2017
أدلة التعييد في التاسع من ربيع-العريبي-2017
أدلة التعييد
في
التاسع من ربيع
املوضوعي
2
3
الفصل األول :البحث فيام يناسب
هذا اليوم من أشخاص ووقائع
4
عالقة املتوكل بتاريخ التاسع من ربيع األول
ومظاهر االحتفال فيه
[وكان من مجلة ندمائه َع َّبادة املخنث ،وكان يشد عىل بطنه حتت
ثيابه خمدة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بني يدي املتوكل]
قال ابن األثري يف تارخيه يف أحداث سنة 237هـ:
(ما فعله املتوكل بمشهد احلسني بن عيل بن أيب طالب عليه
السالم
يف هذه السنة ( )237أمر املتوكل هبدم قرب احلسني بن عيل عليه
السالم وهدم ما حوله من املنازل والدور ،وأن يبذر ويسقى موضع
قربه وأن يمنع الناس من إتيانه ،فنادى [ عامل صاحب الرشطة ]
بالناس يف تلك الناحية :من وجدناه عند قربه بعد ثالثة حبسناه يف
املطبق ! فهرب الناس وتركوا زيارته وخرب وزرع .
وكان املتوكل شديد البغض لعيل بن أيب طالب عليه السالم
وألهل بيته ،وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتوىل عليا وأهله بأخذ
املال والدم ،وكان من مجلة ندمائه َع َّبادة املخنث ،وكان يشد عىل بطنه
5
حتت ثيابه خمدة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بني يدي املتوكل
واملغنون يغنون :قد أقبل األصلع البدين خليفة املسلمني ،حيكي
بذلك عليا عليه السالم واملتوكل يرشب ويضحك.
ففعل ذلك يوما واملنترص حارض فأومأ إىل عبادة يتهدده فسكت
خوفا منه ،فقال املتوكل :ما حالك ؟ فقام وأخربه ،فقال املنترص :يا
أمري املؤمنني إن الذي حيكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن
عمك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك ،فكل أنت حلمه إذا شئت وال
تطعم هذا الكلب وأمثال منه ،فقال املتوكل للمغنني غنوا مجيع ًا :
( غار الفتى البن عمه * رأس الفتى يف حر أمه )
فكان هذا من األسباب التي استحل هبا املنترص قتل املتوكل .
وقيل إن املتوكل كان يبغض من تقدمه من اخللفاء :املأمون ،
واملعتصم ،والواثق يف حمبة عيل وأهل بيته ،وإنام كان ينادمه وجيالسه
مجاعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعيل منهم :عيل بن اجلهم
الشاعر الشامي من بني شامة بن لؤي ،وعمرو بن فرخ الرخجي،
وأبو السمط من ولد مروان بن أيب حفصة من موايل بني أمية وعبد
اهلل بن حممد بن داود اهلاشمي املعروف بابن أترجة .
وكانوا خيوفونه من العلويني ويشريون عليه بإبعادهم
6
واإلعراض عنهم واإلساءة إليهم ثم حسنوا له الوقيعة يف أسالفهم
الذين يعتقد الناس علو منزلتهم يف الدين ومل يربحوا به حتى ظهر منه
ما كان ،فغطت هذه السيئة مجيع حسناته ،وكان من أحسن الناس
سرية ومنع الناس من القول بخلق القرآن إىل غري ذلك من
املحاسن) .تاريخ ابن األثري .56-55 :7
وقال يف أحداث سنة 247هـ:
(ثم دخلت سنة سبع وأربعني ومائتني ..ويف هذه السنة قتل
املتوكل ..وكان قتله ليلة األربعاء ألربع خلون من شوال وقيل ليلة
اخلميس وكانت خالفته أربع عرشة سنة وعرشة أشهر وثالثة أيام
وكان مولده بفم الصلح يف شوال سنة ست ومائتني وكان عمره نحو
أربعني سنة) .
7
فأهدر دمه وأخربه أن اهلل ال يطيل عمره إذا قتله ،فامت بعد ابيه
بسبعة أشهر.
قال:
( قال ابن حشيش :قال أبو الفضل :إن املنترص سمع أباه
املتوكل يسب فاطمة ( عليها السالم ) فسأل رجال من الناس عن
ذلك ،فقال له :قد وجب عليه القتل ،إال أنه من قتل أباه مل يطل
عمره .
قال :ما أبايل إذا أطعت اهلل بقتله أال يطول عمري ،فقتله
وعاش بعده سبعة أشهر) .
وروى مثله االبن األثري يف الكامل يف التاريخ .
8
بن هارون الرشيد فدفعها إىل ولد فاطمة ،وكتب بذلك إىل قثم بن
جعفر عامله عىل املدينة ( .. :إن فاطمة ريض اهلل عنها ألوىل بأن
صىل اهلل عليه وآله وس ىلم هلا .) ..
يصدق قوهلا فيام جعل رسول اهلل ى
فلام استخلف املتوكىل عىل اهلل أمر بر ىدها إىل ما كانت عليه قبل
املأمون رمحه اهلل ) .
9
ذلك أن كرب قرب احلسني
وعفى أثاره ،ووضع عىل سائر الطرق مسالح له ال جيدون أحدا
زاره إال أتوه به
فقتله أو أهنكه عقوبة .
فحدثني أمحد بن اجلعد الوشاء ،وقد شاهد ذلك ،قال :كان
السبب يف كرب
قرب احلسني أن بعض املغنيات كانت تبعث بجوارهيا إليه قبل
اخلالفة يغنني له إذا
رشب ،فلام وليها بعث إىل تلك املغنية فعرف أهنا غائبة ،وكانت
قد زارت قرب
احلسني ،وبلغها خربه ،فأرسعت الرجوع ،وبعثت إليه بجارية
من جوارهيا كان
يألفها ،فقال هلا :أين كنتم ؟ قالت :خرجت مواليت إىل احلج
وأخرجتنا معها
وكان ذلك يف شعبان ،فقال :إىل أين حججتم يف شعبان ؟
قالت :إىل قرب احلسني
فاستطري غضبا ،وأمر بموالهتا فحبست ،واستصفى أمالكها ،
10
وبعث برجل من
أصحابه يقال له :الديزج ،وكان هيوديا فأسلم ،إىل قرب احلسني
،وأمره بكرب
قربه وحموه وإخراب كل ما حوله ،فمىض ذلك وخرب ما حوله
،وهدم البناء وكرب
ما حوله نحو مائتي جريب ،فلام بلغ إىل قربه مل يتقدم إليه أحد ،
فأحرض قوما من
اليهود فكربوه ،وأجرى املاء حوله ،ووكل به مسالح بني كل
مسلحتني ميل ،ال
يزوره زائر إال أخذوه ووجهوا به إليه .
فحدثني حممد بن احلسني األشناين ،قال :بعد عهدي بالزيارة
يف تلك األيام
خوفا ،ثم عملت عىل املخاطرة بنفيس فيها وساعدين رجل من
العطارين عىل ذلك ،
فخرجنا زائرين نكمن النهار ونسري الليل حتى أتينا نواحي
الغارضية ،وخرجنا منها
نصف الليل فرسنا بني مسلحتني وقد ناموا حتى أتينا القرب
11
فخفي علينا ،فجعلنا
نشمه ونتحرى جهته حتى أتيناه ،وقد قلع الصندوق الذي كان
حواليه وأحرق ،
وأجري املاء عليه فانخسف موضع اللبن وصار كاخلندق ،
فزرناه وأكببنا عليه
فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط كشئ من الطيب ،
فقلت للعطار الذي كان
معي :أي رائحة هذه ؟ فقال :ال واهلل ما شممت مثلها كشئ
من العطر ،فودعناه
وجعلنا حول القرب عالمات يف عدة مواضع فلام قتل املتوكل
اجتمعنا مع مجاعة من
الطالبيني والشيعة حتى رصنا إىل القرب فأخرجنا تلك العالمات
وأعدناه إىل ما
كان عليه .
واستعمل عىل املدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي فمنع آل أيب
طالب من
التعرض ملسألة الناس ،ومنع الناس من الرب هبم ،وكان ال
12
يبلغه أن أحدا أبر أحدا
منهم بشئ وان قل إال أهنكه عقوبة ،وأثقله غرما ،حتى كان
القميص يكون بني
مجاعة من العلويات يصلني فيه واحدة بعد واحدة ،ثم يرقعنه
وجيلسن عىل مغازهلن
عواري حوارس ،إىل أن قتل املتوكل ،فعطف املنترص عليهم
وأحسن إليهم ،ووجه
بامل فرقه فيهم ،وكان يؤثر خمالفة أبيه يف مجيع أحواله ومضادة
مذهبه طعنا عليه
ونرصة لفعله) .
13
أن يصفح عنها ،فإهنا القيمة بأمره ،فأبى فانرصف عمر ،وهو يقول
:اللهم قني رش عبدك جعفر ،ثم محلها بالليل ،فوطئها ،ثم ردها إىل
منزل أبيها) .
وعمر هذا هو نفسه املوكل عىل إذالل بني هاشم يف مكة
واملدينة ،وهو أشد النواصب من ندماء املتوكل وأخبثهم نفسا.
14
هالك عمر بن فرج الرخجي وفرح الشيعة
وذكره الكليني رمحه اهلل يف الكايف يف باب مولد أيب جعفر حممد
15
بن عيل الثاين عليهام السالم ،ومنها يظهر عداوته ألهل البيت عليهم
السالم ونصبه لشخص األئمة اهلداة ،قال الكليني:
(احلسني بن حممد ،عن معىل بن حممد ،عن أمحد بن حممد بن
عبد اهلل ،عن حممد بن
سنان قال :دخلت عىل أيب احلسن عليه السالم فقال :يا حممد حدث
بآل فرج حدث ؟ ،فقلت :مات عمر ،فقال :احلمد هلل ،حتى
أحصيت له أربعا وعرشين مرة ،فقلت :يا سيدي لو علمت أن هذا
يرسك جلئت حافيا أعدو إليك ،قال :يا حممد أو ال تدري ما قال لعنه
اهلل ملحمد بن عيل أيب ؟ قال :قلت :ال ،قال :خاطبه يف يشء فقال :
أظنك سكران ،فقال أيب :اللهم إن كنت تعلم أين أمسيت لك صائام
فأذقه طعم احلرب وذل األرس ،فواهلل إن ذهبت األيام حتى حرب ما
له وما كان له ،ثم أخذ أسريا ،وهو ذا قد مات -ال رمحه اهلل -وقد
أدال اهلل عز وجل منه ،وما زال يديل أولياءه من أعدائه" .
احلسني بن حممد بن عامر ثقة ،ومعىل بن حممد البرصي ضعيف
مضطرب كام يف النجايش .
16
وأمحد بن حممد بن عبد اهلل هو السياري ضعيف يف احلديث ،صاحب
كتاب القراءات.
وأشكل عىل سندها ومتنها بأمور:
منها أنه ال يمكن أن يروي حممد بن سنان الزهري -املنرصف
إليه من بني الرواة -املتوىف سنة 220هـ عن عيل اهلادي بن حممد
اجلواد عليهام السالم املستشهد بالسم سنة 245هـ (توىل اإلمامة سنة
220ه) عن حادثة متأخرة عن وفاة بن سنان وقعت سنة 233هـ
حتى سنة 235ه زمن املتوكل ،وهو إشكال يف حمله ،هذا فضال عن
ضعف ابن سنان فيام يرويه من أخبار املعارف والعقيدة.
والنسخ متفقة يف ضبط الرواة كام هم.
وحيتمل أن يكون يف السند سقط ،وأن الصحيح هو عيل بن
حممد بن سنان؛ فقد روى الشهيد الثاين رمحه اهلل يف إجازته للشيخ
حسني بن عبد الصمد العاميل البحراين املدفون يف قرية املصىل
بالبحرين قال:
بن الكويف ،عن حمم ِد ِ ِ
شمس الدين بن مكَّي ،عن ى (وعن الشيخ
ئيل ،عن شاذان ِ
بن َج ررب َ َ ٍ
سعيد ،عن الس ىيد فخار ،عن نج ِم الدين ِ
بن
17
حمم ِد ِ
بن ٍ
جعفر ى
ِ
الصدوق أيب ِ
املفيد ،عن جعفر الدوريستي ،عن
يوسف اب ُن
ُ بن القاس ِم اجلُ ررجاين قال :حدى ثنا
حممدُ ُ بابويه َ
قال :حدى ثنا َّ
أبو رهيِام ،عن موالنا
سنان ،عن ََ حمم ِد ِ
بن بن ّوعيل ُّ
بن ٍ
زياد حمم ِد ِ
ى
ِ
جعفر عيل بن موسى ِ
بن حمم ِد ِ
بن ى عيل بن ى بن ىاحلسن ِ
ِ حمم ٍد
وس ىيدنا أيب ى
عيل ِ
بن عيل بن احلسني بن ى
حممد بن ى ِ
بن َّ
صلوات اهلل ِ
عليهم أمجعني ) عن أبيه ،عن أبيه ،عن ُ ٍ
طالب ( أيب
أبيه ،عن أبيه ،عن أبيه ،عن أبيه ،عن أبيه ،عن أبيه ،عن أبيه ،عن
ٍ
طالب ( صلوا ُت اهلل وسالمه عليهم أمجعني ) قال : عيل ِ
بن أيب ى
ذات
أصحابه َ قال رسول اهلل َّ
صىل اهلل عليه وآله وسلم ل َب رعض ر
يوم « :يا عبدَ اهلل أحبِ ر
ب يف اهلل )..احلديث.
18
أبيه قال :قال أبو عبد اهلل ( عليه السالم ) :يا سدير تزور قرب احلسني
عليه السالم يف كل يوم ؟ قلت :جعلت فداك ال ،قال :فام أجفاكم
) ..احلديث.
19
خالفة املنترص وإظهار الرباءة
واحلاصل :أنه ال يمكن الوقوف عىل رابط بني تاريخ التاسع من
ربيع وبني هذين الشخصني؛ املتوكل وعمر بن فرج الرخجي ،وال
التعيد املسنون يف أيام خاصة بعد املتوكل أو يف حكم البوهييني
وغريهم.
وقد تركنا التعليق عن التعليق بالعبارة فالقارئ من أهل
اإلشارة.
21
الفصل الثاين :روايات التاسع
من ربيع
22
ما روي يف التاسع من ربيع وتقييمه
ال جيد الباحث أثرا مقرتنا بقرائن الصحة لواقعة خاصة يف اليوم
التاسع من ربيع األول ،عدا ما استدل به البعض من أمور:
منها ما رواه السيد بن طاووس االبن رمحه اهلل يف كتاب زوائد
الفوائد وحكاه عنه صاحب البحار ،ومل أر نسخة من هذا
الكتاب.
ومثله روى احلسن بن سليامن احليل يف املحترض إال أنه قال
يف أوله( :ما نقله الشيخ الفاضل عيل بن مظاهر الواسطي
حممد بن العال اهلمداين الواسطي وحييى بن جريح
عن ى
البغدادي قال :تنازعنا يف أمر ابن اخل ىطاب فاشتبه علينا أمره
( ...حتى قال ):ويوم النحر ،ويوم البقر ،قال حذيفة :
فقمت من عنده وقلت يف نفيس :لو مل أدرك من أفعال اخلري
وما أرجو به الثواب إالى فضل هذا اليوم لكان مناي .
حممد بن العال اهلمداين وحييى بن جريح :فقام ى
كل قال ى
القمي وقلنا
واحد منىا وق ىبل رأس أمحد بن إسحاق بن سعيد ى
23
رشفتنا بفضل هذا اليوم
له :احلمد هلل الذي ق ىيضك لنا حتىى ى
،ث ىم رجعنا عنه ،وتع ىيدنا يف ذلك) .
ورواه حممد بن احلسن القمي -وهو جمهول احلال والطبقة
وحيتمل أنه عاش يف املائة السادسة -يف كتابه العقد النضيد والدر
الفريد -ونسخته الوحيدة كثرية السقط واخلطأ -يف احلديث السادس
واألربعني ،زاد يف أوله ما حذفه السيد ابن طاووس ولعله طريق
آخر للرواية ،قال ( :عن احلسن بن احلسني السامري قال :كنت أنا
البغدادي فتنازعنا يف ابن اخل ىطاب ) ،فأبدل
ى وحييى بن أمحد بن جريح
حممد بن العالء باحلسن بن احلسني السامري ،ولعله من خطأ النساخ
أو قدم النسخة وختلل الساقط بينها ،والتعاضد من مصدرين عىل
كون الرواية عن ابن بابويه عن عيل بن مظاهر الواسطي عن حممد بن
24
العالء اهلمداين الواسطي وحيي بن أمحد بن جريح البغدادي عن أمحد
بن إسحاق القمي.
وأما ما رواه السيد ابن طاووس فقد نقله املجليس يف البحار عن
كتاب زوائد الفوائد للسيد ريض الدين ابن طاووس ابن السيد
ريض الدين بن طاووس ،ونحن ننقل الرواية بتاممها ،قال:
َاب َز َو ِائ ِد ا رل َف َو ِائ ِد:
س ره ِيف ِكت ِ او ٍ ( َق َال َّ
الس ِّيدُ رب ُن َط ُ
ِ ِ ِ ِ
حي َيى رب ُن َر َوى ا رب ُن َأ ِيب ا رل َع َالء راهل َ رمدَ ُّ
اين ا رل َواسط ُّي َو َ ر
25
ُحمَم ِد ب ِن حوي ٍج ا رلب رغدَ ِ
اد ُّي َقاال: َ َّ ر ُ َ ر
اب َو راش َت َب َه َع َل رينَا َأ رم ُر ُهَ ،ف َق َصدر نَا َتن ََاز رعنَا ِيف ا رب ِن ر
اخلَ َّط ِ
26
ِ
رس َم رن َر َأى احل َس ِن ع -ك ََام َق َصدر ُُتَاين بِ ُ َّ َم رو َال َي أيب [ َأ َبا ر َ
رت َع َل ري ِه َف َأ ِذ َن ِيلَ -فدَ َخ رل ُت َع َل ري ِه ع ِيف ِم رث ِل َه َذا
است رَأ َذن ُ
َف ر
َّاس ِع ِم رن َش ره ِر َربِي ٍع راألَ َّو ِلَ -ف َر َأ ري ُت
ا رليو ِم -و هو يوم الت ِ
َر َ ُ َ َر ُ
اح ٍد سيدَ نَا َع َلي ِه و َع َىل آب ِائ ِه الس َالمَ -قدر َأو َع َز إِ َىل ُك ِّل و ِ
َ ر َّ ُ َ ر َ َ ِّ
اجلُدُ ِدَ -و اب ر ِم رن َخدَ ِم ِهَ -أ رن َي رل َب َس َما ُي رم ِكنُ ُه رم ِم َن ال ِّث َي ِ
ا رل َي رو ِم َو َس َعا َد ُت ُهَ -فإِ َّن ُه ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي ُ رهي ِل ُك اهللَُّ فِ ِيه َعدُ َّو ُه َو
َعدُ َّو َجدِّ ُك َامَ -و إِ َّن ُه ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي َي رق َب ُل اهللَُّ َأ رع َام َل ِشي َعتِ ُك َام
َو ُ ِحم ِّبي ُك َامَ -و ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي ُي َصدَّ ُق فِ ِيه َق رو ُل اهللَِّ َج َّل
27
او َي ًة بِ ٰام َظ َل ُمواَ -و ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي
وهت رم ٰخ ِ ِ
َج َال ُل ُهَ -فت رل َك ُب ُي ُ ُ
املِهم و َغ ِ ِ ُن ِس َ ِ ِ ِ
اص ُب ُه رم ف فيه ف رر َع رو ُن َأ ره ِل ا رل َب ريتَ -و َظ ُ ُ ر َ
َح َّق ُه رمَ -و ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي ُي رق ِد ُم اهللَُّ إِ َىل ٰما َع ِم ُلوا ِم رن
َع َم ٍلَ -ف َج َع رلنٰا ُه َه ٰبا ًء َمنر ُثور ًاَ -ق َال ُح َذ ري َف ُة َف ُق رل ُت َيا
ول اهللَِّ صَ -و ِيف ُأ َّمتِ َك َو َأ رص َحابِ َك َم رن َينرت َِه َك َر ُس َ
نيار َم َق َال َن َع رمَ -يا ُح َذ ري َف ُة ِج رب ٌت ِم َن ا رُملنَافِ ِق َ َه ِذ ِه ا رَمل َح ِ
اع ِة اهللََِّ -و ُيك َِّذ ُبنِي َو ُيك َِّذ ُب َأ ِخي َو
ُين ِرف ُق َها ِيف َغ ر ِري َط َ
حي ُسدُ ا ربنَتِي َع رن َح ِّق َها َفتَدر ُعو اهللََّ َع َّز َو َج َّل
َو ِز ِيريَ -و َ ر
يب ُد َعا َء َها ِيف ِم رث ِل َه َذا ا رل َي رو ِمَ -ق َال ِ
َع َل ريهَ -ف َي رست َِج ُ
ول اهللَِّ صَ -فا رد ُع َر َّب َك لِ ُي ره ِل َك ُه ِيف
ُح َذ ري َف ُة َف ُق رل ُت َيا َر ُس َ
بَ -أ رن ِ َح َياتِ َكَ -ف َق َال َر ُس ُ
ول اهللَِّ ص َيا ُح َذ ري َف ُة َال ُأح ُّ
َأج َ ِرتئ ع َىل َقض ِ
اء اهللَِّ َع َّز َو َج َّل َملِا َقدر َس َب َق ِيف ِع رل ِم ِه- َ ر َ َ
28
جي َع َل لِ رل َي رو ِم ا َّل ِذي ُ -رهي ِل ُك ُه ِ
َلك رن َس َأ رل ُت اهللََّ َع َّز َو َج َّل َأ رن َ ر
ون َذل ِ َك ُسنَّ ًة َي رس َت ُّن ِ َهبافِ ِيه َف ِضي َل ًة َع َىل َس ِائ ِر راألَ َّيا ِم -لِ َي ُك َ
وه رم- َأ ِحب ِائي -و ِشيع ُة َأه ِل بيتِي و حمبيهم ُ ِ
[حم ُّب ُ َ َ ر َر َ َّ
َان ِيف َسابِ ِق َف َأ رو َحى اهللَُّ إِ َ َّيل َج َّل ِم رن َق ِائ ٍل َيا ُحم َ َّمدُ -إِ َّن ُه ك َ
ِع رل ِمي َأ رن َُت َ َّس َك َو َأ ره َل َب ريتِ َكِ -حم َ ُن الدُّ رن َيا َو َب َال ُؤ َها َو
ني ِمن ِعب ِ ِ ُظ رل ُم ا رُملنَافِ ِق َ
اديَ -م رن ن ََص رح َت ني َو ا رل َغاصبِ َ ر َ
وك َو َحم َ رض َت َهل ُ رم َو َغ ُّش َ
وكَ -و َصا َف ريت َُه رم َو َهل ُ رم َو َخا ُن َ
وكَ -و َجنَ ريت َُه رم َو َأ رس َل ُم َ
وك وك َو َأ رر َض ريت َُه رم َو ك ََّذ ُب َ
ك ََش ُح َ
َفإِ ِّين بِ َح رو ِيل َو ُق َّو ِيت َو ُس رل َط ِاينَ -ألَ رفت ََح َّن َع َىل َم رن
اب ِمن النِّري ِ ب َب رعدَ َك َع ِل ىي ًا َو ِص َّي َك َح ىق ًا َأ رل َ ِ
ان ف َب ٍ َ َ َي رغص ُ
ف رش ُوقَ -و َألُ رص ِل َينَّ ُه َو َأ رص َحا َب ُه َق رعر ًا ُي ر ِ ِم رن َأس َف ِل ا رل َف ري ُل ِ
ر
ِ ِ ِ ِ ِ
َع َل ريه إِ ربل ُ
يس آ َد َم َف َي رل َعنُ ُهَ -و َألَ رج َع َل َّن َذل َك ا رُملنَاف َق ع ر َ
رب ًة
ين ِيف اء َو َأ رعدَ ِاء الدِّ ِ اعن َِة راألَنربِي ِ
َ
ِيف ا رل ِقيام ِةَ -ك َفر ِ
َ َ َ
يع ال َّظ َل َم ِة َو ِ ِ
رشَ -و َألَ رح ُ َ
رش َّهنُ رم َو َأ رول َيا َء ُه رم َو َمج َ ا رَمل رح َ ِ
ني- َاد ِم َ
ني َأ ِذ َّل ًة حيارى ن ِ
ََ َ احل َ ني -إِ َىل جهنَّم ُزرق ًا َك ِ
َ َ َ ر ا رُملنَافِ ِق َ
ينَ -يا ُحم َ َّمدُ إِ َّن ُم َرافِ َق َك َو ِ ِ ِ
َو َألُض َّلن َُّه رم ف َيها َأ َبدَ راآلبِد َ
َو ِص َّي َك ِيف َمن ِرز َلتِ َك َي َم َّس ُه ا رل َب رل َوىِ -م رن فِ رر َع رونِ ِه َو
29
رش ُك ِيب َو جي َ ِرت ُئ َو ُي َبدِّ ُل ك ََال ِميَ -و ُي ر ِ ِ ِ ِ
َغاصبِه ا َّلذي َ ر
ب ِم رن َن رف ِس ِه ِع رج ًال ِ ِ
َّاس َع رن َسبِييلَ -و َينرص ُ َي ُصدُّ الن َ
ِألُ َّمتِ َك َو َي رك ُف ُر ِيب ِيف َع رر ِيش -إِ ِّين َقدر َأ َم رر ُت َم َال ِئكَتِي-
يكَ -أ رن ُي َع ِّيدُ وا ِيفِيف َس رب ِع َس َام َو ِايت َو ِشي َعت ََك َو ُ ِحم ِّب َ
ِ ِ ِ ِ ِ
يسا رل َي رو ِم ا َّلذي َأ ره َل رك ُت ُه فيه َو َأ َم رر ُ ُهت رم َأ رن َينرص ُبوا ُك رر َّ
ور َو ُي رثنُوا َع َ َّيلَ -و ت ا رَمل رع ُم ِ كَرامتِي -بِإِ َز ِاء ا رلبي ِ
َر َ َ
يك ِم رن ُو رل ِد آ َد َم َيا ُحم َ َّمدُ َ -و
ون ل ِ ِشي َعتِ َك َو ُملِ ِح ِّب َ َي رس َت رغ ِف ُر َ
اخلَ رل ِق ِيف
ني َأ رن َي رر َف ُعوا ا رل َق َل َم َع ِن ر َأ َم رر ُت ا رل ِك َرا َم ا رلكَاتِبِ َ
اه رم ك ََرا َم ًة َل َك ِ َذلِ َك ا رل َي رو ِمَ -و َال َي رك ُت ُب َ
ون َش ريئ ًا م رن َخ َطا َي ُ
َو لِ َو ِص ِّي َكَ -يا ُحم َ َّمدُ إِ ِّين َقدر َج َع رل ُت َذل ِ َك ا رل َي رو َمَ -ي رو َم
ني َو يد َل َك َو ِألَ ره ِل َب ريتِ َكَ -و َملِ رن َي رت َب ُع ُه رم ِم َن ا رُمل رؤ ِمن ِ َ ِع ٍ
ِشي َعتِ ِه رمَ -و آ َل ري ُت َع َىل َن رف ِيس بِ ِع َّز ِيت َو َج َال ِيل َو ُع ُل ِّوي
َاينَ -ألَ رح ُب َو َّن َم رن ُي َع ِّيدُ ِيف َذلِ َك ا رل َي رو ِم ُحمرت َِسب ًا ِيف ِيف مك ِ
َ
نيَ -و َألُ َش ِّف َعنَّ ُه ِيف َذ ِوي َر ِمحِ ِه َو َألَ ِزيدَ َّن ِيف اب ر َ
احلا ِّف َ َث َو ِ
َمالِ ِه -إِ رن َو َّس َع َع َىل َن رف ِس ِه َو ِع َيالِ ِه َو َألُ رعتِ َق َّن ِم َن الن َِّار-
ِيف ُك ِّل َح رو ٍل ِيف ِم رث ِل َذلِ َك -ا رل َي رو ِم َآالف ًاِ -م رن ِشي َعتِ ُك رم َو
ُ ِحم ِّبي ُك رم َو َم َوالِي ُك رمَ -و َألَ رج َع َل َّن َس رع َي ُه رم َم رش ُكور ًا َو
30
والَ -ق َال ُح َذ ري َف ُة ُث َّم َق َ
ام َذ رن َب ُه رم َم رغ ُفور ًا َو َع َم َل ُه رم َم رق ُب ً
ِ
يض اهللَُّ َعن َرها َو ول اهللَِّ صَ -فدَ َخ َل َب ري َت ُأ ِّم َس َل َم َة َر َ َر ُس ُ
اك ِيف َأ رم ِر ال َّث ِاينَ -حتَّى َر َأ ري ُت َر َج رع ُت َعنر ُهَ -و َأنَا َغ ر ُري َش ٍّ
ِ َب رعدَ َو َف ِاة رس ِ
او َد ا رل ُك رف َر َو
الرش َو َع َ
يح َّ َّ ول اهللَِّ صَ -و ُأت َ َ ُ
ينَ -و َش َّم َر ل ِ رل ُم رل ِك َو َح َّر َ
ف ا رل ُق رر َ
آنَ -و رارتَدَّ َع ِن الدِّ ِ
31
مح ُة اهللَِّ َع َىل َقاتِ ِل ِهَ -ق َال َج َرى َق رت ُل ُه َع َىل َي ِد َقاتِ ِل ِه َر ر َ
ني عََّ -ملا ُقتِ َل َذلِ َك ُح َذ ري َف ُة َفدَ َخ رل ُت َع َىل َأ ِم ِري ا رُمل رؤ ِمنِ َ
اخل رز ِي َو ا رُملنَافِ ُق ِألُهنِّ َئه بِ َقت ِرل ِه -و م ِص ِري ِه إِ َىل َذلِ َك ر ِ
َ َ َ ُ
ني ع َيا ُح َذ ري َف ُة -ت رَذ ُك ُر ا رل َي رو َم االنرتِ َقا ِمَ -ف َق َال َأ ِم ُري ا رُمل رؤ ِمن ِ َ
ِ
ول اهللَِّ صَ -و َأنَا َو ِس رب َطا ُه ا َّل ِذي َد َخ رل َت فِ ِيه َع َىل رس ِ
َ ُ
ن رَأ ُك ُل َم َع ُه َفدَ َّل َك َع َىل َف رض ِل َه َذا ا رل َي رو ِمَ -د َخ رل َت فِ ِيه
ول اهللَِّ صَ -ف َق َال ع ُه َو َو َع َل ري ِه َف ُق رل ُت َن َعم َيا َأ َخا رس ِ
َ ُ ر
اهللَِّ َه َذا ا رل َي رو ُم ا َّل ِذيَ -أ َق َّر اهللَُّ َت َب َار َك َو َت َع َاىل فِ ِيه ُع ُي َ
ون
ف ِهل َذا ا رل َي رو ِم ا رثن ر ِ ِ ِ
َني َو َأ رو َالد َر ُسول اهللَِّ صَ -و إِ ِّين َألَ رع ِر ُ َ
ني ع -إِ ِّين اس ًامَ -ق َال ُح َذ ري َف ُة َف ُق رل ُت َيا َأ ِم َري ا رُمل رؤ ِمنِ َ ني ر َس رب ِع َ
َّاس ِع ِم رن َش ره ِر ُأ ِحب َأ رن ُتس ِمعنِي َأسامء ه َذا ا رليو ِم الت ِ
َر رَ َ َ ر َ ُّ
اح ِةَ -و رت َ ِ ِ ِ
َربِي ٍع راألَ َّولَ -ف َق َال ع َيا ُح َذ ري َف ُة َه َذا َي رو ُم اال رس َ
ب و ا رل َغ ِدير ال َّث ِاين و يوم َ رَتطِ ِ َي رو ُم َتن ِرف ِ
يط َ َر ُ ُ يس راهل َ ِّم َو ا رلك رَر ِ َ
احل رب َو ِةَ -و َي رو ُم َر رف ِع ا رل َق َل ِم َو َي رو ُم راهلَدر ي- راألَ رو َز ِار َو َي رو ُم ر َ
اتَ -و ِعيدُ اهللَِّ و يوم ا رلع ِقي َق ِة و يوم ا رلربك َِة و يوم ال َّثار ِ
َ َر ُ ََ َ َر ُ َ َ َر ُ َ
ات -و يوم ا رَملو ِق ِ ِ ِ
ف اب فيه الدَّ َع َو ُ َ َ ر ُ ر راألَك َ ُ
ررب َو َي رو ٌم ُي رست ََج ُ
الرش ِ ِ ِ
ط َو َي رو ُم ن رَز ِع راألَ رع َظ ِم َو َي رو ُم الت رَّول َيةَ -و َي رو ُم َّ ر
32
ني و يوم ان ِ
رك َس ِ ِ ِ
ار الشيعة راألَ رس َو ِارَ -و َي رو ُم نَدَ ا َمة ال َّظامل َ َ َ ر ُ
[الش روك َِةَ -و َي رو ُم َن رف ِي راهل ُ ُمو ِم َو َي رو ُم ا رل َفت ِرح َو َي رو ُم
َّ
يحَ -و َي رو ُم َف َر ِح ضَ -و َي رو ُم ا رل ُقدر َر ِة َو َي رو ُم الت رَّص ِف ِ
ا رل َع رر ِ
الزك ِ
َاة اإلنَا َب ِةَ -و َي رو ُم َّ
الرت ِو َي ِة َو َي رو ُم ر ِ ِّ ِ
الشي َعة َو َي رو ُم َّ ر
يل اهللَِّ َت َع َاىل َو ا رل ُع رظ َمى َو َي رو ُم ا رل ِف رط ِر ال َّث ِاينَ -و َي رو ُم َسبِ ِ
ت يوم التَّجر ِع بِالر ِيق -و يوم الر َضا و ِعيدُ َأه ِل ا رلبي ِ
َر ر َ َ َ ر ُ ِّ ِّ َ ر ُ َ ُّ
رس ِائ َيلَ -و َي رو ٌم َقبِ َل اهللَُّ َأ رع َام َل ِ ِ ِ
عَ -و َي رو ٌم َظف َر رت بِه َبنُو إ ر َ
الز َيا َد ِة َو ب ِّ الصدَ َق ِةَ -و َي رو ُم َط َل ِ ِ ِّ ِ
الشي َعة َو َي رو ُم َت رقدي ِم َّ
ورت ا رَمل رع ُلو ِم َو َي رو ُم ُرس ِ يوم َقت ِرل ا رُملنَافِ ِق -و يوم ا رلو رق ِ
ُ َ َر ُ َ َر ُ
ود و يوم يع ُّض ال َّظ ِ ِ ِ
امل ُ َع َىل َأ ره ِل ا رل َب ريت عَ -و َي رو ُم ا رَمل رش ُه َ َ ر ٌ َ َ
الض َال َل ِة َو َي رو ُم النَّ ري َل ِة َو َي رو ُم َيدَ ري ِهَ -و َي رو ُم َهدر ِم َّ
ني َو َي رو ُم او ِز َع ِن ا رُمل رؤ ِمنِ َ الش َها َدةَ -و َي رو ُم الت ََّج ُ
َّ ِ
33
الز ره ِد ِيف ف ا رلبِدَ ِع َو َي رو ُم ُّ و يوم ا رلربك َِة -و يوم ك رَش ِ
َ َر ُ َ َر ُ ََ
َادي َو َي رو ُم ا رَمل رو ِع َظ ِةَ -و َي رو ُم ا رل ِع َبا َد ِة َو ا رل َكب ِائ ِر -و يوم ا رُملن ِ
َ َر ُ َ
نياإل رس َال ِمَ -ق َال ُح َذ ري َف ُة َف ُق رم ُت ِم رن ِعن ِرد َأ ِم ِري ا رُمل رؤ ِمن ِ َ َي رو ُم ر ِ
34
ومنها :ما رواه املريزا النوري يف املستدرك قال:
( السيد عيل بن طاووس يف كتاب زوائد الفوائد :عن ابن أيب
العالء اهلمداين الواسطي وحييى بن حممد بن جريح البغدادي يف خرب
طويل أهنام استأذنا للدخول عىل أمحد بن إسحاق القمي صاحب أيب
احلسن العسكري ( عليه السالم ) يف اليوم التاسع من ربيع األول
بمدينة قم ،قاال :فخرج علينا وهو مستور بميزر يفوح مسكا وهو
يمسح وجهه ،فأنكرنا ذلك عليه ،فقال " :ال عليكام فإين اغتسلت
للعيد " ،قلنا :أو هذا يوم عيد ؟ ! قال " :نعم " ،اخلرب .ورواه
احلسن بن سليامن احليل يف كتاب املحترض ،عن الشيخ الفقيه الفاضل
عيل بن مظاهر الواسطي ،بإسناد متصل عن حممد بن عالء اهلمداين ،
مثله باختالف يسري .
قلت :قال الشيخ املفيد يف كتاب مسار الشيعة :ويف اليوم
التاسع منه ،يعني :الربيع األول يوم العيد الكبري وله رشح كبري يف
غري هذا املوضع وعيد فيه النبي ( صىل اهلل عليه وآله ) وأمر الناس أن
يعيدوا فيه ويتخذ فيه املريس ،انتهى .وفيه إشارة إىل اعتبار اخلرب
املذكور ) .
35
ومل نجد ما أحال عليه يف طبعات مسار الشيعة احلارضة ،وليس
بني يدي نسخة خمطوطة له ،هذا فضال عن الشك القوي بل عدم
ثبوت نسبة الكتاب للشيخ املفيد رمحه اهلل.
ويف هذا الكتاب املذكور من التواريخ ،ما ذكره يف اليوم األول
منه عند ذكر اهلجرة والغار قال:
" أول يوم منه ...و يف هذا اليوم يتجدى د رسور الشيعة بنجاة
صىل اهللى عليه و آله و س ىلم من أعدائه ،و ما أظهره اهللى
رسول اهللى ى
تعاىل من آياته و ما أ ىيده به من نرصه ،و هو يوم حزن للناصبية
املرسة يف وقت أحزانه ...
القتدائهم ...يف ذلك و اجتناهبم ى
الرابع منه سنة ستني و مائتني ،كانت وفاة س ىيدنا أيب
و يف اليوم ى
السالم و له يومئذ
الرضا عليهم ى
عيل ى
حممد بن ى
عيل بن ى
حممد احلسن بن ى
ى
ثامن و عرشون سنة و مصري اخلالفة إىل القائم باحلق ...
و يف اليوم الثاين عرش منه كان قدوم النبي ى
صىل اهللى عليه و آله و
س ىلم املدينة مع زوال ى
الشمس.
و يف مثله سنة اثنتني و ثالثني و مائة من اهلجرة كان هالك
امللحد امللعون يزيد بن معاوية بن أيب سفيان ضاعف اهللى عليه
العذاب األليم ،و كان سنىه يومئذ ثامين و ثالثني سنة و هو يوم يتجدى د
36
فيه رسور املؤمنني.
".
حتى أن السيد ابن طاووس رصح بفقد القرينة أو املوافق هلا،
قال رمحه اهلل:
(اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن ،ووجدنا
مجاعة من العجم واإلخوان يعظمون الرسور فيه ،ويذكرون أنه يوم
هالك بعض من كان هيون باهلل جل جالله ورسوله صلوات اهلل عليه
ويعاديه ،ومل أجد فيام تصفحت من الكتب إىل اآلن موافقة أعتمد
عليها للرواية التي رويناها عن ابن بابويه تغمده اهلل بالرضوان ،فإن
أراد أحد تعظيمه مطلقا لرس يكون يف مطاويه غري الوجه الذي ظهر
فيه احتياطا للرواية ،فكذا عادة ذوي الرعاية) .
فإذا كان السيد ابن طاووس نفسه وهو أقدم من روى لنا
احلديث عن مصدر مل نظفر به وهو العمدة يف تأسيس هذه السرية ،ال
يعرف هذا اليوم والعيد يف حارضته وال يف الشيعة إال أولئك الفئة
املذكورين ،فيكف يدعي بعض املتأخرين انجبار اخلرب بالعمل بل
37
والسرية القطعية !.
فقد اجتمع فيها هبذا أوجه الضعف؛ فالرواية غري مشهورة،
شاذة ،ال عمل عليها بني مشاهري العلامء وأصحاب العلم ،كام هو
ظاهر تعبريه رمحه اهلل تعاىل.
38
املالحظ عىل الرواية أيضا
39
احلاصل
40
الفصل الثالث :يف استدالل
املحقق العاميل ومناقشته
41
كالم السيد جعفر مرتىض حول تاريخ وفاة عمر
بن اخلطاب
42
وللسيد جعفر مرتىض أدام اهلل فوائده قول يف الصحيح من سرية
اإلمام عيل ع ينبغي التعرض له لدخالته يف االستدالل عىل صحة
التعيد بإثبات موضوعه ،قال:
" تاريخ قتل عمر:
وعن تاريخ قتل عمر نقول:
إننا نريد أن نتعامل مع خمتلف األقوال :ونقيس بعضها إىل
بعض ،وسوف نجد فيام نعرضه من افرتاضات خمتلفة ،أن ثمة
انسجام ًا فيام بينها ،جيعل الباحث يقف متعجب ًا من مؤدياهتا ،وهي
تتوافق عىل نفس األمر الذي حياولون َتاشيه وتالفيه.
43
يف القرن السادس اهلجري.
وقـال الكفعمي( :مجهور الشيعـة يزعمون :أن فيـه قتـل عمر بن
اخلطـاب) .
وأنكر ابن إدريس ذلك وتابعه الكفعمي عليه ،قال ابن إدريس:
من زعم أن عمر قتل فيه ،فقد أخطأ بإمجاع أهل التواريخ والسري،
وكذلك قال املفيد (رمحه اهلل) يف كتاب التواريخ الرشعية .
44
ونحن ال نوافق ابن إدريس عىل تشدده يف إنكاره هلذا األمر،
وذلك ملا ييل:
45
وقد رصح اليعقويب وغريه :بأن مدة والية عمر كانت عرش
سنني وثامنية أشهر .
وهذا يدل عىل أن وفاة عمر قد تأخرت عن شهر ذي احلجة
حوايل شهرين ،األمر الذي يشري إىل صحة قوهلم :إنه تويف أوائل
شهر ربيع األول ،خصوص ًا إذا الحظنا أهنم يسقطون الزيادات
اليسرية يف مثل هذه املوارد.
وال يلتفت هنا إىل التناقض الذي وقع فيه اليعقويب ،حني ذكر أن
46
عمر قد قتل يف ذي احلجة أيض ًا ؛ فإن هذه الغفلة نشأت من ارتكاز
لديه نشأ عن قراءته ألقوال املؤرخني الذين يرصون عىل مقولتهم يف
تاريخ قتله.
ثاني ًا :إن مما يشري إىل عدم التسليم بصحة قوهلم( :إنه قتل يف ذي
احلجة) ،قول ابن العامد ،واليافعي :إن مدة خالفة عمر هي عرش
سنني وسبعة أشهر ومخس ليال ،وقيل غري ذلك .
47
فإذا قارنا ذلك بام يقولونه من أن أبا بكر قد مات بعد وفاة النبي
(صىل اهلل عليه وآله) بسنتني ونصف ،كام روي عن عائشة بسند
حسن ،وروي مثله عن اهليثم بن عمران ،عن جده بسند رجاله
ثقات .
فإن النتيجة تكون هي التالية:
إذا كان النبي (صىل اهلل عليه وآله) قد تويف يف آخر شهر صفر،
ٍ
منذئذ ،واستمرت سنتني وستة أشهر ،فذلك وبدأت خالفة أيب بكر
يعني :أن أبا بكر قد تويف يف آخر شهر شعبان ،فبدأت خالفة عمر
ٍ
منذئذ ،واستمرت عرش سنني وستة أشهر وأيام ًا كام يقولون ،
الغابة ج 4ص 77واملعارف البن قتيبة ص 183و تاريخ املدينة البن شبة
ج 3ص 943والبداية والنهاية ج 7ص.155
راجع :املعجم الكبري ج 1ص 58و 61وجممع الزوائد ج 9ص 60وتاريخ
اخلميس ج 2ص 237وراجع :املصنف البن أيب شيبة ج 8ص51
وتاريخ مدينة دمشق ج 30ص 452واآلحاد واملثاين ج 1ص.89
اإلستيعاب (هبامش اإلصابة) ج 2ص 467و 468وبحار األنوار ج31
ص 118وراجع :البدء والتاريخ ج 5ص 88و 167وعمدة القاري
ج 16ص 74وَتفة األحوذي ج 6ص 395وعون املعبود ج12
48
وانتهت يف آخر شهر صفر ،أو أوائل شهر ربيع األول.
وقد قلنا :إهنم يسقطون الزيادات واأليام اليسرية يف حاالت
كهذه ،فكيف إذا كان املسعودي يقول :إن خالفة عمر قد استمرت
عرش سنني وستة أشهر وثامنية عرش يوم ًا ،وعند ابن إسحاق :ومخس
ليال .
ص 259وصحيح ابن حبان ج 15ص 37والتمهيد البن عبد الرب ج23
ص 93وفيض القدير ج 3ص 678وتاريخ خليفة بن خياط
ص110والتاريخ الصغري ج 1ص 118والثقات البن حبان ج2
ص 241ومشاهري علامء األمصار ص 23وتاريخ مدينة دمشق ج44
ص 11و 14و 450و 465و 466و 467و 478وأسد الغابة ج4
ص 77واملعارف البن قتيبة ص 183وتاريخ املدينة البن شبة ج3
ص 944وتاريخ األمم وامللوك ج 3ص 266والتنبيه واإلرشاف
ص 251والكامل يف التاريخ ج 3ص 52والبداية والنهاية ج 6ص220
وج 7ص.155
التنبيه واإلرشاف ص 251والتاريخ الصغري للبخاري ج 1ص .118ولكن
ذكر يف تاريخ املدينة البن شبة ج 3ص :944أن خالفة عمر كانت عرش
سنني وستة أشهر وواحد ًا وعرشين يوم ًا.
املعارف البن قتيبة ص 79و (ط دار املعارف) ص 183والفايق يف غريب
49
وعند أيب الفداء :وثامنية أيام .
وذلك كله ..إنام يناسب القول :بأنه قد قتل يف شهر ربيع األول،
ألننا إذا أضفنا سنتني ونصف ًا (مدة خالفة أيب بكر) إىل عرش سنوات
وستة أشهر وأيام( :مخسة ،أو ثامنية ،أو( )..وهي مدة خالفة عمر بن
اخلطاب) فاملجموع هو ثالث عرشة سنة وأيام ،فإذا بدأنا العد من
حني وفاة النبي (صىل اهلل عليه وآله) يف 28صفر ،فإن النتيجة هي:
أن قتله قد كان يف أوائل شهر ربيع األول.
ثالث ًا :إذا أخذنا بام أخرجه احلاكم عن ابن عمر ،قال :ويل أبو
بكر سنتني وسبعة أشهر ،فإن معنى ذلك :أن والية عمر قد بدأت
50
يف آخر شهر رمضان املبارك ،سنة ثالث عرشة للهجرة ،فإذا أضفنا
إليها عرش سنوات وستة أشهر ،هي مدة والية عمر ،فإن تاريخ قتله
يكون آخر ربيع األول.
رابع ًا :إن الطربي يقول :إن مدة والية عمر هي عرش سنني،
ومخسة أشهر ،وإحدى وعرشين ليلة ،من متوىف أيب بكر ،عىل رأس
اثنتني وعرشين سنة ،وتسعة أشهر ،وثالثة عرش يوم ًا من اهلجرة .
فإذا انضم ذلك إىل قوهلم :إن مدة والية أيب بكر هي سنتان
وسبعة أشهر ،أو ستة أشهر ،كانت النتيجة هي رجحان القول بأنه
قتل يف شهر ربيع األول أيض ًا.
51
خامس ًا :ومما يدل عىل أن قتل عمر كان يف شهر ربيع األول،
رواية مطولة رواها أمحد بن إسحاق القمي (رمحه اهلل) ،عن اإلمام
اهلادي (عليه السالم) ،مفادها [ :ثم ذكر اخلرب وقال ]
قال املجليس( :قال السيد :نقلته من خط حممد بن عيل بن حممد
بن طي (رمحه اهلل).
ووجدنا فيام تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة هلا،
فاعتمدنا عليها) .
وقال املجليس أيض ًا معلق ًا عىل ما ورد يف اإلقبال( :ويظهر من
كالم خلفه اجلليل ورود عدة روايات دالة عىل كون قتله (يعني عمر)
يف ذلك اليوم ،فاستبعاد ابن إدريس ،وغريه رمحة اهلل عليهم ،ليس يف
حمله ،إذ اعتبار تلك الروايات مع الشهرة بني أكثر الشيعة ،سلف ًا
وخلف ًا ،ال يقرص عام ذكره املؤرخون من املخالفني.
غريوا هذا اليوم ،ليشتبه األمر عىل الشيعة
وحيتمل أن يكونوا َّ
الخ. )..
52
ويالحظ عليه:
أوال:
أن أصول التحقيق تقتيض ترجيح األقوال بحسب درجة اعتبارها،
وهي ترتويه من مستوى اعتبار القائلني واملصادر ،وال يصح بأي
حال رضب األقوال وخلطها؛ إذ هبذا ال يثبت لدينا أي تاريخ أو
حدث الختالف الرواة وما يروون يف كل يشء.
ثانيا:
أن دعوى وجود انسجام بني األقوال املذكورة خيطئوه الوجدان ،بل
االنسجام صار بعد حماولة التأليف بينها باالجتهادات الشخصية.
ثالثا:
أن االعرتاف بأن " معظم مؤرخي أهل السنة يرصون عىل أن عمر قد
قتل يف السادس والعرشين من شهر ذي احلجة سنة ثالث وعرشين
للهجرة " خاصة من كرباء وعلية أهل الفن منهم ،يقرب من َتقق
االتفاق والتسامل عليه بل ادعي عليه اإلمجاع كام نقله عن مجاعة
ومنهم الشيخ املفيد وابن إدريس كام نقل عنهم ذلك عنه ، ،مما يورث
العلم بوقوعه ،والشك يف وجود غرض لتحريفه خالف األصل.
53
رابعا:
أن قوله" :وهذا القول كان متداوالً ومعروف ًا من زمن ابن إدريس
املتوىف يف القرن السادس اهلجري" ،تصوير غري واقعي ال أثر له،
ومعارض بام ذكرناه من كالم السيد ابن طاووس من عدم معروفيته
إال بني فئة خاصة ،وابن إدريس من أعالم القرن الثامن بعد ابن
إدريس ومل يطلع عىل شهرته ! ،قال يف اإلقبال( :اعلم أن هذا اليوم
وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن ،ووجدنا مجاعة من العجم واإلخوان
يعظمون الرسور فيه ،ويذكرون أنه يوم هالك بعض من كان هيون
باهلل جل جالله ورسوله صلوات اهلل عليه ويعاديه ،ومل أجد فيام
تصفحت من الكتب إىل اآلن موافقة أعتمد عليها للرواية التي
رويناها عن ابن بابويه تغمده اهلل بالرضوان ،فإن أراد أحد تعظيمه
مطلقا لرس يكون يف مطاويه غري الوجه الذي ظهر فيه احتياطا
للرواية ،فكذا عادة ذوي الرعاية).
بل إن السيد دام عزه أحسبه قد زاغ برصه الرشيف عن مفاد كالم
الكفعمي الذي نسب اإلمجاع عىل وقوعه حادثة قتل عمر بن
اخلطاب يف السادس والعرشين من ذي احلجة إىل الشيعة والسنة معا،
وخطأ اجلمهور وليس من بينهم املجمعني قطعا؛ ألن املراد
54
باملجمعني هم أهل التحقيق من القدماء إىل زمانه ،ونص كالمه يف
املصباح:
" و مجهور الشيعة يزعمون أن فيه قتل عمر بن اخلطاب و ليس
بصحيح ،قال حممد بن إدريس ره يف رسائره من زعم أن عمر قتل فيه
فقد أخطأ بإمجاع أهل التواريخ و السري و كذلك قال املفيد ره يف
كتاب التواريخ و إنام قتل عمر يوم اإلثنني ألربع ليال بقني من ذي
احلجة سنة ثالث و عرشين من اهلجرة نص عىل ذلك صاحب الغرة
و صاحب املعجم و صاحب الطبقات و صاحب كتاب مسار الشيعة
و ابن طاوس ،بل اإلمجاع حاصل من الشيعة و السنة عىل ذلك " .
نعم التاريخ واملناسبة متداولة الذكر يف كتب اخلصيبية ككتاب
األعياد للطرباين وعيد كبري من أعيادهم يسموهنم بعيد دالم.
خامسا:
التمسك بأخطاء حساب مدة اخلالفة ،وتسمية املجمع عليه وما هو
رصيح بالغفلة !.
منه قوله" :إن عمر بن اخلطاب قد توىل اخلالفة لثامن بقني من مجادى
اآلخرة سنة 13للهجرة .
وقد رصح اليعقويب وغريه :بأن مدة والية عمر كانت عرش سنني
55
وثامنية أشهر ".
فإن اليعقويب رصح بأنه توىل اخلالفة لليلتني بقيتا من مجادى اآلخرة ،
ثم ضعف القول بسبع بقني ،ال لثامن !.
قال اليعقويب ضابطا للتاريخ " :ثم استخلف عمر بن اخلطاب بن
نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد اهلل ابن قرط بن رزاح بن عدي
بن كعب ،وأمه حنتمة بنت هاشم بن املغرية بن عبد اهلل بن عمر بن
خمزوم ،يوم الثالثاء لليلتني بقيتا من مجادى اآلخرة ،وقيل لسبع بقني
منه سنة ،13وكان ذلك من شهور العجم يف آب ،وكانت الشمس
يومئذ يف األسد ست عرشة درجة ،والقمر يف العقرب أربعا وعرشين
درجة وعرش دقائق ،وزحل يف القوس ثالثني درجة راجعا،
واملشرتي يف احلوت تسع درج وثالثني دقيقة راجعا ،واملريخ يف الثور
إحدى وعرشين درجة ومخسني دقيقة ،والزهرة يف احلوت تسع
درجات ،وعطارد يف السنبلة عرش درجات وثالثني دقيقة ،والرأس
يف القوس اثنتي عرشة درجة ومخسا وثالثني دقيقة" .
وقال يف تاريخ احلادثة والوفاة ضابطا هلا كام املشهور أهنا يف 26من
ذي احلجة:
" فطعن عمر يوم األربعاء ألربع ليال بقني من ذي احلجة سنة ،23
56
وكان ذلك من شهور العجم يف ترشين اآلخر ،وكان الذي طعنه أبو
لؤلؤة ،عبد للمغرية بن شعبة ،وجأه بخنجر مسموم ،وكانت سنو
عمر يومئذ ثالثا وستني سنة ،وقيل أربعا ومخسني سنة ،وكانت
واليته عرش سنني وثامنية أشهر " .
وجيب محل َتديد واليته بعرش سنني وثامنية أشهر عىل وجه ال يتناىف
ورصاحته يف التحديد باأليام ،وإال فهو خطأ منه يف احلساب جزما ،
وهو يريد ستة أشهر ،ال أن يعمد إىل حذف كالمه الرصيح َتديد
التاريخ واألخذ بام أخطأ فيه من حساب املدة أو كان من أخطاء
التصحيف.
والذي وجدته حتى اآلن هو تفرد الواقدي هبذا اخلطأ ! ،فكيف يبنى
عليه قول !
سادسا:
قوله " :إن مما يشري إىل عدم التسليم بصحة قوهلم( :إنه قتل يف ذي
احلجة) ،قول ابن العامد ،واليافعي :إن مدة خالفة عمر هي عرش
سنني وسبعة أشهر ومخس ليال ،وقيل غري ذلك ".
أما اليافعي فقد قال يف مرآة اجلنان وعربة اليقظان:
" وتويف وعمره ثالث وستون سنة ،وقيل مخس ومخسون ،وخالفته
57
عرش سنني وسبعة أشهر ومخس ليال ،وقيل غري ذلك " .
وأما ابن العامد احلنبيل فقال يف شذرات الذهب يف أخبار من ذهب:
" واستشهد وله ثالث وستون سنة ،وقيل :مخس وستون ،ومدة
خالفته عرش سنني ،وسبعة أشهر ،ومخس ليال ،وقيل :غري ذلك " .
ومن الراجع تصحيف ستة هنا إىل سبعة لقرب رسميهام وهو
كثريالوقوع جدا ،وابن العامد مكرر للفظ من سبقه وليس قوال آخر
كام هي عادة املصنفني.
ومل صحت النسخة ،فخرق هذا الواحد لإلمجاع واالتفاق غري مرض
باملجموع.
سابعا:
قوله حفظه اهلل يف وفاة النبي ص يريد ترتيب مقدمات للوصول إىل
تاريخ وفاة عمر:
" إذا كان النبي (صىل اهلل عليه وآله) قد تويف يف آخر شهر صفر،
ٍ
منذئذ ،واستمرت سنتني وستة أشهر ،فذلك وبدأت خالفة أيب بكر
يعني :أن أبا بكر قد تويف يف آخر شهر شعبان ،فبدأت خالفة عمر
ٍ
منذئذ ،واستمرت عرش سنني وستة أشهر وأيام ًا كام يقولون ،
وانتهت يف آخر شهر صفر ،أو أوائل شهر ربيع األول ".
58
فإنه مهام اختلفوا يف مدد خالفتهم إال أهنم متفقون عىل كون وفاة
عمر يف آخر ذي احلجة سنة أو غرة حمرم احلرام بعدها ،وهذا رصيح
منهم يف القول ال يقدم عليه يشء.
وما ذكروه من املدد يمكن أن يكون خلالفهم يف تاريخ قبض
املصطفى صىل اهلل عليه وآله أو تاريخ تويل أيب بكر ومدته ،وقد
اعرتف السيد دام عزه أهنم ال يضبطون املدة كام يضبطون التواريخ،
وعملهم فيها عىل التقريب ،بخالف األيام واألشهر.
ثم إن فيه أنه إلزام بام ال يلتزم به مشهورهم فكيف نخطئهم؛ فإن
مشهورهم يقول بأن النبي ص تويف يف يوم اإلثنني 12من ربيع
األول من السنة 11للهجرة ،وعليها يتم احلساب.
وُتثليه باملختلفني يف األقوال لتأليف قول جديد غريب جدا؛ فإهنا ال
ُتثل مذهبا يوصفون به ويلزمون.
ولو مثل بام أخرجه احلاكم أو الطربي أيضا فهذا غري سائغ يف
االستدالل حتى لو صح طريقه حتى يعرض عىل موازين الصحة
عندهم ورشوطها وخلوها عن املعارض ،فضال عن كون أصحاب
هذه املجامع يف غري وارد االعتامد ،فالطربي مثال كتابه جامع بني
املرويات ال معتمد لألقوال ،وقد روى يف وفاة النبي ص أنه ُقبض" :
59
ِيف ليال بقني من صفر ،أو ِيف أول شهر ربيع األول " ،وذكروا أنه "
تويف أبو بكر وهو ابن ثالث وستني سنة يف مجادى اآلخرة يوم االثنني
َت ِخال َف ُت ُه َسنَت رَني َان َأ ُبو َم رع َ ٍ
رش َي ُق ُ
ول :كَان ر لثامن بقني منه " َ " ،وك َ
َو َأ رر َب َع َة َأ رش ُه ٍر إِال َأ رر َب َع َل َيال " ،ثم وليها عمر حتى تويف سنة 23يف
أواخر ذي احلجة أو غرة حمرم " ،فكانت واليته عرش سنني ومخسة
أشهر وإحدى وعرشين ليلة ،من متوىف أيب بكر ،عىل رأس اثنتني
وعرشين سنة وتسعة أشهر وثالثة عرش يوما من اهلجرة" ألن اهلجرة
وقعت يف ربيع األول ،وذكر روايات أخرى غريها.
وهذه طريقة جدلية غري برهانية ،ال تليق بأن يلزم هبا اخلصم وأن
يقال أنه هذا ( قوهلم ) ويضم إىل ( قوهلم ) !.
هذا ،كيف وتاريخ قبض النبي صىل اهلل عليه وآله عندنا خمتلف فيه
أيضا ،وكذا تاريخ شهادة احلسن عليه السالم ،فهل يبنى عىل هذا
االختالف قول مؤلف من مقدمات ختالف نتيجتها وقوع فاجعة
الطف يوم العارش من حمرم احلرام !.
ثامنا:
غريوا هذا
أنه يظهر من نقله لقول املجليس ( وحيتمل أن يكونوا َّ
اليوم ،ليشتبه األمر عىل الشيعة ) ،انقداح هذا االحتامل عن السيد
60
اجلليل دام عزه نشأ من هذا املوضع وتابعه عليه وشيد اختياره به،
وهي مصادرة جيب أن يتخىل عنها الباحث ،وإن احتملها فاألحرى
أن يذكرها يف آخر بحثه وأن ال يرتكب ألجلها التأويل والتأليف بني
ما ال يأتلف ،كام فعل املجليس الذي أوقف اختياره عىل الرواية وقد
عرفت تقييمها ،وعىل الشهرة وقد مر عليك َتقيقها.
61
الفصل الرابع:عيد التاسع من
ربيع يف تراث اخلصيبية
62
ما ذكره اخلصيبيون حول التاسع من ربيع
63
.. ) 229إىل آخر كالمه.
64
املمكن أن تكون هي ذات الرواية املروية عن اإلمام الصادق ( ع )
أشارت ،
ر والتي ذكرها الشيخ الصدوق ( ت 381هـ ) وهي التي
َتديد ًا ،إىل ى
أن مقتل الرجل كان يف هذا اليوم بالذات ( راجع اإلقبال
للسيد إبن طاووس ( ت 664هـ ) ج ) 114 - 113 : 3فرواية
هي
اخلصيبي هذه ،ال تشري إىل املقتل ،ال من قريب وال من بعيد َ ،
فقط ،تؤكىد أنه يوم عيد .
65
الرابعة ) :رواها لنا حممد بن نصري النمريي ( ت 270هـ ) عن
اإلمام اهلادي ،بشكل مبارش ( ..راجع كتاب األكوار النورانية
واألدوار الروحانية ) ملحمد بن نصري النمريي ،ضمن سلسلة الرتاث
العلوي : 1 -الصفحة .) 103 - 98 :
ّ
ولعل هذه الرواية هي األقدم من بني كل املرو ّيات األربع.
َ
وصل إلينا أربع روايات حول عيد التاسع من وهبذا يكون قد
ظن منذ ما قبل عرص العالّمة
ربيع األول ،ال رواية واحدة ،كام كان ُي ّ
املجليس ( ت 1111هـ ) ،وإىل يومنا هذا .
فقد كان ُيعت َقد ،خطأ ،بأنه مل يصلنا سوى رواية واحدة حول
التاسع من ربيع األول ،هي رواية حذيفة بن اليامن ( ت 36هـ )
تم قبوهلا
التي رواها القمي عن اإلمام اهلادي عليه السالم ،والتي ى
والعمل هبا ،كوهنا حمفوفة بالقرائن التي تستدعي َ
قبوهلا واعتبارها ،
ذهب إىل ذلك ( عىل سبيل املثال ) املرجع الديني املعارص السيد
َ كام
صادق الشريازي ( راجع كتابه الغدير الثاين وأعامل عيد الغدير ) ..
وصلنا ( ) 4روايات ،ال رواية واحدة ،كام كان
فاحلقيقة هي أنه قد َ
ُيعت َقد.
66
كل ما هنالك ى
أن الروايات الثالث األخرى حفظتها لنا كتب
الطائفة النصريية -العلوية ،وقد أصاب الشيخ أبو احلسني اخلوئيني
( معارص ) يف احتامله -مع تسليمه ى
بأن ما وصلنا هو رواية واحدة
فقط -ى
بأن هنالك ( عىل األقل ) أربع روايات هبذا الشأن ( راجع
كتاب فصل اخلطاب يف تاريخ قتل إبن اخلطاب للشيخ اخلوئيني :
. ) 87
بل ليس فقط روايات ،وإنام أدعية مسنونة هلذا اليوم َتديد ًا (
راجع جمموع األعياد نسخة شرتوُتان :الصفحة 143والصفحة
. ) 146
وال خيفى عىل الباحث اختالط هؤالء الغالء بالشيعة يف القرنني
السابع والثامن ،وترسب تراثهم بصورة -جزئية -عززهتا رغبة
مجاعات بالظهور وحمفزة باخلوف غري املربر من االنطامر بعد الفتن
الطائفية التي أبادت األلوف يف العراق والشام ،فضال عام عاناه أتباع
املذهب بعد فتن بغداد من ضعف تلقي احلديث وتفيش إمهال العلم
وَتمله يف بعض البقاع واحلوارض وَتايش نقده وتنقيته وبروز
املتساهلني يف تدوينه ونرشه.
وبضم ما سبق يف قبضة التحقيق ،يكون احتامل الوضع يف هذا
67
اخلرب غري ملغى ،وصحة دعاوى انعقاد السرية العملية أو شهرة
الرواية أو انجبارها بعيدة املنال جدا ،ويبقى باب التحقيق مفتوحا،
شغلنا اهلل باملهم من العلم ،وجنبنا املضالت من الفتن واألهواء،
وكفانا رش التنازع والألواء.
وأصيل عىل البدر املنري
نبينا حممد وآله
يف اإلعالن ويف الضمري
املعامري -البحرين
1435هـ 2015 -م
68
امللحقات
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
وأما الرواية الرابعة فصورهتا من الكتاب املذكور:
80
الفهرس
تنبيه2 .......................................................
الفصل األول :البحث فيام يناسب هذا اليوم من أشخاص
ووقائع 4 .........................................................
عالقة املتوكل بتاريخ التاسع من ربيع األول ومظاهر االحتفال
فيه 5 .............................................................
بغض املتوكل للزهراء عليها السالم وبني فاطمة 7 ........
املتوكل يغصب فدكا 8 ...................................
شدته عىل العلويني 9 .....................................
توهني املتوكل وقتله لغري املنتسبني إىل آل عيل13...........
هالك عمر بن فرج الرخجي وفرح الشيعة 15.................
خالفة املنترص وإظهار الرباءة 20..............................
احلاصل 21..................................................
81
الفصل الثاين :روايات التاسع من ربيع22.....................
ما روي يف التاسع من ربيع وتقييمه 23........................
نص رواية ابن طاووس25.............................. :
املالحظ عىل الرواية أيضا 39.................................
احلاصل 40..................................................
الفصل الثالث :يف استدالل املحقق العاميل ومناقشته 41.......
كالم السيد جعفر مرتىض حول تاريخ وفاة عمر بن اخلطاب 42
ويالحظ عليه53........................................ :
أوال53............................................. :
ثانيا53..............................................:
ثالثا53..............................................:
رابعا54............................................. :
خامسا55........................................... :
سادسا57........................................... :
سابعا58............................................ :
ثامنا60............................................. :
الفصل الرابع:عيد التاسع من ربيع يف تراث اخلصيبية 62......
82
ما ذكره اخلصيبيون حول التاسع من ربيع 63..................
امللحقات 69.................................................
الفهرس 81..................................................
83