Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 153

‫شركة مصر للسينما‬

‫تقدم‬

‫سيناريو وحوار فيلم‪:‬‬

‫كف القمر‬
‫قصة وسيناريو وحوار‬
‫(ناصر عبد الرحمن)‬
‫إخراج‬
‫(خالد يوسف)‬
‫فجر ‪ /‬خارجي ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪AV1‬‬

‫قرية الكوامل‬

‫كتلة من المنازل البسيطة المتواضعة والمتالحمة وكأنها تتحامى بعضها ببعض ويظهر من وراءها جبل‬
‫مساخة بكثبانه وصخوره الكاحلة والجامدة التي عصيت واستعصيت على النيل الجارية مياهه بموازاتها ان‬
‫تصبغها ببعض من االخضر‪ ....‬بيت على يمين القرية وحيد فسيح ‪ ...‬جدرانه من الطوب اللبن وغير مكتملة‬
‫الحوائط وتبدو كسور قصير يسهل القفز عليه ‪ ...‬شجر النبق بال اوراق يحيط ببئر قديم يتجاوز البئر بعض‬
‫الصبية ‪ ...‬يتجهون نحو اسوار البيت الطيني ‪ ...‬يتسلقونه ويختفون بمعاولهم داخل البيت ‪ ....‬يقفز كلب عجوز‬
‫من جوار قمر التي ترقد على مصطبة طينية مغطاة ببطانية قديمة داخل غرفتها ‪....‬‬

‫قمر(في السبعينيات من عمرها ‪ ...‬جسمها ضعيف ‪ ...‬شعرها أبيض‪ ...‬التجاعيد تزيد وجهها مهابة وتعظيما‬
‫)‪ ...‬تفتح عينها على صوت نباح الكلب ‪ ...‬ترفع شومه من جوارها لتزيح باب الغرفة القبة لتفسح لنور‬
‫الصباح ‪ ....‬تظهر الغرفة الطينية الفسيحة‪ ..‬المقود يمتلئ برماد النار‪ ..‬تتحامل قمر على العصا ‪ ..‬يسبقها‬
‫كلبها الى خاج الغرفة ‪ ..‬تتلفت خلف الكلب العجوز‪ ...‬قمر حافية القدمين‪ ....‬تربط شال على وسطها ‪ ...‬يندفع‬
‫الكلب على درجات سلم طيني ‪ ...‬تحبو قمر بصعوبة لتصعد خلفه الى الغرفة العلوية المهجورة ‪ ...‬على‬
‫الجدران رسومات بدائية لرحلة الحج‪ ....‬تنتبه قمر الى الصبية وهم يسرقون جدران الحائط الطينية ‪....‬‬

‫قمر‪:‬‬
‫يا حرامي يا ولد الفاجر‬

‫يندفع الصبي يضرب الكلب بالمعول وهو يدفع الجدار الطيني ليسقط خارج الدار ‪ ..‬الجدران تسقط ‪ ..‬تقف‬
‫قمر على عتبة الغرفة التي اصبحت بال جدران وهي ترى الصبية يحملون الطوب داخل اجولة وهم ينندفعون‬
‫تجلس قمر تبكي ‪ ...‬تصاب بدوار‪ ...‬يغشى‪ ....‬عليها الكلب يدور حولها‬

‫أصوات األهالي ‪:‬‬


‫قمر مرات سليمان القط ماتت‪ ...‬قمر مرات سليمان القط ماتت‬

‫تفتح قمر عينيها تلمح البئر خارج الدار‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪AV2‬‬

‫الوحدة الصحية بقرية الكوامل‬

‫قمر ترقد في غيبوبة على شازلونج قد تآكل وصدأ معدنه‪..‬‬

‫الطبيب الشاب يأخذ منها عينة دم بينما التمرجي والنساء عند باب الغرفة‪..‬‬

‫التمرجي‪:‬‬
‫هملوها وفسحوا كده‪ ..‬هتدخلوا معاها الجبر إياك!‬

‫تشيح النساء العجائز وهن يرتدين السواد‪..‬‬

‫أصوات النساء‪:‬‬
‫جبر ياخدك يا حزين‬

‫يدفع التمرجي الباب حتى يفتح وهو يتمتم‪..‬‬

‫التمرجي‪:‬‬
‫ما وراناش غير قمر‪ ..‬كل يومين غيبوبة!!‬

‫الطبيب يعطي عينة دم لتمرجي ‪....‬‬

‫الطبيب‪ :‬بطل رط واجري هاتلي جهاز السكر من جوه‬

‫بمجرد خروج التمرجي تندفع النساء‪ ....‬تتقدمهم سيدة وقورة (ام جمال ) تنظر الى قمر ‪ ...‬وبجدية شديدة ‪....‬‬

‫ام جمال ‪:‬‬

‫جومي يا وليه ما تموتيش بالش مساخه‬

‫الطبيب(بدهشه)‪:‬‬

‫انتي اتجننتي يا ست انتي ‪....‬االعمار بيد هللا‬

‫ترمقه في ادراك ‪...‬‬

‫ام جمال ‪:‬‬

‫ونعم باهلل يا دكتور‪ ....‬قدامك ساعة زمن تفوجها ‪ .....‬قمر ما عتموتش اال لما يجي زكري ابنها‬
‫واخواتها‬

‫الطبيب(في اندفاع )‪:‬‬


‫يال من هنا ‪...‬المريضة الزم ترتاح‬

‫يفاجئ الطبيب بالنساء يتزاحمن اما سرير قمر ووجوهن متجهة نحو قمر وبصوت آمر‬

‫ام جمال ‪:‬‬

‫جومي يامرة يا كبيرة عيالك لساهم غايبين‬

‫يفاجئ الطبيب بقمر وهي ترفع كفها المعروق الناشف تحاول القيام ‪ ...‬ونالحظ ان كفها اآلخر متورم ويبدو‬
‫عليه االحمرار واالحتقان ‪ ...‬تندفع اليها ايادي النساء وتحاول ان تساعدها على القيام ‪ ....‬تنفض قمر ايادي‬
‫النساء وسط دهشة وتجمد الطبيب وتقوم من السرير وتتجه للخارج‬

‫‪-‬قطع ‪-‬‬
‫ليل‪ /‬داخلي‬ ‫دار قمر‬ ‫مشهد ‪AV3‬‬

‫غرفة قمر‬

‫الغرفة شبه مظلمة ‪ ...‬بجوار راكية النار ترقد قمر وهي تنظر الى ام جمال أمامها التي تلتفت على صوت‬

‫ام جمال‪:‬‬
‫أهو جمال جه أهو أهو‬
‫قمر ‪:‬‬
‫خليه يدخل ‪ ....‬هو جمال غريب ‪....‬‬

‫يدخل جمال ‪( ...‬شاب في العشرين من عمره )‪ ...‬ينحني ليقرفص امام قمر ‪ ....‬تنظر مباشرة في عينيه‬

‫قمر‪:‬‬
‫عايزاك في طلبية‬
‫جمال‪:‬‬
‫عيني يا خاله‬
‫قمر‪:‬‬
‫انت نازل مصر ميته ‪...‬؟‬
‫جمال ‪:‬‬
‫انا هانزل في قطر المغربية‬
‫قمر‪ :‬زكري واخواته ‪ ....‬عايزة اشوفهم‬

‫ترفع وجهها بصعوبة‪..‬‬

‫قمر‪:‬‬
‫ما تخوفهمش ‪ ..‬أنا شديدة يا واد واسأل أمك‬

‫تربت أم جمال على كف قمر في معزة‪..‬‬

‫أم جمال‪:‬‬
‫يعاود عيالك بالسالمة وتتلجيهم وانتي على حيلك‬

‫تبتسم قمر‪..‬بينما يخرج جمال من الغرفة ‪ ..‬تستوقفه قمر وترفع كفها بأصابعه الخمسة المفرودة‬

‫قمر‪:‬‬
‫الخمسة‪..‬قول لزكري اوعى ينقص منهم صباع‬

‫وتبدأ التترات في النزول وتستمر حتى نهاية المشهد الالحق‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار – ليل ‪ /‬داخلي ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪AV4‬‬

‫طريق قطار الصعيد‬

‫محطة مصر‬

‫مخزن القطارات (عربات القطار)‬

‫‪-‬قطار ينطلق في طريق الصعيد متجها للقاهرة ونرى النيل يمشي بمحاذاة قضيب القطار‪..‬‬

‫‪-‬في داخل محطة مصر نرى جمال يهبط من القطار ويتجه لداخل المحطة‪..‬‬

‫‪-‬عم يونس (تجاو السبعين من عمره) ضئيل الحجم عصبي‪ ..‬مالمحه حادة‪..‬على وجهه طبقة متراكمة من‬
‫الجلد‪..‬عينيه ضيقة تلمع في الظالم‪..‬يجر قدميه في حرص وخفة بين مقاعد الدرجة األولى‪..‬في يده كشاف‬
‫صغير معدني ومكنسة من القش يكنس بها أرضية العربة وهو يعبث في مهارة معتادة وبال دهشة داخل‬
‫حواف المقاعد‪..‬ومن جيوب مساند المقاعد يلتقط جريدة‪..‬‬

‫يلتقط علب المشروبات الممتلئة وبعض النقود الورقية الصغيرة الفئة يخفيها في جيبه ويضع الباقي داخل‬
‫حقيبة قماشية‪..‬ينتقل عم يونس كشافه في بطء‪..‬يكمل سيره وهو يلتفت إلى شباك العربة ليرى مدى اقتراب‬
‫القطار من المحطة‪..‬يصعد الكمسري داخل العربة‪..‬يجلس على أحد المقاعد التي يقترب منها عم يونس‪..‬‬

‫الكمسري‪:‬‬
‫اخلص يا عم يونس يعني هتالقي الجنيهات!‬

‫يفتح عم يونس فمه الذي به سنة فضة وسنة ذهب‪..‬‬

‫عم يونس‪:‬‬
‫انتوا هتخلوا في القطر حاجة‪..‬القطر بييجي من هنا‪..‬وانتم تمسحوه مسح من هنا‬

‫يضحك الكمسري‪..‬‬

‫الكمسري‪:‬‬
‫ما تبيعلي السنة الدهب الباقية دي يا عم يونس‪..‬الدهب بقى ب‪ 170‬جنيه دلوقتي‬

‫ينظر إليه عم يونس بتوتر‪..‬‬

‫عم يونس‪:‬‬
‫خللي التربي يالقي حاجة ياخدها وهو بيكفني‪..‬دول كانوا تسعة دهب راحوا سنة ورا سنة‬

‫يزمجر القطار‪..‬يتوقف أمام المحطة‪..‬يفتح عم يونس باب القطار‪..‬‬

‫نرى المحطة صفراء اللون على رصيفها بعض الركاب بجوار حقائبهم يندفعون إلى القطار‪..‬‬
‫صوت مذيع القطار‪:‬‬
‫القطار ‪ 990‬القادم من سوهاج ‪ ..‬القطار ‪ 990‬القادم من سوهاج‬

‫ينزل عم يونس وهو ينظر إلى القطار القادم من سوهاج والذي يوازي القطار الذي نزل منه‬

‫يسير عم يونس وهو يحمل المكنسة والحقيبة القماشية‪..‬‬

‫يفاجأ بجمال يقفز من القطار يحمل حقيبة جلدية وكرتونة على كتفه يقترب من عم يونس‪..‬‬

‫جمال‪:‬‬
‫ازيك يا عم يونس‬

‫يلتفت يونس‪..‬‬

‫يونس‪:‬‬
‫ازيك يا جمال‪..‬أخبار البلد ايه؟‬

‫جمال‪:‬‬
‫قمر مرات سليمان القط يا عم يونس‬

‫يرفع عم يونس عينيه في ضيق وحزن‬

‫عم يونس‪:‬‬
‫ماتت؟!‬

‫يهز جمال رأسه إلى عم يونس وهو يستريح ليكمل سيره‬

‫جمال‪:‬‬
‫أل لسه‪..‬عايزة تشوف والدها‬

‫عم يونس‪:‬‬
‫عايزة مين من عيالها يا واد‪..‬عيال قمر خمسة‪..‬وكل واحد منهم في حتة‪(..‬وبحسرة) اتفرقوا من زمان‬

‫جمال‪:‬‬
‫ولني لزكرى انت بس وهو يلمهم بمعرفته‬

‫يتجه عم يونس للمخزن وهو يتمتم وكأنه يحدث نفسه‪..‬‬

‫عم يونس‪:‬‬
‫ح يلمهم ازاي‪..‬دول عايزين زمن عشان يتلموا تاني!‬

‫يكمل عم يونس طريقه إلى مخزن المحطة بينما يتابعه جمال‪..‬‬


‫عم يونس‪:‬‬
‫تعالى معايا وندلك على طريقه‬

‫يندفع القطار من جواره يصدر صفيره المعهود‪..‬وتنزل آخر التترات على هذه اللقطة‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ -‬ليل ‪ /‬داخلي ‪ -‬خارجي‬ ‫مشهد ‪1‬‬
‫دار قمر ‪ -‬جبل مساخة‬
‫كف قمر على حديد شباك دارها وهي تنظر إلى الجبل في انتظار طال (قمر في منتصف الثالثينيات)‪..‬‬
‫‪-‬سليمان القط (في بداية األربعينيات من عمره مالمحه الحادة ال تنفي عن عينيه طيبة المصريين) أمام‬
‫صخور الجبل يمسك القدوم بكلتا يديه بال تعب‪..‬العرق مبدور والنفس يعلو ويهبط والكف على القدوم والمكان‬
‫مضاء عن طريق سلك واصل بلمبة‪..‬‬
‫يضرب القط ضربات فوق األحجار‪..‬ينكسر القدوم على صخرة قاسية‪..‬يتراجع القط‪..‬يندفع حوله النحاتين‪..‬‬
‫نحات (‪:)1‬‬
‫قاسية بنت الكلب‪..‬‬
‫القط‪:‬‬
‫نضربها كلنا‪..‬‬
‫نحات (‪:)2‬‬
‫حتى لو اتكسرت هتالقي وراها ايه يعني‪..‬المكان ده ما فيهوش حاجة‪..‬بقالنا شهر وما بانلوش أمارة‬
‫نحات (‪:)3‬‬
‫خلينا ننزل ونقولهم المكان فاضي ونخلص وادينا خدنا أجرتنا‬
‫ينظر إليهم القط وهو يقشر الجلد من كفه‬
‫القط‪:‬‬
‫العمى صايبكم وبس‪..‬الصخر ده بيقول كالم ومحدش سامع‬
‫نحات (‪:)1‬‬
‫كالم ايه يا مخرف؟!‬
‫القط‪:‬‬
‫الصخرة دي وراها السر‪..‬وهللا ما أسيبها‪..‬بقولكم الكنز ورا الصخرة‬
‫يشيح الرجال بأيديهم وينسحبون‪..‬‬
‫نحات (‪:)3‬‬
‫احنا نازلين يا قط‪..‬لو عايز تقعد لوحدك انت حر‪..‬‬
‫يجري خلفهم القط ويمسك أحدهم وبرجاء‪..‬‬

‫القط‪:‬‬
‫طب ساعدوني نكسر دي بس‪..‬الخير لما ح ييجي ح يعم ع الكل‪..‬‬
‫(ثم في حسم وقوة) ما بجاش فيكم حيل وال ايه؟!‬
‫يبعده الرجل‪..‬‬
‫الرجل‪:‬‬
‫بالش وش يا قط‪..‬خربش وحدك‪..‬المكان ده ناشف وحزين‬
‫وينصرف الرجال ويتبقى القط وحيدا‪..‬‬
‫‪-‬في دار قمر نرى قمر تعره إلى الشباك عندما تلمح نزول الرجال‪..‬تتراجع إلى غرفتها‪ ..‬تقترب من مرآة على‬
‫الجدار‪..‬تقرص خديها بأصابعها‪..‬تضم شفتيها‪..‬‬
‫تمسك بحمامة ترقص على شباكها‪..‬تشد ريشة من الحمامة‪..‬تضع الريشة في قلب بصلة ثم تضع الريشة في‬
‫حجر الكحل‪..‬تكحل قمر عينيها‪..‬تقترب أصوات قدوم الرجال‪..‬تندفع قمر إلى شباكها‪..‬ومن خلف الضلفة‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫وين القط يا اسماعين؟‬
‫اسماعيل‪:‬‬
‫ما جاش‬
‫قمر‪:‬‬
‫هملتوه في الجبل وحده؟!‬
‫اسماعيل‪:‬‬
‫بال قلة بصيرة‪..‬دماغه أنشف من الجبل‬
‫تقبض قمر على حديد الشباك تنظر إلى الجبل‪..‬‬
‫‪-‬تصعد قمر على صخور الجبل‪ ..‬صوت أنفاسها يختلط مع أصوات الديابة في ليل موحش برغم اضاءة‬
‫القمر‪ ..‬تمسك بعصا غليظ‪..‬تتلفت في خوف‪..‬تتلفت في خوف‪..‬ترى الديابة أمامها‪..‬ترتجف‪..‬تنحني وهي تنظر‬
‫للديب‪..‬تمسك بالحجر وتقذف به حتى يبتعد الديب‪..‬وما أن تتحرك عدة خطوات حتى نجد تحت قدميها ثعبان‬
‫كبير تدوس على طرفه فيلتف بسرعة مذهلة حول قدمها وبشجاعة نادرة نجدها تمسك برقبة الثعبان بأصابعها‬
‫وتضغط عليها بقوة حاسمة ليفتح الثعبان فمه في لقطة مخيفة ولكننا نرى قوة بأسها وهي تضع راسه على‬
‫األرض بينما ال يزال بعضا منه ملتف على قدمها وبالقدم األخرى تدوس على رقبته لتحرر يدها وتتناول‬
‫حجرا ضخما وهي منحنية وبكل عزم تطحن رأسه لينهار في لحظة ويسقط صريعا‪..‬تتنفس قمر الصعداء ثم‬
‫تواصل طريقها‪..‬‬
‫‪-‬داخل المغارة نرى القط يواصل عمله ويزيل صخور مهشمة من حائط‪..‬وتندس يده داخل كوة داخل الحائط‬
‫ليتحسس بأصابعه جدار داخل الكوة‪..‬وجهه يشرق‪..‬يتلفت في ذهول ويرقص وهو يقول‪..‬‬
‫القط‪:‬‬
‫النقش‪..‬النقش‪..‬أنا كنت عارف‪..‬أنا المفتاح‪..‬أنا السر‬
‫يمسح العرق‪..‬يقبض على القدوم ويسمي باسم هللا‪..‬ويضرب ضربة يسقط بعدها الجدار كله‪..‬‬
‫‪-‬خارج المغارة تصل قمر وتنادي عليه‪..‬ينتبه القط للنداء فيخرج على الفور ليجد امرأته أمامه فيقوم‬
‫باحتضانها‪..‬‬
‫القط‪:‬‬
‫الخير على قدوم الجايين‪..‬لقيت الكنز يا قمر‪..‬لقيت الكنز‬
‫قمر‪:‬‬
‫أنا مليش دعوة بالكنز‪..‬أنا لي دعوة بيك انت‪..‬أنا خايفة عليك‪..‬المكان كله تعالب وديابة وتعابين‬
‫القط‪:‬‬
‫من امتى واحنا بنخاف؟!‬
‫قمر‪:‬‬
‫حسك بيحوش الخوف يا أبو زكرى‪..‬بس انت وحشتني‪..‬‬
‫يربت على كتفها‪..‬‬
‫القط‪:‬‬
‫روحي وأجيكي بكرة‬
‫تمسك في جلبابه‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫وهللا ما أسيبك‪..‬رجلي على رجلك‬
‫يبعدها القط‪..‬‬
‫القط‪:‬‬
‫يا مره الكنز جوه‪..‬روحي نادي على الرجالة‬
‫قمر‪:‬‬
‫تنزل معايا‬
‫القط‪:‬‬
‫ما أقدرش أسيب الكنز ‪..‬روحي انتي دلوقتي‪..‬بكره الدهب يريحنا ويريح والدك ونبني الدار‬
‫تترك قمر جلباب القط ‪ ..‬تنزل القرية‪..‬بينما يهرع القط لداخل المغارة بعد أن يطمئن‪..‬‬
‫‪-‬يصعد زكرى (صبي في الرابعة عشر من عمره) دروب الجبل البني الضخم والشمس حارقة‪..‬يحمل منديل‬
‫به طعام‪..‬منحنيات الجبل تعرقل زكرى‪..‬يترنح‪..‬يكاد يسقط‪..‬يتمالك نفسه‪..‬تحفر أصابعه تضاريس الجبل‬
‫ونستمع إلى أصوات المعاول تدق في الصخور‪..‬يسير في ممر ضيق مظلم يتوقف عند غار ينظر من مكانه‬
‫إلى داخل الغار ليجد أبيه يحفر بهمة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫الوكل يا قط‬
‫القط يرتدي شورت أبيض وفانلة‪..‬يندفع تجاه ابنه زكرى‪..‬يجلس بجواره ويفتح منديل الطعام‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أمي قلقانة عليك قوي‬
‫القط‪:‬‬
‫هانت يا زكرى‬
‫زكرى‪:‬‬
‫بقولك ايه يا بابا‪..‬ايه رأيك آجي أشتغل معاك؟‬
‫القط‪:‬‬
‫ال يا ولدي‪..‬سيبلي أنا النحت والتكسير في الصخر‪..‬أنا علمتك البنا عشان تبقى مقاول قد الدنيا‪ ..‬تبني‬
‫بيوت وتعمر مداين‪..‬قوم يا زكرى قبل الشمس ما تمشي‬
‫القط يتابع زكرى ابنه حتى يختفي بين دروب الجبل ثم يواصل عمله في دق الصخور‪..‬‬
‫‪-‬زكرى ينتهي من نزوله الجبل ويرى شخص يبدو عليه األهمية‪..‬يهبط من سيارة مرتدي قبعة مثل الخواجات‬
‫وبرفقته شخصين مسلحين ويشرعان في صعودهما الجبل‪..‬الشخص المهم يستوقفه نزول الصبي زكرى‪..‬‬
‫يستفسر بعينيه من الرجلين فال يجد اجابة لديهما‪..‬‬
‫الرجل المهم‪:‬‬
‫خد يا شاطر‪..‬انت نازل من فين؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫من عند أبويا‬
‫الرجل المهم‪:‬‬
‫أبوك مين؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫سليمان القط‬
‫يوميء برأسه ويترك زكرى ويصعد الجبل برفقة الرجلين‬
‫‪-‬تقف قمر فوق سطح الدار‪..‬ترقب من مكانها المدى الواسع‪..‬عينيها قلقة‪..‬خائفة‪ ..‬تنظر إلى األفق البعيد في‬
‫ترقب وقلق‪..‬تتابع الرجال أثناء صعودهم سفح الجبل‪..‬نحو مغارة الكنز‪..‬‬
‫‪-‬رجال البوليس منتشرون على الجبل أمام المغارة وأهالي كثيرة منتشرة على الجبل‪..‬تندفع قمر ووراءها‬
‫زكرى وهي حافية القدمين تجاه جبل مساخة وخلفها بعض األهالي‪..‬بينما يقف رجال البوليس يحتجزونهم‪..‬‬
‫زكرى يفلت من حصار البوليس‪..‬يستطع الصعود إلى الجبل‪..‬يصل إلى الغار يفاجأ بقتل سليمان القط‪..‬‬
‫يختبئ وهو يرى النقالة تحمل الجثة‪..‬بينما يقف رجل أثري يتحدث مع رجل األمن‪..‬‬
‫األثري‪:‬‬
‫ده كشف ضخم جدا‪..‬لكن تمنه غالي‬
‫رجل األمن‪:‬‬
‫وسرقوا الدهب؟‬
‫األثري‪:‬‬
‫لألسف‪..‬اللي شغل الراجل ده قتله وخد الدهب وكالعادة اختفى‬
‫يبتعد زكرى وهو يمسح دموعه بكفه حتى ال تسقط‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫شروق ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪6‬‬
‫سوق العتبة‬
‫شارع محمد علي‬
‫داخل دروب السوق شبه المظلم يسير زكرى وجوده وبكر وضاحي وياسين خلف رفعت‪..‬‬
‫ينظر إلى الدكاكين التي تفتح أبوابها وإلى التنوع الشديد داخل السوق من تجار الخضار واللحوم والدواجن‬
‫والفاكهة‪..‬‬
‫يتوقف رفعت أمام نصبة الشاي في ركن أحد ممرات السوق‪..‬‬
‫رفعت‪:‬‬
‫نهارك حلبة يا عم سوستة‬
‫عم سوستة في الخمسينات ‪ ..‬نحيف نظيف‪ ..‬مهندم‪ ..‬يرتدي مالبس عصرية‬
‫عم سوستة‪:‬‬
‫نهارك قرفة يا رفعت‬
‫ينظر عم سوستة إلى زكرى وأشقاءه‪..‬‬
‫رفعت‪:‬‬
‫كنت عايز حد يشتغل معاك في النصبة؟‬
‫سوستة يشير إلى زكرى‪..‬‬
‫سوستة‪:‬‬
‫تعالى انت‪..‬باين عليك عفي‪..‬هتخوف الزباين والبرشوطات‬
‫ينظر زكرى الخوته‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫معلش يا معلم خليني لآلخر أطمن على اخواتي األول‬
‫سوستة دون أن يشير إلى أحد من أشقاء زكرى‬
‫سوستة‪:‬‬
‫حد يجيب الصنية من على النصبة‬
‫يندفع جودة تجاه سوستة‪..‬‬
‫جودة‪:‬‬
‫حاضر يا عمدة‬
‫يهز سوستة رأسه في رضا بينما ينسحب رفعت ومعه زكرى وأشقاءه‪..‬‬
‫ينظر زكرى إلى جودة يعطيه الثقة فيبتسم جودة لشقيقه‪..‬ينسحب رفعت ومن معه‬
‫‪-‬يتقدم ضاحي من بين أشقاءه تجاه مخزن بطاطس مزدحم بأجوال البطاطس‪..‬‬
‫يندفع ضاحي تجاه الشكارة وهو يضع طرف جلبابه في فمه‪ ..‬نرى الرضا على وجه عم حلمي فيقترب منه‬
‫حلمي‪:‬‬
‫حمل عربية الكارو‬
‫يبتسم زكرى لشقيقه وهو يحمل شوال البطاطس ‪ ..‬يسير الباقون خلف رفعت‬
‫‪-‬يسير زكرى وبكر وياسين داخل بواكي شارع محمد علي‪..‬يتوقف بهم أمام دكان لبيع الشراط الشعبية‪..‬‬
‫يقترب رفعت من صاحب الدكان‪..‬‬
‫رفعت‪:‬‬
‫جايبلك صعيدي بس فنان‬
‫ينظر إليهم صاحب الدكان ثم يشير إلى ياسين‬
‫صاحب الدكان‪:‬‬
‫قرب يا ابني انت‬
‫زكرى يمسك يد ياسين‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أل استنى‪..‬روحله انت يا بكر‬
‫يرفع ياسين عينه في عين زكرى‬
‫ياسين‪:‬‬
‫أل‪..‬هو شاور علي أنا‬
‫ينطلق ياسين حتى يقف أمام صاحب الدكان‪..‬ينظر إليه زكرى بغضب ثم يغادره‬
‫‪-‬يتوقف رفعت أمام محل عصير قصب‪..‬داخل المحل نرى بكر يمسك بسكين حاد ينظف به أعواد القصب‬
‫داخل مخزن القصب‪..‬‬
‫يجلس زكرى معه معول على رصيف الشارع بجوار عشرات الشباب‪..‬تتوقف سيارة نصف نقل يندفع زكرى‬
‫وسط الشباب حتى يصعد على السيارة لتنطلق به‪..‬يندفع الشباب بالعشرات بينهم زكرى‪..‬تمر السيارة على‬
‫محل عصير‪ ..‬ينظر زكرى حيث يحمل بكر على كتفه عشرات األعواد من القصب‪..‬تتجاوز السيارة دكان بيع‬
‫الشرائط في شارع محمد علي‪..‬ياسين يرتب الشرائط‪..‬يلتفت زكرى تجاه جودة وهو يحمل صنية عليها أكواب‬
‫شاي يدخل بها أحد الدكاكين‪..‬يدفع ضاحي عربة كارو عليها تل بطاطس‪..‬يشير ضاحي لشقيقه زكرى وهو‬
‫ينسحب وسط العمال إلى نهاية شارع محمد علي‪..‬‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار – غروب – ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪7‬‬
‫صحراء السادس من أكتوبر – دار قمر‬
‫أصوات عمال التراحيل‪:‬‬
‫هيلة هوب ‪ ..‬هيال هوب‬
‫تندفع سيارة نصف نقل عليها زكرى وعمال التراحيل في صحراء جرداء‪..‬‬
‫تتوقف بالقرب من يافطة حديدية مكتوب عليها (عمارة سكنية)‪..‬‬
‫‪-‬حفار ضخم يشق األرض الصحراوية‪..‬زكرى يحمل المعول بجوار عمال التراحيل‬
‫‪-‬يحمل زكرى الطوب األحمر على كتفه‪..‬يصعد به على سقالة خشبية‬
‫خالط ضخم يخلط األسمنت‪..‬يحمل زكرى شكائر األسمنت على السقالة‬
‫يمر من بين جدران الطوب ‪ ..‬تصب شكائر األسمنت داخل الخالط الضخم‪..‬يصب الخالط األسمنت فوق‬
‫الحديد‬
‫يصعد زكرى مع عمال التراحيل حاملين (قصعات) األسمنت‪..‬‬
‫تخفت أصوات العمال ‪ ..‬يعلو صوت موتور السيارة نصف النقل التي تقل العمال بعد يوم عمل مضني‬
‫‪-‬تحت جنح الظالم ينسحب مجموعة من الصبية ناحية دار قمر‬
‫صبي (‪:)1‬‬
‫انت متأكد ان مفيش حد معاها من والدها؟‬
‫صبي (‪:)2‬‬
‫يا عم بقولك من يوم ما سافروا محدش هوب النواحي دي‬
‫صبي (‪:)3‬‬
‫ما تجمد قلبك أمال‪..‬دي ست عجوزة‪..‬حتى لو صحيت ح نجري وال عمرها تلحق حد فينا‪..‬‬
‫يصلون أمام سور الدار وينهالون على بالفؤوس بعضهم يضع الطوب األحمر في شكاير‪..‬‬
‫تمتلئ الشكاير بالطوب يحملوها ويغادرون دون أن يشعر بهم أحد‪..‬‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪8‬‬
‫دكان كاسيت أبو رغدة‬
‫يسقط رف شرائط الكاسيت على األرض فتهوي خلفه عشرات الشرائط‪..‬يحاول ياسين لم الشرائط فيسقط رف‬
‫آخر زجاجي‪..‬تخفي صافي فمها عن آلليء فمها بأصابعها الرقيقة المبرومة‪..‬يتوتر يتلفت ياسين حتى ال يراه‬
‫صاحب الدكان وهو ينظر لصافي بغمزة حتى ال تزيد ضحكاتها‪..‬‬
‫صافي‪:‬‬
‫ما تخافش طيب‬
‫يقرفص ياسين وهو يتحدث لصافي‪..‬‬
‫ياسين‪:‬‬
‫ما قلت مفيش شرايط اسمها رقص بديعة‬
‫تضع يدها على فاترينة الدكان‪..‬تنحني كي تراه وهو يقرفص خلف الفاترينة فيظهر جمال رقبتها وأرنبة‬
‫صدرها الناهد المشدود‪..‬‬
‫صافي‪:‬‬
‫بس دور‪..‬وحياة أمي هتالقيها‪..‬دي حتى بديعة مشهورة‪..‬يمكن ده؟‬
‫يلتفت إلى إشارتها فيلمح جمال وجهها وعينيها الغمازتين الناريتين فتتحرك يديه بال هدي لتلمس زجاج الرف‬
‫المشوش فتجرح كفه‬
‫ياسين‪:‬‬
‫أديني اتعورت أهه‬
‫صافي‪:‬‬
‫استنى استنى‪..‬اوعى تلمس حاجة‬
‫تستدير صافي حتى تصبح أمامه‪..‬ترفع يده تخرج من صدرها منديل‪..‬يخدر ياسين تماما وهو يترك أصابعه‬
‫تتلمس كفها الجميل وهي تمسح الدماء من يده‪..‬ينتبه ياسين عند دخول صاحب الدكان فينزع يده من بين‬
‫أصابعها‬
‫صافي‪:‬‬
‫ما تخافش‪..‬انت لدغك عقرب‪..‬مالك فاير كده ليه؟!‬
‫يقترب صاحب الدكان من الفاترينة‬

‫صاحب الدكان‪:‬‬
‫هببت ايه يا ياسين‪..‬أنا مش منبه عليك تاخد بالك؟!‬
‫تقف صافي تنظر إليه بثقة تدل على معرفة سابقة‪..‬‬
‫صافي‪:‬‬
‫ما تزعلش أنا السبب يا أبو رغدة‬
‫يبتسم إليها وهو ينظر إلى األرفف المهشمة‪..‬‬
‫أبو رغدة‪:‬‬
‫أصله بيقاوح‬
‫صافي‪:‬‬
‫ما تخليه يقاوح‪..‬مش أحسن ما يبقى بروطة‬
‫بجدية شديدة يستدير أبو رغدة حتى يصبح خلف الفاترينة‬
‫أبو رغدة‪:‬‬
‫قوم ياله سيب الحاجات دي أنا ح أرصها‬
‫يقف ياسين في تأسف ‪ ..‬عينيه تنظر إلى األرض ‪ ..‬يلتفت أبو رغدة إلى صافي‪..‬‬
‫أبو رغدة‪:‬‬
‫ميت مرة قولتلك اللي ماتعرفش صورته سيبه‪..‬ده ما بيعرفش يقرا يا صافي هيجيبلك حاجتك ازاي‬
‫بس‬
‫تنتبه صافي إلى ضيق وانزواء ياسين بعيدا في ركن بالدكان‬
‫صافي‪:‬‬
‫أجيلك وقت تاني‪..‬اتأخرت على الشغل‬
‫تعلق صافي عينيها في عين ياسين ثم تخرج من الدكان‬
‫‪-‬أمام الدكان نرى صافي منتظرة خروج ياسين من الدكان فتسير خلفه على رصيف شارع محمد علي‪..‬‬
‫صافي‪:‬‬
‫ياسين‬
‫يلتفت يرى صافي أمامه ‪ ..‬يخفي فرحه‬
‫ياسين‪:‬‬
‫نعم‪..‬فيه حاجة؟‬
‫صافي‪:‬‬
‫أبدا كنت محتاجة المنديل بتاعي‬
‫تتسع عينيه وهو يفتش في مالبسه‬
‫ياسين‪:‬‬
‫باين سبته في المحل‬
‫صافي تتفرس مالمحه باستمتاع‬
‫صافي‪:‬‬
‫مش مشكلة‪..‬أعدي عليك بكرة تكون جبته‬
‫تتركه صافي وتنصرف من أمامه ‪ ..‬يتابعها وهي تتمايل في دالل أثناء سيرها مثل غزال يتهادى في المرعى‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪9‬‬
‫داخل وأمام دكان العصير‬
‫صوت ياسين التهامي صادر من كاسيت الدكان ‪ ..‬بكر يقف خلف الطاولة الرخام يلعق األكواب بأصابعه ثم‬
‫يفتح الحنفية ليغسل األكواب ‪ ..‬وفي مهارة يضع أعواد القصب داخل مكاينة العصير‪..‬ينظر إلى زحام الزبائن‬
‫أمامه وهو يبتسم في صمت تجاه فتاة مالمحها شرقية ‪ ..‬تضع ماكياج بسيط على وجهها ‪ .‬ترتدي عباءة‬
‫سوداء‪..‬‬
‫يصب بكر العصير في األكواب ‪ ..‬يخطف الزبائن منه أكواب العصير‪..‬‬
‫تقترب منه الفتاة‪..‬يمد كوب العصير إليها ‪ ..‬تقع عيناه في عينيها ‪ ..‬بكر يبتلع ريقه‪..‬‬
‫يرفع زينهم وجهه من خلف مكتب الماركات وهو يتابعها وهي تنصرف من الدكان‬
‫زينهم‪:‬‬
‫مين دي ياله يا بكر‪..‬دي وجه جديد في المنطقة؟‬
‫بكر‪:‬‬
‫مش عارف‬
‫يرفع بكر وجهه في شرود بينما الزبائن تتزاحم أمامه‬
‫أصواتهم‪:‬‬
‫العصير يا بكر‪..‬يا عم خليك معانا هنا‬
‫بكر يخلع المريلة ويشير لزينهم‬
‫بكر‪:‬‬
‫تعالى يا وله مكاني أنا راجع حاال‬
‫ويترك الزبائن وتتعالى أصواتهم اعتراضا‬
‫‪-‬يسرع بكر ليلحق بالفتاة ‪ ..‬وبالفعل يجدها فيسير وراءها‪..‬‬
‫بكر‪:‬‬
‫انتي ساكنة جديد هنا ‪ ..‬وال كنتي معدية بالصدفة؟‬
‫تلتفت الفتاة بحسم‪..‬‬
‫الفتاة‪:‬‬
‫شوف يا اسمك ايه‪..‬أنا ممكن أخللي اللي ما يشتري يتفرج عليك فلم نفسك بدل ما تالقي الشبشب‬
‫متنسر على دماغك‬
‫يصعق بكر من رد فعل الفتاة ‪..‬ويعود أدراجه خائبا‪..‬يقابل شقيقه جودة الذي يبدو أنه قد رأى ما حدث‬
‫جودة‪:‬‬
‫ايه يا عندليب‪..‬اديتهملك؟‬
‫يشير بكر يده في وجه جودة خجال ويتابع جودة طريقه إلى احدى الطرقات الجانبية‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪10‬‬

‫شارع سوق العتبة‬


‫جودة يمر امام عربة محمل عليها خضروات وطماطم وخالفه وورائها ضاحي‬
‫جوده‪:‬‬
‫يا مراحب يا معلم ضاحي‬
‫يبتسم ضاحي‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫متتاخرش بالليل عاملكوا شويه طواجن كده‬
‫جوده و دون ان يتوقف ليحدثه يرد عليه‪..‬‬
‫جودة‪:‬‬
‫مش الدور النهارده على بكر؟‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫بكره هييجى على العشا على طول‪ ..‬بدلت انا معاه‬
‫يتجه جوده ناحيه زاوية من الشارع مختفية عن االنظار ويدلف بداخلها ويتجه ناحيه زبائن جالسين امام عده‬
‫كامله لشرب الحشيش‪ ..‬جوده يعطي احد الزبائن قطعه الحشيش‬
‫جوده‪:‬‬
‫دي بقى صنف منجهة‪ ..‬ح أرصلكوا حجرين منه وبعدين نبقى نتكلم على تمنه‬
‫الزبون يتشمم قطعة الحشيش ثم يسلمها لجودة الذي يبدأ في تقطيعها ووضعها في حجارة الجوزة‪..‬‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪11‬‬
‫كوم الشيخ سالمه ‪ -‬غرف زكرى‬
‫يمر اهل الحاره بجوار شباك مفتوح بالدور االرضي ‪ ..‬نرى زكرى وجوده وبكر وضاحي وياسين ملتفين‬
‫حول الطبليه ياكلون ‪ ..‬يرفع ياسين يديه‬
‫ياسين‪:‬‬
‫الحمد هلل‬
‫زكرى‪:‬‬
‫كل يا له‬
‫ياسين‪:‬‬
‫شبعت الحمد هلل‬
‫زكرى‪:‬‬
‫عايزين الجمعه الجايه نروح نزور امكم‬
‫جوده‪:‬‬
‫نروح المنا وال نروح الميره‬
‫زكرى‪:‬‬
‫وماله لما نروح الميره‪ ..‬انا ناوى المره دي اتقدملها‪ ..‬الحمد هلل بقى عندنا شغالنه ثابتة ملهمش حاجه‬
‫تانى‬
‫يخرج ياسين من جيبه شريط كاسيت يتجه به الى كاسيت قديم‪ ..‬يضع الشريط داخل الكاسيت‬
‫صوت ياسين التهامي منشد قصائد عمر ابن الفارض‪ ..‬فاجاب زكرى وجوده وضاحي وبكر وياسين يقفون‬
‫يتمايلون ينشدون مع ياسين التهامى فى نشوة حقيقية تتحول الغرفه بهم الى حلقه الذكر وقف بكر‬
‫بكر‪:‬‬
‫مشتاق يا احباب مشتاق‪ ..‬وتعبت من االشواق‬
‫جوده‪:‬‬
‫هللا يجازيكي يا غربه‪ ..‬هللا يجازيك يا فراق‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫خدتنى من اهلي وناسي‪ ..‬وسقيتني المر القاسي‬

‫ياسين‪:‬‬
‫يا غربه دوبيني ‪ ..‬يا اما ترجعيني‬
‫زكرى‪:‬‬
‫يا ترجعيني لبلدى‪..‬يا ترجعيلي ناسي‬
‫يدور االشقاء حول بعض في نشوه ويتصاعد ايقاع االنشاد فيتصاعد ايقاع أجسادهم في التمايل يمينا ويسارا‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار‪ /‬داخلي ‪ -‬خارجي‬ ‫مشهد ‪12‬‬

‫دار قمر‪ -‬قهوه التجاره بشارع محمد علي‬


‫امام دار قمر نرى زكرى خارج من الدار وراءه قمر‪ ..‬قمر تحدثه قبل ان يغادرها ووراءها اشقائه االربعه‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫والنبي يا ذكرى ما تزعل نفسك‪ ..‬يعني اللي خلقها ما خلقش غيرها‪ ..‬ملكش نصيب فيها يا ولدي‬
‫ذكرى‪:‬‬
‫اميره نصيبي ياما ‪ ..‬ح أروح وارجع لهم مليان ساعتها حملى عينيهم الفارغة‬
‫يحتضن والدته ويحتضنها‪ ..‬تقف قمر مودعة أوالدها ومتمتمة بالدعاء‬
‫تحت بواكي شارع محمد على يجلس الذكري على القهوه التجاره مفكرا وهو يحتسي الشاي‬
‫ياتي رجل في االربعين (عوض) ويجلس بجانبه‪..‬‬
‫ذكرى‪:‬‬
‫اهال يا عوض‬
‫ينظر اليه زكرى بعد ان يندهش من عدم رده‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مالك انت كمان‬
‫عوض‪:‬‬
‫معايا عشر بواكي صحاح‪ ..‬كل اللي حيلتي‬
‫ذكرى‪:‬‬
‫وانا مالي‬
‫عوض‪:‬‬
‫عايزك تسترني هللا يسترك‬
‫عايزك تضرب واقول انا اللي ضربت‪ ..‬والشيلة اشيلها انا‪ ..‬وفلوسك دلوقت تاخدها‬
‫ينظر اليه زكرى في صمت بينما يضع القهوهجي الشاي امامهما‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلى‬ ‫مشهد ‪13‬‬
‫ممر السوق‬
‫نصبة سوستة‬
‫فرقه زفه من ‪ 20‬فرد بمالبس صفراء وحمراء مميزه في ايديهم دفوف ومزامير وطبول‬
‫يقف افراد الفرقه حول راكيه النار لتسخين الطبول والدفوف‬
‫منهم من يحتسي الشاي ومنهم من يراقب بقلق مدخل السوق المظلم‬
‫يخرج زكرى من ممر مظلم بالقرب من جزار يخرج من دكانه‬
‫يطلق زكرى طلقات النار في صدر الجزار‪ ..‬يسقط الجزار قتيال‬
‫جوده يرى زكرى‪ ..‬يتراجع‪ ..‬يختفي خلف النصبة في رعب‬
‫تستعد فرقه الزفه تحمل مزاميرها ودفوفها‬
‫يهرول البسطويسي (غفير أسواني) يحمل شومته‪ ..‬يتجهم في خوف وهو يرى زكرى يمسك بالمسدس‬
‫يعطيه لعوض ‪ ..‬يمسك عوض المسدس في هيستيريا يدعى أنه القاتل‬
‫عوض‪:‬‬
‫قتلته بعد عشر سنين بايديا‪ ..‬استريح يا با في تربتك ابنك خدلك تارك‬
‫زكرى ينظر الى بسطويسي في قوه ‪ ..‬يستسلم بسطويسي يهز راسه في طاعه‬
‫يدور عوض حول القتيل في جنون‪..‬‬
‫عوض‪:‬‬
‫زفوني يا والد زفوني‪ ..‬ابن سالمه‬
‫امين شرطه وبعض العساكر يقيدون عوض‪ ..‬يتجهون به الى خارج السوق‬
‫افراد الفرقه تتجه اليه في جديه‪ ..‬موسيقى الزفه‬
‫يخرج عوض مقبوض عليه من السوق وافراد الفرقه تزفه الى خارج الحاره‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجى‬ ‫مشهد ‪14‬‬
‫صندل بنهر النيل ‪ -‬مقابر الكوامل‬
‫يجلس رفعت القرفصاء على سطح الصندل ‪ ..‬مسدس حقيقي امامه وهو يخرج ماسوره‬
‫رفعت‪:‬‬
‫عامل ايه فى الشغل؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫الحمد هلل ماشيه‬
‫رفعت‪:‬‬
‫عرفت اللي عملته مع عوض ‪ ..‬ما انت قلبك جامد أهو‬
‫زكرى‪:‬‬
‫عوض غلبان وصعب علي‪ ..‬عايش في ذل واهانه من ساعه ما قتلوا ابوه ‪ ..‬فساعدته‬
‫رفعت‪:‬‬
‫وال كنت بتنفذه عشان مش عارف اللي قتل ابوك‬
‫زكرى‪:‬‬
‫يمكن اه يا خال ‪ ..‬بس اللي قتل ابويا مش هيفلت مني مسيري أالقيه‬
‫رفعت‪:‬‬
‫نصيحه يا زكرى ‪ ..‬ولو اني عارف انك مش هتعمل بيها ‪ ..‬التار اعمى ونار بتاكل صاحبها ابعد‬
‫عن السكه دي ‪ ..‬فكر في مستقبلك وال مش عايز اتجوز اميره‬
‫زكرى‪:‬‬
‫اال أميره يا خال‪ ..‬اميره دي هي االمل اللى انا عايش عشانه‬
‫رفعت‪:‬‬
‫خالص‪ ..‬طالما كده تعالي اشتغل معايا وبدل ما تلطخ ايدك بالدم عشان عشر تالف جنيه‪ ..‬أديك اللي‬
‫انت محتاجه وترجع مليان الهل اميره‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ماشي يا خال‪ ..‬بس اشتغل ايه‬
‫يمد رفعت المسدس امام ذكرى‬
‫رفعت‪:‬‬
‫ده مسدس صوت بنغير الماسورة عشان بدل ما يبقى مسدس صوت تمنه ‪ 500‬جنيه مسدس حقيقي‬
‫‪ 5000‬جنيه‬
‫زكرى‪:‬‬
‫فيها حبس دي يا خال‬
‫رفعت‪:‬‬
‫انتا مش عايز تعدى وترجع البلد فتوه تضرب التخين بالجزمه وتتجوز بنته كمان‬
‫الصندل يمر من تحت الكوبرى‪..‬‬
‫رفعت‪:‬‬
‫بص بقى يا ابن اختي انت تشتغل معايا ولو جدع تجيب اخواتك تتسند عليهم‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مش هسيبهم دول ستري وغطاي‬
‫رفعت‪:‬‬
‫وغير قرشين العروسه هدىك كمان قرشين تبدا بيهم مقاول انفار ولما العمليه تمشى شويه معاك‬
‫تعملك مكتب مقاوالت تدور فلوسك‬
‫زكرى‪:‬‬
‫فلوس وعمارات مره وحده‬
‫رفعت‪:‬‬
‫ايوه الزم يبقى عندك شغل قدام الناس عشان محدش يسألك بتجيب الفلوس منين‬
‫‪ -‬قطع‪-‬‬
‫غروب ‪ /‬داخلي ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد‪15‬‬
‫قريه الكوامل‬
‫دار قمر‬
‫تقف قمر تمسك بكوز معدني مليء بالماء تنظر الى ابنها زكرى‬
‫يقف خلف اخوته االربعة جوده وبكر وضاحي وياسين‬
‫قمر‪:‬‬
‫تعالى يا زكرى طص وشك بشويه مي‬
‫زكرى‪:‬‬
‫معايزش اغسل وشى ‪ ..‬انا عايز الحق اميرة…(ناظرا الخوته) يال وال ايه‪..‬؟‬
‫قمر‪:‬‬
‫يا ابني ماعدش منه فايدة… ابوها رفضك بدل المرة اتنين…‬
‫وح يجوزها لولد ابوغريب… ح تحرجم تاني على ايه‪...‬؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ح حرجم على قتيل… ولد ابو غريب مش احسن مني في حاجة‬
‫قمر‪:‬‬
‫يا ولدي انت زينة الرجال… بس ابوها مالوش غير الفلوس… واحنا ما حلتناش غير بعض‬
‫يندفع في عنف يهرول بال هدى داخل حوش الدار الطيني يبحث عن شومة‬
‫تندفع امه تسبقه حافية… يشد من يدها الشومة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫هخدها غصب عنه‬
‫ترميه بكوز الماء في وجهه‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫طب اتطين واجعد… لو هوبت عنديهم هيطخك ابوها بالنار‬
‫تتالحق انفاسه في غضب وهو يخلع جلبابه لترى امه االف الجنيهات حول جسمه‬
‫زكرى‪:‬‬
‫برضك رايح… المرة دي جاهز… الفلوس كتير ما يقدرش يرفضها‬
‫تندفع تجاهه قمر في ذهول…‬
‫قمر‪:‬‬
‫بتوع مين الفلوس دي يا حزين يا واكل ناسك…‪.‬؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫عرجى وشجاى‬
‫تلتفت الى اخوته‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫عرجه وحدة وال عرجكم معاه‪ ...‬؟‬
‫تبتعد عيون اوالدها بينما تقبض على صدر ابنها…‬
‫قمر‪:‬‬
‫حشيش‪..‬؟‬
‫يبعدها في رجاء‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أل سالح يا أم زكرى‬
‫ياسين‪:‬‬
‫ودم يا أم زكرى‬
‫تسقط األم على المصطبة وهي تدق على صدرها‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫بقى كده يا زكرى‪..‬أبوك عاش طول عمره ينحت في الصخر وعمره ما لطخ ايده بالدم‪..‬أبوك وصاك‬
‫تبقى بنا مش قتال قتلة‬
‫يشيح زكرى بيده ويتجه لخارج المنزل‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫خد يا زكرى‬
‫ال يرد عليها‪..‬تلتفت قمر ألبناءها‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫الحقوا أخوكوا‪..‬خليكوا جنبه‬
‫يغادر األبناء الدار بينما تقف قمر ناظرة لهم لنرى األمطار تسقط عليها من سقف الحوش المفتوح‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪16‬‬
‫قرية الكوامل‬
‫دار أميرة ‪ -‬شوارع القرية ‪ -‬دار قمر‬
‫يسير زكرى وبكر وجوده وضاحي وياسين بين بيوت القرية ‪ ..‬األهالي تقف في صمت تنظر إليهم ‪ ..‬يتلفت‬
‫زكرى في دهشة وهي يرى الطريق إلى دار أميرة ممهد‪..‬يتوقف أمام بابها يفاجأ به مفتوح ‪ ..‬يمسك به شقيقه‬
‫جودة‪..‬‬
‫جودة‪:‬‬
‫نعاود يا خوي أحسن‬
‫يبعده زكرى ليشق طريقه إلى داخل دار أميرة‪..‬يتبعه أشقاءه داخل الدار المفتوح‪..‬‬
‫يتوقف زكرى وأشقاءه أمام المندرة حيث يفاجأ بجلوس المأذون وحوله العريس ووالد أميرة (الشيخ دياب)‬
‫وأشقاءها الثالثة وبضعة رجال من أهل العروسين‪..‬يتلفت الشيخ دياب إلى زكرى‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫قرب يا زكرى بارك للعروسين‪(..‬ويلتفت لألهالي)‪..‬‬
‫زكرى واخواته قبل ما يسافروا مصر ياما اشتغلوا في الدار دي\يقف العريس ينظر إلى زكرى بغضب ثم‬
‫يلتفت للشيخ دياب‪..‬‬
‫العريس‪:‬‬
‫مش ح نكتب وال ايه يا عمي؟!‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫نكتب يا عريس‪..‬يال يا عم الشيخ‬
‫يفرد المأذون يده ليضع الشيخ دياب يده في يد العريس ويبدأ مراسم عقد القران‬
‫بينما يقف زكرة وأشقاءه في صمت القبور‪..‬‬
‫‪-‬في دروب القرية‪..‬يسير زكرى وأشقاءه في تثاقل تجاه دارهم‪..‬بندقية في ظالم الليل تترصد زكرى‬
‫الطلقة النارية تخرج بالقرب من وجه زكرى ‪ ..‬زكرى وأشقاءه يفرون من الطلقات النارية‪..‬‬
‫‪-‬قمر تفتح بابها تجاه أوالدها المندفعين للداخل‪..‬‬
‫‪-‬شقيقا أميرة منصور وعباس يقفان أمام باب الدار ويأتي شقيقهما األصغر مطاوع‬
‫منصور‪:‬‬
‫هيه عملت ايه؟‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫رعبتهم‪..‬الرصاص كان طاير فوق روسهم زي المطر‬
‫عباس‪:‬‬
‫اوعى تكون صبت حد‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫عيب ياخويا‪..‬مش مطاوع اللي يغلط‬
‫‪-‬في دار أميرة حيث تسيطر أجواء الفرح وموسيقى المزمار البلدي‪..‬‬
‫تسقط أميرة على األرض في اغماءة بفستان فرحها‪..‬‬
‫ينظر إليها العريس في فزع‪..‬ينهي حركته الحائرة باالندفاع إلى خارج الغرفة‬
‫‪-‬تقف قمر فوق سطح دارها تنظر إلى الطريق‪..‬تلوح بطرحتها وهي تمسح دمعة عينيها حتى ال تسيل‬
‫الدموع‪..‬قمر وحيدة بين بيوت القرية البعيدة وبين جبل مساخة تتابع اختفاء زكرى وأشقاءه من بين دروب‬
‫الجبل‪..‬‬
‫اللون األصفر يغلب على كل شيء‪..‬دوامات الرمال تعلو متناثرة في غير انتظام‪..‬‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪17‬‬
‫دكان الكاسيت‬
‫يختار ياسين شريط من عشرات الشرائط‪..‬يضعه في الكاسيت‪..‬لنسمع صوت أغنية شعبية‪..‬‬
‫تدخل صافي في يدها كيس بالستيك‬
‫يتابعها ياسين وهي تتجه إلى صاحب الدكان (أبو رغدة)‪..‬فيخرج من جيب جلبابه المنديل‬
‫صافي‪:‬‬
‫والنبي يا أبو رغدة انت ابن حالل‪..‬‬
‫واحدة صاحبتي جابت كام قميص وكام بنطلون من الوكالة مطلعوش على مقاس أخوها‬
‫شوفهم يا أخويا يمكن ينفعوك‪..‬دول حاجة ببالش كده‬
‫تفرد القميص والبنطلون‪..‬‬
‫يتابعها ياسين بينما يقف أبو رغدة يضع القميص على صدره دون أن يرتديه فيظهر كرشه الضخم‬
‫أبو رغدة‪:‬‬
‫يا خسارة يا صافي مينفعونيش‬
‫تلتفت صافي إلى ياسين ثم تضع القميص والبنطلون على الفاترينة‬
‫صافي‪:‬‬
‫اديهم للصنايعي بتاعك واخصم فلوسهم من مرتبه‬
‫يتابعها ياسين وهو يخفي المنديل في جيبه مرة أخرى‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪-‬ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪18‬‬
‫حديقة عامة مطلة على النيل ‪ -‬كورنيش النيل‬
‫ياسين يسير مسرعا في اتجاه حديقة عامة مرتدي المالبس التي تركتها صافي ألبو رغدة‪..‬وفي يده كراسه‪..‬‬
‫يصل إلى حيث تجلس صافي على نجيلة الحديقة‪..‬ويجلس بجانبها‬
‫صافي‪:‬‬
‫اتأخرت ليه؟‬
‫ياسين‪:‬‬
‫كنت بشتري الكراسة والقلم اللي قولتي عليهم‬
‫صافي‪:‬‬
‫انت بتتعلم بسرعة قوي يا ياسين‪..‬عارف‪..‬أنا بفكر بعد ما نخلص القراءة والكتابة‪..‬تقدم في االبتدائية‬
‫ياسين‪:‬‬
‫يا ستي أنا عايز بس أعرف أقرأ عناوين الشرايط‬
‫صافي‪:‬‬
‫طب يال نبدأ‪..‬افتح الكراسة‬
‫يبدأ ياسين في فتح الكراسة وتبدأ صافي في تعليمه‬
‫‪-‬يسير ياسين ليال على كورنيش النيل‪..‬تمسك صافي بأصابع يده‬
‫يلمحان حنطور يمشي بجانبهما‪..‬ينظر كل منهما لآلخر‪..‬يتفقان على الركوب‪..‬يجران وراءه ويقفزان داخله‪..‬‬
‫صافي‪:‬‬
‫عاوزين لفه يا اسطى‬
‫عين صافي متعلقة في صمت بعين ياسين‪..‬أصابع يد ياسين تتعانق في صمت مع أصابع يد صافي‬
‫تتشابك أيديهما‪..‬تتغير أوضاعهما‪..‬تظهر أصابع ياسين‪..‬تختفي‪..‬تتحرك فوق يدها‬
‫تمتزج أصابعها في أصابعه‪..‬يحمل كفها بين أصابعه‬
‫ينظر ياسين ليرى دموع صافي مع ابتسامة سعادة مذهلة‬
‫يلتفت ساشق الحنطور الشاب الصغير‬
‫شاب الحنطور‪:‬‬
‫تمام كده‪..‬وال عايزين لفه كمان؟‬
‫صافي‪:‬‬
‫تشكر يا اسطى‬
‫تحاول صافي أن تخرج نقود من شنطتها‪..‬يمسك ياسين بيدها بمعنى عيب‪..‬ويخرج نقودا ويعطيا لصاحب‬
‫الحنطور‬
‫‪-‬على الكورنيش تمشي صافي وهي متعلقة بذراع ياسين وتضع رأسها على صدره‪..‬‬
‫توقفه تحت كوبري ‪ 6‬أكتوبر في مكان شبه مظلم‪..‬تمسك برأسه‪..‬تنظر في عينيه تقبله قبلة طويلة‬
‫المارة يتوقفون يشاهدون قبلة صافي‬
‫يقترب أحد الشباب حتى يصبح قريبا جدا منهما‪..‬‬
‫تنتبه إليه صافي‪..‬تخلع شفتيها من فم ياسين ثم تنظر إلى الشاب‬
‫صافي‪:‬‬
‫ايه مالك‪..‬فيه حاجة؟!‬
‫يندفع ياسين يلوح للشاب في تأسف‬
‫ياسين‪:‬‬
‫معلش يا دكتور احنا متأسفين جدا‬
‫يهز الشاب رأسه في دهشة واستنكار بينما يهرب ياسين ويسرع في خطواته وتلحق به صافي‪..‬‬
‫صافي‪:‬‬
‫خد يا بني‪..‬سايبني ورايح فين؟!‬
‫ياسين‪:‬‬
‫مروح أحسن ما نروح القسم‬
‫تستوقفه صافي‪..‬‬
‫صافي‪:‬‬
‫بص بقى‪..‬أنا مقطوعة وفرداني وعايزة أتجوزك‬
‫ينظر لها ياسين باستغراب‬
‫صافي‪:‬‬
‫آه‪..‬أتجوزك‪..‬واذا كان على الرقص أبطله‪..‬بس انت قول آه‬
‫تبتسم صافي عندما ترى عينيه تلمع تأثرا بها‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪19‬‬
‫حديقة القلعة ‪ -‬غرفة زكرى‬

‫بكر وبصحبته فتاته (لبنى) يجلسان في حديقة القلعة‪..‬‬


‫بكر‪:‬‬
‫انا مش مصدق اني قاعد معاكي‬
‫لبنى‪:‬‬
‫أل صدق‪. .‬وال أقولك‪..‬ما تصدقش‪..‬دي مرة كده عشان حسيت انك ابن حالل ومش بتاع لعب‪ ..‬بس انا‬
‫ما عتش ح اقابلك تاني‪..‬لو حد شافني يقول ايه‬
‫بكر‪:‬‬
‫هيقول ايه يعني‪..‬ده اللي يلسن عليكي بكلمة أقطعله لسانه‬
‫تبتسم لبنى في سعادة‪..‬‬
‫لبنى‪:‬‬
‫بص يا ابن الناس‪..‬انا مليش في مشي بنات اليومين دول‪..‬انا دوغري واحب أمشي دوغري‬
‫بكر‪:‬‬
‫وأنا مش ناوي غير في الدوغري‪..‬عارفة يا لبنى كانوا بيقولولنا في الصعيد اوعوا من بنات‬
‫مصر‪..‬لقيتك ادب وأخالق‬
‫لبنى‪:‬‬
‫امال انت فاكر ايه‬
‫بكر (بسذاجة)‪:‬‬
‫بنت حالل صح‬
‫بكر يشعر بنشوة حالمة لمجرد أنه يجلس بجانبها يحاول أن يلمس يدها ‪ ..‬تشعر بخجل كبير وتسحب يدها‬
‫لبنى‪:‬‬
‫يا لهوي‪..‬انا اتأخرت أوي‪. .‬ابويا هيقطعني‬
‫‪-‬في غرفة زكرى‪..‬نستعرض المكان لنرى مالبس داخلية المرأة مرمية على األرض ونسمع أصوات‬
‫تأوهاتها‬

‫الصوت‪:‬‬
‫قطعني يا زكرى ‪..‬آه‬
‫يضع زكرى يده على فمها ليكتم صوتها‬
‫زكرى‪:‬‬
‫وطي صوتك يا بنت الجزمة‬
‫ونكتشف ان هذه المرأة هي لبنى فتاة بكر‪..‬‬
‫لبنى‪:‬‬
‫طب قول بتحبني‬
‫ال يرد عليها زكرى‪..‬توقف لبنى الممارسة‬
‫لبنى‪:‬‬
‫حتى واحنا كده مستخسر تقوللي كلمة حلوة‪..‬ده انا كل حته في جسمي بتحبك يا اخي‪..‬قلبك ده ايه‪..‬حجر‬
‫ما بيحسش؟!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مش مهم قلبي اللي يحس بيكي‪..‬فيه حاجات تانية أهم يا حمارة‬
‫ويبدأ في ممارسة الجنس مرة أخرى لتصدر لبنى تأوهاتها‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪20‬‬
‫شقة صافي‬
‫فتاة صغيرة (‪ 15‬سنة) ترتدي شورت وتيشيرت ساخن تفتح الباب‪..‬ترى أمامها ياسين يحمل ثالثين شريط‬
‫كاسيت‪..‬‬
‫الفتاة‪:‬‬
‫انت مين يا كابتن؟!‬
‫ياسين‪:‬‬
‫اني جاي من عند أبو رغدة بتاع الشرايط‬
‫تندفع صافي تجاه الباب وهي تزيح الفتاة‬
‫صافي‪:‬‬
‫ابعدي يا بت‪..‬ده باعته عمك أبو رغدة‪. .‬اتفضل يا سي ياسين‬
‫يخطو ياسين على بالط الصالة الفسيح‪..‬‬
‫يقف على كليم احمر ينظر الى صورة لصافي بين ثالث صور لراقصات الفرقة‪..‬تقترب منه صافي وهي‬
‫تشير ألفراد الفرقة الخمسة وهم يجلسون على الثالث كنبات البلدي بآالتهم ‪..‬كمنجة‪-‬أورج‪-‬أكورديون‪-‬‬
‫ساكس‪..‬‬
‫ينتبه ياسين إلى نظرات اآلالتيه‪..‬تسقط منه الشرائط‪..‬يصعد بها‪..‬تسقط‪..‬تساعده صافي‪..‬تسقط‪..‬تساعده الفتاة‬
‫وباقي أفراد الفرقة‪..‬بينما يقف الكمنجاتي األسمر الممتلئ الساخر وهو ينظر إلى ياسين‪..‬‬
‫الكمنجاتي‪:‬‬
‫هات يا عم الشرايط خلينا نخلص‬
‫يقترب ياسين‪..‬يرى الستائر حمراء وزرقاء وبيضاء‪..‬يتلفت في الصالة وهو يرى قمصان اآلالتيه المزركشة‬
‫والبخور يتصاعد‪..‬يشعر كأنه في حلم‪..‬يحمل الشرائط إلى الكمنجاتي حتى يضعهم على الكنبة بجوار الكاسيت‬
‫بينما تخرج راقصة صغير (‪ 15‬سنة) ترتدي بدلة رقص خضراء‪ ..‬ثم يلتفت لراقصة اخرى ترتدي بدلة‬
‫صفراء‪ ..‬ثم ثالثة ترتدي بدلة بيضاء‪..‬الكمنجاتي يضع الشريط في الكاسيت‪..‬موسيقى التت لسهير زكي‬
‫تخرج صافي ترتدي بدلة حمراء‪..‬‬
‫تقترب الراقصات حتى يتوسطن الصالة أمام عين ياسين الذي يرى وجه صافي الجميلة وباقي الراقصات‬
‫يخرج الكمنجاتي شريط الكاسيت ويضع غيره‪..‬الراقصات يغيرن طريقة رقصهن‪..‬‬
‫يد الكمنجاتي تضع شريط ثالث‪..‬وكلما وضع الكمنجاتي شريط تعدل صافي من طريقة رقصها‬
‫يترك ياسين نفسه وهو يرى اصابع صافي تشير إليه ليقترب‪..‬‬
‫يتحرك كالمسحور وسط الراقصات حتى يندمج عندما يرى الكمنجاتي يضع شريط للتوني لتشكل الراقصات‬
‫دائرة حول ياسين الذي يتحرك مثل حصان عربي اصيل‪..‬‬
‫ثم يدور حول نفسه لينتفخ جلبابه ويتحول الى تنورة‪. .‬يبتلع المكان ليصبح وحده وسط الصالة‬
‫يدور حتى تتخيله صافي بحسساسية الحب كأنه يطير مخترقا سقف الصالة العالي‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪21‬‬

‫فرح شعبي ‪ -‬أمام غرفة زكرى‬


‫ياسين يرتدي مالبس صاحب التنورة‪..‬‬
‫يرقص بثيابه المزركشة وحده على خشبة مسرح شعبي مكون من عربات كارو متجاورة فوقها سجاجيد‬
‫حمراء‬
‫صافي وباقي الراقصات يشتركون مع ياسين في الرقص على إيقاع الفرقة الموسيقية والجميع منتبه الداء‬
‫ياسين الذي يدور مثل الطائر مثل العابد‪..‬مثل المسبح‪..‬مثل العاشق ‪ ..‬سرعة دورانه تجعل المعازسم على‬
‫ارجلهم يقفون‪..‬‬
‫‪-‬سيارة ميكروباص متوقفة بالقرب من مدخل صوان الفرح ‪..‬يفتح احد افراد الفرقة باب السيارة ليدخل ومعه‬
‫أفراد الفرقة بآالتهم ‪..‬يلتفت أحدهم الى صافي التي تجلس وسط العربة‬
‫صافي‪:‬‬
‫غوروا انتوا واركبوا الميكروباص التاني‬
‫احد افراد الفرقة‪:‬‬
‫ماشي‬
‫تكشف صافي ستارة الشباك بحوارها‪..‬في انتظار ياسين الذي يأتي نحو باب الميكروباص‬
‫تفتح له الباب‪..‬يقفز بداخله فيرتمي على الكنبة ‪..‬ترتمي عليه صافي فيسقط في عسلها بين المقاعد‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪22‬‬
‫غرفة زكرى‬
‫يجلس ياسين على كنبة الغرفة أمامه صندوق كرتون يضع داخله شرائط كاسيت بينما يتابع شاشة التلفزيون‬
‫بهدوء‬
‫يجلس بجواره جوده يفرد قدميه على الكنبة االخرى وهو مندمج في مشاهدة فيلم امريكاني اكشن‪..‬‬
‫بينما يفترش ضاحي ارض الغرفة امامه نقود ورقية من فئة ربع ونصف جنيه‪..‬‬
‫يفرد ضاحي في الفلوس في عناية شديدة‪..‬‬
‫بينما يقرفص بكر امام بابور يقلب حلة الطعام بمغرفة‬
‫بكر‪:‬‬
‫هاعملكم طاجن بطاطس باللحمة ح تلهطوه لهط‬
‫يلتفت اليه جودة بسخرية‬
‫جودة‪:‬‬
‫يا بني اللي فوق البابور ده حلة محشي مش طاجن فخار ‪ ..‬اتنجر بقى ‪ ..‬انت في مصر مش لساك في‬
‫الصعيد‬
‫يرفع المغرفة في مواجهته‬
‫بكر‪:‬‬
‫مش شاطر غير في النجورة وعايز تنسى أصلك وقاعدلي تتفرج على فيلم أمريكاني‪..‬ويا ريتك حتى‬
‫عارف تقرأ الكتابة اللي على الفيلم‬
‫يقف جودة فوق سطح الكنبة بعنترية‬
‫جودة‪:‬‬
‫وحياة أمي ألخلي صافي تعلمني أقرأ وأكتب زي ما بتعلم ياسين‬
‫يترك ياسين الشرائط في عصبية بينما يلتفت إليه ضاحي بود‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫أيوة يا عم‪..‬صافي‬
‫يقلد جودة الرقص األنثوي ويصفق بيديه ‪..‬‬
‫جودة‪:‬‬
‫صافي ‪ ..‬صافي ‪ ..‬صافي‬
‫يضربه ياسين بشريط الكاسيت‪..‬‬
‫يهرول جودة إلى باب الغرفة بينما يفتح زكرى الباب ليدخل ليفاجت باندفاع جودة ليقف خلفه‬
‫جودة‪:‬‬
‫اضرب لو كنت راجل صح‬
‫يبعده زكرى وهو ينظر تجاه ضاحي الذي يتجنب النظر إلى زكرى‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مش هتبطل هبل اال لما ياسين يفتحلك قرنك‬
‫يتشمم زكرى رائحة البطاطس‬
‫زكرى‪:‬‬
‫هللا هللا‪..‬ايه الريحة دي‪..‬فكرتوني بوكل قمر‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫مفيش زي وكل قمر‪..‬الدنيا من غير قمر ال طعم وال ريحة‪..‬وماسخة كمان‬
‫يحمل بكر الحلة من فوق البابور بينما ينحني جودة ليغلق البابور‪..‬‬
‫جودة‪:‬‬
‫العندليب عمل احلى اكل المهاردة‪..‬مزاجه رايق‪..‬اصله اخيرا قابلها‬
‫بكر‪:‬‬
‫انت بتراقبني يا جودة؟!‬
‫جودة‪:‬‬
‫يا عم ح اراقبك على ايه‪..‬مفيش حاجة بتستخبى‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ما تفهموني مين دي اللي قابلها‪..‬‬
‫جودة‪:‬‬
‫اصل اخوك اسم النبي حارسه بيحب‪..‬والبت دوخته‪..‬وبطلوع الروح قعدت معاه عشر دقائق‬
‫يتعصب جودة ويغادر الحجرة ويضحك زكرى‬
‫زكرى‪:‬‬
‫خد يا بكر سيبك منه‪..‬‬
‫ويلتفت لجودة‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫انت مش تبطل رخامة مع اخواتك‪..‬وماله لما يحب ما دام البنت كويسة‪..‬الواجب نشجعه‬
‫ونروح نخطبهاله كمان‬
‫جودة‪:‬‬
‫يا عم هو عارف يأكل نفسه ‪ ..‬لما ح يأني مره‬
‫ينظر زكرى لجودة بغيظ لفظاظته‪..‬‬
‫‪-‬قطع ‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪24‬‬
‫السبتية‬
‫مخزن خراط‬

‫خلف باب حديد صدئ في مساحة كبيرة تتوسطها شجرة بال فروع‬
‫المخزن شبه مظلم اال من لمبة صغيرة صفراء وشرارات تشبه البرق ناتجة من تشغيل ماكينة الخراطة‪..‬‬
‫يقف زكرى بالقرب من الخراط الشاب الذي يصنع مواسير حديد‬
‫ينتهي الشاب من صنع المواسير التي يلقيها في قفة بها رمل ثم يهبط ليدعك المواسير بالرمل ثم يضعها في‬
‫حقيبة جلدية يغلقها زكرى ويقدم له النقود‬
‫زكرى‪:‬‬
‫دول تمن الخمسين حتة‪..‬هعدي عليك لو عزت تاني‪..‬نهارك ابيض‪..‬مشيني الحق مصالحي‬
‫يحمل الشاب كوب الشاي يقدمه لزكرى‬
‫الشاب‪:‬‬
‫طب كمل شايك‬
‫يهز زكرى رأسه بالنفي وهو يتجه إلى باب المخزن الصاج يرفع جزء منه‪..‬‬
‫ينحني زكرى ليخرج إلى شارع السبتية شبه المظلم‬
‫‪-‬قطع ‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪25‬‬
‫دار أميرة‬
‫نجد أميرة عيناها شاردتان ترقد على سريرها‪..‬شعرها منكوش‪..‬يقف والدها بجوار الطبيب والعريس‬
‫العريس‪:‬‬
‫من ليلة دخلتها وهي على دي الحالة‪..‬ما بتصحاش واصل‪..‬ولو صحيت مبتتكلمش‬
‫الدكتور‪:‬‬
‫شكلها عندها صدمة عصبية شديدة‬
‫يتدخل العريس وهو ينظر الى عروسه‬
‫العريس‪:‬‬
‫اتجننت؟!‬
‫يمسك والد أميرة يده بعنف‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫كسر خشمك‪..‬اكتم خلينا نفهم‪..‬قول يا دكتور‬
‫الدكتور‪:‬‬
‫الزم تتنقل المستشفى واال هتحاول تقتل نفسها‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫متشكرين يا دكتور‪ ..‬نبقى نعاود نتصل بيك‪ ..‬بس كأنك مجيتش‪..‬دي سمعة بيوت‬
‫يهز الدكتور رأسه متفهما وينسحب في هدوء‪..‬‬
‫بينما يتراجع العريش ينظر إلى الشيخ دياب‪..‬‬
‫العريس‪:‬‬
‫وأنا مسافر الكويت‪. .‬بنتك مش عايزاني ياابه وهي ماعدتش تلزمني‪..‬هبعتلها ورقتها قبل ما أسافر‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪26‬‬
‫دار أميرة ‪ -‬دار قمر‬

‫في دار أميرة نراها وسط دائرة من النساء يمارسون معها أعمال شعوذة (الزار) الخراج الجن منها‪..‬ونراها‬
‫منكوشة الشعر وأشبه بالمجنونة‪..‬وفجأة نراها تخترق هذه الدائرة وتخرج من المنزل وتنطلق في شوارع‬
‫القرية وسط صراخ النساء وندائهم على والدها واخوتها‪..‬‬
‫‪-‬قمر في بقعة النور بحوش الدار‪..‬تجلس على االرض الطينية‪..‬‬
‫تنظر إلى نبات أخضر يشق قسوة األرض ويعلو بضعفه وجماله‪..‬تداعب النبتة بكفها وهي تتمابل‪..‬‬

‫قمر‪:‬‬
‫مسحور يا شجر وسط البيوت‪..‬مشكور يا رب الناس والبيوت‪..‬الزرع أخضر مع ان األرض سودة ‪..‬‬
‫ضعيف الورد في جنينته تحرسه األشواك‬

‫صوت خبط على باب الدار‪..‬تلتفت‪..‬تندفع لتفتح الباب‪..‬تتعلق أميرة بقمر باكية‪..‬‬

‫أميرة‪:‬‬
‫خليني في بيتك يا قمر‪..‬أبوي خايف هلى عمامته واخواتي دمي بيحاللهم‪..‬خايفة ضروسهم تطحني‬

‫تحتضنها قمر‪..‬‬

‫قمر‪:‬‬
‫ده بيتك يا بنت األكابر‪..‬يا ست البنات وشمس البيوت‬

‫تدخل بها وهي تربت على ظهرها ‪ ..‬بينما يندفع الشيخ دياب وأبناؤه داخل الدار‪..‬تجري أميرة من أحضان‬
‫قمر‪..‬‬

‫أميرة‪:‬‬
‫بوي‪..‬ريح نضرك مني وسبني عند قمر‬

‫يجري اخواتها نحوها بينما تقف قمر سدا واقيا ألميرة‬

‫قمر‪:‬‬
‫مالكم‪..‬البيوت لها حرمة يا شيخ دياب‪..‬وال فاكرني مرة وحدانية ‪..‬وهللا ألبعت الخواتي وألهل جوزي‬
‫‪ ..‬احنا جدورنا ممدودة في عروق العرب كلها‬
‫منصور‪:‬‬
‫كفاياكي جعجعة فاضية‪..‬كنتي قمر زمان ‪ ..‬دلوقتي بقيتي ورقة شجر ناشفة ‪ ..‬اي حبة ريح‬
‫يطيروها‪..‬بعدي من طريقي‬

‫الشيخ دياب يمنعه وينظر لقمر‬

‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫دي بتي يا كبيرة‪..‬وال ليكي حاجة فيها كمان؟!‬

‫اخوات أميرة يقيدوها ويجروها على األرض‪ ..‬تخفي قمر وجهها بكفيها‪..‬‬

‫يدهس االخوة النبات األخضر بأحذيتهم ‪ ..‬تخرج أميرة وهي تكنس األرض بقدميها‪..‬‬

‫أميرة‪:‬‬
‫حوشيهم عني يا خالة‪..‬حوشيهم عني يا خالة‬

‫تختفي أميرة واخوتها‪..‬تكشف قمر وجهها المغسول بالدموع‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪27‬‬
‫دار أميرة‬
‫‪-‬في غرفة أميرة نراها مربوطة في السرير وبجوارها تجلس خادمة تحاول اطعامها‪..‬أميرة تبعد فمها‪..‬‬
‫الخادمة‪:‬‬
‫كلي يا ست أميرة ‪ ..‬صحتك عدمت‬
‫يدخل الشيخ دياب الحجرة‪..‬تقفز الخادمة من السرير وتنطلق في اتجاه الخارج‪..‬‬
‫الخادمة‪:‬‬
‫الغدا جاهز يا سيد الناس‬
‫يتجاهلها وينظر إلى صمت ابنته‪..‬‬
‫الشيخ دياب ‪:‬‬
‫يا ريت تموتي وتريحينا‪..‬كنت شايف بعيني اللي هتعمليه فيا‪..‬قلت ألمك هللا يرحمها مش عايز‬
‫بنات‪..‬كفاية الرجالة‪. .‬قالت أل‪..‬لو كانت موجودة كانت شافت عمامتي البيضا اللي هتدوسيها يا‬
‫عايبة‪..‬‬
‫ويبصق عليها ويخرج‪..‬‬
‫‪-‬خارج المندرة تقف الخادمة في انتظار انتهاء الشيخ دياب وابناءه من األكل ونستمع معها إلى صوت نقاش‬
‫عال ممتزج بأصوات المالعق‪..‬‬
‫‪-‬داخل المندرة نرى أشقاء أميرة يلتفون حول الوالد وينهي اصواتهم المتداخلة‪..‬‬
‫الشيخ دياب ‪:‬‬
‫اخرس منك له‪..‬محدش هيلمسها‪..‬لو البت ماتت هنتفضح‪..‬والعار المكتوب هيسمع‬
‫يتذمر االخوة من أوامر األب‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪28‬‬
‫دار أميرة‬
‫أميرة ما زالت مقيدة في سريرها‪..‬وجهها شاحب‪ ..‬شعرها يسقط بجوارها‪..‬عينيها حمراء من الدموع‬
‫يقترب منها الدكتور الصعيدي ومعه ممرض صعيدي أيضا وهو يلتفت إلى والدها الشيخ دياب واخوتها‪..‬‬
‫الدكتور‪:‬‬
‫تالتة باهلل نبلغ عنكم الحكومة‬
‫يمسك مطاوع برقبة الدكتور فيبعده الشيخ دياب‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫اتجنيت يا ولد‪..‬الدكتور متعصب عالعيانة‬
‫يلتفت الشيخ دياب إلى الدكتور‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫خالص يا دكتور‪..‬اهدا انت واحنا نعالجوا بنتنا‬
‫يغلق الدكتور حقيبته‪..‬يتوسل إلى الشيخ دياب‪..‬‬
‫الدكتور‪:‬‬
‫يا راجل انت مفيش في قلبك رحمة‪..‬بنتك هتخلص بين ايديكم‪..‬وملهاش حل غير المستشفى‬
‫الممرض يتدخل لتكملة اقناع الشيخ دياب‪..‬‬
‫الممرض‪:‬‬
‫أيوة يا ابا الحاج‪..‬دي ممكن تعمل مصيبة‪..‬ممكن تجلع هدومها وتجري في الشارع‪..‬واذا كنت فاكر‬
‫انك حابسها أل‪..‬اللي في الحالة دي بيجيلهم ساعات قوة جبارة ممكن تكسر الحيطة دي‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫يبقى نقتلها‬
‫الممرض‪:‬‬
‫يا ولدي انت ما تعرفش حاجة عن عفاريت المجانين‪ ..‬انت ناسي بيت أبو موسى اللي محدش‬
‫عارف يدخله بفاله سنين؟!‬
‫ينظر الشيخ دياب إلى الدكتور يتفرس مالمح الصدق‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫ما عندكش حل غير المدعوكة دي؟‬
‫الدكتور‪:‬‬
‫ما هي كده كده محبوسة محدش بيشوفها‪..‬يعني ما حدش هيعرف انها في المستشفى‬
‫الممرض‪:‬‬
‫ولو ماتت هناك تبقى عفاريت المجنونة للمستشفى مالنا ومالها‪..‬ولو عاشت تبجى خليت مسئوليتك‬
‫ينظر الشيخ دياب إلى ابنته‪..‬يرى سيل الدموع في عينيها‪..‬تلمع عينيه في حيرة‪..‬يقف منصور أمامه‪..‬‬
‫منصور‪:‬‬
‫مالك‪..‬هندلدل نفسينا للدكتور؟!‬
‫يدفع الشيخ دياب منصور في صدره‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫اسكت خلي الدكتور يغورها للمستشفى‬
‫يلتفت الدكتور بود إلى وجه أميرة‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار – ليل ‪ /‬داخلي ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪29‬‬
‫فوتومونتاج‬
‫صحراء السادس من أكتوبر – منزل قمر‪ -‬سوق العتبة‬
‫يقف زكرى يرتدي جلباب صوف وعمامة بيضاء‪..‬يلتفت تجاه العمال وهم يحملون الطوب‪..‬‬
‫يلمح شاب يتراخي حتى يسقط من فوق كتفه الطوب‪..‬يندفع تجاهه زكرى‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ياد يا طري ما عارفشي تشيل الطوب يا حلبة يا شايل الطين على راسك؟!‬
‫يخلع جلبابه وسط التفاف العمال‪..‬ينحني وهو يوجه كتفه إليه‬
‫زكرى‪:‬‬
‫شيلني يا غشيم‬
‫يضع الشاب الطوب على كتف زكرى‪..‬يقف زكرى وهو يلتفت للشاب‬
‫زكرى‪:‬‬
‫عمرك ما تمشي من مكانك اال وانت حاسس انك ثابت بشيلتك‬
‫يقترب من الشاب‪..‬‬
‫الشاب‪:‬‬
‫خالص يا معلم زكرى‪..‬هشيل كويس‬
‫يضحك زكرى‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫وحياة أمك هخصم الشيل ده منك‬
‫يسير زكرى بالشيلة يصعد على سقالة في هدوء ويتجه في ثقة إلى العمارة العارية من الجدران‪..‬‬
‫يضع زكرى الطوب مكانه على األرض االسمنتية‪..‬بينما ينظر له العمال باعجاب‪..‬‬
‫‪-‬زكرى أمام العمارات التي يشيدها ويكتمل بناءها رويدا رويدا في لقطات متوازية مع منزل قمر الذي‬
‫يتناقص يوما بعد يوم‪..‬‬
‫‪-‬زكرى يطارد العمال لحثهم على البناء‬
‫‪-‬وقمر تطارد الصبية الذين يسرقون المنزل جدار وراء جدار وشباك وراء باب‪..‬‬
‫يتخلل هذه اللقطات لقطات أخرى لألشقاء جودة وضاحي وبكر وياسين وهم منهمكين كل في عمله‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪30‬‬
‫الهرم – المريوطية‬
‫ينزل جمال من سيارة ميكروباص يتجه إلى رصيف الشارع المطل على الترعة‪..‬‬
‫يتوقف جمال عند عربة فول حولها عشرات عمال البناء فيشيرون تجاه أرض فضاء على نفس الصف‪..‬‬
‫يتجه إليها جمال وهو يحمل حقيبة السفر‪..‬‬
‫األهرامات الثالث تظهر في خلفية قطعة أرض تتصدرها لوحات خشبية واعالن مكتوب عليه (باب الحجز‬
‫مفتوح)‬
‫على الرصيف ‪ 15‬رجال يجلسون تحت اليافطة يقترب منهم جمال‬
‫جمال‪:‬‬
‫سالمو عليكم‬
‫أصواتهم‪:‬‬
‫وعليكم السالم‪..‬أأمر‬
‫جمال‪:‬‬
‫عايز زكرى‬
‫يقترب منه أحدهم وهو ينفض جلبابه من التراب‪..‬‬
‫الرجل‪:‬‬
‫أأمر يا بلديات‪..‬احنا كلنا واحد‬
‫ينظر إلى اشارة الرجل تجاه الرجال الخمسة عشرة‪..‬‬
‫همام‪:‬‬
‫لو عايز تحجز‪..‬‬
‫يتدخل جمال في الحوار‪..‬‬
‫جمال‪:‬‬
‫أم زكرى بتموت‬
‫ينظر إليه الرجل في صمت‪..‬السيارات تمرق من خلفه‬
‫يمسك همام يد جمال ويجلسه على الرصيف‬
‫همام‪:‬‬
‫اشرب الشاي لحد ما أجيلك‬
‫ينطلق همام خلف اليافطة قاطعا بقدميه مساحة األرض الخالية‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪31‬‬
‫نهر النيل‬
‫صندل داخل مجرى النيل‬
‫صندل وسط النيل يسير على مهل‪..‬على سطحه أحجار الرخام‪..‬‬
‫يجلس ريس الصندل يدخن الجوزة وهو يطل على عمارات القاهرة الكبرى‪..‬يدخل الصندل تحت الكوبري‪..‬‬
‫داخل مخزن الصندل صناديق مسدسات‪..‬‬
‫يمسك زكرى بمسدس يفك جميع أجزاءه وهو ينظر إلى بعض الوجهاء الصعايدة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫المسدس ده أحسن من األلماني ‪9‬مم متعدد وميه ميه وبربع التمن الحقيقي‬
‫أحدهم‪:‬‬
‫بس برضه في اآلخر ده مسدس صوت‬
‫يصوب زكرى المسدس في وجه الرجل‬
‫زكرى‪:‬‬
‫بس احنا معدلينه بمعرفتنا وبيموت يا معلم سلطان‬
‫يشيح سلطان بيده ليجعل زكرى يبعد المسدس‬
‫سلطان‪:‬‬
‫ع البركة‬
‫يقلب زكرى الصندوق على الطاولة ‪ ..‬المسدسات تتراكم‬
‫زكرى‪:‬‬
‫دول خمسين طبنجة وحسابنا وصل‬
‫يبتسم زكرى لسلطان‬
‫زكرى‪:‬‬
‫تروحوا وترجعوا بالسالمة‬
‫سلطان‪:‬‬
‫مش ناوي تورينا وشك في الصعيد؟‬
‫يخفي زكرى تأثره وهو يصعد إلى سطح الصندل‪..‬‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪32‬‬
‫كورنيش النيل‬
‫الصندل يرسو على شاطئ النيل‪..‬يخرج زكرى من مخزن الصندل يتجه إلى شاطئ النيل‪..‬‬
‫ثم قبل أن يقفز يلتفت إلى ريس الصندل‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫وانت راجع هتكون حاجتك جاهزة‬
‫يشير الريس إلى زكرى بالتحية‪..‬‬
‫ريس الصندل‪:‬‬
‫ربك ستار يا زكرى‬
‫يصعد زكرى بقدميه على تل الشاطئ الطيني حتى يصل إلى الكورنيش‪..‬يفاجأ بوصول همم بسيارة بيجو‬
‫سبعة راكب‪..‬تقف السيارة ويهبط منها همام ويتجه ناحية زكرى ويقترب منه‪..‬‬
‫همام‪:‬‬
‫أمك عيانة يا زكرى‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مين قال؟‬
‫همام‪:‬‬
‫بلدياتك من البلد اسمه جمال‪..‬قاعد مستنيك في أرض المريوطية‬
‫يندفع زكرى تجاه السيارة التي يقودها همام‪..‬يجلس بجانبه‪..‬وتنطلق بهما السيارة إلى المريوطية‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪33‬‬
‫المريوطية‬
‫يندفع زكرى ليشق طريقه داخل األرض الفسيحة الترابية المسورة بحوائل االعالنات‪..‬‬
‫يتوقف أمام جمال‪..‬جمال ينظر إلى فزع زكرى‪..‬‬
‫جمال‪:‬‬
‫ما تخافش يا زكرى‪..‬أمك بس عايزة تشوفكم‬
‫يحدق زكرى في وجه جمال‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أمي رقدت من ميته يا جمال؟‬
‫جمال‪:‬‬
‫لما فاقت من غيبوبة السكر قالتلي خللي زكرى يلم اخواته وييجي‬
‫روحلها بسرعة يا عم زكرى‪..‬الحقها قبل ما تروح‬
‫زكرى (مفكرا)‪:‬‬
‫هتخربها بالد لو سافرتلها لوحدي‬
‫جمال‪:‬‬
‫عندك حق‪..‬أمك مستنية الكف يا زكرى‬
‫يشير جمال إلى كفه في قوة في وجه زكرى‪..‬يطرق زكرى بعينيه إلى األرض‪..‬ثم يسير وسط األرض‬
‫الخالية‬
‫يندفع شركاءه ال‪ 15‬يحيطونه‪..‬بينما يتابعه جمال من مكانه في قلق‪..‬يعود زكرى لجمال‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫خد واجبك يا جمال‬
‫جمال‪:‬‬
‫مسافر ميته؟‬
‫ينسحب زكرى دون أن يرد عليه ويركب سيارة بيجو ومعه همام السائق‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪34‬‬
‫الطريق الدائري‬
‫السيارة البيجو وبها زكرى وبجانبه السائق همام الذي يتحدث مع زكرى دون أن يلتفت له‬
‫همام‪:‬‬
‫ح تطلع على فين؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫على السوق‬
‫همام‪:‬‬
‫اخواتك كلهم هناك؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫اخواتي معادش ليهم مكان ‪ ..‬جودة وضاحي هجوا‪..‬وياسين سارح كل يوم في مولد‪..‬الوحيد اللي‬
‫يمكن أالقيه في السوق هو بكر‪..‬‬
‫همام‪:‬‬
‫وايه اللي حصل وصلكوا للفرقة دي؟!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫اللي حصل ال يتقال وال يتقري زي ما بيقولوا‬
‫همام‪:‬‬
‫وما حاولتش تلمهم قبل كده؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫سنين حايس وراهم‪..‬وسنة ورا سنة بيتوهوا مني أكتر‬
‫همام‪:‬‬
‫وأمكوا عملتوا معاها ايه؟‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪35‬‬
‫دار قمر‬
‫أمام دار قمر وفي حوش الدار تقوم قمر بفلح األرض برغم تقدم سنها‪..‬يأتي ضاحي فيهرع ناحيتها‪..‬‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫مش عايزة تريحي نفسك حتى واحنا في أجازة؟!‬
‫ويأخذ منها الفأس‪..‬‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫واهلل يا أمه بفكر ما أسافرش وأقعد معاكي‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫يا ولدي الزم تكونوا مستقبلكوا عشان ترجعوا تكملوا الدار‪..‬ومش بعيد على ربنا تشتروا حتة أرض‬
‫نتستر فيها‬
‫ضاحي يميل على رأس والدته يقبلها ثم يبدأ في ضرب األرض بالفأس بضربة تبدو أنها غير موفقة‬
‫قمر‪:‬‬
‫باين ايدك نعمت‬
‫ضاحي يبتسم‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫اللي علمته قمر مينفعش ايديه تنعم‪..‬بعدت شوية بس يا قمر‬
‫ويرفع الفأس ويهوى بها على األرض لتفلحها‪..‬تبتسم قمر ابتسامة رضا‪..‬يخرج زكرة ومعه ياسين وجودة‬
‫وبكر من الدار‪..‬زكرى يتجه ناحية والدته بينما يجلس ياسين وجودة وبكر على مصطبة الدار‬
‫جودة‪:‬‬
‫روح يا ياسين هاتلنا شوية خشب من على السطح نولع بيهم‬
‫يغادرهم ياسين بينما نرى زكرى منتحي بوالدته التي تخبط على صدرها‬
‫قمر‪:‬‬
‫يا لهوي‪..‬عايز تتجوز مجنونة؟!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أميرة مش مجنونة يا أمه‬

‫قمر‪:‬‬
‫أمال السرايا الصفرة اللي هيه فيها دي ايه؟!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫يا أمه أهلها اللي دخلوها عشان يخلصوا منها‬
‫قمر‪:‬‬
‫وح تتجوزها ازاي وهي في المستشفى؟!‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪36‬‬
‫مستشفى الصعيد لألمراض النفسية‬
‫ممرض يسحب أميرة من عنبر النزالء إلى حيث غرفته في جانب منزوي من المستشفى‪..‬‬
‫ويتلفت وراءه يمينا ويسارا‪..‬يدخل بها حجرة لنجد زكرى في انتظارها فترتمي أميرة في أحضانه‪..‬‬
‫ونجد معه مأذون وشخصين‪..‬‬
‫المأذون‪:‬‬
‫انتي عاوزة تتجوزي زكرى يا أميرة؟‬
‫تشير برأسها‪..‬‬
‫المأذون‪:‬‬
‫اقعدي يا بنتي‪..‬هات منديلك يا عريس‬
‫يخرج زكرى المنديل‪..‬‬
‫الممرض‪:‬‬
‫خلصوا بسرعة متودوناش في داهية‬
‫زكرى‪:‬‬
‫يال يا سيدنا‬
‫ويجلس زكرى أمام المأذون ويضع يده في يد أميرة المبتسمة ابتسامة لم نراها على شفتيها من قبل‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪37‬‬
‫ممر بالمستشفى – حجرة بالمستشفى‬
‫يسير الممرض بحرص ويتلفت يمينا ويسارا ليجد الطريق خالي فيشير لزكرى المختبئ ووراءه أميرة بأن‬
‫يسيرا نحوه‪..‬فيسيرا مسرعين ويدخال حجرة وراء الممرض الذي يغلق الحجرة بسرعة ويلتفت لهما‬
‫الممرض‪:‬‬
‫قدامكوا ساعتين‪..‬أنا ح أقفل عليكوا ‪ ..‬وأرجع أفتحلكوا تاني عشان تخرجوا‬
‫زكرى‪:‬‬
‫تشكر‬
‫ويمد زكرى يده في جيب جلبابه ويمسك رزمة نقود ويدسها في يد الممرض‪..‬‬
‫ينظر للنقود سعيدا ومرعوبا ويخرج مسرعا‪..‬‬
‫نرى زكرى يكشف الطرحة عن وجه أميرة‪..‬يسرح في عينها العميقة‪..‬تسرح في عينيه العاشقة‪..‬‬
‫تبتسم وهي تلمس ذقنه‪..‬يبتسم وهو يزيح الطرحة عن شعرها المجدول‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫لسه ريحتك زي ما هي‬
‫تغمض عينيها عندما يتشمم رائحتها‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫واهلل المسك داجج فيكي‪..‬كان العرق بجسمك عطر‬
‫تبتسم أكثر‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫جال بيقولوا اتجننتي‪..‬دا انتي تجنني بالد‬
‫يقترب منها‪..‬وينظر إلى محاسن وجهها وهو يمسح التعب تحت عينيها‪..‬‬
‫أميرة‪:‬‬
‫لمسة يدك يا زكرى وحشتني‬
‫زكرى‪:‬‬
‫يااه يا أميرة‪..‬أنا قلت صوتك خالص مش هسمعه غير م الماضي‪ ..‬أتاريكي يا ست الناس شايلة‬
‫صوتك لي‬
‫تفتح فمها باسمة وتضحك‪..‬يقوم زكرى باحتضانها‬
‫‪-‬في كوريدور المستشفى نرى الممرض يجيئ ذهابا وايابا ثم يتصنت على باب الحجرة الموجود بها زكرى‬
‫وأميرة ثم يعود للذهاب واإلياب في قلق‬
‫‪-‬داخل الحجرة يقوم زكرى بارتداء مالبسه وكذا أميرة تهندم نفسها‬
‫أميرة‪:‬‬
‫خالص كده يا زكرى ح تمشي وتسيبني للويل ده لوحدي!!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ما تقوليش كده يا ست الستات‪ ..‬ح أنطلك كل شوية لغاية ما تزهقي مني وليكي عل أرتبلك طريقة‬
‫أخرجك بيها من هنا وأبنيلك دار وتمليها عيال‬
‫بابتسامة خجلة‪..‬‬
‫أميرة‪:‬‬
‫عايز أول عيالنا ولد وال بنت؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أنا عايز بنت شبهك وأسميها قمر‬
‫أميرة‪:‬‬
‫أول مرة أشوف صعيدي عايز يخلف بنت!‬
‫زكرى (بأسى)‪:‬‬
‫عايز قمر تعيش‬
‫وبروح دعابة مرة أخرى‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫بس عايز الباقي والد‪..‬فاهمة؟‬
‫تبتسم أميرة‪..‬‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪38‬‬
‫غرفة زكرى‬
‫يدخل زكرى مندفعا غرفته وعالمات الغضب تسيطر عليه ويفتش في حقيبة جلد مهترئة‪..‬يقف جودة ينظر‬
‫إلى شقيقه في صمت‪..‬بينما نرى كل من بكر وضاحي موجودين في ركن الغرفة وياسين يقف في الخارج‬
‫يطل من الشباك على اندفاع أخيه‪..‬يخرج زكرى ألفين جنيه من الحقيبة‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫منين دول ياله؟!‬
‫جودة‪:‬‬
‫حشيش‬
‫يرميهم في الحقيبة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫عايزين نبطله‬
‫جودة‪:‬‬
‫متخافش‪..‬يدوبك الزبون بيشربه عندي‪..‬متخافش أنا مش صغير‬
‫يمسك زكرى بتالبيب جودة‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫لو اتسجنت هقتلك‪..‬انت الزم تبقى سليم‪ ..‬عايزين نرجع لقمر زي ما احنا مينقصش منا حد‬
‫جودة‪:‬‬
‫ما انت قتلت ومتسجنتش‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أنا عملت كده‪..‬عشان صاحب الشيلة موجود وهيشيل‪..‬مين بقى اللي يشيلها بدالك لو اتمسكت؟‬
‫ينفض جودة يد أخيه‪..‬‬
‫جودة‪:‬‬
‫لو اتمسكت انت بالسالح ح أتمسك أنا بالحشيش‬
‫يمسك زكرى مرة أخرى بتالبيب أخيه‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫هقطعك يا جودة لو اتمسكت‬
‫ويلتفتان على صوت من شباك الغرفة‪..‬‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫سالموا عليكوا يا معلم زكرى‬
‫يترك زكرى جودة ويتجه للرجل بينما يلتفت لياسين‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫اعملنا شاي يا ياسين‬
‫‪-‬في الخارج نرى زكرى على المصطبة أمام الغرفة ويوجد معه عم يونس وفي يد زكرى صورة للرجل الذي‬
‫رآه وهي طفل صاعدا الجبل لقتل أبيه‪..‬‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫انت متأكد انه هو؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أيوة يا عم يونس‪..‬ده اليوم اللي ما بحلمش بيه بفكر فيه عشان ما أنساش شكله‬
‫يقطع حديثتهما مجيء ياسين بصنية عليها شاي‪..‬نالحظ أن زكرى يوقف عم يونس عن الحديث عندما يقترب‬
‫ياسين الذي يضع الصنية وينظر بارتياب إلى الحديث الدائر ويغادرهما‪..‬‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫ايه‪..‬هو اخواتك مش ح ييجوا معاك ياخدوا بتار أبوهم؟!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫اخواتي ملهمش صالح بالحكاية دي يا عم يونس‪..‬ده تاري وأنا اللي ح أخلصه‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫بس يا ابني دول برضه‪..‬‬
‫زكرى (مقاطعا)‪:‬‬
‫ال يا عم يونس‪..‬األمانة دي بتعتي‪..‬ولو حد ح يدفع تمنها يبقى أنا وبس‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫عموما انت حر‪..‬أنا مرتبلك كل حاجة‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪39‬‬

‫أرض زراعية ‪ -‬طريق قطار الصعيد ‪ -‬دار قمر‬


‫فارس يمتطي جواده يأتي من عمق أرض زراعية في لقطة مهيبة وعليها نسمع‪..‬‬
‫صوت عم يونس‪:‬‬
‫القطر من محطة البداري لمحطة الغنايم بيهدي خالص عشان بيكون في قطر مقابله‪ ..‬وبيعملوا مع‬
‫بعض تحويلة‪ ..‬في الحتة دي ح يقف القطر حوالي خمس دقايق‪..‬في الوقت ده الزم تكون خلصت كل‬
‫حاجة‬
‫نكتشف أن الفارس هو زكرى ‪ ..‬الذي يسابق الريح بمحاذاة قضيب القطار‪..‬ونكتشف أن السائق بجواره عم‬
‫يونس الذ يتلفت قلقا يداريه خلف سكينة تسمح له بأن يداري تآمره وال يفتضح‪..‬يقوم بغمز كمسري بجانبه‬
‫ليتجه لخارج الكابينة‪..‬يصل زكرى عندما يتوقف القطار تماما يهبط مسرعا من جواده ويتجه لباب احدى‬
‫العربات وفي يديه مدفع آلي (رشاش) ليجد الكمسري الذي كان منذ قليل مع عم يونس يقف أمام الباب فيقوم‬
‫بتهديده بمعني اذا لم يفتح الباب سيطلق رصاص مدفعه عليه فيمثل الكمسري الرعب ويقوم بفتح الباب ليدخل‬
‫زكرى ويوجه مدفعه للركاب الذين تنتابهم حالة من الهلع‪..‬يحاول زكرى أن يهدأ من روعهم ويدقق في‬
‫مالمحهم حتى يصل إلى منتصف العربة باحثا عن الرجل المراد قتله فاذا به يجده لنرى أنه نفس الرجل الذي‬
‫قابله زكرى في صباه وهو نازل الجبل‪..‬‬
‫نجد ركاب كثيريون يرفعون أيديهم لألعلى‪..‬‬
‫زكرى يلحظ أن رجل بجانب الشخص المراد قتله يحاول اخراج مسدسه فيباغته بطلقة واحدة في يده ليقع‬
‫المسدس على أرضة العربة‪..‬‬
‫ثم نرى زكرى يوجه حديثه للركاب المحيطين بالرجل المراد قتله‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أنا مش ح أموت حد فيكوا‪..‬وسعوا شوية أنا عايز ده‬
‫ويشير على الرجل‪..‬‬
‫الرجل‪:‬‬
‫ليه هو انت تعرفني‪..‬هو أنا عملتلك حاجة؟!‬
‫بالفعل نرى الرجال يتفرقون من حول هذا الرجل ويتكوم كل واحد في ركن‪..‬‬
‫على الفور يقوم زكرى باطالق رصاص مسدسه عليه‪..‬‬
‫نتهي المهمة وينسحب زكرى لخارج العربة اذا بعسكري شرطة يأتي من العربة األخرى متسحبا ويصل‬
‫أمامه فيقفز زكرى لخارج العربة بينما يطلق العسكري طلقة تصيبه في جسده‪..‬‬
‫على التوازي نرى عم يونس يشير للسائق بأن يتحرك بالقطار‬
‫السائق‪:‬‬
‫مش نشوف فيه ايه؟‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫اطلع بسرعة‪..‬ده باين ارهابيين‪..‬يال بقولك‬
‫يتحرك القطار ليحمي زكرى من تواصل اصابة جسده برصاص العسكري‪..‬زكرى يتحامل على ألمه يسرع‬
‫في المزارع ممتطي جواده ويهرب داخل الزراعات‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪40‬‬
‫دار قمر‬
‫القمر مكتوم تحت الغيوم ال يظهر‪..‬قمر نائمة على فراش فوقها السماء مخيفة‪..‬ألوان الكآبة تغلف المكان‪..‬نور‬
‫من بعيد خافت أصفر اللون ال مصدر له‪..‬تتسمع قمر أصوات خافتة‪..‬تتلفت‪ ..‬تحاول القيام وتبحث يدها عن‬
‫عصا‪..‬تعتدل وتمسك بالعصا وتنادي على كلبها‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫بو‪..‬يا بو‪..‬يا بو‬
‫ال نرى الكلب في الحوش‪..‬تتحرك‪..‬تنظر إلى الجدار الطيني المهدم‪..‬تتشمم رائحة تخصها‪..‬تلمع‬
‫عينيها‪..‬تتحرك تجاه أروقة أوالدها‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫مين؟‪..‬مين؟‪..‬القط‪..‬مين؟ زكرى؟‪..‬بكر؟‪..‬القط؟‪..‬ضاحي؟‪..‬ياسين؟‪!!..‬‬
‫تتوقف أمام غرفة زكرى‪..‬تقترب‪..‬تضرب بالعصا باب الغرفة بيدها المرتعشة‬
‫قمر‪:‬‬
‫زكرى‪..‬يا واد يا زكرى‪..‬‬
‫تصدر أذنها‪..‬تحاول أن تسمع األصوات الخفيفة‬
‫قمر‪:‬‬
‫زكرى!!‬
‫تتوقف أمام باب زكرى‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫زكرى‪...‬‬
‫تشعر باالحباط‪..‬حتى يأتي صوت كلبها من داخل الغرفة فتضرب الباب وتنهر الكلب‬
‫قمر‪:‬‬
‫تدخل غرفة ذكرى يا أبو الكلب يا عفش؟!‬
‫تفتح بعصاها الباب‪..‬وتفاجأ بجسم زكرى ممدود‬
‫قمر‪:‬‬
‫مين؟؟!!‬
‫يلتفت إليها زكرى وهو يخفي اصابته‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ولدك يا أم زكرى‬
‫تقف على عتبة الباب ترمقه بعينيها‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫زكرى!!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫زكرى يا أم‬
‫تقترب وهي ما زالت ال تدخل‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫اطلع‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مقدرش‬
‫قمر‪:‬‬
‫أبوك معودني مدخلش عليكم واصل‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ابنك فيه جرح‬
‫تبتلع ريقها‬
‫قمر‪:‬‬
‫شامة الريحة من بدري‪..‬ريحة أبوك وجدك‪..‬كلهم صبوا الدم صب‪..‬اللي مات مات‪..‬واللي الدم قفل‬
‫وجرحه لم عاش‬
‫زكرى‪:‬‬
‫الطلقة ساكنة والدم بياكل جتتي‬
‫تلتفت وتستدير‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫رايحة وين يا أم؟!‬
‫تستدير حول نفسها‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫رايحة أدور على بن‬
‫زكرى‪:‬‬
‫كيف تالقي بن والبيت مسروق؟!‬
‫قمر‪:‬‬
‫إال البن يا واد‪..‬وهللا شاياله لجرحك يا ولدي من سنين‬
‫زكرى يرقد والدماء تسيل من تحته‪..‬ينظر إلى قمر من مكانه وهو يظهر من تحت الغيوم‪..‬‬
‫تقترب قمر تحمل منقد يزيد ضوء النار وجهها مهابة حتى يختلط على الرائي كونها رجل أم أنثى‪..‬‬
‫تضع المنقد بالقرب من زكرى الذي يشعر بالرهبة‪..‬‬
‫تجلس بجواره على األرض تنظر إليه وهي تحرك السكين في منقد النار وترمق وجه ابنها‬
‫قمر‪:‬‬
‫قتلته؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫قتلته‬
‫قمر‪:‬‬
‫وهللا أبوك حكالي كيف طلعت القطر وكيف خليت الخسيس رمة‪..‬وكيف يا ولدي طهرت دمك‬
‫بدم‪..‬كان خايف عليك‪..‬قالي حضري البن يلم جرح الكبير‬
‫تنظر إلى ابنها‪..‬يغيب زكرى عن الوعي‪..‬تخرج السكين‪..‬تكشف عن جرحه‪..‬يصرخ زكرى‪..‬يصرخ الكلب‬
‫بجواره فتضربه ليخرج من الغرفة‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫بعد يا بو‪..‬ابني شايل ومحملش‪..‬البن يعدل مزاجه‬
‫يتمتم زكرى‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫وهللا ما أعرف قمر أمي وال أبوي‪..‬وهللا ما أعرف قمر أمي وال أبوي‬
‫تخرج الرصاصة من لحمه ‪ ..‬يغيب زكرى عن الوعي ‪ ..‬تضع البن على كفها‪..‬تدفسه داخل جرحه‪ ..‬تنظر‬
‫إلى ابنها‪..‬تتمايل في حزن ‪..‬‬

‫قمر‪:‬‬
‫معرفاش أبكي وال أزغرد‪..‬خدت بتار أبوك يا زكرى‪..‬وسترت أمك‬
‫تمسح عرق جبين زكرى الذي ينهمر كالماء من بين أصابعه‪..‬‬
‫‪-‬يشرق نور الفجر‪..‬ترقد قمر نائمة في رواق زكرى‪..‬‬
‫بمجرد أن يتحرك رأس زكرى ويرتجف جفنه ترفع قمر رأسها إلى ابنها تتأمل شفائه‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪41‬‬
‫مستشفى األمراض النفسية بالصعيد‬
‫يخرج الطبيب من وراء الستارة المخفية وراءه أميرة ويتجه للمدير الجالس في انتظار الكشف‪..‬‬
‫المدير (بلهفة)‪:‬‬
‫هه؟‬
‫الطبيب‪:‬‬
‫فعال حامل‬
‫يخرج المدير ووراءه الطبيب وبعض الممرضين في اتجاه مكتب المدير‪..‬‬
‫وفي الكوريدور المدير تقريبا يحدث نفسه بصوت عالي‪..‬‬
‫المدير‪:‬‬
‫يا خبر أسود‪..‬يا خبر أسود‪..‬ده أهلها هيهدوا المستشفى ع اللي فيها‪..‬مش بعيد يهدوا البلد كلها‬
‫الطبيب‪:‬‬
‫وايه بس اللي يعرفهم يا دكتور‪..‬احنا نعلمها عملية اجهاض وال من شاف وال من دري‬
‫المدير‪:‬‬
‫مش عايزني بس أتستر على جريمة عايزني كمان أرتكب جريمة تانية؟!‬
‫‪-‬في مكتب المدير نرى الممرض الذي رأيناه مع زكرى وأميرة أثناء كتب الكتاب‪..‬‬
‫يقف أمام المدير ومعه مجموعة الممرضين‬
‫الممرض‪:‬‬
‫يا فندم ممكن يكون مريض هو اللي عمل كده معاها‬
‫المدير‪:‬‬
‫وانتوا كنتوا فين‪..‬الكل هيتحول للنيابة‪..‬حتى أنا ح أقدم نفسي للحكومة‪..‬بنات الناس تنصان حتى لو‬
‫مجانين‬
‫ممرض يتقدم بتلعثم‪..‬‬
‫ممرض (‪:)1‬‬
‫أنا عارف مين اللي عمل كده‬
‫المدير (بلهفة)‪:‬‬
‫قول‬
‫يشير على الممرض الذي رأيناه مع زكرى وأميرة‬
‫الممرض‪:‬‬
‫أنا؟!‬
‫ممرض (‪:)1‬‬
‫أيوة أنت‪..‬انت الوحيد اللي كنت بتختلي بيها في ورديتك‬
‫الممرض‪:‬‬
‫أل يا بيه‪..‬طالما الموضوع كده أنا هقول على كل حاجة‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪42‬‬
‫دار أميرة‬
‫مدير المستشفى يجلس وسط الشيخ دياب وأبناؤه‪..‬‬
‫مدير المستشفى‪:‬‬
‫أنا مش بتنصل من المسئولية‪..‬أنا مسئول‪..‬واللي انتوا عايزين تعملوه فيا ليكوا حق فيه‪..‬‬
‫أنا ح أبلغ الحكومة عشان كل واحد ياخد جزاؤه‪..‬أنا بس قلت أقولكم األول عشان متفكروش اني‬
‫رحت أتاحمي بيها‪..‬أنا صعيدي وبعرف األصول يا شيخ العرب‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫احنا هنبعت ناخد بنتنا‪..‬ومش عايزين حد يشم خبر‪..‬ال حكومة وال أهالي‪..‬واللي لسانه هينطق كلمة‬
‫هنقطعه‬
‫ويقف الشيخ دياب عند آخر جملة فيقف بالتبعية كل األبناء ومعهم مدير المستشفى‪..‬ينظر األبناء كل لآلخر‬
‫ويبدو أن الشر يتطاير من عيونهم‪..‬يشير لهم منصور بالخروج فيخرجون مسرعين وراءه‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫خد يا ولد انت وهو‪..‬خد يا ولد‬
‫ال يسمع كالمه أحد‪..‬يلتفت للدكتور‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫ح أبعت معاك عويس يجيب البت‪..‬روح انت يا دكتور‬
‫ويلتفت للبحث عن طاقية يخفي با رأسه فال يجد‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫هاتي العمة يا بت‬
‫يخرج الدكتور ويهرع والد أميرة ناحية دوالبه يخرج منه طبنجة ويسرع خارجا‪..‬‬
‫بينما تناوله الخادمة العمامة التي يلبسها‪..‬تخرج وراء الخادمة‪..‬‬
‫‪-‬أمام باب الدار‪..‬يتجه الشيخ دياب إلى حصانه األسود‪..‬تسند الخادمة كفها ليصعد عليه الشيخ دياب‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫تقدري عالحمل يا بت؟‬
‫الخادمة‪:‬‬
‫تطلع على راسي يا بوي وال نأنش‬
‫يصعد الشيخ دياب بقدمه على كفي الخادمة ويصعد على حصانه ويسرع به‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪43‬‬
‫موقف سيارات سرفيس ‪ -‬الطريق الزراعي ‪ -‬دار أميرة‬
‫أصوات متعالية ومتداخلة من موقف السيارات التي يصل إليها الشيخ دياب‪..‬‬
‫بحصانه يسأل أحد األشخاص يشير له بيده‪..‬‬
‫الشخص‪:‬‬
‫لسه طالعين حاال بعربية مخصوص‪..‬خدها خرامي من هنا ممكن تلحقهم‪..‬‬
‫يسرع الشيخ دياب من شوارع جانبية حتى يصل للطريق الزراعي األساسي‪..‬‬
‫بالفعل يرى قدوم سيارة بها أوالده ويتوقف بحصانه أمامهم‪..‬وتتوقف السيارة بصعوبة شديدة ونرى من أثر‬
‫زحف السيارة على الرصيف بفعل الفرامل‪..‬‬
‫يخرج األوالد من السيارة والشرر يتطاير من عيونهم‬
‫‪-‬في دار أميرة نرى الشيخ دياب أمام أوالده وسط المندرة‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫نقتل ابن القط من هنا وجذوره تطلع علينا تاكلنا من هنا‪..‬انتاو فاكرين زكرى فرعه مايل‪..‬‬
‫دي شجرته عريضة جدرها مادد في سابع أرض‪..‬لو أكلتوا زكرى الفرع الضعيف هتالقوا الدم‬
‫بيحمي الطين‬
‫ينظر عباس ألبيه‪..‬‬
‫عباس‪:‬‬
‫سمعنا الكالم ده كتير‪..‬محدش فينا شايف من زكرى واخواته غير قمر أمهم الست الخرفانة اللي‬
‫بيسرقوا بيتها قدام عينيها وهي بتصرخ‪..‬مالك يا أبوي كبرت وال ايه؟!‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫ما تقول خرفت كمان‪..‬ما أنت قليل الرباية‬
‫يقوم مطاوع من مكانه ويقف في مواجهة أبيه‪..‬‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫اسمع يابا تار أختي مسئوليتي‪..‬أنا ال اتجوزت وال عندي عيال‪..‬أنا خارج ومش هعاود اال بتارها‬
‫واياك حد يراجعني‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫اقعد يا ولد‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫مش قاعد‪..‬رايح دلوقتي‬
‫ويشرع بالخروج والشيخ دياب يحدثه أثناء خروجه‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫لو خطيت العتبة هضربك بالنار‬
‫ال يبالي مطاوع أثناء ذلك يقوم الشيخ دياب باخراج مسدسه ويقوم بضربه في قدمه برصاصة تطرحه أرضا‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫فجر ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪44‬‬
‫قرية الكوامل‬
‫شوارع ‪ -‬دار قمر ‪ -‬دار أميرة‬
‫اخوة أميرة يمشون مسرعين في شوارع القرية‪..‬‬
‫منصور‪:‬‬
‫الموضوع ده الزم نخلص منه قبل ما أبوكوا يرجع‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫هو أبوكوا هيرجع امتى؟‬
‫منصور‪:‬‬
‫تلت أربع أيام ‪ ..‬مش هيتأخر أكتر من كده‬
‫عباس‪:‬‬
‫أنا بعت مرسال ليونس في المحطة وزمانه وصل‪..‬وعمك يونس ميتوصاش‪..‬طيران هيبلغ زكرى‪..‬‬
‫يصلون أمام دار قمر ويقتحموها ويخرجون وهم يحملون قمر من يديهم‪..‬يجرونها على التراب‪..‬قمر تنظر لهم‬
‫في صمت‪ ..‬تتحامل‪..‬‬
‫‪-‬يربط أشقاء أميرة قمر في شجرة وحيدة بالقرب من الجبل المطل على القرية‪..‬‬
‫عباس‪:‬‬
‫خلي زكرى يفكك يا قمر‬
‫قمر تنظر في تحامل وصبر تجاه جبل مساخة‬
‫‪-‬أميرة ما زالت مقيدة في سريرها تتلفت في جنون نحو شباك الغرفة‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪45‬‬
‫محطة مصر‬
‫مخزن‬
‫يعبر زكرى من فتحة سور قديم وهو يندفع داخل مخزن القطارات‪..‬يتجاوز قضبان حديد تفرش أرض بها‬
‫أعشاب صفراء وخضراء‪..‬مساحة كبيرة مفروشة بعربات تالفة من القطارات القديمة‪..‬يتوقف زكرى أمام‬
‫عربة‪..‬يدق على بابها الحديد‪..‬يد عم يونس تغلق باب الغرفة المهملة المكان والشكل بعد دخول زكرى‪..‬يجلس‬
‫عم يونس داخل عربة القطار المفروشة بمرتبة عريضة عليها مخدة وبطانية وكرسيين من كراسي القطارات‬
‫وطاولة عليها موقد كيروسين بعين واحدة وأكواب وبعض األطباق‪..‬يقدم عم يونس الشاي لزكرى‪..‬‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫تعبت يا ولد من اللفلفة؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫وهللا اللي تاعبني هناك يا عم يونس‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫البنت جننوها يا زكرى‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ال يا عم يونس‪..‬أميرة سليمة‪..‬هي بس ندرت صوم عن الكالم فافتكروها اتجننت‪..‬بس على هللا ما‬
‫يجننوهاش بجد‪..‬روحت المستشفى أشوفها قالولي أهلها خدوها البلد‬
‫ينظر إليه عم يونس بتفحص‪..‬‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫محدش هناك قالك حاجة؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫حاجة زي ايه؟‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫مرتك حامل يا زكرى‬
‫يقف زكرى متهلال ويقوم بالرقص واللف حول نفسه‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫يا سعدك يا زكرى‪..‬افرحي يا قمر هيجيلك حفيد‬
‫ينظر له يونس بأسى‪..‬‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫اقعد يا زكرى‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أقعد ازاي يا عم يونس‪..‬ده أنا جرجشت الطين عشان اليوم ده‬
‫يصمت يونس وبعد برهة يدرك زكرى أن هناك شيئا ما لم يسأل عليه‪..‬‬
‫فيجلس أمام يونس وينظر وتقف الكلمات على لسانه‪..‬‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫حصل اللي خايفين منه يا زكرى‪..‬أهل أميرة عرفوا بكل حاجة‬
‫زكرى (بذعر)‪:‬‬
‫عملوا فيها حاجة؟‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫أل ‪ ..‬حبسينها بس ‪ ..‬بس عملوا في أمك‬
‫زكرى (بذعر أكبر)‪:‬‬
‫أمي؟!!‬
‫‪-‬أمام المخزن يخرج زكرى مسرعا ووراءه عم يونس‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫خد اخواتك معاك يا زكرى‬
‫زكرى‪:‬‬
‫اخواتي ملهمش صالح بالحدوتة دي‪..‬‬
‫عم يونس‪:‬‬
‫يا ابني ح يبهدلوك لو لوحدك‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أحسن ما يبهدلوا حد من اخواتي‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪46‬‬
‫قرية الكوامل ‪ -‬دار أميرة‬
‫زكرى ينزل من سيارة أجرة مرسيدس جاز‪..‬يسير على قدميه وسط الليل وأصوات الكالب والتعالب‪..‬‬
‫يده تقبض على شومة يضرب بها أعناق الكالب‪..‬يصعد فوق تبة رملية‪..‬تظهر بيوت القرية أمامه‪..‬ينزل تجاه‬
‫القرية ‪..‬‬
‫‪-‬يصل أمام منزل أميرة ليرى قمر مربوطة بشجرة ‪ ..‬يغمض عينيه‪..‬يتماسك‪..‬ينتبه إلى نوم غفير بالقرب من‬
‫الشجرة‪..‬يندفع بالشومة يضرب رأس الغفير‪..‬تفتح قمر عينيها المتعبة النائمة‪..‬ترى ابنها يستدير نحوها‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫زكرى‪..‬بعد عنهم يا ولدي‪..‬‬
‫يفك قيودها‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫بعد يكفيك شرهم‪..‬بعد يا زكرى ورحمة ابوك‬
‫يفك قدمي أمه‪..‬يقبلهما ويمسح عليها التراب ويبكي‪..‬أبواب دار شيخ البلد تفتح ‪ ..‬ينتبه زكرى إلى كشاف‬
‫وخلفه أهل الدار‪..‬يحمل أمه ليبعدها‪..‬يجري زكرى بأمه‪..‬يجري اخوان أميرة يحيطونه‪..‬تنزل قمر من فوق‬
‫ذراع ابنها‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أمي كبيرة يا واد منك ليه‬
‫منصور‪:‬‬
‫الخدم مالهم ومال الكبار؟!‬
‫يرفع منصور العصا‪..‬يحمي زكرى وجهه بالشومة‪..‬يتكالب عليه الجميع‪..‬صوت زجاج يتهشم‪..‬‬
‫يلتفت يرى وجه أميرة وهي تهشم شباكها‬
‫منصور‪:‬‬
‫هم اقفل على المجنونة‪..‬مين فك قيدها؟!‬
‫يجري مطاوع إلى الدار بينما يجر منصور وعباس جسم زكرى الذي يشيح تجاه أمه باالبتعاد‬
‫زكرى‪:‬‬
‫روحي يا امه‬
‫‪-‬داخل دار أميرة يقوم منصور وعباس بجر زكرى إلى الداخل بينما يقوم مطاوع بالدخول على أميرة التي‬
‫فكت قيدها لربطها فتقوم بمقاومته فيقوم بضربها بكرباج موضوع في ركن الحجرة‪ ..‬وتبدو قسوة هائلة في‬
‫ضربها‪..‬‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫وهللا ألقطع خبرك‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مرتي حامل يا كافر‬
‫ويحاول احتضان أميرة‪..‬ينقض عباس بعصى غليظة من الخلف على رأسه ليقع مغشيا عليه‪..‬‬
‫‪-‬زكرى ما زال مغمى عليه ولكن مقيد بالحبال في صحن الدار وقمر تجلس على األرض باكية ال حول لها‬
‫وال قوة‬
‫منصور‪:‬‬
‫عايزين نخلص من المصيبة دي‪..‬أبوك راجع الليلة‬
‫قمر‪:‬‬
‫خايفين من أبوكوا ومش خايفين من ربنا؟!‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫اكتمي يا ست انتي‬
‫يفيق زكرى من اغماءته ليجد نفسه مربوطا وحوله اخوة أميرة وأمه الباكية‪..‬‬
‫يحاول التخلص من قيوده ولكن يبدو أنها مربوطة باحكام‪..‬منصور يلكزه بفوهة البندقية في صدره‬
‫منصور‪:‬‬
‫طلقها يا رمة‬
‫عباس يدفعه بقبضة يده‪..‬‬
‫عباس‪:‬‬
‫انطق‪..‬علي الحرام لو ما نطقت لطخك‬
‫مطاوع يهرع إلى حجرة أميرة ويفك الحبل المربوط في السرير وطرفه اآلخر في ساق أميرة ويقوم بجرها‬
‫على األرض ويرميها أمام زكرى ويصوب مسدسه لجسد أميرة‪..‬‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫لو ما نطقتش حاال ح أفرغ الطبنجة فيها‬
‫ينظر زكرى بأسى وال يستطيع أن ينطق بالطالق‪..‬وفجأة يحضر الشيخ دياب لينظر ويرى الحال على ما هو‬
‫عليه فينطلق في اتجاه أبناءه ويصفع من يقف في طريقه فيتحداه مطاوع ويقف حائال بينه وبين زكرى‪..‬‬
‫مطاوع‪:‬‬
‫بص يابا‪..‬زكرى محدش هيفكه اال لما يطلق أختي‪ ..‬وراس أبويا لو ما طلقها ودلوقتي ال أكون طخه‬
‫وطاخخها وعشان أريحك ح أطخ نفسي يابا‬
‫الشيخ دياب يزيح مطاوع ويقف أمام زكرى‪..‬‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫طلقها يا بني وريحهم‪..‬العيال في قلوبهم غل ونار مش هتتطفي‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ح أطلقها يابا الحاج ‪ ..‬ح أديهم اللي يخصهم‪..‬بس اللي في بطنها يخصني‪..‬لو حد قربله ح أقلب‬
‫البيوت ترب‬
‫الشيخ دياب‪:‬‬
‫ابنك ما حدش ح يقربله يا زكرى‪..‬أنا ضامن‬
‫زكرى‪:‬‬
‫بنتك طالق‬
‫مالمح أميرة تتحول من الرعب إلى مالمح باهتة ال لون لها وتبدأ في الشرود وتنسحب هادئة إلى حجرتها‬
‫وكأن شيئا لم يحدث‬
‫‪-‬في حجرة أميرة تصحو من نومها مذعورة وبصرخة هائلة تحضر على اثرها الخادمة لتجدها في هيستيريا‬
‫أميرة‪:‬‬
‫انتي مين‪..‬أمي فين؟!‬
‫الدمعة تنساب على خد الخادمة التي تدرك أن أميرة جنت تماما‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪47‬‬
‫دار أميرة‬
‫أميرة تضع مولودها في حجرها وال تدري ماذا تفعل حيال صراخه‪..‬‬
‫تدخل عليها الخادمة وتمصمص شفايفها شفقة عليها وتقوم باخراج صدر أميرة بيدها وتلقمه للطفل الذي‬
‫يصمت على الفور‪..‬تنظر أميرة باندهاش لها ثم بابتسامة سعادة لوليدها‪..‬يدخل األب فينظر لها وفي عينيه كل‬
‫األسى المقيم فيقوم بفك الحبل ورميه من الشباك وسط ذهول الخادمة‪..‬بينما يرى أن أميرة ال تدري ماذا يفعل‬
‫وال تقوم بأي رد فعل تجاه ما فعله‪..‬لنرى دمعة في عينيه ويخرج على الفور‪..‬‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي ‪ -‬خارجي‬ ‫مشهد ‪48‬‬
‫دار قمر‬
‫قمر وسط حوش بيتها تفلح البيت الطيني على ضوء القمر‪..‬تضرب بفأسها وهي تلتفت إلى ونيس بيتها الكلب‬
‫الضعيف الذي يجري في أرجاء البيت‪..‬قمر تغني موال صعيدي عن الغربة ‪..‬يلتفت الكلب نحو باب البيت‬
‫وعينه تلمع من صوت الباب‪..‬تترك قمر فأسها‪..‬تلتفت‪..‬ترى الباب يفتح والكلب يجري إلى زكرى الداخل‬
‫يحتضنه‪..‬بينما تراقب قمر زكرى فتراه وحده يدخل ويغلق الباب خلفه فترفع قمر عينيها إليه في غضب‬
‫وتبتعد عنه‪ ..‬يندفع عنها بينما تدعي االنشغال بفالحة الطين‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مالك يا أم زكرى‪..‬كسرتي بخاطري‪..‬عملت ايه أنا يا أم الرجالة؟!‬
‫وهي منحنية تمسك بالفأس‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫ضيعت والدي يا زكرى‪..‬جاي تهزلي طولك‪..‬جاي مدلدل‪..‬جاي كيف الحرامي فرداني؟!‬
‫يندفع خطوة إليها ثم يتوقف في حيرة‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ده الهم فوق راسي من يوم ما مات أبويا‪..‬شايل اخواتي في قلبي كيف ما انتي شايالنا في قلبك‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫كداب‪..‬عيالي سيبتهم أمانة معاك‪..‬سيبتهم يفلتوا من ايديك وانت عمال تجري ورا الفلوس اللي عمت‬
‫قلبك‪..‬فاكر الفلوس ح توصلك ألميرة‪..‬أهل أميرة عمرهم ما ح يحبوك وال ح يقبلوك وسطيهم يا‬
‫أعمى البصر والبصيرة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫يا امه اسكتي أبوس الطين اللي تحت رجليكي‪..‬‬
‫ويهرع لتقبيل يد أمه التي ترفض‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫سيبيني أقبل ايديكي يمكن أخف والدم يسير ما ينفجرش‪..‬‬
‫أنا بحب اخواتي كيف ما بتحبيهم‪..‬وبخاف عليهم زي ما انتي بتخافي عليهم‪..‬وعمري ما عرضتهم‬
‫لخطر‪..‬يوم ما والد دياب هانوكي جيت لوحدي أتهان بدالك من غير حد من اخواتي يعرف وال‬
‫يحس‪..‬عديت وحدي وخدت بتار أبويا ورجعت منصاب‪..‬محدش منهم شال الهم معايا وال طبطب‬
‫على جرحي‪..‬كنت بولعها بالد لو حد منهم اتخدشله ضافر‪..‬دلوقتي بقيت أنا اللي ضيعتهم‪ ..‬وكتير‬
‫عليا اني أرجع محتاج حضن أمي‪..‬كتير علي أرتاح ساعة وأنا نايم جنبك‪..‬كتيم يا أم؟!‬
‫قمر‪:‬‬
‫ملكش راحة عندي من غير عيالي يا كبير‪..‬الدار دي متدخلهاش من غير كف قمر اللي انت ضيعته‪..‬‬
‫ينظر لها زكرى بأسى ثم ينسحب ويتركها‪..‬‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪49‬‬

‫الهرم ‪ -‬شارع األزهر ‪ -‬سوق العتبة‬


‫أصوات صادرة من الكاسيت بينما نرى زكرى بجانب همام‬
‫همام‪:‬‬
‫على كده بقى هما بيزوروها؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫كل واحد منهم بيروحلها لوحده بتطرده ‪..‬كنت بستنى من العيد للعيد‪..‬أوصل بلدنا وأفضل واقف‬
‫عالمحطة لغاية ما أتأكد انهم جم واحد ورا التاني وبعدين أدخل عليها وأعمل ان احنا جايين مع‬
‫بعض‪..‬بس عمرها ما صدقتنا‬
‫همام‪:‬‬
‫ياه‪..‬أم دي صعبة قوي!!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫قمر‪..‬مفيش زي قمر‬
‫‪-‬السيارة تقترب من سوق العتبة وتتوقف وهبط منها زكرى ويترك همام‬
‫زكرى يصل أمام غرفته يجدها مغلقة من الخارج بقفل‪..‬نرى جاره تجلس أمام المنزل المقابل‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ازيك يا أم محمد؟‬
‫الجارة‪:‬‬
‫ازيك يا زكرى‪..‬برضه مش موجود يا ابني‪..‬وهللا وما لك عليا حلفان‪..‬كل مرة جيتله فيها لما رجع‬
‫كنت بقوله‬
‫زكرى‪:‬‬
‫المهم هو هنا وال فين؟‬
‫الجارة‪:‬‬
‫زي العادة‪..‬غطسان‪..‬بيغطس بيغطس بس بيظهر‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مفيش حد من اخواتي بيزوره؟‬

‫الجارة‪:‬‬
‫مفيش غير بكر كل فين وفين يجيله وما يلقهوش‬
‫يتجه زكرى للمغادرة‪..‬‬
‫الجارة‪:‬‬
‫تعالى يا ابني ارتاحلك شوية‬
‫زكرى‪:‬‬
‫متشكرين‬
‫‪-‬يقترب زكرى من بوابات سور العتبة‪..‬البوابات حديدية مغلقة‪..‬ينظر من بين قضبان البوابات‪..‬‬
‫يلمح عجوز يستند على عصا يغط في نومه في ركن خلف األبواب الحديدية‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫افتح يا بسطاويسي‬
‫يفتح بسطاويسي عينيه‪..‬يدق على عصاه‪..‬يبصق المضغة التي بين أسنانه‬
‫بسطاويسي‪:‬‬
‫بجالك سنين مجتش يا زكرى‪..‬قال أمك ماتت صح يا زكرى؟‬
‫يضرب زكرى في عصبية سلسلة الحديد المربوط بها البوابة الحديدية ‪ ..‬لتصدر صوتا منفرا‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫قوم افتح‬
‫يهب عم بسطاويسي تجاه البوابة يفتحها ويدخل زكرى‬
‫بسطاويسي‪:‬‬
‫عارفك جايب الشر في رجليك‬
‫زكرى يتجاوز عمال صعايدة على رصيف السوق ينامون‪..‬يتجاوز دكان الجزارة المغلق وفرشة الدواجن‬
‫يضعون في صدور ووراك الفراخ ابر متصلة بخرطوم مياه‪..‬ال يلتفت إليهم زكرى‪..‬يضحك العمال وهم‬
‫يضعون االبر داخل الفراخ ببرود‪..‬وهو يلتقط أنفاسه أمام نصبة عم سوستة الذي يقف خلف النصبة عينيه‬
‫تائهة يفتح فمه وهو يهتز بنشوة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أالقي جودة فين يا سوستة؟‬
‫يتراجع عم سوستة خطوة‪..‬‬
‫عم سوستة‪:‬‬
‫أي‪..‬قومي يا بنت الكلب‬
‫تحبو فتاة شوارع في العشرين من عمرها تخرج من خلف النصبة تستقيم بينها وبين عم سوستة النصبة‬
‫الفتاة‪:‬‬
‫هات عشرة جنيه أتعشى يا عم سوستة‬
‫يعطيها النقود بود شديد‪..‬‬
‫عم سوستة‪:‬‬
‫خدي يا بت بس ابقي تعالي بدري عايزك تغسليلي هدومي‬
‫تبتسم الفتاة وهي ترتدي بنطلون بيجامة وفي ايقاع راقص تتمايل الفتاة ضاحكة‬
‫الفتاة‪:‬‬
‫يا سوستة بيه ‪ok‬‬
‫يبتلع عم سوستة آخر رشفة من كوب الشاي‪..‬يخطف منه زكرى الكوب‬
‫زكرى‪:‬‬
‫جودة فين يا سوستة؟‬
‫سوستة‪:‬‬
‫اسأل عليه الواد مرسي هو اللي عارف طريقه‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أالقي مرسي فين؟‬
‫سوستة‪:‬‬
‫مرمي في الغرزة كل يوم‪..‬بس النهاردة سافر البلد وراجع بكرة‬
‫يلتفت زكرى للمغادرة ولكنه يستدير‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ايه المولد اللي شغال دلوقتي يا سوستة؟‬
‫سوستة‪:‬‬
‫مفيش دلوقتي موالد‪..‬مولد الحسين هيبدأ بعد يومين‬
‫يتجه زكرى لخارج قهوة سوستة‪..‬يصل زكرى أمام محل العصير ويسأل الصبي‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫بكر فين؟‬
‫الصبي‪:‬‬
‫في مشوار ح يغيب أد تالت أربع ساعات‬
‫زكرى‪:‬‬
‫طب لما يرجع قوله أخوك زكرى جالك و ح أعدي عليك تاني‬
‫الصبي‪:‬‬
‫أؤمر‪..‬اشرب حاجة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫شكرا‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪50‬‬
‫شوارع القاهرة ‪ -‬الطريق الزراعي ‪ -‬دار قمر‬
‫يركب زكرى بجوار همام وتنطلق السيارة البيجو في زحام القاهرة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ح نطلع على المنصورة نجيب ضاحي األول‪..‬ضاحي لو معايا أعرف ألم بقية اخواتي‬
‫همام‪:‬‬
‫هو أنت روحت لضاحي هناك قبل كده؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫روحتله مرة أصالحه وأرجعه‪..‬ودماغه ناشفة زيهم كلهم‬
‫‪-‬في الطريق الزراعي نرى زكرى وهو ينظر إلى عالمات الطريق ليرى الفتة مكتوب عليها (المنصورة ‪30‬‬
‫كيلو)‬
‫‪-‬في غرفة قمر بدارها تقف النساء حول قمر الراقدة في غيبوبة وهي تهذي‪..‬‬
‫قمر‪:‬‬
‫كده يا ياسين توسخ هدومك؟!‬
‫آه يا قط‪..‬الزم أحج‪..‬النبي جاني وناداني‬
‫سيدة (‪:)1‬‬
‫أنا بقول نجيبلها الحكيم‬
‫أم جمال‪:‬‬
‫هيعمل ايه الحكيم تاني؟‬
‫سيدة (‪:)1‬‬
‫أهو نعمل اللي علينا‪..‬واللي ربنا رايده يكون‬
‫قمر تواصل هذيانها وسط مصمصة شفايف السيدات‪..‬تفيق قمر فجأة وتفتح عينيها‬
‫قمر‪:‬‬
‫وين رجالتي‪..‬زكرى وضاحي وبكر وياسين؟!‬
‫وتذهب مرة أخرى في غيبوبة‪..‬تلتفت احدى السيدات‬
‫أم جمال‪:‬‬
‫الولية نسيت جودة‪..‬روحي يا بت جيبي الحكيم‬
‫‪-‬تصل سيارة زكرى إلى شاطئ البحيرات ويهبط منها زكرى‪..‬يقف أمام المعدية في انتظار مركب يقله‪..‬‬
‫‪-‬زكرى داخل أحد المراكب وسط مساحات هائلة من المياه تتخللها أشجار ولون أخضر وعلى بعض الجوانب‬
‫نرى مساكن عشوائية‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪51‬‬
‫كورنيش النيل ‪ -‬قسم الشرطة‬
‫زحام شديد على شاطئ المنيب‪..‬زكرى يشق طريقه بين الناس‪..‬‬
‫يفاجأ بأفراد الحكومة تهبط من صندل الخال رفعت ومعهم مجموعة من الرجال المقبوض عليهم والمربوطين‬
‫بالكالبشات منهم رفعت‪..‬‬
‫يتعمد رفعت أال ينظر تجاه زكرى‪..‬‬
‫يختفي رفعت داخل سيارة الشرطة ومعه الرجال المقبوض عليهم‪..‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪51‬أ‬
‫قسم الشرطة‬
‫يقف زكرى أمام غرفة الحجز بالقسم ينظر تجاه رفعت‬
‫زكرى‪:‬‬
‫تشكر يا خال على كل اللي عملته معايا‬
‫رفعت‪:‬‬
‫متجيش تاني يا زكرى‪..‬خليك بعيد يا ولدي عن الحكومة وحواديتها وأهي جت سليمة‪..‬بس أحلف على‬
‫كتاب ربنا انك ما تعاود للصندل تاني‪..‬خللي بالك على اخواتك يا زكرى‬
‫ينظر إليه زكرى في امتنان‪..‬‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪51‬ب‬
‫فندق العتبة‬
‫أصوات مختلطة أغاني مصرية وسودانية في ميدان العتبة‪..‬‬
‫مبنى الفندق بتصميمه االنجليزي الفخم‪..‬مساحته خرافية‪..‬يسكنه السودانيين‪..‬‬
‫يسير زكرى تحت بواكي الفندق‪..‬يتجاوز دكاكين الشنط الصيني والمستورد‪..‬‬
‫يحمل زكرى الشوال الممتلئ بحمله في صعوبة‪..‬يمر بين فتارين الباليستيشن وأجهزة الصيني وفتارين‬
‫تصليح النظارات‪..‬‬
‫أصوات متداخلة‪:‬‬
‫تغير عملة يا عمدة‪..‬يا معلم‬
‫يتوقف زكرى أمام األسانسير الذي يصل ويفتح بابه ليجده مليء بالكراتين والبضائع ويهبط منه أحد العمال‪..‬‬
‫أحد العمال‪:‬‬
‫معلم زكرى‪..‬صباح الفل‬
‫يتجه زكرى إلى درجات ساللم الفندق وينظر باقتضاب لموظفي االستقبال وهم يتحدثون‬
‫على يمين السلم الفسيح نرى بعض التريالت صوماليات وسودانيات بأزيائهن المعروفة المزركشة‪..‬‬
‫أحد األصوات‪:‬‬
‫هات كراتين المخزن معاك وعلب الكومبيوتر وشاشات التلفزيونات‬
‫آخر‪:‬‬
‫ما تنساش تقفل المخزن ياله‬
‫يصعد الدور األول‪..‬نرى الممر الضخم شبه مظلم ومزدحم‬
‫يصعد الدور الثاني‪..‬يسير في ممر مظلم فسيح‬
‫يخرج من الحمام العمومي‪..‬بالممر عجوز يضع مالبسه على كتفه ويسير بمالبسه الداخلية البيضاء‪ ..‬يسرع‬
‫متجاوزا غرف مفتوحة على عائالت سودانية‪..‬كثير من الغرف مغلقة بأقفال ضخمة‬
‫زكرى يضع الشوال بجواره أمام غرفة مغلقة بقفلين‪..‬يخرج من جيبه المفاتيح‬
‫يضع مفتاحه داخل القفل األول ثم يبحث عن مفتاح القفل الثاني ويضع مفتاحه ليفتح باب الغرفة‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪25‬‬
‫فندق العتبة‬
‫غرفة زكرى‬
‫سرير صغير وسط غرفة فسيحة جدا‪..‬سقف عالي ال أثر للون جدرانها الفخمة‬
‫على السرير يضع الشوال‪..‬يخرج منه مسدسات صوت‪..‬يلتفت لصوت خبط على الغرفة لها ايقاع معين‬
‫ينظر زكرى إلى ساعة يده‪..‬يرفع وجهه تجاه باب الغرفة‪..‬يتجه لفتح الباب‪..‬‬
‫يجخل الحداد الشاب وفي يده شوال آخر‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫كويس انك جيت بسرعة‬
‫الشاب‪:‬‬
‫يظهر الحكومة شمت خبر‪..‬كبسوا على كل المخارط وفتشوها‬
‫يخرج زكرى المواسير من شوال الشاب ويتفحصها ويومئ برأسه بمعنى أنها جيدة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫كويس انك نفذت بشوية المواسير دي‪..‬تاخد حسابك وتنزل دلوقتي واوعى تظهر تاني‪..‬ال أعرفك وال‬
‫تعرفني‬
‫الشاب يضع النقود في جيوبه ثم يتجه إلى باب الفندق ويختفي‪..‬‬
‫بينما يضع زكرى المواسير داخل شوال المسدسات ويحمل الشوال ويخرج من الغرفة‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪53‬‬
‫سوق العتبة‬
‫ضاحي يفرغ جوال البطاطس فوق عربة الكارو‪..‬‬
‫يمسك بكر يد الكارو يستعد لدفعها خارج المخزن والممر والسوق‪..‬‬
‫يفاجأ ضاحي بزكرى يحمل الشوال يتجه به إلى ضاحي‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مساء الفل يا ولد أبوي‪..‬يا ابني سيبك من الغلب ده وتعالى اشتغل معايا‪..‬هللا يرحم أبوك‪..‬كان فارس‬
‫بيركب أجدع خيل في الصعيد كله‪..‬وانت بتجر عربية بدل حمار‪..‬يا واد ده انت ابن الجمل والناقة‬
‫ينظر إليه بكر‪..‬‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫ما عدش يليق علينا خيول وجمال‪..‬احنا يا دوب على أد الحمير‪..‬ايه اللي انت شايله ده؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫حديد‪..‬حديد مباني‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫حطه على العربية بدال ما هو تقيل كده‬
‫تلمع عين زكرى‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫لحسن يزنق البطاطس بتعتك‪..‬أقولك‪..‬ارميهم في مخزن الكارو‬
‫يضع زكرى الشوال الممتلئ بالمسدسات داخل مخزن عربة الكارو (صندوق أسفل العربة بين عجلتي‬
‫العربة)‪..‬يدفع ضاحي عربة الكارو بصعوبة فيساعده زكرى‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫ايه ده‪..‬تقيل ليه كده؟!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫حديد‪..‬مش بقولك حديد‬
‫يدفع ضاحي وزكرى الكارو خارج المخزن إلى ممر السوق‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪54‬‬
‫بوابة سوق العتبة‬
‫يسير ضاحي بجوار زكرى‪..‬يخرجان بالكارو من بوابة السوق الحديدية‪..‬‬
‫يرفع ضاحي يديه بالتحية لصاحب دكان على باب السوق يبيع الفاكهة‪..‬‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫صباح الفل يا حاج محمد‬
‫يرفع الحاج محمد يده في هدوء باسما يحرك رأسه في تواضع مؤمن‬
‫محمد‪:‬‬
‫صباح الفل يا ضاحي‪..‬روح يا ابني ربنا يسلم طريقك‬
‫يلتفت ضاحي لزكرى‪..‬‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫تعرف لما الحاج محمد بيصبح علي‪..‬بعرف ان ربنا هيسلم‬
‫يهز زكرى رأسه بال اكتراث‬
‫زكرى‪:‬‬
‫عايز أشرب شاي عند سوستة عقبال ما الوقت يعدي‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫زكرى‪..‬هتسيب لي الحديد بتاعك المتى؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫المغرب هعدي عليك آخده‪..‬سالم‬
‫يتقدم ضاحي بالكارو خطوة ثم يتوقف يلتفت لزكرى‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫مش ناوي تصالح ياسين بقى؟‬
‫يلتقط زكرى أنفاسه‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أخوك له روقه يا ضاحي‬
‫يختفي زكرى في لمحة بينما يكمل ضاحي طريقه تجاه شارع محمد علي‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪55‬‬
‫شارع محمد علي‬
‫حركة الشارع عادية‪..‬مارة وزبائن يتجولون على جانبي الشارع حيث يفرش الباعة بضاعتهم (خضار‬
‫وفاكهة)‪..‬تقتحم عربة البلدية تعديات الباعة على جانبي الرصيف‪..‬تتوقف سيارة البلدية الضخمة وسط‬
‫الشارع‪..‬‬
‫يلمح أحد الباعة اقتراب البلدية منهم‪..‬يحمل شوال الليمون يهرول به في شوارع جانبية‬
‫الليمون يسقط على األرض‪..‬‬
‫يرفع ضاحي وباقي الباعة رؤوسهم في فزع‪..‬يدفعون عرباتهم الكارو بعيدا في شوارع جانبية‬
‫يهرول رجال البلدية خلفهم‪..‬يصطدم ضاحي بحجر يوقف الكارو‪..‬‬
‫يلحق به موظفو البلدية‬
‫أحد الموظفين‪:‬‬
‫امسك بتاع البطاطس ده‪..‬هات العربية‬
‫يحاول ضاحي دفعهم وهو يترجاهم‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫سيبوني‪..‬أنا لسه طالع‪..‬دي ساعة اصطباحة هللا يخرب بيتكم‬
‫تتوقف سيارة البلدية بالقرب من كارو ضاحي‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪56‬‬
‫غرزة سوستة ‪ -‬شارع محمد علي‬
‫موقد الفحم تتصاعد منه النيران‪..‬يجلس زكرى وجودة ظهرهما للموقد‬
‫بينما يقف سوستة يرتدي قميص مزركش شيك على بنطلون ترننج أزرق‬
‫زكرى‪:‬‬
‫آه لو تسمع كالمي وتسيب المخروبة دي وتيجي تشتغل معايا‬
‫جودة‪:‬‬
‫ماليش في الخطر بتاعك‬
‫يلتفت زكرى تجاه نصبة الغرزة حيث يسمع سوستة وهو يدفع فتاة بعيدا والفتاة تحاول اقتحام النصبة‬
‫فتاة الشارع‪:‬‬
‫بس‪..‬هاخد حاجة شيالها من امبارح بالليل‬
‫ينظر لها جودة‪..‬‬
‫جودة‪:‬‬
‫هو انت كنت هنا بالليل وال ايه يا مزة؟‬
‫فتاة الشارع‪:‬‬
‫مالكش دعوة‪..‬وال طلعلك لسان دلوقتي يا سي جودة عشان أخوك جنبك؟‬
‫يندفع جودة ليضربها وهي تجري‪..‬بينما يضحك سوستة وهو يقترب من زكرى‬
‫سوستة‪:‬‬
‫هات شاي على بوسطة للمعلم زكرى يا وله‬
‫أصوات الشباب‪:‬‬
‫البلدية ياله‪..‬البلدية جاية وهللا العظيم شايفهم طالعين‬
‫يلتفت زكرى في فزع إلى نهاية الممر‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أجيلك وقت تاني يا سوستة‬
‫سوستة‪:‬‬
‫يا جدع أقعد‬
‫يستدير زكرى في سرعة لينطلق خارج الممر‬
‫زكرى‪:‬‬
‫معلش بعدين‬
‫يتابعه جودة وهو يختفي خارج سوق العتبة‬
‫‪-‬في شارع محمد علي‪..‬يشق زكرى طريقه بين الباعة حتى يصل إلى سيارة البلدية‪..‬‬
‫يجد الكارو فوقها وبجوارها شقيقه ضاحي‪..‬يلمح ضاحي توتر زكرى‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫زكرى‬
‫ينتبه زكرى إلى وقوف شقيقه بجوار الكارو‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫تحب أنزلك الحديد بتاعك؟‬
‫يدي زكرى ترتفع في عصبية‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أل أنا هروح البلدية وأستناك‬
‫تنطلق سيارة البلدية تحمل عربات الكارو وأصحابها‪..‬‬
‫يقف ضاحي بجوارها يحيط بالبطاطس التي تسقط من فوق السيارة على األرض‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪57‬‬
‫عابدين‬
‫مكتب البلدين ‪ -‬أمام مخزن البلدية‬
‫مكاتب شبه مظلمة متجاورة ‪ ..‬يقترب زكرى من صول عجوز‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫هما هيتأخروا؟‬
‫الصول‪:‬‬
‫هيحطوا العربيات في مخازن البلدية‬
‫زكرى‪:‬‬
‫طب اعملي محضر تصالح‬
‫الصول‪:‬‬
‫الزم باسم صاحب الكارو‬
‫يدخل موظفي البلدية المكاتب‪..‬‬
‫الصول‪:‬‬
‫أهم جم‬
‫ينتبه زكرى إلى زحام خارج المكتب فيندفع للخارج‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ضاحي‪..‬ضاحي‬
‫يدخل ضاحي بصحبة زكرى إلى الصول‬
‫زكرى‪:‬‬
‫يال اعمل المحضر بقى يا عم الصول‬
‫يمسك ضاحي يد شقيقه‪..‬ينظر إلى الفزع على مالمح زكرى‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫ماتخافش يا خوي‪..‬احنا متعودين على كده‬
‫هاعمل محضر واخد العربية بس استريح انت بره‬
‫يفاجأ ضاحي بعين زكرى تتسع في عصبية‬

‫زكرى‪:‬‬
‫اعمل اللي بقولك عليه‪..‬المغرب قرب‪..‬أنا مش فاضي‬
‫‪-‬ينتبه زكرى على عصبيته فيلتقط أنفاسه لهيدئ نفسه‬
‫زكرى‪:‬‬
‫قصدي عايزين نتغدى سوا‪..‬انت عارفني لما بجوع‬
‫يهز ضاحي رأسه في ارتياب‪..‬‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫خلصني يا حضرة الصول‬
‫يخرج الصول دفتر المحاضر‪..‬‬
‫الصول‪:‬‬
‫طب هاتلي البياعين من بره بالمرة‬
‫يندفع ضاحي للباعة‬
‫صوت ضاحي‪:‬‬
‫يال يا اخونا خلونا نخلص ونلحق النهار اللي ضاع‬
‫يندفع الباعة الجائلين إلى داخل المكتب بينما يخرج زكرى خارج المكتب المزدحم‬
‫‪-‬أمام بوابة مخزن البلدية يقف زكرى وضاحي يمسك بوصل المصالحة‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫الوصل أهه يا باشا عايز أستلم الكارو بتاعتي‬
‫يفتح الصول البوابة التي تخفي مساحة ضخمة بال سقف تمتلئ بالعربات والفتارين‪..‬‬
‫يحاول زكرى االندفاع للداخل فيحجزه الصول‬
‫الصول‪:‬‬
‫واحد بس يدخل‬
‫ينظر ضاحي إلى شقيقه يطمئنه‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫أنا عارف عربيتي يا زكرى متقلقش‬
‫داخل مخزن البلدية نرى ‪ ..‬مساحة ضخمة ليس لها سقف‪..‬يسير ضاحي بين عربات وفتارين (خضار‪-‬فاكهة‪-‬‬
‫موازين‪-‬فشار)‪..‬وبين صناديق لعب األطفال وكراتين مالبس زاهية لألطفال‪..‬يصل ضاحي إلى الكارو‬
‫الخاص به‪..‬يتفحص ضاحي العربة‪..‬يجد قليل من البطاطس على سطح الكارو‪..‬ينظر إلى مخزن الكارو يدخل‬
‫يده‪..‬يخرج شوال زكرى‪..‬يتردد في فتح الشوال‪..‬يفتح الشوال‪..‬يخرج مسدس من داخله‪..‬يدخل في فزع يديه‬
‫إلى داخل الشوال‪..‬يبتلع ريقه ويغلق الشوال يخفيه داخل مخزن الكارو‪..‬يضرب على صدره اللذي يخفق‬
‫بسرعة ليوقفه ثم يتجه إلى بوابة المخزن الحديدة وينزلق أحد المسدسات من الشوال ليسقط على األرض وال‬
‫يلمح ذلك ضاحي ولكننا نرى أحد موظفي البلدية قد لمح‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪58‬‬
‫شوارع عابدين ‪ -‬أمام قسم الشرطة‬
‫يسير ضاحي يدفع الكارو في صمت‪..‬بجواره زكرى ينتبه إلى شروده‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مالك؟‬
‫ضاحي (باقتضاب)‪:‬‬
‫ماليش‬
‫يوقف زكرى الكارو بجوار رصيف الشارع‬
‫زكرى‪:‬‬
‫اطمنت عليك‪..‬هاخد الشوال وأمشي‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫أنا شفت البلوة اللي معاك في مخزن الكارو‬
‫يتوقف زكرى‪..‬يتجه نحو ضاحي وهو يحمل الشوال‬
‫زكرى‪:‬‬
‫عملية وتروح لحالها عايزين نرجع البلد مليانين مش أي كالم‬
‫ويهم بفتح بفتح مخزن العربة ألخذ الشوال وفجأة يلتفتان على صوت سارينة بوليس‬
‫تتوقف سيارة الشرطة خلفهما‪..‬يهبط ضابط مسرعا ويحدثهما‬
‫الضابط‪:‬‬
‫العربية دي بتاعت مين؟‬
‫يبلع ضاحي وزكرى ريقهما سويا‪..‬‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫بتاعتي يا بيه‬
‫الضابط‪:‬‬
‫هاتوه هو والعربية‬
‫وبالفعل ينفذ الجنود األمر وسط حالة من الهلع تنتاب زكرى وضاحي‬
‫‪-‬أمام قسم الشرطة تتوقف سيارة الشرطة وبها ضاحي مقبوضا عليه ويدلف إلى القسم‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪59‬‬
‫قسم شرطة عابدين ‪ -‬قهوة عابدين ‪ -‬نيابة عابدين ‪ -‬أمام غرفة زكرى‬
‫يخرج زكرى من القسم وبصحبته محامي‬
‫المحامي‪:‬‬
‫مالهاش حل‪..‬كده البساه البساه‬
‫ويلمع في ذهنه فكرة‬
‫المحامي‪:‬‬
‫إال اذا‬
‫زكرى‪:‬‬
‫قول‪..‬‬
‫المحامي‪:‬‬
‫لو مسدسات الصوت لوحدها دي قضية خايبة‪..‬بيع سلعة بدون ترخيص‪..‬ودي حلها بسيط‪..‬يبقى‬
‫القضية في المواسير‪..‬لو خفيناها ومحضر الشرطة ثابتها القصة كلها تطلع فشنك‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ونخفيها ازاي؟‬
‫المحامي‪:‬‬
‫هو ده اللي بفكر فيه‬
‫‪-‬على قهوة بحي عابدين يجلس زكرى والمحامي ومعهم أحد األشخاص‬
‫المحامي‪:‬‬
‫ليه مش عايز تفهم يا عم سيد‪..‬‬
‫المسدسات هي أصل الحرز وعارفين لو نقصت حتة منها انت تروح في ستين داهية‪..‬‬
‫احنا عاوزين شوية مواسير ملهمش دعوة بالقضية وال بالحرز‪..‬زي الماسورة دي‬
‫ويريه ماسورة صغيرة‬
‫الشخص‪:‬‬
‫والمواسير دي بتاعت ايه؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫كانوا محطوطين غلط في الشوال‪..‬دول بتوع زبون ميكانيكي وعملنا فيلم عشانهم وهما ميسوش نكلة‬
‫الشخص‪:‬‬
‫ال يا عم دي برضو فيها مسئولية‬
‫المحامي‪:‬‬
‫وال مسئولية وال حاجة‪..‬واذا حد بصلك بصة بحق ‪ ..‬وبعدين عيب أنا مش ح أوديك في داهية احنا‬
‫عشرة عمر‬
‫يمد زكرى يده برزمة نقود‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ودول حالوتك‬
‫الشخص‪:‬‬
‫ايه ده؟!‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ايه‪..‬حالوة‬
‫يريل الرجل على النقود‬
‫‪-‬في مكتب وكيل نيابة عابدين يقف أمام وكيل النيابة ضاحي وزكرى والمحامي‬
‫زكرى يقدم ورقة لوكيل النيابة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ودي فاتورة يا باشا بالمسدسات‬
‫وكيل النيابة‪:‬‬
‫انت بتشتري كمية المسدسات ليه؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫يا باشا احنا صعايدة كل ما أروح البلد قرايبنا يطلبوا حتتين صوت يضربوا بيهم في األفراح‪..‬منظرة‬
‫يعني‬
‫المحامي‪:‬‬
‫وزي ما هو ثابت عند ساعدتك في محضر الشرطة ان الحرز فيه مواسير مسدسات حقيقي‪..‬وسعادتك‬
‫شفت بنفسك ان الحرز مفهوش‬
‫‪-‬في قسم الشرطة نرى الضابط الذي قبض على ضاحي يقف أمام زكرى والمحامي وضاحي بالكالبشات في‬
‫صحبة عسكري‬
‫والشخص الذي اتفق معهم في اللعب باألحراز يقف منروي في ركن مطأطئ الرأس ويوجه الضابط حديثه له‬
‫الضابط‪:‬‬
‫مش عاوز تقول ادوك كام‬
‫الشخص‪:‬‬
‫وهللا يا بيه ما أعرف حاجة عن الموضوع ده‬
‫الضابط‪:‬‬
‫ابقى قول بقى الكالم ده في المحاكمة العسكرية‪..‬بقى تضيع مستقبلك ومستقبل عيالك عشان شوية‬
‫فلوس يا رمة؟!‬
‫ويلتفت الضابط لضاحي‬
‫الضابط‪:‬‬
‫فاكر انك نفدت‪..‬أنا بقى مش حسيبك وأنا وراك والزمن طويل‪..‬روح يا ابني اكشف عليه‪..‬ولو‬
‫معليهوش حاجة اعمله افراج‬
‫يخرج زكرى والمحامي وضاحي متهللين‬
‫‪-‬خارج القسم يخرج ضاحي بصحبة زكرى والمحامي ونرى جودة وياسين وبكر في انتظارهم‪..‬ينطلق االخوة‬
‫ويحتضنون ضاحي‬
‫‪-‬أمام غرفة زكرى نرى ضاحي حامال شنطة هاندباج على كتفه ويسرع في الخروج ووراءه زكرى يحاول‬
‫ايقافه‪..‬ولكنه يمتنع ويبدو أنه في قمة عصبيته المكتومة وعندما تتعدد محاوالت ايقافه‪..‬يقف بحدة وبحسم‬
‫ويدفع زكرى بكلتا يديه بقوة تجعله يترنح للخلف‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫ارجع يا زكرى‪..‬ملكش صالح بيا‪..‬من النهاردة انت في طريق وأنا في طريق‪..‬وحد هللا بيني وبينك‬
‫لغاية ما ترجع عن اللي انت ماشي فيه‬
‫ويلتفت ضاحي ويغادره‪..‬بينما نرى باقي االخوة جودة وبكر وياسين أمام الغرفة وعلى وجوههم عالمات‬
‫األسى‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪60‬‬
‫مالحات ‪ -‬الطريق الزراعي‬
‫زكرى ما زال في طريقه بالمركب وسط البحيرات‪..‬يصل المركب للشاطئ اآلخر ويهبط منه زكرى‬
‫في حديقة موالح زكرى يترحك بين األشجار وينظر إلى المدى‬
‫يصل زكرى إلى حيث ضاحي ويراه يقرب الفأس في األرض بعزم ‪ ..‬يرفع ضاحي رأسه ويمسح عرق جبينه‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫عايز مني ايه يا زكرى؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أمك عيزانا يا ولد أبوي نلم بعضنا ونروحلها‬
‫ضاحي (بذعر)‪:‬‬
‫أمي مالها يا زكرى؟‬
‫يصمت زكرى‪..‬‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫ماتت؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫رقدت وعايزة تشوفنا‬
‫يرقد ضاحي في األرض الخضراء‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫دي رقدة موت يا زكرى أنا عارف‬
‫ثم تبدأ الدموع تظهر في عينيه‪..‬يشيح بوجهه عن زكرى‬
‫قدمي ضاحي تغوص في الطين بين أحواض الزرع‪..‬يسير خلفه زكرى‬
‫فتغوص قدماه هو اآلخر ويلتصق حذاؤه باألرض‬
‫ضاحي يضرب بالفأس داخل األرض بشكل عشوائي ويبكي وهو يخفي وجهه‬
‫يخلع زكرى قدميه وهو يحمل حذاؤه‪..‬ويحدث ضاحي نفسه على شكل عديد النساء في الصعيد‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫اتعافيتي على نفسك كتير يا قمر‪..‬طول عمرك تسقينا وريقك ناشف‪..‬تطعمينا وتقولي شبعانة‪..‬تزجينا‬
‫ننزل مصر ونسيبك‪..‬ورقدتي يا قمر‪..‬رقدت يا قلب أخضر‪..‬محدش شربك مي‪(..‬وينظر لزكرى) كنا‬
‫فين يا كبير واحنا محملين عليها وساكتين‬
‫يقترب زكرى من ضاحي ويمسك بيده ويوقف ضربات الفأس العشوائية‬
‫زكرى‪:‬‬
‫كنا بنجري على لقمة العيش عشان منموتش من الجوع‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫وشبعت اياك‪..‬كبرت كرشك ومسألتش قمر بردانة وال الشمس كلت وشها‪..‬قمر جعانة وال المرض‬
‫هرس كبدها‪..‬أهي رقدت قمر‬
‫زكرى‪:‬‬
‫اسكت هللا يحرقك انت بتكلم جلد ميت يا أخي؟‬
‫أمك هي اللي كانت عيزانا ننزل مصر ونسيبها‪ ..‬أمك قرصت كفي وقرأت الفاتحة وحلفت ما أعاود‬
‫اال وكفها مليان‪..‬مكانتش تعرف ان نار المدينة بتكوي القلوب قبل ما تخطيها‪..‬مكانتش تعرف ان‬
‫مصر واسعة وهتتوهنا عن بعض ‪ ..‬دلوقتي بقى زكرى السبب في كل مصيبة‪..‬زعالن من زكرى‬
‫أوي‪..‬طز في زكرى‪..‬اعتبروا زكرى مات‪..‬محدش فيكم راح ليها ليه؟ محدش فيكم زارها وقال أقعد‬
‫مع أمي شوية‪ ..‬طردت كل واحد فيكوا مرة‪..‬وايه يعني محاولتوش تاني ليه‪..‬مجمعتوش بعض‬
‫وزرتوها ليه؟ انت أول واحد تخليت عن أمك‪..‬تقدر تقولي سايبها وبتعمل ايه هنا؟ قاعد بتزرع أرض‬
‫غيرك والخير لغيرك!‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫هو مين اللي سيبني األرض وخالني سريح على عربية بطاطس‪ ..‬هو مين اللي ورطني مع الحكومة‬
‫وقال معلش قمر ملهاش دخل في اللي حصلنا يا زكرى؟ قمر علمتني الفالحة علمتني كيف ضربة‬
‫الفأس بتغذي ضاربها عرفتني كيف الطين األسود يطلع ألوان أخضر وأحمر وأصفر‪..‬علمتني لغاية‬
‫ي‪ ..‬انت جيت بعدتني عن األرض عشان انت حبيت‬ ‫ما خلتني زي السمكة ‪ ..‬تموت لما تخرج من الم ّ‬
‫البنا‪..‬بنيت يا زكرى وال قاولت على اخواتك؟‬
‫يرفع ضاحي ويرى زكرى شارد محتقن‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مش وقت حساب يا ضاحي خلينا نلحق قمر‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫مش ماشي معاك في سكة تاني‪..‬عايز تروحلها روح لوحدك‪..‬وأنا هأروح لوحدي‬
‫زكرى‪:‬‬
‫المشوار ده ملهوش دعوة بالزعل اللي بينا‪..‬خلينا نروحلها سوا وبعدين لو عايز كل واحد يروح لحاله‬
‫ينظر ضاحي لزكرى مفكرا‬
‫زكرى ووراءه ضاحي يركبان السيارة التي تنطلق بهم عائدة في الطريق الزراعي للقاهرة‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي ‪ -‬خارجي‬ ‫مشهد ‪61‬‬
‫الطريق الزراعي‬
‫زكرى في البيجو خلف ضاحي‪..‬يحاول همام أن يتجاوز سيارة نقل بمقطورة‪..‬زكرى يتابع سائق المقطورة‬
‫وهو في كابينته يشرب الخمر ويرمي الزجاجة على الطريق‪..‬يضرب همام الكالكسات وهو يحرك كشاف‬
‫البيجو حتى يتجنب حركة المقطورة المتعرجة‪..‬يلتفت زكرة إلى همام‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫اطلع منه يا همام‪..‬ده مجنون‬
‫يضغط همام على البنزين‪..‬سائق المقطورة ينفعل وهو يلتفت نحو البيجو‪..‬يشعر بالغيظ من تجاوزه فيطلق‬
‫مقطورته في سرعة بما يحمله من أطنان الطماطم‪..‬يبتعد عنه همام فيزيد السائق من سرعته‪..‬تتمايل‬
‫المقطورة‪..‬يشعر زكرى وضاحي بالرعب من اقتحام المقطورة التي تميل فجأة لتسقط على البيجو فتسقط‬
‫أقفاص الطماطم فوق زجاج السيارة‪..‬يقف همام داخل الطريق الطيني مبتعدا عن األسفلت بينما تنقلب‬
‫المقطورة تفرش الطريق بالطماطم‪..‬‬
‫يخرج زكرى وضاحي وهمام وهم يدفعون الطماطم وأقفاصها عن مالبسهم‬
‫تغرق البيجو بالطماطم‪..‬يشيح زكرى تجاه السائق في عصبية‬
‫زكرى‪:‬‬
‫كنا ناقصين طماطم‪..‬‬
‫زكرى وهمام وضاحي يمحون آثار الطماطم من على زجاج البيجو وداخل دواساتها‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي ‪ -‬خارجي‬ ‫مشهد ‪62‬‬
‫شارع محمد علي ‪ -‬دكان العصير‬
‫زكرى في البيجو التي تنطلق في دروب شارع محمد علي‪..‬يلتفت ضاحي إلى زكرى‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫هنزل أسلم على الجماعة وأرجعلك‬
‫يلتفت إلى همام‪..‬‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫وقف يا همام‬
‫ينظر همام إلى زكرى الذي يهز رأسه بالموافقة ودون أن يلتفت إلى ضاحي‬
‫زكرى‪:‬‬
‫ما تطولش‪..‬يا دوبك تخطف بكر ونمشي‬
‫ضاحي‪:‬‬
‫لما أجيبه هتالقيني عند عم حلمي‬
‫ينزل ضاحي من البيجو ويختفي خلف بوابة السوق بينما تبتعد السيارة‬
‫تتوقف السيارة أمام محل العصير‪..‬يدخل زكرى مسرعا‪..‬ليجد شاب يقف على بنك الماركات‬
‫زكرى‪:‬‬
‫هه‪..‬بكر رجع؟‬
‫الشاب‪:‬‬
‫ده لسه واخد هدومه وماشي‪..‬لو مديت شوية كنت لحقته‬
‫زكرى‪:‬‬
‫راح فين؟‬
‫الشاب‪:‬‬
‫سافر االمارات‬
‫يمسك زكرى بقميص الشاب في عصبية‬
‫زكرى‪:‬‬
‫انت بتقول ايه؟‬
‫الشاب‪:‬‬
‫وأنا مالي أنا‪..‬ده بدل ما تديني الحالوة‪..‬أخوك دافع ‪ 30‬ألف جنيه عشان يسافر‬
‫زكرى‪:‬‬
‫زينهم فين؟‬
‫الشاب‪:‬‬
‫جوه في المخزن‬
‫يقتحم مخزن دكان العصير‪..‬يقبض على رقبة زينهم المتكئ على حصيرة يشاهد التلفزيون‬
‫زكرى‪:‬‬
‫أخويا فين يا زينهم؟‬
‫زينهم يفك يد زكرى من رقبته ويحدثه ببرود‬
‫زينهم‪:‬‬
‫فكك بقى يا معلم زكرى‪..‬سيب أخوك في حاله وتشكر لغاية كده‬
‫زكرى‪:‬‬
‫بقولك انطق أنا روحي في مناخيري‬
‫زينهم‪:‬‬
‫دلوقتي عرفت انه أخوك‪..‬ما انت سايبه سنين وأيام يا راجل‪..‬ده بقاله سنة بينام في المخزن‪..‬سيبه يا‬
‫أخي ‪ ..‬خليه يسافر ويرجع بجرشين من حاله‪..‬روح دور على أخوك بعيد عن هنا‬
‫زكرى‪:‬‬
‫بكر الزم يشوف أمه قبل ما تموت‬
‫يقف زينهم في فزع يمسح على ذقنه‬
‫زينهم‪:‬‬
‫يال يا زكرى‪..‬على هللا نحصله في مكتب السفريات‬
‫يهرول زكرى خارج المحل ووراءه زينهم‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬نهار ‪ -‬خارجي‬ ‫مشهد ‪63‬‬
‫أمام غرفة زكرى ‪ -‬حديقة القلعة ‪ -‬حارة لبنى ‪ -‬أمام محل العصير‬
‫‪-‬أمام غرفة زكرى يخرج زكرى ليجد بكر جالسا على حصيرة مقرفص قدميه ويبدو كالطفل (المقموص)‬
‫بينما يقلب ياسين الشاي ويجلس بجانبه ضاحي‬
‫زكرى‪:‬‬
‫شوف يا خوي ما دام البت كويسة كده جبلنا معاد من أهلها ونجيب أمك ونروح نخطبها‬
‫تتهلل أسارير بكر‪..‬بينما يأتي جودة‬
‫جودة‪:‬‬
‫بس اخواته اللي أكبر منه متجوزوش يا زكرى‬
‫زكرى‪:‬‬
‫وايه يعني يا جودة؟ هو احنا نسوان الزم الكبيرة تتجوز األول؟‬
‫‪-‬في حديقة القلعة حيث تجلس لبنى بجانب بكر‬
‫لبنى‪:‬‬
‫كده الزم أسافر ألهلي وأفاتحهم في الموضوع‪..‬على هللا ربنا يهديهم ويوافقوا‬
‫بكر‪:‬‬
‫مش هيوافقوا ليه؟‬
‫ثم يستدرك أمرا‬
‫بكر‪:‬‬
‫هللا ‪ ..‬هو مش أهلك معاكي هنا؟!‬
‫لبنى (بارتباك)‪:‬‬
‫مش طول الوقت‪..‬ساعات بيروحوا البلد ويسيبوني عند خالتي‬
‫بكر يقف على باب حارة لبنى يسلم عليها بعينيه‪..‬تدخل الحارة في خجل منه‬
‫يسير بكر إلى دكان العصير في ارتياح‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪64‬‬
‫أمام وداخل غرفة زكرى‬
‫أمام غرفة زكرى نرى بكر وياسين عائدين إلى الغرفة‪..‬يقوم ياسين بإخراج مفتاح باب الغرفة من جيبه‪..‬أثناء‬
‫ذلك نرى سيدة تبيع الخضار في مشنة أمام باب الغرفة‪..‬‬
‫بائعة الخضار‪:‬‬
‫زكرى جوه‬
‫يدق ياسين الباب‪..‬‬
‫ياسين‪:‬‬
‫افتح يا زكرى‬
‫في داخل الغرفة يذعر زكرى ويقوم بوضع يده على فم لبنى ونرى أنهما في وضع ممارسة الجنس‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫قومي البسي بسرعة‪..‬اصبر يا ياسين‬
‫تقوم لبنى بارتداء مالبسها‪..‬‬
‫‪-‬في الخارج نرى بكر يشير لياسين بيده‪..‬‬
‫بكر‪:‬‬
‫أنا ح أفتح الشباك بطريقتي‬
‫ويذهب للشباك ويحاول فتحه بطريقته الخاصة‪..‬‬
‫‪-‬في الداخل نرى لبنى تواصل ارتداء مالبسها وكذلك زكرى‬
‫لبنى‪:‬‬
‫بقولك ايه‪..‬دي مش محسوبة‪..‬أنا ما بحبش الكروتة‬
‫زكرى‪:‬‬
‫طيب طيب ‪ ..‬يال بس دلوقتي‬
‫‪-‬في الخارج نرى بكر قد تمكن من فتح الشباك ويصعق عندما يرى لبنى واقفة أمام زكرى النائم على السرير‬
‫شبه عاري ولبنى ترتدي مالبسها‪.‬يتراجع بكر عن الشباك ويهرول مبتعدا‪..‬يقف زكرى ويرى ردة فعل لبنى‬
‫المتسم بالهلع فيتجه للشباك وينادي على أخيه‪..‬بكر يهرول مبتعدا‪..‬يلتفت زكرى للبنى ليجدها في نفس حالة‬
‫الهلع‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫مالك يا بت فيكي ايه؟!‬
‫لبنى‪:‬‬
‫هو بكر يقربلك ايه؟‬
‫زكرى‪:‬‬
‫بكر أخويا‬
‫تلطم على خدودها‪..‬‬
‫لبنى‪:‬‬
‫يا لهوي‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫وانتي تعرفي بكر منين؟‬
‫تواصل لطم خدودها بينما يقف ياسين على الشباك مشدوها‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪65‬‬
‫محل العصير‬
‫يهرول زكرى متجها لدكان العصير الذي يعمل به بكر‪..‬ما أن يصل حتى نرى بكر يترك الدكان ويخرج‬
‫مسرعا‬
‫بكر‪:‬‬
‫خد بالك من الدكان يا زينهم‬
‫زكرى‪:‬‬
‫خد ياله نتكلم‪..‬‬
‫يزيحه بكر من طريقه ويسرع لخارج الدكان ‪ ..‬يحاول زكرى اللحاق به ويمسك بكتفه‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫استنى بس عايز أفهمك‬
‫ينفض بكر يده ويسرع ويغادر ويصل األمر أن نجد بكر يجري وزكرى ينطلق وراءه وسط األهالي‬
‫والدكاكين المفتوحة‪..‬‬
‫يقفز بكر فوق قفص عيش‪..‬يقفز زكرى فوق قفص جوافة ‪..‬يعبر زكرى الطريق خلف بكر‬
‫وأصوات أنفاسهما تتالحق‪..‬يتمكن زكرى من اللحاق به في وسط ميدان العتبة‪..‬يمسك بقميصه‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬
‫بتعمل ايه يا أهبل؟‬
‫‪-‬في مخزن دكان عصير القصب نرى‪..‬‬
‫بكر يمسك بسكين حاد مثل السيف يقطع به أعواد القصب وينظفها في سرعة شديدة‪..‬عينيه شاردة‬
‫يرمي عود القصب‪..‬يتجه إلى حزمة قصب أخرى يقطع رباطها ليرفع أعوادها عودا عودا‬
‫يدخل زكرى عليه المخزن ومعه لبنى يمسكها من شعرها‬
‫زكرى‪:‬‬
‫لبنى أهي عندك‪..‬اعمل فيها ما بدالك‬
‫يرميها أمامه على أرض المخزن‪..‬ينظر إليه بكر في حسرة بينما يختفي زكرى من المكان‬
‫ترفع لبنى وجهها إلى بكر ‪..‬تتهيأ‪ ..‬بينما يفاجئها بكر برفع السكين الحاد ويكمل تنظيف القصب‬
‫يسقط قشر القصب على رأس لبنى المرمية على األرض‬
‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪66‬‬

‫محل العصير ‪ -‬شارع األزهر‬

‫لبنى واقفة أمام بكر والمحل خالي من الزبائن وبكر يروح ويجيء يصطنع فعل أي شيء لتجسيد عدم مباالته‬
‫بما تقول‪..‬‬

‫لبنى‪:‬‬

‫بصلي يا بكر‪..‬بصلي ده أنا لبنى حبيبتك‬

‫بكر يلتفت لها بسخرية‪..‬‬

‫بكر‪:‬‬

‫مش قادر أبص في وش فاجرة‬

‫لبنى‪:‬‬

‫يا بكر أنا من ساعة ما حصل اللي حصل وأنا مش عارفة أعيش‪ ..‬الواحد ما بيعرفش قيمة اللي معاه‬
‫غير لما يروح منه‪..‬وأنا عرفت قيمتك‪ ..‬وسامحني أنا في عرضك وهفضل طول عمري تحت رجليك‬

‫بكر‪:‬‬

‫تحت رجليا وال تحت رجلين زكرى؟‬

‫لبنى‪:‬‬

‫زكرى حكاية قديمة‪..‬وهللا كنت ريحاله أقوله بحب حد تاني‪..‬ولما عرف اني بحبك انت‪..‬اتجنن وهجم‬
‫علي ونام معايا بالعافية‪..‬وهللا ما كنت أعرف انه أخوك‬

‫بكر‪:‬‬

‫عليا النعمة ما فيه في الدنيا أبجح منك‪..‬يا بت ده انتي مخلتنيش أمسك ايدك وانتي‪..‬‬

‫لبنى (مقاطعة)‪:‬‬

‫استنى يا بكر وافهم‪..‬أنا كل ما أحب راجل وأضعف معاه يرميني وما يتجوزنيش‪..‬قلت المرة دي‬
‫أعمل كده عشان أعرف أتجوزك‪..‬كنت عايزة أتستر بيك‪..‬كنت عيزاك تغطي لحمي اللي بتنهشه‬
‫الكالب وأولهم أخوك‬
‫بكر‪:‬‬

‫اخرسي‪..‬أخويا مش كلب‪..‬انتي اللي بنت ستين كلب‬

‫لبنى‪:‬‬

‫بتشتمني يا بكر‪..‬ماشي‪..‬بس الزم تعرف ان أخوك كلب سعران ما يعرفش أبوه‪..‬أنا اللي عرفاه على‬
‫حقيقته‬

‫بكر‪:‬‬

‫والمصحف الشريف لو ما بعدتي عني ألرزعك علقة ما تقومي منها‬

‫لبنى‪:‬‬

‫قطعني يا بكر‪..‬أنا برضه بحبك‬

‫يدفعها بكر بكفه مفتوحا في وجهها لترجع إلى الخلف‪..‬‬

‫بكر‪:‬‬

‫روحي بقى بالش تالقيح جتت‬

‫تتحول فجأة لبنى إلى نمرة متوحشة‪..‬‬

‫لبنى‪:‬‬

‫بتمد ايدك عليا يا معفن‪..‬ان ما خليتك تندم ميبقاش ده على مره‬

‫وتمسك بشعرها وتتركه وتنصرف‪..‬‬

‫‪-‬تقف لبنى في شارع األزهر وبجانبها صديقة لها‬

‫صديقة لبنى‪:‬‬

‫مالك‪..‬بتاكلي في نفسك كده ليه‪..‬هو كان قتلك قتيل‪..‬أي راجل مكانه مش هيقدر يبص في وشك‬

‫لبنى‪:‬‬

‫المعفن خسرني زكرى‪..‬عارفة يعني ايه زكرى‪..‬ده كيفي يا بت‪..‬ما أقدرش أستغنى عنه‬

‫صديقة لبنى‪:‬‬

‫عارفين يا أختي‪..‬سمعته سبقاه‪..‬قوليلي هنا‪..‬لما انتي عايزة زكرى مالك دلوقتي بأخوه التاني؟!‬
‫لبنى‪:‬‬

‫يا بهيمة بقولك بوست رجلين زكرى ما رضيش يرجع‪ ..‬قلت يمكن لما أرجع ألخوه أالقي طريقة‬
‫معاه‪..‬ع األقل أبقى جنبه‬

‫صديقة لبنى‪:‬‬

‫والنبي انتي مجنونة‪..‬زكرى لو وقفتي على شعر راسك مش ح يرجع‬

‫ترفع وجهها في شراسة‪..‬‬

‫لبنى‪:‬‬

‫ورحمة أمي ألجبهم تحت ضرسي‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪67‬‬

‫قسم الشرطة‬

‫لبنى أمام أمين شرطة تمسح دموعها بينما ينظر إليها األمين‪..‬‬

‫األمين‪:‬‬

‫وقعي على المحضر‬

‫توقع لبنى وتنظر لألمين‪..‬‬

‫لبنى‪:‬‬

‫هتجيبوا اللي اغتصبني؟‬

‫األمين‪:‬‬

‫طبعا هنجيبه‪..‬بس الزم تتعرضي على النيابة األول وتحولك لطبيب شرعي‬

‫لبنى‪:‬‬

‫طبيب شرعي ليه‪..‬هو فيه حد يبلي نفسه ببلوه زي دي؟!‬

‫األمين‪:‬‬

‫اوعي يا بت تكوني بتتبلي على الواد ده‪..‬تروحي في داهية‬

‫لبنى‪:‬‬

‫يا لهوي‪..‬تحب أوريك عمل في ايه؟‬

‫وترفع جلبابها‪..‬وبهلع يرد األمين‪..‬‬

‫األمين‪:‬‬

‫غطي يا بت‪..‬غطي هللا يخرب بيتك‬

‫ويبلع ريقه‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪68‬‬

‫قسم الدرب األحمر ‪ -‬غرفة الحجز‬

‫يجلس بكر القرفصاء يخفي وجهه بين ركبتيه‪.‬حوله المحابيس يلعبون الكوتشينة‪..‬يفتح باب الغرفة ونرى أمين‬
‫شرطة وعسكري وبصحبتهم زكرى الذي يطل برأسه ليرى أخيه‪..‬يرفع بكر رأسه وعندما يرى زكرى يشيح‬
‫بنظره عنه‬

‫أمين الشرطة‪:‬‬

‫متخافش على بكر يا معلم‪..‬محدش في الحجز هيمسه‪..‬‬

‫يغادر زكرى والعسكري يغلق الباب‬

‫زكرى وأمين الشرطة ورجل ممتلئ يرتدي بدلة كاملة يبدو أنه محامي يتجهون لخارج القسم‬

‫المحامي‪:‬‬

‫لو تعرف تجيب البت وتخليها تتنازل عن المحضر هنوفر البهدلة ألخوك‬

‫زكرى يلتفت لألمين‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫هو هيتعرض عالنيابة امتى؟‬

‫األمين‪:‬‬

‫بكرة الصبح‬

‫زكرى‪:‬‬

‫طب ح أرجعلك تاني‪..‬متشكرين يا حمدي‬

‫ويتجه زكرى والمحامي لخارج القسم‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪69‬‬

‫غرفة لبنى‬

‫زكرى يكسر باب غرفة لبنى بقوة‪..‬يلتفت باحثا عن لبنى‪..‬يفاجأ بصديقتها نائمة‪..‬‬

‫يقفز من فوق السرير‪..‬تحاول الهروب‪..‬يمسك بها من شعرها‬

‫زكرى‪:‬‬

‫هكسر دماغك‪..‬لبنى فين؟‬

‫ترفع إليه وجهها في فزع مشيرة للحمام‬

‫تخرج لبنى من الحمام بقميص نوم مثير ‪ ..‬وبمنتهى الثقة والدالل‬

‫لبنى‪:‬‬

‫سيب البت وتعالى نتفاهم‬

‫يهجم عليها زكرى ماسكا شعرها‬

‫زكرى‪:‬‬

‫بقى يا بت مش عارفة احنا مين‪..‬ده احنا نتاويكي انتي وأهلك‬

‫بثقة أكبر ترد لبنى‪..‬‬

‫لبنى‪:‬‬

‫بقولك ايه‪..‬سيب شعري وخلينا نتفاهم‬

‫زكرى يكتم غيظه ويترك شعرها‬

‫لبنى‪:‬‬

‫شوف يا ابن الناس‪..‬حكاية تتاويني أو تموتني ضرب مش نافعة معايا‪ ..‬أخوك محبوس عشان اتعدى‬
‫عليا واغتصبني والطب الشرعي ثبت الكالم ده‪..‬أي حاجة هتحصلي هتروح فيها انت كمان‪..‬أنا‬
‫عارفة انك مش غبي‬

‫زكرى يجد نفسه مضطرا أكثر لكظم غيظه‪..‬‬


‫زكرى‪:‬‬

‫عايزة ايه يا لبنى؟‬

‫لبنى‪:‬‬

‫ترجعلي‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ماشي يا لبنى‬

‫لبنى‪:‬‬

‫ال ما تهاودنيش وتاخدني على قد عقلي‪..‬أخلصلك أخوك وتقول أمك في العشة وال طارت‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أمال عايزة ايه‪..‬ما قلتلك ح أرجعلك‬

‫لبنى‪:‬‬

‫تضمنلي انك هترجعلي‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ودي أضمنهالك ازاي؟‬

‫لبنى‪:‬‬

‫أي واحدة مكاني ح تقولك اتجوزني واكتبلي مؤخر جامد‪..‬أنا مش ح أقولك كده‪..‬عشان عرفاك‬
‫صعيدي ومش هتتجوز واحدة نمت معاها‬

‫زكرى‪:‬‬

‫اخلصي يا لبنى‬

‫لبنى‪:‬‬

‫خللي أخوك يكتب عليا‪..‬وأبقى قريبة منك برضه‪..‬ما انت عارف اني مقدرش أبعد عنك‬

‫وتقترب منه وتجلس أمام قدميه وتحاول لمسه‬


‫لبنى‪:‬‬

‫ده أنا أموت نفسه لو انت مش موجود في دنيتي‬

‫يقوم زكرى برفسها بقدمه‬

‫زكرى‪:‬‬

‫بعدي يا نجسة‬

‫لبنى‪:‬‬

‫خالص يا طاهر‪..‬اكتبلي مؤخري في ورقة ايصال أمانة‪..‬لو سبتني يبقى من حقي الفلوس‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ومؤخرك كام يا عروسة؟‬

‫لبنى‪:‬‬

‫ميت ألف جنيه‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ايه؟!‬

‫لبنى‪:‬‬

‫ياك أوه‪..‬ما تالبطش معايا‪..‬أخوك ثابتة عليه التهمة وأقلها هياخد تأبيدة‬

‫ينظر لها زكرى بغل العالم ولكنه مضطر للرضوخ‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ماشي يا لبنى‬

‫تلتفت لصديقتها‪..‬‬

‫لبنى‪:‬‬

‫زغرودة يا بت‬

‫تطلق صديقتها زغرودة‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪70‬‬

‫داخل وأمام قسم الدرب األحمر‪ -‬غرفة زكرى‬

‫لبنى أمام ضباط المباحث تنظر في األرض‪..‬‬

‫لبنى‪:‬‬

‫حرام يا بيه‪..‬الدنيا كانت ضلمة‪..‬بصراحة مش متأكدة انه بكر‬

‫ينظر إليها الضابط في ادراك ثم يلتفت إلى زكرى والمحامي‪..‬‬

‫‪-‬تنزل لبنى على ساللم قسم الدرب األحمر في بطء‪..‬بينما يحتضن زكرى شقيقه وينزل به تجاه السيارة‪..‬‬

‫‪-‬داخل غرفة زكرى نرى بكر يلملم حاجياته هو اآلخر وأمامه زكرى وجودة وياسين‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ح تطفش انت كمان اياك؟!‬

‫بكر‪:‬‬

‫كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه يا زكرى‪..‬عيشتنا سوا خلصت لغاية كده‬

‫زكرى‪:‬‬

‫هو احنا متجوزين وح نتطلق‪..‬احنا اخوات‪..‬مالكوا يا والد قمر؟!‬

‫ال يرد عليه بكر ويأخذ شنطته ويغادر بينما ينظر زكرى لجودة وياسين الذي ال يريد أن ينظر له فيخرج من‬
‫الغرفة‬

‫جودة‪:‬‬

‫ضاحي مشي‪..‬وبعده بكر‪..‬وياسين ما بيكلمكش‪..‬ما عدش فاضل غيري‪..‬يا ترى الدور علي وال ايه؟!‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ال يا جودة‪..‬الدور علي أنا‪..‬أنا اللي ماشي وسايبهالكوا‪..‬لما تحتاجوني ح تالقوني‪..‬‬

‫ويندفع تجاه شنطته يلملم مالبسه فيها‪..‬يندفع جودة ويمنعه‬

‫جودة‪:‬‬

‫مش ح تمشي‪..‬مش انت الكبير‪..‬والكبير الزم يفضل عشان يلم الباقي حواليه‪..‬مش ده كالمك؟!‬
‫ينظر زكرى إلى جودة مدققا في كلماته وعينيه ويرتك الشنطة ويجلس مفكرا‪..‬جودة يقطع تفكيره‬

‫جودة‪:‬‬

‫صالح ياسين يا زكرى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أروح أجوزه الرقاصة اياك؟‬

‫جودة‪:‬‬

‫مش شرط‪..‬بس خده بالهوادة‪..‬خده في حضنك‪..‬ياسين بالذات محتاج أب مش أخ كبير‬

‫زكرى‪:‬‬

‫الكالم سهل‪..‬فكرك ما حاولتش‪..‬كل أما أحاول أقرب هو يبعد‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪71‬‬

‫أمام وداخل مكتب سفريات بوسط البلد‬

‫تتوقف البيجو أمام عمارة عتيقة عالية األسقف‪..‬ينزل زكرى وزينهم من البيجو‪..‬يرفع عينيه تجاه واجهة‬
‫العمارة التي يشير عليها زينهم‪..‬العمارة مزركشة بها عروق من الخشب تنم عن قدمها‪..‬يتجه إلى يافطة‬
‫(مكتب سفريات الفلكي)‬

‫يختفي زكرى داخل العمارة‬

‫‪-‬أمام باب مكتب السفريات نستمع إلى أصوات مشادة بين زكرى وأحد العاملين بالمكتب‬

‫صوت زكرى‪:‬‬

‫بقولك مش ح أخرج غير مع بكر‬

‫الموظف‪:‬‬

‫يا عم انت اتجننت‪..‬كل يوم بييجي مليون راجل عايز يسافر‬

‫اآلن نرى زكرى قابضا على تالبيب الموظف وبعض الموجودين يحاول فك الشجار‪..‬‬

‫تستمر المشاجرة على هذا النسق إلى أن يخرج صاحب المكتب من بابه ذو الضلفتين فيتوقف العراك‬

‫‪-‬زكرى أمام مئات االستمارات‪..‬يبحث زكرى عن صورة بكر إلى أن يجدها‪..‬يلتفت لموظف المكتب ويشير‬
‫عليه‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪72‬‬

‫الطريق الدولي‬

‫أتوبيس سفريات ضخم يسير في اتجاه ليبيا‪..‬األتوبيس يحمل على ظهره أطنان من الحقائب‬
‫والكراتين‪..‬األتوبيس قديم مستهلك‪..‬بكر يجلس القرفصاء في ممر األتوبيس‪..‬األتوبيس مزدحم بالصعايدة‬
‫والفالحين والعمال‪..‬الدخان يمأل السقف‪..‬لمبات صفراء خافتة‪..‬تختلط أصوات الراديوهات وأغاني المحمول‬
‫والحوارات الجانبية‪..‬حالة من الغموض المكتومة‪..‬بكر يخفي وجهه الشارد بكفه‪..‬ينظر من مكانه إلى الشباك‬
‫العالي على يمينه حيث الكشافات الصفراء تقطل ليل الطريق الدامس‪..‬‬

‫‪-‬السيارة البيجو وبها زكرى تقطع الطريق الدولي بسرعة شديدة‪..‬تقترب من أتوبيس السفريات‪..‬يحاول زكرى‬
‫رؤية بكر من شبابيك األتوبيس بال جدوى‪..‬يلتفت إلى السائق‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫دوس شوية وأقف قدامه‬

‫تندفع البيجو في سرعة جنونية حتى تقطع الطريق أمام األتوبيس الضخم‬

‫يهبط زكرى من البيجو حامال مسدسه ويفتح باب األتوبيس ويدخل بينما بعض الرجال بما فيهم سائق‬
‫األتوبيس يرفعون أيديهم إلى األعلى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أنا مش عايز حاجة من حد‪..‬أنا عايز أخويا‬

‫وينظر لعمق األتوبيس‬

‫زكرى‪:‬‬

‫بكر اطلع يا بكر‪..‬لو عايز تسافر سافر مع اخواتك‬

‫يشق زكرى طريقه بين العمال‪..‬التربص في عيون الجميع‪..‬يمر على مقاعد المسافرين من الفالحين‬
‫والصعادية‪..‬مالمحهم يمألها الخوف والفزع‪.‬يتوقف زكرى أمام وجه بكر الجالس القرفصاء في نهاية ممر‬
‫األتوبيس‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أمك بتموت يا بكر‪..‬يا ريت نلحق تراب رجليها‬

‫يقف بكر وسط األتوبيس أمام زكرى‬


‫‪-‬السائق فوق كتل الحقائب والكراتين‪..‬يخلع السائق حقيبة بكر‪..‬‬

‫ثم يرميها من فوق األتوبيس أمام قدمي بكر وزكرى‬

‫‪-‬يحمل همام حقيبة بكر‪..‬يثبتها فوق شبكة البيجو‪..‬ينطلق األتوبيس‬

‫زكرى أمام بكر في الطريق الخالي‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أمال مفهم الناس انك مسافر االمارات ليه؟‬

‫بكر‪:‬‬

‫عشان محدش يعتر في‬

‫زكرى‪:‬‬

‫رايح ليبيا تعصر قصب اياك!‬

‫بكر‪:‬‬

‫ما تتريقش علي يا كبير‪..‬رايح أدور على لقمة العيش‬

‫زكرى‪:‬‬

‫تدفع كل الفلوس دي عشان تروح تشتغل خدام هناك وأخوك مقاول في مصر!!‬

‫بكر‪:‬‬

‫أخويا ملهي في حاله وبيعمل لمصلحته‪..‬ما بقاش يهمه إال نفسه‪ ..‬سيبني يا زكرى أروح لحالي‪..‬أنا ما‬
‫صدقت أخلع منك‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ليه يا أخي؟‬

‫بكر‪:‬‬

‫وال حاجة‪ ..‬بس أخوك قطع مع الحريم خالص‪..‬انت خلتني أشك في الصنف كله‪..‬ال بقيت أعرف‬
‫أتكلم وال أتعامل معاهم‬
‫زكرى‪:‬‬

‫يا بني هو أنا كنت بشم على ضهر ايدي؟!‬

‫بكر‪:‬‬

‫سيبك من الكالم ده‪..‬أنا نزلت معاك بس عشان ما أفرجش العالم علينا‪..‬اديني الجواز خليني أمشي‪..‬أنا‬
‫حوشت الفلوس دي شلن على شلن وبريزة على بريزة‬

‫زكرى‪:‬‬

‫عايز تمشي امشي‪..‬مش ح أديلك حاجة‪..‬وادي جوازك‬

‫يخرج زكرى جواز السفر ويمزقه أمام بكر‪..‬يتابعه بكر‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أنا ح أركب البيجو دلوقتي‪..‬عايز تيجي معانا تشوف قمر اتفضل‪..‬عايز تسافر ليبيا لم الجواز والزقه‬

‫ينسحب زكرى تجاه البيجو‪..‬بكر يسير ف هدوء وانكسار خلف زكرى‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي ‪ -‬داخلي‬ ‫مشهد ‪73‬‬

‫الطريق الدولي ‪ -‬شوارع القاهرة ‪ -‬العتبة‬

‫السيارة البيجو وبها زكرى وبكر في طريقها من الطريق الدولي إلى القاهرة ثم إلى مدخل سوق العتبة‬

‫يهبط زكرى من السيارة ويدلف إلى مداخل السوق ويتجه ناحية مخزن المحاصيل الزراعية الخاص بحلمي‬
‫ويصل إليه ليجد عم حلمي‬

‫زكرى‪:‬‬

‫سالمو عليكم يا عم حلمي‬

‫عم حلمي‪:‬‬

‫عاش من شافك يا زكرى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫هو ضاحي فين‬

‫عم حلمي‪:‬‬

‫نايم جوه أهو‪..‬اتأخرت عليه قوي‬

‫زكرى‪:‬‬

‫العربية بره روح اركبها‪..‬بكر فيها‪..‬وأنا هوصل لمرسي أسأل عن مكان جودة وأحصلكوا‬

‫ينهض ضاحي في استسالم ويخرج زكرى من المخزن‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪74‬‬

‫غرزة‬

‫يصل زكرى من الممر المظلم إلى مدخل الغرزة فيدخلها‪..‬يتجاوز زكرى مقاعد الزبائن ومناقد النار وأحجار‬
‫الجوزة ويمسك بأحد الزبائن (مرسي) ويأخذه ويخرج وسط عدم رد فعل تام يقوم به أي شخص‪..‬‬

‫أمام الغرزة نرى زكرى ومرسي‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫جودة فين يا مرسي؟‬

‫مرسي‪:‬‬

‫جودة! ده طفشان من زمان ومحدش عارفله طريق‬

‫يقوم زكرى بتوجيه لكمة قوية لوجه مرسي‪..‬يلتصق على اثرها في الحائط‬

‫زكرى‪:‬‬

‫عشان تفوق وتكلمني عدل‬

‫مرسي‪:‬‬

‫أخوك في المس‪..‬فاتح غرزة هناك وشغال‪..‬‬

‫يتركه زكرى وينسحب بينما يواصل مرسي حديثه له بصوت عالي‬

‫مرسي‪:‬‬

‫أخوك بقى قبضايا جامد‪..‬لو قربتله مش هتخلص‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪75‬‬

‫قسم الموسكي ‪ -‬سوق العتبة‬

‫يخرج ضابط المباحث وخلفه العساكر واألمناء من داخل قسم الموسكي يركبون سيارات البوليس‪ ..‬يتجهون‬
‫بها إلى سوق العتبة‪..‬‬

‫‪-‬في الممر المظلم يخرج العساكر وأمناء الشرطة من الغرزة وهم يقيدون جودة وباقي الزبائن‪..‬‬

‫جودة يخلع شبشبه ‪ ..‬يفتح أصابع قدميه‪..‬‬

‫نرى قطع الحشيش التي يخفيها بين أصابع قدميه تلقى على رصيف الغرزة دون أن ينتبه إليه أحد‪..‬‬

‫يساق جودة ومن معه خارج الغرزة‪..‬‬

‫‪-‬في غرفة الحج يقف جودة وسط بقية المجرمين‪..‬يصل زكرى وينظر له بغضب عارم ويتجه إلى أمين‬
‫شرطة وينتحي به جانبا ويهمس له بشيء ويشير له على جودة‪..‬جودة يرفع وجهه ليرى شقيقه وهو يشير‬
‫لألمين عليه‪..‬‬

‫فيشيح بوجهه في االتجاه اآلخر‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪76‬‬

‫غرفة زكرى‬

‫ياسين ينظر في صمت في نهاية الغرفة تجاه جودة الذي يلملم أشياءه ويضعها في حقيبة جلدية‪ ..‬بينما يقف‬
‫زكرى ناظرا له بغضب‬

‫جودة‪:‬‬

‫لو لقيوا معايا حاجة مكنتش خرجت منها‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ماشي يا فالح‪..‬بتلم هدومك ليه؟!‬

‫جودة‪:‬‬

‫ماشي‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ده بدل ما تحمد ربنا انه جاب العواقب سليمة تقولي أنا ماشي‪..‬ماشي هتروح فين؟!‬

‫جودة‪:‬‬

‫ملكش صالح بيا يا زكرى‪..‬خليك في حالك‪..‬وخللي كل واحد في حاله‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أسيبك في حالك ازاي‪..‬أروح لقمر أقولها ايه‪..‬ابنك بياع حشيش؟!‬

‫جودة‪:‬‬

‫قولها الكبير‪..‬الوجهة بتاعتنا‪..‬الحنين المطلوب باالسم في الجنازات واألإلراح‪ ..‬قولها الحامي اللي‬
‫بيحافظ على اخواته عايز يشغلهم معاه تجار سالح‪ ..‬ومفيش مانع يشتغلوا قتالين قتلة لو حكمت‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ده أنا أخوك يا جودة‪..‬وملناش غير بعض‬


‫جودة‪:‬‬

‫كان منه وخلص‪ ..‬واذا كنت فاكر ان وقفتك جنبي اني أخرج من القضية هتكتفني وتشيلني جميلة‬
‫تبقى غلطان‪..‬عارف ليه؟ الني عارف انك انت اللي مبلغ عني عشان تزنق علي وأرضى أشتغل‬
‫معاك‪..‬وده مش هيحصل‪..‬الني ما بيتلويش دراعي يا زكرى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫انت اتهبلت يا واد‪..‬أنا أبلغ عن أخويا وأرميه في السجن تأبيدة‪..‬عاجبك يا ياسين الكالم ده؟!‬

‫ال يرد ياسين‬

‫جودة‪:‬‬

‫ح تشهد مين‪ ..‬اللي كتفته وضربته زي البهايم‪..‬وال ضاحي وبكر اللي طفشوا منك؟! انت صحيح‬
‫أخونا الكبير‪..‬بس مكناش نعرف ان الكبير‪..‬كبير كمان في وساخته‬

‫يجن جنون زكرى ويجد نفسه يرفع يده ويهوي بكفه ويصفع أخيه‪..‬حالة من الصمت تسيطر على المكان‬
‫وجودة يضع يده على خده‬

‫جودة‪:‬‬

‫أمك اللي حيشاني يا زكرى‪..‬لوال كده كنت دفنتك مكانك‬

‫ويحمل حقيبته وينسحب من الغرفة‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫غروب ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪77‬‬

‫طريق مصر اسكندرية الصحراوي – كورنيش االسكندرية‬

‫زكرى في شروده في السيارة وهي في طريقها لالسكندرية وبها ضاحي وبكر‪..‬‬

‫تمر من بوابات طريق مصر اسكندرية الصحراوي‬

‫‪-‬تصل السيارة إلى شاطئ البحر باألسكندرية‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪78‬‬

‫االسكندرية – المكس‬

‫زكرى في شروده ينظر للبحر من شباك السيارة‪..‬وهمام يقود السيارة‬

‫‪-‬تصل السيارة إلى شاطئ المكس لنجد البحر قديم والموج حزين برغم صخب أمواجه‪..‬‬

‫وشاطئ يعلن الحداد ليس عن طريق شارته السوداء ولكن عن طريق عدم وجود زوار‬

‫‪-‬يهبط زكرى تجاه بيوت المكس المتهالكة ويدخل في طرق متعرجة مظلمة‪ .‬فجأة يظهر له شاب نحيف‬
‫وقصير القامة‬

‫الشاب‪:‬‬

‫أي خدمة يابا؟‬

‫زكرى‪:‬‬

‫جودة‬

‫الشاب‪:‬‬

‫شوفلك حتة تانية العب فيها‬

‫يمسك زكرى قميص الشاب فيفاجأ بمطواة يخرجها الشاب يحاول اصابة زكرى‬

‫وفجأة يظهر ثالثة شباب بالسيوف والجنازير‪..‬يدورون حوله‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫قوله زكرى أخوك‪..‬أنا أخوه‬

‫‪-‬في احدى الممرات الضيقة التي بالكاد تمرر شخص‪..‬‬

‫يسير زكرى وراء الشاب الذي ال يلتفت وراءه ولكنه يحدث زكرى‪..‬‬

‫الشاب‪:‬‬

‫لو عايز زكرى ارجع استناه على الشط وأنا أجيبهولك‬

‫يندفع زكرى ليلحق بالشاب‬


‫زكرى‪:‬‬

‫خد يا جدع وافهم‬

‫الشاب (بعصبية)‪:‬‬

‫كده هنتحبس‪..‬بقولك ارجع‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أمي بتموت مفيش وقت‬

‫الشاب‪:‬‬

‫يابا البوليس ميعرفش أمك وال أبوك‪..‬اسمع الكالم وارجع‬

‫يقف زكرى مكانه بينما يستمر الشاب في اتجاه نهاية الممر‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪79‬‬

‫غرزة بالمكس‬

‫وسط ممر ضيق ال يتسع لشخص بالمرور ‪ ..‬نرى مجموعة كراسي تستند على جدار الممر‪..‬‬

‫يجلس جودة مرتديا قميص وبنطلون وسط مجموعة وجهاء يضع احدى قدميه تحت وركيه‪..‬‬

‫يفرد أمامه أحد الوجهاء كيس كوكايين ويقدمها له‪..‬‬

‫جودة‪:‬‬

‫دي عينة‪..‬لو عجبتك هجبلك منها الكمية اللي عايزها‬

‫الزبون ينظر إليها في حرقة‪..‬ويلمس بطرف يده الكواكيين ليختبره بلسانه‬

‫الزبون‪:‬‬

‫وأخبار السعر ايه؟‬

‫يلتفت جودة وهو على حاله جالس القرفصاء أمام الزبون على صوت شاب‪..‬‬

‫ص‪ .‬شاب‪:‬‬

‫يا جودة‪..‬يا قط‬

‫الشاب‪:‬‬

‫أخوك زكرى بيدور عليك‬

‫تهتز رأس جودة لحظة‪..‬ثم ينظر إلى األرض يبحث عن قدميه‪..‬‬

‫جودة‪:‬‬

‫رجلي راحت فين؟ ‪ ..‬عايز أقوم‬

‫يلتفت إليه الزبون وهو يرفع يده تبرئا‪..‬‬

‫الزبون‪:‬‬

‫بقولك ايه‪..‬احنا مبناخدش حاجة من حد‬

‫ويضحك الرجال‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪80‬‬

‫شاطئ المكس‬

‫يقف زكرى ناظرا للبحر في ليلة قمرية‪..‬يأتي من خلفه جودة‬

‫جودة‪:‬‬

‫جاي ورايا ليه يا واكل ناسك‪..‬روح بعيد عن بتاع المخدرات‬

‫زكرى‪:‬‬

‫يا واد مالك بقيت واعر كده ليه ‪ ..‬حد قالك اني قتلت أبوك‪ ..‬يا واد ده أنا لحمك وانت لحمي‪ ..‬ورحمة‬
‫أبوك يا جودة ما بلغت عنك وال فكرت في يوم أأذيك‬

‫يصمت جودة وينظر لزكرى في عينيه ليرى مدى تصديقه له‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫قمر يا جودة عايزاك‪..‬‬

‫جودة‪:‬‬

‫وأنا ما عايزش حد‬

‫زكرى‪:‬‬

‫قمر بتموت يا جودة‪..‬ولو مجتش هتندم بقية حياتك‬

‫جودة‪:‬‬

‫ما رايحش‪..‬ولما تموت أمي ما عايزش أمشي في جنازتها معاك‬

‫زكرى‪:‬‬

‫دي أمك يا نجس‪..‬ورحمة أبوك لو ما جيت ألربطك زي البهايم وآخدك معايا‬

‫جودة‪:‬‬

‫ده كان زمان‪..‬جودة بقى معلم كبير وجزمتي عالتخين‪..‬‬

‫يهجم زكرى على جودة يحاول تقييده‪..‬يفاجأ بثالث رشاشات توجه لصدره‪..‬ينظر زكرى بغضب عارم لجودة‬
‫زكرى‪:‬‬

‫طب بص بقى يا جودة‪..‬انت هتروح معايا غصب عنك‪..‬وح ألوي دراعك دلوقتي‪( ..‬وبالفعل يلوي‬
‫ذراعه) وحأسوقك قدامي‪..‬وخللي رجالتك يطخوا أخوك قدام عينيك‬

‫الرجال يشدون أجزاء الرشاشات استعدادا للضرب‪..‬بقوم جودة بتوجيه يده لهم في اشارة آمرة فتهبط‬
‫الرشاشات من أيديهم وفجأة يهرع ضاحي ووراءه بكر للمكان‪..‬ويتجه ضاحي لزكرى يمسك يده برفق ويجعله‬
‫يترك ذراع جودة ويأخذه ضاحي ويمشي ناحية السيارة ويركبان بال أية كلمات متبادلة ويتبعهما بكر ويركب‬
‫زكرى بجانب السائق وتنطلق السيارة‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪81‬‬

‫طريق االسكندرية القاهرة‬

‫البيجو على جانب الطريق‪..‬همام السائق يرفع غطاء البيجو ويفتح خزانة التبريد ويرى أنها بحاجة لمياه فيتجه‬
‫للخلف ويفتح شنطة السيارة ‪ ..‬زكرى على مقعد االستراحة يدخن ويشرب القهوة ومعه اخوته ويتجنب النظر‬
‫لهم‪ ..‬يلتفت زكرى تجاه مبنى االستراحة ويقوم‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أنا رايح دورة المياه‬

‫همام السائق نراه وهو يضع المياه في خزانة تبريد السيارة‬

‫زكرى يعود من الحمام يبحث عن اخوته فال يجد لهم أثرا‪..‬‬

‫‪-‬يدور زكرى حول االستراحة يبحث عنهم بال جدوى‪..‬ينظر إلى البيجو فال يجدهم‪..‬يلتفت إلى جهة الطريق‬
‫عند االستراحة حيث تنطلق سيارة ميكروباص‪..‬يهرول زكرى تجاهها‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫وقف وقف‬

‫يلحق بها زكرى على باب الطريق‪..‬ويقف زكرى أمامها يشيح بيده‪..‬يفرمل السائق‪..‬يفتح زكرى بابها يبحث‬
‫عن جودة في وجوه الركاب ثم يغلق الباب في اعتذار‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫متأسفين يا جماعة‪..‬اتفضل يا ريس‪..‬أنا غلطان‬

‫ينطلق الميكروباص بينما يلتفت زكرى الى الجهة األخرى من االستراحة حيث ينتبه إلى جلوس جودة‬
‫القرفصاء وجهه للصحراء ولون قرص الشمس األحمر ومعه ضاحي وبكر‪..‬يتجه نحوهم زكرى في غيظ‬
‫حيث تداريهم التبة الرملية‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫جودة‬

‫جودة يدخن سيجارة حشيش عندما يسمع صوت زكرى بشكل ال شعوري يخبئ السيجارة داخل كفه‪..‬يقبل‬
‫عليه زكرى‪..‬يتشمم رائحة الحشيش‪..‬‬
‫زكرى‪:‬‬

‫كسوف جوي يا خوي؟!‬

‫يقف جودة ويرمي السيجارة‬

‫جودة‪:‬‬

‫مقدرتش على يدي اللي لفت السيجارة تداريها‪..‬يمكن اتعودت على الخوف منك‬

‫ينظر إليه زكرى‪..‬يتجه ناحية السيارة‪..‬يسير خلفه اخوته‪..‬السائق ينتهي من وضع الزيت والماء ويغلق غطاء‬
‫السيارة ويجلس خلف عجلة القيادة ويركب األشقاء كل في مكانه‬

‫‪-‬السيارة تقترب من الدخول للقاهرة‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪82‬‬

‫الوحدة الصحية‬

‫في غرفة بالوحدة نرى الطبيب في يده مشرط ينظر إلى النساء الملتفين حول قمر‪..‬‬

‫الدكتور‪:‬‬

‫هنقطع صوابعها‪..‬الغرغرينة خلصت عليهم‬

‫الطبيب يبدأ في تجهيز معداته بمساعدة الممرش بينما نرى قمر تهذي‬

‫قمر‪:‬‬

‫عاجبك كده يا شيخ دياب والدك يكتفوني؟!‬

‫سيدة تهمس ألخرى‪..‬‬

‫السيدة‪:‬‬

‫يالهوي‪..‬الست لسه واعية ومأثرة فيها الحكاية‬

‫الطبيب‪:‬‬

‫داروا وشكوا‬

‫تخفي النساء وجهها‪..‬نرى عيونهم تبكي في نحيب‪..‬‬

‫يقطع الطبيب أصابع قمر من كفها وتشهق لنرى‪:‬‬

‫‪-‬تجلس قمر تحت شجرة وارفة أوراقها تظلل مساحة ضخمة‪..‬زكرى واخوته حول أمهم قمر‪..‬‬

‫الصغير ياسين يمسك شعر قمر‪..‬وزكرى الكبير يلعب السيجة مع جودة‪..‬‬

‫بينما يقطع ضاحي الطماطم فوق الجبنة القديمة ويرقد بكر نائما على حجر أمه‪..‬‬

‫خلفهم يد تمسك منشار ضخم تقطع جذع الشجر العجوز‪..‬‬

‫ال تنتبه قمر وال أوالدها‪..‬تسقط الشجرة‪..‬يتفرق شمل قمر وأوالدها وسط المكان الفسيح‪..‬‬

‫زكرى يندفع ليجمع اخوته بينما تقف قمر تشير تجاه ياسين الذي يجري بعيدا‪..‬‬

‫قمر‪:‬‬

‫الحق ياسين يا زكرى‪..‬الحق ياسين‬


‫‪-‬نعود لنرى‪ :‬كف قمر في شاش ملوث بالدماء والطبيب ينهي عمله ويلملم أشيائه وسط النساء الحزانى‬

‫الطبيب‪:‬‬

‫لو سخنت اعملولها كمادات مية ساقعة‬

‫وينصرف الطبيب ونرى وجه قمر يتصبب عرقا‪..‬تقوم احدى السيدات بمسح العرق بينما نرى قمر تهذي‬
‫وتتمتم باسم ياسين‪..‬‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪83‬‬

‫شوارع القاهرة‬

‫السيارة البيجو تصل إلى مشارف القاهرة وبها األشقاء األربعة‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ح أكلكوا لقمة عقبال ما المولد يبدأ ويشرف سي ياسين‬

‫جودة‪:‬‬

‫محدش له نفس‪..‬خلصنا‪..‬شوف ياسين ح تالقيه عند صافي‬

‫زكرى‪:‬‬

‫هو رجعلها تاني؟!‬

‫جودة‪:‬‬

‫ماعرفش‪..‬بس يمكن تعرف طريقه‬

‫زكرى يشير لهمام بأن يدخل يمين‪..‬ويشرد زكرى‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪84‬‬

‫فرح شعبي‬

‫ياسين بمالبس التنورة يرقص مع صافي وسط فرح شعبي‪..‬وفجأة يدخل زكرى الفرح يحمل شومة‪..‬يقترب‬
‫من خشبة المسرح في جدية وسرعة بينما يدور ياسين في اندماج كامل‪..‬‬

‫يقترب زكرى‪..‬تراه صافي‪..‬تخفي وجهها‪..‬يرفع زكرى شومته‪..‬‬

‫تقف أفراد الفرقة في ذهول‪..‬زكرى يضع الشومة في وسط التنورة‪..‬‬

‫تخفت حركة ياسين والشومة معلقة بين ياسين وبين زكرى حتى تتوقف حركة ياسين ويديه تحيط بالشومة‪..‬‬

‫صوت الصمت‪..‬يتبادل ياسين وزكرى النظرات المليئة بالعتاب من جانب زكرى والتحدي الممزوج بالخزي‬
‫من جانب ياسين‪ ..‬ينظر زكرى إلى الكمنجاتي ويشير له بأن يعزف فيطيعه بعودته إلى العزف‬

‫أفراد الفرقة تعود إلى العزف‪..‬الراقصات يتصدرن المسرح بينما صافي تتابع ياسين وهو يختفي مع شقيقه‬
‫خارج الفرح‬

‫‪-‬أمام غرفة زكرى نرى ياسين يخرج مسرعا تاركا وراءه زكرى واخوته‬

‫زكرى‪:‬‬

‫خد يا ياسين‪..‬خد ياال‬

‫ال يرد ياسين ويتركهم وينصرف‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪85‬‬

‫جبل المقطم‬

‫تقترب سيارة نصف نقل فوقها زكرى وصافي‪..‬تتوقف السيارة عند سفح الجبل‪..‬يمسك زكرى ذراع صافي‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫هنا فين؟‪..‬انتي بتتوهيني وال ايه؟‪ ..‬أقطع خبرك؟!‬

‫صافي‪:‬‬

‫وهللا العظيم وهللا العظيم‪..‬أخوك اللي قاللي لما أتوه منك هتالقيني في الجبل مستنيكي‬

‫زكرى‪:‬‬

‫اتجن هو راخر ‪ ..‬بيدور على أبوه اهنه اياك‪..‬هيطلعله القط من الجبل تاني!!‬

‫تنظر إليه صافي ال تفهم شيئا‪..‬بينما يقفز زكرى من فوق صندوق عربة النصف نقل‪..‬يصعد الجبل‪..‬تساعده‬
‫شومته‪ ..‬العرق على جبين زكرى يتقطر ‪ ..‬الشمس الحمراء تظهر وتختفي ‪ ..‬الجبل كتلة نار بين ألوان الرمال‬
‫والتراب تتلون‬

‫يصعد زكرى‪..‬يهبط‪..‬يقع على سفح الجبل ‪ ..‬يدخل ‪ ..‬يخرج من مغارة صغيرة ‪ ..‬يضرب عنق ثعلب‪ ..‬يرمي‬
‫ثعبان بيده من مكانه‪..‬يتلفت حتى يرى ياسين في سفح الجبل يركن جسمه األسمر في كف الجبل وحضنه‪..‬‬

‫ياسين يرفع عينيه الصافية إلى وجه زكرى المتعرج كالجبل‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫لسه بتدور على أبوك؟!‬


‫أبوك سابنا خالص من زمان‪..‬كان حاسس انه هيسيبنا بدري‪..‬كان دايما يوصيني أنا وأمك عليك‬

‫ال يرد ياسين‬

‫زكرى‪:‬‬

‫انت ليه طول عمرك ناكرني من وانت صغير؟!‬

‫ياسين‪:‬‬

‫طول عمري عارفك‬


‫زكرى‪:‬‬

‫انت أولهم في قلبي‪(..‬صمت)‪..‬كل ده عشان رقاصة؟!‬

‫ياسين‪:‬‬

‫ومالها الرقاصة‪..‬مش انسانة لها قلب زيك‪..‬ويمكن أنضف من قلبك كمان؟!‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أنضف من قلب أخوك ابن أمك وأبوك‪..‬كل ده عشان عايز أعمل منك راجل بدال ما كل حد يكلمك‬
‫يتقاله ده الصغير‪ ..‬ده السكرة بتاعتنا ‪ ..‬ده الحنين المتدلع‪ ..‬عايز أشد منك البزازة‪ ..‬عايز ترجع بلدك‬
‫شادد حيلك رافع راسك‪ ..‬على األقل تفرح أمك بيك‪..‬وال عايزها تمصمص شفايفها وتقول لسه صغير‬
‫بكره يعقل‬

‫ياسين‪:‬‬

‫محدش فينا عاد صغير احنا طول عمرنا ماشيين وراك‪..‬جرب تمشي ورانا مرة‬

‫زكرى‪:‬‬

‫خايف عليكم‪..‬الشيلة تقيلة‪..‬لو سبتكوا هتوهوا‬

‫ياسين‪:‬‬

‫أل سيبنا‪..‬ولو عايزنا خليك حوالينا‪..‬وابعد شوية خليك تشوفنا‪ ..‬يمكن نفيدك‪ ..‬يمكن نخف حملك‪..‬‬
‫يمكن تفهمنا‬

‫زكرى‪:‬‬

‫غلطانين‪..‬تعرف لحد ما طلعتلك كام ديب قتلت‪..‬كام كلب‪..‬كام تعلب‪..‬كام تعبان‪ ..‬يابن والدي‪..‬المكان‬
‫كله عقارب‬

‫ياسين‪:‬‬

‫وانت ناسي ان أخوك محوي‪..‬ما تقرصش فيه العقارب؟!‬

‫زكرى‪:‬‬

‫بس فيه عقربة قرصته وتوهته عن أهله‪..‬‬


‫ياسين‪:‬‬

‫صافي مش عقربة يا زكرى‪..‬انت متعرفهاش وماشيفهاش‬

‫زكرى‪:‬‬

‫انا اللي أنا بشوفه وأعرفه في سنة أكتر من اللي انت شايفه وعارفه في كل سنين عمرك والرقاصة‬
‫بتعتك دي أنا ح أقطع خبرها‬

‫زكرى ال يرى ياسين في المكان‪..‬يندفع ‪ ..‬يهرول‪..‬‬

‫يتحرك بين األحجار لعله يرى ياسين بال جدوى وحجر الجبل يهتز تحته‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪86‬‬

‫شقة صافي‬

‫صافي وأمامها ياسين‪..‬‬

‫صافي‪:‬‬

‫ومش خايف من زكرى واخواتك؟!‬

‫ياسين‪:‬‬

‫لو انت خايفة أنا ماشي‬

‫يقف ياسين فتمسك صافي يده‬

‫صافي‪:‬‬

‫اقعد يا ياسين‪..‬أنا خايفة عليك مش على نفسي‬

‫ياسين‪:‬‬

‫ملكيش صالح‪..‬أنا أعرف أحمي نفسي‪..‬جهزي نفسك‪..‬هنكتب الكتاب ونعمل الفرح الخميس الجاي‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪87‬‬

‫غرفة زكرى – فرح شعبي‬

‫صافي تجلس على مقعد العروس وحيدة في انتظار ياسين والفرقة تعزف والراقصات يرقصن‪..‬‬

‫‪-‬في غرفة زكرى‪..‬ياسين مربوط في كرسي خشبي‪..‬يرتدي بدلة كاملة‬

‫بكر وجوده على الكنبة في صمت بينما يسير زكرى ذهابا وايابا أمام ياسين في دهشة‬

‫زكرى‪:‬‬

‫اتجننت يا ولد القط عايز نناسب رقاصة‪..‬عايز أمك تطين راسي بالطين؟!‬

‫ياسين وهو مربوط‪..‬‬

‫ياسين‪:‬‬

‫مالكش صالح بيا‪..‬أمي وأنا حر معاها يا أخي مالك انت‪..‬هو أنا طلبت منك جنيه واحد!‬
‫هملني في حالي ال هتخسرني ليوم الدين‪..‬ولو جتلك ميت ما تكفنيش يا زكرى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫كالم فارغ‪..‬البت دي مش هسيبها وهخليها تعرف مين عيلة القط‪..‬ده انت مأصل ياد‬

‫يلتفت إلى اخوته في تأكيد على صحة كالمه‬

‫زكرى‪:‬‬

‫لو واحد بس من اخواتك رضي عاللي بتعمله مش هوافق على فرحك بس‪..‬أل‪..‬هرقص فيه كمان‬

‫ياسين ينظر إلى اخوته الصامتين ال تتحرك عيونهم‪..‬وفي طفولة ينطق ياسين‬

‫ياسين‪:‬‬

‫ضاحي موافق‪..‬لو مكانش طفش من عمايلك كان زمانه واقف معايا دلوقتي‬

‫يستدير زكرى‪..‬يقترب من وجه ياسين‬

‫زكرى‪:‬‬

‫طفش من عمايلي‪..‬أنا ح أوريك عمايلي صح‪..‬ح أطربقلك الفرح ع اللي فيه علشان يعرفوا مين عيال‬
‫القط‬
‫يندفع زكرى خارج الغرفة بينما ياسين ينتفض يحاول أن يخلع نفسه من قيده بالكرسي‬

‫‪-‬ما زالت صافي تجلس على مقعد العروس وحيدة تنظر بوابة صوان الفرح‪..‬شومة تكسر الكشاف‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪88‬‬

‫سوق حديقة األزبكية‬

‫يقف ياسين خلف العربة الممتلئة بالشرائط‪..‬بجواره خمس عربات بها نفس كمية الشرائط‬

‫وعلى كل عربة كاسيت صيني ضخم‪..‬‬

‫تمتزج أصوات األغاني الشعبية الخمسة‪..‬‬

‫يجلس ياسين على حجر جيري خلفه أفيش مسرح العرائس‪..‬‬

‫يقف بائع عرقسوس أمام ياسين يحرك الصاجات بأصابعه‪..‬‬

‫ياسين يعطيه نصف جنيه فيصب البائع كوب عرقسوس يقدمه لياسين‪..‬يحتسي ياسين العرقسوس‪..‬‬

‫تقترب صافي من ياسين‪..‬ينتبه إلى وجهها‪..‬تسير ببطئ بطنها منتفخ من الحمل‪..‬ومرتدية خمار‪..‬‬

‫شفتيه تتحرك بكلمة حامل‬

‫بجوارها زوجها شاب قصير ممتلئ يأكل من كيس فيشار‪..‬تلمحه صافي‪..‬‬

‫تترك على شفتيها ابتسامة شاحبة ثم تسرع في خطواتها‪..‬‬

‫يتابعها ياسين وهو يهز رأسه في دهشة على مالمح وجهه الشرود‪..‬‬

‫تختفي صافي فال يستطيع تمييز مالمحها وسط عشرات النساء والشابات التي تتجه إلى نفق المترو‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪89‬‬

‫سوق العتبة – أمام شقة صافي – طريق صالح سالم‬


‫حي السيدة عائشة – مقابر المماليك‬

‫تتوقف السيارة في احدى الحارات بالعتبة ويهبط منها زكرى‬

‫‪-‬على باب شقة صافي يدق زكرى الباب لتخرج له احدى زميالت صافي‬

‫زكرى‪:‬‬

‫صافي موجودة؟‬

‫زميلة صافي‪:‬‬

‫صافي ماعادتش ساكنة هنا‪..‬دي عزلت من زمان‬

‫‪-‬يستقل زكرى مرة أخرى السيارة وتنطلق في طريق صالح سالم‪..‬‬

‫تتوقف السيارة على مشارف حي السيدة عائشة‪..‬ينزل منها زكرى ويدلف داخل مبنى وراءه همام ويخرج منه‬
‫ووراءه رجل آخر يحملون حلل مليئة بالطعام يضعوها في شنطة السيارة‬

‫السيارة في طريقها بين مقابر صالح سالم إلى أن تصل إلى مقابر المماليك وعلى ذلك نسمع‪..‬‬

‫صوت زكرى‪:‬‬

‫افرش المالية يا ضاحي‪..‬‬

‫على جانب الطريق ‪ ..‬على مساحة الرمل بجوار البيجو ‪ ..‬يفرش ضاحي المالية لجلس زكرى بين اخوته‪..‬‬

‫يرفع غطاء الحلة ويضع الدواجن‪..‬بط وحمام أمام اخوته‪..‬يتشمم بكر الطعام باندهاش‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫مالك؟!‬

‫بكر‪:‬‬

‫كأنك جبت الوكل من البلد اياك!!‬

‫زكرى‪:‬‬

‫وأجيبلكوا البلد هنا لو حكمت‬


‫جودة‪:‬‬

‫ما تتفردش أوي كده يا هدهد سليمان‬

‫زكرى‪:‬‬

‫بالش لسانك المسطول ده‬

‫جودة‪:‬‬

‫بطل بقى كالم النحورة ده‪..‬انت هتتخن علينا بأمارة ايه‬

‫زكرى‪:‬‬

‫بأمارة اني أخوكم الكبير‬

‫جودة‪:‬‬

‫انت اللي اخترت تبقى الكبير‬

‫زكرى‪:‬‬

‫وأنا شايل‬

‫جودة‪:‬‬

‫واحنا عايزين ننزل‪..‬ما احنا كمان كبرنا‬

‫زكرى‪:‬‬

‫انت عارف يا جودة‪..‬انت عامل زي ما تكون واقف في وشك مرايا ونازل ضرب وحرب في نفسك‪..‬‬
‫الحرب مش في المرايا يا مسطول ‪..‬الحرب حوالين منك‪..‬احنا واحد‪..‬عصبة واحدة‪ ..‬ليه تخللي‬
‫الغريب شايفنا متفرقين؟!‬

‫جودة‪:‬‬

‫يا زكرى احنا عشنا في حضنك سنين‪..‬كان صوتك صوتنا وحكايتك حكايتنا ولمتنا‪..‬لحد ما بقى الكالم‬
‫من أي حد فينا من غير اذنك حناية‪ ..‬لحد ما بقى الهوا بيطلع بس من مروحتك‪..‬ونسيت ان قمر أمنا‬
‫كلنا مش أمك لوحدك‬

‫زكرى‪:‬‬

‫بس أنا اللي عندي السر ودافنه في قلبي‬


‫يرفع بكر وجهه نحو زكرى‪..‬‬

‫بكر‪:‬‬

‫سر ايه ده اللي يخليك تتعدى على حبيبتي وتركبها‪..‬‬

‫سر ايه ده اللي يخليك فاكر ان قلبك بس اللي بينبض وقلوبنا حجارة‪..‬‬

‫سر ايه ده اللي انت عايشه ومصدقه‪..‬انت فاكر ان غلطك صح عشان انت الكبير‪..‬‬

‫فاكر ان الدماغ عندك انت واحنا روسنا مهجورة‪..‬أل يا ولد القط‪..‬‬

‫انت واحد‪..‬وكل واحد فينا واحد‪..‬السر مش معاك لوحدك‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫السر حمله تقيل‪..‬خفت يقطم ضهركوا‬

‫يقف ضاحي على ركبتيه‪..‬‬

‫ضاحي‪:‬‬

‫كداب يا زكرى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫حتى انت يا ضاحي ياللي عمرك ما طلعت العيبة من بقك‪ ..‬كنت فاكرك أكتر واحد حاسس أنا عملت‬
‫ايه عشانكوا‬

‫ضاحي‪:‬‬

‫انت كل شوية تعايرنا باللي عملته‪..‬انت الكبير ولينا حق عليك‬

‫زكرى‪:‬‬

‫وسديت‪..‬وعمري ما قصرت معاكوا‪..‬بس انتوا اللي زي القطط‪..‬تاكلوا وتنكروا‬

‫ضاحي‪:‬‬

‫احنا ما نكرناش لما كنت بتدي بحق بحق وحقيقي‪..‬بس انت اتغيرت يا زكرى‪ ..‬انت بقيت بتفتكرنا‬
‫بس عشان تحس انك الكبير‪..‬النك من غيرنا مش هتالقي حد تبقى كبير عليه‪ ..‬زمان كنت بتفكر فينا‬
‫عشان بتحبنا‪..‬دلوقتي بتفكر بس قد ايه احنا بنحبك‪..‬قد ايه احنا تحت طوعك وحواليك‬
‫زكرى‪:‬‬

‫خالص بقيتم انتم ضحية الكبير؟!‬

‫يقف جودة‬

‫جودة‪:‬‬

‫أنا مش مسافر معاك‪..‬مليش مزاج‪..‬ح أروح لوحدي‬

‫ضاحي‪:‬‬

‫وأنا ح أسافر في القطر‬

‫بكر‪:‬‬

‫خدني معاك يا ضاحي‬

‫يخرج زكرى مسدسه‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫اقف عندك انت وهو ‪..‬وهللا ما أخون عهدك يا قمر ‪ ..‬هنسافر كلنا في عربية واحدة‪ ..‬عايز أمكم‬
‫تشوفنا كف واحد‪..‬كف قمر‪..‬يمكن دخولنا عليها يشفيها وتخف‪..‬‬

‫تتالقى نظرات اخوات زكرى‪..‬ويعزمون أمرهم على ترك زكرى فيمشون‪..‬‬

‫واذا بزكرى يطلق رصاصات مسدسه في الهواء ثم تحت أقدامهم فيتسمرون‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫اللي يحب قمر يركب معايا‪..‬‬

‫تتالقى نظرات االخوة مرة أخرى‬

‫جودة (بهمس)‪:‬‬

‫يال اركبوا‪..‬مش عايزين مصايب‬

‫ويتجهون للسيارة ويخفي زكرى مسدسه ليركب مع اخوته لتنطلق بهم البيجو إلى مولد سيدنا الحسين‪..‬‬

‫بينما البط والفراخ والحمام فوق المالية تتخطفهم الطيور والكالب‪..‬‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪90‬‬

‫ساحة انتظار السيارات‬

‫بجوار ساحة سيدنا الحسين‬

‫تصل السيارة البيجو إلى ساحة انتظار السيارات بحي الحسين‪..‬‬

‫يتابع زكرى من مكانه زحام ساحة المولد بتوتر شديد‪..‬‬

‫يسير التاكسي في بطء شديد خلف عشرات السيارات‪..‬‬

‫يلتفت إلى همام‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫عقبال ما تلف أكون جبت ياسين وجيت‪..‬‬

‫ينزل زكرى ويختفي وسط جمهور المولد‪..‬‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫ليل ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪91‬‬

‫ساحة سيدنا الحسين‬

‫{صوت الذكر يمتزج باالنشاد الديني}‪..‬‬

‫ساحة الميدان كيوم الحشر‪..‬ال تستطيع أن تميز الوجوه من بعضها‪..‬أمواج البشر تتدافع في ايقاع حاد منتظم‪..‬‬

‫تتناغم ألوانهم رغم تباين المالبس واختالف األعمار في الساحة كسرب حمام داخل رقعة يتمايلون على ايقاع‬
‫الذكر المعروف‪..‬‬

‫يقف ياسين وسط صف من بائعي الشرائط في مثل ععمره تقريبا‪..‬‬

‫يصفق ياسين على يديه تصفيق مميز يقلده باقي الشباب ‪ ..‬يدور ياسين وفي عينيه حنين وشوق‪..‬‬

‫يعلو ايقاع الذكر‪..‬‬

‫بحماس شديد يدور ياسين مثل طائر‪..‬‬

‫يحيطه الشباب ليفسحوا لدورانه مساحة وسط زحام البشر‪..‬‬

‫يفاجأ ياسين بوقوف زكرى أمامه يحكم قبضته ويدفع بهما في صدر زكرى فيسقط على األرض‪..‬‬

‫ياسين يقفز فوق جسد شقيقه‪..‬ليشق طريقه بين آالف الرجال‪..‬‬

‫يتحامل زكرى ليقف مرة أخرى يتلفت في عصبية‪..‬يندفع في ثورة وبين الزحام يحاول أن يرى ياسين‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ياسين‪..‬ياسين‬

‫يندفع زكرى تجاه ساحة الذكر‪..‬يميل على أذن المنشد ويحدثه فيترك له المايك‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ياسين‪..‬أمك بتموت‪..‬قمر بتموت يا ياسين‬

‫لم تتوقف حركة الذكر‪..‬‬

‫ينتبه المنشد إلى حيرة زكرى وصدق صوته وقلة حيلته في ايقاف شقيقه فيمسك المايك من زكرى وينظر إلى‬
‫سجادة الرؤوس أمامه‬
‫المنشد‪:‬‬

‫ياسين‪..‬ياسين‪..‬ياسين‬

‫يتوقف ياسين وسط الجموع‪..‬يتجمد‪..‬نرى الناس تفتح طريقا من المسرح إلى ياسين‪..‬ليفاجأ زكرى بشقيقه‬
‫وحده في طريق طويل بين الناس‪..‬ينظر بامتنان للمنشد‪..‬ينزل من فوق المسرح‪..‬يجري نحو ياسين بين‬
‫الجماهير التي تفسح له الطريق ليمشي وسطها وكأنه يمشي على سجادة بين أسوار الناس الثابتة بعيونها‬
‫عليه‪..‬‬

‫ياسين ينظر تجاه زكرى ويخفي وجهه حتى ال يرى بكاءه‬

‫‪-‬ياسين أمام زكرى في جانب من المولد قريب من موقف السيارات‬

‫ياسين‪:‬‬

‫تصدق اني مش شايفك يا زكرى‪..‬تصدق انت واحد تاني قدامي؟‬


‫انت مقاول وتاجر سالح‪..‬جلبيتك تجيلة‪..‬بتستحمل حرها؟‬

‫زكرى‪:‬‬

‫كل ده عشان كنت عايزك كبير في عنين الناس فحاولت أعقلك‬

‫ياسين‪:‬‬

‫وانت بقى عقلتني وكبرتني‪..‬غلطان يا خوي‬

‫ال أنا مجنون وال انا صغير‪..‬محدش داق الغربة ويبقى صغير‬

‫محدش بيسد جوع نفسه ويوقف وجع بطنه ويبقى صغير‬

‫محدش على األسفلت صغير‪..‬وبرضه محدش على األسفلت كبير يا زكرى‪..‬كله غريب في البلد دي‪..‬‬

‫الفرق بيني وبينك انك غيران مني‪..‬غيران اني حبيت واتحبيت‪..‬من غير ديابة وبنادق وعذاب‬

‫زكرى‪:‬‬

‫مش وقت نعرف مين فينا بيحب ومن فينا بيغير‪..‬خلينا نروح ألمك وبعدها ابقى قول اللي انت عايزه‬

‫ياسين‪:‬‬

‫أنا مش رايح لقمر يا زكرى‪..‬ولما تشوفها قولها ياسين زعالن منك وربنا يسامحك على اللي عملتيه‬
‫فينا‬
‫زكرى‪:‬‬

‫أمك معملتش معانا غير كل خير يا ولدي‬

‫ياسين‪:‬‬

‫أل عملت ‪..‬خلتنا نسيب جدرنا وسلمت رقابينا للكبير‪..‬وبأمرها بقى وصي علينا وبيتحكم فينا بهواه‪..‬‬
‫أنا هوايا غير هواك يا زكرى‪..‬‬

‫ينظر له زكرى نظرة غاضبة يقطعها مجيء همام والدماء تسيل من رأسه‪..‬‬

‫همام‪:‬‬

‫اتكاتروا علي‬

‫زكرى (مقاطعا)‪:‬‬

‫بس خالص‬

‫وينظر ألخيه‪..‬‬

‫زكرى‪:‬‬

‫آلخر مرة ‪ ..‬أمك محتاجة تشوفك و‪..‬‬

‫ياسين (مقاطعا)‪:‬‬

‫مش جاي يا زكرى‬

‫يدفعه في صدره ويدفع همام أمامه ويتجه ناحية السيارة‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪92‬‬

‫طريق الصعيد‬

‫بين الطريق الواعر تنطلق البيجو‪..‬الطريق تحتضنه الصحراء الذهبية بأوتادها البنية‪..‬‬

‫ينظر زكرى إلى الجبل صاحب الطريق‪..‬‬

‫همام‪:‬‬

‫اقفل الشباك‪..‬الدنيا تلج‬

‫يغلق زكرى الشباك ونرى أن همام يغالب النوم‪..‬تتغير سرعة البيجو‪..‬يلتفت زكرى إلى همام الذي ينام على‬
‫عجلة القيادة‪..‬يلكزه ليصحو‬

‫زكرى‪:‬‬

‫فتح‪..‬غشلجت والهم قفل عنيك‬

‫يفتح همام عينيه بأصابعه ‪ ..‬سيارة مجاورة تقترب بشكل خطر ‪ ..‬يمسك زكرى عجلة القيادة يديرها بعيدا‪..‬‬

‫يتوقف همام على جانب الطريق‪..‬يخرج زجاجة ماء‪..‬يقف على الطريق ظهره للسيارة‪..‬يرش الماء على وجهه‬
‫ورأسه‬

‫يتابعه زكرى من مكانه وهو يضع األفيون تحت ضرسه‪..‬يستدير همام ‪ ..‬يجلس خلف عجلة القيادة‬

‫همام‪:‬‬

‫لو كباية شاي تشغل األفيونة‬

‫ينطلق بها ويده تضغط على كاسيت السيارة ليعلو صوت الشيخ ياسين والبيجو تنطلق في طريق الصعيد‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشهد ‪93‬‬

‫قرية الكوامل‬

‫دار أميرة – دار قمر‬

‫زكرى يجلس بجوار همام يطل بعينيه تجاه قريته التي بدأت تظهر كالسراب‪..‬‬

‫القمر ظاهر في دهشة وسط السماء ‪ ..‬الفضة تفترش المكان‪..‬‬

‫‪-‬البيجو تتوقف أمام دار قمر‪..‬‬

‫تفتح قمر عينيها باسمة وهي ترى الكلب يستيقظ من جوارها ويشق طريقه بين النساء المتشحات بالسواد‪..‬‬

‫يخرج من بوابة الدار ‪ ..‬يندفع في سرعة خاطفة تجاه بيوت القرية‬

‫يصل زكرى إلى حيث منزل أميرة لينظر إليها من الشباك ليراها تجلس‪..‬بجوارها ابنها في السادسة من عمره‬
‫والغريب أن يصل هذا الطفل يقوم باطعام أمه‪..‬ينظر لها فتنظر له في شرود وكأنها ال تعرفه‪..‬‬

‫‪-‬زكرى أمام دار قمر يهبط من البيجو ليرى ‪..‬األهالي نساء ورجال في تجمعات متقاربة حول الدار‪..‬‬

‫ويلتفتون على نزول زكرى من التاكسي‪..‬بينما يندفع الكلب فوق التاكسي يحاول أن يلمس زكرى‪..‬‬

‫يقف الرجال في صمت مهيب‪..‬‬

‫يلمح جالل الموقف ‪..‬يحتضن الكلب زكرى ‪..‬يبكي الكلب بدموع حقيقية‪..‬‬

‫يندفع إلى داخل الدار متجاوزا تجمعات األهالي‪..‬يندفع أحد األهالي يسبق زكرى إلى دار قمر‬

‫يقف زكرى أمام بوابة الدار ‪ ..‬يفاجأ بعدم وجود باب للدار ‪ ..‬يقترب منه أحد األهالي‬

‫أحد األهالي‪:‬‬

‫أمك كبيرة‪..‬سرقوا البوابة ‪..‬بقالك انت واخواتك سنين ما ديتوش‬

‫يدلف زكرى داخل الدار ‪ ..‬القمر يتوسط حوش الدار‪ ..‬ضوءه الفضي يعطي احساسا مقبضا موجود بعض‬
‫نساء القرية بمالبسهم السوداء في أكثر من مكان في ساحة الحوش‪ ..‬يندفع إلى أروقة الدار يفاجأ بعدم وجود‬
‫جدران الدار تقترب منه سيدة مسنة ضعيفة‬

‫السيدة‪:‬‬

‫بيسرقوا الجدران ويبيعوها‬

‫زكرى يقف أمام رواق قمر‪ ..‬تخرج النساء من عمق الرواق‪ ..‬يختفي زكرى داخل الرواق‬
‫داخل رواق قمر يتراجع الطبيب‪ ..‬يقترب زكرى‪ ..‬يرى كفها مقطوع‪ ..‬يسقط على ركبتيه أمام سرير أمه‬
‫المتواضع‪ ..‬يحبو حتى يصل إلى وجهها‪ ..‬تفتح عينيها ‪ ..‬تبرق ‪ ..‬تعتدل ‪ ..‬يحاول منعها‬

‫زكرى‪:‬‬

‫استريحي يا أم زكرى‬

‫تنظر إليه تمسك بيدها اليسرى يد ابنها‪..‬تتشمم مالبسه‬

‫قمر‪:‬‬

‫ريحتك زي ما هي يا زكرى مخلطهاش الدخان‬

‫تعرق رقبتها ‪ ..‬تنظر في أنحاء الغرفة ‪..‬‬

‫قمر‪:‬‬

‫فين اخواتك يا زكرى؟!‬

‫يشير في تردد يحاول اخفاء احباطه‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أنا قلت أشوفك األول‪..‬عارفك مش عايزة تخضي عيالك يا قمر‪ ..‬الصبح هبعتلهم‪..‬ل زكرى مش‬
‫مكفيكي يا أم زكرى‪..‬‬

‫تنظر في عينيه‪ ..‬يحاول الهروب من نظراتها‬

‫قمر‪:‬‬

‫عايزة عيالي يا زكرى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫قبل ما يطلع علينا النهار هيكونوا عندك‬

‫قمر‪:‬‬

‫أنا ماشية مش هيحصلوني يا زكرى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫بعد الشر عنك يا أمي‬


‫يجلس بجوارها يقبل كفها األيسر‪ ..‬تنظر إلى كفه‬

‫قمر‪:‬‬

‫باين عليك مستريح في شغلك يا زكرى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫الحمدهلل‬

‫قمر‪:‬‬

‫كفك نعمت‬

‫يفرد زكرى كف يده الناعم‪..‬تضع قمر كفها على كف ابنها‪ ..‬تتلمس كف ابنها‬

‫قمر‪:‬‬

‫أبوك مات وكفه خشنة‪..‬ياما حبيت أبوك ونمت على يده‪..‬كنت أعرف كل خط في كفه‪..‬لحد ما مشي‬
‫كانت الخطوط في يده بتزيد‪..‬كفه زي األرض ناشفة وحنينة‪..‬وحشني أبوك‬

‫تتلفت قمر إلى جدار مكسور‬

‫قمر‪:‬‬

‫لسه بتبني يا زكرى؟‬

‫ينتبه إلى فتحة الجدار‬

‫زكرى‪:‬‬

‫قومي انتي بس وآني أبنيلك الدار‬

‫تغيب قمر عن الوعي‪ ..‬يتجه إليها‪..‬يحاول ايقاظها‬

‫زكرى‪:‬‬

‫أما‪..‬أما‪..‬قومي يا قمر‬

‫يتدخل الدكتور الممتلئ‪..‬ويضع يده على رقبتها ليرى النبض‪..‬ثم يفتح عينيها وتبدو عليها عالمات النهاية‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي ‪ /‬داخلي‬ ‫مشهد ‪94‬‬

‫دار قمر – شوارع القرية – المقابر‬

‫يخرج نعش قمر من الرواق‬

‫يحمل زكرى نعش أمه بمساعدة رجال القرية‪..‬يتجهون بالنعش خارج الدار‬

‫أهالي القرية رجال ونساء يملئون المكان بين الدار والجبل‬

‫يسير زكرى حامال نعش أمه واألهالي جميعا خلفه‪..‬يفسح الرجال الطريق ألحد أبناء قمر وقد أتى جودة ويأخذ‬
‫مكانه تحت نعش أمه ويتوالى حضور ضاحي وبكر يهروالن عكس اتجاه النعش ويأخذان مكانهما في حمل‬
‫نعش أمهما بدال من األهالي‪ ..‬يلتفت زكرى لجودة وبأسى يتحدث‬

‫زكرى‪:‬‬

‫كان الزم منتجمعش إال على نعش أمنا؟!‬

‫يسير النعش مقتربا من سور الترب القصير‬

‫عيون زكرى تتعلق بأشقاؤه بكر وجودة وضاحي‬

‫يتلفت زكرى يبحث عن ياسين بال جدوى‬

‫زكرى‪:‬‬

‫ياسين مجاش؟‬

‫أمام قبر قمر االخوة األربعة يمسكون بالفؤوس يهيلون التراب على مدخل قبر قمر ‪ ..‬بينما نجد الشيخ دياب‬
‫يأتي ويقف أمامه ممسكا بابن زكرى وأميرة‪ ..‬ثم يشير للطفل تجاه زكرى واخوته‬

‫الشيخ دياب‪:‬‬

‫اجري سلم على أبوك يا واد‬

‫يجري الطفل نحو زكرى واخوته‪ ..‬يتوقف أمام وجوه االخوة‪..‬ال يعرف وجه أبيه ‪ ..‬يبكي زكرى ويجلس‬
‫القرفصاء نحو ابنه حتى يعرفه‪ ..‬يتردد الطفل ‪ ..‬يفرد زكرى يديه في رجاء ‪ ..‬فيجري الطفل نحو والده زكرى‬
‫ليلتقطه في أحضانه‬

‫‪-‬قطع‪-‬‬
‫نهار ‪ /‬خارجي‬ ‫مشحد ‪95‬‬

‫دار قمر‬

‫يخرج زكرى وجودة وبكر من سور الترب‬

‫يتجهون في بطء نحو دار قمر‬

‫يتصاعد التراب بين أقدامهم التي تحفر األرض‪ ..‬يقتربون من بوابة الدار المسروقة‪ ..‬التراب يلون أسوار‬
‫الدار الطينية‪..‬يدخل زكرى وجودة وبكر وضاحي ومعهم ابن زكرى الدار عندما يسمعون أصوات بالداخل‬

‫يتوقف زكرى عندما يرى ياسين يحمل المعول ويخلط التراب بالماء‪..‬تتالقى عيون االخوة‬

‫يندفع زكرى واخوته يشمرون عن سواعدهم ويساعدون ياسين‬

‫مزج‬

‫زكرى يمسك بفأس موصول بحبل‪..‬يمسك بالحبل بكر وجودة يخلطون األسمنت بالرمل‬

‫بينما يضع ضاحي قصعة حديد على كتفه يمألها له زكرى باألسمنت‪..‬يتجه ضاحي بالقصعة إلى سلم خشبي‬

‫يقف ياسين فوقه يأخذ منهم القصعة ليرش األسمنت فوق الطوب األحمر ونرى أن دار قمر في طورها لتعود‬
‫لسابق عهدها‪ ..‬زكرى يمسح عينيه اخوته‬

‫مزج‬

‫ابن زكرى عاري تماما جسمه مطلي بالطين‪..‬خرطوم يطلق ماء نحو الطفل‪ ..‬يجري الطفل حتى ال تصيبه‬
‫المياه‪ ..‬نرى زكرى واخوته يضحكون وهم يشاهدون أميرة وهي تجري بخرطوم المياه خلف ابنها العاري‬

‫مزج‬

‫تتالقى عيونهم التي ترى قمر تقف وسط الحوش تبتسم في حنان إلى أوالدها‬

‫وعلى ذلك نسمع أغنية ‪– ..‬‬

‫يا طوبة حمرا وطوبة خضرا وطوبة ‪ .....‬البنا يضرب فيها بالموال‬

‫خليكي لوالد الشقا مخطوبة ‪ .....‬أغنا غنا للي ما له غيرك مال‬

‫مهر العرايس كل يوم جايلك ‪ ....‬والليل يجيب الشمس ويخايلك‬

‫وكل من شافك صبح شايلك ‪ ....‬أمنية من رب العباد مطلوبة‬

‫يجعل حمولك زينة الحمال‬


‫ما تنخدعش يا زمن احنا‪......‬الطيبة تنطق في مالمحنا‬

‫لكن خفاف هللا يسامحنا ‪ ......‬ياما افتكرنا الطيبة معطوبة‬

‫ياما لعبنا وياما كنا عيال‬

‫اختفاء‬

You might also like