Professional Documents
Culture Documents
بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في القانوف
بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في القانوف
بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في القانوف
إعداد الطالب
خالد بن عوض المطيرم
بإشراؼ الدكتور
محمد بن حسن القحطاني
العاـ الجامعي
ُُِّّّْْ/هػ
-0-
املكدمة :
الحمد هلل رب العالمين كالصبلة ك السبلـ على أشرؼ األنبياء كالمرسلين
نبينا محمد كعلى آله كصحبه كمن نهج نهجه إلى يوـ الدين ..
االحتبلؿ الغربي :أف تيحكم بشريعة اهلل سبحانه كتعالى التي كرٌىمها بها
موالها عز كجل كميزها بها عن سائر األمم ,كقد ظهر هذا المطلب جليا
من خبلؿ إقباؿ الناس على تأييد الدعوات كالحركات كاألحزاب التي
فكاف إبراز هذق التجربة أماـ علماء اإلسبلـ كمفكريه كقادته السياسيين
أمران ضركريان لمسيس حاجة العمل السياسي اإلسبلمي إلى االستفادة منها
ألنها حتى هذا اليوـ هي التجربة الوحيدة عالميان كالتي حققت إلى جانب
انفرادها نجاحنا كتألقا.
-1-
مهاـ الملك بما نصه ( :يقوـ الملك بسياسة األمة سياسة شرعية طبقان
ألحكاـ اإلسبلـ ,كيشرؼ على تطبيق الشريعة اإلسبلمية كاألنظمة
كالسياسة العامة للدكلة كحماية الببلد كالدفاع عنها ) كهذا اإلجماؿ يعني
أف كل تفصيل نظامي يأتي في تحديد مهاـ الملك كصبلحياته ال بد أف
يكوف منطلقا مما أجملته هذق المادة بثبلث مهاـ ُ -سياسة الدكلة سياسة
شرعية ِ-اإلشراؼ على تطبيق الشريعة كاألنظمة كالسياسة العامة للدكلة
ّ -حماية الببلد كالدفاع عنها .كهذا كله في سبيل تقديم أنموذج عملي
ناجح أماـ أمتنا اإلسبلمية يكوف رائدان لها لتحقيق مطالبها العادلة .
-2-
خطــة البحــح
النحو التالي:
مشكلة البحث.
أهداؼ البحث.
أهمية البحث.
منهج البحث.
مصطلحات البحث.
ميَجي يف البحح
سوؼ يشتمل البحث على فصلين ككل فصل مبحثين كعدة مطالب
-3-
املبحح الجاىي :الوضع القانوني الدستور السعودم .
املطلب األول :الدستور السعودم بين التقليد كالتحديث .
املطلب الجاىي :نشأة النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية
السعودية.
املطلب الجالح :مركنة قواعد النظاـ األساسي للحكم.
املطلب الزابع :نظاـ الحكم في المملكة العربية السعودية .
الفصل الجاىي :سلطات امللك يف املنلكة العزبية الشعودية
-4-
مشكلة البحح :
تحتل القواعد الدستورية في أم دكلة كانت مكاف الصدارة على
جميع األنظمة كالقوانين تبعا للتدرج المعركؼ كالذم يتربع على عرشه
القواعد الدستورية ,ثم تليها القوانين العامة ,ثم تليها اللوائح التنفيذية
ثم تليها المعاهدات التي تنظم إليها الدكلة ,كيتم الموافقة عليها بحيث
تصبح في مرتبة النظاـ الملزـ ,كلذلك فإنه من الصعب االتفاؽ على
إجماع حوؿ تعريف الدستور حيث أف مسألة التعريف أثارت خبلفا بين
فقهاء القانوف فمنهم من قاؿ بأف الدستور معنيين ,معنى موضوعي ,
كمعنى شكلي أك رسمي كال يهمنا الخبلؼ بقدر أهمية المعنى األقرب
كالمجمع حوله كالتعريف األقرب للدستور (مجموعة من القواعد
األساسية ال تي تحدد طبيعة نظاـ الحكم في الدكلة ,كتبين السلطات العامة
فيها كاختصاص كل منها كعبلقاتها بعضها البعض ).....المملكة دكلة
عربية إسبلمية ذات سيادة تامة ,دينيها اإلسبلـ ,كدستوريها كتاب اهلل تعالى
كسنة رسوله "صلى اهلل عليه كسلم" ,كنظاـ الحكم فيها ملكي ,كيكوف
ا لحكم في أبناء الملك المؤسًٌس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آؿ
سعود ,كأبناء األبناء كييبايع األصلح منهم للحكم على كتاب اهلل تعالى
كسنة رسوله "صلى اهلل عليه كسلم" ,كالملك هو الذم يختار كلي العهد,
كهو الذم يعفيه بأمر ملكي ,كيكوف كلي العهد متفرغنا لوالية العهد ,كما
يكلفه الملك من أعماؿ ,كما يتولى كلي العهد سلطات الملك عند كفاته
حتى تتم البيعة.
تمكن مشكلة البحث في التساؤؿ التالي :
هل للمملكة العربية السعودية دستور ؟
ما سلطات الملك التي كفلها الدستور؟
هل اكتفى اإلسبلـ بتقديم مبادئ عامة للحكم (دستور)؟ أـ أنه قدـ نظاما
تفصيليا ثابتا ال مجاؿ لتغيير جزئياته كال كلياته ..كأكجب شكبل معينا
من أشكاؿ الحكم؟
-5-
أٍداف البحح.
يهدؼ هذا البحث إلى :
ُ -التعرؼ على سلطات الملك في ظل عدـ كجود دستور بالمعنى
الحقيقي
ِ -التعرؼ على سلطات الملك في المملكة العربية السعودية
ّ -التعرؼ على الدستور السعودم؟
ميَج البحح.
سوؼ يعتمد الباحث على المنهج التاريخي لوصف الظاهرة موضوع
البحث .
تشاؤالت البحح :
-هل يوجد في المملكة العربية السعودية دستور ينظم سلطات
الملك.
-هل يوجد تطابق بين سلطات الملك في النظاـ الملكي كسلطات
رئيس الدكلة في النظاـ الجمهورم .
مصطلحات البحح.
سلطات امللك ":الملك هو الممثل األسمى لؤلمة كرمز كحدتها كضامن
دكاـ الدكلة كاستمرارها ,كهو حامي .حمى الدين كالساهر على احتراـ
الدستور ,كله صيانة حقوؽ كحريات المواطنين كالجماعات كالهيئات
الدستور :الدستور :دفتر يكتب فيه أسماء الجنود كمرتباتهم ,كالقاعدة
يعمل بمقتضاها كفي القانوف مجموعة القواعد األساسية التي تبين شكل
الدكلة كنظاـ الحكم فيها كمدل سلطتها ازاء األفراد كجمعه دساتير .
-6-
الفصل األول
الوثائل الدستورية يف املنلكة العزبية الشعودية
متَيد
oاملبحح األول :دستور المملكة العربية السعودية
العربية السعودية.
املطلب الجالح :مركنة قواعد النظاـ األساسي للحكم.
املطلب الزابع :نظاـ الحكم في المملكة العربية السعودية .
-7-
الفصل األول :الوثائل الدستورية يف املنلكة العزبية الشعودية
متَيد :
يجب أف تحتل القواعد الدستورية في أم دكلة كانت مكاف الصدارة
على جميع األنظمة كالقوانين تبعان للتدرج المعركؼ كالذم يتربع على
التنفيذية ثم تليها المعاهدات التي تنظم إليها الدكلة كيتم الموافقة عليها
على إجماع حوؿ تعريف الدستور حيث إف مسألة التعريف أثارت خبلفا
موضوعي أك مادم كمعنى شكلي أك رسمي كأيا كاف هذا الخبلؼ فهو ال
يهمنا كثيران بقدر أهمية معرفة المعنى األقرب كالمجمع حوله كالتعريف
طبيعة نظاـ الحكم في الدكلة كتبين السلطات العامة فيها كاختصاص كل
منها كعبلقتها بعضها مع بعض كما تبين حقوؽ األفراد السياسية كما
(ُ)
يجب لحرياتهم من ضمانات .
( )1د .يذًذ انمذغبٍَ ،انُظبو انذسزىرٌ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،انغجعخ األونً ،دار دبفظ ،جذح 1111و ص 171
-8-
املبحح األول :دستور املنلكة العزبية الشعودية - :
تباينت اآلراء حوؿ هذق المسألة فمنهم من يقوؿ إف دستور المملكة
هو كتاب اهلل كسنة نبيه صلى اهلل عليه كسلم كمنهم من يقوؿ إف النظاـ
كنظاـ المناطق الذم صدر عاـ ُُِْهػ كنظاـ مجلس الوزراء الذم صدر
عاـ ُُْْهػ كنظاـ هيئة البيعة الذم صدر عاـ ُِْٕهػ كنظاـ القضاء الذم
نقوؿ لهم إف القرآف جاء لينظم عبلقة اإلنساف بخالقه كعبلقة اإلنساف
قاؿ تعالى ( :كنزلنا عليك الكتاب تبيانان لكل شيء كهدل كرحمة
كبشرل للمسلمين ) ككوف القرآف تبيانا لكل شيء ال يعني أنه يفصل في
(ُ)
التي تحتاج كل الجزئيات كلكنه يضع القواعد الكلية كاألحكاـ األساسية
إليها الحياة كيفتقر إليها الفرد كتفتقر إليها الجماعة كتحتاج إليها
( )1أدًذ ثٍ ثبز .انُظبو انسُبسٍ وانذسزىرٌ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ .انغجعخ انضبَُخ .دار انخرَجٍ 1111 .هـ ص111
( )1رمٍ انذٍَ أدًذ اثٍ رًُُخ ،انسُبسخ انشرعُخ فٍ إصالح انراعٍ وانرعُخ ،انجبيعخ اإلساليُخ ،انًذَُخ انًُىرح ،ط1171 ، 1هـ .
-9-
دستوران بالمعنى القانوني المتعارؼ عليه كونه أعم كأشمل من الدساتير
بالتاريخ كالجنة كالنار كالثواب كالعقاب ككذلك سنة النبي صلى اهلل
عليه كسلم لذلك جاء في النظاـ األساسي للحكم في مادته األكلى ما نصه
" المملكة العربية السعودية دكلة عربية إسبلمية ذات سيادة تامة دينها
اإلسبلـ كدستورها كتاب اهلل تعالى كسنة رسوله صلى اهلل عليه كسلم
كلغتها هي اللغة العربية كعاصمتها الرياض " إذا نستطيع أف نقوؿ إف
المصدر الذم استقى منه النظاـ األساسي للحكم هو كتاب اهلل كسنة نبيه
كمثالية ألنها تستند إلى أسس إيمانية محورها اإليماف باهلل سبحانه
كطريقة كأسلوب ممارسة الحكم فيها إال أنه لم يناقش آلية (ِ ) العالمية
انتقاؿ الحكم مثبل كلم يفصل في بعض األمور التي تشتمل عليها الدساتير
( )1انسُذ خهُم هُكم ،يىلف انفمه انذسزىرٌ وانزمهُذٌ وانفمه اإلساليٍ فٍ ثُبء ورُظُى انذونخ ،دار انُهضخ انعرثُخ ،انمبهرح ،
1111و .ص111
( - )1انشبعجٍ ،االعزصبو ،يكزجخ انرَبض انذذَضخ .انرَبض ( ،د ،د ،ط) . 111/1ص11
-10-
بل تركها لتفصلها كتتطرؽ إليها أنظمة دستورية أخرل كنظاـ هيئة
()1
البيعة كنظاـ مجلس الوزراء كنظاـ القضاء .
من الوثائق الدستورية كهي ستة أنظمة ( :النظاـ األساسي للحكم ,
هيئة البيعة ,كنظاـ القضاء ) فإننا نرل أف هذق األنظمة الستة تشتمل
على جميع الموضوعات التي تناقشها الدساتير كلقد جاء قرار مجلس
الوزراء رقم ُُْ في ُُِِْٔ/ٖ/هػ بما نصه ما يلي " إف مجلس الوزراء
كبناء على التوجيه الملكي الكريم بإعادة النظر في ترتيب جهاز الدكلة
( )1سعىد آل درَت ،انزُظُى انمضبئٍ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ فٍ ضىء انشرَعخ اإلساليُخ وَظبو انسهغخ انمضبئُخ يغبثع دار
انهالل ،انرَبض ،ط1111 ، 1هـ .ص111
( )1انسُذ أدًذ دسٍ أدًذ ددالٌ ،دراسخ فٍ انسُبسخ انذاخهُخ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،دار انشروق 1111 ،هـ ص11
-11-
أتت به الدساتير العالمية من حيث إنشاء السلطات العامة كتحديد
اختصاصاتها كالع بلقة فيما بينها كذلك أسلوب نشأتها كهي أيضان تناقش
مسائل هامة تتعلق بحقوؽ األفراد كحرياتهم كترسم المبادئ العامة التي
تتبناها الدكلة منهجان كطريقة عمل كمن الناحية الشكلية فإننا نجد أف
الذم أصدر هذق األنظمة هو الملك كقد صدرت بأكامر ملكية معبرة عن
األساسي للحكم كاألنظمة األخرل تم تشكيلها بأمر ملكي كأف النظاـ لم
يصدر بمرسوـ ملكي على غرار ما تصدر به بقية األنظمة بل صدر بأمر
ملكي معبران عن إرادة ملكية إذا جاء في ديباجة النظاـ األساسي للحكم ما
نصه " :نحن فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية بناء
المجاالت كرغبة في تحقيق األهداؼ التي نسعى إليها أمرنا بما هو آت
أكالن :إصدار النظاـ األساسي للحكم بالصيغة المرفقة بهذا األمر كما
كمجلس المناطق ُُِْهػ كهي أنظمة دستورية بصيغ مشابهة لما هو عليه
الحاؿ في النظاـ األساسي للحكم فلكل ما تقدـ يمكن اعتبار مجموعة هذق
-12-
النظاـ األساسي للحكم عاـ ُُِْهػػػػ ,ك يعد النظاـ األساسي
للحكم لعاـ ُُِْ هػػػ أهم كثيقه دستوريه للمملكة ,فهو يعرؼ طبيعة
عربيه إسبلميه ذات سيادق دينها اإلسبلـ كدستورها كتاب اهلل سبحانه
كتعالى كسنة رسوله صلى اهلل عليه كسلم كيوضح النظاـ أف نظاـ الحكم
في المملكة ملكي كيكوف الحكم في أبناء الملك مؤسس المملكة العربية
السعودية الملك عبد العزيز ,كنص نظاـ الحكم على حقوؽ كحريات
-13-
ّ -دستور مكتوب .
السعودية دكله ليس مركبه كذلك النفراد سلطه كاحدق بإدارة شؤكنها
ُ -ففي النظاـ البرلماني يختار الوزراء من بين أعضاء البرلماف بينما في
( )1صبدق يذًذ :رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،يعهذ اإلدارح ،انرَبض 1131 ،هـ
-14-
التشريعية كفي هذا الشأف النظاـ في المملكة العربية السعودية يشبه
النظاـ الرئاسي ,إذ ال يوجد كزراء من بين أعضاء مجلس الشورل .
ّ -حيث أف كبل النظامين أخذ الفصل المرف بين السلطات الثبلث في
(ُ)
الدكلة مع كجود مظاهر تعاكف مشتركه بين هذق السلطات
ُ-أف مجلس الوزراء السعودم ال يحتاج إلى موافقة مجلس الشورل على
أعماله كال يحتاج إلى إعبلف ثقة مجلس الشورل فالوزراء مسؤكلوف أماـ
التطور الذم بلغه النظاـ السياسي كتبعا لدرجة التطور الديمقراطي في
( )1شىكذ عهُبٌ ،لضبء انًظبنى ،دار انرشُذ نهُشر وانزىزَع ،انرَبض ط1111 ،1هـ
( )1انشبعجٍ ،االعزصبو ،يكزجخ انرَبض انذذَضخ .انرَبض ( ،د ،د ،ط) . 111/1
-15-
السياسية القديمة القائمة على الحكم المطلق حيث ال حدكد كال قيود على
سلطات الحكاـ لم تنشأ الدساتير المكتوبة ,ألف هذق الدساتير ما نشأت إال
طرؽ تختلف باختبلؼ الدكلة كدرجة النضج السياسي لدل الرأم العاـ
فيها .كقد يلعب األسلوب الذم يتبع في كضع الدستور دكران هاما في
كشف المذهب السياسي الذم ينطوم عليه .فما هي هذق األساليب المتبعة
(ُ) التي تنشأ بواسطتها الدساتير؟ ..هذا السؤاؿ يطرح مبحثا مهما للغاية,
لئلجابة عليه يتطلع هذا البحث إلى تقديم إجابات محددة كبسيطة ,استنادا
معيــــى الدستور :لم يرد في قواميس اللغة العربية القديمة معنى كاضح
لكلمة الدستور ,لذلك حاكؿ بعض فقهاء القانوف الدستورم إرجاعها إلى
األصل الفارسي كالتي تعني الدفتر أك السجل الذم تجمع فيه قوانين
الثقافات األخرل األمر الذم يفسر لنا دخوؿ الكثير من المصطلحات إلى
هذق اللغة كاستقرارها على أساس أنها ترمز لمفهوـ معين كمن هذق
( )1شىكذ عهُبٌ ،لضبء انًظبنى ،دار انرشُذ نهُشر وانزىزَع ،انرَبض ط1111 ،1هـ
-16-
المصطلحات ما يعرؼ بالدستور .كالمعنى المرادؼ لكلمة الدستور في
كالترخيص.
ُ /ظَور الدساتري
تنشأ الدساتير بأساليب مختلفة كمتعددة ,كقبل التعرض ألساليب
نشأت ها يتوجب علينا بحث تاريخ ,مكاف كأسباب ظهورها كالتطور الذم
-17-
تاريخ ومكاٌ ظَور أول دستور:
بالمفهوـ الفني الحديث في عهد الرسوؿ صلى اهلل عليه كسلم كيعرؼ
"بالصحيفة" ,تلك الوثيقة التي أعدها رسوؿ اإلسبلـ لتنظيم أحواؿ دكلة
(ُ)
المدينة بعد أف انتقل إليها من مكة.
تعود إلى القرف الثالث عشر كبالتحديد سنة ُُِٓ عندما منح الملك جاف
معالمها في القرف السابع عشر عندما كضع الجناح المؤيد لكركـ كيل في
المجلس العسكرم دستورا ,كاف كاف البرلماف ككركـ كيل ذاته لم
يساندا ذلك المشركع فبقي كذلك بحيث لم يعرض على الشعب ,كاف
كانت بعض نصوصه اعتمدت فيما بعد لتنظيم السلطة كعادت فيما بعد
(ُ)
مصدرا لتنظيم السلطة في الواليات المتحدة األمريكية(ُ).
أ -الدستور املكتوب :يكوف الدستور مكتوبان إذا كاف صادران عن الجهة
المختصة بذلك على شكل نصوص تشريعية رسمية ,قد تكوف في كثيقة
( )1انشبعجٍ ،االعزصبو ،يكزجخ انرَبض انذذَضخ .انرَبض ( ،د ،د ،ط) . 111/1
( )1شىكذ عهُبٌ ،لضبء انًظبنى ،دار انرشُذ نهُشر وانزىزَع ،انرَبض ط1111 ،1هـ
-18-
ب -الدستور غري املكتوب :كهو الذم تتكوف قواعدق نتيجة العادة ك التكرار
في الشؤكف التي تتعلق بنظاـ الحكم ك العبلقة بين السلطات ,فهو عبارة
عن قواعد عرفية استمر العمل بها لسنوات طويلة حتى أصبحت بمثابة
لقواعدق ,ك تكوف الدساتير عرفية عندما تستند إلى العرؼ كال تضمها
الدكلة أك بعض هذق المؤسسات كال يحصل اعتراض على هذا السلوؾ
كأف هذق الدكؿ بوضع الدستور تؤهل نفسها إلقامة حوار بين السلطة
كالحرية فكأنها تعلن للغير بأنها كصلت إلى مرحلة النضج السياسي ,كلها
-19-
الحق في االنضماـ للمجتمع الدكلي .ككما أشرنا سابقا على إثر الحرب
الظاهرة ,باألخص إذا علمنا أف أغلب هذق الدكؿ تفتقر إلى رصيد
كل هذا كاف سببا مباشرا لوضع دستور مكتوب إلى جانب ضركرة اقتناء
تنظم إلى المجتمع الدكلي إال في ُْ مايو ُّٔٗ أم بعد صدكر دستورها
الدكؿ العربية ,إال أف بعض دكؿ الخليج تفتقر إلى دستور مكتوب كال
(ُ)
يوجد فيها دستور مدكف على نسق الدساتير المعاصرة.
( )1انسُذ أدًذ دسٍ أدًذ ددالٌ ،دراسخ فٍ انسُبسخ انذاخهُخ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،دار انشروق 1111 ،هـ
(َ )1عًبٌ أدًذ انخغُت ،انىسُظ فٍ انُظى انسُبسُخ وانمبَىٌ انذسزىرٌ( .انغجعخ األونً ،اإلصذار األول؛ األردٌ :يكزجخ دار انضمبفخ
نهُشر وانزىزَع1111 ،و).
-20-
املبحح الجاىي :الوضع الكاىوىي الدستور الشعودي
األنظمة الحاكمة في جميع المجتمعات الدكلية لها تجاربها
حين دعا مؤسس الببلد الملك عبدالعزيز ضمن أمرق الملكي الشهير إلى
المملكة العربية السعودية كإلى كضع نظاـ أساسي للحكم كنظاـ لتوارث
(ُ)
العرض كنظاـ لتشكيبلت الحكومة المختلفة .
كفي عاـ َُّٗهػ بدأت المملكة العربية السعودية أكؿ خطة شاملة
للتنم ية ضمن سلسلة من خطط التنمية المختلفة بهدؼ إيجاد بنية تحتية
حديثة للببلد كأدل هذا التحديث السريع إلى تطور كبير في النظاـ
الدستورية القائمة كتطوير أنظمتها كقد جاء أهم تطور دستورم عاـ
ُُِْهػ عندما أصدر الملك فهد رحمه اهلل النظاـ األساسي للحكم كمما
على عدد قليل من الوثائق الدستورية أهمها النظاـ األساسي للحكم ,نظاـ
كنظاـ هيئة البيعة .إال أنها في مجملها تشكل منظومة دستورية شاملة
-21-
كمن الضركرم أف يكوف لكل دكلة من الدكؿ أيا كاف شكلها قانوف
أك نظاـ أساسي ينظمها كيبين سلطاتها كيوضح األسس العامة التي تسير
التي تبين شكل الدكلة كنظاـ الحكم فيها كالسلطات كعبلقة هذق السلطات
ككاجبات األفراد كحقوقهم سواء كانت هذق القواعد في كثيقة كاحدة أـ
(ُ)
أكثر أـ كاف مصدرها األعراؼ كالتقاليد .
حيث جاء هذا النظاـ متميزان بصفاء المصدر كأصالة المنهج كسمو
المجتمع السعودم كالمحافظة على قيمه كأصالته كهو بذلك يتميز عن
الملكي رقم (ُ )َٗ/في ُُِِْٕ/ٖ/هػ حيث يوضح طبيعة الدكلة كأهدافها
كالمبادئ االقتصادية كالشؤكف المالية التي تحكم الدكلة كما جاء النظاـ
أف هدؼ الدكلة هو ضماف أمن كحقوؽ المواطنين كما يوضح النظاـ
( )1األيٍُ شرَظ ،انىجُس فٍ انمبَىٌ انذسزىرٌ وانًؤسسبد انسُبسُخ انًمبرَخ ،انغجعخ انضبَُخ 1111 ،و .ص111
-22-
المرجع لجميع السلطات كما يوضح النظاـ آلية الرقابة على إيرادات
األساسي للحكم كنعرج على أهم النقاط الذم تميزت به قواعد هذا النظاـ
من خبلؿ استعراض طريقة نشأته التي لم تكن في ظل أزمات سياسية أك
انقبلبات عسكرية كما سنجيب على عدة تساؤالت تتعلق بوضع الدستور
كال طريقة الحديثة في نشأة الدساتير كمن ثم نتعرؼ على الطريقة التي
تمت على أساسها نشأة النظاـ األساسي للحكم كوثيقة دستورية سعودية
كسنناقش أسلوب نشأتها كمركنتها كأنواعها كبناء عليه فإنه يتم تقسيم
طرؽ كأساليب نشأة الدساتير إلى نوعين كل نوع مقسم إلى طريقتين
يعتمد ا ختيار كل دكلة على أحد هذق الطرؽ كعلى ظركفها التاريخية
التي يمكن أف نطلق عليها أنها تطور لئلرادة الملكية للحاكم كتغير
( )1صبدق يذًذ :رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،يعهذ اإلدارح ،انرَبض 1131 ،هـ ص111
-23-
لملكيته المطلقة إلى ملكية مقيدة كقد اتفق عليها كثير من فقهاء
القانوف الدستورم كهي نوعاف أكلها المنحة كفي هذق الحالة ينشأ
فردية (ُ)كهذا التنازؿ يكوف بمحض إرادته كاختيارق رغبة منه في تنظيم
شئوف الدكلة كتقربان منه من باب الحكمة كبعد النظر كقد يصدر الدستور
تحت ضغط كإلحاح من جانب الشعب كمن أمثلة الدساتير التي صدرت في
شكل منحة الدستور الفرنسي لسنة ُُْٖ كالدستور اإليطالي لسنة ُْٖٖ
هل يحق للحاكم الذم منح الشعب بعضان من سلطاته أف يسحبها أك
األكؿ :أف الحاكم منح بعض سلطاته بكامل إرادته كيحق له أف
يسترجعها ألف من يملك المنح يملك االسترداد كيساند هذا الرأم أمثلة
حدثت فعبلن حيث أصدر شارؾ العاشر ملك فرنسا قراران ملكيان عاـ َُّٖ
بإلغاء دستور عاـ ُُْٖ تحت حجة أف المنحة أك الهبة في الحقوؽ العامة
( )1انعًبوٌ .يصغفً صبنخ ،انزُظُى انسُبسٍ وانزُظُى انذسزىرٌ ،عًبٌ :دار انضمبفخ . 1111 ،ص 11
( )2عثمان صالح .النظام الدستوري والمؤسسات السياسية في الكويت ( الكويتت اامةتة الكويتت كميتة ال تو
الطبةة األولى 1989م )
-24-
يحق للملك الرجوع عن دستورق إذا صدر عن الشعب جحود للمنحة
الثاني :أنه ال يحق للحاكم أف يسحب المنحة التي منحها للشعب بسبب
أف حقوؽ الشعب ارتبطت بالدستور الممنوح كترتبت عليها حقوؽ لهم
القانونية التي ينص عليها الدستور كهذا الرأم تؤيدق األغلبية .
أما الطريقة الثانية لنشأة الدساتير بأسلوب العقد كفي هذق الحالة ينشأ
الدستور نتيجة تبلقي إرادتين :إرادة الحاكم كإرادة الشعب كهو عبارة
عن اتفاؽ بين الحاكم كممثلي الشعب كلهذا سمي هذا األسلوب بأسلوب
العقد كمن أمثلة هذق الدساتير الميثاؽ األعظم اإلنجليزم لسنة ُُِٓ فلقد
كيرل بعض فقهاء القانوف الدستورم أف هذق الطريقة معيبة كوف أف
أكثر (ِ) تقدما من التي قبلها ألف الشعب فيها يقطع شوطان إلى
( - )1سهغبٌ انضىَذٍ ،عجذاهلل ثٍ د دُى ،هُئخ انجُعخ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،ثذش غُر يُشىر 1111 ،هـ ص111
( )1صرود ثذوٌ ،انمبَىٌ انذسزىرٌ ورغىر األَظًخ انذسزىرَخ فٍ يصر ،انمبهرح :دار انُهضخ انعرثُخ 1171 ،و .
( )1دبفظ عهىاٌ دًبدٌ انذنًٍُ ،انُظى انسُبسُخ فٍ أوروثب انغرثُخ وانىالَبد انًزذذح األيرَكُخ ،دار وائم نهغجبعخ وانُشر ،ط، 1
عًبٌ 1111 .و .ص11
-25-
موادق كبما أف الذم كضع الدستور الحاكم كالشعب معا إذان ال يمكن ألم
أما الطريقة الثالثة فهي الطريقة الحديثة كهي على نوعاف النوع األكؿ
كتظهر فيها اإلرادة الكاملة للشعب في إنشاء كإقرار هذا الدستور كيتمثل
هذا األسلوب في أف ينتخب الشعب جمعية نيابية مهمتها كضع الدستور أك
إلغاؤق فيظهر الدستور بواسطة ممثلي الشعب فقط دائما تكوف للجمعية
-26-
(ُ)
املطلب الجاىي :ىشأة اليظاو األساسي للحكـه يف املنلكة العــزبية الشـعودية - :
في عاـ ُّْْهػ كبعد مبايعة أهل الحجاز للملك عبدالعزيز أمر
السرم من قبل ممثلين عن جميع مدف الحجاز كذلك بهدؼ كضع تنظيم
تضمنت تلك التعليمات األساسية تسعة أقساـ تنظم تنظيمان تفصيليان جميع
كهذا األسلوب كما أسلفنا يعتبر من أرقى أساليب نشأة كإعداد الدساتير
كوف أنه هو األقرب للمبدأ الديمقراطي الذم تظهر فيه اإلرادة الكاملة
بالرغم من ذلك فقد ظلت فكرة تطوير هذا التنظيم تراكد الملك
عبدالعزيز حتى بعد إقرارق بمدة كجيزة حين أعلن – رحمه اهلل – توحيد
للحكم كنظاـ لتوارث العرش كنظاـ لتشكيبلت الحكومة كبناء عليه فقد
-27-
العربية السعودية كالذم جاء في َُْ مادة عاـ ُّٓٓهػ كتم رفعه للملك
للمصادقة عليه إال أنه لم يصدر كذلك بسبب المتغيرات كالقبلقل الدكلية
التي حدثت آنذاؾ كعلى رأسها نشوب الحرب العالمية الثانية باإلضافة
نظاـ أساسي للحكم إلى هذا الحد بل ظلت الفكرة حاضرة في فكرة قادة
هذق الببلد إلى عاـ ََُْهػ حين أصدر الملك خالد – رحمه اهلل – أمرق
إلقرارها ككضعها موضع التنفيذ كعليه فقد تشكلت لجنة برئاسة صاحب
المناطق حتى حاف الوقت المناسب الذم أصدر فيه خادـ الحرمين
الشريفين الملك فهد – رحمه اهلل – أمرق الملكي الشهير رقم (أ )َٗ/في
( )1أدًذ ثٍ ثبز .انُظبو انسُبسٍ وانذسزىرٌ فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ .انغجعخ انضبَُخ .دار انخرَجٍ 1111 .هـ .
-28-
من الطرؽ التقليدية كالحديثة معان في صياغة الدساتير إذ إف طريقة
صدكر النظاـ األساسي للحكم عاـ ُُِْهػ تعد منحة أك هبة من الحاكم
لشعبه كتنازؿ بمحض اإلرادة رغبة منه في تنظيم شؤكف الدكلة كتقربان
منه من باب الحكمة كبعد النظر .كنستطيع أف نستنتج هذا األمر من
-إف النظاـ صدر بأمر ملكي معبران عن إرادة ملكية إذ جاء في ديباجة
أكالن :إصدار النظاـ األساسي للحكم بالصيغة المرفقة بهذا كما صدرت
المناطق ُُِْهػ كهي أنظمة دستورية بصيغ مشابهة لما هو عليه الحاؿ
رحمه اهلل – في كلمته التي كجهها للمواطنين عندما صدرت هذق األنظمة
ما نصه " لقد استدعى تطور الحياة الحديثة أف تنبثق عن هذا المنهج
أنظمة رئيسة في عهد الملك عبدالعزيز كقد استمر العمل بهذا النهج
( )1أدًذ ددالٌ .انسُبسخ انذاخهُخ نهًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،دار انشروق ،ط1131 ، 1و .ص11
( )1أدًذ سردبٌ ،انمبَىٌ انذسزىرٌ واألَظًخ انسُبسُخ ،صُذا :دار انرَف ،ط. 1111 ، 1ص117
-29-
حتى يومنا هذا كإف إصدارنا اليوـ لؤلنظمة الثبلثة توثيق لشيء قائم
كصياغة ألمر كاقع معموؿ به كقد صيغت األنظمة على هدم من الشريعة
اإلسبلمية ".
كبذلك يتضح أف هناؾ جهودان جبارة بدأت منذ كقت مبكر أثمر عنها
صدكر النظاـ األساسي للحكم حيث تم إعدادق كصياغته بعد دراسة متأنية
مبادئ راسخة سارت عليها الدكلة منذ تأسيسها كتلبية لظركؼ المرحلة
الدكلة مبادئ موجهة كال قواعد ملزمة كال أصوؿ مرجعية في مجاؿ
-30-
املطلب الجالح :مزوىة قواعد اليظاو األساسي للحكه - :
إف ما يميز قواعد النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية
السعودية كأعلى كثيقة دستورية هي أنها تعتبر مرنة كذلك الحاؿ في
عدـ كجود إجراءات خاصة يجب االلتزاـ بها عند تعديلها كقد شرح األمير
نايف كلي العهد النائب األكؿ لرئيس مجلس الوزراء كزير الداخلية هذق
" النظاـ ليس كتاب اهلل الذم ال يمكن تغييرق كيمكن تغيير أم مادة في
(ُ)
النظاـ ألمر تقتضيه المصلحة العامة .
كحتى تتضح الصورة فإننا نقصد بالدستور المرف أنه ذلك النوع
من الدساتير الذم يعدؿ بالطرؽ كاإلجراءات نفسها التي يتم فيها تعديل
عليه مرف إذا كاف بمقدكر الشرع أف يعدؿ في أحكامه كقواعدق بإتباع
إف أهم ما يميز الدستور السعودم كما يحقق له االعتداؿ أنه ال
النظاـ إال بنفس الطريقة التي تم بها إصدارق كلقد جاء في المقابلة التي
( )1أدًذ ددالٌ .انسُبسخ انذاخهُخ نهًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،دار انشروق ،ط1131 ، 1و .
-31-
عبدالعزيز رحمه اهلل عندما سئل عن أية ملحوظات أك إضافات أك تعديبلت
(ُ)
على أنظمة الحكم كالشورل كالمناطق خبلؿ تطبيقها فقاؿ :
" ال يوجد نظاـ في الدنيا يوضع موضع التنفيذ إال كيظهر عليه
الشاملة كهو ما كنت أشرت إليه في كلمة التقديم لهذق األنظمة عند
صدكرها إلدراكي بأف كل شيء في هذا البلد يتطور كبالتالي فإف طبيعة
بأصحاب الرأم كالخبرة كالمشورة على الدكاـ لتطوير أنظمتنا بما يتفق
بإذف اهلل كحوله كقوته في إدخاؿ إضافات كتحسينات مفيدة لما فيه خير
ألف معظم قواعدق الدستورية توجد في النظاـ األساسي للحكم الصادر عاـ
كنظاـ القضاء كإضافة إلى هذا التدكين فإف الدستور السعودم يتميز بأف
هناؾ قواعد دستورية عرفية جاءت بحكم العادة كال يوجد نص مكتوب
(ُ)
ينظمها .
( )1أدًذ سردبٌ ،انمبَىٌ انذسزىرٌ واألَظًخ انسُبسُخ ،صُذا :دار انرَف ،ط. 1111 ، 1
( )1أدًذ شهجٍ :انسُبسخ وااللزصبد فٍ انزفكُر اإلساليٍ ،ط انُهضخ انًصرَخ ،ط1197 ، 1و
-32-
كفيما يتعلق بما هو عليه الوضع في المملكة العربية السعودية فإف
المملكة تعتبر دكلة بسيطة النفراد سلطة كاحدة بإدارة شؤكنها الداخلية
التشريع ككحدة التنفيذ كيصنف الدستور السعودم على أنه نظاـ ملكي
حيث استمر حكم أسرة آؿ سعود قرابة مائتين كخمسين سنة هجرية
األصلح منهم للحكم على كتاب اله كسنة رسوله محمد صلى اهلل عليه
كسلم .
كمن خبلؿ هذا النص نبلحظ أف النظاـ لم يشترط النتقاؿ الملك التقيد
بالسن بل اشترط األصلح للحكم كلذلك صدر نظاـ هيئة البيعة في
للحكم .
كالبيعة تعني أف هناؾ عمبل متبادالن بين الحاكم كالمحكوـ فعلى الحاكم
العمل على تحكيم شرع اهلل في عبادق كعلى المحكومين السمع كالطاعة
-33-
فيما تمت البيعة عليه كهذا ما أكضحته هذق المادة المذكورة آنفان
(ُ)
كالمادة السادسة التي تقوؿ :
" يبايع المواطنوف الملك على كتاب اهلل كسنة رسوله كعلى السمع
كما حدد النظاـ األساسي كبشكل كاضح سلطات الدكلة الثبلث حيث حدد
إف النظاـ األساسي للحكم رسخ مبدأ استقبللية القضاء حين أكد على
أحكاـ الشريعة اإلسبلمية كفقا لما نص عليه كتاب اهلل كسنة رسوله صلى
اهلل عليه كسلم كما يصدرق كلي األمر من أنظمة ال تتعارض مع الكتاب
كالسنة كهذا النص فيه تأكيد على مبدأ المشركعية بأف تكوف الحاكمية
( - )1أدًذ كًب انذٍَ يىسً ،دَىاٌ انًظبنى ثٍُ انذبضر وانًسزمجم ،يجهخ اإلدارح انعبيخ .
-34-
تختص السلطة التنظيمية بوضع األنظمة كاللوائح فيما يحقق المصلحة
املطلب الزابع :ىظاو احلكه يف املنلكة العزبية الشعودية بني الزئاسي والربملاىي..
كبناء عليه فبل يمكن اعتبار نظاـ الحكم في المملكة العربية السعودية
تشبه النظاـ الرئاسي بينما توجد عناصر أخرل مشابهة للنظاـ البرلماني
ففي النظاـ البرلماني يختار الوزراء من بين أعضاء البرلماف بينما في
التشريعية كبناء عليه فالنظاـ السعودم يشبه النظاـ الرئاسي في أنه ال
يوجد كزراء من بين أعضاء مجلس الشورل فعندما أعاد الملك فهد
تشكيل مجلس الوزراء عاـ ُُْٔهػ عين ستة أعضاء جدد في مجلس
الشورل ليحلوا محل األعضاء الذين عينوا في مناصب كزارية كما أف
أم كظيفة حكومية أخرل كقاعدة عامة كما أف السلطة التنفيذية ال
السعودم ال يحتاج إلى موافقة مجلس الشورل على أعماله كال تحتاج
( - )1إسًبعُم انجذوٌ ،يجذأ انشىري فٍ انشرَعخ اإلساليُخ ،انمبهرح ،دار انُهضخ ،ط1111 ، 1هـ .
-35-
الحكومة إلى إعبلف ثقة مجلس الشورل بها كفي المقابل فإف مجلس
دكف طرح الثقة فيهم كفي المجمل العاـ فكبل النظامي لها رئيس كاحد
(ُ)
هو رئيس للدكلة كرئيس للحكومة .
( - )1إسًبعُم ثذوٌ َ ،ظرَخ انذونخ ،دراسخ يمبرَخ ثبنُظبو انسُبسٍ اإلساليٍ ،انمبهرح ،دار انُهضخ انعرثُخ ،ط1111 ، 1هـ .
-36-
الفصل الجاىي
سلطات امللك يف املنلكة العزبية الشعودية
oاملبحح األول :سلطات امللك
املطلب األول :سلطات امللك املتعلكة حبزاسة ومحاية الديً
املطلب الجاىي :سلطات امللك يف اجملال اخلارجي للدولة
املطلب الجالح :قزارات امللك.
املطلب الزابع :أشـكال ىظـاو احلـكه
oاملبحح الجاىي :طبيعة احلكه يف املنلكة العزبية الشعودية
املطلب األول :ىظاو احلكه يف االسالو .
املطلب الجاىي :املبادئ واألسص اليت يكوو عليُ ىظاو احلكه يف
املنلكة العزبية الشعودية .
املطلب الجالح :الصفة التشزيعية لليظاو
املطلب الزابع :سلطات احلاكه يف اليظاو الزئاسي وامللكي.
-37-
الفصل الجاىي
سلطات امللك يف املنلكة العزبية الشعودية
متَيد :
إف الشيخ محمد المبارؾ -رحمه اهلل -يخبرنا في مؤلفه القيم (نظاـ
كفي هذا الصدد أيضا ,نجد :العبلمة عبدالرحمن بن خلدكف يحدثنا في
دنياهم كآخرتهم ..ككاف هذا الحكم ألهل الشريعة كهم األنبياء كمن قاـ
فيه مقامهم كهم الخلفاء) .كيستطرد ابن خلدكف قائبل) :كالخبلفة هي :
كالدنيوية الراجعة إليها ,إذ أحواؿ الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى
( )1شهبة انذٍَ يذًذ ثٍ أثٍ أدًذ أثٍ انفزخ األثشُهٍ انًسزغرف فٍ كم يسزظرف ،دار انفكر نهغجبعخ وانُشر وانزىزَع 1119 ،هـ
-38-
املبحح األول :سلطات امللك .
الملك في المملكة العربية السعودية هو الرئيس األعلى كهو كلي
سلطات الدكلة كالقائد األعلى للقوات المسلحة كللملك مكانة خاصة عند
الشعب ألنه يستمد جميع سلطاته كقراراته من كتاب اهلل كسنة نبيه صلى
اهلل عليه كسلم إذ تقع عليه مهمة حفظ الدين كنشر أصوله كالقياـ على
شعائرق .
كلذلك ترسخ هذا المفهوـ عند ملوؾ هذق الببلد حتى امتد إلى فكرة
أف الملك ليس خادما للدين في بلدق فقط بل خادمان كراعيا للدين
اإلسبلمي في جميع أنحاء العالم قاؿ الملك فيصل رحمه اهلل " إننا في
هذا لبلد قد عاهدنا اهلل على أنفسنا بأف نكوف خدما لشريعة اهلل داعين هلل
الدين كتحكيم شريعة اهلل كخدمة شعوبنا كنشر العدالة في العالم أجمع "
(ُ)
سلطات الملك -:
حيث يقوـ بتطبيق األحكاـ الشرعية كيشرؼ على تطبيق األنظمة كيشرؼ
على تطبيق السياسة العامة للدكلة باإلضافة إلى حماية الببلد كالدفاع
عنها كقد ذكر ابن خلدكف في مقدمته الخبلفة هي حمل الكافة على
إذ أحواؿ ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح اآلخرة إنها في
-39-
الحقيقة خبلفة عن صاحب الشرع في حراسة الدين كبناء عليه فإف
سلطات الملك تتمحور حوؿ حراسة الدين كإدارة شئوف الدنيا كهي على
ملكا للببلد كلكونه رئيسا لمجلس الوزراء كرئيسا لمجلس الشورل طبقا
لنظاـ مجلس الوزراء الصادر عاـ ُُْْهػ كبناء عليه فإف الملك يمارس
هذق الرئاسة على كجهين :األكؿ يتعلق بإدارة الشؤكف الداخلية للدكلة
( )1شىكذ عهُبٌ ،لضبء انًظبنى ،دار انرشُذ نهُشر وانزىزَع ،انرَبض ط1111 ،1هـ
-40-
-له حق إحداث الوزارات كترتيبها كإلغائها ككذلك المصالح العامة
( )1األيٍُ أدًذ ،انشىري انًفزرٌ عهُهب ،جذح ،يكزجخ دار انًغجىعبد انذذَضخ ،ط1111 ، 1هـ .
-41-
كباعتبارق رئيسان لمجلس الوزراء فإف له سلطات داخلية تسمى سلطات
الملك كفقان لنظاـ مجلس الوزراء الصادر عاـ ُُْْهػ كهي على النحو
التالي :
ُ -رئاسة المجلس في جلساته كإف تعذر ذلك فينيب أحد نائبيه .
ِ -تعيين نائب لرئيس مجلس الوزراء كالوزراء كإعفائهم بأمر ملكي .
ّ -العمل على التنسيق كالتخطيط بين مصالح الدكلة كجميع الوزارات
ٓ -له األحقية في إصدار اللوائح الداخلية لبعض الهيئات الحكومية كهيئة
( )1أدًذ ددالٌ .انسُبسخ انذاخهُخ نهًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،دار انشروق ،ط1131 ، 1و .ص11
-42-
ّ -للملك سلطة إرساؿ رؤساء البعثات الدبلوماسية الذين يمثلونه
ك مرجع لجميع سلطات الدكلة كبالتالي فإف القرارات التي يتخذها تعتبر
(ُ)
قرارات إدارية تأخذ األشكاؿ التالية :
رئيسان للدكلة كيصدر على شكل قرار مكتوب كبطريقة معينة في شأف من
شؤكف الدكؿ سواء أكانت هذق الشؤكف داخلية أـ خارجية كتكوف هذق
الموافقة بعد إطبلع مجلس الوزراء كمجلس الشورل أم بمعنى أنه سبق
كأف تم بحثها عن طريق هذين المجلسين على هذق الشركط كمن أمثلة
-43-
ُ -المعاهدات الدكلية كاالتفاقيات بين الدكؿ .
يعبر عنها في شأف من شؤكف الدكلة كيكوف هذا التعبير إما شفهيان أك
معينة
-44-
ّ -منع التدخين في أماكن العمل .
يعبر عنها شفهيان أك كتابيان كال يكوف له شكل معين بل يكوف حسب
-45-
املطلب الزابع :أشـكال ىظـاو احلـكه
إف شػكل نظػاـ الحػكم في اإلسػبلـ (الخػبلفة) متميزنا عن أشكاؿ الحكم
كالتنفيذ ,أـ بالشػكل الذم تتمثل به الدكلة اإلسبلمية ,كالذم تتميز به
فهو ليس نظامان ملكيان ,كال يقر النظاـ الملكي ,كال يشبه النظاـ الملكي؛
كذلك ألنه في النظاـ الملكي يصبح االبن ملكان بالوراثة ,كال عبلقة لؤلمة
بذلك .أما في نظاـ الخبلفة فبل كراثة ,بل إف بيعة األمة هي الطريقة
كحقوؽ خاصة ال تكوف ألحد سواق من أفراد الرعية ,كيجعله فوؽ القانوف,
كرمزان لؤلمة :يملك كال يحكم كما في بعض األنظمة الملكية ,كيملك
كيحكم متصرفان بالببلد كالعباد على هواق كما في أنظمة ملكية أخرل,
كيمنع ذاته من أف تمس مهما أساء كظلم .أما في نظاـ الخػبلفة فبل
يخص الخليفة بأية امتيازات تجعله فوؽ الرعية على النحو الملكي ,أك
حقوؽ خاصة تميزق في القضاء عن أم فرد من أفراد األمة ,كما أنه ليس
رمزان لها بالمعنى ال مذكور في النظاـ الملكي ,بل هو نائب عن األمة في
الحكم كالسلطاف اختارته كبايعته ليطبق عليها شرع اهلل ,كهو مقيد في
( )1ضُبء انذٍَ انرَس ،انُظرَبد انسُبسُخ اإلساليُخ ،دار انزراس ،ط1171 ، 7و
-46-
جميع تصرفاته كأحكامه كرعايته لشؤكف األمة كمصالحها باألحكاـ
الشرعية.
يحملوف التابعية ح قوؽ الرعية ككاجباتها كفق أحكاـ الشرع ,فلهم ما
أكثر من ذلك ال يجعل ألم فرد من أفراد الرعية أماـ القضاء -أيان كاف
مذهبه -من الحقوؽ ما ليس لغيرق كلو كاف مسلمان ,فهو بهذق المساكاة
كال مواضع استغبلؿ ,كال منابع تصب في المركز العاـ لفائدته كحدق ,بل
يجعل األقاليم كلها كحدة كاحدة مهما تباعدت المسافات بينها ,كتعددت
الحقوؽ التي ألهل المركز ,أك ألم إقليم آخر ,كيجعل سلطة الحكم
( )1ضُبء انذٍَ انرَس ،انُظرَبد انسُبسُخ اإلساليُخ ،دار انزراس ،ط1171 ، 7و
-47-
كهو ليس نظامان اتحاديان تنفصل أقاليمه باالستقبلؿ الذاتي كتتحد في
كميزانية كاحدة ,تنفق على مصالح الرعية كلها ,بغض النظر عن
الواليات .فلو أف كالية كانت كارداتها ضعف حاجاتها ,فإنه ينفق عليها
بقدر حاجاتها ,ال بقدر كارداتها .كلو أف كالية لم تكف كارداتيها حاجاتًها
فإنه ال ينظػر إلى ذلك ,بل ينفػق عليها من الميزانية العامة بقدر
كهو ليس نظامان جمهوريان :فإف النظاـ الجمهورم أكؿ ما نشأ كاف ردة
فعل على طغياف النظاـ الملكي ,حيث كانت للملك السيادة كالسلطاف
يحكم كيتصرؼ بالببلد كالعباد كما يريد كيهول ,فهو الذم يضع
الجمهورم البرلماني (كيكوف مثل هذا -أم الحكم بيد مجلس الوزراء -في
األنظمة الملكية التي نيزعت صبلحية الحكم فيها من الملك حيث بقي
( )1صبدق يذًذ :رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،يعهذ اإلدارح ،انرَبض 1131 ،هـ
-48-
كأما في اإلسبلـ ,فالتشريع ليس للشعب ,بل هو هلل كحدق ,كال يحق ألحد
الرسوؿ صلى اهلل عليه كسلم بأف األحبار كالرهباف كانوا ييشرًٌعوف
اهلل كما بيٌىن ذلك رسوؿ اهلل صلى اهلل عليه كسلم في تفسيرق لآلية
الكريمة؛ للداللة على عظم جريمة مىنٍ يحلل كيحرـ من دكف اهلل سبحانه.
أخرج الترمذم من طريق عىدًمٌ ابن حاتم قاؿ« :أتيت النبي صلى اهلل عليه
كسلم كفي عنقي صليب من ذهب ,فقاؿ يا عدم اطرح عنك هذا الوثن.
كسمعته يقرأ في سورة براءة {ا ىتٌخىذيكاٍ أىحٍبىارىهيمٍ كىريهٍبىانىهيمٍ أىرٍبىابان مًٌن ديكفً
اللٌهً} ,قاؿ :أىمىا إنهم لم يكونوا يعبدكنهم ,كلكنهم كانوا إذا أحلوا لهم
كتنقص تلك ,فبل ينقل الفائض من هذق إلى تلك إال بإجراءات كثيرة
مطوٌىلة ,ما يسبب تعقيداتو في حل مصالح الناس؛ لتداخل عدة كزارات في
المصلحة الواحدة ,بدؿ أف تكوف مصالح الناس ضمن جهاز إدارم كاحد
مجلس كزراء يملك الحكم بشكل (جماعي) .كفي اإلسبلـ ال يوجد مجلس
-49-
كزراء بيدق الحكم بمجموعه (على الشكل الديمقراطي) ,بل إف الخليفة هو
له)1(. ييعىػيًٌػنيػهم
من حيث إف التشريع للشعب ,يحلل كيحرـ ,يحسن كيقبح .كمن حيث عدـ
لن يقبلوا الديمقراطية بمعناها الحقيقي هذا؛ لذلك فإف الدكؿ الكافرة
المسماة ملكية أـ جمهورية؛ نقوؿ ألف ببلد المسلمين مبتبلة بهذا ,فقد
انتخاب الحكاـ ,كلفٌوا كداركا على الجزء األساس فيها ,كهو أف يصبح
(اإلسبلميين ,بل كالمشايخ منهم) أىخىذكا بهذق الخدعة بحسن نية أك بسوء
( )1صبدق يذًذ :رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،يعهذ اإلدارح ،انرَبض 1131 ،هـ
-50-
نية ,فإذا سألتهم عن الديمقراطية أجابوؾ بجوازها على اعتبار أنها
الحقيقي الذم كضعه لها أهلها من كونها تعني السيادة للشعب يشرع ما
يشاء برأم األغلبية ,يحلل كيحرـ ,يحسن كيقبح ,كأف الفرد (حرٌ) في
أما موضوع اختيار األمة للحاكم ,أم اختيار الخليفة ,فهو أمر منصوص
أساس ليص بح خليفةن .كقد كاف انتخاب الخليفة يمارىس في اإلسبلـ في
كالمتتبع لكيفية اختيار الخلفاء الراشدين :أبي بكر كعمر كعثماف كعلي,
رضي اهلل عنهم ,يرل بكل كضوح كيف كانت تتم لهم بيعة أهل الحل
كالعقد كممثلي المسلمين؛ حتى يصبح الواحد منهم خليفةن تجب له
الطاعة على المسلمين .لقد دار عبد الرحمن بن عوؼ رضي اهلل عنه الذم
ككًٌل بمعرفة رأم ممثلي المسلمين (كهم أهل المدينة) ,دار عليهم يسأؿ
هذا كذاؾ ,كيمر على هذا البيت كذاؾ ,كيسأؿ الرجاؿ كالنساء ليرل من
( )1صبدق يذًذ :رغىر انذكى واإلدارح فٍ انًًهكخ انعرثُخ انسعىدَخ ،يعهذ اإلدارح ،انرَبض 1131 ،هـ
-51-
كالخػبلصة ,إف الديمقراطية نظاـ كفر ,ليس ألنها تقوؿ بانتخاب
الحاكم ,فليس هذا هو الموضوع األساس ,بل ألف األمر األساس في
{ ىفبلى كىرى ًبٌكى الى يي ٍؤمًنيوفى حى ىتٌىى ييحى ًكٌميوؾى فًيمىا شىجىرى بى ٍينىهيمٍ ثيمٌى الى يىجًديكاٍ فًي
الحريات الدينية من ردة كتبديل دين دكنما قيد ,ثم حرية الملكية التي
يستغل القوم فيها الضعيف بشتى الوسائل فيزداد الغني غنىن كالفقير
فقران ,ككذلك حرية الرأم ,ليس في قوؿ الحق ,بل إنها ضد مقدسات
األمة ,حتى إنهم يعتبركف الذين يتطاكلوف على اإلسبلـ تحت مسمى حرية
كعليه فإف نظاـ الحكم في اإلسبلـ (الخػبلفة) ليس نظامان ملكيان ,كال هو
-52-
املبحح الجاىي :طبيعة احلكه يف املنلكة العزبية الشعودية .
متَيد :فإف من أعظم مطالب الشعوب اإلسبلمية منذ نىعًمت باالستقبلؿ عن
االحتبلؿ الغربي :أف تيحكم بشريعة اهلل سبحانه كتعالى التي كرٌىمها بها
موالها عز كجل كميزها بها عن سائر األمم ,كقد ظهر هذا المطلب جليا
من خبلؿ إقباؿ الناس على تأييد الدعوات كالحركات كاألحزاب التي
على أنها حجر عثرة أماـ االنفتاح السياسي كالعدالة االجتماعية كالحوار
الحضارم )ُ(.
-53-
الدينية كالذم هو في أصله مفهوـ ال تقرق الشريعة اإلسبلمية ,كليس
كاردان عليها أبدا ,لكنهم بهذا المسلك كإف شاركناهم في حسن مقصدق
مثل هذا الخطأ غياب األنموذج المعاصر للنظاـ الذم يطبق الشريعة
لببلدهم.
-54-
من التشريعات .قاؿ تعالى { :يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من
الكفار كليجدكا فيكم غلظة} كقاؿ{ :فإمٌا تثقفنٌهم في الحرب فشرٌد بهم
مىن خلفهم لعلهم يذٌكٌىركف ,كإما ىتخىافنٌى من قوـ خيانة فانبذ إليهم على
سواء} كقاؿ{ :كإف جنحوا للسىلٍم فاجنح لها كتوكل على اهلل} كقاؿ:
{يا أيها الذين آمنوا أكفوا بالعقود} كقاؿ{ :كال تأكلوا أموالكم بينكم
بالباطل كتدلوا بها إلى الحكاـ لتأكلوا فريقان من أمواؿ الناس باإلثم
كأنتم تعلموف} كقاؿ{ :كلكم في القًصىاصً حياة يا أكلي األلباب}
كسىبا نىكىاالن من اهلل}
كقاؿ{:كالسارؽ كالسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما ى
كقاؿ{ :فإف أرضعن لكم فآتوهن أجورهن} كقاؿ{ :لينفق ذك سعة من
سعته كمن قيدًر عليه رزقه فلينفق مما آتاق اهلل} كقاؿ{ :خذ مًن أموالهم
صدقة تيطىهًٌريهيمٍ} .
( )1انشُخ يذًذ رشُذ رضب ،رفسُر انًُبر ،دار انًعرفخ نهغجبعخ وانُشر ،ثُرود ،ثذوٌ ربرَخ .ص111
-55-
كأركانها كأجهزتها ,كاألساس الذم تقوـ عليه ,كاألفكار كالمفاهيم
كالمقاييس التي ترعى الشؤكف بمقتضاها .كالدستور كالقوانين التي
تطبقها .
املطلب الجاىي :املبادئ واألسص اليت يكوو عليُ ىظاو احلكه يف املنلكة العزبية
الشعودية.
فكاف إبراز هذق التجربة أماـ علماء اإلسبلـ كمفكريه كقادته السياسيين
أمران ضركريان لمسيس حاجة العمل السياسي اإلسبلمي إلى االستفادة منها
ألنها حتى هذا اليوـ هي التجربة الوحيدة عالميان كالتي حققت إلى جانب
انفرادها نجاحنا كتألقا.
( )1جًبل أدًذ انًراكجٍ ،انخالفخ اإلساليُخ .ط أَصبر انسُخ انًذًذَخ 1111 ،هـ ص111
-56-
كما أنه في حاجة أيضا إلى قراءة قانونية مقارنة ,كهذا كله في سبيل
تقديم أنموذج عملي ناجح أماـ أمتنا اإلسبلمية يكوف رائدان لها لتحقيق
مطالبها العادلة
ثانيان -يستمر العمل بكل األنظمة كاألكامر كالقرارات المعموؿ بها عند
نفاذ هذا النظاـ حتى تيعدؿ بما يتفق معه.
كاستمرت الدكلة تعتمد على هذا الببلغ كمبدأ تصدر عنه سائر األنظمة
,حتى صدر النظاـ األساسي للحكم كأصبح أساسا لجميع ما يصدر بعدق
من أنظمة ,كقد عيدلت جميع األنظمة التي صدرت قبل صدكرق لتكوف على
كفقه.
-57-
املطلب الجالح :الصفة التشزيعية لليظاو :
صدر النظاـ باسم النظاـ األساسي للحكم ,كهو من الناحية الوصفية
يحمل جميع سمات الدستور في الدكؿ األخرل ,إال أف المادة األكلى منه
تنفي كبصراحة عنه صفة الدستورية حين تنص على أف الكتاب كالسنة
هما دستور المملكة العربية السعودية ,كهذا النص يعني أف هذا النظاـ له
مرجعية أعلى من ه كهذا يعد مانعان من اعتبارق دستوران ,إذ إف الدستور هو
أعلى كثيقة تشريعية في الدكلة ,كهذق الصفة منتفية بهذق المادة عن
النظاـ األساسي للحكم )1(.
كانتفاء هذق الصفة ,كتأكيد كوف الكتاب كالسنة هما الوثيقة األعلى في
الدكلة يتجلى من خبلؿ عدد من المواد منها :
أما المادة السابعة فهي ال تكتفي بالتأكيد على مرجعية الكتاب كالسنة أك
كونهما دستورا للببلد بل تنص كبشكل قاطع ال لبس فيه على أف الكتاب
كالسنة هما مصدر السلطة في المملكة العربية السعودية ,كما تنص على
حاكميتهما على هذا النظاـ كسائر أنظمة الدكلة تقوؿ المادة ( :يستمد
الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب اهلل تعالى كسنة
رسوله كهما الحاكماف على هذا النظاـ كجميع أنظمة الدكلة)
( )1إسًبعُم انجذوٌ ،يجذأ انشىري فٍ انشرَعخ اإلساليُخ ،انمبهرح ،دار انُهضخ ،ط1111 ، 1هـ .
-58-
كبهذا العرض يتأكد أف النظاـ األساسي للحكم في المملكة العربية
السعودية ليس دستوران ,كأف دستور الدكلة كما ينص عليه هذا النظاـ كما
سبقه من ببلغات صاحبت تأسيس الدكلة هما الكتاب كالسنة .
لكن تبرز لدل البعض هنا مشكلة تتمثل في عدـ انطباؽ أكصاؼ الدستور
كما هي موضحة في كتب القانوف على الكتاب كالسنة ,فهما ال يتضمناف
حديثان عن صفة الدكلة كنظاـ الحكم فيها كما ال يوجد فيهما نص
في توزيع السلطات كالمهاـ في الدكلة كغير ذلك من القواعد
الدستورية المعتادة .
كما أننا لسنا بحاجة ماسة إلى مصطلح الدستور للتعبير عن هويتنا أك
نظامنا ,ككذلك يجب أف نقرر أف استعمالنا لهذا المصطلح أك أم
مصطلح آخر ال ينبغي أف يفرض علينا تعريفان ال يتوافق مع السياؽ الذم
استخدمنا هذا المصطلح فيه )ّ(.
فبما أف كلمة دستور فارسية األصل تعني حرفيان صاحب القاعدة .كمرت
عبر تاريخها باستخدامات عدة منها الدفتر الذم تيدىكٌف فيه األنظمة كمنها
كبير الوزراء الذم لديه سن األنظمة كتوجيهها ,فلماذا ال تكوف لدينا
الصبلحية في تعريف هذا المصطلح بحسب السياؽ الذم نضعه فيه ال
بحسب ما يوجد في معاجم قانونية صنعها أفراد بعيدكف عن بيئتنا
السياسية كالعقدية (ُ) .
( )1إسًبعُم ثذوٌ َ ،ظرَخ انذونخ ،دراسخ يمبرَخ ثبنُظبو انسُبسٍ اإلساليٍ ،انمبهرح ،دار انُهضخ انعرثُخ ،ط1111 ، 1هـ .
)1(-األيٍُ أدًذ ،انشىري انًفزرٌ عهُهب ،جذح ،يكزجخ دار انًغجىعبد انذذَضخ ،ط1111 ، 1هـ .
( )1أدًذ سردبٌ ،انمبَىٌ انذسزىرٌ واألَظًخ انسُبسُخ ،صُذا :دار انرَف ،ط . 1111 ، 1ص11
-59-
املطلب الزابع :سلطات احلاكه يف اليظاو الزئاسي والييابي وامللكي.
- 1اليظاو الزئاسي.
إف النظاـ الرئاسي هو نوع من أنظمة الحكم يضع الهيئة التنفيذية
بيد رئيس الدكلة كهو رئيس الصفوة الحاكمة يعاكنه مجموعة كزراء
يعدكف بمثابة مستشارين "كأحيانان يطلق عليهم أسم سكرتير كما هو
الحاؿ بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية" كيكوف رئيس الدكلة هو
رئيس الحكومة بالوقت نفسه ,كيكوف غير مسؤكؿ سياسيان أماـ السلطة
التشريعية ,كيختار رئيس الدكلة "الحكومة" من قبل الشعب بشكل مباشر
أك غير مباشر.
كيعطي البعض تعريف للنظاـ الرئاسي فيرل إنه "ذلك النظاـ الذم
ترجح فيه كفة رئيس الدكلة في ميزاف السلطات" ,كيقوـ النظاـ
الرئاسي على مجموعة من األسس كله مجموعة من المميزات كما أف له
عيوب بالوقت نفسه .
-60-
أك نوابهم كسحب الثقة يكوف بناءان على تصويت مجلس الشعب عقب
استجواب تمت مناقشته .كمع هذا تم كضع عدة شركط كضمانات لذلك
العمل بيد أنه نص على إمكانية تدخل السلطة التشريعية بعمل السلطة
التنفيذية كهناؾ أيضان المسؤكلية الجماعية للوزراء أماـ البرلماف التي
نصت عليها المادة "ُِٕ" كالدستور المصرم لعاـُُٕٗ ,كهذا غير موجود
في أسس النظاـ الرئاسي .
إف أساس فكرة إقامة نظاـ سياسي يعتمد على مبدأ الفصل بين
السلطات كهو النظاـ الرئاسي كانت أفكار لوؾ إذ كجد أنه في عاـُٖٖٗ
كهو عاـ الثورة في إنكلترا كإعبلف كثيقة الحقوؽ BiII of Rightsإذ
إف القضاة كانوا قابلين للعزؿ في كقت كانوا فيه خاضعين لسلطة
الملك يتصرفوف حسب ما يوصي إليهم به ,ككانت األمور تسير على
أساس التنكيل بخصوـ الملك كتبرئة أنصارق ,كبالرغم من تغير كضع
القضاة بعد الثورة إذ أصبحوا غير قابلين للعزؿ إال بقرار من البرلماف
إال إف هذا التغير في الوضع لم يضمن لهم االستقبلؿ الكامل في قضائهم
كالحياد كالنزاهة في إحكامهم ألنهم كانوا خاضعين كمتأثرين باتجاهات
كميوؿ حزب األغلبية في البرلماف( ,عبد الحميد متولي )ُُِ ,ُُٗٔ,كهذا
ما دفع لوؾ إلى إدراج القضاء بين سلطات الدكلة التنفيذية كعدـ اعتبارق
سلطة مستقلة ,لكننا نبلحظ أف القضاء أصبح بمضي الزمن سلطة مستقلة
لها ضماناتها كحقوقها ..كبمركر الزمن استطاع الرئيس األمريكي
االستئثار بالعديد من السلطات كالصبلحيات مما أدل إلى رجحاف كفه
الرئيس باعتبارق مرشح األمة كممثل الشعب بأكمله ككذلك من خبلؿ
السلطات الممنوحة له من قبل البرلماف "الكونكرس" نفسه فالصبلحيات
المالية التي يتمتع بها الرئيس قد فوضت إليه كفقان للقوانين التي صدرت
بخصوص الميزانية كالحساب الختامي في عاـُُِٗ.
-61-
كالنظاـ السياسي هو كليد البيئة االجتماعية كليس حدثان طارئان عليها,
كيجب اإلشارة إلى أف الدستور األمريكي كغيرق من الدساتير التي آخذت
بالنظاـ الرئاسي قد تأثرت بشكل كبير بآراء مونيسكيو كخصوصان كتابة
ركح القوانين Siprit of Lawsالذم بين فيه نظريته الخاصة بمبدأ
الفصل بين السلطات.
ُ -كجود رئيس دكلة منتخب من قبل الشعب بطريقة مباشرة أك غير
(ُ)
مباشرة.
ّ -يكوف اختيار الوزراء "الحكومة" بيد رئيس الدكلة دكف تدخل من
السلطات األخرل كيكونوف مسؤكلوف أمامه فقط.
ُ -كجود رئيس دكلة منتخب من قبل الشعب بطريقة مباشرة أك غير
مباشرة.
يقوـ النظاـ الرئاسي على كجود رئيس دكلة منتخب من قبل الشعب,
كيجمع بين صفة رئيس الدكلة كرئيس الحكومة كقد قصد كاضعوا
الدستور األمريكي مثبلن بذلك تحقيق المساكاة ما بين السلطة التنفيذية
كالسلطة التشريعية فقد ركزكا السلطة التنفيذية بيد رئيس الدكلة
المنتخب من الشعب ,كلذلك أصبح في مركز متعادؿ مع البرلماف الذم
يستمد سلطته من الشعب هو األخر( .محمد كامل ليلهَٕٓ ,ُٖٗٔ,
-62-
ككذلك لتفاصيل أكثر حوؿ الظركؼ التي أدت إلى استئثار الرئيس
بالقيادة األمريكية توضع للنظاـ الرئاسي)Martin Bureh and others,1985, 237-238(,
لكن الواقع العملي أثبت أف الكفة تميل لصالح الرئيس إذ أنه ممثل الشعب
بأكمله كيتمتع بتأييد غالبيته ,بينما النائب في البرلماف كإفٍ كاف ممثل
الشعب بأكمله إال إنه ال يتمتع باألغلبية إال في دائرته االنتخابية
كالتطور العلمي كالثقافي أدل إلى ازدياد دكر السلطة التنفيذية كتزايد
اختصاصها مع جعل الرئيس يتمتع بقوة كنفوذ في مواجهة البرلماف.
-63-
ٓ -الفصل شبُ املطلل ما بني الشلطات.
إف األساس الذم يقوـ عليه النظاـ الرئاسي هو مبدأ الفصل بين
السلطات كلهذا المبدأ تاريخ قديم يعود إلى فبلسفة االغريق إذ رأل
افبل طوف ضركرة توزيع كظائف الدكلة كأعمالها المختلفة على هيئات
متعددة مع إقامة التوازف كالتعادؿ بينهما حتى ال تستبد هيئة بالحكم في
الدكلة فتضطرب أحوالها كيؤدم ذلك إلى حدكث ثورات كانقبلبات ...الخ
لذلك نرل أف افبلطوف قد رأل ضركرة فصل كظائف الدكلة كفصل
الهيئات التي تمارسها عن بعضها على أف تتعاكف كلها للوصوؿ إلى الهدؼ
النهائي أك الرئيسي للدكلة كهو تحقيق النفع العاـ للشعب كفي سبيل
عدـ انحراؼ هيئات الحكم عن اختصاصها كأهدافها تقرر لها بعض
(ُ)
الوسائل الرقابية فيما بينها.
كمع إف البعض يرل أف النظاـ الرئاسي يقوـ على الفصل التاـ بين
السلطات .إنهم استخدموا عبارة الفصل بين السلطات كهم يقصدكف مجرد
توزيع السلطات بين هيئات مختلفة دكف أف يستلزموا إقامة فصل جامد أك
حواجز منيعه بين تلك الهيئات..
لقد تصور رجاؿ الثورة الفرنسية أف الدكلة التي ال تقوـ على مبدأ
فصل السلطات تفقد أساسها الدستورم كفسركا مبدأ الفصل بين السلطات
بمعنى الفصل التاـ كالمطلق كالجامد ما بين السلطات ,إذ تنفي كل عبلقة
أك تداخل بين الهيئات التي تتولى هذق السلطات ,كفوؽ هذا كذاؾ لم يجعل
رجاؿ الثورة الفرنسية من مبدأ الفصل بين السلطات مجرد كسيلة
لتحديد السلطة أك ضمانة لحريات األفراد بل كجدكا فيه مبدأ قانونيان
يسند إلى عد كل كظيفة من كظائف الدكلة جزءان منفصبلن كمستقبلن عن
أجزاء السيادة األخرل كتأسيسنا لذلك تأسس أكؿ دستور للثورة الفرنسية
في ّ -أيلوؿُُٕٗ الذم جعل كل سلطة مستقلة تمامان عن السلطات
األخرل متأثران بالدس تور األمريكي ,كهذا ما أدل في فرنسا إلى االستبداد
كقمع الحريات كإقامة أبشع صور اإلرهاب
()1
ص ُبء فؤاد عجذ اهلل ،آنُبد انزغُر انذًَمراعٍ فٍ انىعٍ انعرثٍ( ،ثُرود ،يركس انذراسبد انىدذح انعرثُخ1117،
-64-
إف النظاـ الرئاسي يقوـ على مبدأ الفصل بين السلطات لذلك نجد
الدستور األمريكي يجعل اختيار القضاة باالنتخاب كينص على عدـ
إمكانية تعديل نظاـ المحكمة االتحادية العليا إال كفقان لؤلكضاع الخاصة
بتعديل الدستور نفسه ,ككذلك عدـ إمكانية الجمع بين العضوية
البرلمانية كالمنصب الوزارم في مقابل عدـ مسؤكلية الرئيس كالوزراء
سياسيان أماـ البرلماف ,كال يحق للرئيس بالمقابل حل البرلماف سواء
بالنسبة لمجلس الشيوخ أك لمجلس النواب ,كليس للوزراء أف يحضركا
جلسات مجلس البرلماف بهذق الصفة.
ّ -يكوف اختيار الوزراء "الحكومة" بيد رئيس الدكلة فقط دكف تدخل
من السلطات األخرل كيكونوف مسؤكلوف أمامه فقط.
مع إننا سبق كإفٍ بينا أف تعين كبار موظفي الدكلة ال يتم اال
بموافقة مجلس الشيوخ فإنه قد جرل عرفان في األنظمة الرئاسية
( )1إسبيخ انغسانٍ ،درة األدساة انسُبسُخ فٍ انعبنى انضبنش ،سهسهخ كزت عبنى انًعرفخ( ،انكىَذ ،انًجهس انىعٍُ نهضمبفخ وانفُىٌ
واِداة.)1137،
-65-
كخصوصان في الواليات المتحدة األمريكية -أف يقوـ رئيس الدكلة دكف
تدخل من احد بتعيين كزراءق أك مساعدية كهو يعينهم كما يحق له
إقالتهم دكف تدخل من احد كهكذا ظفرت السلطة التنفيذية متمثله
بشخص رئيس الدكلة بصبلحيات كاسعة كسلطات عظيمة( .ثركت
بدكم .)ِٖٗ ,ُٕٗٓ,كيسيطر الرئيس تمامان على كزراءق كيخضعوف له كلهم
سلطات استشارية فقط معه ,مما يركل عن سيطرة الرئيس على كزراءق
إف الرئيس األمريكي األسبق لنكولن قد الحظ عند استشارته لوزرائه في
إحدل المسائل أنهم أجمعوا على رأم مخالف لرأيه فلم يعتد برأيهم كقاؿ
بابتسامه ساخرة"سبعه قالوا ال ,كاحد قاؿ نعم ,إذف هي نعم صاحبة
األغلبية" كاتخذ قراران مخالفان لرأم مستشاريه -كزراءق ,-كمن جهة أخرل
فإف الوزراء ال يسألوف أماـ أم جهة أخرل عدا مؤسسة الرئاسة ممثلة
بالرئيس ,كإفٍ كاف هناؾ المسألة الجنائية التي يرل البعض إنها قد
تتحوؿ إلى مسؤكلية سياسية إذا كانت األمور قد سارت بهذا الشكل
كذلك االتجاق ,لكنه أمر صعب كلعل قضية مونيكا لوينسكي التي عصفت
باركاف البيت األبيض في عهد رئاسة كلينتوف خير دليل على ذلك.
أ -المزايا.
ِ -يوفر فرصة أفضل لعمل الحكومة كحرية الحكومة كفي المقابل يوفر
للبرلماف حرية الحركة كالمناقشة فللبرلماف سلطة مهمة لعل
أبرزها يتركز في المسائل المالية.
-66-
ّ -إف الرئيس في النظاـ الرئاسي يتمتع بشعبية كبيرة كهيبة مهمة ألنه
مرشح األمة كمنتخب من األمة بشكل مباشر كهذا ما يعفي الرئيس من
الوالءات الضيقة.
ٓ -إنه نظاـ ناجح في البلداف ذات التجربة الديمقراطية المتكامله كالتي
يكوف فيها مستول النضوج كالوعي السياسيين عاليان ..ألف الديمقراطية ال
تكتفي برسم حدكدها لما يحق أك ال يحق أف تفعله ,كلكنها أيضنا تحكم
على بعض األفكار كالمعتقدات التي تجد لها مكانان في أذهاف بعض األفراد
من الشعب ,بل يجرم في بعض األحياف السماح للعنصرين بالتظاهر
كالتعبير ضد هذق الجهة أك تلك باسم الديمقراطية كحرية الفكر كهذا
غير موجود في كثير من دكؿ العالم األخرل.
ُ -يمكن أف يؤدم النظاـ الرئاسي الذم يقوـ على تخويل سلطات كاسعه
للرئيس في حالة استلهامه نسقان ال ركحان فضبلن عن ضعف الجهاز
المؤسسي كأجهزة المراقبة على أعماؿ الحكومة إلى نشوء ديكتاتورية
جديدة في العراؽ كلو بشكل مختلف ,على غرار ما حدث في دكؿ كثيرة
لدل تطبيقها للنظاـ الرئاسي كالمكسيك كتشيلي كحتى في ظل النظاـ
المصرم الحالي.
ِ -إف هذا النظاـ سيؤدم إلى اضمحبلؿ سلطة الوزراء أماـ رئيس الدكلة
مما يعني كبح اآلراء المعارضة كتعدد اآلراء.
ّ -قد يؤدم تطبيق هذا النظاـ إلى تمتع الرئيس بصبلحيات كاسعة أماـ
البرلماف بصفته منتخب من قبل الشعب بشكل مباشر ,فاف ذلك سيحد من
اإلمكانية العملية للبرلماف في مراقبة كمحاسبة الرئيس ككزراءق أك حتى
محاكلة إسقاطه إذ سيكوف الرئيس متمرسا خلف مبدأ الفصل الجامد بين
السلطات كبشكل يمكن أف يحد من إمكانية توظيف القدرات الكامنة
كالمتحركة المختلفة التي تنطوم عليها البيئة الداخلية المتنوعة سياسيان
كاقتصاديان كاجتماعيان كدينيان كقوميان ...الخ إلعادة البناء كالنهوض كالتي
-67-
هي مهمة ال يمكن إنجازها أال بالجهد المشترؾ لجميع فئات المجتمع
(ُ)
الكبيرة كالصغيرة.
لقد أسست الشريعة اإلسبلمية الفرٌاء أسسان لنظاـ سياسي إسبلمي ,ككاف
ذلك على أساس الحكم الشرعي الذم يقابل القاعدة القانونية ,فكبلهما
خطاب يوجه إلى الكل كيلزمهم بانتهاج سلوؾ معين ,ككبلهما ينطوم
على معنى التنظيم أم تطبيق ما يشير أليه باطراد كاستمرار كانتظاـ,
ككبلهما يقلل إلى عنصرين هما الفرض كالحكم ,أما الفرض فيعني ما
يفترض من مشكلة أك قضية يراد حلها ,كأما الحكم فيعني الحل المنشود
(ِ)
للقضية التي افترضت .
لذلك فاف الفكر السياسي اإلسبلمي فكر رصين كمنشق من أرضية صلبة,
فهو فكر يحافظ على حل المشاكل كالقضايا االجتماعية من خبلؿ
المحافظة على القيم كالعادات كالتقاليد النافعة ,كأف يشذب كل ذلك
كيهذبه كيرتقي به إلى مستول ما يتطلبه األساس المقدس كتفرضه
نظرية النهضة ,فعلم السياسة الحديث يقرر إف للعلماء الواعين الدكر
األكؿ في تغير بين المجتمع كعليهم تطوير األداء السياسي كتصعيد العمل
النهضوم بامتبلؾ اإلرادة الواعية كالنزاهة كاإلخبلص في حقيقة األمر إف
مباحث الخبلفة التي كتبها علماء السن قبل أكثر من عشرة قركف
تقريبان ما زالت تشكل لمجموعها هيكل النظرية السنية في الحكم كاالحوؿ
الرئيسة التي ما زالت في صلب معتقدهم الديني ,فالقائد السياسي أك
الخليفة هو منصب يخلف به رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليه كسلم ) كينزؿ
( )1إثراهُى دروَش ،انُظبو انسُبسٍ -دراسخ فهسفُخ رذهُهُخ ،انمبهرح ،دار انُهضخ انعرثُخ1193
( )1عبير فبخىرٌ ،األدساة انسُبسُخ ودورهب فٍ انذُبح انذًَمراعُخ ،يجهخ دراسبد لبَىَُخ وسُبسُخ ،انعذد انزجرَجٍ ،فرَسب1111،
-68-
فيه بمنزلته مما يؤدم أف تكوف له الوالية العامة بل كيشير عبدك بن
مالك العطار عن فتول اإلماـ أحمد أبن حنبل أف من غلبهم بالسيف حتى
صار خليفة كسمي أمير المؤمنين فبل يحل ألحد يؤمن باهلل كاليوـ اآلخر
فيذلك يكوف االمامه العسكرية -الحكم العسكرم -صحيحنا كمشركعان .
كفي باب الكبلـ في حكم االختيار من تمهيد الباقبلني قاؿ (ُ)إنما يصير
اإلماـ إمامان بعقد من يعقد له اإلمامة من أفاضل المسلمين الذين هم أهل
الحل كالعقد كالمؤتمنين على هذا الشأف ,كهذا التعريف الواقعي يمكن أف
يستوعب كل ما يستجد من تطور في كظائف الحكم كمهامه ككاجباته
كحدكد حاكميته كهو يشبه ما نسميه اليوـ بمجلس الشورل أك البرلماف
أك مجلس نواب االمة غير أف قصركا كظيفته على اختيار الحاكم
كتسميته فقط كلكن هذا يرد حقيقة إلى أف الحاكم في الحكومة
اإلسبلمية -كفق كجهة نظرهم -هو مصدر كل السلطات ال يقيدق بها شيء
غير الشريعة اإلسبلمية التي بذاتها ال تحتاج إلى تشريع أخر كال ناظر
غير الخليفة يكوف مسؤكالن عن تطبيقاتها في المجتمع
ُ .الشورل.
ِ .العدؿ.
ّ .المساكاة.
ْ .الحرية.
( )1يصغفً إثراهُى انسنًٍ ،عجذ انجبلٍ انجكرٌ ،انًذخم نذراسخ انشرَعخ اإلساليُخ( ،ثغذاد ،انًكزجخ انىعُُخ)1131،
-69-
كافة المرافق العامة كلئلماـ (رئيس الدكلة) صبلحيات دينية كدنيوية
(سياسية).
كلعل أبرز الصبلحيات الدينية حفظ الدين كالجهاد في سبيل اهلل كالدفاع
عن األمة اإلسبلمية ,كرعاية الشرع كالعدؿ في جباية األمواؿ من موارد
الدكلة ,السهر الدائم على إقامة الشعائر الدينية أما الصبلحيات الدنيوية
(السياسية) فهي اإلشراؼ على الشؤكف العامة كالدفاع عن الدكلة في
موا جهة األعداء بأعداء الجيوش المحافظة على أمن الدكلة كالنظاـ العاـ
كاإلشراؼ على أقامة العدؿ بين الناس كاألشراؼ على اإلدارة المالية
كاختيار أعوانه على األسس الشرعية السلمية ممن تتوفر فيهم الكفاءة
كالخبرة كاإلخبلص كالشعور بالمسؤكلية .
-70-
بعوف اهلل كتوفيقه عرضت في بحثي هذا سلطات الملك في المملكة
العربية السعودم:
دكلة كانت مكاف الصدارة على جميع األنظمة كالقوانين تبعان للتدرج
الدكلة كيتم الموافقة عليها بحيث تصبح في مرتبة النظاـ الملزـ ,
حيث أف كتاب اهلل كسنة نبيه صلى اهلل عليه كسلم هما دستور المملكة ك
القرآف جاء لينظم عبلقة اإلنساف بخالقه كعبلقة اإلنساف بمجتمعه كدكلته
الدكؿ كاألمم القرآف دستور شامل يبين كل شيء قاؿ تعالى ( :كنزلنا
كيمكن أف نصنف الدستور السعودم على أنه دستور مدكف مكتوب ألف
كنظاـ القضاء كإضافة إلى هذا التدكين فإف الدستور السعودم يتميز بأف
-71-
هناؾ قواعد دستورية عرفية جاءت بحكم العادة كال يوجد نص مكتوب
(ُ)
ينظمها .
المملكة تعتبر دكلة بسيطة النفراد سلطة كاحدة بإدارة شؤكنها الداخلية
التشريع ككحدة التنفيذ كيصنف الدستور السعودم على أنه نظاـ ملكي
حيث استمر حكم أسرة آؿ سعود قرابة مائتين كخمسين سنة هجرية
على تطبيق األنظمة كيشرؼ على تطبيق السياسة العامة للدكلة باإلضافة
إلى حماية الببلد كالدفاع عنها كقد ذكر ابن خلدكف في مقدمته الخبلفة
كالدنيوية الراجعة إليها إذ أحواؿ ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها
الدين كبناء عليه فإف سلطات الملك تتمحور حوؿ حراسة الدين كإدارة
شئوف الدنيا كهي على مستويين كبالنسبة لؤلخيرة فإنها نوعاف إدارة
تتعلق بالشأف الداخلي للدكلة كإدارة تتعلق بالشأف الخارجي للدكلة .
السعودية.
( )1أدًذ شهجٍ :انسُبسخ وااللزصبد فٍ انزفكُر اإلساليٍ ،ط انُهضخ انًصرَخ ،ط1197 ، 1و
-72-
كخلصت إلى أف الصفة التشريعية للنظاـ :صدر النظاـ باسم النظاـ
األساسي للحكم ,كهو من الناحية الوصفية يحمل جميع سمات الدستور
في الدكؿ األخرل ,إال أف المادة األكلى منه تنفي كبصراحة عنه صفة
الدستورية حين تنص على أف الكتاب كالسنة هما دستور المملكة العربية
السعودية ,كهذا النص يعني أف هذا النظاـ له مرجعية أعلى منه كهذا
يعد مانعان من اعتبارق دستوران ,إذ إف الدستور هو أعلى كثيقة تشريعية في
الدكلة ,كهذق الصفة منتفية بهذق المادة عن النظاـ األساسي للحكم .
كانتفاء هذق الصفة ,كتأكيد كوف الكتاب كالسنة هما الوثيقة األعلى في
الدكلة يتجلى من خبلؿ عدد من المواد منها :
أما المادة السابعة فهي ال تكتفي بالتأكيد على مرجعية الكتاب كالسنة أك
كونهما دستورا للببلد بل تنص كبشكل قاطع ال لبس فيه على أف الكتاب
كالسنة هما مصدر السلطة في المملكة العربية السعودية ,كما تنص على
حاكميتهما على هذا النظاـ كسائر أنظمة الدكلة تقوؿ المادة ( :يستمد
الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب اهلل تعالى كسنة
رسوله كهما الحاكماف على هذا النظاـ كجميع أنظمة الدكلة)
-73-
كخلصت بنهاية مقارنة سلطات الحاكم في النظاـ الرئاسي كالملكي
أبرزت فيه الصبلحيات الدينية حفظ الدين كالجهاد في سبيل اهلل كالدفاع
عن األمة اإلسبلمية ,كرعاية الشرع كالعدؿ في جباية األمواؿ من موارد
الدكلة ,السهر الدائم على إقامة الشعائر الدينية أما الصبلحيات الدنيوية
(السياسية) فهي اإلشراؼ على الشؤكف العامة كالدفاع عن الدكلة في
مواجهة األعداء بأعداء الجيوش المحافظة على أمن الدكلة كالنظاـ العاـ
كاإلشراؼ على أقامة العدؿ بين الناس كاألشراؼ على اإلدارة المالية
كاختيار أعوانه على األسس الشرعية السلمية ممن تتوفر فيهم الكفاءة
كالخبرة كاإلخبلص كالشعور بالمسؤكلية.
-74-
ىتائج البحح :
رفع درجة األمن الذاتي لدل أفراد المجتمع حيث أف ارتفاع الحس
بالمسؤكلية
-75-
املزاجع - :
ُ .أحمد بن باز .النظاـ السياسي كالدستورم في المملكة العربية
ٔ .األمين أحمد ,الشورل المفترم عليها ,جدة ,مكتبة دار المطبوعات
ٖ .اهيم دركيش ,النظاـ السياسي -دراسة فلسفية تحليلية ,القاهرة ,دار
النهضة العربيةُٖٔٗ.
ٗ .أحمد كما الدين موسى ,ديواف المظالم بين الحاضر كالمستقبل ,
مجلة اإلدارة العامة .
-76-
ُُ .جماؿ أحمد المراكبي ,الخبلفة اإلسبلمية .ط أنصار السنة
المحمدية ُُْْ ,هػ
كاآلداب.)ُٖٕٗ,
تموزََِْ.
َِ .ثركت بديوم ,النظم السياسية .القاهرة ,دار النهضة العربية .
َُٕٗـ
-77-
ُِ .تقي الدين أحمد ابن تيمية ,السياسة الشرعية في إصبلح الراعي
ِِ .توفيق الشاكم ,فقه الشورل كاالستشارة ,دار الوفاء ُُِْ ,هػُِٗٗ/ـ
ِّ .السيد أحمد حسن أحمد دحبلف ,دراسة في السياسة الداخلية في
ََِْـ .
ضوء الشريعة اإلسبلمية كنظاـ السلطة القضائية مطابع دار الهبلؿ ,
ِٕ .الشاطبي ,االعتصاـ ,مكتبة الرياض الحديثة .الرياض ( ,د ,ت ,ط)
ِ. ُِٗ/
ِٖ .شهاب الدين محمد بن أبي أحمد أبي الفتح األبشيهي المستطرؼ في
كل مستظرؼ ,دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع ُُْٔ ,هػ .
ِٗ - .شوكت علياف ,قضاء المظالم ,دار الرشيد للنشر كالتوزيع ,
َّ .الشيخ محمد رشيد رضا ,تفسير المنار ,دار المعرفة للطباعة
-78-
ُّ .د .محمد القحطاني ,النظاـ الدستورم في المملكة العربية السعودية
ِّ .صادؽ محمد :تطور الحكم كاإلدارة في المملكة العربية السعودية ,
ّْ .صدقة يحيى فاضل ,مبادئ علم السياسة ,دار العلم ََِّ ,ـ
ّٓ .ضياء الدين الريس ,النظريات السياسية اإلسبلمية ,دار التراث ,طٕ
ُٕٗٗ ,ـ
كالتوزيع.)ُْٗٗ,
-79-