Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫عدد ‪ 42‬ديسمبر ‪ ،2104‬مجلد أ‪ ،‬ص‪.‬ص‪545 -513.

‬‬

‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية واقع و تحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫ملخص‬
‫رغم ما تؤكده الدراسات الحديثة على األثر االيجابي لالبتكار‬
‫واإلبداع على تنمية المؤسسات االقتصادية‪ ،‬إال أنها تبقى محال لجدل‬
‫نظري أكثر منه تطبيقي‪ .‬حيث تنوعت البحوث في مجال تحديد مفاهيم‬
‫االبتكار‪ ،‬و لكنها تبقى قليلة ومحتشمة في مجاالت التطبيق وطرق‬
‫القياس‪ .‬فاهتمام الجزائر بمجال االبتكار في المؤسسة االقتصادية‬
‫يجعلها أكثر ارتباطا بفكرة قياس مدى تطبيقها لالبتكار‪ .‬وبناء على ما‬
‫د‪ .‬صندرة سـايبي‬ ‫سبق‪ ،‬تتمحور إشكالية هذا المقال في تساؤل رئيس يدور حول واقع‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‬ ‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية الجزائرية‪.‬‬
‫جامعة قسنطينة ‪4‬‬ ‫اإلجابة على هذا التساؤل تمت اعتمادا على دراسة نظرية‪،‬‬
‫الجزائر‬ ‫وإحصائيات أصدرتها مختلف الهيئات‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪Despite modern studies ascertain‬‬
‫‪the positive effect of innovation and‬‬
‫‪creativity‬‬ ‫‪on‬‬ ‫‪Enterprises‬‬
‫‪development, this subject is still‬‬
‫مقدمة‬ ‫‪based on theoretical approaches‬‬
‫‪rather than being debated on‬‬
‫االبتكار من المواضيع الحالية التي تحظى‬ ‫يعتبر‬ ‫‪practical ones. Further, researches‬‬
‫‪in determining the concepts of‬‬
‫باهتمام خاص من طرف المؤسسات بأحجامها‪،‬‬ ‫‪innovations are very diversified,‬‬
‫والباحثين على حد السواء‪ .‬لذا فليس من المفاجئ أن‬ ‫‪however, it can be said that‬‬
‫نجده يتموضع في قلب االهتمامات العلمية‬ ‫‪practical researches in domain of‬‬
‫وتحفيزه‬ ‫والحكومية التي تهدف إلى العناية به‬ ‫‪innovation are for a little. As far as‬‬
‫‪Algeria‬‬ ‫‪is‬‬ ‫‪concerned‬‬ ‫‪with‬‬
‫وتنميته‪ .‬ويمكن اعتبار اإلبداع واالبتكار على حد‬ ‫‪innovation applied on enterprises,‬‬
‫السواء من بين العوامـل اإلستراتيجية التي تسهم في‬ ‫‪the idea of finding ways in‬‬
‫والزيادة من‬ ‫تنمية المؤسسات‪ ،‬في تشغيلها‬ ‫‪measuring the extent to which‬‬
‫‪innovation is being applied.‬‬
‫رقم أعمالها‪ .‬وتنعكس أهمية االبتكار واإلبداع في‬ ‫‪Therefore, the main question has‬‬
‫المؤسسات االقتصادية الجزائرية من خالل كونهما‬ ‫‪been raised as follows: What is the‬‬
‫المنفذ الذي يخلصها من تهديدات االستيراد العشوائي‬ ‫‪reality of creativity and innovation‬‬
‫?‪in Algerian enterprises‬‬
‫وعلى هذا األساس‬ ‫الذي طبع اقتصاد الدولة‪،‬‬ ‫‪The answer to this question is based‬‬
‫تسعى هذه المؤسسات إلى تشجيع أفرادها ومختلف‬ ‫‪on a field study based on theoretical‬‬
‫األطراف الفاعلين على‬ ‫‪study, and statistics that issued by‬‬
‫‪various bodies.‬‬

‫‪ ‬جامعة قسنطينة ‪ ،1‬الجزائر ‪.4112‬‬


‫صندرة سـايبي‬

‫اإلبداع واالبتكار حتى تنمي من قدرتها التنافسية وتستطيع المساهمة في ترقية‬


‫الصادرات‪.‬‬
‫في هذه الورقة البحثية نقدم مفهوم اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬مع‬
‫تبيان دورهما وأشكالهما وأطر تطبيقهما في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬ثم فيما بعد‬
‫تقييمهما على مستوى المؤسسات الجزائرية‪ ،‬بهدف اإلطالع واقع هذا االبتكار‬
‫واإلبداع على مستوى الجزائر‪.‬‬
‫‪ .1. 1‬إشكالية البحث‬
‫تنحصر إشكالية الدراسة في السؤال الجوهري التالي‪:‬‬
‫ما هو واقع اإلبداع و االبتكار في المؤسسات االقتصادية الجزائرية ؟‬
‫ومن أجل اإلجابة على هذا التساؤل سنتبنى الفرضية التالية‪ :‬تفتقد المؤسسات‬
‫الجزائرية للقدرة على االبداع و االبتكار‪.‬‬
‫‪.2. 1‬أهمية البحث‬
‫تكتسي دراسة هذا الموضوع أهمية علمية وتطبيقية‪ ،‬فأما األهمية العلمية فتكمن في‬
‫محاولة دراسة اإلبداع و االبتكار في المؤسسات االقتصادية من منظور متكامل يجمع‬
‫بين تعريف اإلبداع واالبتكار وتحديد المراحل التي يمران بها‪ ،‬ويربط كل منهما‬
‫بالمؤسسات االقتصادية‪ ،‬وباعتبار أن موضوع اإلبداع واالبتكار في المؤسسات‬
‫االقتصادية حديث العهد نسبيًا في الجزائر‪ ،‬لذلك فإن إخضاع مفاهيمه للدراسـة النظرية‬
‫يعطي أهمية واضحة لنمط اإلبداع واالبتكار المتواجد على مستوى المؤسسات في‬
‫الجزائر‪ ،‬والبحث عن سبل تطويرها و جعلها أكثر استجابة لتغيرات المحيط‪ ،‬وأما‬
‫بالنسبة لألهمية التطبيقية‪ ،‬فتسهم الدراسة اإلحصائية التعرف على واقع اإلبداع‬
‫واالبتكار المتواجدين بالمؤسسات االقتصادية الجزائرية‪.‬‬
‫‪.3. 1‬هدف البحث‬
‫في ضوء إشكالية البحث فإننا نهدف إلى محاولة تسليط الضوء على طبيعة و‬
‫أشكال اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬والوقوف على هذه العوامل على‬
‫مستوى المؤسسات االقتصادية الجزائرية‪.‬‬
‫‪.1.1‬أسلوب البحث‬
‫بهدف اإلجابة على إشكالية البحث تم اعتماد األسلوب الوصفي التحليلي في‬
‫الدراسة النظرية والعملية‪ ،‬فالدراسة النظرية تمت اعتمادا على تحليل األدبيات‬
‫المتوفرة عن موضوع اإلبداع واالبتكار التي تتوافق مع خصوصيات المؤسسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬وذلك استنادا إلى جملة من المراجع تضمنت الكتب والدراسات العلمية‬
‫والمواقع اإللكترونية باللغتين العربية واألجنبية‪ ،‬أما الدراسة التطبيقية فتهدف إلى‬
‫‪513‬‬
‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ -‬واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫اإلجابة على جزء اإلشكالية المتعلق بواقع اإلبداع واالبتكار على مستوى المؤسسات‬
‫االقتصادية بالجزائر وأهم المشكالت التي تواجهها‪.‬‬
‫‪ .2‬طبيعة اإلبداع و االبتكار في المؤسسة االقتصادية‬
‫تعددت التعاريف المتعلقة باإلبداع واالبتكار ولكن الواضح فيها هو أن مدلول‬
‫اإلبداع يختلف عن مدلول االبتكار‪ ،‬ومن أجل تحديد أدق لطبيعة كل منهما سنقوم‬
‫بتقديم مفهوم لهذين المصطلحين‪ ،‬وتحديد مختلف األنماط التي يمكن أن يأخذها كل‬
‫منهما‪.‬‬
‫‪ .1.2‬مفهوم اإلبداع‬
‫يعرف اإلبداع على أنه قدرة الفرد على إنتاج أفكار وأفعال أو معارف‪ ،‬وتعتبر‬
‫جديدة وغير مألوفة لآلخرين‪ ،‬وقد يكون نشاطا ً خياليا ً وإنتاجياً‪ ،‬أو أنه صورة جديدة‬
‫لخبرات قديمة أو ربط عالقات سابقة بمواقف جديدة‪ ،‬وكل ذلك ينبغي أن يكون لهدف‬
‫معين‪ ،‬و يأخذ طابعا علميا أو فينا أو أدبيا أو غيره ‪.‬‬
‫أما عن مفهوم اإلبداع داخل المؤسسة فهو يعبر عن القدرة على تشغيل المعلومات‬
‫وإعادة تنظيمها بطريقة منطقية تسمح بخلق شيء جديد‪ ،‬قد يتجسد في شكل منتوج‬
‫جديد أو تقنية جديدة لإلنتاج أو خدمة جديدة‪ ،‬مما يسمح بالنفاذ إلى أسواق جديدة‪ ،‬و‬
‫يمكن أن يكون اإلبداع تحت األشكال التالية‪)1( :‬‬

‫‪ ‬العصفففف الففف هني (‪ :)Brainstorming‬هوووو عبوووارة عووون تووورك الحريووووة‬


‫لمجموعة من األفراد للتخيل والتفكير في مجال موا مون أجول اكتشواف أفكوار‬
‫جديدة‪ ،‬دون توجيه انتقاد لهم في مرحلة أولى ‪.‬‬
‫‪ ‬التحليل‪ :‬و فيـه يتم الربط بين معلومات مختلفة و موضوع البحوث مون أجول‬
‫خلق قالب جديـد لمنتوج أو خـدمة ما‪.‬‬
‫‪ ‬مصفوفات االكتشاف‪ :‬تسمح بالقيوـام بدراسوة نظاميوة لإلمكانوات مون خوالل‬
‫إجوووراء تقووواطع بوووين منتجوووات مختلفوووة (عموديًوووا) و مواصوووفاتها ( أفقيوووـًا )‪،‬‬
‫والتقووواطع بوووين كووول منتوووـل ومواصوووفات المنتجوووات األخووورى يظهووور أفكوووارا‬
‫ومنتجات جديدة‪.‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة تتبين لنا األهمية البالغة التي ينطوي عليها اإلبداع الذي‬
‫يسمح بإعطاء نظرة أو صورة جديدة لألفكار والمواضيع المطروحة‪ ،‬وفقا لطريقة‬
‫معينة تقوم في األساس على عنصر مهم جدا وهو التفكير ‪ .‬و في هذا اإلطار تجدر‬
‫اإلشارة إلى المراحل التي تمر بها عملية اإلبداع والتي تتمثل في أربعة مراحل أساسية‬
‫‪:‬‬

‫‪513‬‬
‫صندرة سـايبي‬

‫أ‪ .‬مرحلة التحفيز‪ :‬تنشأ هذه المرحلة بادراك الشخص وجود مشكلة معينة‪ ،‬استنادا‬
‫إلى المكتسبات والتراكمات العلمية لديه و خبرته‪ ،‬تسمح بتكوين قاعدة تشكل منطلقا‬
‫ألفكاره الجديدة‪.‬‬
‫ب‪ .‬مرحلة االنغمار‪ :‬تشتمل هذه المرحلة على اإلحاطة الجيدة بالمشكلة‪ ،‬دون التفكير‬
‫في حلها ‪.‬‬
‫ج‪ .‬مرحلة التفريخ‪ :‬تبنى هذه المرحلة على أساس التفكير الالشعوري في المشكلة‪،‬‬
‫عن طريق تحويل التفكير إلى أشياء أخرى في لحظات غير محددة‪ ،‬كاالستيقاظ من‬
‫النوم أو عند ممارسة نشاط يومي ما‬
‫د‪ .‬مرحلة اإللهام (‪ :)Insight‬يظهر الحل في هذه المرحلة بشكل فجائي غير متوقع‬
‫يومض في العقل‪.‬‬
‫ه‪ .‬مرحلة التحقيق (‪ :)Verification‬يختبر المبدع في هذه المرحلة صحة وجودة‬
‫ابتكاره من خالل تجريبه‪ ،‬وربما تجري في هذه المرحلة بعض التعديالت أو التغييرات‬
‫من أجل التحسين‪ .‬و يجدر بنا النظر إلى اإلبداع بوصفه عملية ديناميكية متفاعلة‬
‫مستمرة شأنها شأن الكثير من العمليات النفسية األخرى‪ .‬وهذا ما يتعارض مع تقسيم‬
‫عملية اإلبداع إلى مراحل متمايزة‪.‬‬
‫وانطالقا من تزايد االهتمام باإلبداع في الوقت المعاصر‪ ،‬وزيادة تعليمه على‬
‫مختلف األصعدة العالمية قام عدد من العلماء وال ُكتاب وعلماء اإلدارة بطرح أفكار‬
‫أصبحت تعرف فيما بعد بنماذج عرفت بأسمائهم‪ ،‬إذ قدمت هذه النظريات معالجات‬
‫مختلفة حول اإلبداع‪ ،‬وفيما يلي موجز ألهم ما جاءت به بعض نماذج اإلبداع ‪)2( :‬‬

‫أ‪ .‬نمو ج )‪(March & Simon;1958‬‬


‫فسرت هذه النظرية اإلبداع من خالل معالجة المشكالت التي تعترض المنظمات إذ‬
‫تواجه بعض المنظمات فجوة بين ما تقوم به وما يفترض أن تقوم به‪ ،‬فتحاول من‬
‫خالل عملية البحث خلق بدائل‪ ،‬فعملية اإلبداع تمر بعدة مراحل هي فجوة أداء ‪ ،‬عدم‬
‫رخاء‪ ،‬بحث و وعي‪ ،‬وبدائل‪ ،‬ثم إبداع حيث يوضح هذا النموذج أن الفجوة تحدث‬
‫بسبب عوامل خارجية طارئة‪ ،‬كالتغيرات في البيئة الخارجية االقتصادية‪ ،‬والسياسية ‪،‬‬
‫والتكنولوجية‪ ،‬والتسويقية‪ ،‬أو بسبب عوامل داخلية مثل تعيين موظفين جدد‪.‬‬
‫ب‪ .‬نمو ج )‪(Burns & Stalker;1961‬‬
‫وكانا أول من أكدا على أن التراكيب والهياكل التنظيمية المختلفة تكون فاعلة في‬
‫حاالت مختلفة ‪ ،‬فمن خالل ما توصلوا إليه من أن الهياكل األكثر مالئمة هي التي‬
‫تسهم في تطبيق اإلبداع في المنظمات من خالل النمط اآللي الذي يالئم بيئة العمل‬
‫المستقرة و النمط العضوي الذي يالئم البيئات سريعة التغير ‪،‬كما أن النمط العضوي‬
‫يقوم عن طريق مشاركة أعضاء التنظيم باتخاذ القرارات ‪،‬فهو يسهل عملية جمع‬

‫‪513‬‬
‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ -‬واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫البيانات و المعلومات ومعالجتها ‪.‬‬


‫ج‪ .‬نمودج )‪(Harvey & Mill;1970‬‬

‫قد استفادا مما قدمه كال من )‪ (March & Simon‬و )‪،(Burns & Stalker‬‬
‫فانصب تركيزهم على فهم اإلبداع من خالل مدى استخدام األنظمة للحلول الروتينية –‬
‫اإلبداعية والتي يمكن أن تعرف أكثر بالمشكلة والحل ‪ ، -‬فقد وصفوا أنواع المشكالت‬
‫التي تواجهها المنظمات وأنواع الحلول التي قد تطبقها من خالل إدراك المشكلة عن‬
‫طريق ما تحتاجه من رد لمواجهة المخاطر والمشاكل المحتمل حدوثها مسبقا أو‬
‫لتفادي وقوع أي مشكلة قد تحدث في المستقبل‪ ،‬حيث تسعى المنظمة الستحضار‬
‫حلول إبداعية لم يتم ا ستخدامها من قبل لمعالجة المشكالت غير الروتينية أو االستثنائية‬
‫بتبني الهياكل التنظيمية والميكانيكية والعضوية‪ .‬كما تناول هذا النمودج العوامل التي‬
‫تؤثر في الحلول اإلبداعية والروتينية مثل حجم المنظمة وعمره‪ ،‬درجة المنافسة‪،‬‬
‫درجة التغير التكنولوجي‪ ،‬درجة الرسمية في االتصاالت ‪،‬فكلما زادت مثل هذه‬
‫الضغوطات يتطلب األمر أسلوب أكثر إبداعا لمواجهتها ‪.‬‬
‫د‪ .‬نمو ج )‪(Wilson;1966‬‬
‫قد بين عملية اإلبداع من خالل ثالثة مراحل هدفت إلى إدخال تغيرات في المنظمة‬
‫وهي‪ :‬إدراك التغير‪ ،‬إقتراح التغير‪ ،‬وتبني التغير وتطبيقه‪ ،‬ويكون بإدراك الحاجة أو‬
‫الوعي بالتغير المطلوب ثم توليد المقترحات وتطبيقها ‪،‬فإفترضت نسبة اإلبداع في هذه‬
‫المراحل الثالث متباينة بسبب عدة عوامل منها التعقيد في المهام (البيروقراطية)‬
‫وتنوع نظام الحفظ‪ ،‬وكلما زاد عدد المهمات المختلفة كلما إزدادت المهمات غير‬
‫الروتينية مما يسهل إدراك اإلبداع بصورة جماعية وعدم ظهور صراعات‪ ،‬كما أن‬
‫الحوافز لها تأثير إيجابي لتوليد اإلقتراحات وتزيد من مساهمة أغلب أعضاء‬
‫المنظمة ‪.‬‬
‫هـ‪ .‬نمو ج )‪(Hage and Aiken;1970‬‬
‫يعد من أكثر النظريات شمولية ‪،‬إذ أنها تناولت المراحل المختلفة لعملية اإلبداع‬
‫فضال عن العوامل المؤثرة فيه‪ ،‬وفسرت اإلبداع على أنه تغير حاصل في برامل‬
‫المنظمة تتمثل في إضافة خدمات جديدة ‪.‬‬

‫‪.2.2‬االبتكار )‪(Innovation‬‬
‫إن أول ما يمكن قوله في هذا المجال هو غياب تعريف موحد لالبتكار‪ ،‬فقد اختلفت‬
‫التعاريف حول هذا المفهوم من مفكر ألخر‪ .‬إال أنه يمكن القول بأن االبتكار هو اإلتيان‬
‫بالجديد و تطبيقه على أرض الواقع‪ .‬ويعتبر المفكر االقتصادي شامبيتر‬

‫‪513‬‬
‫صندرة سـايبي‬

‫‪ Schumpeter‬أول من استعمل هذا المصطلح سنة ‪ 1191‬بقوله أن االبتكار هو‬


‫التغيير المنشئ أو الضروري‪ .‬و قد حدد شامبيتر خمسة أشكال لالبتكار‪)9( :‬‬
‫‪ ‬إنتاج منتوج جديد؛‬
‫‪ ‬وضع تنظيم جديد؛‬
‫‪ ‬تبني طريقة إنتاج جديدة؛‬
‫‪ ‬استخدام مصاريف جديدة للمواد األولية؛‬
‫‪ ‬فتح سوق جديدة‪.‬‬
‫يعرف ميهالي تشيكتسنميهالي أن االبتكار هو مجموع نتائل تفاعالت العديد من البشر‬
‫والعوامل‪ ،‬و يمكن تعزيزه ببساطة بتغيير البيئة التي نعمل من خاللها و بطريقة تفاعلنا‬
‫و ليس بقيام مؤسسة بتوظيف موهبة ابتكاريه لفرد واحد‪ )4( .‬و يمكن تعريف االبتكار‬
‫أيضا بأنه عملية إنشاء وتطوير واكتساب و تنفيذ المنتل الجديد‪ ،‬الخدمة الجديدة‪ ،‬العملية‬
‫الجديدة بهدف تحسين الكفاءة والفعالية والميزة التنافسية بما يضيف قيمة للمنظمة‬
‫وألصحاب المصلحة‪.‬‬
‫في حين يعرف ايلين بيرس االبتكار على أنه قدرة االفراد على تجنب الرو تين‬
‫العادي والطرق التقليدية في التفكير‪ ،‬مع انتاج اصيل وجديد أو غير شائع يمكن تنفيذه‬
‫او تحقيقه‪ )5( .‬كما ويعرفه ألكسندرو روشك أنه عملية معقدة ذات وجود و أبعاد‬
‫متعددة‪)6( .‬‬

‫تعرف مؤسسة التعاون االقتصادي والتنمية (‪ )OCDE‬االبتكار في المؤسسات على‬


‫أ نه مجموعة الطرق العلمية ‪ ،‬التكنولوجية‪ ،‬التنظيمية ‪ ،‬المالية و التجارية التي تمكن‬
‫المؤسسة من طرح منتجات جديدة أو محسنة في السوق ‪ )7( .‬و يعرف أيضا على أنه‬
‫اإلتيان بفكرة جديدة في طريقة عمل المؤسسة‪ ،‬من أجل جعلها أكثر إبداعا‪ ،‬تفاعال و‬
‫أكث ر تنافسية‪ .‬حيث تعتبر المؤسسة غير المبتكرة معرضة للخطر ما لم تستطع ابتكار‬
‫عرضها من المنتجات بالقدر الكافي و الدائم‪ ،‬و لعل تطبيقها لفكرة عبقرية معينة يجلب‬
‫لها المردودية الكبيرة و لفترة زمنية طويلة ‪ .‬و على هذا األساس أصبح االبتكار عملية‬
‫مستمرة تسمح بمواكبة او مجارات الركب و بالتالي إمكانية المنافسة و االستمرار‪)8( .‬‬

‫و منه نستخلص من خالل التعاريف السابقة أن االبتكار هو الشيء الوحيد مهما زاد‬
‫فإن األ فراد والشركات يطالبون المزيد منه فاالبتكار هو صناعة المستقبل ألنه يأتي‬
‫بالفكرة الجديدة التي توجد المجال الجديد للبحث‪ ،‬و تأتي بالمنتل الجديد الذي ينشا‬
‫الطلب عليه و يأتي بالسوق الجديد الذي يحرك الصناعة و االقتصاد نحو مستوى أعلى‬
‫من التطور‪.‬‬
‫هذا و يعتبر اإلبداع المادة الخام التي يتشكل منها االبتكار و المؤثر المباشر على‬
‫سيرورته‪ )1( .‬ونشيـر إلى أن الفـرق بين االبتكار واإلبداع يكمن في أن هذا األخير‬

‫‪511‬‬
‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ -‬واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫يكون نتيجة لحظة معينة أما االبتكار فيتحقق عبر فترة من الزمن‪ .‬أما مؤسسة التعاون‬
‫والتنمية االقتصادية )‪ )OCDE‬فتشير إلى أن الفرق بين اإلبداع و االبتكار يتمثل في‬
‫كون اإلبداع يعبر عن نشوء الفكرة‪ ،‬أما االبتكار فهو عبارة عن وضع هذه الفكرة حيز‬
‫التنفيذ ‪.‬‬
‫‪ .3‬أشكال االبتكار في المؤسسات االقتصادية‬
‫يمكوون التفريووق بووين مختلووف أشووكال االبتكووار حسووب نوعووه أو الشووكل الووذي يمكوون أن‬
‫يظهر به‪ ،‬أو المستوى الذي يمسه أو أهميتـه على مستـوى االقتصاد‪ ،‬أو عـدد الوظوائف‬
‫التي مسها االبتكار داخل المؤسسوة‪ ،‬وهنواك بعودين لالبتكوار وهموا درجوة االبتكوار علوى‬
‫مستوى المؤسسة‪ ،‬و درجة االبتكار على مستوى األسوواق‪ ،‬وفوي النهايوة تنوتل تغييورات‬
‫تنظيمية واضحة على إثر األنواع التي يمكون أن يأخوذها االبتكوار والتوي يمكون تفصويلها‬
‫فيما يلي‪(10).‬‬

‫‪ .1.3‬التقسيم حسب النمط‪ :‬ابتكار في اإلنتاج‪ ،‬سيرورة اإلنتاج‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوزيع‬


‫إذن يمكن تقسيم االبتكار حسب النمط كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬االبتكار في اإلنتاج‪ :‬يظهر االبتكار في كل مجاالت اإلنتاج تقريبا‪ ،‬كما قد يتجسد‬
‫في خلق مؤسسة في أي قطاع من قطاعوات النشواط و علوى مسوتوى عودة أسوواق‬
‫مختلفووة‪ .‬حيووث يمكوون خلووق منتوووج جديوود أو إعووادة تشووكيل منتوجووات متواجودة‪ ،‬أو‬
‫إنتاجهووا بطريقووة مختلفووة حسووب نوووع السوووق أو قنوواة التوزيووع‪ ،‬ويمكوون أن يقوودم‬
‫المنتووووج الجديووود خصوووائص تعووورض علوووى الزبوووائن مزايوووا جديووودة‪ ،‬أو تحسوووينات‬
‫تستجيب بشكل أفضول لحاجوات االسوتعمال‪ ،‬و قود تموس هوذه المواصوفات الوذوق‪،‬‬
‫االستعمال‪ ،‬الديمومة‪ ،‬الجمال‪ ،‬الراحة‪ ،‬المرونة‪ ،‬قدرتها التحملية‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكار في إجراءات اإلنتاج‪ :‬يمكون صونع المنتووج بفضول تكنولوجيوا جديودة‪ ،‬أو‬
‫سيرورة إنتواج غيور معروفوة‪ .‬فالتكنولوجيوا يمكون أن تتجسود فوي شوكل تجهيوزات‬
‫جديووودة لإلنتووواج‪ ،‬أو إدخوووال موووادة أوليوووة مختلفوووة‪ ،‬أو تنسووويق جديووود بوووين مختلوووف‬
‫التجهيووزات‪ .‬خاصووة و أننووا نعلووم جيوودا أن إعووادة تهيئووة مصوونع أو إعووادة تنظوويم‬
‫مراحل إنتاج منتوج ما يمكن أن تضمن أرباحا إضافية تسومح بتقلويص التكواليف‪،‬‬
‫وأيضا تحسين تنافسية المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكففار التنظيمففي‪ :‬يمكوون لالبتكووار أن يحو نوول التنظوويم‪ ،‬ومثوواال علووى ذلووك اإلنتوواج‬
‫حسب الطلب (‪ )JAT‬بطريقة تستجيب بسرعة لتدفقات الطلوب‪ ،‬موع التقلويص مون‬
‫التخزين في آن واحد‪ ،‬و هذا ما يمكن اعتباره ابتكار كبير علوى مسوتوى التنظويم‪.‬‬
‫حيث أنوه يوؤدي إلوى تشوجيع العمول الجمواعي‪ ،‬ويضومن مرونوة كبيورة فوي إنجواز‬
‫المهام إذ يتطلب تواجد عدد هام من العمال في عملية اإلنتاج‪ ،‬مما يستوجب بدوه‬
‫البحث عن الحلول الناتجة عن المشواكل المحتملوة لمقاوموة التغييور غيور المتوقوع‪.‬‬

‫‪511‬‬
‫صندرة سـايبي‬

‫أو تطبيوق مبوودأ الجووودة الشوواملة التووي تسوتدعي موون كوول موظووف مراجعووة مسووتوى‬
‫جودة المنتوج ومراقبته خالل كول مرحلوة مون مراحول إنتاجوه‪ .‬ويتطلوب االبتكوار‬
‫التنظيمي نشاطات استثنائية من حيث التكوين داخل المؤسسة (إدخال عموال جودد‬
‫أكثر كفاءة‪ ،‬إدخال مستشوارين بغورض تغييور العمول) أو خوارج المؤسسوة (القيوام‬
‫بإعووداد بوورامل تكوووين خاصووة لفائوودة بعووض العمووال) فهووي توودخل تغييوورات علووى‬
‫مستوى الهيكل السلمي للمؤسسة و عالقات العمل‪(11).‬‬

‫‪ ‬االبتكففار فففي التوزيففع‪ :‬إن االبتكووار علووى مسووتوى التوزيووع يمووس كوول العناصوور‬
‫التجاريوووة للمؤسسوووة‪ ،‬و كوووذا النقووول و المسوووتودعات‪ .‬إذ مووون الممكووون أن يكوووون‬
‫للمؤسسووة بووائعين أو أعوووان تجوواريين خاصووين بهووا‪ ،‬أو أن تتعهوود بتوزيعهووا إلووى‬
‫مقووواولين مووون البووواطن أو ديوووار تجاريوووة (‪ )Maison de Commerce‬بالنسوووبة‬
‫لمبيعاتها الدولية‪ .‬و يمكن أن تفتح محالت خاصة‪ ،‬أو تبيع بالمراسولة عون طريوق‬
‫الكاتالوجووات واالنترنيووت‪ .‬و يمكوون أن تطووور أدواتهووا االشووهارية علووى المسووتوى‬
‫الداخلي أو تمر عبر خبراء تجاريين‪ ،‬في مجال خدمات ما بعد البيع مثال‪.‬‬
‫وقد بينت الدراسوات أن النسوبة األكبور مون االبتكوار واإلبوداع تكوون علوى مسوتوى‬
‫المنتجووات أكبوور ممووا هووو عليووه الحووال بالنسووبة لسوويرورة اإلنتوواج‪ ،‬أمووا بالنسووبة لالبتكووار‬
‫الذي يرتبط بالعمليات التجارية والتنظيم فهو جد محدود‪.‬‬
‫‪ .2.3‬التقسيم حسب مستوى التدخل‬
‫يمكن تقسيم االبتكار حسب مستوى التدخل إلى ابتكار تدريجي‪ ،‬و ابتكوار جوذري‪ ،‬و‬
‫ابتكار نظامي وابتكار شامل و ابتكار متقطع‪ ،‬و يمكن تفصيل ذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬االبتكففار التففدريجي‪ :‬يمكوون أن يكووون االبتكووار هامشووي‪ ،‬أي ابتكووار يحوودث علووى‬
‫مسوتوى المنتوووج مون خووالل التغييور البسوويط فوي شووكله أو الوسوائل المسووتعملة‪ ،‬أو‬
‫التغليف‪...‬الخ‪ .‬و يمكن أن يؤدي هذا النوع من االبتكوار إلوى الرفوع مون مردوديوة‬
‫التجهيزات‪ ،‬أو تزويدها ببورامل اإلعوالم اآللوي‪ ،‬أو إدخوال عمليوة جديدة‪...‬إضوافة‬
‫إلى ذلك فالشركات الجديدة تطلق أنشوطتها باالعتمواد علوى آالت و معودات قديموة‬
‫و هذا بسبب صعوبات مالية خارجية‪ ،‬مما يجعلها تسعى دائما لالبتكار التدريجي‬
‫في تجهيزاتها من خالل تغيير المحركات‪ ،‬و الربط بين اآلالت من خوالل إضوافة‬
‫قطاع غيار تسهم في إنجاز عمليات إنتاج جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكففار الجف ر ‪ :‬يمكوون أن يكووون االبتكووار جوهريووا و ذو أهميووة كبوورى بالنسووبة‬
‫للمؤسسة‪ .‬حيث يمكن أن ينتل عنه منتوج جديد باالعتمواد علوى آلوة تطوور اإلنتواج‬
‫أو نمط جديد تماما للبيع‪ .‬و هذه الصورة من االبتكار هي جود نوادرة‪ ،‬حيوث تشوكل‬
‫أقل من ‪ 5‬من االبتكار الممكن أن نجده على مسوتوى مختلوف المؤسسوات‪ .‬فهوو‬

‫‪514‬‬
‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ -‬واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫ينتل عن سلسلة من االبتكارات الصغيرة التي تنتهي بتحويول المنتووج أو سويرورة‬


‫اإلنتاج‪(12).‬‬

‫و يحووودث أحيانوووا أن االبتكوووار الجوووذري يحووو دو ُل تووودريجيا العديووود مووون القطاعوووات‬


‫االقتصووادية مثلمووا هووو الحووال بالنسووبة الترانزيسووتور‪ ،‬أو الرقووائق االلكترونيووة‪ .‬و هووو مووا‬
‫نجده في بنك االختراعات‪ ،‬ألن هذه العناصر الجديودة يمكون أن تحصور و تحموى حسوب‬
‫قانون براءات االختراع على مستوى كل دولة‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكار النظامي‪ :‬يمكن أن ينتل االبتكار في شكل تغيورات تحودث الواحودة تلووى‬
‫األخرى داخل المنظموة‪ .‬و مون المفتورض أن تحووي هوذه المنظموات علوى مركوز‬
‫أبحوواث رسوومي أو تقوووم بإمضوواء عقووود مووع تنظيمووات بحووث أو تنظيمووات تشووجع‬
‫البحوث الوطنية أو الجامعية‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكار المتقطع‪ :‬يمكن القيام باالبتكار من وقوت آلخور‪ ،‬أي حينموا يتطلوب األمور‬
‫ذلووك‪ ،‬و لقوود أشوورنا فيمووا سووبق إلووى أن بعووض المؤسسووات قوود تشووتري تجهيووزات‬
‫قديمة‪ ،‬في حين هناك مؤسسات أخرى تنتظر طلبات خاصوة بوبعض الزبوائن مون‬
‫أجوول مجانسووة أو تحسووين أداء المنتوووج أو طريقووة تقديمووه للزبووائن‪ ،‬أو موون أجوول‬
‫االستجابة تدريجيا لضغوطات المنافسين‪ ،‬كما قد يبورز بعوض المسويرين رد فعول‬
‫يتجه نحو االبتكار و ذلك بعود زيوارة معوارض للصوناعات تسوتقطبهم فيهوا بعوض‬
‫المنتجات أو التجهيزات‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكار الشامل‪ :‬لقد تبين لنا أن االبتكار الجذري يسومح بتموايز قووي مقارنوة موع‬
‫المنافسين من خالل خلق منتوج جديود‪ ،‬أو إدخوال طورق جديودة لإلنتواج يمكون أن‬
‫تطووور أو تخلووق قطوواع جديوود للنشوواط‪ .‬ويتطووور االبتكووار الجووذري فيمووا يعوورف‬
‫بالصووناعات النقطووة مثوول صووناعة التجهيووزات االلكترونيووة و الخاصووة بوواإلعالم‬
‫اآللووووووي‪ ،‬و كووووووذا الصووووووناعات الكميائيووووووة الدقيقووووووة‪ ،‬و الطاقووووووات المتجووووووددة‪ ،‬و‬
‫البيوتكنولوجيا‪ ،‬فمنتجات هذه الصناعة تتطور عموما بسرعة كبيورة جودا‪ ،‬و هوذا‬
‫ما قد يؤدي إلى إضعاف المؤسسات‪ ،‬و خاصة إذا ما برز منافسوين بعود االبتكوار‬
‫الذي قامت به المؤسسة‪ .‬إضافة إلى ذلك يمكن أن يجلب االبتكار ألصحابه فوائود‬
‫و أرباح كبيرة‪ ،‬و لكن في نفس الوقت قد يكون هذا االبتكار جد مخطر‪.‬‬
‫نووادرا مووا يحموول المؤسسووة إلووى إحووداث‬ ‫ً‬ ‫و بالنسووبة لالبتكووار التوودريجي‪ ،‬فبالفعوول‬
‫تغيرات واضحة و سهلة التقليد‪ ،‬أو في بعض األحيان قد يكون قد تجواوزه الودهر‬
‫من خالل ظهور تغيرات تكون قد حدثت فيما بعود‪ ،‬إضوافة إلوى ذلوك فغالبوا موا ال‬
‫يمكووون حصوووول هوووذا النووووع مووون االبتكوووار علوووى بوووراءات االختوووراع‪ ،‬و حتوووى أن‬
‫االختالفات تكون جد صغيرة عما كانت عليه الوضعية سابقا‪ ،‬و ال تعبور إال عون‬
‫ابتكارات بسيطة‪.‬‬
‫و لهووذا نجوود أن الكثيوور موون المسوويرين يفضوولون التمسووك بجملووة موون االبتكووارات‬
‫البسوويطة (التدريجيووة) علووى مسووتوى مختلووف مراحوول اإلنتوواج أو التوزيووع بطريقووة‬

‫‪515‬‬
‫صندرة سـايبي‬

‫تسمح بالتمايز بشكل كافي و معقود حتوى ال يمكون للمنافسوة تقليوده‪ ،‬و إضوافة إلوى‬
‫ذلك يقوم هؤالء المسيرين بالتغيير التدريجي لعناصرهم مون أجول الوتحكم الكامول‬
‫في الميزات التنافسية أو قواعدهم التنافسية التوي تموس األسوعار و الجوودة‪ ،‬و كول‬
‫المفاتيح األخرى لنجاح منتجاتها‪ ،‬و هذا ما نسميه باالبتكار الشامل‪(13).‬‬

‫‪ .4‬العوامل المؤثرة على اإلبداع و االبتكار في المؤسسات االقتصادية‬


‫إن الحديث عن اإلبداع و االبتكار في المؤسسات االقتصادية يقودنا إلى الحديث عن‬
‫تلك العوامل أو الظروف التي تجعل عملية اإلبداع و االبتكار ضرورة ملحة ‪ .‬و التي‬
‫يمكن إجمالها في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ .1.1‬المسير و االبتكار في المؤسسات االقتصادية‬
‫يؤكد شامبيتر على أن المسير هو مفتاح االبتكوار فوي المؤسسوة االقتصوادية‪ (14).‬إذ‬
‫هو من يبادر بغورس االبتكوار فوي المؤسسوة‪ .‬رغوم أن تعقود مهاموه و محدوديوة وقتوه قود‬
‫يحول دون ذلك‪ ،‬و تعتبر ‪ Boutillier‬و ‪(15) Uzundis‬أن المسير فوي حالوة كونوه هوو‬
‫من قام بإنشاء مؤسسة سيكون مبتكرا بطريقة تلقائية‪ ،‬حيث يطبق كول شويء جديود علوى‬
‫مؤسسته‪ ،‬حيث لوحظ أن المؤسسات التي يكون فيها المسير هو المالك هي أكثور إبودا ًعا‬
‫و ابتكارا من المؤسسات األخرى التي ال يرد فيه ذلك‪.‬‬
‫أما على مستوى التكوين العلمي وخبرة المسير وجد أن الفرد الذي يمتلك شهادة فوي‬
‫المجوال العلموي أو التقنوي هوم األكثور قودرة علوى االبوداع ممون يحملوون شوهادة فوي إدارة‬
‫األعمال أو المالية‪ ،‬و كذا المسير الذي لديه خبرة مسبقة تطورت علوى مسوتوى مؤسسوة‬
‫كبيرة‪ ،‬هو األكثر قدرة على اإلبداع و االبتكار‪.‬‬
‫و يمكوون للمسووير أن يقووود االبتكووار فووي المؤسسووات االقتصووادية موون خووالل تحموول‬
‫مخوواطر إدراج أفكووار جديوودة‪ ،‬و اسووتقطاب المبتكوورين و التمسووك بهووم‪ ،‬و تكوووين نظوورة‬
‫واضحة قائمة على االبتكار‪ ،‬ووضعها ضمن الئحة األولويوات‪ ،‬و تحديود الطريوق الوذي‬
‫ينبغووي اتباعووه موون أجوول تحقيووق هووذه النظوورة‪ ،‬والبحووث عوون األفووراد الووذين يس وهمون فووي‬
‫تحقيق ذلك‪ ،‬و كذا تجميع و دعم فرق مكملة تشجع االبتكار‪.‬‬
‫‪ .2.1‬ضغط التكنولوجيا‬
‫فمن أهم هذه العوامل عنصر التكنولوجيا‪ ،‬فهذه األخيرة أصبحت تشكل ضغطا على‬
‫المؤسسات و تفرض عليها االبتكار المستمر حتى تضمن استمرارها و تحافظ على‬
‫قدرتها التنافسية ‪.‬‬
‫‪ .3.1‬ضغط السوق‬
‫ويمثل عنصر السوق أيضا احد دوافع المؤسسة إلى اإلبداع و االبتكار‪ ،‬فقد أثبتت‬

‫‪512‬‬
‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ -‬واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫الدراسات أن مصدر االبتكار غالبا ما يكون نتيجة لطلبات الزبائن ‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫تدخل المؤسسة تحسينات وتغييرات على منتجها بغرض تكييفه مع احتياجاتهم ‪ .‬كما قد‬
‫يكون االبتكار سببه المن افسة الشديدة في السوق‪ ،‬حيث تجد المؤسسة نفسها مجبرة على‬
‫تبني ابتكار قوي‪ ،‬وأكثر تأثيرا من االبتكارات المتبناة في المؤسسات المنافسة‪ ،‬لتتمكن‬
‫من المحافظة على حصتها في السوق والتوسع في أسواق جديدة‪.‬‬
‫إن الخصائص التي تميز بعض المؤسسات االقتصادية الناتجة عن االتصاالت‬
‫المباشرة التي تسهل معرفة كل ما يحدث‪ ،‬والحاجات الجديدة للزبائن التي تظهر على‬
‫مستواها التجاري‪ ،‬وكذا على مستوى اإلنتاج (ضرورة تكييف التجهيزات)‬
‫والمشتريات (شراء متطلبات جديدة)‪ ،‬أو مخطط التمويل (إيجاد مصدر جديدة‬
‫للتمويل)‪ ،‬كل هذا يسهل ويحفز كثيرا على إيجاد حلول جدية للمشاكل التي قد تطرح‬
‫والتي يبرزها الزبائن‪ .‬واالبتكار أمر ضروري بالنسبة للمؤسسات االقتصادية)‪ ، (16‬و‬
‫ذلك يرجع إلى أن االبتكار يمثل الوسيلة الممتازة لخلق طاقة تتطور على المدى‬
‫الطويل‪ ،‬وكذا الحصـول على قدرة وميزة تنافسية للبقاء في ظل تزعزعات المحيط‬
‫االقتصادي الراهن‪(17) .‬‬

‫و يبقى عائق القدرة على تمويل االبتكار إحدى القيود المفروضة على المؤسسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬والتي تحد من قدرتها على االبتكار‪ .‬حيث نجد أن الكثير من المؤسسات‬
‫تعاني من هذه اإلشكالية في حالة االبتكار في مرحلة اإلنشاء أو في استخدام‬
‫التكنولوجيا العالية‪(18) .‬‬

‫‪ .5‬بعض الطرق لتحديد مستوى االبتكار في المؤسسات االقتصادية‬


‫يعتبر من الصوعب تحديود مسوتويات االبتكوار سويما الشوامل منوه‪ ،‬حيوث أنوه غالبوا موا‬
‫يستحيل حساب المصاريف المنفقوة‪ ،‬و هوذا عكوس االبتكوار الجوذري المودعم مون طورف‬
‫مراكووز بحووث جوود منظمووة‪ .‬إضووافة إلووى ذلووك يمكوون االعتموواد علووى المصوواريف الموجهووة‬
‫مباشرة إلى وظيفة البحث و التطوير‪ ،‬و خاصة تلك التي تتعلق بالمؤسسات الكبيورة‪ ،‬أو‬
‫أيضا المعلومات الرسمية المتأتية من بنوك االختراعوات‪ ،‬و هوذا موا جعول جول البواحثين‬
‫يفكرون و لوقت طويل بأن الشركات الكبيرة هي فقط المصدر الوحيد لالبتكار‪.‬‬
‫‪ .1.5‬بنوك االختراع و إحصاءات أخرى‬
‫إذا ما رجعنا إلى بنوك االختوراع فإننوا نالحوظ الحضوور القووي للمؤسسوات الكبيورة‪،‬‬
‫رغم أن التحاليل الحالية أعادت النظر في هذا األمر‪ ،‬و برزت بذلك عدة انتقادات بينوت‬
‫أن عدد االختراعات هو مقياس سيء لالبتكوار‪ .‬فموثال‪ ،‬قود تكوون هنواك اكتشوافات هاموة‬
‫يمكن أن تكون محمية من طرف براءة اختراع واحدة فقط على األكثر تتحدد في جوزء‬
‫جد دقيق من منتوج ما أو في وسائل اإلنتاج‪ ،‬فوي حوين قود تكوون هنواك اكتشوافات هاموة‬
‫يمكوون أن تكووون محميووة بالعديوود موون بووراءات االختووراع‪ ،‬و التووي تمووس كوول عنصوور موون‬

‫‪513‬‬
‫صندرة سـايبي‬

‫عناصر االبتكار‪ ،‬و هذا ما يطبوق فوي اليابوان‪ .‬ومون جهوة أخورى فقيواس االبتكوار يجموع‬
‫بوين الكوم و النووع فمقيواس العودد وحوده يعتبور غيور كوافي‪ ،‬حيوث يختلوف حسوب طبيعوة‬
‫قطاع النشاط و مستوى تطوير المؤسسات االقتصوادية‪ ،‬لوذا كانوت هنواك محاولوة لقيواس‬
‫أثر كل اكتشاف على القطاعات و لكن تم الوصول إلى نتائل جد غامضة‪.‬‬
‫‪ .2.5‬اإلنفاق على البحث و التطوير‬
‫هنووواك مقيووواس آخووور لمقارنوووة إنفاقوووات الميزانيوووة علوووى البحوووث والتطووووير لكوووال فوووي‬
‫المؤسسات االقتصادية‪ ،‬وفعال هذا ما نالحظه في المؤسسات الكبيرة فهوي تنفوق أموواال‬
‫كبيرة على البحث و التطووير‪ ،‬وكوذا بالنسوبة للبواحثين الوذين تجنودهم فوي ذلوك‪ .‬ونشوير‬
‫إلى أن اإلنفاق الكبير ال يعبر عن الحجم الكبير لالختوراع‪ ،‬فهنواك دراسوات أجريوت فوي‬
‫سونوات السووبعينات فووي الواليووات المتحوودة األمريكيوة أبوورزت أن االبتكووار يتطلووب موووارد‬
‫بشرية و إنفاق في بعض المؤسسات أقل مما هو عليه الحال بالنسبة لمؤسسات أخرى‪.‬‬
‫)‪(18‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬فمن الصعب مقارنة أنماط معينوة مون المؤسسوات موع مؤسسوات ذات‬
‫نمط آخر بصفة نظامية‪ ،‬ألن االبتكار على مستوى إحوداهم يوؤثر علوى ابتكوار األخورى‪.‬‬
‫ويكون هوذا صوحيح فوي حوال كوون إحوداهما تعطوي األواموـر‪ ،‬أو فوي حوال المسويرة مون‬
‫الباطن‪ ،‬وهذا أيضا صوحيح فوي حوال مؤسسوة ومصونعي المعودات األصولية‪ ،‬فالحوـاجات‬
‫الجديوودة ألحوودهما تحووث األخوورى علووى تخيوول أفكووار جديوودة وإمكانووات أحوودهما تسوومح‬
‫لألخرى بتطوير منتجات جديدة‪ .‬فاالبتكار ال يبرز في الوضعيات المغلقة‪.‬‬

‫‪ .3.5‬الميل الحد لالبتكار‬


‫أصبحت المعلومات الخاصة باالبتكار في المؤسسات االقتصادية متزايدة شيئا فشويئا‬
‫خووالل السوونوات األخيوورة‪ ،‬و فووي دراسووة ميدانيووة أخوورى أجريووت علووى مسووتوى الواليووات‬
‫المتحـدة األمريكية و التي مست قطاعات أنشطة تمتاز بتغير سريع أبرزت أنه مون بوين‬
‫‪ 94‬فرع من كول القطاعوات الصوناعية‪ ،‬قاموت فيوه المؤسسوات الناشوئة باالبتكوار فوي ‪14‬‬
‫حالة أكثر مما هو عليه الحال بالنسبة للمؤسسوات الكبيورة‪ ،‬و فوي دراسوة ميدانيوة أخورى‬
‫أجريت في إيطاليا في سنة ‪ 1181‬من طرف مكتوب اإلحصواء أكودت أن أكثور مون ‪℅66‬‬
‫من المؤسسات الناشئة قامت باالبتكار خالل سنة‪.‬‬
‫‪ .6‬مظاهر اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية الجزائرية‬
‫تتربع المؤسسوات االقتصوادية سويما ذات الطوابع الخواص علوى عورا اهتماموات الدولوة‬
‫الجزائريوة‪ ،‬إذ موون خاللهوا يمكوون خلوق إنتوواج محلووي يسومح بتلبيووة الحاجوات الوطنيووة موون‬
‫مختلووف السوولع و الخوودمات‪ ،‬كمووا تطوورح الفرصووة أمووام الدولووة للتخفوويض موون اعتمادهووا‬
‫الكبيوور علووى المحروقووات‪ .‬وفووي هووذا اإلطووار اعتموودت الحكومووة جملووة موون البوورامل التووي‬

‫‪513‬‬
‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ -‬واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫هدفت إلى تشجيع إنشاء مؤسسات اقتصادية ودعمها مون حيوث تقوديم تسوهيالت التمويول‬
‫واإلعفاءات الضريبية المختلفة‪ ،‬كما وضعت برامل تسمح لهوا بتنميوة قودرتها التنافسوية‪.‬‬
‫أمووا بالنسووبة لواقووع اإلبووداع واالبتكووار فووي المؤسسووات االقتصووادية الجزائريووة فهووو يتميووز‬
‫بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يمثل إنفاق الجزائر على البحث والتطوير أقل من‪ %1‬من الناتل الداخلي‬
‫الخام؛‬
‫‪ ‬المؤسسات الجزائرية كبيرة الحجم هي األوفر حظا من البحث والتطوير؛‬
‫‪ ‬عدم توفر رؤوس أموال مخاطرة تمول المشاريع االبتكارية؛‬
‫‪ ‬شح المعلومات اإلحصائية المرتبطة بالبحث والتطويـر على مستوى‬
‫المؤسسات االقتصادية‪ ،‬حتى على مستوى إحصائيات المنظمة العالمية لحقوق‬
‫الملكية الفكرية‪(19).‬‬

‫وفي سوبيل تشوجيع المؤسسوات االقتصوادية علوى اإلبوداع و االبتكوار قاموت السولطات‬
‫العمومية المعنية بوضع جائزة للمؤسسوات المبتكورة منهوا تحوت اسوم ا الجوائزة الوطنيوة‬
‫لالبتكوارا )‪ (20‬مون خوالل إصودار المرسووم التنفيوذي ‪ 929-68‬الموؤر فوي ‪ 14‬أكتووبر‬
‫‪ . 2668‬وقد سعت من ورائه إلوى تشوجيع االبتكوار واسوتخدام البحوث و التنميوة (‪)R&D‬‬
‫في المؤسسات االقتصادية بغرض تحسين قدرتها التنافسية‪ .‬و على الرغم من ذلك تبقوى‬
‫نسبة اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية الجزائرية صغيرة جدا ‪ ،‬فقد بلو عودد‬
‫بووراءات االختووراع المودعووة علووى مسووتوى المعهوود الوووطني الجزائووري لحمايووة الملكيووة‬
‫الصوناعية (‪ )INAPI‬منوذ سونة ‪ 1188‬و إلوى غايوة ‪ 2667‬موا يعوادل ‪ 5886‬اختراعوا‪ ،‬منهوا‬
‫‪ 671‬براءة اختراع وطنية أي ما نسبته ‪ %11‬من إجموالي بوراءات االختوراع المودعوة ‪،‬‬
‫مقابل ‪ 5261‬براءة اختراع أجنبية‪ .‬في حين بل إجموالي عودد طلبوات بوراءات االختوراع‬
‫خالل سنة ‪ 2612‬ما يعادل ‪ 166‬طلب‪ ،‬و ‪ 816‬فوي سونة ‪ ،2611‬و ‪ 2616‬موا يعوادل ‪866‬‬
‫طلب)‪ ، (21‬أي أن الطلبات تشهد منحى تصاعدي نسبيا‪ ،‬نوضوح توزيعهوا علوى مختلوف‬
‫المجاالت في الجدول الموالي‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)1‬مجاالت طلب الحصول على براءة االختراع في الجزائر بين ‪ 2212‬و ‪2212‬‬

‫‪513‬‬
‫صندرة سـايبي‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫السنة‬


‫العدد‬ ‫المجموع‬ ‫مقيم‬ ‫غير مقيم‬ ‫القطاع‬

‫‪222‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪326‬‬ ‫الصحة و الصيدلة‬


‫‪-‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪38‬‬ ‫متطلبات الحياة اليومية‬
‫‪151‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪58‬‬ ‫التقنيات الصناعية و النقل‬
‫‪222‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪188‬‬ ‫الكيمياء‪ ،‬و المعادن‬
‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫النسيج و الورق‬
‫‪65‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪26‬‬ ‫اإلنشاءات الثابتة‬
‫‪99‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الميكانيك‪ ،‬اإلضاءة‪ ،‬التسخين‪ ،‬األسلحة‬
‫‪-‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الفيزياء‬
‫‪32‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪36‬‬ ‫الكهرباء‬
‫‪239‬‬ ‫‪806‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪729‬‬ ‫المجموع‬

‫‪Source : Institut National de la Propriété Industriel, consulté dans le‬‬


‫‪.5site: http://www.inapi.org/site/stats.php, 28/08/201‬‬

‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن البحوث في مجال الصحة والصيدلة تحتل‬
‫الصدارة فيما يخص حصتها من إجمالي ملفات طلبات الحصول على براءات‬
‫االختراع المودعة خالل سنة ‪ 2616‬و التي تبل ‪ 999‬من ‪ 866‬ملف و‪ 268‬من ‪ 166‬في‬
‫و‪286‬‬ ‫سنة ‪ ،2612‬تليها بعد ذلك البحوث الكيميائية بـ ‪ 114‬ملف في سنة ‪،2616‬‬
‫في سنة ‪ ، 2612‬في حين تتوزع بقية الطلبات بشكل متقارب على كل من البحوث في‬
‫مجال الفيزياء ‪ ،‬اإلضاءة والكهرباء‪ ...‬وغيرها‪ ،‬و تبقى طلبات الحصول على براءات‬
‫االختراع في مجال النسيل تمثل النسبة األضعف (‪ 5‬طلبات فقط) ‪ .‬كما نالحظ أيضا‬
‫أن طلبات غير المقيمين للحصول على براءات االختراع تستحوذ على حصة كبيرة‬
‫من بين إجمالي طلبات الحصول على براءات االختراع خالل سنة ‪ ،2616‬والتي تمثل‬
‫‪ 721‬من بين ‪ 866‬طلب‪ .‬و على المستوى الوطني نجد أنه في سنة ‪ 2612‬مثال توزعت‬
‫طلبات تسجيل االختراع بالنسبة للمقيمين بحجم ‪ 94‬طلب سجل في الجزائر العاصمة‪،‬‬
‫متبوعة بورقلة بـ ‪ 12‬طلب‪ ،‬ثم تيبازة بـ ‪ 67‬طلبات‪ ،‬لتليها قسنطينة و برج بوعريريل‬
‫بـ ‪ 66‬طلبات لكل منهماـ ثم وهران بـ ‪ 65‬طلبات‪ ،‬وأخيرا سكيكدة وسطيف بـ ‪64‬‬
‫طلبات لكل منهما‪.‬‬
‫وبما أننا نالحظ أن غير المقيمين هم الذين يحتلون الصدارة فيما يخص الطلبات‬
‫المودعة للحصول على براءات االختراع‪ ،‬فإنه يمكننا تفصيل أصل هذه الطلبات من‬

‫‪513‬‬
‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ -‬واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫خالل الجدول التالي‪:‬‬


‫الجزائر‪2212 /2212‬‬ ‫الجدول(‪:)2‬البلدان األولى لطلبات الحصول على براءات االختراع في‬

‫عدد الطلبات‬ ‫البلد‬


‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬
‫‪126‬‬ ‫‪133‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪133‬‬ ‫‪126‬‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪21‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪19‬‬ ‫‪79‬‬ ‫الصين‬
‫‪31‬‬ ‫‪77‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪13‬‬ ‫‪77‬‬ ‫اليابان‬
‫‪31‬‬ ‫‪48‬‬ ‫المملكة المتحدة البريطانية‬
‫‪-‬‬ ‫‪28‬‬ ‫إيرلندا‬
‫‪55‬‬ ‫‪24‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪11‬‬ ‫‪22‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪126‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سويسرا‬
‫‪19‬‬ ‫‪-‬‬ ‫هولندا‬
‫‪Source : Institut National de la Propriété Industriel, Op.Cit .‬‬

‫نالحظ أن النسبة األكبر من بين الطلبات المودعة في سنة ‪ 2616‬تعود لفرنسا بـ‬
‫‪ 199‬طلب وتليها بعد ذلك الواليات المتحدة األمريكية بـ ‪ 126‬طلب و تأتي إسبانيا في‬
‫المرتبة العاشرة بـ ‪ 22‬طلب ‪ ،‬أما في سنة ‪ 2612‬فرجعت المرتبة األولى للواليات‬
‫المتحدة األمريكية بـ ‪ 126‬طلب‪ ،‬لتليها فرنسا بـ‪ 126‬طلب ثم الدول األخرى بنسب‬
‫تتقارب كثيرا مع نسب سنة ‪.2616‬‬
‫وبالعودة إلى إحصائيات المعهد الوطني الجزائري لحماية الملكية الصناعية نجد أن‬
‫المؤسسات تستحوذ على الحصة األكبر من بين طلبات الحصول‪ ،‬في حين وصلت‬
‫طلبات الباحثين لسنة ‪ 2619‬ما يعادل ‪ 168‬طلب‪ (22) .‬ونشير أيضا أنه يتواجد العديد‬
‫من المخترعين والمبتكرين خارج الجزائر والذين حققوا نتائل باهرة في مجال االبتكار‬
‫)‪ ، (23‬ينبغي التنبه إليها بشدة ومحاولة جذبهم الستغالل ابتكاراتهم على مستوى‬
‫المؤسسات االقتصادية الجزائرية‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق يمكن القول بأن اإلبداع واالبتكار في الجزائر ال يزال ضعيف‬
‫ومحدود المدى‪ ،‬إذ أخذت الجزائر في ‪ 2619/11/18‬المرتبة ‪ 192‬من أصل ‪ 142‬دولة‬
‫من حيث االبتكار‪ ،‬وهي مرتبة متراجعة جدا خاصة إذا ما قورنت مع دول مجاورة‬
‫كالمغرب الذي أخذ المرتبة ‪ ،16‬و تونس ‪ ،58‬ولبنان ‪ (24) ،69‬وإذا كان نصيب‬

‫‪513‬‬
‫صندرة سـايبي‬

‫المؤسسات على المستوى الوطني هو ‪ 724‬براءة اختراع فقط بما فيها مساهمة‬
‫المؤسسات األجنبية ‪ ،‬وهنا يمكن القول – كما اشرنا سابقا – أن اإلحصائيات الموفرة‬
‫من طرف الجهات المختصة ال تفصل بين مساهمة المؤسسات مختلف أشكال‬
‫المؤسسات من حيث الحجم من االبتكار واالختراع واإلبداع وعلى الرغم من ذلك‬
‫يمكن اعتبارها هي األخرى ضعيفة ما دامت المساهمة الكلية للمؤسسات ككل ضعيفة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعوامل المشجعة على االبتكار‪ ،‬أشارت دراسة أشرف عليها مكتب‬
‫‪ Strategy One‬حول مؤشر االبتكار بنا ًء على طلب المنظمة العالمية لحماية حقوق‬
‫الملكية الفكرية‪ ،‬شملت ‪ 22‬دولة هي الجزائر‪ ،‬إفريقيا الجنوبية‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬أستراليا‪،‬‬
‫البرازيل‪ ،‬كندا‪ ،‬الصين‪ ،‬كوريا الجنوبية‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬فرنسا وتركيا في الفترة الممتدة من ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2611‬إلى ‪ 15‬أكتوبر‬
‫‪ ،2611‬ومست ‪ 2866‬مسير مؤسسة اقتصادية‪ ،‬إلى أن ضرورة تواجد معاونين مبدعين‬
‫هو العامل األساسي لتحقيق االبتكار بنسبة ‪ ،%56‬ليليه عامل آخر في مرتبة ثانية وهو‬
‫ضرورة وجود دعم مالي من طرف الدولة بنسبة ‪ ،%94‬والنسبة المتبقية ‪ %16‬توزعت‬
‫على عوامل أخرى‪(25).‬‬

‫كما أن إدراج ابتكوار فوي مؤسسوة قود يصوادفه العديود مون العوائوق و األخطوار‪ ،‬فمون‬
‫بووين العوائووق نجوود نقووص األموووال‪ ،‬تواجوود العديوود موون الطوورق التووي يمكوون موون خاللهووا‬
‫االبتكار‪ ،‬أما عن األخطار فقد تشمل عدم مواكبوة التطوورات التوي تحودث علوى مسوتوى‬
‫السوق فيما يخص المنتجات‪ ،‬و كذا تغير أذواق و متطلبات المستهلكين‪ ،‬االسوتمرار فوي‬
‫البحث عن االبتكار و تناسي التكاليف‪ ،‬و سرقة األفكار االبتكارية‪...‬‬
‫موا يمكون استخالصوه هوو تواجود أخطووار عديودة تونجم عون إتبواع إسوتراتيجية اإلبووداع‬
‫واالبتكوووار فوووي المؤسسوووات االقتصوووادية‪ ،‬وهوووذا موووا يسوووتوجب تسييوووـر هوووذه األخطوووار‬
‫وتكييفهووا مووع األهووداف المرجوووة‪ ،‬موون خووالل االسووتعانة بأفكووار اآلخوورين ( موووردين‪،‬‬
‫زبوووائن‪ )....‬للقيوووام باالبتكوووار‪ ،‬و البحوووث عووون شوووركاء لتمويووول عمليوووة االبتكوووار و طلوووب‬
‫المرافقة والمساعدة‪ ،‬و حماية االبتكار من خالل القيام بتسوجيل بوراءة االختوراع‪ ،‬و هوذا‬
‫في حالة ما إذا كانت عملية االبتكار هوذه نوتل عنهوا اختوراع جديود‪ ،‬وأخيورا عودم تركيوز‬
‫االبتكار على التكنولوجية و جعله أكثر شموالً‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫المؤسسات اليوم في خطر ‪ ،‬خاصة إذا ما لم تكن كفأة في مجال االبتكار‬
‫واإلبداع وتطوير منتجاتها بما يتوافق ومستوى الطلب‪ .‬إن توسع مفهوم االبتكار لم يعد‬
‫يقتص ر على مجال واحد وهو التكنولوجيا‪ ،‬فأغلبية المؤسسات المبتكرة اليوم هي‬
‫سا بطرق التنظيم‪ ،‬فالمسير في القرن الواحد‬ ‫خدمية‪ ،‬حيث يرتبط االبتكار فيها أسا ً‬
‫والعشرين ينبغي أن يعرف كيف يجند ويرفع من الطاقات اإلبداعية لمعاونيه‪ ،‬كي‬
‫يتمكن من ضمان استمرار نمو مؤسسته والمؤسسات االقتصادية الجزائرية ليست‬
‫‪541‬‬
‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ -‬واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫بمنأى عن ذلك‪ ،‬فمن خالل الدراسة التي قمنا بعرضها‪ ،‬تبين لنا أنه على الرغم من أن‬
‫المؤسسات االقتصادية الجزائرية تطبق االبتكار بمختلف األشكال ولو بشك نسبي‪ ،‬و‬
‫هو ما ينفي فرضية الدراسة التي تصرح بأن هذه المؤسسات عاجزة عن االبتكار‪ ،‬إال‬
‫أنها ال زالت تبقى مطالبة ببذل جهد أكبر في مجال االبتكار مما يخول لها الزيادة من‬
‫قدرتها التنافسية‪ ،‬و بالتالي القدرة على اختراق أسواق دولية‪.‬‬
‫وقد يتوجب على المؤسسات االقتصادية الجزائرية إعادة التفكير في جدية المشكلة‬
‫المرتبطة بالغياب النسبي لالبتكار في أنشطتها‪ ،‬هذا ما يجعلها عاجزة عن تطوير‬
‫تنافسيتها‪ ،‬سيما في ظل انفتاح األسواق‪ .‬الدولة بدورها ينبغي أن ال تتوقف عند تطوير‬
‫إنشاء المؤسسات‪ ،‬بل ينبغي أن تحسن من قدرة المؤسسات االقتصادية المتواجدة أصال‬
‫على االبتكار‪ .‬األمر الذي يمكنها من مواجهة مختلف األخطار التي تهددها على‬
‫مستوى السوق‪.‬‬

‫المراجع‬
‫و‬ ‫‪ -1‬عبد الحميد مصطفى أبو ناعم‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬دار الفجر للنشر‬
‫التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2662 ،‬ص ‪99. .‬‬
‫‪ -2‬عاكف لطفي خصاونة ‪ ،‬إدارة اإلبداع واالبتكار في منظمات األعمال‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار‬
‫الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪ ،2611 ،‬ص ص‪55.-56 .‬‬
‫‪ -9‬شريف غياط و محمد بوقموم ‪« ،‬حاضنات األعمال التكنولوجية و دورها في تطوير‬
‫اإلبداع و االبتكار بالمؤسسات االقتصادية»‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية و إدارية ‪ ،‬جامعة قالمة‬
‫‪ ،‬العدد السادس‪ ، 2661 ،‬ص ص‪. 56-55 .‬‬
‫‪ -4‬برافين جوبتا‪ ،‬االبداع اإلداري القرن الحادي و العشرو ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار الفجر للنشر‬
‫ن‬
‫و التوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2008 ،‬ص‪.42.‬‬
‫‪ -5‬الرابط ‪www.moqatel.com/openshare/behoth/mnfsia15/ibeikan/secoi/doc6 :‬‬
‫‪ 6‬ديسمبر‪.2014‬‬
‫‪ -6‬مدحت أبو النصر ‪ ،‬تنمية القدرات االبتكارية لدى الفرد والمنظمة ‪ ،‬مجموعة النيل العربي‬
‫‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2662 ،‬ص‪. 16.‬‬
‫‪7- Ocde, les pme a forte croissance et l’emploi, Edition Ocde, paris .2005, p.10.‬‬
‫‪8- Medef (mouvement des entreprises de France ) , innover , s’internationaliser : les‬‬
‫‪deux leviers du développement des pme , avril 2003 , p.3 .‬‬
‫‪9- Olivier Lelorieux, innovation organisationnelle et créativité, consulté dans le site :‬‬
‫‪http://centremagellan.univ-lyon3.fr/fr/articles/263_575.pdf, 24/08/2010, p.2.‬‬
‫‪10- Quatre types d'innovation, quatre modèles d'organisation, consulté dans le site :‬‬
‫‪http://archives.lesechos.fr/archives/2006/lesechos/19810-505-ech.htm, 28/08/2010.‬‬

‫‪541‬‬
‫صندرة سـايبي‬

11- Nicolo Devecchi translated by Anne J.Stone, entrepreneurs, institutions and


economic change, Edward elgar publishing company, Vermont, 1995, p.144.
12- Voir le lien :
http://www.canege.org/demos/fq_novantic/apports_novantic/txt/txt002.pdf,
29/08/2010, p.1.
13- Philippe Lê, Philippe Rivet, piloter et réussir l'innovation en entreprise, Maxima,
paris, 2007, p.217.
14- Sophie Boutillier, Dirmiti Uzundis, la légende de l’entrepreneur, la découverte,
paris, 1999, p.131.
15- Sophie Boutillier, Dimitri Uzunidis, l’entrepreneur : une analyse socio-
economique, economica, paris, 1995, p.08.
Deveaux, stratégie pour innover, Dunod, paris, 1996, p.17. 1 Michel Robert, Marcel
16- Bertrand Sporta, « stratégie des petites et moyennes entreprises », cité in
, 5 tome ,encyclopédie de gestion, sous la direction de patrick joffre et yves simon
p. 2730. Economica, paris, 1989,
17- Ocde, promouvoir l’entreprenariat et les pme innovantes dans une économie
mondialisé, les edition de l’Ocde, paris, 2004, p.19.
18- Robert Wtterwulghe, la pme une entreprise humaine, De boeck université,
bruxelles, 1998, p.111.
http://ipstats.wipo.int/ipstatv2/index.htm?tab=patent ‫ أنظر للرابط‬-11
http://www.mdipi.gov.dz/?CONCOURS-:‫ ارجع للموقع االلكتروني‬،‫ الطالع أكثر‬-26
POUR-LE-PRIX-NATIONAL-DE
21- Ministère de l’industrie, bulletin de veille, février 2013, p.01, sur le lien :
http://www.mdipi.gov.dz/IMG/pdf/bulletin_n70_-V1.pdf, 12/05/2013
:‫ أنظر الرابط‬،‫ إحصائيات المديرية العامة البحث العلمي‬-22
http://www.dgrsdt.dz/ddti/doc/rb2013.pdf
/http://algerianinventors.org/list :‫ الطالع أكثر إرجع للموقع االلكتروني‬-29
24- Ministère de l’industrie, bulletin de veille, N° 42, Novembre 2013, p.02,
sur le lien :
, 13/04/2014.http://www.mdipi.gov.dz/IMG/pdf/Bulletin_PME_no42_VF.pdf
25- Ministère de l’industrie, bulletin de veille, N° 49, Mars 2012, p.03, sur
le lien : http://www.mdipi.gov.dz/IMG/pdf/BV-ECO-No49.pdf, 23/06/2013.

544
‫اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية‪ -‬واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية‬

‫‪545‬‬

You might also like