Professional Documents
Culture Documents
قلم حمرة 30
قلم حمرة 30
تقدم
كف القمر
قصة وسيناريو وحوار
(ناصر عبد الرحمن)
إخراج
(خالد يوسف)
فجر /خارجي /داخلي مشهد AV1
قرية الكوامل
كتلة من المنازل البسيطة المتواضعة والمتالحمة وكأنها تتحامى بعضها ببعض ويظهر من وراءها جبل
مساخة بكثبانه وصخوره الكاحلة والجامدة التي عصيت واستعصيت على النيل الجارية مياهه بموازاتها ان
تصبغها ببعض من االخضر ....بيت على يمين القرية وحيد فسيح ...جدرانه من الطوب اللبن وغير مكتملة
الحوائط وتبدو كسور قصير يسهل القفز عليه ...شجر النبق بال اوراق يحيط ببئر قديم يتجاوز البئر بعض
الصبية ...يتجهون نحو اسوار البيت الطيني ...يتسلقونه ويختفون بمعاولهم داخل البيت ....يقفز كلب عجوز
من جوار قمر التي ترقد على مصطبة طينية مغطاة ببطانية قديمة داخل غرفتها ....
قمر(في السبعينيات من عمرها ...جسمها ضعيف ...شعرها أبيض ...التجاعيد تزيد وجهها مهابة وتعظيما
) ...تفتح عينها على صوت نباح الكلب ...ترفع شومه من جوارها لتزيح باب الغرفة القبة لتفسح لنور
الصباح ....تظهر الغرفة الطينية الفسيحة ..المقود يمتلئ برماد النار ..تتحامل قمر على العصا ..يسبقها
كلبها الى خاج الغرفة ..تتلفت خلف الكلب العجوز ...قمر حافية القدمين ....تربط شال على وسطها ...يندفع
الكلب على درجات سلم طيني ...تحبو قمر بصعوبة لتصعد خلفه الى الغرفة العلوية المهجورة ...على
الجدران رسومات بدائية لرحلة الحج ....تنتبه قمر الى الصبية وهم يسرقون جدران الحائط الطينية ....
قمر:
يا حرامي يا ولد الفاجر
يندفع الصبي يضرب الكلب بالمعول وهو يدفع الجدار الطيني ليسقط خارج الدار ..الجدران تسقط ..تقف
قمر على عتبة الغرفة التي اصبحت بال جدران وهي ترى الصبية يحملون الطوب داخل اجولة وهم ينندفعون
تجلس قمر تبكي ...تصاب بدوار ...يغشى ....عليها الكلب يدور حولها
-قطع-
نهار /داخلي مشهد AV2
الطبيب الشاب يأخذ منها عينة دم بينما التمرجي والنساء عند باب الغرفة..
التمرجي:
هملوها وفسحوا كده ..هتدخلوا معاها الجبر إياك!
أصوات النساء:
جبر ياخدك يا حزين
التمرجي:
ما وراناش غير قمر ..كل يومين غيبوبة!!
بمجرد خروج التمرجي تندفع النساء ....تتقدمهم سيدة وقورة (ام جمال ) تنظر الى قمر ...وبجدية شديدة ....
الطبيب(بدهشه):
ونعم باهلل يا دكتور ....قدامك ساعة زمن تفوجها .....قمر ما عتموتش اال لما يجي زكري ابنها
واخواتها
يفاجئ الطبيب بالنساء يتزاحمن اما سرير قمر ووجوهن متجهة نحو قمر وبصوت آمر
يفاجئ الطبيب بقمر وهي ترفع كفها المعروق الناشف تحاول القيام ...ونالحظ ان كفها اآلخر متورم ويبدو
عليه االحمرار واالحتقان ...تندفع اليها ايادي النساء وتحاول ان تساعدها على القيام ....تنفض قمر ايادي
النساء وسط دهشة وتجمد الطبيب وتقوم من السرير وتتجه للخارج
-قطع -
ليل /داخلي دار قمر مشهد AV3
غرفة قمر
الغرفة شبه مظلمة ...بجوار راكية النار ترقد قمر وهي تنظر الى ام جمال أمامها التي تلتفت على صوت
ام جمال:
أهو جمال جه أهو أهو
قمر :
خليه يدخل ....هو جمال غريب ....
يدخل جمال ( ...شاب في العشرين من عمره ) ...ينحني ليقرفص امام قمر ....تنظر مباشرة في عينيه
قمر:
عايزاك في طلبية
جمال:
عيني يا خاله
قمر:
انت نازل مصر ميته ...؟
جمال :
انا هانزل في قطر المغربية
قمر :زكري واخواته ....عايزة اشوفهم
قمر:
ما تخوفهمش ..أنا شديدة يا واد واسأل أمك
أم جمال:
يعاود عيالك بالسالمة وتتلجيهم وانتي على حيلك
تبتسم قمر..بينما يخرج جمال من الغرفة ..تستوقفه قمر وترفع كفها بأصابعه الخمسة المفرودة
قمر:
الخمسة..قول لزكري اوعى ينقص منهم صباع
-قطع-
نهار – ليل /داخلي /خارجي مشهد AV4
محطة مصر
-قطار ينطلق في طريق الصعيد متجها للقاهرة ونرى النيل يمشي بمحاذاة قضيب القطار..
-في داخل محطة مصر نرى جمال يهبط من القطار ويتجه لداخل المحطة..
-عم يونس (تجاو السبعين من عمره) ضئيل الحجم عصبي ..مالمحه حادة..على وجهه طبقة متراكمة من
الجلد..عينيه ضيقة تلمع في الظالم..يجر قدميه في حرص وخفة بين مقاعد الدرجة األولى..في يده كشاف
صغير معدني ومكنسة من القش يكنس بها أرضية العربة وهو يعبث في مهارة معتادة وبال دهشة داخل
حواف المقاعد..ومن جيوب مساند المقاعد يلتقط جريدة..
يلتقط علب المشروبات الممتلئة وبعض النقود الورقية الصغيرة الفئة يخفيها في جيبه ويضع الباقي داخل
حقيبة قماشية..ينتقل عم يونس كشافه في بطء..يكمل سيره وهو يلتفت إلى شباك العربة ليرى مدى اقتراب
القطار من المحطة..يصعد الكمسري داخل العربة..يجلس على أحد المقاعد التي يقترب منها عم يونس..
الكمسري:
اخلص يا عم يونس يعني هتالقي الجنيهات!
عم يونس:
انتوا هتخلوا في القطر حاجة..القطر بييجي من هنا..وانتم تمسحوه مسح من هنا
يضحك الكمسري..
الكمسري:
ما تبيعلي السنة الدهب الباقية دي يا عم يونس..الدهب بقى ب 170جنيه دلوقتي
عم يونس:
خللي التربي يالقي حاجة ياخدها وهو بيكفني..دول كانوا تسعة دهب راحوا سنة ورا سنة
نرى المحطة صفراء اللون على رصيفها بعض الركاب بجوار حقائبهم يندفعون إلى القطار..
صوت مذيع القطار:
القطار 990القادم من سوهاج ..القطار 990القادم من سوهاج
ينزل عم يونس وهو ينظر إلى القطار القادم من سوهاج والذي يوازي القطار الذي نزل منه
يفاجأ بجمال يقفز من القطار يحمل حقيبة جلدية وكرتونة على كتفه يقترب من عم يونس..
جمال:
ازيك يا عم يونس
يلتفت يونس..
يونس:
ازيك يا جمال..أخبار البلد ايه؟
جمال:
قمر مرات سليمان القط يا عم يونس
عم يونس:
ماتت؟!
جمال:
أل لسه..عايزة تشوف والدها
عم يونس:
عايزة مين من عيالها يا واد..عيال قمر خمسة..وكل واحد منهم في حتة(..وبحسرة) اتفرقوا من زمان
جمال:
ولني لزكرى انت بس وهو يلمهم بمعرفته
عم يونس:
ح يلمهم ازاي..دول عايزين زمن عشان يتلموا تاني!
يندفع القطار من جواره يصدر صفيره المعهود..وتنزل آخر التترات على هذه اللقطة
-قطع-
نهار -ليل /داخلي -خارجي مشهد 1
دار قمر -جبل مساخة
كف قمر على حديد شباك دارها وهي تنظر إلى الجبل في انتظار طال (قمر في منتصف الثالثينيات)..
-سليمان القط (في بداية األربعينيات من عمره مالمحه الحادة ال تنفي عن عينيه طيبة المصريين) أمام
صخور الجبل يمسك القدوم بكلتا يديه بال تعب..العرق مبدور والنفس يعلو ويهبط والكف على القدوم والمكان
مضاء عن طريق سلك واصل بلمبة..
يضرب القط ضربات فوق األحجار..ينكسر القدوم على صخرة قاسية..يتراجع القط..يندفع حوله النحاتين..
نحات (:)1
قاسية بنت الكلب..
القط:
نضربها كلنا..
نحات (:)2
حتى لو اتكسرت هتالقي وراها ايه يعني..المكان ده ما فيهوش حاجة..بقالنا شهر وما بانلوش أمارة
نحات (:)3
خلينا ننزل ونقولهم المكان فاضي ونخلص وادينا خدنا أجرتنا
ينظر إليهم القط وهو يقشر الجلد من كفه
القط:
العمى صايبكم وبس..الصخر ده بيقول كالم ومحدش سامع
نحات (:)1
كالم ايه يا مخرف؟!
القط:
الصخرة دي وراها السر..وهللا ما أسيبها..بقولكم الكنز ورا الصخرة
يشيح الرجال بأيديهم وينسحبون..
نحات (:)3
احنا نازلين يا قط..لو عايز تقعد لوحدك انت حر..
يجري خلفهم القط ويمسك أحدهم وبرجاء..
القط:
طب ساعدوني نكسر دي بس..الخير لما ح ييجي ح يعم ع الكل..
(ثم في حسم وقوة) ما بجاش فيكم حيل وال ايه؟!
يبعده الرجل..
الرجل:
بالش وش يا قط..خربش وحدك..المكان ده ناشف وحزين
وينصرف الرجال ويتبقى القط وحيدا..
-في دار قمر نرى قمر تعره إلى الشباك عندما تلمح نزول الرجال..تتراجع إلى غرفتها ..تقترب من مرآة على
الجدار..تقرص خديها بأصابعها..تضم شفتيها..
تمسك بحمامة ترقص على شباكها..تشد ريشة من الحمامة..تضع الريشة في قلب بصلة ثم تضع الريشة في
حجر الكحل..تكحل قمر عينيها..تقترب أصوات قدوم الرجال..تندفع قمر إلى شباكها..ومن خلف الضلفة..
قمر:
وين القط يا اسماعين؟
اسماعيل:
ما جاش
قمر:
هملتوه في الجبل وحده؟!
اسماعيل:
بال قلة بصيرة..دماغه أنشف من الجبل
تقبض قمر على حديد الشباك تنظر إلى الجبل..
-تصعد قمر على صخور الجبل ..صوت أنفاسها يختلط مع أصوات الديابة في ليل موحش برغم اضاءة
القمر ..تمسك بعصا غليظ..تتلفت في خوف..تتلفت في خوف..ترى الديابة أمامها..ترتجف..تنحني وهي تنظر
للديب..تمسك بالحجر وتقذف به حتى يبتعد الديب..وما أن تتحرك عدة خطوات حتى نجد تحت قدميها ثعبان
كبير تدوس على طرفه فيلتف بسرعة مذهلة حول قدمها وبشجاعة نادرة نجدها تمسك برقبة الثعبان بأصابعها
وتضغط عليها بقوة حاسمة ليفتح الثعبان فمه في لقطة مخيفة ولكننا نرى قوة بأسها وهي تضع راسه على
األرض بينما ال يزال بعضا منه ملتف على قدمها وبالقدم األخرى تدوس على رقبته لتحرر يدها وتتناول
حجرا ضخما وهي منحنية وبكل عزم تطحن رأسه لينهار في لحظة ويسقط صريعا..تتنفس قمر الصعداء ثم
تواصل طريقها..
-داخل المغارة نرى القط يواصل عمله ويزيل صخور مهشمة من حائط..وتندس يده داخل كوة داخل الحائط
ليتحسس بأصابعه جدار داخل الكوة..وجهه يشرق..يتلفت في ذهول ويرقص وهو يقول..
القط:
النقش..النقش..أنا كنت عارف..أنا المفتاح..أنا السر
يمسح العرق..يقبض على القدوم ويسمي باسم هللا..ويضرب ضربة يسقط بعدها الجدار كله..
-خارج المغارة تصل قمر وتنادي عليه..ينتبه القط للنداء فيخرج على الفور ليجد امرأته أمامه فيقوم
باحتضانها..
القط:
الخير على قدوم الجايين..لقيت الكنز يا قمر..لقيت الكنز
قمر:
أنا مليش دعوة بالكنز..أنا لي دعوة بيك انت..أنا خايفة عليك..المكان كله تعالب وديابة وتعابين
القط:
من امتى واحنا بنخاف؟!
قمر:
حسك بيحوش الخوف يا أبو زكرى..بس انت وحشتني..
يربت على كتفها..
القط:
روحي وأجيكي بكرة
تمسك في جلبابه..
قمر:
وهللا ما أسيبك..رجلي على رجلك
يبعدها القط..
القط:
يا مره الكنز جوه..روحي نادي على الرجالة
قمر:
تنزل معايا
القط:
ما أقدرش أسيب الكنز ..روحي انتي دلوقتي..بكره الدهب يريحنا ويريح والدك ونبني الدار
تترك قمر جلباب القط ..تنزل القرية..بينما يهرع القط لداخل المغارة بعد أن يطمئن..
-يصعد زكرى (صبي في الرابعة عشر من عمره) دروب الجبل البني الضخم والشمس حارقة..يحمل منديل
به طعام..منحنيات الجبل تعرقل زكرى..يترنح..يكاد يسقط..يتمالك نفسه..تحفر أصابعه تضاريس الجبل
ونستمع إلى أصوات المعاول تدق في الصخور..يسير في ممر ضيق مظلم يتوقف عند غار ينظر من مكانه
إلى داخل الغار ليجد أبيه يحفر بهمة
زكرى:
الوكل يا قط
القط يرتدي شورت أبيض وفانلة..يندفع تجاه ابنه زكرى..يجلس بجواره ويفتح منديل الطعام..
زكرى:
أمي قلقانة عليك قوي
القط:
هانت يا زكرى
زكرى:
بقولك ايه يا بابا..ايه رأيك آجي أشتغل معاك؟
القط:
ال يا ولدي..سيبلي أنا النحت والتكسير في الصخر..أنا علمتك البنا عشان تبقى مقاول قد الدنيا ..تبني
بيوت وتعمر مداين..قوم يا زكرى قبل الشمس ما تمشي
القط يتابع زكرى ابنه حتى يختفي بين دروب الجبل ثم يواصل عمله في دق الصخور..
-زكرى ينتهي من نزوله الجبل ويرى شخص يبدو عليه األهمية..يهبط من سيارة مرتدي قبعة مثل الخواجات
وبرفقته شخصين مسلحين ويشرعان في صعودهما الجبل..الشخص المهم يستوقفه نزول الصبي زكرى..
يستفسر بعينيه من الرجلين فال يجد اجابة لديهما..
الرجل المهم:
خد يا شاطر..انت نازل من فين؟
زكرى:
من عند أبويا
الرجل المهم:
أبوك مين؟
زكرى:
سليمان القط
يوميء برأسه ويترك زكرى ويصعد الجبل برفقة الرجلين
-تقف قمر فوق سطح الدار..ترقب من مكانها المدى الواسع..عينيها قلقة..خائفة ..تنظر إلى األفق البعيد في
ترقب وقلق..تتابع الرجال أثناء صعودهم سفح الجبل..نحو مغارة الكنز..
-رجال البوليس منتشرون على الجبل أمام المغارة وأهالي كثيرة منتشرة على الجبل..تندفع قمر ووراءها
زكرى وهي حافية القدمين تجاه جبل مساخة وخلفها بعض األهالي..بينما يقف رجال البوليس يحتجزونهم..
زكرى يفلت من حصار البوليس..يستطع الصعود إلى الجبل..يصل إلى الغار يفاجأ بقتل سليمان القط..
يختبئ وهو يرى النقالة تحمل الجثة..بينما يقف رجل أثري يتحدث مع رجل األمن..
األثري:
ده كشف ضخم جدا..لكن تمنه غالي
رجل األمن:
وسرقوا الدهب؟
األثري:
لألسف..اللي شغل الراجل ده قتله وخد الدهب وكالعادة اختفى
يبتعد زكرى وهو يمسح دموعه بكفه حتى ال تسقط
-قطع-
شروق /داخلي مشهد 6
سوق العتبة
شارع محمد علي
داخل دروب السوق شبه المظلم يسير زكرى وجوده وبكر وضاحي وياسين خلف رفعت..
ينظر إلى الدكاكين التي تفتح أبوابها وإلى التنوع الشديد داخل السوق من تجار الخضار واللحوم والدواجن
والفاكهة..
يتوقف رفعت أمام نصبة الشاي في ركن أحد ممرات السوق..
رفعت:
نهارك حلبة يا عم سوستة
عم سوستة في الخمسينات ..نحيف نظيف ..مهندم ..يرتدي مالبس عصرية
عم سوستة:
نهارك قرفة يا رفعت
ينظر عم سوستة إلى زكرى وأشقاءه..
رفعت:
كنت عايز حد يشتغل معاك في النصبة؟
سوستة يشير إلى زكرى..
سوستة:
تعالى انت..باين عليك عفي..هتخوف الزباين والبرشوطات
ينظر زكرى الخوته..
زكرى:
معلش يا معلم خليني لآلخر أطمن على اخواتي األول
سوستة دون أن يشير إلى أحد من أشقاء زكرى
سوستة:
حد يجيب الصنية من على النصبة
يندفع جودة تجاه سوستة..
جودة:
حاضر يا عمدة
يهز سوستة رأسه في رضا بينما ينسحب رفعت ومعه زكرى وأشقاءه..
ينظر زكرى إلى جودة يعطيه الثقة فيبتسم جودة لشقيقه..ينسحب رفعت ومن معه
-يتقدم ضاحي من بين أشقاءه تجاه مخزن بطاطس مزدحم بأجوال البطاطس..
يندفع ضاحي تجاه الشكارة وهو يضع طرف جلبابه في فمه ..نرى الرضا على وجه عم حلمي فيقترب منه
حلمي:
حمل عربية الكارو
يبتسم زكرى لشقيقه وهو يحمل شوال البطاطس ..يسير الباقون خلف رفعت
-يسير زكرى وبكر وياسين داخل بواكي شارع محمد علي..يتوقف بهم أمام دكان لبيع الشراط الشعبية..
يقترب رفعت من صاحب الدكان..
رفعت:
جايبلك صعيدي بس فنان
ينظر إليهم صاحب الدكان ثم يشير إلى ياسين
صاحب الدكان:
قرب يا ابني انت
زكرى يمسك يد ياسين..
زكرى:
أل استنى..روحله انت يا بكر
يرفع ياسين عينه في عين زكرى
ياسين:
أل..هو شاور علي أنا
ينطلق ياسين حتى يقف أمام صاحب الدكان..ينظر إليه زكرى بغضب ثم يغادره
-يتوقف رفعت أمام محل عصير قصب..داخل المحل نرى بكر يمسك بسكين حاد ينظف به أعواد القصب
داخل مخزن القصب..
يجلس زكرى معه معول على رصيف الشارع بجوار عشرات الشباب..تتوقف سيارة نصف نقل يندفع زكرى
وسط الشباب حتى يصعد على السيارة لتنطلق به..يندفع الشباب بالعشرات بينهم زكرى..تمر السيارة على
محل عصير ..ينظر زكرى حيث يحمل بكر على كتفه عشرات األعواد من القصب..تتجاوز السيارة دكان بيع
الشرائط في شارع محمد علي..ياسين يرتب الشرائط..يلتفت زكرى تجاه جودة وهو يحمل صنية عليها أكواب
شاي يدخل بها أحد الدكاكين..يدفع ضاحي عربة كارو عليها تل بطاطس..يشير ضاحي لشقيقه زكرى وهو
ينسحب وسط العمال إلى نهاية شارع محمد علي..
-قطع-
نهار – غروب – ليل /خارجي مشهد 7
صحراء السادس من أكتوبر – دار قمر
أصوات عمال التراحيل:
هيلة هوب ..هيال هوب
تندفع سيارة نصف نقل عليها زكرى وعمال التراحيل في صحراء جرداء..
تتوقف بالقرب من يافطة حديدية مكتوب عليها (عمارة سكنية)..
-حفار ضخم يشق األرض الصحراوية..زكرى يحمل المعول بجوار عمال التراحيل
-يحمل زكرى الطوب األحمر على كتفه..يصعد به على سقالة خشبية
خالط ضخم يخلط األسمنت..يحمل زكرى شكائر األسمنت على السقالة
يمر من بين جدران الطوب ..تصب شكائر األسمنت داخل الخالط الضخم..يصب الخالط األسمنت فوق
الحديد
يصعد زكرى مع عمال التراحيل حاملين (قصعات) األسمنت..
تخفت أصوات العمال ..يعلو صوت موتور السيارة نصف النقل التي تقل العمال بعد يوم عمل مضني
-تحت جنح الظالم ينسحب مجموعة من الصبية ناحية دار قمر
صبي (:)1
انت متأكد ان مفيش حد معاها من والدها؟
صبي (:)2
يا عم بقولك من يوم ما سافروا محدش هوب النواحي دي
صبي (:)3
ما تجمد قلبك أمال..دي ست عجوزة..حتى لو صحيت ح نجري وال عمرها تلحق حد فينا..
يصلون أمام سور الدار وينهالون على بالفؤوس بعضهم يضع الطوب األحمر في شكاير..
تمتلئ الشكاير بالطوب يحملوها ويغادرون دون أن يشعر بهم أحد..
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 8
دكان كاسيت أبو رغدة
يسقط رف شرائط الكاسيت على األرض فتهوي خلفه عشرات الشرائط..يحاول ياسين لم الشرائط فيسقط رف
آخر زجاجي..تخفي صافي فمها عن آلليء فمها بأصابعها الرقيقة المبرومة..يتوتر يتلفت ياسين حتى ال يراه
صاحب الدكان وهو ينظر لصافي بغمزة حتى ال تزيد ضحكاتها..
صافي:
ما تخافش طيب
يقرفص ياسين وهو يتحدث لصافي..
ياسين:
ما قلت مفيش شرايط اسمها رقص بديعة
تضع يدها على فاترينة الدكان..تنحني كي تراه وهو يقرفص خلف الفاترينة فيظهر جمال رقبتها وأرنبة
صدرها الناهد المشدود..
صافي:
بس دور..وحياة أمي هتالقيها..دي حتى بديعة مشهورة..يمكن ده؟
يلتفت إلى إشارتها فيلمح جمال وجهها وعينيها الغمازتين الناريتين فتتحرك يديه بال هدي لتلمس زجاج الرف
المشوش فتجرح كفه
ياسين:
أديني اتعورت أهه
صافي:
استنى استنى..اوعى تلمس حاجة
تستدير صافي حتى تصبح أمامه..ترفع يده تخرج من صدرها منديل..يخدر ياسين تماما وهو يترك أصابعه
تتلمس كفها الجميل وهي تمسح الدماء من يده..ينتبه ياسين عند دخول صاحب الدكان فينزع يده من بين
أصابعها
صافي:
ما تخافش..انت لدغك عقرب..مالك فاير كده ليه؟!
يقترب صاحب الدكان من الفاترينة
صاحب الدكان:
هببت ايه يا ياسين..أنا مش منبه عليك تاخد بالك؟!
تقف صافي تنظر إليه بثقة تدل على معرفة سابقة..
صافي:
ما تزعلش أنا السبب يا أبو رغدة
يبتسم إليها وهو ينظر إلى األرفف المهشمة..
أبو رغدة:
أصله بيقاوح
صافي:
ما تخليه يقاوح..مش أحسن ما يبقى بروطة
بجدية شديدة يستدير أبو رغدة حتى يصبح خلف الفاترينة
أبو رغدة:
قوم ياله سيب الحاجات دي أنا ح أرصها
يقف ياسين في تأسف ..عينيه تنظر إلى األرض ..يلتفت أبو رغدة إلى صافي..
أبو رغدة:
ميت مرة قولتلك اللي ماتعرفش صورته سيبه..ده ما بيعرفش يقرا يا صافي هيجيبلك حاجتك ازاي
بس
تنتبه صافي إلى ضيق وانزواء ياسين بعيدا في ركن بالدكان
صافي:
أجيلك وقت تاني..اتأخرت على الشغل
تعلق صافي عينيها في عين ياسين ثم تخرج من الدكان
-أمام الدكان نرى صافي منتظرة خروج ياسين من الدكان فتسير خلفه على رصيف شارع محمد علي..
صافي:
ياسين
يلتفت يرى صافي أمامه ..يخفي فرحه
ياسين:
نعم..فيه حاجة؟
صافي:
أبدا كنت محتاجة المنديل بتاعي
تتسع عينيه وهو يفتش في مالبسه
ياسين:
باين سبته في المحل
صافي تتفرس مالمحه باستمتاع
صافي:
مش مشكلة..أعدي عليك بكرة تكون جبته
تتركه صافي وتنصرف من أمامه ..يتابعها وهي تتمايل في دالل أثناء سيرها مثل غزال يتهادى في المرعى
-قطع-
نهار /داخلي /خارجي مشهد 9
داخل وأمام دكان العصير
صوت ياسين التهامي صادر من كاسيت الدكان ..بكر يقف خلف الطاولة الرخام يلعق األكواب بأصابعه ثم
يفتح الحنفية ليغسل األكواب ..وفي مهارة يضع أعواد القصب داخل مكاينة العصير..ينظر إلى زحام الزبائن
أمامه وهو يبتسم في صمت تجاه فتاة مالمحها شرقية ..تضع ماكياج بسيط على وجهها .ترتدي عباءة
سوداء..
يصب بكر العصير في األكواب ..يخطف الزبائن منه أكواب العصير..
تقترب منه الفتاة..يمد كوب العصير إليها ..تقع عيناه في عينيها ..بكر يبتلع ريقه..
يرفع زينهم وجهه من خلف مكتب الماركات وهو يتابعها وهي تنصرف من الدكان
زينهم:
مين دي ياله يا بكر..دي وجه جديد في المنطقة؟
بكر:
مش عارف
يرفع بكر وجهه في شرود بينما الزبائن تتزاحم أمامه
أصواتهم:
العصير يا بكر..يا عم خليك معانا هنا
بكر يخلع المريلة ويشير لزينهم
بكر:
تعالى يا وله مكاني أنا راجع حاال
ويترك الزبائن وتتعالى أصواتهم اعتراضا
-يسرع بكر ليلحق بالفتاة ..وبالفعل يجدها فيسير وراءها..
بكر:
انتي ساكنة جديد هنا ..وال كنتي معدية بالصدفة؟
تلتفت الفتاة بحسم..
الفتاة:
شوف يا اسمك ايه..أنا ممكن أخللي اللي ما يشتري يتفرج عليك فلم نفسك بدل ما تالقي الشبشب
متنسر على دماغك
يصعق بكر من رد فعل الفتاة ..ويعود أدراجه خائبا..يقابل شقيقه جودة الذي يبدو أنه قد رأى ما حدث
جودة:
ايه يا عندليب..اديتهملك؟
يشير بكر يده في وجه جودة خجال ويتابع جودة طريقه إلى احدى الطرقات الجانبية
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 10
ياسين:
يا غربه دوبيني ..يا اما ترجعيني
زكرى:
يا ترجعيني لبلدى..يا ترجعيلي ناسي
يدور االشقاء حول بعض في نشوه ويتصاعد ايقاع االنشاد فيتصاعد ايقاع أجسادهم في التمايل يمينا ويسارا
-قطع-
نهار /داخلي -خارجي مشهد 12
الصوت:
قطعني يا زكرى ..آه
يضع زكرى يده على فمها ليكتم صوتها
زكرى:
وطي صوتك يا بنت الجزمة
ونكتشف ان هذه المرأة هي لبنى فتاة بكر..
لبنى:
طب قول بتحبني
ال يرد عليها زكرى..توقف لبنى الممارسة
لبنى:
حتى واحنا كده مستخسر تقوللي كلمة حلوة..ده انا كل حته في جسمي بتحبك يا اخي..قلبك ده ايه..حجر
ما بيحسش؟!
زكرى:
مش مهم قلبي اللي يحس بيكي..فيه حاجات تانية أهم يا حمارة
ويبدأ في ممارسة الجنس مرة أخرى لتصدر لبنى تأوهاتها
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 20
شقة صافي
فتاة صغيرة ( 15سنة) ترتدي شورت وتيشيرت ساخن تفتح الباب..ترى أمامها ياسين يحمل ثالثين شريط
كاسيت..
الفتاة:
انت مين يا كابتن؟!
ياسين:
اني جاي من عند أبو رغدة بتاع الشرايط
تندفع صافي تجاه الباب وهي تزيح الفتاة
صافي:
ابعدي يا بت..ده باعته عمك أبو رغدة. .اتفضل يا سي ياسين
يخطو ياسين على بالط الصالة الفسيح..
يقف على كليم احمر ينظر الى صورة لصافي بين ثالث صور لراقصات الفرقة..تقترب منه صافي وهي
تشير ألفراد الفرقة الخمسة وهم يجلسون على الثالث كنبات البلدي بآالتهم ..كمنجة-أورج-أكورديون-
ساكس..
ينتبه ياسين إلى نظرات اآلالتيه..تسقط منه الشرائط..يصعد بها..تسقط..تساعده صافي..تسقط..تساعده الفتاة
وباقي أفراد الفرقة..بينما يقف الكمنجاتي األسمر الممتلئ الساخر وهو ينظر إلى ياسين..
الكمنجاتي:
هات يا عم الشرايط خلينا نخلص
يقترب ياسين..يرى الستائر حمراء وزرقاء وبيضاء..يتلفت في الصالة وهو يرى قمصان اآلالتيه المزركشة
والبخور يتصاعد..يشعر كأنه في حلم..يحمل الشرائط إلى الكمنجاتي حتى يضعهم على الكنبة بجوار الكاسيت
بينما تخرج راقصة صغير ( 15سنة) ترتدي بدلة رقص خضراء ..ثم يلتفت لراقصة اخرى ترتدي بدلة
صفراء ..ثم ثالثة ترتدي بدلة بيضاء..الكمنجاتي يضع الشريط في الكاسيت..موسيقى التت لسهير زكي
تخرج صافي ترتدي بدلة حمراء..
تقترب الراقصات حتى يتوسطن الصالة أمام عين ياسين الذي يرى وجه صافي الجميلة وباقي الراقصات
يخرج الكمنجاتي شريط الكاسيت ويضع غيره..الراقصات يغيرن طريقة رقصهن..
يد الكمنجاتي تضع شريط ثالث..وكلما وضع الكمنجاتي شريط تعدل صافي من طريقة رقصها
يترك ياسين نفسه وهو يرى اصابع صافي تشير إليه ليقترب..
يتحرك كالمسحور وسط الراقصات حتى يندمج عندما يرى الكمنجاتي يضع شريط للتوني لتشكل الراقصات
دائرة حول ياسين الذي يتحرك مثل حصان عربي اصيل..
ثم يدور حول نفسه لينتفخ جلبابه ويتحول الى تنورة. .يبتلع المكان ليصبح وحده وسط الصالة
يدور حتى تتخيله صافي بحسساسية الحب كأنه يطير مخترقا سقف الصالة العالي
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 21
خلف باب حديد صدئ في مساحة كبيرة تتوسطها شجرة بال فروع
المخزن شبه مظلم اال من لمبة صغيرة صفراء وشرارات تشبه البرق ناتجة من تشغيل ماكينة الخراطة..
يقف زكرى بالقرب من الخراط الشاب الذي يصنع مواسير حديد
ينتهي الشاب من صنع المواسير التي يلقيها في قفة بها رمل ثم يهبط ليدعك المواسير بالرمل ثم يضعها في
حقيبة جلدية يغلقها زكرى ويقدم له النقود
زكرى:
دول تمن الخمسين حتة..هعدي عليك لو عزت تاني..نهارك ابيض..مشيني الحق مصالحي
يحمل الشاب كوب الشاي يقدمه لزكرى
الشاب:
طب كمل شايك
يهز زكرى رأسه بالنفي وهو يتجه إلى باب المخزن الصاج يرفع جزء منه..
ينحني زكرى ليخرج إلى شارع السبتية شبه المظلم
-قطع -
ليل /خارجي مشهد 25
دار أميرة
نجد أميرة عيناها شاردتان ترقد على سريرها..شعرها منكوش..يقف والدها بجوار الطبيب والعريس
العريس:
من ليلة دخلتها وهي على دي الحالة..ما بتصحاش واصل..ولو صحيت مبتتكلمش
الدكتور:
شكلها عندها صدمة عصبية شديدة
يتدخل العريس وهو ينظر الى عروسه
العريس:
اتجننت؟!
يمسك والد أميرة يده بعنف..
الشيخ دياب:
كسر خشمك..اكتم خلينا نفهم..قول يا دكتور
الدكتور:
الزم تتنقل المستشفى واال هتحاول تقتل نفسها
الشيخ دياب:
متشكرين يا دكتور ..نبقى نعاود نتصل بيك ..بس كأنك مجيتش..دي سمعة بيوت
يهز الدكتور رأسه متفهما وينسحب في هدوء..
بينما يتراجع العريش ينظر إلى الشيخ دياب..
العريس:
وأنا مسافر الكويت. .بنتك مش عايزاني ياابه وهي ماعدتش تلزمني..هبعتلها ورقتها قبل ما أسافر
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 26
دار أميرة -دار قمر
في دار أميرة نراها وسط دائرة من النساء يمارسون معها أعمال شعوذة (الزار) الخراج الجن منها..ونراها
منكوشة الشعر وأشبه بالمجنونة..وفجأة نراها تخترق هذه الدائرة وتخرج من المنزل وتنطلق في شوارع
القرية وسط صراخ النساء وندائهم على والدها واخوتها..
-قمر في بقعة النور بحوش الدار..تجلس على االرض الطينية..
تنظر إلى نبات أخضر يشق قسوة األرض ويعلو بضعفه وجماله..تداعب النبتة بكفها وهي تتمابل..
قمر:
مسحور يا شجر وسط البيوت..مشكور يا رب الناس والبيوت..الزرع أخضر مع ان األرض سودة ..
ضعيف الورد في جنينته تحرسه األشواك
صوت خبط على باب الدار..تلتفت..تندفع لتفتح الباب..تتعلق أميرة بقمر باكية..
أميرة:
خليني في بيتك يا قمر..أبوي خايف هلى عمامته واخواتي دمي بيحاللهم..خايفة ضروسهم تطحني
تحتضنها قمر..
قمر:
ده بيتك يا بنت األكابر..يا ست البنات وشمس البيوت
تدخل بها وهي تربت على ظهرها ..بينما يندفع الشيخ دياب وأبناؤه داخل الدار..تجري أميرة من أحضان
قمر..
أميرة:
بوي..ريح نضرك مني وسبني عند قمر
قمر:
مالكم..البيوت لها حرمة يا شيخ دياب..وال فاكرني مرة وحدانية ..وهللا ألبعت الخواتي وألهل جوزي
..احنا جدورنا ممدودة في عروق العرب كلها
منصور:
كفاياكي جعجعة فاضية..كنتي قمر زمان ..دلوقتي بقيتي ورقة شجر ناشفة ..اي حبة ريح
يطيروها..بعدي من طريقي
الشيخ دياب:
دي بتي يا كبيرة..وال ليكي حاجة فيها كمان؟!
اخوات أميرة يقيدوها ويجروها على األرض ..تخفي قمر وجهها بكفيها..
يدهس االخوة النبات األخضر بأحذيتهم ..تخرج أميرة وهي تكنس األرض بقدميها..
أميرة:
حوشيهم عني يا خالة..حوشيهم عني يا خالة
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 27
دار أميرة
-في غرفة أميرة نراها مربوطة في السرير وبجوارها تجلس خادمة تحاول اطعامها..أميرة تبعد فمها..
الخادمة:
كلي يا ست أميرة ..صحتك عدمت
يدخل الشيخ دياب الحجرة..تقفز الخادمة من السرير وتنطلق في اتجاه الخارج..
الخادمة:
الغدا جاهز يا سيد الناس
يتجاهلها وينظر إلى صمت ابنته..
الشيخ دياب :
يا ريت تموتي وتريحينا..كنت شايف بعيني اللي هتعمليه فيا..قلت ألمك هللا يرحمها مش عايز
بنات..كفاية الرجالة. .قالت أل..لو كانت موجودة كانت شافت عمامتي البيضا اللي هتدوسيها يا
عايبة..
ويبصق عليها ويخرج..
-خارج المندرة تقف الخادمة في انتظار انتهاء الشيخ دياب وابناءه من األكل ونستمع معها إلى صوت نقاش
عال ممتزج بأصوات المالعق..
-داخل المندرة نرى أشقاء أميرة يلتفون حول الوالد وينهي اصواتهم المتداخلة..
الشيخ دياب :
اخرس منك له..محدش هيلمسها..لو البت ماتت هنتفضح..والعار المكتوب هيسمع
يتذمر االخوة من أوامر األب
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 28
دار أميرة
أميرة ما زالت مقيدة في سريرها..وجهها شاحب ..شعرها يسقط بجوارها..عينيها حمراء من الدموع
يقترب منها الدكتور الصعيدي ومعه ممرض صعيدي أيضا وهو يلتفت إلى والدها الشيخ دياب واخوتها..
الدكتور:
تالتة باهلل نبلغ عنكم الحكومة
يمسك مطاوع برقبة الدكتور فيبعده الشيخ دياب..
الشيخ دياب:
اتجنيت يا ولد..الدكتور متعصب عالعيانة
يلتفت الشيخ دياب إلى الدكتور..
الشيخ دياب:
خالص يا دكتور..اهدا انت واحنا نعالجوا بنتنا
يغلق الدكتور حقيبته..يتوسل إلى الشيخ دياب..
الدكتور:
يا راجل انت مفيش في قلبك رحمة..بنتك هتخلص بين ايديكم..وملهاش حل غير المستشفى
الممرض يتدخل لتكملة اقناع الشيخ دياب..
الممرض:
أيوة يا ابا الحاج..دي ممكن تعمل مصيبة..ممكن تجلع هدومها وتجري في الشارع..واذا كنت فاكر
انك حابسها أل..اللي في الحالة دي بيجيلهم ساعات قوة جبارة ممكن تكسر الحيطة دي
مطاوع:
يبقى نقتلها
الممرض:
يا ولدي انت ما تعرفش حاجة عن عفاريت المجانين ..انت ناسي بيت أبو موسى اللي محدش
عارف يدخله بفاله سنين؟!
ينظر الشيخ دياب إلى الدكتور يتفرس مالمح الصدق..
الشيخ دياب:
ما عندكش حل غير المدعوكة دي؟
الدكتور:
ما هي كده كده محبوسة محدش بيشوفها..يعني ما حدش هيعرف انها في المستشفى
الممرض:
ولو ماتت هناك تبقى عفاريت المجنونة للمستشفى مالنا ومالها..ولو عاشت تبجى خليت مسئوليتك
ينظر الشيخ دياب إلى ابنته..يرى سيل الدموع في عينيها..تلمع عينيه في حيرة..يقف منصور أمامه..
منصور:
مالك..هندلدل نفسينا للدكتور؟!
يدفع الشيخ دياب منصور في صدره..
الشيخ دياب:
اسكت خلي الدكتور يغورها للمستشفى
يلتفت الدكتور بود إلى وجه أميرة
-قطع-
نهار – ليل /داخلي /خارجي مشهد 29
فوتومونتاج
صحراء السادس من أكتوبر – منزل قمر -سوق العتبة
يقف زكرى يرتدي جلباب صوف وعمامة بيضاء..يلتفت تجاه العمال وهم يحملون الطوب..
يلمح شاب يتراخي حتى يسقط من فوق كتفه الطوب..يندفع تجاهه زكرى..
زكرى:
ياد يا طري ما عارفشي تشيل الطوب يا حلبة يا شايل الطين على راسك؟!
يخلع جلبابه وسط التفاف العمال..ينحني وهو يوجه كتفه إليه
زكرى:
شيلني يا غشيم
يضع الشاب الطوب على كتف زكرى..يقف زكرى وهو يلتفت للشاب
زكرى:
عمرك ما تمشي من مكانك اال وانت حاسس انك ثابت بشيلتك
يقترب من الشاب..
الشاب:
خالص يا معلم زكرى..هشيل كويس
يضحك زكرى..
زكرى:
وحياة أمك هخصم الشيل ده منك
يسير زكرى بالشيلة يصعد على سقالة في هدوء ويتجه في ثقة إلى العمارة العارية من الجدران..
يضع زكرى الطوب مكانه على األرض االسمنتية..بينما ينظر له العمال باعجاب..
-زكرى أمام العمارات التي يشيدها ويكتمل بناءها رويدا رويدا في لقطات متوازية مع منزل قمر الذي
يتناقص يوما بعد يوم..
-زكرى يطارد العمال لحثهم على البناء
-وقمر تطارد الصبية الذين يسرقون المنزل جدار وراء جدار وشباك وراء باب..
يتخلل هذه اللقطات لقطات أخرى لألشقاء جودة وضاحي وبكر وياسين وهم منهمكين كل في عمله
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 30
الهرم – المريوطية
ينزل جمال من سيارة ميكروباص يتجه إلى رصيف الشارع المطل على الترعة..
يتوقف جمال عند عربة فول حولها عشرات عمال البناء فيشيرون تجاه أرض فضاء على نفس الصف..
يتجه إليها جمال وهو يحمل حقيبة السفر..
األهرامات الثالث تظهر في خلفية قطعة أرض تتصدرها لوحات خشبية واعالن مكتوب عليه (باب الحجز
مفتوح)
على الرصيف 15رجال يجلسون تحت اليافطة يقترب منهم جمال
جمال:
سالمو عليكم
أصواتهم:
وعليكم السالم..أأمر
جمال:
عايز زكرى
يقترب منه أحدهم وهو ينفض جلبابه من التراب..
الرجل:
أأمر يا بلديات..احنا كلنا واحد
ينظر إلى اشارة الرجل تجاه الرجال الخمسة عشرة..
همام:
لو عايز تحجز..
يتدخل جمال في الحوار..
جمال:
أم زكرى بتموت
ينظر إليه الرجل في صمت..السيارات تمرق من خلفه
يمسك همام يد جمال ويجلسه على الرصيف
همام:
اشرب الشاي لحد ما أجيلك
ينطلق همام خلف اليافطة قاطعا بقدميه مساحة األرض الخالية
-قطع-
نهار /خارجي /داخلي مشهد 31
نهر النيل
صندل داخل مجرى النيل
صندل وسط النيل يسير على مهل..على سطحه أحجار الرخام..
يجلس ريس الصندل يدخن الجوزة وهو يطل على عمارات القاهرة الكبرى..يدخل الصندل تحت الكوبري..
داخل مخزن الصندل صناديق مسدسات..
يمسك زكرى بمسدس يفك جميع أجزاءه وهو ينظر إلى بعض الوجهاء الصعايدة
زكرى:
المسدس ده أحسن من األلماني 9مم متعدد وميه ميه وبربع التمن الحقيقي
أحدهم:
بس برضه في اآلخر ده مسدس صوت
يصوب زكرى المسدس في وجه الرجل
زكرى:
بس احنا معدلينه بمعرفتنا وبيموت يا معلم سلطان
يشيح سلطان بيده ليجعل زكرى يبعد المسدس
سلطان:
ع البركة
يقلب زكرى الصندوق على الطاولة ..المسدسات تتراكم
زكرى:
دول خمسين طبنجة وحسابنا وصل
يبتسم زكرى لسلطان
زكرى:
تروحوا وترجعوا بالسالمة
سلطان:
مش ناوي تورينا وشك في الصعيد؟
يخفي زكرى تأثره وهو يصعد إلى سطح الصندل..
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 32
كورنيش النيل
الصندل يرسو على شاطئ النيل..يخرج زكرى من مخزن الصندل يتجه إلى شاطئ النيل..
ثم قبل أن يقفز يلتفت إلى ريس الصندل..
زكرى:
وانت راجع هتكون حاجتك جاهزة
يشير الريس إلى زكرى بالتحية..
ريس الصندل:
ربك ستار يا زكرى
يصعد زكرى بقدميه على تل الشاطئ الطيني حتى يصل إلى الكورنيش..يفاجأ بوصول همم بسيارة بيجو
سبعة راكب..تقف السيارة ويهبط منها همام ويتجه ناحية زكرى ويقترب منه..
همام:
أمك عيانة يا زكرى
زكرى:
مين قال؟
همام:
بلدياتك من البلد اسمه جمال..قاعد مستنيك في أرض المريوطية
يندفع زكرى تجاه السيارة التي يقودها همام..يجلس بجانبه..وتنطلق بهما السيارة إلى المريوطية
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 33
المريوطية
يندفع زكرى ليشق طريقه داخل األرض الفسيحة الترابية المسورة بحوائل االعالنات..
يتوقف أمام جمال..جمال ينظر إلى فزع زكرى..
جمال:
ما تخافش يا زكرى..أمك بس عايزة تشوفكم
يحدق زكرى في وجه جمال..
زكرى:
أمي رقدت من ميته يا جمال؟
جمال:
لما فاقت من غيبوبة السكر قالتلي خللي زكرى يلم اخواته وييجي
روحلها بسرعة يا عم زكرى..الحقها قبل ما تروح
زكرى (مفكرا):
هتخربها بالد لو سافرتلها لوحدي
جمال:
عندك حق..أمك مستنية الكف يا زكرى
يشير جمال إلى كفه في قوة في وجه زكرى..يطرق زكرى بعينيه إلى األرض..ثم يسير وسط األرض
الخالية
يندفع شركاءه ال 15يحيطونه..بينما يتابعه جمال من مكانه في قلق..يعود زكرى لجمال..
زكرى:
خد واجبك يا جمال
جمال:
مسافر ميته؟
ينسحب زكرى دون أن يرد عليه ويركب سيارة بيجو ومعه همام السائق
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 34
الطريق الدائري
السيارة البيجو وبها زكرى وبجانبه السائق همام الذي يتحدث مع زكرى دون أن يلتفت له
همام:
ح تطلع على فين؟
زكرى:
على السوق
همام:
اخواتك كلهم هناك؟
زكرى:
اخواتي معادش ليهم مكان ..جودة وضاحي هجوا..وياسين سارح كل يوم في مولد..الوحيد اللي
يمكن أالقيه في السوق هو بكر..
همام:
وايه اللي حصل وصلكوا للفرقة دي؟!
زكرى:
اللي حصل ال يتقال وال يتقري زي ما بيقولوا
همام:
وما حاولتش تلمهم قبل كده؟
زكرى:
سنين حايس وراهم..وسنة ورا سنة بيتوهوا مني أكتر
همام:
وأمكوا عملتوا معاها ايه؟
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 35
دار قمر
أمام دار قمر وفي حوش الدار تقوم قمر بفلح األرض برغم تقدم سنها..يأتي ضاحي فيهرع ناحيتها..
ضاحي:
مش عايزة تريحي نفسك حتى واحنا في أجازة؟!
ويأخذ منها الفأس..
ضاحي:
واهلل يا أمه بفكر ما أسافرش وأقعد معاكي..
قمر:
يا ولدي الزم تكونوا مستقبلكوا عشان ترجعوا تكملوا الدار..ومش بعيد على ربنا تشتروا حتة أرض
نتستر فيها
ضاحي يميل على رأس والدته يقبلها ثم يبدأ في ضرب األرض بالفأس بضربة تبدو أنها غير موفقة
قمر:
باين ايدك نعمت
ضاحي يبتسم
ضاحي:
اللي علمته قمر مينفعش ايديه تنعم..بعدت شوية بس يا قمر
ويرفع الفأس ويهوى بها على األرض لتفلحها..تبتسم قمر ابتسامة رضا..يخرج زكرة ومعه ياسين وجودة
وبكر من الدار..زكرى يتجه ناحية والدته بينما يجلس ياسين وجودة وبكر على مصطبة الدار
جودة:
روح يا ياسين هاتلنا شوية خشب من على السطح نولع بيهم
يغادرهم ياسين بينما نرى زكرى منتحي بوالدته التي تخبط على صدرها
قمر:
يا لهوي..عايز تتجوز مجنونة؟!
زكرى:
أميرة مش مجنونة يا أمه
قمر:
أمال السرايا الصفرة اللي هيه فيها دي ايه؟!
زكرى:
يا أمه أهلها اللي دخلوها عشان يخلصوا منها
قمر:
وح تتجوزها ازاي وهي في المستشفى؟!
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 36
مستشفى الصعيد لألمراض النفسية
ممرض يسحب أميرة من عنبر النزالء إلى حيث غرفته في جانب منزوي من المستشفى..
ويتلفت وراءه يمينا ويسارا..يدخل بها حجرة لنجد زكرى في انتظارها فترتمي أميرة في أحضانه..
ونجد معه مأذون وشخصين..
المأذون:
انتي عاوزة تتجوزي زكرى يا أميرة؟
تشير برأسها..
المأذون:
اقعدي يا بنتي..هات منديلك يا عريس
يخرج زكرى المنديل..
الممرض:
خلصوا بسرعة متودوناش في داهية
زكرى:
يال يا سيدنا
ويجلس زكرى أمام المأذون ويضع يده في يد أميرة المبتسمة ابتسامة لم نراها على شفتيها من قبل
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 37
ممر بالمستشفى – حجرة بالمستشفى
يسير الممرض بحرص ويتلفت يمينا ويسارا ليجد الطريق خالي فيشير لزكرى المختبئ ووراءه أميرة بأن
يسيرا نحوه..فيسيرا مسرعين ويدخال حجرة وراء الممرض الذي يغلق الحجرة بسرعة ويلتفت لهما
الممرض:
قدامكوا ساعتين..أنا ح أقفل عليكوا ..وأرجع أفتحلكوا تاني عشان تخرجوا
زكرى:
تشكر
ويمد زكرى يده في جيب جلبابه ويمسك رزمة نقود ويدسها في يد الممرض..
ينظر للنقود سعيدا ومرعوبا ويخرج مسرعا..
نرى زكرى يكشف الطرحة عن وجه أميرة..يسرح في عينها العميقة..تسرح في عينيه العاشقة..
تبتسم وهي تلمس ذقنه..يبتسم وهو يزيح الطرحة عن شعرها المجدول..
زكرى:
لسه ريحتك زي ما هي
تغمض عينيها عندما يتشمم رائحتها..
زكرى:
واهلل المسك داجج فيكي..كان العرق بجسمك عطر
تبتسم أكثر..
زكرى:
جال بيقولوا اتجننتي..دا انتي تجنني بالد
يقترب منها..وينظر إلى محاسن وجهها وهو يمسح التعب تحت عينيها..
أميرة:
لمسة يدك يا زكرى وحشتني
زكرى:
يااه يا أميرة..أنا قلت صوتك خالص مش هسمعه غير م الماضي ..أتاريكي يا ست الناس شايلة
صوتك لي
تفتح فمها باسمة وتضحك..يقوم زكرى باحتضانها
-في كوريدور المستشفى نرى الممرض يجيئ ذهابا وايابا ثم يتصنت على باب الحجرة الموجود بها زكرى
وأميرة ثم يعود للذهاب واإلياب في قلق
-داخل الحجرة يقوم زكرى بارتداء مالبسه وكذا أميرة تهندم نفسها
أميرة:
خالص كده يا زكرى ح تمشي وتسيبني للويل ده لوحدي!!
زكرى:
ما تقوليش كده يا ست الستات ..ح أنطلك كل شوية لغاية ما تزهقي مني وليكي عل أرتبلك طريقة
أخرجك بيها من هنا وأبنيلك دار وتمليها عيال
بابتسامة خجلة..
أميرة:
عايز أول عيالنا ولد وال بنت؟
زكرى:
أنا عايز بنت شبهك وأسميها قمر
أميرة:
أول مرة أشوف صعيدي عايز يخلف بنت!
زكرى (بأسى):
عايز قمر تعيش
وبروح دعابة مرة أخرى..
زكرى:
بس عايز الباقي والد..فاهمة؟
تبتسم أميرة..
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 38
غرفة زكرى
يدخل زكرى مندفعا غرفته وعالمات الغضب تسيطر عليه ويفتش في حقيبة جلد مهترئة..يقف جودة ينظر
إلى شقيقه في صمت..بينما نرى كل من بكر وضاحي موجودين في ركن الغرفة وياسين يقف في الخارج
يطل من الشباك على اندفاع أخيه..يخرج زكرى ألفين جنيه من الحقيبة..
زكرى:
منين دول ياله؟!
جودة:
حشيش
يرميهم في الحقيبة
زكرى:
عايزين نبطله
جودة:
متخافش..يدوبك الزبون بيشربه عندي..متخافش أنا مش صغير
يمسك زكرى بتالبيب جودة..
زكرى:
لو اتسجنت هقتلك..انت الزم تبقى سليم ..عايزين نرجع لقمر زي ما احنا مينقصش منا حد
جودة:
ما انت قتلت ومتسجنتش
زكرى:
أنا عملت كده..عشان صاحب الشيلة موجود وهيشيل..مين بقى اللي يشيلها بدالك لو اتمسكت؟
ينفض جودة يد أخيه..
جودة:
لو اتمسكت انت بالسالح ح أتمسك أنا بالحشيش
يمسك زكرى مرة أخرى بتالبيب أخيه..
زكرى:
هقطعك يا جودة لو اتمسكت
ويلتفتان على صوت من شباك الغرفة..
عم يونس:
سالموا عليكوا يا معلم زكرى
يترك زكرى جودة ويتجه للرجل بينما يلتفت لياسين..
زكرى:
اعملنا شاي يا ياسين
-في الخارج نرى زكرى على المصطبة أمام الغرفة ويوجد معه عم يونس وفي يد زكرى صورة للرجل الذي
رآه وهي طفل صاعدا الجبل لقتل أبيه..
عم يونس:
انت متأكد انه هو؟
زكرى:
أيوة يا عم يونس..ده اليوم اللي ما بحلمش بيه بفكر فيه عشان ما أنساش شكله
يقطع حديثتهما مجيء ياسين بصنية عليها شاي..نالحظ أن زكرى يوقف عم يونس عن الحديث عندما يقترب
ياسين الذي يضع الصنية وينظر بارتياب إلى الحديث الدائر ويغادرهما..
عم يونس:
ايه..هو اخواتك مش ح ييجوا معاك ياخدوا بتار أبوهم؟!
زكرى:
اخواتي ملهمش صالح بالحكاية دي يا عم يونس..ده تاري وأنا اللي ح أخلصه
عم يونس:
بس يا ابني دول برضه..
زكرى (مقاطعا):
ال يا عم يونس..األمانة دي بتعتي..ولو حد ح يدفع تمنها يبقى أنا وبس
عم يونس:
عموما انت حر..أنا مرتبلك كل حاجة
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 39
قمر:
معرفاش أبكي وال أزغرد..خدت بتار أبوك يا زكرى..وسترت أمك
تمسح عرق جبين زكرى الذي ينهمر كالماء من بين أصابعه..
-يشرق نور الفجر..ترقد قمر نائمة في رواق زكرى..
بمجرد أن يتحرك رأس زكرى ويرتجف جفنه ترفع قمر رأسها إلى ابنها تتأمل شفائه
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 41
مستشفى األمراض النفسية بالصعيد
يخرج الطبيب من وراء الستارة المخفية وراءه أميرة ويتجه للمدير الجالس في انتظار الكشف..
المدير (بلهفة):
هه؟
الطبيب:
فعال حامل
يخرج المدير ووراءه الطبيب وبعض الممرضين في اتجاه مكتب المدير..
وفي الكوريدور المدير تقريبا يحدث نفسه بصوت عالي..
المدير:
يا خبر أسود..يا خبر أسود..ده أهلها هيهدوا المستشفى ع اللي فيها..مش بعيد يهدوا البلد كلها
الطبيب:
وايه بس اللي يعرفهم يا دكتور..احنا نعلمها عملية اجهاض وال من شاف وال من دري
المدير:
مش عايزني بس أتستر على جريمة عايزني كمان أرتكب جريمة تانية؟!
-في مكتب المدير نرى الممرض الذي رأيناه مع زكرى وأميرة أثناء كتب الكتاب..
يقف أمام المدير ومعه مجموعة الممرضين
الممرض:
يا فندم ممكن يكون مريض هو اللي عمل كده معاها
المدير:
وانتوا كنتوا فين..الكل هيتحول للنيابة..حتى أنا ح أقدم نفسي للحكومة..بنات الناس تنصان حتى لو
مجانين
ممرض يتقدم بتلعثم..
ممرض (:)1
أنا عارف مين اللي عمل كده
المدير (بلهفة):
قول
يشير على الممرض الذي رأيناه مع زكرى وأميرة
الممرض:
أنا؟!
ممرض (:)1
أيوة أنت..انت الوحيد اللي كنت بتختلي بيها في ورديتك
الممرض:
أل يا بيه..طالما الموضوع كده أنا هقول على كل حاجة
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 42
دار أميرة
مدير المستشفى يجلس وسط الشيخ دياب وأبناؤه..
مدير المستشفى:
أنا مش بتنصل من المسئولية..أنا مسئول..واللي انتوا عايزين تعملوه فيا ليكوا حق فيه..
أنا ح أبلغ الحكومة عشان كل واحد ياخد جزاؤه..أنا بس قلت أقولكم األول عشان متفكروش اني
رحت أتاحمي بيها..أنا صعيدي وبعرف األصول يا شيخ العرب
الشيخ دياب:
احنا هنبعت ناخد بنتنا..ومش عايزين حد يشم خبر..ال حكومة وال أهالي..واللي لسانه هينطق كلمة
هنقطعه
ويقف الشيخ دياب عند آخر جملة فيقف بالتبعية كل األبناء ومعهم مدير المستشفى..ينظر األبناء كل لآلخر
ويبدو أن الشر يتطاير من عيونهم..يشير لهم منصور بالخروج فيخرجون مسرعين وراءه..
الشيخ دياب:
خد يا ولد انت وهو..خد يا ولد
ال يسمع كالمه أحد..يلتفت للدكتور..
الشيخ دياب:
ح أبعت معاك عويس يجيب البت..روح انت يا دكتور
ويلتفت للبحث عن طاقية يخفي با رأسه فال يجد..
الشيخ دياب:
هاتي العمة يا بت
يخرج الدكتور ويهرع والد أميرة ناحية دوالبه يخرج منه طبنجة ويسرع خارجا..
بينما تناوله الخادمة العمامة التي يلبسها..تخرج وراء الخادمة..
-أمام باب الدار..يتجه الشيخ دياب إلى حصانه األسود..تسند الخادمة كفها ليصعد عليه الشيخ دياب..
الشيخ دياب:
تقدري عالحمل يا بت؟
الخادمة:
تطلع على راسي يا بوي وال نأنش
يصعد الشيخ دياب بقدمه على كفي الخادمة ويصعد على حصانه ويسرع به
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 43
موقف سيارات سرفيس -الطريق الزراعي -دار أميرة
أصوات متعالية ومتداخلة من موقف السيارات التي يصل إليها الشيخ دياب..
بحصانه يسأل أحد األشخاص يشير له بيده..
الشخص:
لسه طالعين حاال بعربية مخصوص..خدها خرامي من هنا ممكن تلحقهم..
يسرع الشيخ دياب من شوارع جانبية حتى يصل للطريق الزراعي األساسي..
بالفعل يرى قدوم سيارة بها أوالده ويتوقف بحصانه أمامهم..وتتوقف السيارة بصعوبة شديدة ونرى من أثر
زحف السيارة على الرصيف بفعل الفرامل..
يخرج األوالد من السيارة والشرر يتطاير من عيونهم
-في دار أميرة نرى الشيخ دياب أمام أوالده وسط المندرة..
الشيخ دياب:
نقتل ابن القط من هنا وجذوره تطلع علينا تاكلنا من هنا..انتاو فاكرين زكرى فرعه مايل..
دي شجرته عريضة جدرها مادد في سابع أرض..لو أكلتوا زكرى الفرع الضعيف هتالقوا الدم
بيحمي الطين
ينظر عباس ألبيه..
عباس:
سمعنا الكالم ده كتير..محدش فينا شايف من زكرى واخواته غير قمر أمهم الست الخرفانة اللي
بيسرقوا بيتها قدام عينيها وهي بتصرخ..مالك يا أبوي كبرت وال ايه؟!
الشيخ دياب:
ما تقول خرفت كمان..ما أنت قليل الرباية
يقوم مطاوع من مكانه ويقف في مواجهة أبيه..
مطاوع:
اسمع يابا تار أختي مسئوليتي..أنا ال اتجوزت وال عندي عيال..أنا خارج ومش هعاود اال بتارها
واياك حد يراجعني
الشيخ دياب:
اقعد يا ولد
مطاوع:
مش قاعد..رايح دلوقتي
ويشرع بالخروج والشيخ دياب يحدثه أثناء خروجه
الشيخ دياب:
لو خطيت العتبة هضربك بالنار
ال يبالي مطاوع أثناء ذلك يقوم الشيخ دياب باخراج مسدسه ويقوم بضربه في قدمه برصاصة تطرحه أرضا
-قطع-
فجر /خارجي مشهد 44
قرية الكوامل
شوارع -دار قمر -دار أميرة
اخوة أميرة يمشون مسرعين في شوارع القرية..
منصور:
الموضوع ده الزم نخلص منه قبل ما أبوكوا يرجع
مطاوع:
هو أبوكوا هيرجع امتى؟
منصور:
تلت أربع أيام ..مش هيتأخر أكتر من كده
عباس:
أنا بعت مرسال ليونس في المحطة وزمانه وصل..وعمك يونس ميتوصاش..طيران هيبلغ زكرى..
يصلون أمام دار قمر ويقتحموها ويخرجون وهم يحملون قمر من يديهم..يجرونها على التراب..قمر تنظر لهم
في صمت ..تتحامل..
-يربط أشقاء أميرة قمر في شجرة وحيدة بالقرب من الجبل المطل على القرية..
عباس:
خلي زكرى يفكك يا قمر
قمر تنظر في تحامل وصبر تجاه جبل مساخة
-أميرة ما زالت مقيدة في سريرها تتلفت في جنون نحو شباك الغرفة
-قطع-
نهار /داخلي /خارجي مشهد 45
محطة مصر
مخزن
يعبر زكرى من فتحة سور قديم وهو يندفع داخل مخزن القطارات..يتجاوز قضبان حديد تفرش أرض بها
أعشاب صفراء وخضراء..مساحة كبيرة مفروشة بعربات تالفة من القطارات القديمة..يتوقف زكرى أمام
عربة..يدق على بابها الحديد..يد عم يونس تغلق باب الغرفة المهملة المكان والشكل بعد دخول زكرى..يجلس
عم يونس داخل عربة القطار المفروشة بمرتبة عريضة عليها مخدة وبطانية وكرسيين من كراسي القطارات
وطاولة عليها موقد كيروسين بعين واحدة وأكواب وبعض األطباق..يقدم عم يونس الشاي لزكرى..
عم يونس:
تعبت يا ولد من اللفلفة؟
زكرى:
وهللا اللي تاعبني هناك يا عم يونس
عم يونس:
البنت جننوها يا زكرى
زكرى:
ال يا عم يونس..أميرة سليمة..هي بس ندرت صوم عن الكالم فافتكروها اتجننت..بس على هللا ما
يجننوهاش بجد..روحت المستشفى أشوفها قالولي أهلها خدوها البلد
ينظر إليه عم يونس بتفحص..
عم يونس:
محدش هناك قالك حاجة؟
زكرى:
حاجة زي ايه؟
عم يونس:
مرتك حامل يا زكرى
يقف زكرى متهلال ويقوم بالرقص واللف حول نفسه..
زكرى:
يا سعدك يا زكرى..افرحي يا قمر هيجيلك حفيد
ينظر له يونس بأسى..
عم يونس:
اقعد يا زكرى
زكرى:
أقعد ازاي يا عم يونس..ده أنا جرجشت الطين عشان اليوم ده
يصمت يونس وبعد برهة يدرك زكرى أن هناك شيئا ما لم يسأل عليه..
فيجلس أمام يونس وينظر وتقف الكلمات على لسانه..
عم يونس:
حصل اللي خايفين منه يا زكرى..أهل أميرة عرفوا بكل حاجة
زكرى (بذعر):
عملوا فيها حاجة؟
عم يونس:
أل ..حبسينها بس ..بس عملوا في أمك
زكرى (بذعر أكبر):
أمي؟!!
-أمام المخزن يخرج زكرى مسرعا ووراءه عم يونس
عم يونس:
خد اخواتك معاك يا زكرى
زكرى:
اخواتي ملهمش صالح بالحدوتة دي..
عم يونس:
يا ابني ح يبهدلوك لو لوحدك
زكرى:
أحسن ما يبهدلوا حد من اخواتي
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 46
قرية الكوامل -دار أميرة
زكرى ينزل من سيارة أجرة مرسيدس جاز..يسير على قدميه وسط الليل وأصوات الكالب والتعالب..
يده تقبض على شومة يضرب بها أعناق الكالب..يصعد فوق تبة رملية..تظهر بيوت القرية أمامه..ينزل تجاه
القرية ..
-يصل أمام منزل أميرة ليرى قمر مربوطة بشجرة ..يغمض عينيه..يتماسك..ينتبه إلى نوم غفير بالقرب من
الشجرة..يندفع بالشومة يضرب رأس الغفير..تفتح قمر عينيها المتعبة النائمة..ترى ابنها يستدير نحوها..
قمر:
زكرى..بعد عنهم يا ولدي..
يفك قيودها..
قمر:
بعد يكفيك شرهم..بعد يا زكرى ورحمة ابوك
يفك قدمي أمه..يقبلهما ويمسح عليها التراب ويبكي..أبواب دار شيخ البلد تفتح ..ينتبه زكرى إلى كشاف
وخلفه أهل الدار..يحمل أمه ليبعدها..يجري زكرى بأمه..يجري اخوان أميرة يحيطونه..تنزل قمر من فوق
ذراع ابنها
زكرى:
أمي كبيرة يا واد منك ليه
منصور:
الخدم مالهم ومال الكبار؟!
يرفع منصور العصا..يحمي زكرى وجهه بالشومة..يتكالب عليه الجميع..صوت زجاج يتهشم..
يلتفت يرى وجه أميرة وهي تهشم شباكها
منصور:
هم اقفل على المجنونة..مين فك قيدها؟!
يجري مطاوع إلى الدار بينما يجر منصور وعباس جسم زكرى الذي يشيح تجاه أمه باالبتعاد
زكرى:
روحي يا امه
-داخل دار أميرة يقوم منصور وعباس بجر زكرى إلى الداخل بينما يقوم مطاوع بالدخول على أميرة التي
فكت قيدها لربطها فتقوم بمقاومته فيقوم بضربها بكرباج موضوع في ركن الحجرة ..وتبدو قسوة هائلة في
ضربها..
مطاوع:
وهللا ألقطع خبرك..
زكرى:
مرتي حامل يا كافر
ويحاول احتضان أميرة..ينقض عباس بعصى غليظة من الخلف على رأسه ليقع مغشيا عليه..
-زكرى ما زال مغمى عليه ولكن مقيد بالحبال في صحن الدار وقمر تجلس على األرض باكية ال حول لها
وال قوة
منصور:
عايزين نخلص من المصيبة دي..أبوك راجع الليلة
قمر:
خايفين من أبوكوا ومش خايفين من ربنا؟!
مطاوع:
اكتمي يا ست انتي
يفيق زكرى من اغماءته ليجد نفسه مربوطا وحوله اخوة أميرة وأمه الباكية..
يحاول التخلص من قيوده ولكن يبدو أنها مربوطة باحكام..منصور يلكزه بفوهة البندقية في صدره
منصور:
طلقها يا رمة
عباس يدفعه بقبضة يده..
عباس:
انطق..علي الحرام لو ما نطقت لطخك
مطاوع يهرع إلى حجرة أميرة ويفك الحبل المربوط في السرير وطرفه اآلخر في ساق أميرة ويقوم بجرها
على األرض ويرميها أمام زكرى ويصوب مسدسه لجسد أميرة..
مطاوع:
لو ما نطقتش حاال ح أفرغ الطبنجة فيها
ينظر زكرى بأسى وال يستطيع أن ينطق بالطالق..وفجأة يحضر الشيخ دياب لينظر ويرى الحال على ما هو
عليه فينطلق في اتجاه أبناءه ويصفع من يقف في طريقه فيتحداه مطاوع ويقف حائال بينه وبين زكرى..
مطاوع:
بص يابا..زكرى محدش هيفكه اال لما يطلق أختي ..وراس أبويا لو ما طلقها ودلوقتي ال أكون طخه
وطاخخها وعشان أريحك ح أطخ نفسي يابا
الشيخ دياب يزيح مطاوع ويقف أمام زكرى..
الشيخ دياب:
طلقها يا بني وريحهم..العيال في قلوبهم غل ونار مش هتتطفي
زكرى:
ح أطلقها يابا الحاج ..ح أديهم اللي يخصهم..بس اللي في بطنها يخصني..لو حد قربله ح أقلب
البيوت ترب
الشيخ دياب:
ابنك ما حدش ح يقربله يا زكرى..أنا ضامن
زكرى:
بنتك طالق
مالمح أميرة تتحول من الرعب إلى مالمح باهتة ال لون لها وتبدأ في الشرود وتنسحب هادئة إلى حجرتها
وكأن شيئا لم يحدث
-في حجرة أميرة تصحو من نومها مذعورة وبصرخة هائلة تحضر على اثرها الخادمة لتجدها في هيستيريا
أميرة:
انتي مين..أمي فين؟!
الدمعة تنساب على خد الخادمة التي تدرك أن أميرة جنت تماما
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 47
دار أميرة
أميرة تضع مولودها في حجرها وال تدري ماذا تفعل حيال صراخه..
تدخل عليها الخادمة وتمصمص شفايفها شفقة عليها وتقوم باخراج صدر أميرة بيدها وتلقمه للطفل الذي
يصمت على الفور..تنظر أميرة باندهاش لها ثم بابتسامة سعادة لوليدها..يدخل األب فينظر لها وفي عينيه كل
األسى المقيم فيقوم بفك الحبل ورميه من الشباك وسط ذهول الخادمة..بينما يرى أن أميرة ال تدري ماذا يفعل
وال تقوم بأي رد فعل تجاه ما فعله..لنرى دمعة في عينيه ويخرج على الفور..
-قطع-
ليل /داخلي -خارجي مشهد 48
دار قمر
قمر وسط حوش بيتها تفلح البيت الطيني على ضوء القمر..تضرب بفأسها وهي تلتفت إلى ونيس بيتها الكلب
الضعيف الذي يجري في أرجاء البيت..قمر تغني موال صعيدي عن الغربة ..يلتفت الكلب نحو باب البيت
وعينه تلمع من صوت الباب..تترك قمر فأسها..تلتفت..ترى الباب يفتح والكلب يجري إلى زكرى الداخل
يحتضنه..بينما تراقب قمر زكرى فتراه وحده يدخل ويغلق الباب خلفه فترفع قمر عينيها إليه في غضب
وتبتعد عنه ..يندفع عنها بينما تدعي االنشغال بفالحة الطين..
زكرى:
مالك يا أم زكرى..كسرتي بخاطري..عملت ايه أنا يا أم الرجالة؟!
وهي منحنية تمسك بالفأس..
قمر:
ضيعت والدي يا زكرى..جاي تهزلي طولك..جاي مدلدل..جاي كيف الحرامي فرداني؟!
يندفع خطوة إليها ثم يتوقف في حيرة..
زكرى:
ده الهم فوق راسي من يوم ما مات أبويا..شايل اخواتي في قلبي كيف ما انتي شايالنا في قلبك..
قمر:
كداب..عيالي سيبتهم أمانة معاك..سيبتهم يفلتوا من ايديك وانت عمال تجري ورا الفلوس اللي عمت
قلبك..فاكر الفلوس ح توصلك ألميرة..أهل أميرة عمرهم ما ح يحبوك وال ح يقبلوك وسطيهم يا
أعمى البصر والبصيرة
زكرى:
يا امه اسكتي أبوس الطين اللي تحت رجليكي..
ويهرع لتقبيل يد أمه التي ترفض..
زكرى:
سيبيني أقبل ايديكي يمكن أخف والدم يسير ما ينفجرش..
أنا بحب اخواتي كيف ما بتحبيهم..وبخاف عليهم زي ما انتي بتخافي عليهم..وعمري ما عرضتهم
لخطر..يوم ما والد دياب هانوكي جيت لوحدي أتهان بدالك من غير حد من اخواتي يعرف وال
يحس..عديت وحدي وخدت بتار أبويا ورجعت منصاب..محدش منهم شال الهم معايا وال طبطب
على جرحي..كنت بولعها بالد لو حد منهم اتخدشله ضافر..دلوقتي بقيت أنا اللي ضيعتهم ..وكتير
عليا اني أرجع محتاج حضن أمي..كتير علي أرتاح ساعة وأنا نايم جنبك..كتيم يا أم؟!
قمر:
ملكش راحة عندي من غير عيالي يا كبير..الدار دي متدخلهاش من غير كف قمر اللي انت ضيعته..
ينظر لها زكرى بأسى ثم ينسحب ويتركها..
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 49
الجارة:
مفيش غير بكر كل فين وفين يجيله وما يلقهوش
يتجه زكرى للمغادرة..
الجارة:
تعالى يا ابني ارتاحلك شوية
زكرى:
متشكرين
-يقترب زكرى من بوابات سور العتبة..البوابات حديدية مغلقة..ينظر من بين قضبان البوابات..
يلمح عجوز يستند على عصا يغط في نومه في ركن خلف األبواب الحديدية..
زكرى:
افتح يا بسطاويسي
يفتح بسطاويسي عينيه..يدق على عصاه..يبصق المضغة التي بين أسنانه
بسطاويسي:
بجالك سنين مجتش يا زكرى..قال أمك ماتت صح يا زكرى؟
يضرب زكرى في عصبية سلسلة الحديد المربوط بها البوابة الحديدية ..لتصدر صوتا منفرا..
زكرى:
قوم افتح
يهب عم بسطاويسي تجاه البوابة يفتحها ويدخل زكرى
بسطاويسي:
عارفك جايب الشر في رجليك
زكرى يتجاوز عمال صعايدة على رصيف السوق ينامون..يتجاوز دكان الجزارة المغلق وفرشة الدواجن
يضعون في صدور ووراك الفراخ ابر متصلة بخرطوم مياه..ال يلتفت إليهم زكرى..يضحك العمال وهم
يضعون االبر داخل الفراخ ببرود..وهو يلتقط أنفاسه أمام نصبة عم سوستة الذي يقف خلف النصبة عينيه
تائهة يفتح فمه وهو يهتز بنشوة
زكرى:
أالقي جودة فين يا سوستة؟
يتراجع عم سوستة خطوة..
عم سوستة:
أي..قومي يا بنت الكلب
تحبو فتاة شوارع في العشرين من عمرها تخرج من خلف النصبة تستقيم بينها وبين عم سوستة النصبة
الفتاة:
هات عشرة جنيه أتعشى يا عم سوستة
يعطيها النقود بود شديد..
عم سوستة:
خدي يا بت بس ابقي تعالي بدري عايزك تغسليلي هدومي
تبتسم الفتاة وهي ترتدي بنطلون بيجامة وفي ايقاع راقص تتمايل الفتاة ضاحكة
الفتاة:
يا سوستة بيه ok
يبتلع عم سوستة آخر رشفة من كوب الشاي..يخطف منه زكرى الكوب
زكرى:
جودة فين يا سوستة؟
سوستة:
اسأل عليه الواد مرسي هو اللي عارف طريقه
زكرى:
أالقي مرسي فين؟
سوستة:
مرمي في الغرزة كل يوم..بس النهاردة سافر البلد وراجع بكرة
يلتفت زكرى للمغادرة ولكنه يستدير
زكرى:
ايه المولد اللي شغال دلوقتي يا سوستة؟
سوستة:
مفيش دلوقتي موالد..مولد الحسين هيبدأ بعد يومين
يتجه زكرى لخارج قهوة سوستة..يصل زكرى أمام محل العصير ويسأل الصبي..
زكرى:
بكر فين؟
الصبي:
في مشوار ح يغيب أد تالت أربع ساعات
زكرى:
طب لما يرجع قوله أخوك زكرى جالك و ح أعدي عليك تاني
الصبي:
أؤمر..اشرب حاجة
زكرى:
شكرا
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 50
شوارع القاهرة -الطريق الزراعي -دار قمر
يركب زكرى بجوار همام وتنطلق السيارة البيجو في زحام القاهرة
زكرى:
ح نطلع على المنصورة نجيب ضاحي األول..ضاحي لو معايا أعرف ألم بقية اخواتي
همام:
هو أنت روحت لضاحي هناك قبل كده؟
زكرى:
روحتله مرة أصالحه وأرجعه..ودماغه ناشفة زيهم كلهم
-في الطريق الزراعي نرى زكرى وهو ينظر إلى عالمات الطريق ليرى الفتة مكتوب عليها (المنصورة 30
كيلو)
-في غرفة قمر بدارها تقف النساء حول قمر الراقدة في غيبوبة وهي تهذي..
قمر:
كده يا ياسين توسخ هدومك؟!
آه يا قط..الزم أحج..النبي جاني وناداني
سيدة (:)1
أنا بقول نجيبلها الحكيم
أم جمال:
هيعمل ايه الحكيم تاني؟
سيدة (:)1
أهو نعمل اللي علينا..واللي ربنا رايده يكون
قمر تواصل هذيانها وسط مصمصة شفايف السيدات..تفيق قمر فجأة وتفتح عينيها
قمر:
وين رجالتي..زكرى وضاحي وبكر وياسين؟!
وتذهب مرة أخرى في غيبوبة..تلتفت احدى السيدات
أم جمال:
الولية نسيت جودة..روحي يا بت جيبي الحكيم
-تصل سيارة زكرى إلى شاطئ البحيرات ويهبط منها زكرى..يقف أمام المعدية في انتظار مركب يقله..
-زكرى داخل أحد المراكب وسط مساحات هائلة من المياه تتخللها أشجار ولون أخضر وعلى بعض الجوانب
نرى مساكن عشوائية
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 51
كورنيش النيل -قسم الشرطة
زحام شديد على شاطئ المنيب..زكرى يشق طريقه بين الناس..
يفاجأ بأفراد الحكومة تهبط من صندل الخال رفعت ومعهم مجموعة من الرجال المقبوض عليهم والمربوطين
بالكالبشات منهم رفعت..
يتعمد رفعت أال ينظر تجاه زكرى..
يختفي رفعت داخل سيارة الشرطة ومعه الرجال المقبوض عليهم..
نهار /داخلي مشهد 51أ
قسم الشرطة
يقف زكرى أمام غرفة الحجز بالقسم ينظر تجاه رفعت
زكرى:
تشكر يا خال على كل اللي عملته معايا
رفعت:
متجيش تاني يا زكرى..خليك بعيد يا ولدي عن الحكومة وحواديتها وأهي جت سليمة..بس أحلف على
كتاب ربنا انك ما تعاود للصندل تاني..خللي بالك على اخواتك يا زكرى
ينظر إليه زكرى في امتنان..
-قطع-
نهار /خارجي /داخلي مشهد 51ب
فندق العتبة
أصوات مختلطة أغاني مصرية وسودانية في ميدان العتبة..
مبنى الفندق بتصميمه االنجليزي الفخم..مساحته خرافية..يسكنه السودانيين..
يسير زكرى تحت بواكي الفندق..يتجاوز دكاكين الشنط الصيني والمستورد..
يحمل زكرى الشوال الممتلئ بحمله في صعوبة..يمر بين فتارين الباليستيشن وأجهزة الصيني وفتارين
تصليح النظارات..
أصوات متداخلة:
تغير عملة يا عمدة..يا معلم
يتوقف زكرى أمام األسانسير الذي يصل ويفتح بابه ليجده مليء بالكراتين والبضائع ويهبط منه أحد العمال..
أحد العمال:
معلم زكرى..صباح الفل
يتجه زكرى إلى درجات ساللم الفندق وينظر باقتضاب لموظفي االستقبال وهم يتحدثون
على يمين السلم الفسيح نرى بعض التريالت صوماليات وسودانيات بأزيائهن المعروفة المزركشة..
أحد األصوات:
هات كراتين المخزن معاك وعلب الكومبيوتر وشاشات التلفزيونات
آخر:
ما تنساش تقفل المخزن ياله
يصعد الدور األول..نرى الممر الضخم شبه مظلم ومزدحم
يصعد الدور الثاني..يسير في ممر مظلم فسيح
يخرج من الحمام العمومي..بالممر عجوز يضع مالبسه على كتفه ويسير بمالبسه الداخلية البيضاء ..يسرع
متجاوزا غرف مفتوحة على عائالت سودانية..كثير من الغرف مغلقة بأقفال ضخمة
زكرى يضع الشوال بجواره أمام غرفة مغلقة بقفلين..يخرج من جيبه المفاتيح
يضع مفتاحه داخل القفل األول ثم يبحث عن مفتاح القفل الثاني ويضع مفتاحه ليفتح باب الغرفة
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 25
فندق العتبة
غرفة زكرى
سرير صغير وسط غرفة فسيحة جدا..سقف عالي ال أثر للون جدرانها الفخمة
على السرير يضع الشوال..يخرج منه مسدسات صوت..يلتفت لصوت خبط على الغرفة لها ايقاع معين
ينظر زكرى إلى ساعة يده..يرفع وجهه تجاه باب الغرفة..يتجه لفتح الباب..
يجخل الحداد الشاب وفي يده شوال آخر..
زكرى:
كويس انك جيت بسرعة
الشاب:
يظهر الحكومة شمت خبر..كبسوا على كل المخارط وفتشوها
يخرج زكرى المواسير من شوال الشاب ويتفحصها ويومئ برأسه بمعنى أنها جيدة
زكرى:
كويس انك نفذت بشوية المواسير دي..تاخد حسابك وتنزل دلوقتي واوعى تظهر تاني..ال أعرفك وال
تعرفني
الشاب يضع النقود في جيوبه ثم يتجه إلى باب الفندق ويختفي..
بينما يضع زكرى المواسير داخل شوال المسدسات ويحمل الشوال ويخرج من الغرفة
-قطع-
نهار /خارجي /داخلي مشهد 53
سوق العتبة
ضاحي يفرغ جوال البطاطس فوق عربة الكارو..
يمسك بكر يد الكارو يستعد لدفعها خارج المخزن والممر والسوق..
يفاجأ ضاحي بزكرى يحمل الشوال يتجه به إلى ضاحي..
زكرى:
مساء الفل يا ولد أبوي..يا ابني سيبك من الغلب ده وتعالى اشتغل معايا..هللا يرحم أبوك..كان فارس
بيركب أجدع خيل في الصعيد كله..وانت بتجر عربية بدل حمار..يا واد ده انت ابن الجمل والناقة
ينظر إليه بكر..
ضاحي:
ما عدش يليق علينا خيول وجمال..احنا يا دوب على أد الحمير..ايه اللي انت شايله ده؟
زكرى:
حديد..حديد مباني
ضاحي:
حطه على العربية بدال ما هو تقيل كده
تلمع عين زكرى..
زكرى:
لحسن يزنق البطاطس بتعتك..أقولك..ارميهم في مخزن الكارو
يضع زكرى الشوال الممتلئ بالمسدسات داخل مخزن عربة الكارو (صندوق أسفل العربة بين عجلتي
العربة)..يدفع ضاحي عربة الكارو بصعوبة فيساعده زكرى
ضاحي:
ايه ده..تقيل ليه كده؟!
زكرى:
حديد..مش بقولك حديد
يدفع ضاحي وزكرى الكارو خارج المخزن إلى ممر السوق
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 54
بوابة سوق العتبة
يسير ضاحي بجوار زكرى..يخرجان بالكارو من بوابة السوق الحديدية..
يرفع ضاحي يديه بالتحية لصاحب دكان على باب السوق يبيع الفاكهة..
ضاحي:
صباح الفل يا حاج محمد
يرفع الحاج محمد يده في هدوء باسما يحرك رأسه في تواضع مؤمن
محمد:
صباح الفل يا ضاحي..روح يا ابني ربنا يسلم طريقك
يلتفت ضاحي لزكرى..
ضاحي:
تعرف لما الحاج محمد بيصبح علي..بعرف ان ربنا هيسلم
يهز زكرى رأسه بال اكتراث
زكرى:
عايز أشرب شاي عند سوستة عقبال ما الوقت يعدي
ضاحي:
زكرى..هتسيب لي الحديد بتاعك المتى؟
زكرى:
المغرب هعدي عليك آخده..سالم
يتقدم ضاحي بالكارو خطوة ثم يتوقف يلتفت لزكرى
ضاحي:
مش ناوي تصالح ياسين بقى؟
يلتقط زكرى أنفاسه..
زكرى:
أخوك له روقه يا ضاحي
يختفي زكرى في لمحة بينما يكمل ضاحي طريقه تجاه شارع محمد علي
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 55
شارع محمد علي
حركة الشارع عادية..مارة وزبائن يتجولون على جانبي الشارع حيث يفرش الباعة بضاعتهم (خضار
وفاكهة)..تقتحم عربة البلدية تعديات الباعة على جانبي الرصيف..تتوقف سيارة البلدية الضخمة وسط
الشارع..
يلمح أحد الباعة اقتراب البلدية منهم..يحمل شوال الليمون يهرول به في شوارع جانبية
الليمون يسقط على األرض..
يرفع ضاحي وباقي الباعة رؤوسهم في فزع..يدفعون عرباتهم الكارو بعيدا في شوارع جانبية
يهرول رجال البلدية خلفهم..يصطدم ضاحي بحجر يوقف الكارو..
يلحق به موظفو البلدية
أحد الموظفين:
امسك بتاع البطاطس ده..هات العربية
يحاول ضاحي دفعهم وهو يترجاهم
ضاحي:
سيبوني..أنا لسه طالع..دي ساعة اصطباحة هللا يخرب بيتكم
تتوقف سيارة البلدية بالقرب من كارو ضاحي
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 56
غرزة سوستة -شارع محمد علي
موقد الفحم تتصاعد منه النيران..يجلس زكرى وجودة ظهرهما للموقد
بينما يقف سوستة يرتدي قميص مزركش شيك على بنطلون ترننج أزرق
زكرى:
آه لو تسمع كالمي وتسيب المخروبة دي وتيجي تشتغل معايا
جودة:
ماليش في الخطر بتاعك
يلتفت زكرى تجاه نصبة الغرزة حيث يسمع سوستة وهو يدفع فتاة بعيدا والفتاة تحاول اقتحام النصبة
فتاة الشارع:
بس..هاخد حاجة شيالها من امبارح بالليل
ينظر لها جودة..
جودة:
هو انت كنت هنا بالليل وال ايه يا مزة؟
فتاة الشارع:
مالكش دعوة..وال طلعلك لسان دلوقتي يا سي جودة عشان أخوك جنبك؟
يندفع جودة ليضربها وهي تجري..بينما يضحك سوستة وهو يقترب من زكرى
سوستة:
هات شاي على بوسطة للمعلم زكرى يا وله
أصوات الشباب:
البلدية ياله..البلدية جاية وهللا العظيم شايفهم طالعين
يلتفت زكرى في فزع إلى نهاية الممر..
زكرى:
أجيلك وقت تاني يا سوستة
سوستة:
يا جدع أقعد
يستدير زكرى في سرعة لينطلق خارج الممر
زكرى:
معلش بعدين
يتابعه جودة وهو يختفي خارج سوق العتبة
-في شارع محمد علي..يشق زكرى طريقه بين الباعة حتى يصل إلى سيارة البلدية..
يجد الكارو فوقها وبجوارها شقيقه ضاحي..يلمح ضاحي توتر زكرى
ضاحي:
زكرى
ينتبه زكرى إلى وقوف شقيقه بجوار الكارو
ضاحي:
تحب أنزلك الحديد بتاعك؟
يدي زكرى ترتفع في عصبية
زكرى:
أل أنا هروح البلدية وأستناك
تنطلق سيارة البلدية تحمل عربات الكارو وأصحابها..
يقف ضاحي بجوارها يحيط بالبطاطس التي تسقط من فوق السيارة على األرض
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 57
عابدين
مكتب البلدين -أمام مخزن البلدية
مكاتب شبه مظلمة متجاورة ..يقترب زكرى من صول عجوز..
زكرى:
هما هيتأخروا؟
الصول:
هيحطوا العربيات في مخازن البلدية
زكرى:
طب اعملي محضر تصالح
الصول:
الزم باسم صاحب الكارو
يدخل موظفي البلدية المكاتب..
الصول:
أهم جم
ينتبه زكرى إلى زحام خارج المكتب فيندفع للخارج..
زكرى:
ضاحي..ضاحي
يدخل ضاحي بصحبة زكرى إلى الصول
زكرى:
يال اعمل المحضر بقى يا عم الصول
يمسك ضاحي يد شقيقه..ينظر إلى الفزع على مالمح زكرى
ضاحي:
ماتخافش يا خوي..احنا متعودين على كده
هاعمل محضر واخد العربية بس استريح انت بره
يفاجأ ضاحي بعين زكرى تتسع في عصبية
زكرى:
اعمل اللي بقولك عليه..المغرب قرب..أنا مش فاضي
-ينتبه زكرى على عصبيته فيلتقط أنفاسه لهيدئ نفسه
زكرى:
قصدي عايزين نتغدى سوا..انت عارفني لما بجوع
يهز ضاحي رأسه في ارتياب..
ضاحي:
خلصني يا حضرة الصول
يخرج الصول دفتر المحاضر..
الصول:
طب هاتلي البياعين من بره بالمرة
يندفع ضاحي للباعة
صوت ضاحي:
يال يا اخونا خلونا نخلص ونلحق النهار اللي ضاع
يندفع الباعة الجائلين إلى داخل المكتب بينما يخرج زكرى خارج المكتب المزدحم
-أمام بوابة مخزن البلدية يقف زكرى وضاحي يمسك بوصل المصالحة
ضاحي:
الوصل أهه يا باشا عايز أستلم الكارو بتاعتي
يفتح الصول البوابة التي تخفي مساحة ضخمة بال سقف تمتلئ بالعربات والفتارين..
يحاول زكرى االندفاع للداخل فيحجزه الصول
الصول:
واحد بس يدخل
ينظر ضاحي إلى شقيقه يطمئنه
ضاحي:
أنا عارف عربيتي يا زكرى متقلقش
داخل مخزن البلدية نرى ..مساحة ضخمة ليس لها سقف..يسير ضاحي بين عربات وفتارين (خضار-فاكهة-
موازين-فشار)..وبين صناديق لعب األطفال وكراتين مالبس زاهية لألطفال..يصل ضاحي إلى الكارو
الخاص به..يتفحص ضاحي العربة..يجد قليل من البطاطس على سطح الكارو..ينظر إلى مخزن الكارو يدخل
يده..يخرج شوال زكرى..يتردد في فتح الشوال..يفتح الشوال..يخرج مسدس من داخله..يدخل في فزع يديه
إلى داخل الشوال..يبتلع ريقه ويغلق الشوال يخفيه داخل مخزن الكارو..يضرب على صدره اللذي يخفق
بسرعة ليوقفه ثم يتجه إلى بوابة المخزن الحديدة وينزلق أحد المسدسات من الشوال ليسقط على األرض وال
يلمح ذلك ضاحي ولكننا نرى أحد موظفي البلدية قد لمح
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 58
شوارع عابدين -أمام قسم الشرطة
يسير ضاحي يدفع الكارو في صمت..بجواره زكرى ينتبه إلى شروده
زكرى:
مالك؟
ضاحي (باقتضاب):
ماليش
يوقف زكرى الكارو بجوار رصيف الشارع
زكرى:
اطمنت عليك..هاخد الشوال وأمشي
ضاحي:
أنا شفت البلوة اللي معاك في مخزن الكارو
يتوقف زكرى..يتجه نحو ضاحي وهو يحمل الشوال
زكرى:
عملية وتروح لحالها عايزين نرجع البلد مليانين مش أي كالم
ويهم بفتح بفتح مخزن العربة ألخذ الشوال وفجأة يلتفتان على صوت سارينة بوليس
تتوقف سيارة الشرطة خلفهما..يهبط ضابط مسرعا ويحدثهما
الضابط:
العربية دي بتاعت مين؟
يبلع ضاحي وزكرى ريقهما سويا..
ضاحي:
بتاعتي يا بيه
الضابط:
هاتوه هو والعربية
وبالفعل ينفذ الجنود األمر وسط حالة من الهلع تنتاب زكرى وضاحي
-أمام قسم الشرطة تتوقف سيارة الشرطة وبها ضاحي مقبوضا عليه ويدلف إلى القسم
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 59
قسم شرطة عابدين -قهوة عابدين -نيابة عابدين -أمام غرفة زكرى
يخرج زكرى من القسم وبصحبته محامي
المحامي:
مالهاش حل..كده البساه البساه
ويلمع في ذهنه فكرة
المحامي:
إال اذا
زكرى:
قول..
المحامي:
لو مسدسات الصوت لوحدها دي قضية خايبة..بيع سلعة بدون ترخيص..ودي حلها بسيط..يبقى
القضية في المواسير..لو خفيناها ومحضر الشرطة ثابتها القصة كلها تطلع فشنك
زكرى:
ونخفيها ازاي؟
المحامي:
هو ده اللي بفكر فيه
-على قهوة بحي عابدين يجلس زكرى والمحامي ومعهم أحد األشخاص
المحامي:
ليه مش عايز تفهم يا عم سيد..
المسدسات هي أصل الحرز وعارفين لو نقصت حتة منها انت تروح في ستين داهية..
احنا عاوزين شوية مواسير ملهمش دعوة بالقضية وال بالحرز..زي الماسورة دي
ويريه ماسورة صغيرة
الشخص:
والمواسير دي بتاعت ايه؟
زكرى:
كانوا محطوطين غلط في الشوال..دول بتوع زبون ميكانيكي وعملنا فيلم عشانهم وهما ميسوش نكلة
الشخص:
ال يا عم دي برضو فيها مسئولية
المحامي:
وال مسئولية وال حاجة..واذا حد بصلك بصة بحق ..وبعدين عيب أنا مش ح أوديك في داهية احنا
عشرة عمر
يمد زكرى يده برزمة نقود
زكرى:
ودول حالوتك
الشخص:
ايه ده؟!
زكرى:
ايه..حالوة
يريل الرجل على النقود
-في مكتب وكيل نيابة عابدين يقف أمام وكيل النيابة ضاحي وزكرى والمحامي
زكرى يقدم ورقة لوكيل النيابة
زكرى:
ودي فاتورة يا باشا بالمسدسات
وكيل النيابة:
انت بتشتري كمية المسدسات ليه؟
زكرى:
يا باشا احنا صعايدة كل ما أروح البلد قرايبنا يطلبوا حتتين صوت يضربوا بيهم في األفراح..منظرة
يعني
المحامي:
وزي ما هو ثابت عند ساعدتك في محضر الشرطة ان الحرز فيه مواسير مسدسات حقيقي..وسعادتك
شفت بنفسك ان الحرز مفهوش
-في قسم الشرطة نرى الضابط الذي قبض على ضاحي يقف أمام زكرى والمحامي وضاحي بالكالبشات في
صحبة عسكري
والشخص الذي اتفق معهم في اللعب باألحراز يقف منروي في ركن مطأطئ الرأس ويوجه الضابط حديثه له
الضابط:
مش عاوز تقول ادوك كام
الشخص:
وهللا يا بيه ما أعرف حاجة عن الموضوع ده
الضابط:
ابقى قول بقى الكالم ده في المحاكمة العسكرية..بقى تضيع مستقبلك ومستقبل عيالك عشان شوية
فلوس يا رمة؟!
ويلتفت الضابط لضاحي
الضابط:
فاكر انك نفدت..أنا بقى مش حسيبك وأنا وراك والزمن طويل..روح يا ابني اكشف عليه..ولو
معليهوش حاجة اعمله افراج
يخرج زكرى والمحامي وضاحي متهللين
-خارج القسم يخرج ضاحي بصحبة زكرى والمحامي ونرى جودة وياسين وبكر في انتظارهم..ينطلق االخوة
ويحتضنون ضاحي
-أمام غرفة زكرى نرى ضاحي حامال شنطة هاندباج على كتفه ويسرع في الخروج ووراءه زكرى يحاول
ايقافه..ولكنه يمتنع ويبدو أنه في قمة عصبيته المكتومة وعندما تتعدد محاوالت ايقافه..يقف بحدة وبحسم
ويدفع زكرى بكلتا يديه بقوة تجعله يترنح للخلف
ضاحي:
ارجع يا زكرى..ملكش صالح بيا..من النهاردة انت في طريق وأنا في طريق..وحد هللا بيني وبينك
لغاية ما ترجع عن اللي انت ماشي فيه
ويلتفت ضاحي ويغادره..بينما نرى باقي االخوة جودة وبكر وياسين أمام الغرفة وعلى وجوههم عالمات
األسى
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 60
مالحات -الطريق الزراعي
زكرى ما زال في طريقه بالمركب وسط البحيرات..يصل المركب للشاطئ اآلخر ويهبط منه زكرى
في حديقة موالح زكرى يترحك بين األشجار وينظر إلى المدى
يصل زكرى إلى حيث ضاحي ويراه يقرب الفأس في األرض بعزم ..يرفع ضاحي رأسه ويمسح عرق جبينه
ضاحي:
عايز مني ايه يا زكرى؟
زكرى:
أمك عيزانا يا ولد أبوي نلم بعضنا ونروحلها
ضاحي (بذعر):
أمي مالها يا زكرى؟
يصمت زكرى..
ضاحي:
ماتت؟
زكرى:
رقدت وعايزة تشوفنا
يرقد ضاحي في األرض الخضراء
ضاحي:
دي رقدة موت يا زكرى أنا عارف
ثم تبدأ الدموع تظهر في عينيه..يشيح بوجهه عن زكرى
قدمي ضاحي تغوص في الطين بين أحواض الزرع..يسير خلفه زكرى
فتغوص قدماه هو اآلخر ويلتصق حذاؤه باألرض
ضاحي يضرب بالفأس داخل األرض بشكل عشوائي ويبكي وهو يخفي وجهه
يخلع زكرى قدميه وهو يحمل حذاؤه..ويحدث ضاحي نفسه على شكل عديد النساء في الصعيد
ضاحي:
اتعافيتي على نفسك كتير يا قمر..طول عمرك تسقينا وريقك ناشف..تطعمينا وتقولي شبعانة..تزجينا
ننزل مصر ونسيبك..ورقدتي يا قمر..رقدت يا قلب أخضر..محدش شربك مي(..وينظر لزكرى) كنا
فين يا كبير واحنا محملين عليها وساكتين
يقترب زكرى من ضاحي ويمسك بيده ويوقف ضربات الفأس العشوائية
زكرى:
كنا بنجري على لقمة العيش عشان منموتش من الجوع
ضاحي:
وشبعت اياك..كبرت كرشك ومسألتش قمر بردانة وال الشمس كلت وشها..قمر جعانة وال المرض
هرس كبدها..أهي رقدت قمر
زكرى:
اسكت هللا يحرقك انت بتكلم جلد ميت يا أخي؟
أمك هي اللي كانت عيزانا ننزل مصر ونسيبها ..أمك قرصت كفي وقرأت الفاتحة وحلفت ما أعاود
اال وكفها مليان..مكانتش تعرف ان نار المدينة بتكوي القلوب قبل ما تخطيها..مكانتش تعرف ان
مصر واسعة وهتتوهنا عن بعض ..دلوقتي بقى زكرى السبب في كل مصيبة..زعالن من زكرى
أوي..طز في زكرى..اعتبروا زكرى مات..محدش فيكم راح ليها ليه؟ محدش فيكم زارها وقال أقعد
مع أمي شوية ..طردت كل واحد فيكوا مرة..وايه يعني محاولتوش تاني ليه..مجمعتوش بعض
وزرتوها ليه؟ انت أول واحد تخليت عن أمك..تقدر تقولي سايبها وبتعمل ايه هنا؟ قاعد بتزرع أرض
غيرك والخير لغيرك!
ضاحي:
هو مين اللي سيبني األرض وخالني سريح على عربية بطاطس ..هو مين اللي ورطني مع الحكومة
وقال معلش قمر ملهاش دخل في اللي حصلنا يا زكرى؟ قمر علمتني الفالحة علمتني كيف ضربة
الفأس بتغذي ضاربها عرفتني كيف الطين األسود يطلع ألوان أخضر وأحمر وأصفر..علمتني لغاية
ي ..انت جيت بعدتني عن األرض عشان انت حبيت ما خلتني زي السمكة ..تموت لما تخرج من الم ّ
البنا..بنيت يا زكرى وال قاولت على اخواتك؟
يرفع ضاحي ويرى زكرى شارد محتقن
زكرى:
مش وقت حساب يا ضاحي خلينا نلحق قمر
ضاحي:
مش ماشي معاك في سكة تاني..عايز تروحلها روح لوحدك..وأنا هأروح لوحدي
زكرى:
المشوار ده ملهوش دعوة بالزعل اللي بينا..خلينا نروحلها سوا وبعدين لو عايز كل واحد يروح لحاله
ينظر ضاحي لزكرى مفكرا
زكرى ووراءه ضاحي يركبان السيارة التي تنطلق بهم عائدة في الطريق الزراعي للقاهرة
-قطع-
نهار /داخلي -خارجي مشهد 61
الطريق الزراعي
زكرى في البيجو خلف ضاحي..يحاول همام أن يتجاوز سيارة نقل بمقطورة..زكرى يتابع سائق المقطورة
وهو في كابينته يشرب الخمر ويرمي الزجاجة على الطريق..يضرب همام الكالكسات وهو يحرك كشاف
البيجو حتى يتجنب حركة المقطورة المتعرجة..يلتفت زكرة إلى همام..
زكرى:
اطلع منه يا همام..ده مجنون
يضغط همام على البنزين..سائق المقطورة ينفعل وهو يلتفت نحو البيجو..يشعر بالغيظ من تجاوزه فيطلق
مقطورته في سرعة بما يحمله من أطنان الطماطم..يبتعد عنه همام فيزيد السائق من سرعته..تتمايل
المقطورة..يشعر زكرى وضاحي بالرعب من اقتحام المقطورة التي تميل فجأة لتسقط على البيجو فتسقط
أقفاص الطماطم فوق زجاج السيارة..يقف همام داخل الطريق الطيني مبتعدا عن األسفلت بينما تنقلب
المقطورة تفرش الطريق بالطماطم..
يخرج زكرى وضاحي وهمام وهم يدفعون الطماطم وأقفاصها عن مالبسهم
تغرق البيجو بالطماطم..يشيح زكرى تجاه السائق في عصبية
زكرى:
كنا ناقصين طماطم..
زكرى وهمام وضاحي يمحون آثار الطماطم من على زجاج البيجو وداخل دواساتها
-قطع-
ليل /داخلي -خارجي مشهد 62
شارع محمد علي -دكان العصير
زكرى في البيجو التي تنطلق في دروب شارع محمد علي..يلتفت ضاحي إلى زكرى
ضاحي:
هنزل أسلم على الجماعة وأرجعلك
يلتفت إلى همام..
ضاحي:
وقف يا همام
ينظر همام إلى زكرى الذي يهز رأسه بالموافقة ودون أن يلتفت إلى ضاحي
زكرى:
ما تطولش..يا دوبك تخطف بكر ونمشي
ضاحي:
لما أجيبه هتالقيني عند عم حلمي
ينزل ضاحي من البيجو ويختفي خلف بوابة السوق بينما تبتعد السيارة
تتوقف السيارة أمام محل العصير..يدخل زكرى مسرعا..ليجد شاب يقف على بنك الماركات
زكرى:
هه..بكر رجع؟
الشاب:
ده لسه واخد هدومه وماشي..لو مديت شوية كنت لحقته
زكرى:
راح فين؟
الشاب:
سافر االمارات
يمسك زكرى بقميص الشاب في عصبية
زكرى:
انت بتقول ايه؟
الشاب:
وأنا مالي أنا..ده بدل ما تديني الحالوة..أخوك دافع 30ألف جنيه عشان يسافر
زكرى:
زينهم فين؟
الشاب:
جوه في المخزن
يقتحم مخزن دكان العصير..يقبض على رقبة زينهم المتكئ على حصيرة يشاهد التلفزيون
زكرى:
أخويا فين يا زينهم؟
زينهم يفك يد زكرى من رقبته ويحدثه ببرود
زينهم:
فكك بقى يا معلم زكرى..سيب أخوك في حاله وتشكر لغاية كده
زكرى:
بقولك انطق أنا روحي في مناخيري
زينهم:
دلوقتي عرفت انه أخوك..ما انت سايبه سنين وأيام يا راجل..ده بقاله سنة بينام في المخزن..سيبه يا
أخي ..خليه يسافر ويرجع بجرشين من حاله..روح دور على أخوك بعيد عن هنا
زكرى:
بكر الزم يشوف أمه قبل ما تموت
يقف زينهم في فزع يمسح على ذقنه
زينهم:
يال يا زكرى..على هللا نحصله في مكتب السفريات
يهرول زكرى خارج المحل ووراءه زينهم
-قطع-
ليل /نهار -خارجي مشهد 63
أمام غرفة زكرى -حديقة القلعة -حارة لبنى -أمام محل العصير
-أمام غرفة زكرى يخرج زكرى ليجد بكر جالسا على حصيرة مقرفص قدميه ويبدو كالطفل (المقموص)
بينما يقلب ياسين الشاي ويجلس بجانبه ضاحي
زكرى:
شوف يا خوي ما دام البت كويسة كده جبلنا معاد من أهلها ونجيب أمك ونروح نخطبها
تتهلل أسارير بكر..بينما يأتي جودة
جودة:
بس اخواته اللي أكبر منه متجوزوش يا زكرى
زكرى:
وايه يعني يا جودة؟ هو احنا نسوان الزم الكبيرة تتجوز األول؟
-في حديقة القلعة حيث تجلس لبنى بجانب بكر
لبنى:
كده الزم أسافر ألهلي وأفاتحهم في الموضوع..على هللا ربنا يهديهم ويوافقوا
بكر:
مش هيوافقوا ليه؟
ثم يستدرك أمرا
بكر:
هللا ..هو مش أهلك معاكي هنا؟!
لبنى (بارتباك):
مش طول الوقت..ساعات بيروحوا البلد ويسيبوني عند خالتي
بكر يقف على باب حارة لبنى يسلم عليها بعينيه..تدخل الحارة في خجل منه
يسير بكر إلى دكان العصير في ارتياح
-قطع-
ليل /خارجي /داخلي مشهد 64
أمام وداخل غرفة زكرى
أمام غرفة زكرى نرى بكر وياسين عائدين إلى الغرفة..يقوم ياسين بإخراج مفتاح باب الغرفة من جيبه..أثناء
ذلك نرى سيدة تبيع الخضار في مشنة أمام باب الغرفة..
بائعة الخضار:
زكرى جوه
يدق ياسين الباب..
ياسين:
افتح يا زكرى
في داخل الغرفة يذعر زكرى ويقوم بوضع يده على فم لبنى ونرى أنهما في وضع ممارسة الجنس..
زكرى:
قومي البسي بسرعة..اصبر يا ياسين
تقوم لبنى بارتداء مالبسها..
-في الخارج نرى بكر يشير لياسين بيده..
بكر:
أنا ح أفتح الشباك بطريقتي
ويذهب للشباك ويحاول فتحه بطريقته الخاصة..
-في الداخل نرى لبنى تواصل ارتداء مالبسها وكذلك زكرى
لبنى:
بقولك ايه..دي مش محسوبة..أنا ما بحبش الكروتة
زكرى:
طيب طيب ..يال بس دلوقتي
-في الخارج نرى بكر قد تمكن من فتح الشباك ويصعق عندما يرى لبنى واقفة أمام زكرى النائم على السرير
شبه عاري ولبنى ترتدي مالبسها.يتراجع بكر عن الشباك ويهرول مبتعدا..يقف زكرى ويرى ردة فعل لبنى
المتسم بالهلع فيتجه للشباك وينادي على أخيه..بكر يهرول مبتعدا..يلتفت زكرى للبنى ليجدها في نفس حالة
الهلع..
زكرى:
مالك يا بت فيكي ايه؟!
لبنى:
هو بكر يقربلك ايه؟
زكرى:
بكر أخويا
تلطم على خدودها..
لبنى:
يا لهوي..
زكرى:
وانتي تعرفي بكر منين؟
تواصل لطم خدودها بينما يقف ياسين على الشباك مشدوها
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 65
محل العصير
يهرول زكرى متجها لدكان العصير الذي يعمل به بكر..ما أن يصل حتى نرى بكر يترك الدكان ويخرج
مسرعا
بكر:
خد بالك من الدكان يا زينهم
زكرى:
خد ياله نتكلم..
يزيحه بكر من طريقه ويسرع لخارج الدكان ..يحاول زكرى اللحاق به ويمسك بكتفه..
زكرى:
استنى بس عايز أفهمك
ينفض بكر يده ويسرع ويغادر ويصل األمر أن نجد بكر يجري وزكرى ينطلق وراءه وسط األهالي
والدكاكين المفتوحة..
يقفز بكر فوق قفص عيش..يقفز زكرى فوق قفص جوافة ..يعبر زكرى الطريق خلف بكر
وأصوات أنفاسهما تتالحق..يتمكن زكرى من اللحاق به في وسط ميدان العتبة..يمسك بقميصه..
زكرى:
بتعمل ايه يا أهبل؟
-في مخزن دكان عصير القصب نرى..
بكر يمسك بسكين حاد مثل السيف يقطع به أعواد القصب وينظفها في سرعة شديدة..عينيه شاردة
يرمي عود القصب..يتجه إلى حزمة قصب أخرى يقطع رباطها ليرفع أعوادها عودا عودا
يدخل زكرى عليه المخزن ومعه لبنى يمسكها من شعرها
زكرى:
لبنى أهي عندك..اعمل فيها ما بدالك
يرميها أمامه على أرض المخزن..ينظر إليه بكر في حسرة بينما يختفي زكرى من المكان
ترفع لبنى وجهها إلى بكر ..تتهيأ ..بينما يفاجئها بكر برفع السكين الحاد ويكمل تنظيف القصب
يسقط قشر القصب على رأس لبنى المرمية على األرض
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 66
لبنى واقفة أمام بكر والمحل خالي من الزبائن وبكر يروح ويجيء يصطنع فعل أي شيء لتجسيد عدم مباالته
بما تقول..
لبنى:
بكر:
لبنى:
يا بكر أنا من ساعة ما حصل اللي حصل وأنا مش عارفة أعيش ..الواحد ما بيعرفش قيمة اللي معاه
غير لما يروح منه..وأنا عرفت قيمتك ..وسامحني أنا في عرضك وهفضل طول عمري تحت رجليك
بكر:
لبنى:
زكرى حكاية قديمة..وهللا كنت ريحاله أقوله بحب حد تاني..ولما عرف اني بحبك انت..اتجنن وهجم
علي ونام معايا بالعافية..وهللا ما كنت أعرف انه أخوك
بكر:
عليا النعمة ما فيه في الدنيا أبجح منك..يا بت ده انتي مخلتنيش أمسك ايدك وانتي..
لبنى (مقاطعة):
استنى يا بكر وافهم..أنا كل ما أحب راجل وأضعف معاه يرميني وما يتجوزنيش..قلت المرة دي
أعمل كده عشان أعرف أتجوزك..كنت عايزة أتستر بيك..كنت عيزاك تغطي لحمي اللي بتنهشه
الكالب وأولهم أخوك
بكر:
لبنى:
بتشتمني يا بكر..ماشي..بس الزم تعرف ان أخوك كلب سعران ما يعرفش أبوه..أنا اللي عرفاه على
حقيقته
بكر:
لبنى:
بكر:
لبنى:
صديقة لبنى:
مالك..بتاكلي في نفسك كده ليه..هو كان قتلك قتيل..أي راجل مكانه مش هيقدر يبص في وشك
لبنى:
المعفن خسرني زكرى..عارفة يعني ايه زكرى..ده كيفي يا بت..ما أقدرش أستغنى عنه
صديقة لبنى:
عارفين يا أختي..سمعته سبقاه..قوليلي هنا..لما انتي عايزة زكرى مالك دلوقتي بأخوه التاني؟!
لبنى:
يا بهيمة بقولك بوست رجلين زكرى ما رضيش يرجع ..قلت يمكن لما أرجع ألخوه أالقي طريقة
معاه..ع األقل أبقى جنبه
صديقة لبنى:
لبنى:
-قطع-
نهار /داخلي مشهد 67
قسم الشرطة
لبنى أمام أمين شرطة تمسح دموعها بينما ينظر إليها األمين..
األمين:
لبنى:
األمين:
طبعا هنجيبه..بس الزم تتعرضي على النيابة األول وتحولك لطبيب شرعي
لبنى:
األمين:
لبنى:
األمين:
ويبلع ريقه
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 68
يجلس بكر القرفصاء يخفي وجهه بين ركبتيه.حوله المحابيس يلعبون الكوتشينة..يفتح باب الغرفة ونرى أمين
شرطة وعسكري وبصحبتهم زكرى الذي يطل برأسه ليرى أخيه..يرفع بكر رأسه وعندما يرى زكرى يشيح
بنظره عنه
أمين الشرطة:
زكرى وأمين الشرطة ورجل ممتلئ يرتدي بدلة كاملة يبدو أنه محامي يتجهون لخارج القسم
المحامي:
لو تعرف تجيب البت وتخليها تتنازل عن المحضر هنوفر البهدلة ألخوك
زكرى:
األمين:
بكرة الصبح
زكرى:
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 69
غرفة لبنى
زكرى يكسر باب غرفة لبنى بقوة..يلتفت باحثا عن لبنى..يفاجأ بصديقتها نائمة..
زكرى:
لبنى:
زكرى:
لبنى:
لبنى:
شوف يا ابن الناس..حكاية تتاويني أو تموتني ضرب مش نافعة معايا ..أخوك محبوس عشان اتعدى
عليا واغتصبني والطب الشرعي ثبت الكالم ده..أي حاجة هتحصلي هتروح فيها انت كمان..أنا
عارفة انك مش غبي
لبنى:
ترجعلي
زكرى:
ماشي يا لبنى
لبنى:
ال ما تهاودنيش وتاخدني على قد عقلي..أخلصلك أخوك وتقول أمك في العشة وال طارت
زكرى:
لبنى:
زكرى:
لبنى:
أي واحدة مكاني ح تقولك اتجوزني واكتبلي مؤخر جامد..أنا مش ح أقولك كده..عشان عرفاك
صعيدي ومش هتتجوز واحدة نمت معاها
زكرى:
اخلصي يا لبنى
لبنى:
خللي أخوك يكتب عليا..وأبقى قريبة منك برضه..ما انت عارف اني مقدرش أبعد عنك
زكرى:
بعدي يا نجسة
لبنى:
خالص يا طاهر..اكتبلي مؤخري في ورقة ايصال أمانة..لو سبتني يبقى من حقي الفلوس
زكرى:
لبنى:
زكرى:
ايه؟!
لبنى:
ياك أوه..ما تالبطش معايا..أخوك ثابتة عليه التهمة وأقلها هياخد تأبيدة
زكرى:
ماشي يا لبنى
تلتفت لصديقتها..
لبنى:
زغرودة يا بت
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 70
لبنى:
-تنزل لبنى على ساللم قسم الدرب األحمر في بطء..بينما يحتضن زكرى شقيقه وينزل به تجاه السيارة..
-داخل غرفة زكرى نرى بكر يلملم حاجياته هو اآلخر وأمامه زكرى وجودة وياسين
زكرى:
بكر:
كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه يا زكرى..عيشتنا سوا خلصت لغاية كده
زكرى:
ال يرد عليه بكر ويأخذ شنطته ويغادر بينما ينظر زكرى لجودة وياسين الذي ال يريد أن ينظر له فيخرج من
الغرفة
جودة:
ضاحي مشي..وبعده بكر..وياسين ما بيكلمكش..ما عدش فاضل غيري..يا ترى الدور علي وال ايه؟!
زكرى:
جودة:
مش ح تمشي..مش انت الكبير..والكبير الزم يفضل عشان يلم الباقي حواليه..مش ده كالمك؟!
ينظر زكرى إلى جودة مدققا في كلماته وعينيه ويرتك الشنطة ويجلس مفكرا..جودة يقطع تفكيره
جودة:
زكرى:
جودة:
زكرى:
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 71
تتوقف البيجو أمام عمارة عتيقة عالية األسقف..ينزل زكرى وزينهم من البيجو..يرفع عينيه تجاه واجهة
العمارة التي يشير عليها زينهم..العمارة مزركشة بها عروق من الخشب تنم عن قدمها..يتجه إلى يافطة
(مكتب سفريات الفلكي)
-أمام باب مكتب السفريات نستمع إلى أصوات مشادة بين زكرى وأحد العاملين بالمكتب
صوت زكرى:
الموظف:
اآلن نرى زكرى قابضا على تالبيب الموظف وبعض الموجودين يحاول فك الشجار..
تستمر المشاجرة على هذا النسق إلى أن يخرج صاحب المكتب من بابه ذو الضلفتين فيتوقف العراك
-زكرى أمام مئات االستمارات..يبحث زكرى عن صورة بكر إلى أن يجدها..يلتفت لموظف المكتب ويشير
عليه
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 72
الطريق الدولي
أتوبيس سفريات ضخم يسير في اتجاه ليبيا..األتوبيس يحمل على ظهره أطنان من الحقائب
والكراتين..األتوبيس قديم مستهلك..بكر يجلس القرفصاء في ممر األتوبيس..األتوبيس مزدحم بالصعايدة
والفالحين والعمال..الدخان يمأل السقف..لمبات صفراء خافتة..تختلط أصوات الراديوهات وأغاني المحمول
والحوارات الجانبية..حالة من الغموض المكتومة..بكر يخفي وجهه الشارد بكفه..ينظر من مكانه إلى الشباك
العالي على يمينه حيث الكشافات الصفراء تقطل ليل الطريق الدامس..
-السيارة البيجو وبها زكرى تقطع الطريق الدولي بسرعة شديدة..تقترب من أتوبيس السفريات..يحاول زكرى
رؤية بكر من شبابيك األتوبيس بال جدوى..يلتفت إلى السائق..
زكرى:
تندفع البيجو في سرعة جنونية حتى تقطع الطريق أمام األتوبيس الضخم
يهبط زكرى من البيجو حامال مسدسه ويفتح باب األتوبيس ويدخل بينما بعض الرجال بما فيهم سائق
األتوبيس يرفعون أيديهم إلى األعلى
زكرى:
زكرى:
يشق زكرى طريقه بين العمال..التربص في عيون الجميع..يمر على مقاعد المسافرين من الفالحين
والصعادية..مالمحهم يمألها الخوف والفزع.يتوقف زكرى أمام وجه بكر الجالس القرفصاء في نهاية ممر
األتوبيس
زكرى:
زكرى:
بكر:
زكرى:
بكر:
زكرى:
تدفع كل الفلوس دي عشان تروح تشتغل خدام هناك وأخوك مقاول في مصر!!
بكر:
أخويا ملهي في حاله وبيعمل لمصلحته..ما بقاش يهمه إال نفسه ..سيبني يا زكرى أروح لحالي..أنا ما
صدقت أخلع منك
زكرى:
ليه يا أخي؟
بكر:
وال حاجة ..بس أخوك قطع مع الحريم خالص..انت خلتني أشك في الصنف كله..ال بقيت أعرف
أتكلم وال أتعامل معاهم
زكرى:
بكر:
سيبك من الكالم ده..أنا نزلت معاك بس عشان ما أفرجش العالم علينا..اديني الجواز خليني أمشي..أنا
حوشت الفلوس دي شلن على شلن وبريزة على بريزة
زكرى:
زكرى:
أنا ح أركب البيجو دلوقتي..عايز تيجي معانا تشوف قمر اتفضل..عايز تسافر ليبيا لم الجواز والزقه
-قطع-
نهار /خارجي -داخلي مشهد 73
السيارة البيجو وبها زكرى وبكر في طريقها من الطريق الدولي إلى القاهرة ثم إلى مدخل سوق العتبة
يهبط زكرى من السيارة ويدلف إلى مداخل السوق ويتجه ناحية مخزن المحاصيل الزراعية الخاص بحلمي
ويصل إليه ليجد عم حلمي
زكرى:
عم حلمي:
زكرى:
عم حلمي:
زكرى:
العربية بره روح اركبها..بكر فيها..وأنا هوصل لمرسي أسأل عن مكان جودة وأحصلكوا
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 74
غرزة
يصل زكرى من الممر المظلم إلى مدخل الغرزة فيدخلها..يتجاوز زكرى مقاعد الزبائن ومناقد النار وأحجار
الجوزة ويمسك بأحد الزبائن (مرسي) ويأخذه ويخرج وسط عدم رد فعل تام يقوم به أي شخص..
زكرى:
مرسي:
يقوم زكرى بتوجيه لكمة قوية لوجه مرسي..يلتصق على اثرها في الحائط
زكرى:
مرسي:
مرسي:
-قطع-
ليل /داخلي /خارجي مشهد 75
يخرج ضابط المباحث وخلفه العساكر واألمناء من داخل قسم الموسكي يركبون سيارات البوليس ..يتجهون
بها إلى سوق العتبة..
-في الممر المظلم يخرج العساكر وأمناء الشرطة من الغرزة وهم يقيدون جودة وباقي الزبائن..
نرى قطع الحشيش التي يخفيها بين أصابع قدميه تلقى على رصيف الغرزة دون أن ينتبه إليه أحد..
-في غرفة الحج يقف جودة وسط بقية المجرمين..يصل زكرى وينظر له بغضب عارم ويتجه إلى أمين
شرطة وينتحي به جانبا ويهمس له بشيء ويشير له على جودة..جودة يرفع وجهه ليرى شقيقه وهو يشير
لألمين عليه..
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 76
غرفة زكرى
ياسين ينظر في صمت في نهاية الغرفة تجاه جودة الذي يلملم أشياءه ويضعها في حقيبة جلدية ..بينما يقف
زكرى ناظرا له بغضب
جودة:
زكرى:
جودة:
ماشي
زكرى:
ده بدل ما تحمد ربنا انه جاب العواقب سليمة تقولي أنا ماشي..ماشي هتروح فين؟!
جودة:
زكرى:
جودة:
قولها الكبير..الوجهة بتاعتنا..الحنين المطلوب باالسم في الجنازات واألإلراح ..قولها الحامي اللي
بيحافظ على اخواته عايز يشغلهم معاه تجار سالح ..ومفيش مانع يشتغلوا قتالين قتلة لو حكمت
زكرى:
كان منه وخلص ..واذا كنت فاكر ان وقفتك جنبي اني أخرج من القضية هتكتفني وتشيلني جميلة
تبقى غلطان..عارف ليه؟ الني عارف انك انت اللي مبلغ عني عشان تزنق علي وأرضى أشتغل
معاك..وده مش هيحصل..الني ما بيتلويش دراعي يا زكرى
زكرى:
انت اتهبلت يا واد..أنا أبلغ عن أخويا وأرميه في السجن تأبيدة..عاجبك يا ياسين الكالم ده؟!
جودة:
ح تشهد مين ..اللي كتفته وضربته زي البهايم..وال ضاحي وبكر اللي طفشوا منك؟! انت صحيح
أخونا الكبير..بس مكناش نعرف ان الكبير..كبير كمان في وساخته
يجن جنون زكرى ويجد نفسه يرفع يده ويهوي بكفه ويصفع أخيه..حالة من الصمت تسيطر على المكان
وجودة يضع يده على خده
جودة:
-قطع-
غروب /خارجي مشهد 77
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 78
االسكندرية – المكس
-تصل السيارة إلى شاطئ المكس لنجد البحر قديم والموج حزين برغم صخب أمواجه..
وشاطئ يعلن الحداد ليس عن طريق شارته السوداء ولكن عن طريق عدم وجود زوار
-يهبط زكرى تجاه بيوت المكس المتهالكة ويدخل في طرق متعرجة مظلمة .فجأة يظهر له شاب نحيف
وقصير القامة
الشاب:
زكرى:
جودة
الشاب:
يمسك زكرى قميص الشاب فيفاجأ بمطواة يخرجها الشاب يحاول اصابة زكرى
زكرى:
يسير زكرى وراء الشاب الذي ال يلتفت وراءه ولكنه يحدث زكرى..
الشاب:
الشاب (بعصبية):
زكرى:
الشاب:
-قطع-
ليل /خارجي /داخلي مشهد 79
غرزة بالمكس
وسط ممر ضيق ال يتسع لشخص بالمرور ..نرى مجموعة كراسي تستند على جدار الممر..
يجلس جودة مرتديا قميص وبنطلون وسط مجموعة وجهاء يضع احدى قدميه تحت وركيه..
جودة:
الزبون:
يلتفت جودة وهو على حاله جالس القرفصاء أمام الزبون على صوت شاب..
ص .شاب:
الشاب:
جودة:
الزبون:
ويضحك الرجال
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 80
شاطئ المكس
جودة:
زكرى:
يا واد مالك بقيت واعر كده ليه ..حد قالك اني قتلت أبوك ..يا واد ده أنا لحمك وانت لحمي ..ورحمة
أبوك يا جودة ما بلغت عنك وال فكرت في يوم أأذيك
زكرى:
جودة:
زكرى:
جودة:
زكرى:
جودة:
يهجم زكرى على جودة يحاول تقييده..يفاجأ بثالث رشاشات توجه لصدره..ينظر زكرى بغضب عارم لجودة
زكرى:
طب بص بقى يا جودة..انت هتروح معايا غصب عنك..وح ألوي دراعك دلوقتي( ..وبالفعل يلوي
ذراعه) وحأسوقك قدامي..وخللي رجالتك يطخوا أخوك قدام عينيك
الرجال يشدون أجزاء الرشاشات استعدادا للضرب..بقوم جودة بتوجيه يده لهم في اشارة آمرة فتهبط
الرشاشات من أيديهم وفجأة يهرع ضاحي ووراءه بكر للمكان..ويتجه ضاحي لزكرى يمسك يده برفق ويجعله
يترك ذراع جودة ويأخذه ضاحي ويمشي ناحية السيارة ويركبان بال أية كلمات متبادلة ويتبعهما بكر ويركب
زكرى بجانب السائق وتنطلق السيارة
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 81
البيجو على جانب الطريق..همام السائق يرفع غطاء البيجو ويفتح خزانة التبريد ويرى أنها بحاجة لمياه فيتجه
للخلف ويفتح شنطة السيارة ..زكرى على مقعد االستراحة يدخن ويشرب القهوة ومعه اخوته ويتجنب النظر
لهم ..يلتفت زكرى تجاه مبنى االستراحة ويقوم..
زكرى:
-يدور زكرى حول االستراحة يبحث عنهم بال جدوى..ينظر إلى البيجو فال يجدهم..يلتفت إلى جهة الطريق
عند االستراحة حيث تنطلق سيارة ميكروباص..يهرول زكرى تجاهها..
زكرى:
وقف وقف
يلحق بها زكرى على باب الطريق..ويقف زكرى أمامها يشيح بيده..يفرمل السائق..يفتح زكرى بابها يبحث
عن جودة في وجوه الركاب ثم يغلق الباب في اعتذار..
زكرى:
ينطلق الميكروباص بينما يلتفت زكرى الى الجهة األخرى من االستراحة حيث ينتبه إلى جلوس جودة
القرفصاء وجهه للصحراء ولون قرص الشمس األحمر ومعه ضاحي وبكر..يتجه نحوهم زكرى في غيظ
حيث تداريهم التبة الرملية..
زكرى:
جودة
جودة يدخن سيجارة حشيش عندما يسمع صوت زكرى بشكل ال شعوري يخبئ السيجارة داخل كفه..يقبل
عليه زكرى..يتشمم رائحة الحشيش..
زكرى:
جودة:
مقدرتش على يدي اللي لفت السيجارة تداريها..يمكن اتعودت على الخوف منك
ينظر إليه زكرى..يتجه ناحية السيارة..يسير خلفه اخوته..السائق ينتهي من وضع الزيت والماء ويغلق غطاء
السيارة ويجلس خلف عجلة القيادة ويركب األشقاء كل في مكانه
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 82
الوحدة الصحية
في غرفة بالوحدة نرى الطبيب في يده مشرط ينظر إلى النساء الملتفين حول قمر..
الدكتور:
الطبيب يبدأ في تجهيز معداته بمساعدة الممرش بينما نرى قمر تهذي
قمر:
السيدة:
الطبيب:
داروا وشكوا
-تجلس قمر تحت شجرة وارفة أوراقها تظلل مساحة ضخمة..زكرى واخوته حول أمهم قمر..
بينما يقطع ضاحي الطماطم فوق الجبنة القديمة ويرقد بكر نائما على حجر أمه..
ال تنتبه قمر وال أوالدها..تسقط الشجرة..يتفرق شمل قمر وأوالدها وسط المكان الفسيح..
زكرى يندفع ليجمع اخوته بينما تقف قمر تشير تجاه ياسين الذي يجري بعيدا..
قمر:
الطبيب:
وينصرف الطبيب ونرى وجه قمر يتصبب عرقا..تقوم احدى السيدات بمسح العرق بينما نرى قمر تهذي
وتتمتم باسم ياسين..
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 83
شوارع القاهرة
زكرى:
جودة:
زكرى:
جودة:
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 84
فرح شعبي
ياسين بمالبس التنورة يرقص مع صافي وسط فرح شعبي..وفجأة يدخل زكرى الفرح يحمل شومة..يقترب
من خشبة المسرح في جدية وسرعة بينما يدور ياسين في اندماج كامل..
تخفت حركة ياسين والشومة معلقة بين ياسين وبين زكرى حتى تتوقف حركة ياسين ويديه تحيط بالشومة..
صوت الصمت..يتبادل ياسين وزكرى النظرات المليئة بالعتاب من جانب زكرى والتحدي الممزوج بالخزي
من جانب ياسين ..ينظر زكرى إلى الكمنجاتي ويشير له بأن يعزف فيطيعه بعودته إلى العزف
أفراد الفرقة تعود إلى العزف..الراقصات يتصدرن المسرح بينما صافي تتابع ياسين وهو يختفي مع شقيقه
خارج الفرح
-أمام غرفة زكرى نرى ياسين يخرج مسرعا تاركا وراءه زكرى واخوته
زكرى:
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 85
جبل المقطم
تقترب سيارة نصف نقل فوقها زكرى وصافي..تتوقف السيارة عند سفح الجبل..يمسك زكرى ذراع صافي..
زكرى:
صافي:
وهللا العظيم وهللا العظيم..أخوك اللي قاللي لما أتوه منك هتالقيني في الجبل مستنيكي
زكرى:
اتجن هو راخر ..بيدور على أبوه اهنه اياك..هيطلعله القط من الجبل تاني!!
تنظر إليه صافي ال تفهم شيئا..بينما يقفز زكرى من فوق صندوق عربة النصف نقل..يصعد الجبل..تساعده
شومته ..العرق على جبين زكرى يتقطر ..الشمس الحمراء تظهر وتختفي ..الجبل كتلة نار بين ألوان الرمال
والتراب تتلون
يصعد زكرى..يهبط..يقع على سفح الجبل ..يدخل ..يخرج من مغارة صغيرة ..يضرب عنق ثعلب ..يرمي
ثعبان بيده من مكانه..يتلفت حتى يرى ياسين في سفح الجبل يركن جسمه األسمر في كف الجبل وحضنه..
زكرى:
زكرى:
ياسين:
ياسين:
زكرى:
أنضف من قلب أخوك ابن أمك وأبوك..كل ده عشان عايز أعمل منك راجل بدال ما كل حد يكلمك
يتقاله ده الصغير ..ده السكرة بتاعتنا ..ده الحنين المتدلع ..عايز أشد منك البزازة ..عايز ترجع بلدك
شادد حيلك رافع راسك ..على األقل تفرح أمك بيك..وال عايزها تمصمص شفايفها وتقول لسه صغير
بكره يعقل
ياسين:
محدش فينا عاد صغير احنا طول عمرنا ماشيين وراك..جرب تمشي ورانا مرة
زكرى:
ياسين:
أل سيبنا..ولو عايزنا خليك حوالينا..وابعد شوية خليك تشوفنا ..يمكن نفيدك ..يمكن نخف حملك..
يمكن تفهمنا
زكرى:
غلطانين..تعرف لحد ما طلعتلك كام ديب قتلت..كام كلب..كام تعلب..كام تعبان ..يابن والدي..المكان
كله عقارب
ياسين:
زكرى:
زكرى:
انا اللي أنا بشوفه وأعرفه في سنة أكتر من اللي انت شايفه وعارفه في كل سنين عمرك والرقاصة
بتعتك دي أنا ح أقطع خبرها
يتحرك بين األحجار لعله يرى ياسين بال جدوى وحجر الجبل يهتز تحته
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 86
شقة صافي
صافي:
ياسين:
صافي:
ياسين:
ملكيش صالح..أنا أعرف أحمي نفسي..جهزي نفسك..هنكتب الكتاب ونعمل الفرح الخميس الجاي
-قطع-
ليل /داخلي مشهد 87
صافي تجلس على مقعد العروس وحيدة في انتظار ياسين والفرقة تعزف والراقصات يرقصن..
بكر وجوده على الكنبة في صمت بينما يسير زكرى ذهابا وايابا أمام ياسين في دهشة
زكرى:
اتجننت يا ولد القط عايز نناسب رقاصة..عايز أمك تطين راسي بالطين؟!
ياسين:
مالكش صالح بيا..أمي وأنا حر معاها يا أخي مالك انت..هو أنا طلبت منك جنيه واحد!
هملني في حالي ال هتخسرني ليوم الدين..ولو جتلك ميت ما تكفنيش يا زكرى
زكرى:
كالم فارغ..البت دي مش هسيبها وهخليها تعرف مين عيلة القط..ده انت مأصل ياد
زكرى:
لو واحد بس من اخواتك رضي عاللي بتعمله مش هوافق على فرحك بس..أل..هرقص فيه كمان
ياسين ينظر إلى اخوته الصامتين ال تتحرك عيونهم..وفي طفولة ينطق ياسين
ياسين:
ضاحي موافق..لو مكانش طفش من عمايلك كان زمانه واقف معايا دلوقتي
زكرى:
طفش من عمايلي..أنا ح أوريك عمايلي صح..ح أطربقلك الفرح ع اللي فيه علشان يعرفوا مين عيال
القط
يندفع زكرى خارج الغرفة بينما ياسين ينتفض يحاول أن يخلع نفسه من قيده بالكرسي
-ما زالت صافي تجلس على مقعد العروس وحيدة تنظر بوابة صوان الفرح..شومة تكسر الكشاف
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 88
يقف ياسين خلف العربة الممتلئة بالشرائط..بجواره خمس عربات بها نفس كمية الشرائط
ياسين يعطيه نصف جنيه فيصب البائع كوب عرقسوس يقدمه لياسين..يحتسي ياسين العرقسوس..
تقترب صافي من ياسين..ينتبه إلى وجهها..تسير ببطئ بطنها منتفخ من الحمل..ومرتدية خمار..
يتابعها ياسين وهو يهز رأسه في دهشة على مالمح وجهه الشرود..
تختفي صافي فال يستطيع تمييز مالمحها وسط عشرات النساء والشابات التي تتجه إلى نفق المترو
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 89
-على باب شقة صافي يدق زكرى الباب لتخرج له احدى زميالت صافي
زكرى:
صافي موجودة؟
زميلة صافي:
تتوقف السيارة على مشارف حي السيدة عائشة..ينزل منها زكرى ويدلف داخل مبنى وراءه همام ويخرج منه
ووراءه رجل آخر يحملون حلل مليئة بالطعام يضعوها في شنطة السيارة
السيارة في طريقها بين مقابر صالح سالم إلى أن تصل إلى مقابر المماليك وعلى ذلك نسمع..
صوت زكرى:
على جانب الطريق ..على مساحة الرمل بجوار البيجو ..يفرش ضاحي المالية لجلس زكرى بين اخوته..
يرفع غطاء الحلة ويضع الدواجن..بط وحمام أمام اخوته..يتشمم بكر الطعام باندهاش..
زكرى:
مالك؟!
بكر:
زكرى:
زكرى:
جودة:
زكرى:
جودة:
زكرى:
وأنا شايل
جودة:
زكرى:
انت عارف يا جودة..انت عامل زي ما تكون واقف في وشك مرايا ونازل ضرب وحرب في نفسك..
الحرب مش في المرايا يا مسطول ..الحرب حوالين منك..احنا واحد..عصبة واحدة ..ليه تخللي
الغريب شايفنا متفرقين؟!
جودة:
يا زكرى احنا عشنا في حضنك سنين..كان صوتك صوتنا وحكايتك حكايتنا ولمتنا..لحد ما بقى الكالم
من أي حد فينا من غير اذنك حناية ..لحد ما بقى الهوا بيطلع بس من مروحتك..ونسيت ان قمر أمنا
كلنا مش أمك لوحدك
زكرى:
بكر:
سر ايه ده اللي يخليك فاكر ان قلبك بس اللي بينبض وقلوبنا حجارة..
سر ايه ده اللي انت عايشه ومصدقه..انت فاكر ان غلطك صح عشان انت الكبير..
زكرى:
ضاحي:
كداب يا زكرى
زكرى:
حتى انت يا ضاحي ياللي عمرك ما طلعت العيبة من بقك ..كنت فاكرك أكتر واحد حاسس أنا عملت
ايه عشانكوا
ضاحي:
زكرى:
ضاحي:
احنا ما نكرناش لما كنت بتدي بحق بحق وحقيقي..بس انت اتغيرت يا زكرى ..انت بقيت بتفتكرنا
بس عشان تحس انك الكبير..النك من غيرنا مش هتالقي حد تبقى كبير عليه ..زمان كنت بتفكر فينا
عشان بتحبنا..دلوقتي بتفكر بس قد ايه احنا بنحبك..قد ايه احنا تحت طوعك وحواليك
زكرى:
يقف جودة
جودة:
ضاحي:
بكر:
زكرى:
اقف عندك انت وهو ..وهللا ما أخون عهدك يا قمر ..هنسافر كلنا في عربية واحدة ..عايز أمكم
تشوفنا كف واحد..كف قمر..يمكن دخولنا عليها يشفيها وتخف..
زكرى:
جودة (بهمس):
ويتجهون للسيارة ويخفي زكرى مسدسه ليركب مع اخوته لتنطلق بهم البيجو إلى مولد سيدنا الحسين..
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 90
زكرى:
-قطع-
ليل /خارجي مشهد 91
ساحة الميدان كيوم الحشر..ال تستطيع أن تميز الوجوه من بعضها..أمواج البشر تتدافع في ايقاع حاد منتظم..
تتناغم ألوانهم رغم تباين المالبس واختالف األعمار في الساحة كسرب حمام داخل رقعة يتمايلون على ايقاع
الذكر المعروف..
يصفق ياسين على يديه تصفيق مميز يقلده باقي الشباب ..يدور ياسين وفي عينيه حنين وشوق..
يفاجأ ياسين بوقوف زكرى أمامه يحكم قبضته ويدفع بهما في صدر زكرى فيسقط على األرض..
يتحامل زكرى ليقف مرة أخرى يتلفت في عصبية..يندفع في ثورة وبين الزحام يحاول أن يرى ياسين
زكرى:
ياسين..ياسين
يندفع زكرى تجاه ساحة الذكر..يميل على أذن المنشد ويحدثه فيترك له المايك
زكرى:
ينتبه المنشد إلى حيرة زكرى وصدق صوته وقلة حيلته في ايقاف شقيقه فيمسك المايك من زكرى وينظر إلى
سجادة الرؤوس أمامه
المنشد:
ياسين..ياسين..ياسين
يتوقف ياسين وسط الجموع..يتجمد..نرى الناس تفتح طريقا من المسرح إلى ياسين..ليفاجأ زكرى بشقيقه
وحده في طريق طويل بين الناس..ينظر بامتنان للمنشد..ينزل من فوق المسرح..يجري نحو ياسين بين
الجماهير التي تفسح له الطريق ليمشي وسطها وكأنه يمشي على سجادة بين أسوار الناس الثابتة بعيونها
عليه..
ياسين:
زكرى:
ياسين:
ال أنا مجنون وال انا صغير..محدش داق الغربة ويبقى صغير
محدش على األسفلت صغير..وبرضه محدش على األسفلت كبير يا زكرى..كله غريب في البلد دي..
الفرق بيني وبينك انك غيران مني..غيران اني حبيت واتحبيت..من غير ديابة وبنادق وعذاب
زكرى:
مش وقت نعرف مين فينا بيحب ومن فينا بيغير..خلينا نروح ألمك وبعدها ابقى قول اللي انت عايزه
ياسين:
أنا مش رايح لقمر يا زكرى..ولما تشوفها قولها ياسين زعالن منك وربنا يسامحك على اللي عملتيه
فينا
زكرى:
ياسين:
أل عملت ..خلتنا نسيب جدرنا وسلمت رقابينا للكبير..وبأمرها بقى وصي علينا وبيتحكم فينا بهواه..
أنا هوايا غير هواك يا زكرى..
ينظر له زكرى نظرة غاضبة يقطعها مجيء همام والدماء تسيل من رأسه..
همام:
اتكاتروا علي
زكرى (مقاطعا):
بس خالص
وينظر ألخيه..
زكرى:
ياسين (مقاطعا):
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 92
طريق الصعيد
بين الطريق الواعر تنطلق البيجو..الطريق تحتضنه الصحراء الذهبية بأوتادها البنية..
همام:
يغلق زكرى الشباك ونرى أن همام يغالب النوم..تتغير سرعة البيجو..يلتفت زكرى إلى همام الذي ينام على
عجلة القيادة..يلكزه ليصحو
زكرى:
يفتح همام عينيه بأصابعه ..سيارة مجاورة تقترب بشكل خطر ..يمسك زكرى عجلة القيادة يديرها بعيدا..
يتوقف همام على جانب الطريق..يخرج زجاجة ماء..يقف على الطريق ظهره للسيارة..يرش الماء على وجهه
ورأسه
يتابعه زكرى من مكانه وهو يضع األفيون تحت ضرسه..يستدير همام ..يجلس خلف عجلة القيادة
همام:
ينطلق بها ويده تضغط على كاسيت السيارة ليعلو صوت الشيخ ياسين والبيجو تنطلق في طريق الصعيد
-قطع-
نهار /خارجي مشهد 93
قرية الكوامل
زكرى يجلس بجوار همام يطل بعينيه تجاه قريته التي بدأت تظهر كالسراب..
تفتح قمر عينيها باسمة وهي ترى الكلب يستيقظ من جوارها ويشق طريقه بين النساء المتشحات بالسواد..
يصل زكرى إلى حيث منزل أميرة لينظر إليها من الشباك ليراها تجلس..بجوارها ابنها في السادسة من عمره
والغريب أن يصل هذا الطفل يقوم باطعام أمه..ينظر لها فتنظر له في شرود وكأنها ال تعرفه..
-زكرى أمام دار قمر يهبط من البيجو ليرى ..األهالي نساء ورجال في تجمعات متقاربة حول الدار..
ويلتفتون على نزول زكرى من التاكسي..بينما يندفع الكلب فوق التاكسي يحاول أن يلمس زكرى..
يلمح جالل الموقف ..يحتضن الكلب زكرى ..يبكي الكلب بدموع حقيقية..
يندفع إلى داخل الدار متجاوزا تجمعات األهالي..يندفع أحد األهالي يسبق زكرى إلى دار قمر
يقف زكرى أمام بوابة الدار ..يفاجأ بعدم وجود باب للدار ..يقترب منه أحد األهالي
أحد األهالي:
يدلف زكرى داخل الدار ..القمر يتوسط حوش الدار ..ضوءه الفضي يعطي احساسا مقبضا موجود بعض
نساء القرية بمالبسهم السوداء في أكثر من مكان في ساحة الحوش ..يندفع إلى أروقة الدار يفاجأ بعدم وجود
جدران الدار تقترب منه سيدة مسنة ضعيفة
السيدة:
زكرى يقف أمام رواق قمر ..تخرج النساء من عمق الرواق ..يختفي زكرى داخل الرواق
داخل رواق قمر يتراجع الطبيب ..يقترب زكرى ..يرى كفها مقطوع ..يسقط على ركبتيه أمام سرير أمه
المتواضع ..يحبو حتى يصل إلى وجهها ..تفتح عينيها ..تبرق ..تعتدل ..يحاول منعها
زكرى:
استريحي يا أم زكرى
قمر:
قمر:
زكرى:
أنا قلت أشوفك األول..عارفك مش عايزة تخضي عيالك يا قمر ..الصبح هبعتلهم..ل زكرى مش
مكفيكي يا أم زكرى..
قمر:
زكرى:
قمر:
زكرى:
قمر:
زكرى:
الحمدهلل
قمر:
كفك نعمت
يفرد زكرى كف يده الناعم..تضع قمر كفها على كف ابنها ..تتلمس كف ابنها
قمر:
أبوك مات وكفه خشنة..ياما حبيت أبوك ونمت على يده..كنت أعرف كل خط في كفه..لحد ما مشي
كانت الخطوط في يده بتزيد..كفه زي األرض ناشفة وحنينة..وحشني أبوك
قمر:
زكرى:
زكرى:
أما..أما..قومي يا قمر
يتدخل الدكتور الممتلئ..ويضع يده على رقبتها ليرى النبض..ثم يفتح عينيها وتبدو عليها عالمات النهاية
-قطع-
نهار /خارجي /داخلي مشهد 94
يحمل زكرى نعش أمه بمساعدة رجال القرية..يتجهون بالنعش خارج الدار
يسير زكرى حامال نعش أمه واألهالي جميعا خلفه..يفسح الرجال الطريق ألحد أبناء قمر وقد أتى جودة ويأخذ
مكانه تحت نعش أمه ويتوالى حضور ضاحي وبكر يهروالن عكس اتجاه النعش ويأخذان مكانهما في حمل
نعش أمهما بدال من األهالي ..يلتفت زكرى لجودة وبأسى يتحدث
زكرى:
زكرى:
ياسين مجاش؟
أمام قبر قمر االخوة األربعة يمسكون بالفؤوس يهيلون التراب على مدخل قبر قمر ..بينما نجد الشيخ دياب
يأتي ويقف أمامه ممسكا بابن زكرى وأميرة ..ثم يشير للطفل تجاه زكرى واخوته
الشيخ دياب:
يجري الطفل نحو زكرى واخوته ..يتوقف أمام وجوه االخوة..ال يعرف وجه أبيه ..يبكي زكرى ويجلس
القرفصاء نحو ابنه حتى يعرفه ..يتردد الطفل ..يفرد زكرى يديه في رجاء ..فيجري الطفل نحو والده زكرى
ليلتقطه في أحضانه
-قطع-
نهار /خارجي مشحد 95
دار قمر
يتصاعد التراب بين أقدامهم التي تحفر األرض ..يقتربون من بوابة الدار المسروقة ..التراب يلون أسوار
الدار الطينية..يدخل زكرى وجودة وبكر وضاحي ومعهم ابن زكرى الدار عندما يسمعون أصوات بالداخل
يتوقف زكرى عندما يرى ياسين يحمل المعول ويخلط التراب بالماء..تتالقى عيون االخوة
مزج
زكرى يمسك بفأس موصول بحبل..يمسك بالحبل بكر وجودة يخلطون األسمنت بالرمل
بينما يضع ضاحي قصعة حديد على كتفه يمألها له زكرى باألسمنت..يتجه ضاحي بالقصعة إلى سلم خشبي
يقف ياسين فوقه يأخذ منهم القصعة ليرش األسمنت فوق الطوب األحمر ونرى أن دار قمر في طورها لتعود
لسابق عهدها ..زكرى يمسح عينيه اخوته
مزج
ابن زكرى عاري تماما جسمه مطلي بالطين..خرطوم يطلق ماء نحو الطفل ..يجري الطفل حتى ال تصيبه
المياه ..نرى زكرى واخوته يضحكون وهم يشاهدون أميرة وهي تجري بخرطوم المياه خلف ابنها العاري
مزج
تتالقى عيونهم التي ترى قمر تقف وسط الحوش تبتسم في حنان إلى أوالدها
يا طوبة حمرا وطوبة خضرا وطوبة .....البنا يضرب فيها بالموال
اختفاء