Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 19

‫االعمال التجارية المنفردة في القانون الجزائري‬

‫مقدمة‬
‫القانون التجاري هو القانون الذي يحكم األعمال التجارية و لهذا كان البد من تحديد األعمال التجارية‬
‫لتحديد نطاق القانون التجاري‪ ،‬وقد ظهرت نظريتان في هذا الصدد‪:‬‬
‫*النظرية الشخصية مفادها أن العمل يكتسب الطبيعة التجارية إذا صدر ممن له صفة التاجر‪ ،‬لكن انتقدت‬
‫هذه النظرية لعدم إمكانية وجود تحديد دقيق يفرق بين التاجر و غير التاجر و كذلك ألن هناك أعمال يقوم‬
‫بها التاجر دون أن تكون لها عالقة بممارسة حرفته التجارية‪.‬‬
‫*النظرية الموضوعية فحواها أن العمل يعتبر تجاريا أوال بالنظر لطبيعته دون النظر لصفة القائم به‪.‬‬
‫رجح بعض الفقه هذه النظرية ألنها تبتعد عن الطبقية‪ ،‬لكن البد لتطبيقها عمليا من إيجاد معيار لتحديد‬
‫األعمال التجارية و التفرقة بينها و بين ما سواها ‪ ،‬ظهرت هذه المعايير في نطاق مذهبين ‪:‬المذهب‬
‫الموضوعي و المذهب الشخصي‪.‬‬
‫‪-‬المعايير الموضوعية ‪:‬هي التي تنظر إلى القانون التجاري على أنه قانون النشاط التجاري و ليس قانون‬
‫التجار(‪ )1‬هذه المعايير هي ‪:‬نظرية المضاربة‪ ،‬نظرية التداول‪ ،‬نظرية التداول بقصد المضاربة‪.‬‬
‫>نظرية المضاربة‪:‬وفقا لها فإن العمل التجاري هو العمل الذي يهدف لتحقيق الربح(‪ )2‬لكن انتقد الفقه‬
‫الحديث هذه النظرية ألن هناك أعمال تهدف لتحقيق الربح لكنها مدنية مثل المهن الحرة و الزراعة‪ ،‬كذلك‬
‫ألن قصد الربح أمر نفسي ال يمكن الوقوف عليه بسهولة‪.‬رغم انتقاد هذه النظرية إال أن هذا ال ينفي كونها‬
‫جاءت بعنصر جوهري في األعمال التجارية و هو المضاربة لتحقيق الربح(‪)3‬‬
‫>نظرية التداول ‪:‬حسب هذه النظرية يعتبر العمل تجاريا إذا تعلق بالوساطة في تداول الثروات منذ‬
‫خروجها من يد منتجها و حتى وصولها للمستهلك‪ ،‬أما إنتاج السلعة فال يعد تجاريا ألن السلعة لم تدخل بعد‬
‫في دائرة التداول و كذلك شراء المستهلك للسلعة يعد مدنيا و ليس تجاريا ألنها ال تطرح للتداول من‬
‫جديد(‪)4‬‬
‫لكن لم تسلم هذه النظرية من االنتقاد ألنها واسعة أحيانا و ضيقة أحيانا أخرى فهي تصبغ الطبيعة التجارية‬
‫على أعمال التعاونيات رغم أنها ال تهدف لتحقيق الربح و ال تعد عمال تجاريا و بالمقابل تخرج من‬
‫األعمال التجارية ما يتعلق بالعقارات ألنها ال تتداول من مكان آلخر و الواقع أن السندات الخاصة‬
‫بالعقارات قابلة للتداول(‪)5‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪ .‬شادلي نور الدين‪-‬القانون التجاري‪ -‬القانون التجاري‪-‬مدخل للقانون التجاري العام(األعمال‬
‫التجارية‪-‬التاجر‪-‬المحل التجاري)‪-‬دار العلوم‪-‬الجزائر‪-2003-‬ص‪26‬‬
‫‪(2):‬نداء محمد الصوص‪-‬مبادئ القانون التجاري‪ -‬دار أجنادين و مكتبة المجتمع العربي‪-‬عمان‪-‬األردن‪-‬‬
‫ط‪– 2007- 1‬ص‪18‬‬
‫‪(3):‬د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪27‬‬
‫‪(4):‬نداء محمد الصوص‪-‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪(5):‬د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬المرجع السابق‪ -‬ص‪28‬‬

‫>نظرية التداول بقصد المضاربة ‪:‬ظهرت على أنقاض المعيارين السابقين و قامت على الجمع بينهما و‬
‫جاءت بأن العمل التجاري هو الذي يتوسط في تداول الثروات بقصد تحقيق الربح‪ .‬تجاوز هذا المعيار‬
‫بعض انتقادات المذهبين السابقين لكنه يبقى عاجزا ألنه تجاهل فكرة المشروع أو المقاولة التي أتت بكثير‬
‫من األعمال التجارية‪.‬‬
‫و الخالصة أن المذهب الموضوعي لم يأتي بمعايير جامعة و مانعة لتحديد مفهوم العمل التجاري‪)1(.‬‬
‫‪-‬المعايير الشخصية‪:‬تعتمد هذه المعايير في تحديد نطاق القانون التجاري على التاجر و تعتبر القانون‬
‫التجاري القانون الذي ينظم عمل التجار‪ ،‬و هي نظريتي المقاولة و الحرفة‪)2(.‬‬
‫>نظرية المقاولة(المشروع ‪):‬تستند هذه النظرية إلى عنصرين أولهما االحتراف أي تكرار العمل و‬
‫اآلخر وجود‬
‫تنظيم للعمل المذكور و على هذا األساس فإذا كانت ممارسة العمل على وجه متكرر وفقا لنظام عمل معين‬
‫يعتبر العمل المذكور تجاريا و قد نادى بهذه النظرية‪ESCARA .‬‬
‫انتقدت هذه النظرية ألنها تستبعد العمل المنفرد و إن كان يهدف لتحقيق الربح كما تستبعد ما يعرف‬
‫باألعمال التجارية بطبيعتها‪ ،‬كما أنه إلى جانب المقاوالت التجارية توجد مقاوالت مدنية‪)3( .‬‬
‫>نظرية الحرفة ‪:‬مضمونها أن العمل التجاري هو كل عمل يصدر من شخص احترف التجارة(‪ )4‬و‬
‫أساس هذه النظرية المادة‪ 1‬من القانون التجاري الفرنسي و هي نفسها المادة ‪ 1‬من القانون التجاري‬
‫الجزائري التي تنص" يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا و يتخذه مهنة له"(‪)5‬‬
‫لكن األخذ بهذه النظرية يجعلنا ندور في حلقة مفرغة فنقول أن التاجر هو الذي يمارس عمال تجاريا و‬
‫العمل التجاري هو الذي يقوم به التاجر(‪ )6‬كما أن معيار الحرفة يؤدي إلخراج أعمال ذات طبيعة تجارية‬
‫فقط ألنها لم تصدر من شخص يحترف التجارة كاألوراق التجارية و األعمال المنفردة(‪).7‬‬
‫في النهاية نخلص ألن األخذ بكل معيار على حدى ال يكفي لتعريف العمل التجاري لكن كل المعايير تساهم‬
‫في تحديد نطاق القانون التجاري و تعدد المعايير يسهل على القاضي حل النزاعات كما يوسع من نطاق‬
‫القانون التجاري بما يتوافق مع التطور االقتصادي السريع (‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬المرجع السابق‪-‬ص ‪29‬‬
‫‪(2):‬د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬المرجع السابق‪-‬ص ‪30‬‬
‫‪(3):‬د‪.‬فوزي محمد سامي‪-‬شرح القانون التجاري(مصادر القانون التجاري‪،‬األعمال‬
‫التجارية‪،‬التاجر‪،‬المتجر‪،‬العقود التجارية‪)-‬‬
‫المجلد األول –مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع‪-‬عمان‪-‬األردن‪-‬ط‪– 1997-1‬ص‪29‬‬
‫‪(4):‬نداء محمد الصوص‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪18‬‬
‫‪(5):‬د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪32‬‬
‫‪(6):‬د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪33‬‬
‫‪(7):‬د‪.‬فوزي محمد سامي‪-‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬
‫‪( :‬د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪33‬‬

‫و من خالل كل النظريات يمكن تعريف القانون التجاري بأنه" كل عمل يهدف إلى تحقيق الربح من خالل‬
‫تداول الثروات عل أن يتم بصورة مشروع كلما استلزم القانون ذلك"(‪)1‬‬
‫و لهذا أخذ المشرع الجزائري بأهم المعايير هي المضاربة‪ ،‬التداول و المقاولة لتحديد األعمال التجارية و‬
‫هو ما نالحظه من استقراء المادة‪ 2‬من القانون المدني التجاري‪)2(.‬‬
‫المواد ‪ ،2،3،4‬من القانون التجاري الجزائري يبين فيها المشرع الجزائري تعداد األعمال التجارية آخذا‬
‫فيها بالنظرية الشخصية و الموضوعية‪.‬‬
‫األعمال التجارية الموضوعية تعتبر أعمال تجارية بطبيعتها أو بذاتها‪)3(.‬‬
‫األعمال التجارية الموضوعية نوعين‪:‬أعمال تكتسب الطبيعة التجارية بمجرد القيام بها لمرة واحدة و هي‬
‫ما يعرف باألعمال التجارية المنفردة‪.‬‬
‫و أعمال موضوعية أخرى ال تكتسب الطبيعة التجارية إال إذا تمت في شكل مشروع منظم و هي ما‬
‫يعرف باألعمال التجارية الموضوعية بالمقاولة‪)4(.‬‬
‫مجال دراستنا هو األعمال التجارية الموضوعية المنفردة و التي يمكن تعريفها بأنها األعمال التي اعتبرها‬
‫المشرع تجارية بنص القانون دون اعتداد بمرات مزاولتها أي حتى لو بوشرت لمرة واحدة و دون اعتبار‬
‫لشخص القائم بها سواء كان تاجرا أم غير تاجر‪)5(.‬‬
‫نص المشرع على هذه األعمال في بعض الفقرات من المادة ‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري هي‬
‫(‪،1،2،13،14‬‬
‫‪20) ،19،18،17، 16‬و كذلك المادة ‪ 4‬من المرسوم التشريعي رقم‪ 03-93‬المؤرخ في ‪1993/03/01‬‬
‫المتعلق بالنشاط العقاري‪.‬‬
‫و لهذا ارتأينا التعرض ألهم أنواع األعمال التجارية الموضوعية المنفردة و التي تتمثل في‪ :‬الشراء إلعادة‬
‫البيع‪ ،‬عمليات الصرف‪ ،‬البنوك‪ ،‬السمسرة‪،‬األعمال الخاصة بالعمولة‪،‬و األعمال التجارية البحرية وذلك‬
‫حسب التقسيم التالي‪:‬‬
‫‪-----‬المبحث األول‪ :‬الشراء إلعادة البيع و األعمال التجارية البحرية‬
‫‪-----‬المبحث الثاني‪ :‬األعمال المصرفية و أعمال الصرف و السمسرة و الوكالة بالعمولة‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬نداء محمد الصوص‪-‬المرجع السابق‪19-‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬شرح القانون التجاري الجزائري(األعمال التجارية‪،‬التاجر‪،‬الشركات التجارية)‪-‬دار‬
‫المعرفة‪-‬الجزائر ‪-‬‬
‫‪2000-‬ص‪41‬‬
‫‪(3):‬أ‪.‬فرحة زيراوي صالح‪-‬الكامل في القانون التجاري الجزائري(األعمال‬
‫التجارية‪،‬التاجر‪،‬الحرفي‪،‬األنشطة التجارية المنظمة‪ ،‬السجل التجاري)‪-‬ابن خلدون للنشر و التوزيع‪-‬‬
‫الجزائر‪-2003-‬ص‪78‬‬
‫‪(4):‬أ‪.‬فرحة زيراوي صالح‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪81‬‬
‫‪(5):‬د‪.‬علي البارودي‪-‬د‪.‬محمد السيد الفقي‪-‬القانون التجاري(األعمال التجارية‪،‬التجار‪،‬الشركات‬
‫التجارية‪،‬عمليات البنوكو األوراق التجارية)‪-‬دار المطبوعات الجامعية‪-‬االسكندرية‪-‬مصر‪-1999-‬ص‪53‬‬
‫المبحث االول‪:‬‬
‫الشراء إلعادة البيع و العمليات التجارية البحرية‬
‫في هذا المبحث سنتناول بالدراسة الشراء إلعادة البيع و العمليات التجارية البحرية في مطلبين اثنين‬
‫المطلب األول‪:‬الشراء إلعادة البيع‬
‫نصت الفقرة ‪1‬من المادة‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج على"كل شراء للمنقوالت إلعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها و‬
‫شغلها يعتبر من األعمال التجارية الموضوعية‪".‬‬
‫أما الفقرة‪ 2‬من نفس المادة"كل شراء لعقارات إلعادة بيعها يعتبر أيضا من األعمال التجارية الموضوعية"‬
‫و من خالل هاتين الفقرتين نستنتج وجود شروط ثالثة العتبار عملية الشراء ألجل البيع عملية تجارية‬
‫موضوعية و هي على التوالي‪*:‬أن يكون هناك شراء*أن يتعلق هذا الشراء بمنقول أو عقار*أن تتجه نية‬
‫المشتري إلى البيع و تحقيق الربح‪)1(.‬‬
‫الفرع األول‪:‬الشراء‬
‫يقصد الشراء هنا بمعناه الواسع أي‪ :‬كل كسب لملكية شيء أو االنتفاع بها بمقابل سواء كان هذا المقابل‬
‫نقديا أو عينيا كما هو األمر في عقد المقايضة‪)2(.‬‬
‫يعتبر الشراء ألجل البيع من أهم األعمال التجارية الموضوعية ألنه أكثر األعمال التجارية استعماال‪،‬إذ‬
‫تظهر فيه جليا فكرتا المضاربة و التداول و هي أسس األعمال التجارية‪.‬و على هذا األساس إذا باع‬
‫شخص ما لم يحصل عليه بالشراء كالهبة مثال أو الوصية أو إنتاجه الشخصي أيا كانت طبيعة هذا اإلنتاج‬
‫‪ ،‬أي سواء كان استغالل الثروات الطبيعية كالمحاصيل الزراعية و الثروات المستخرجة أو كان نتاج جهد‬
‫بدني أو فكري ال يعد عمله تجاريا ألنه لم يشتري ما يبيعه و بتعبير أدق النتفاء وجه المضاربة‬
‫بأعماله‪)3(.‬‬
‫لذا يجب استبعاد عمليات البيع المنصبة على كل منقول أو عقار آل لصاحبه عن طريق اإلرث أو الهبة أو‬
‫الوصية و كذا كل عمليات البيع المنصبة على اإلنتاج األول كعمليات الزراعة و الصناعات االستخراجية‬
‫و المهن الحرة و اإلنتاج الذهني و الفني من دائرة األعمال التجارية حتى و لو قصد البائع من ورائها‬
‫تحقيق الربح(‪ )4‬و سنتعرض بتفصيل أوسع لبعض هذه األعمال فيما يلي‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬عمورة عمار‪ -‬المرجع السابق‪-‬ص‪52‬‬
‫‪(2):‬د‪.‬حلو أبو حلو‪-‬القانون التجاري الجزائري(األعمال التجارية و التاجر)‪-‬ديوان المطبوعات الجامعية‪-‬‬
‫الجزائر‪ -1992-‬ص‪126‬‬
‫‪(3):‬ا‪.‬عمورة عمار‪ -‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬
‫‪(4):‬أ‪.‬علي فتاك‪ -‬مبسوط القانون التجاري الجزائري في مقدمة القانون التجاري(نظرية األعمال‬
‫التجارية)‪-‬ابن خلدون للنشر و التوزيع‪-‬الجزائر‪-2004-‬ص‪80‬‬

‫‪1/‬األعمال الزراعية و الصناعية‪:‬‬


‫*األعمال الزراعية ‪:‬األصل أن األعمال الزراعية تدخل في إطار القانون المدني ذلك كون الزراعة أسبق‬
‫في الظهور على التجارة و ألجلها وضع القانون المدني(‪ )1‬كذلك فإن الزراعة تنصب على استغالل‬
‫ثروات األرض و بالتالي فإن بيع المنتجات الزراعية ال يعد عمال تجاريا كونه لم يسبقه شراء‪ ،‬أما شراء‬
‫األسمدة و البذور فهي ليست بنية إعادة البيع و تحقيق الربح بل بنية المساعدة للحصول على اإلنتاج‬
‫الزراعي(‪)2‬و إذا كان بإمكاننا أن نأخذ بهذه المبررات عند الحديث عن المزارع الصغيرة و المتوسطة إال‬
‫أن المزارع الكبيرة ال تنطبق عليها هذه المبررات ذلك أنها تستعمل اآلالت و العمال و طرق اإلعالن و‬
‫االئتمان في البنوك و القروض و غيرها من األعمال التي يتوفر فيها عنصري المضاربة و التداول و هي‬
‫أسس العمل التجاري‪.‬‬
‫‪-‬ثار الخالف حول الصناعات التحويلية للمنتجات الزراعية التي يمارسها المزارع‪ ،‬هل تعتبر أعماال‬
‫تجارية أم‬
‫مدنية؟ الرأي الراجح هو النظر لحجم النشاط‪ ،‬فإذا كان السائد هو العمل الزراعي كان العمل مدنيا‪ ،‬أما إذا‬
‫طغى التصنيع و التحويل على االستغالل الزراعي نكون بصدد عمل تجاري‪.‬‬
‫‪-‬كذلك ثار خالف حول قيام المزارع بتربية المواشي على أرضه التي يستغلها ثم قام ببيعها و بيع إنتاجها‬
‫و رأى الفقه أنه إذا قام هذا النشاط مستقال بذاته عن االستغالل الزراعي اعتبر عمال تجاريا ‪ ،‬أما إذا كان‬
‫تابعا لالستغالل الزراعي فيعد عمال مدنيا‪)3(.‬‬
‫‪-‬كذلك ظهر إشكال حول قيام المزارع بشراء محصوالت الغير ليبيعها مع محصوالته و هنا أيضا تم‬
‫األخذ بتغليب النشاط الرئيسي فإذا فاقت كمية المحصول المشترى كمية محصول المزارع كان عمله‬
‫تجاريا‪ ،‬أما إذا كانت كمية المحصول المشترى صغيرة مقارنة بالمحصول المنتج كان عمل المزارع‬
‫مدنيا‪.‬‬
‫و الواقع أن هذا المعيار تحكمي ال يعطي حال جذريا و ال يأتي مثال بحل في حالة تساوي القيم‪)4(.‬‬
‫*الصناعات االستخراجية‪:‬تعتبر الصناعات االستخراجية عموما أعمال مدنية ألنها تتمثل في استخراج‬
‫مواد و‬
‫ثروات باطنية و بيعها‪ ،‬و األصل أن هذه القاعدة تنطبق على كل الصناعات االستخراجية بما فيها المناجم‪،‬‬
‫لكن الواقع أن المشرع الفرنسي أورد استثناء على هذه القاعدة العامة في قانون ‪7‬سبتمبر‪ 1919‬حيث‬
‫اعتبر استغالل المناجم عمال تجاريا و ذلك لما يتطلبه هذا األخير من رؤوس أموال ضخمة و آالت و‬
‫عمال وائتمان‪ ،‬كذلك فإن قانون فرض الضرائب على الثروة المنقولة لسنة ‪ 1939‬يخضع المناجم و‬
‫المحاجر للضريبة على األرباح التجارية و الصناعية‪)5(.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬حلو أبو حلو‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪126‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬علي فتاك‪ -‬المرجع السابق‪-‬ص‪81‬‬
‫‪(3):‬د‪.‬حلو أبو حلو‪ -‬المرجع السابق‪-‬ص‪127‬‬
‫‪(4):‬د‪.‬حلو أبو حلو –المرجع السابق‪-‬ص‪128‬‬
‫‪(5):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪53‬‬

‫و قد ذهب المشرع الجزائري ألبعد مما ذهب إليه المشرع الفرنسي بحيث اعتبر كل مقاولة الستغالل‬
‫المناجم الباطنية أو السطحية أو مقالع الحجارة أو منتجات األرض األخرى من األعمال التجارية طبقا ل‬
‫ف‪ 7‬من‬
‫م‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري‪)1(.‬‬
‫‪2/‬اإلنتاج الذهني و الفني و بيع الصحف و المجالت‪:‬‬
‫*اإلنتاج الذهني و الفني‪:‬يقصد به تلك األعمال التي تنتج من أعمال الفكر و الذهن فمن الواضح أن هذا‬
‫اإلنتاج غير مسبوق بشراء حتى و لو طبع المؤلف كتابه و قام ببيعه على نفقته و بنفسه أو حتى إذا عهد‬
‫بذلك لناشر‪ ،‬فيبقى عمل المؤلف مدنيا حتى و إن قام بشراء الورق و لوازم الطبع‪ ،‬أما عمل الناشر فيعد‬
‫تجاريا ألنه يشتري حقوق‬
‫النشر بقصد البيع و تحقيق الربح‪ ،‬و على غرار التأليف فكل عمل ذهني أو فني كرسم اللوحات و النحت و‬
‫التلحين و التمثيل و التصوير و اإلخراج و الرقص و الغناء تعتبر أعماال مدنية في جانب الفنان و يعتبر‬
‫المال الذي يحصل عليه تعويضا عن مجهوده في تقديم فنه‪)2(.‬‬
‫*بيع الصحف و المجالت‪:‬ذهب القضاء الفرنسي للتمييز بين ما إذا كان الغرض من الصحف و المجالت‬
‫تحقيق الربح و المضاربة و الوساطة في تداول األفكار ففي هذه الحالة يعد بيعها عمال تجاريا‪ ،‬و بين‬
‫الصحف و المجالت التي تهدف لنشر األفكار و المبادئ و العلوم و السياسة و األدب و التي تعد عمال‬
‫مدنيا حتى و إن قامت هذه الصحف بنشر إعالنات طالما أن هذه اإلعالنات تعد عمال ثانويا بالنسبة‬
‫للغرض األساسي للصحيفة أو المجلة‪)3(.‬‬
‫‪3/‬المهن الحرة و عقد العمل‪:‬‬
‫*المهن الحرة‪:‬هي المهن التي تقوم على استثمار و استغالل ما اكتسب من علم و خبرة دون اقتصار‬
‫الغرض منها على تحقيق الربح و يدخل ضمنها‪:‬المحاماة‪،‬الطب‪،‬الهندسة و غيرها‪ ،‬فكل من الطبيب و‬
‫المحامي و غيرهم يقوم بتقديم خدمات بناء على خبرته التي لم يقم بشرائها من قبل و يأخذ تعويضا أو‬
‫مقابال لخدمته و بالتالي يعد عمله مدنيا‪.‬‬
‫لكن قد تتخذ هذه المهن الطابع التجاري إذا تجاوزت حدود المهنة كمثل الطبيب الذي ينشئ مستشفى‬
‫مستخدما عماال و أجهزة بغرض الربح فعمله تجاري أو الطبيب الذي يبيع أدوية و معدات لمرضاه و‬
‫غيرهم يعد عمله تجاريا مع العلم أنه إذا اقتصر بيعه على مرضاه كان عمله مدنيا‪.‬‬
‫و الواقع أن عمل الصيدلي هو أيضا ناتج عن علم و خبرة فالمفروض اعتباره عمال مدنيا‪ ،‬لكن لما‬
‫انحصر دور الصيدلي في شراء األدوية إلعادة بيعها بعدما وجدت مصانع متخصصة بصنع األدوية‬
‫أصبح الصيدلي يهدف للربح من فرق القيمة و بالتالي أصبح عمله تجاريا‪)4(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪53‬‬
‫‪(2):‬د‪.‬حلو أبو حلو‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪128‬‬
‫‪(3):‬د‪.‬حلو أبو حلو‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪129‬‬
‫‪(4):‬أ‪.‬فتاك علي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪81‬‬

‫*عقد العمل‪:‬عقد العمل يقدم بمقتضاه الفرد مجهودا بدنيا أو فكريا و يتقاضى مقابال ألتعابه يقدمه له رب‬
‫العمل‪ ،‬و هذا األخير يعتبر عقد العمل من جانبه عمال تجاريا كونه يستخدم عماال و يضارب على‬
‫مجهودهم لتحقيق الربح‪ ،‬و العالقة بين رب العمل و العامل عالقة خاصة ينظمها قانون خاص هو قانون‬
‫العمل‪)1(.‬‬
‫‪-‬مالحظة‪ :‬ال يشترط وقوع الشراء قبل البيع إذ قد يشتري التاجر من آخر قوال ما لم يدخل بعد في حيازته‬
‫لكنه اشتراه بوعد ‪ ،‬فيستعمله في حينه أو يبيعه قبل دخوله في حيازته‪ ،‬أي أن الشراء ال يفقد صفته‬
‫التجارية و لو وقع‬
‫بعد البيع‪)2(.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬ورود الشراء على منقول أو عقار‬
‫لكي يعتبر الشراء عمال تجاريا يجب أن يقع على منقول أو عقار و قد كان نص المشرع صريحا في هذا‬
‫الصدد إذ نصت على ذلك ف‪1‬وف‪ 2‬من المادة‪ 2‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫*المنقول هو كل شيء يمكن نقله من مكان آلخر دون تعرضه للهالك لكونه غير ثابت و مستقر في مكان‬
‫معين(‪)3‬‬
‫قد يكون المنقول ماديا أو معنويا أو بحسب المآل‪:‬‬
‫‪-‬المنقوالت المادية تتمثل عموما في السلع و البضائع سواء كانت أولية أو مصنعة أو نصف مصنعة‪.‬‬
‫‪-‬المنقوالت المعنوية هي على سبيل المثال األسهم و السندات و األوراق المالية عموما و حقوق الملكية‬
‫األدبية و الفنية و العالمات التجارية و شهادة االختراع و الرسوم و النماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪-‬أما المنقول بالمآل كمثال عنه شراء منزل لهدمه و بيع أنقاضه أو شراء األشجار لقطعها وبيعها أخشابا‬
‫فكلما تعلق األمر بشراء منقول مهما كان نوعه مما سبق كنا بصدد عمل تجاري‪)4(.‬‬
‫*أما شراء العقار ألجل بيعه فكانت في بدء القرن الماضي و الزالت في بعض التشريعات عل غرار‬
‫التشريع المصري من األعمال التجارية المدنية‪ ،‬و حجتهم في ذلك بدية هي تاريخية تجد أصلها في التفرقة‬
‫التي عرفتها القرون الوسطى بين العقار و المنقول كذلك تحججوا ببطء تداول العقارات و صعوبة‬
‫إجراءات نقل ملكيتها و هو ما يتعارض مع متطلبات التجارة من سرعة و سهولة‪ ،‬كما أنهم قالوا أن امتداد‬
‫نطاق القانون التجاري إلى العقارات يؤدي إلى‬
‫توسع القانون التجاري على القانون المدني‪)5(.‬‬
‫لكن كل هذه الحجج قوبلت بالنقد مما أدى بها على االختفاء من معظم التشريعات و منها التشريع‬
‫الجزائري الذي نص على أن شراء العقار إلعادة بيعه يعد عمال تجاريا‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪55‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬فتاك علي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪82‬‬
‫‪(3):‬أ‪.‬فتاك علي‪-‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬
‫‪(4):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪56‬‬
‫‪(5):‬د‪.‬حلو أبو حلو‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪131‬‬

‫و لما نقول شراء عقار فهو شراء الحق العقاري ذاته كالملكية‪ ،‬أما استئجار عقار بقصد إعادة تأجيره فال‬
‫ينصب على عقار بل على المنفعة و هي منقول و لكن تعتبر كذلك عمال تجاريا طبقا لـ ف‪ 1‬من م‪ 2‬من‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪)1(.‬‬
‫و قد كان اتجاه المشرع الجزائري في هذا االتجاه تسليما بالتطور االقتصادي الذي أصبحت في ظله‬
‫العمليات‬
‫الواردة على العقارات تشكل مضاربات بالغة األهمية و برؤوس أموال طائلة مما يحقق أرباحا هائلة مما‬
‫يجعل القول بمدنيتها غير عادل إذ يحرم الغير الذي يتعادل مع القائمين بها من ضمانات القانون التجاري‬
‫و من أهمها إشهار إفالس هؤالء المضاربين‪)2(.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري اعتبر شراء العقارات إلعادة بيعها عمال تجاريا و لو وقع‬
‫منفردا إذ لم يشترط القيام به في شكل مشروع على خالف نص المشرع اللبناني في المادة‪ 6‬الففقرة‪ 15‬و‬
‫يبدو في هذا أن‬
‫المشرع اللبناني قد أصاب في ذلك إذ أنه لم يفسح المجال أمام األشخاص الطبيعيين بشكل انفرادي‬
‫للتالعب برأسمال الدولة‪ ،‬فاشترط أن يتم في شكل مشروع‪.‬‬
‫و في األخير نقول أنه يستوي إعادة بيع المنقول بعينه أو تحويله و تصنيعه كما يجوز أن يتم شراء العقار‬
‫إلعادة بيعه بطرق مختلفة و متنوعة نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬شراء األراضي في ضواحي المدن لبيعها بربح بعد توسع نطاق المدينة و ارتفاع قيمة األرض‪.‬‬
‫‪-‬شراء األراضي إلنشاء مدن سكنية جديدة و بيعها بربح بعد تقسيمها و شق الطرقات و مد الكهرباء‪.‬‬
‫‪-‬شراء األراضي الواسعة ثم تقسيمها لقطع صالحة للبناء و بيعها بربح‬
‫‪-‬شراء المباني و تقسيمها لشقق و طوائف ثم بيعها بربح‬
‫‪-‬شراء المباني القديمة و إعادة تأهيلها و بيعها بربح(‪)3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬قصد إعادة البيع أو التأجير بهدف تحقيق الربح‬
‫نجد في هذا الشرط عنصرين قصد إعادة البيع أو التأجير و قصد تحقيق الربح‬
‫*قصد إعادة البيع أو التأجير ‪:‬لكي يعتبر شراء المنقول أو العقار عمال تجاريا البد أن يتم بقصد إعادة‬
‫البيع‪ ،‬فقصد إعادة البيع هنا عنصر جوهري و هو الذي يحقق عملية التداول و هو األمر الذي يؤدي بنا‬
‫إلى التمييز بين البيع التجاري و البيع المدني‪ ،‬فإذا تم الشراء بنية االستهالك الشخصي فنكون بصدد عمل‬
‫مدني‪ ،‬أما إذا كان الشراء بقصد إعادة البيع أو التأجير فيكون العمل تجاري و يستوي أن يتم إعادة بيع‬
‫الشيء بعينه أو بعد تصنيعه مثال يستوي شراء القمح إلعادة بيعه على هيئته أو شراءه إلعادة بيعه دقيقا أو‬
‫خبزا فكالهما يعد عمال تجاريا‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬حلو أبو حلو‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪132‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬فتاك علي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪83‬‬
‫‪(3):‬أ‪.‬فتاك علي‪-‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬

‫و العبرة بالقصد أو النية وقت الشراء فمن يقصد وقت الشراء إعادة البيع لكنه يعدل عن البيع و يبقي‬
‫الشيء لالستعمال الشخصي يعد عمله تجاريا اعتدادا بنيته وقت الشراء‪.‬‬
‫و كذلك الذي يشتري بهدف االستهالك الشخصي ثم فيما بعد يقرر إعادة البيع يعتبر عمله مدنيا لكون نيته‬
‫وقت الشراء اتجهت لالستهالك الشخصي‪.‬‬
‫أما هالك المنقوالت بعد شرائها بهدف إعادة البيع ال ينفي عن العمل الصفة التجارية لتوافر القصد وقت‬
‫الشراء و الجدير بالذكر أن عنصر القصد خفي يقع عبء إثباته على من يدعي الطبيعة التجارية للعمل و‬
‫يتم اإلثبات بكافة الطرق و يرجع تحديد وجود القصد من عدمه لقاضي الموضوع و ال يخضع في ذلك‬
‫لرقابة المحكمة العليا‪)1(.‬‬
‫*قصد الربح ‪:‬ال يكفي أن يقع الشراء على منقول أو عقار مع وجود نية البيع بل البد من توفر عنصر آخر‬
‫هو تحقيق الربح فإذا انتفت نية تحقيق الربح انتفت الطبيعة التجارية مثال ذلك الجمعيات التي تشتري‬
‫السلع و تبيعها ألعضائها بنفس التكلفة ال يعتبر عملها تجاريا أما إذا باعت هذه الجمعيات لغير أعضائها‬
‫فعملها تجاري‪.‬‬
‫و ال يشترط تحقيق الربح فعال بل يكفي توافر نية تحقيق الربح وقت الشراء ليعتبر العمل تجاريا حتى و لو‬
‫مني‬
‫القائم به بالخسارة فالعبرة ليست بالنتيجة و إنما بوجود نية تحقيق الربح فمثال التاجر الذي يشتري إلعادة‬
‫البيع و تحقيق الربح ثم تنخفض األسعار فيبيع بأقل من ثمن الشراء أو بنفس ثمن الشراء يعد عمله تجاريا‬
‫رغم عدم تحقيقه ربحا‪.‬و قد تكون نية الربح غير مباشرة فقد يشتري التاجر السلعة و يبيعها بأقل من ثمنها‬
‫بهدف جذب الزبائن مثال‬
‫و تصريف سلع أخرى أو احتكار السوق فهو بذلك ال يقصد ربحا قريبا بل ربح بعيد فهذا القصد يمنح‬
‫لعمل التاجر الطبيعة التجارية‪)2(.‬‬
‫‪-‬و تجدر اإلشارة أن المشرع الجزائري لم ينص على قصد الربح صراحة كشرط إلضفاء الطبيعة‬
‫التجارية على هذا النوع من األعمال التجارية على خالف ما نصت عليه التشريعات اللبنانية و السورية و‬
‫العراقية باشتراط وجود قصد الربح‪ ،‬و جاء عدم النص على قصد الربح في التشريع الجزائري تأسيا‬
‫بالمشرع الفرنسي الذي لم ينص هو اآلخر على قصد الربح‪)3(.‬‬
‫‪-‬كذلك تجدر اإلشارة إلى أن المشرع لم ينص بصريح العبارة على اعتبار البيع من األعمال التجارية‬
‫بخالف نصه صراحة على الشراء‪ ،‬و الواقع وجوب النص صراحة على اعتبار البيع عمال تجاريا باعتبار‬
‫أن الشراء ألجل البيع يتم في مرحلتين ‪ :‬الشراء ثم البيع و قد تدارك الفقه و القضاء الفرنسيين سهو‬
‫المشرع فثبت الرأي بقياس عقد البيع على عقد الشراء و اعتبار البيع من األعمال التجارية‪)4(.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬حلو أبو حلو‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪132‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬عمورة عمار‪ -‬المرجع السابق‪-‬ص‪58‬‬
‫‪(3):‬أ‪.‬فتاك علي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪84‬‬
‫‪(4):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬

‫الفرع الرابع‪:‬العمليات المتعلقة بالنشاط العقاري‬


‫لقد تدخل المشرع الجزائري ليبين موقفه بالنسبة للعمليات المتعلقة بالنشاط العقاري و سنبين هذا الموقف‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫*العمليات المتعلقة بالترقية العقارية ‪:‬تنص المادة الرابعة من المرسوم التشريعي رقم ‪ 03-93‬المؤرخ في‬
‫‪ 01‬مارس ‪ 1993‬المتعلق بالنشاط العقاري على ما يلي ‪:‬‬
‫"فضال عن األحكام التي نصت عليها في هذا المجال المادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫سبتمبر‬
‫‪1975‬و المتضمن القانون التجاري‪ ،‬تعد أعماال تجارية بحكم غرضها‪ ،‬األعمال التالية‪:‬‬
‫كل نشاطات االقتناء و التهيئة ألوعية عقارية قصد بيعها أو تأجيرها‪.‬‬
‫كل النشاطات التوسطية في الميدان العقاري السيما بيع األمالك العقارية أو تأجيرها‬
‫كل نشاطات اإلدارة و التسيير العقاري لحساب الغير"‬
‫إذن فالمادة ‪ 4‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 03-93‬وردت أكثر دقة و وضوحا من م‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪)1(.‬‬
‫النشاطات المتعلقة بالترقية العقارية كانت مذكورة في القانون رقم ‪ 07-86‬المؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪1986‬‬
‫المتعلق بالترقية العقارية وكانت تتمثل في كافة العمليات الرامية إلى بناء عمارات مخصصة لالستعمال‬
‫السكني أو المهني‬
‫قصد إعادة بيعها أو تأجيرها‪ ،‬و كانت هذه األنشطة ممنوحة صراحة للجماعات المحلية‪ ،‬المؤسسات أو‬
‫الهيئات العمومية‪،‬الخواص إذا كان البناء لحاجتهم الشخصية و إذا أنجز بصفة فردية أو بواسطة تعاونية‬
‫عقارية‪ ،‬و كذلك األشخاص الطبيعيين و المعنويين الخاضعين للقانون الخاص غير المذكورين أعاله‪ .‬لكن‬
‫المشرع كان يفرض على األشخاص الطبيعيين أو المعنويين التمتع بالجنسية الجزائرية‪)2(.‬‬
‫المرسوم ‪ 03-93‬المتعلق بالترقية العقارية ألغى القانون رقم ‪ ،07-86‬و جاء ببيان واضح لطبيعة األنشطة‬
‫الرامية للترقية العقارية‪ ،‬إذ يشمل النشاط العقاري كافة العمليات الرامية إلنجاز و تجديد األمالك العقارية‬
‫المخصصة للبيع أو اإليجار أو تلبية حاجة خاصة و ال يهم الغرض من وراء هذه األمالك سواء كان‬
‫سكني أو مهني أو تجاري أو صناعي‪)3(.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن المتعاملين في الترقية العقارية يكتسبون صفة التاجر دون اشتراط حملهم الجنسية‬
‫الجزائرية كما كان عليه الحال في القانون ‪ ،07-86‬كذلك تطبق أحكام المرسوم ‪ 03-93‬على الشركات‬
‫المدنية العقارية إذا كانت أنشطة الترقية العقارية التي تقوم بها ال ترمي إلى توفير حاجات أعضائها و هذا‬
‫إعماال للمادة ‪ 5‬من المرسوم ‪)4(. 03-93‬‬
‫ـــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬فرحة زيراوي صالح‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪103‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬فرحة زيراوي صالح‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪104‬‬
‫‪(3):‬أ‪.‬فتاك علي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪85‬‬
‫)‪(4‬أ‪.‬فرحة زيراوي صالح‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪106‬‬

‫أخيرا يمكننا القول أن سلوك المشرع الجزائري لهذا الدرب كان نتيجة للنقلة النوعية في االقتصاد‬
‫الجزائري من النظام االشتراكي إلى النظام الرأسمالي الحر‪ ،‬و إذا تلمسنا غاية المشرع من إضفاء الطبيعة‬
‫التجارية على هذه األعمال وجدنا أنها التسهيل على القضاة و المتقاضين و مساعدي القضاء في الفصل‬
‫في النزاعات‪)1(.‬‬
‫*عمليات التوسط في شراء و بيع العقارات أو المحالت التجارية و القيم المنقولة ‪:‬تعتبر أعمال التوسط في‬
‫شراء و بيع العقارات أو المحالت التجارية أو القيم المنقولة أعماال تجارية بحسب موضوعها و لو تمت‬
‫مرة واحدة‪ ،‬و بصرف النظر عن شخص القائم به و دون اشتراط قصد الربح‪.‬‬
‫و يشترط أن يتعلق التوسط بعملية شراء و بيع العقار سواء كان العقار مبني أو غير مبني و دون أن يتعلق‬
‫األمر بأي تصرف قانوني آخر كاإليجار و العارية و غيرهما‪ ،‬كما تعد عملية التوسط تجارية إذا تعلقت‬
‫بشراء و بيع المحالت التجارية و القيم المنقولة بحسب موضوعها و بصرف النظر عن طبيعة القائم بها و‬
‫لو وقعت مرة واحدة‪.‬‬
‫المحل التجاري هو كل مال منقول معنوي يستعمله التاجر في ممارسة نشاطه التجاري‪،‬فهو عبارة عن‬
‫مجموعة العناصر المادية و المعنوية التي تآلفت معا من أجل استغالل تجاري معين ‪ ،‬و يشمل البضائع و‬
‫المعدات و اآلالت و غيرها كما يشمل عنصر االتصال بالعمالء و السمعة التجارية و براءات‬
‫االختراع‪،‬أما القيم المنقولة فهي األموال المنقولة المعنوية األخرى كبراءات االختراع و حق المؤلف و‬
‫غيرها من الحقوق األدبية و الفنية و حقوق الملكية الصناعية‪)2(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬فتاك علي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪85‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬فتاك علي –المرجع السابق‪-‬ص‪89‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬األعمال التجارية البحرية‬


‫تنص المادة‪ 2‬من القانون التجاري في فقراتها(‪ )16-17-18-19-20‬على مجموعة من األعمال البحرية‬
‫التي تعتبر تجارية بممارستها منفردة أي دون اشتراط أن تكون في شكل مشروع أو مقاولة ‪.‬‬
‫هذه الفقرات جاءت في المادة ‪ 4‬من األمر ‪ 27-96‬المؤرخ في ‪ 28‬رجب‪ 1417‬الموافق لـ ‪ 9‬ديسمبر‬
‫‪ 1996‬المتمم و المعدل للقانون التجاري الصادر في ‪)1(.1975‬‬
‫هذه األعمال هي‪- :‬كل شراء أو بيع لعتاد أو مؤن السفن‬
‫‪-‬كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمقايضة‬
‫‪-‬كل عقود التأمين و العقود األخرى المتعلقة بأجور الطاقم و إيجارهم‬
‫‪-‬كل الرحالت البحرية‬
‫على غرار المشرع الجزائري نجد المشرع األردني ذهب هو اآلخر إلى وصف هذه األعمال بالتجارية‬
‫في المادة ‪ 07‬من القانون التجاري األردني‪)2(.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شراء و بيع عتاد و مؤن السفن(ف‪)16‬‬
‫نالحظ مبدئيا أن النص العربي و الفرنسي غير متطابقين إذ نجد النص الفرنسي يضيف األجهزة في حين‬
‫يغفلها النص العربي‪،‬فاألدوات ال تشكل جزء من هيكل السفينة بل يمكن فصلها كالصواري و زوارق‬
‫اإلنقاذ و األشرعة والحبال و المرساة و السالسل و الساللم و الجسور الضيقة‪ ،‬أما األجهزة فهي اآلالت‬
‫التابعة للباخرة‪ ،‬كالمضخات أما المؤن فهي المواد الغذائية و المشروبات الالزمة و الوقود‪.‬‬
‫اعتبر المشرع شراء و بيع عتاد أو مؤن السفينة و أجهزتها أعماال تجارية بطبيعتها و لو حصلت‬
‫منفردة‪،‬شراء و بيع هذه األجهزة و األدوات و المؤن يعد تجاريا في الواقع بالتبعية ألنه تابع لإلرساليات‬
‫البحرية التجارية‪ ،‬مما يؤدي للتساؤل عن سبب اعتباره عمال تجاريا منفردا حسب الموضوع؟ أما البيع‬
‫فليس بالضرورة تجاريا فقد قضت المحكمة العليا في فرنسا‪ ،‬أن هذا البيع ال يأخذ الطبيعة التجارية إال إذا‬
‫حصل من قبل غرفة التجارة بقصد تشجيع التجارة في منطقة أو في سبيل مصلحة عامة‪ ،‬كما أن المالك‬
‫الذي يبيع منتوجات أرضه ال يقوم بعمل تجاري سواء استعملت لتموين رحالت بحرية أو سواها‪)3(.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬نادية فوضيل‪ -‬القانون التجاري الجزائري(األعمال التجارية‪،‬التاجر‪،‬المحل التجاري)ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪-‬الجزائر‪-‬ط‪-2003-5‬ص‪74‬‬
‫‪(2):‬د‪.‬عزيز العكيلي‪-‬شرح القانون التجاري‪-‬ج‪(-1‬األعمال التجارية‪،‬التجار ‪،‬المتجر‪،‬العقود التجارية)مكتبة‬
‫دار الثقافة‪ -‬عمان‪-‬األردن‪-1997-‬ص‪117‬‬
‫‪(3):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص ‪102‬‬

‫غير أن المشرع الجزائري قد اعتبر عملية بيع لوازم اإلرسالية عمال تجاريا منفردا بصرف النظر عن‬
‫صفة القائم به‬
‫مما يشكل إضرارا بمصلحة بعض الذين ال يمتهنون ذلك ‪،‬أو أن ذلك هو صلب عملهم المدني‪)1(.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬كل تأجير أو اقتراض أو قرض بالمغامرة(ف‪)17‬‬
‫هنا أيضا نجد عدم تطابق بين النص العربي و الفرنسي ‪،‬إذ نجد النص الفرنسي يميز بين التأجير و‬
‫االستئجار في حين يجملهما النص العربي في مصطلح"تأجير" و هناك تمييز بين التأجير و االستئجار و‬
‫بين االقتراض و القرض‪)2(.‬‬
‫*تأجير أو استئجار السفن ‪:‬قد يؤجر مالك السفينة‪ ،‬بأن يضع السفينة تحت تصرف المستأجر مقابل أجرة‬
‫معلومة لفترة زمنية محدودة‪،‬و قد يتم تأجير السفينة بالرحلة أو تأجيرها بكاملها أو تأجير جزء منها إما‬
‫بقصد نقل البضائع أو بقصد نقل األشخاص‪)3(.‬‬
‫تأجير أو استئجار السفن يعد عمال تجاريا بحسب موضوعه و لو وقع مرة واحدة‪،‬فالمشرع أراد أن تكون‬
‫األعمال البحرية من اختصاص المحكمة التجارية ألجل تسهيل الفصل في النزاع كما يالحظ أن النص‬
‫ورد عاما و لم يحدد إذا كان المقصود به تأجير أو استئجار كل سفينة أو جزء منها‪ ،‬حيث جاء مطلق و‬
‫عليه يجري على إطالقه‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة أخيرا أن المشرع لم يوضح الغرض من تأجير السفينة أو استئجارها سواء كان المالحة‬
‫البحرية أو المالحة غير البحرية‪ ،‬فجاء النص مطلقا و عليه يسري على إطالقه‪)4(.‬‬
‫*ا القتراض أو القرض البحري بالمغامرة‪:‬هو عقد يتم بين مجهز السفينة و المقرض الذي يمنح مبلغا من‬
‫المال قصد تجهيز السفينة أو شراء بضاعة و إيصالها إلى ميناء معين‪ )5(.‬أو هو عقد يستدين بموجبه‬
‫مالك أو ربان السفينة مبلغا من المال ال يتوجب عليه دفعه إال إذا وصلت السفينة سالمة مع حمولتها إلى‬
‫المرفأ المقصود‪ ،‬و مخاطرة الدائن تعوض بارتفاع نسبة الفائدة المتفق عليها‪)6(.‬‬
‫و تعرفه المادة ‪ 85‬من قانون التجارة األردني بنصها"عقد االستقراض الجزافي هو عقد يقرض به مبلغ‬
‫بضمانة السفينة أو الحمولة‪،‬على أن يضيع القرض على المقرض إذا هلكت األشياء المخصصة بالدين‬
‫بحادثة بحيرة قاهرة‪ ،‬و أن يرد له القرض مع الفوائد البحرية أي الفائدة المتفق عليها و لو تخطى مقدارها‬
‫الحد القانوني إذا وصلت هذه األشياء سالمة"‪)7(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪102‬‬
‫د‪.‬نادية فوضيل‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪75‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪103‬‬
‫‪(3):‬د‪.‬نادية فوضيل –المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬
‫‪(4):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪103‬‬
‫‪(5):‬د‪.‬نادية فوضيل‪-‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬
‫‪(6):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪103‬‬
‫‪(7):‬د‪.‬عزيز العكيلي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪122‬‬
‫يشتمل هذا العقد على الخصائص التالية‪:‬‬
‫‪-‬هو عبارة عن مشاركة أو تجمع ألن المقرض فيه يشارك أو يساهم في العملية كالشريك الموصي‬
‫‪-‬يعتبر قرضا إذ بفضل القرض يستطيع مجهز السفينة القيام برحلته‬
‫‪-‬يعتبر تأمينا ألن مجهز السفينة قبل أن يقوم برحلته يتلقى مبلغا من المال يقيه من خطر الطريق‪،‬إال إذا‬
‫عادت السفينة سالمة‪،‬فإن مجهزها يلتزم في هذه الحالة برد مبلغ القرض‪.‬‬
‫إذن فهو عقد تأمين يقوم فيه المؤمن بدفع التأمين قبل وقوع الخطر‪،‬و لكن عقد تأمين عكسي أي يختلف‬
‫عن عقد التأمين المعروف‪ ،‬و الذي ال يلتزم المؤمن بدفع مبلغ التأمين إال بعد وقوع الخطر للسفينة و ليس‬
‫قبله‪)1(.‬‬
‫يعتبر هذا العمل عمال تجاريا منفردا ألنه يتم بغاية تحقيق الربح و هو الفائدة و الواقع أن هذا العقد أصبح‬
‫نادرا من الوجهة العملية‪)2(.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬كل عقود التأمين و العقود المتعلقة بالتجارة البحرية(ف‪)18‬‬
‫تعتبر هذه األعمال أعماال تجارية بحسب موضوعها و لو حصلت مرة واحدة فقط و هي‪:‬‬
‫*عقود التأمين‪:‬للتأمين البحري أهمية بالغة إذ من النادر أن تسافر سفينة دون التأمين عليها من طرف‬
‫أصحابها تحصنا من المخاطر و طلبا لألمن و الضمان‪.‬‬
‫عقد التأمين البحري هو العقد الذي يتعهد بمقتضاه شخص يسمى المؤمن بتعويض شخص آخر هو المؤمن‬
‫له عن الضرر الناشئ عن خطر بحري في نظير قسط معين‪.‬‬
‫التأمين البحري حق عيني تبعي ينشأ عن السفينة و يشمل كل تفرعاتها الضرورية‪.‬كما يطبق على كل‬
‫أنواع السفن بغض النظر عن الغاية منها(سفن نقل‪،‬صيد‪،‬نزهة)‪)3(.‬‬
‫عقود التأمين أو الضمان البحري نوعين‪:‬الضمان ذي األقساط المحددة و الضمان التعاوني المشترك‪.‬‬
‫الواقع أنه ال خالف على تجارية الضمان البحري ذي األقساط المحددة بالنسبة للضمان و لكن اإلشكالية‬
‫في تجاريته بالنسبة للمضمون؟ الواقع أن عقد التأمين يعتبر تجاريا بالنسبة للمؤمن و المؤمن ألن النص‬
‫ورد مطلقا‪.‬‬
‫كما يعتبر عقد الضمان المشترك تجاريا لصاحب التأمين و المؤمن و هو ما ذهب إليه االجتهاد‬
‫الفرنسي‪) 4(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬نادية فوضيل‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪76‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪103‬‬
‫‪(3):‬د‪.‬نادية فوضيل –المرجع السابق‪-‬ص‪77‬‬
‫‪(4):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪104‬‬

‫*العقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية‪:‬يعد عمال تجاريا بحسب موضوعه كل عقد متعلق بالتجارة‬
‫البحرية بغض النظر عن صفة طرفيه أو أي أمر آخر‪.‬‬
‫نالحظ تناقض بين هذه الفقرة من م‪ 2‬منق‪.‬ت‪.‬ج و بين ف‪ 5‬من م‪ 3‬من ق‪.‬ت‪.‬ج التي نصت"يعد عمال‬
‫تجاريا بحسب شكله‪-5......‬كل عقد يتعلق بالتجارة البحرية و الجوية" و كأن المشرع في تعديله للمادة ‪2‬‬
‫من‬
‫ق‪.‬ت ‪.‬ج بموجب األمر‪ 27-96‬و نصه على هذه العقود بأنها تجارية بحسب موضوعها قد نسي نص‬
‫ف‪5‬من م ق‪.‬ت‪.‬ج على أن هذه األعمال تجارية بحسب شكلها و التساؤل هو أي نص يجب تطبيقه؟‬
‫المفروض أنه يدخل في إطار"العقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية"كل عقد لم يتم ذكره في الفقرات‬
‫السابقة للمادة‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬لكن يعود المشرع و ينص على نوع من هذه العقود في ف‪ 19‬فما الهدف من‬
‫وراء ذلك؟‬
‫كذلك اعتبر المشرع شراء و بيع و إعادة بيع السفن للمالحة البحلرية أعماال تجارية إذا تمت في شكل‬
‫مشروع فما الهدف من وراء هذا النص إذا كانت هذه العقود يمكن أن تدخل في إطار ف‪ 18‬من م‪)1(.2‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬االتفاقيات و االتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم و إيجارهم‬
‫اعتبر المشرع األردني عقود العمل التي تبرم بين مستغل السفينة و طاقمها من األعمال التجارية بالنسبة‬
‫للمستغل ألنها من األعمال المسهلة و المرتبطة بالمالحة البحرية فهي تجارية بالتبعية أما في جهة الطاقم‬
‫فال يعتبر عقد العمل بالنسبة لهم عمال تجاريا ألنهم يتقاضون مقابل لخدماتهم و خبراتهم الغير مسبوقة‬
‫بالشراء فعملهم هو نتاج عمل ذهني ال يدخل ضمن األعمال التجارية‪)2(.‬‬
‫قد تكون طريقة الدفع للطاقم إما بنسبة من أرباح الرحلة أو تحدد أجرتهم باليوم أو األسبوع أو الشهر كما‬
‫ينبغي أن تكون أجرتهم متوافقة و الحد األدنى للجرة في عقود العمل‪ ،‬و يراعى في دفع األجرة شروط‬
‫العقد أو العرف إذا لم يتم االتفاق على ذلك في العقد‪)3(.‬‬
‫يعتبر المشرع الجزائري االتفاقات و االتفاقيات المتعلقة بأجور الطاقم العامل على الباخرة أعماال تجارية‬
‫حسب موضوعها‪ ،‬كذلك تعد أعماال تجارية األعمال المتعلقة بإيجار هذا الطاقم لباخرة أخرى‪ ،‬و نالحظ أن‬
‫المشرع لم يحدد نوع خاص من السفن لتعتبر هذه األعمال تجارية بل جاء النص مطلقا‪،‬كذلك لم يشترط‬
‫المشرع التكرار في هذه األعمال فهي تعتبر تجارية بمجرد القيام بها للمرة األولى و أيضا لم يميز المشرع‬
‫بين ما إذا كان االتفاق المتعلق بالطاقم و إيجارهم يهدف للقيام برحلة بحرية أو غيرها‪)4(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪104‬‬
‫‪(2):‬د‪.‬عزيزالعكيلي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪120‬‬
‫‪(3):‬د‪.‬نادية فوضيل‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪78‬‬
‫‪(4):‬أ‪.‬علي العكيلي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪105‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬الرحالت البحرية‬


‫الرحالت أو اإلرساليات البحرية هي الرحالت التي تقوم بها السفن و التي تبدأ من ميناء القيام و تنتهي‬
‫بميناء الوصول‪،‬سواء تعلقت الرحلة بنقل البضائع أو األشخاص‪.‬‬
‫تعتبر الرحلة عمال تجاريا من أعمال المالحة البحرية بالنسبة لمستغل السفينة‪ ،‬و لكنها ال تكون كذلك‬
‫بالنسبة للشاحن في نقل البضائع أو المسافر في حالة نقل األشخاص إال إذا تعلق ذلك بعمل تجاري‪)1(.‬‬
‫يعتبر المشرع الجزائري اإلرساليات البحرية إعمال تجارية حسب الموضوع ولو وقعت بشكل منفرد‪ ،‬و‬
‫ورد النص مطلقا و عاما مما يعني أن الرحلة البحرية تعتبر تجارية سواء تعلقت بنقل البضائع أو‬
‫األشخاص أو الصيد أو أعمال أخرى كوضع"الكابل"البحري أو البحوث العلمية و السفريات السياحية أو‬
‫إنقاذ الغرقى فتعتبر هذه الرحالت تجارية بغض النظر عن هدف القائم بها‪.‬‬
‫و يالحظ هنا أن عدم اشتراط قصد الربح في الرحلة البحرية يتنافى و المبادئ التجارية العامة‪)2(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬نادية فوضيل‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪78‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪102‬‬
‫الميحث الثاني‪:‬‬
‫األعمال المصرفية و أعمال الصرف و األوراق المالية ‪،‬السمسرة و الوكالة بالعمولة‬
‫نتناول في هذا المبحث مطلبين‪ :‬األول نتناول فيه األعمال المصرفية و أعمال الصرف و األوراق المالية‬
‫أما الثاني فنتناول فيه السمسرة و الوكالة بالعمولة‬
‫المطلب األول‪:‬األعمال المصرفية ‪،‬أعمال الصرف و األوراق التجارية‬
‫كما هو واضح في العنوان يضم هذا المطلب ثالث فروع نتناولها بالدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪:‬العمليات المصرفية‬
‫يقصد بالعمليات المصرفية مجموع األعمال التي تقوم بها المصارف أو البنوك و هذه العمليات كثيرة و‬
‫متنوعة منها ما يتعلق بإيداع النقود و منها ما يتعلق باالئتمان كالحساب الجاري(‪ )1‬بحيث تقوم هذه البنوك‬
‫بتأجير الخزائن الحديدية و كذا تحصيل قيمة األس مما يشكل إضرار بمصلحة بعض الذي ال يمتهنون‬
‫ذلك‪ ،‬أو أن ذلك هو صلب عملهم المدني ناد التجارية و كل العمليات المتعلقة باألسهم و السندات المالية‬
‫التي تصدرها الشركات و تعتمد البنوك اعتمادا كبيرا على عمليات اإليداع و باألخص إيداع النقود بحيث‬
‫تمثل هذه الودائع الجانب األكبر من قدرة البنك و المعيار الحساس للثقة التي يبعثها في نفوس عمالئه لذا‬
‫أصبحت البنوك تشجع على اإليداع فأصبحت في الوقت الحاضر تفتح حسابات التوفير إلى جانب عمليات‬
‫أخرى منها وديعة الصكوك‪ ،‬باإلضافة إلى عمليات اإليداع يعتمد كذلك البنك في العمليات ائتمانية ليس‬
‫على رأس ماله فقط بل على مجموع الودائع النقدية و كذا األرصدة الداخلة في حساباته الجارية ‪ ،‬و تتنوع‬
‫عملية االئتمان و تتطور لتمتد من القرض البسيط إلى االعتماد البسيط و الضمان في صوره المختلفة‪)2(.‬‬
‫و تعد أعمال المصارف عمليات تجارية بطبيعتها لو حصلت منفردة‪ ،‬غير أنه من المالحظ أنه ال توجد في‬
‫الحياة العملية عمليات مصرفية منفردة و بالتالي تعتبر البنوك و المؤسسات المالية أشخاص معنوية مهمتها‬
‫الرئيسية القيام بعمليات مصرفية‪ ،‬كذلك يرى البعض اآلخر أنه لكي يتم تحديد الطابع التجاري للعمليات‬
‫المصرفية يجب النظر إلى المؤسسة البنكية‪ .‬فالعمليات تعتبر تجارية بالنسبة لها أما بالنسبة للمتعامل معها‬
‫فيختلف األمر‪ ،‬غير أن العمليات المصرفية تأخذ الطابع التجاري إذا كان هذا األخير تاجرا و تم العملية‬
‫ألغراض تجارته أما إذا كان هذا األخير غير تاجر فإن العملية ال تأخذ الطابع التجاري‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬علي فتاك‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪86‬‬
‫‪(2):‬د‪.‬علي البارودي‪-‬د‪.‬محمد سيد الفقي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪67‬‬

‫غير أننا نخالف هذا الرأي ألن تجارية العمل تحدد بغض النظر عن صفة القائم به‪ ،‬كذلك تكتسب جميع‬
‫األعمال التي تقوم بها المصارف الطبيعة التجارية إذا توافر فيها عنصر الوساطة في تداول الثروات و‬
‫عنصر المضاربة سواء كانت هذه البنوك عامة أو خاصة‪ ،‬أو بنوك ودائع أو ائتمان‪.‬‬
‫اعتبر المشرع الجزائري جميع األعمال المصرفية أعماال تجارية ‪،‬أما إذا كان الشخص الذي يتعامل مع‬
‫المصرف غير تاجر فيعتبر العمل مدني بالنسبة لهذا الشخص و تجاريا بالنسبة للمصرف مثال ذلك‪ :‬إيداع‬
‫الودائع النقدية في المصرف من قبل شخص غير تاجر أو الصرف لمصلحة غير تاجر‪)1(.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أعمال الصرف‬
‫يقصد بأعمال الصرف تلك التي ترمي إلى استبدال عملة مقابل عملة أخرى‪.‬و قد بين النظام رقم ‪07-91‬‬
‫المؤرخ في ‪14‬أوت ‪ 1991‬المتعلق بقواعد الصرف و شروطه أنه"يقصد بالصرف كل تبادل بين العمالت‬
‫الصعبة الحسابية و الدينار و العمالت الصعبة فيما بينها"‪)2(.‬‬
‫تتم عملية الصرف بطريقتين‪ :‬الصرف اليدوي و الصرف المسحوب‪.‬‬
‫*الصرف اليدوي‪:‬فيه يتم استبدال نقود وطنية بنقود أجنبية عن طريق المناولة اليدوية‪.‬‬
‫*الصرف المسحوب‪:‬فيه يتم تسليم النقود في مكان و استالم نقود أخرى بقيمتها في مكان آخر لقاء عمولة‬
‫و يتميز الصرف المسحوب بخصائص تتمثل في أنه يجنب مخاطر نقل النقود من دولة إلى أخرى بحيث‬
‫ال يكلف العميل إال أمر بالصرف بحيث ينفذ هذا الصرف من خالل شيك مسحوب أو رسالة اعتماد أو‬
‫حوالة مصرفية‪)3(.‬‬
‫عمليات الصرف تحدث بصفة متكررة غير أنه في الكثير من األحيان تجرى بصفة منفردة من قبل حرفي‬
‫غير أنه يشترط في هذا العمل المنفرد بنية الصرف استبدال أو سحبا بنية الربح‪.‬‬
‫تعد أعمال الصرف سواء كان هذا األخير يدويا أو مسحوبا و سواء كان القائم به فردا أو من البنوك‬
‫الخاصة أو العامة مبدئيا و نظريا أعماال تجارية ذلك أن العمل من جانب هذه البنوك يعتبر عمال تجاريا‬
‫موضوعيا أما بالنسبة للعميل فهو من قبيل األعمال التجارية ذلك أن الغرض منها هو تداول النقود بقصد‬
‫المضاربة(‪ )4‬و تحقيق الربح الذي يتمثل في الفرق بين ثمن الشراء و ثمن البيع‪ ،‬غير أن هذه العمليات‬
‫ليست من األعمال التجارية المطلقة بين طرفيها و إنما هي كذلك بالنسبة للصيرفي فقط و دوما أما بالنسبة‬
‫للعميل فإن األمر يتوقف على صفته‪)5(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪44‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬فرحة زيراوي صالح‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪107‬‬
‫‪(3):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪59‬‬
‫د‪.‬سمير عالية‪-‬أصول القانون التجاري(المدخل‪-‬األعمال التجارية‪-‬التجار‪-)...‬المؤسسة الجامعية للنشر‪-‬‬
‫بيروت‪-‬لبنان‪-‬ط‪-1996-2‬ص‪97‬‬
‫‪(4):‬د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬
‫‪(5):‬د‪.‬سعيد يوسف البستاني‪-‬قانون األعمال و الشركات)القانون التجاري العام‪-‬الشركات‪-‬المؤسسة‬
‫التجارية‪-)...‬منشورات الحلبي الحقوقية‪-‬بيروت‪-‬لبنان‪-2004-‬ص‪153‬‬

‫و المالحظ أن عملية الصرف ال يجوز لألفراد القيام بها و إنما هي محصورة على البنوك و المؤسسات‬
‫المالية في حين لم يعتمد بعد مكاتب الصرف الخاصة‪ ،‬لذا يبدي النص على تجارية هذه األعمال تعارضا‬
‫مع قواعد النقد و القروض و تداول األموال‪)1(.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األوراق التجارية‬
‫يمكن تعريف األوراق التجارية عن طريق تعداد خصائصها‪ ،‬فهي عبارة عن صكوك شكلية تمثل حقا‬
‫نقديا‪ ،‬قابلة للتداول بالطرق التجارية و تكون كذلك قابلة و مستحقة للدفع لدى اإلطالع‪ ،‬كما يمكن قبولها‬
‫كأداة ائتمان ووفاء من قبل الصرف‪ .‬و من أهم خصائصها‪:‬‬
‫*أنها ورقة تمثل مبلغا نقديا‪:‬بمعنى أنها تصلح لتسوية المعامالت بطريقة سهلة مثلها في ذلك مثل النقود و‬
‫بالتالي فال يدخل ضمن األوراق التجارية تلك األوراق التي تمثل حقا آخر غير النقود مثال‪ :‬سند الشحن‬
‫البحري‪.‬‬
‫*هي أوراق شكلية يمكن تداولها بالطرق التجارية ففي هذا الشأن نص القانون على شروط و بيانات معينة‬
‫يجب أن تتوافر في الورقة التجارية لكي تدعو المتعاملين بها إلى الثقة في أنهم يتعاملون في ورقة تخضع‬
‫لقانون الصرف‪ ،‬و يتم تداول هذه الورقة بطريقتين‪ :‬األولى هي تسليم الورقة إذا كانت لحاملها و الثانية‬
‫التظهير إذا كانت ألمر‪.‬‬
‫و بالتالي ال يعد من قبيل األوراق التجارية األوراق الصادرة باسم شخص معين أو الفواتير التي تبين قيمة‬
‫البضاعة المشتراة‪.‬‬
‫*األوراق التجارية هي صكوك يقبلها العرف و تستحق بمجرد اإلطالع أو بعد أجل قصير‪،‬بمعنى أنه يتم‬
‫قبولها في التعامل لكي تقوم بوظيفة أساسية كأداة للوفاء بدال عن النقود فإذا لم تقبل فإنها ال تصبح ورقة‬
‫تجارية ألن العرف لم يجز بذلك مثال السندات المستحقة الوفاء ال تعتبر من قبيل األوراق التجارية‪.‬كذلك‬
‫يمكن لألوراق التجارية أن تستحق بمجرد اإلطالع أو بعد مدة قصيرة من اإلطالع‪)2(.‬‬
‫‪-‬وظائفها ‪:‬لألوراق التجارية وظائف متعددة نذكر منها‪:‬‬
‫أنها أداة للوفاء تصدر لصالح المستفيد الذي يمكن أن يظهرها إلى غيره في معاملة ما‪.‬‬
‫كذلك هي أداة ائتمان ألنها تحرر في الغالب ألجل قصير فيكون من اليسير على المشتري شراء مستلزماته‬
‫من السلع دون دفع قيمتها تقدا عند الشراء‪ ،‬لذا عمل المشرع على دعم ائتمانها بوضع ضمانات كثيرة‬
‫لحماية وبث روح الطمأنينة بين المتعاملين في األوراق التجارية‪)3(.‬‬
‫توجد عدة أنواع من األوراق التجارية نذكر بعضا منها فيما يلي‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬علي فتاك – المرجع السابق‪-‬ص‪87‬‬
‫‪(2):‬د‪.‬محمد فريد العريني‪،‬د‪.‬هاني دويدار‪-‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪-‬االسكندرية‪-‬مصر‪-2002-‬ص‪161‬‬
‫‪(3):‬د‪.‬علي البارودي‪-‬د‪.‬محمد سيد الفقي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪51‬‬

‫‪1/‬الكمبيالة ‪:‬الكمبيالة كأداة ائتمان ووفاء تعد عمال تجاريا منفردا و هي ورقة تجارية ثالثية األطراف يأمر‬
‫فيها أحدهم و يسمى الساحب(الدائن)شخصا آخر يسمى المسحوب عليه بأن يدفع إلذن شخص ثالث و هو‬
‫المستفيد مبلغا محددا من النقود لمجرد اإلطالع عليها أو في ميعاد محدد أو قابل للتحديد و تصبغ الطبيعة‬
‫التجارية على كافة العمليات المتعلقة بالكمبيالة أي كان موضوع العملية التي سحبت أو ظهرت الكمبيالة‬
‫من أجلها و كذا صفة الموقع عليها سواء كان تاجرا أو غير تاجر‪.‬كذلك تعد الكمبيالة التي تحرر بمناسبة‬
‫دين تجاري عمال تجاريا مثال‪:‬الكمبيالة التي يسحبها أحد تجار الجملة على تاجر تجزئة وفاء لثمن‬
‫البضاعة المشتراة‪)1(.‬‬
‫‪2/‬السند اإلذني(لحامله ‪):‬السند اإلذني هو عكس الكمبيالة فهو ورقة ثنائية األطراف يتعهد فيها شخص‬
‫يسمى المحرر(المدين) بدفع مبلغ من النقود إلذن شخص آخر هو المستفيد(الدائن)بمجرد اإلطالع أو في‬
‫ميعاد معين أو قابل للتعيين ‪،‬و السند اإلذني حتى و لو كان يستخدم كأداة ائتمان و وفاء شأنه شأن الكمبيالة‬
‫إال أنه ال يتمتع بقرينة تجارية قاطعة بحيث تعد الكمبيالة ورقة تجارية مطلقة في حين يشترط في السند‬
‫حتى يكتسب الطبيعة التجارية شروط مثال‪ :‬أن يكون محرر السند تاجرا دون اعتبار لطبيعة العمل الذي‬
‫حرر السند من أجله‪ ،‬أو أن يكون تحرير السند تم بسبب عمل تجاري‪)2(.‬‬
‫‪3/‬الشيك‪:‬هو ورقة ثالثية األطراف يأمر فيها شخص يسمى الساحب أحد البنوك و هو المسحوب عليه أن‬
‫يدفع بمجرد اإلطالع مبلغا من النقود لشخص ثالث هو المستفيد أو إلذنه أو الحامل للورقة إذا كان الشيك‬
‫لحامله‪،‬بحيث يعد الشيك أداة وفاء تقوم مقام النقود فال يستطيع أن يقوم بهذه الوظيفة إال إذا كان كافيا‬
‫بذاته‪)3(.‬‬
‫غير أن المشرع الجزائري لم يتناول الشيك ضمن التعداد القانوني لألعمال التجارية األمر الذي أثير معه‬
‫التساؤل عن مدى تجارية هذه الورقة غير أن الرأي الراجح في الفقه قد استقر على تجارية الشيك في‬
‫الحالة التي يكون تحريره فيها بسبب عمل تجاري فقط سواء كان محرره أو ساحبه تاجرا أو غير تاجر‪ ،‬و‬
‫مع ذلك إذا كانت صفة التاجر ال تكفي وحدها لضمان الطبيعة التجارية للشيك فإنها تنهض قرينة بسيطة‬
‫على أن الشيك قد سحب بسبب عمل تجاري و من ثم اعتباره عمال تجاريا‪)4(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬علي البارودي‪-‬د‪.‬محمد سيد الفقي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪67‬‬
‫د‪.‬محمد فريد العريني‪،‬د‪.‬هاني دويدار‪ -‬المرجع السابق‪-‬ص‪162‬‬
‫‪(2):‬د‪.‬علي البارودي‪-‬د‪.‬محمد سيد الفقي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪68‬‬
‫د‪.‬سمير عالية‪-‬المرجع السابق‪-‬ص ‪101‬‬
‫‪(3):‬د‪.‬علي البارودي‪-‬د‪.‬محمد سيد الفقي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪69‬‬
‫د‪.‬محمد فريد العريني‪،‬د‪.‬هاني دويدار‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪190‬‬
‫‪(4):‬لتوضيحات أكثر عن األوراق التجارية يمكن الرجوع إلى‪:‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪-‬األوراق التجارية‪-‬‬
‫منشأة المعارف‪-‬االسكندرية‪-‬مصر‬

‫المطلب الثاني‪:‬السمسرة و الوكالة بالعمولة‬


‫يطلق على هذه األعمال أعمال التوسط و قد نص المشرع الجزائري على نوعين منها فقط هي السمسرة و‬
‫الوكالة بالعمولة و أضفى عليها الطبيعة التجارية بحسب طبيعتها و لو تمت منفردة‪ ،‬وسنبين أحكامها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪:‬أعمال السمسرة‬
‫السمسرة عقد يقوم فيه الوسيط بتقريب وجهة النظر بين شخصين ال يعرف أحدهما اآلخر من أجل إبرام‬
‫عقد مقابل أجر يحدد عادة بنسبة مئوية من قيمة الصفقة‪،‬و هو ليس طرف في العقد و إنما تنحصر مهمته‬
‫في التقريب بين البائع و المشتري مثال في عقد البيع‪)1(.‬‬
‫و األصل أن السمسار ليس وكيال يقوم بإبرام العقود باسم طرف آخر من أطراف العالقة القانونية‪،‬بل هو‬
‫وسيط ينحصر دوره في التقريب بين طرفين يرغبان في إجراء تصرف قانوني معين(‪)2‬و على هذا‬
‫األساس فالسمسار ليس مسئوال عن تنفيذ االلتزامات بين طرفي العقد ال بصفته الشخصية و ال بصفته‬
‫ضامنا‪ )3(.‬و هذا ما ذهب إليه المشرع األردني حسب المادة ‪ 99‬من ق‪.‬ت‪.‬أ "السمسرة هي عقد بموجبه‬
‫يتوسط السمسار بين فريقين لعقد اتفاق أو إلجراء مفاوضات تخص العقد‪ ،‬و ذلك مقابل أجر"(‪)4‬‬
‫السمسار ال يستحق أجره الذي يطلق عليه اسم السمسرة إال إذا تمت الصفقة أو العقد بين الطرفين سواء‬
‫نفذت االلتزامات أو لم تنفذ‪.‬و لما كان السمسار يساهم في تداول الثروات عن طريق التقريب و التوفيق بين‬
‫طرفي العقد اعتبر المشرع عمله تجاريا في ف‪ 13‬من م‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج(‪)5‬‬
‫و السؤال الذي يطرح‪ :‬هل من الضروري لكي تعتبر السمسرة عملية تجارية أن تكون الصفقة التي تولى‬
‫السمسار التوسط فيها عملية تجارية؟ و الواقع أن نص ف‪ 13‬من م‪ 2‬لم ينص على هذا الشرط بل اعتبر‬
‫السمسرة عملية تجارية بغض النظر عن طبيعة الصفقة المتعلقة بها و لو تمت لمرة واحدة‪.‬لكن فريقا من‬
‫الفقه و القضاء الفرنسيين ذهب للقول أن السمسرة تكون تجارية إذا تمت بمناسبة صفقة تجارية أي أنهم‬
‫يقولون أن السمسرة تتبع الصفقة‪ ،‬فا كانت الصفقة تجارية اعتبرت السمسرة تجارية أما إن كانت الصفقة‬
‫مدنية اعتبرت السمسرة مدنية‪ .‬لكن في التشريع الجزائري ز ما دام نص ف‪ 13‬من م‪ 2‬ورد عاما و مطلقا‬
‫فال مجال للتخصيص‪)6(.‬‬
‫السمسرة تعتبر عملية تجارية في جانب السمسار إال إنها تختلف في جانب عمالئه فإن كان العميل تاجرا و‬
‫تعلقت أو تعلقت صفقته بعمل تجاري اعتبر عمله تجاريا أما إن كان العميل مدنيا و تمت الصفقة ألغراض‬
‫مدنية فيعتبر عمله مدنيا و نفس الشيء بالنسبة للمتعاقد اآلخر‪)7(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬د‪.‬نادية فوضيل –المرجع السابق‪-‬ص‪71‬‬
‫‪(2):‬أ‪.‬علي فتاك‪ -‬المرجع السابق‪-‬ص‪88‬‬
‫‪(3):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪62‬‬
‫‪(4):‬د‪.‬عزيز العكيلي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪103‬‬
‫‪(5):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬
‫‪(6):‬د‪.‬نادية فوضيل‪-‬المرجع السابق‪-‬نفس الصفحة‬
‫‪(7):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪63‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬الوكالة بالعمولة‬


‫الوكالة بالعمولة أحد أنواع الوكالة التجارية‪،‬و يقصد بهذه األخيرة اتفاقية يلتزم بواسطتها الشخص عادة‬
‫بإعداد أو إبرام البيع أو الشراءات و بوجه عام جميع العمليات التجارية باسم و لحساب تاجر‪ ،‬و القيام عند‬
‫االقتضاء بعمليات تجارية لحسابه الخاص و لكن دون أن يكون مرتبطا بعقد إجارة الخدمات‪ ،‬و يعتبر‬
‫الوكيل التجاري نائبا عن األصيل و لذا تنصرف آثار الوكالة إلى الموكل مباشرة‪،‬فتقترب بذلك من الوكالة‬
‫المدنية‪ :‬لكن تختلفان عن بعضهما في كون األولى من عقود المعوضة في حين تعتبر الثانية من عقود‬
‫التبرع‪.‬‬
‫من أنواع الوكالة التجارية‪:‬الوكالة بالعمولة‪،‬الوكالة بالعمولة بالنقل‪،‬الوكالة بالنقل و التمثيل الجاري‪)1(...‬‬
‫تنص ف‪ 13‬من م‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج على أن الوكالة بالعمولة تعد عمال تجاريا بحسب موضوعه و لو وقع مرة‬
‫واحدة‪ ،‬و هذا بخالف ما ذهبت إليه بعض التشريعات األخرى باعتبار الوكالة بالعمولة عمال تجاريا إذا‬
‫تمت بشكل متكرر أو في شكل مقاولة و على وجه االحتراف و منها التشريع الفرنسي‪ ،‬المصري و حتى‬
‫األردني‪.‬‬
‫الواقع أنه في الحياة العملية يقوم الوكيل بالعمولة بنفس عمل السمسار فمهمته تتمثل في التوسط بين‬
‫المتعاملين قصد إبرام العقود و الصفقات و لذا ال نرى فرقا بينهما‪ )2(.‬الشخص الذي يقوم بعمل الوكالة‬
‫يسمى الوكيل بالعمولة و تتلخص وظيفته في كونه يقوم بعمل قانوني باسمه الخاص و لكن لحساب موكله‬
‫األصيل مقابل أجر يسمى العمولة‪ )3(.‬و يعرفه المشرع األردني بنص المادة ‪ 87‬من ق‪.‬ت‪.‬أ"هو الذي‬
‫يأخذ على نفسه أن يعقد باسمه الخاص و لكنت لحساب موكله بيعا و شراء و غيرهما من العمليات‬
‫التجارية مقابل عمولة"و يختلف الوكيل بالعمولة عن الوكيل العادي في أن الوكيل العادي يجري العقد‬
‫باسم موكله و لحسابه مثال إذا قام الوكيل ببيع بضاعة فإنه يبرم العقد نيابة عن موكله و باسمه و ال يظهر‬
‫اسم الوكيل في العقد و ما ينشأ عن العقد من حقوق و التزامات تضاف إلى الموكل‪ ،‬بينما إذا كان البائع‬
‫وكيال بالعمولة فغنه يبرم العقد باسمه ال باسم موكله و من ثم عليه أن ينقل فيما بعد ما أنتجه العقد من‬
‫حقوق و التزامات إلى الموكل‪)4(.‬‬
‫أما االختالف بين الوكيل بالعمولة و السمسار فيكمن في أن الوكيل يبرم العقد باسمه الخاص لحساب‬
‫موكله مقابل أجر يسمى العمولة و لذلك فالوكيل بالعمولة مسؤول عن تنفيذ االلتزامات الناشئة عن العقد‪،‬‬
‫في أن السمسار ال يسأل عن ذلك ألنه مجرد وسيط و ليس طرفا في العقد‪)5(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬علي فتاك –المرجع الساتبق‪-‬ص‪88‬‬
‫‪(2):‬د‪.‬نادية فوضيل‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪72‬‬
‫‪(3):‬أ‪.‬عمورة عمار –المرجع السابق‪-‬ص‪63‬‬
‫‪(4):‬د‪.‬محمد فوزي سامي‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪51‬‬
‫‪(5):‬أ‪.‬عمورة عمار‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪64‬‬

‫فالوكيل بالعمولة هو إذن من يقوم بإبرام العقود باسمه الخاص لحساب شخص آخر هو األصيل‪ ،‬فاسم‬
‫الموكل ال يظهر في العقد و ال تكون هناك صلة بين الموكل و الطرف اآلخر في العقد ‪ ،‬بل يلتزم الوكيل‬
‫وحده اتجاه الموكل‪ ،‬و يترتب على ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الوكيل بالعمولة هو الملتزم دون غيره تجاه من يتعاقد معه‪ ،‬و لكن في عالقته بالموكل فإنه يعتبر وكيل‬
‫عنه في مباشرة التصرف و يلزم في مواجهته بتنفيذ مضمون الوكالة‪.‬‬
‫‪-‬ليس للمتعاقد مع الوكيل بالعمولة دعوى مباشرة قبل الموكل‪.‬‬
‫و تعتبر الوكالة بالعمولة عمال تجاريا منفردا بحسب موضوعه مهما كانت صفة القائم بها أو طبيعة‬
‫الصفقة المبرة طبقا لحكم ف‪ 13‬من م‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن الوكيل بالعمولة ليس هو الممثل التجاري حيث أن التمثيل التجاري هو" كل اتفاق‬
‫يتم من طرفين يتعهد بمقتضاه طرف يسمى الممثل التجاري بإبرام الصفقات باسم و لحساب الطرف اآلخر‬
‫و هو الموكل‪ ،‬بصفة مستديمة في منطقة معينة" و الممثل التجاري يحتفظ بتنظيم و استقالل خاصين بينما‬
‫يخضع الوكيل بالعمولة لنوع من التوجيه و بضرورة االلتزام بتعليمات األصيل‪ ،‬أي وجود رابطة تبعية‬
‫بين الوكيل و الموكل‪)1(.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(1):‬أ‪.‬علي فتاك –المرجع السابق‪-‬ص‪89‬‬

‫خـاتـمـة‪:‬‬
‫بهذا نكون قد وصلنا لنهاية بحثنا المتواضع الذي نرجو أن يكون قد ضم و لو إيضاحات بسيطة متواضعة‬
‫عن موضوع البحث و الذي كان "األعمال التجارية المنفردة" و التي هي األعمال التي نص المشرع‬
‫صراحة على اعتبارها أعماال تجارية بغض النظر من صفة القائم بها و كذا عن عدد مرات ممارستها أي‬
‫حتى لو صدرت مرة واحدة منفردة من طرف شخص ال يتمتع بالصفة التجارية و ليس بصدد صفقة أو‬
‫عمل تجاري أصلي‪.‬دخل هذا النوع من األعمال و الذي حاولنا التطرق ألهم عناصره في إطار نص‬
‫المشرع الجزائري على األعمال التجارية بحسب موضوعها‪ ،‬و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 2‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري يمكننا أن ندرك أنها ال تنحصر فقط في األعمال التجارية المنفردة بل تضم كذلك‬
‫أعماال أخرى اشترط المشرع العتبارها أعماال تجارية أن تصدر في شكل منظم وفقا لشروط معينة مع‬
‫تكرارها و ظهورها في شكل مقاوالت أو مشاريع و هذه األعمال هي ما يعرف باألعمال التجارية‬
‫الموضوعية بالمقاولة و التي نجد نصوصها في الفقرات التالية من المادة ‪ 2‬من القانون التجاري‬
‫الجزائري‪:‬‬
‫م‪":2‬يعد عمال تجاريا بحسب موضوعه‪:‬‬
‫‪......3-‬كل مقاولة لتأجير المنقوالت أو العقارات‬
‫‪4-‬كل مقاولة لإلنتاج أو التحويل أو اإلصالح‬
‫‪5-‬كل مقاولة للبناء أو الحفر أو لتمهيد األرض‬
‫‪6-‬كل مقاولة للتوريد أو الخدمات‬
‫‪7-‬كل مقاولة الستغالل المناجم أو المناجم السطحية أو مقالع الحجارة أو منتوجات األرض األخرى‬
‫‪8-‬كل مقاولة الستغالل النقل أو االنتقال‬
‫‪9-‬كل مقاولة الستغالل المالهي العمومية أو اإلنتاج الفكري‬
‫‪10-‬كل مقاولة للتأمينات‬
‫‪11-‬كل مقاولة الستغالل المخازن العمومية‬
‫‪12-‬كل مقاولة لبيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة بالتجزئة‬
‫‪15-‬كل مقاولة لصنع أو شراء أو بيع و إعادة بيع السفن للمالحة البحرية‪.‬‬
‫هذه األعمال ستكون موضوع البحث القادم إنشاء هللا و نرجو أن يتوفق زمالؤنا في عرضها‪ ،‬كما نرجو‬
‫أن نكون قد وفقنا في اإللمام بموضوع بحثنا‪.‬‬

‫قائمـــــــة المراجع‪:‬‬
‫*د‪.‬حلو أبو حلو‪-‬القانون التجاري(مدخل للقانون التجاري‪،‬األعمال التجارية ‪ ،‬التاجر‪،‬المحل التجاري) –‬
‫دار العلوم‪-‬الجزائر‪2000-‬‬
‫*د‪.‬محمد فوزي سامي‪-‬مصادر القانون التجاري(األعمال التجارية‪،‬التاجر‪،‬المتجر ‪،‬العقود التجارية)‪-‬‬
‫المجلد األول‪-‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع‪-‬عمان‪-‬األردن‪-‬ط‪1997-1‬‬
‫*د‪.‬محمد فريد العريني‪،‬د‪.‬هاني دويدار‪-‬قانون األعمال‪-‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪-‬االسكندرية‪ -‬مصر‪-‬‬
‫‪2002‬‬
‫*د‪.‬نادية فوضيل‪-‬القانون التجاري الجزائري(األعمال التجارية‪-‬التاجر‪-‬المحل التجاري)‪-‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪-‬الجزائر‪-‬ط‪2003-5‬‬
‫*د‪.‬نداء محمد الصوص‪-‬مبادئ القانون التجاري‪-‬دار أجنادين و مكتبة المجتمع العربي‪-‬عمان‪ -‬األردن‪-‬‬
‫ط‪2007-1‬‬
‫*د‪.‬سمير عالية‪-‬أصول القانون التجاري(المدخل‪،‬األعمال التجارية‪،‬التجار‪-)...‬المؤسسة الجامعية للنشر‪-‬‬
‫بيروت‪-‬لبنان‪-‬ط‪1996-2‬‬
‫*د‪.‬سعيد يوسف البستاني‪-‬قانون األعمال و الشركات(القانون التجاري العام‪ ،‬الشركات‪ ،‬المؤسسة‬
‫التجارية‪-)...‬منشورات الحلبي الحقوقية‪-‬بيروت‪-‬لبنان‪2004-‬‬
‫*د‪.‬عزيز العكيلي‪-‬شرح القانون التجاري‪-‬ج‪(-1‬األعمال التجارية‪،‬التجار‪،‬العقود التجارية)‪-‬دار الثقافة‪-‬‬
‫عمان‪-‬األردن‪1997-‬‬
‫*د علي البارودي‪،‬د‪.‬محمد سيد الفقي‪-‬القانون التجاري(األعمال التجارية‪،‬التجار‪،‬األموال‪ ،‬الشركات‬
‫التجارية‪ ،‬عمليات البنوك و األوراق التجارية)‪-‬دار المطبوعات الجامعية‪-‬االسكندرية‪-‬مصر‪1999-‬‬
‫*أ‪.‬عمورة عمار‪-‬شرح القانون التجاري الجزائري(األعمال التجارية‪،‬التاجر‪،‬الشركات التجارية)‪-‬دار‬
‫المعرفة‪-‬الجزائر‪2000-‬‬
‫*أ‪.‬علي فتاك‪-‬مبسوط القانون التجاري الجزائري في مقدمة القانون التجاري(نظرية األعمال التجارية)‪-‬‬
‫ابن خلدون للنشر و التوزيع‪-‬الجزائر‪2004-‬‬
‫*د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪-‬األوراق التجارية‪-‬منشأة المعارف‪-‬االسكندرية‪-‬مصر‬
‫*أ‪.‬فرحة زيراوي صالح‪-‬الكامل في القانون التجاري الجزائري(األعمال التجارية‪،‬التاجر ‪ ،‬الحرفي‪،‬‬
‫األنشطة التجارية المنظمة‪،‬السجل التجاري)‪-‬ابن خلدون للنشر و التوزيع‪-‬الجزائر‪2003-‬‬
‫*د‪.‬شادلي نور الدين‪-‬القانون التجاري(مدخل للقانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل‬
‫التجاري)‪-‬دار العلوم‪-‬الجزائر‪2003-‬‬
‫المصادر القانونية‪:‬‬
‫*القانون رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪ 1975‬المتضمن القانون التجاري المعدل و المتمم وفقا‬
‫آلخر التعديالت القانون رقم ‪ 02-05‬مؤرخ في ‪ 26‬فبراير‪( 2005‬ج‪.‬ر رقم ‪ 11‬المؤرخة في ‪-02-09‬‬
‫‪ 2005‬ص‬
‫قائمة بعض المختصرات‪:‬‬
‫•ف‪:‬الفقرة‬
‫•م‪:‬المادة‬
‫•ق‪.‬ت‪.‬ج‪:‬القانون التجاري الجزائري‬
‫•ق‪.‬ت‪.‬أ‪:‬القانون التجاري األردني‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫*مقدمة‬
‫‪* -‬المبحث األول‪:‬الشراء إلعادة البيع و األعمال التجارية البحرية‬
‫‪-----‬المطلب األول‪:‬الشراء إلعادة البيع‬
‫‪----------‬الفرع األول‪ :‬الشراء‬
‫‪----------‬الفرع الثاني‪:‬وقوع الشراء على منقول أو عقار‬
‫‪----------‬الفرع الثالث‪:‬قصد إعادة البيع أو التأجير بهدف تحقيق الربح‬
‫‪----------‬الفرع الرابع‪ :‬األعمال التجارية المتعلقة بالنشاط العقاري‬
‫‪-----‬المطلب الثاني‪:‬األعمال التجارية البحرية‬
‫‪----------‬الفرع األول‪ :‬كل شراء و بيع لعتاد أو مؤن السفن‬
‫‪----------‬الفرع الثاني‪:‬كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة‬
‫‪----------‬الفرع الثالث‪:‬كل عقود التأمين و العقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية‬
‫‪----------‬الفرع الرابع‪:‬كل االتفاقيات واالتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم‬
‫‪----------‬الفرع الخامس‪:‬كل الرحالت البحرية‬

‫‪*-‬المبحث الثاني‪ :‬األعمال المصرفية و أعمال الصرف و األوراق المالية‪ ،‬السمسرة و الوكالة بالعمولة‬
‫‪-----‬المطلب األول‪ :‬األعمال المصرفية ‪ ،‬أعمال الصرف و األوراق المالية‬
‫‪----------‬الفرع األول‪:‬األعمال المصرفية‬
‫‪----------‬الفرع الثاني‪ :‬أعمال الصرف‬
‫‪----------‬الفرع الثالث‪ :‬األوراق المالية‬
‫‪-----‬المطلب الثاني‪ :‬السمسرة و الوكالة بالعمولة المطلب‬
‫‪----------‬الفرع األول‪ :‬السمسرة‬
‫‪----------‬الفرع الثاني‪ :‬الوكالة بالعمولة‬
‫*خاتمة‬

You might also like