حنان - فتح مكة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 47

‫‪10‬‬

‫القحطاني‪0‬‬ ‫سلسلة مؤلفات سعيد بن علي بن وهف‬

‫غزوة فتح مكة‬


‫في ضوء الكتاب والسنة‬

‫إعداد‬
‫عبدالرحمن بن سعيد بن علي بن وهف القحطاني رحمه هللا‬
‫تعالى‬
‫‪1422-1403‬هـ‬

‫تحقيق الفقير إلى هللا تعالى‬


‫د‪ .‬سعيد بن علي بن وهف القحطاني‬
‫غزوة فتح مكة‬

‫في ضوء الكتاب والسنة‬

‫إعداد‬
‫عبد الرحمن بن سعيد بن علي بن وهف القحطاني رحمه هللا تعالى‬
‫‪1403‬هـ – ‪1422‬هـ‬
‫تحقيق‬
‫د‪ .‬سعيد بن علي بن وهف القحطاني‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬
‫الحمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نبي بعده‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن موضووووووور السوووووويرة ال بومة من أهف الموضوووووووعا في التارم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ومن أهف تلك الموضوعا ‪ :‬غزوة فتح مكة(‪.)1‬‬
‫وقد اختر هذا الموضووووووور لك رة ما هت فيه‪ ،‬فنرد أن أل صووووووه‬
‫وأختصوووووره اختصوووووارا م يدا‪ .‬وقد هتبث هذا البحأ على وووووك أبوا‬
‫أربعة‪ .‬ه با له فصالن ولك فص مبح ان على ال حو اآلتي‪:‬‬
‫الباب األول‪ :‬األسباب التي دعت إلى فتح مكة واإلعداد له‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬األسبا التي دعث إلى فتح مكة‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬سب ال تح‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أبو س يان مقصد المدم ة للم اوضا ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلعداد لل تح‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عزم الرسووو ‪ -‬صلللى هللا عليه وسلللم ‪ -‬على التجهز‬
‫والحشد‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬محاولة نق نبن الغزو‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬مسيرة الجيش النبوي‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬توزمع الجيش‪ ،‬وزح ه‪ ،‬وتحرهه‪ ،‬والوضع المكي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬توزمع الجيش عسكرما‪.‬‬

‫(‪(( )1‬ال تح األعظف الذي أعز هللا به دم ه‪ ،‬ورسوله‪ ،‬وج ده‪ ،‬وحزبه األمين‪ ،‬واست قذ به‬
‫بلده‪،‬‬
‫وبيته الذي جعله ُهدى للعالمين من أمدي الك ار والمشرهين‪ ،‬وهو ال تح الذي استبشر‬
‫ضربث أط ا ُ ِع ِزه على م اه الجوزاء‪ ،‬ودخ ال اس به في دمن‬ ‫به أه السماء‪ ،‬و ُ‬
‫هللا أفواجا‪ ،‬وأ رق به وجه األرض ضياء وابتهاجا‪ ،‬خرج له رسو هللا ‪ ‬بكتائ‬
‫اإلسالم‪ ،‬وج ود الرحمن س ة ثمان لعشر مضين من رمضان‪ ،‬واستعم على المدم ة‬
‫أبا ُرهف ُهل وم بن حصين ال ِغ اري‪ ،‬وقا ابن سعد‪ :‬ب استعم عبد هللا بن أم مكتوم))‪.‬‬
‫[زاد المعاد‪ ،‬البن القيف‪.]394/3 ،‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬زحف الجيش‪ ،‬وتحرهه‪ ،‬والوضع المكي‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تجسس قرمش لألخبار‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬إسالم العباس‪ ،‬وتجسس قرمش لألخبار ال بومة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إسالم أبي س يان‪ ،‬والعرض العسكري أمامه‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دخول مكة المكرمة‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ترتيبا العسكر اإلسالمي في الدخو ‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ترتيبا الدخو ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مشابكا مع فرسان خالد بن الوليد‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دخو المسجد الحرام‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬دخو المسجد الحرام‪ ،‬وتحطيف األص ام‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أخبار المهدرة دماؤهف‪.‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬اآلثار االستراتيجية للفتح‪ ،‬ومقومات النصر‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اآلثار االستراتيجية لل تح‪ ،‬ودروس م ه‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلثار االستراتيجية لل تح‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دروس من ال تح‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مقوما االنتصار في ال تح‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الهدف‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الوسيلة‪.‬‬
‫والحمد هلل أوال وآخرا لف [تقابل ي أي] صوووعوبة في إعداد هذا البحأ‪،‬‬
‫وأ ووكر هللا‪ ،‬ثف أ ووكر أسووتاث البحأ األسووتاث ال اض و صوواح ال ضووائ‬
‫والشووومائ ‪ :‬محمد السوووليف الذي هانث له مد ال ضووو بعد هللا في إعداد هذا‬
‫البحأ جزاه هللا خيرا‪ ،‬والحمد هلل ر العالمين‪ ،‬وصوووووولى هللا على نبي ا‬
‫محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫الباحث‬
‫عبد الرحمن بن سعيد بن علي بن وهف القحطاني‬
‫الباب األول‬
‫األسباب التي دعت إلى فتح مكة واإلعداد له‬

‫الفصللللل األول‪ :‬األسللللباب التي دعت إلى فتح مكة‪.‬‬


‫اللللللملللللبلللللحلللللث األول‪ :‬سلللللللللللبللللل اللللللفلللللتلللللح‪.‬‬
‫المبحللث الثللاني‪ :‬سبو سللللللفيللان قصللللللللد المللد نللة‬
‫للللللللللللللللللللللللللللللللللللللمللللللللللللللللللفللللللللللللللللللاوضلللللللللللللللللللللللات‪.‬‬
‫الللللفصللللللللللل الللللثللللانللللي‪ :‬اإلعللللداد للللللللللفللللتللللح‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عزم الرسللللللول ‪ -‬صلللللللى هللا عليه‬
‫وسلللللللللللللللم ‪ -‬علللللللللى الللللتللللجلللل للللز والللللح للللللللللد‪.‬‬
‫المبحلللث الثلللاني‪ :‬محلللاوللللة نقلللل نبللل الغزو‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬األسباب التي دعت إلى فتح مكة‬
‫المبحث األول‪ :‬سب الفتح‬
‫في السوووووو ة ال ام ة من الهجرة نقضووووووث قرمش عهدها (عهد صوووووولح‬
‫الحدمبية)‪ ،‬فنصوووووبح الغياا ألنها الث جامدة على ه رها وع ادها‪ ،‬غير‬
‫واعيوووة لألحوووداي ال طيرة في جزمرة العر التي غيحر األحوووداي‬
‫واألحوا ‪ ،‬وتو ووووووك أن تغير العالف هله‪[ ،‬و] في ثلك العام اعتد قبيلة‬
‫ب ي بكر (حل اء قرمش) على خزاعة (حل اء المسووووولمين)(‪ ،)1‬فقتلوا م هف‬
‫عددا هبيرا‪ ،‬وقرمش تمدهف بالسالح وتعي هف على البغي في الحرم سرا‪.‬‬
‫وعلى الرغف من أن العقالء من ب ي بكر حووذروا زعيمهف من القتووا‬
‫في الحرم‪ ،‬وقالوا‪ :‬إلهك‪ ،‬إلهك‪ ،‬إال أنه تمادى‪ ،‬وقا ‪ :‬ال إله لي اليوم‪ ،‬ما‬

‫جر إليه وحدا إليه‪ ،‬فيما‬‫(‪ )1‬قا اإلمام ابن القيف رحمه هللا تعالى‪(( :‬وهان السب الذي ح‬
‫ثهر إما ُم أه السير والمغازي واألخبار محمد بن إسحاق بن مسار‪ ،‬أن ب ي بكر بن‬
‫عبد م اة بن ه انة عد على خزاعة‪ ،‬وهف على ماء مُقا له‪ :‬الوتير‪ ،‬فبيحتوهف وقتلوا‬
‫م هف‪ ،‬وهان الذي هاج ثلك أن رجال من ب ي الحضرمي مقا له‪ :‬مالك بن عبحاد خرج‬
‫تاجرا‪ ،‬فلما توسط أرض خزاعة‪ ،‬عدوا عليه فقتلوه‪ ،‬وأخذوا ماله‪ ،‬فعد ب و بكر‬
‫ُخزاعة على ب ي األسود‪ ،‬وهف سلمى‪،‬‬ ‫على رج من ب ي ُخزاعة فقتلوه‪ ،‬فعد‬
‫وهل وم‪ ،‬وثُؤم ‪ ،‬فقتلوهف بعرفة ع د أنصا الحرم [حجارة تجع عالما بين الح‬
‫والحرم]‪ ،‬هذا هله قب المبعأ‪ ،‬فلما بعأ رسو هللا ‪ ،‬وجاء اإلسالم‪ ،‬حجز بي هف‪،‬‬
‫وتشاغ ال اس بشننه‪ ،‬فلما هان صلح الحدمبية بين رسو هللا ‪ ‬وبين قرمش‪ ،‬وقع‬
‫الشرط‪ :‬أنه من أح أن مدخ في عقد رسو هللا ‪ ‬وعهده‪ ،‬فع ‪ ،‬ومن أح أن‬
‫مدخ في عقد قرمش وعهدهف‪ ،‬فع ‪ ،‬فدخلث ب و بكر في عقد قرمش وعهدهف‪ ،‬ودخلث‬
‫ُخزاعة في عقد رسو هللا ‪ ‬وعهده‪ ،‬فلما استمر الهدنة‪ ،‬اغت مها ب و بكر من‬
‫خزاعة‪ ،‬وأرادوا أن مصيبوا م هف ال نر القدمف‪ ،‬ف رج نوف بن معاومة الدملي في‬
‫جماعة من ب ي بكر‪ ،‬فبيث ُخزاعة وهف على الوتير‪ ،‬فنصابوا م هف رجاال‪ ،‬وت او وا‪،‬‬
‫واقتتلوا‪ ،‬وأعانث قرمش ب ي بكر بالسالح‪ ،‬وقات معهف من قرمش من قات مست يا‬
‫ومكرز بن‬ ‫ليال‪ ،‬ثهر ابن سعد م هف‪ :‬ص وان بن أمية‪ ،‬و ُحومط بن عبد العزى‪ِ ،‬‬
‫ح ص‪ ،‬حتى حازوا ُخزاعة إلى الحرم‪ ،‬فلما انتهوا إليه‪ ،‬قالث ب و بكر‪ :‬ما نوف ! إنا‬
‫قد دخل ا الحرم‪ ،‬إلهك‪ ،‬إلهك‪ .‬فقا هلمة عظيمة‪ :‬ال إله له اليوم‪ ،‬ما ب ي بكر أصيبوا‬
‫لتسرقُون في الحرم‪ ،‬أفال تُصيبون ثنرهف فيه؟! فلما دخلث‬ ‫ِ‬ ‫ثنرهف‪ ،‬فلعمري إنكف‬
‫خزاعة مكة‪ ،‬لجؤوا إلى دار بُدم بن ورقاء ال ُ زاعي‪ ،‬ودار مولى لهف مقا له‪:‬‬
‫رافع‪ ،‬وم رج عمرو بن سالف ال زاعي حتى قدِم على رسو هللا ‪ ‬المدم ة‪ ،‬فوقف‬
‫عليه‪ ،‬وهو جالس في المسجد بين اهراني أصحابه‪ ،‬فقا ‪:‬‬
‫ما ر ِ إني نا دُ محمدا‬
‫حلف أبي ا وأبيه األتلدا‪))...‬‬
‫[زاد المعاد البن القيف‪ ،]396-395/3 ،‬وثهر األبيا الكاملة‪ ،‬ومنتي ثهرها بعد‬
‫قلي ‪.‬‬
‫ب ي بكر أصيبوا ثنرهف‪ ،‬فلعمري إنكف لتسـوووـووورقـوووـوووون فيه‪ ،‬أفال تُصيبون‬
‫ثنرهف فيه(‪)1‬؟‬
‫واسووووووتمر المقاتلة في الحرم با ووووووتراي رجا من قرمش‪ ،‬وفزعث‬
‫خزاعة مما ح بها‪ ،‬وبع ث وفدا إلى رسو هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ -‬وأن شد عمرو بن سالف ق صيدة أمام الر سو ‪ -‬صلى هللا عليه و سلم ‪-‬‬
‫عمرو َ‬
‫بن‬ ‫َ‬ ‫[فذُ ِهر ع ه أنه ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ]-‬قا ‪(( :‬نُصـــرتَ ا‬
‫سالم))(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السيرة ال بومة البن هشام‪ ،47-46/4 ،‬ط مكتبة الم ار‪ ،‬وال صو في سيرة‬
‫الرسو ‪ ،‬البن ه ير‪ ،‬ص‪ ،173‬ط مكتبة المعارف‪ ،‬وط دار الص ا‪ ،‬ص‪،122‬‬
‫وفتح الباري بشرح صحيح الب اري البن حجر‪ ،520-519/7 ،‬ط مكتبة المعارف‪،‬‬
‫دار ال يحاء‪ ،‬وزاد المعاد البن قيف الجوزمة‪ ،395/3 ،‬ط مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫(‪ )2‬ثهر ابن هشام في السيرة‪ 11-10/4 ،‬األبيا التي قالها عمرو بن سالف ال زاعي‬
‫أمام رسو ‪ ‬حيأ قا ‪:‬‬
‫حوووولووووف أبوووويووووه وأبوووويوووو ووووا األتوووولوووودا‬ ‫مووووا ر إنووووي نووووا وووووووووود مووووحووووموووودا‬
‫ث و حموووث أسوووووووولووم و وووا فوولووف ن و ووزر مووودا‬ ‫والوووودا‬
‫قوووود هوووو ووووتووووف ُولوووودا وهوووو ووووا ِ‬
‫وادر عوووووبووووواد هللا مووووونتووووووا موووووددا‬ ‫فانصـ ور هداي هللا نصـوور ا أعتدا‬
‫تربووودا‬
‫إن ِسووووووو يف خسووووووو وووا و جهوووه ح‬ ‫فووويوووهوووف رسوووووووووو هللا قووود توووجوووردا‬
‫إن قووورمشوووووووووا أخووولووو ووووي الووومووووعووودا‬ ‫فوي فويولول هوووالوبوحور موجوري ُموزبووودا‬
‫صووووووووودا‬
‫وجووعوولوووا لووي فووي هوووداء ُر ح‬ ‫ح‬
‫الوووموووؤهووودا‬ ‫ونوووقضووووووووووا مووويووو ووواقوووك‬
‫عوووووووووددا‬ ‫وأقووووووووو‬ ‫وهوووووووووف أث‬ ‫وزعووومووووا أن لسوووووووووث أدعوووو أحووودا‬
‫وسوووووووووو حجوووودا‬
‫رهووووعووووا ُ‬ ‫وقووووتوووولووووونووووا ح‬
‫ح‬ ‫بووويوووتوووونوووا بوووالووووتووويووور ُهووو حجووودا‬
‫هوووف ح‬
‫وثهر هذه األبيا أمضا ابن القيف في الزاد‪ ،396/3 ،‬وأضاف للبيث الرابع‪ :‬أبيض‬
‫صعُدا‪ ،‬وجع عجز البيث الرابع صدر البيث ال امس‪ ،‬وهكذا حتى‬ ‫م البدر مسموا ُ‬
‫نهامة األبيا ‪ ،‬فجاء عجز البيث األخير في سطر مستق ‪ ،‬هما ثهر أن صدر البيث‬
‫األو ‪ :‬فانصر هداي هللا نصرا أبدا‪.‬‬
‫قا األرنؤوط في تحقيقه لزاد المعاد البن القيف‪ :396/3 ،‬في قصة عمرو بن سالف‬
‫وقو ال بي ‪(( :‬نصر ما عمرو بن سالف)) أخرجه ابن هشام عن ابن إسحاق بال‬
‫س د‪ ،‬ووصله الطبراني في الصغير‪ ،‬ص ‪ 222‬من حدمأ ميمونة ب ث الحاري‬
‫ّللاُ ع ها بإس اد ضعيف))‪.‬‬ ‫رض ي ح‬
‫هما أن الحافظ ابن حجر ثهر األبيا م تصرة‪ ،‬وفيها تقدمف وتنخير‪ ،‬انظر‪ :‬ال تح‪،‬‬
‫‪ ،520-519/7‬وانظر أمضا‪ :‬عمر بن عبد العزمز العبيدي‪ ،‬من معاري المسلمين‬
‫في رمضان‪ ،‬ص‪.28 ،27‬‬
‫رح الكلما الغرمبة‪:‬‬
‫* ومع ى نا د‪ :‬طال ‪ ،‬ومذهر‪.‬‬
‫* واألتلد‪ :‬القدمف‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قصود سبي سفيان المد نة للمفاوضات‬
‫أحسوووووووث قرمش ب طن فادح وق عث ف يه‪ ،‬غير واع ية لأل حداي التي‬
‫غير مجرى األحوا ‪ ،‬وثلك بعدد أن أرس الرسو ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ -‬إليها بقبو أحد الشروط اآلتية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إما أن تدفع دما من قت من خزاعة‪.‬‬
‫‪ -‬إما أن تح ن سها من عهد ب ي بكر‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إما أن تعلن أن صلح الحدمبية أمسى الغيا‪.‬‬
‫فرد قرمش بقبو الشرط األخير‪.‬‬
‫و قد أسوووووورر أبو سوووووو يان لل مدم ة‪ ،‬م حاو أن مصوووووولح ما وقع ف يه‬
‫القر يون من ال قض الصارخ للصلح(‪ ،)1‬بيد أن رسو هللا ‪ -‬صلى هللا‬

‫* ونصرا أعتدا‪ :‬أي حاضرا‪.‬‬


‫* والمدد‪ :‬العون‪.‬‬
‫* وتجردا‪ :‬مر‪ ،‬وتهين لحربهف‪.‬‬
‫* وسيف خس ا‪ ،‬مع اه‪ :‬طل م ه‪ ،‬وهل ه‪.‬‬
‫* وتربدا‪ :‬تغيرا [حا ية سيرة ابن هشام‪.]11/4 ،‬‬
‫(‪ )1‬قا اإلمام ابن القيف رحمه هللا‪(( :‬وقد بع ته قرمش [مع ي أبا س يان] إلى رسو هللا‬
‫‪‬ا ليشد العقد‪ ،‬ومزمد في المدة‪ ،‬وقد رهبوا الذي ص عوا‪ ،‬ثف خرج أبو س يان حتى‬
‫قدم المدم ة‪ ،‬فدخ على اب ته أم حبيبة‪ ،‬فلما ثه ليجلس على فراش رسو هللا ‪،‬‬
‫طوته ع ه‪ ،‬فقا ‪ :‬ما بُ ية‪ ،‬ما أدري أرغبث بي عن هذا ال راش‪ ،‬أم رغبث به ع ي؟‬
‫فقالث‪ :‬ب هو فِراش رسو هللا ‪ ‬وأنث مشري نجس‪ ،‬فقا ‪ :‬وهللا لقد أصابك بعدي‬
‫ر [ال وهللا ب أصابها ال ير]‪.‬‬
‫ثف خرج حتى أتى رسو هللا ‪ ،‬فكلمه‪ ،‬فلف مرد عليه يئا‪ ،‬ثف ثه إلى أبي بكر‪،‬‬
‫فكلمه أن مكلف له رسو هللا ‪ ،‬فقا ‪ :‬ما أنا ب اع ‪ ،‬ثف أتى عمر بن ال طا فكلحمه‪،‬‬
‫فقا ‪ :‬أنا أ ع لكف إلى رسو هللا ‪‬؟ فوهللا لو لف أجد إال الذ حِر لجاهدتكف به‪ ،‬ثف جاء‬
‫فدخ على علي بن أبي طال ‪ ،‬وع ده فاطمة‪ ،‬وحسن غالم مد بين مدمهما‪ ،‬فقا ‪:‬‬
‫ح‬
‫أرجعن هما جئث‬ ‫أمس القوم بي رحما‪ ،‬وإني قد جئث في حاجة‪ ،‬فال‬ ‫ُّ‬ ‫ما علي‪ ،‬إنك‬
‫خائبا‪ ،‬ا ع لي إلى محمد‪ ،‬فقا ‪ :‬ومحك ما أبا س يان‪ ،‬وهللا لقد عزم رسو هللا ‪ ‬على‬
‫أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه‪ ،‬فالت ث إلى فاطمة فقا ‪(( :‬ه لك أن تنمري اب ك هذا‪،‬‬
‫فيجير بين ال اس‪ ،‬فيكون سيد العر إلى آخر الدهر؟ قالث‪ :‬وهللا ما مبلغ اب ي ثاي‬
‫أن مجير بين ال اس‪ ،‬وما مجير أحد على رسو هللا ‪ ،‬قا ‪ :‬ما أبا الحسن‪ ،‬إني أرى‬
‫ي‪ ،‬فانصح ي‪ ،‬قا ‪ :‬وهللا ما أعلف لك يئا مغ ي ع ك‪ ،‬ولك ك‬ ‫األمور قد ا تد عل ح‬
‫فنجر بين ال اس‪ ،‬ثف الحل بنرضك‪ ،‬قا ‪ :‬أو ترى ثلك مغ يا ع ي‬ ‫سيد ب ي ه انة‪ ،‬فقف ِ‬
‫يئا‪ ،‬قا ‪ :‬ال وهللا ما أا ه‪ ،‬ولك ي ما أجد لك غير ثلك‪ ،‬فقام أبو س يان في المسجد‬
‫فقا ‪ :‬أمها ال اس! أني قد أجر ُ بين ال اس‪ ،‬ثف ره بعيره‪ ،‬فانطلل‪ ،‬فلما قدم على‬
‫قرمش‪ ،‬قالوا‪ :‬ما وراءي؟ قا ‪ :‬جئث محمدا فكلحمته‪ ،‬فوهللا ما ردح علي يئا‪ ،‬ثف جئث‬
‫ابن أبي قُحافة‪ ،‬فلف أجد فيه خيرا‪ ،‬ثف جئث عمر بن ال طا ‪ ،‬فوجدته أعدى العدو‪،‬‬
‫ي بشيء ص عته‪ ،‬فوهللا ما أدري‪ ،‬ه‬ ‫ثف جئث عليا فوجدته ألين القوم‪ ،‬قد أ ار عل ح‬
‫المكيدة‪ ،‬فلف مقب المساومة(‪.)1‬‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬لف مغ‬

‫مغ ي ع ي يئا‪ ،‬أم ال؟ قالوا‪ :‬وبف أمري؟ قا ‪ :‬أمرني أن أجير بن ال اس‪ ،‬ف علث‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬فه أجاز ثلك محمد؟ قا ‪ :‬ال‪ .‬قالوا‪ :‬وملك‪ ،‬وهللا إن زاد الرج على أن لع‬
‫بك‪ .‬قا ‪ :‬ال وهللا‪ ،‬ما وجد غير ثلك)) [زاد المعاد‪.]398-397/3 ،‬‬
‫(‪ )1‬قا ابن ه ير في ال صو ‪ ،‬ص‪ :175-174‬وثه أبو س يان حتى قدم المدم ة‪،‬‬
‫ّللاُ ع ها‪ ،‬فذه ليقعد على‬ ‫فدخ على اب ته أم حبيبة زوج رسو هللا ‪ ،‬ورضي ح‬
‫فراش رسو هللا ‪ ،‬فم عته‪ ،‬وقالث‪ :‬إنك رج مشري نجس‪ .‬فقا ‪ :‬وهللا ما ب ية لقد‬
‫أصابك بعدي ر‪ .‬ثف جاء رسو هللا ‪ ‬فعرض عليه ما جاء له‪ ،‬فلف مجبه ‪ ‬بكلمة‬
‫واحدة‪ ،‬ثف ثه إلى أبي بكر ‪ ،‬فطل م ه أن مكلف رسو هللا ‪ ،‬فنبى عليه‪ ،‬ثف جاء‬
‫إلى عمر ‪ ،‬فنغلظ له‪ ،‬وقا ‪ :‬أنا أفع ثلك؟! وهللا لو لف أجد إال الذر لقاتلتكف به‪،‬‬
‫وجاء عليا ‪ ،‬فلف م ع ‪ ،‬وطل من فاطمة ب ث رسو هللا ‪ ‬ورضي ح‬
‫ّللاُ ع ها أن‬
‫تنمر ولدها الحسن أن مجير بين ال اس‪ ،‬فقالث‪ :‬ما بلغ ب ي ثلك‪ ،‬وما مجير أحد على‬
‫رسو هللا ‪ ،‬فن ار عليه علي ‪ ‬أن مقوم هو فيجير بين ال اس‪ ،‬ف ع ‪ ،‬ورجع إلى‬
‫مكة‪ ،‬فنعلمهف بما هان م ه وم هف‪ ،‬فقالوا‪ :‬وهللا ما زاد – مع ون عليا – أن لع بك‪.‬‬
‫وانظر‪ :‬السيرة ال بومة البن هشام‪ ،56-55/4 ،‬وزاد المعاد البن القيف‪-397/3 ،‬‬
‫‪ ،398‬وانظر أمضا‪ :‬أحمد السامح‪ ،‬معاري حاسمة في حياة المسلمين‪ ،‬ص‪ ،88‬و‪.89‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلعداد للفتح‬
‫المبحث األول‪ :‬عزم الر سول ‪ -‬صلى هللا عليه و سلف ‪ -‬على التج ز‬
‫والح د‬
‫لمووا خوا أمو أبي سوووووو يووان‪ ،‬انقلو إلى مكووة خوائو الرجواء‪ ،‬وأمر‬
‫الرسو ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬المسلمين باالستعداد والتهيؤ للمسير‪،‬‬
‫ودخ ‪ -‬صللللى هللا عليه وسللللم ‪ -‬على عائشوووة‪ ،‬وقا ‪ :‬ج ِّ ز نا‪ ،‬وسخفي‬
‫سمرك(‪ ،)1‬ودخ أبو بكر على اب ته وهي تجهز الرسوووووو عليه الصوووووالة‬
‫والسالم‪ ،‬تعم دقيقا وسومقا‪.‬‬
‫وسوووونلها األ الصوووودِمل عن عزم الرسووووو عليه الصووووالة والسووووالم؟‬
‫فقالث‪ :‬ما أدري‪ ،‬واسوووتعجمث عليه حتى دخ رسوووو هللا عليه الصوووالة‬
‫والسوووالم فقا له‪ :‬ما رسوووو هللا‪ :‬أرد سووو را؟ قا ‪ :‬نعف‪ ،‬قا ‪ :‬أفنتجهز؟‬
‫قا ‪ :‬نعف‪.‬‬
‫قا أبو بكر‪ :‬فنمن ترمد ما رسو هللا؟‬
‫وأخف ثلك ما أبا بكر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قا ‪ :‬قرمشا‪،‬‬
‫وأمر رسووووو هللا ‪ -‬صلللللى هللا عليه وسلللللم ‪ -‬ال اس بالجهاز‪ ،‬وأخ ى‬
‫ع هف الوجه الذي مرمده‪.‬‬
‫واسووووووتمع المسوووووولمون ألمر القيووادة العليووا‪ ،‬فمضوووووووا معبئون قواهف‬

‫ّللاُ ع هما‪(( :‬أن رسو هللا ‪ ‬غزا‬


‫(‪ )1‬روى الب اري‪ ،‬ومسلف عن ابن عباس رضي ح‬
‫غزوة ال تح في رمضان))‪.‬‬
‫قا الزهري‪ :‬وسمعث سعيد بن المسي مقو ‪ :‬م ثلك‪.‬‬
‫وفي روامة له ولمسلف‪(( :‬أن ال بي ‪ ‬خرج [في رمضان] من المدم ة‪ ،‬ومعه عشرة‬
‫آالف‪ ،‬وثلك على رأس ثمان س ين ونصف من مقدمه المدم ة‪ ،‬فسار بمن معه من‬
‫عس ان وقُدمد‬
‫المسلمين إلى مكة‪ ،‬مصوم ومصومون‪ ،‬حتى بلغ الكدمد – وهو ما بين ُ‬
‫– أفطر وأفطروا ((إال أن ل ظ الب اري أتف وأطو ))‪.‬‬
‫[أخرجه الب اري‪ ،‬هتا المغازي‪ ،‬با غزوة ال تح في رمضان‪ ،‬برقف ‪ ،4275‬وفي‬
‫هتا الصوم‪ ،‬با إثا صام أماما من رمضان ثف سافر‪ ،‬برقف ‪ ،1944‬وفي هتا‬
‫الجهاد‪ ،‬با ال روج في رمضان‪ ،‬برقف ‪ ،2953‬ومسلف‪ ،‬هتا الصيام‪ ،‬با جواز‬
‫الصوم وال طر في نهار رمضان‪ ،‬برقف ‪ ،1113‬وانظر األحادمأ برواماتها في صوم‬
‫ال بي ‪ ‬في غزوة ال تح‪ :‬صحيح الب اري برقف ‪ ،1944‬و‪ ،1948‬و‪،4275 ،2953‬‬
‫و‪ ،4276‬و‪ ،4277‬و‪ ،4278‬و‪.]4279‬‬
‫ومسووتعدون للسووير مع الرسووو ‪ -‬صلللى هللا عليه وسلللم ‪ ،)1(-‬ولما هان‬
‫الرسووو عليه الصووالة والسووالم قد هتف ال بن‪ ،‬فقد ان بعض أصووحابه أنه‬
‫هووان مُ طط لغزو الروم‪ ،‬وم هف من اعتقوود أنووه مُ طط لهوازن وثقيف‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫وفي تكتمه ثلك أرس عليه الصالة والسالم لسكان البادمة ومن دخ‬
‫في اإلسالم من حوله بالقو ‪ :‬من كان ؤمن باهلل واليوم اآلخر فليحضر‬
‫رمضان بالمد نة‪ ،‬وقد القث دعوته قبوال واستجابة‪.‬‬
‫وقد عقد الرسووو عليه الصووالة والسووالم مجلسوا مع خاصووة أصووحابه‪،‬‬
‫فن ووووووار عليه أبو بكر بما هان مرغ فيه من التنني‪ ،‬في حين هان عمر‬
‫بن ال طا مرى ضرورة الم ضي بقرار فتح مكةا ألنه ال و سيلة ل ضف‬
‫القبائ الوث ية إال بضف قرمش للمعسكر اإلسالمي‪.‬‬
‫وقد التزم بالكتمان عن الج د‪ ،‬رغف التشوووواور مع خاصووووة أصووووحابه‪،‬‬
‫علما بننه جمع عشورة آالف مقات وأه ر‪ ،‬وهف ال معلمون مكان اتجاههف‬
‫إال ع دما وصوووووولوا إلى (مر الظهران)(‪ )2‬حيأ علموا فقط بنن وجهتهف‬
‫مكةا إلنهاء الوجود الوث ي إلى األبد‪.‬‬
‫هما أنهف ِأمروا بالتكتف‪ ،‬وزمادة على ثلك فقد تف الت طيط للتعمية على‬
‫العدو‪ ،‬وقد أرسوووو ‪ -‬صلللللى هللا عليه وسلللللم ‪ -‬سووووراما إلى نجد وغيرها‬
‫للتعمية على قرمش‪.‬‬

‫(‪ )1‬قا ابن هشام في السيرة‪ :57-56/4 ،‬وأمر رسو هللا ‪ ‬بالجهاز‪ ،‬وأمر أهله أن‬
‫ّللاُ ع ها وهي تحري بعض جهاز‬ ‫مجهزوه‪ ،‬فدخ أبو بكر على اب ته عائشة رضي ح‬
‫رسو هللا ‪ ،‬فقا ‪ :‬أي ب ية أأمرهف رسو هللا ‪ ‬أن تجهزوه؟ قالث‪ :‬نعف‪ ،‬فتجهز‪.‬‬
‫قا ‪ :‬فنمن ترم ه مرمد؟ قالث‪ :‬ال‪ ،‬وهللا ما أدري‪ .‬ثف إن رسو هللا ‪ ‬أعلف ال اس أنه‬
‫سائر إلى مكة‪ ،‬وأمرهف بالجد والتهيؤ وقا ‪(( :‬اللهف خذ العيون واألخبار عن قرمش‬
‫حتى نبغتها في بالدها)) فتجهز ال اس‪.‬‬
‫انظر‪ :‬زاد المعاد‪ ،398/3 ،‬وال صو في سيرة الرسو ‪ ،‬ص‪ ،175‬وحدمأ‪:‬‬
‫((اللهف خذ العيون)) صححه محقل سيرة ابن هشام‪ ،‬وانظر أمضا‪ :‬أحمد السامح‪،‬‬
‫معاري حاسمة في حياة المسلمين ص‪.89‬‬
‫(‪ )2‬قا الحافظ ابن حجر في ال تح‪ :7/8 ،‬م حر الظهران‪ :‬ب تح الميف وتشدمد الراء‪ :‬مكان‬
‫معروف‪ .‬والعامة تقو له بسكون الراء وزمادة الواو‪ .‬والظهران‪ :‬ب تح المعجمة وسكون‬
‫الهاء بل ظ ت ية الظهر‪.‬‬
‫ومُروى أنه بالحراسوووووووة المك ة على الطرق المؤدمة إلى مكة فقد تف‬
‫ال جاح في خطة الكتمان إلى أقصى حد(‪.)1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬محاولة نقل نب الغزو‬
‫ع دما قرر عليه الصوووالة والسوووالم المسوووير أخبر صوووحابته بنن وجهته‬
‫مكة‪ ،‬فكت حاط بن أبي بلتعة هتابا إلى ثالثة من قرمش‪ ،‬وهف‪:‬سووهي بن‬
‫عمرو‪ ،‬ص وان بن أمية‪ ،‬عكرمة بن أبي جه ‪.‬‬
‫هت إليهفا لي برهف بالذي أجمع عليه الرسو عليه الصالة والسالم‬
‫من األمر في المسووووير إليهف‪ ،‬ثف أعطاه المرأة مشوووورهة اسوووومها‪ :‬سووووارة‪،‬‬
‫وجع حاط لسووارة ُجعال على أن تبلغه قرمش وا‪ ،‬فجعلته في رأسووها‪ ،‬ثف‬
‫فتلوث عليوه قرونهوا‪ ،‬وقوا لهوا‪ :‬أخ يوه موا اسووووووتطعوثِ‪ ،‬وال تمري على‬
‫الطرمل‪ ،‬فإن عليه حراسا(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬زاهية الدجاني‪ .‬فتح مكة نصر مبين‪ ،‬ص‪.51-47‬‬


‫(‪ )2‬روى الب اري ومسلف وأبو داود‪ ،‬والترمذي قصة حاط ‪ ،‬فعن علي بن أبي‬
‫طال ‪ ‬قا عبيد هللا بن أبي رافع – وهان هاتبا لعلي – سمعث عليا ‪ ‬مقو ‪(( :‬بع ي‬
‫رسو هللا ‪ ،‬أنا والزبير والمقداد‪ ،‬فقا ‪ :‬انطلقوا حتى تنتوا روضة خاخ – هي بين‬
‫مكة والمدم ة‪ ،‬بقر المدم ة – فإن بها اعي ة معها هتا ‪ ،‬ف ذوه م ها‪ ،‬فانطلق ا‬
‫تتعادى ب ا خيل ا حتى أتي ا الروضة‪ ،‬فإثا نحن بالظعي ة‪ ،‬فقل ا‪ :‬أخرجي الكتا ‪ ،‬قالث‪:‬‬
‫لقين ال يا ‪ ،‬فنخرجته من عقاصها‪،‬‬ ‫ما معي من هتا ‪ ،‬فقل ا‪ :‬لت ِر ِج حن الكتا ‪ ،‬أو ل ح‬
‫قا ‪ :‬فنتي ا به ال بي ‪ ،‬فإثا فيه‪ :‬من حاط بن أبي بلتعة إلى ناس من المشرهين من‬
‫أه مكة‪ ،‬م برهف ببعض أمر رسو هللا ‪ ،‬فقا رسو هللا ‪:‬‬
‫ما حاط ‪ ،‬ما هذا؟ فقا ‪ :‬ما رسو هللا‪ ،‬ال تعج علي‪ ،‬إني ه ث امرأ ملصقا في‬
‫قرمش‪ ،‬ولف أهن من أن سهف [في نس الب اري ومسلف المطبوعة‪ :‬من أن سها] فكان‬
‫من معك من المهاجرمن لهف قرابة محمون بها أموالهف وأهليهف بمكة‪ ،‬فنحببث – إثا‬
‫فات ي ثلك من ال س فيهف – أن أت ذ فيهف مدا محمون بها قرابتي‪ ،‬وما فعلث ه را‪،‬‬
‫وال ارتدادا عن دم ي‪ ،‬وال رضى بالك ر بعد اإلسالم‪ ،‬فقا رسو هللا ‪(( :‬إنه قد‬
‫صدقكف))‪ ،‬فقا عمر‪ :‬دع ي ما رسو هللا أضر ع ل هذا الم افل‪ ،‬فقا رسو هللا‬
‫‪(( :‬إنه قد هد بدرا‪ ،‬وما مدرمك لع هللا اطلع على أه بدر‪ ،‬فقا ‪ :‬اعملوا ما‬
‫ئتف‪ ،‬فقد غ ر لكف))‪ ،‬قا ‪ :‬فننز هللا أل‪ :‬ما أمُّها الحذِمن آم ُوا ال تت ح ِ ذُوا عد ُِوي‬
‫وعد حُو ُهف أو ِلياء‪( ‬الممتح ة‪.)1 :‬‬
‫وفي روامة أبي عبد الرحمن السلمي [عن علي] قا ‪(( :‬بع ي رسو هللا ‪ ‬والزبير‬
‫بن العوام وأبا مرثد – وهل ا فارس‪ ..‬ثف ساقه بمع اه))‪ ،‬ولف مذهر نزو اآلمة‪ ،‬وال‬
‫ثهرها في حدمأ عبيد هللا بعض الرواة‪ ،‬وجعلها بعضهف من تالوة س يان‪ ،‬وقا‬
‫س يان‪ :‬ال أدري اآلمة في الحدمأ‪ ،‬أو من قو عمرو – مع ي ابن دم ار‪.‬‬
‫وفي روامة نحوه‪ ،‬وفيه‪(( :‬حتى أدره اها حيأ قا ل ا رسو هللا ‪ ‬تسير على بعير‬
‫لها‪ ،‬فقل ا‪ :‬أمن الكتا الذي معك؟ قالث‪ :‬ما معي من هتا فنن ا بعيرها‪ ،‬فابتغي ا‬
‫وجاء الرسوووو ‪ -‬صللللى هللا عليه وسللللم ‪ -‬ال بر من السوووماء‪ ،‬فبعأ‬
‫الرسووووو ‪ -‬صلللللى هللا عليه وسلللللم ‪ -‬علي بن أبي طال ‪ ،‬والزبير وقا‬
‫لهف‪ :‬أدرهوا المرأة‪ ،‬قد هت معها حاط هتابا إلى قرمش‪ ،‬محذرهف ما‬

‫في رحلها‪ ،‬فما وجدنا يئا‪ ،‬فقا صاحباي‪ :‬ما نرى معها هتابا‪ ،‬فقلثُ ‪ :‬لقد علم ا ما‬
‫ألجردنحك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫هذ رسو هللا ‪ ،‬وما هذ ‪ ،‬والذي مُحلف به لت ِرجن الكتا ‪ ،‬أو‬
‫فنهو إلى حجزتها‪ ،‬وهي محتجزة بكساء‪ ،‬فنخرجث الصحي ة من ِعقاصها‪ ،‬فنتي ا‬
‫بها رسو هللا ‪ ..‬وثهر الحدمأ))‪.‬‬
‫أخرجه الب اري‪ ،‬ومسلف‪ ،‬وأخرج أبو داود‪ ،‬والترمذي الروامة األولى‪ ،‬رواه‬
‫الب اري‪ 400/7 ،‬في المغازي‪ ،‬با فتح مكة‪ ،‬وبا فض من هد بدرا‪ ،‬وفي‬
‫الجهاد‪ ،‬با الجاسوس‪ ،‬وبا إثا اضطر الرج إلى ال ظر في عور أه الذمة‬
‫والمؤم ا إثا عصين هللا وتجرمدهن‪ ،‬وفي ت سير سورة الممتح ة في فاتحتها‪ ،‬وفي‬
‫االستئذان‪ ،‬با من نظر في هتا من محذر من المسلمين ليستبين أمره‪ ،‬وفي استتابة‬
‫المرتدمن‪ ،‬با ما جاء في المتنولين‪ ،‬ومسلف‪ ،‬برقف ‪ 2494‬في فضائ الصحابة‪ ،‬با‬
‫من فضائ أه بدر ‪ ،‬وقصة حاط بن أبي بلتعة‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬برقف ‪،2650‬‬
‫و‪ 2651‬في الجهاد‪ ،‬با في حكف الجاسوس إثا هان مسلما‪ ،‬والترمذي‪ ،‬برقف ‪3302‬‬
‫في ت سير القرآن‪ ،‬با ومن سورة الممتح ة‪.‬‬
‫رح الغرم ‪:‬‬
‫* (الظعي ة) في األص ‪ :‬المرأة ما دامث في الهودج‪ ،‬ثف ُجعلث المرأة إثا سافر اعي ة‪،‬‬
‫ثف نق إلى المرأة ن سها‪ ،‬سافر أو أقامث‪ ،‬واعن مظعن‪ :‬إثا سافر‪.‬‬
‫* (عقاصها)‪ :‬العقاص‪ :‬ال يط الذي تعقص – أي تشد – به المرأة أطراف ثوائبها‪،‬‬
‫ي‪ ،‬هكذا رحه الحميدي في غرمبه‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬فإن‬ ‫وأص العقص‪ :‬الض ر والل ُّ‬
‫العقاص‪ :‬جمع عقصة أو عقيصة‪ ،‬وهي الض يرة من الشعر إثا لومث وجعلث م‬
‫الرمانة‪ ،‬أو لف تلو‪ ،‬والمع ى‪ :‬أخرجث الكتا من ض ائرها المعقوصة‪.‬‬
‫* ( ُملصقا)‪ :‬الملصل‪ :‬هو الرج المقيف في الحي‪ ،‬وليس م هف ب س ‪.‬‬
‫* (ابتغي ا)‪ :‬االبتغاء‪ :‬الطل ‪.‬‬
‫* (حجزة) احتجز الرج ‪ :‬د إزاره على وسطه‪ ،‬والحجزة‪ :‬موضع الشد‪[ .‬جامع‬
‫األصو البن األثير ‪.]361/8‬‬
‫وعن عمر بن ال طا ‪ ‬قا ‪(( :‬هت حاط بن أبي بلتعة إلى أه مكة‪ ،‬فنطلع هللا‬
‫نبيه ‪ ‬على ثلك‪ ،‬فبعأ عليا والزبير في أثر الكتا ‪ ،‬فندرها المرأة على بعير‪،‬‬
‫فاست رجاه من قرونها‪ ،‬فنتيا به رسو هللا ‪ ،‬فنرس إلى حاط ‪ ،‬فقا ‪ :‬ما حاط ‪،‬‬
‫نعف‬ ‫قا ‪:‬‬ ‫الكتا ؟‬ ‫هذا‬ ‫هتبث‬ ‫أنث‬
‫ما رسو هللا‪ ،‬قا ‪ :‬فما حملك على ثلك؟ قا ‪ :‬ما رسو هللا‪ ،‬أما وهللا إني ل اصح هلل‬
‫ولرسوله‪ ،‬ولك ي ه ث غرمبا في أه مكة‪ ،‬وهان أهلي بين اهرانيهف‪ ،‬وخشيث‬
‫عليهف‪ ،‬فكتبث هتابا ال مضر هللا ورسوله يئا‪ ،‬وعسى أن مكون م عة ألهلي‪ ،‬قا‬
‫قلث‪:‬‬ ‫ثف‬ ‫سي ي‪،‬‬ ‫فاخترطث‬ ‫عمر‪:‬‬
‫ما رسو هللا‪ ،‬أمك ي من حاط ‪ ،‬فإنه قد ه ر‪ ،‬فنضر ع قه‪ ،‬فقا رسو هللا ‪ :‬ما‬
‫ابن ال طا ‪ ،‬ما مدرمك؟ لع هللا قد اطلع على هذه العصابة من أه بدر‪ ،‬فقا ‪:‬‬
‫اعملوا ما ئتف فقد غ ر لكف‪ .‬ثهره الهي مي في (مجمع الزوائد)‪ ،303/9 ،‬و‪،304‬‬
‫ونسبه ألبي معلى في (الكبير)‪ ،‬والبزار‪ ،‬والطبراني في (األوسط)‪ ،‬وقا الهي مي‪:‬‬
‫ورجالهف رجا الصحيح‪.‬‬
‫* (اهرانيهف)‪ :‬فالن بين اهراني القوم ب تح ال ون‪ :‬أي بي هف وع دهف‪.‬‬
‫قد أجمع ا من أمرنا‪.‬‬
‫ف رجوا حتى أدرهوهووا‪ ،‬وحوواولووث إخ وواء الكتووا ‪ ،‬لك هف أرغموهووا‬
‫بإخراجه‪ ،‬فنخرجته من ض ائرها‪.‬‬
‫وعات الرسوووو ‪ -‬صللللى هللا عليه وسللللم ‪ -‬حاط [بن أبي بلتعة ‪-‬‬
‫رضي هللا ع ه ‪ ]-‬على ما فعله‪ ،‬وقا ‪(( :‬وما در ك ا عمر! لعل هللا قد‬
‫اطلع على سصحاب بدر فقال‪ :‬اعملوا ما شئتم‪ ،‬فقد غفرت لكم))(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬مت ل عليه‪ :‬الب اري‪ ،‬برقف ‪ ،4274‬ومسلف‪ ،‬برقف ‪ ،2494‬وتقدم ت رمجه‪ ،‬وانظر‪:‬‬
‫وقي أبو خلي ‪ :‬ال تح األعظف‪ ،‬ص‪.43-39‬‬
‫الباب الثاني‬
‫مسيرة الجيش النبوي‬
‫الفصلللل األول‪ :‬تو ع الجيش‪ ،‬و حفه‪ ،‬وتحركه‪ ،‬والوضلللع‬
‫اللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللملللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللكلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللي‪.‬‬
‫الللللمللللبللللحللللث األول‪ :‬تللللو للللع الللللجلللليللللش عسللللللللللكللللر للللا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حف الجيش‪ ،‬وتحركه‪ ،‬والوضللللللع المكي‪.‬‬
‫اللللفصلللللللللل اللللثلللانلللي‪ :‬تلللجسللللللللل قلللر لللش لللل خلللبلللار‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬إسللللللبم العباس‪ ،‬وتجسلللللل قر ش ل خبار‬
‫الللللللللللللللللللللللللللللللللنللللللللللللللللللللللللللللللللبللللللللللللللللللللللللللللللللو للللللللللللللللللللللللللللللللة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إسلللللبم سبي سلللللفيان‪ ،‬والعرس العسلللللكري‬
‫سملللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللامللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله‪.‬‬
‫الفصل األول‪:‬تو ع الجيش‪ ،‬وتحركه‪ ،‬والوضع المكي‬
‫المبحث األول‪ :‬تو ع الجيش عسكر ا‬
‫[ننخذ] بالروامة التي تقو بنن جيش الرسو ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ -‬الزاحف إلى مكة بلغ عشرة آالف مقات (‪ ،)1‬فقد مكون التوزمع هاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬أربعة آالف مقات من األنصار‪.‬‬
‫‪ -‬سبعمائة مقات من المهاجرمن‪.‬‬
‫‪ -‬ألف مقات من قبيلة مزم ة‪.‬‬
‫‪ -‬أربعمائة مقات من أسلف‪.‬‬
‫‪ -‬ثمانمائة مقات من قبيلة جهي ة‪.‬‬
‫‪ -‬خمسمائة مقات من ب ي هع ‪.‬‬
‫‪ -‬أما ال رسان [فـ] مقا ‪ :‬إنهف كلوا أل ين وثمانين فارسا(‪.)2‬‬
‫وهذا توزمع مجدو م تصر لجيش الرسو عليه الصالة والسالم‬

‫حاملو األلو ة‬ ‫عدد‬ ‫سفرادها‬ ‫القبيلة سو الكتيبة‬


‫األلو ة‬
‫العباس بن‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1000 - 700‬‬ ‫بنو سليم بقيادة خالد‬
‫مرداس‬ ‫بن الوليد‬
‫خفاف بن ندبة‬
‫الزبير بن العوام‬ ‫‪1‬‬ ‫‪300 + 700‬‬ ‫الم اجرون بقيادة‬
‫فرس‬ ‫الزبير بن العوام‬
‫(‪ )1‬انظر صحيح الب اري‪ ،‬برقف ‪ ،4275‬ورقف ‪ ،1944‬و‪ ،2953‬ومسلف‪ ،‬برقف ‪،1113‬‬
‫وسيرة ال بي ‪ ‬البن هشام‪.60/4 ،‬‬
‫(‪ )2‬قا ابن هشام في السيرة‪ :60/4 ،‬قا ابن إسحاق‪ :‬ثف مضى حتى نز مر الظهران‬
‫في عشرة آالف من المسلمين‪ ،‬فسبحعث سليف‪ ،‬وبعضهف مقو ألح ث سليف‪ .‬وأل ث مزم ة‪.‬‬
‫وأوع مع رسو هللا ‪ ‬المهاجرون واألنصار‪ ،‬فلف مت لف ع ه م هف أحد‪ .‬وانظر‪:‬‬
‫ال صو في سيرة الرسو ‪ ،‬ص‪ ،175‬وزاد المعاد‪ ،400/3 ،‬وانظر أمضا‪ :‬زاهية‬
‫الدجاني‪ ،‬فتح مكة نصر مبين‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫سبو ذر الغفاري‬ ‫‪1‬‬ ‫‪400‬‬ ‫بنو غفار‬
‫بر دة بن‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 30 + 400‬فرسا‬ ‫سسلم‬
‫الحصي‬
‫ناجية بن األعجم‬
‫ب ير بن سفيان‬ ‫‪1‬‬ ‫‪500‬‬ ‫خزاعة (بنو كع بن‬
‫عمرو)‬
‫النعمان بن ب ير‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪100 + 1003‬‬ ‫مز نة‬
‫عمرو بن عوف‪،‬‬ ‫فرس‬
‫ببل بن الحارث‬
‫معبد بن خالد‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 50 + 800‬فرسا‬ ‫ج ينة‬
‫سو د بن صخر‪،‬‬
‫رافع بن مكيث‪،‬‬
‫عبد هللا بن بدر‬
‫سبو واقد الليثي‬ ‫‪1‬‬ ‫‪200‬‬ ‫كنانة‪ ،‬بنو ليث‪،‬‬
‫ضمرة‪ ،‬سعد بن بكر‬
‫معقل بن سنان‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪300‬‬ ‫سشجع‬
‫نعيم بن مسعود‬
‫عدة سبطال‬ ‫عدة‬ ‫‪1000‬‬ ‫قضاعة‪ ،‬بنو تميم‪،‬‬
‫سلو ة‬ ‫بنو فزارة‪ ،‬سعد بن‬
‫هز م‬
‫(‪)1‬‬
‫عدة سبطال‬ ‫عدة‬ ‫‪500 + 4000‬‬ ‫الكتيبة الخضراء‪:‬‬
‫سلو ة‬ ‫فرس‬ ‫كبار الم اجر ن ‪+‬‬
‫األنصار‬

‫(‪ )1‬قا ابن هشام في السيرة‪ :91/4 /‬قا ابن إسحاق‪ :‬وهان جميع من هد فتح مكة‬
‫من المسلمين عشرة آالف‪ .‬من ب ي سليف سبعمائة‪ .‬ومقو بعضهف‪ :‬ألف‪ .‬ومن ب ي‬
‫غ ار أربعمائة‪ .‬ومن أسلف أربعمائة‪ .‬ومن مزم ة ألف وثالثة ن ر‪ ،‬وسائرهف من قرمش‬
‫واألنصار وحل ائهف وطوائف العر من تميف وقيس وأسد‪ .‬وانظر أمضا‪ :‬وقي أبو‬
‫خلي ‪ ،‬فتح مكة‪ ،‬ال تح األعظف‪ ،‬ص‪.53-52‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حف الجيش‪ ،‬وتحركه‪ ،‬والوضع المكي‬
‫هوذا وتحري الجيش‪ ،‬وقود وصووووووو إلى م طقوة توابعوة ل قيف‪ ،‬نواح ية‬
‫الطائف‪ ،‬وهذا مع ي أنه انحرف ثا اليمين تارها مكة عن مساره بعض‬
‫الوقث‪ ،‬ثف عاد واستوى على الطرمل الرئيس متجها إلى مكة عبر وادي‬
‫الظهران‪ ،‬ولما هانوا بم طقة العرج‪ ،‬مقا بنن وحدة عسووووووكرمة تابعة‬
‫لطالئع الجيش اإلسالمي ألقث القبض على جاسوس هان معم لحسا‬
‫ع ِلف أن هوازن هانث تُعدُّ لحربه‪ .‬وقد أسلف‬‫قبيلة هوازن‪ ،‬ولدى استجوابه ُ‬
‫ثلك الجاسوووووس‪ ،‬مع العلف بنن الرسووووو ‪ -‬صلللللى هللا عليه وسلللللم ‪ -‬قد‬
‫خاض الحقا معرهة مع هوازن‪ ،‬وهي ح ين(‪.)1‬‬
‫ثف مضـووووووى رسو هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وهو صائف‪ ،‬وال اس‬
‫صوووووويام‪ ،‬حتى هانوا بالكدمد‪ ،‬فنفطر‪ ،‬وأفطر ال اس‪ ،‬ووصووووووو الجيش‬
‫اإلسالمي إلى مر الظهران(‪.)2‬‬
‫وقد أمر الرسوووو عليه الصوووالة والسوووالم جميع العسوووكر بنن موقدوا‬

‫(‪ ) 1‬عن أبي إسحاق أنه سمع البراء وسنله رج من قيس‪ :‬أفررتف عن رسو هللا ‪‬‬
‫لكن رسو هللا ‪ ‬لف م ر‪ .‬هانث هوازن رماة‪ ،‬وإنا لما حمل ا عليهف‬
‫موم ح ين؟ فقا ‪ :‬ح‬
‫انكش وا‪ ،‬فنهبب ا على الغ ائف فاستُقبل ا بالسهام‪ ،‬ولقد رأمث رسو هللا ‪ ‬على بغلته‬
‫البيضاء‪ ،‬وإن أبا س يان بن الحاري آخذ بزمامها‪ ،‬وهو مقو ‪ :‬أنا ال بي ال هذ ‪.‬‬
‫أخرجه الب اري في هتا المغازي‪ ،‬با قو هللا تعالى‪ :‬وموم ُح ين ِإث أعجبت ُكف‬
‫ه رت ُ ُكف‪ ‬برقف ‪.4317‬‬
‫وقا الحافظ ابن حجر في ال تح‪(( :27/8 ،‬وألبي داود بإس اد حسن من حدمأ سه‬
‫ابن الح ظلية أنهف ساروا مع ال بي ‪ ‬إلى ح ين فنط بوا السير‪ ،‬فجاء رج فقا ‪ :‬إني‬
‫انطلقث من بين أمدمكف حتى طلعث جب هذا وهذا‪ ،‬فإثا بهوازن عن بكرة أبيهف‬
‫بظع هف‪ ،‬ونعمهف‪ ،‬و ائهف قد اجتمعوا إلى ح ين‪ ،‬فتبسف رسو هللا ‪ ‬وقا ‪(( :‬تلك‬
‫غ يمة المسلمين غدا إن اء هللا تعالى))‪ .‬وانظر‪ :‬زاهية الدجاني‪ ،‬فتح مكة نصر‬
‫مبين‪ ،‬ص‪.57 ،56‬‬
‫ّللاُ ع هما أن ال بي ‪ ‬خرج في رمضان من المدم ة ومعه‬ ‫(‪ )2‬عن ابن عباس رضي ح‬
‫عشرة آالف‪ ،‬وثلك على رأس ثمان س ين ونصف من مقدمه المدم ة‪ ،‬فسار هو ومن‬
‫معه من المسلمين إلى مكة‪ ،‬مصوم ومصومون‪ ،‬حتى بلغ الكدمد – وهو ماء بين‬
‫عس ان وقدمد – أفطر وأفطروا‪ .‬أخرجه الب اري في هتا المغازي‪ ،‬با غزوة‬
‫ال تح في رمضان‪ ،‬برقف ‪ ،4276‬ومسلف في هتا الصيام‪ ،‬با جواز الصوم وال طر‬
‫في هر رمضان للمسافر‪ ،‬برقف ‪ ،1113‬وانظر‪ :‬عبد العزمز العبيدي‪ ،‬من معاري‬
‫المسلمين في رمضان‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫ال ار في ه خيمة ومعسكر‪ ،‬وهذا فيه أثر ن سي على المكيين(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬قا ابن القيف في زاد المعاد‪ :401/3 ،‬فلما نز رسو هللا ‪ ‬مر الظهران نزله‬
‫عشاء‪ ،‬فنمر الجيش فنوقدوا ال يران‪ ،‬فنوقد عشرة آالف نار‪ .‬وانظر‪ :‬أحمد السامح‪،‬‬
‫معاري حاسمة في تارم المسلمين‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫قر ش ل خبار‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬تجس‬
‫المبحث األول‪ :‬إسبم العباس‪ ،‬وتجسسات قر ش ل خبار النبو ة‬
‫وقد أسلف جمع من قرمش بعدما ع حمى هللا األخبار ع ها‪ ،‬وم هف العباس‬
‫بن عبد المطل ‪ ،‬وعياله(‪.)1‬‬
‫ومووا إن توصووووووو زعموواء قرمش إلى األخبووار حتى رأوا ضوووووورورة‬
‫استقصاء ما مجري‪ ،‬أو ما قد جرى من جان المسلمين‪.‬‬
‫ومروى أن أبا سووو يان اجتمع مع حكيف بن حزام(‪ ،)2‬بإضوووافة إلى بدم بن‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬زاد المعاد‪ ،‬البن القيف‪ ،440/3 ،‬وانظر أمضا‪ :‬عبد العزمز العبيدي‪ ،‬من‬
‫معاري المسلمين في رمضان‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫ّللاُ ع هما قا ‪(( :‬لما سار رسو هللا ‪‬‬
‫(‪ )2‬روى الب اري عن عروة بن الزبير رضي ح‬
‫عام ال تح‪ ،‬فبلغ ثلك قرمشا‪ ،‬خرج أبو س يان بن حر ‪ ،‬وحكيف بن حزام‪ ،‬وبُدم بن‬
‫مر الظهران‪،‬‬ ‫ورقاء‪ ،‬ملتمسون ال بر عن رسو هللا ‪ ‬فنقبلوا مسيرون‪ ،‬حتى أتوا ح‬
‫فإثا هف ب يران‪ ،‬هننها نيران عرفة‪ ،‬فقا أبو س يان‪ :‬ما هذه؟ لكننها نيران عرفة‪،‬‬
‫فقا بدم بن ورقاء‪ :‬نيران ب ي عمرو‪ ،‬فقا ‪ :‬أبو س يان‪ :‬عمرو أق من ثلك‪ ،‬فرآهف‬
‫ناس من حرس رسو هللا ‪ ،‬فندرهوهف فنخذوهف‪ ،‬فنتوا بهف رسو هللا ‪ ،‬فنسلف أبو‬
‫س يان‪ ،‬فلما سار قا للعباس‪ :‬احبس أبا س يان ع د خطف الجب ‪ ،‬حتى م ظر إلى‬
‫المسلمين‪ ،‬فحبسه العباس‪ ،‬فجعلث القبائ تمر مع ال بي ‪ ،‬تمر هتيبة هتيبة على أبي‬
‫س يان‪ ،‬فمر هتيبة‪ ،‬فقا ‪ :‬ما عباس‪ ،‬من هذه؟ قا ‪ :‬هذه غ ار‪ ،‬قا ‪ :‬ما لي ولغ ار‪،‬‬
‫سليف‪،‬‬
‫ثف مر جهي ة‪ ،‬فقا م ثلك‪ ،‬ثف مر سعد بن هذمف‪ ،‬فقا م ثلك‪ ،‬ثف مر ُ‬
‫فقا م ثلك‪ ،‬حتى أقبلث هتيبة لف مر م لها‪ ،‬قا ‪ :‬من هذه؟ قا ‪ :‬هؤالء األنصار‬
‫عليهف سعد بن عبادة معه الرامة‪ ،‬فقا سعد بن عبادة‪ :‬ما أبا س يان ((اليوم موم‬
‫الملحمة‪ ،‬اليوم تستح الكعبة‪ ،‬فقا أبو س يان‪ :‬ما عباس‪ ،‬حبذا موم الذمار‪ ،‬ثف جاء‬
‫هتيبة‪ ،‬وهي أج الكتائ ‪ ،‬فيهف رسو هللا ‪ ‬وأصحابه‪ ،‬ورامة ال بي ‪ ‬مع الزبير‪،‬‬
‫فلما مر رسو هللا ‪ ‬بنبي س يان‪ ،‬قا ‪ :‬ألف تعلف ما قا سعد بن عبادة؟ قا ‪ :‬ما قا ؟‬
‫قا ‪ :‬قا هذا وهذا‪ ،‬فقا ‪ :‬هذ سعد‪ ،‬ولكن هذا موم معظف هللا فيه الكعبة‪[ ،‬وموم تكسى‬
‫فيه الكعبة] قا ‪ :‬وأمر رسو هللا ‪ ‬أن ترهز رامته بالحجون‪ ،‬قا عروة‪ :‬فنخبرني‬
‫نافع بن جبير بن مطعف قا ‪ :‬سمعث العباس مقو للزبير [بن العوام]‪ :‬ما أبا عبد‬
‫هللا‪،‬أهاه ا أمري رسو هللا ‪ ‬أن ترهز الرامة؟ قا ‪:‬نعف‪،‬قا ‪:‬وأمر رسو هللا ‪ ‬مومئذ‬
‫خالد بن الوليد أن مدخ من أعلى مكة من هداء‪ ،‬ودخ ال بي ‪ ‬من ُهدى‪ ،‬فقُت من‬
‫خي خالد بن الوليد مومئذ رجالن‪ :‬حبيش بن األ عر‪ ،‬وهرز بن جابر ال هري))‪،‬‬
‫[أخرج الب اري في المغازي‪ ،‬با أمن رهز ال بي ‪ ‬الرامة موم ال تح‪ ،‬برقف ‪،]4280‬‬
‫قا الحافظ في (ال تح)‪ :10/8 ،‬قوله‪ :‬وأمر رسو هللا ‪ ‬مومئذ خالد بن الوليد أن‬
‫مدخ من أعلى مكة من هداء‪ ،‬أي‪ :‬بالمد‪ ،‬ودخ ال بي ‪ ‬من ُهدى‪ ،‬أي‪ :‬بالقصر‪،‬‬
‫قا الحافظ‪ :‬وهذا م الف لألحادمأ الصحيحة اآلتية أن خالدا دخ من أس مكة‪،‬‬
‫وال بي ‪ ‬من أعالها‪ ،‬وهذا جزم ابن إسحاق أن خالدا دخ من أس مكة‪ ،‬ودخ‬
‫ال بي ‪ ‬من أعالها‪ ،‬وضربث له ه اي قبة‪ ،‬وقد ساق ثلك موسى بن عقبة سياقا‬
‫واضحا‪ ،‬فقا ‪ :‬وبعأ رسو هللا ‪ ‬الزبير بن العوام على المهاجرمن وخيلهف‪ ،‬وأمره‬
‫أن مدخ من هداء من أعلى مكة‪ ،‬وأمره أن مغرز رامته بالحجون‪ ،‬وال مبرح حتى‬
‫ورقاء‪ ،‬في دار ال دوة‪ ،‬وامت لوا القتراح أبي سووووو يان‪ ،‬وهو ال روج إلى‬
‫الصحراء لترصد الطرق واستقصاء األخبار(‪.)1‬‬

‫منتيه‪ ،‬وبعأ خالد بن الوليد في قبائ قضاعة وسليف وغيره وأمره أن مدخ من أس‬
‫مكة‪ ،‬وأن مغرز رامته أدنى البيو ‪ ،‬وبعأ سعد بن عبادة في هتيبة األنصار في‬
‫مقدمة رسو هللا ‪ ‬وأمرهف أن مك وا أمدمهف‪ ،‬وال مقاتلوا إال من قاتلهف‪[ .‬وقد جاء‬
‫األحادمأ الصحيحة الك يرة أن ال بي ‪ ‬دخ موم فتح مكة من أعالها من هداء‪،‬‬
‫انظر‪ :‬الب اري‪ ،‬برقف ‪ ،4290‬و‪ ،1575‬و‪ ،1581-1577‬ومسلف‪ ،‬برقف ‪-1257‬‬
‫‪.]1260‬‬
‫رح الغرم ‪:‬‬
‫* (خطف الجب ) هذه الل ظة قد جاء في هتا الحميدي (خطف الجب )‪ ،‬وفسرها في‬
‫غرمبه فقا ‪ :‬ال طف وال طمة‪ :‬رعن الجب ‪ ،‬وهو األنف ال ادر م ه‪ ،‬والذي جاء في‬
‫هتا الب اري – فيما قرأناه – وفي غيره من ال س (حطف ال ي ) مضبوطا هكذا‪،‬‬
‫وثلك ب الف روامة الحميدي‪ ،‬فإن صحث الروامة‪ ،‬ولف تكن خطن من الكتا ‪ ،‬فيكون‬
‫مع اه – وهللا أعلف – أنه مقف به في الموضع المتضامل الذي تتحطف فيه ال ي ‪ ،‬أي‪:‬‬
‫مدوس بعضها بعضا‪ ،‬ومحطف بعضها بعضا‪ ،‬فيراها جميعا‪ ،‬وتك ر في عي ه‪ ،‬بكونها‬
‫في ثلك الموضع الضيل‪ ،‬ب الف ما إثا هانث في موضع متسع‪ ،‬وهذلك أراد بوقوفه‬
‫ع د خطف الجب على ما رحه الحميدي‪ ،‬فإن األنف ال ادر من الجب مضيل الموضع‬
‫الذي م رج فيه‪ ،‬وهللا أعلف‪.‬‬
‫* (هتيبة) الكتيبة‪ :‬واحدة الكتائ ‪ ،‬وهي العساهر المرتبة‪.‬‬
‫* (الملحمة)‪ :‬الحر والقتا الذي ال م لص م ه‪.‬‬
‫* (الذمار)‪ :‬ما لزمك ح ظه‪ ،‬مقا ‪ :‬فالن حامي الذمار‪ :‬محمي ما مج عليه ح ظه‪.‬‬
‫* (بالحجون)‪ :‬الحجون‪ :‬أحد جبلي مكة من جهة الغر والشما ‪.‬‬
‫ُ‬
‫* (من هداء) هداء بال تح والمد‪ :‬ث ية من أعلى جب مكة‪ ،‬مما ملي المقبرة‪ ،‬وهدى ‪-‬‬
‫بالضف والقصر ‪ -‬ث ية من أس مكة‪[ .‬جامع األصو ‪.]366/8 ،‬‬
‫مر الظهران‪،‬‬ ‫ّللاُ ع هما قا ‪(( :‬لما نز رسو هللا ‪ ‬ح‬ ‫وعن عبد هللا بن عباس رضي ح‬
‫قا العباس‪ :‬قلث‪ :‬وهللا‪ ،‬لئن دخ رسو هللا ‪ ‬مكة ع وة قب أن منتوه فيستنم وه‪،‬‬
‫لعلي أجد ثا حاجة منتي‬ ‫إنه لهالي قرمش‪ ،‬فجلسث على بغلة رسو هللا ‪ ،‬فقلث‪ِ :‬‬
‫[أه ] مكة‪ ،‬في برهف بمكان رسو هللا ‪ ‬لي رجوا إليه‪ ،‬فيستنم وه‪ ،‬فإني ألسير [إثا]‬
‫فقلث‪:‬‬ ‫ورقاء‪،‬‬ ‫بن‬ ‫وبدم‬ ‫س يان‪،‬‬ ‫أبي‬ ‫هالم‬ ‫سمعث‬
‫ما أبا ح ظلة‪ ،‬فعرف صوتي‪ ،‬فقا ‪ :‬أبو ال ض ؟ قلثُ ‪ :‬نعف‪ ،‬قا ‪ :‬ما لك فداي أبي‬
‫وأمي؟ قلث‪ :‬هذا رسو هللا ‪ ‬وال اس‪ ،‬قا ‪ :‬فما الحيلة؟ [قا ]‪ :‬فره خل ي‪ ،‬ورجع‬
‫صاحبه‪ ،‬فلما أصبح غدو به على رسو هللا ‪ ،‬فنسلف‪ ،‬قلثُ ‪ :‬ما رسو هللا‪ ،‬إن أبا‬
‫س يان رج مح هذا ال ر‪ ،‬فاجع له يئا‪ ،‬قا ‪ :‬نعف‪ ،‬من دخ دار أبي س يان فهو‬
‫آمن‪ ،‬ومن أغلل عليه بابه فهو آمن‪ ،‬ومن دخ المسجد فهو آمن‪ ،‬قا ‪ :‬فت رق ال اس‬
‫إلى دورهف وإلى المسجد))‪.‬‬
‫وفي روامة م تصرة‪(( :‬أن رسو هللا ‪ ‬جاءه العباس بن عبد المطل بنبي س يان‬
‫بن حر ‪ ،‬فنسلف بمر الظهران‪ ،‬فقا له العباس‪ :‬ما رسو هللا‪ ،‬إن أبا س يان رج‬
‫مح هذا ال ر‪ ،‬فلو جعلث له يئا؟ قا ‪ :‬نعف‪ ،‬من دخ دار أبي س يان فهو آمن‪،‬‬
‫ومن أغلل عليه بابه فهو آمن)) أخرجه أبو داود‪ ،‬برقف ‪ ،3021‬و‪ 3022‬في ال راج‬
‫واإلمارة‪ ،‬با ما جاء في خبر مكة‪ ،‬ومن حدمأ أبي هرمرة ‪ ‬برقف ‪ ،3024‬وحس ه‬
‫األلباني في صحيح أبي داود‪.256/2 ،‬‬
‫(‪ )1‬قا ابن القيف في زاد المعاد‪(( :400/3 ،‬ثف مضى حتى نز مر الظهران‪ ،‬وهو بطن‬
‫وخرجوا‪ ،‬وب روجهف ثلك‪ ،‬فقد سوووواروا حتى أ وووورفوا على معسووووكر‬
‫المسوووووولمين في سووووووه مر الظهران‪ ،‬فرأوا نيرانا عظمية‪ ،‬وقبابا ه يرة‬
‫تشير إلى ه افة ال ازلين ه اي‪ ،‬وه ا قا أبو س يان‪:‬‬
‫ما رأمث هالليلة نيرانا قط‪.‬‬
‫فقا بدم ‪ :‬هذا وهللا خزاعة حمشتها الحر (‪.)1‬‬
‫فقا أبو س يان‪ :‬خزاعة أق وأث (‪ )2‬أن تكون هذه نيرانها وعسكرها‪،‬‬
‫وفي تلك األث اء‪ ،‬وصوووو العباس نحو مكان مقر م هف‪ :‬فسوووومع ما هان‬
‫مدور من هالم‪ ،‬وتعرف على صو أبي س يان‪ ،‬ف اداه‪ ،‬فرد أبو س يان‪:‬‬
‫لبيك‪ ،‬فداي أبي وأمي‪ ،‬فما وراءي؟! قا العباس‪ :‬هذا رسو هللا ‪ -‬صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ -‬ورائي قد دلف إليكف بما ال قب لكف به‪ ،‬بعشـووووورة آالف‬
‫مقات من المسلمين(‪.)3‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إسبم سبي سفيان‪ ،‬والعرس العسكري سمامه‬
‫عرض العباس على أبي س يان أن مرهبه معه إلى رسو هللا ‪ -‬صلى‬
‫هللا عليه وسلللم ‪ -‬فسووارا على بغلته البيضوواء‪ ،‬ال معترضووها المسوولمون‪،‬‬
‫وفي الصووباح قاب رسووو ُ هللا ‪ -‬صلللى هللا عليه وسلللم ‪ -‬أبا س و يان فقا‬

‫مر‪ ،‬ومعه عشرة آالف‪،‬وع حمى هللا األخبار عن قرمش‪ ،‬فهف على وج وارتقا ‪ ،‬وهان‬ ‫ِ‬
‫أبو س يان م رج متحسس األخبار‪ ،‬ف رج هو وحكيف بن حزام‪ ،‬وبدم بن ورقاء‬
‫متحسسون األخبار‪ ،‬وهان العباس قد خرج قب ثلك بنهله وعياله مسلما مهاجرا‪ ،‬فلقي‬
‫رسو هللا ‪ ‬بالجح ة‪ ،‬وقي ‪ :‬فوق ثلك))‪ .‬وانظر‪ :‬سيرة ابن هشام‪،61-60/4 ،‬‬
‫وال صو في سيرة الرسو ‪ ،‬ص‪.176-175‬‬
‫(‪ )1‬قوله‪ :‬حمشتها الحر ‪ :‬مع اه أحرقتها‪ .‬ومن قا ‪ :‬حمستها بالسين المهملة فمع اه‪:‬‬
‫ا تد عليها‪ ،‬وهو منخوث من الحماسة وهي الشدة والشجاعة‪ .‬نقال من حا ية السيرة‬
‫ال بومة‪.63/4 ،‬‬
‫(‪ )2‬عن هشام عن أبيه قا ‪ :‬لما سار رسو هللا ‪ ‬عام ال تح فبلغ ثلك قرمشا‪ ،‬خرج أبو‬
‫س يان بن حر ‪ ،‬وحكيف بن حزام‪ ،‬وبدم بن ورقاء ملتمسون ال بر عن رسو هللا‬
‫‪ ‬فنقبلوا مسيرون حتى أتوا ح‬
‫مر الظهران‪ ،‬فإثا هف ب يران هننها نيران عرفة‪ .‬فقا ‪:‬‬
‫أبو س يان‪ :‬ما هذه؟ لكننها نيران عرفة‪ .‬فقا بدم بن ورقاء‪ :‬نيران ب ي عمرو‪ .‬فقا‬
‫أبو س يان‪ :‬عمرو أق من ثلك‪ ..‬ال ‪ .‬أخرجه الب اري في هتا المغازي‪ ،‬با أمن‬
‫رهز ال بي ‪ ‬الرامة موم ال تح؟‪ ،‬برقف ‪.4280‬‬
‫(‪ )3‬انظر ال صو في سيرة الرسو ‪( ‬ص‪ ،)177-176‬وزاد المعاد (‪،)401-402/3‬‬
‫والسيرة ال بومة‪ ،63/4 ،‬وانظر أمضا‪ :‬زاهية الدجاني‪ ،‬فتح مكة نصر مبين‪ ،‬ص‪،58‬‬
‫‪.59‬‬
‫له‪:‬‬
‫((و حك ا سبا سفيان‪ ،‬سما آن لك سن تعلم سن ال إله إال هللا؟))‪.‬‬
‫‪ -‬فقا أبو سووو يان‪ :‬بنبي أنث ما أهرمك‪ ،‬وما أوصووولك‪ ،‬لقد ا ث أنه‬
‫لو هان مع هللا إله غيره لقد أغ ى ع ي يئا‪.‬‬
‫‪ -‬فقا عليه الصوووالة والسوووالم‪(( :‬و حك ا سبا سلللفيان‪ ،‬سلم ن لك سن‬
‫تعلم سني رسول هللا؟!))‪.‬‬
‫‪ -‬فقا ‪ :‬أما هذه‪ ،‬فإن في ال س يئا م ها حتى اآلن‪.‬‬
‫‪ -‬فقا له العباس‪ :‬ومحك أسلف!!‬
‫فنسلف‪ ،‬و هد هادة الحل‪.‬‬
‫فقا أبو ال ضووو (العباس)‪ :‬ما رسوووو هللا‪ ،‬إن أبا سووو يان رج مح‬
‫ال ر‪ ،‬فاجع له يئا‪.‬‬
‫قا ‪ :‬نعف‪(( :‬من دخل دار سبي سفيان ف و آمن‪ ،‬ومن سغلق عليه بابه‬
‫ف و آمن‪ ،‬ومن دخل المسجد الحرام ف و آمن))(‪.)1‬‬
‫وقد تف العرض العسكري أمام أبي س يان‪.‬‬
‫مقو العباس‪ :‬ف رجث بنبي سوووو يان حتى حبسووووته بمضوووويل الوادي‪،‬‬
‫فكلما تمر قبيلة مقو ‪ :‬ما عباس من هؤالء؟ فنقو قبيلة هذا وهذا‪ ،‬فيقو ‪:‬‬
‫ما لي ولب ي فالن(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الب اري‪ ،‬برقف ‪ 4280‬م تصرا‪ ،‬وغيره‪ ،‬ومنتي ت رمجه‪ ،‬وانظر‪ :‬عبد‬
‫العزمز العبيدي‪ ،‬من معاري المسلمين في رمضان‪ ،‬ص‪.32 ،31‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الب اري هما تقدم‪ ،‬ومنتي ت رمجه‪ ،‬وانظر‪ :‬أحمد السامح‪ ،‬معاري حاسمة‬
‫في حياة المسلمين‪ ،‬ص‪.95 ،94‬‬
‫قصة العباس مع أبي س يان أخرجها الب اري م تصرة في هتا المغازي في با ‪:‬‬
‫أمن رهز ال بي ‪ ‬الرامة موم ال تح؟‪ ،‬برقف ‪ .4280‬بي ما ساق هذه القصة بطولها‬
‫الحافظ ابن حجر في المطال العالية‪ ،420-418/4 ،‬وقا ‪(( :‬هذا حدمأ صحيح))‪.‬‬
‫وقا محقل المطال ‪(( :‬قا البوصيري‪ ،39/7 ،‬برقف ‪ :5251‬رواه إسحاق بن‬
‫راهومه بس د صحيح‪ .‬ورواه أحمد بن ح ب ‪ ،‬والب اري‪ ،‬ومسلف‪ ،‬وأبو داود في س ه‬
‫م تصرا‪ ،‬ولف مسقه أحد من األئمة الستة‪ ،‬وأحمد بن ح ب بتمامه‪ ،‬والسياق الذي ه ا‬
‫حسن جدا))‪.‬‬
‫الباب الثالث‬
‫دخول مكة المكرمة‬

‫الفصلللللل األول‪ :‬ترتيبات العسلللللكر اإلسلللللبمي في‬


‫اللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللدخلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللول‪.‬‬
‫الللللمللللبللللحللللث األول‪ :‬تللللرتلللليللللبللللات الللللدخللللول‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬م للللللابكات مع فرسللللللان خالد بن‬
‫الللللللللللللللللللللللللللللللللللللوللللللللللللللللللللللللللللللللللللليللللللللللللللللللللللللللللللللللللد‪.‬‬
‫الفصلللللللللل الثلللا ني‪ :‬دخول المسلللللللجلللد ال حرام‪.‬‬
‫المبحللث األول‪ :‬دخول المسللللللجللد الحرام وتحطيم‬
‫األصللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللنللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللام‪.‬‬
‫ا ل م بحلللث ا لثلللا ني‪ :‬س خبلللار ا ل م لللدرة دملللا هم‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ترتيبات العسكر اإلسبمي في الدخول‬
‫المبحث األول‪ :‬ترتيبات الدخول‬
‫في ثي طوى‪ ،‬الم طقة التي تدعى اليوم في مكة بـوووووووووو(الزاهر) قسووووف‬
‫الرسوووو ‪ -‬صللللى هللا عليه وسللللم ‪ -‬الجيش إلى خمس فرق‪ ،‬وقد ترأس‬
‫ال رقة األولى عليه الصالة والسالم‪ ،‬أما ال رق األخرى فهي على ال حو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ – 1‬الزبير بن العوام‪ ،‬ومهمة فرقته السوووويطرة على البقعة الشوووومالية من‬
‫مكة‪.‬‬
‫‪ – 2‬خالد بن الوليد‪ ،‬هل ث مجموعته دخو مكة من ال احية الج وبية(‪.)1‬‬
‫‪ – 3‬أبو عبيدة بن الجراح‪ ،‬وقد أعطيث فرقته السوووووويطرة على الجهة‬
‫الشمالية الغربية‪.‬‬
‫‪ – 4‬قيس بن سوووووعد بن عبادة‪ ،‬وقد هل ث مجموعته بالدخو إلى مكة‬
‫من ال احية الج وبية الغربية‪.‬‬
‫وقد تحرهث ال رق بالوقث المطلو على ال حو اآلتي‪:‬‬
‫‪ – 1‬الزبير بن العوام‪ :‬تحري رتله من الشووما ‪ ،‬وقد أمره الرسووو ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أن متوقف ب رقته‪ ،‬ومرهز رامته ع د الحجون(‪.)2‬‬
‫‪ – 2‬بووال سووووووبووة ل ووالوود بن الوليوود فقوود تحري بمجموعتووه المكونووة من‬
‫المشاة‪ ،‬لكي مدخ مكة من الج و (المس لة) اليوم‪.‬‬
‫‪ – 3‬أما أبو عبيدة‪ ،‬فقد تحري بمجموعته المكونة من المشووووووواةا لكي‬

‫(‪ )1‬قا أبو هرمرة ‪(( :‬ه ا مع رسو هللا ‪ ‬موم ال تح‪ ،‬فجع خالد بن الوليد على‬
‫المج بة اليم ى‪ ،‬وجع الزبير بن العوام على المج بة اليسرى‪ ،‬وجع أبا عبيدة على‬
‫البياثقة وبطن الوادي)) مسلف‪ ،‬هتا الجهاد‪ ،‬با فتح مكة‪ ،‬برقف ‪،1780( – 86‬‬
‫والبياثقة‪ :‬هف الر حجالة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أمر رسو هللا ‪ ‬أن ترهز رامته ع د الحجون‪ ،‬قا عروة‪ :‬وأخبرني نافع بن جبير‬
‫بن مطعف قا ‪ :‬سمعث العباس مقو للزبير بن العوام‪ :‬ما أبا عبد هللا‪ ،‬هاه ا أمري‬
‫رسو هللا ‪ ‬أن ترهز الرامة‪ .‬أخرجه الب اري في هتا المغازي‪ ،‬با أمن رهز‬
‫ال بي ‪ ‬الرامة موم ال تح؟‪ ،‬برقف ‪.4280‬‬
‫مدخ مكة من زاومتها الشمالية الغربية‪.‬‬
‫‪ – 4‬أما قيس بن سعد‪ ،‬فقد اندفع ليدخ مكة من غربها(‪ )1‬الج وبي(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬قا ابن ه ير في ال صو في سيرة الرسو ‪ :178 ،‬وقد جع ‪ ‬أبا عبيدة بن‬
‫الجراح ‪ ‬على المقدمة‪ ،‬وخالد بن الوليد ‪ ‬على الميم ة‪ ،‬والزبير بن العوام ‪ ‬على‬
‫الميسرة‪ ،‬ورسو هللا ‪ ‬في القل ‪ ،‬وهان أعطى الرامة سعد بن عبادة ‪ ،‬فبلغه أنه‬
‫قا ألبي س يان حين مر عليه‪ :‬ما أبا س يان اليوم موم الملحمة‪ ،‬اليوم ت ُستح الحرمة‪،‬‬
‫وال ُحرمة‪ :‬هي الكعبة‪ ،‬فلما كا أبو س يان ثلك إلى رسو هللا ‪ ‬قا ‪(( :‬ب هذا موم‬
‫تعظف فيه الكعبة))‪ ،‬فنمر بنخذ الرامة من سعد‪ ،‬فتعطى عليا‪ ،‬وقي ‪ :‬الزبير‪ ،‬وهو‬ ‫ح‬
‫الصحيح‪ .‬اهـ‪ .‬وانظر‪ :‬زاهية الدجاني‪ ،‬فتح مكة نصر مبين‪ ،‬ص‪.73-71‬‬
‫(‪ )2‬روى اإلمام مسلف‪ ،‬وأبو داود عن عبد هللا بن رباح‪ ،‬قا ‪ :‬وفد وفود إلى معاومة‪،‬‬
‫وثلك في رمضان ‪ -‬فكان مص ع بعض ا لبعض طعاما‪ ،‬فكان أبو هرمرة ‪ ‬مما مك ر‬
‫أن مدعونا إلى رحله‪ ،‬فقلث‪ :‬أال أص ع طعاما فندعوهف إلى رحلي؟ فنمر بطعام‬
‫مُص ع‪ ،‬ثف لقيث أبا هرمرة من العشي‪ ،‬فقلث‪ :‬الدعوة ع دي الليلة‪ ،‬فقا ‪ :‬سبقت ي؟‬
‫فقلث‪ :‬نعف‪ ،‬فدعوتهف‪ ،‬فقا أبو هرمرة‪ :‬أال أُع ِلمكف بحدمأ من حدم كف ما معشر‬
‫األنصار؟ ثف ثهر فتح مكة‪ ،‬فقا ‪ :‬أقب رسو هللا ‪ ‬حتى قدم مكة‪ ،‬فبعأ الزبير على‬
‫سر‪،‬‬‫إحدى المج بتين‪ ،‬وبعأ خالدا على المج بة األخرى‪ ،‬وبعأ أبا عبيدة على ال ُح ح‬
‫فنخذ[وا] بطن الوادي‪ ،‬ورسو هللا ‪ ‬في هتيبة‪ ،‬قا ‪ :‬ف ظر فرآني‪ ،‬فقا ‪ :‬أبو هرمرة؟‬
‫قلث‪ :‬لبيك ما رسو هللا‪ ،‬فقا ‪ :‬اهتف‪ ،‬ال منتي ي إال أنصاري – ومن الرواة من قا ‪:‬‬
‫اهتف لي باألنصار‪ ،‬قا ‪ :‬فنطافوا به‪ ،‬ووبشث قرمش من أوباش لها وأتبار‪ ،‬وفي‬
‫روامة‪ :‬ووبشث قرمش أوبا ها وأتباعها‪ ،‬فقالوا‪ :‬نقدم هؤالء‪ ،‬فإن هان لهف يء ه ا‬
‫معهف‪ ،‬وإن أصيبوا أعطي ا الذي سلب ا‪ ،‬فقا رسو هللا ‪ :‬ترون إلى أوباش قرمش‬
‫وأتباعهف؟ ثف قا بيدمه – إحداهما على األخرى – ثف قا ‪ :‬حتى توافوني بالص ا‪،‬‬
‫قا ‪ :‬فانطلق ا‪ ،‬فما اء أحد م ا أن مقت أحدا إال قتله‪ ،‬وما أحد م هف موجه إلي ا يئا‪،‬‬
‫قا ‪ :‬فجاء أبو س يان فقا ‪ :‬ما رسو هللا‪ ،‬أبيد خضراء قرمش‪ ،‬ال قرمش بعد اليوم‪،‬‬
‫قا ‪ :‬من دخ دار أبي س يان فهو آمن‪ ،‬فقالث األنصار بعضهف لبعض‪ :‬أما الرج‬
‫فندرهته رغبة في قرمته‪ ،‬ورأفة بعشيرته‪ ،‬قا أبو هرمرة‪ :‬وجاء الوحي – وهان إثا‬
‫جاء [الوحي] ال م ى علي ا‪ ،‬فإثا جاء فليس أحد مرفع طرفه إلى رسو هللا ‪ ‬حتى‬
‫م قضي الوحي – فلما قضي الوحي قا رسو هللا ‪ :‬ما معشر األنصار‪ ،‬قالوا‪ :‬لبيك‬
‫ما رسو هللا‪ ،‬قا ‪ :‬قلتف‪ :‬أما الرج فندرهته رغبة في قرمته؟ قالوا‪ :‬قد هان ثلك‪ ،‬قا ‪:‬‬
‫هال‪ ،‬إني عبد هللا ورسوله‪ ،‬هاجر إلى هللا وإليكف‪ ،‬المحيا محياهف‪ ،‬والمما مماتكف‪،‬‬
‫فنقبلوا إليه مبكون‪ ،‬ومقولون‪ :‬وهللا ما قل ا الذي قل ا إال الضن باهلل وبرسوله‪ ،‬فقا‬
‫رسو هللا ‪ :‬إن هللا ورسوله مصدقانكف‪ ،‬ومعذرانكف‪ ،‬قا ‪ :‬فنقب ال اس إلى دار أبي‬
‫س يان‪ ،‬وأغلل ال اس عليهف أبوابهف‪ ،‬قا ‪ :‬وأقب رسو هللا ‪ ‬حتى أقب إلى الحجر‬
‫فاستلمه‪ ،‬ثف طاف بالبيث قا ‪ :‬فنتى على ص ف إلى جان البيث هانوا معبدونه‪ ،‬قا ‪:‬‬
‫وفي مد رسو هللا ‪ ‬قوس‪ ،‬وهو آخذ بسية القوس‪ ،‬فلما أتى على الص ف جع مطعن‬
‫اط ُ ‪ ‬فلما فرغ من طوافه أتى الص ا‪ ،‬فعال‬‫في عي ه‪ ،‬ومقو ‪ :‬جاء الـح ُّل وزهل الب ِ‬
‫عليه حتى نظر إلى البيث‪ ،‬ورفع مدمه‪ ،‬فجع محمد هللا‪ ،‬ومدعو ما اء أن مدعو))‪.‬‬
‫وفي روامة بهذا الحدمأ‪،‬وزاد في الحدمأ‪(( :‬ثف قا بيدمه‪ ،‬إحداهما على األخرى‪:‬‬
‫احصدوا حصدا)) قا ‪ :‬وفي الحدمأ‪(( :‬قالوا‪ :‬ثاي ما رسو هللا‪ ،‬قا ‪ :‬فما اسمي إثا؟‬
‫هال‪ ،‬إني عبد هللا ورسوله))‪.‬‬
‫وفي روامة أخرى قا ‪(( :‬وفدنا إلى معاومة بن أبي س يان‪ ،‬وفي ا أبو هرمرة‪ ،‬وهان‬
‫ه رج م ا مص ع طعاما موما ألصحابه‪ ،‬فكانث نوبتي‪ ،‬فقلث‪ :‬ما أبا هرمرة‪ ،‬اليوم‬
‫مومي‪ ،‬فجاءوا إلى الم ز ‪ ،‬ولف مدري طعام ا‪ ،‬فقلث‪ :‬ما أبا هرمرة‪ ،‬لو حدثت ا عن‬
‫رسو هللا ‪ ‬حتى مدري طعام ا؟ فقا ‪ :‬ه ا مع رسو هللا ‪ ‬موم ال تح‪ ،‬فجع خالد‬
‫بن الوليد على المج بة اليم ى‪ ،‬وجع الزبير على المج بة اليسرى‪ ،‬وجع أبا عبيدة‬
‫على البياثقة وبطن الوادي‪ ،‬فقا ‪ :‬ما أبا هرمرة‪ ،‬ادر لي األنصار‪ ،‬فدعوتهف‪ ،‬فجاءوا‬
‫مهرولون‪ ،‬فقا ‪ :‬ما معشر األنصار‪ ،‬ه ترون أوباش قرمش؟ قالوا‪ :‬نعف‪ ،‬قا ‪ :‬انظروا‬
‫إثا لقيتموهف غدا‪ :‬أن تحصدوهف حصدا‪ ،‬وأح ى بيده‪ ،‬ووضع ممي ه على ماله‪،‬‬
‫وقا ‪ :‬موعدهف الص ا‪ ،‬قا ‪ :‬فما أ رف لهف مومئذ أحد إال أناموه‪ ،‬قا ‪ :‬وصعد رسو‬
‫هللا ‪ ‬الص ا [وجاء األنصار‪ ،‬فنطافوا بالص ا]‪ ،‬فجاء أبو س يان‪ ،‬فقا ‪ :‬ما رسو‬
‫هللا‪ ،‬أُبيد خضراء قرمش‪ ،‬ال قرمش بعد اليوم‪ ،‬قا أبو س يان‪ :‬من دخ دار أبي‬
‫س يان فهو آمن‪ ،‬ومن ألقى السالح فهو آمن‪ ،‬ومن أغلل بابه فهو آمن؟ فقا رسو‬
‫هللا ‪ :‬من دخ دار أبي س يان فهو آمن‪ ،‬ومن ألقى السالح فهو آمن‪ ،‬ومن أغلل بابه‬
‫فهو آمن‪ ،‬فقالث األنصار‪ :‬أما الرج ‪ :‬فقد أخذته رأفة بعشيرته‪ ،‬ورغبة في قرمته‪،‬‬
‫ونز الوحي على رسو هللا ‪ ،‬قا ‪ :‬قلتف‪ :‬أما الرج فقد أخذته رأفة بعشيرته‪،‬‬
‫ورغبة في قرمته؟ أال فما اسمي إثا؟ – ثالي مرا – أنا محمد عبد هللا ورسوله‪،‬‬
‫هاجر إلى هللا وإليكف‪ ،‬فالمحيا محياهف‪ ،‬والمما مماتكف‪ ،‬قالوا‪ :‬وهللا‪ ،‬ما قل ا إال‬
‫ض ا باهلل ورسوله‪ ،‬قا ‪ :‬فإن هللا ورسوله مصدقانكف‪ ،‬ومعذرانكف))‪ .‬أخرجه مسلف‪.‬‬
‫وفي روامة أبي داود عن عبد هللا بن رباح األنصاري عن أبي هرمرة قا ‪(( :‬إن‬
‫سرح الزبير بن العوام‪ ،‬وأبا عبيدة بن الجراح‪ ،‬وخالد بن‬ ‫رسو هللا ‪ ‬لما دخ مكة ح‬
‫الوليد على ال ي ‪ ،‬وقا ‪ :‬ما أبا هرمرة‪ ،‬اهتف لي باألنصار‪ ،‬فلما اجتمعوا قا ‪ :‬اسلكوا‬
‫هذا الطرمل‪ ،‬فال مشرفن لكف أحد‪ ،‬إال أنمتموه‪ ،‬ف ادى م اد‪ :‬ال قرمش بعد اليوم‪ ،‬فقا‬
‫رسو هللا ‪ :‬من دخ دارا فهو آمن‪ ،‬ومن ألقى السالح فهو آمن‪ ،‬فعمد ص ادمد‬
‫قرمش فدخلوا الكعبة‪ ،‬فغص بهف‪ ،‬وطاف ال بي ‪ ‬وصلى خلف المقام‪ ،‬ثف أخذ بج بتي‬
‫البا ‪ ،‬ف رجوا‪ ،‬فبامعوا ال بي ‪ ‬على اإلسالم))‪[ .‬رواه مسلف‪ ،‬برقف ‪ 1780‬في‬
‫الجهاد‪ ،‬با فتح مكة‪ ،‬وأبو داود رقف ‪ 3024‬في ال راج واإلمارة با ما جاء في‬
‫خبر مكة]‪.‬‬
‫رح الغرم ‪:‬‬
‫* (المج بتين) المج بة‪ :‬جان العسكر‪ ،‬وله مج بتان‪ :‬ميم ة‪ ،‬وميسرة‪.‬‬
‫سر) جمع حاسر‪ ،‬وهو الذي ال درر عليه‪ ،‬وال مغ ر‪ ،‬وقد روي في‬ ‫* (على ال ُح ح‬
‫الر حجالة‪ ،‬سموا بذلك لتنخرهف عن الرهبان‪ ،‬قا ‪ :‬وأحس‬ ‫هت الغرم (ال ُحبحس) وهف ح‬
‫الواحد حبيسا‪ ،‬فعي بمع ى م عو ‪ ،‬ومجوز أن [مكون] حابسا‪ ،‬هننه محبس من مسير‬
‫سر)‪،‬‬ ‫الرهبان بمسيره‪ .‬قا الحميدي‪ :‬والذي رأم اه من روامة أصحا الحدمأ (الح ح‬
‫وهللا أعلف‪.‬‬
‫* (وبحشث أوبا ها) األوباش‪ :‬الجمور من قبائ تى‪ ،‬والتوبيش‪ :‬الجمع‪ ،‬أي‪ :‬جمعث‬
‫لها جموعا من أقوام مت رقين في األنسا واألماهن‪.‬‬
‫* (أُبيد خضراء قرمش) أي‪ :‬استؤصلث وأهلكث‪ ،‬وخضراؤها‪ :‬سوادها‬
‫ُ‬
‫ومعظمها‪ ،‬والعر تعبر بال ضرة عن السواد‪ ،‬وبالسواد عن الك رة‪.‬‬
‫ض ُّن‪.‬‬‫(الض ُّن)‪ :‬الب والشح‪ ،‬ض ِ ثُ ‪ ،‬وض ثُ أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫*‬
‫* (فاستلمه)‪ :‬استالم الحجر األسود‪ :‬لمسه باليد‪.‬‬
‫* ( ِسية القوس) م قا‪ :‬طرفها إلى موضع الوتر‪.‬‬
‫* (زهل الباط ) أي‪ :‬اضمح ‪ ،‬وثه ضائعا‪.‬‬
‫الر ًّجالة‪ ،‬سموا بذلك ل ة حرهتهف‪ ،‬وأنهف ليس معهف ما م قلهف‪ ،‬وهذا القو‬ ‫* (البياثقة)‪ :‬ح‬
‫سر)‪ ،‬فإن الحبحس‪ :‬هف‬ ‫ما معضد روامة أصحا الغرم في (الـ ُحبحس) موضع (الـ ُح ح‬
‫الر حجالة على ما فسروه‪ ،‬فقد ات قث الروامتان في المع ى‪ ،‬فقا مرة‪( :‬الحبحس)‪ ،‬وقا‬
‫سر)‪ ،‬وقد ممكن أن مجمع بين‬ ‫الر حجالة‪ ،‬ب الف (الح ح‬ ‫مرة‪( :‬البياثقة) أراد بهما‪ :‬ح‬
‫(الحسر)‪ ،‬و(البياثقة)‪ ،‬فإن (الحسر) هف الذمن ال سالح معهف‪ ،‬أو ال درر عليهف‪ ،‬وال‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اشتباك مع فرسان خالد بن الوليد‪:‬‬
‫تمكن ه قائد من القادة ت يذ السوويطرة على م طقته بسووالم‪ ،‬إال خالد بن‬
‫الوليد‪ ،‬إث تجمع ج وبي مكة مومئذ فئة من القر وويين المتطرفين برئاسووة‬
‫ص وان بن أمية‪ ،‬وعكرمة بن أبي جه ‪ ،‬واختاروا من أج ثلك مضيقا‬
‫سيطروا عليه من مرت عا تشـووورف على الموقع‪ ،‬وهو الطرمل الرئيس‬
‫لمجموعة خالد‪ .‬واسف هذا المضيل ال دمة‪.‬‬
‫ولما وصووولوه تلقوا وابال من السوووهام‪ ،‬وإزاء ثلك أصووودر خالد أوامره‬
‫بالتوقف‪ ،‬لعله أن متمكن من إق ار المهاجمين بإلقاء السووووووالح‪ ،‬بيد أن‬
‫هؤالء المهوواجمين رفضوووووووا من خووالوود‪ ،‬فقوواومهف‪ ،‬وقت و م هف ثمووانيووة‬
‫وعشـرمن‪ ،‬وتمكن خالد من سحقهف(‪.)1‬‬

‫الر حجالة‪ :‬ال مكون عليهف‬ ‫ِمغ ر‪ ،‬والغال من حا الدحارعين‪ :‬أنهف ال رسان‪ ،‬وأن ح‬
‫درور‪ ،‬ألمرمن‪ :‬أحدهما‪ :‬أن الراج م قله الدرر‪ ،‬واآلخر‪ :‬أن الراج ال مكون له‬
‫درر لضع ه ورقة حاله‪ ،‬وهللا أعلف‪.‬‬
‫* (احصدوهف) الحصد‪ :‬ه امة عن االستئصا ‪ ،‬والمبالغة في القت ‪.‬‬
‫* (أح ى) قا الحميدي‪ :‬أح ى بيده‪ :‬أ ار بحافحتِها‪ ،‬وص ا للحصد والقت ‪.‬‬
‫سمي السيف ُم يما‪ ،‬أي‪ُ :‬مهلكا‪[ .‬جامع األصو ‪.]373/8 ،‬‬ ‫* (أناموه) أي‪ :‬قتلوه‪ ،‬وم ه ُ‬
‫(‪ )1‬انظر في ثلك فتح الباري‪ ،11-10/8 ،‬وسيرة ابن هشام‪ ،72-70/4 ،‬وزاد المعاد‪،‬‬
‫‪ ،405-404/3‬وقي في موم ال دمة عر‪ ،‬قا حماس بن قيس بن خالد البكري‪،‬‬
‫قا ابن هشام‪ :‬ومقا هي للرعاش الهذلي م اط امرأته حين المته على ال رار من‬
‫المسلمين‪:‬‬
‫إث فووور صووووووووو ووووان وفووور عوووكووورموووة‬ ‫ِإنووو ِك لوو وووووووهووود ِ مووم الو و ووودموووة‬
‫واسووووووتقبلتهف بووالسوووووويوف المسوووووولم وة‬ ‫وأبوووو موووزمووود قوووائوووف هوووالووومووووتوووموووة‬
‫ضوووووووربوووا فال مسووووووومع إال غمغموووة‬ ‫م ق ط عن هووو سووووووووواعووود و ج م جموووة‬
‫لووف تو ووطووقووي فووي الوولوووم أدنووى هوولووموووة‬ ‫لوووهوووف نوووهووويوووث خووولووو ووو وووا وهوووموووهوووموووة‬
‫وانظر‪ :‬زاهية الدجاني‪ ،‬فتح مكة نصر مبين‪ ،‬ص‪.74 ،73‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬دخول المسجد الحرام‪ ،‬وتحطيم األصنام‬
‫المبحث األول‪ :‬دخول المسجد الحرام‪ ،‬وتحطيم األصنام‬
‫بعد إهما السوووووويطرة على مكة‪ ،‬والتقاء القادة بعامة ج ودهفا حيأ‬
‫هان الرسو ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬معس ِكرا ه اي‪ ،‬وقد تحرهوا نحو‬
‫المسوووجد الحرام‪ ،‬ووصووولوا الحجون‪ ،‬ومن ه اي توجهوا صوووو الكعبة‬
‫إلنهاء الوجود الوث ي‪ ،‬وبرؤمة الرسو ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬الكعبة‬
‫هبروا عدة تكبيرا ارت حجث لها مكة‪ ،‬ثف سوووووكتوا بإ وووووارة من الرسوووووو‬
‫الكرمف(‪ - )1‬صلى هللا عليه وسلم ‪.-‬‬
‫بيد أنه مع دخو الرسو الكرمف ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فكان أو‬
‫ما بدأ به الطواف حو الكعبة‪[ ،‬وحطف األص ام ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪.)2( ]-‬‬

‫(‪ )1‬عن عبد هللا بن مسعود ‪ ‬قا ‪(( :‬دخ رسو هللا ‪ ‬موم ال تح‪ ،‬وحو الكعبة ستون‬
‫وثالثمائة نص ‪ ،‬فجع مطع ها بعود في مده‪ ،‬ومقو ‪ :‬جاء الـح ُّل وزهل الب ِ‬
‫اط ُ إِ حن‬
‫اط ُ وما مُ ِعيد ُ‪[ ‬سبن‪:‬‬‫ئ الب ِ‬‫اط هان ز ُهوقا‪[ ‬اإلسراء‪ .]81 :‬جاء الـح ُّل وما مُب ِد ُ‬‫الب ِ‬
‫‪ .]49‬أخرجه الب اري‪ ،‬في المغازي‪ ،‬با أمن رهز ال بي ‪ ‬الرامة موم ال تح‪ ،‬وفي‬
‫المظالف‪ ،‬با ه تكسر الدنان التي فيها ال مر‪ ،‬أو ت رق الزقاق‪ ،‬وفي ت سير سورة‬
‫اط هان ز ُهوقا‪ ،‬ومسلف‪،‬‬ ‫اط ُ ِإ حن الب ِ‬ ‫ب ي إسرائي ‪ ،‬با ‪‬وقُ جاء الـح ُّل وزهل الب ِ‬
‫برقف ‪ 1781‬في الجهاد‪ ،‬با إزالة األص ام من حو الكعبة‪ ،‬والترمذي‪ ،‬برقف ‪3137‬‬
‫في الت سير‪ ،‬با ومن سورة ب ي إسرائي ‪.‬‬
‫رح الغرم ‪:‬‬
‫ص ) ال ص بضف الصاد وسكونها‪ :‬الص ف‪ ،‬وجمعها أنصا ‪[ .‬جامع األصو ‪،‬‬ ‫* (ن ُ ُ‬
‫‪.]377/8‬‬
‫ّللاُ ع هما أن ال بي ‪ ‬أمر عمر بن ال طا زمن ال تح‬ ‫وعن جابر بن عبد هللا رضي ح‬
‫وهو بالبطحاء‪ ،‬أن منتي الكعبة فيمحو ه صورة فيها‪ ،‬فلف مدخلها ال بي ‪ ‬حتى‬
‫محيث ه صورة فيها‪[ ،‬أخرجه أبو داود‪ ،‬برقف ‪ 4156‬في اللباس‪ ،‬با في الصور‪،‬‬
‫وإس اده حسن]‪.‬‬
‫قا في بذ المجهود‪ :‬والظاهر أن ما أمره ‪ ‬عمر بن ال طا هان م تصا بما نقش‬
‫من الصور في الجدران‪ ،‬فنمره بمحوها‪ ،‬وأما األص ام وثي األجرام م ها فبقيث فيها‬
‫حتى دخ رسو هللا ‪ ‬الكعبة‪ ،‬فنزالها ب سه‪ ،‬هما ثبث أن رسو هللا ‪ ‬دخلها وفيها‬
‫ثالثمائة وستون نصبا‪ ،‬فيطعن فيها ومقو ‪ :‬جاء الحل‪ ،‬وزهل الباط ‪.‬‬
‫(‪ )2‬قا ابن القيف في زاد المعاد‪ :407-406/3 ،‬ثف نهض رسو هللا ‪ ‬والمهاجرون‬
‫واألنصار بين مدمه وخل ه وحوله‪ ،‬حتى دخ المسجد‪ ،‬فنقب إلى الحجر األسود‬
‫فاستلمه‪ ،‬ثف طاف بالبيث‪ ،‬وفي مده قوس‪ ،‬وحوله البيث‪ ،‬وعليه ثالثمائة وستون‬
‫اط هان‬ ‫ص ما فجع مطع ها بالقوس‪ ،‬ومقو ‪ :‬جاء الـح ُّل وزهل الب ِ‬
‫اط ُ ِإ حن الب ِ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬سخبار الم درة دما هم‬
‫هان قد عهد الرسو ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬إلى أمرائه حين أ حمرهف‬
‫أن مدخلوا مكة‪ ،‬أن ال مقاتلوا إال من قاتلهف‪ ،‬إال أنه عهد في ن ر سوووماهف‪،‬‬
‫أمر بقتلهف وإن وجدوا متعلقين بنستار الكعبة(‪.)1‬‬

‫اط ُ وما مُ ِعيد ُ‪[ ‬سبن‪.]49 :‬‬ ‫ز ُهوقا‪[ ‬اإلسراء‪ .]81 :‬جاء الـح ُّل وما مُب ِد ُ‬
‫ئ الب ِ‬
‫واألص ام تتساقط على وجوهها‪.‬‬
‫وهان طوافه على راحلته‪ ،‬ولف مكن محرما مومئذ‪ ،‬فاقتصر على الطواف‪ ،‬فلما أهمله‬
‫دعا ع مان بن طلحة‪ ،‬فنخذ م ه م تاح الكعبة‪ ،‬فنمر بها ف تحث فدخلها‪ ،‬فرأى فيها‬
‫الصور‪ ،‬ورأى فيها صورة إبراهيف وإسماعي مستقسمان باألزالم فقا ‪(( :‬قاتلهف هللا‪،‬‬
‫وهللا إن استقسما بهما قط))‪ .‬ورأى في الكعبة حمامة من عيدان فكسرها بيده‪ ،‬وأمر‬
‫بالصور فمحيث‪ ،‬ثف أغلل عليه البا ‪ ،‬وعلى أسامة وبال ‪ ،‬فاستقب الجدار الذي‬
‫مقاب البا حتى إثا هان بي ه وبي ه قدر ثالثة أثرر وقف وصلى ه اي‪ ،‬ثف دار في‬
‫البيث‪ ،‬وهبر في نواحيه‪ ،‬وو ححد هللا‪ ،‬ثف فتح البا ‪ ،‬وقرمش قد مأل المسجد ص وفا‬
‫م تظرون ماثا مص ع‪ ،‬فنخذ بعضادتي البا وهف تحته‪ ،‬فقا ‪(( :‬ال إله إال هللا وحده‬
‫ال رمك له‪ ،‬صدق وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم األحزا وحده‪ ))...‬إلى أن قا ‪(( :‬ما‬
‫معشر قرمش‪ :‬ما ترون أني فاع بكف؟))‪ ،‬قالوا‪ :‬خيرا‪ ،‬أخ هرمف وابن أخ هرمف‪ .‬قا ‪:‬‬
‫((فإني أقو لكف هما قا موسف إلخوته‪ :‬ال ت رم عليكف اليوم‪ ،‬اثهبوا فننتف‬
‫الطلقاء))‪.‬‬
‫وانظر السيرة ال بومة‪ ،78-77/4 ،‬وفتح الباري‪ ،،18/8 ،‬وال صو في سيرة‬
‫الرسو ‪ ،‬ص‪ ،180‬وانظر أمضا‪ :‬زاهية الدجاني‪ ،‬فتح مكة نصر مبين‪ ،‬ص‪،74‬‬
‫‪.75‬‬
‫والحدمأ أخرجه الب اري في هتا المغازي‪ ،‬با أمن رهز ال بي ‪ ‬الرامة موم‬
‫ال تح؟ برقف ‪ ،4287‬و ‪.4288‬‬
‫(‪ )1‬عن أنس بن مالك ‪ ‬أن رسو هللا ‪ ‬دخ عام ال تح وعلى رأسه المغ ر‪ ،‬فلما نزعه‬
‫جاء رج فقا ‪ :‬إن ابن خط متعلل بنستار الكعبة‪ ،‬فقا ‪(( :‬اقتلوه)) أخرجه الب اري‬
‫في هتا جزاء الصيد‪ ،‬با دخو الحرم ومكة بغير إحرام‪ ،‬برقف ‪ ،1846‬ومسلف‪،‬‬
‫برقف ‪ 1357‬بغير هذا الل ظ‪ .‬وانظر‪ :‬خلي ه داوي‪ ،‬موم فتح مكة‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫وقا في الموطن‪ :‬ولف مكن فيما نرى مومئذ – وهللا أعلف – محرما‪ ،‬وقا أبو داود‪:‬‬
‫اسف ابن خط ‪ :‬عبد هللا‪ ،‬وهان أبو برزة األسلمي قتله‪ .‬وروى أبو داود‪ ،‬وال سائي‬
‫عن سعد بن أبي وقاص ‪ ‬قا ‪(( :‬لما هان موم فتح مكة أ حمن رسو هللا ‪ ‬ال اس إال‬
‫أربعة ن ر‪ ،‬وامرأتين‪ ،‬فسماهف‪ ،‬وابن أبي سرح‪ ،‬فذهر الحدمأ‪،‬قا ‪ :‬وأما ابن أبي‬
‫سرح‪ ،‬فإنه اختبن ع د ع مان‪ ،‬فلما دعا رسو هللا ‪ ‬ال اس إلى البيعة‪ ،‬جاء به حتى‬
‫أوق ه على ال بي ‪ ،‬فقا ‪ :‬ما نبي هللا‪ ،‬بامع عبد هللا‪ ،‬فرفع رأسه‪ ،‬ف ظر إليه ثالثا‪ ،‬ه‬
‫ثلك منبى‪ ،‬فبامعه بعد ثالي‪ ،‬ثف أقب على أصحابه‪ ،‬فقا ‪ :‬ما هان فيكف رج ر يد‬
‫مقوم إلى هذا حيأ رآني ه ث مدي عن بيعته فيقتله؟ قالوا‪ :‬ما ندري ما رسو هللا‬
‫ما في ن سك‪ ،‬أال أومن إلي ا بعي ك؟ قا ‪ :‬إنه ال م بغي ل بي أن تكون له خائ ة‬
‫األعين))‪.‬‬
‫قا أبو داود‪ :‬وهان عبد هللا أخا ع مان من الرضاعة‪ ،‬هذه روامة أبي داود‪.‬‬
‫و[في] روامة ال سائي قا ‪(( :‬لما هان موم فتح مكة أ حمن رسو هللا ‪ ‬ال اس إال أربعة‪،‬‬
‫وامرأتين ‪ ،‬وقا ‪ :‬اقتلوهف وإن وجدتموهف متعلقين بنستار الكعبة‪ :‬عكرمة بن أبي‬
‫جه ‪ ،‬وعبد هللا بن خط ‪ ،‬ومقيس بن صبابة‪ ،‬وعبد هللا بن أبي سرح‪ ،‬فنما عبد هللا‬
‫وهان ممن أمر بقتله‪ :‬عبد هللا بن سوووووعدا ألنه أسووووولف وهت الوحي ثف‬
‫ارتد‪ ،‬فنتى به ع مان إلى ال بي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬ومعه ابن سعد‬
‫وقا للرسو عليه الصالة والسالم ِأم ه‪ ،‬فن حم ه‪.‬‬
‫ومن المهدرة دماؤهف‪ :‬صوووووو وان بن أمية‪ ،‬وقد هر ‪ ،‬ولما رجع أم ه‬
‫الرسو عليه الصالة والسالم على ن سه‪.‬‬
‫وغير ثلك‪ ،‬ارجع لكت التارم لمعرفة من هف المهدرة دماؤُهف(‪.)1‬‬

‫بن خط ‪ ،‬فُندري وهو متعلل بنستار الكعبة‪ ،‬فاستبل إليه سعيد بن حرمأ وعمار بن‬
‫الرجلين – فقتله‪[ ،‬وأما مقيس بن صبابة‪،‬‬ ‫ماسر‪ ،‬فسبل سعيد عمارا – وهان أ‬
‫فندرهه ال اس في السوق فقلتوه]‪ ،‬وأما عكرمة [بن أبي جه ] فره البحر‪،‬‬
‫فنصابتهف عاصف‪ ،‬فقا أه الس ي ة‪ :‬أخلصوا‪ :‬فإن آلهتكف ال تغ ي ع كف يئا هاه ا‪،‬‬
‫فقا عكرمة‪ :‬وهللا‪ ،‬لئن لف م ج ي من البحر إال اإلخالص‪ ،‬ال م جي ي من البر غيره‪،‬‬
‫اللهف لك عهد إن عافيت ي مما أنا فيه أن آتي محمدا‪ ،‬حتى أضع مدي في مده‪ ،‬فألجدنحه‬
‫ع وا غ ورا هرمما‪ ،‬فجاء فنسلف‪ ،‬وأما عبد هللا بن أبي سرح‪ ،‬فإنه اختبن ع د ع مان‪،‬‬
‫فلما دعا رسو هللا ‪ ‬ال اس إلى البيعة جاء به حتى أوق ه على ال بي ‪ ،‬فقا ‪ :‬ما‬
‫رسو هللا… وثهر الحدمأ إلى آخره م أبي داود‪ ،‬رواه أبو داود‪ ،‬برقف ‪2683‬‬
‫في الجهاد‪ ،‬با قت األسير‪ ،‬وال معرض عليه اإلسالم‪ ،‬وال سائي‪ ،105/7 ،‬و‪106‬‬
‫في تحرمف الدم‪ ،‬با الحكف في المرتد‪ ،‬وهو حدمأ حسن‪[ .‬انظر‪ :‬جامع األصو‬
‫بتحقيل األرنؤوط‪.]376/8 ،‬‬
‫رح الغرم ‪:‬‬
‫* (ر يد) رج ر يد‪ ،‬أي‪ :‬لبي عاق ‪ ،‬له فط ة‪.‬‬
‫* (خائ ة األعين) ه امة عن الرمز واإل ارة‪ ،‬هننها مما ت ونه العين‪ ،‬أي‪ :‬تسرقه‪ ،‬ألنها‬
‫هالسرقة من الحاضرمن‪.‬‬
‫* (عاصف) رمح عاصف‪ ،‬أي‪ :‬دمد الهبو ‪[ .‬جامع األصو ‪.]376/8 ،‬‬
‫عن عمرو بن ع مان بن عبد الرحمن بن سعيد بن مربور الم زومي قا ‪ :‬حدث ي‬
‫جدي عن أبيه‪ ،‬أن رسو هللا ‪ ،‬قا موم فتح مكة‪(( :‬أربعة ال أؤم هف في ِح وال‬
‫حرم – وسماهف – وقا ‪ :‬وقي تين هانتا لمقيس بن صبابة‪ ،‬فقتلث إحداهما‪ ،‬وأفلتث‬
‫األخرى‪ ،‬فنسلمث))‪[ .‬أخرجه أبو داود‪ ،‬برقف ‪ 2684‬في الجهاد‪ ،‬با قت األسير‬
‫وال معرض عليه اإلسالم‪ ،‬من حدمأ محمد بن العالء‪ ،‬عن زمد بن الحبا ‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن ع مان بن عبد الرحمن بن سعيد بن مربور الم زومي‪ ،‬وعمرو بن ع مان‬
‫لف موثقه غير ابن حبان‪ ،‬وباقي رجاله ثقا ‪ ،‬قا أبو داود‪ :‬لف أفهف إس اده من ابن‬
‫العالء هما أح ‪ ،‬قا في بذ المجهود‪ :‬ولعله أقام له إس اد هذا الحدمأ بعض تالمذة‬
‫الشي محمد بن العالء] قا في بذ المجهود في ح س ن أبي داود‪(( :‬هذا الذي‬
‫رواه أبو داود من أنهما هانتا لمقيس م الف هما قا أه السير‪ ،‬فإنهف قالوا‪ :‬إن‬
‫القي تين اللتين أهدر دمهما هانتا البن خط ‪ ،‬فيمكن أن مكون هالهما رهاء فيهما‪،‬‬
‫أو هانتا أوال في ملك أحدهما‪ ،‬ثف في ملك اآلخر‪ ،‬وهللا أعلف‪.‬‬
‫(‪ )1‬قا ابن القيف في زاد المعاد‪ :411/3 ،‬ولما استقر ال تح أ حمن رسو هللا ‪ ‬ال اس‬
‫هلهف إال تسعة ن ر‪ ،‬فإنه أمر بقتلهف‪ ،‬وإن وجدوا تحث أستار الكعبة‪ ،‬وهف‪ :‬عبد هللا‬
‫بن سعد بن أبي سرح‪ ،‬وعكرمة بن أبي جه ‪ ،‬وعبد العزى بن خط ‪ ،‬والحاري بن‬
‫صبابة‪ ،‬وهبحار بن األسود‪ ،‬وقي تان البن خط هانتا تغ يان‬‫ن ي بن وه ‪ ،‬ومقيس بن ُ‬
‫بهجاء رسو هللا ‪ ،‬وسارة موالة لبعض ب ي عبد المطل ‪ .‬وانظر‪ :‬ال صو في‬
‫سيرة الرسو ‪ ،‬ص‪ ،179‬ط مكتبة المعارف‪ ،‬وص‪ ،128‬دار الص ا‪ ،‬وجاء في‬
‫الطبعتين‪ :‬الحومري بن نقيذ بد الحاري بن ن ي ‪ .‬وانظر خلي ه داوي‪ .‬موم فتح‬
‫مكة‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫الباب الرابع‬
‫اآلثار االستراتيجية للفتح ومقومات االنتصار‬

‫الفصللل األول‪ :‬اآلثار االسللتراتيجية للفتح ودروس‬


‫مللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللنلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله‪.‬‬
‫المبحلللث األول‪ :‬اآلثلللار االسلللللللتراتيجيلللة للفتح‪.‬‬
‫الللللمللللبللللحللللث الللللثللللانللللي‪ :‬دروس مللللن الللللفللللتللللح‪.‬‬
‫الفصلللللللل ال ثاني‪ :‬مقو مات االنتصلللللللار في الفتح‪.‬‬
‫اللللللللللملللللللللبلللللللللحلللللللللث األول‪ :‬الللللللللل لللللللللدف‪.‬‬
‫اللللللملللللبلللللحلللللث اللللللثلللللانلللللي‪ :‬اللللللوسللللللللللليلللللللللللة‪.‬‬
‫الفصل األول‪:‬اآلثار االستراتيجية للفتح‪ ،‬ودروس منه‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلثار االستراتيجية للفتح‬
‫‪ – 1‬تحقيل الدرر الدفاعي(‪ :)1‬وهو ال ظرمة االستراتيجية للحر في‬
‫ّللاُ ع هما ((أن رسو هللا ‪ ‬أقب موم‬ ‫(‪ )1‬أخرج الب اري عن عبد هللا بن عمر رضي ح‬
‫ال تح من أعلى مكة على راحلته‪ ،‬مردفا أسامة بن زمد‪ ،‬ومعه بال ‪ ،‬ومعه ع مان بن‬
‫طلحة من الحجبة‪ ،‬حتى أناخ في المسجد‪ ،‬فنمره أن منتي بم تاح البيث ‪ -‬زاد في‬
‫روامة رزمن‪ :‬فذه ع مان إلى أمه‪ ،‬فنبث أن تعطيه الم تاح‪ ،‬فقا ‪ :‬وهللا لتعطي ه أو‬
‫لي رجن هذا السيف من صلبي‪ ،‬قا ‪ :‬فنعطته إماه‪ ،‬ثف ات قا – فجاء به إلى رسو هللا‬
‫‪[ ،‬زمادة رزمن هذه رواها مسلف هما سينتي في ت رمج الحدمأ‪ ،‬وعبد الرزاق‪،‬‬
‫وأحمد في المس د‪[ .]15/6 ،‬ف تح] ودخ رسو هللا ‪ ‬البيث‪ ،‬ومعه أسامة‪ ،‬وبال ‪،‬‬
‫وع مان‪ ،‬فمكأ فيه نهارا طومال‪ ،‬ثف خرج فاستبل ال اس‪ ،‬فكان عبد هللا أو من‬
‫دخ ‪ ،‬فوجد بالال وراء البا قائما‪ ،‬فسنله أمن صلى ال بي ‪‬؟ فن ار إلى المكان‬
‫الذي صلى فيه‪ ،‬قا عبد هللا‪ :‬ف سيث أن أسنله هف صلى من سجدة؟)) أخرجه‬
‫الب اري‪ 92/6 ،‬في الجهاد‪ ،‬با الردف على الحمار‪ ،‬وفي القبلة‪ ،‬با ‪‬وات ح ِ ذُوا‬
‫ِمن حمق ِام إِبراهِيف ُمصلًّى‪ ،‬وفي المساجد‪ ،‬با األبوا والغلل للكعبة والمساجد‪ ،‬وفي‬
‫سترة المصلي‪ ،‬با الصالة بين السواري في غير جماعة‪ ،‬وفي التطور‪ ،‬با ما‬
‫جاء في التطور م ى م ى‪ ،‬وفي الحج‪ ،‬با إغالق البيث‪ ،‬وبا الصالة في الكعبة‪،‬‬
‫وفي المغازي‪ ،‬با حجة الودار‪ ،‬ورواه أمضا تعليقا ‪ 15/8‬في المغازي‪ ،‬با أمن‬
‫رهز ال بي ‪ ‬رامته موم ال تح‪ ،‬ورواه أمضا مسلف برواما م تل ة‪ ،‬برقف ‪ 1329‬في‬
‫الحج‪ ،‬با استحبا دخو الكعبة للحاج وغيره‪ ،‬والصالة فيها‪ ،‬والدعاء في نواحيها‬
‫هلها‪.‬‬
‫ّللاُ ع هما ((أن خزاعة‬ ‫وأخرج الب اري‪ ،‬ومسلف‪ ،‬وأبو داود عن أبي هرمرة رضي ح‬
‫قتلوا رجال من ب ي ليأ عام فتح مكة‪ ،‬بقتي م هف قتلوه‪ ،‬فنُخبر بذلك رسو هللا ‪،‬‬
‫فره راحلته‪ ،‬ف ط ‪ ،‬فحمد هللا وأث ى عليه‪.‬‬
‫وفي روامة قا ‪ :‬لما فتح هللا أل على رسوله ‪ ‬مكة قام في ال اس‪ ،‬فحمد هللا وأث ى‬
‫عليه‪ ،‬وقا ‪ :‬إن هللا حبس عن مكة ال ي ‪ ،‬وسلط عليها رسوله والمؤم ين‪ ،‬وإنها لف‬
‫تح ألحد هان قبلي‪ ،‬وإنها إنما أحلث لي ساعة من نهار‪ ،‬وإنها لن تح ح ألحد بعدي‪،‬‬
‫فال م ر صيدها‪ ،‬وال مُ تلى جرها‪ ،‬وال تح ساقطتها إال لم شد‪ ،‬ومن قت له قتي‬
‫فهو ب ير ال ظرمن‪ :‬إما أن مُعق ‪ ،‬وإما أن مقاد أه القتي ‪ ،‬فقا العباس‪ :‬إال اإلثخر‬
‫ما رسو هللا‪ ،‬فإنا نجعله في قبورنا وبيوت ا؟ فقا رسو هللا ‪ :‬إال اإلثخر‪ ،‬فقا‬
‫رج من أه اليمن مقا له‪ :‬أبو اه‪ :‬اهتبوا لي ما رسو هللا‪ ،‬فقا رسو هللا ‪:‬‬
‫اهتبوا ألبي اه)) قا األوزاعي‪ :‬مع ي هذه ال طبة التي سمعها من رسو هللا ‪.‬‬
‫أخرجه الب اري‪ ،‬ومسلف‪[ .‬ومنتي ت رمجه]‪.‬‬
‫وأخرجه أبو داود‪ ،‬وأسقط من أوله حدمأ (القتي )‪ ،‬وأو حدم ه قا ‪(( :‬لما فتح هللا‬
‫على رسوله مكة قام فيهف‪ ،‬فحمد هللا‪ ،‬وثهر الحدمأ))‪ ،‬وأسقط م ه أمضا‪(( :‬ومن قُت‬
‫له قتي – إلى قوله‪ :‬أه القتي ))‪ .‬رواه الب اري‪ ،183/1 ،‬و‪ 184‬في العلف‪ ،‬با‬
‫هتابة العلف‪ ،‬وفي اللقطة‪ ،‬با هيف تعرف لقطة أه مكة‪ ،‬وفي الدما ‪ ،‬با من قت‬
‫له قتي فهو ب ير ال ظرمن‪ ،‬ومسلف‪ ،‬برقف ‪ 1355‬في الحج‪ ،‬با تحرمف مكة وصيدها‪،‬‬
‫وأبو داود‪ ،‬برقف ‪ 2017‬في الم اسك‪ ،‬با تحرمف مكة‪.‬‬
‫رح الغرم ‪:‬‬
‫* (الحجبة)‪ :‬جمع حاج ‪ ،‬وهو سادن البيث‪.‬‬
‫* (وال مُ تلى) ال ال‪ :‬العش ‪ ،‬واختالؤه‪ :‬قطعه‪.‬‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫‪ – 2‬تحقيل الهدف االستراتيجي بال خسائر‪.‬‬
‫‪ – 3‬مقوما نجاح الردر اإلسالمي‪.‬‬
‫أ – تملك ع صر المبادأة‪.‬‬
‫– تملك القدرة الهجومية‪.‬‬
‫ج – استغال ع صري الحرهة والم اجنة‪.‬‬

‫* (ساقطتها إال لم شد) الساقطة‪ :‬هي اللقطة‪ ،‬وهو الشيء الذي مُلقى على األرض ال‬
‫صاح له معرف‪ ،‬وقوله‪(( :‬ال تح إال لم شد)) مع ي لمعرف‪ ،‬وهو من نشد‬
‫الضالة‪ :‬إثا طلبتها‪ ،‬فننث نا د‪ ،‬وأنشدتها‪ :‬إثا عرفتها‪ ،‬فننث م شد‪ ،‬واللقطة في جميع‬
‫البالد ال تح إال لمن أنشدها س ة‪ ،‬ثف متملكها بعد الس ة‪ ،‬بشرط الضمان لصاحبه إثا‬
‫وجده‪ ،‬فنما مكة فإن في لقطتها وجهين‪ ،‬أحدهما‪ :‬أنها هسائر البالد‪ ،‬وال اني‪ :‬ال تح ‪،‬‬
‫لقوله ‪(( :‬ال تح لقطتها إال لم شد))‪ ،‬والمراد به‪ :‬م شد على الدوام‪ ،‬وإال فني فائدة‬
‫لت صيص مكة باإلنشاد؟‬
‫* (ب ير ال ظرمن) خير ال ظرمن‪ :‬أوفل األمرمن له‪ ،‬فإما أن مدوا‪ ،‬أي‪ :‬معطوا الدمة‪،‬‬
‫وهي العق ‪ ،‬وإما أن مقاد‪ ،‬أي‪ :‬مُقت قصاصا‪ ،‬فني األمرمن اختار ولي الدم هان له‪،‬‬
‫وهو مذه الشافعي‪ ،‬وقا أبو ح ي ة‪ :‬من وج له القصاص لف مجز له ترهه وأخذ‬
‫الدمة‪[ .‬جامع األصو ‪.]380-378/8 ،‬‬
‫وأخرج أبو داود عن وه بن م به قا ‪(( :‬سنلث جابرا‪ :‬ه غ موا موم فتح مكة‬
‫يئا؟ قا ‪ :‬ال))‪ ،‬أخرجه أبو داود‪ ،‬برقف ‪ 3023‬في ال راج واإلمارة‪ ،‬با ما جاء‬
‫في خبر مكة‪ ،‬وإس اده حسن‪[ .‬جامع األصو ‪ ،‬تحقيل األرنؤوط‪.]381/8 ،‬‬
‫ّللاُ ع هما ((أن ال بي ‪ ‬دخ‬
‫وأخرج الترمذي وأبو داود عن جابر بن عبد هللا رضي ح‬
‫مكة ولواؤه أبيض))‪ ،‬رواه أبو داود‪ ،‬برقف ‪ 2592‬في الجهاد‪ ،‬با الراما واأللومة‪،‬‬
‫والترمذي‪ ،‬برقف ‪ 1679‬في الجهاد‪ ،‬با ما جاء في األلومة‪ ،‬من حدمأ محيى بن آدم‬
‫عن رمك بن عبد هللا ال عي القاضي‪ ،‬عن عمار الده ي‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن‬
‫جابر‪ ،‬و رمك م طئ ه يرا‪ ،‬تغير ح ظه م ذ ولي القضاء‪ ،‬وقد قا الترمذي‪(( :‬هذا‬
‫حدمأ غرم ال نعرفه إال من حدمأ محيى بن آدم عن رمك‪ ،‬وقا ‪ :‬حدث ا غير‬
‫واحد عن رمك‪ ،‬عن عمار‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر أن ال بي ‪ ‬دخ مكة وعليه‬
‫عمامة سوداء‪ ،‬قا ‪( :‬مع ي الب اري) والحدمأ هو هذا‪ ،‬أي الحدمأ المح وا هو‬
‫هذا الحدمأ (دخ مكة وعليه عمامة سوداء)ا ألنه رواه غير واحد عن رمك‪ ،‬وأما‬
‫حدمأ محيى بن آدم عن رمك بل ظ‪ :‬دخ مكة ولواؤه أبيض‪ ،‬فليس بمح وا لت رد‬
‫رمك‪[ .‬جامع األصو ‪ ،‬تحقيل‬ ‫محيى بن آدم به‪ ،‬وم ال ته لغير واحد من أصحا‬
‫األرنؤوط‪.]381/8 ،‬‬
‫وعن أبي هرمرة ‪ ‬أن رسو هللا ‪ ‬قا حين أراد ُح ي ا‪(( :‬م زل ا غدا إن اء هللا‬
‫ب يف ب ي ه انة‪ ،‬حيأ تقاسموا الك ر))‪.‬‬
‫وفي روامة‪(( :‬م زل ا إن اء هللا إثا فتح هللا ال يف‪ ،‬حيأ تقاسموا على الك ر))‪.‬‬
‫أخرجه الب اري‪ ،12/8 ،‬و‪ 13‬في المغازي‪ ،‬با أمن رهز ال بي ‪ ‬الرامة موم ال تح‪،‬‬
‫ومسلف‪ ،‬هتا الحج‪ ،‬با استحبا ال زو بالمحص موم ال ر‪ ،‬والصالة به‪ ،‬برقف‬
‫‪.1314‬‬
‫د – تجرمد إرادة العدو المقاومة والقتا ‪.‬‬
‫‪ – 4‬الردر اإلسالمي مؤدي إلى السالم الدائف‪.‬‬
‫‪ – 5‬اإلسالم دمن قوة وسالم(‪.)1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دروس من الفتح‬
‫‪ – 1‬حرهة المسوووووولمين وفعاليتهف مع الدعوة المتحرهة التي ال تعرف‬
‫الجمود وال مو والكس ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الت ووواف الج ود حو القيوووادة دافع قوي من دوافع ال ير التي‬
‫مطمئن إليها القائد‪.‬‬
‫‪ – 3‬حرص الرسو عليه الصالة والسالم على ِ‬
‫سرمحة حرهة الجيش‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ – 4‬الت طيط الوودقيل القووائف على الوعي‪ ،‬واليقظووة دليوو على هبر‬
‫الهمة‪ ،‬وبعد ال ظر‪.‬‬
‫‪ – 5‬أو ما فعله الرسووو ‪ -‬صلللى هللا عليه وسلللم ‪ -‬حين دخو مكة‬
‫هو‪ :‬تحطيف األص ام‪.‬‬
‫‪ – 6‬اإلسالم دمن السالم‪ ،‬وهو مسعى إليه‪ ،‬ومعم من أجله(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬اللواء رهن محمد مح وا‪(( ،‬اآلثار االستراتيجية ل تح مكة))‪ ،‬مجلة هلية الملك‬
‫خالد العسكرمة‪ ،‬ر‪ ( ،17‬عبان ‪1407‬هـ) ص‪.95-91‬‬
‫(‪ )2‬قا ابن القيف في زاد المعاد‪:464-419/3 ،‬‬
‫فص في اإل ارة إلى ما في الغزوة من ال قه واللطائف‪:‬‬
‫‪ – 1‬هان صلح الحدمبية مقدمة وتوطئة بين مدي هذا ال تح العظيف‪ ،‬أمن ال اس به‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن أه العهد إثا حاربوا من هف في ثمة اإلمام وجواره وعهده صاروا حربا له‬
‫بذلك‪.‬‬
‫‪ – 3‬انتقاض عهد جميعهف بذلك ردئهف ومبا رمهف إثا رضوا بذلك وأقروا عليه ولف‬
‫م كروه‪.‬‬
‫‪ – 4‬جواز صلح أه الحر على وضع القتا عشر س ين‪ .‬ومجوز فوق ثلك للحاجة‬
‫والمصلحة‪.‬‬
‫‪ – 5‬اإلمام وغيره إثا سئ ما ال مجوز بذله أو ال مج فسكث‪ ،‬لف مكن سكوته بذال‬
‫له‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن رسو الك ار ال مقت ‪.‬‬
‫‪ – 7‬جواز تبييث الك ار ومباغتتهف في دمارهف إثا بلغتهف الدعوة‪.‬‬
‫‪ – 8‬جواز قت الجاسوس وإن هان مسلما‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مقومات االنتصار في الفتح‬
‫المبحث األول‪ :‬ال دف‬
‫‪ – 1‬الكعبة مهبط [الوحي]‪.‬‬

‫‪ – 9‬جواز تجرمد المرأة وتكشي ها للحاجة والمصلحة العامة‪..‬‬


‫‪ –10‬أن الرج إثا نس المسلف إلى ال اق والك ر متنوال وغضبا هلل ورسوله ودم ه‪ ،‬ال‬
‫لهواه وحظه‪ ،‬فإنه ال مك ر بذلك‪ ،‬ب ال منثف به‪ ،‬ب م ا على نيته وقصده‪.‬‬
‫‪ -11‬أن الكبيرة العظيمة مما دون الشري قد تك حر بالحس ة الكبيرة الماحية‪.‬‬
‫‪ -12‬جواز مباغتة المعاهدمن إثا نقضوا العهد‪.‬‬
‫‪ -13‬جواز‪ ،‬ب استحبا ه رة المسلمين وقوتهف و وهتهف وهيئتهف لرس العدو إثا جاءوا‬
‫إلى اإلمام هما م ع ملوي اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -14‬جواز دخو مكة للقتا المباح بغير إحرام‪ ،‬هما دخ رسو هللا ‪ ‬والمسلمون‪.‬‬
‫‪ -15‬مكة فتحث ع وة هما ثه إليه جمهور أه العلف‪ ،‬وال معرف في ثلك خالف إال‬
‫عن الشافعي وأحمد في أحد قوليه‪.‬‬
‫‪ -16‬مكة ال تملك‪ ،‬فإنها دار ال سك‪ ،‬ومتعبد ال لل‪ ،‬وحرم الر تعالى الذي جعله لل اس‬
‫سواء العاهف فيه والباد‪ ،‬فهي وقف من هللا على العالمين‪ ،‬وهف فيها سواء‪[ .‬هكذا‬
‫قا اإلمام ابن القيف رحمه هللا تعالى‪ ،‬وسمعث اإلمام ابن باز مقو أث اء تقرمره على‬
‫ثلك على زاد المعاد‪(( :345/3 ،‬والصوا أنها تملك‪ ،‬وتوري‪ ،‬وتبار أصلها ون عها‬
‫وأرضها وب اؤها وهذا هو الصوا ‪ ،‬وه مؤخذ من قوله ومرد إال ال بي ‪.]‬‬
‫‪ -17‬أن مكة حرمها هللا ولف محرمها ال اس‪ ،‬وال مح ألحد أن مس ك بها دما‪ ،‬وال معضد‬
‫بها جر‪ ،‬وال م تلى خالها‪ ،‬وال م ر صيدها‪ ،‬وال ملتقط ساقطتها إال من ع حرفها‪،‬‬
‫ومن قت له قتي فهو ب ير ال ظرمن‪ ،‬إما أن مقت وإما أن منخذ الدمة‪.‬‬
‫‪ -18‬جواز قطع اإلثخر لالنت ار به‪.‬‬
‫‪ -19‬اإلثن في هتابة العلف‪ ،‬لقوله ‪(( :‬اهتبوا ألبي اه))‪.‬‬
‫‪ -20‬هراهة الصالة في المكان المصور فيها ألن ال بي ‪ ‬لف مدخ البيث ولف مص ِ فيه‬
‫حتى ُمحيث الصور م ه‪.‬‬
‫‪ -21‬جواز لبس األسود أحياناا ألن ال بي ‪ ‬دخ مكة وعليه عمامة سوداء‪.‬‬
‫‪ -22‬جواز متعة ال ساء في غزوة ال تح‪ ،‬ثف حرمها رسو هللا ‪ ‬قب خروجه من مكة‪،‬‬
‫فهي حرام إلى موم القيامة بإجمار المسلمين‪.‬‬
‫‪ -23‬جواز إجارة المرأة وأمانها للرج والرجلين [وأه ر من ثلك على الصحيح]‪.‬‬
‫‪ -24‬جواز قت المرتد الذي تغلظث ردته من غير استتابة‪.‬‬
‫‪ -35‬استحبا صالة ثمان رهعا بعد ال تحا ألن ال بي ‪ ‬صالها بعد ال تح‪ ،‬ضحى في‬
‫بيث أم هانئ‪ ،‬وهان أمراء اإلسالم إثا فتحوا بلدا صلوا عق ال تح هذه الصالة‪ ،‬وهي‬
‫كرا هلل تعالى [والحدمأ مت ل عليه] [زاد المعاد‪.]410/3 ،‬‬
‫‪ -26‬القضاء على آثار الشري‪ ،‬ألن ال بي ‪ ‬بعأ السراما إلى األص ام التي حو الحرم‪،‬‬
‫فكسرها هلها [زاد المعاد‪.]416-413/3 ،‬‬
‫‪ -27‬استحبا الصالة داخ الكعبة والتكبير في نواحيها‪ ،‬ومن صلى داخ الحجر فقد‬
‫صلى داخ البيثا ألنه من البيث‪.‬‬
‫انتهى م لصا من زاد المعاد‪ .‬وانظر‪ :‬أحمد السامح‪ ،‬معاري حاسمة في حياة المسلمين‪،‬‬
‫ص‪.109-100‬‬
‫‪ – 2‬الكعبة [رمز الوحدة اإلسالمية]‪.‬‬
‫‪ – 3‬الكعبة [حرما آم ا]‪.‬‬
‫‪ – 4‬فتح مكة‪ :‬فتح للقلو ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الوسيلة‬
‫‪ – 1‬إعداد القوة قدر االستطاعة‪.‬‬
‫‪ – 2‬نقض العهد إمذان بال تح‪.‬‬
‫‪ – 3‬والء الطاعة‪ ،‬وح ظ السر‪.‬‬
‫‪ – 4‬السالم والع و(‪.)1‬‬
‫الخاتمـة‬
‫الحمد هلل الذي ب عمته تتف الصووووووالحا ‪ ،‬هذا البحأ محتوي على أبرز‬
‫موضوووعا السوويرة وهو (فتح مكة)‪ ،‬وهو ووام ل عداد لها‪ ،‬والتجهز‬
‫لل تح‪ ،‬ودخو مكة‪ ،‬باإلضافة إلى الدروس المست ادة من ال تح‪.‬‬
‫ومن أبرز نتائج البحأ‪ :‬اهتسووووووا معلوما لف تكن معلومة من قب ‪،‬‬
‫وهذلك معرفة الصحيح من األخبار‪ ،‬ونبذ الضعيف م ها‪.‬‬
‫وأهف التوصيا التي أوصي بها‪:‬‬
‫‪[ – 1‬تقوى هللا في السر والعلن]‪.‬‬
‫‪ – 2‬أوصي األخوة الباح ين بالبحأ في الغزوا األخرى على هيئة‬
‫هذا البحأ من حيأ االلتزام بالقو الصحيح‪.‬‬
‫هذا وهللا سعلم وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله وسصحابه ومن‬
‫تبع م بإحسان إلى وم الد ن(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬محمد فهمي عبد الوها ‪ ،‬مقوما االنتصار في بدر الكبرى‪ ،‬وفتح مكة‪ ،‬ص‪-65‬‬
‫‪.80‬‬
‫(‪ )2‬اللهف اغ ر الب ي عبوود الرحمن‪ ،‬وارفع م زلتووه في ال ردوس األعلى‪ ،‬ووالوودمووه‪،‬‬
‫وجميع المسلمين‪ ،‬ما ر العالمين‪ ،‬فإنك سميع مجي ‪ ،‬رحيف ودود‪.‬‬
‫ف ـرس الموضوعات‬
‫المقدمة ‪..................................................................‬‬
‫سوال‪ :‬مولده‪............................................................. .‬‬
‫ثانيا‪ :‬ن ته ‪6 ................................... ................................‬‬
‫ح ظه القرآن الكرمف ودراسته ال ظامية ‪6 ..............................‬‬
‫في المدرسة االبتدائية ‪7 .................. ................................‬‬
‫ثف درس المتوسطة ‪7 ...................... ................................‬‬
‫ثف انتق إلى المرحلة ال انومة ‪7 .......... ................................‬‬
‫ت رج من ال انومة ‪8 ....................... ................................‬‬
‫ثف انتق على المرحلة الجامعية ‪8 .......................................‬‬
‫وهان من مشام ه في هلية الشرمعة قسف الشرمعة‪................ :‬‬
‫أما زمالؤه في هلية الشرمعة ‪.....................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬طلبه للعلم خارج المدارس النظامية‪......................... :‬‬
‫بحوثه الم يدة التي هتبها ‪14 ............... ................................‬‬
‫األو ‪ :‬الج ة وال ار من الكتا والس ة المطهرة ‪14 ..................‬‬
‫ال اني‪ :‬غزوة فتح مكة في الس ة المطهرة ‪14 .........................‬‬
‫ال الأ‪ :‬أبراج الزجاج في سيرة الحجاج ‪15 ...........................‬‬
‫أ ‪ -‬فض العلف‪............................................... :‬‬
‫‪ -‬آدا طال العلف‪...................................... :‬‬
‫جـ ‪ -‬عقبا في طرمل العلف‪................................ :‬‬
‫الح َك ُم التي كتب ا رحمه هللا قبل وفاته‪...................... :‬‬
‫رابعا‪ِّ :‬‬
‫خامسا‪ :‬سمره بالمعروف ون يه عن المنكر‪........................ :‬‬
‫سادسا‪ :‬سخبقه العظيمة رحمه هللا تعالى‪.......................... :‬‬
‫سابعا‪ :‬وفاته مع شقيقه وسيرة عبد الرحيم رحم ما هللا ‪36 ............‬‬
‫ثامنا‪ :‬ما قاله عنه‪ :‬العلماء‪ ،‬ومعلموه‪ ،‬و مب ه‪.................. :‬‬
‫س‪ -‬ما قاله عنه العلماء ‪43 ................... ................................‬‬
‫‪ ) 1 ( -1‬الحمد هلل على قدره وقضائه‪( ،‬عبد هللا القصير) ‪43 ......‬‬
‫وص ُ‬
‫دق العزمم ِة‪( ،‬عبد هللا ال ضير) ‪....‬‬ ‫‪ُّ ) 2 ( - 2‬‬
‫علو الهم ِة ِ‬
‫هر ِطبث حيًّا وميتا‪( ،‬محمد ال راج) ‪.....‬‬ ‫‪ ) 3 ( - 3‬ما فتى ُّ‬
‫الط ِ‬
‫‪ ) 4 ( - 4‬أنتف هداء هللا في األرض(سعيد القحطاني) ‪........‬‬
‫‪ ) 5 ( - 5‬صاح الروح الطيبة والسيرة العطرة (سعد القحطاني)‬
‫‪....................................................................‬‬
‫ب ‪ -‬ما قالـه معلمـوه‪.............................................. :‬‬
‫‪ - ) 1 ( - 6‬دمعة على فراق أبي سعيد (عاد الس يد) ‪........‬‬
‫‪ ) 2 ( - 7‬ورح ‪ ...‬عبد الرحمن !!! (بدر العواد) ‪............‬‬
‫‪ ) 3 ( - 8‬ورح عبد الرحمن (محمد الغامدي) ‪...............‬‬
‫ج ‪ -‬ما قـال عنـه مـب ه‪......................................... :‬‬
‫‪ ) 1 ( - 9‬عاج بشرى المؤمن (عاد المطرودي) ‪...........‬‬
‫‪ ) 2 ( - 10‬أعظف األماني الشهادة في سبي هللا (عبد الرحمن‬
‫الشبي ) ‪...........................................................‬‬
‫‪ ) 3 ( - 11‬األمر بالمعروف مع سعة الصدر (محمد بشور) ‪.‬‬
‫‪ ) 4 ( - 12‬عبد الرحمن لف تمث أخالقه وبقيث معالمها (ماسر‬
‫الحقي ) ‪............................................................‬‬
‫ووسع قبره وانشر له نورا (عبد الرحمن‬ ‫ِ‬ ‫‪ )5(-13‬ما ر فارحمه‬
‫البدراني) ‪...........................................................‬‬
‫‪ ) 6 ( - 14‬ال شور واإلخبا هلل تعالى (حسن المشي ي) ‪.‬‬
‫‪ ) 7 ( - 15‬حكـف وفوائـد عظيمـة (عبد الحليف األفغاني) ‪......‬‬
‫حكف ب ط مده ‪80 ........................... ................................‬‬
‫‪82 .............. ................................‬‬ ‫صور من هشف الغيا‬
‫من وصاماه ‪84 ............................. ................................‬‬
‫صور ب ط مده ‪85 ......................... ................................‬‬
‫صور من م طوط ال وائد ‪86 ............ ................................‬‬
‫غزوة فتح مكة ‪........................................................‬‬
‫المقدمة ‪................................................................‬‬
‫البا األو ‪ :‬األسبا التي دعث إلى فتح مكة واإلعداد له ‪.........‬‬
‫ال ص األو ‪ :‬األسبا التي دعث إلى فتح مكة ‪.....................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬سب الفتح ‪...........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قصود سبي سفيان المد نة للمفاوضات ‪............‬‬
‫ال ص ال اني‪ :‬اإلعداد لل تح ‪.......................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عزم الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬على التج ز‬
‫والح د ‪.............................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬محاولة نقل نب الغزو ‪............................‬‬
‫البا ال اني‪ :‬مسيرة الجيش ال بوي ‪...............................‬‬
‫ال ص األو ‪ :‬توزمع الجيش‪ ،‬وتحرهه‪ ،‬والوضع المكي ‪...........‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تو ع الجيش عسكر ا ‪...........................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حف الجيش‪ ،‬وتحركه‪ ،‬والوضع المكي ‪.......‬‬
‫ال ص ال اني‪ :‬تجسس قرمش لألخبار‪.............................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬إسبم العباس‪ ،‬وتجسسات قر ش ل خبار النبو ة‬
‫‪......................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إسبم سبي سفيان‪ ،‬والعرس العسكري سمامه ‪..‬‬
‫دخو مكة المكرمة‪...........................‬‬ ‫البا ال الأ‬
‫ال ص األو ‪ :‬ترتيبا العسكر اإلسالمي في الدخو ‪...........‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ترتيبات الدخول‪...................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اشتباك مع فرسان خالد بن الوليد‪............. :‬‬
‫ال ص ال اني‪:‬دخو المسجد الحرام‪ ،‬وتحطيف األص ام ‪..........‬‬
‫المبحث األول‪ :‬دخول المسجد الحرام‪ ،‬وتحطيم األصنام ‪........‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬سخبار الم درة دما هم‪...........................‬‬
‫اآلثار االستراتيجية لل تح ومقوما االنتصار ‪.‬‬ ‫البا الرابع‬
‫ال ص األو ‪:‬اآلثار االستراتيجية لل تح‪ ،‬ودروس م ه ‪..............‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلثار االستراتيجية للفتح ‪........................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دروس من الفتح ‪.................................‬‬
‫ال ص ال اني‪ :‬مقوما االنتصار في ال تح ‪.......................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ال دف ‪.............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الوسيلة ‪...........................................‬‬
‫ال اتمـة ‪.............................................................‬‬
‫ال هارس العامة‪.....................................................‬‬
‫‪-1‬فهرس اآلما القرآنية ‪..........................................‬‬
‫‪ -2‬فهرس األحادمأ ال بومة واآلثار ‪..............................‬‬
‫‪ -3‬فهرس األ عار ‪.................................................‬‬
‫‪-4‬فهرس الكلما الغرمبة ‪.........................................‬‬
‫‪ -5‬فهـرس الموضوعا ‪..........................................‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

You might also like