Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 52

‫*****************************‬

‫‪167‬‬
‫‪358‬‬
‫‪‬‬

‫الحمد لله الذي أنزل الكتاب بلسان عربي مبين‪ ،‬على أفصح العرب وخير‬
‫الخلق أجمعين‪ ،‬سيدنا ‪ -‬محمد صلى الله عليه وسلم‪ -‬وعلى آله الطيبين‪،‬‬
‫وأصحابه الغر الميامين‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫أما بعد‪،‬‬

‫فإن االعتراض النحوي ُي َعُّد عمال علميا رصينا‪ ،‬يقوم على مقابلة األدلة‬
‫والحجج‪ ،‬وال يهدف إلى التتبع المقصود لألخطاء والهنات‪ ،‬بل يهدف إلى بيان‬
‫المعنى والحقيقة على وجه الصواب‪.‬‬

‫وقد ِلقيت االعتراضات اهتماما كبي ار من العلماء قديما وحديثا‪ ،‬فسيبويه(ت‪081‬هـ)‬


‫اعترض على أستاذه الخليل(ت‪071‬هـ) في بعض المسائل‪ ،‬واعترض‬
‫الكسائي(ت‪081‬هـ) على سيبويه في المسألة الزنبورية‪ ،‬ومن هؤالء العلماء الذين‬
‫اشتهروا باالعتراضات ابن هشام األنصاري‪ ،‬فقد امتازت مؤلفاته بكثرة‬

‫‪ - ‬عضو هيئة تدريس ‪ -‬كلية اللغة العربية والدراسات اإلسالمية ‪ -‬الجامعة األسمرية‬
‫للعلوم اإلسالمية‬
‫‪583‬‬
‫‪167‬‬

‫االعتراضات على السابقين‪ ،‬ومن بينهم الزمخشري؛ ولما للمغني من األهمية‪،‬‬


‫ولِ ِقيمته العالية‪ ،‬ولِمكانة مؤلِفه العلمية‪ ،‬رأيت أن أتناول االعتراضات الواردة فيه‬
‫على الزمخشري في بحثي الموسوم بـ (اعتراضات ابن هشام(ت‪167‬هـ) في كتابه‬
‫المغني على الزمخشري(ت‪835‬هـ) ِدراسة انتقائية َت ْحلِيلَِّية‪ ،‬وذلك لألسباب‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫أوال‪َ :‬رْغ َب ًة ِمِني في بيان أسلوب الكتاب‪ ،‬واالستفادة مما حواه‪.‬‬

‫ع في‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬


‫وه َو عالم ُم ْتقن أ َْوَد َ‬‫ثانيا‪ :‬الوقوف على مؤلف م ْن مؤلفات علماء مصر‪ُ ،‬‬
‫وغ ِه في هذا‬ ‫ِ‬
‫ودا عظيمة‪َ ،‬ب ْرَه َن ِب َها على مدى ُق ْد َرِته‪ُ ،‬‬
‫ونُب ِ‬ ‫هذا الكتاب ُج ُه ً‬
‫وع َك َس فيه ثقافة عصره‪ ،‬وكان ممن دافعوا عن القرآن‪ ،‬وغيروا‬ ‫ِ‬
‫العْلم‪َ ،‬‬
‫عنه ما ارتأوه خطأ‪ ،‬بما ارتأوه صحيحا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ميلي إلى الدراسات التي تخدم كتاب الله‪.‬‬

‫وأخي ار‪ :‬فإن هذه الدراسة تعد لونا من المناقشة العلمية من الحق لسابق‪ ،‬آلرائهما‬
‫قيمتُها العلمية‪ ،‬ودراسة هذه اآلراء فيها إثراء للدرس النحوي‪ ،‬وبناء للناحية‬
‫العلمية عند الباحث‪ ،‬حيث إن البحث في مثل هذا الموضوع يتيح للباحث‬
‫أكبر ْقدر من التعمق في المسائل‪ ،‬ويعين على الغوص في دقائقها‬
‫وخفاياها‪ ،‬ويلزم بالنظر في أدلتها وحججها ومراجعة مصادرها‪.‬‬

‫وقد قسمت البحث بعد هذه المقدمة إلى تمهيد وثالثة مباحث‪ ،‬وفي كل مبحث‬
‫مجموعة من المطالب‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬ثم قائمة بالمصادر والمراجع‪ ،‬وذلك وفق اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التمهيد‪( :‬الجانب الدراسي) التعريف بالزمخشري‪ ،‬والتعريف بابن هشام‪،‬‬


‫والتعريف باالعتراض‪ ،‬وما يتعلق به‪ ،‬ويشتمل على‪:‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪586‬‬
‫ِ‬
‫المعترضين عليه‪.‬‬ ‫أ‪ -‬ترجمة موجزة للزمخشري وذكر أشهر‬

‫ب‪ -‬ترجمة موجزة البن هشام وذكر أشهر من اعترض عليهم‪.‬‬

‫ج‪ -‬االعتراض(مفهومه‪ -‬أركانه‪ -‬أسبابه‪ -‬ألفاظه)‬

‫ثانيا‪ :‬الجانب التطبيقي‪ :‬مسائل اعترض فيها ابن هشام على الزمخشري‪،‬‬
‫ويشتمل على ثالثة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االعتراض في باب الحروف‪ ،‬وفيه ِ‬


‫ثماني مسائل(مطالب)‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االعتراض في باب األسماء‪ ،‬وفيه سبع مسائل(مطالب)‬

‫المبحث الثالث‪ :‬االعتراض في باب األفعال‪ ،‬وفيه ست مسائل(مطالب)‬

‫الم َعالِم‪ ،‬وذلك‬ ‫ِ‬


‫وذلك ضمن منهج استقرائي‪ ،‬وصفي‪ ،‬تحليلي‪ ،‬واضح‪ ،‬بين َ‬
‫اس ُب‬ ‫الكتَاب‪ ،‬واستخراج االعتراضات ِم ْنه‪ِ َ ،‬‬ ‫بتَتَبُّع مادة ِ‬
‫مع ْنوَنة لكل مسألة بما َيتََن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫ض ُمونها‪ُ ،‬م َم ِه َدة لها بتمهيد ُي َوض ُح َها‪ ،‬مع َنْقل كالم ابن هشام‪َ ،‬‬
‫وع ْر ِ‬ ‫مع َم ْ‬
‫اآلراء‪ ،‬ومناَق َشِتها‪ ،‬والترجيح بينها‪ ،‬محتَ َّج ًة بآراء َذ ِوي ِ‬
‫العْلم والشأن‪.‬‬ ‫ََْ ُ ْ‬ ‫َُ َ‬
‫طت أكثر العبارات‪،‬‬ ‫ض َب ُ‬‫َش ْر ُت إلى أسماء السور‪ ،‬وأرقام اآليات‪ ،‬وقد َ‬
‫وقد أ َ‬
‫ضوح العبارة‪ ،‬وتَ ْن ِسيق المعلومات‬
‫ص ُت على ُو ُ‬‫وح َر ْ‬
‫خاصة ما ُي ْخ َشى اللبس فيها‪َ ،‬‬
‫اعتَ َم ْد ُت عليها في عملي‪،‬‬ ‫ما أمكن‪ ،‬وقد حاوْل ُت جمعها ِم ْن ِعَّد ِة مص ِادر ومر ِ‬
‫اج َع ْ‬ ‫َ َ َ ََ‬ ‫َََْ‬ ‫ََ‬
‫وذلك حسب التسلسل الزمني‪ ،‬ثم أ َْن َه ْي ُت هذا العمل بخاتمة‪ ،‬وقائمة للمصادر‬
‫اعتَ َم ْد ُت عليها في عملي‪.‬‬ ‫والمراجع التي ْ‬

‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬


‫‪581‬‬
‫‪167‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫ويشتمل على التعريف بالزمخشري‪ ،‬والتعريف بابن هشام‪ ،‬والتعريف باالعتراض‪،‬‬


‫وما يتعلق به‪.‬‬

‫ِ‬
‫المعترضين عليه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ترجمة موجزة للزمخشري وذكر أشهر‬

‫الزمخشري(‪ :)1‬هو محمود بن عمر بن محمد بن أحمد‪ ،‬أبو القاسم‪ ،‬جار الله‬
‫الزمخشري‪ ،‬ولد سنة ‪767‬هـ‪ ،‬في قرية تدعى (زمخشر)‪ ،‬وأتته المنية‪-‬رحمه الله‪-‬‬
‫ليلة عرفة سنة‪838‬هـ بجرجانية‪.‬‬

‫ومن أشهر المعتَ ِر ِ‬


‫ضين عليه‪ :‬أبو الحجاج يوسف بن معزوز القيسي(ت‪628‬هـ)‪،‬‬
‫والرضي(ت‪686‬ه) تقريبا‪ ،‬وأبو حيان محمد بن يوسف األندلسي(ت‪778‬هـ) (‪.)2‬‬

‫ب‪ -‬ترجمة موجزة البن هشام وذكر أشهر من اعترض عليهم‪ :‬ابن‬
‫هشام(‪ :)3‬هو أبو محمد جمال الدين عبدالله بن يوسف بن أحمد بن‬
‫عبدالله المعروف بابن هشام األنصاري النحوي المصري‪ ،‬ولد بالقاهرة‬
‫سنة ‪718‬هـ‪ ،‬وتوفي سنة ‪760‬هـ‪ ،‬ودفن بعد صالة الجمعة بمقابر‬
‫الصوفية خارج باب النصر بالقاهرة‪.‬‬
‫وقد تجاوز عدد من اعترض عليهم ابن هشام مائة علم منهم المازني(ت‪271‬هـ)‪،‬‬
‫والسهيلي(ت‪883‬هـ) وابن خروف(ت‪611‬هـ)‪ ،‬وأبو البقاء(ت‪606‬هـ)‪ ،‬وابن‬

‫(‪ )1‬ينظر ترجمته في‪ :‬معجم األدباء‪921/91‬؛ إنباه الرواة ‪251/3‬؛ وفيات األعيان‪911/5‬؛ سير أعالم‬
‫النبالء‪959/22‬؛ بغية الوعاة‪271/2‬؛ شذرات الذهب‪991/4‬؛ تاريخ األدب العربي‪.295/5‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اعتراضات ابن مالك على الزمخشري‪:‬عادل فتحي رياض‪.99‬‬
‫(‪ )3‬تنظر ترجمته في‪ :‬الدرر الكامنة‪321/2‬؛ النجوم الزاهرة‪331/92‬؛ بغية الوعاة‪11/2‬؛ كشف الظنون‪924/9‬؛‬
‫شذرات الذهب‪919/1‬؛ البدر الطالع‪.422/9‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪588‬‬
‫مالك(ت‪670‬هـ)‪ ،‬كما أن اعتراضاته قد طالت الجماعات والطوائف والمذاهب‬
‫ِ‬
‫المفسرين‬ ‫النحوية كالبصريين والكوفيين والفقهاء والبيانيين والعامة‪ ،‬وخاصة‬
‫والم ِ‬
‫عربين(‪.)1‬‬ ‫ُ‬
‫ج‪ -‬االعتراض(مفهومه‪ -‬أركانه‪ -‬أسبابه‪ -‬ألفاظه)‪:‬‬

‫ومن َع مانع‪ ،‬ومنه قيل‪:‬‬


‫حال حائل‪َ ،‬‬
‫عارض أي‪َ :‬‬ ‫ض ِ‬ ‫االعتراض لغة‪ :‬يقال‪َ :‬ع َر َ‬
‫ض لفالن‪ ،‬أي‪ :‬ال تَ ْعتَ ِر ْ‬
‫ض له‪ ،‬فتمنعه باعتراضك أن يقصد مراده ويذهب‬ ‫ال تَ ْع ِر ْ‬
‫ضِني أي‪ :‬يباريني(‪.)2‬‬ ‫مذهبه‪ ،‬وفالن ُي ِ‬
‫عار ُ‬

‫ضا كما تكون الخشبة في‬ ‫الشيء‪ :‬صار َع ِار ً‬ ‫ض‬


‫"اعتَ َر َ‬
‫وجاء في المعجم الوسيط‪ْ :‬‬
‫ض‬‫اعتَ َر َ‬
‫ض َل ُه‪َ :‬م َن َع ُه‪ ،‬و ْ‬
‫اعتَ َر َ‬
‫ال‪ ،‬و ْ‬
‫دونه‪َ :‬ح َ‬ ‫ض‬
‫اعتَ َر َ‬
‫النهر أو الطريق‪ ،‬ويقال‪ْ :‬‬
‫عليه‪ :‬أنكر قوله أو فعله"(‪.)3‬‬

‫االعتراض اصطالحا‪ :‬أن يذهب عالِم في مسألة ما مذهبا قد اختاره وأيده‪ ،‬وتناول‬
‫عالِم آخر هذه المسألة‪ ،‬واختار فيها غير ما اختار ذاك العالم‪ ،‬وقد خصه بالذكر‪،‬‬
‫ورماه بالوهم والخطأ أو االضطراب‪ ،‬مفندا أقاويله وحججه(‪.)4‬‬

‫والمراد به هنا‪ :‬هو رفض ابن هشام وإنكاره لبعض إعرابات النحاة والمفسرين‬
‫كلمات وردت في آيات الذكر الحكيم‪ ،‬ومخالفتها بألفاظ تدل على االعتراض‪،‬‬
‫ألسباب معينة(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬المؤاخذة النحوية عند ابن هشام‪ :‬عبدالحكيم محمد بادي ‪.225، 224‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تهذيب اللغة‪.945 ،942/9‬‬
‫(‪ )3‬المعجم الوسيط ‪.195/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اعتراضات ابن مالك على الزمخشري‪.99 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬اعتراضات ابن هشام على معربي القرآن‪ :‬إيمان حسين السيد ‪.92‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪583‬‬
‫‪167‬‬

‫ويعد االعتراض نمطا خاصا من الخالف النحوي‪ ،‬فالخالف أعم من‬


‫االعتراض(‪ ،)1‬وهو‪ :‬أن يذهب عالم في مسألة ما مذهبا قد اختاره وأيده‪ ،‬وتناول‬
‫عالم آخر هذه المسألة‪ ،‬واختار فيها غير ما اختاره ذاك العالم‪ ،‬دون أن يذكر‬
‫السابق أو يشير إلى خالفه‪ ،‬فالخالف من حيث تناول اإلمامين لمسألة‪ ،‬واختالف‬
‫نتيجة هذا التناول(‪.)2‬‬

‫ويرتبط المعنيان في معنى المنع والرفض وعدم االستقامة واإلنكار‪ ،‬أي‪ :‬رد الحكم‬
‫النحوي أو وصفه بعدم االستقامة لحجة نحوية‪.‬‬

‫المعترض عليه‪ -‬الرأي والمسألة‪ :‬وهي قضية الخالف‬


‫َ‬ ‫ِ‬
‫المعترض‪-‬‬ ‫أركانه أربعة‪:‬‬
‫ومادته وفيه طرفان األول سابق‪ ،‬والثاني الحق(صاحب الرأي المخالِف)‪-‬‬
‫األسلوب‪ :‬وهو القالب الذي ُيَقَّدم فيه االعتراض‪ ،‬وربما تندرج المناظرة والمحاورة‬
‫تحت باب االعتراض(‪.)3‬‬

‫أسبابه‪ :‬وال تختلف أسباب نشأة االعتراض عن أسباب نشأة الخالف‪ ،‬ومن أهم‬
‫أسباب االعتراض‪:‬‬

‫‪ -0‬اختالف النحاة في َف ْهم القرآن الكريم وتفسيره‪َ ،‬ي ْت َب ُع ُه خالف نحوي‪،‬‬


‫وإعرابي‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالفهم في المسموع ِم َن العرب‪ ،‬أو اختالف مقاييسهم في تحديد‬
‫القبائل الفصيحة‪ ،‬واللهجات‪.‬‬
‫‪ -3‬اختالفهم في المنهج الذي سلكوه في الدرس النحوي‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اعتراضات ابن مالك على الزمخشري‪.99‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬نفسه ‪.99‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬االعتراض النحوي عند ابن مالك واجتهاداته‪ :‬ناصر محمد عبدالله آل قميشان ‪.7‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪533‬‬
‫‪ -7‬طبيعة النحو العربي‪ ،‬التي تقوم على االجتهاد والتعليل‪ ،‬والتي تجعل‬
‫اء نحوية ينفرد بها‪ ،‬فكثرت هذه اآلراء االنفرادية‪.‬‬ ‫النحوي يرتجل آر ً‬
‫جعلهم الشعر والنثر بمنزلة واحدة‪ ،‬في االحتجاج النحوي‪.‬‬ ‫‪ْ -8‬‬
‫‪ -6‬الغموض الذي يعتري كثي ار ِم َن التراكيب اللغوية‪.‬‬
‫وثمة أسباب ثانوية لِْل ِخ َالف النحوي كصعوبة فهم بعض المصادر النحوية‪،‬‬
‫والسيما كتاب سيبويه في تنظيمه‪ ،‬ومصطلحاته‪ ،‬واختالف البيئة واالتجاه السياسي‬
‫لكل إقليم‪ ،‬مثل‪ :‬الكوفة والبصرة‪ ،‬والمنافسة الشخصية َب ْي َن النحاة‪ ،‬والحرص على‬
‫الحظوة َل َدى ذوي الجاه والمكانة‪ ،‬والتفاوت في المقدرة العلمية َب ْي َن النحويين‪،‬‬
‫والمحصول العلمي لِ ُك ٍّل ِم ْن ُه ْم ًّ‬
‫كما ونوعا(‪.)1‬‬

‫ألفاظه‪ :‬ومن ألفاظ االعتراض عند ابن هشام‪( :‬وخالف الزمخشري)‪( -‬وِهم)‪-‬‬
‫(وال تُ ْع َرف هذه المقالة لنحوي)‪( -‬تعسف ظاهر)‪(-‬وال نعلم بذلك قائال)‪-‬‬
‫(غريب)‪( -‬فاسد)‪( -‬ولم يتنبه لها الزمخشري)‪( -‬ليست كما زعم)‪( -‬ويحتاج إلى‬
‫تأمل)‪( -‬واأل َْوَلى)‪( -‬مرفوض)‪( -‬والصواب أنها)‪( -‬سهو منه)‪( -‬غير متجه)‪-‬‬
‫(زعم)‪( -‬ضعيف)‪(-‬ممنوع)‪( -‬تناقض)‪( -‬مردود)‪( -‬ال يجوز)‪( -‬بطالن)‪-‬‬
‫(ويرده)‪( -‬كأنه نسي)‪.‬‬

‫الجانب التطبيقي‪ :‬مسائل اعترض فيها ابن هشام على الزمخشري‪ ،‬ويشتمل على‬
‫ثالثة مباحث‪:‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الخالف النحوي في ضوء محاوالت التيسير الحديثة‪ :‬حسن منديل العكيلي ‪.91 – 91‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪537‬‬
‫‪167‬‬

‫المسألة األولى‪ :‬موضع الهمزة مع حروف العطف‬

‫"يرى ابن هشام أن الهمزة أصل أدوات االستفهام بدليل تمام التصدير؛ حيث إنها‬
‫إذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو بالفاء أو بـ(ثم) ُقِد َمت على العاطف‪،‬‬
‫وأخواتها تتأخر عن حروف العطف‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬أََفَلم َي ِس ُيروا ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض}‬ ‫ْ‬
‫[يوسف‪ ]011 :‬هذا مذهب سيبويه والجمهور‪ ،‬ووصف ابن هشام رأي الزمخشري‬
‫في أن الهمزة في موضعها األصلي‪ ،‬وأن العطف على جملة مقدرة بينها وبين‬
‫َم َكثُوا َفَل ْم َي ِس ُيروا"‪ ،‬بالضعف للتكلف وعدم االطراد‪ ،‬ووصف‬
‫العاطف‪ ،‬والتقدير‪" :‬أ َ‬
‫رأي الجمهور أيضا بالتكلف‪ ،‬إال أنه أسهل من تقديم بعض المعطوف" (‪.)1‬‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬اتفق أكثر العلماء على وجوب تقديم الهمزة على حروف‬
‫العطف‪ ،‬وهذه الهمزة االستفهامية وحدها تتقدم على حروف العطف لتقدمها(‪،)2‬‬
‫وهو رأي الدماميني(ت‪828‬هـ)‪ ،‬والجملة معطوفة على ما قبلها من الجمل (‪،)3‬‬
‫ووافقه مصطفى األنطاكي(ت‪0011‬هـ)(‪ ،)4‬والدسوقي(ت‪0231‬هـ)(‪.)5‬‬

‫وخالف الزمخشري‪ ،‬وقد وافقه السمين الحلبي (ت‪786‬هـ) حيث جعل تقديم الهمزة‬
‫(‪)6‬‬
‫وتأخير العاطف ادعاء‪.‬‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .91‬بتصرف‪.‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬معجم القواعد‪ :‬عبد الغني بن علي الدقر‪.5/21‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح الدماميني‪.12/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬غنية األريب‪ :‬مصطفى رمزي بن الحاج حسن األنطاكي‪.375/4‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.49/9‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬الدر المصون‪.491/1‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪533‬‬
‫قال الصبان( ت‪ 0216‬هـ)‪" :‬وفي دعوى الزمحشري حذف الجملة‪ ،‬وفي دعوى‬
‫الجمهور تقدم بعض الحروف على العاطف"(‪.)1‬‬

‫وذكر ابن عاشور (ت‪0313‬هـ)‪ :‬أن الحق جواز الوجهين في جميع مواقع‬
‫االستفهام مع حروف العطف؛ ألنه ال أثر لهذا إال في اختالف االعتبار والتقدير‪،‬‬
‫ومعنى الكالم ال يتغير على كال االعتبارين؛ ألن العطف واالستفهام كليهما‬
‫(‪)2‬‬
‫متوجهان إلى الجملة الواقعة بعدهما‪.‬‬

‫وقد حاول الفوزان االبتعاد عن القول بالتقدير‪ ،‬أو التقديم‪ ،‬أو التأخير‪ ،‬فرأى‪:‬‬
‫األحسن أن تكون هذه الحروف بعد الهمزة‪ ،‬وما بعدها جملة مستأنفة‪ ،‬وهذا أبعد‬
‫من التكلف‪ ،‬والقول بالتقدير‪ ،‬أو التقديم والتأخير(‪.)3‬‬

‫ف رأي الزمخشري بعدم اطراده‪،‬‬ ‫ِ‬


‫وضع َ‬
‫والذي يرجح عندي هو رأي ابن هشام‪ُ ،‬‬
‫وبأن فيه حذف جملة معطوف عليها‪ ،‬من غير دليل؛ وألنه إذا استوى التقدير‬
‫وعدم التقدير فعدم التقدير أولى‪ ،‬قيل‪ :‬وقد رجع إلى مذهب الجماعة في تفسير‬
‫اآلية (‪ )17‬من سورة األعراف(‪.)4‬‬

‫وذكر الشيخ محمد األمير(ت‪0087‬هـ)‪ :‬أن "العطف على جملة مقدرة ضعفه‬
‫بعض المحققين بأنه لم ُي ْس َمع هذا التركيب إال بعد سبق شيء‪ ،‬فدل على أن‬

‫(‪ )1‬حاشية الصبان‪.954 /3‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.511/9‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬دليل السالك إلى ألفية ابن مالك ‪.322/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الجنى الداني في حروف المعاني ‪39‬؛ الكشاف‪933/2‬؛ حاشية الخضري‪.914/2‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪535‬‬
‫‪167‬‬

‫العطف على السابق‪ ،‬ولو كان العطف على مقدر لصح اإلتيان به ابتداء‬
‫فتدبر"(‪.)1‬‬

‫قال ابن عثيمين (ت‪0720‬هـ)‪" :‬فالقول األول‪-‬أي القول بتقدير جملة بين‬
‫عناء وتكلفاً فيما تقدره بين‬
‫الحرفين‪ -‬أدق؛ والثاني أسهل؛ ألن الثاني ال يحتاج ً‬
‫الهمزة والعاطف"(‪.)2‬‬

‫ورأى أن الجملة استفهامية معطوفة على ما سبق‪ ،‬وأن أصل {أ ََوَل ْم َي ِس ُيروا }‪:‬‬
‫(وألم يسيروا) فال يكون هناك شيء محذوف‪.‬‬

‫ورجح هذا الرأي؛ لسالمته من التقدير؛ وألنه في بعض اآليات ال تستطيع أن‬
‫تقدر شيئاً‪ ،‬وهذا الشيء المقدر إنما يقدر مما يفهم من السياق‪ ،‬وإذا كان السياق‬
‫سيفهمنا إياه فال حاجه إلى تقديره‪.‬‬

‫ض} [يوسف‪ ]011 :‬االستفهام للتوبيخ‪ ،‬وال‬ ‫فقوله تعالى‪{ :‬أََفَلم َي ِس ُيروا ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ْ‬
‫توبيخ إال على غفلة‪ ،‬فتكون الغفلة مستفادة من مجرد االستفهام‪ ،‬وحينئذ ال نحتاج‬
‫إلى تقدير‪ ،‬وبهذا يرجح أن تكون الهمزة من بعد الواو‪ ،‬لكنها ُقِد َم ْت عليها؛ ألن‬
‫همزة االستفهام لها الصدارة(‪.)3‬‬

‫المسألة الثانية‪ :‬الفرق بين الم القسم والم االبتداء‬

‫"تدخل الم االبتداء باتفاق في موضعين‪ :‬المبتدأ‪ ،‬وبعد (ِإ َّن)‪ ،‬لتوكيد مضمون‬
‫الجملة‪ ،‬وتخليص المضارع للحال‪ ،‬ويمتنع دخولها على الجملة الفعلية إال في‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب وبهامشه حاشية الشيخ محمد األمير‪.94/9‬‬


‫(‪ )2‬تفسير العثيمين ‪.253/9‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح ألفية ابن مالك للعثيمين ‪.91/52‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪533‬‬
‫باب (ِإ َّن)‪ ،‬ويرى الزمخشري أن الم القسم مالزمة للنون‪ ،‬فإن انتفت النون فهي‬
‫ضى}‬ ‫ِ‬
‫ُّك َفتَ ْر َ‬
‫يك َرب َ‬
‫ف ُي ْعط َ‬
‫{وَل َس ْو َ‬
‫الم ابتداء‪ ،‬والمبتدأ محذوف‪ ،‬كما في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫[الضحى‪ ،]8 :‬وضعف رأيه؛ ألن فيه ُّ‬
‫تكلفين لغير ضرورة‪ ،‬وهما تقدير محذوف‪،‬‬
‫وخلع الالم عن معنى الحال؛ لئال يجتمع دليال الحال واالستقبال"(‪.)1‬‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬ال يؤكد المضارع الدال على الحال بالنون؛ القتضائها‬
‫االستقبال فيتنافيان(‪ ،)2‬ويجب توكيد المضارع المثبت المستقبل غير المفصول‬
‫للفرق بين الم القسم والم االبتداء‪ ،‬وال بد من توكيده بالالم والنون عند البصريين‪،‬‬
‫فقد رأى سيبويه أن الفعل الذي دخلته الم القسم ال تفارقه الخفيفة أو الثقيلة‪ ،‬لزمه‬
‫ذلك كما لزمته الالم في القسم‪ )3(،‬وهو رأي الزجاجي (ت‪337‬ه) في الالمات(‪.)4‬‬

‫وأجاز الكوفيون االكتفاء بأحدهما(‪ ،)5‬ورأى سايس أن حذفها ضعيف جدا(‪.)6‬‬

‫وذكر ابن يعيش( ت‪673‬هـ)‪ :‬أنه قد ذهب أبو علي (ت‪ 377‬هـ) إلى أن النون‬
‫هنا غير الزمة‪ ،‬وحكاه عن سيبويه‪ ،‬حيث إنه قد جوز كون سوف نائبا عن‬
‫إحدى نوني التوكيد(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .225‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.214/4‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬حاشية الخضري‪.1/3‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب‪.521/3‬‬
‫(‪.71/9 )4‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك‪.14/4‬‬
‫(‪ )6‬تفسير آيات األحكام‪ :‬محمد سايس‪.791/9‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬شرح المفصل‪.942/5‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪533‬‬
‫‪167‬‬

‫ولم يفرق المالقي (ت‪712‬هـ) بين الالمين فقال‪ :‬وإذا تأملت هذه الالم فهي الم‬
‫(‪)2‬‬
‫االبتداء والم التوطئة(‪ .)1‬وخطأه المرادي (ت ‪ )771‬في الجنى‪.‬‬

‫قال الشيخ خالد األزهري(ت‪118‬هـ)‪" :‬وقول البيضاوي (ت‪688‬هـ) تبعا‬


‫يك} [الضحى‪ ]8 :‬لالبتداء‪ ،‬دخلت على‬ ‫ِ‬
‫ف ُي ْعط َ‬
‫{وَل َس ْو َ‬
‫للزمخشري‪ :‬والالم في َ‬
‫الخبر‪ ...‬ال للقسم فإنها ال تدخل على المضارع إال مع النون المؤكدة‪ ،‬مخالف‬
‫لما عليه الجمهور‪ ،‬من أن ذلك مع اتصال الالم بالفعل ال مع انفصاله عنها‪،‬‬
‫فإذا حصل فصل بينهما‪ ،‬امتنعت النون‪ ،‬وثبتت الم القسم وحدها"(‪.)3‬‬

‫وجعلها األنطاكي الم ابتداء؛ موافقا رأي الزمخشري(‪.)4‬‬

‫يظهر مما سبق أرجحية رأي ابن هشام لشهرته‪.‬‬

‫{ما ُقْل ُت َل ُه ْم ِإ َّال‬


‫َن} المخففة من الثقيلة في قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬نوع {أ ْ‬
‫َن اعبدوا َّ‬ ‫ما أ ِ ِ‬
‫الل َه َربِي َوَرب ُ‬
‫َّك ْم} [المائدة‪]007 :‬‬ ‫َم ْرتَني ِبه أ ِ ْ ُ ُ‬
‫َ َ‬
‫ذكر ابن هشام "أن {أ ِ‬
‫َن} هنا تفسيرية على تأويل القول باألمر عند الزمخشري‬
‫وحس َن رأيه؛ لكنه يرى أن الجملة المفسرة ال محل لها من اإلعراب‪ ،‬ورفض أن‬
‫َّ‬
‫َن} مصدرية‪ ،‬وهي وصلتها عطف بيان على الهاء في به‪ ،‬فكما أن‬ ‫تكون {أ ِ‬
‫طف عليه عطف بيان"(‪.)5‬‬
‫الضمير ال ُي ْن َعت‪ ،‬كذلك ال ُي ْع َ‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬رصف المباني ‪.242‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الجنى الداني‪.931‬‬
‫(‪ )3‬شرح التصريح ‪.329/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬غنية األريب‪.977/2‬‬
‫(‪ )5‬مغني اللبيب ‪ .31‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.114/9‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪536‬‬
‫المناقشة والترجيح‪ :‬قال الزجاج (ت ‪301‬ه)‪ :‬جائز أن تَ ُكون في معنى (أي)‬
‫ُمَف ِسرًة‪ ،‬المعنى ما قلت لهم ِإال ما أمرتني به أي اعبدوا‪ - ،‬ووافقه‬
‫الهروي(ت‪708‬هـ) والمالقي في أنها تفسيرية‪ ،‬ورأى أنها ال محل لها من اإلعراب؛‬
‫َن}في موضع َجر على‬ ‫ألنها حرف ُي َعبَّر به عن المعنى(‪ ،)1‬ويجوز أن تكون {أ ِ‬
‫أمرتَني ِب ِه بأن‬ ‫َّ‬
‫ـ{اعُبُدوا الل َه} ومعناه ِإال َما ْ‬
‫البدل من ِ‬
‫الهاء‪ ،‬وتكون {أ ِ‬
‫َن} موصولة ب ْ‬ ‫ََ‬
‫الله‪ ،‬ويجوز أن يكو َن موضعها نصباً على البدل‪ ،‬من (ما)‪ ،‬المعنى ما‬ ‫يعبدوا َّ‬
‫َ‬
‫الله‪ ،‬أي ما ذكرت لهم ِإال عبادة َّ‬
‫الله(‪ ،)2‬وقوله‪:‬‬ ‫قلت لهم شيئاً ِإال أن اعبدوا َّ‬
‫الل َه}في محل رفع خبر لمحذوف تقديره‪ :‬ما قلت لهم إال ما أمرتني به‬ ‫{اعبدوا َّ‬
‫ْ ُُ‬
‫َن اعبدوا َّ‬
‫الل َه َربِي َوَرب ُ‬ ‫وهو‪ { :‬أ ِ ْ ُ ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫َّك ْم}‪.‬‬

‫وجوز الرضي المصدرية والتفسير(‪ ،)4‬ووافقهم محيي الدين الدرويش(‪.)5‬‬

‫صحُّ؛‬ ‫الزم ْخ َش ِر ُّي وج َّوَزه َغيره من َكو ِن أَن مَف ِسرة َال ي ِ‬
‫َّ‬
‫ْ ْ ُ ًَ َ‬ ‫َ َ ُ ُُْ‬ ‫اختَ َارهُ َ‬
‫قال أبو حيان‪"َ :‬و َما ْ‬
‫ض ٌع‬‫ِألََّنها جاءت بعد ِإ َّال‪ ،‬وُك ُّل ما َكان بعد ِإ َّال اْلمستَ ْثنى ِبها فال بد أَن ي ُكون َله مو ِ‬
‫ْ َ َ ُ َْ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ َ َ ََْ‬ ‫َ َ َ ْ ََْ‬
‫ِ ِ‬
‫اإل ْعر ِ‬
‫اب"(‪.)6‬‬ ‫ِ‬ ‫َن التَّْف ِس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اإل ْعر ِ‬
‫يرَّي ُة َال َم ْوض َع َل َها م َن ْ َ‬ ‫اب‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫م َن ْ َ‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬كتاب األزهية ‪ ،11‬رصف المباني‪.991‬‬


‫(‪ )2‬معاني القرآن وإعرابه‪ :‬الزجاج ‪.223/2‬‬
‫(‪ )3‬تفسير القرآن الكريم المقدم‪.95/41‬‬
‫(‪ )4‬شرح الرضي على الكافية ‪.31/4‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.53/3‬‬
‫(‪ )6‬البحر المحيط‪.491 ،491/4‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪531‬‬
‫‪167‬‬

‫َن}سبع َة ٍّ‬
‫أوجه (‪ .)1‬وأنكر الكوفيون أن التفسيرية ألبت ـ ـ ـ ــة‪،‬‬ ‫ونقل السمين الحلبي‪ :‬لـ{أ ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫والشمني‬ ‫ووافقهم ابن هشام‪ ،‬فقال‪" :‬وهو متجه"(‪ ،)2‬واعترضه الدماميني‬
‫(ت‪872‬هـ)(‪.)4‬‬

‫والمرجح هو رأي الزمخشري فقد ناقض الصبان(ت‪0216‬هـ) رأي ابن هشام‬


‫القائل بأن الجملة المفسرة ال محل لها‪ ،‬بأن الجملة المفسرة التي ال محل لها من‬
‫ض َرْبتُ ُه)‪ ،‬أما‬
‫اإلعراب هي الجملة التي ليست في معنى المفرد‪ ،‬مثل‪( :‬زْيًدا َ‬
‫َن) فالظاهر أنها في محل نصب تبعا لما فسرته؛ ألنها‬ ‫المفسرة للمفعول به بعد (أ ْ‬
‫في معنى هذا اللفظ‪ ،‬فيحل المفرد محلها‪ ،‬وأيد رأيه بكالم المحققين(‪.)5‬‬

‫واعترضه الدسوقي(ت‪0231‬هـ) بأنه كما أن الضمير ال ينعت كذلك ال يعطف‬


‫عليه عطف بيان‪ .‬بأنه قد يقال هذه النكتة التي رآها غير معتبرة‪ ،‬بناء على أن‬
‫ما ينزل منزلة الشيء ال يلزم أن يعطى حكمه(‪.)6‬‬

‫المسألة الرابعة‪ :‬هل (الواو) تأتي لإلباحة؟‬

‫(جالِ ِ‬
‫س اْل َح َس َن و ْاب َن‬ ‫ذكر ابن هشام "أن الزمخشري قد زعم أن الواو في نحو َ‬
‫أحدهما(‪ .)7‬ووافقه ابن الحاجب(ت‪676‬ه) وابن مالك‬ ‫ين) لإلباحة‪ ،‬أي‪َ :‬‬ ‫ِس ِ‬
‫ير َ‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الدر المصون‪.595/4‬‬


‫(‪ )2‬مغني اللبيب ‪.42‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح الدماميني‪.932/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬حاشية الشمني‪.72/9‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان‪.491/3‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.12/9‬‬
‫(‪ )7‬الكشاف‪.249/9‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪538‬‬
‫والمرادي‪ ،‬وهو مردود بإجماع النحاة؛ ألنك لو عطفت بالواو لم يجز لك مجالسة‬
‫أحدهما دون اآلخر"(‪.)1‬‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬ذكر الهروي أن الواو تأتي للتخيير(‪ ،)2‬ووافقه الدماميني‬


‫معترضا على رأي ابن هشام بقوله‪" :‬وقد رد بأن أبا علي الفارسي نص في شرح‬
‫الرْي ِب و َّ‬
‫الزْي ِغ‬ ‫ع مجاَلس َة أ ْ ِ‬
‫َهل َّ َ‬ ‫كتاب سيبويه على أن الواو تأتي لإلباحة كقولك‪َ :‬د ْ ُ َ َ‬
‫يث‪ ،‬وقد نص المصنف على هذا‪ ،‬فنص في‬ ‫س اْلُفَقهاء واْلُق َّراء وأَهل اْلحِد ِ‬
‫و َجالِ ِ‬
‫َ َ َ َ َ َْ َ‬ ‫َ‬
‫حواشي التسهيل على أنها تأتي لإلباحة"(‪.)3‬‬

‫ِ‬
‫تلزمه‪ ،‬ولم يمتنع عليه‬
‫يح ْت له المجالسة لم ْ‬‫ورأى أن الصواب أن ال فرق‪ ،‬فمن أُب َ‬
‫إفراد أحدهما‪ ،‬وال الجمع بينهما(‪ ،)4‬ووافقه األنطاكي (‪ ،)5‬والدسوقي (‪.)6‬‬

‫ِ‬
‫السابقين‪.‬‬ ‫يظهر مما سبق أن الراجح هو رأي الزمخشري‪ ،‬استنادا إلى آراء العلماء‬

‫َن) اسما بعد {َل ْو} الشرطية في قوله تعالى‪:‬‬


‫المسألة الخامسة‪ :‬وقوع خبر (أ َّ‬
‫َعر ِ‬ ‫ِ‬
‫اب} [األحزاب‪.]21 :‬‬ ‫{ي َوُّدوا َل ْو أََّن ُه ْم َب ُادو َن في ْاأل ْ َ‬
‫َ‬
‫َن) فعال؛ ليكون عوضا من الفعل‬
‫"يرى الزمخشري أنه يجب كون ما بعد (أ َّ‬
‫ض ِم ْن َش َج َرٍّة‬
‫األر ِ‬ ‫المحذوف‪ ،‬ورده ابن الحاجب وغيره بقوله تعالى {وَلو َّ ِ‬
‫أن ما في ْ‬ ‫َْ‬
‫أقالم} [لقمان‪ ]27:‬وقالوا‪ :‬إنما ذاك في الخبر المشتق ال الجامد‪.‬‬
‫ٌ‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .342‬بتصرف‪.‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬كتاب األزهية ‪.233‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح الدماميني‪.253/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬نفسه‪.253/9‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬غنية األريب‪.313/9‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.977/9‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪533‬‬
‫‪167‬‬

‫ورد ابن هشام قول هؤالء بأنه قد جاء اسما مشتقا‪ ،‬وقد وجدت آية في التنزيل‬
‫وقع فيها الخبر اسما مشتقا‪ ،‬ولم يتنبه لها الزمخشري‪ ،‬كما لم يتنبه آلية لقمان‪،‬‬
‫وال ابن الحاجب وإال لما منع من ذلك‪ ،‬وال ابن مالك‪ ،‬وإال لما استدل بالشعر‪،‬‬
‫َعر ِ‬ ‫ِ‬
‫اب} [األحزاب‪.)1("]21 :‬‬ ‫{ي َوُّدوا َل ْو أََّن ُه ْم َب ُادو َن في ْاأل ْ َ‬
‫وهي قوله تعالى‪َ :‬‬
‫المناقشة والترجيح‪ :‬اتفق العلماء على جواز وقوع خبر (أن) اسما مشتقا أو جامدا‬
‫بعد (لو) المصدرية‪ ،‬وقد َّ‬
‫علق ابن مالك في شرح الكافية الشافية على قول‬
‫الزمخشري ‪-‬بوجوب وقوعه فعال‪ -‬أنه‪ :‬مردود فقال‪" :‬وقد حمل الزمخشري ادعاؤه‬
‫وم َن َع ُه أن يكون اسما‪،‬‬
‫(أن) على التزام كون الخبر فعال‪َ ،‬‬
‫إضمار ثبت بين (لو) َو َّ‬
‫َن َزيدا ح ِ‬
‫اضٌر)‪ .‬وما منعه شائع ذائع في كالم‬ ‫ولو كان بمعنى فعل نحو‪َ( :‬ل ْو أ َّ ْ ً َ‬
‫(‪)2‬‬
‫أقالم}‪[.‬لقمان‪."]27:‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫العرب‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وَلو َّ ِ‬
‫األرض م ْن َش َج َرة ٌ‬
‫أن ما في ْ‬ ‫َْ‬
‫وذكر الرضي‪ :‬أن استعمال الفعل في حيز خبر (أ َّ‬
‫َن) الواقعة بعد (لو) أكثر وإن‬
‫لم يكن الزما(‪.)3‬‬

‫وقال الدماميني‪ -‬ردا على ابن هشام في سياق حديثه عن (لو) المصدرية‪" :-‬وال‬
‫َعر ِ‬ ‫ِ‬
‫اب}‬ ‫{ي َوُّدوا َل ْو أََّن ُه ْم َب ُادو َن في ْاأل ْ َ‬
‫يحفظ وصلها بجملة اسمية"‪" :‬قد جاء في قوله َ‬
‫َن وصلتها‪ ،‬كما وقع ذلك بعد‬‫[األحزاب‪ ]21 :‬فـ{َل ْو}هنا مصدرية وقعت بعدها أ َّ‬
‫(لو) الشرطية‪ ،‬وقد ذهب كثير إلى أن ما بعدها رفع باالبتداء‪ ،‬والخبر محذوف‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪.214‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪.324/5 .9131/9 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح الرضي‪.9111/9‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪333‬‬
‫أي‪ :‬ثابت‪ ،‬فمقتضى هذا القول جعل ما بعد (لو) المصدرية كذلك‪ ،‬فتكون قد‬
‫(‪.)1‬‬ ‫وِ‬
‫صَل ْت بالجملة االسمية على هذا الرأي‪"...‬‬ ‫ُ‬
‫واعترض الشمني على ابن هشام بقوله‪ :‬فيه نظر‪ ،‬ألن {َل ْو}في هذه اآلية ليست‬
‫بـ(لو) الشرطية التي الكالم فيها(‪ ،)2‬وإنما هي مصدرية داخلة على (ثبت) محذوفا‪،‬‬
‫أو أنها للتمني حكاية لودادتهم‪ .‬قال ابن الحاجب‪:‬‬

‫َلو لِلتَّمِني َل ْيس ِم ْن َذا اْلب ِ‬ ‫َعر ِ‬ ‫ِ‬


‫اب(‪.)3‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اب‬ ‫َل ْو أََّن ُه ْم َب ُادو َن في ْاأل ْ َ‬
‫وقال األنطاكي‪" :‬هذا عجيب منه‪ ،‬فإن الكالم في (لو) الشرطية‪ ،‬و(لو) في اآلية‬
‫للتمني عند الزمخشري قال ‪ :‬تمنوا أنهم خارجون إلى البدو"(‪.)4‬‬

‫ٍّ‬
‫حينئذ‬ ‫وذكر الخضري(ت‪0287‬هـ) أن الزمخشري إنما أوجب كون خبر (أ َّ‬
‫َن)‬
‫أن ما ِفي‬ ‫فعالً ليكون عوضاً عن المحذوف‪ ،‬مع أن وقوعه اسماً شائع كآية َ‬
‫{وَل ْو َّ‬
‫أقالم} [لقمان‪.)5(]27:‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ ِ‬
‫األرض م ْن َش َج َرة ٌ‬
‫ْ‬
‫وبهذا يرجح رأي الزمخشري؛ ألن ل(لو) للتمني في هذه اآلية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان‪.251/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬حاشية الشمني‪.12/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي ‪.941/2‬‬
‫(‪ )4‬غنية األريب‪113/2‬؛ الكشاف‪.551/3‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية الخضري‪.12/3‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪337‬‬
‫‪167‬‬

‫المسألة السادسة‪ :‬نوع {ما} المجرورة بحرف جر في قوله تعالى‪ِ{ :‬ب َما َغَف َر لِي‬
‫َربِي} [يس‪.]27 :‬‬

‫"أوجب ابن هشام حذف ألف (ما) االستفهامية المجرورة بحرف جر‪ ،‬وتعجب‬
‫من الزمخشري إذ جوز كونها استفهامية في اآلية السابقة‪ ،‬مع رده على َم ْن‬
‫جعلها استفهامية في موضع آخر بأن إثبات األلف قليل شاذ"(‪.)1‬‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬اتفق أكثر العلماء على وجوب حذف ألف (ما) االستفهامية‬
‫المجرورة المحل سواء أكان الجار حرفا أم اسما‪ ،‬منهم ابن األنباري (ت ‪877‬‬
‫هـ) (‪ ،)2‬وابن مالك(‪ ،)3‬والمرادي في توضيح المقاصد حيث قال‪" :‬وسبب حذف‬
‫األلف إرادة التفرقة بينها وبين الموصولة والشرطية‪ ،‬وكانت أولى بالحذف‬
‫الستقاللها‪ ،‬بخالف الشرطية فإنها متعلقة بما بعدها‪ ،‬وبخالف الموصولة فإنها‬
‫مع الصلة اسم واحد"(‪.)4‬‬

‫والشيخ خالد األزهري الذي قال‪" :‬ما االستفهامية إذا دخل عليها جار ُحِذَف ْت ألفها‬
‫صت االستفهامية بحذف‬
‫وخ َّ‬
‫لتطرفها‪ ...‬فرقا بين ما االستفهامية والموصولة‪ُ ...‬‬
‫وص َينت الموصولة عن الحذف لتوسط األلف؛ ألن الصلة‬ ‫األلف للتطرف‪ِ ،‬‬
‫والموصول بمنزلة االسم الواحد"(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب ‪ .211‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.99/4‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اإلنصاف ‪.972/9‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح ابن عقيل‪.971/4‬‬
‫(‪.951/9 )4‬‬
‫(‪ )5‬شرح التصريح‪.913/9‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪333‬‬
‫وظاهر عبارة الرضي أن حذف ألف ما االستفهامية غالب‪ ،‬ال الزم‪ ،‬وهو ما‬
‫صرح به الزمخشري‪ ،‬وصرح ابن هشام بأن حذفها واجب‪ ،‬وذكرها شاذ‪ ،‬وصرح‬
‫الزمخشري بهذا في تفسيره لسورة يس اآلية‪.)1(0‬‬

‫قال الرضي في شرح الشافية‪ " :‬ولم يقل أحد إن ما االستفهامية تحذف ألفها بال‬
‫(‪)2‬‬
‫جار‪ ،‬نعم قالوا‪ :‬إن ألفها تثبت مع الجار وخرجوا على هذا آيات"‬

‫وذكر الصبان‪ :‬أنه لم يثبت حذف ألفها في غير الجر(‪.)3‬‬

‫وبهذا فإن الراجح هو رأي ابن هشام لشهرته‪.‬‬

‫المسألة السابعة‪ :‬عطف جملة الصلة على الجملة الفعلية بـ{ ُث َّم} في قوله تعالى‪:‬‬
‫ين َكَف ُروا‬ ‫َّ ِ‬
‫ور ثُ َّم الذ َ‬
‫الظُلم ِ‬
‫ات َو ُّ‬
‫الن َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ات و ْاألَرض وجعل ُّ‬ ‫{اْل َح ْمُد لَِّل ِه َّالِذي َخَل َق َّ‬
‫الس َم َاو َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫ِب َربِ ِه ْم َي ْعِدُلو َن}[األنعام‪]0:‬‬

‫"ضعف ابن هشام عطف جملة الصلة على الجملة الفعلية بـ{ثُ َّم} في اآلية‬
‫َّ‬
‫السابقة‪-‬كما هو رأي الزمخشري‪-‬؛ ألن المعطوف على الصلة صلة فالبد من‬
‫(‪)4‬‬
‫رابط"‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اإلنصاف ‪.972/9‬‬


‫(‪.471/4 )2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان ‪.499/3‬‬
‫(‪ )4‬مغني اللبيب ‪ .479‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.4/2‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪335‬‬
‫‪167‬‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬ال يجوز عطف جملة الصلة على الجملة الفعلية بال رابط‬
‫خالفا للزمخشري‪ ،‬قال الرضي‪" :‬فاإلشراك بخالق السموات واألرض مستبعد غير‬
‫مناسب‪ ،‬وهذا المعنى فرع التراخي ومجازه"(‪.)1‬‬

‫وذكر أبوحيان ردا على الزمخشري‪ :‬أن هذا الوجه الذي جوزه ال يجوز؛ ألنه ليس‬
‫ين َكَف ُروا ِب ِه َي ْعِدُلو َن)‪ ،‬وهذا‬ ‫َّ ِ‬
‫فيها رابط يربط الصلة بالموصول إال أن يقدر (ثُ َّم الذ َ‬
‫من الندور بحيث ال يقاس عليه‪ ،‬وال ُي ْح َمل عليه كتاب الله مع ترجيح حمله على‬
‫التركيب الصحيح(‪ ،)2‬ووافقه الدسوقي(‪ ،)3‬ويرى األلوسي (ت ‪0271‬هـ) أنها إما‬
‫معطوفة على جملة {اْلحمدلَِّل ِه}إنشاء أو إخبارا‪ ،‬أو على {خَلق} صلة َّ‬
‫{الِذي}‪ ،‬أو‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫{ج َع َل} واختار المحققون األول(‪ .)4‬وجوز البيضاوى‬ ‫ُّ ِ‬
‫على {الظُل َمات} مفعول َ‬
‫(‪)5‬‬
‫الوجهين األولين‪.‬‬

‫وذكر التفتازاني(ت‪713‬هـ) مدافعا عن الزمخشري‪ :‬بأن العطف على الصلة‬


‫ليس على قصد أنه صلة برأسه ليتوجه االعتراض بأنه ال معنى لقولنا‪ :‬اْل َح ْمُدلَِّل ِه‬
‫َّالِذي َع َدُلوا‪ ،‬بل هو داخل تحت الصلة بحيث يكون المجموع صلة واحدة‪ ،‬كأنه‬
‫قيل‪ :‬الحمدلله الذي كان منه تلك النعم العظام‪ ،‬ثم من الكفرة العصيان والكفران(‪.)6‬‬

‫وقال الشمني‪" :‬الجواب يغتفر في الثواني ما ال يغتفر في األوائل"(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬شرح الرضي‪.9134/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬البحر المحيط ‪.432/4‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.925/3‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬روح المعاني‪.19/4‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬تفسير البيضاوي‪.953/2‬‬
‫(‪ )6‬غنية األريب‪.23/9‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬حاشية الشمني‪.912/2‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪333‬‬
‫وبهذا يرجح رأي ابن هشام استنادا لرأي أكثر العلماء‪ ،‬ولعدم وجود رابط‪.‬‬

‫المسألة الثامنة‪ :‬في االستثناء بـ(إال)‬

‫َحٌد ِإ َّال ا ْم َأرَتَ َك } [هود‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َهِل َك ِب ِق ْ ِ َّ ِ‬


‫ط ٍّع م َن اللْيل َوَال َيْلتَف ْت م ْن ُك ْم أ َ‬ ‫َس ِر ِبأ ْ‬
‫"قال تعالى‪َ{ :‬فأ ْ‬
‫َهلِ َك} [هود‪:‬‬
‫َس ِر ِبأ ْ‬ ‫‪ ]80‬جعل ابن هشام االستثناء في اآلية من جملة األمر {َفأ ْ‬
‫َحٌد} [هود‪ ]80 :‬في قراءة ابن‬ ‫ِ ِ‬
‫{وَال َيْلتَف ْت م ْن ُك ْم أ َ‬
‫‪ ]80‬على القراءتين‪ ،‬بدليل سقوط َ‬
‫مسعود (ت ‪32‬هـ)‪ ،‬وأن االستثناء منقطع؛ ألن المراد باألهل المؤمنون‪ ،‬وإن لم‬
‫يكونوا من أهل بيته‪ ،‬ووجه الرفع أنه على االبتداء وما بعده الخبر‪ ،‬والمستثنى‬
‫َس ِر‬
‫الجملة‪ ،‬ورد رأي الزمخشري في أن االستثناء من األمر في قوله تعالى‪َ{ :‬فأ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫{وَال َيْلتَِف ْت} على قراءة الرفع"‪.‬‬ ‫ِبأ ِ‬
‫َهل َك }على قراءة النصب‪ ،‬ومن َ‬
‫ْ‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬عامة القراء من الحجاز والكوفة وبعض أهل البصرة بالنصب‬
‫بتأويل‪ :‬فأسر بأهلك إال امرأتَك‪ ،‬وعلى أن لوطا أ ِ‬
‫ُم َر أن يسري بأهله سوى زوجته‪،‬‬
‫فإنه ُن ِهي أن يسري بها‪ ،‬وأمر بتخليفها مع قومها‪ ،‬وق أر بعض البصريين { ِإ َّال‬
‫َ‬
‫ام َأرَتُ َك } [هود‪ ،]80 :‬بمعنى وال يلتفت منكم أحد إال امرأتُك‪ ،‬فإن لوطا قد أخرجها‬
‫ْ‬
‫معه‪ ،‬وإنه ُن ِهي لوط ومن معه ممن أسري معه أن يلتفت سوى زوجته‪ ،‬وأنها‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫التفتت فهلكت لذلك ‪.‬‬

‫وقد أنكر أبو عبيد القاسم بن سالم (ت‪227‬ه) الرفع على البدل‪ ،‬وقال يجب‬
‫{ال} للنفي؛ ألن اإلبدال مع الجزم يقتضي‬ ‫على هذا أن يرفع { َيْلتَِف ْت} ويجعل َ‬
‫أن المرأة أباح لها االلتفات‪ ،‬وذلك ال يجوز وال يصح فيه البدل إال برفع َ{يْلتَِف ْت}‪،‬‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .551‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.491/2‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تفسير الطبري‪.424 /95‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪333‬‬
‫‪167‬‬

‫ولم يق أر به أحد(‪ ،)1‬وقد ضعف ابن يعيش قراءة الرفع(‪ .)2‬وجوز المبرد(ت‪288‬هـ)‬
‫الوجهين‪ ،‬ورأى أن مجاز القراءة أن المراد بالنهي المخاطب ولفظه لغيره‪ ،‬أي أن‬
‫النهي للوط‪ ،‬أي ال تدعهم يلتفتون إال امرأتُك‪ ،‬وأما النصب فعلى االستثناء(‪.)3‬‬

‫وقد اعترض ابن الحاجب في شرحه للمفصل على الزمخشري بلزوم تناقض‬
‫َس ِر }يقتضي كونها غير مسرى بها‪ ،‬واالستثناء من‬
‫القراءتين؛ فاالستثناء من {أ ْ‬
‫{ال َيْلتَِف ْت} يقتضي كونها مسرى بها(‪.)4‬‬
‫َ‬

‫ورد عليه الرضي بقوله‪" :‬وال يجوز تناقض القراءتين؛ ألنها كلها قرآن‪ ،‬وال تناقض‬
‫في القرآن‪ ،‬والجواب أن اإلسراء وإن كان مطلقا في الظاهر‪ ،‬إال أنه مقيد في‬
‫المعنى بعدم االلتفات‪ ،‬إذ المراد أ ِ‬
‫َسر بأهلك إسراء ال التفات فيه‪ ،‬إال امرأتك فإنك‬
‫َس ِر }‪ ،‬أو من َ‬
‫{ال‬ ‫تسري بها إسراء مع االلتفات‪ ،‬فاستثن على هذا إن شئت من {أ ْ‬
‫َيْلتَِف ْت}وال تناقض"(‪.)5‬‬

‫ووافق السمين الحلبي ابن هشام فرجح أن االستثناء منقطع على كلتا القراءتين‪،‬‬
‫لم يقصد به إخراجها من المأمور باإلسراء منهم‪ ،‬وال من المنهيين عن االلتفات‪،‬‬
‫ولكن استؤنف اإلخبار عنها‪ ،‬لكن امرأتُك يجري لها كذا وكذا(‪ ،)6‬ووافقه ابن‬
‫كثير(ت‪777‬هـ)(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الموسوعة القرآنية‪.222/4‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح المفصل‪.12/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬المقتضب ‪.315/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح الرضي‪.11/2‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬نفسه ‪.11/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬الدر المصون‪.311/1‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬تفسير ابن كثير‪.331/4‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪336‬‬
‫ووجه خالد األزهري قراءة الرفع على البدل‪ ،‬ولم يصرح معه بضمير؛ ألن قوة‬
‫تعلق المستثنى بالمستثنى منه تغني عن الضمير غالبا‪ ،‬والنصب عربي جيد‪ ،‬وال‬
‫يتأتى اإلتباع في الموجب(‪.)1‬‬

‫ورأى محيي الدين الدرويش أن النصب خالف المنتخب الراجح‪ ،‬ورجح رأي ابن‬
‫هشام فقال‪ " :‬واألظهر من هذا كله أن االستثناء من جملة األمر‪ ،‬أي فأَسر‬
‫بأهلك‪ ،‬واالستثناء منقطع على القراءتين‪ ،‬ووجه الرفع أنه على االبتداء‪ ،‬وخبره‬
‫الجملة بعده‪ ،‬وعندئذ تكون قراءة النصب جيدة غير مرجوحة‪ ،‬وتتفادى بذلك وقوع‬
‫َهلِ َك} [هود‪]76 :‬؛‬ ‫ِ‬
‫غير المرجوح في القرآن‪ ،‬وقد تقدم في ابن نوح {ِإنَّ ُه َل ْي َس م ْن أ ْ‬
‫ألن المراد باألهل المؤمنون‪ ،‬وعلى هذا تكون امرأته من غير أهله"(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح التصريح‪.543/9‬‬


‫(‪ )2‬إعراب القرآن وبيانه ‪.499/4‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪331‬‬
‫‪167‬‬

‫ُّه ْم‬ ‫المسألة األولى‪ :‬إعراب (أي) في قوله تعالى‪{ :‬ثُ َّم َلنن ِزع َّن ِمن ك ِل ِش ٍّ‬
‫يعة أَي ُ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫الر ْح َم ِن ِعِتيًّا} [مريم‪]61 :‬‬
‫َشُّد َعَلى َّ‬
‫أَ‬

‫َي}الموصولة مبتدأ خالفا للزمخشري وجماعة‪ ،‬فقد‬ ‫"رفض ابن هشام إعراب {أ ُّ‬
‫يع ٍّة‪ ،‬ثم قدر أنه‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ُكل ش َ‬ ‫قدروا متعلق النزع من كل شيعة‪ ،‬وكأنه قيل َل َن ْن ِزَع َّن َب ْع َ‬
‫ف المبتدآن المكتنفان‬ ‫ِ‬ ‫سئل من هذا البعض؟ فقيل‪ :‬هو الذي ُّ‬
‫أشد‪ ،‬ثم ُحذ َ‬
‫للموصول‪ ،‬وفيه تعسف ظاهر‪ ،‬وال أعلمهم استعملوا أيا الموصولة مبتدأ‪ ،‬وهو رأي‬
‫ثعلب(ت‪210‬هـ)"(‪.)1‬‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬اتفق أكثر العلماء على أن (أي) تُبنى على الضم إذا أ ِ‬
‫ُض َيف ْت‬ ‫َْ‬
‫ف صدر صلتها‪ ،‬وإنما حذف المبتدأ من صلة (أي) مضافة لكثرة استعمالهم‬ ‫ِ‬
‫وحذ َ‬
‫ُ‬
‫إياها(‪ ،)2‬وإنما ُبِن َي ْت تشبيها بالغايات؛ إذ كان بناؤها بسبب حذف شيء(‪ ،)3‬ومن‬
‫ف‬ ‫ُض َيفت ِ‬
‫هؤالء العلماء ابن مالك(‪،)4‬ولكن بعض النحاة أعربها مطلقا وإن أ ِ‬
‫وحذ َ‬
‫ْ ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫واألخفش(ت‪208‬هـ)‪ ،‬والمبرد‪،‬‬ ‫صدر صلتها‪ ،‬منهم الخليل ويونس(ت‪082‬هـ)‬
‫والزجاج والكوفيون(‪ ،)6‬أما الخليل فجعلها استفهامية محكية بقول مقدر‪ ،‬والتقدير‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ثُم َلنن ِزع َّن ِمن ك ِل ِشيع ٍّة َّالِذي يَق ِ ِ‬
‫اء‬ ‫َشُّد‪ .‬ورده سيبوي بأنه تَ َكل ٌ‬
‫ف َواد َع ُ‬ ‫ُّه ْم أ َ‬
‫ال فيه أَي ُ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ ُ‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .12‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.34/3‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬األصول في النحو‪.324/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح التصريح ‪.951/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل‪221 ،221 /9‬؛ شرح ابن عقيل‪.912/9‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.422 ،311/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬شرح التصريح‪.951/9‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪338‬‬
‫ظ ِ‬
‫اه ُرهُ أََّن ُه ُج ْمَل ٌة َوا ِح َدةٌ ُج ْمَلتَ ْي ِن‪ ،‬ووافقه‬ ‫ورَة تَ ْد ُعو ِإَل ْي ِه‪َ ،‬و َج ْع ُل َما َ‬ ‫ِإ ْ‬
‫ض َم ٍّار َال َ‬
‫ض ُر َ‬
‫ابن السراج(ت‪306‬هـ)(‪ ،)1‬وذكر الرماني (ت‪387‬هـ) أن هذا وجه حسن؛ ألن في‬
‫{ن ْن ِزع}دليال على معنى القول؛ ألنه ينزع بالقول(‪ ،)2‬وأما يونس فجعلها استفهامية‬
‫َ‬
‫أيضا‪ ،‬لكنه حكم بتعليق الفعل قبلها عن العمل؛ ألن التعليق عنده غير‬ ‫مبتدأ ً‬
‫الزَّجاج َقول اْل َخلِ ِ‬
‫مخصوص بأفعال القلوب ‪َ ،‬وَرَّج َح َّ ُ ْ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫يل َوَذ َك َر َع ْن ُه‬
‫ط ِس َيب َوْي ِه ِفي َهِذِه اْل َم ْسأََل ِة(‪ .)4‬وزعم المانعون أن (أيا)‬‫اس(ت‪338‬هـ) أََّن ُه َغَّل َ‬ ‫َّ‬
‫الن َّح ُ‬
‫َشُّد} خبره(‪.)5‬‬ ‫في اآلية استفهامية‪ ،‬وأنها مبتدأ‪ ،‬و{أ َ‬

‫وذكر الدماميني‪ :‬أنه ال يعرف المحل الذي وقف فيه ابن هشام على أن الزمخشري‬
‫جعل ضمة (أي) في هذه اآلية إعرابية(‪ ،)6‬وجعله الشمني من كالم الجماعة‪ ،‬أو‬
‫أن ابن هشام قد اطلع عليه في غير الكشاف(‪ ،)7‬ووافقهما الدسوقي (‪.)8‬‬

‫ويرجح رأي سيبويه وابن هشام‪ ،‬قال ابن الطراوة(ت‪828‬هـ)‪" :‬غلطوا‪ ،‬ولم تبن‬
‫إال لقطعها عن اإلضافة‪ ،‬وهم مبتدأ‪ ،‬وأشد خبره‪ ،‬وليس بشيء؛ ألنها ال تبنى إال‬
‫إذا أضيفت‪ ،‬وألن (أي) أتت في رسم المصحف موصولة بالضمير‪ ،‬ولو كان‬
‫مبتدأ لفصل"(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬األصول في النحو‪.324/2‬‬


‫(‪ )2‬معاني الحروف ص‪.5‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪311 /2‬؛ حاشية الصبان‪.242/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.931/1‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.951/9‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬شرح الدماميني‪.322/9‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬حاشية الشمني‪.911/9‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.294/9‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬توضيح المقاصد والمسالك ‪.291/9‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪333‬‬
‫‪167‬‬

‫ووافقه أبو البركات األنباري (‪ ،)1‬والسمين الحلبي(‪ ،)2‬ويس الحمصي(ت‪0160‬هـ)‬


‫(‪)3‬‬
‫الذي قال‪" :‬ال وجه للتغليط مع داللة ظواهر الشواهد لما قال سيبويه"‪.‬‬

‫وقال الطنطاوي ( ت‪0730‬هـ) قال الجمل(ت‪0017‬هـ) ما ملخصه‪« :‬وأظهر‬


‫َشُّد} أن (أي) موصولة بمعنى الذي‪ .‬وأن حركتها حركة‬
‫ُّه ْم أ َ‬
‫األعاريب في قوله‪{ :‬أَي ُ‬
‫َشُّد} خبر مبتدأ مضمر‪ ،‬والجملة صلة لـ(أي)‪ ،‬و{أَي ُ‬
‫ُّه ْم} وصلتها في محل‬ ‫بناء‪ ،‬و{أ َ‬
‫نصب مفعول به لِ َ‬
‫ـ{ن ْن ِزَع َّن}"(‪.)4‬‬

‫المسألة الثانية‪ :‬وقوع (إذ) مبتدأ‬

‫الل ِه‬
‫"وصف ابن هشام إعراب الزمخشري لـ(إذ) مبتدأ في قراءة بعضهم {َل ِمن م ِن َّ‬
‫ْ َ‬
‫يه ْم َرُسوًال ِم ْن أ َْنُف ِس ِه ْم} [آل عمران‪ ]067 :‬قياسا على‬
‫ين ِإ ْذ َبع َث ِف ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َعَلى اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫(إذا) بالغرابة‪ ،‬وقال‪ :‬ال نعلم بذلك قائال"(‪.)5‬‬

‫المناقشة والترجيح‪(" :‬إذ) الظرفية الماضوية الزمة للظرفية‪ ،‬إال أن يضاف إليها‬
‫زمان‪ ،‬نحو‪ :‬يومئذ‪ ،‬وحينئذ‪ ،‬وال تتصرف بغير ذلك‪ ،‬فال تكون فاعلة‪ ،‬وال مبتدأ‪.‬‬
‫الم ْع ِرِبين‪(،‬أن تقع مفعوالً به)‪.‬‬
‫وأجاز األخفش والزجاج‪ ،‬وتبعهما كثير من ُ‬
‫وذهب أكثر المحققين إلى أن (إذ) ال تقع موقع (إذا)‪ ،‬وال (إذا) موقع (إذ)‪ .‬وهو‬
‫الذي صححه المغاربة"(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اإلنصاف في مسائل الخالف‪.513/2‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الدر المصون ‪.122/7‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬حاشية يس‪.931/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬تفسير الطنطاوي‪.51 /1‬‬
‫(‪ )5‬مغني اللبيب ‪ .15‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.431/9‬‬
‫(‪ )6‬الجنى الداني ‪ .39‬بتصرف‪.‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪373‬‬
‫اسٌد؛ ِألََّن ُه َج َع َل (ِإ ْذ) ُم ْبتََدأ ًَة‪،‬‬
‫ورجح أبو حيان ظرفيتها‪ ،‬وأما إعرابها مبتدأ فهو َف ِ‬
‫اسم َزم ٍّ‬ ‫ظ ْرًفا أَو م َ ِ‬ ‫َّ ِ َّ‬ ‫وَلم َي ْستَ ْع ِمْل َها اْل َع َر ُب متَ ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ضاًفا إَل ْي َها ْ ُ َ‬ ‫صرَف ًة أَْل َبت َة‪ ،‬إن َما تَ ُكو ُن َ ْ ُ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫َن تُ ْستَ ْعم َل م ْبتََدأ ًَة َفَلم َي ْثُب ُت َذلِ َك ِفي لِس ِ‬
‫ان اْل َع َر ِب‪،‬‬ ‫َو ُمَف ْع ِوَل ًة ِبا ْذ ُك ْر َعَلى َق ْو ٍّل‪ .‬أ َّ‬
‫َما أ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ووافقه محيي الدين الدرويش (‪ ،)2‬وأعربها ابن عاشور بدل اشتمال(‪.)3‬‬

‫وعارض الدماميني ابن هشام بأنه‪ :‬إذا كان الجمهور يجوزون خروجها عن‬
‫الظرفية عند إضافتها وغيرهم عند اإلتيان بها مفعوال به أو بدال منه‪ ،‬صدق حينئذ‬
‫أنها ظرف متصرف‪ ،‬فال يمتنع جعلها مبتدأ‪ ،‬وال يحتاج إلى سماع خاص من‬
‫العرب(‪.)4‬‬

‫وقال الشمني‪" :‬ال يلزم من عدم العلم بقائل‪ ،‬قول عدم قائله‪ ،‬وال من عدم قائله‬
‫فيما مضى عدم صحته"(‪.)5‬‬

‫ويبدو أن رأي الزمخشري هو الراجح في هذه المسألة استنادا على رأي الدماميني‬
‫والشمني‪.‬‬

‫المسألة الثالثة‪ :‬هل الرحمن علم أو صفة؟‬

‫ذكر ابن هشام "أن سؤال الزمخشري عن صرف (الرحمن) خارج عن كالم العرب‪،‬‬
‫وسؤاله عن علة تقديمه في البسملة مع أنهم يقدمون غير األبلغ غير متجه؛ وذلك‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.491/3‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.15/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.74/32‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح الدماميني‪.393/9‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية الشمني‪.947/9‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪377‬‬
‫‪167‬‬

‫ـ(الرِحيمِ) في البسملة‪،‬‬
‫ألنه يرى أنه علم ال صفة‪ ،‬بدليل إعرابه بدال ال نعتا‪ ،‬ونعته ب َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫آن } [الرحمن‪."]2 ،0 :‬‬
‫اْلُق ْر َ‬ ‫{الر ْح َم ُن َعَّل َم‬
‫وبدليل مجيئه كثي ار غير تابع نحو‪َّ :‬‬

‫المناقشة والترجيح‪:‬‬

‫صَف ٌة لله ِعند اْلجم ِ‬ ‫الرحمن ِ‬


‫َعَل ُم(ت‪776‬هـ) َو َغ ْي ُرهُ‬ ‫اعة‪َ .‬وَذ َه َب ْاأل ْ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫ذكر أبو حيان أن َّ ْ َ‬
‫النع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍّ‬ ‫ِإَلى أََّن ُه َب َد ٌل‪َ ،‬وَزَع َم أ َّ‬
‫وت‪،‬‬ ‫اء َعَلى ب َناء َال َي ُكو ُن في ُّ ُ‬ ‫الر ْح َم َن َعَل ٌم‪ ،‬وأنه قد َج َ‬ ‫َن َّ‬
‫ال أَُبو َزْيٍّد ُّ‬
‫الس َهْيلِي‪ :‬اْل َب َد ُل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ال‪َ :‬وَيُد ُّل َعَلى َعَلميَّته َوُوُروده َغ ْي َر تَاب ٍّع ال ْس ٍّم َقْبَل ُه‪َ ،‬ق َ‬ ‫َق َ‬
‫ين؛‬ ‫َن ِاال ْسم ْاأل ََّو َل ال يحتاج إَلى تَ ْبِي ٍّ‬ ‫ان؛ ِأل َّ‬‫ف اْل َب َي ِ‬ ‫يه ِع ْنِدي ُم ْمتَِن ٌع‪َ ،‬وَك َذلِ َك َع ْ‬ ‫ِف ِ‬
‫َ‬ ‫طُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْح َم ُن‪َ ،‬وَل ْم َيُقوُلوا‪َ :‬و َما‬
‫َّ‬ ‫اه ْم َقاُلوا‪َ :‬و َما‬
‫َع َال ِم ُكل َها َوأ َْب َيُن َها‪ ،‬أ ََال تَ َر ُ‬
‫ف ْاأل ْ‬ ‫ألََّن ُه أ ْ‬
‫َع َر ُ‬
‫َع َال ِم(‪.)2‬‬ ‫ان َي ْج ِري َم ْج َرى‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫َّ‬
‫ْاأل ْ‬ ‫اء‪َ ،‬وإِ ْن َك َ‬ ‫ف ُي َرُاد به الث َن ُ‬ ‫صٌ‬ ‫الل ُه‪َ ،‬ف ُه َو َو ْ‬
‫ومحيي الدين الدرويش صفة(‪.)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫وجعله ابن عاشور‬

‫وجمعا بين الرأيين أرى أن (الرحمن) وصف يجري مجرى األعالم‪.‬‬

‫اه ْم ِم ْن َآي ٍّة‬


‫يل َك ْم آتَْي َن ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫{س ْل َبني إ ْس َرائ َ‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬نوع { َك ْم} في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫َبِي َن ٍّة} [البقرة‪]200 :‬‬

‫{كم}مبتدأ أو مفعول لـ{آتَينا} مقد ار بعده‪ ،‬إن قدرت ِ‬


‫{م ْن}‬ ‫َْ‬ ‫"يرى ابن هشام أن إعراب َ ْ‬
‫{ما َن ْن َس ْخ ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ـ{ك ْم} كما هي‪-‬أي (من) بيان لـ{ َما} في َ‬
‫زائدة‪ ،‬وإن قدرتها بيانا ل َ‬
‫{ك ْم}‪،‬‬ ‫ٍّ‬
‫َآية} [البقرة‪ )]016 :‬لم يجز واحد من الوجهين؛ لعدم الراجع حينئذ إلى َ‬
‫ط ْيتُ َك)‪ ،‬وجوز الزمخشري في‬
‫َع َ‬ ‫َع ْش ِر ِ‬
‫وإنما هي مفعول ثان مقدم‪ ،‬مثل (أ ِ‬
‫ين د ْرَه ًما أ ْ‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .435‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.1/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.32/9‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.972/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.1/9‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪373‬‬
‫{ك ْم}الخبرية تُ َعلِق العامل عن‬
‫{ك ْم} الخبرية واالستفهامية‪ ،‬ولم يذكر النحويون أن َ‬
‫َ‬
‫العمل"(‪.)1‬‬

‫{ك ْم} اسم استفهام في محل نصب‬


‫المناقشة والترجيح‪ :‬اتفق أكثر العلماء على أن َ‬
‫اه ْم} فعل وفاعل ومفعول به أول‪ ،‬وجملة‬ ‫اه ْم} ‪ ،‬و{آتَْي َن ُ‬
‫مفعول به ثان لـ{آتَ ْي َن ُ‬
‫ـ{س ْل} ألنها معلقة عن العمل‪ ،‬عاملة في‬
‫اه ْم} في موضع المفعول الثاني ل َ‬ ‫{آتَ ْي َن ُ‬
‫المعنى ‪ ،‬منهم ابن السراج(‪ ،)2‬والدماميني(‪ ، )3‬وابن عاشور الذي قال‪"َ :‬وَق ْد ُق ِط َع‬
‫َي َسْل ُه ْم َع ْن َحالِ ِه ْم ِفي‬ ‫ِ‬ ‫اخِتص ا ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِفعل ُّ ِ‬
‫ار ل َما َد َّل َعَل ْيه َما َب ْع َدهُ‪ ،‬أ ْ‬
‫الس َؤال َع ْن ُمتَ َعلقه ْ َ ً‬ ‫ُْ‬
‫ِ ِ َّ ِ (‪)4‬‬
‫{س ْل} وليست‬ ‫ِ‬
‫ُش ْكر ن ْع َمة الله" ‪ ،‬ومحيي الدين الدرويش‪-‬الذي قال‪" :‬وإنما علقت َ‬
‫من أفعال القلوب؛ ألن السؤال سبب العلم فأجري السبب مجرى المسبب في‬
‫ذلك" ‪ ،-‬وابن عثيمين ‪ ،‬وأجاز بعضهم أن تكون َ‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫{ك ْم} خبرية‪ ،‬وفي ذلك‬
‫اقتطاع للجملة التي هي فيها(‪ ،)7‬وجوز البيضاوي(‪ )8‬واأللوسي(‪ )9‬الوجهين‪ .‬ورجح‬
‫المغامسي أنها خبرية؛ ألن النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬يعلم ما هي اآليات‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .472‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري‪.254/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬األصول في النحو‪.323/9‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬حاشية الشمني‪.919/2‬‬
‫(‪ )4‬التحرير والتنوير‪.212/2‬‬
‫(‪ )5‬إعراب القرآن وبيانه‪.321/9‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬تفسير العثيمين الفاتحة والبقرة‪.91/3‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.321/9‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬أنوار التنزيل‪.934/9‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬روح المعاني‪.414/9‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪375‬‬
‫‪167‬‬

‫التي جاءت بني إسرائيل‪ ،‬وهو ال يريد منهم أن يجيبوه‪ ،‬بل يريد أن يقررهم على‬
‫ما وقعوا فيه(‪ .)1‬ويرى الرضي أن مجيئها لالستفهام غير مقطوع به(‪.)2‬‬

‫وذكر الشمني ومحمد األمير اعتراضا على قول ابن هشام‪ :-‬بأن النحويين لم‬
‫يذكروا تعليق كم الخبرية عن العامل‪ :-‬ذكر بعضهم ذلك كما يأتي له في الباب‬
‫{س ْل} محذوف أي سلهم عما آتيناهم من‬
‫الخامس‪ ،‬على أنه يمكن أن معمول َ‬
‫اه ْم} استئناف(‪.)3‬‬
‫{ك ْم آتَ ْي َن ُ‬
‫اآليات‪ ،‬وجملة َ‬

‫ومن ثَ َّم فإن الشمني جعلها من المعلِقات فقال‪" :‬إنما لم يذكر النحويون أن كم‬
‫الخبرية تعلق عن العمل استغناء بتصريحهم بأن لها صدر الكالم كاالستفهامية‪،‬‬
‫وذلك مقتض لتعليقها العامل عن العمل‪ ،‬إذ كل ما له الصدر ُيعلِق"(‪.)4‬‬

‫ـ{س ْل}؛ ألن لها‬ ‫{س ْل} تُ َعلِق‪ ،‬وأن تكون َ‬


‫{ك ْم} مفعوال ثانيا ل َ‬ ‫ورفض الدسوقي أن َ‬
‫الصدر(‪.)5‬‬

‫ويرجح رأي الزمخشري استنادا على رأي الشمني ومحمد األمير؛ وألن ابن هشام‬
‫ذكر بعض من أجازوا تعليق (كم) الخبرية في الباب الخامس(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬محاسن التأويل‪.45/97‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح الرضي‪.957/3‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬حاشية الشمني‪912/2‬؛ مغني اللبيب وبهامشه حاشية الشيخ محمد األمير‪.921/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬حاشية الشمني‪.237/2‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.921/3‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب ‪.541‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪373‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬الفرق بين عطف البيان والبدل في إعراب {جَّن ِ‬
‫ات} في قوله‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب} [ص‪،71 :‬‬ ‫ين َل ُح ْس َن َمآب َجنَّات َع ْد ٍّن ُمَفتَّ َح ًة َل ُه ُم ْاأل َْب َو ُ‬
‫{وإِ َّن لْل ُمتَّق َ‬
‫تعالى‪َ :‬‬
‫‪]81‬‬

‫"يرى ابن هشام أَن اْل َب َيان َال ُي َخالف متبوعه ِفي تَ ْع ِريفه وتنكيره‪َ ،‬وَال ُي ْخَتلف ِفي‬
‫اط الَّل ِه}‬
‫صر ِ‬‫اط مستَِق ٍّ ِ‬
‫يم َ‬
‫ِ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫َج َواز َذلك في اْل َب َدل َن ْحو قوله تعالى‪{ :‬إَلى ص َر ُ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ات}بيانا‪ ،‬موافقا بذلك البصريين؛ ألنه‬ ‫[الشورى‪ ،]83 ،82:‬ولم يرتض إعراب {جَّن ِ‬
‫َ‬
‫ال يجوز عندهم أن يقع عطف البيان في النكرات‪ ،‬وقول الزمخشري إنه معرفة‬
‫الر ْح َم ُن ِع َب َادهُ ِباْل َغ ْي ِب‬
‫ات َع ْد ٍّن الَِّتي َو َع َد َّ‬
‫ألن (عدنا) علم على اإلقامة‪ ،‬بدليل {جَّن ِ‬
‫َ‬
‫} [مريم‪ ]60 :‬لو صح تعينت البدلية باالتفاق‪ ،‬إذ ال تبين المعرفة النكرة‪ ،‬ولكن‬
‫(‪)1‬‬
‫{ع ْد ٍّن} مصدر عدن‪ ،‬فهو نكرة‪ ،‬والتي في اآلية بدل ال نعت"‪.‬‬
‫قوله ممنوع‪ ،‬وإنما َ‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬رجح الزجاج(‪ ،)2‬والرازي(ت‪616‬هـ)(‪ ،)3‬والبيضاوي(‪،)4‬‬


‫َما تَ َخاُلُف ُهما ِفي التَّْن ِك ِ‬
‫ير‬ ‫(‪)5‬‬
‫والنسفي(ت‪701‬هـ) ‪ ،‬وأبو حيان البدلية فقال‪"َ :‬وأ َّ‬
‫َ‬
‫ف"(‪ ،)6‬وقد جوز محيي الدين‬ ‫يف َفَلم ي ْذهب ِإَلي ِه أَحٌد ِسوى ه َذا اْلمصِن ِ‬
‫والتَّع ِر ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ َ َْ ْ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫الدرويش فيها الوجهين(‪.)7‬‬

‫والظاهر أن رأي ابن هشام هو الراجح؛ لموافقة رأيه ألكثر العلماء‪.‬‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .473‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.922/4‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬معاني القرآن ‪.337/4‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬مفاتيح الغيب ‪.422/21‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬أنوار التنزيل‪.32/5‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬تفسير النسفي‪.912/3‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.911/1‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.373/1‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪373‬‬
‫‪167‬‬

‫المسألة السادسة‪ :‬إعراب (كافة)‬

‫ذكر ابن هشام "أن الزمخشري قد وِهم حين جوز إعراب {كاف ًة} حاال من ِ‬
‫{السْلمِ}‬
‫في قوله تعالى‪{ :‬ادخُلوا ِفي ِ‬
‫السْل ِم َك َّاف ًة} [البقرة‪]218 :‬؛ وعلل ذلك بقوله‪" :‬ألن‬ ‫ُْ‬
‫اك ِإ َّال َك َّاف ًة لِلنَّا ِ‬
‫س}‬ ‫{و َما أ َْرَسْل َن َ‬
‫{كاف ًة}مختص بمن يعقل‪ ،‬ووهمه في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫[سبأ‪]28 :‬إذ قدر {كاف ًة} نعتا لمصدر محذوف‪ ،‬أي إرساله كافة أشد؛ ألنه أضاف‬
‫إلى استعماله فيما ال يعقل إخراجه عما التزم فيه من الحالية‪ ،‬ووهمه في خطبة‬
‫ِ‬
‫بكافة األبواب أشد وأشد؛ إلخراجه إياه عن النصب ألبتة"‪.‬‬ ‫المفصل إذ قال‪ :‬محيط‬
‫(‪)1‬‬

‫ف ِب ِه‬ ‫وص ُ‬ ‫َن َ َّ‬


‫{كاف ًة} ُي َ‬ ‫المناقشة والترجيح‪ :‬ذكر ابن عاشور ردا على ابن هشام‪ :‬أ َّ‬
‫الزَم ْخ َش ِرِي‪َ ،‬و َش ِه َد َل ُه‬ ‫اب َكما ُهو م ْختَ ُار َّ‬ ‫اإل ْعر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫اْل َعاق ُل َو َغ ْي ُرهُ‪َ ،‬وأََّن ُه تَ ْعتَ ِوُرهُ ُو ُجوهُ ْ َ‬
‫الزَم ْخ َش ِرِي‬ ‫َن ما ُشِد َد ِب ِه التَّْن ِك ُير َعَلى َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْلُقر ِ ِ‬
‫ال‪ ،‬خ َالًفا ال ْبن ه َشامٍّ‪َ ،‬وأ َّ َ‬ ‫آن َواال ْست ْع َم ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫اك لِ َّلن ِ‬
‫اس ِإ َّال َك َّاف ًة‪.‬‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫تَه ِويل وتَضِي ِ‬
‫يق في اْل َج َو ِاز‪َ .‬والتَّْقد ُير في َهذه ْاآل َية‪َ :‬و َما أ َْرَسْل َن َ‬ ‫ْ ٌ َ ْ ٌ‬
‫ين َكَف ُروا ِب ِرَساَلِت ِه‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫صاحِب ِها لال ْهت َما ِم ِب َها‪ ،‬ألََّن َها تَ ْج َم ُع الذ َ‬ ‫ال َعَلى َ‬ ‫قد َمت اْل َح َ‬ ‫َو َّ‬
‫ُكلِ ِه ْم(‪.)2‬‬

‫وكان الزمخشري يذهب إلى جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور‪ ،‬مستدال‬
‫اك ِإ َّال َك َّاف ًة لِ َّلن ِ‬
‫اس} بينما كان سيبويه وكثير من البصريين‬ ‫{و َما أ َْرَسْل َن َ‬
‫بقوله تعالى‪َ :‬‬
‫يمنعون ذلك(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .524‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.252/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.911/22‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬المدارس النحوية ‪.259‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪376‬‬
‫{ك َّاف ًة} حال(‪ ،)1‬وهو رأي األشموني(ت‪111‬هـ)(‪ ،)2‬وقال‬
‫ويرى ابن السراج أن ‪َ :‬‬
‫خالد األزهري‪" :‬واألول وهو تقديم الحال المحصورة على صاحبها ممتنع‪ ،‬والثاني‬
‫وهو تعدي (أرسل) بالالم خالف األكثر‪ ،‬ويدفع األول بأن تقديم المحصور بـ(إال)‬
‫ممتنعا عند الجميع‪ ،‬وقد أجاز البصريون والكسائي والفراء(ت‪217‬هـ)‬ ‫ً‬ ‫ليس‬
‫واألنباري تقديمه على المفعول‪ ،‬وأي فرق بين الحال والمفعول؟ ألن االقتران بـ(إال)‬
‫يدل على المقصود‪ ،‬ويدفع الثاني بأن مخالفة األكثر ال تضر‪ ،‬فإن تعدي (أرسل)‬
‫اك لِ َّلن ِ‬
‫اس َرُسوًال}‬ ‫{وأ َْرَسْل َن َ‬
‫بالالم كثير‪ ،‬فصيح‪ ،‬واقع في التنزيل كقوله تعالى‪َ :‬‬
‫[النساء‪ .)3( ]71 :‬ووصفه الرضي بالتعسف(‪.)4‬وأعربها السيوطي(ت‪100‬هـ) ‪-‬‬
‫الذي جوز تقديم الحال على صاحبها المجرور بحرف جر أصلي‪ ،)5(-‬والصبان‬
‫{الن ِ‬
‫اس} (‪.)7‬‬ ‫(‪ ،)6‬والفوزان حاال من َّ‬

‫وذكر مصطفى األنطاكي‪ :‬أن الزمخشري إنما قدره كذلك ف ار ار عن تقديم الحال‬
‫على صاحبها المجرور بالحرف فإن سيبويه وأكثر البصريين يمنعونه(‪ ،)8‬ونقل‬
‫عن ابن كيسان(ت‪211‬هـ) وأبي علي وابن برهان(ت‪786‬هـ) الجواز استدالال‬
‫بهذه اآلية(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬األصول في النحو‪.212/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح األشموني‪.91/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح التصريح‪.512/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح الرضي‪.32/2‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬همع الهوامع‪.327/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان‪.213/2‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬دليل السالك إلى ألفية ابن مالك ‪.951‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬غنية األريب‪.232/4‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬شرح الرضي على الكافية‪32/2‬؛ حاشية الشمني‪.222/2‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪371‬‬
‫‪167‬‬

‫ـ{ك َّاف ًة} حال من الواو في ْ‬


‫{اد ُخُلوا} ‪ ،‬ومن‬ ‫وجوز ابن عطية(ت‪872‬هـ) الوجهين ف َ‬
‫(السْلمِ) (‪ ،)1‬ووافقه المظهري(ت‪ )2()0228‬ومحيي الدين الدرويش (‪ ،)3‬وابن‬ ‫ِ‬

‫عثيمين (‪.)4‬‬

‫وقال الشهاب(ت‪0161‬هـ) ردا على ابن هشام‪" :‬رد شارح اللباب بأنه ُس ِم َع في‬
‫قول عمر رضي الله عنه في كتاب له محفوظ مضبوط‪ :‬جعْلت ِِآلل بِني َك ِ‬
‫اكَل َة‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ام ِم َائتَي ِم ْثَق ٍّ‬
‫ال َذ َهًبا‪ ،‬على أنه لو ُسلِ َم فال‬ ‫ين لِ ُك ِل َع ٍّ‬ ‫ِِ‬ ‫عَلى َك َّاف ِة بي ِت م ِ‬
‫ال اْل ُم ْسلم َ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫يعد مثله خطأ؛ ألنه ال يلزم استعمال المفردات فيما استعملته العرب بعينه‪ ،‬ولو‬
‫التزم هذا ألخطأ الناس في أكثر كالمهم"(‪.)5‬‬

‫وبهذا يرجح رأي الزمخشري استنادا على قول الدماميني معلقا على قول عمر‪:‬‬
‫"إن صح هذا سقطت األوجه الثالثة بأسرها‪ ،‬إذ فيه استعمال كافة لغير العاقل‪،‬‬
‫وعدم نصبه على الحال‪ ،‬وإخراجه عن النصب ألبتة"(‪.)6‬‬

‫ُّك ْم}‬ ‫المسألة السابعة‪ :‬نعت اإلشارة باالسم العلم في قوله تعالى‪َ { :‬ذلِ ُكم َّ‬
‫الل ُه َرب ُ‬ ‫ُ‬
‫[األنعام‪]012:‬‬

‫"أبطل ابن هشام بإجماع العلماء رأي الزمخشري في تجويز كون اسم { َّ‬
‫الل ُه }‬
‫ُّك ْم} الخبر‪ ،‬حيث إنه قد "جوز في الشيء‬
‫تعالى صفة لإلشارة أو بيانا‪ ،‬و{ َرب ُ‬
‫الواحد البيان والصفة‪ ،‬وجوز كون العلم نعتا‪ ،‬وإنما العلم ُي ْن َع ُت وال ُي ْن َع ُت به‪،‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬المحرر الوجيز‪.219/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التفسير المظهري ‪.241/9‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه ‪.327/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬تفسير العثيمين‪.1/3‬‬
‫(‪ )5‬حاشية الشهاب‪.215/2‬‬
‫(‪ )6‬حاشية الشمني‪.912/2‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪378‬‬
‫وجوز نعت اإلشارة بما ليس معرفا بالم الجنس‪ ،‬وذلك مما أجمعوا على‬
‫(‪)1‬‬
‫بطالنه"‪.‬‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬اتفق العلماء على أنه مما اختص به نعت اسم اإلشارة كونه‬
‫ًّ‬
‫محلى بأل‪ ،‬فال ينعت بغيره(‪.)2‬‬

‫وهو‬ ‫(‪)4‬‬ ‫و{ َّ‬


‫الل ُه } خبر عند أبي حيان(‪ ،)3‬وجوز األلوسي فيه الخبرية‪ ،‬أو النعت‪.‬‬
‫خبر ثان أو بدل عند محيي الدين الدرويش (‪.)5‬‬

‫وذكر الدسوقي‪-‬مدافعا عن الزمخشري‪ ،‬ومجو از نعت اإلشارة باالسم العلم‪ -‬بأن‬


‫الزمخشري َال َح َ‬
‫ظ األصل قبل العلمية والغلبة فهو بمنزلة ذلكم المعبود(‪.)6‬‬

‫وببدو أن رأي ابن هشام هو األرجح؛ ألن أسماء األعالم ال يوصف بها؛ ألنها‬
‫ليست بمشتقة وال واقعة موقع المشتق(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ ،532‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.54/2‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬حاشية الخضري‪935/2‬؛ النحو الوافي‪.444/3‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.29/1‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬روح المعاني‪.13/1‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪911/3‬؛ ‪.223/4‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.272/3‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬شرح الكافية الشافية‪522/3‬؛ اللمحة في شرح الملحة‪.727/2‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪373‬‬
‫‪167‬‬

‫َن‬ ‫ِي} في قوله تعالى‪َ { :‬ي َاوْيَلتَا أ َ‬


‫َع َج ْز ُت أ ْ‬ ‫المسألة األولى‪ :‬سبب انتصاب {أ َُوارَ‬
‫اب َفأُو ِاري سوءة أ ِ‬ ‫أُ ِ‬
‫َخي} [المائدة‪]30 :‬‬ ‫َكو َن م ْث َل َه َذا اْل ُغ َر ِ َ َ َ ْ َ َ‬

‫"وصف ابن هشام قول الزمخشري‪ :-‬إن انتصاب {أ َُو ِار َي} في جواب‬
‫َع َج ْز ُت}‪ -‬بالفساد؛ "ألن جواب الشيء مسبب عنه‪ ،‬والمواراة ال تتسبب‬
‫االستفهام{أ َ‬
‫َكو َن}" (‪.)1‬‬
‫عن العجز‪ ،‬وإنما انتصابه بالعطف على {أ ُ‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬اتفق أكثر العلماء على أن انتصاب {أ َُو ِار َي} بالعطف على‬
‫َكو َن}‪ ،‬منهم البيضاوي (‪ ،)2‬وأبو حيان الذي وصف رأي الزمخشري بأنه خطأ‬ ‫{أ ُ‬
‫فاحش‪ ،‬ورأى أن العطف أولى من السببية؛ ألن الفاء الواقعة جوابا لالستفهام‬
‫تنعقد من الجملة االستفهامية والجواب شرط وجزاء‪ ،‬وهنا ال تنعقد‪ ،‬ولو قلت هنا‪:‬‬
‫اب أُو ِار سوءة أ ِ‬ ‫ِإن أَعج ْز عن أَن أ ُ ِ‬
‫َخي‪ ،‬لم يصح؛ ألن المواراة‬ ‫َكو َن م ْث َل َه َذا اْل ُغ َر ِ َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ ْ َ َْ ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫ال تترتب على عجزه عن كونه مثل الغراب‪ ،‬ولهذا اعتبرنا العطف أولى ‪ ،‬ورجح‬
‫(‪)5‬‬
‫َكو َن} (‪ ،)4‬ووافقه محيي الدين الدرويش‪.‬‬
‫األنطاكي انتصابه بالعطف على {أ ُ‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ ،411‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.121/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تفسير البيضاوي‪.924/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.235/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪:‬غنية األريب‪.921/4‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.551/2‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪333‬‬
‫ورأى التفتازاني أنه يحتمل أن يكون االستفهام فيه لإلنكار اإلبطالي‪ ،‬فيفيد النفي‪،‬‬

‫وهو سببه‪ ،‬أي‪ِ :‬إ ْن َل ْم أ ْ‬


‫َع َج ْز َف َو َارْي ُت(‪ ،)1‬ووافقه اإليجي(ت‪118‬هـ)‪ ،‬وجوز أيضا‬
‫(‪)2‬‬
‫َكو َن}‪.‬‬
‫أن يكون عطفا على {أ ُ‬

‫والذي يظهر هو رجحان رأي ابن هشام؛ حيث إن المواراة ال تترتب عن العجز‪.‬‬

‫المسألة الثانية‪ :‬حذف جواب الشرط‬

‫ونوا ُي ْد ِر ُّ‬
‫كك ُم اْل َم ْو ُت َوَل ْو‬ ‫"رد ابن هشام رأي الزمخشري في قوله تعالى‪{ :‬أ َْي َن َما تَ ُك ُ‬
‫ٍّ‬ ‫ِ‬
‫ك}‪ ،‬بـ"أنه يجوز كون الشرط‬ ‫{ي ْد ِر ُ‬ ‫ُك ْنتُ ْم في ُب ُرو ٍّج ُم َشي ََّدة } [النساء‪ ]78 :‬فيمن رفع ُ‬
‫ونوا‪ ،‬يعني فيكون الجواب محذوفا‬ ‫ظَل ُمو َن َفِت ً‬
‫يال أ َْي َن َما تَ ُك ُ‬ ‫متصال بما قبله‪ ،‬أي‪َ :‬وَال تُ ْ‬
‫{ي ْد ِرُك ُك ُم اْل َم ْو ُت َوَل ْو ُك ْنتُ ْم ِفي ُب ُرو ٍّج ُم َشَّي َد ٍّة }؛ ألن‬
‫مدلوال عليه بما قبله‪ ،‬ثم يبتدىء ُ‬
‫سيبويه وغيره من األئمة نصوا على أنه ال يحذف الجواب إال وفعل الشرط ماض‪،‬‬
‫ظالِ ٌم ِإ ْن تَْف َع ْل إال في الشعر"(‪.)3‬‬
‫ظالِ ٌم ِإ ْن َف َعْل َت‪ ،‬وال تقول‪ :‬أ َْن َت َ‬
‫تقول‪ :‬أ َْن َت َ‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬يرى جمهور العلماء أنه ال يحذف جواب الشرط إال إذا كان‬
‫ضعيف(‪.)5‬‬
‫ٌ‬ ‫الشرط ماضيا‪ ،‬أو مضارعا مقرونا بلم(‪ ،)4‬وحذفه في غير ذلك‬

‫{ي ْد ِرُك ُك ْم}‪ ،‬ورأى أَن رأي الزمخشري في جعل‬ ‫ضعف أبو حيان قراءة رفع ُ‬ ‫وقد َّ‬
‫ونوا} ِفي َم ْع َنى أ َْي َن َما كنتم‪ ،‬قول نحوي سيبويهي‪،‬‬
‫{ي ْد ِرُك ُكم} إنما ْارتََف َع لِ َك ْو ِن {أ َْي َن َما تَ ُك ُ‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.915/3‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تفسير اإليجي‪.451/9‬‬
‫(‪ )3‬مغني اللبيب ‪ .521‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.537/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬توضيح المقاصد‪9212/3‬؛ حاشية الخضري‪.19/3‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬أوضح المسالك‪.221/4‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪337‬‬
‫‪167‬‬

‫وضعف العطف على التوهم‪ ،‬ورأى أن األصح أنه ليس بجواب ألن فعل الشرط‬
‫(‪)1‬‬
‫مضارع‪.‬‬

‫ظَل ُمو َن َفِتيالً} َل ْي َس ِب ُم ْستَِقيمٍّ‪َ ،‬ال ِم ْن َح ْي ُث‬ ‫{ال تُ ْ‬ ‫ورأى أن ارتباط الشرط بقوله‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫النح ِوَّي ُة‪ .‬أ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َما م ْن َح ْي ُث اْل َم ْع َنى َفِإَّن ُه َال ُي َناس ُب أ ْ‬
‫َن‬ ‫اع ُة َّ ْ‬‫اْل َم ْع َنى‪َ ،‬وَال م ْن َح ْي ُث الص َن َ‬
‫ظْل ِم ِإَّن َما ُه َو ِفي‬ ‫اء ال ُّ‬ ‫َن َ ِ‬
‫اهر ْانِتَف ِ‬ ‫يال}‪ِ ،‬أل َّ‬
‫ظَل ُمو َن َفِت ً‬ ‫َّ ِ ِ ِ ِ‬
‫ظ َ‬ ‫َي ُكو َن ُمتص ًال بَق ْوله‪َ :‬‬
‫{وَال تُ ْ‬
‫اه ِر َك َال ِم ِه َيُد ُّل َعَلى أَ َّن‬ ‫ظ ِ‬ ‫الن ْح ِوَّي ُة َفِإَّن ُه َعَلى َ‬
‫اع ُة َّ‬ ‫ِ‬
‫َما م ْن َح ْي ُث الص َن َ‬
‫ْاآل ِخ ِرة‪ ،‬وأ َّ ِ‬
‫َ َ‬
‫امل ِف ِ‬
‫يه ِإَّن َما‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫{أَينما تكونو ِ ِ ِ ِ‬
‫اس ُم َش ْرط‪َ ،‬فاْل َع ُ‬ ‫ظَل ُمو َن}‪ ،‬ألَ َّن {أ َْي َن َما} ْ‬ ‫{وَال تُ ْ‬
‫ا}متَ َعل ٌق بَق ْوله‪َ :‬‬
‫َْ َ َ ُ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن اسم َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َن َي ْع َم َل‬‫الش ْرط َال َيتََقَّد ُم َعَل ْيه َعامُل ُه‪َ ،‬ف َال ُي ْمك ُن أ ْ‬ ‫ُه َو ف ْع ُل الش ْرط َب ْع َدهُ؛ َوأل َّ ْ َ‬
‫اضي‪،‬‬ ‫يغ ِة اْلم ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫ظَلمو َن}‪ .‬وَال يح َذف اْلجواب ِإ َّال ِإ َذا َك ِ‬ ‫ِِ‬
‫ان ف ْع ُل الش ْرط بص َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ ََ ُ‬ ‫{وَال تُ ْ ُ‬
‫فيه َ‬
‫ض ِارعٌ(‪.)2‬‬ ‫وِفعل َّ ِ‬
‫الش ْرط ُه َنا ُم َ‬ ‫َ ُْ‬
‫وذكر الشيخ خالد األزهري‪ :‬ووجه ضعفه أن األداة قد عملت في فعل الشرط‪،‬‬
‫فكان القياس عملها في الجواب(‪.)3‬‬

‫وخرجه الدسوقي على إضمار الفاء‪ ،‬أي‪َ :‬فُي ْد ِرُك ُك ْم‪ ،‬أي َف ْه َو ُي ْد ِرُك ُك ُم اْل َم ْو ُت"(‪.)4‬‬

‫يظهر مما سبق أرجحية رأي ابن هشام؛ لموافقته بهذا رأي الجمهور‪ ،‬وهروبا من‬
‫اإلضمار‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.791/3‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.791/3‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح التصريح‪.423/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.292/3‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪333‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬إعراب { َت ْج َعُلوا} في قوله تعالى‪َ{ :‬ف َال تَ ْج َعُلوا لَِّل ِه أ َْن َد ًادا َوأ َْنتُ ْم‬
‫تَ ْعَل ُمو َن} [البقرة‪]22 :‬‬

‫ذكر ابن هشام "أن البصريين ال يجيزون انتصاب {تَ ْج َعُلوا} في جواب‬
‫الترجي{َل َعَّل ُك ْم تَتَُّقو َن} كما هو رأي الزمخشري‪ ،‬على حد النصب في قراءة حفص‬
‫{َفأ َّ‬
‫َطلِ َع} [غافر‪ ،]37 :‬ثم إن ثبت قول الفراء إن جواب الترجى منصوب كجواب‬
‫(‪)1‬‬
‫التمني فهو قليل‪ ،‬فكيف تخرج عليه القراءة المجمع عليها؟"‬

‫المناقشة والترجيح‪ :‬وصف الرضي رأي الزمخشري بأنه قول كوفي مدفوع(‪،)2‬‬
‫وذكر أبو حيان (‪ )3‬أن {تَ ْج َعُلوا} مجزوم بال الناهية‪ ،‬ووافقه السمين الحلبي (‪،)4‬‬
‫وقال الدسوقي‪" :‬وهذا اإلعراب هو الوجيه"(‪ .)5‬ووافقه ابن عاشور (‪ ،)6‬ومحيي‬
‫الدين الدرويش (‪ ،)7‬وجوز الرازي والبيضاوي أن يكون {َفال تَ ْج َعُلوا لَِّل ِه أ َْنداداً}‬
‫َن)‬
‫ـ{اعُبُدوا}على أنه نهي معطوف عليه‪ ،‬أو نفي منصوب بإضمار (أ ْ‬ ‫متعلقا ب ْ‬
‫جواب له‪ .‬أو بلعل على أن نصب {تَجعُلوا} نصب {َفأ َّ‬
‫َطلِ َع} (‪.)8‬‬ ‫َْ‬
‫والذي يبدو لي هو رجحان رأي ابن هشام‪ ،‬التفاق أكثر العلماء على أن النصب‬
‫في جواب الترجي رأي مدفوع‪.‬‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .592‬بتصرف‪ ،‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.15/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح شافية ابن الحاجب‪.932/4‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.912/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الدر المصون‪.914/9‬‬
‫(‪ )5‬حاشية الدسوقي‪.223/3‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.334/9‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.54/9‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬تفسير الرازي‪344/2‬؛ تفسير البيضاوي‪.51/9‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪335‬‬
‫‪167‬‬

‫ظنُّو َن‬
‫َه َّم ْت ُه ْم أ َْنُف ُس ُه ْم َي ُ‬ ‫ط ِائ َفة} في قوله تعالى‪{ :‬و َ ِ‬
‫طائَف ٌة َق ْد أ َ‬ ‫َ‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬خبر { َ‬
‫َّة َيُقوُلو َن َه ْل َل َنا ِم َن ْاأل َْم ِر ِم ْن َشي ٍّء}[آل عمران‪:‬‬ ‫اهلِي ِ‬ ‫الل ِه َغ ْي َر اْل َح ِق َ‬
‫ظ َّن اْلج ِ‬ ‫ِب َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪]087‬‬

‫ط ِائَف ٌة}‪ ،‬و‬ ‫َه َّم ْت ُه ْم} صفة لـ{ َ‬


‫ذكر ابن هشام أن في رأي الزمخشري‪" :‬أن {َق ْد أ َ‬
‫َه َّم ْت ُه ْم‬ ‫ظنُّو َن} صفة أخرى‪ ،‬أو حال من الضمير في {أ َ‬
‫َه َّم ْت ُه ْم } بمعنى َق ْد أ َ‬ ‫{ي ُ‬
‫َ‬
‫و{يُقوُلو َن} بدل من‬
‫أنفسهم ظانين‪ ،‬أو استئناف على وجه البيان للجملة قبلها‪َ ،‬‬
‫ظنُّو َن} ‪ ،‬نسيان للمبتدأ‪ ،‬حيث إنه لم يجعل شيئا من هذه الجمل خب ار له‪ ،‬أو‬
‫{ي ُ‬
‫َ‬
‫ط ِائَف ٌة ِ‬
‫صَفتُ ُه ْم كيت وكيت‪ ،‬والظاهر أن‬ ‫وم َع ُك ْم َ‬
‫لعله رأى أن خبره محذوف‪ ،‬أي‪َ :‬‬
‫الجملة األولى خبر‪ ،‬وأن الذي سوغ االبتداء بالنكرة صفة مقدرة‪ ،‬أي وطائفة من‬
‫غيركم‪ ،‬أو اعتماده على واو الحال"(‪.)1‬‬

‫َه َّم ْت ُه ْم‬ ‫المناقشة والترجيح‪ :‬أكثر العلماء على أن خبر { َ ِ‬


‫طائَف ٌة} هو جملة {َق ْد أ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ظُّنو َن} هي الخبر‬ ‫{ي ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫أ َْنُف ُس ُه ْم}منهم محيي الدين الدرويش ‪ ،‬وجعل الزجاج جملة َ‬
‫ظنُّو َن} أو {َق ْد أ َ‬
‫(‪)4‬‬
‫َه َّم ْت ُه ْم}‬ ‫{ي ُ‬
‫‪ ،‬ووافقه ابن عاشور ‪ ،‬ورأى أبو البقاء أن الخبر جملة َ‬
‫ظنُّو َن} (‪،)6‬‬ ‫‪ ،‬وجوز أبو حيان أن يكون الخبر محذوفا‪ ،‬أو أن يكون جملة َ‬
‫{ي ُ‬
‫(‪)5‬‬

‫(‪ )1‬مغني اللبيب ‪ .121‬بتصرف‪ .‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف ‪.421/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.77/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬معاني القرآن ‪.412/9‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.934/4‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬التبيان‪.954/9‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.314/3‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪333‬‬
‫واأللوسي(‪ ،)2‬وجوز السمين الحلبي األوجه الثالثة المذكورة‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ووافقه الصبان‬
‫{يُقوُلو َن} هي الخبر(‪.)3‬‬
‫وأن تكون جملة َ‬
‫والظاهر هو رجحان رأي ابن هشام؛ ألنه ال يكون مبتدأ بال خبر‪ ،‬وال يحذف‬
‫الخبر إال في مواضع نص عليها النحاة في كتبهم‪.‬‬

‫المسألة الخامسة‪ :‬دخول الفاء على الجواب المنفي بـ(لم) في قوله تعالى‪َ{:‬فَل ْم‬
‫تَْقُتلُوهم وَل ِك َّن َّ‬
‫الل َه َقَتَل ُه ْم} [األنفال‪]07 :‬‬ ‫ُْ َ‬
‫وه ْم} جوابا‪ ،‬وتبعه ابن مالك بدر الدين(ت‪686‬هـ) أي‪:‬‬ ‫"جعل الزمخشري {َفَل ْم تَْقُتُل ُ‬
‫ِ‬
‫ِإ ِن ا ْفتَ َخ ْرتُ ْم ِبَق ْتل ِه ْم َفَل ْم تَْقُتُل ُ‬
‫وه ْم‪ ،‬ويرده أن الجواب المنفي بلم ال تدخل عليه الفاء"(‪.)4‬‬

‫طا‪،‬‬
‫المناقشة والترجيح‪ :‬إن الفاء تدخل على الجواب المتناع الجملة من أن تقع شر ً‬
‫وهي الجملة االسمية‪ ،‬والجملة الطلبية‪ ،‬والجملة التي فعلها جامد‪ .‬والفعل المسبوق‬
‫(‪)5‬‬
‫بـ(ما)‪ ،‬و(لن)‪ ،‬و(إن) النافيات‪ ،‬و(قد)‪ ،‬و(السين)‪ ،‬و(سوف)‪.‬‬

‫وقد اعترض الدسوقي على ابن هشام بقوله‪" :‬ال نسلم أن الجواب هنا جملة فعلية‬
‫وه ْم‪ ،‬فاالسم الداخلة‬
‫فعلها منفي بلم‪ ،‬بل هو جملة اسمية‪ ،‬والتقدير َفأ َْنتُ ْم َل ْم تَْقُتُل ُ‬
‫عليه الفاء‪ ،‬وقد صرح بهذا الزمخشري حيث قال‪ :‬والفاء جواب شرط محذوف‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان‪.329/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تفسير األلوسي‪.314/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الدر المصون‪.447/3‬‬
‫(‪ )4‬مغني اللبيب ‪ .125‬بتصرف‪ .‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.227/2‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬شرح التصريح على التوضيح‪.421/2‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪333‬‬
‫‪167‬‬

‫تقديره ِإ ِن ا ْفتَخرتُم ِبَق ْتلِ ِهم َفأ َْنتُم َلم تَْقُتُلوهم وَل ِك َّن َّ‬
‫الل َه َقَتَل ُه ْم‪ .‬فال معنى لالعتراض‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫عليه تأمل"(‪.)1‬‬

‫ويرى أبو حيان أن هذه الفاء ليست جواب شرط محذوف كما زعموا‪ ،‬وإنما هي‬
‫للربط بين الجمل(‪ ،)2‬ووافقه السفاقسي(ت‪772‬هـ )‪ -‬الذي قال‪ :‬وهذا أولى من‬

‫دعوى الحذف‪ ،-‬واأللوسي ‪ ،‬ويرى محيي الدين الدرويش أن جملة {َفَل ْم تَْقُتُل ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫وه ْم}‬
‫وقعت جوابا لشرط مقدر(‪.)4‬‬

‫يبدو مما سبق أن رأي ابن هشام هو الراجح؛ ألن الفاء ال تدخل على المضارع‬
‫المنفي بلم؛ وألنه إذا استوى التقدير وعدم التقدير فعدم التقدير أولى‪.‬‬

‫{واتَُّقوا ِف ْت َن ًة َال‬ ‫ِ‬


‫المسألة السادسة‪ :‬إعراب جملة {َال ُتص َيب َّن} في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ظَل ُموا ِم ْن ُك ْم َخ َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اص ًة } [األنفال‪]28 :‬‬ ‫تُص َيب َّن الذ َ‬
‫ين َ‬
‫{ال تُ ِ‬
‫ص َيب َّن}‬ ‫"صرح ابن هشام بشذوذ التوكيد‪ ،‬وبفساد رأي الزمخشري القائل بأن َ‬
‫جواب األمر؛ ألن المعنى حينئذ فإنكم إن تتقوها ال تصيب الذين ظلموا منكم‬
‫صيب َّ‬
‫الظالِ َم َخ َّ‬
‫اص ًة مردود؛ ألن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َص َاب ْت ُك ْم َال تُ ُ‬
‫خاصة‪ ،‬وقوله‪ :‬إن التقدير إ ْن أ َ‬
‫الشرط إنما يقدر من جنس األمر‪ ،‬ال من جنس الجواب‪ ،‬أال ترى أنك تقدر في‬
‫ا ْئِتِني أُ ْك ِرْم َك‪ِ ،‬إ ْن تَأِْتِني أُ ْك ِرْم َك‪ ،‬والتوكيد بالنون على النهي قياسي"(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪.443/3‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.215/5‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬تفسير األلوسي‪.972/5‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.543/3‬‬
‫(‪ )5‬مغني اللبيب ص‪ .242‬بتصرف‪ .‬وينظر رأي الزمخشري في الكشاف‪.299/2‬‬
‫مجلة الجامعة الأسمرية‬
‫‪336‬‬
‫ِ‬
‫المناقشة والترجيح‪ :‬يرى األخفش أن قوله {تُص َيب َّن} ليس بجواب‪ ،‬ولكنه َن ْه ٌي َ‬
‫بعد‬
‫أمر‪ ،‬ولو كان جوابا ما دخلت النون(‪ ،)1‬ووافقه ابن عاشور (‪.)2‬‬

‫وجعله ابن جني(ت‪312‬هـ) صفة لـ{فتنة} ‪ ،‬ووافقه ابن مالك‪ ،‬وقد جو از توكيد‬
‫صيب ٍّة َّ‬
‫الظالِ َم َخ َّ‬
‫اص ًة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪)3‬‬
‫الفعل بعد ال النافية ‪ ،‬وأبو حيان الذي قال‪ :‬أي‪َ :‬غ ْي َر ُم َ‬
‫وجوز دخول نون التوكيد على المنفي بـ(ال) في غير القسم؛ ألنها لحقت الفعل‬
‫المنفي مع الفصل‪ ،‬فلحاقها مع عدم الفصل أولى‪ .‬و الجمهور ال يجيزونه‪،‬‬
‫ويحملون ما جاء منه على الضرورة أو الندور(‪ .)4‬وتأول المانعون اآلية فقالوا‪:‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫{ال} ناهية‪ ،‬والجملة محكية بقول محذوف هو صفة ل ِ‬
‫ـ{ف ْت َن ًة}‪.‬‬

‫ووافقه الشيخ محمد األمير فوصف تقدير الزمخشري بالفساد(‪ .)6‬ورأى الصبان أن‬
‫تشبيها بالنهي جائز‪ ،‬وقد زعم قوم أن هذا نهي‪ ،‬وليس‬
‫ً‬ ‫توكيد المضارع المنفي بال‬
‫بصحيح(‪.)7‬‬

‫{ال تُ ِ‬
‫ص َيب َّن} جوابا لألمر‪ ،‬أو نهيا‬ ‫وجوز محيي الدين الدرويش أن تكون جملة َ‬
‫بعد أمر‪ ،‬أو صفة ل ِ‬
‫ـ{ف ْت َن ًة} (‪.)8‬‬

‫وبهذا يرجح رأي ابن هشام؛ ألنه وافق رأي الجمهور‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬معاني القرآن‪.347/9‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.391/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬توضيح المقاصد‪.9977/3‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬البحر المحيط ‪.324/5‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬توضيح المقاصد ‪.9977/3‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب وبهامشه حاشية الشيخ محمد األمير‪.911/9‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان‪.323/3‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪.559/3‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪331‬‬
‫‪167‬‬

‫العَلمين من مشاهير النحو‪ ،‬أُْب ِرز النتائج التي تَ َو َّ‬


‫صْل ُت‬ ‫بعد هذه الرحلة العلمية مع هذين َ‬
‫إليها‪:‬‬
‫‪ -0‬أن اعتراضات ابن هشام تعد تتميما لجهد الزمخشري‪ ،‬ال نقصا من ْقدره‪ ،‬وال حطا‬
‫من شأنه‪ ،‬بدليل إنصافه له‪ ،‬ونقل آرائه في بعض المسائل‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه لم يكن كشيخه أبي حيان في عنف الرد والحدة‪ ،‬وإنما كان يكتفي بالتنبيه على‬
‫الغلط أو الغفلة في كالم الزمخشري‪ ،‬مقيما الدليل على صحة ما ذهب إليه‪.‬‬
‫‪ -3‬أن معظم اعتراضاته كانت دقيقة‪ ،‬وجيهة‪ ،‬معضدة باألدلة القوية‪ ،‬وقد وافق رأي‬
‫المفسرين‪ ،‬وجمهور النحويين في أكثر هذه االعتراضات‪ ،‬وكان هذا من أسباب أرجحية‬
‫آرائه في أكثر المسائل‪.‬‬
‫‪ -7‬أنه اعتمد في تصويب آرائه واعتراضاته على الزمخشري على جوانب لغوية‬
‫ومنطقية كثيرة منها‪ :‬تقرير القواعد النحوية‪ ،‬والصرفية‪ ،‬والمعجمية‪ ،‬والمعنى اإلعرابي‪،‬‬
‫والتحليل المنطقي‪ ،‬وسالمة التأويل‪ ،‬وتغليب القريب منه على البعيد‪ ،‬وتنزيه القراءات‪-‬‬
‫ولو كانت شاذة‪ -‬عن الحمل على اللغات الضعيفة واآلراء المرجوحة‪ ،‬واألخذ بأقوال‬
‫العلماء السابقين‪ ،‬مع مراعاة اللغات العربية المشهورة عند العرب‪.‬‬
‫‪ -8‬أن عدد المسائل التي رجح فيها رأي ابن هشام خمس عشرة مسألة‪ ،‬بينما كان‬
‫عدد المسائل التي رجح فيها رأي الزمخشري ست مسائل‪.‬‬
‫‪ -6‬أن نبوغه العلمي جعله يتيقن أن جميع مسائل النحو قابلة للنقد‪ ،‬وليست قواعد‬
‫مسلمة‪ ،‬بل هي محل للدراسة‪ ،‬والمناقشة‪ ،‬واألخذ‪ ،‬والرد‪.‬‬
‫‪ -7‬أنه لم يكن مجرد ناقل آلراء العلماء‪ ،‬بل كان يناقش‪ ،‬ويرجح‪ ،‬ويستحسن‪،‬‬
‫ويعترض‪ ،‬وهذا ما جعله من أئمة النحو المبرزين‪.‬‬
‫الله على َسِي ِدنا ُم َح َّم ٍد وعلى آلِ ِه‬
‫والله ِم ْن وراء القصد وهو َي ْه ِدي السبيل وصَّلى َّ‬
‫َ‬
‫َج َم ِعين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وص ْح ِبه أ ْ‬
‫َ‬

‫‪ ...‬الباحثة‪.‬‬

‫مجلة الجامعة الأسمرية‬


‫‪338‬‬
‫*القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .0‬األصول في النحو‪ :‬أبو بكر محمد بن السري بن سهل النحوي المعروف بابن‬
‫السراج‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد الحسين الفتلي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪ ،‬دون تحديد‬
‫طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .2‬إعراب القرآن وبيانه‪ :‬محيي الدين أحمد مصطفى درويش‪ ،‬دار اإلرشاد للشئون‬
‫الجامعية‪ ،‬حمص‪ -‬سوريا‪ ،‬دار اليمامة‪ ،‬دمشق‪ -‬بيروت‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬دمشق‪-‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الرابعة‪0708 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .3‬إنباه الرواة على أنباه النحاة‪ :‬علي‪ ،‬بن يوسف‪ ،‬القفطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‪ ،‬أبو الفضل‪،‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪ ،‬ومؤسسة الكتاب الثقافية‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪0716 ،‬هـ ‪0186 -‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬اإلنصاف في مسائل الخالف َبْي َن النحويين البصريين والكوفيين‪ :‬كمال الدين‪ ،‬أبو‬
‫ض َع فهارسه وهوامشه‪ :‬حسن حمد‪ ،‬إشراف‪:‬‬ ‫البركات‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬األنباري‪َ ،‬قَّد َم له َوَو َ‬
‫إميل بديع يعقوب‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 0728 ،‬هـ‪-‬‬
‫‪2117‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬أوضح المسالك إل ى ألفية ابن مالك‪ :‬عبد الله بن يوسف بن أحمد بن يوسف‪ ،‬أبو‬
‫محمد جمال الدين ابن هشام‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوسف الشيخ محمد البقاعي‪ ،‬دار الفكر للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .6‬البحر المحيط‪ :‬محمد‪ ،‬بن يوسف‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬األندلسي‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ال ط‪ ،‬الت‪.‬‬
‫‪ .7‬بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة‪ :‬جالل الدين‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬بن الكمال‪،‬‬
‫السيوطي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪0171 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬تاريخ األدب العربي‪ :‬كارل بروكلمان‪ ،‬اإلشراف على الترجمة العربية‪ :‬محمود‪،‬‬
‫فهمي‪ ،‬حجازي‪َ ،‬نَقَله إلى العربية‪ :‬السيد‪ ،‬يعقوب‪ ،‬بكر‪ ،‬ورمضان‪ ،‬عبد التواب‪ ،‬الهيئة‬

‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬


‫‪333‬‬
‫‪167‬‬

‫المصرية‪ ،‬دون تحديد طبعة‪0113 ،‬م‪.‬‬


‫‪ .1‬التبيان في إعراب القرآن‪ :‬أبو البقاء عبدالله بن الحسين بن عبدالله العكبري‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫علي محمد البجاوي‪ ،‬عيسى البابي الحلبي وشركاه‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .01‬تفسير آيات األحكام‪ :‬محمد علي السايس‪ ،‬تحقيق‪ :‬ناجي سويدان‪ ،‬المكتبة‬
‫العصرية للطباعة والنشر‪2112 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .00‬تفسير اإليجي جامع البيان في تفسير القرآن‪ :‬محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن‬
‫عبد الله الحسني الحسيني اإليجي الشافعي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪0727 ،‬هـ‪2117 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .02‬تفسير البيضاوي اْل ُم َس َّمى أنوار التنزيل وأسرار التأويل‪ :‬ناصر الدين‪ ،‬أبو سعيد‪،‬‬
‫عبد الله‪ ،‬بن عمر‪ ،‬بن محمد‪ ،‬الشيرازي‪ ،‬البيضاوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪-‬‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪0188 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .03‬تفسير التحرير والتنوير‪ :‬محمد‪ ،‬الطاهر‪ ،‬بن عاشور‪ ،‬دار سحنون للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫تونس‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .07‬تفسير الطبري جامع البيان في تأويل القرآن‪ :‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن‬
‫غالب اآلملي أبو جعفر الطبري‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬الطبعة األولى ‪0721‬هـ‪-‬‬
‫‪2111‬م‪.‬‬
‫‪ .08‬تفسير الفاتحة والبقرة‪ :‬محمد بن صالح بن محمد العثيمين‪ ،‬دار ابن الجوزي‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة األولى‪0723 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .06‬تفسير القرآن العظيم‪ :‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المصري ثم‬
‫الدمشقي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حسين شمس الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬منشورات علي‬
‫بيضون‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪0701 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .07‬تفسير القرآن الكريم‪ :‬محمد أحمد إسماعيل المقدم‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .08‬تفسير النسفي مدارك التنزيل وحقائق التأويل‪ :‬أبو البركات عبدالله بن أحمد بن‬
‫محمود حافظ الدين النسفي‪ ،‬حققه وخرج أحاديثه‪ :‬يوسف علي بديوي‪ ،‬راجعه وقدم له‪:‬‬
‫محيي الدين ديب مستو‪ ،‬دار الكلم الطيب‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪0701 ،‬هـ‪-‬‬

‫مجلة الجامعة الأسمرية‬


‫‪353‬‬
‫‪0118‬م‪.‬‬
‫‪ .01‬التفسير الوسيط للقرآن الكريم‪ :‬محمد سيد طنطاوي‪ ،‬دار نهضة مصر للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الفجالة‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .21‬تهذيب اللغة‪ :‬محمد‪ ،‬بن أحمد‪ ،‬األزهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم‪ ،‬محمد‪ ،‬هارون‪،‬‬
‫اج َع ُه‪ :‬محمد‪ ،‬علي‪ ،‬النجار‪ ،‬المؤسسة المصرية العامة للتأليف واألنباء والنشر‪ ،‬الطبعة‬
‫َر َ‬
‫األولى‪0167 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .20‬توضيح المقاصد والمسالك ِب َش ْرح ألفية ابن مالك‪ :‬أبو محمد‪ ،‬بدر الدين‪ ،‬حسن‪،‬‬
‫بن قاسم‪ ،‬بن عبد الله‪ ،‬بن علي‪ ،‬المرادي‪ ،‬المصري‪ ،‬المالكي‪َ ،‬ش ْرح وتحقيق‪ :‬عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬علي‪ ،‬سليمان‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪0728 ،‬ه‪-‬‬
‫‪2118‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬اْل َجَنى الداني في حروف المعاني‪ :‬الحسن‪ ،‬بن قاسم‪ ،‬المرادي‪ ،‬تحقيق‪ :‬فخر الدين‪،‬‬
‫قباوة‪ ،‬ومحمد‪ ،‬نبيل‪ ،‬فاضل‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪0183‬م‪.‬‬
‫‪- .23‬حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ :‬محمد بن مصطفى‬
‫الخضري الشافعي‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .27‬حاشية الصبان شرح األشموني على ألفية بن مالك‪ ،‬مكتبة اإليمان‪ ،‬مصر‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .28‬حاشية العالم العالمة الشيخ مصطفى محمد عرفة الدسوقي على مغني اللبيب عن‬
‫كتب األعاريب‪ ،‬لإلمام جمال الدين عبدالله بن يوسف بن أحمد بن هشام األنصاري‪،‬‬
‫ضبطه وصححه ووضع حواشيه‪ :‬عبدالسالم محمد أمين‪ ،‬منشورات محمد علي بيضون‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى ‪0720‬هـ‪2111 -‬م‪.‬‬
‫‪ .26‬حاشية العالمة الشهير والفهامة النحرير المسماة بالمصنف من الكالم على مغني‬
‫ابن هشام‪ :‬تأليف اإلمام تقي الدين أحمد بن محمد الشمني‪ ،‬وبهامشها شرح اإلمام‬
‫محمد بن أبي بكر الدماميني على متن المغني المذكور‪ ،‬المطبعة البهية بمصر‪ ،‬دون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪357‬‬
‫‪167‬‬

‫‪ .27‬حاشية يس‪ :‬حاشية قطر الندى وبل الصدى البن هشام‪ :‬يس بن زين الدين‪ ،‬دون‬
‫تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .28‬الخالف النحوي في ضوء محاوالت التيسير الحديثة‪ :‬حسن‪ ،‬منديل‪ ،‬العكيلي‪ ،‬دار‬
‫الضياء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ 0728 ،0‬هـ‪2118 -‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬الدر المصون في علوم الكتاب المكنون‪ :‬شهاب الدين‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬بن يوسف‪،‬‬
‫بن محمد‪ ،‬بن إبراهيم‪( ،‬السمين‪ ،‬الحلبي)‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬علي‪ ،‬محمد‪ ،‬معوض‪،‬‬
‫وعادل‪ ،‬أحمد‪ ،‬عبد الموجود‪ ،‬وجاد‪ ،‬مخلوف‪ ،‬جاد‪ ،‬وزكريا‪ ،‬عبد المجيد‪ ،‬النوتي‪َ ،‬قَّد َم‬
‫ظ ُه‪ :‬أحمد‪ ،‬محمد‪ ،‬صيرة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫له وَقَّر َ‬
‫‪0707‬هـ‪0117 -‬م‪.‬‬
‫‪ .31‬الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة‪ :‬أحمد‪ ،‬بن علي‪ ،‬بن حجر‪ ،‬العسقالني‪،‬‬
‫دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .30‬دليل السالك إلى ألفية ابن مالك‪ :‬عبد الله بن صالح الفوزان‪ ،‬دون تحديد طبعة ‪،‬‬
‫دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .32‬رصف المباني في َش ْرح حروف المعاني‪ :‬أحمد‪ ،‬بن عبد النور‪ ،‬المالقي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫أحمد‪ ،‬محمد‪ ،‬الخراط‪ ،‬مطبوعات مجمع اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪0178 ،0‬م‪.‬‬
‫‪ .33‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني‪ :‬شهاب الدين محمود بن‬
‫عبد الله الحسيني‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي عبد الباري عطية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪0708 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .37‬سير أعالم النبالء‪ :‬محمد بن أحمد الذهبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط وغيره‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪0188 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .38‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ :‬عبد الحي بن العماد الحنبلي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫شرح ْاأل ُْش ُموِني على ألفية ابن مالك‪ ،‬اْل ُم َس َّمى منهج السالك على ألفية بن مالك‪:‬‬
‫‪ْ .36‬‬
‫علي‪ ،‬بن محمد‪ ،‬األشموني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‪ ،‬محيي الدين‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬مكتبة النهضة‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪0188 ،‬م‪.‬‬

‫مجلة الجامعة الأسمرية‬


‫‪353‬‬
‫‪ .37‬شرح ألفية ابن مالك‪ :‬محمد بن صالح بن محمد العثيمين‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪ .38‬شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو‪ :‬خالد بن‬
‫عبدالله بن أبي بكر بن محمد الجرجاوي األزهري زين الدين المصري المعروف بالوقاد‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ -‬لبنان‪0720 ،‬هـ‪2111 -‬م‪.‬‬
‫‪ .31‬شرح الدماميني على مغني اللبيب لإلمام محمد بن أبي بكر الدماميني‪ ،‬صححه‬
‫وعلق عليه‪ :‬أحمد عزو عناية‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪2117 -0728‬م‪.‬‬
‫شرح شافية ابن الحاجب‪ :‬األستراباذي‪ ،‬محمد‪ ،‬بن الحسن‪ ،‬مع َش ْرح شواهده لعبد‬
‫‪ْ - .71‬‬
‫وشرح ُمْب َه َم َها‪ :‬محمد‪ ،‬نور‪ ،‬الحسن‪ ،‬ومحمد‪،‬‬
‫ط غريبها‪َ ،‬‬ ‫القادر‪ ،‬البغدادي‪َ ،‬حَّقَقها َ‬
‫وضَب َ‬
‫الزفزاف‪ ،‬ومحمد‪ ،‬محيي الدين‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬دون‬
‫تحديد طبعة‪0182 ،‬م‪.‬‬
‫شرح ابن عقيل‪ :‬بهاء الدين‪ ،‬عبد الله‪ ،‬بن عقيل‪ ،‬العقيلي‪ ،‬المصري‪ ،‬الهمذاني‪،‬‬
‫‪ْ .70‬‬
‫على ألفية ابن مالك‪ :‬أبي عبد الله‪ ،‬محمد‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬بن مالك‪ ،‬ومعه كتاب منحة‬
‫الجليل‪ ،‬بتحقيق َش ْرح ابن عقيل‪ :‬محمد‪ ،‬محيي الدين‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬مكتبة دار التراث‪،‬‬
‫القاهرة‪ -‬مصر‪ ،‬ط‪0711 ،21‬ه‪0181 -‬م‪.‬‬
‫شرح المفصل للزمخشري‪ :‬موفق الدين‪ ،‬أبو البقاء‪ ،‬يعيش‪ ،‬بن علي‪ ،‬بن يعيش‪،‬‬ ‫‪ْ .72‬‬
‫ض َع هوامشه‪ ،‬وفهارسه‪ :‬إميل‪ ،‬بديع‪ ،‬يعقوب‪ ،‬منشورات محمد‪،‬‬‫الموصلي‪َ ،‬قَّد َم له‪َ ،‬وَو َ‬
‫علي‪ ،‬بيضون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪0722 ،‬هـ‪2110 -‬م‪.‬‬
‫‪ُ .73‬غْنَية األريب عن شروح مغني اللبيب‪ :‬لمصطفى رمزي بن الحاج حسن األنطاكي‪،‬‬
‫دراسة وتحقيق‪ :‬أ‪ .‬بشير صالح الصادق‪ ،‬أ‪ .‬حسين صالح الدبوس‪ ،‬أ‪ .‬خالد محمد‬
‫غويلة‪ ،‬أ‪ .‬أبوعجيلة رمضان عويلي‪ ،‬جامعة المرقب‪ -‬الجماهيرية الليبية‪ ،‬إشراف‪:‬‬
‫الدكتور‪ :‬محمد منصف القماطي‪ ،‬تقديم‪ :‬سمير استيتية‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬إربد‪-‬‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪2100 -0732 ،‬م‪.‬‬
‫وشرح‪ :‬عبد السالم‪ ،‬محمد‪ ،‬هارون‪،‬‬
‫‪ .77‬الكتاب‪ :‬سيبويه‪ ،‬عمرو‪ ،‬بن عثمان‪ ،‬تحقيق‪ْ ،‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪355‬‬
‫‪167‬‬

‫مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪ ،‬ط‪0188 ،3‬م‪.‬‬


‫‪ .78‬كتاب األزهية في علم الحروف‪ :‬علي‪ ،‬بن محمد‪ ،‬النحوي‪ ،‬الهروي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد‬
‫المعين‪ ،‬الملوحي‪ ،‬مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق‪ ،‬الطبعة األولى‪0180 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .76‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل‪ :‬أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد‬
‫الزمخشري جار الله‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪0717 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .77‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ :‬مصطفى‪ ،‬بن عبد الله‪ ،‬حاجي خليفة‪،‬‬
‫منشورات مكتبة المثنى‪ ،‬بغداد‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .78‬الالمات‪ :‬عبد الرحمن بن إسحاق البغدادي النهاوندي الزجاجي‪ ،‬تحقيق‪ :‬مازن‬
‫المبارك‪ ،‬دار الفكر دمشق‪ ،‬الطبعة الثانية‪0718 ،‬هـ‪0188 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .71‬لسان العرب‪ :‬محمد‪ ،‬بن مكرم‪ ،‬بن منظور‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬دون‬
‫تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .81‬اللمحة في شرح الملحة‪ :‬محمد بن حسن بن سباع بن أبي بكر الجذامي أبو عبد‬
‫الله شمس الدين المعروف بابن الصائغ‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم بن سالم الصاعدي‪ ،‬عمادة‬
‫البحث العلمي بالجامعة اإلسالمية‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪0727 ،‬هـ‪2117 -‬م‪.‬‬
‫‪ .80‬محاسن التأويل‪ :‬محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحالق القاسمي‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد باسل عيون السود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪0708‬هـ‪.‬‬
‫‪ .82‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ :‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد‬
‫الرحمن بن تمام بن عطية األندلسي المحاربي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشافي محمد‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪0722 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .83‬المدارس النحوية‪ :‬أحمد شوقي عبد السالم ضيف‪ ،‬الشهير بشوقي ضيف‪ ،‬المتوفى‬
‫سنة ‪0726‬هـ‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪- .87‬معاني الحروف‪ :‬علي بن عيسى بن علي بن عبدالله أبو الحسن الرماني‬
‫المعتزلي‪ ،‬المتوفى سنة ‪387‬هـ‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬

‫مجلة الجامعة الأسمرية‬


‫‪353‬‬
‫‪- .88‬معاني القرآن‪ :‬أبو زكريا‪ ،‬يحيى‪ ،‬بن زياد‪ ،‬الفراء‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد‪ ،‬يوسف‪ ،‬نجاتي‪،‬‬
‫ومحمد‪ ،‬علي‪ ،‬النجار‪ ،‬دار السرور‪ ،‬دون تحديد طبعة‪0188 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .86‬معاني القرآن وإعرابه‪ :‬الزجاج‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الجليل‪ ،‬عبده‪ ،‬شلبي‪ ،‬دار الحديث‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ 0707 ،‬هـ‪0117 -‬م‪.‬‬
‫‪ .87‬معجم األدباء أو إرشاد األريب إلى معرفة األديب‪ :‬أبو عبد الله‪ ،‬ياقوت‪ ،‬بن عبد‬
‫الله‪ ،‬الرومي‪ ،‬الحموي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪0700 ،‬هـ‪-‬‬
‫‪0110‬م‪.‬‬
‫‪ .88‬معجم القواعد العربية‪ :‬عبد الغني بن علي الدقر‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .81‬المعجم الوسيط‪ :‬إبراهيم مصطفى‪ ،‬أحمد الزيات‪ ،‬حامد عبد القادر‪ ،‬محمد النجار‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫وعَّل َق‬
‫‪ .61‬مغني اللبيب عن كتب األعاريب‪ :‬جمال الدين‪ ،‬بن هشام‪ ،‬األنصاري‪َ ،‬حَّقَقه َ‬
‫اج َعه‪ :‬سعيد األفغاني‪ ،‬دار الفكر‬ ‫عليه‪ :‬مازن‪ ،‬المبارك‪ ،‬ومحمد‪ ،‬علي‪ ،‬حمد الله‪َ ،‬ر َ‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪0728 ،0‬ه‪0726 -‬هـ‪2118 -‬م‪.‬‬
‫‪ .60‬مغني اللبيب لجمال الدين بن هشام األنصاري وبهامشه حاشية الشيخ محمد‬
‫األمير‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬عيسى البابي الحلبي وشركاه‪ ،‬دون تحديد طبعة‪،‬‬
‫دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .62‬مفاتيح الغيب التفسير الكبير‪ :‬أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين‬
‫التيمي الرازي‪ ،‬الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫بيروت‪ -‬الطبعة الثالثة ‪0721‬هـ‪.‬‬
‫‪ .63‬المقتضب‪ :‬محمد‪ ،‬بن يزيد‪ ،‬المبرد‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‪ ،‬عبد الخالق‪ ،‬عضيمة‪ ،‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .67‬الموسوعة القرآنية‪ :‬إبراهيم بن إسماعيل األبياري‪ ،‬مؤسسة سجل العرب‪ ،‬الطبعة‬
‫‪0718‬هـ‪.‬‬
‫‪ .68‬نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‪ :‬محمد الطنطاوي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬دون‬
‫تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫العدد ‪ 82‬السنة ‪41‬‬
‫‪353‬‬
‫‪167‬‬

‫‪ .66‬النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة‪ :‬ابن تغري بردي‪ ،‬طبعة مصورة عن طبعة‬
‫دار الكتب‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .67‬النحو الوافي‪ :‬عباس حسن‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬الطبعة الخامسة عشرة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫جمع الجوامع في علم العربية‪ :‬جالل الدين‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬بن‬
‫‪ .68‬همع الهوامع َش ْرح ْ‬
‫أبي بكر‪ ،‬السيوطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الحميد‪ ،‬هنداوي‪ ،‬المكتبة التوفيقية‪ ،‬القاهرة‪-‬مصر‪،‬‬
‫دون تحديدطبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .61‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ :‬أحمد‪ ،‬بن محمد‪ ،‬بن خلكان‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان‪،‬‬
‫عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البحوث العلمية‪:‬‬
‫‪.71‬االعتراض النحوي عند ابن مالك واجتهاداته‪ :‬د‪.‬ناصر محمد عبدالله آل قميشان‪،‬‬
‫دون تحديد طبعة‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪.70‬اعتراضات ابن مالك على الزمخشري( دراسة نحوية)‪ :‬د‪.‬عادل فتحي رياض‪ ،‬دار‬
‫البصائر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مدينة نصر‪2116 ،‬م‪.‬‬
‫‪.72‬اعتراضات ابن هشام على معربي القرآن‪ :‬دراسة ونقد‪ :‬د‪.‬إيمان حسين السيد‪،‬‬
‫حكومة دبي‪ ،‬دار البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء التراث‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪0728‬هـ‪2117 -‬م‪.‬‬
‫‪.73‬المؤاخذة النحوية عند ابن هشام في المغني (دراسة إحصائية وصفية تحليلية)‬
‫إعداد‪ :‬عبد الحكيم محمد بادي‪ ،‬إشراف‪ :‬مصطفى الصادق العربي‪2113 ،‬م‪.‬‬

‫مجلة الجامعة الأسمرية‬


‫‪356‬‬

You might also like