Professional Documents
Culture Documents
لا دين لمن لا كرامة له
لا دين لمن لا كرامة له
1
محتويات البحث
2
القمدمة
وةدله
قــوم الله آدم ّ
الخلق هو التمدير قبل التنضيذ ،والتسوية هي تييو في الصوورة ،فعندما ّ
ومؤهـ ٍل للخئفـة
ّ ٍ
مستتنـس قـابـ ٍل للتعلّ م وامعرفة فتحول إلى إنسان ةاقـ ٍل
ّ نضف فـيه مـ روحه ،
آنذاك أمر سبحانه امئاكة بالسجود ،فـكان سجـود ةـبادة وياةة لله ،ثم سجود تايف وتكريم
ددم بكافـة ةـناهر ومكـوناته اسساسية ،ولمد جاء في كتاب ـ ةيـون أخبار الرضا ـ سبي جعضر
الصدوق ،مسنداً ةـ رسـول الله صلى الله ةليه وسلـم قـال « :إن الله تعالى خلق آدم فتودةنا
صلبه ،وأمر امئاكة بالسجود له تعظيماً لنا وإكراماً ،وكان سجودهم لله تعالى ةبودية ،وددم
وبعـد التكريم كـان العيش في رضـوان الله ،لكـ آدم وزوجه ةصيا أمـر ربـهـمـا ،فـظهرت لهـما
سوآت الحياة و حت لهما مساوىء الشمـاء ،فؤمرا بالخروج مـ جنة الـنعـمة والكرامة إلى مهبط
الشماء والخيبة ،وهذر الواقعة مثلت لهما بداية التكليف ،إنلئقاً م تايع أحكام الدي ،قال
تعالى « :اهبلا منها جميعاً بعضكم لبعع ةدو ،فـإمـا يتتينكم من هدى فم اتبع هداي فئ يضل
و يشمى ،وم أةرض ة ذكري فإن له معيشة ضنكاً ،ونحار يوم الميامة أةمى »
ـ يه 123ـ 124
خ يلـق مـ
م الوصايا اسخئقية مـ أجـل هـدايته ،وحضـظـه مـ الـزي واننحراف ةـ الياية التـي ُ
مـوجهاً نحـو تحميق كرامته اننسانية ،الت
ّ أجلها ،وأمرر بتن يكون سلوكه كـله فـي هـذر الـحياة
عد حميمة الـدي وممصدر ،قال تعالى « :إن هذا المرآن يهدي للت هي أقوم » -انسإاء 9ـ
تُ ّ
3
إن الياية م إنزال المرآن هي هداية اننسان سصوب وأكمل اللرق ،فهو هداية مللمة تشمـل
،فم اهتدى بما يدةو إليه المرآن كان أكمـل الناس وأقومهم وأهداهم فـي جميع الناس أجمع
تمسكاً بمكارم اسخئق ومحاسنها ،و يخضى ةلى ّ ي
كل ذي لُ ّ ٍب أن الهدف م هـذر اسمـور ،وأشدهم ّ
الميم السامية ،هو أن تُ ي
وصل اننسان إلى املـلوب يمـيناً ،امتمثل في المـيمة اسساسية الت يُضهم
ّ
التحمق الوجودي للدي الذي ارتضار الشمولي للكرامة ،وهذا ما يُعتمد قـلعاً في م خئلها امع
الله لعبادر ،قـال تعالى « :اليوم أكـملت لكم دينكم ،وأتمت ةليكـم نعمت ،ورضيت لكم انسئمـ
ع يجب أن يتمتّ ع به إن أكمل نعمة وهبها الله لننسان هي الكرامة اننسانية ،وهي ٌ
حق مشا ٌ
تضاوت ب خ ْل يمه كلّ ي هم في الكرامة ،إذ أوتميييد ،وقد ساوى تعالى ب
ّ الجميع بدون إستثناء
يولد أح ٌد إ ةلى ذلك .فكرامة ام ُ ّ ي
ختل ةمئً تعادل كرامة أذكى ةبمري فـي اسجناس ،بحيث
جوهر إنسانيته الت هي أساس إستخئفه ةلى اسرض م أجل إةمارها ،قال تعالى « :وهو الذي
جعلكم خئاف اسرض ،ورفع بعضكم فوق بعع درجات ليبلوكم في ما آتاكم » ـ اسنعام 165ـ
والعلة اليااية مـ انستخئف هي بـلوو ذروة التئزم بيـ درجات انةمار والكـرامة واننسجام
حتمـاً إلى نضب امشاةر اننسانية وتبخيس بينهما ،سن انةـمار الذي يهدر الكرامة سيض
ؤاي ة ،مما يؤدي إلى إفـراو الحضارة م بعدها اننساني ،وإضضاء ةليها بعـداً ةبثياً
امباديء امُر ُ ّ
ليس متناسماً و منسجماً مع الياية م هذا الوجود ،فما أحوج اننسانية إلى العمل بمولـه تعالى
يحب امضسدي » ـ المصص 77ـ « وأحس كما أحس الله إليك و تب الضساد في اسرض إن الله
4
ةليه التمدير وانحاام ،لتكون له قيمة أصيلة وجوهرية ّ ي
تمكنه م أن يكون غاية في ذاته ،سن
فسيتحو ل الدي م مصدر ةزة وكرامة إلى مصـدر ذل ومهانة ،وأسـوأ ما يمكـ
ّ الكرامة إذا غابت
أن يصو إلـيه امتدي هو الذل وامسكنة ،قال تعالى « :ياأيها الذي آمنوا م يرتد منكم ة دينه
أةزة ةلى الكافري ،يجاهدون في سبيل فسوف يتتي الله بموم يحبهم ويحبونه أذلة ةلى امؤمن
الله و يخافون لومة ام ،ذلك فضل الله يؤتيه م يشاء والله واسع ةليم » ـ اماادة 54ـ
ـ مدةوون إلى قراءة إنسانية ةمئنية للدي انسئمي لتجاوز الرؤية اننيئقية إننا نح ـ امسلم
وإحداث قلـيعة إبستيمولوجية تُ ّ ي
مك امتدي م تجاوز « و ية الضميه » ،والرفـع الكلي لكل ما م
وذ ُّل باسم « الدي » شتنه أن يهدر كرامته ،سن الدي يتتثر ويتضاءل في أةماق اننسان إذا أُه
هـم تنا هي أن نعرف البعد الحميميـ للدي الخالص في واقـع الحياة لنبن حضارة صالحة
فـم ّ
ولذلك ُ
لننسانية قايـبة ،م أبرز خصااصها أنها إنسانية النـزةة والهدف ،قال تعالى « :كنتم خو أمة
أخرجت للناس تتمرون بامعروف ،وتنهون ة امنكر وتؤمنون بالله » ـ آل ةمران ـ 110ـ
الخوية هي
ّ باسمر بامعروف والنهي ة امنكر ،والياية الت ترمز إليها إن خوية اسمة ره
يكون كامئً إ صون كرامة اننسان ،وفي حالة هدرها تنتضي خوية اسمة ،سن الدي الحق
يضاقان ،لذا وجب الحرص ةليهما في آن واحد مع ضورة أن يلزم امسلم بهما معاً ،وهو
الله ةنه « :لمد كنا أذ ء فتةزّ نا الله كرامة له ،قال ةمر ب الخلاب ر دي م يدرك أن
5
الععة النسانية
والزيتون وا ينصئحا في اسرض ،وسنه لو كان هو امراد لذهبت امناسبة الت في ال َم َس ْم بالت
متمم لتمويم النضس ،قال الن صلى الله ةليه وسلم « :إن ويور سين والبل يد اسم ،وإنما هو ّ
ينظر إلى أجسادكم و إلى صوركم ولك ينظر إلى قلوبكم ،فإن العمل أشف ما خص به الله
العمليـ الصحي ،سن ذلك هو الذي تصدر ةنه أةمال الجسد ،إذ الجسم آلة خادمة للعمل فلذلك
سمي إنساناً
وقال الراغب اسصضهاني رحمه الله في كتابه مضردات ألضاظ المرآن « :إن اننسان ُ
قوام له إ بإنس بعضهم ببعع » . خ يلق يخلْم ًة
سنه ُ
وأخلص مما ذ يُكـر بتن العمل والبعد انجتماةي هـما اللذانـ أضضيا ةلى"البا" البعـد اننساني
الذي أدى إلى بزوو ثمافة مجتمعية ،ساهمت في تلوير امسار الحضاري لننـسان الذي رافمه
الر باني في مستوياته العئامـية امتعددة :ةئقـة اننسـان بالله ،وةئقـة اننسان بنضـسه
ّ
وةئقـة اننسان بتخيه ،وةئقـة اننسان باللبيعة ،ولمـد جاء المـرآن مخايباً اننسان وفـق
إنسانيات متعددة ،سن اننـسان هذر العئقات امتنوةة ،مع انقرار بـوجود إنسانية واحدة
ّ
التعمل أةلت م وجودر واح ٌد فـي أبعادر كلّ ي هـا وإن تعددت أشكاله وألوانه ومشاربه ،وميـزة
مركزي ة الوجود ،وإرادته الحرة هي السبيل إلى الهداية أو الضئل ،قال تعالى :
ّ وجعلته في
6
« إنا هدينار السبيل إما شاكراً وإما كضوراً » ـ اننسان 3ـ
تمـر بحاكمية امشيةة انلهـية وحاكـمية إرادة اننسـان ،ويتب ّ مـ مضمـونها أن الله وهب
ادية ّ
حرم منهما
اننسان العمل الذي هو أداة هداية ،ومنحه حرية انرادة الت هي أساس الضعل ،فإذا ُ
أضل سـبيئً ،قال تعالى « :أم تحسب أن
ّ أشد م حال اسنعام بل هو
ألييت ماهيته ،فييدو ّ
أك هم يسمعون أو يعملون إن هم إ كاسنعام ،بل هم أضل سبيئً » ـ الضرقان 44ـ
" « :لـما كان اننسان و تحميق السعادت يمول الراغب اسصضهاني في كتابه "تضصيل النشتت
إنما يصو إنسانا بالعمل ،و لو توهمنا العمل ُمرت يضعاً ةنه لخرج م كونه إنساناً ،ولم يك إ
مكويناً أساسياً
تعد ّ
وم هنا يتب ّ بتن العمل وحرية انرادة هما صاانا الزةة اننسانية ،الت ّ
لاسيف العئقات انجتماةية الت تخلق اسلضة واسخوة ،وإنلئقا م هذا امضهـوم يمك المول
إن مكانة كل إنسان مرهونة بمدى ّ
تعمله وإرادته الحرة لبلورة ممومات نزةته اننسانية ،الت
مكنه م إدراك قدراته الذاتية الت ف يُلـر ةليها ،وهذا هو أساس اموقف الوجودي الـذي يجب
تُ ّ ي
ّ
يتخذر اننسان ،لتصب معرفـته إيجابية تُعينه ةلى فهم الياية م وجودر ،باةتبارها قيمة أن
متتصلة أساسية للكرامة ،سنهـا هي الت تزرع بداخـله روحا التّ آلف تُجار ادخري وتُجار جميع
ّي
التعدي ةليها أو إنتهاكها ،وتـتلـلبـ حماية شاملة م أجل يجوز امخلوقات ،فهي ممدسة
كافة اسجناس الباية ،قال تعالى « :وم آياته إرتمااها امتواصل ،سنها هي الت تُ ّ ي
وحد ب
» ـ الروم 22ـ خلق السماوات واسرض وإختئف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك ديات للعام
إننا لنجد في ادية حميمة هيحة وهي إختئف اسجناس واسلوان واسلسنة ،وهذا انختئف
يجب أن يكون موي تسبي وتعظيم للخالق الجليل ،سنه آية تُ ْب يهـر العمـول وتدل ةلى قدرته
امللمة ،وم امحزن لمد جعلها « تجار الدي » موي ةداء وكراهية قاتمة أفـضت إلى نسف جسور
تكرس التعايش وانندماج بدل العزل وانقصاء ،قال تعالى « :ياأيها الناس إنّ ا
التئقي ،الت ّ ي
،وجعلناكم شعوبا وقباال لتعارفوا » ـ الحجرات 13ـ خلمناكم م ذكر وأن
إن « تجار الدي » لم يتخذوا بالرحابة الدينية امتجلية في آفاق المـيم الروحية واسخئقية ،فبدل
7
مع الزةة اننسانية امتجلية في الياية م م أن يضسوا هذا انختئف تضسواً ةمئنياً ،يتما
ّ
التعمل واحاام الرأي البحث ة نماط انلتماء الماامة ةلى
ُ التعارف وهي التواص يل ،ة يريق
ي
انسئم ،م أجل الوصول إلى أرضية ادخر ،لكشف زيف رواسب التعصب الت تشور صورة
مشاكة تعتمد ةلى امصال امتبادلة ،والتئق الضكري الذي يسم بالتتثر والتتثو انيجابي
للحد م غلواء دةاة هاع الحضارات ،ا َ ْضضُوا ةلى تضاسوهم وتتويئتهم ر ُ َؤى شوفينية مناقضة
منظومة قيم رسالة انسئمـ ومماصد الايعة ،بحيث أفضت إلى العنيية والتميي العرقي الماام
الناس ةلى أساس اللون أو ا نتماء المومي أو العرقي ةلى انقصاء و التهميش ،و التميي ب
الشء الذي نتج ةنه نظام اللبمات ،وهو نظام نخبوي تشكل م خئله نظام إجتماةي يصادر
البعد اننساني ،الذي يعتبر انسئم مستلة حيوية يجب إدراك أبعادها امختلضة ،لتوييد ُةرَى
العئقة اننسانية ،وتلـويرها دينياً في يـريق إنضاجها إجتماةياً ،سنه لم يعد بانمكان إغضال
الزةة اننسانية نقامة العدالة الحمة ،باةتبارها ةملية نهضوية إصئحية متعددة اسبعاد تهـدف
إمتدا ًدا وأغ اننسان م مـواجهة التحديات الت تعاض يريمه ،نحو مستمبل أك إلى تمك
ةنهما قال :قال رسول الله صلى الله ةليه وسلم « :إنما أهلك الذي قبلكم ،أنهم كانوا إذا سإق
فيهم الايف تركور ،وإذا سإق فيهم الضعيف أقاموا ةليه الحد » ـ روار البخاري ـ
قال اب تيمية رحمه الله « :إن الله يميم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ،و يميم الدولة الظامة
إن هذا الضبط التوجيهي انسئميـ يسعى إلى صياغة ممومات العدالة الحمة وتزكيتها م خئل
تايعات إلهية ،جعلت م اننسان مدار حركة الحياة ومحورَها ،وأ َْو َكـلت إليه مهـمة انستخئف
بيية البناء والعمران ،وكلّ ضته بتحميق امنضعة العامة لننسانية جمعاء ،ودرء امضاسد بكافة
أشكالها حضاظاً ةلى وجـود اننسان وبمااه ،فـما أحـوجنا اليـوم إلى إةادة اكتشاف البعد اننساني
االرباني الذي غاب معنار ة واقعنا الحياتي .فالمرآن حافل ومليء بالبعد اننساني الذي يتجلى
8
تعالى « :كـذلك يبب الله الحق والبايل ،فتما الزبد فيذهب جضاء وأما ما ينضع الناس فيمكث في
إن انسئمـ الحق أمـر بكل ما فيه منضعة لننسانية جمعاء ،ونهى ة كل ما فـيه إضار بها وجعل
تكامل مسار الحضارة اننسانية ،إنلئقاً م ":وأما ما ينضـع الناس" ،للد لة ةلى خاصة يجب
أن يختّ ص بها اننسان ،وهي تبادل امنضعة وتلك هي الياية امللوبة مـ خئل التدافع ،قال
» تعالى « :ولو دفع الله الناس بعضهم ببعع لضسدت اسرض ،ولك الله ذو فضل ةلى العام
ـ البمرة 251ـ
إلى جلب امنضعة ودرء امضسدة ،وله التنافس الايف امض إن التدافع في انسئم يحمل مع
وظيضة مهمة هي إيماف اسشياء ةند حدودها اللبيعية ،ويمثل إحدى معاد ت الكون والحياة
وهما يمومان ةلى ثنااية متدافعة يدفع بعضها بعع .فالخو يدفع الا والحق يُيالب البايل
9
النسانية علة الكرامة
داخله سنها مئزمة له ،تتجلى في إتصافه بما يليق به م الضضاال ،الت تجعله أهئً لنحاام
والتمدير ،ويللق إصلئحا الكرامة اننسانية ةلى قيمة اننسان ،وهي نوةان :
أو ً :الكرامة الذاتية :وهي الــت وهبهــا اللــه ســبحانه لكــل بــن آدم وهم فيهــا ســواء ،سنهــا صــضة
زمة لننسان متتصلة في تكوينه ،تتماهى مع ماهية اننسان م منظـور أنه غاية بحــد ذاتــه بهــا
حميمة لننسان و قيمة له بدونها يكون جديراً بالميمة وانةتبار والاف وانحاام ،وم دونها
ونستنتج م هذر امعاني أن الكرامة تتمحور حول الذات اننسانية كميمة أساسية ،يحملها اننسان
الذاتيـ ة .والضــابط
ّ بذاتــه مجــرد كـــونه إنســاناً ،لـــذا ينـبيـــي أن يتيف إنلئقــاً م هــذر الميمــة
اسساس نحاام كرامته هو إنسانيته الت هي أصل وقاةدة ومنللــق التكــريم ،لـــذا المـــرآن الكـــريم
يُ ركِز ةلى أن الضكــرة اسساســـية للكرامــة اننســانية هي قيمــة اننســان كإنســان باةتبارهــا جــزءاً
صميمياً ممياً له ة باقي امخلوقات .
ّ
ـدب ير للمنهج الربــاني ـ ـ المــرآن ـ ـ يجــد أن اللــه تعــالى وضــع فـــيه اممومــات الكــبى ّي
امتتمــل وامتـ ّ إن
اسساسية للتتكيد ةلى ماهـية اننسان ،بحيـــث أةلـــى أهـميـــة لـملـلـــق اننســان بيع النظـــر ة
ة جنسه ومكانته ودينه ،سنه ينظـر إلـى النـوع اننساني كـــنسيج واحـــد ،قـــال تعــالى « :ولمـــد
كـرمنا بن آدم وحملناهم في البـر والبحر ورزقناهـم مـ الليبات ،وفضلناهم ةلى كثو مم خلمن ــا
إن ادية هيحة وواضحة في شمولية تكريم وتضضيل الله سبحانه لبن آدم جميعاً ،وهي بمثابة
مبدأ فكري وقاةدة فمهية تُ ّ ي
ـؤصل لننسان مبدأ الكرامة ددميته ومـبـدأ التضضيل لسعيه ،فم أي
ةرق يا نحدر وإلى أي دي وةميدة انتمى فهـو آدمي له كرامته الذاتية ،بإةتبار أنها مشاك إنـساني
خاص ة ،وهذا امبدأ يرتكز في أسـسه ةلى الـوجود اننساني امتمي خـلمـاً
ّ يشمـل الجميع وليس فـةة
وغـايـ ًة ،وهو متتصل تتصـيئً في الضلرة الت فلر الله الناس ةليها .
10
ثانيا :الكرامة امكتسبة :وهي كرامة تكتسب بواسلة العمـل وانستعدادات ،الت أودةهـا الخالق
في اننسان م أجل انرتماء إلى مدارج العلو والكمال ،لنيل أةلى درجات الكرامة اننسانية بعلمه
تاتمي إ بها ،واسخذ بتسبابها موكول وةمله وجهدر وسعيه ،سن لهـا أسباب ودواع حميمية
إلى اننسان ،بحيث يكون متجلياً ومرتمياً إذا أخذ بتسبابها ودوافعها ،أو قد ينحرف ويزي ة
امحجة فييدو متسافئً ،وهذا ما نستشضه م قوله تعالى « :ونضس وما سواها .فتلهمها فجورها
وتمواها .قد أفل م زكاها .وقد خاب م دساها » ـ الشمس 7ـ 10ـ
إن العمل وانرادة الحرة هما اللذان يُ ّ ي
شكئن انيار امرجعي اسساي مسؤولية اننسان ةـ الكـرامة
سخر له
بنـاء ةـلى ضوء اموقعية امركزيـة لننسان في الوجود ،بحيث ّ
ً بكل تجلياتها وأبعادها ،
الواجب اسخئقي و الخو الله كافة ممومات الحياة ،وأمرر بالسعي نةمار اسرض في إيار قـوان
و الضضيلة ،لتتسيس ةالم الحق والعدل وامساواة ،وهذا هو اسصل في العئقات اننسانية برمتها
و ييدو متضاوتاً إ م حيث سعيه نحو الضضاال العالية والـمـيمـ السامية ،وقدرته ةلى إدراك
الله ةنه قال :قال امعنـى اسةلى لحكـمة الوجود والياية اسسمى منه ،ة أبي هـريرة ر
رسول الله صلى الله ةليه وسلم « :امؤم المـوي خو ٌ وأحب إلى الله م امؤم الضعيف وفي ك ٍل
شمولية و إستيعاباً للضظة "امؤم الموي" ،هو الموي في اسك وم خئل الحديث يتب ّ بتن امع
ّ
التعم ل ،الت يسعى م خئلها إلى تحميق كرامته الت هي سإ شموليته وتكامله إرادته امبنية ةلى
في النميض وإنسجامه ،يمول العمـاد رحمه الله فـي كتابه ـ اننسان في المرآن ـ « :إن الجمع ب
اننسان ينيف إلى وصف واحد ،وهووصف انستعداد الذي يجعله حماً أهئً للاقي إلى أحس
إجتماةي :امزلة الت يحتلها الضرد في تراتبية اموجودات ،والسلوكيات الـمنجزة ةـ ـ أو :مع
أخئقي :الميمة اممنوحة إلى الشخص اننساني كياية وليس كوسيلة ،بمعزل ة ـ ثانيا :مع
11
يباةه الضييااية ،وموقعه انجتماةي وةميدته .
يسـتمدر الضرد م قـيمته الخاصة ،لكونه شخصاً إنسانياً ّ ي
يمدر ّ :الـوةي الذي نض ثالثا :مع
ذاته ،مع الوةي ببورة الوجود امشاك ،وإلزامه بامبادئ اننسانية اسصيلة .
إن هذا كله يب ّ ي بوضوحا مدى إتساع نلاق الكرامة اننسانية في انسئم ،بحيث لم يمف ةند
تمرير النصوص الدالة ةليها ،بل أوجد امؤيدات الاةية الت تحمي هذا الحق ،وتصونه م
ا ةتداء ةليه ،وهذر هي الماةدة العامة في تكريم اننسان ،وكل ما يتناقع مع هذر الماةدة
يحب امعتدي » ـ البمرة 190ـ فهو مخالف لاع الله ،قال تعالى « :و تعتدوا إن الله
12
إلى الكرامة تض التقمو
التموى اسصلي هو الوةي الذي يخلق تلك النتيجة ،وهذا امضهوم التموى وإنما نتيجتها ،ومع
التموى والكرامة ،فـكئهما حتماً يُضـضيان إلى الزةة يتمخع ةنه أن العئقة جد ويـيدة ب
محالة إلى اننسانية ،وإذا كـانت التموى هي الموة الدافعة للكرامة ،فهي كذلـك اموصلة
» ـ البمرة ـ 2ـ ريب فيه هدى للمتم الهداية ،قال تعالى « :ذلك الكتاب
التمـاة امتّ يسمـون بالتموى والكرامة ،والذي أسلموا مـ أول وهـل ٍة مس انيمان فيها َشياف قلوبهم
الله ةنه قال :قال رسول الله صلى الله ةليه وسلم:ـ « الناس كمعادن الضـضة ة أبي هريرة ر
الناس وامعادن م حيث الـميمة ،فالـناس متضاوتون في يب ّ ي الحديث وجود امماثلة الكونية ب
مكارم اسخئق ومحاس الصضات ،كامعادن ما فـيها مـ انستعدادات الـمتضاوتة ،فم كان أتمى
كان إيمانه أصدق ،بحيث يجد انسئم متوافماً ومنسجماً مع فلرته ،ومـ كان أفجر كان إيمانه
أرتب ،بحيث يجد انسئم مجانباً وميايراً لهوار فيتبى إ صدو ًدا .
13
تعاليم الدي الخالص تزيدها معاناً وصئب ًة وجما ً ،لذا نجد العرب فـي غمرة الجاهلية كانوا
الله يتّ سمـون بمكارم اسخئق ،وقـد أثبت الرسول ةليه السئم تلك الحميمة ،ة أبي هريرة ر
ةنه قال :قال رسول الله صلى الله ةليه وسـلم « :إنما بعـثت ستمم مكارم اسخئق » ـ روار أحمد ـ
الميمل لنسئمـ ،امتمثل في إتمام وإبراز قيمة الميم السامية الـمضضية إلى لخ ص امع
الحديث ّ
التمـوى ،بإةـتبارها المـوة الدافعة إلى ةتبة باب الهـداية ،بحـيث تُ ي
ـوصل الكـافـر إلـى انيمان
،وامُـو يق إلى العرفان ،الذي يُـوصل إلى الكرامة ضم وامـؤم إلى انحسان ،وامحس إلى اليم
إيارات ذات قيمة ةالية ومبادئ إنسانية سامية ،قال تعالى « :إن أكـرمكم ةنـد الله أتماكم ،إن
الشاهـد " :إن أكـرمـكم ةـند الله أتـمـاكم" ،صييـة أكـرم هي مـ بـاب التضـاضل ،وامـراد منهـا
مكرم
كان للتموى ذلـك اسثر امهم لنرتمـاء باننسان م صضة كريم إلى صضة أكرم ،فكل إنسان ّ
إنسان وإنسان إ بالتموى ،وهي متاحة لجميع الناس ،بحيث فرق ب ةند الله تعالى ،إذ
الناس أمراً يستليعه الجميع ،وليس ممصوراً ةلى فةة م جعل الله تعالى ميان التضاضل ب
كـان أكرم ةند الله ،ولمـد رفع انسئم قواةد امجتمع الضاضل ةلى أساس التمـوى ،وجعلها ةـماد
م بالتمـوى إرتباياً وثـيمـاً ،قال تعالى « :ياأيها الذي آمنوا اتموا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كضل
رحمته ،ويجعل لكم نوراً تمشون به وييضر لكم ،والله غضور رحيم » ـ الحديد 28ـ
إن التموى رهينة بالمواةد الخلمية السلوكية املابمة للميم اننسانية ،الت تعـد ممياس أهلية
التموى والكرامة هـو مبتدأ التكليف وميان اللاةة ،سن جميع اننسان للكرامة ،والـتئزم ب
التكاليف تمع بتضاصيلها ضم نلاقهما ،وهذر امزاوجة تضم أداء التكاليف فـي إيـار خلق حالة
14
والـرادةة ةـ الدنايا ،قال تعالى « :إن الله
ّ إرتمااية ،تُ ّ ي
رغب فـي انستجابة الباةثة ةلى امعالي
15
من يصون الكرامة النسانية ؟
الدي ؟
الئدين يـرى بتن الذي يصون كرامة اننسان هو العمل ،سنـه أداة انختيار والـمضاضلة بيـ الخيـر
والا ،وبالتالي اننسان مهيتٌ لتنضيذ ما يختارر تبعاً نرادته الحرة ،وةليه فهو مسؤول ة أفعاله
بمرار إرادي ،سنه هو الذي يُ ّ ي
حـدد مضمونها وإيماةها في الحياة ،ومعنـى هذا أن الوجود اننساني
ةلى السلوك الواةي ،فئ ءء يجبر ةلى ةـكس ذلك سـوى انرادة ذاتها ،وإنلئقاً م هذر يُ ب
الرؤية سيصب العمل هو مركز السللة وممياس التايع لكـل ءء ،ومـ ثم فـليس هناك سـللة
أخرى تعلو ةلى سـللته ،فهـو وحـدر الضام للكرامة اننسانية .
وأحكامها ،التـي
َ قواةد السلوك
َ وحدد له مبادئ العمل و
ّ لـه منهجاً ينضت ةـلـى الميم اسخئقية ،
معاً سملا في انخزال اسخئقي المـصدي ،وم هنا َت َتتتّ ى مشكلـة التصادم الضكري إن اموقض
منتج الضكر اننساني ومنتج الضكر الدين ،بينما الحميمة البديهية واضحـة وهي أن الكرامة ب
التتمل
ّ بنظر العمل وبنظر الدي متساوية في إستحماق الكمال .فالعمل هو أداة التضكو وممارسة
ّ
التعمل والتدب ر لـمجانبة الصـواب فـي امعرفة ،وانبـتعاد ةـ الـزلَل بالحكم السليم امتوافق مع
ّ
الرشيد .والدي إنساني النـزةة فـي الياية والـوجهة ،لذا لمد كرم الله تعالى اننسان بالعمل
يمول إ ومير به ،وحرص انسئم كثواً ةلى إحاام ةمل اننسان وسئمته ،وأمرر بتن
» ـ البمرة 111ـ ببهان ودليل ،قال تعالى « :قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادق
16
وبالتالي الدي ليس ةلة قوة تتم ّثل كإرادة جب بمدر ما هو ةلة قـوة تتمثل كإرادة إختيار ،وهـذا
شـرط قـبلـي للتجربـة الدينية الت غايتها اننسان ،ومـ هنـا نستنتج بتن العمـلـ والـدي يؤسسـان
خ ي
صيصة العمل السليم حركة تكامل ،بحيث يستليع اننسان صياغـة ممومات الكرامة إنلئقاً م َ
يُضاد الدي بل يـوافمه ويشهـد له ،يمول سن العمـل وخ ي
صيصة الدي الخالص في وقت واحد ّ ، َ
يمكـ أن يعلينا ةمو ً ويعلينا شيعة مخالضة لها » ابـ رشد رحمه الله « :إن الله
قيمة له إ بالدي أو بعمـله فـمـط ،أمر ٌ مـخالف نرادة الله سبحانه إن محاولة جعـل اننسان
سن العمـل هو مركز الدي وغايته ،بحيث أنّ ه بذهابه يسمط ة اننسان التكليف الاةي ،الـذي
تتتس س ةـليها الكرامة ،التـي يحـرص انسئم ةـليهـا ويدةـو إلـى بـلـوغـها وانجتهـاد في تحميمهـا
ّ
ولمد ذهب انسـئم في إحاام كرامـة اننسان إلى ّ ي
حد إلياء أي سللة إكراهية ،بحيث جعل العمل
الله ةنه ة رسول الله صلى الله ةليه وسلم ،فيما يرويه ة ربه ةز ة أبي ذر اليضاري ر
ملكي شي ًة ا .يا ةبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا ةلى أفجر قلب رجل واحد منكم ما
إذن الدي هو وسـيلة غايتها مساةدة العمل للتيلّ ب ةلى سلبيات اسنا الباية ،وضبط النوازع
أن
لتحميق الكرامة اننسانية ة يـريق العلم وامعرفـة ،ولـذا فإن الــوحي انلهي يكشف ويعل ّ
بداية أنسنة الباية كـانت مع تعليم آدم ما صار كااناً ةاقئً ،قــال تعالى « :وةـلم آدم اسسماء
17
ّ
وفـضلـه الله ةـلـى كـرمـه
إن العلم هـو الـذي أةـلى مـ شـتن إنسـانـية آدم ةـليه السئم ،وبـه ّ
امئاكة وأمرهم بالسجود له ،وهـو الـذي أةـلـار خصـوصيته الـتـي ارتمت بـه إلى ممـام التكريم
السن
إنـساني ة وحاجة إجتماةـية ،م خئلها نضهـم معادلة التلور الحضاري اننساني المـاام ةلى ّ
ّ
امبثوثة في الوجود ،فهـماً منهجياً في إيار وحدته وبنيته الكاملة ،شيلة النضـاذ إلى والموان
ممـاصد امنهـج الرباني ،الـذي يثبت لننسان ممومات انسـتخئف نثبات كيانه الخاص بصـورة
مسـتمـر ة ،وإلى جانب ذلك كيان اننسانية جمعاء وفـق شوط تضم له تحميق حضارة إنسانية
ّ
رسف الكرامة الشمولية البعيدة ة
بكل أبعادها انجتماةية ،ليضت آفـاقاً جديدة بإمكانها أن تُ ّ
التوجهات اسيديولوجية الـمثمـلة بالتعـصب واننحـياز ،الت تعمل ةلى قتل الزةة اننسانية
وتهدر الكرامة ،قال تعالى « :ولو اتبع الحق أهواءهم لضسدت السماوات واسرض وم فيه ،بل
إن اننسان كلما ارتمى في معرفته قـلعاً سوتمي في إنسانيته فيداد تشبتاً بكرامته ،و يمك
بحال م اسحوال أن تموم الكرامة ةلى أساس الجهـل والتخلف .فامعرفة تُ ّ ي
شكل آلية موصلة للرقي
لها النضس ،فيتم إكتشاف الكرامة امكنوزة في إلى ساحة الحميمة الت يرتاحا لهـا العمل وتلم
ّي
تشكل أهمية كبى نستمرار اننسان نضـسياً وإجتماةياً ،فييدو قادراً ةلى يـبيعة اننسان ،وهي
إةتبار بالنسبة أنسنة الخئف إنلئقاً م التضاةل مع مباداه في التضكو والسلوك والوجدان ،إذ
سي منظـومة فكرية إ بممـدار ما تُم ّ يثل الزةة اننسانية وتئزمها بالكرامة ،ولذا فإن شمول نلاق
الكرامة اننسانية في انسئم يعتب حاكماً ةلى كل السلوكيات والتيفات ا جتهادية ةند ا جتهاد
يمك تمرير حكم لها يكون فيه امتهان لكرامة اننسان . في النوازل الحادثة ،بحيث
18
هدد الكرامة وفقمه التبيير
يعرف انستد ل السليم لعصـمة الضكر الضمه انسئمي هو في الحميمة فمه تبير وليس تضسو ،
ة الخلـت ،بل يعتمـد منهجاً غايته الوحيدة هي إفراو الجهـد في إلتماس اسةذار لتجويز امحرمات
وانلتضاف ةلى امنهيات ،وإيجاد امخارج والتبيرات وامسوغات لتدةيم رؤية ميلوية ،وتحصينها
بآيات قرآنية وأحاديث لتيدو أمراً ُممـنعاً ومنلماً مستساغاً ،يخضي وراءر فاةلية الحميمة ةمداً وة
ة الضعل الحميمي وامنلـمي ،الـذي كـان ينبيي أن يكـون بدل سبق إهار ،ليموم بـدور تعوي
رحمه الله فمه التبير بموله « :وحميمته تمديم ةمل ةرف الشاي
التسا ةنه وإخضاؤر ،ولمد ّ
ظاهرر الجواز نبلال حكم شةي ،أو تحويله إلى حكم آخر » .
ٍ
ونوار وردت فيها ويبموها ةلى محرمات
ّ توسعوا في إختئق امخارج والحيل ،
إن فمهاء التبير ّ
كـل حكم إستثنااي مرحلي ةلى ٍ ٍ
ومرروا ّ
شاذ ةلى أنه يبيعي ّ ، وضع كل
فبروا ّ
نصـوص شةية ّ ،
أنه حكم مستديم ،ومع البحث والحضر فى فتاواهم الضمهية التبيرية ،تجلّى بتن غايتهم هي فرض
وصايتهم بيية التحكم في رقاب الناس ،كتنهم ُو ّ يكلوا م السماء لهذا اسمر وهذر سـمة كهنوتية
ويوةوا اديات
ّ وفبكة تبيرات ودرااع لخلق وإبتكار قناةات واهية ،فـلَوُوا ّلياً ةنق اسحاديث
ّي
كـل نمد أو معارضة ،وأسبيوا ةلى فتاواهم ووضعوا إياراً شةياً لكل قـراراتهم لحمايتهم مـ
كـل م يعارضهم
وةـدوا ّ
ّ مسحة م السماء وأحايوها بهالة م المداسة وأمروا بـوجوب ياةتهم ،
وبرمجة ةمولهم حكراً ةليهم ،وما ةلى دونهم م الناس إ السمع واللاةة وانكتضـاء بالتلم
وحشوها بمضاهيم وأفكار مستعصية ةلى الضهم ،ممابل إغراقهم في ل ُ ّجة متضاربة م الوةود
الييبية الواهية ،الت أَ نْستهم نصيبهم م الدنيا والحق في أن يعيشوا مصوني الكرامة ،وهكذا
رجل الدي ،سنه في نظرر أصب امتدي يعتمد أن ممياس صدق انيمان هو أن يعمل بما يُر
19
ينلق ة الهوى ،وبالتالي يجب إتباةه و تمديم فروض اللاةة والو ء له دون أدنى ريب
اممري
ّي والنتيجة تضريف جحافل م استباع امضتمري إلى المدرة ةلى امحاججة وانستد ل والنمد ،
بضعضهم وبحاجتهم اماسة للضميه للخذ بيدهم إلى سبيل النجاة ،معتمدي ةلى أن كل ءء يتم
ببكة الضميه الت يمنحها م يشاء ،ممابل ا حاام امللق والتمجيد اسبدي م قبل امُريد ،قال
ظواهر انسستسئم والرضا بالواقع امزري ،وهندست خريلة حافـلة بالتناقضات أوجدت متديناً
إنلواايا منسحماً يعتكف في محراب شودر ،مكتضياً باننصياع بإنسيابية سادجة ،مانحاً نضـسـه
ً
شوهوا روحا انسئم فلم تبق
ّ شف اليااب إزاء الحضور امهيم بشكل كلي لتجار الدي ،الذي
حرفت كثوًا م
ةلى أصالتها في أذهان الناس ،بل اختللت وامتجزت بإةتمادات ميالية ومضاية ّ
ةاما
ممياسا ّ
ً جعلوها امضاهيم الصحيحة ة مواضعها لتتييد أيروحتهم ،ورفعوا قيمة مباداهم ح
مبادئ انسئم ،مع الدةوة إلى التضاني في التحي لها ولو كان بلئنها واضحاً ،والتعصب في
وإذا أردنا ةودة الناس إلى الدي الحق فئ بد أن نزيل هذا التشويه ة روحا انسئم أو ً وقبل ُك ّ يل
ي
يراع مبتدةوها أثناء ءء ،و يمك ذلك إ بالتخلّ ص م امباديء وامضاهيم الدخيلة ،الت لم
وفماً لهوى ومزاج السللة الحاكمة ،وهكذا ارتبلت وتواشجت لها ،مستاي وراء شعارات تتما
ةظموا الحاكم ح مصلحة تجار الدي بمصلحة السللة ،وكانت اللامة الكبى ةلى امسلم
ورفعور إلى مزلة « إن السللان ظل الله في اسرض » ،وبذلك ازداد نشايهم وزاد اهتمامهم بتييو
تـلوراً يمك قلعاً بتي حال أن تشـمل امسار العماادي اسك محددة بالزمان وامكان ،
جزاية ّ
ّ
20
وشـمو ً ،اسمر الذي يدةو إلى وجوب ةملنة الخلاب الدين م أجل إستلهام سبل جديدة تمكننا
م التحول الجذري لكسب الرهان الحضاري ،الماام ةلى فكرة انرادة الحرة ونبذ التبعية واللاةة
العمياء .
،وقد أضحوا يستسييونهـا بدون أي ردة فعـل أو يمـظة ضمو ،وركنوا إليها ة وأفكار امتدين
يواةية سنها تريحهم م ةناء التضكو والبحث الجاد مما أدى إلى تضاقم امياللات الضكرية ،بحيث
باسهواء منلمياً
ّ إن فمه التبير انفاااي أدى إلى ةـدم تبن روحا المرآن ،أي ربله بالواقع
يؤثر في كيضية تلبيمه إ اسهداف وامبادئ والميم الضضيلة ،الت يجب أن تسود امجتمع بحيث
خويته ة يريق صـون كرامة الضرد ،إنلئقاً مـ فمه العزيمة الدافع للتييو والتلـوير
ّ لتحميق
وبناء ةلى تحليل اسسباب وإيجاد البداال لتصحي امسار ،سن هدر الكرامة لم يمدرر الله ةلى
ً
اننسـان دون إرادة وإختيار منه ،وم امؤسف أن صون الكرامة ليس بعيداً ة وةـينا فحسب
غدت الميم السلبية سلوكيات ساادة تُمارس ة ممارستنا السلوكية ،ح بل هو غريب أيضاً ح
الدي و َت ليى ةلى معظم مواقضنا ،فما أحوج اسمة إلى دةم وترسيف ةئقة المرابة والتواشج ب
ّ
وحماً مشاةاً ،غايتها رةاية وتعدها واجباً شةياً
ّ والكرامة ،سن امماصد الاةية ترةى الكرامة
امـصال امتم ّ يث لة في الكليات الخمس ،وسميت كليات سن جميع اسحكام الاةية تـؤول إليها
رحمه الله في كتابه ـ اموافمات ـ « :إن وضع الاااع إنما هو مصال العباد في يمول الشاي
21
العاجل وادجل معاً ،وامحافظة ةلى البوريات والحاجيات والتحسينيات » .
يتم سوى وم امعلوم أن الياية م الاااع ليست تحويل اننسان إلى كاا معدوم انرادة ،
الخضوع والخنوع وتنضيـذ اسوامر ،بل جاء ليجعل منه كاانا قادراً ةلى بناء مجتمع إنساني قاام
باةث ًة ةلى الرضوخ حرضة ةلى تجاوز المـصور الذاتي واموضوةي ،
ةلى منظومة فكرية ُ ،م ّ ي
ّي
ومبر ًة للااجعات وانرتكـاسات وامضزةات امسكـونة بالشكـوى ونـدب الحظ .
إن فمه التبير جعل جاهزيتنا لتبير العجز وتسـوي الضشل أقـوى م جاهزيتنا لتييو الواقع
العليل ،ومواريث التخلف امُتسلّ يط ةلى أفكارنا ومواقضنا ،بحيث أصبحت الياية م الدي غامضة
الله ةليه وسـلم يلـوف بالكعـبة ويمـول « :ما أيـيبك وأييب ريحك ،ما أةـظمك وأةظم حرمتك
والذي نضس محمد بيدر لحرمة ُ امؤم أةظم ةند الله حرم ًة منك ماله ودمه ،وأن نظ به إ خواً »
ـ روار اب ماجة ـ
عب ةنها
مخرج م أوقع نضسه فيها هدر كرامة اننسان الكلية ،الت يُ ّ إن م وريات اسمور الت
قضية الكـرامة اننسانية م حيث الميمة ويـرااق التعايي معهـا ،وتبعاً لـذلك ب ُ ّد م البحث ة
ّي
امدمرة ـ فمه التبير ـ الت حلمت كثواً م ممومات ديننا الحنيف العوامل الكامنة وراء الظاهرة
الذي يعتب م أهم مرتكزاته الكرامة اننسانية ،بحيث جعلها محور الوجود وفي قلب اماوع
الذي يُ ّي
با به ،لذا يجب أن يظل اننسان موفور الكرامة في كل منظومة فكرية يمك أن ننسبها
إلى انسئم ،و يُشاط لوفرتها ءء إ إرادة خالمه الذي برأر واستتمنه واستخلضه ةلى هذا
ليعيث فيها فساداً ويهلك الحرث والنسل ،قال تعالى « :م قتل نضساً الوجود لي ْ ي يه ويُ ّ ي
نميه ،
بيو نضس أو فساد في اسرض فكتنما قتل الناس جميعاً ،وم أحياها فكتنما أحيا الناس جميعاً »
ـ اماادة 32ـ
الحميمي إن المرآن بمستوياته الثئث :امضاهيمية والتايعية واسخئقية يسعى إلى تعميق امع
22
الدروب لتعميق هذر الحميمة في العمل والوجدان ،إ لمدسية الحياة اننسانية ،ولمد سلك ش
أن يتم ّثل اننسان الكرامة ويؤم بها ويصدق مضامينها ،ويبحث في أن هناك فارق ضخم ب
قيمة إيمانه بتن الهدف اسسمى للكرامة يكم في تثم تها ويعي أبعادها الضلسضية ،وب د
ليتمك م إدراك سبب وجودر ،سن الحياة بنظر العمل والدي متساوية في إستحماق
ّ اننسان
ٍ
مجد وةديم الجدوى سنه يضتمـد حركة الكمال وكمالها الكرامة ،فالحياة بدون كرامة وجود غو
فيه إ الجبناء ،الذي ييمسون اللممة في ذل الخنوع يلم التكامل ،وملعون امجتمع الذي
ويعبدونـ ُم يذلّ هم ،سن امصيبة ليست في ظلم اسشار بل في صمت اسخيار .
ينبيي الله ةنه قال :قال رسول الله صلى الله ةليه وسلم « : ة حذيضة ب اليمان ر
يليق » للمؤم أن يذل نضسه ،قالوا :وكيف يذل نضسه ؟ قال :يتعرض م البئء ما
ـ روار الامذي ـ
23