Professional Documents
Culture Documents
1998 4058 1 SM
1998 4058 1 SM
ملخص
رغم ما تؤكده الدراسات الحديثة على األثر االيجابي لالبتكار
واإلبداع على تنمية المؤسسات االقتصادية ،إال أنها تبقى محال لجدل
نظري أكثر منه تطبيقي .حيث تنوعت البحوث في مجال تحديد مفاهيم
االبتكار ،و لكنها تبقى قليلة ومحتشمة في مجاالت التطبيق وطرق
القياس .فاهتمام الجزائر بمجال االبتكار في المؤسسة االقتصادية
يجعلها أكثر ارتباطا بفكرة قياس مدى تطبيقها لالبتكار .وبناء على ما
د .صندرة سـايبي سبق ،تتمحور إشكالية هذا المقال في تساؤل رئيس يدور حول واقع
كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية الجزائرية.
جامعة قسنطينة 4 اإلجابة على هذا التساؤل تمت اعتمادا على دراسة نظرية،
الجزائر وإحصائيات أصدرتها مختلف الهيئات.
Abstract
Despite modern studies ascertain
the positive effect of innovation and
creativity on Enterprises
development, this subject is still
مقدمة based on theoretical approaches
rather than being debated on
االبتكار من المواضيع الحالية التي تحظى يعتبر practical ones. Further, researches
in determining the concepts of
باهتمام خاص من طرف المؤسسات بأحجامها، innovations are very diversified,
والباحثين على حد السواء .لذا فليس من المفاجئ أن however, it can be said that
نجده يتموضع في قلب االهتمامات العلمية practical researches in domain of
وتحفيزه والحكومية التي تهدف إلى العناية به innovation are for a little. As far as
Algeria is concerned with
وتنميته .ويمكن اعتبار اإلبداع واالبتكار على حد innovation applied on enterprises,
السواء من بين العوامـل اإلستراتيجية التي تسهم في the idea of finding ways in
والزيادة من تنمية المؤسسات ،في تشغيلها measuring the extent to which
innovation is being applied.
رقم أعمالها .وتنعكس أهمية االبتكار واإلبداع في Therefore, the main question has
المؤسسات االقتصادية الجزائرية من خالل كونهما been raised as follows: What is the
المنفذ الذي يخلصها من تهديدات االستيراد العشوائي reality of creativity and innovation
?in Algerian enterprises
وعلى هذا األساس الذي طبع اقتصاد الدولة، The answer to this question is based
تسعى هذه المؤسسات إلى تشجيع أفرادها ومختلف on a field study based on theoretical
األطراف الفاعلين على study, and statistics that issued by
various bodies.
اإلجابة على جزء اإلشكالية المتعلق بواقع اإلبداع واالبتكار على مستوى المؤسسات
االقتصادية بالجزائر وأهم المشكالت التي تواجهها.
.2طبيعة اإلبداع و االبتكار في المؤسسة االقتصادية
تعددت التعاريف المتعلقة باإلبداع واالبتكار ولكن الواضح فيها هو أن مدلول
اإلبداع يختلف عن مدلول االبتكار ،ومن أجل تحديد أدق لطبيعة كل منهما سنقوم
بتقديم مفهوم لهذين المصطلحين ،وتحديد مختلف األنماط التي يمكن أن يأخذها كل
منهما.
.1.2مفهوم اإلبداع
يعرف اإلبداع على أنه قدرة الفرد على إنتاج أفكار وأفعال أو معارف ،وتعتبر
جديدة وغير مألوفة لآلخرين ،وقد يكون نشاطا ً خياليا ً وإنتاجياً ،أو أنه صورة جديدة
لخبرات قديمة أو ربط عالقات سابقة بمواقف جديدة ،وكل ذلك ينبغي أن يكون لهدف
معين ،و يأخذ طابعا علميا أو فينا أو أدبيا أو غيره .
أما عن مفهوم اإلبداع داخل المؤسسة فهو يعبر عن القدرة على تشغيل المعلومات
وإعادة تنظيمها بطريقة منطقية تسمح بخلق شيء جديد ،قد يتجسد في شكل منتوج
جديد أو تقنية جديدة لإلنتاج أو خدمة جديدة ،مما يسمح بالنفاذ إلى أسواق جديدة ،و
يمكن أن يكون اإلبداع تحت األشكال التالية)1( :
513
صندرة سـايبي
أ .مرحلة التحفيز :تنشأ هذه المرحلة بادراك الشخص وجود مشكلة معينة ،استنادا
إلى المكتسبات والتراكمات العلمية لديه و خبرته ،تسمح بتكوين قاعدة تشكل منطلقا
ألفكاره الجديدة.
ب .مرحلة االنغمار :تشتمل هذه المرحلة على اإلحاطة الجيدة بالمشكلة ،دون التفكير
في حلها .
ج .مرحلة التفريخ :تبنى هذه المرحلة على أساس التفكير الالشعوري في المشكلة،
عن طريق تحويل التفكير إلى أشياء أخرى في لحظات غير محددة ،كاالستيقاظ من
النوم أو عند ممارسة نشاط يومي ما
د .مرحلة اإللهام ( :)Insightيظهر الحل في هذه المرحلة بشكل فجائي غير متوقع
يومض في العقل.
ه .مرحلة التحقيق ( :)Verificationيختبر المبدع في هذه المرحلة صحة وجودة
ابتكاره من خالل تجريبه ،وربما تجري في هذه المرحلة بعض التعديالت أو التغييرات
من أجل التحسين .و يجدر بنا النظر إلى اإلبداع بوصفه عملية ديناميكية متفاعلة
مستمرة شأنها شأن الكثير من العمليات النفسية األخرى .وهذا ما يتعارض مع تقسيم
عملية اإلبداع إلى مراحل متمايزة.
وانطالقا من تزايد االهتمام باإلبداع في الوقت المعاصر ،وزيادة تعليمه على
مختلف األصعدة العالمية قام عدد من العلماء وال ُكتاب وعلماء اإلدارة بطرح أفكار
أصبحت تعرف فيما بعد بنماذج عرفت بأسمائهم ،إذ قدمت هذه النظريات معالجات
مختلفة حول اإلبداع ،وفيما يلي موجز ألهم ما جاءت به بعض نماذج اإلبداع )2( :
513
اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية -واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية
قد استفادا مما قدمه كال من ) (March & Simonو )،(Burns & Stalker
فانصب تركيزهم على فهم اإلبداع من خالل مدى استخدام األنظمة للحلول الروتينية –
اإلبداعية والتي يمكن أن تعرف أكثر بالمشكلة والحل ، -فقد وصفوا أنواع المشكالت
التي تواجهها المنظمات وأنواع الحلول التي قد تطبقها من خالل إدراك المشكلة عن
طريق ما تحتاجه من رد لمواجهة المخاطر والمشاكل المحتمل حدوثها مسبقا أو
لتفادي وقوع أي مشكلة قد تحدث في المستقبل ،حيث تسعى المنظمة الستحضار
حلول إبداعية لم يتم ا ستخدامها من قبل لمعالجة المشكالت غير الروتينية أو االستثنائية
بتبني الهياكل التنظيمية والميكانيكية والعضوية .كما تناول هذا النمودج العوامل التي
تؤثر في الحلول اإلبداعية والروتينية مثل حجم المنظمة وعمره ،درجة المنافسة،
درجة التغير التكنولوجي ،درجة الرسمية في االتصاالت ،فكلما زادت مثل هذه
الضغوطات يتطلب األمر أسلوب أكثر إبداعا لمواجهتها .
د .نمو ج )(Wilson;1966
قد بين عملية اإلبداع من خالل ثالثة مراحل هدفت إلى إدخال تغيرات في المنظمة
وهي :إدراك التغير ،إقتراح التغير ،وتبني التغير وتطبيقه ،ويكون بإدراك الحاجة أو
الوعي بالتغير المطلوب ثم توليد المقترحات وتطبيقها ،فإفترضت نسبة اإلبداع في هذه
المراحل الثالث متباينة بسبب عدة عوامل منها التعقيد في المهام (البيروقراطية)
وتنوع نظام الحفظ ،وكلما زاد عدد المهمات المختلفة كلما إزدادت المهمات غير
الروتينية مما يسهل إدراك اإلبداع بصورة جماعية وعدم ظهور صراعات ،كما أن
الحوافز لها تأثير إيجابي لتوليد اإلقتراحات وتزيد من مساهمة أغلب أعضاء
المنظمة .
هـ .نمو ج )(Hage and Aiken;1970
يعد من أكثر النظريات شمولية ،إذ أنها تناولت المراحل المختلفة لعملية اإلبداع
فضال عن العوامل المؤثرة فيه ،وفسرت اإلبداع على أنه تغير حاصل في برامل
المنظمة تتمثل في إضافة خدمات جديدة .
.2.2االبتكار )(Innovation
إن أول ما يمكن قوله في هذا المجال هو غياب تعريف موحد لالبتكار ،فقد اختلفت
التعاريف حول هذا المفهوم من مفكر ألخر .إال أنه يمكن القول بأن االبتكار هو اإلتيان
بالجديد و تطبيقه على أرض الواقع .ويعتبر المفكر االقتصادي شامبيتر
513
صندرة سـايبي
و منه نستخلص من خالل التعاريف السابقة أن االبتكار هو الشيء الوحيد مهما زاد
فإن األ فراد والشركات يطالبون المزيد منه فاالبتكار هو صناعة المستقبل ألنه يأتي
بالفكرة الجديدة التي توجد المجال الجديد للبحث ،و تأتي بالمنتل الجديد الذي ينشا
الطلب عليه و يأتي بالسوق الجديد الذي يحرك الصناعة و االقتصاد نحو مستوى أعلى
من التطور.
هذا و يعتبر اإلبداع المادة الخام التي يتشكل منها االبتكار و المؤثر المباشر على
سيرورته )1( .ونشيـر إلى أن الفـرق بين االبتكار واإلبداع يكمن في أن هذا األخير
511
اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية -واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية
يكون نتيجة لحظة معينة أما االبتكار فيتحقق عبر فترة من الزمن .أما مؤسسة التعاون
والتنمية االقتصادية ) )OCDEفتشير إلى أن الفرق بين اإلبداع و االبتكار يتمثل في
كون اإلبداع يعبر عن نشوء الفكرة ،أما االبتكار فهو عبارة عن وضع هذه الفكرة حيز
التنفيذ .
.3أشكال االبتكار في المؤسسات االقتصادية
يمكوون التفريووق بووين مختلووف أشووكال االبتكووار حسووب نوعووه أو الشووكل الووذي يمكوون أن
يظهر به ،أو المستوى الذي يمسه أو أهميتـه على مستـوى االقتصاد ،أو عـدد الوظوائف
التي مسها االبتكار داخل المؤسسوة ،وهنواك بعودين لالبتكوار وهموا درجوة االبتكوار علوى
مستوى المؤسسة ،و درجة االبتكار على مستوى األسوواق ،وفوي النهايوة تنوتل تغييورات
تنظيمية واضحة على إثر األنواع التي يمكون أن يأخوذها االبتكوار والتوي يمكون تفصويلها
فيما يلي(10).
511
صندرة سـايبي
أو تطبيوق مبوودأ الجووودة الشوواملة التووي تسوتدعي موون كوول موظووف مراجعووة مسووتوى
جودة المنتوج ومراقبته خالل كول مرحلوة مون مراحول إنتاجوه .ويتطلوب االبتكوار
التنظيمي نشاطات استثنائية من حيث التكوين داخل المؤسسة (إدخال عموال جودد
أكثر كفاءة ،إدخال مستشوارين بغورض تغييور العمول) أو خوارج المؤسسوة (القيوام
بإعووداد بوورامل تكوووين خاصووة لفائوودة بعووض العمووال) فهووي توودخل تغييوورات علووى
مستوى الهيكل السلمي للمؤسسة و عالقات العمل(11).
االبتكففار فففي التوزيففع :إن االبتكووار علووى مسووتوى التوزيووع يمووس كوول العناصوور
التجاريوووة للمؤسسوووة ،و كوووذا النقووول و المسوووتودعات .إذ مووون الممكووون أن يكوووون
للمؤسسووة بووائعين أو أعوووان تجوواريين خاصووين بهووا ،أو أن تتعهوود بتوزيعهووا إلووى
مقووواولين مووون البووواطن أو ديوووار تجاريوووة ( )Maison de Commerceبالنسوووبة
لمبيعاتها الدولية .و يمكن أن تفتح محالت خاصة ،أو تبيع بالمراسولة عون طريوق
الكاتالوجووات واالنترنيووت .و يمكوون أن تطووور أدواتهووا االشووهارية علووى المسووتوى
الداخلي أو تمر عبر خبراء تجاريين ،في مجال خدمات ما بعد البيع مثال.
وقد بينت الدراسوات أن النسوبة األكبور مون االبتكوار واإلبوداع تكوون علوى مسوتوى
المنتجووات أكبوور ممووا هووو عليووه الحووال بالنسووبة لسوويرورة اإلنتوواج ،أمووا بالنسووبة لالبتكووار
الذي يرتبط بالعمليات التجارية والتنظيم فهو جد محدود.
.2.3التقسيم حسب مستوى التدخل
يمكن تقسيم االبتكار حسب مستوى التدخل إلى ابتكار تدريجي ،و ابتكوار جوذري ،و
ابتكار نظامي وابتكار شامل و ابتكار متقطع ،و يمكن تفصيل ذلك كما يلي:
االبتكففار التففدريجي :يمكوون أن يكووون االبتكووار هامشووي ،أي ابتكووار يحوودث علووى
مسوتوى المنتوووج مون خووالل التغييور البسوويط فوي شووكله أو الوسوائل المسووتعملة ،أو
التغليف...الخ .و يمكن أن يؤدي هذا النوع من االبتكوار إلوى الرفوع مون مردوديوة
التجهيزات ،أو تزويدها ببورامل اإلعوالم اآللوي ،أو إدخوال عمليوة جديدة...إضوافة
إلى ذلك فالشركات الجديدة تطلق أنشوطتها باالعتمواد علوى آالت و معودات قديموة
و هذا بسبب صعوبات مالية خارجية ،مما يجعلها تسعى دائما لالبتكار التدريجي
في تجهيزاتها من خالل تغيير المحركات ،و الربط بين اآلالت من خوالل إضوافة
قطاع غيار تسهم في إنجاز عمليات إنتاج جديدة.
االبتكففار الجف ر :يمكوون أن يكووون االبتكووار جوهريووا و ذو أهميووة كبوورى بالنسووبة
للمؤسسة .حيث يمكن أن ينتل عنه منتوج جديد باالعتمواد علوى آلوة تطوور اإلنتواج
أو نمط جديد تماما للبيع .و هذه الصورة من االبتكار هي جود نوادرة ،حيوث تشوكل
أقل من 5من االبتكار الممكن أن نجده على مسوتوى مختلوف المؤسسوات .فهوو
514
اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية -واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية
515
صندرة سـايبي
تسمح بالتمايز بشكل كافي و معقود حتوى ال يمكون للمنافسوة تقليوده ،و إضوافة إلوى
ذلك يقوم هؤالء المسيرين بالتغيير التدريجي لعناصرهم مون أجول الوتحكم الكامول
في الميزات التنافسية أو قواعدهم التنافسية التوي تموس األسوعار و الجوودة ،و كول
المفاتيح األخرى لنجاح منتجاتها ،و هذا ما نسميه باالبتكار الشامل(13).
512
اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية -واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية
الدراسات أن مصدر االبتكار غالبا ما يكون نتيجة لطلبات الزبائن ،ففي هذه الحالة
تدخل المؤسسة تحسينات وتغييرات على منتجها بغرض تكييفه مع احتياجاتهم .كما قد
يكون االبتكار سببه المن افسة الشديدة في السوق ،حيث تجد المؤسسة نفسها مجبرة على
تبني ابتكار قوي ،وأكثر تأثيرا من االبتكارات المتبناة في المؤسسات المنافسة ،لتتمكن
من المحافظة على حصتها في السوق والتوسع في أسواق جديدة.
إن الخصائص التي تميز بعض المؤسسات االقتصادية الناتجة عن االتصاالت
المباشرة التي تسهل معرفة كل ما يحدث ،والحاجات الجديدة للزبائن التي تظهر على
مستواها التجاري ،وكذا على مستوى اإلنتاج (ضرورة تكييف التجهيزات)
والمشتريات (شراء متطلبات جديدة) ،أو مخطط التمويل (إيجاد مصدر جديدة
للتمويل) ،كل هذا يسهل ويحفز كثيرا على إيجاد حلول جدية للمشاكل التي قد تطرح
والتي يبرزها الزبائن .واالبتكار أمر ضروري بالنسبة للمؤسسات االقتصادية) ، (16و
ذلك يرجع إلى أن االبتكار يمثل الوسيلة الممتازة لخلق طاقة تتطور على المدى
الطويل ،وكذا الحصـول على قدرة وميزة تنافسية للبقاء في ظل تزعزعات المحيط
االقتصادي الراهن(17) .
و يبقى عائق القدرة على تمويل االبتكار إحدى القيود المفروضة على المؤسسات
االقتصادية ،والتي تحد من قدرتها على االبتكار .حيث نجد أن الكثير من المؤسسات
تعاني من هذه اإلشكالية في حالة االبتكار في مرحلة اإلنشاء أو في استخدام
التكنولوجيا العالية(18) .
513
صندرة سـايبي
عناصر االبتكار ،و هذا ما يطبوق فوي اليابوان .ومون جهوة أخورى فقيواس االبتكوار يجموع
بوين الكوم و النووع فمقيواس العودد وحوده يعتبور غيور كوافي ،حيوث يختلوف حسوب طبيعوة
قطاع النشاط و مستوى تطوير المؤسسات االقتصوادية ،لوذا كانوت هنواك محاولوة لقيواس
أثر كل اكتشاف على القطاعات و لكن تم الوصول إلى نتائل جد غامضة.
.2.5اإلنفاق على البحث و التطوير
هنووواك مقيووواس آخووور لمقارنوووة إنفاقوووات الميزانيوووة علوووى البحوووث والتطووووير لكوووال فوووي
المؤسسات االقتصادية ،وفعال هذا ما نالحظه في المؤسسات الكبيرة فهوي تنفوق أموواال
كبيرة على البحث و التطووير ،وكوذا بالنسوبة للبواحثين الوذين تجنودهم فوي ذلوك .ونشوير
إلى أن اإلنفاق الكبير ال يعبر عن الحجم الكبير لالختوراع ،فهنواك دراسوات أجريوت فوي
سونوات السووبعينات فووي الواليووات المتحوودة األمريكيوة أبوورزت أن االبتكووار يتطلووب موووارد
بشرية و إنفاق في بعض المؤسسات أقل مما هو عليه الحال بالنسبة لمؤسسات أخرى.
)(18
وعلى العموم ،فمن الصعب مقارنة أنماط معينوة مون المؤسسوات موع مؤسسوات ذات
نمط آخر بصفة نظامية ،ألن االبتكار على مستوى إحوداهم يوؤثر علوى ابتكوار األخورى.
ويكون هوذا صوحيح فوي حوال كوون إحوداهما تعطوي األواموـر ،أو فوي حوال المسويرة مون
الباطن ،وهذا أيضا صوحيح فوي حوال مؤسسوة ومصونعي المعودات األصولية ،فالحوـاجات
الجديوودة ألحوودهما تحووث األخوورى علووى تخيوول أفكووار جديوودة وإمكانووات أحوودهما تسوومح
لألخرى بتطوير منتجات جديدة .فاالبتكار ال يبرز في الوضعيات المغلقة.
513
اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية -واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية
هدفت إلى تشجيع إنشاء مؤسسات اقتصادية ودعمها مون حيوث تقوديم تسوهيالت التمويول
واإلعفاءات الضريبية المختلفة ،كما وضعت برامل تسمح لهوا بتنميوة قودرتها التنافسوية.
أمووا بالنسووبة لواقووع اإلبووداع واالبتكووار فووي المؤسسووات االقتصووادية الجزائريووة فهووو يتميووز
بالخصائص التالية:
يمثل إنفاق الجزائر على البحث والتطوير أقل من %1من الناتل الداخلي
الخام؛
المؤسسات الجزائرية كبيرة الحجم هي األوفر حظا من البحث والتطوير؛
عدم توفر رؤوس أموال مخاطرة تمول المشاريع االبتكارية؛
شح المعلومات اإلحصائية المرتبطة بالبحث والتطويـر على مستوى
المؤسسات االقتصادية ،حتى على مستوى إحصائيات المنظمة العالمية لحقوق
الملكية الفكرية(19).
وفي سوبيل تشوجيع المؤسسوات االقتصوادية علوى اإلبوداع و االبتكوار قاموت السولطات
العمومية المعنية بوضع جائزة للمؤسسوات المبتكورة منهوا تحوت اسوم ا الجوائزة الوطنيوة
لالبتكوارا ) (20مون خوالل إصودار المرسووم التنفيوذي 929-68الموؤر فوي 14أكتووبر
. 2668وقد سعت من ورائه إلوى تشوجيع االبتكوار واسوتخدام البحوث و التنميوة ()R&D
في المؤسسات االقتصادية بغرض تحسين قدرتها التنافسية .و على الرغم من ذلك تبقوى
نسبة اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية الجزائرية صغيرة جدا ،فقد بلو عودد
بووراءات االختووراع المودعووة علووى مسووتوى المعهوود الوووطني الجزائووري لحمايووة الملكيووة
الصوناعية ( )INAPIمنوذ سونة 1188و إلوى غايوة 2667موا يعوادل 5886اختراعوا ،منهوا
671براءة اختراع وطنية أي ما نسبته %11من إجموالي بوراءات االختوراع المودعوة ،
مقابل 5261براءة اختراع أجنبية .في حين بل إجموالي عودد طلبوات بوراءات االختوراع
خالل سنة 2612ما يعادل 166طلب ،و 816فوي سونة ،2611و 2616موا يعوادل 866
طلب) ، (21أي أن الطلبات تشهد منحى تصاعدي نسبيا ،نوضوح توزيعهوا علوى مختلوف
المجاالت في الجدول الموالي:
الجدول ( :)1مجاالت طلب الحصول على براءة االختراع في الجزائر بين 2212و 2212
513
صندرة سـايبي
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن البحوث في مجال الصحة والصيدلة تحتل
الصدارة فيما يخص حصتها من إجمالي ملفات طلبات الحصول على براءات
االختراع المودعة خالل سنة 2616و التي تبل 999من 866ملف و 268من 166في
و286 سنة ،2612تليها بعد ذلك البحوث الكيميائية بـ 114ملف في سنة ،2616
في سنة ، 2612في حين تتوزع بقية الطلبات بشكل متقارب على كل من البحوث في
مجال الفيزياء ،اإلضاءة والكهرباء ...وغيرها ،و تبقى طلبات الحصول على براءات
االختراع في مجال النسيل تمثل النسبة األضعف ( 5طلبات فقط) .كما نالحظ أيضا
أن طلبات غير المقيمين للحصول على براءات االختراع تستحوذ على حصة كبيرة
من بين إجمالي طلبات الحصول على براءات االختراع خالل سنة ،2616والتي تمثل
721من بين 866طلب .و على المستوى الوطني نجد أنه في سنة 2612مثال توزعت
طلبات تسجيل االختراع بالنسبة للمقيمين بحجم 94طلب سجل في الجزائر العاصمة،
متبوعة بورقلة بـ 12طلب ،ثم تيبازة بـ 67طلبات ،لتليها قسنطينة و برج بوعريريل
بـ 66طلبات لكل منهماـ ثم وهران بـ 65طلبات ،وأخيرا سكيكدة وسطيف بـ 64
طلبات لكل منهما.
وبما أننا نالحظ أن غير المقيمين هم الذين يحتلون الصدارة فيما يخص الطلبات
المودعة للحصول على براءات االختراع ،فإنه يمكننا تفصيل أصل هذه الطلبات من
513
اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية -واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية
نالحظ أن النسبة األكبر من بين الطلبات المودعة في سنة 2616تعود لفرنسا بـ
199طلب وتليها بعد ذلك الواليات المتحدة األمريكية بـ 126طلب و تأتي إسبانيا في
المرتبة العاشرة بـ 22طلب ،أما في سنة 2612فرجعت المرتبة األولى للواليات
المتحدة األمريكية بـ 126طلب ،لتليها فرنسا بـ 126طلب ثم الدول األخرى بنسب
تتقارب كثيرا مع نسب سنة .2616
وبالعودة إلى إحصائيات المعهد الوطني الجزائري لحماية الملكية الصناعية نجد أن
المؤسسات تستحوذ على الحصة األكبر من بين طلبات الحصول ،في حين وصلت
طلبات الباحثين لسنة 2619ما يعادل 168طلب (22) .ونشير أيضا أنه يتواجد العديد
من المخترعين والمبتكرين خارج الجزائر والذين حققوا نتائل باهرة في مجال االبتكار
) ، (23ينبغي التنبه إليها بشدة ومحاولة جذبهم الستغالل ابتكاراتهم على مستوى
المؤسسات االقتصادية الجزائرية.
وبناء على ما سبق يمكن القول بأن اإلبداع واالبتكار في الجزائر ال يزال ضعيف
ومحدود المدى ،إذ أخذت الجزائر في 2619/11/18المرتبة 192من أصل 142دولة
من حيث االبتكار ،وهي مرتبة متراجعة جدا خاصة إذا ما قورنت مع دول مجاورة
كالمغرب الذي أخذ المرتبة ،16و تونس ،58ولبنان (24) ،69وإذا كان نصيب
513
صندرة سـايبي
المؤسسات على المستوى الوطني هو 724براءة اختراع فقط بما فيها مساهمة
المؤسسات األجنبية ،وهنا يمكن القول – كما اشرنا سابقا – أن اإلحصائيات الموفرة
من طرف الجهات المختصة ال تفصل بين مساهمة المؤسسات مختلف أشكال
المؤسسات من حيث الحجم من االبتكار واالختراع واإلبداع وعلى الرغم من ذلك
يمكن اعتبارها هي األخرى ضعيفة ما دامت المساهمة الكلية للمؤسسات ككل ضعيفة.
أما بالنسبة للعوامل المشجعة على االبتكار ،أشارت دراسة أشرف عليها مكتب
Strategy Oneحول مؤشر االبتكار بنا ًء على طلب المنظمة العالمية لحماية حقوق
الملكية الفكرية ،شملت 22دولة هي الجزائر ،إفريقيا الجنوبية ،ألمانيا ،أستراليا،
البرازيل ،كندا ،الصين ،كوريا الجنوبية ،اإلمارات العربية المتحدة ،الواليات المتحدة
األمريكية ،فرنسا وتركيا في الفترة الممتدة من 15نوفمبر 2611إلى 15أكتوبر
،2611ومست 2866مسير مؤسسة اقتصادية ،إلى أن ضرورة تواجد معاونين مبدعين
هو العامل األساسي لتحقيق االبتكار بنسبة ،%56ليليه عامل آخر في مرتبة ثانية وهو
ضرورة وجود دعم مالي من طرف الدولة بنسبة ،%94والنسبة المتبقية %16توزعت
على عوامل أخرى(25).
كما أن إدراج ابتكوار فوي مؤسسوة قود يصوادفه العديود مون العوائوق و األخطوار ،فمون
بووين العوائووق نجوود نقووص األموووال ،تواجوود العديوود موون الطوورق التووي يمكوون موون خاللهووا
االبتكار ،أما عن األخطار فقد تشمل عدم مواكبوة التطوورات التوي تحودث علوى مسوتوى
السوق فيما يخص المنتجات ،و كذا تغير أذواق و متطلبات المستهلكين ،االسوتمرار فوي
البحث عن االبتكار و تناسي التكاليف ،و سرقة األفكار االبتكارية...
موا يمكون استخالصوه هوو تواجود أخطووار عديودة تونجم عون إتبواع إسوتراتيجية اإلبووداع
واالبتكوووار فوووي المؤسسوووات االقتصوووادية ،وهوووذا موووا يسوووتوجب تسييوووـر هوووذه األخطوووار
وتكييفهووا مووع األهووداف المرجوووة ،موون خووالل االسووتعانة بأفكووار اآلخوورين ( موووردين،
زبوووائن )....للقيوووام باالبتكوووار ،و البحوووث عووون شوووركاء لتمويووول عمليوووة االبتكوووار و طلوووب
المرافقة والمساعدة ،و حماية االبتكار من خالل القيام بتسوجيل بوراءة االختوراع ،و هوذا
في حالة ما إذا كانت عملية االبتكار هوذه نوتل عنهوا اختوراع جديود ،وأخيورا عودم تركيوز
االبتكار على التكنولوجية و جعله أكثر شموالً.
الخاتمة
المؤسسات اليوم في خطر ،خاصة إذا ما لم تكن كفأة في مجال االبتكار
واإلبداع وتطوير منتجاتها بما يتوافق ومستوى الطلب .إن توسع مفهوم االبتكار لم يعد
يقتص ر على مجال واحد وهو التكنولوجيا ،فأغلبية المؤسسات المبتكرة اليوم هي
سا بطرق التنظيم ،فالمسير في القرن الواحد خدمية ،حيث يرتبط االبتكار فيها أسا ً
والعشرين ينبغي أن يعرف كيف يجند ويرفع من الطاقات اإلبداعية لمعاونيه ،كي
يتمكن من ضمان استمرار نمو مؤسسته والمؤسسات االقتصادية الجزائرية ليست
541
اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية -واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية
بمنأى عن ذلك ،فمن خالل الدراسة التي قمنا بعرضها ،تبين لنا أنه على الرغم من أن
المؤسسات االقتصادية الجزائرية تطبق االبتكار بمختلف األشكال ولو بشك نسبي ،و
هو ما ينفي فرضية الدراسة التي تصرح بأن هذه المؤسسات عاجزة عن االبتكار ،إال
أنها ال زالت تبقى مطالبة ببذل جهد أكبر في مجال االبتكار مما يخول لها الزيادة من
قدرتها التنافسية ،و بالتالي القدرة على اختراق أسواق دولية.
وقد يتوجب على المؤسسات االقتصادية الجزائرية إعادة التفكير في جدية المشكلة
المرتبطة بالغياب النسبي لالبتكار في أنشطتها ،هذا ما يجعلها عاجزة عن تطوير
تنافسيتها ،سيما في ظل انفتاح األسواق .الدولة بدورها ينبغي أن ال تتوقف عند تطوير
إنشاء المؤسسات ،بل ينبغي أن تحسن من قدرة المؤسسات االقتصادية المتواجدة أصال
على االبتكار .األمر الذي يمكنها من مواجهة مختلف األخطار التي تهددها على
مستوى السوق.
المراجع
و -1عبد الحميد مصطفى أبو ناعم ،إدارة المشروعات الصغيرة ،دار الفجر للنشر
التوزيع ،القاهرة ،2662 ،ص 99. .
-2عاكف لطفي خصاونة ،إدارة اإلبداع واالبتكار في منظمات األعمال ،الطبعة االولى ،دار
الحامد للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2611 ،ص ص55.-56 .
-9شريف غياط و محمد بوقموم « ،حاضنات األعمال التكنولوجية و دورها في تطوير
اإلبداع و االبتكار بالمؤسسات االقتصادية» ،مجلة أبحاث اقتصادية و إدارية ،جامعة قالمة
،العدد السادس ، 2661 ،ص ص. 56-55 .
-4برافين جوبتا ،االبداع اإلداري القرن الحادي و العشرو ،الطبعة االولى ،دار الفجر للنشر
ن
و التوزيع ،القاهرة ، 2008 ،ص.42.
-5الرابط www.moqatel.com/openshare/behoth/mnfsia15/ibeikan/secoi/doc6 :
6ديسمبر.2014
-6مدحت أبو النصر ،تنمية القدرات االبتكارية لدى الفرد والمنظمة ،مجموعة النيل العربي
،اإلسكندرية ، 2662 ،ص. 16.
7- Ocde, les pme a forte croissance et l’emploi, Edition Ocde, paris .2005, p.10.
8- Medef (mouvement des entreprises de France ) , innover , s’internationaliser : les
deux leviers du développement des pme , avril 2003 , p.3 .
9- Olivier Lelorieux, innovation organisationnelle et créativité, consulté dans le site :
http://centremagellan.univ-lyon3.fr/fr/articles/263_575.pdf, 24/08/2010, p.2.
10- Quatre types d'innovation, quatre modèles d'organisation, consulté dans le site :
http://archives.lesechos.fr/archives/2006/lesechos/19810-505-ech.htm, 28/08/2010.
541
صندرة سـايبي
544
اإلبداع واالبتكار في المؤسسات االقتصادية -واقع وتحديات المؤسسات الجزائرية
545