▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ -يعتبر مركز الثقل أحد عناصر التصميم العملياتي والذي يعتبر الشق التطبيقي للفن العملياتي، حيث يُمثل الفن العملياتي التطبيق الواسع للخيال اإلبداعي بواسطة القادة واألركان مسنودا ً بمهاراتهم ومعلوماتهم وخبرتهم في تصميم الحمالت اإلستراتيجية والعمليات الكبيرة وتنظيم واستخدام القوات العسكرية ،ويربط الفن العملياتي الغايات والطرق والوسائل لجميع مستويات الحرب ،وهو عملية فكرية يستخدمها القادة لكي يستطيعوا وضع تصورهم لكيفية اإلستخدام األمثل والفعال للقدرات العسكرية في سبيل تنفيذ مهامهم ،كما أن الفن العملياتي يعزز العمل الموحد من خالل مساعدة قائد القوات المشتركة وأركانه في فهم كيفية دمج القطاعات الحكومية األخرى مع العمل العسكري لتحقيق الحالة النهائية اإلستراتيجية الوطنية ،وخالل التنفيذ يأخذ القائد واألركان في اإلعتبار عناصر التصميم العملياتي ويعدلوا العمليات الجارية والعمليات المستقبلية عندما تبدأ العمليات المشتركة. -لذا فمصطلح مركز الثقل والذي يعتقد كثير من الدارسين للتخطيط على مختلف مستوياته بأن مفهومه العام وتعريفه واضح ،ولكن يظهر اإلختالف بين المخططين عند تحليل ووصف مركز الثقل والسبب يعود بالدرجة األولى إلى أن الوصف ناتج عن التجارب والخبرة الشخصية لهم ،لذلك ينبغي علينا عدم ترك ذلك المفهوم مجاالً للتخمين أو التوقع من قبل الفريق المكلف بالتخطيط ،ألن الفشل في تحديد مركز ثقل العدو خالل الحرب أو قبل وقت قصير من بدايتها نقطة ضعف واضحة، ألن من أهم الواجبات لمخططي الحمالت وفي هذا المقال سنحاول توضيح أهمية تحليل مراكز الثقل َّ المشتركة أثناء التخطيط هو مدى قدرتهم على تحديد وتمييز مراكز الثقل االستراتيجية والعملياتية للقوات الصديقة والمعادية والتي تعتبر من المصادر الهامة للقوة والمقاومة ،وسبب كونها من أهم الواجبات هو أن التحليل الخاطئ لمراكز الثقل الصديقة والمعادية تكون نتائجه خطيرة وتؤدي إلى عدم قدرة القوات على إنجاز األهداف العسكرية المحددة بالتكلفة المقبولة كما أنها تؤدي إلى إضاعة الوقت والموارد البشرية والمادية في جهود تكون نتائجها سواء االستراتيجية أو العملياتية غير حاسمة. •ومما سبق يتبادر للذهن سؤال ماهو مركز الثقل؟ نقول علميا ً هو النقطة التي يرتكز عليها وزن الجسم كله ،أما الخبير اإلستراتيجي "كارل فون كالوزفتيز" فيعرف مركز الثقل بقوله "من خصائص معينة يتطور مركز الثقل وهو محور كل الطاقة والحركة الذي يعتمد عليه كل شيء آخر ،تلك هي النقطة التي ينبغي أن تتوجه إليها كل طاقاتنا" ،فمن هذا التعريف يرى "كالوزفتيز" أن مركز ثقل نظام القوات يوجد حيث يكون الجزء األكبر منها محتشدا ً أو مركزا ً بكثافة أكبر، ويصف تلك النقطة بأنها (محور كل القوة والحركة الذي يعتمد عليه كل شيء آخر) ،ولكن تعريف "كالوزفيتز" ،وفقا ً لعقيدة الجيش األمريكي لم يصب الهدف ،لذا فقد تم تعديله بحيث تم حصر مصادر القوة في األنظمة العسكرية ومن ثم تعريف مركز الثقل بأنه" :تلك الخصائص أو اإلمكانيات أو األماكن التي تستمد منها القوة العسكرية حرية عملها أو قوتها المادية أو إرادتها القتال ية" ،وبالتدقيق في هذا التعريف نجد بأنه تم تقييده حيث حدد أن القوات العسكرية هي من تملك مراكز الثقل فقط ،أما بقية األنظمة األخرى فال يوجد لديها مراكز ثقل ،وهذا التعريف يعتبر ناقصا ً من وجهة نظر كثير من المحللين واإلستراتيجيين وذلك بسبب التقييد ،كما أن التعريف السابق يعطي اإلنطباع بأن القوات العسكرية ليست بحد ذاتها مراكز ثقل وإنما تملك مراكز الثقل فقط، ومن وجهة نظري لو تم إستبدال عبارة "قوة عسكرية" من التعريف السابق بعبارة أخرى مثل "نظام" أو "كيان" ،لكان نطاق التعريف أشمل ،كما أن التعريف السابق إستخدم مصطلحات مثل "حرية العمل" ،و"القوة المادية" ،و"إرادة القتال" ومن المعلوم بأن مصطلح "القوة المادية" و"إرادة القتال" ،من الشروط األساسية لحرية العمل ،فمن دون "إرادة" أو "قوة" ال يمكن للشخص أو الوحدة أن تعمل والقدرة على العمل هي أحد تعريفات الطاقة ،لذا فلو تم إستخدام مصطلح "القدرة على القتال" بدالً من المصطلحات السابقة ألعطت معنى أكثر وضوحاً ،وبتبسيط لذلك التعريف يمكننا القول بأن مركز الثقل هو المصدر الذي يعطي النظام قدرته على العمل. •األمور الضوروية لفهم مركز الثقل :بعد تعريف مركز الثقل ،سنحاول وضع إطار يساعد في فهم وتمييز مركز الثقل ومن األمور الضرورية لفهم مركز الثقل معرفة وفهم كل من "اإلمكانات الحرجة" و"المتطلبات الحرجة" و"أوجه التعرض الحرجة" ،ومعرفة هذه العوامل تساعدنا في الحصول على فوائد تخطيطية وتعليمية متعددة ألنها تنشئ هرما ً واحدا ً ذا عالقات منطقية علما ً بأن جميع مراكز الثقل تحتوى على مجموعة من اإلمكانات والمتطلبات وأوجه التعرض الحرجة. بأن اإلمكانات الحرجة هي "القدرات األساسية التي تجعل . ۱اإلمكانات الحرجة :يمكننا القول َّ مركز الثقل يستحق التمييز بهذه الصفة في سياق أو موقف معين أو في إطار مهمة محددة" ،بمعنى أن اإلمكانات الحرجة هي من يولد القوة أو الدافع لمركز الثقل والذي يعتبر المصدر للطاقة الهامة َّ لإلمكانات الحرجة ،وبمعنى آخر اإلمكانات الحرجة هي ما يستطيع مركز الثقل فعله ،على سبيل المثال ،تقوم قوة معينة بتحديد هدف ،الوسائل الضرورية إلنجاز ذلك الهدف هي اإلمكانات الحرجة ،ومركز الثقل هو مصدر الطاقة أو المالك لتلك اإلمكانات الحرجة. . ۲المتطلبات الحرجة :تُعَّرف المتطلبات الحرجة بالشروط والموارد والوسائل الضرورية لتكون اإلمكانات الحرجة فعَّالة بشكل كامل ،فال يمكن لمركز الثقل أن يعمل ويؤدي وظيفته بنجاح بدون المتطلبات الحرجة ولن يكون المصدر الهام للطاقة الذي يولَّد أو ينتج اإلمكانات الحرجة .وبالتدقيق أن جميع األنظمة تتطلب أمور كثيرة ومتعددة ولكن المتطلبات التي تكون بكلمة "حرجة" نعني بها َّ حرجة قليلة ،لذا فعلى المخططين واجب هام وهو القدرة على معرفة وتمييز المتطلبات الحرجة. . ۳أوجه (نقاط) التعرض الحرجة :يُقصد بها المتطلبات الحرجة أو جزء من مكوناتها التي تكون ضعيفة أو عرضة للتحييد أو التحريم أو الهجوم سواء كان بشكل "معنوي أو مادي" ،وبطريقة تحقق نتائج حاسمة أو هامة وغير متناسبة مع الموارد العسكرية المستخدمة ،وقد تُشكل أوجه التعرض الحرجة أهدافا ً هامة يجب استغاللها من قبل قواتنا أو أهداف للقوات الصديقة يجب حمايتها ،ومن الخطأ الذي يقع فيه كثير من المخططين والمحللين خالل مراحل التخطيط هو تمييز أوجه التعرض الحرجة على أنها مراكز ثقل. -وخالصة القول أن المعرفة التامة بالعوامل الحرجة من قبل المخططين تس ُهل عليهم الفصل بين مراكز الثقل الحقيقية ومراكز الثقل الظاهرية. •إكتشاف مركز الثقل :السؤال الذي يتبادر إلى الذهن :كيف يكتشف المخطط مركز الثقل؟ ولإلجابة على هذا السؤال يقدم المفكر العسكري الصيني "صن تزو" مفتاحا ً في كتابه الشهير "فن الحرب" بقوله" :إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك فليس هناك ما يدعو إلى أن تخاف نتيجة مئة معركة ،وإذا عدوك فإنك تقاسي من هزيمة مقابل كل انتصار ،وإذا لم تعرف نفسك ولم عرفت نفسك ولم تعرف ّ ُ عدوك فإنك أحمق وسوف تواجه الهزيمة في كل معركة" ،فعملية تمييز مركز الثقل تشكل تعرف ّ تحديا ً وصعوبة بالنسبة لمخططي الحمالت المشتركة ،فإكتشاف مركز الثقل يتطلب عمالً وجهدا ً من فريق التخطيط ،وعمليا ً يُعتبر تمييز تشكيالت القوات العسكرية المعادية وخطوط المواصالت والصناعات الحربية بشكل مادي من األمور الممكنة ،لكن العملية األكثر غموضا ً وصعوبة هو مد ى قدرتنا على فهم الكيفية التي يفكر بها العدو وماهي أهدافه النهائية؟ وماهي األدوات التي تساعدنا على إكتشاف العوامل التي تُمكن قوات العدو من اإلنسحاب بقواته سالمة؟ وكيف نستطيع كمخططين معرفة وتقييم الموقف العملياتي بطريقة دقيقة وصحيحة للخروج بآلية تساعدنا في التنبؤ بنتائج التكاليف في حالة الخسارة ،لذا فمن المهم جدا ً على القائد معرفة الكيفية التي تعمل بها أنظمة ألن الحصول على هذه العدو وأنظمته الشخصية ،وكذلك نقاط القوة ونقاط الضعف لهذه األنظمةَّ ، المعرفة يعتبر الجزء األكثر صعوبة في تحليل طرق الحل كما يتطلب إلقاء نظرة دقيقة على كافة األنظمة المعادية ،كما يجب على القائد أن يتجنب الميل والعمل على تخطي تحليل األنظمة بنظرة ثاقبة والقفز مباشرة إلى تمييز أوجه التعرض ألنه ربما قد يخطئ ويميزها كمراكز ثقل ،لذلك يتطلب من فريق التخطيط مراعاة الخطوات التالية في تحليل مركز ثقل العدو: - ۱تحديد اإلمكانات الحرجة للعدو ،أي الوظيفة الحيوية التي تؤديها أنظمة العدو ،علما ً بأن النظام قد يتضمن إمكانات عديدة ولكنها ال تكون كلها حرجة في كل موقف. - ۲تحديد مصدر القوة أو الطاقة إلمكانات العدو الحرجة ،والذي هو مركز الثقل. - ۳تمييز المتطلبات الحرجة أو مكوناتها التي تكون عرضة للهجوم أو التدمير ،هذه المتطلبات المعرضة للهجوم (أوجه التعرض الحرجة) تصبح أهدافا ً للهجوم أو متطلبات يجب على العدو حمايتها. -وبعد تحديد مركز الثقل ،السؤال التالي ،ماذا على فريق التخطيط أن يفعل؟ ولإلجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نتذكر بأن جوهر الفن العملياتي يعتمد على القدرة في تحقيق المزج الصحيح للتأثيرات في الوقت والمكان والغرض نسبة إلى مركز الثقل المعادي إلضعافه وشله وتدميره أو إستغالله بطريقة تساعد على تحقيق الهدف العسكري والوصول إلى الحالة النهائية مع العمل على حماية مركز الثقل للقوات الصديقة. •مهاجمة مركز الثقل :بشكل عام ،قد يتضمن األسلوب الذي تستخدمه قيادة القوات المشتركة أكثر من طريقة لمهاجمة مركز الثقل ،الطريقة األولى (الهجوم المباشر) وهو مايطلق عليه كالوزفتز "التصادم بين مركزي ثقل" ،وهذا يعني إستخدام قوة ضاربة ضد قوة أخرى ،وتتمثل الطريقة الثانية في مدرسة كل من المفكر الصيني "صن تزو" والبريطاني "ليدل هارت" ،والتي تهدف إلى التدمير المعنوي بدالً من المادي ،وبأسلوب يعتمد على الناحية اإلقتصادية في األساس وهو مايسمى (الهجوم غير المباشر) ،والذي يحقق نصرا ً حاسما ً بالقليل من أو بدون قتال ،بمعنى أنها تحقق النتائج بأقصى قدر ممكن من اإلقتصاد بالموارد ،وكال الطريقتين يُمكن تنفيذها ولكن اإلختيار بينهما يعتمد على مدى توفر الموارد للقوات ،قد يتم اللجوء إلى طريقة الهجوم المباشر عندما يكون مركز ثقل العدو عرضة للخطر وال يوجد بديل آخر مناسب للتغلب على مقاومة العدو ،وفي الغالب فإن القوة المدافعة هي من تستخدم هذا األسلوب ،ولكن من خالل دروس الحروب السابقة فإن تطبيق هذا األسلوب لم يحقق النتائج المتوقعة مقارنة بالتكلفة على الرغم من التفوق العددي والنوعي الكبير المرتبط به ،وبالتالي يتطلب من المخططين عدم اللجوء مباشرة لهذه الطريقة ،أما إذا كانت مراكز الثقل المعادية صعبة ومكلفة على القوات الصديقة ،عندها يجب على قائد القوات المشتركة البحث عن الطريقة التي تهدف إلى اإلخالل بتوازن الخصم من خالل توجيه الضربة إلى (نقطة ضعفه) ويتم ذلك بإستخدام الهجوم غير المباشر حتى يتم الوصول إلى الحالة أو الشروط التي تسمح بتنفيذ الهجوم أو اإلقتراب المباشر الناجح وهي الطريقة األكثر مالئمة ،وبهذا األسلوب فإن نقاط التعرض الحرجة (الهامة) للعدو قد تتيح إقترابا ً غير مباشر لتحقيق التفوق لقواتنا على مركز الثقل المعادي مما يفقده إمكاناته الحرجة أو قدرته على إنتاج القوة. • مراكز الثقل اإلستراتيجية :الحديث عن مراكز الثقل هو حديث عن الطاقة أو القدرة على القيام بعمل أو منع اآلخرين من التدخل ،فعلى المستوى اإلستراتيجي أرى أن هناك عنصران فقط من عناصر القوة الوطنية اللذان يمكننا أن نعتبرهم مراكز ثقل وهما عنصر القوة العسكرية وعنصر القوة اإلقتصادية ،أما بقية أدوات القوة الوطنية مثل الدبلوماسية والمعلوماتية فيجب أن ال تخدعنا، فعلى المستوى الوطني أو اإلستراتيجي ،يكون مركز الثقل إما إمكانات عسكرية /أمنية أو إمكانات اقتصادية /صناعية ،وفي الحرب الشاملة ،يكون مركز الثقل إقتصادياً /صناعياً ،أما في الحروب المحدودة يتمثل مركز الثقل اإلستراتيجي دائما ً وتقريبا ً في اإلمكانات العسكرية /األمنية ،ألن القوة الدبلوماسية هي مجرد تفاوض على إستخدام القوة العسكرية أو القوة اإلقتصادية للتأثير على اآلخرين ،وال سياسة الخارجية بدون نفوذ عسكري أو إقتصادي ال يمكن لها أن تنجح ،ومثال لذلك فإن دبلوماسية األمم المتحدة ال يمكنها النجاح بدون توفير الدعم العسكري أو اإلقتصادي من األعضاء المؤثرين فيها ،أما من جانب القوة المعلوماتية فإنني ال أتفق مع المقولة المشهورة بأن ألن المعلومات عبارة عن أداة أو وسيلة مساعدة ،ألنها تساعد فريق المخططين (المعلومات قوة) َّ على إستخدام القوة العسكرية أو اإلقتصادية ،أما المعلومات بحد ذاتها فهي ببساطة معلومات ليس إال. -أما القيادة الوطنية والسياسية ،لماذا ال نعتبرهم مركز ثقل؟ فاإلجابة بسيطة وهو أن نتذكر تعريفنا السابق عن اإلمكانات الحرجة في مقابل المتطلبات الحرجة ،فالقادة السياسيون الذين أداروا الحرب العالمية الثانية كانوا عبارة عن متطلبات حرجه ساعدوا مركز الثقل على أن يعمل أو ينتج قوة ،إال أن ال أحد منهم كان يمتلك قدرة متأصلة في ذاته لهزيمة ألمانيا واليابان ،وبالتالي ال أحد منهم كان يمثل مركز ثقل. •مركز الثقل العملياتي :يتفق أغلب المحللين العسكريين بأن الهجوم على مراكز الثقل اإلستراتيجية للعدو بضربة واحدة من األمور الصعبة إن لم تكن مستحيلة ،لذا ،فالعمل عند وجود هذه الصعوبة والتعقيد في الموقف هو البحث عن طريق تقسيم مراكز الثقل االستراتيجية إلى أجزاء متعددة يمكننا التعامل معها بطريقة تحقق نتائج جيدة لقواتنا ،ونقصد بهذه األجزاء مراكز الثقل العملياتي ،فعلى المستوى العملياتي قد يكون مركز الثقل في لحظة زمنية محددة ،هدفا ً جغرافياً ،أو قد يكون عنصر حيوي وعنصر دينامكي (متغير) هاما ً لوحدة وتماسك وحرية عمل نظام القوات ،فإضعاف أو خفض مستوى مثل هذا العنصر أو إزاحته عن مواقعه ولو مؤقتا ً سوف يربك أو يشل توازن القوة المستهدفة ككل ويؤدي بها إلى التفكك النهائي ،لذا يجب على المخططين التركيز على مراكز الثقل العملياتي عند إعداد خطة الحملة والتي تُمثَّل التعبير العملي للفن العملياتي ،واإلهتمام بأن تكون خطة الحملة جزءا ً من عملية متدرجة تهاجم بطريقة مباشرة أو غير مباشر مراكز الثقل العملياتي أو تهيئ المسرح للحمالت المستقبلية التي تهاجم مراكز الثقل العملياتية لتدميرها وبالتالي إضعاف مراكز الثقل االستراتيجية للعدو. -مركز الثقل العملياتي هو الشيء الذي يحمي مركز الثقل اإلستراتيجي ،وفي الغالب تكون مراكز الثقل العملياتية إمكانات عسكرية أو قوات ،وبتعريف آخر فإن مركز الثقل العملياتي هو ذلك الشيء الذي يعوق وصول القائد مباشرة إلى مركز الثقل اإلستراتيجي لخصمه. •الخالصة :إن تحليل وتمييز مراكز الثقل هو الخطوة األولى والهامة في التخطيط اإلستراتيجي، وهو جزء من تحليل بيئة العمليات والتي تعتمد على منظور األنظمة لبيئة العمليات ،والتي تساعد على فهم مراكز ثقل العدو ،وفي العمليات العسكرية يتضمن ذلك معرفة كيف ينظم العدو قواته؟ وكيف يقاتل ويصنع القرارات؟ ونقاط ضعفه وقوته المادية والمعنوية ،عالوة على ذلك فإن قائد القوات المشتركة يجب أن يفهم أنظمة بيئة العمليات األخرى وإرتباطها بالنظام العسكري ،وهذا الفهم يساعد القادة على تحديد مراكز الثقل والعوامل الهامة والنقاط الحاسمة لتشكيل خطوط العمليات وتصور فكرة العملية ،وأخيراً ،فمن المهم جدا ً للمخططين أن يتجنبوا سوء التقدير في تمييز أو تحديد مركز ثقل العدو ،والعمل على أن تكون مراكز الثقل متناسبة مع طبيعة الحرب وعلى جميع المستويات الثالث. -وفيما يلي بعض األمثلة التي يمكن أن تكون وكثيرا ً ما تكون مراكز ثقل: . ۱القوات المشتركة. . ۲القوة البرية. . ۳القوة البحرية. . ٤القوة الجوية. . ٥قوات العمليات الخاصة. . ٦القوات غير التقليدية. ثقل: كمراكز بتمييزها نخطئ التي األمثلة بعض •وأدناه - ۱موانيء اإلنزال الجوي أو موانيء اإلنزال البحري (هل بعض موانيء في الحرب العالمية الثانية شكلت قوة بذاتها لصد الهجوم؟ ففي الحرب الكورية هل كان ميناء بوسان هو القوة التي الشمالي). الكوري الجيش صدت ُ - ۲القدرة الحركية (خفة الحركة) اإلستراتيجية ،خطوط المواصالت( ،هي مجرد خطوط تمثل عليها). لتتحرك وآليات معدات إلى بحاجة مختلفة طرق - ۳الموارد المتوفرة( ،الموارد بحد ذاتها ليست مراكز ثقل ،يمكن أن تكون السيطرة على األسواق المصدرة مركز ثقل ،أما الموارد فيمكن أن تكون متطلبات لمركز الثقل). حرجاً). متطلبا ً الوقت يكون (ربما -الوقت ٤ - ٥اإلعالم (يعتبر أداة للتأثير على إرادة الشعب والقيادات الرئيسية ،وهذا يعتبر متطلب آخر). ألن العامل- ٦التحالف /الحلفاء ،وهي أحد مراكز الثقل المحتملة ولكنه مركز ثقل مشكوك فيهَّ ، المحدد هنا هو الكيفية التي ينظر بها العدو إلى التحالف ،فإذا كان التحالف يعتبر أمرا ً عاديا بالنسبة ً إلى القوة الرئيسة (التي تتم مواجتها) ،فإن تماسك التحالف ال يشكل مركز ثقل كما حدث مع تحالفات القائد األلماني هتلر. -وفي النهاية كان الهدف من هذا المقال هو توضيح مفهوم مركز الثقل والعمل على تحديد إطار عام له للتقليل من الغموض الذي ربما يحدث خالل مراحل التخطيط وتصميم خطة الحملة للقوات المشتركة. أسد البراري