نقد نظريات

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫البنائية الوظيفية‬

‫ترجع جذور فكرة و مضمون هذه النظرية إلى التىرا الفكىر اليونىنن المنطىو على رؤيىة األحىاا االجتمنعيىة بأنهىن‬
‫مكونة من أجزاء مترابطة مفصلين ً و وظيفين ً بحي يكون كل جزء مكمال ً لآلخر بننئين ً وحركيىن ً و وظيفيىن ً لارجىة عىا‬
‫استطنعة أ جزء االستغننء عن وجوا األجزاء األخرى عنا قينمه بحركته و وظيفته عل الرغ أن حركة و وظيفة الكىل‬
‫مختلفة عن حركة و وظيفة أجزائه المكونىة لىه ‪ ،‬و هىذا يعنى أن األجىزاء تكىون متمنسىكة ارتبنطيىن ً و متكنملىة حركيىن ً و‬
‫متكنفئة وظيفين ً و متننغمة إيقنعين ً ‪.‬‬

‫األفكار الرئيسية لالتجاه الوظيفي ‪:‬‬

‫أوال ً ‪ :‬يمكن النظر إل أ ش ء سواء كنن كنئنن ً حين ً أو اجتمنعيىن ً و سىواء كىنن فىراا ً أو مجموعىة صىغيرة أو تنظيمىن ً‬
‫رسمين ً أو مجتمعن ً أو حت العنل بأسره عل انه نسى أو نظىن ‪ ،‬و هىذا النسى يتىأل مىن عىاا مىن األجىزاء المترابطىة ‪،‬‬
‫فجسى اإلنسىىنن نسى يتكىىون مىىن مختلى األعضىىنء و األجهىىزة و الجهىىنز الىىاور فيىىه مى ال ً عبىىنرة عىىن نسى يتكىىون مىىن‬
‫مجموعة من األجزاء ‪ ،‬و شخصية الفرا نس يتكون من أجزاء مختلفة م ل السلوك و الحنلة االنفعنلية و العقلية ‪ ....‬الخ و‬
‫كذلك المجتمع و العنل ‪.‬‬

‫ننين ً ‪ :‬لكل نس احتينجنت أسنسية ال با من الوفنء بهىن و إال فىنن النسى سىو يقى أو يتغيىر تغيىرا ً جوهريىن ً ‪ ،‬فنلجسى‬
‫اإلنسنن م ال ً يحتنج لألكسجين ‪ ،‬والنتروجين و كل مجتمع يحتنج ألسنليب لتنظي السلوك ( القننون ) و مجموعة لرعنيىة‬
‫األطفنل ( األسرة ) و هكذا ‪.‬‬

‫نل ن ً ‪ :‬ال با أن يكون النس اائمىن فى حنلىة تىوازن و لكى يتحقى ذلىك فىال بىا أن تلبى أجىزاءه المختلفىة احتينجنتىه ‪ ،‬فىنذا‬
‫اختلت وظيفة الجهنز الاور فنن الجس سو يعتل و يصبح ف حنلة من الال إتزان ‪.‬‬

‫رابعن ً ‪ :‬كل جزء من أجزاء النس قا يكون وظيفين ً أ يسه فى تحقيى تىوازن النسى ‪ ،‬و قىا يكىون ضىنرا ً وظيفيىن ً أ‬
‫يقلل من توازن النس و قا يكون غير وظيف أ عاي القيمة بنلنسبة للنس ‪.‬‬

‫خنمسن ً ‪ :‬يمكن تحقي كل حنجة من حنجنت النس بواسطة عاة متغيرات أو باائل فحنجة المجتمع لرعنيىة األطفىنل مى ال ً‬
‫يمكن أن تقو بهن األسرة و حنجة المجموعىة إلى التمنسىك قىا تتحقى عىن طريى التمسىك بنلتقنليىا أو عىن طريى الشىعور‬
‫بنلتهايا من عاو خنرج ‪.‬‬

‫سناسن ً ‪ :‬وحاة التحليل يجب أن تكون األنشطة أو النمىنذج المتكىررة بنلتحليىل االجتمىنع الىوظيف ‪ ،‬ال يحىنول أن يشىر‬
‫كي ترع أسرة معينة أطفنلهن ‪ ،‬و لكنه يهت بكيفية تحقي األسرة كنظن لهذا الها ‪.‬‬

‫أهم العلماء المساهمين في االتجاه الوظيفي‬

‫تالكوت بارسونز‬

‫ولا بنرسونز عن ‪ 1902‬ف والية رااو األميركية ف ماينة سبرنغ ‪ ،‬منحارا ً من أسرة متيانة ذات قنفة رفيعة إذ كىنن‬
‫والاه بروفيسورا ً و قسن ً بروتستننتين ً ف كنيسة و رئيسن ً لعاة كلينت جنمعية صغيرة ‪.‬‬

‫برز تقامه بشكل ملحوظ بنلذات قبل تعيينه رئيسن ً لقس عل االجتمىن عىن ‪ 1944‬فى جنمعىة هنرفىنرا و بعىاهن بعىنمين‬
‫منح لقب أستنذ كرس ف قس العالقنت االجتمنعية الذ ض متخصصين من بنق العلو اإلنسننية و ف عن ‪ 1949‬ت‬
‫انتخنبه رئيسن ً لجمعية علمنء االجتمن األمريكنن ‪ ،‬و ف عن ‪ 1954‬نشر كتنبه المعرو " النسى االجتمىنع " بعىاهن‬
‫برز بنرسونز عنلمن ً اميركين ً المعن ً ف عل االجتمن ‪ ،‬بيا أنه فى نهنيىة عىن ‪ ، 1961‬واجهىه هجىو الذ مىن الجنىن‬
‫المتطر من علمنء االجتمن األمريكنن الذين كننوا ينظرون إليىه بأنىه سينسى محىنفظ و أن نظريتىه االجتمنعيىة محنفظىة‬
‫أيضن ً لكن ف ال مننيننت حصل ابتعن لنظريته ليس فقط ف الوالينت المتحاة األمريكية بل ف العنل بحي وصى كىال ً‬
‫من هلتن و تيرنر و سول و جيرستنين ف عن ‪ ، 1986‬أعمنله ف النظرية االجتمنعيىة بأنهىن مسىنهمة فنقىت مسىنهمنته‬
‫كال ً من منركس فيبر و اور كني بل و حت أك ر من مسنهمنت الذين أتوا من بعاه من منظرين ف عل االجتمن ‪.‬‬

‫و كأن تأ يره واضحن ً عل المفكرين المحنفظين و عل بعض المنركسىيين الجىاا فى النظريىة االجتمنعيىة أم ىنل جىورجن‬
‫هنبرمنس األلمنن ‪.‬‬
‫االتجاه الوظيفي البنائي عند بارسونز ‪:‬‬

‫إن التكنمل الذ حققه بنرسونز بين االتجنه الوظيف و االتجنه الطوع يم ل انعكنسن ً للصىرا بىين المنفعىة و األخىال أو‬
‫الحقو الطبيعية الذ وجا ف ال قنفة البورجوازية ‪ ،‬و من فنن محنولة بنرسونز تم ل مواجهة لهىذا الصىرا ال قىنف و‬
‫محنولة حله عل المستوى النظر ‪.‬‬

‫و يؤل الفعىل االجتمىنع بنلنسىبة إلى بنرسىونز الوحىاة األسنسىية للحيىنة االجتمنعيىة‪ ،‬وألشىكنل التفنعىل االجتمىنع بىين‬
‫الننس‪ ،‬فمن من صلة تقو بين األفراا والجمنعنت‪ ،‬إال وه مبنية عل الفعل االجتمنع ‪ ،‬ومن أوجه التفنعل االجتمىنع إال‬
‫أشكنل للفعل الت تتبنين ف اتجنهنتهن وأنواعهن ومسنراتهن‪ ،‬ولهذا يعا الفعل عناه الوحاة التى يسىتطيع البنحى مىن خاللهىن‬
‫رصا الظواهر االجتمنعية وتفسير المشكالت الت يعىنن منهىن األفىراا‪ ،‬وتعىنن منهىن المؤسسىنت على اخىتال مسىتوينت‬
‫تطورهن‪.‬‬

‫ولهذا يالحظ أن بنرسونز يارس الفعل اإلنسنن بوصفه منظومة اجتمنعية متكنملىة‪ ،‬يسىه كىل عنصىر مىن عننصىرهن فى‬
‫تكوين الفعل عل نحو من األنحنء‪ ،‬وه مؤلفة من أربع منظومنت فرعيىة تتىارج مىن المنظومىة العضىوية إلى المنظومىة‬
‫الشخصية‪ ،‬فنالجتمنعية فنل قنفية والحضنرية‪.‬‬

‫اإلسهامات التي قدمها روبرت ميرتون للنظرية البنائية الوظيفية‬

‫أوال ‪ :‬سيرة روبرت ميرتون الذاتية ‪:‬‬

‫تأ ر ميرتن بشكل مبنشر بأسنتذته الذين ارسىوه على االجتمىن بعىا مرحلىة البكىنلوريوس ( المنجسىتير والىاكتوراة ) أم ىنل‬
‫‪ .‬و جورج سنرتون ‪ ،‬إذا اكتسب من سوروكن األفكنر‬ ‫بيرت سوروكن و تنلكوت بنرسونز و هننارسون ل ‪ .‬ج و جن‬
‫االجتمنعية األةربية ( الذ هنجر من روسين إل أمريكن حنمال معه رؤى و مننهج أوروربية تختل عن األمريكيىة ) لكىن‬
‫مرتن ل يقت ِ خط أستنذه ف البح االجتمنع ‪.‬‬

‫أمن االتجنهنت العلمية الت طبعنت اهتمنمنته و أعمنله فقا ظهرت ف العقا ال نل من هذا القرن حىول العلى و التكنولوجيىن‬
‫إبنن القرن السنبع عشر ف بريطننين ‪.‬‬

‫ننين ً إسهنمنته ‪:‬‬

‫اقتىىر روبىىروت ميرتىىون إاخىىنل بعىىض التعىىايالت عل ى النظريىىة الوظيفيىىة و لكنىىه بىىاأ مىىن نفىىس المسىىلمنت النظريىىة و‬
‫االياولوجية الت يباأ بهن كل أصحنب االتجنه الوظيف و أصىحنب االتجىنه العضىو مىن قىبله ‪ ،‬و أهى هىذه المسىلمنت أن‬
‫البننء االجتمنع ف حنلة بنت و أن هننك تكنمال ً بين عننصر هذا البننء ‪ ،‬و أن هننك اجمنعن عنمن ً بين أعضنء المجتمىع‬
‫عل قي معينة ‪ ،‬و أن هننك توازنن ً يجب أال يصيبه الخلل ف البننء االجتمنع ‪.‬‬

‫نقد النظرية البنائية الوظيفية‪:‬‬

‫‪-1‬بنلنسىىبة لبنرسىىونز وهىىو مىىن أشىىهر مم ل ى النظريىىة البننئيىىة الوظيفيىىة فكننىىت نظريتىىه عبىىنرة عىىن مجموعىىة مىىن تالعىىب‬
‫بنلمفنهي واأللفنظ المعقاة ليباو عميقن ف تحليله‪ ،‬رغ أن هذا التحليل يفتقا للموضوعية‪.‬‬

‫‪-2‬كننت نظرية بنرسونز عبىنرة عىن تبريىر أخالقى السىتمرارية ذو السىلطة فى المجتمىع فى الىتحك فيىه ويضىف على‬
‫حكمه صفة المشروعية‪.‬‬

‫‪-3‬ان تأكيا بنرسونز عل فكرة التوازن عن طري الخضو للمعنيير السنئاة والمشتركة إنمىن هىو تحىذير مىن أ تمىرا أو‬
‫محنولة لتغيير األوضن القنئمة‪.‬‬

‫‪-4‬ينتقا بوبو عنل االجتمن السوفيت النظرينت الوظيفية عل سنس أنهن تتصور المجتمع عل أنه نظن أبىا ال يعىر‬
‫التطور و االنتقنل إل وضع جايا ‪ ،‬كمن أنه يفسر الحينة االجتمنعية بمتنهنت مىن الجىال المارسى الكالمى و التصىورات‬
‫القيمية البعياة و المنفصلة عن الحينة الواقعية ‪.‬‬

‫و يىىرى بوبىىو أن الوظيفيىىة م ىىل غيرهىىن مىىن النظريىىنت االجتمنعيىىة الغربيىىة التقليايىىة تىىاور ف ى حلقىىة مفرغىىة ال تسىىتطيع‬
‫الخروج منهن و ه ‪ :‬ان وع اإلنسنن ( أ سيكولوجيته ) تحىاا وجىواه ‪ ،‬و أخيىرا يقىرر أن النظريىنت الوظيفيىة رجعيىة‬
‫تاافع عن النظن الرأسمنل و عن معنييره و قيمىه و أهمهىن الملكيىة الخنصىة لوسىنئل اإلنتىنج و يستشىها بوبىو بقىول عىن‬
‫االجتمن األمريك زيمرمنن األستنذ بجنمعة هنرفنرا عن فراغ الوظيفية من المضمون حي يقول ف كتنبه األياولوجينت‬
‫السينسية المعنصرة ‪:‬‬

‫" ل تخل مارسة التحليل البننئ الوظيف أك ر من أطر يمكن فيهن وص النظن االجتمنع ‪ ،‬و ال أك ر من الوص ‪ ،‬و‬
‫من أشبههن بأن نقول الكرسى مصىنو مىن الخشىب و أن لىه أربىع قىوائ و وظيفتىه أن نجلىس عليىه ‪ ،‬و أن هىذا الكرسى ال‬
‫يؤا وظيفته إذا كنن الجلوس عليه مستحيال ً ‪ ،‬و عل هذا النحو يباو النظن االجتمنع فنرغ المعن ‪ ...‬إن هذه النظريىة‬
‫ال تضع ف اعتبنرهن التغير االجتمنع و ال يمكن أن تكون اليال ً ف الحلول و القرارات الت يجب علينن اتخنذهن ‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ 1‬ــ أحما ‪ ،‬سمير نعي ‪ ،‬النظرية ف عل االجتمن ‪ ،‬القنهرة ‪ ،‬اار المعنر ‪1985 ،‬‬
‫‪ 2‬ــ أبو طنحون ‪ ،‬عال ‪ ،‬النظرينت االجتمنعية المعنصرة ‪ ،‬االسكنارية ‪ ،‬المكتب الجنمع الحاي ‪ ،‬باون‬
‫‪ 3‬ــ السمنلوط ‪ ،‬نبيل ‪ ،‬بننء المجتمع اإلسالم و نظمه ‪ ،‬جاه ‪ ،‬اار الشرو ‪1998 ،‬‬
‫‪ 4‬ــ بي هس و آخرون ‪ ،‬عل االجتمن ‪ ،‬الرينض ‪ ،‬اار المريخ للنشر ‪1989 ،‬‬
‫‪ 5‬ــ تيرنر ‪ ،‬جونن نن ‪ ،‬بننء نظرية عل االجتمن ‪ ،‬ترجمة محما سعيا فر ‪ ،‬االسكنارية ‪ ،‬منشأة المعنر ‪1999 ،‬‬
‫‪ 6‬ــ جلب ‪ ،‬على عبىا الىرزا و آخىرون ‪ ،‬نظريىة على االجتمىن و االتجنهىنت الحاي ىة و المعنصىرة ‪ ،‬اإلسىكنارية ‪ ،‬اار‬
‫المعرفة الجنمعية ‪1998 ،‬‬
‫‪ 7‬ــ شتن ـ السيا عل ‪ ،‬نظرية عل االجتمن ‪ ،‬القنهرة ‪ ،‬مكتبة اإلشعن الفنية ‪1997 ،‬‬
‫‪ 8‬ــ عمر ‪ ،‬معن خليل ‪ ،‬نظرينت معنصرة ف عل االجتمن ‪ ،‬األران ‪ ،‬اار الشرو ‪1997 ،‬‬
‫‪ 9‬ــ غي ‪ ،‬محما عنط ‪ ،‬تنريخ النظرية ف عل االجتمن ‪ ،‬االسكنارية ‪ ،‬اار المعنر الجنمعية ‪1987 ،‬‬

You might also like