بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في القانوف

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 80

‫المملكة العربية السعودية‬

‫كزارة التػعليم العػػالػي‬


‫جامعة الملك عبد العزيز‬
‫كػػلية االقتصاد كاإلدارة‬
‫ماجستير القانوف كالممارسة المهنية‬

‫سلطات امللك يف ظل عدو وجود دستور‬


‫باملعيى الكاىوىي‬
‫بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في القانوف‬

‫إعداد الطالب‬
‫خالد بن عوض المطيرم‬

‫بإشراؼ الدكتور‬
‫محمد بن حسن القحطاني‬

‫العاـ الجامعي‬
‫ُِّْ‪ُّّْ/‬هػ‬

‫‪-0-‬‬
‫املكدمة ‪:‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين كالصبلة ك السبلـ على أشرؼ األنبياء كالمرسلين‬
‫نبينا محمد كعلى آله كصحبه كمن نهج نهجه إلى يوـ الدين ‪..‬‬

‫أما بعد ‪:‬‬


‫فإف من أعظم مطالب الشعوب اإلسبلمية منذ نىعًمت باالستقبلؿ عن‬

‫االحتبلؿ الغربي ‪ :‬أف تيحكم بشريعة اهلل سبحانه كتعالى التي كرٌىمها بها‬

‫موالها عز كجل كميزها بها عن سائر األمم ‪ ,‬كقد ظهر هذا المطلب جليا‬

‫من خبلؿ إقباؿ الناس على تأييد الدعوات كالحركات كاألحزاب التي‬

‫تتبنى المطالبة بتطبيق الشريعة في سائر أرجاء العالم اإلسبلمي‪.‬‬

‫كقد رأيت في النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية السعودية‪,‬‬


‫تجربةن فريدةن ال نظير لها اليوـ في جميع ببلد المسلمين ‪,‬من حيث فهم‬
‫هذق التجربة للمكاف الصحيح للشريعة اإلسبلمية من النظاـ ‪ ,‬كهو مكاف‬
‫الحاكم كالم هيمن ‪ ,‬كتأثيريها في جميع مفاصله تأثيران لم يحيل دكف‬
‫تغطية هذا النظاـ لجميع احتياجات اإلنساف المتاحة شرعا ‪ ,‬كما ال يحوؿ‬
‫دكف أف تأخذ الدكلة بجميع مكوناتها مكانىها البلئق بها عالميا كإقليميا ‪.‬‬

‫فكاف إبراز هذق التجربة أماـ علماء اإلسبلـ كمفكريه كقادته السياسيين‬
‫أمران ضركريان لمسيس حاجة العمل السياسي اإلسبلمي إلى االستفادة منها‬
‫ألنها حتى هذا اليوـ هي التجربة الوحيدة عالميان كالتي حققت إلى جانب‬
‫انفرادها نجاحنا كتألقا‪.‬‬

‫سلطات الملك في ظل عدـ‬ ‫كقد اخترت أف يكوف موضوع بحثي‬


‫كجود دستور بالمعنى القانوني ‪ ,‬كهي قراءة مختصرة تتناسب من حيث‬
‫حجمها كهذا المقاـ الكريم الذم أسأؿ اهلل تعالى أف ينفع به ‪ ,‬مع تأكيدم‬
‫إلى حاجة هذا النظاـ إلى قراءة شرعية أكثر توسعان ‪ ,‬كتيجمًل المادة ٓٓ‬

‫‪-1-‬‬
‫مهاـ الملك بما نصه ‪( :‬يقوـ الملك بسياسة األمة سياسة شرعية طبقان‬
‫ألحكاـ اإلسبلـ‪ ,‬كيشرؼ على تطبيق الشريعة اإلسبلمية كاألنظمة‬
‫كالسياسة العامة للدكلة كحماية الببلد كالدفاع عنها ) كهذا اإلجماؿ يعني‬
‫أف كل تفصيل نظامي يأتي في تحديد مهاـ الملك كصبلحياته ال بد أف‬
‫يكوف منطلقا مما أجملته هذق المادة بثبلث مهاـ ُ‪ -‬سياسة الدكلة سياسة‬
‫شرعية ِ‪-‬اإلشراؼ على تطبيق الشريعة كاألنظمة كالسياسة العامة للدكلة‬
‫ّ‪ -‬حماية الببلد كالدفاع عنها ‪.‬كهذا كله في سبيل تقديم أنموذج عملي‬
‫ناجح أماـ أمتنا اإلسبلمية يكوف رائدان لها لتحقيق مطالبها العادلة ‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫‪‬خطــة البحــح ‪‬‬

‫يتكوف هذا البحث من مقدمة‪ ,‬كفصلين كعدة مباحث كمطالب على‬

‫النحو التالي‪:‬‬

‫االطار امليَجي للبحح‬

‫‪ ‬مشكلة البحث‪.‬‬

‫‪ ‬أهداؼ البحث‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية البحث‪.‬‬

‫‪ ‬منهج البحث‪.‬‬

‫‪ ‬مصطلحات البحث‪.‬‬

‫ميَجي يف البحح‬

‫سوؼ يشتمل البحث على فصلين ككل فصل مبحثين كعدة مطالب‬

‫الفصل األول‪ :‬الوثائل الدستورية يف املنلكة العزبية الشعودية‬


‫متَيد ‪:‬‬
‫‪ ‬املبحح األول ‪ :‬دستور المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬هل للمملكة العربية السعودية دستور ؟‬
‫املطلب الجاىي ‪:‬الخصائص الشكلية للدستور السعودم‪.‬‬
‫املطلب الجالح ‪:‬الخصائص الموضوعية للدستور السعودم‪.‬‬
‫املطلب الزابع ‪:‬تعريف الدستور في الدكؿ العربية كأنواعها‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫‪ ‬املبحح الجاىي ‪ :‬الوضع القانوني الدستور السعودم ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬الدستور السعودم بين التقليد كالتحديث ‪.‬‬
‫املطلب الجاىي ‪ :‬نشأة النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية‬

‫السعودية‪.‬‬
‫املطلب الجالح ‪ :‬مركنة قواعد النظاـ األساسي للحكم‪.‬‬
‫املطلب الزابع ‪ :‬نظاـ الحكم في المملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫الفصل الجاىي ‪:‬سلطات امللك يف املنلكة العزبية الشعودية‬

‫‪ ‬املبحح األول ‪ :‬سلطات الملك‬


‫املطلب األول ‪ :‬سلطات الملك المتعلقة بحراسة كحماية الدين‬
‫املطلب الجاىي ‪:‬سلطات الملك في المجاؿ الخارجي للدكلة‬
‫املطلب الجالح‪ :‬قرارات الملك ‪.‬‬
‫املطلب الزابع ‪ :‬أشػكاؿ نظػاـ الحػكم‬
‫‪ ‬املبحح الجاىي ‪:‬طبيعة الحكم في المملكة العربية السعودية‬
‫املطلب األول ‪ :‬نظاـ الحكم في االسبلـ ‪.‬‬
‫املطلب الجاىي ‪ :‬المبادئ كاألسس التي يقوـ عليه نظاـ الحكم في المملكة‬
‫العربية السعودية‬
‫املطلب الجالح ‪:‬الصفة التشريعية‬
‫املطلب الزابع ‪ :‬سلطات الحاكم في النظاـ الرئاسي كالملكي‪.‬‬

‫اخلامتة واليتائج والتوصيات‬


‫املزاجع واملصادر‬

‫‪-4-‬‬
‫‪ ‬مشكلة البحح ‪:‬‬
‫تحتل القواعد الدستورية في أم دكلة كانت مكاف الصدارة على‬
‫جميع األنظمة كالقوانين تبعا للتدرج المعركؼ كالذم يتربع على عرشه‬
‫القواعد الدستورية ‪ ,‬ثم تليها القوانين العامة ‪ ,‬ثم تليها اللوائح التنفيذية‬
‫ثم تليها المعاهدات التي تنظم إليها الدكلة ‪ ,‬كيتم الموافقة عليها بحيث‬
‫تصبح في مرتبة النظاـ الملزـ ‪ ,‬كلذلك فإنه من الصعب االتفاؽ على‬
‫إجماع حوؿ تعريف الدستور حيث أف مسألة التعريف أثارت خبلفا بين‬
‫فقهاء القانوف فمنهم من قاؿ بأف الدستور معنيين ‪ ,‬معنى موضوعي ‪,‬‬
‫كمعنى شكلي أك رسمي كال يهمنا الخبلؼ بقدر أهمية المعنى األقرب‬
‫كالمجمع حوله كالتعريف األقرب للدستور (مجموعة من القواعد‬
‫األساسية ال تي تحدد طبيعة نظاـ الحكم في الدكلة ‪,‬كتبين السلطات العامة‬
‫فيها كاختصاص كل منها كعبلقاتها بعضها البعض ‪ ).....‬المملكة دكلة‬
‫عربية إسبلمية ذات سيادة تامة ‪ ,‬دينيها اإلسبلـ‪ ,‬كدستوريها كتاب اهلل تعالى‬
‫كسنة رسوله "صلى اهلل عليه كسلم"‪ ,‬كنظاـ الحكم فيها ملكي‪ ,‬كيكوف‬
‫ا لحكم في أبناء الملك المؤسًٌس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آؿ‬
‫سعود‪ ,‬كأبناء األبناء كييبايع األصلح منهم للحكم على كتاب اهلل تعالى‬
‫كسنة رسوله "صلى اهلل عليه كسلم"‪ ,‬كالملك هو الذم يختار كلي العهد‪,‬‬
‫كهو الذم يعفيه بأمر ملكي‪ ,‬كيكوف كلي العهد متفرغنا لوالية العهد‪ ,‬كما‬
‫يكلفه الملك من أعماؿ‪ ,‬كما يتولى كلي العهد سلطات الملك عند كفاته‬
‫حتى تتم البيعة‪.‬‬
‫تمكن مشكلة البحث في التساؤؿ التالي ‪:‬‬
‫هل للمملكة العربية السعودية دستور ؟‬
‫ما سلطات الملك التي كفلها الدستور؟‬
‫هل اكتفى اإلسبلـ بتقديم مبادئ عامة للحكم (دستور)؟ أـ أنه قدـ نظاما‬
‫تفصيليا ثابتا ال مجاؿ لتغيير جزئياته كال كلياته‪ ..‬كأكجب شكبل معينا‬
‫من أشكاؿ الحكم؟‬

‫‪-5-‬‬
‫‪ ‬أٍداف البحح‪.‬‬
‫يهدؼ هذا البحث إلى ‪:‬‬
‫ُ‪ -‬التعرؼ على سلطات الملك في ظل عدـ كجود دستور بالمعنى‬
‫الحقيقي‬
‫ِ‪ -‬التعرؼ على سلطات الملك في المملكة العربية السعودية‬
‫ّ‪ -‬التعرؼ على الدستور السعودم؟‬
‫‪ ‬ميَج البحح‪.‬‬
‫سوؼ يعتمد الباحث على المنهج التاريخي لوصف الظاهرة موضوع‬
‫البحث ‪.‬‬
‫‪ ‬تشاؤالت البحح ‪:‬‬
‫‪ -‬هل يوجد في المملكة العربية السعودية دستور ينظم سلطات‬
‫الملك‪.‬‬
‫‪ -‬هل يوجد تطابق بين سلطات الملك في النظاـ الملكي كسلطات‬
‫رئيس الدكلة في النظاـ الجمهورم ‪.‬‬
‫‪ ‬مصطلحات البحح‪.‬‬
‫سلطات امللك "‪:‬الملك هو الممثل األسمى لؤلمة كرمز كحدتها كضامن‬
‫دكاـ الدكلة كاستمرارها‪ ,‬كهو حامي ‪.‬حمى الدين كالساهر على احتراـ‬
‫الدستور‪ ,‬كله صيانة حقوؽ كحريات المواطنين كالجماعات كالهيئات‬
‫الدستور ‪ :‬الدستور ‪ :‬دفتر يكتب فيه أسماء الجنود كمرتباتهم‪ ,‬كالقاعدة‬
‫يعمل بمقتضاها كفي القانوف مجموعة القواعد األساسية التي تبين شكل‬
‫الدكلة كنظاـ الحكم فيها كمدل سلطتها ازاء األفراد كجمعه دساتير ‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫الفصل األول‬
‫الوثائل الدستورية يف املنلكة العزبية الشعودية‬
‫‪ ‬متَيد‬
‫‪ o‬املبحح األول ‪ :‬دستور المملكة العربية السعودية‬

‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬هل للمملكة العربية السعودية دستور‬

‫‪ ‬املطلب الجاىي ‪:‬الخصائص الشكلية للدستور السعودم‪.‬‬


‫‪ ‬املطلب الجالح ‪:‬الخصائص الموضوعية للدستور السعودم‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الزابع ‪:‬تعريف الدستور في الدكؿ العربية كأنواعها‪.‬‬
‫‪ o‬املبحح الجاىي ‪ :‬الخصائص التي تميز الدستور السعودم‬

‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬الدستور السعودم بين التقليد كالتحديث‪.‬‬


‫‪ ‬املطلب الجاىي ‪ :‬نشأة النظاـ األساسي للحكم في المملكة‬

‫العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الجالح ‪ :‬مركنة قواعد النظاـ األساسي للحكم‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الزابع ‪ :‬نظاـ الحكم في المملكة العربية السعودية ‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الوثائل الدستورية يف املنلكة العزبية الشعودية‬
‫متَيد ‪:‬‬
‫يجب أف تحتل القواعد الدستورية في أم دكلة كانت مكاف الصدارة‬

‫على جميع األنظمة كالقوانين تبعان للتدرج المعركؼ كالذم يتربع على‬

‫عرشه القواعد الدستورية ثم تليها القوانين العامة ثم ت ليها اللوائح‬

‫التنفيذية ثم تليها المعاهدات التي تنظم إليها الدكلة كيتم الموافقة عليها‬

‫بحيث تصبح في مرتبة النظاـ الملزـ كلذلك فإنه من الصعب االتفاؽ‬

‫على إجماع حوؿ تعريف الدستور حيث إف مسألة التعريف أثارت خبلفا‬

‫كبيران بين فقهاء القانوف فمنهم من قاؿ إف للدستور معنيين معنى‬

‫موضوعي أك مادم كمعنى شكلي أك رسمي كأيا كاف هذا الخبلؼ فهو ال‬

‫يهمنا كثيران بقدر أهمية معرفة المعنى األقرب كالمجمع حوله كالتعريف‬

‫األقرب للدستور هو أنه ( مجموعة من القواعد األساسية التي تحدد‬

‫طبيعة نظاـ الحكم في الدكلة كتبين السلطات العامة فيها كاختصاص كل‬

‫منها كعبلقتها بعضها مع بعض كما تبين حقوؽ األفراد السياسية كما‬
‫(ُ)‬
‫يجب لحرياتهم من ضمانات ‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬يذًذ انمذغبٍَ ‪،‬انُظبو انذسزىرٌ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪،‬انغجعخ األونً ‪،‬دار دبفظ ‪،‬جذح ‪1111‬و ص ‪171‬‬

‫‪-8-‬‬
‫املبحح األول ‪ :‬دستور املنلكة العزبية الشعودية ‪- :‬‬
‫تباينت اآلراء حوؿ هذق المسألة فمنهم من يقوؿ إف دستور المملكة‬

‫هو كتاب اهلل كسنة نبيه صلى اهلل عليه كسلم كمنهم من يقوؿ إف النظاـ‬

‫األساسي ل لحكم هو دستور المملكة كثالث ذهب إلى أف الدستور السعودم‬

‫يقوـ على عدد من الوثائق الدستورية أهمها النظاـ األساسي للحكم‬


‫(ِ)‬
‫صدر عاـ ُُِْهػ كنظاـ مجلس الشورل الذم صدر عاـ ُُِْهػ‬ ‫الذم‬

‫كنظاـ المناطق الذم صدر عاـ ُُِْهػ كنظاـ مجلس الوزراء الذم صدر‬

‫عاـ ُُْْهػ كنظاـ هيئة البيعة الذم صدر عاـ ُِْٕهػ كنظاـ القضاء الذم‬

‫صدر عاـ ُِْٖهػ‬

‫وسيأتي ٍيا إىل توضيح ٍذا التبايً ومياقشتُ فالكائلوٌ ‪:‬‬


‫إف كتاب اهلل كسنة نبيه صلى اهلل عليه كسلم هما دستور المملكة‬

‫نقوؿ لهم إف القرآف جاء لينظم عبلقة اإلنساف بخالقه كعبلقة اإلنساف‬

‫بمجتمعه كدكلته كعبلقة المجتمعات بعضها ببعض كعبلقة الدكلة‬

‫اإلسبلمية بغيرها من الدكؿ كاألمم القرآف دستور شامل يبين كل شيء‬

‫قاؿ تعالى ‪ ( :‬كنزلنا عليك الكتاب تبيانان لكل شيء كهدل كرحمة‬

‫كبشرل للمسلمين ) ككوف القرآف تبيانا لكل شيء ال يعني أنه يفصل في‬
‫(ُ)‬
‫التي تحتاج‬ ‫كل الجزئيات كلكنه يضع القواعد الكلية كاألحكاـ األساسية‬

‫إليها الحياة كيفتقر إليها الفرد كتفتقر إليها الجماعة كتحتاج إليها‬

‫اإلنسانية كبالرغم من ذلك فإننا ال نستطيع أف نقوؿ إف القرآف يعتبر‬

‫(‪ )1‬أدًذ ثٍ ثبز ‪ .‬انُظبو انسُبسٍ وانذسزىرٌ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ .‬انغجعخ انضبَُخ ‪ .‬دار انخرَجٍ ‪1111 .‬هـ ص‪111‬‬
‫(‪ )1‬رمٍ انذٍَ أدًذ اثٍ رًُُخ ‪ ،‬انسُبسخ انشرعُخ فٍ إصالح انراعٍ وانرعُخ ‪ ،‬انجبيعخ اإلساليُخ ‪ ،‬انًذَُخ انًُىرح ‪ ،‬ط‪1171 ، 1‬هـ ‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫دستوران بالمعنى القانوني المتعارؼ عليه كونه أعم كأشمل من الدساتير‬

‫القانونية المتعارؼ عليها ألنه يضم مجموعة كبيرة من الموضوعات التي‬

‫ليست ذات طبيعة دستورية بل هي موضوعات دينية كأخبلقية كتربوية‬

‫تتعلق باألسرة كالزكاج كالمعامبلت المدنية كالتجارية كأمور تتعلق‬

‫بالتاريخ كالجنة كالنار كالثواب كالعقاب ككذلك سنة النبي صلى اهلل‬

‫عليه كسلم لذلك جاء في النظاـ األساسي للحكم في مادته األكلى ما نصه‬

‫" المملكة العربية السعودية دكلة عربية إسبلمية ذات سيادة تامة دينها‬

‫اإلسبلـ كدستورها كتاب اهلل تعالى كسنة رسوله صلى اهلل عليه كسلم‬

‫كلغتها هي اللغة العربية كعاصمتها الرياض " إذا نستطيع أف نقوؿ إف‬

‫المصدر الذم استقى منه النظاـ األساسي للحكم هو كتاب اهلل كسنة نبيه‬

‫كأكرـ به من مصدر ألف الشريعة اإلسبلمية هي في أصلها متميزة‬

‫كمثالية ألنها تستند إلى أسس إيمانية محورها اإليماف باهلل سبحانه‬

‫كتعالى كلذلك استطاعت المملكة العربية السعودية أف تجارم ركح‬


‫(ُ)‬
‫العصر دكف المساس بثوابتها األصلية ‪.‬‬

‫أما في من يقوؿ بأف النظاـ األساسي للحكم هو الدستور فنقوؿ له‬

‫إف النظاـ األساسي للحكم بالرغم من جودة كرصانة صياغته كتطرقه‬

‫للحقوؽ كالحريات ككثير من األمور التي عادة ما تشتمل عليها الدساتير‬

‫كطريقة كأسلوب ممارسة الحكم فيها إال أنه لم يناقش آلية‬ ‫(ِ )‬ ‫العالمية‬

‫انتقاؿ الحكم مثبل كلم يفصل في بعض األمور التي تشتمل عليها الدساتير‬

‫(‪ )1‬انسُذ خهُم هُكم ‪ ،‬يىلف انفمه انذسزىرٌ وانزمهُذٌ وانفمه اإلساليٍ فٍ ثُبء ورُظُى انذونخ ‪ ،‬دار انُهضخ انعرثُخ ‪ ،‬انمبهرح ‪،‬‬
‫‪1111‬و ‪ .‬ص‪111‬‬
‫(‪ - )1‬انشبعجٍ ‪ ،‬االعزصبو ‪ ،‬يكزجخ انرَبض انذذَضخ ‪ .‬انرَبض ‪( ،‬د‪ ،‬د ‪،‬ط) ‪ . 111/1‬ص‪11‬‬

‫‪-10-‬‬
‫بل تركها لتفصلها كتتطرؽ إليها أنظمة دستورية أخرل كنظاـ هيئة‬
‫(‪)1‬‬
‫البيعة كنظاـ مجلس الوزراء كنظاـ القضاء ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ٍ :‬ل للننلكة العزبية الشعودية دستور ؟‬


‫الذم يقوؿ إف دستور المملكة العربية السعودية يتوزع في عدد‬

‫من الوثائق الدستورية كهي ستة أنظمة ‪ ( :‬النظاـ األساسي للحكم ‪,‬‬

‫كنظاـ مجلس الشورل ‪ ,‬كنظاـ المناطق ‪ ,‬كنظاـ مجلس الوزراء كنظاـ‬

‫هيئة البيعة ‪ ,‬كنظاـ القضاء ) فإننا نرل أف هذق األنظمة الستة تشتمل‬

‫على جميع الموضوعات التي تناقشها الدساتير كلقد جاء قرار مجلس‬

‫الوزراء رقم ُُْ في ِٔ‪ُُِْ/ٖ/‬هػ بما نصه ما يلي " إف مجلس الوزراء‬

‫كبناء على التوجيه الملكي الكريم بإعادة النظر في ترتيب جهاز الدكلة‬

‫كإصدار النظاـ األساسي للحكم كنظاـ مجلس الشورل كنظاـ المناطق‬

‫بأكامر ملكية باعتبارها أنظمة أساسية كبناء على ما تقتضيه المصلحة‬

‫العامة يقرر إف كلمة النظاـ الواردة في لمادتين التاسعة عشر كالعشرين‬

‫من نظاـ مجلس الوزراء الصادر بالمرسوـ الملكي رقم ّٖ كتاريخ‬

‫ِِ‪ ُّٕٕ/َُ/‬هػ ال تشمل األنظمة التالية ‪ :‬النظاـ األساسي للحكم نظاـ‬


‫(ُ)‬
‫مجلس الشورل نظاـ مجلس الوزراء ‪.‬‬

‫أم أف القرار اعتبر هذق األنظمة في حينها أنظمة أساسية على‬

‫خبلؼ ما هي عليه األنظمة األخرل في الدكلة كلذلك نجد أنه من‬

‫الناحية الموضوعية فإف محتول هذق األنظمة هو المحتول نفسه الذم‬

‫(‪ )1‬سعىد آل درَت ‪ ،‬انزُظُى انمضبئٍ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ فٍ ضىء انشرَعخ اإلساليُخ وَظبو انسهغخ انمضبئُخ يغبثع دار‬
‫انهالل ‪ ،‬انرَبض ‪ ،‬ط‪1111 ، 1‬هـ ‪ .‬ص‪111‬‬
‫(‪ )1‬انسُذ أدًذ دسٍ أدًذ ددالٌ ‪ ،‬دراسخ فٍ انسُبسخ انذاخهُخ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬دار انشروق ‪1111 ،‬هـ ص‪11‬‬

‫‪-11-‬‬
‫أتت به الدساتير العالمية من حيث إنشاء السلطات العامة كتحديد‬

‫اختصاصاتها كالع بلقة فيما بينها كذلك أسلوب نشأتها كهي أيضان تناقش‬

‫مسائل هامة تتعلق بحقوؽ األفراد كحرياتهم كترسم المبادئ العامة التي‬

‫تتبناها الدكلة منهجان كطريقة عمل كمن الناحية الشكلية فإننا نجد أف‬

‫الذم أصدر هذق األنظمة هو الملك كقد صدرت بأكامر ملكية معبرة عن‬

‫اإلرادة الملكية المنفردة إذ إف اللجنة المكلفة بصياغة مسودة النظاـ‬

‫األساسي للحكم كاألنظمة األخرل تم تشكيلها بأمر ملكي كأف النظاـ لم‬

‫يصدر بمرسوـ ملكي على غرار ما تصدر به بقية األنظمة بل صدر بأمر‬

‫ملكي معبران عن إرادة ملكية إذا جاء في ديباجة النظاـ األساسي للحكم ما‬

‫نصه ‪ " :‬نحن فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية بناء‬

‫على ما تقتضيه المصلحة العامة كنظران لتطور الدكلة في مختلف‬

‫المجاالت كرغبة في تحقيق األهداؼ التي نسعى إليها أمرنا بما هو آت‬

‫أكالن ‪ :‬إصدار النظاـ األساسي للحكم بالصيغة المرفقة بهذا األمر كما‬

‫صدرت كل من أنظمة مجلس الشورل ُُِْهػ كمجلس الوزراء ُُْْهػ‬

‫كمجلس المناطق ُُِْهػ كهي أنظمة دستورية بصيغ مشابهة لما هو عليه‬

‫الحاؿ في النظاـ األساسي للحكم فلكل ما تقدـ يمكن اعتبار مجموعة هذق‬

‫الوثائق مع بعضها دستوران للمملكة العربية السعودية تتصدرها الوثيقة‬

‫الدستورية األـ كهي النظاـ األساسي للحكم ‪.‬‬

‫يقوـ الدستور السعودم من الناحية الموضوعية على عدد من‬

‫الوثائق الدستورية ‪:‬‬

‫‪-12-‬‬
‫النظاـ األساسي للحكم عاـ ُُِْهػػػػ ‪,‬ك يعد النظاـ األساسي‬

‫للحكم لعاـ ُُِْ هػػػ أهم كثيقه دستوريه للمملكة ‪ ,‬فهو يعرؼ طبيعة‬

‫الدكلة السعودية كأهدافها ‪ ,‬فيعرؼ المملكة العربية السعودية بأنها دكله‬

‫عربيه إسبلميه ذات سيادق دينها اإلسبلـ كدستورها كتاب اهلل سبحانه‬

‫كتعالى كسنة رسوله صلى اهلل عليه كسلم كيوضح النظاـ أف نظاـ الحكم‬

‫في المملكة ملكي كيكوف الحكم في أبناء الملك مؤسس المملكة العربية‬

‫السعودية الملك عبد العزيز ‪ ,‬كنص نظاـ الحكم على حقوؽ كحريات‬

‫المواطنين ‪ ,‬كما نص نظاـ الحكم على سلطات الدكلة الثبلث كهي‬

‫القضائية كالتنفيذية كالتنظيمية مبيننا أف مرجعها جميعان هو الملك ‪.‬‬

‫نظاـ مجلس الشورل لعاـ ُُِْهػػػػ‬

‫نظاـ المناطق لعاـ ُُِهػػػػػػ‬

‫نظاـ مجلس الوزراء لعاـ ُُْْ هػػػػػ‬

‫نظاـ القضاء لعاـ ُّٓٗ هػػػػػػ‬

‫املطلب الجاىي ‪ :‬اخلصائص الشكلية للدستور الشعودي ‪:‬‬

‫ُ‪ -‬أسلوب نشأة الدستور‪.‬‬

‫اللجنة التي صاغت مسودة النظاـ األساسي للحكم تم تشكيلها بأمر‬

‫ملكي ‪ ,‬كما أف النظاـ صدر بأمر ملكي ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬دستور مرف ‪.‬‬

‫فالقواعد الدستورية تتسم بالمركنة كبالتالي يتم بأمر ملكي تعديل‬

‫هذق القواعد الدستورية ‪.‬‬

‫‪-13-‬‬
‫ّ‪ -‬دستور مكتوب ‪.‬‬

‫الدستور السعودم دستور مكتوب ذلك أف معظم قواعدق الدستورية‬


‫(ُ)‬
‫توجد في مجموعة الوثائق الدستورية المكتوبة كهي ‪:‬‬

‫النظاـ األساسي للحكم عاـ ُُِْهػػػػ‬

‫نظاـ مجلس الشورل لعاـ ُُِْهػػػػ‬

‫نظاـ المناطق لعاـ ُُِهػػػػػػ‬

‫نظاـ مجلس الوزراء لعاـ ُُْْ هػػػػػ‬

‫نظاـ القضاء لعاـ ُّٓٗ هػػػػػػ‬

‫كما توجد بعض القواعد الدستورية العرفية‬

‫املطلب الجالح ‪:‬اخلصائص املوضوعية للدستور الشعودي‪:‬‬


‫ُ‪ -‬تتصف المملكة العربية السعودية بوحدة الدستور ككحدة التشريع‬

‫ككحدة التنفيذ فوفقان للقواعد الدستورية السعودية تعد المملكة العربية‬

‫السعودية دكله ليس مركبه كذلك النفراد سلطه كاحدق بإدارة شؤكنها‬

‫الداخلية كالخارجية ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬يتصف الدستور السعودم على أنه ملكي ‪.‬‬

‫ّ‪ -‬هناؾ جوانب معينه في النظاـ الدستورم السعودم تشبه النظاـ‬

‫الرئاسي كتوجد عناصر أخرل مشابهه للنظاـ البرلماني ‪:‬‬

‫ُ‪ -‬ففي النظاـ البرلماني يختار الوزراء من بين أعضاء البرلماف بينما في‬

‫النظاـ الرئاسي ال يختار أعضاء السلطة التنفيذية من بين أعضاء السلطة‬

‫(‪ )1‬صبدق يذًذ ‪ :‬رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬يعهذ اإلدارح ‪ ،‬انرَبض ‪1131 ،‬هـ‬

‫‪-14-‬‬
‫التشريعية كفي هذا الشأف النظاـ في المملكة العربية السعودية يشبه‬

‫النظاـ الرئاسي ‪ ,‬إذ ال يوجد كزراء من بين أعضاء مجلس الشورل ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬كذلك أف مجلس الوزراء في النظاـ السعودم كالنظاـ البرلماني‬

‫يشارؾ في العملية التشريعية‪.‬‬

‫ّ‪ -‬حيث أف كبل النظامين أخذ الفصل المرف بين السلطات الثبلث في‬
‫(ُ)‬
‫الدكلة مع كجود مظاهر تعاكف مشتركه بين هذق السلطات‬

‫كذلك يشبه النظاـ السعودم النظاـ الرئاسي‪:‬‬

‫ُ‪-‬أف مجلس الوزراء السعودم ال يحتاج إلى موافقة مجلس الشورل على‬

‫أعماله كال يحتاج إلى إعبلف ثقة مجلس الشورل فالوزراء مسؤكلوف أماـ‬

‫الملك كحدق كليس أماـ مجلس الشورل‪.‬‬

‫ِ‪ -‬كذلك النظاـ السعودم يشبه النظاـ الرئاسي في أف الملك هو رئيس‬


‫(ُ)‬
‫الحكومة ‪.‬‬

‫املطلب الزابع ‪:‬تعزيف الدستور يف الدول العزبية وأىواعَا‪.‬‬


‫تتنوع األساليب التي تنشأ بها الدساتير بتنوع أنظمة الحكم في‬

‫العالم‪ .‬كذلك ألف كل دستور هو نتاج لؤلكضاع الثقافية كاالجتماعية‬

‫كاالقتصادية كالسياسية المحيطة به‪ ,‬كعلى كجه الخصوص مستول‬

‫التطور الذم بلغه النظاـ السياسي كتبعا لدرجة التطور الديمقراطي في‬

‫كل دكلة من هذق الدكؿ‪ ,‬ككذا لتقاليدها كخبراتها السياسية ‪ ,‬كهى‬

‫تتطور بتطور أنظمة الحكم في كل دكلة من الدكؿ‪ ,‬ففي ظل األنظمة‬

‫(‪ )1‬شىكذ عهُبٌ ‪ ،‬لضبء انًظبنى ‪ ،‬دار انرشُذ نهُشر وانزىزَع ‪ ،‬انرَبض ط‪1111 ،1‬هـ‬

‫(‪ )1‬انشبعجٍ ‪ ،‬االعزصبو ‪ ،‬يكزجخ انرَبض انذذَضخ ‪ .‬انرَبض ‪( ،‬د‪ ،‬د ‪،‬ط) ‪. 111/1‬‬

‫‪-15-‬‬
‫السياسية القديمة القائمة على الحكم المطلق حيث ال حدكد كال قيود على‬

‫سلطات الحكاـ لم تنشأ الدساتير المكتوبة‪ ,‬ألف هذق الدساتير ما نشأت إال‬

‫لتقييد سلطات الحكاـ كالحد منها‪ ,‬كلكن مع انتشار األفكار الديمقراطية‪,‬‬

‫كالرغبة في الحد من الحكم المطلق‪ ,‬ظهرت الحاجة إلى تدكين الدساتير‪,‬‬

‫من أجل تحديد الواجبات كالحقوؽ لكل من الحكاـ كالمحكومين‪ .‬بإتباع‬

‫طرؽ تختلف باختبلؼ الدكلة كدرجة النضج السياسي لدل الرأم العاـ‬

‫فيها‪ .‬كقد يلعب األسلوب الذم يتبع في كضع الدستور دكران هاما في‬

‫كشف المذهب السياسي الذم ينطوم عليه‪ .‬فما هي هذق األساليب المتبعة‬

‫(ُ) التي تنشأ بواسطتها الدساتير؟ ‪ ..‬هذا السؤاؿ يطرح مبحثا مهما للغاية‪,‬‬

‫لئلجابة عليه يتطلع هذا البحث إلى تقديم إجابات محددة كبسيطة‪ ,‬استنادا‬

‫بالدرجة األكلى ببعض المراجع العربية المتوفرة عن هذا الموضوع ‪.‬‬

‫أختلف الشراح في بياف معنى كلمة الدستور كحاكؿ الكثير منهم‬

‫إرجاعها ألصلها محاكلة لمعرفة سبب التسمية ‪.‬‬

‫معيــــى الدستور‪ :‬لم يرد في قواميس اللغة العربية القديمة معنى كاضح‬

‫لكلمة الدستور ‪ ,‬لذلك حاكؿ بعض فقهاء القانوف الدستورم إرجاعها إلى‬

‫األصل الفارسي كالتي تعني الدفتر أك السجل الذم تجمع فيه قوانين‬

‫الملك ك ضوابطه ‪ ,‬كمعلوـ أف اللغة العربية قد تأثرت سلبا كإيجابا في‬

‫مراحل ما بعد نشر الدعوة اإلسبلمية في أصقاع األرض كتفاعلها مع‬

‫الثقافات األخرل األمر الذم يفسر لنا دخوؿ الكثير من المصطلحات إلى‬

‫هذق اللغة كاستقرارها على أساس أنها ترمز لمفهوـ معين كمن هذق‬

‫(‪ )1‬شىكذ عهُبٌ ‪ ،‬لضبء انًظبنى ‪ ،‬دار انرشُذ نهُشر وانزىزَع ‪ ،‬انرَبض ط‪1111 ،1‬هـ‬

‫‪-16-‬‬
‫المصطلحات ما يعرؼ بالدستور ‪ .‬كالمعنى المرادؼ لكلمة الدستور في‬

‫أك القاعدة ) كما يمكن أف تعني اإلذف‬ ‫اللغة العربية ( األساس‬

‫كالترخيص‪.‬‬

‫أما مً الياحية االصطالحية ‪ :‬فكلمة الدستور تعني مجموعة القواعد‬

‫القانونية المنظمة لممارسة السلطة كمصادرها كالعبلقة بين الحاكم ك‬

‫األشخاص المعنوية كالطبيعية العاملين تحت إمرته ‪ .‬ككذلك القواعد‬

‫المتعلقة بالضمانات األساسية للحقوؽ كالحريات العامة في المجتمع ‪.‬‬

‫أك هو مجموعة القواعد القانونية التي تبين كضع الدكلة ك تنظم‬

‫السلطات فيها من حيث التكوين ك االختصاص ك تحديد العبلقة بينها‬

‫باإلضافة إلى تقرير ما للفرد من حقوؽ ككاجبات ‪.‬‬

‫ُ ‪ /‬ظَور الدساتري‬
‫تنشأ الدساتير بأساليب مختلفة كمتعددة‪ ,‬كقبل التعرض ألساليب‬

‫نشأت ها يتوجب علينا بحث تاريخ‪ ,‬مكاف كأسباب ظهورها كالتطور الذم‬

‫عرفته بفعل تزايد مهاـ الدكلة‪.‬‬

‫‪-17-‬‬
‫‪ ‬تاريخ ومكاٌ ظَور أول دستور‪:‬‬

‫إذا رجعنا لتاريخ العالم اإلسبلمي نجد أف أكؿ دستور عرؼ‬

‫بالمفهوـ الفني الحديث في عهد الرسوؿ صلى اهلل عليه كسلم كيعرؼ‬

‫"بالصحيفة"‪ ,‬تلك الوثيقة التي أعدها رسوؿ اإلسبلـ لتنظيم أحواؿ دكلة‬
‫(ُ)‬
‫المدينة بعد أف انتقل إليها من مكة‪.‬‬

‫البعض يرل بأف الحركة الدستورية أكؿ بداية لظهور الدستور‬

‫تعود إلى القرف الثالث عشر كبالتحديد سنة ُُِٓ عندما منح الملك جاف‬

‫ستير الميثاؽ األعظم للنببلء االنجليز الثائرين عليه‪ .‬كالبعض اآلخر‬

‫يؤكدكف بأف تاريخ ظهور الحركة الدستورية األكلى بدأت تظهر‬

‫معالمها في القرف السابع عشر عندما كضع الجناح المؤيد لكركـ كيل في‬

‫المجلس العسكرم دستورا‪ ,‬كاف كاف البرلماف ككركـ كيل ذاته لم‬

‫يساندا ذلك المشركع فبقي كذلك بحيث لم يعرض على الشعب‪ ,‬كاف‬

‫كانت بعض نصوصه اعتمدت فيما بعد لتنظيم السلطة كعادت فيما بعد‬
‫(ُ)‬
‫مصدرا لتنظيم السلطة في الواليات المتحدة األمريكية(ُ)‪.‬‬
‫أ ‪ -‬الدستور املكتوب ‪ :‬يكوف الدستور مكتوبان إذا كاف صادران عن الجهة‬

‫المختصة بذلك على شكل نصوص تشريعية رسمية ‪ ,‬قد تكوف في كثيقة‬

‫رسمية كاحدة( كثيقة الدستور) أك عدة كثائق دستورية مكتوبة ‪ ,‬ك‬

‫اتخذت اإلجراءات ك األشكاؿ الخاصة التي تختلف عن اإلجراءات ك األشكاؿ‬

‫التي تصدر بها القوانين العادية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انشبعجٍ ‪ ،‬االعزصبو ‪ ،‬يكزجخ انرَبض انذذَضخ ‪ .‬انرَبض ‪( ،‬د‪ ،‬د ‪،‬ط) ‪. 111/1‬‬

‫(‪ )1‬شىكذ عهُبٌ ‪ ،‬لضبء انًظبنى ‪ ،‬دار انرشُذ نهُشر وانزىزَع ‪ ،‬انرَبض ط‪1111 ،1‬هـ‬

‫‪-18-‬‬
‫ب ‪ -‬الدستور غري املكتوب ‪ :‬كهو الذم تتكوف قواعدق نتيجة العادة ك التكرار‬

‫في الشؤكف التي تتعلق بنظاـ الحكم ك العبلقة بين السلطات ‪,‬فهو عبارة‬

‫عن قواعد عرفية استمر العمل بها لسنوات طويلة حتى أصبحت بمثابة‬

‫القانوف الملزـ ك يطلق بعض الفقهاء على الدستور غير المكتوب‬

‫اصطبلح(الدستور العرفي) ‪ ,‬نظرا ألف العرؼ يعتبر المصدر الرئيسي‬

‫لقواعدق ‪,‬ك تكوف الدساتير عرفية عندما تستند إلى العرؼ كال تضمها‬

‫كثيقة خاصة ‪ ,‬كالعرؼ هو تصرؼ مادم كسلوؾ معين تقوـ به مؤسسات‬

‫الدكلة أك بعض هذق المؤسسات كال يحصل اعتراض على هذا السلوؾ‬

‫بوصفها تتميز بوصف قانوني ‪ .‬كهذا يعني إف للعرؼ ركنين ‪ :‬الركن‬

‫المادم كالمتمثل بالسلوؾ ‪ .‬كالركن المعنوم المتمثل بحصوؿ الرضا عن‬

‫هذا السلوؾ ‪.‬‬

‫ِ ‪ /‬أسباب ودوافع وضع الدساتري‬


‫إف انهيار الحكم الملكي المطلق بعد الثورات األكربية كسيطرة‬

‫البرجوازية على السلطة إلى جانب ظهور فكرة القومية كانحسار‬

‫االستعمار كانت من األسباب كالدكافع الرئيسية في دسترة أنظمة الحكم‪,‬‬

‫ككاف غرض شعوب تلك األنظمة إثبات سيادتها الداخلية كاستقبلليتها‪,‬‬

‫كذلك بواسطة تنظيم الحياة السياسية بوضع دستور يبين السلطات‬

‫كعبلقاتها في الدكلة الجديدة كعبلقاتها بالمحكومين كالدكؿ األخرل‪.‬‬

‫كأف هذق الدكؿ بوضع الدستور تؤهل نفسها إلقامة حوار بين السلطة‬

‫كالحرية فكأنها تعلن للغير بأنها كصلت إلى مرحلة النضج السياسي‪ ,‬كلها‬

‫‪-19-‬‬
‫الحق في االنضماـ للمجتمع الدكلي‪ .‬ككما أشرنا سابقا على إثر الحرب‬

‫العالمية األكلى‪ ,‬زاد انتشار الدساتير المكتوبة كنتيجة منطقية‪ ,‬بحيث‬

‫حددت اختصاصات الحكاـ كمدل السلطات التي تحت أيديهم كالواجبات‬

‫المفركضة عليهم حتى ال تتكرر نفس التجربة (التعسف في استعماؿ‬

‫السلطة)‪ ,‬كما أف حركة التحرر‪ ,‬ساهمت بشكل فعاؿ في انتشار هذق‬

‫الظاهرة‪ ,‬باألخص إذا علمنا أف أغلب هذق الدكؿ تفتقر إلى رصيد‬

‫(ُ)دستورم ‪ ,‬كانعداـ حياة دستورية سابقة‪..‬أك عدـ كجود أعراؼ سابقة‪..‬‬

‫كل هذا كاف سببا مباشرا لوضع دستور مكتوب إلى جانب ضركرة اقتناء‬

‫كتدكين كثيقة دستورية لبلنضماـ في المجتمع الدكلي مثل غينيا قد‬

‫أعلن عن استقبللها يوـ َِ أكتوبر ُٖٓٗ‪ ,‬كفي ذلك الوقت كانت‬

‫الجمعية العامة لؤلمم المتحدة منعقدة‪ ,‬كلكي يضمن الرئيس (سيكوتورم)‬

‫الحصوؿ على الموافقة‪ ,‬أصدر دستور في َُ نوفمبر ُٖٓٗ‪ ,‬كأعلنت األمم‬

‫المتحدة عن قبولها كعضو في ُِ نوفمبر ُٖٓٗ‪ .‬كفي الكويت دستور ُِٔٗ‬

‫إذ كانت قد قبلت في جامعة الدكؿ العربية في َّ يوليو ُُٔٗ بمجرد‬

‫إعبلف استقبللها في ُٗ يونيو ُُٔٗ‪ ,‬فإنها لم تقبل في االمم المتحدة كلم‬

‫تنظم إلى المجتمع الدكلي إال في ُْ مايو ُّٔٗ أم بعد صدكر دستورها‬

‫في ُُ نوفمبر ُِٔٗ ‪ ,‬كإذا كانت حركة الدساتير المكتوبة قد سادت‬

‫الدكؿ العربية‪ ,‬إال أف بعض دكؿ الخليج تفتقر إلى دستور مكتوب كال‬
‫(ُ)‬
‫يوجد فيها دستور مدكف على نسق الدساتير المعاصرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬انسُذ أدًذ دسٍ أدًذ ددالٌ ‪ ،‬دراسخ فٍ انسُبسخ انذاخهُخ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬دار انشروق ‪1111 ،‬هـ‬
‫(‪َ )1‬عًبٌ أدًذ انخغُت‪ ،‬انىسُظ فٍ انُظى انسُبسُخ وانمبَىٌ انذسزىرٌ‪( .‬انغجعخ األونً‪ ،‬اإلصذار األول؛ األردٌ‪ :‬يكزجخ دار انضمبفخ‬
‫نهُشر وانزىزَع‪1111 ،‬و)‪.‬‬

‫‪-20-‬‬
‫املبحح الجاىي ‪ :‬الوضع الكاىوىي الدستور الشعودي‬
‫األنظمة الحاكمة في جميع المجتمعات الدكلية لها تجاربها‬

‫المختلفة كالمتنوعة كالتي تنبع من عقائدها كمثلها كموركثها الحضارم‬

‫كظركفها التاريخية كاالجتماعية كالبيئية كعلى ضوء هذق المفاهيم‬

‫حرصت الدكلة السعودية على أف تكمل حلقة البناء السياسي كالدستورم‬

‫حين دعا مؤسس الببلد الملك عبدالعزيز ضمن أمرق الملكي الشهير إلى‬

‫تغيير مسمى الدكلة من المملكة الحجازية كالنجدية كملحقاتها إلى‬

‫المملكة العربية السعودية كإلى كضع نظاـ أساسي للحكم كنظاـ لتوارث‬
‫(ُ)‬
‫العرض كنظاـ لتشكيبلت الحكومة المختلفة ‪.‬‬

‫كفي عاـ َُّٗهػ بدأت المملكة العربية السعودية أكؿ خطة شاملة‬

‫للتنم ية ضمن سلسلة من خطط التنمية المختلفة بهدؼ إيجاد بنية تحتية‬

‫حديثة للببلد كأدل هذا التحديث السريع إلى تطور كبير في النظاـ‬

‫السياسي كاإلدارم للدكلة حيث ظهرت الحاجة إلى تفعيل المؤسسات‬

‫الدستورية القائمة كتطوير أنظمتها كقد جاء أهم تطور دستورم عاـ‬

‫ُُِْهػ عندما أصدر الملك فهد رحمه اهلل النظاـ األساسي للحكم كمما‬

‫تجدر اإلشارة إليه أف الدستور السعودم يقوـ من الناحية الموضوعية‬

‫على عدد قليل من الوثائق الدستورية أهمها النظاـ األساسي للحكم ‪ ,‬نظاـ‬

‫مجلس الوزراء ‪ ,‬نظاـ مجلس الشورل ‪ ,‬نظاـ المناطق ‪ ,‬نظاـ القضاء‬

‫كنظاـ هيئة البيعة ‪ .‬إال أنها في مجملها تشكل منظومة دستورية شاملة‬

‫تميزت بها المملكة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬يذًذ انمذغبٍَ ‪ ،‬يرجع سبثك ‪131،‬‬

‫‪-21-‬‬
‫كمن الضركرم أف يكوف لكل دكلة من الدكؿ أيا كاف شكلها قانوف‬

‫أك نظاـ أساسي ينظمها كيبين سلطاتها كيوضح األسس العامة التي تسير‬

‫عليها في تأديتها لوظائفها كيطلق على هذا النظاـ أك القانوف اصطبلحان‬

‫دستور كالدستور كما سبق كأف عرفناق هو مجموعة القواعد القانونية‬

‫التي تبين شكل الدكلة كنظاـ الحكم فيها كالسلطات كعبلقة هذق السلطات‬

‫ككاجبات األفراد كحقوقهم سواء كانت هذق القواعد في كثيقة كاحدة أـ‬
‫(ُ)‬
‫أكثر أـ كاف مصدرها األعراؼ كالتقاليد ‪.‬‬

‫كبناء على ما تقدـ فإف النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية‬

‫السعودية يعد أهم كثيقة دستورية بل إف يعد الوثيقة الدستورية األـ‬

‫حيث جاء هذا النظاـ متميزان بصفاء المصدر كأصالة المنهج كسمو‬

‫األهداؼ كاستمد أصوله من الشريعة اإلسبلمية مع مسايرة أعراؼ‬

‫المجتمع السعودم كالمحافظة على قيمه كأصالته كهو بذلك يتميز عن‬

‫بعض الدساتير كأنظمة الحكم في البلداف التي تبنت قوانين تخالف‬

‫الشريعة اإلسبلمية كلقد صدر النظاـ األساسي للحكم بموجب األمر‬

‫الملكي رقم (ُ‪ )َٗ/‬في ِٕ‪ُُِْ/ٖ/‬هػ حيث يوضح طبيعة الدكلة كأهدافها‬

‫كمسؤكلياتها ككذلك العبلقة بين الدكلة كالمواطن كنظاـ الحكم فيها‬

‫كالمبادئ االقتصادية كالشؤكف المالية التي تحكم الدكلة كما جاء النظاـ‬

‫مبينان حرية الملكية الخاصة كموضحان لحقوؽ ككاجبات المواطنين مؤكدان‬

‫أف هدؼ الدكلة هو ضماف أمن كحقوؽ المواطنين كما يوضح النظاـ‬

‫سلطات الدكلة القضائية كالتنفيذية كالتنظيمية مبينان أف الملك هو‬

‫(‪ )1‬األيٍُ شرَظ ‪ ،‬انىجُس فٍ انمبَىٌ انذسزىرٌ وانًؤسسبد انسُبسُخ انًمبرَخ ‪ ،‬انغجعخ انضبَُخ ‪1111 ،‬و ‪ .‬ص‪111‬‬

‫‪-22-‬‬
‫المرجع لجميع السلطات كما يوضح النظاـ آلية الرقابة على إيرادات‬

‫الدكلة كمصركفاتها كعلى األداء اإلدارم لؤلجهزة الحكومية ‪.‬‬

‫كسوؼ نناقش خصائص الدستور السعودم متمثبلن في النظاـ‬

‫األساسي للحكم كنعرج على أهم النقاط الذم تميزت به قواعد هذا النظاـ‬

‫من خبلؿ استعراض طريقة نشأته التي لم تكن في ظل أزمات سياسية أك‬

‫انقبلبات عسكرية كما سنجيب على عدة تساؤالت تتعلق بوضع الدستور‬

‫السعودم كأين هو من القواعد كالمبادئ التي اشتملت عليها األنظمة‬

‫الدستورية المثالية كما الذم يميزق عن غيرق من الدساتير كما‬

‫سنستعرض الخصا ئص الشكلية كالموضوعية للنظاـ األساسي للحكم‬


‫(ُ)‬
‫كاالتجاق اإلسبلمي في الدستور السعودم ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬الدستور الشعودي بني التكليد والتحديح‬


‫سوؼ نتناكؿ في هذا المطلب أسلوب نشأة النظاـ األساسي للحكم‬

‫في المملكة العربية السعودية حيث سنتعرض للطريقة التقليدية‬

‫كال طريقة الحديثة في نشأة الدساتير كمن ثم نتعرؼ على الطريقة التي‬

‫تمت على أساسها نشأة النظاـ األساسي للحكم كوثيقة دستورية سعودية‬

‫كسنناقش أسلوب نشأتها كمركنتها كأنواعها كبناء عليه فإنه يتم تقسيم‬

‫طرؽ كأساليب نشأة الدساتير إلى نوعين كل نوع مقسم إلى طريقتين‬

‫يعتمد ا ختيار كل دكلة على أحد هذق الطرؽ كعلى ظركفها التاريخية‬

‫كالسياسية كنظاـ الحكم فيها كأكالها الطريقة التقليدية كهي الطريقة‬

‫التي يمكن أف نطلق عليها أنها تطور لئلرادة الملكية للحاكم كتغير‬

‫(‪ )1‬صبدق يذًذ ‪ :‬رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬يعهذ اإلدارح ‪ ،‬انرَبض ‪1131 ،‬هـ ص‪111‬‬

‫‪-23-‬‬
‫لملكيته المطلقة إلى ملكية مقيدة كقد اتفق عليها كثير من فقهاء‬

‫القانوف الدستورم كهي نوعاف أكلها المنحة كفي هذق الحالة ينشأ‬

‫الدستور كما سبق كشرحنا كهبة أك منحة من الحاكم لشعبه كالتي‬

‫يتنازؿ فيها كيمحض إرادته عن بعض سلطاته لشعبه كيحدد سلطات‬

‫الدكلة كاختصاصاتها كما يتمتع به األفراد من حقوؽ عامة كحريات‬

‫فردية (ُ)كهذا التنازؿ يكوف بمحض إرادته كاختيارق رغبة منه في تنظيم‬

‫شئوف الدكلة كتقربان منه من باب الحكمة كبعد النظر كقد يصدر الدستور‬

‫تحت ضغط كإلحاح من جانب الشعب كمن أمثلة الدساتير التي صدرت في‬

‫شكل منحة الدستور الفرنسي لسنة ُُْٖ كالدستور اإليطالي لسنة ُْٖٖ‬

‫كالدستور الياباني لسنة ُٖٖٗ كالدستور الركسي لسنة َُٔٗ كالدستور‬


‫(ِ)‬
‫‪.‬‬ ‫المصرم لسنة ُِّٗ كدستور الحبشة ُِّٗ‬

‫هل يحق للحاكم الذم منح الشعب بعضان من سلطاته أف يسحبها أك‬

‫يلغيها كلئلجابة عن هذا التساؤؿ هناؾ رأياف ‪:‬‬

‫األكؿ ‪ :‬أف الحاكم منح بعض سلطاته بكامل إرادته كيحق له أف‬

‫يسترجعها ألف من يملك المنح يملك االسترداد كيساند هذا الرأم أمثلة‬

‫حدثت فعبلن حيث أصدر شارؾ العاشر ملك فرنسا قراران ملكيان عاـ َُّٖ‬

‫بإلغاء دستور عاـ ُُْٖ تحت حجة أف المنحة أك الهبة في الحقوؽ العامة‬

‫تشبه الهبة في الحقوؽ الخاصة ككما يحق للواهب الرجوع عن الهبة‬

‫(‪ )1‬انعًبوٌ ‪ .‬يصغفً صبنخ ‪ ،‬انزُظُى انسُبسٍ وانزُظُى انذسزىرٌ ‪ ،‬عًبٌ ‪ :‬دار انضمبفخ ‪ . 1111 ،‬ص ‪11‬‬
‫(‪ )2‬عثمان صالح ‪ .‬النظام الدستوري والمؤسسات السياسية في الكويت ( الكويتت اامةتة الكويتت كميتة ال تو‬
‫الطبةة األولى ‪1989‬م )‬

‫‪-24-‬‬
‫يحق للملك الرجوع عن دستورق إذا صدر عن الشعب جحود للمنحة‬

‫كنكراف للجميل ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أنه ال يحق للحاكم أف يسحب المنحة التي منحها للشعب بسبب‬

‫أف حقوؽ الشعب ارتبطت بالدستور الممنوح كترتبت عليها حقوؽ لهم‬

‫كبالتالي ال يجوز له أف يسحبه إال بموافقة الشعب نفسه كبالطرؽ‬

‫القانونية التي ينص عليها الدستور كهذا الرأم تؤيدق األغلبية ‪.‬‬

‫أما الطريقة الثانية لنشأة الدساتير بأسلوب العقد كفي هذق الحالة ينشأ‬

‫الدستور نتيجة تبلقي إرادتين ‪ :‬إرادة الحاكم كإرادة الشعب كهو عبارة‬

‫عن اتفاؽ بين الحاكم كممثلي الشعب كلهذا سمي هذا األسلوب بأسلوب‬

‫العقد كمن أمثلة هذق الدساتير الميثاؽ األعظم اإلنجليزم لسنة ُُِٓ فلقد‬

‫أرغم األشراؼ كالنببلء الملك على التنازؿ عن بعض سلطاته كامتيازاته‬


‫(ُ)‬
‫في الميثاؽ كالذم ال يزاؿ يعد جزءان من دستور انكلترا العرفي ‪.‬‬

‫كيرل بعض فقهاء القانوف الدستورم أف هذق الطريقة معيبة كوف أف‬

‫الشعب ال ينفرد بوضع الدستور بنفسه بل يضعه باتفاؽ مع الحاكم األمر‬

‫الذم يتنافى مع مبدأ أف الشعب مصدر السلطاف كلكنها تعتبر في الحقيقة‬

‫أكثر (ِ) تقدما من التي قبلها ألف الشعب فيها يقطع شوطان إلى‬

‫الديمقراطية كمن الطبيعي أف تكوف الجهة التي كضعت هذا الدستور‬


‫(ِ)‬
‫يرجع لها األمر في اإللغاء أك تعديل أم مادة من‬ ‫بشكله النهائي هي التي‬

‫(‪ - )1‬سهغبٌ انضىَذٍ ‪ ،‬عجذاهلل ثٍ د دُى ‪ ،‬هُئخ انجُعخ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬ثذش غُر يُشىر ‪1111 ،‬هـ ص‪111‬‬
‫(‪ )1‬صرود ثذوٌ ‪ ،‬انمبَىٌ انذسزىرٌ ورغىر األَظًخ انذسزىرَخ فٍ يصر ‪ ،‬انمبهرح ‪ :‬دار انُهضخ انعرثُخ ‪1171 ،‬و ‪.‬‬
‫(‪ )1‬دبفظ عهىاٌ دًبدٌ انذنًٍُ ‪ ،‬انُظى انسُبسُخ فٍ أوروثب انغرثُخ وانىالَبد انًزذذح األيرَكُخ ‪ ،‬دار وائم نهغجبعخ وانُشر ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫عًبٌ ‪1111 .‬و ‪ .‬ص‪11‬‬

‫‪-25-‬‬
‫موادق كبما أف الذم كضع الدستور الحاكم كالشعب معا إذان ال يمكن ألم‬

‫طرؼ أف يلجأ إلى التعديل أك اإللغاء بمفردق ‪.‬‬

‫أما الطريقة الثالثة فهي الطريقة الحديثة كهي على نوعاف النوع األكؿ‬

‫يكوف عن طريق الجمعية التأسيسية حيث تعد هذق الطريقة األكثر‬

‫انتشاران كاألرقى في الوقت الراهن لكونها أقرب إلى المبدأ الديمقراطي‬

‫كتظهر فيها اإلرادة الكاملة للشعب في إنشاء كإقرار هذا الدستور كيتمثل‬

‫هذا األسلوب في أف ينتخب الشعب جمعية نيابية مهمتها كضع الدستور أك‬

‫إلغاؤق فيظهر الدستور بواسطة ممثلي الشعب فقط دائما تكوف للجمعية‬

‫التأسيسية الكلمة األخيرة في الدستور كبعد كضعه تكوف نافذة كبذلك‬

‫تكوف األمة هي مصدر السلطات ‪.‬‬

‫‪-26-‬‬
‫(ُ)‬
‫املطلب الجاىي ‪ :‬ىشأة اليظاو األساسي للحكـه يف املنلكة العــزبية الشـعودية ‪- :‬‬
‫في عاـ ُّْْهػ كبعد مبايعة أهل الحجاز للملك عبدالعزيز أمر‬

‫بتكوين هيئة تأسيسية تتكوف من ثمانية أعضاء تم انتخابهم باالقتراع‬

‫السرم من قبل ممثلين عن جميع مدف الحجاز كذلك بهدؼ كضع تنظيم‬

‫للحكم كبعد سبعة أشهر من تكوينها تم كضع التعليمات األساسية للمملكة‬

‫الحجازية كصدرت موافقة الملك عبدالعزيز عليها في ُِ‪ُّْٓ/ِ/‬هػ إذ‬

‫تضمنت تلك التعليمات األساسية تسعة أقساـ تنظم تنظيمان تفصيليان جميع‬

‫السلطات في المملكة الحجازية كمما يميز تلك التعليمات األساسية التي‬

‫تم كضعها أنه تم إعدادها عن طريق هيئة تأسيسية معظم أعضائها‬

‫منتخبوف باالقتراع السرم ممثلين لمدف الحجاز حينها كالبقية معينوف‬

‫كهذا األسلوب كما أسلفنا يعتبر من أرقى أساليب نشأة كإعداد الدساتير‬

‫كوف أنه هو األقرب للمبدأ الديمقراطي الذم تظهر فيه اإلرادة الكاملة‬

‫للشعب عن طريق ممثليه كبذلك نبلحظ أف فكرة تنظيم أجهزة الدكلة‬

‫بدأت في مرحلة مبكرة جدان بصدكر هذق التعليمات األساسية للحكم‬

‫بالرغم من ذلك فقد ظلت فكرة تطوير هذا التنظيم تراكد الملك‬

‫عبدالعزيز حتى بعد إقرارق بمدة كجيزة حين أعلن – رحمه اهلل – توحيد‬

‫الببلد تحت اسم المملكة العربية السعودية في ُٕ‪ُُّٓ/ٓ/‬هػ تضمن أمرق‬

‫الملكي في مادته السادسة أف على مجلس الوكبلء كضع نظاـ أساسي‬

‫للحكم كنظاـ لتوارث العرش كنظاـ لتشكيبلت الحكومة كبناء عليه فقد‬

‫أقر مجلس الشورل في حينها مسودة مشركع النظاـ األساسي للمملكة‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬يذًذ انمذغبٍَ ‪ ،‬يرجع سبثك ص‪117‬‬

‫‪-27-‬‬
‫العربية السعودية كالذم جاء في َُْ مادة عاـ ُّٓٓهػ كتم رفعه للملك‬

‫للمصادقة عليه إال أنه لم يصدر كذلك بسبب المتغيرات كالقبلقل الدكلية‬

‫التي حدثت آنذاؾ كعلى رأسها نشوب الحرب العالمية الثانية باإلضافة‬

‫إلى اإلمكانيات المادية للمملكة في ذلك الحين التي لم تكن تؤهلها‬

‫لتوفير متطلبات هذا التطور في مؤسساتها كأجهزتها كالتي تمكنها من‬


‫(ُ)‬
‫تنفيذ خططها كبرامجها اإلنمائية التي تتطلع إليها في حينها ‪.‬‬

‫كلم تنته رغبة المملكة في تطوير مؤسساتها كأجهزتها كإصدار‬

‫نظاـ أساسي للحكم إلى هذا الحد بل ظلت الفكرة حاضرة في فكرة قادة‬

‫هذق الببلد إلى عاـ ََُْهػ حين أصدر الملك خالد – رحمه اهلل – أمرق‬

‫الملكي بتشكيل لجنة رفيعة المستول من عدد من الخبراء المختصين‬

‫كالمسؤكلين البارزين لوضع كل من النظاـ األساسي للحكم ‪ ,‬كنظاـ‬

‫مجلس الشورل ‪ ,‬كنظاـ المقاطعات في صيغتها النهائية كذلك تمهيدان‬

‫إلقرارها ككضعها موضع التنفيذ كعليه فقد تشكلت لجنة برئاسة صاحب‬

‫السمو الملكي األمير نايف بن عبدالعزيز كزير الداخلية فبذلت تلك‬

‫اللجنة جهودان متواصلة من الدراسة كالبحث كالتفكير كالمراجعة لصياغة‬

‫مسودة كل من النظاـ األساسي للحكم كنظاـ مجلس الشورل ‪ ,‬كنظاـ‬

‫المناطق حتى حاف الوقت المناسب الذم أصدر فيه خادـ الحرمين‬

‫الشريفين الملك فهد – رحمه اهلل – أمرق الملكي الشهير رقم (أ‪ )َٗ/‬في‬

‫ِٕ‪ُُِْ/ٖ/‬هػ تتويجان لتلك الجهود المباركة كالجدير ذكرق هنا أف‬

‫المملكة العربية السعودية في إنشائها ألنظمتها الدستورية جمعت بين كل‬

‫(‪ )1‬أدًذ ثٍ ثبز ‪ .‬انُظبو انسُبسٍ وانذسزىرٌ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ .‬انغجعخ انضبَُخ ‪ .‬دار انخرَجٍ ‪1111 .‬هـ ‪.‬‬

‫‪-28-‬‬
‫من الطرؽ التقليدية كالحديثة معان في صياغة الدساتير إذ إف طريقة‬

‫صدكر النظاـ األساسي للحكم عاـ ُُِْهػ تعد منحة أك هبة من الحاكم‬

‫لشعبه كتنازؿ بمحض اإلرادة رغبة منه في تنظيم شؤكف الدكلة كتقربان‬

‫منه من باب الحكمة كبعد النظر ‪ .‬كنستطيع أف نستنتج هذا األمر من‬

‫خبلؿ النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أف اللجنة المكلفة بصياغة مسودة النظاـ األساسي للحكم كاألنظمة‬


‫(ُ)‬
‫األخرل تم تشكيلها بأمر ملكي ‪.‬‬

‫‪ -‬إف النظاـ صدر بأمر ملكي معبران عن إرادة ملكية إذ جاء في ديباجة‬

‫النظاـ األساسي للحكم ما نصه ‪ ":‬نحن فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة‬

‫العربية السعودية بناء على ما تقتضيه المصلحة العامة كنظران لتطور‬

‫الدكلة في مختلف المجاالت كرغبة في تحقيق األهداؼ التي نسعى إليها‬


‫(ُ)‬
‫أمرنا بما هو آت ‪:‬‬

‫أكالن ‪ :‬إصدار النظاـ األساسي للحكم بالصيغة المرفقة بهذا كما صدرت‬

‫كل من أنظمة مجلس الشورل ُُِْهػ كمجلس الوزراء ُُْْهػ كمجلس‬

‫المناطق ُُِْهػ كهي أنظمة دستورية بصيغ مشابهة لما هو عليه الحاؿ‬

‫في النظاـ األساسي للحكم ‪.‬‬

‫كلقد أكد خادـ الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –‬

‫رحمه اهلل – في كلمته التي كجهها للمواطنين عندما صدرت هذق األنظمة‬

‫ما نصه " لقد استدعى تطور الحياة الحديثة أف تنبثق عن هذا المنهج‬

‫أنظمة رئيسة في عهد الملك عبدالعزيز كقد استمر العمل بهذا النهج‬

‫(‪ )1‬أدًذ ددالٌ ‪ .‬انسُبسخ انذاخهُخ نهًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬دار انشروق ‪ ،‬ط‪1131 ، 1‬و ‪ .‬ص‪11‬‬
‫(‪ )1‬أدًذ سردبٌ ‪ ،‬انمبَىٌ انذسزىرٌ واألَظًخ انسُبسُخ ‪ ،‬صُذا ‪ :‬دار انرَف ‪ ،‬ط‪. 1111 ، 1‬ص‪117‬‬

‫‪-29-‬‬
‫حتى يومنا هذا كإف إصدارنا اليوـ لؤلنظمة الثبلثة توثيق لشيء قائم‬

‫كصياغة ألمر كاقع معموؿ به كقد صيغت األنظمة على هدم من الشريعة‬

‫اإلسبلمية "‪.‬‬

‫كبذلك يتضح أف هناؾ جهودان جبارة بدأت منذ كقت مبكر أثمر عنها‬

‫صدكر النظاـ األساسي للحكم حيث تم إعدادق كصياغته بعد دراسة متأنية‬

‫كدقيقة من قبل نخبة مميزة من رجاالت الدكلة ممن يتميزف بالعلم‬

‫كالرأم كالخبرة فجاء بهذا المستول الرفيع من الدقة كاإلتقاف كجاءت‬

‫موادق كنصوصه مستمدة من قواعد الشريعة اإلسبلمية من أجل إرساء‬

‫مبادئ راسخة سارت عليها الدكلة منذ تأسيسها كتلبية لظركؼ المرحلة‬

‫كمتطلبات التطور السياسي كاالقتصادم كاالجتماعي الذم تعيشه الببلد‬

‫لذلك فإف المملكة العربية السعودية لم تعرؼ ما يسمى بالفراغ‬

‫الدستورم فمفهوـ الفراغ الدستورم من حيث النص هو أال تكوف لدل‬

‫الدكلة مبادئ موجهة كال قواعد ملزمة كال أصوؿ مرجعية في مجاؿ‬

‫التشريع كتنظيم العبلقات ‪ .‬إف المملكة العربية السعودية لم تشهد هذق‬

‫الظاهرة في تاريخها كله ألنها طواؿ مسيرتها تحكم بموجب مبادئ‬

‫موجهة كقواعد ملزمة كأصوؿ كاضحة يرجع إليها الحكاـ كالقضاة‬

‫كالعلماء كسائر العاملين في الدكلة كأجهزة الدكلة كافة تسير في الوقت‬

‫الراهن كفق أنظمة منبثقة من شريعة اإلسبلـ كمضبوطة بضوابطها ‪.‬‬

‫‪-30-‬‬
‫املطلب الجالح ‪ :‬مزوىة قواعد اليظاو األساسي للحكه ‪- :‬‬
‫إف ما يميز قواعد النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية‬

‫السعودية كأعلى كثيقة دستورية هي أنها تعتبر مرنة كذلك الحاؿ في‬

‫معظم األنظمة الدستورية األخرل في المملكة كمرجع هذق المركنة هو‬

‫عدـ كجود إجراءات خاصة يجب االلتزاـ بها عند تعديلها كقد شرح األمير‬

‫نايف كلي العهد النائب األكؿ لرئيس مجلس الوزراء كزير الداخلية هذق‬

‫المسألة عند سؤاله عنها فقاؿ ‪:‬‬

‫" النظاـ ليس كتاب اهلل الذم ال يمكن تغييرق كيمكن تغيير أم مادة في‬
‫(ُ)‬
‫النظاـ ألمر تقتضيه المصلحة العامة ‪.‬‬

‫كحتى تتضح الصورة فإننا نقصد بالدستور المرف أنه ذلك النوع‬

‫من الدساتير الذم يعدؿ بالطرؽ كاإلجراءات نفسها التي يتم فيها تعديل‬

‫القوانين العادية كباختصار هو الدستور القابل للتغير فبإمكاننا أف نطلق‬

‫عليه مرف إذا كاف بمقدكر الشرع أف يعدؿ في أحكامه كقواعدق بإتباع‬

‫اإلجراءات كالطرؽ نفسها التي تم بها إصدارق ‪.‬‬

‫إف أهم ما يميز الدستور السعودم كما يحقق له االعتداؿ أنه ال‬

‫يوجد إجراءات خاصة أك معقدة إلجراء التعديل في الدستور السعودم فكل‬

‫من النظاـ األساسي للحكم ‪ ,‬كنظاـ مجلس الشورل ‪ ,‬كنظاـ مجلس‬

‫الوزراء ‪ ,‬كنظاـ المناطق يقرر في موادق التالي ال يجرم تعديل هذا‬

‫النظاـ إال بنفس الطريقة التي تم بها إصدارق كلقد جاء في المقابلة التي‬

‫أجرتها جريدة عكاظ مع خادـ الحرمين الشريفين الملك فهد بن‬

‫(‪ )1‬أدًذ ددالٌ ‪ .‬انسُبسخ انذاخهُخ نهًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬دار انشروق ‪ ،‬ط‪1131 ، 1‬و ‪.‬‬

‫‪-31-‬‬
‫عبدالعزيز رحمه اهلل عندما سئل عن أية ملحوظات أك إضافات أك تعديبلت‬
‫(ُ)‬
‫على أنظمة الحكم كالشورل كالمناطق خبلؿ تطبيقها فقاؿ ‪:‬‬

‫" ال يوجد نظاـ في الدنيا يوضع موضع التنفيذ إال كيظهر عليه‬

‫إضافات كمبلحظات كتحسينات كنحن اآلف بصدد إجراء هذق المراجعة‬

‫الشاملة كهو ما كنت أشرت إليه في كلمة التقديم لهذق األنظمة عند‬

‫صدكرها إلدراكي بأف كل شيء في هذا البلد يتطور كبالتالي فإف طبيعة‬

‫النمو المستمر كالتفاعل الشامل مع معطيات العصر تستدعي المراجعة‬

‫كالتطوير المستمرين كلذلك فإننا ال ندخر جهدان في سبيل االستعانة‬

‫بأصحاب الرأم كالخبرة كالمشورة على الدكاـ لتطوير أنظمتنا بما يتفق‬

‫مع ثوابتنا كاحتياجاتنا الفعلية كال شك أف تلك اآلراء أسهمت كستسهم‬

‫بإذف اهلل كحوله كقوته في إدخاؿ إضافات كتحسينات مفيدة لما فيه خير‬

‫كصبلح الببلد كالعباد ‪.‬‬

‫كيمكن أف نصنف الدستور السعودم على أنه دستور مدكف مكتوب‬

‫ألف معظم قواعدق الدستورية توجد في النظاـ األساسي للحكم الصادر عاـ‬

‫ُُِْ هػ كونها كثيقة دستورية أساسية في منظومة األنظمة الدستورية‬

‫األخرل كنظاـ مجلس الشورل كنظاـ المناطق كنظاـ مجلس الوزراء‬

‫كنظاـ القضاء كإضافة إلى هذا التدكين فإف الدستور السعودم يتميز بأف‬

‫هناؾ قواعد دستورية عرفية جاءت بحكم العادة كال يوجد نص مكتوب‬
‫(ُ)‬
‫ينظمها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أدًذ سردبٌ ‪ ،‬انمبَىٌ انذسزىرٌ واألَظًخ انسُبسُخ ‪ ،‬صُذا ‪ :‬دار انرَف ‪ ،‬ط‪. 1111 ، 1‬‬
‫(‪ )1‬أدًذ شهجٍ ‪ :‬انسُبسخ وااللزصبد فٍ انزفكُر اإلساليٍ ‪ ،‬ط انُهضخ انًصرَخ ‪ ،‬ط‪1197 ، 1‬و‬

‫‪-32-‬‬
‫كفيما يتعلق بما هو عليه الوضع في المملكة العربية السعودية فإف‬

‫المملكة تعتبر دكلة بسيطة النفراد سلطة كاحدة بإدارة شؤكنها الداخلية‬

‫كالخارجية كتتصف المملكة بوحدة الدستور ككحدة القضاء ككحدة‬

‫التشريع ككحدة التنفيذ كيصنف الدستور السعودم على أنه نظاـ ملكي‬

‫حيث استمر حكم أسرة آؿ سعود قرابة مائتين كخمسين سنة هجرية‬

‫كمنذ تأسيس الدكلة السعودية الثالثة أصبح الحكم محصوران في نسل‬

‫الملك عبدالعزيز كليس في جميع أسرة آؿ سعود كلقد جاء النظاـ‬

‫األساسي للحكم ليقنن هذق القاعدة كينظمها إذ نص على أف نظاـ الحكم‬

‫في المملكة العربية السعودية ملكي كيكوف الحكم في أبناء الملك‬

‫المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آؿ سعود كأبناء األبناء كيبايع‬

‫األصلح منهم للحكم على كتاب اله كسنة رسوله محمد صلى اهلل عليه‬

‫كسلم ‪.‬‬

‫كمن خبلؿ هذا النص نبلحظ أف النظاـ لم يشترط النتقاؿ الملك التقيد‬

‫بالسن بل اشترط األصلح للحكم كلذلك صدر نظاـ هيئة البيعة في‬

‫ِٔ‪ُِْٕ/ٗ/‬هػ متضمنا عددان من الترتيبات كاإلجراءات المتعلقة بهذق‬

‫المسألة كجعل مرجع هذق اإلجراءات كفقا لنظامها كالنظاـ األساسي‬

‫للحكم ‪.‬‬

‫كالبيعة تعني أف هناؾ عمبل متبادالن بين الحاكم كالمحكوـ فعلى الحاكم‬

‫العمل على تحكيم شرع اهلل في عبادق كعلى المحكومين السمع كالطاعة‬

‫‪-33-‬‬
‫فيما تمت البيعة عليه كهذا ما أكضحته هذق المادة المذكورة آنفان‬
‫(ُ)‬
‫كالمادة السادسة التي تقوؿ ‪:‬‬

‫" يبايع المواطنوف الملك على كتاب اهلل كسنة رسوله كعلى السمع‬

‫كالطاعة في العسر كاليسر كالمنشط كالمكرق " ‪.‬‬

‫كما حدد النظاـ األساسي كبشكل كاضح سلطات الدكلة الثبلث حيث حدد‬

‫مهاـ كل منها كاختصاصاته كمرجعيته حيث نص النظاـ على التالي ‪:‬‬

‫" تتكوف السلطات في الدكلة من السلطة القضائية كالسلطة التنفيذية‬

‫كالسلطة التنظيمية كتتعاكف هذق السلطات في أداء كظائفها كفقان لهذا‬

‫النظاـ كغيرق من األنظمة كالملك هو مرجع هذق السلطات " ‪.‬‬

‫إف النظاـ األساسي للحكم رسخ مبدأ استقبللية القضاء حين أكد على‬

‫ذلك في مادته السادسة كاألربعين على مبدأ مهم يتعلق باستقبللية‬

‫القضاء كأف القضاة مستقلوف ال سلطاف عليهم لغير سلطاف الشريعة‬

‫اإلسبلمية كما أكد في مادته السابعة كاألربعين على أف حق التقاضي‬

‫حق مكفوؿ بالتساكم للمواطنين كالمقيمين في المملكة كبينت المادة‬

‫الثامنة كاألربعوف أف المرجع الذم يستند إليه القضاة في المملكة هو‬

‫أحكاـ الشريعة اإلسبلمية كفقا لما نص عليه كتاب اهلل كسنة رسوله صلى‬

‫اهلل عليه كسلم كما يصدرق كلي األمر من أنظمة ال تتعارض مع الكتاب‬

‫كالسنة كهذا النص فيه تأكيد على مبدأ المشركعية بأف تكوف الحاكمية‬

‫لشريعة اهلل عز كجل‪.‬‬

‫(‪ - )1‬أدًذ كًب انذٍَ يىسً ‪ ،‬دَىاٌ انًظبنى ثٍُ انذبضر وانًسزمجم ‪ ،‬يجهخ اإلدارح انعبيخ ‪.‬‬

‫‪-34-‬‬
‫تختص السلطة التنظيمية بوضع األنظمة كاللوائح فيما يحقق المصلحة‬

‫أك يرفع المفسدة في شؤكف الدكلة كفقان لقواعد الشريعة اإلسبلمية‬

‫كتمارس اختصاصاتها كفقا لهذا النظاـ كنظامي مجلس الوزراء كمجلس‬


‫(ُ)‬
‫الشورل‬

‫املطلب الزابع ‪ :‬ىظاو احلكه يف املنلكة العزبية الشعودية بني الزئاسي والربملاىي‪..‬‬
‫كبناء عليه فبل يمكن اعتبار نظاـ الحكم في المملكة العربية السعودية‬

‫نظامان رئاسيان أك نظاما برلمانيان كذلك بسبب العبلقة الخاصة بين‬

‫السلطتين التنفيذية كالتشريعية فبالرغم من أف نظاـ الحكم السعودم‬

‫ملكي كراثي إال أف هناؾ جوانب معينة من النظاـ الدستورم السعودم‬

‫تشبه النظاـ الرئاسي بينما توجد عناصر أخرل مشابهة للنظاـ البرلماني‬

‫ففي النظاـ البرلماني يختار الوزراء من بين أعضاء البرلماف بينما في‬

‫النظاـ الرئاسي ال يختار أعضاء السلطة التنفيذية من بين أعضاء السلطة‬

‫التشريعية كبناء عليه فالنظاـ السعودم يشبه النظاـ الرئاسي في أنه ال‬

‫يوجد كزراء من بين أعضاء مجلس الشورل فعندما أعاد الملك فهد‬

‫تشكيل مجلس الوزراء عاـ ُُْٔهػ عين ستة أعضاء جدد في مجلس‬

‫الشورل ليحلوا محل األعضاء الذين عينوا في مناصب كزارية كما أف‬

‫كبل المجلسين (الوزراء كالشورل) يمنع أم عضو من أعضائها أف يتقلد‬

‫أم كظيفة حكومية أخرل كقاعدة عامة كما أف السلطة التنفيذية ال‬

‫تحتاج إلى موافقة السلطة التشريعية على تصرفاتها كمجلس الوزراء‬

‫السعودم ال يحتاج إلى موافقة مجلس الشورل على أعماله كال تحتاج‬

‫(‪ - )1‬إسًبعُم انجذوٌ ‪ ،‬يجذأ انشىري فٍ انشرَعخ اإلساليُخ ‪ ،‬انمبهرح ‪ ،‬دار انُهضخ ‪ ،‬ط‪1111 ، 1‬هـ ‪.‬‬

‫‪-35-‬‬
‫الحكومة إلى إعبلف ثقة مجلس الشورل بها كفي المقابل فإف مجلس‬

‫الشورل ال يحتاج أف يقترح التصويت على حجب الثقة عن الحكومة‬

‫كالوزراء في المملكة مسؤكلوف عن أعمالهم أماـ الملك كحدق كليس‬

‫أماـ مجلس الشورل كما أف مجلس الشورل يستطيع مناقشة الوزراء‬

‫دكف طرح الثقة فيهم كفي المجمل العاـ فكبل النظامي لها رئيس كاحد‬
‫(ُ)‬
‫هو رئيس للدكلة كرئيس للحكومة ‪.‬‬

‫(‪ - )1‬إسًبعُم ثذوٌ ‪َ ،‬ظرَخ انذونخ ‪ ،‬دراسخ يمبرَخ ثبنُظبو انسُبسٍ اإلساليٍ ‪ ،‬انمبهرح ‪ ،‬دار انُهضخ انعرثُخ ‪ ،‬ط‪1111 ، 1‬هـ ‪.‬‬

‫‪-36-‬‬
‫الفصل الجاىي‬
‫سلطات امللك يف املنلكة العزبية الشعودية‬
‫‪ o‬املبحح األول ‪ :‬سلطات امللك‬
‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬سلطات امللك املتعلكة حبزاسة ومحاية الديً‬
‫‪ ‬املطلب الجاىي ‪ :‬سلطات امللك يف اجملال اخلارجي للدولة‬
‫‪ ‬املطلب الجالح‪ :‬قزارات امللك‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الزابع ‪ :‬أشـكال ىظـاو احلـكه‬
‫‪ o‬املبحح الجاىي ‪ :‬طبيعة احلكه يف املنلكة العزبية الشعودية‬
‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬ىظاو احلكه يف االسالو ‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الجاىي ‪ :‬املبادئ واألسص اليت يكوو عليُ ىظاو احلكه يف‬
‫املنلكة العزبية الشعودية ‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الجالح ‪:‬الصفة التشزيعية لليظاو‬
‫‪ ‬املطلب الزابع ‪ :‬سلطات احلاكه يف اليظاو الزئاسي وامللكي‪.‬‬

‫‪-37-‬‬
‫الفصل الجاىي‬
‫سلطات امللك يف املنلكة العزبية الشعودية‬
‫متَيد ‪:‬‬

‫قبل أف نتحدث عن سلطات الملك‪ ,‬يجب أف نتعرؼ على مهمات‬

‫كمسؤكليات الحاكم في اإلسبلـ‪.‬‬

‫إف الشيخ محمد المبارؾ ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬يخبرنا في مؤلفه القيم (نظاـ‬

‫اإلسبلـ ‪ -‬الحكم كالدكلة)‪ ..‬بأف‪ :‬مهمات رئيس الدكلة ككاجباته أك‬

‫كظائفه‪ ,‬إنما هي تحقيق أهداؼ الدكلة اإلسبلمية كتحقيق مقاصدها ‪.‬‬

‫كفي هذا الصدد أيضا‪ ,‬نجد‪ :‬العبلمة عبدالرحمن بن خلدكف يحدثنا في‬

‫مقدمته المشهورة فيقوؿ‪( :‬إف مقصود الشارع بالناس صبلح آخرتهم‪,‬‬

‫فوجب بمقتضى الشرائع حمل الكافة على األحكاـ الشرعية في أحواؿ‬

‫دنياهم كآخرتهم‪ ..‬ككاف هذا الحكم ألهل الشريعة كهم األنبياء كمن قاـ‬

‫فيه مقامهم كهم الخلفاء)‪ .‬كيستطرد ابن خلدكف قائبل‪) :‬كالخبلفة هي ‪:‬‬

‫حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم األخركية‬

‫كالدنيوية الراجعة إليها‪ ,‬إذ أحواؿ الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى‬

‫اعتبارها بمصالح اآلخرة‪ ,‬إنها في الحقيقة‪ ,‬خبلفة عن صاحب الشرع في‬


‫(ُ)‬
‫حراسة الدين‪ ..‬كسياسة الدنيا‪(.‬‬

‫(‪ )1‬شهبة انذٍَ يذًذ ثٍ أثٍ أدًذ أثٍ انفزخ األثشُهٍ انًسزغرف فٍ كم يسزظرف ‪ ،‬دار انفكر نهغجبعخ وانُشر وانزىزَع ‪1119 ،‬هـ‬

‫‪-38-‬‬
‫املبحح األول ‪ :‬سلطات امللك ‪.‬‬
‫الملك في المملكة العربية السعودية هو الرئيس األعلى كهو كلي‬

‫أمرها كإمامها كقائدها كيعد الملك المرجع األساسي كالرئيس لجميع‬

‫سلطات الدكلة كالقائد األعلى للقوات المسلحة كللملك مكانة خاصة عند‬

‫الشعب ألنه يستمد جميع سلطاته كقراراته من كتاب اهلل كسنة نبيه صلى‬

‫اهلل عليه كسلم إذ تقع عليه مهمة حفظ الدين كنشر أصوله كالقياـ على‬

‫شعائرق ‪.‬‬

‫كلذلك ترسخ هذا المفهوـ عند ملوؾ هذق الببلد حتى امتد إلى فكرة‬

‫أف الملك ليس خادما للدين في بلدق فقط بل خادمان كراعيا للدين‬

‫اإلسبلمي في جميع أنحاء العالم قاؿ الملك فيصل رحمه اهلل " إننا في‬

‫هذا لبلد قد عاهدنا اهلل على أنفسنا بأف نكوف خدما لشريعة اهلل داعين هلل‬

‫متعاكنين مع كل إخواننا المسلمين في أقطار األرض لما فيه نصرة هذا‬

‫الدين كتحكيم شريعة اهلل كخدمة شعوبنا كنشر العدالة في العالم أجمع "‬
‫(ُ)‬
‫سلطات الملك ‪-:‬‬

‫يتولى الملك سياسة إدارة األمة إدارة محكومة بضوابط الشرع‬

‫حيث يقوـ بتطبيق األحكاـ الشرعية كيشرؼ على تطبيق األنظمة كيشرؼ‬

‫على تطبيق السياسة العامة للدكلة باإلضافة إلى حماية الببلد كالدفاع‬

‫عنها كقد ذكر ابن خلدكف في مقدمته الخبلفة هي حمل الكافة على‬

‫مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم األخركية كالدنيوية الراجعة إليها‬

‫إذ أحواؿ ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح اآلخرة إنها في‬

‫(‪ )1‬د‪ ،‬يذًذ انمذغبٍَ ‪ ،‬يرجع سبثك ص‪111‬‬

‫‪-39-‬‬
‫الحقيقة خبلفة عن صاحب الشرع في حراسة الدين كبناء عليه فإف‬

‫سلطات الملك تتمحور حوؿ حراسة الدين كإدارة شئوف الدنيا كهي على‬

‫إدارة تتعلق بالشأف الداخلي‬ ‫مستويين كبالنسبة لؤلخيرة فإنها نوعاف‬


‫(ُ)‬
‫للدكلة كإدارة تتعلق بالشأف الخارجي للدكلة ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬سلطات امللك املتعلكة حبزاسة ومحاية الديً ‪- :‬‬


‫إف الملك ليس إال خليفة هلل سبحانه كتعالى في إقامة شرعه‬

‫كتطبيق أحكامه كمن هذا المنطلق يلمس كل مواطن كمسلم أف الرسالة‬

‫األكلى للمملكة العر بية السعودية هي نشر الدين اإلسبلمي في كل بقاء‬

‫األرض كالدفاع عن اإلسبلـ كنفع المسلمين كخدمتهم كذلك باعتبارق‬

‫خادمنا للحرمين الشريفين كإماـ للمسلمين كرائد للتضامن اإلسبلمي ‪.‬‬

‫سلطات امللك املتعلكة بإدارة شئوٌ الدىيا ‪- :‬‬


‫تنعقد للملك سلطة إدارة الشئوف الدنيوية كونه رئيسا للدكلة أم‬

‫ملكا للببلد كلكونه رئيسا لمجلس الوزراء كرئيسا لمجلس الشورل طبقا‬

‫لنظاـ مجلس الوزراء الصادر عاـ ُُْْهػ كبناء عليه فإف الملك يمارس‬

‫هذق الرئاسة على كجهين ‪ :‬األكؿ يتعلق بإدارة الشؤكف الداخلية للدكلة‬

‫كاآلخر يتعلق بالشئوف الخارجية للدكلة ‪.‬‬

‫يف دلال إدارة الشأٌ الداخلي للدولة ‪-:‬‬

‫تتعدد صبلحيات الملك الداخلية كتأخذ أكثر من شكل فباعتبارق‬

‫الرئيس األعلى للببلد فإنه ‪:‬‬

‫‪ -‬القائد األعلى للقوات المسلحة في الببلد ‪.‬‬

‫(‪ )1‬شىكذ عهُبٌ ‪ ،‬لضبء انًظبنى ‪ ،‬دار انرشُذ نهُشر وانزىزَع ‪ ،‬انرَبض ط‪1111 ،1‬هـ‬

‫‪-40-‬‬
‫‪ -‬له حق إحداث الوزارات كترتيبها كإلغائها ككذلك المصالح العامة‬

‫كإنشاء المناطق كالمحافظات ‪.‬‬

‫‪ -‬له الحق في منح الميداليات كاألكسمة لؤلفراد أك القطاعات بكل أنواعها‬

‫‪ -‬له سلطة العفو عن العقوبة أك تخفيفها على الجناة ‪.‬‬

‫‪ -‬له الحق في التعيين في الوظائف العامة للدكلة كتعيين من في مرتبة‬

‫الوزراء كرؤساء الجامعات كالمصالح العامة كنواب الوزراء كمن في‬

‫المرتبة الممتازة ‪.‬‬

‫‪ -‬له الحق في تعيين في الوظائف العامة للدكلة كتعيين من في مرتبة‬

‫الوزراء كرؤساء الجامعات كالمصالح العامة كنواب الوزراء كمن في‬

‫المرتبة الممتازة ‪.‬‬

‫‪ -‬له الحق في تعيين قضاة المحكمة العليا كالمحكمة العليا اإلدارية‬

‫كأعضاء السلك القضائي كمن في حكمهم مثل أعضاء هيئة التحقيق‬

‫كاإلدعاء العاـ كإنهاء خدماتهم ‪.‬‬

‫‪ -‬له الحق في إصدار لوائح الضبط اإلدارم كاللوائح التنفيذية كلوائح‬

‫الضركرة طبقا للنظاـ األساسي للحكم كما يحق له إصدار التوجيهات‬

‫السامية في أم موضوع متعلق بتوجيه السياسية العامة للدكلة كاإلشراؼ‬


‫(ُ)‬
‫عليها ‪.‬‬

‫‪ -‬له الحق في إعبلف حالة الطوارئ كالتعبئة العامة كالحرب ‪.‬‬

‫(‪ )1‬األيٍُ أدًذ ‪ ،‬انشىري انًفزرٌ عهُهب ‪ ،‬جذح ‪ ،‬يكزجخ دار انًغجىعبد انذذَضخ ‪ ،‬ط‪1111 ، 1‬هـ ‪.‬‬

‫‪-41-‬‬
‫كباعتبارق رئيسان لمجلس الوزراء فإف له سلطات داخلية تسمى سلطات‬

‫الملك كفقان لنظاـ مجلس الوزراء الصادر عاـ ُُْْهػ كهي على النحو‬

‫التالي ‪:‬‬

‫ُ‪ -‬رئاسة المجلس في جلساته كإف تعذر ذلك فينيب أحد نائبيه ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬تعيين نائب لرئيس مجلس الوزراء كالوزراء كإعفائهم بأمر ملكي ‪.‬‬

‫ّ‪ -‬العمل على التنسيق كالتخطيط بين مصالح الدكلة كجميع الوزارات‬

‫كالرقابة كاإلشراؼ عليها كعلى المجلس ‪.‬‬

‫ْ‪ -‬متابعة كمراقبة كل ما يصدر من المجلس من أنظمة كلوائح كقرارات‬

‫كمتابعة تنفيذ الخطة العامة للتنمية ‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬له األحقية في إصدار اللوائح الداخلية لبعض الهيئات الحكومية كهيئة‬

‫الرقابة كالتحقيق كهيئة التأديب كديواف كالمراقبة العامة ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬الهيئات المستقلة التابعة لمجلس الوزراء تخضع مباشرة للرئيس‬

‫كديواف المظالم ‪.‬‬

‫املطلب الجاىي ‪:‬سلطات امللك يف اجملال اخلارجي للدولة ‪- :‬‬


‫ُ‪ -‬للملك سلطة التفاكض باسم دكلته مع الدكؿ األخرل كله أف يمارس‬

‫هذق السلطة بنفسه أك يفوض غيرق في ممارسته لها عن طريق خطابات‬


‫(ُ)‬
‫تفويض تعد بهذا الخصوص ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬الملك هو من يعتمد ممثلي الدكؿ لدل المملكة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أدًذ ددالٌ ‪ .‬انسُبسخ انذاخهُخ نهًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬دار انشروق ‪ ،‬ط‪1131 ، 1‬و ‪ .‬ص‪11‬‬

‫‪-42-‬‬
‫ّ‪ -‬للملك سلطة إرساؿ رؤساء البعثات الدبلوماسية الذين يمثلونه‬

‫شخصيا أك يمثلوف الدكلة عند الدكؿ األخرل كما يستقبل مبعوثي‬

‫الملوؾ كالرؤساء كحكاـ الدكؿ الصديقة ‪.‬‬

‫ْ‪ -‬منح امتيازات االستثمار التي لها عبلقة بالدكلة ‪.‬‬

‫املطلب الجالح ‪ :‬قزارات امللك ‪- :‬‬


‫كما أسلفنا فالملك هو رئيس الدكلة كرئيس مجلس الوزراء‬

‫ك مرجع لجميع سلطات الدكلة كبالتالي فإف القرارات التي يتخذها تعتبر‬
‫(ُ)‬
‫قرارات إدارية تأخذ األشكاؿ التالية ‪:‬‬

‫ُ‪ -‬المرسوـ الملكي ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬األمر الملكي ‪.‬‬

‫ّ‪ -‬األمر السامي ‪.‬‬

‫ْ‪ -‬التوجيه الملكي ‪.‬‬

‫كيأتي تفصيلها فيما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬املزسوو امللكي ‪-:‬‬

‫المرسوـ الملكي هو قرار إدارم يعبر عن إرادة الملك بصفته‬

‫رئيسان للدكلة كيصدر على شكل قرار مكتوب كبطريقة معينة في شأف من‬

‫شؤكف الدكؿ سواء أكانت هذق الشؤكف داخلية أـ خارجية كتكوف هذق‬

‫الموافقة بعد إطبلع مجلس الوزراء كمجلس الشورل أم بمعنى أنه سبق‬

‫كأف تم بحثها عن طريق هذين المجلسين على هذق الشركط كمن أمثلة‬

‫المراسيم الملكية ‪:‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬يذًذ انمذغبٍَ ‪ ،‬يرجع سبثك ص‪113-117‬‬

‫‪-43-‬‬
‫ُ‪ -‬المعاهدات الدكلية كاالتفاقيات بين الدكؿ ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬إصدار األنظمة أك تعديلها ‪.‬‬

‫ب‪ -‬األمز امللكي ‪:‬‬


‫األمر الملكي هو قرار إدارم يعبر عن إرادة الملك المنفردة التي‬

‫تصدر بشكل مكتوب كمصاغ بطريقة معينة في شأف أك أمر من األمور‬

‫دكف تدخل مجلس الوزراء كمجلس الشورل ‪.‬‬

‫كمن األمثلة على األكامر الملكية ‪-:‬‬

‫ُ‪ -‬تعيين الوزراء كنوابهم ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬تعيين نواب رئيس مجلس الوزراء ‪.‬‬

‫ّ‪ -‬تعيين القضاة ‪.‬‬

‫ْ‪ -‬تعيين الضباط كإعفاؤهم من مناصبهم ‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬إصدار النظاـ الداخلي لمجلس الوزراء ‪.‬‬

‫ج‪ -‬األمز الشامي ‪- :‬‬


‫األمر السامي هو إرادة الملك بصفته رئيسا لمجلس الوزراء كالتي‬

‫يعبر عنها في شأف من شؤكف الدكلة كيكوف هذا التعبير إما شفهيان أك‬

‫كتابيان للتأكد من صحة كصبلحيات ما يتخذ كيتفق عليه من قرارات‬

‫معينة‬

‫كمن األمثلة على األمور السامية ما يلي ‪:‬‬

‫ُ‪ -‬اعتماد القرارات التي لها ارتباط باإلصبلح اإلدارم ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬الموافقة على تنفيذ األحكاـ القضائية ‪.‬‬

‫‪-44-‬‬
‫ّ‪ -‬منع التدخين في أماكن العمل ‪.‬‬

‫د‪ -‬التوجيُ امللكي ‪-:‬‬

‫هو إرادة الملك المتعلقة بتوجيه السياسة العامة للدكلة كالتي‬

‫يعبر عنها شفهيان أك كتابيان كال يكوف له شكل معين بل يكوف حسب‬

‫المناسبات كاألحواؿ كتصدر عنه بصفته رئيسا للسلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫كمن أمثلة التوجيهات الملكية ما يلي ‪:‬‬

‫ُ‪ -‬تفقد أحواؿ الرعية ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬متابعة النشاطات الدكلة كأعماؿ األجهزة الحكومية ‪.‬‬


‫(ُ)‬
‫ّ‪ -‬التوجيه الصادر ألحد الوزراء في شاف سياسة كزارته ‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬يذًذ انمذغبٍَ ‪ ،‬يرجع سبثك‬

‫‪-45-‬‬
‫املطلب الزابع ‪ :‬أشـكال ىظـاو احلـكه‬
‫إف شػكل نظػاـ الحػكم في اإلسػبلـ (الخػبلفة) متميزنا عن أشكاؿ الحكم‬

‫المعركفة في العالم‪ ,‬سػواء أكاف في األساس الذم يقوـ عليه‪ ,‬أـ‬

‫باألفكػار كالمفاهيم كالمقاييس كاألحػكاـ التي ترعى بمقتضػاها‬

‫الشػؤكف‪ ,‬أـ بالدسػتور كالقػوانين التي يضػعها موضع التطػبيق‬

‫كالتنفيذ‪ ,‬أـ بالشػكل الذم تتمثل به الدكلة اإلسبلمية‪ ,‬كالذم تتميز به‬

‫أجمع‪)1(:‬‬ ‫عن جميع أشػكاؿ الحكم في العالم‬

‫فهو ليس نظامان ملكيان‪ ,‬كال يقر النظاـ الملكي‪ ,‬كال يشبه النظاـ الملكي؛‬

‫كذلك ألنه في النظاـ الملكي يصبح االبن ملكان بالوراثة‪ ,‬كال عبلقة لؤلمة‬

‫بذلك‪ .‬أما في نظاـ الخبلفة فبل كراثة‪ ,‬بل إف بيعة األمة هي الطريقة‬

‫لنصب الخليفة‪ .‬ككذلك فإف النظاـ الملكي يخص الملك بامتيازات‬

‫كحقوؽ خاصة ال تكوف ألحد سواق من أفراد الرعية‪ ,‬كيجعله فوؽ القانوف‪,‬‬

‫كرمزان لؤلمة‪ :‬يملك كال يحكم كما في بعض األنظمة الملكية‪ ,‬كيملك‬

‫كيحكم متصرفان بالببلد كالعباد على هواق كما في أنظمة ملكية أخرل‪,‬‬

‫كيمنع ذاته من أف تمس مهما أساء كظلم‪ .‬أما في نظاـ الخػبلفة فبل‬

‫يخص الخليفة بأية امتيازات تجعله فوؽ الرعية على النحو الملكي‪ ,‬أك‬

‫حقوؽ خاصة تميزق في القضاء عن أم فرد من أفراد األمة‪ ,‬كما أنه ليس‬

‫رمزان لها بالمعنى ال مذكور في النظاـ الملكي‪ ,‬بل هو نائب عن األمة في‬

‫الحكم كالسلطاف اختارته كبايعته ليطبق عليها شرع اهلل‪ ,‬كهو مقيد في‬

‫(‪ )1‬ضُبء انذٍَ انرَس ‪ ،‬انُظرَبد انسُبسُخ اإلساليُخ ‪ ،‬دار انزراس ‪ ،‬ط‪1171 ، 7‬و‬

‫‪-46-‬‬
‫جميع تصرفاته كأحكامه كرعايته لشؤكف األمة كمصالحها باألحكاـ‬

‫الشرعية‪.‬‬

‫ككذلك هو ليس نظامان إمبراطوريان‪ ,‬إذ إف النظاـ اإلمبراطورم بعيد عن‬

‫اإلسبلـ كل البعد‪ .‬فاألقاليم التي يحكمها اإلسبلـ ‪-‬كإف كانت مختلفة‬

‫األجناس‪ ,‬كترجع إلى مركز كاحد‪ -‬فإنه ال يحكمها بالنظاـ‬

‫(اإلمبراطورم) بل بما يناقض النظاـ (اإلمبراطورم)؛ ألف النظاـ‬

‫(اإلمبراطورم) ال يساكم بين األجناس في أقاليم (اإلمبراطورية) بالحكم‪,‬‬

‫بل يجعل ميزة لمركز (اإلمبراطورية) في الحكم كالماؿ كاالقتصاد‪.‬‬

‫كطريقة اإلسبلـ في الحكم هي أنه يسوم بين المحكومين في جميع‬

‫أجزاء الدكلة‪ ,‬كينكر العصبيات الجنسية‪ ,‬كيعطي لغير المسلمين الذين‬

‫يحملوف التابعية ح قوؽ الرعية ككاجباتها كفق أحكاـ الشرع‪ ,‬فلهم ما‬

‫للمسلمين من اإلنصاؼ‪ ,‬كعليهم ما على المسلمين من االنتصاؼ‪ ,‬بل هو‬

‫أكثر من ذلك ال يجعل ألم فرد من أفراد الرعية أماـ القضاء ‪-‬أيان كاف‬

‫مذهبه‪ -‬من الحقوؽ ما ليس لغيرق كلو كاف مسلمان‪ ,‬فهو بهذق المساكاة‬

‫يختلف عن (اإلمبراطورية) كهو بهذا النظاـ ال يجعل األقاليم مستعمرات‪,‬‬

‫كال مواضع استغبلؿ‪ ,‬كال منابع تصب في المركز العاـ لفائدته كحدق‪ ,‬بل‬

‫يجعل األقاليم كلها كحدة كاحدة مهما تباعدت المسافات بينها‪ ,‬كتعددت‬

‫أجناس أهلها‪ ,‬كيعتبر كل إقليم جزءان من جسم الدكلة‪ ,‬كألهله سائر‬

‫الحقوؽ التي ألهل المركز‪ ,‬أك ألم إقليم آخر‪ ,‬كيجعل سلطة الحكم‬

‫كافةن‪)1(.‬‬ ‫كنظامه كتشريعه كلها كاحدة في األقاليم‬

‫(‪ )1‬ضُبء انذٍَ انرَس ‪ ،‬انُظرَبد انسُبسُخ اإلساليُخ ‪ ،‬دار انزراس ‪ ،‬ط‪1171 ، 7‬و‬

‫‪-47-‬‬
‫كهو ليس نظامان اتحاديان تنفصل أقاليمه باالستقبلؿ الذاتي كتتحد في‬

‫الحكم العاـ‪ ,‬بل هو نظاـ كحدة‪ ,‬تعتبر فيه مراكػش في المغرب‪,‬‬

‫كخراساف في المشرؽ‪ ,‬كما تعتبر مديرية الفيوـ إذا كانت العاصمة‬

‫اإلسبلمية هي القاهرة‪ .‬كتعتبر مالية األقاليم كلها مالية كاحدة‪,‬‬

‫كميزانية كاحدة‪ ,‬تنفق على مصالح الرعية كلها‪ ,‬بغض النظر عن‬

‫الواليات‪ .‬فلو أف كالية كانت كارداتها ضعف حاجاتها‪ ,‬فإنه ينفق عليها‬

‫بقدر حاجاتها‪ ,‬ال بقدر كارداتها‪ .‬كلو أف كالية لم تكف كارداتيها حاجاتًها‬

‫فإنه ال ينظػر إلى ذلك‪ ,‬بل ينفػق عليها من الميزانية العامة بقدر‬

‫تفً‪)1(.‬‬ ‫حاجاتها‪ ,‬سواء أكفت كارداتها بحاجاتها أـ لم‬

‫كهو ليس نظامان جمهوريان‪ :‬فإف النظاـ الجمهورم أكؿ ما نشأ كاف ردة‬

‫فعل على طغياف النظاـ الملكي‪ ,‬حيث كانت للملك السيادة كالسلطاف‬

‫يحكم كيتصرؼ بالببلد كالعباد كما يريد كيهول‪ ,‬فهو الذم يضع‬

‫التشريع كما يريد‪ .‬فجاءت األنظمة الجمهورية‪ ,‬كنقلت السيادة كالسلطاف‬

‫للشعب فيما سمي بالديمقراطية‪ .‬فصار الشعب هو الذم يضع قوانينه‬

‫فيحلل كيحرـ‪ ,‬كيحسن كيقبح‪ .‬كصار الحكم بيد رئيس الجمهورية‬

‫ككزرائه في النظاـ الجمهورم الرئاسي‪ ,‬كبيد مجلس الوزراء في النظاـ‬

‫الجمهورم البرلماني (كيكوف مثل هذا ‪-‬أم الحكم بيد مجلس الوزراء‪ -‬في‬

‫األنظمة الملكية التي نيزعت صبلحية الحكم فيها من الملك حيث بقي‬

‫رمزنا يملك كال يحكم‪.‬‬

‫(‪ )1‬صبدق يذًذ ‪ :‬رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬يعهذ اإلدارح ‪ ،‬انرَبض ‪1131 ،‬هـ‬

‫‪-48-‬‬
‫كأما في اإلسبلـ‪ ,‬فالتشريع ليس للشعب‪ ,‬بل هو هلل كحدق‪ ,‬كال يحق ألحد‬

‫أف يحلل أك يحرـ من دكف اهلل ‪.‬‬

‫كجىعٍل التشريع للبشر هو جريمة كبرل في اإلسبلـ‪ .‬كلما نزلت األية‬

‫الكريمة {ا ىتٌخىذيكاٍ أىحٍبىارىهيمٍ كىريهٍبىانىهيمٍ أىرٍبىابان مًٌن ديكفً اللٌهً} ‪ ,‬فسرها‬

‫الرسوؿ صلى اهلل عليه كسلم بأف األحبار كالرهباف كانوا ييشرًٌعوف‬

‫فيحللوف كيحرموف للناس فيطيعونهم‪ ,‬كهذا هو اتخاذهم أربابان من دكف‬

‫اهلل كما بيٌىن ذلك رسوؿ اهلل صلى اهلل عليه كسلم في تفسيرق لآلية‬

‫الكريمة؛ للداللة على عظم جريمة مىنٍ يحلل كيحرـ من دكف اهلل سبحانه‪.‬‬

‫أخرج الترمذم من طريق عىدًمٌ ابن حاتم قاؿ‪« :‬أتيت النبي صلى اهلل عليه‬

‫كسلم كفي عنقي صليب من ذهب‪ ,‬فقاؿ يا عدم اطرح عنك هذا الوثن‪.‬‬

‫كسمعته يقرأ في سورة براءة {ا ىتٌخىذيكاٍ أىحٍبىارىهيمٍ كىريهٍبىانىهيمٍ أىرٍبىابان مًٌن ديكفً‬

‫اللٌهً} ‪ ,‬قاؿ‪ :‬أىمىا إنهم لم يكونوا يعبدكنهم‪ ,‬كلكنهم كانوا إذا أحلوا لهم‬

‫شيئنا استحلوق‪ ,‬كإذا حرٌموا عليهم شيئنا حرٌموق ‪.‬‬

‫كما أف الحكم في اإلسبلـ ليس عن طريق مجلس كزراء ككزراء لهم‬

‫اختصاصات كصبلحيات كميزانيات منفصلة عن بعضها‪ ,‬قد تزيد هذق‬

‫كتنقص تلك‪ ,‬فبل ينقل الفائض من هذق إلى تلك إال بإجراءات كثيرة‬

‫مطوٌىلة‪ ,‬ما يسبب تعقيداتو في حل مصالح الناس؛ لتداخل عدة كزارات في‬

‫المصلحة الواحدة‪ ,‬بدؿ أف تكوف مصالح الناس ضمن جهاز إدارم كاحد‬

‫يجمعها‪ .‬ففي النظاـ الجمهورم يجزٌىأ الحكم بين الوزارات‪ ,‬كيجمعها‬

‫مجلس كزراء يملك الحكم بشكل (جماعي)‪ .‬كفي اإلسبلـ ال يوجد مجلس‬

‫‪-49-‬‬
‫كزراء بيدق الحكم بمجموعه (على الشكل الديمقراطي)‪ ,‬بل إف الخليفة هو‬

‫الذم تبايعه األمة ليحكمها بكتاب اهلل كسنة رسوله ‪.‬‬

‫كالخليفة يعين له معاكنين (كزراء تفويض) يعاكنونه في تحمل أعباء‬

‫الخػبلفة‪ ,‬فهم كزراء بالمعنى اللغوم‪ ,‬أم معاكنوف للخليفة فيما‬

‫له‪)1(.‬‬ ‫ييعىػيًٌػنيػهم‬

‫كنظاـ الحكم في اإلسبلـ ليس ديمقراطيان بالمعنى الحقيقي للديمقراطية‪,‬‬

‫من حيث إف التشريع للشعب‪ ,‬يحلل كيحرـ‪ ,‬يحسن كيقبح‪ .‬كمن حيث عدـ‬

‫التقيد باألحكاـ الشرعية باسم الحريات‪ .‬كالكفار يدركوف أف المسلمين‬

‫لن يقبلوا الديمقراطية بمعناها الحقيقي هذا؛ لذلك فإف الدكؿ الكافرة‬

‫المستعمًرة (كبخاصة أميركا اليوـ) تحاكؿ تسويقها في ببلد المسلمين‪,‬‬

‫بإدخالها عليهم من باب التضليل‪ ,‬بأف الديمقراطية هي آلية انتخاب‬

‫الحاكم‪ ,‬فتراهم يدغدغوف مشاعر المسلمين بها‪ ,‬مركًٌزين على انتخاب‬

‫الحاكم؛ إلعطاء صورة مضللة للمسلمين‪ ,‬كأف األمر األساس في‬

‫الديمقراطية هو انتخاب الحاكم‪ .‬كألف ببلد المسلمين مبتبلة بالبطش‬

‫كالظلم كتكميم األفواق كالكبت (كالديكتاتورية) سواء أكاف في األنظمة‬

‫المسماة ملكية أـ جمهورية؛ نقوؿ ألف ببلد المسلمين مبتبلة بهذا‪ ,‬فقد‬

‫سىهيل على الكفار تسويق الديمقراطية في ببلد المسلمين من حيث إنها‬

‫انتخاب الحكاـ‪ ,‬كلفٌوا كداركا على الجزء األساس فيها‪ ,‬كهو أف يصبح‬

‫التشريع كالتحليل كالتحريم للبشر كليس لرب البشر‪ ,‬حتى إف بعض‬

‫(اإلسبلميين‪ ,‬بل كالمشايخ منهم) أىخىذكا بهذق الخدعة بحسن نية أك بسوء‬

‫(‪ )1‬صبدق يذًذ ‪ :‬رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬يعهذ اإلدارح ‪ ،‬انرَبض ‪1131 ،‬هـ‬

‫‪-50-‬‬
‫نية‪ ,‬فإذا سألتهم عن الديمقراطية أجابوؾ بجوازها على اعتبار أنها‬

‫انتخاب الحاكم‪ ,‬كسيٌئو النية منهم يلفٌوف كيدكركف مبتعدين عن المعنى‬

‫الحقيقي الذم كضعه لها أهلها من كونها تعني السيادة للشعب يشرع ما‬

‫يشاء برأم األغلبية‪ ,‬يحلل كيحرـ‪ ,‬يحسن كيقبح ‪ ,‬كأف الفرد (حرٌ) في‬

‫تصرفاته يفعل ما يشاء‪ ,‬يشرب خمران‪ ,‬يزني‪ ,‬يرتد‪ ,‬يشتم المقدسات‬

‫كيسبها‪ ,‬تحت مسمى الديمقراطية كحرياتها‪ .‬هذق هي الديمقراطية‪ ,‬كهذا‬

‫كاقعها كمدلولها كحقيقتها‪ ,‬فكيف لمسلم يؤمن باإلسبلـ أف يتجرأ على‬

‫القوؿ بأف الديمقراطية تجوز‪ ,‬أك أنها من اإلسبلـ؟!‬

‫أما موضوع اختيار األمة للحاكم‪ ,‬أم اختيار الخليفة‪ ,‬فهو أمر منصوص‬

‫عليه‪ .‬فالسيادة في اإلسبلـ للشرع‪ ,‬كلكن البيعة من الناس للخليفة شرط‬

‫أساس ليص بح خليفةن‪ .‬كقد كاف انتخاب الخليفة يمارىس في اإلسبلـ في‬

‫الوقت الذم كاف العالم يعيش في ظبلـ الديكتاتورية كطغياف الملوؾ‪.‬‬

‫كالمتتبع لكيفية اختيار الخلفاء الراشدين‪ :‬أبي بكر كعمر كعثماف كعلي‪,‬‬

‫رضي اهلل عنهم‪ ,‬يرل بكل كضوح كيف كانت تتم لهم بيعة أهل الحل‬

‫كالعقد كممثلي المسلمين؛ حتى يصبح الواحد منهم خليفةن تجب له‬

‫الطاعة على المسلمين‪ .‬لقد دار عبد الرحمن بن عوؼ رضي اهلل عنه الذم‬

‫ككًٌل بمعرفة رأم ممثلي المسلمين (كهم أهل المدينة)‪ ,‬دار عليهم يسأؿ‬

‫هذا كذاؾ‪ ,‬كيمر على هذا البيت كذاؾ‪ ,‬كيسأؿ الرجاؿ كالنساء ليرل من‬

‫يختاركف من المرشحين للخػبلفة‪ ,‬إلى أف استقر رأم الناس في نهاية‬

‫بيعته‪)1(.‬‬ ‫األمر على عثماف كتمت‬

‫(‪ )1‬صبدق يذًذ ‪ :‬رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ‪ ،‬يعهذ اإلدارح ‪ ،‬انرَبض ‪1131 ،‬هـ‬

‫‪-51-‬‬
‫كالخػبلصة‪ ,‬إف الديمقراطية نظاـ كفر‪ ,‬ليس ألنها تقوؿ بانتخاب‬

‫الحاكم‪ ,‬فليس هذا هو الموضوع األساس‪ ,‬بل ألف األمر األساس في‬

‫الديمقراطية هو جعل التشريع للبشر كليس هلل رب العالمين‪ ,‬كاهلل‬

‫حكٍمي إًالٌى لًلٌه} ‪ ,‬كيقوؿ كذلك سبحانه كتعالى‪:‬‬


‫سبحانه يقوؿ‪ {:‬إًفً ا ٍل ي‬

‫{ ىفبلى كىرى ًبٌكى الى يي ٍؤمًنيوفى حى ىتٌىى ييحى ًكٌميوؾى فًيمىا شىجىرى بى ٍينىهيمٍ ثيمٌى الى يىجًديكاٍ فًي‬

‫ضيٍتى كى ييسى ًلٌميواٍ ىتسٍلًيمان} ‪ ,‬كاألدلة متضافرة مشهورة‬


‫أىن يفسًهًمٍ حىرىجان مًٌمٌىا ىق ى‬

‫على كوف التشريع هلل كحدق‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى ما تقررق الديمقراطية من حريات شخصية‪ ,‬يفعل‬

‫الرجل كالمرأة ما يشاءكف دكنما شأف لهم بحبلؿ أك حراـ‪ ,‬ككذلك‬

‫الحريات الدينية من ردة كتبديل دين دكنما قيد‪ ,‬ثم حرية الملكية التي‬

‫يستغل القوم فيها الضعيف بشتى الوسائل فيزداد الغني غنىن كالفقير‬

‫فقران‪ ,‬ككذلك حرية الرأم‪ ,‬ليس في قوؿ الحق‪ ,‬بل إنها ضد مقدسات‬

‫األمة‪ ,‬حتى إنهم يعتبركف الذين يتطاكلوف على اإلسبلـ تحت مسمى حرية‬

‫الرأم‪ ,‬يعتبركنهم من جهابذة الرأم الذين يغدقوف عليهم الجوائز‪.‬‬

‫كعليه فإف نظاـ الحكم في اإلسبلـ (الخػبلفة) ليس نظامان ملكيان‪ ,‬كال هو‬

‫إمبراطوريان‪ ,‬كليس نظامان اتحاديان‪ ,‬كال جمهوريان‪ ,‬كال ديمقراطيان‪ ,‬كما‬

‫بيٌىػنٌاق فيما سبق ‪.‬‬

‫‪-52-‬‬
‫املبحح الجاىي ‪ :‬طبيعة احلكه يف املنلكة العزبية الشعودية ‪.‬‬
‫متَيد ‪ :‬فإف من أعظم مطالب الشعوب اإلسبلمية منذ نىعًمت باالستقبلؿ عن‬

‫االحتبلؿ الغربي ‪ :‬أف تيحكم بشريعة اهلل سبحانه كتعالى التي كرٌىمها بها‬

‫موالها عز كجل كميزها بها عن سائر األمم ‪ ,‬كقد ظهر هذا المطلب جليا‬

‫من خبلؿ إقباؿ الناس على تأييد الدعوات كالحركات كاألحزاب التي‬

‫تتبنى المطالبة بتطبيق الشريعة في سائر أرجاء العالم اإلسبلمي ‪.‬‬

‫كحاكلت العديد من القول السياسية التي تتبنى الطرح العلماني‬

‫كالتحررم التأثير على التوجهات الشعبية لتنحية مطالباتها بتحكيم‬

‫الشريعة في ببلدها أك تأجيلها مستعينة على ذلك بالتهويل اإلعبلمي‬

‫العالمي الذم يتبنى تخويف العالم من اإلسبلـ كتصوير الشريعة اإلسبلمية‬

‫على أنها حجر عثرة أماـ االنفتاح السياسي كالعدالة االجتماعية كالحوار‬

‫الحضارم ‪)ُ(.‬‬

‫كهذا األمر هو ما حدا ببعض الحركات اإلسبلمية كعدد من قادة العمل‬

‫السياسي اإلسبلمي إلى تخفيف لغة المطالبة بتطبيق الشريعة كاالنصراؼ‬

‫إلى مصطلحات علمانية النشأة كالدكلة المدنية كالتي يقيدكنها بكوف‬

‫مرجعيتها الشريعة اإلسبلمية ‪.‬‬

‫كهم بهذا التخفيف من لهجة المطالبة بتطبيق الشريعة اإلسبلمية‬

‫‪,‬كاستخداـً المصطلحات العلمانية األصل في تقرير مطالباتهم ‪,‬يقصدكف‬

‫النأم عن فهم الدكلة التي يدعوف إليها بالمفهوـ الثيوقراطي للدكلة‬

‫(‪ )1‬صذُخ انجخبرٌ ثشرح فزخ انجبرٌ ‪.1131 .‬‬


‫‪ -‬صذلخ َذًُ فبضم ‪ ،‬يجبدئ عهى انسُبسخ ‪ ،‬دار انعهى ‪1111 ،‬و‬
‫‪ -‬ضُبء انذٍَ انرَس ‪ ،‬انُظرَبد انسُبسُخ اإلساليُخ ‪ ،‬دار انزراس ‪ ،‬ط‪1171 ، 7‬و‬

‫‪-53-‬‬
‫الدينية كالذم هو في أصله مفهوـ ال تقرق الشريعة اإلسبلمية ‪,‬كليس‬

‫كاردان عليها أبدا‪ ,‬لكنهم بهذا المسلك كإف شاركناهم في حسن مقصدق‬

‫يقعوف في محظور أكثر خطرا ‪ ,‬كهو ‪ :‬جعل الشريعة اإلسبلمية مجرد‬

‫مرجع للنظاـ كليست حاكمة عليه ‪ .‬كيبدك لي أف من أسباب الوقوع في‬

‫مثل هذا الخطأ غياب األنموذج المعاصر للنظاـ الذم يطبق الشريعة‬

‫اإلسبلمية عن أذهاف هؤالء المنادين في هذق األياـ بالحكم اإلسبلمي‬

‫لببلدهم‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬ىظاو احلكه يف االسالو ‪.‬‬


‫اعتر االسبلـ مبدأ للدكلة كالمجتمع كالحياة جعل الدكلة كالحكم جزءنا‬
‫منه‪ ,‬كأمر المسلمين بأف يقيموا الدكلة كالحكم‪ ,‬كأف يحكموا بأحكاـ‬
‫اإلسبلـ‪ .‬كقد نزلت عشرات اآليات في القرآف الكريم في الحكم كالسلطاف‬
‫تأمر المسلمين بالحكم بما أنزؿ اهلل‪ .‬قاؿ اهلل تعالى‪{ :‬فاحكم بينهم بما‬
‫أنزؿ اهلل كال تتبع أهواءهم عمٌا جاءؾ من الحق} كقاؿ‪{ :‬كأفً احكمٍ‬
‫بينهم بما أنزؿ اهلل كال تتبع أهواءهم كأحذرهم أف يفتنوؾ عن بعض ما‬
‫أنزؿ اهلل إليك} كقاؿ‪{ :‬كمن لم يحكم بما أنزؿ اهلل فأكلئك هم‬
‫الكافركف} كقاؿ‪ { :‬كمن لم يحكم بما أنزؿ اهلل فأكلئك هم الظالموف}‬
‫كقاؿ‪ { :‬كمن لم يحكم بما أنزؿ اهلل فأكلئك هم الفاسقوف} كقاؿ‪{ :‬فبل‬
‫كربك ال يؤمنوف حتى يحكًٌموؾ فيما شجر بينهم ثم ال يجدكا في‬
‫أنفسهم حرجان مما قضيت كيسلموا تسليمان} كقاؿ‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫أطيعوا اهلل كأطيعوا الرسوؿ كأكلي األمر منكم} كقاؿ‪{ :‬كإذا حكمتم بين‬
‫الناس أف تحكموا بالعدؿ} ‪ .‬كغيرها من عشرات اآليات المتعلقة‬
‫بالحكم من حيث هو حكم كسلطاف‪ ,‬كهناؾ اآليات الكثيرة الدالة على‬
‫تفصيبلت حوادث الحكم‪ .‬فهناؾ آيات التشريع الحربي‪ ,‬كالتشريع السياسي‪,‬‬
‫كالتشريع الجنائي‪ ,‬كالتشريع االجتماعي‪ )ُ(,‬كالتشريع المدني كغير ذلك‬

‫(‪ )1‬ثراهُى انشجىط‪ ،‬انذكىيخ اإلساليُخ وآنُبد انشىري‪ ،‬ثغذاد‪ ،‬رًىز‪.1111‬‬

‫‪-54-‬‬
‫من التشريعات‪ .‬قاؿ تعالى‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من‬
‫الكفار كليجدكا فيكم غلظة} كقاؿ‪{ :‬فإمٌا تثقفنٌهم في الحرب فشرٌد بهم‬
‫مىن خلفهم لعلهم يذٌكٌىركف ‪ ,‬كإما ىتخىافنٌى من قوـ خيانة فانبذ إليهم على‬
‫سواء} كقاؿ‪{ :‬كإف جنحوا للسىلٍم فاجنح لها كتوكل على اهلل} كقاؿ‪:‬‬
‫{يا أيها الذين آمنوا أكفوا بالعقود} كقاؿ‪{ :‬كال تأكلوا أموالكم بينكم‬
‫بالباطل كتدلوا بها إلى الحكاـ لتأكلوا فريقان من أمواؿ الناس باإلثم‬
‫كأنتم تعلموف} كقاؿ‪{ :‬كلكم في القًصىاصً حياة يا أكلي األلباب}‬
‫كسىبا نىكىاالن من اهلل}‬
‫كقاؿ‪{:‬كالسارؽ كالسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما ى‬
‫كقاؿ‪{ :‬فإف أرضعن لكم فآتوهن أجورهن} كقاؿ‪{ :‬لينفق ذك سعة من‬
‫سعته كمن قيدًر عليه رزقه فلينفق مما آتاق اهلل} كقاؿ‪{ :‬خذ مًن أموالهم‬
‫صدقة تيطىهًٌريهيمٍ} ‪.‬‬

‫كهكذا نجد الخطوط العريضة للتشريع المدني‪ ,‬كالعسكرم‪ ,‬كالجنائي‪,‬‬


‫كالسياسي‪ ,‬كللمعامبلت كاضحة في مئات اآليات‪ ,‬فضبلن عن الكثرة الوافرة‬
‫من األحاديث الصحيحة‪ .‬ككلها أينزلت للحكم بها كلتطبيقها كتنفيذها‪.‬‬
‫كقد طيبقت بالفعل في الواقع العملي أياـ الرسوؿ صلى اهلل عليه كسلم‪,‬‬
‫كأياـ الخلفاء الراشدين‪ ,‬كمن أتى بعدهم من حكاـ المسلمين‪ .‬مما يدؿ‬
‫داللة كاضحة على أف اإلسبلـ نظاـ للحكم كالدكلة‪ ,‬كللمجتمع كالحياة‪,‬‬
‫كلؤليمة كاألفراد‪ .‬كما يدؿ على أف الدكلة ال تملك الحكم إال إذا كانت‬
‫تسير كفق نظاـ اإلسبلـ‪ .‬كال يكوف لئلسبلـ كجود إال إذا كاف حيان في‬
‫دكلة تينفذ أحكامه‪ .‬فاإلسبلـ دين كمبدأ كالحكم كالدكلة جزء منه‪,‬‬
‫كالدكلة هي الطريقة الشرعية الوحيدة التي كضعها اإلسبلـ لتطبيق‬
‫أحكامه كتنفيذها في الحياة العامة‪ .‬كال يوجد اإلسبلـ كجودان حيان إال إذا‬
‫كانت له دكلة تطبقه في جميع األحواؿ‪ .‬كهي دكلة سياسية بشرية‪,‬‬
‫كليست دكلة إلهية ركحية‪ ,‬كليس لها قىداسة‪ ,‬كال لرئيسها صفة‬
‫العصمة(ُ)‬
‫الحكم في اإلسبلـ هو النظاـ الذم يبيٌن شكل الدكلة كصفتها‪ ,‬كقواعدها‬

‫(‪ )1‬انشُخ يذًذ رشُذ رضب ‪ ،‬رفسُر انًُبر ‪ ،‬دار انًعرفخ نهغجبعخ وانُشر ‪ ،‬ثُرود ‪ ،‬ثذوٌ ربرَخ ‪.‬ص‪111‬‬

‫‪-55-‬‬
‫كأركانها كأجهزتها‪ ,‬كاألساس الذم تقوـ عليه‪ ,‬كاألفكار كالمفاهيم‬
‫كالمقاييس التي ترعى الشؤكف بمقتضاها‪ .‬كالدستور كالقوانين التي‬
‫تطبقها ‪.‬‬

‫كهو نظاـ خاص متميٌز‪ ,‬لدكلة خاصة متميزة‪ ,‬يختلف عن جميع‬


‫نظمة الحكم الموجودة في العالم اختبلفان كل ٌيان ‪ ,‬سواء في األساس التي‬
‫تقوـ عليه هذق األنظمة‪ ,‬أك في األفكار كالمفاهيم كالمقاييس التي تيرعى‬
‫الشؤكف بمقتضاها‪ ,‬أك في األشكاؿ التي تتمثل بها‪ ,‬أك في الدساتير‬
‫كالقوانين التي تطبقها‪)ُ(.‬‬

‫املطلب الجاىي ‪ :‬املبادئ واألسص اليت يكوو عليُ ىظاو احلكه يف املنلكة العزبية‬
‫الشعودية‪.‬‬

‫كقد رأيت في النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية السعودية‪,‬‬


‫تجربةن فريدةن ال نظير لها اليوـ في جميع ببلد المسلمين ‪,‬من حيث فهم‬
‫هذق التجربة للمكاف الصحيح للشريعة اإلسبلمية من النظاـ ‪ ,‬كهو مكاف‬
‫الحاكم كالمهيمن ‪ ,‬كتأثيريها في جميع مفاصله تأثيران لم يحيل دكف‬
‫تغطية هذا النظاـ لجميع احتياجات اإلنساف المتاحة شرعا ‪ ,‬كما ال يحوؿ‬
‫دكف أف تأخذ الدكلة بجميع مكوناتها مكانىها البلئق بها عالميا كإقليميا ‪.‬‬

‫فكاف إبراز هذق التجربة أماـ علماء اإلسبلـ كمفكريه كقادته السياسيين‬
‫أمران ضركريان لمسيس حاجة العمل السياسي اإلسبلمي إلى االستفادة منها‬
‫ألنها حتى هذا اليوـ هي التجربة الوحيدة عالميان كالتي حققت إلى جانب‬
‫انفرادها نجاحنا كتألقا‪.‬‬

‫كقد اخترت أف يكوف موضوع كرقتي ‪ :‬قراءة شرعية في النظاـ‬


‫األساسي للحكم في المملكة العربية السعودية ‪ ,‬كهي قراءة مختصرة‬
‫تتناسب من حيث حجمها كهذا المقاـ الكريم الذم أسأؿ اهلل تعالى أف ينفع‬
‫به ‪ ,‬مع تأكيدم إلى حاجة هذا النظاـ إلى قراءة شرعية أكثر توسعان ‪,‬‬

‫(‪ )1‬جًبل أدًذ انًراكجٍ ‪ ،‬انخالفخ اإلساليُخ ‪ .‬ط أَصبر انسُخ انًذًذَخ ‪1111 ،‬هـ ص‪111‬‬

‫‪-56-‬‬
‫كما أنه في حاجة أيضا إلى قراءة قانونية مقارنة ‪ ,‬كهذا كله في سبيل‬
‫تقديم أنموذج عملي ناجح أماـ أمتنا اإلسبلمية يكوف رائدان لها لتحقيق‬
‫مطالبها العادلة‬

‫صدر النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية السعودية باألمر الملكي‬


‫ذم الرقم ‪:‬أ‪ َٗ/‬كتاريخ‪ُُِْ/ٖ/ِٕ:‬هػ كجاء فيه ‪ :‬نحن فػهد بن عبد‬
‫العزيػز آؿ سػعود ملك المملكة العربيػة السعوديػة بناءن على ما تقتضيه‬
‫المصلحة العامة‪ ,‬كنظران لتطور الدكلة في مختلف المجاالت‪ ,‬كرغبة في‬
‫تحقيق األهداؼ التي نسعى إليها‪.‬‬

‫أمرنا بما هو آت‪:‬‬

‫أكالن ‪ -‬إصدار النظاـ األساسي للحكم بالصيغة المرفقة بهذا‪.‬‬

‫ثانيان ‪ -‬يستمر العمل بكل األنظمة كاألكامر كالقرارات المعموؿ بها عند‬
‫نفاذ هذا النظاـ حتى تيعدؿ بما يتفق معه‪.‬‬

‫ثالثان ‪ -‬يينشر هذا النظاـ في الجريدة الرسمية كييعمل به اعتباران من تاريخ‬


‫نشرق‪.‬‬

‫كاستمرت الدكلة تعتمد على هذا الببلغ كمبدأ تصدر عنه سائر األنظمة‬
‫‪,‬حتى صدر النظاـ األساسي للحكم كأصبح أساسا لجميع ما يصدر بعدق‬
‫من أنظمة ‪,‬كقد عيدلت جميع األنظمة التي صدرت قبل صدكرق لتكوف على‬
‫كفقه‪.‬‬

‫‪-57-‬‬
‫املطلب الجالح ‪:‬الصفة التشزيعية لليظاو ‪:‬‬
‫صدر النظاـ باسم النظاـ األساسي للحكم ‪ ,‬كهو من الناحية الوصفية‬
‫يحمل جميع سمات الدستور في الدكؿ األخرل ‪ ,‬إال أف المادة األكلى منه‬
‫تنفي كبصراحة عنه صفة الدستورية حين تنص على أف الكتاب كالسنة‬
‫هما دستور المملكة العربية السعودية ‪ ,‬كهذا النص يعني أف هذا النظاـ له‬
‫مرجعية أعلى من ه كهذا يعد مانعان من اعتبارق دستوران‪ ,‬إذ إف الدستور هو‬
‫أعلى كثيقة تشريعية في الدكلة‪ ,‬كهذق الصفة منتفية بهذق المادة عن‬
‫النظاـ األساسي للحكم ‪)1(.‬‬

‫كانتفاء هذق الصفة ‪,‬كتأكيد كوف الكتاب كالسنة هما الوثيقة األعلى في‬
‫الدكلة يتجلى من خبلؿ عدد من المواد منها ‪:‬‬

‫الفق رة ب من المادة الخامسة كالتي تنص على أف الحكم في أبناء الملك‬


‫المؤسس كأبناء األبناء كيبايع األصلح منهم على الكتاب كالسنة ‪.‬‬

‫كالنظاـ في هذق الفقرة هو بداية التطبيق العملي التنظيمي لما نصت‬


‫عليه المادة األكلى من كصف الكتاب كالسنة بكونهما دستوران للببلد ‪,‬حيث‬
‫إ ف البيعة يقاربها في األنظمة المدنية‪ :‬اليمين الدستورية كالتي يؤديها‬
‫الرئيس أك الملك أماـ الجهة التمثيلية للمواطنين كيتضمن القسم‬
‫المحافظة على الدستور أك احتراـ الدستور ‪.‬‬

‫كجاء نص البيعة في المادة السادسة مؤكدان لهذا المعنى ‪ ,‬كسوؼ يأتي‬


‫قريبنا اإلشارة إلى هذا النص‪.‬‬

‫أما المادة السابعة فهي ال تكتفي بالتأكيد على مرجعية الكتاب كالسنة أك‬
‫كونهما دستورا للببلد بل تنص كبشكل قاطع ال لبس فيه على أف الكتاب‬
‫كالسنة هما مصدر السلطة في المملكة العربية السعودية ‪ ,‬كما تنص على‬
‫حاكميتهما على هذا النظاـ كسائر أنظمة الدكلة تقوؿ المادة ‪( :‬يستمد‬
‫الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب اهلل تعالى كسنة‬
‫رسوله كهما الحاكماف على هذا النظاـ كجميع أنظمة الدكلة)‬

‫(‪ )1‬إسًبعُم انجذوٌ ‪ ،‬يجذأ انشىري فٍ انشرَعخ اإلساليُخ ‪ ،‬انمبهرح ‪ ،‬دار انُهضخ ‪ ،‬ط‪1111 ، 1‬هـ ‪.‬‬

‫‪-58-‬‬
‫كبهذا العرض يتأكد أف النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية‬
‫السعودية ليس دستوران‪ ,‬كأف دستور الدكلة كما ينص عليه هذا النظاـ كما‬
‫سبقه من ببلغات صاحبت تأسيس الدكلة هما الكتاب كالسنة ‪.‬‬

‫لكن تبرز لدل البعض هنا مشكلة تتمثل في عدـ انطباؽ أكصاؼ الدستور‬
‫كما هي موضحة في كتب القانوف على الكتاب كالسنة ‪ ,‬فهما ال يتضمناف‬
‫حديثان عن صفة الدكلة كنظاـ الحكم فيها كما ال يوجد فيهما نص‬
‫في توزيع السلطات كالمهاـ في الدكلة كغير ذلك من القواعد‬
‫الدستورية المعتادة ‪.‬‬

‫كالجواب عن ذلك أف كصف الدستور بهذق الصفة القانونية ليس أمرنا‬


‫قاطعان ال تجوز مخالفته ‪ ,‬بل هو اصطبلح صنعه عيرؼ ليس له عبلقة‬
‫بالشريعة اإلسبلمية ‪ ,‬كحين نريد تطبيق الشريعة تطبيقان صحيحان فبل بد‬
‫من االنفكاؾ عن بعض األعراؼ القانونية التي سوؼ تقيد بالتأكيد سعينا‬
‫لتحكيم الشريعة في سائر دكؿ العالم اإلسبلمي ‪)1(.‬‬

‫كما أننا لسنا بحاجة ماسة إلى مصطلح الدستور للتعبير عن هويتنا أك‬
‫نظامنا‪ ,‬ككذلك يجب أف نقرر أف استعمالنا لهذا المصطلح أك أم‬
‫مصطلح آخر ال ينبغي أف يفرض علينا تعريفان ال يتوافق مع السياؽ الذم‬
‫استخدمنا هذا المصطلح فيه ‪)ّ(.‬‬

‫فبما أف كلمة دستور فارسية األصل تعني حرفيان صاحب القاعدة‪ .‬كمرت‬
‫عبر تاريخها باستخدامات عدة منها الدفتر الذم تيدىكٌف فيه األنظمة كمنها‬
‫كبير الوزراء الذم لديه سن األنظمة كتوجيهها‪ ,‬فلماذا ال تكوف لدينا‬
‫الصبلحية في تعريف هذا المصطلح بحسب السياؽ الذم نضعه فيه ال‬
‫بحسب ما يوجد في معاجم قانونية صنعها أفراد بعيدكف عن بيئتنا‬
‫السياسية كالعقدية (ُ) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬إسًبعُم ثذوٌ ‪َ ،‬ظرَخ انذونخ ‪ ،‬دراسخ يمبرَخ ثبنُظبو انسُبسٍ اإلساليٍ ‪ ،‬انمبهرح ‪ ،‬دار انُهضخ انعرثُخ ‪ ،‬ط‪1111 ، 1‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )1(-‬األيٍُ أدًذ ‪ ،‬انشىري انًفزرٌ عهُهب ‪ ،‬جذح ‪ ،‬يكزجخ دار انًغجىعبد انذذَضخ ‪ ،‬ط‪1111 ، 1‬هـ ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أدًذ سردبٌ ‪ ،‬انمبَىٌ انذسزىرٌ واألَظًخ انسُبسُخ ‪ ،‬صُذا ‪ :‬دار انرَف ‪ ،‬ط‪ . 1111 ، 1‬ص‪11‬‬

‫‪-59-‬‬
‫املطلب الزابع ‪ :‬سلطات احلاكه يف اليظاو الزئاسي والييابي وامللكي‪.‬‬

‫‪ - 1‬اليظاو الزئاسي‪.‬‬
‫إف النظاـ الرئاسي هو نوع من أنظمة الحكم يضع الهيئة التنفيذية‬
‫بيد رئيس الدكلة كهو رئيس الصفوة الحاكمة يعاكنه مجموعة كزراء‬
‫يعدكف بمثابة مستشارين "كأحيانان يطلق عليهم أسم سكرتير كما هو‬
‫الحاؿ بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية" كيكوف رئيس الدكلة هو‬
‫رئيس الحكومة بالوقت نفسه‪ ,‬كيكوف غير مسؤكؿ سياسيان أماـ السلطة‬
‫التشريعية‪ ,‬كيختار رئيس الدكلة "الحكومة" من قبل الشعب بشكل مباشر‬
‫أك غير مباشر‪.‬‬

‫كيعطي البعض تعريف للنظاـ الرئاسي فيرل إنه "ذلك النظاـ الذم‬
‫ترجح فيه كفة رئيس الدكلة في ميزاف السلطات"‪ ,‬كيقوـ النظاـ‬
‫الرئاسي على مجموعة من األسس كله مجموعة من المميزات كما أف له‬
‫عيوب بالوقت نفسه ‪.‬‬

‫‪- 2‬ىشأة وتطور اليظاو الزئاسي‪.‬‬


‫لقد كاف آلراء لوؾ مونتسكيو في الفصل بين السلطات تأثير كبير‬
‫على كاضعي دستور الواليات المتحدة األمريكية في سنةُٕٖٕ فأقاموا‬
‫نظامهم السياسي على أساس ذلك المبدأ كقد كاف قصد كاضعي الدستور‬
‫األمريكي اعتماد الفصل المطلق بين السلطات كتحقيق المساكاة بينها‪ ,‬غير‬
‫أف النصوص الدستورية التي قررها أسفرت عن فصل نسبي سمح ببعض‬
‫التداخل في االختصاصات كما إف العمل قد أدل إلى رجحاف كفه السلطة‬
‫التنفيذية ممثلة برئيس الدكلة‪ ,‬كهذا النظاـ يختلف اختبلفان كبيران عن‬
‫األنظمة المسماة خطأ بالرئاسية مثل بعض نظم دكؿ أمريكا البلتينية أك‬
‫مصر كهي ليست بذات المعنى القانوني كالسياسي في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ففي مصر مثبلن يمكن لمجلس الشعب إقالة كزير كفقان للمادة‬
‫"ُِٔ" من الدستور المصرم لعاـُُٕٗ كالتي نصت على المسؤكلية‬
‫السياسية الفردية لكل كزير على حدق إذ نصت على أف لمجلس الشعب أف‬
‫يقرر سحب الثقة من أحد نواب الرئيس لمجلس الوزراء أك أحد الوزراء‬

‫‪-60-‬‬
‫أك نوابهم كسحب الثقة يكوف بناءان على تصويت مجلس الشعب عقب‬
‫استجواب تمت مناقشته‪ .‬كمع هذا تم كضع عدة شركط كضمانات لذلك‬
‫العمل بيد أنه نص على إمكانية تدخل السلطة التشريعية بعمل السلطة‬
‫التنفيذية كهناؾ أيضان المسؤكلية الجماعية للوزراء أماـ البرلماف التي‬
‫نصت عليها المادة "ُِٕ" كالدستور المصرم لعاـُُٕٗ‪ ,‬كهذا غير موجود‬
‫في أسس النظاـ الرئاسي ‪.‬‬

‫إف أساس فكرة إقامة نظاـ سياسي يعتمد على مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات كهو النظاـ الرئاسي كانت أفكار لوؾ إذ كجد أنه في عاـُٖٖٗ‬
‫كهو عاـ الثورة في إنكلترا كإعبلف كثيقة الحقوؽ ‪ BiII of Rights‬إذ‬
‫إف القضاة كانوا قابلين للعزؿ في كقت كانوا فيه خاضعين لسلطة‬
‫الملك يتصرفوف حسب ما يوصي إليهم به‪ ,‬ككانت األمور تسير على‬
‫أساس التنكيل بخصوـ الملك كتبرئة أنصارق‪ ,‬كبالرغم من تغير كضع‬
‫القضاة بعد الثورة إذ أصبحوا غير قابلين للعزؿ إال بقرار من البرلماف‬
‫إال إف هذا التغير في الوضع لم يضمن لهم االستقبلؿ الكامل في قضائهم‬
‫كالحياد كالنزاهة في إحكامهم ألنهم كانوا خاضعين كمتأثرين باتجاهات‬
‫كميوؿ حزب األغلبية في البرلماف‪( ,‬عبد الحميد متولي‪ )ُُِ ,ُُٗٔ,‬كهذا‬
‫ما دفع لوؾ إلى إدراج القضاء بين سلطات الدكلة التنفيذية كعدـ اعتبارق‬
‫سلطة مستقلة‪ ,‬لكننا نبلحظ أف القضاء أصبح بمضي الزمن سلطة مستقلة‬
‫لها ضماناتها كحقوقها‪ ..‬كبمركر الزمن استطاع الرئيس األمريكي‬
‫االستئثار بالعديد من السلطات كالصبلحيات مما أدل إلى رجحاف كفه‬
‫الرئيس باعتبارق مرشح األمة كممثل الشعب بأكمله ككذلك من خبلؿ‬
‫السلطات الممنوحة له من قبل البرلماف "الكونكرس" نفسه فالصبلحيات‬
‫المالية التي يتمتع بها الرئيس قد فوضت إليه كفقان للقوانين التي صدرت‬
‫بخصوص الميزانية كالحساب الختامي في عاـُُِٗ‪.‬‬

‫كبتوالي األحداث كانتشار النموذج األمريكي في الحكم كالديمقراطية‬


‫األمريكية أدل ذلك إلى محاكلة العديد من دكؿ العالم نقل النموذج‬
‫األمريكي‪ ,‬لكن الحقيقة تشير إلى الكثير من بلداف العالم لم تنجح في‬
‫مسعا ها ذاؾ ألسباب تختلف من بلد ألخر بسبب اختبلؼ المعطيات‬
‫السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية كالثقافية كالدينية‪ ...‬الخ‪ ,‬فالدستور‬

‫‪-61-‬‬
‫كالنظاـ السياسي هو كليد البيئة االجتماعية كليس حدثان طارئان عليها‪,‬‬
‫كيجب اإلشارة إلى أف الدستور األمريكي كغيرق من الدساتير التي آخذت‬
‫بالنظاـ الرئاسي قد تأثرت بشكل كبير بآراء مونيسكيو كخصوصان كتابة‬
‫ركح القوانين‪ Siprit of Laws‬الذم بين فيه نظريته الخاصة بمبدأ‬
‫الفصل بين السلطات‪.‬‬

‫ّ‪ -‬أسص ومتطلبات اليظاو الزئاسي‪.‬‬


‫إف النظاـ الرئاسي يقوـ على مجموعة من األسس كالمتطلبات التي‬
‫يتميز بها عن غيرق من األنظمة السياسية األخرل كيمكن اإلشارة إلى هذق‬
‫األسس كالمتطلبات باآلتي‪-:‬‬

‫ُ‪ -‬كجود رئيس دكلة منتخب من قبل الشعب بطريقة مباشرة أك غير‬
‫(ُ)‬
‫مباشرة‪.‬‬

‫ِ‪ -‬الفصل شبه المطلق بين السلطات‪.‬‬

‫ّ‪ -‬يكوف اختيار الوزراء "الحكومة" بيد رئيس الدكلة دكف تدخل من‬
‫السلطات األخرل كيكونوف مسؤكلوف أمامه فقط‪.‬‬

‫ْ‪ -‬املزوىة احلزبية‪.‬‬


‫كيمكن تناكؿ هذق األسس كالمتطلبات كفقان لمجموعة محاكر ككما‬
‫يأتي‪-:‬‬

‫ُ‪ -‬كجود رئيس دكلة منتخب من قبل الشعب بطريقة مباشرة أك غير‬
‫مباشرة‪.‬‬

‫يقوـ النظاـ الرئاسي على كجود رئيس دكلة منتخب من قبل الشعب‪,‬‬
‫كيجمع بين صفة رئيس الدكلة كرئيس الحكومة كقد قصد كاضعوا‬
‫الدستور األمريكي مثبلن بذلك تحقيق المساكاة ما بين السلطة التنفيذية‬
‫كالسلطة التشريعية فقد ركزكا السلطة التنفيذية بيد رئيس الدكلة‬
‫المنتخب من الشعب‪ ,‬كلذلك أصبح في مركز متعادؿ مع البرلماف الذم‬
‫يستمد سلطته من الشعب هو األخر‪( .‬محمد كامل ليله‪َٕٓ ,ُٖٗٔ,‬‬

‫(‪ )1‬صرود ثذوٌ‪ ،‬انُظى انسُبسُخ‪( ،‬انمبهرح‪ ،‬دار انُهضخ انعرثُخ‪.)1171،‬‬

‫‪-62-‬‬
‫ككذلك لتفاصيل أكثر حوؿ الظركؼ التي أدت إلى استئثار الرئيس‬
‫بالقيادة األمريكية توضع للنظاـ الرئاسي‪)Martin Bureh and others,1985, 237-238(,‬‬

‫لكن الواقع العملي أثبت أف الكفة تميل لصالح الرئيس إذ أنه ممثل الشعب‬
‫بأكمله كيتمتع بتأييد غالبيته‪ ,‬بينما النائب في البرلماف كإفٍ كاف ممثل‬
‫الشعب بأكمله إال إنه ال يتمتع باألغلبية إال في دائرته االنتخابية‬
‫كالتطور العلمي كالثقافي أدل إلى ازدياد دكر السلطة التنفيذية كتزايد‬
‫اختصاصها مع جعل الرئيس يتمتع بقوة كنفوذ في مواجهة البرلماف‪.‬‬

‫إف الشعب هو من ينتخب رئيس الجمهورية كليست الهيئة النيابية‬


‫كذلك عن طريق االقتراع العاـ سواء أكاف مباشران أـ غير مباشر‪-‬لذا‪-‬‬
‫فإف رئيس الدكلة هو نفسه رئيس الحكومة كهذا يعني أنه ال يوجد فصل‬
‫بين منصبي رئيس الدكلة كرئيس السلطة التنفيذية "رئيس الحكومة"‪,‬‬
‫كتظهر لنا عملية االنتخاب ككحدة المركز بين رئيس الدكلة كرئيس‬
‫الحكومة هو إف النظاـ الرئاسي ال يمكن تطبيقه في النظاـ الملكي‪.‬‬

‫كفي الواليات المتحدة األمريكية ينتخب رئيس الجمهورية باالقتراع‬


‫العاـ كعلى درجتين "مرحلتين"‪ ,‬كلكن المندكبين الذين ينتخبوف الرئيس‬
‫إنما يتلقوف في الواقع‪ -‬ككما يؤكد ذلك موريس دكفرجيه توكيبلن‬
‫على سبيل اإللزاـ‪( .‬موريس دكفرجيه‪ ,‬ببل تاريخ‪ .)ٗٓ,‬كلكن ما زالت‬
‫كاقعة االنتخابات الرئاسية األخيرة في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫لعاـَََِ ماثله في األذهاف إذ إف المرشح الديمقراطي اؿ غور قد فاز في‬
‫االستقصاءات العامة "انتخابات الدرجة األكلى" بينما فاز المرشح‬
‫الجمهورم جورج دبليو بوش في االنتخابات النهائية "انتخابات الدرجة‬
‫الثانية" كعلى هذا األساس فإف مسألة التوكيل على سبيل اإللزاـ‪ ,‬قد‬
‫تكوف كاقعة قانونية بيد إنها في الوقت نفسه مسألة نسبية في كل‬
‫األحواؿ ‪.‬‬

‫كيتضح مما سبق أيضان أف الرئيس "رئيس الدكلة" يسود كيحكم‬


‫بنفس الوقت‪ ,‬بل إنه يتمتع بصبلحيات كسلطات كاسعة جدان‪.‬‬

‫‪-63-‬‬
‫ٓ‪ -‬الفصل شبُ املطلل ما بني الشلطات‪.‬‬
‫إف األساس الذم يقوـ عليه النظاـ الرئاسي هو مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات كلهذا المبدأ تاريخ قديم يعود إلى فبلسفة االغريق إذ رأل‬
‫افبل طوف ضركرة توزيع كظائف الدكلة كأعمالها المختلفة على هيئات‬
‫متعددة مع إقامة التوازف كالتعادؿ بينهما حتى ال تستبد هيئة بالحكم في‬
‫الدكلة فتضطرب أحوالها كيؤدم ذلك إلى حدكث ثورات كانقبلبات‪ ...‬الخ‬
‫لذلك نرل أف افبلطوف قد رأل ضركرة فصل كظائف الدكلة كفصل‬
‫الهيئات التي تمارسها عن بعضها على أف تتعاكف كلها للوصوؿ إلى الهدؼ‬
‫النهائي أك الرئيسي للدكلة كهو تحقيق النفع العاـ للشعب كفي سبيل‬
‫عدـ انحراؼ هيئات الحكم عن اختصاصها كأهدافها تقرر لها بعض‬
‫(ُ)‬
‫الوسائل الرقابية فيما بينها‪.‬‬

‫كمع إف البعض يرل أف النظاـ الرئاسي يقوـ على الفصل التاـ بين‬
‫السلطات‪ .‬إنهم استخدموا عبارة الفصل بين السلطات كهم يقصدكف مجرد‬
‫توزيع السلطات بين هيئات مختلفة دكف أف يستلزموا إقامة فصل جامد أك‬
‫حواجز منيعه بين تلك الهيئات‪..‬‬

‫لقد تصور رجاؿ الثورة الفرنسية أف الدكلة التي ال تقوـ على مبدأ‬
‫فصل السلطات تفقد أساسها الدستورم كفسركا مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫بمعنى الفصل التاـ كالمطلق كالجامد ما بين السلطات‪ ,‬إذ تنفي كل عبلقة‬
‫أك تداخل بين الهيئات التي تتولى هذق السلطات‪ ,‬كفوؽ هذا كذاؾ لم يجعل‬
‫رجاؿ الثورة الفرنسية من مبدأ الفصل بين السلطات مجرد كسيلة‬
‫لتحديد السلطة أك ضمانة لحريات األفراد بل كجدكا فيه مبدأ قانونيان‬
‫يسند إلى عد كل كظيفة من كظائف الدكلة جزءان منفصبلن كمستقبلن عن‬
‫أجزاء السيادة األخرل كتأسيسنا لذلك تأسس أكؿ دستور للثورة الفرنسية‬
‫في ّ‪ -‬أيلوؿُُٕٗ الذم جعل كل سلطة مستقلة تمامان عن السلطات‬
‫األخرل متأثران بالدس تور األمريكي‪ ,‬كهذا ما أدل في فرنسا إلى االستبداد‬
‫كقمع الحريات كإقامة أبشع صور اإلرهاب‬

‫(‪)1‬‬
‫ص ُبء فؤاد عجذ اهلل‪ ،‬آنُبد انزغُر انذًَمراعٍ فٍ انىعٍ انعرثٍ‪( ،‬ثُرود‪ ،‬يركس انذراسبد انىدذح انعرثُخ‪1117،‬‬

‫‪-64-‬‬
‫إف النظاـ الرئاسي يقوـ على مبدأ الفصل بين السلطات لذلك نجد‬
‫الدستور األمريكي يجعل اختيار القضاة باالنتخاب كينص على عدـ‬
‫إمكانية تعديل نظاـ المحكمة االتحادية العليا إال كفقان لؤلكضاع الخاصة‬
‫بتعديل الدستور نفسه‪ ,‬ككذلك عدـ إمكانية الجمع بين العضوية‬
‫البرلمانية كالمنصب الوزارم في مقابل عدـ مسؤكلية الرئيس كالوزراء‬
‫سياسيان أماـ البرلماف‪ ,‬كال يحق للرئيس بالمقابل حل البرلماف سواء‬
‫بالنسبة لمجلس الشيوخ أك لمجلس النواب‪ ,‬كليس للوزراء أف يحضركا‬
‫جلسات مجلس البرلماف بهذق الصفة‪.‬‬

‫كلكن في حقيقية األمر ليس فصبلن مطلقان كإنما توجد له بعض‬


‫االستثناءات فلرئيس الجمهورية حق االعتراض على مشركعات القوانين‬
‫التي كافق عليها البرلماف‪ ,‬كلكنه اعتراض توفيقي فقط إذ إف البرلماف‬
‫يستطيع إقرار القانوف الذم اعترض عليه الرئيس كجعله نافذان مباشرةن‬
‫دكف اشتراط موافقة الرئيس في حالة موافقة ثلثي أعضاء البرلماف على‬
‫المشركع‪ ,‬كفي المقابل يقر الدستور األمريكي بعض االمتيازات لمجلس‬
‫الشيوخ يمارسها تجاق السلطة التنفيذية فيستلزـ موافقة مجلس الشيوخ‬
‫لتعيين بعض كبار موظفي الدكلة مثل السفراء كقضاة المحكمة‬
‫االتحادية العليا ككذلك ضركرة موافقته في مسألة المعاهدات‬
‫كاالتفاقات الدكلية‪)ُ( .‬إذ إف موافقة مجلس الشيوخ ضركرية كالزمة‬
‫إلبراـ أم معاهدة أك اتفاقية دكلية كلعل حادثة عصبة األمم التي هندسها‬
‫الرئيس األمريكي األسبق كدرك كيلسن بعد نهاية الحرب العالمية األكلى‬
‫كفي مؤتمر فرسام عاـَُِٗ إال إف عدـ موافقة مجلس الشيوخ عليها حاؿ‬
‫دكف دخوؿ الواليات المتحدة األمريكية للعصبة‪.‬‬

‫ّ‪ -‬يكوف اختيار الوزراء "الحكومة" بيد رئيس الدكلة فقط دكف تدخل‬
‫من السلطات األخرل كيكونوف مسؤكلوف أمامه فقط‪.‬‬

‫مع إننا سبق كإفٍ بينا أف تعين كبار موظفي الدكلة ال يتم اال‬
‫بموافقة مجلس الشيوخ فإنه قد جرل عرفان في األنظمة الرئاسية‬

‫(‪ )1‬إسبيخ انغسانٍ‪ ،‬درة األدساة انسُبسُخ فٍ انعبنى انضبنش‪ ،‬سهسهخ كزت عبنى انًعرفخ‪( ،‬انكىَذ‪ ،‬انًجهس انىعٍُ نهضمبفخ وانفُىٌ‬
‫واِداة‪.)1137،‬‬

‫‪-65-‬‬
‫كخصوصان في الواليات المتحدة األمريكية‪ -‬أف يقوـ رئيس الدكلة دكف‬
‫تدخل من احد بتعيين كزراءق أك مساعدية كهو يعينهم كما يحق له‬
‫إقالتهم دكف تدخل من احد كهكذا ظفرت السلطة التنفيذية متمثله‬
‫بشخص رئيس الدكلة بصبلحيات كاسعة كسلطات عظيمة‪( .‬ثركت‬
‫بدكم‪ .)ِٖٗ ,ُٕٗٓ,‬كيسيطر الرئيس تمامان على كزراءق كيخضعوف له كلهم‬
‫سلطات استشارية فقط معه‪ ,‬مما يركل عن سيطرة الرئيس على كزراءق‬
‫إف الرئيس األمريكي األسبق لنكولن قد الحظ عند استشارته لوزرائه في‬
‫إحدل المسائل أنهم أجمعوا على رأم مخالف لرأيه فلم يعتد برأيهم كقاؿ‬
‫بابتسامه ساخرة"سبعه قالوا ال‪ ,‬كاحد قاؿ نعم‪ ,‬إذف هي نعم صاحبة‬
‫األغلبية" كاتخذ قراران مخالفان لرأم مستشاريه‪ -‬كزراءق‪ ,-‬كمن جهة أخرل‬
‫فإف الوزراء ال يسألوف أماـ أم جهة أخرل عدا مؤسسة الرئاسة ممثلة‬
‫بالرئيس‪ ,‬كإفٍ كاف هناؾ المسألة الجنائية التي يرل البعض إنها قد‬
‫تتحوؿ إلى مسؤكلية سياسية إذا كانت األمور قد سارت بهذا الشكل‬
‫كذلك االتجاق ‪ ,‬لكنه أمر صعب كلعل قضية مونيكا لوينسكي التي عصفت‬
‫باركاف البيت األبيض في عهد رئاسة كلينتوف خير دليل على ذلك‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬مزايا وعيوب اليظاو الزئاسي‪.‬‬


‫للنظاـ الرئاسي كغيرق من األنظمة السياسية األخرل مجموعة من‬
‫المزايا كالعيوب كيمكن إيجازها باآلتي‪-:‬‬

‫أ‪ -‬المزايا‪.‬‬

‫ُ‪ -‬توفير االستقرار السياسي لمرحلة انتخابية كاملة‪.‬‬

‫ِ‪ -‬تأمين استقرار الحكومة بغض النظر عن االتجاهات الحزبية‬


‫المعارضة‪.‬‬

‫ِ‪ -‬يوفر فرصة أفضل لعمل الحكومة كحرية الحكومة كفي المقابل يوفر‬
‫للبرلماف حرية الحركة كالمناقشة فللبرلماف سلطة مهمة لعل‬
‫أبرزها يتركز في المسائل المالية‪.‬‬

‫‪-66-‬‬
‫ّ‪ -‬إف الرئيس في النظاـ الرئاسي يتمتع بشعبية كبيرة كهيبة مهمة ألنه‬
‫مرشح األمة كمنتخب من األمة بشكل مباشر كهذا ما يعفي الرئيس من‬
‫الوالءات الضيقة‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬إنه نظاـ ناجح في البلداف ذات التجربة الديمقراطية المتكامله كالتي‬
‫يكوف فيها مستول النضوج كالوعي السياسيين عاليان‪ ..‬ألف الديمقراطية ال‬
‫تكتفي برسم حدكدها لما يحق أك ال يحق أف تفعله‪ ,‬كلكنها أيضنا تحكم‬
‫على بعض األفكار كالمعتقدات التي تجد لها مكانان في أذهاف بعض األفراد‬
‫من الشعب‪ ,‬بل يجرم في بعض األحياف السماح للعنصرين بالتظاهر‬
‫كالتعبير ضد هذق الجهة أك تلك باسم الديمقراطية كحرية الفكر كهذا‬
‫غير موجود في كثير من دكؿ العالم األخرل‪.‬‬

‫ب‪ -‬اآلثار السلبية‪.‬‬

‫ُ‪ -‬يمكن أف يؤدم النظاـ الرئاسي الذم يقوـ على تخويل سلطات كاسعه‬
‫للرئيس في حالة استلهامه نسقان ال ركحان فضبلن عن ضعف الجهاز‬
‫المؤسسي كأجهزة المراقبة على أعماؿ الحكومة إلى نشوء ديكتاتورية‬
‫جديدة في العراؽ كلو بشكل مختلف‪ ,‬على غرار ما حدث في دكؿ كثيرة‬
‫لدل تطبيقها للنظاـ الرئاسي كالمكسيك كتشيلي كحتى في ظل النظاـ‬
‫المصرم الحالي‪.‬‬

‫ِ‪ -‬إف هذا النظاـ سيؤدم إلى اضمحبلؿ سلطة الوزراء أماـ رئيس الدكلة‬
‫مما يعني كبح اآلراء المعارضة كتعدد اآلراء‪.‬‬

‫ّ‪ -‬قد يؤدم تطبيق هذا النظاـ إلى تمتع الرئيس بصبلحيات كاسعة أماـ‬
‫البرلماف بصفته منتخب من قبل الشعب بشكل مباشر‪ ,‬فاف ذلك سيحد من‬
‫اإلمكانية العملية للبرلماف في مراقبة كمحاسبة الرئيس ككزراءق أك حتى‬
‫محاكلة إسقاطه إذ سيكوف الرئيس متمرسا خلف مبدأ الفصل الجامد بين‬
‫السلطات كبشكل يمكن أف يحد من إمكانية توظيف القدرات الكامنة‬
‫كالمتحركة المختلفة التي تنطوم عليها البيئة الداخلية المتنوعة سياسيان‬
‫كاقتصاديان كاجتماعيان كدينيان كقوميان‪ ...‬الخ إلعادة البناء كالنهوض كالتي‬

‫‪-67-‬‬
‫هي مهمة ال يمكن إنجازها أال بالجهد المشترؾ لجميع فئات المجتمع‬
‫(ُ)‬
‫الكبيرة كالصغيرة‪.‬‬

‫إجماالن يمكن القوؿ إف النظاـ الرئاسي ممكن أف يطبق في العراؽ‬


‫كحل مؤقت ال جذرم فحاليان كبسبب ضعف الوعي السياسي كدرجة‬
‫النضج السياسي كظاهرة تكاثر األحزاب كالحركات كالتكتبلت السياسية ال‬
‫نستطيع تطبيق النظاـ البرلماني‪ ,‬كإال كينا كل شهر بدكف حكومة‪,‬‬
‫تسقط كزارة لتشكل أخرل بسبب االئتبلفات الحزبية كنموذج ايطاليا ليس‬
‫عنا ببعيد كخصوصنا في ستينات كسبعينات القرف الماضي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬النظاـ الملكي االسبلمي ‪:‬‬

‫لقد أسست الشريعة اإلسبلمية الفرٌاء أسسان لنظاـ سياسي إسبلمي‪ ,‬ككاف‬
‫ذلك على أساس الحكم الشرعي الذم يقابل القاعدة القانونية‪ ,‬فكبلهما‬
‫خطاب يوجه إلى الكل كيلزمهم بانتهاج سلوؾ معين‪ ,‬ككبلهما ينطوم‬
‫على معنى التنظيم أم تطبيق ما يشير أليه باطراد كاستمرار كانتظاـ‪,‬‬
‫ككبلهما يقلل إلى عنصرين هما الفرض كالحكم‪ ,‬أما الفرض فيعني ما‬
‫يفترض من مشكلة أك قضية يراد حلها‪ ,‬كأما الحكم فيعني الحل المنشود‬
‫(ِ)‬
‫للقضية التي افترضت ‪.‬‬

‫لذلك فاف الفكر السياسي اإلسبلمي فكر رصين كمنشق من أرضية صلبة‪,‬‬
‫فهو فكر يحافظ على حل المشاكل كالقضايا االجتماعية من خبلؿ‬
‫المحافظة على القيم كالعادات كالتقاليد النافعة‪ ,‬كأف يشذب كل ذلك‬
‫كيهذبه كيرتقي به إلى مستول ما يتطلبه األساس المقدس كتفرضه‬
‫نظرية النهضة‪ ,‬فعلم السياسة الحديث يقرر إف للعلماء الواعين الدكر‬
‫األكؿ في تغير بين المجتمع كعليهم تطوير األداء السياسي كتصعيد العمل‬
‫النهضوم بامتبلؾ اإلرادة الواعية كالنزاهة كاإلخبلص في حقيقة األمر إف‬
‫مباحث الخبلفة التي كتبها علماء السن قبل أكثر من عشرة قركف‬
‫تقريبان ما زالت تشكل لمجموعها هيكل النظرية السنية في الحكم كاالحوؿ‬
‫الرئيسة التي ما زالت في صلب معتقدهم الديني‪ ,‬فالقائد السياسي أك‬
‫الخليفة هو منصب يخلف به رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليه كسلم ) كينزؿ‬

‫(‪ )1‬إثراهُى دروَش‪ ،‬انُظبو انسُبسٍ‪ -‬دراسخ فهسفُخ رذهُهُخ‪ ،‬انمبهرح‪ ،‬دار انُهضخ انعرثُخ‪1193‬‬
‫(‪ )1‬عبير فبخىرٌ‪ ،‬األدساة انسُبسُخ ودورهب فٍ انذُبح انذًَمراعُخ‪ ،‬يجهخ دراسبد لبَىَُخ وسُبسُخ‪ ،‬انعذد انزجرَجٍ‪ ،‬فرَسب‪1111،‬‬

‫‪-68-‬‬
‫فيه بمنزلته مما يؤدم أف تكوف له الوالية العامة بل كيشير عبدك بن‬
‫مالك العطار عن فتول اإلماـ أحمد أبن حنبل أف من غلبهم بالسيف حتى‬
‫صار خليفة كسمي أمير المؤمنين فبل يحل ألحد يؤمن باهلل كاليوـ اآلخر‬
‫فيذلك يكوف االمامه العسكرية‪ -‬الحكم العسكرم‪ -‬صحيحنا كمشركعان ‪.‬‬

‫كفي باب الكبلـ في حكم االختيار من تمهيد الباقبلني قاؿ (ُ)إنما يصير‬
‫اإلماـ إمامان بعقد من يعقد له اإلمامة من أفاضل المسلمين الذين هم أهل‬
‫الحل كالعقد كالمؤتمنين على هذا الشأف‪ ,‬كهذا التعريف الواقعي يمكن أف‬
‫يستوعب كل ما يستجد من تطور في كظائف الحكم كمهامه ككاجباته‬
‫كحدكد حاكميته كهو يشبه ما نسميه اليوـ بمجلس الشورل أك البرلماف‬
‫أك مجلس نواب االمة غير أف قصركا كظيفته على اختيار الحاكم‬
‫كتسميته فقط كلكن هذا يرد حقيقة إلى أف الحاكم في الحكومة‬
‫اإلسبلمية‪ -‬كفق كجهة نظرهم‪ -‬هو مصدر كل السلطات ال يقيدق بها شيء‬
‫غير الشريعة اإلسبلمية التي بذاتها ال تحتاج إلى تشريع أخر كال ناظر‬
‫غير الخليفة يكوف مسؤكالن عن تطبيقاتها في المجتمع‬

‫كهناؾ مجموعة من الركائز لبناء الدكلة يمكن أف نشير إليها بإيجاز‬


‫كهي كما يأتي‪-:‬‬

‫ُ‪ .‬الشورل‪.‬‬

‫ِ‪ .‬العدؿ‪.‬‬

‫ّ‪ .‬المساكاة‪.‬‬

‫ْ‪ .‬الحرية‪.‬‬

‫كقد قرر فقهاء المسلمين السنة أف رئيس الدكلة هو مستودع السلطة‬


‫التنفيذية فهو الذم يمارس بصورة مباشرة أك غير مباشرة بحكم‬
‫المسؤكلية عن الرعية أماـ اهلل كأماـ الناس كعليه االستعانة بذكم الخبرة‬
‫كالكفاءة كاالختصاص كل في حقل حكمه كاختصاصه كيتكوف جهاز‬
‫السلطة التنفيذية من رئيس الدكلة كمن هؤالء المعاكنين االداريين في‬

‫(‪ )1‬يصغفً إثراهُى انسنًٍ‪ ،‬عجذ انجبلٍ انجكرٌ‪ ،‬انًذخم نذراسخ انشرَعخ اإلساليُخ‪( ،‬ثغذاد‪ ،‬انًكزجخ انىعُُخ‪)1131،‬‬

‫‪-69-‬‬
‫كافة المرافق العامة كلئلماـ (رئيس الدكلة) صبلحيات دينية كدنيوية‬
‫(سياسية)‪.‬‬

‫كلعل أبرز الصبلحيات الدينية حفظ الدين كالجهاد في سبيل اهلل كالدفاع‬
‫عن األمة اإلسبلمية‪ ,‬كرعاية الشرع كالعدؿ في جباية األمواؿ من موارد‬
‫الدكلة‪ ,‬السهر الدائم على إقامة الشعائر الدينية أما الصبلحيات الدنيوية‬
‫(السياسية) فهي اإلشراؼ على الشؤكف العامة كالدفاع عن الدكلة في‬
‫موا جهة األعداء بأعداء الجيوش المحافظة على أمن الدكلة كالنظاـ العاـ‬
‫كاإلشراؼ على أقامة العدؿ بين الناس كاألشراؼ على اإلدارة المالية‬
‫كاختيار أعوانه على األسس الشرعية السلمية ممن تتوفر فيهم الكفاءة‬
‫كالخبرة كاإلخبلص كالشعور بالمسؤكلية ‪.‬‬

‫‪-70-‬‬
‫بعوف اهلل كتوفيقه عرضت في بحثي هذا سلطات الملك في المملكة‬

‫العربية السعودم‪:‬‬

‫عرضت في الفصل األكؿ ‪:‬الوثائق الدستورية في المملكة العربية‬

‫السعودية كخلصت إلى أف يجب أف تحتل القواعد الدستورية في أم‬

‫دكلة كانت مكاف الصدارة على جميع األنظمة كالقوانين تبعان للتدرج‬

‫المعركؼ كالذ م يتربع على عرشه القواعد الدستورية ثم تليها القوانين‬

‫العامة ثم ت ليها اللوائح التنفيذية ثم تليها المعاهدات التي تنظم إليها‬

‫الدكلة كيتم الموافقة عليها بحيث تصبح في مرتبة النظاـ الملزـ ‪,‬‬

‫كاستعرضت فيه مهاـ الدساتير في تكليف مهاـ الملك في ظل دكلة ملكية‬

‫تضمن للحاكم كالمحكوـ حرية العامة كالخاصة ‪.‬‬

‫حيث أف كتاب اهلل كسنة نبيه صلى اهلل عليه كسلم هما دستور المملكة ك‬

‫القرآف جاء لينظم عبلقة اإلنساف بخالقه كعبلقة اإلنساف بمجتمعه كدكلته‬

‫كعبلقة المجتمعات بعضها ببعض كعبلقة الدكلة اإلسبلمية بغيرها من‬

‫الدكؿ كاألمم القرآف دستور شامل يبين كل شيء قاؿ تعالى ‪ ( :‬كنزلنا‬

‫عليك الكتاب تبيانان لكل شيء كهدل كرحمة كبشرل للمسلمين )‬

‫كيمكن أف نصنف الدستور السعودم على أنه دستور مدكف مكتوب ألف‬

‫معظم قواعدق الدستورية توجد في النظاـ األساسي للحكم الصادر عاـ‬

‫ُُِْهػ كونها كثيقة دستورية أساسية في منظومة األنظمة الدستورية‬

‫األخرل كنظاـ مجلس الشورل كنظاـ المناطق كنظاـ مجلس الوزراء‬

‫كنظاـ القضاء كإضافة إلى هذا التدكين فإف الدستور السعودم يتميز بأف‬

‫‪-71-‬‬
‫هناؾ قواعد دستورية عرفية جاءت بحكم العادة كال يوجد نص مكتوب‬
‫(ُ)‬
‫ينظمها ‪.‬‬

‫كفيما يتعلق بما هو عليه الوضع في المملكة العربية السعودية فإف‬

‫المملكة تعتبر دكلة بسيطة النفراد سلطة كاحدة بإدارة شؤكنها الداخلية‬

‫كالخارجية كتتصف المملكة بوحدة الدستور ككحدة القضاء ككحدة‬

‫التشريع ككحدة التنفيذ كيصنف الدستور السعودم على أنه نظاـ ملكي‬

‫حيث استمر حكم أسرة آؿ سعود قرابة مائتين كخمسين سنة هجرية‬

‫كتطرقت في الفصل الثاني ‪ :‬سلطات الملك في المملكة العربية السعودية‬

‫كخلصت أف سلطات الملك ‪ :‬يتولى الملك سياسة إدارة األمة إدارة‬

‫محكومة بضوابط الشرع حيث يقوـ بتطبيق األحكاـ الشرعية كيشرؼ‬

‫على تطبيق األنظمة كيشرؼ على تطبيق السياسة العامة للدكلة باإلضافة‬

‫إلى حماية الببلد كالدفاع عنها كقد ذكر ابن خلدكف في مقدمته الخبلفة‬

‫هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم األخركية‬

‫كالدنيوية الراجعة إليها إذ أحواؿ ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها‬

‫بمصالح اآلخرة إنها في الحقيقة خبلفة عن صاحب الشرع في حراسة‬

‫الدين كبناء عليه فإف سلطات الملك تتمحور حوؿ حراسة الدين كإدارة‬

‫شئوف الدنيا كهي على مستويين كبالنسبة لؤلخيرة فإنها نوعاف إدارة‬

‫تتعلق بالشأف الداخلي للدكلة كإدارة تتعلق بالشأف الخارجي للدكلة ‪.‬‬

‫كتطرقت في المبحث الثاني ‪ :‬طبيعة الحكم في المملكة العربية‬

‫السعودية‪.‬‬

‫(‪ )1‬أدًذ شهجٍ ‪ :‬انسُبسخ وااللزصبد فٍ انزفكُر اإلساليٍ ‪ ،‬ط انُهضخ انًصرَخ ‪ ،‬ط‪1197 ، 1‬و‬

‫‪-72-‬‬
‫كخلصت إلى أف الصفة التشريعية للنظاـ ‪:‬صدر النظاـ باسم النظاـ‬
‫األساسي للحكم ‪ ,‬كهو من الناحية الوصفية يحمل جميع سمات الدستور‬
‫في الدكؿ األخرل ‪ ,‬إال أف المادة األكلى منه تنفي كبصراحة عنه صفة‬
‫الدستورية حين تنص على أف الكتاب كالسنة هما دستور المملكة العربية‬
‫السعودية ‪ ,‬كهذا النص يعني أف هذا النظاـ له مرجعية أعلى منه كهذا‬
‫يعد مانعان من اعتبارق دستوران‪ ,‬إذ إف الدستور هو أعلى كثيقة تشريعية في‬
‫الدكلة‪ ,‬كهذق الصفة منتفية بهذق المادة عن النظاـ األساسي للحكم ‪.‬‬

‫كانتفاء هذق الصفة ‪,‬كتأكيد كوف الكتاب كالسنة هما الوثيقة األعلى في‬
‫الدكلة يتجلى من خبلؿ عدد من المواد منها ‪:‬‬

‫الفقرة ب من المادة الخامسة كالتي تنص على أف الحكم في أبناء الملك‬


‫المؤسس كأبناء األبناء كيبايع األصلح منهم على الكتاب كالسنة ‪.‬‬

‫كالنظاـ في هذق الفقرة هو بداية التطبيق العملي التنظيمي لما نصت‬


‫عليه المادة األكلى من كصف الكتاب كالسنة بكونهما دستوران للببلد ‪,‬حيث‬
‫إف البيعة يقاربها في األنظمة المدنية‪ :‬اليمين الدستورية كالتي يؤديها‬
‫الرئيس أك الملك أماـ الجهة التمثيلية للمواطنين كيتضمن القسم‬
‫المحافظة على الدستور أك احتراـ الدستور ‪.‬‬

‫كجاء نص البيعة في المادة السادسة مؤكدنا لهذا المعنى ‪.‬‬

‫أما المادة السابعة فهي ال تكتفي بالتأكيد على مرجعية الكتاب كالسنة أك‬
‫كونهما دستورا للببلد بل تنص كبشكل قاطع ال لبس فيه على أف الكتاب‬
‫كالسنة هما مصدر السلطة في المملكة العربية السعودية ‪ ,‬كما تنص على‬
‫حاكميتهما على هذا النظاـ كسائر أنظمة الدكلة تقوؿ المادة ‪( :‬يستمد‬
‫الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب اهلل تعالى كسنة‬
‫رسوله كهما الحاكماف على هذا النظاـ كجميع أنظمة الدكلة)‬

‫كبهذا العرض يتأكد أف النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية‬


‫السعودية ليس دستوران‪ ,‬كأف دستور الدكلة كما ينص عليه هذا النظاـ كما‬
‫سبقه من ببلغات صاحبت تأسيس الدكلة هما الكتاب كالسنة ‪.‬‬

‫‪-73-‬‬
‫كخلصت بنهاية مقارنة سلطات الحاكم في النظاـ الرئاسي كالملكي‬
‫أبرزت فيه الصبلحيات الدينية حفظ الدين كالجهاد في سبيل اهلل كالدفاع‬
‫عن األمة اإلسبلمية‪ ,‬كرعاية الشرع كالعدؿ في جباية األمواؿ من موارد‬
‫الدكلة‪ ,‬السهر الدائم على إقامة الشعائر الدينية أما الصبلحيات الدنيوية‬
‫(السياسية) فهي اإلشراؼ على الشؤكف العامة كالدفاع عن الدكلة في‬
‫مواجهة األعداء بأعداء الجيوش المحافظة على أمن الدكلة كالنظاـ العاـ‬
‫كاإلشراؼ على أقامة العدؿ بين الناس كاألشراؼ على اإلدارة المالية‬
‫كاختيار أعوانه على األسس الشرعية السلمية ممن تتوفر فيهم الكفاءة‬
‫كالخبرة كاإلخبلص كالشعور بالمسؤكلية‪.‬‬

‫ادعو من اهلل التوفيق والسداد‬

‫‪-74-‬‬
‫ىتائج البحح ‪:‬‬

‫من خبلؿ الخاتمة السابقة خلصت بعض النتائج منها‪:‬‬

‫‪ ‬أف نظاـ الحكم في المملكة العربية السعودية نظاـ اسبلمي‬

‫‪ ‬سلطات الملك كفلها له النظاـ االسبلمي‬

‫‪ ‬توعية الشعب بأنهم من عناصر المجتمع كأنه جزءه من رسالتهم‬

‫اإلسهاـ في تطور المجتمع كتنميته من خبلؿ اإلخبلص كالتفاني في‬

‫أداء أعمالهم على الوجه األمثل الذم يخدـ البناء المجتمعي‪.‬‬

‫‪ ‬رفع درجة األمن الذاتي لدل أفراد المجتمع حيث أف ارتفاع الحس‬

‫األمني لدل الجمهور يخفف العبء على األجهزة‬

‫‪ ‬الدستور ينظم مهاـ السلطات‬

‫‪ ‬التفرقة بين السلطات المختلفة‬

‫‪ ‬حفظ الدين كالجهاد في سبيل اهلل كالدفاع عن األمة اإلسبلمية‪ ,‬كرعاية‬

‫الشرع كالعدؿ في جباية األمواؿ من موارد الدكلة‪ ,‬كالشعور‬

‫بالمسؤكلية‬

‫اختيار اهل الحل كالصبلح في التشريع التنفيذم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-75-‬‬
‫املزاجع ‪- :‬‬
‫ُ‪ .‬أحمد بن باز ‪ .‬النظاـ السياسي كالدستورم في المملكة العربية‬

‫السعودية ‪ .‬الطبعة الثانية ‪ .‬دار الخريجي ‪ُُْٗ .‬هػ ‪.‬‬

‫ِ‪ .‬أحمد دحبلف ‪ .‬السياسة الداخلية للمملكة العربية السعودية ‪ ,‬دار‬

‫الشركؽ ‪ ,‬طِ ‪ُْٖٗ ,‬ـ ‪.‬‬

‫ّ‪ .‬أحمد سرحاف ‪ ,‬القانوف الدستورم كاألنظمة السياسية ‪ ,‬صيدا ‪ :‬دار‬

‫الريف ‪ ,‬طِ ‪. َُٗٗ ,‬‬

‫ْ‪ .‬إسماعيل البدكم ‪ ,‬مبدأ الشورل في الشريعة اإلسبلمية ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬دار‬

‫النهضة ‪ ,‬طُ ‪ُُْْ ,‬هػ ‪.‬‬

‫ٓ‪ .‬إسماعيل بدكم ‪ ,‬نظرية الدكلة ‪ ,‬دراسة مقارنة بالنظاـ السياسي‬

‫اإلسبلمي ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬طُ ‪ُُْْ ,‬هػ ‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬األمين أحمد ‪ ,‬الشورل المفترم عليها ‪ ,‬جدة ‪ ,‬مكتبة دار المطبوعات‬

‫الحديثة ‪ ,‬طُ ‪َُُْ ,‬هػ ‪.‬‬

‫األمين شريط ‪ ,‬الوجيز في القانوف الدستورم كالمؤسسات‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫السياسية المقارنة ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪ََِِ ,‬ـ ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬اهيم دركيش‪ ,‬النظاـ السياسي‪ -‬دراسة فلسفية تحليلية‪ ,‬القاهرة‪ ,‬دار‬

‫النهضة العربيةُٖٔٗ‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬أحمد كما الدين موسى ‪ ,‬ديواف المظالم بين الحاضر كالمستقبل ‪,‬‬
‫مجلة اإلدارة العامة ‪.‬‬

‫َُ‪ .‬حمد شلبي ‪ :‬السياسة كاالقتصاد في التفكير اإلسبلمي ‪ ,‬ط النهضة‬

‫المصرية ‪ ,‬طِ ‪ُٕٗٔ ,‬ـ‬

‫‪-76-‬‬
‫ُُ‪ .‬جماؿ أحمد المراكبي ‪ ,‬الخبلفة اإلسبلمية ‪ .‬ط أنصار السنة‬
‫المحمدية ‪ُُْْ ,‬هػ‬

‫ُِ‪ .‬حامد محمد أبو طالب ‪ ,‬النظاـ القضائي في المملكة العربية‬

‫السعودية ‪ ,‬دار الفكر ‪ ,‬القاهرة ‪َُْْ ,‬هػ‬


‫ُّ‪ .‬حافظ علواف حمادم الدليمي ‪ ,‬النظم السياسية في أكركبا الغربية‬
‫كالواليات المتحدة األمريكية ‪ ,‬دار كائل للطباعة كالنشر ‪ ,‬طُ ‪ ,‬عماف‬
‫‪ََُِ .‬ـ ‪.‬‬

‫ُْ‪ .‬الحضارة اإلسبلمية جُ ‪ ُُْ /‬كخطط المقريزم مجلد ُّ‪. ُِٕ/‬‬

‫ُٓ‪ .‬خليل جريح ‪ ,‬الرقابة القضائية على التشريع ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬معهد‬

‫البحوث كالدراسات العربية ‪ ,‬جامعة الدكؿ العربية ‪ُُٕٗ ,‬ـ ‪.‬‬

‫ُٔ‪ .‬الخطيب نعماف أحمد ‪ ,‬الوسيط في النظم السياسية كالقانوف‬

‫الدستورم ‪ ,‬دار الثقافة للنشر كالتوزيع ‪ََِٔ ,‬ـ‬

‫ُٕ‪ .‬إسامة الغزالي‪ ,‬حرب األحزاب السياسية في العالم الثالث‪ ,‬سلسلة‬

‫كتب عالم المعرفة‪( ,‬الكويت‪ ,‬المجلس الوطني للثقافة كالفنوف‬

‫كاآلداب‪.)ُٖٕٗ,‬‬

‫ُٖ‪- .‬ابراهيم الشبوط‪ ,‬الحكومة اإلسبلمية كآليات الشورل‪ ,‬بغداد‪,‬‬

‫تموزََِْ‪.‬‬

‫ُٗ‪ .‬ثركت بدكم ‪ ,‬القانوف الدستورم كتطور األنظمة الدستورية في‬

‫مصر ‪ ,‬القاهرة ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ُُٕٗ ,‬ـ ‪.‬‬

‫َِ‪ .‬ثركت بديوم ‪ ,‬النظم السياسية ‪ .‬القاهرة ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪.‬‬

‫َُٕٗـ‬

‫‪-77-‬‬
‫ُِ‪ .‬تقي الدين أحمد ابن تيمية ‪ ,‬السياسة الشرعية في إصبلح الراعي‬

‫كالرعية ‪ ,‬الجامعة اإلسبلمية ‪ ,‬المدينة المنورة ‪ ,‬طُ ‪ُّٕٗ ,‬هػ ‪.‬‬

‫ِِ‪ .‬توفيق الشاكم ‪ ,‬فقه الشورل كاالستشارة ‪ ,‬دار الوفاء ‪ُُِْ ,‬هػ‪ُِٗٗ/‬ـ‬

‫ِّ‪ .‬السيد أحمد حسن أحمد دحبلف ‪ ,‬دراسة في السياسة الداخلية في‬

‫المملكة العربية السعودية ‪ ,‬دار الشركؽ ‪ََُْ ,‬هػ‬

‫ِْ‪ .‬السيد خليل هيكل ‪ ,‬موقف الفقه الدستورم كالتقليدم كالفقه‬

‫اإلسبلمي في بناء كتنظيم الدكلة ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة ‪,‬‬

‫ََِْـ ‪.‬‬

‫ِٓ‪ .‬سعود آؿ دريب ‪ ,‬التنظيم القضائي في المملكة العربية السعودية في‬

‫ضوء الشريعة اإلسبلمية كنظاـ السلطة القضائية مطابع دار الهبلؿ ‪,‬‬

‫الرياض ‪ ,‬طِ ‪َُْٓ ,‬هػ ‪.‬‬

‫ِٔ‪ .‬سلطاف الضويحي ‪ ,‬عبداهلل بن دحيم ‪ ,‬هيئة البيعة في المملكة العربية‬

‫السعودية ‪ ,‬بحث غير منشور ‪َُّْ ,‬هػ‬

‫ِٕ‪ .‬الشاطبي ‪ ,‬االعتصاـ ‪ ,‬مكتبة الرياض الحديثة ‪ .‬الرياض ‪( ,‬د‪ ,‬ت ‪,‬ط)‬

‫ِ‪. ُِٗ/‬‬

‫ِٖ‪ .‬شهاب الدين محمد بن أبي أحمد أبي الفتح األبشيهي المستطرؼ في‬

‫كل مستظرؼ ‪ ,‬دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع ‪ُُْٔ ,‬هػ ‪.‬‬

‫ِٗ‪ - .‬شوكت علياف ‪ ,‬قضاء المظالم ‪ ,‬دار الرشيد للنشر كالتوزيع ‪,‬‬

‫الرياض طِ‪ََُْ ,‬هػ‬

‫َّ‪ .‬الشيخ محمد رشيد رضا ‪ ,‬تفسير المنار ‪ ,‬دار المعرفة للطباعة‬

‫كالنشر ‪ ,‬بيركت ‪ ,‬بدكف تاريخ ‪.‬‬

‫‪-78-‬‬
‫ُّ‪ .‬د‪ .‬محمد القحطاني ‪,‬النظاـ الدستورم في المملكة العربية السعودية‬

‫‪,‬الطبعة األكلى ‪,‬دار حافظ ‪,‬جدة َُُِـ‬

‫ِّ‪ .‬صادؽ محمد ‪ :‬تطور الحكم كاإلدارة في المملكة العربية السعودية ‪,‬‬

‫معهد اإلدارة ‪ ,‬الرياض ‪ُّٖٓ ,‬هػ‬

‫ّّ‪ .‬صحيح البخارم بشرح فتح البارم ‪.ُْٖٓ .‬‬

‫ّْ‪ .‬صدقة يحيى فاضل ‪ ,‬مبادئ علم السياسة ‪ ,‬دار العلم ‪ََِّ ,‬ـ‬

‫ّٓ‪ .‬ضياء الدين الريس ‪ ,‬النظريات السياسية اإلسبلمية ‪ ,‬دار التراث ‪ ,‬طٕ‬

‫‪ُٕٗٗ ,‬ـ‬

‫ّٔ‪ .‬ادكرد سي بانفليد‪ ,‬السلوؾ الحضارم كالمواطنة‪ ,‬ترجمة سمير عزة‬

‫نصار‪ ,‬مراجعة د‪ .‬أحمد يعقوب المجدكيه‪( ,‬عماف‪ ,‬دار النشر‬

‫كالتوزيع‪.)ُْٗٗ,‬‬

‫‪-79-‬‬

You might also like