Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫سلسلة‬

‫كيف تجدد إيمانك‬

‫كرامة له‬ ‫دي م‬

‫اسستاذ التهامي الشامي‬

‫‪1‬‬
‫محتويات البحث‬

‫اممدمة ‪ 3 …………………………………… :‬ـ ‪5‬‬

‫الزةة اننسانية ‪ 6 ..………………………… :‬ـ ‪9‬‬

‫اننسانية ةلة الكرامة ‪ 10 ……………………… :‬ـ ‪12‬‬

‫إلى التموى ‪ 13 …………………… :‬ـ ‪15‬‬ ‫الكرامة تض‬

‫م يصون الكرامة ؟ ‪ 16 ………………………… :‬ـ ‪18‬‬

‫هـدر الكرامة وفمه التبير ‪ 19 …………………… :‬ـ ‪23‬‬

‫‪2‬‬
‫القمدمة‬

‫ماذا وهب الله ددم أو ً ما خلمه ‪ :‬الكرامة اننسانية أم الدي ؟‬

‫‪ .‬فـإذا سويـته ونضخـت فـيه مـ روحي‬ ‫ٌ‬


‫خالق بااً م ي‬ ‫قال تعالى‪ « :‬إذ قال ربك للمئاكة إني‬

‫فمعوا له ساجدي » ـ ص ‪ 71‬ـ ‪ 72‬ـ‬

‫وةدله‬
‫قــوم الله آدم ّ‬
‫الخلق هو التمدير قبل التنضيذ ‪ ،‬والتسوية هي تييو في الصوورة ‪ ،‬فعندما ّ‬
‫ومؤهـ ٍل للخئفـة‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫مستتنـس قـابـ ٍل للتعلّ م وامعرفة‬ ‫فتحول إلى إنسان ةاقـ ٍل‬
‫ّ‬ ‫نضف فـيه مـ روحه ‪،‬‬

‫آنذاك أمر سبحانه امئاكة بالسجود ‪ ،‬فـكان سجـود ةـبادة وياةة لله ‪ ،‬ثم سجود تايف وتكريم‬

‫ددم بكافـة ةـناهر ومكـوناته اسساسية ‪ ،‬ولمد جاء في كتاب ـ ةيـون أخبار الرضا ـ سبي جعضر‬

‫الصدوق ‪ ،‬مسنداً ةـ رسـول الله صلى الله ةليه وسلـم قـال ‪ « :‬إن الله تعالى خلق آدم فتودةنا‬

‫صلبه ‪ ،‬وأمر امئاكة بالسجود له تعظيماً لنا وإكراماً ‪ ،‬وكان سجودهم لله تعالى ةبودية ‪ ،‬وددم‬

‫إكراماً وياةة لكوننا في صلبه »‪.‬‬

‫وبعـد التكريم كـان العيش في رضـوان الله ‪ ،‬لكـ آدم وزوجه ةصيا أمـر ربـهـمـا ‪ ،‬فـظهرت لهـما‬

‫سوآت الحياة و حت لهما مساوىء الشمـاء ‪ ،‬فؤمرا بالخروج مـ جنة الـنعـمة والكرامة إلى مهبط‬

‫الشماء والخيبة ‪ ،‬وهذر الواقعة مثلت لهما بداية التكليف ‪ ،‬إنلئقاً م تايع أحكام الدي ‪ ،‬قال‬

‫تعالى‪ « :‬اهبلا منها جميعاً بعضكم لبعع ةدو ‪ ،‬فـإمـا يتتينكم من هدى فم اتبع هداي فئ يضل‬

‫و يشمى ‪ ،‬وم أةرض ة ذكري فإن له معيشة ضنكاً ‪ ،‬ونحار يوم الميامة أةمى »‬

‫ـ يه ‪ 123‬ـ ‪124‬‬

‫ادية تب ّ ي بتن الله قد جعل اننسان هو محورَ انهتمام ُ‬


‫ومر َت َكزَ العناية في التزيل الحكيم ‪ ،‬بحيث‬

‫وأسـس كـل ذلك ةـلى مجموةة‬ ‫ّ‬


‫تتحمـق الـمباديء اننسانـية العليا ‪ّ ،‬‬ ‫وضع له ضوابط الـهـدى لـكي‬

‫خ يلـق مـ‬
‫م الوصايا اسخئقية مـ أجـل هـدايته ‪ ،‬وحضـظـه مـ الـزي واننحراف ةـ الياية التـي ُ‬
‫مـوجهاً نحـو تحميق كرامته اننسانية ‪ ،‬الت‬
‫ّ‬ ‫أجلها ‪ ،‬وأمرر بتن يكون سلوكه كـله فـي هـذر الـحياة‬

‫عد حميمة الـدي وممصدر ‪ ،‬قال تعالى‪ « :‬إن هذا المرآن يهدي للت هي أقوم » ‪ -‬انسإاء ‪ 9‬ـ‬
‫تُ ّ‬

‫‪3‬‬
‫إن الياية م إنزال المرآن هي هداية اننسان سصوب وأكمل اللرق ‪ ،‬فهو هداية مللمة تشمـل‬

‫‪ ،‬فم اهتدى بما يدةو إليه المرآن كان أكمـل الناس وأقومهم وأهداهم فـي جميع‬ ‫الناس أجمع‬
‫تمسكاً بمكارم اسخئق ومحاسنها ‪ ،‬و يخضى ةلى ّ ي‬
‫كل ذي لُ ّ ٍب أن الهدف م هـذر‬ ‫اسمـور ‪ ،‬وأشدهم ّ‬
‫الميم السامية ‪ ،‬هو أن تُ ي‬
‫وصل اننسان إلى املـلوب يمـيناً ‪ ،‬امتمثل في المـيمة اسساسية الت يُضهم‬
‫ّ‬
‫التحمق الوجودي للدي الذي ارتضار‬ ‫الشمولي للكرامة ‪ ،‬وهذا ما يُعتمد قـلعاً في‬ ‫م خئلها امع‬

‫الله لعبادر ‪ ،‬قـال تعالى ‪ « :‬اليوم أكـملت لكم دينكم ‪ ،‬وأتمت ةليكـم نعمت ‪ ،‬ورضيت لكم انسئمـ‬

‫ديناً » ـ اماادة ‪ 3‬ـ‬

‫ع يجب أن يتمتّ ع به‬ ‫إن أكمل نعمة وهبها الله لننسان هي الكرامة اننسانية ‪ ،‬وهي ٌ‬
‫حق مشا ٌ‬
‫تضاوت ب‬ ‫خ ْل يمه كلّ ي هم في الكرامة ‪ ،‬إذ‬ ‫أوتميييد ‪ ،‬وقد ساوى تعالى ب‬
‫ّ‬ ‫الجميع بدون إستثناء‬
‫يولد أح ٌد إ ةلى ذلك ‪ .‬فكرامة ام ُ ّ ي‬
‫ختل ةمئً تعادل كرامة أذكى ةبمري فـي‬ ‫اسجناس ‪ ،‬بحيث‬

‫يجرد أحداً م كرامته الت أودةها الله إيار ‪.‬‬


‫ّي‬ ‫جوهرها في انسئم ‪ ،‬فئيجوز لكاا ٍ م كان أن‬

‫تتضرع ةنها اسوامر‬


‫ّ‬ ‫شع سبحانه العديد م التايعات والتوجيهات ‪،‬‬
‫ولصون وحضظ هذر امزلة ّ‬
‫تمسكـه بها ‪ ،‬سنها‬
‫ويمـويي ّ‬
‫ّ‬ ‫إحساسه بكرامته‬
‫َ‬ ‫لوسف في ذه اننـسان‬
‫ّ‬ ‫والنواهي امتعلمة بها ‪،‬‬

‫جوهر إنسانيته الت هي أساس إستخئفه ةلى اسرض م أجل إةمارها ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬وهو الذي‬

‫جعلكم خئاف اسرض ‪ ،‬ورفع بعضكم فوق بعع درجات ليبلوكم في ما آتاكم » ـ اسنعام ‪ 165‬ـ‬

‫والعلة اليااية مـ انستخئف هي بـلوو ذروة التئزم بيـ درجات انةمار والكـرامة واننسجام‬

‫حتمـاً إلى نضب امشاةر اننسانية وتبخيس‬ ‫بينهما ‪ ،‬سن انةـمار الذي يهدر الكرامة سيض‬

‫ؤاي ة ‪ ،‬مما يؤدي إلى إفـراو الحضارة م بعدها اننساني ‪ ،‬وإضضاء ةليها بعـداً ةبثياً‬
‫امباديء امُر ُ ّ‬
‫ليس متناسماً و منسجماً مع الياية م هذا الوجود ‪ ،‬فما أحوج اننسانية إلى العمل بمولـه تعالى‬

‫يحب امضسدي » ـ المصص ‪ 77‬ـ‬ ‫« وأحس كما أحس الله إليك و تب الضساد في اسرض إن الله‬

‫أن وجودر مبن بشكل ةام‬


‫نص ةليه هو ّ‬
‫ما ّ‬ ‫إن المرآن قد وضع اننسان في مركز إهتمامه ‪ ،‬وأك‬
‫ةلى الكرامة ‪ ،‬وإحاامها يُ ّ ي‬
‫شكـل امنلـلق واسساس امتتصل في الزةة اننسانية ‪ ،‬فإذا أرادنا أن‬

‫أن نُ يعـزّ اننسان ونُيْ يدق‬


‫نُ يعزّ الدي وتستمر ةئقتنا امخضـوبة بالحب وانخئص له ‪ ،‬فـما ةلينا إ ّ ْ‬

‫‪4‬‬
‫ةليه التمدير وانحاام ‪ ،‬لتكون له قيمة أصيلة وجوهرية ّ ي‬
‫تمكنه م أن يكون غاية في ذاته ‪ ،‬سن‬

‫فسيتحو ل الدي م مصدر ةزة وكرامة إلى مصـدر ذل ومهانة ‪ ،‬وأسـوأ ما يمكـ‬
‫ّ‬ ‫الكرامة إذا غابت‬

‫أن يصو إلـيه امتدي هو الذل وامسكنة ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬ياأيها الذي آمنوا م يرتد منكم ة دينه‬

‫أةزة ةلى الكافري ‪ ،‬يجاهدون في سبيل‬ ‫فسوف يتتي الله بموم يحبهم ويحبونه أذلة ةلى امؤمن‬

‫الله و يخافون لومة ام ‪ ،‬ذلك فضل الله يؤتيه م يشاء والله واسع ةليم » ـ اماادة ‪ 54‬ـ‬

‫ـ مدةوون إلى قراءة إنسانية ةمئنية للدي انسئمي لتجاوز الرؤية اننيئقية‬ ‫إننا نح ـ امسلم‬
‫وإحداث قلـيعة إبستيمولوجية تُ ّ ي‬
‫مك امتدي م تجاوز « و ية الضميه » ‪ ،‬والرفـع الكلي لكل ما م‬

‫وذ ُّل باسم « الدي »‬ ‫شتنه أن يهدر كرامته ‪ ،‬سن الدي يتتثر ويتضاءل في أةماق اننسان إذا أُه‬

‫هـم تنا هي أن نعرف البعد الحميميـ للدي الخالص في واقـع الحياة لنبن حضارة صالحة‬
‫فـم ّ‬
‫ولذلك ُ‬
‫لننسانية قايـبة ‪ ،‬م أبرز خصااصها أنها إنسانية النـزةة والهدف ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬كنتم خو أمة‬

‫أخرجت للناس تتمرون بامعروف ‪ ،‬وتنهون ة امنكر وتؤمنون بالله » ـ آل ةمران ـ ‪ 110‬ـ‬

‫الخوية هي‬
‫ّ‬ ‫باسمر بامعروف والنهي ة امنكر ‪ ،‬والياية الت ترمز إليها‬ ‫إن خوية اسمة ره‬

‫يكون كامئً إ‬ ‫صون كرامة اننسان ‪ ،‬وفي حالة هدرها تنتضي خوية اسمة ‪ ،‬سن الدي الحق‬

‫قيمة نةتناق انسئمـ‬ ‫تكون م أهل الكمال في الدي ‪ ،‬إذ‬ ‫خوية ح‬


‫ّ‬ ‫بالكرامة ‪ ،‬واسمة تكون‬

‫تتجسد في الكرامة ‪ .‬فانسئم والكرامة صنوان‬


‫ّ‬ ‫إذا لم يحررننا م الذل وامهانة ‪ ،‬سن قيمته الرفيعة‬

‫يضاقان ‪ ،‬لذا وجب الحرص ةليهما في آن واحد مع ضورة أن يلزم امسلم بهما معاً ‪ ،‬وهو‬

‫الله ةنه ‪ « :‬لمد كنا أذ ء فتةزّ نا الله‬ ‫كرامة له ‪ ،‬قال ةمر ب الخلاب ر‬ ‫دي م‬ ‫يدرك أن‬

‫بانسئم ‪ ،‬فإذا ابتيينا العزة بيور أذلنا الله » ‪.‬‬

‫على الله توكلت وهو ولي التوفيقق‬

‫‪5‬‬
‫الععة النسانية‬

‫‪4‬ـ‬ ‫قال تعالى ‪ « :‬ولمد خلمنا اننسان في أحس تمويم » ـ الت‬

‫كـون ا يننسان تكـويناً ذاتيـاً ُمتناسباً‬


‫فس اب ةاشور رحمه الله ادية بموله‪ « :‬أفـادت ادية أن الله ّ‬
‫ّ‬
‫خ يلق له نوةه م ا ينةداد لنظامه وحضارته ‪ ،‬وليس تمويم صورة ا يننسان الظاهرة هو‬
‫مع ما ُ‬
‫أثر له في إصئحا النضس وإصئحا اليو‬ ‫امعتب ةند الله تعالى ‪ ،‬و جديراً بتن يمسم ةليه إذ‬

‫والزيتون‬ ‫وا ينصئحا في اسرض ‪ ،‬وسنه لو كان هو امراد لذهبت امناسبة الت في ال َم َس ْم بالت‬

‫متمم لتمويم النضس ‪ ،‬قال الن صلى الله ةليه وسلم ‪ « :‬إن‬ ‫ويور سين والبل يد اسم ‪ ،‬وإنما هو ّ‬
‫ينظر إلى أجسادكم و إلى صوركم ولك ينظر إلى قلوبكم ‪ ،‬فإن العمل أشف ما خص به‬ ‫الله‬

‫ّ ةند الله هو تمـويم إدراك ا يننسان ونظـرر‬ ‫اسنواع » ‪ ،‬ثم ّ‬


‫ةمب « فامر‬ ‫نوع اننسان م ب‬

‫العمليـ الصحي ‪ ،‬سن ذلك هو الذي تصدر ةنه أةمال الجسد ‪ ،‬إذ الجسم آلة خادمة للعمل فلذلك‬

‫كان هو اممصود م ادية » ‪.‬‬

‫سمي إنساناً‬
‫وقال الراغب اسصضهاني رحمه الله في كتابه مضردات ألضاظ المرآن ‪ « :‬إن اننسان ُ‬
‫قوام له إ بإنس بعضهم ببعع » ‪.‬‬ ‫خ يلق يخلْم ًة‬
‫سنه ُ‬
‫وأخلص مما ذ يُكـر بتن العمل والبعد انجتماةي هـما اللذانـ أضضيا ةلى"البا" البعـد اننساني‬

‫الذي أدى إلى بزوو ثمافة مجتمعية ‪ ،‬ساهمت في تلوير امسار الحضاري لننـسان الذي رافمه‬

‫حصنها انسئم ‪ ،‬وةـزّ ز دورها فـي الحياة مـ منظـور مركـزية‬ ‫َو ي‬


‫اةزَ تكوي الميم السامية الت ّ‬
‫اننسان في الوجود ‪ ،‬سنه امخلوق الوحيد الذي يملك الوةي والتضكو ويستليع فهم الخلاب‬

‫الر باني في مستوياته العئامـية امتعددة ‪ :‬ةئقـة اننسـان بالله ‪ ،‬وةئقـة اننسان بنضـسه‬
‫ّ‬
‫وةئقـة اننسان بتخيه ‪ ،‬وةئقـة اننسان باللبيعة ‪ ،‬ولمـد جاء المـرآن مخايباً اننسان وفـق‬

‫إنسانيات متعددة ‪ ،‬سن اننـسان‬ ‫هذر العئقات امتنوةة ‪ ،‬مع انقرار بـوجود إنسانية واحدة‬
‫ّ‬
‫التعمل أةلت م وجودر‬ ‫واح ٌد فـي أبعادر كلّ ي هـا وإن تعددت أشكاله وألوانه ومشاربه ‪ ،‬وميـزة‬

‫مركزي ة الوجود ‪ ،‬وإرادته الحرة هي السبيل إلى الهداية أو الضئل ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وجعلته في‬

‫‪6‬‬
‫« إنا هدينار السبيل إما شاكراً وإما كضوراً » ـ اننسان ‪ 3‬ـ‬

‫تمـر بحاكمية امشيةة انلهـية وحاكـمية إرادة اننسـان ‪ ،‬ويتب ّ مـ مضمـونها أن الله وهب‬
‫ادية ّ‬
‫حرم منهما‬
‫اننسان العمل الذي هو أداة هداية ‪ ،‬ومنحه حرية انرادة الت هي أساس الضعل ‪ ،‬فإذا ُ‬
‫أضل سـبيئً ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬أم تحسب أن‬
‫ّ‬ ‫أشد م حال اسنعام بل هو‬
‫ألييت ماهيته ‪ ،‬فييدو ّ‬
‫أك هم يسمعون أو يعملون إن هم إ كاسنعام ‪ ،‬بل هم أضل سبيئً » ـ الضرقان ‪ 44‬ـ‬

‫"‪ « :‬لـما كان اننسان‬ ‫و تحميق السعادت‬ ‫يمول الراغب اسصضهاني في كتابه "تضصيل النشتت‬

‫إنما يصو إنسانا بالعمل ‪ ،‬و لو توهمنا العمل ُمرت يضعاً ةنه لخرج م كونه إنساناً ‪ ،‬ولم يك إ‬

‫بهيمة مهملة أو صورة مماثلة » ‪.‬‬

‫مكويناً أساسياً‬
‫تعد ّ‬
‫وم هنا يتب ّ بتن العمل وحرية انرادة هما صاانا الزةة اننسانية ‪ ،‬الت ّ‬

‫لاسيف العئقات انجتماةية الت تخلق اسلضة واسخوة ‪ ،‬وإنلئقا م هذا امضهـوم يمك المول‬
‫إن مكانة كل إنسان مرهونة بمدى ّ‬
‫تعمله وإرادته الحرة لبلورة ممومات نزةته اننسانية ‪ ،‬الت‬

‫مكنه م إدراك قدراته الذاتية الت ف يُلـر ةليها ‪ ،‬وهذا هو أساس اموقف الوجودي الـذي يجب‬
‫تُ ّ ي‬

‫ّ‬
‫يتخذر اننسان ‪ ،‬لتصب معرفـته إيجابية تُعينه ةلى فهم الياية م وجودر ‪ ،‬باةتبارها قيمة‬ ‫أن‬

‫متتصلة أساسية للكرامة ‪ ،‬سنهـا هي الت تزرع بداخـله روحا التّ آلف تُجار ادخري وتُجار جميع‬
‫ّي‬
‫التعدي ةليها أو إنتهاكها ‪ ،‬وتـتلـلبـ حماية شاملة م أجل‬ ‫يجوز‬ ‫امخلوقات ‪ ،‬فهي ممدسة‬

‫كافة اسجناس الباية ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬وم آياته‬ ‫إرتمااها امتواصل ‪ ،‬سنها هي الت تُ ّ ي‬
‫وحد ب‬

‫» ـ الروم ‪ 22‬ـ‬ ‫خلق السماوات واسرض وإختئف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك ديات للعام‬

‫إننا لنجد في ادية حميمة هيحة وهي إختئف اسجناس واسلوان واسلسنة ‪ ،‬وهذا انختئف‬

‫يجب أن يكون موي تسبي وتعظيم للخالق الجليل ‪ ،‬سنه آية تُ ْب يهـر العمـول وتدل ةلى قدرته‬

‫امللمة ‪ ،‬وم امحزن لمد جعلها « تجار الدي » موي ةداء وكراهية قاتمة أفـضت إلى نسف جسور‬

‫تكرس التعايش وانندماج بدل العزل وانقصاء ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬ياأيها الناس إنّ ا‬
‫التئقي ‪ ،‬الت ّ ي‬
‫‪ ،‬وجعلناكم شعوبا وقباال لتعارفوا » ـ الحجرات ‪ 13‬ـ‬ ‫خلمناكم م ذكر وأن‬

‫إن « تجار الدي » لم يتخذوا بالرحابة الدينية امتجلية في آفاق المـيم الروحية واسخئقية ‪ ،‬فبدل‬

‫‪7‬‬
‫مع الزةة اننسانية امتجلية في الياية م‬ ‫م أن يضسوا هذا انختئف تضسواً ةمئنياً ‪ ،‬يتما‬
‫ّ‬
‫التعمل واحاام الرأي‬ ‫البحث ة نماط انلتماء الماامة ةلى‬
‫ُ‬ ‫التعارف وهي التواص يل ‪ ،‬ة يريق‬
‫ي‬
‫انسئم ‪ ،‬م أجل الوصول إلى أرضية‬ ‫ادخر ‪ ،‬لكشف زيف رواسب التعصب الت تشور صورة‬

‫مشاكة تعتمد ةلى امصال امتبادلة ‪ ،‬والتئق الضكري الذي يسم بالتتثر والتتثو انيجابي‬

‫للحد م غلواء دةاة هاع الحضارات ‪ ،‬ا َ ْضضُوا ةلى تضاسوهم وتتويئتهم ر ُ َؤى شوفينية مناقضة‬

‫منظومة قيم رسالة انسئمـ ومماصد الايعة ‪ ،‬بحيث أفضت إلى العنيية والتميي العرقي الماام‬

‫الناس ةلى أساس اللون أو ا نتماء المومي أو العرقي‬ ‫ةلى انقصاء و التهميش ‪ ،‬و التميي ب‬

‫الشء الذي نتج ةنه نظام اللبمات ‪ ،‬وهو نظام نخبوي تشكل م خئله نظام إجتماةي يصادر‬

‫البعد اننساني ‪ ،‬الذي يعتبر انسئم مستلة حيوية يجب إدراك أبعادها امختلضة ‪ ،‬لتوييد ُةرَى‬

‫العئقة اننسانية ‪ ،‬وتلـويرها دينياً في يـريق إنضاجها إجتماةياً ‪ ،‬سنه لم يعد بانمكان إغضال‬

‫الزةة اننسانية نقامة العدالة الحمة ‪ ،‬باةتبارها ةملية نهضوية إصئحية متعددة اسبعاد تهـدف‬

‫إمتدا ًدا وأغ‬ ‫اننسان م مـواجهة التحديات الت تعاض يريمه ‪ ،‬نحو مستمبل أك‬ ‫إلى تمك‬

‫الله‬ ‫حيا ًة وأةمق د ل ًة ‪ ،‬يُ ّ ي‬


‫وف ر له كرامته اننسانية بمضهـومها الرباني ‪ ،‬ة ةروة ب الزبو ر‬

‫ةنهما قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله ةليه وسلم‪ « :‬إنما أهلك الذي قبلكم ‪ ،‬أنهم كانوا إذا سإق‬

‫فيهم الايف تركور ‪ ،‬وإذا سإق فيهم الضعيف أقاموا ةليه الحد » ـ روار البخاري ـ‬

‫قال اب تيمية رحمه الله ‪ « :‬إن الله يميم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ‪ ،‬و يميم الدولة الظامة‬

‫وإن كانت مسلمة » ‪.‬‬

‫إن هذا الضبط التوجيهي انسئميـ يسعى إلى صياغة ممومات العدالة الحمة وتزكيتها م خئل‬

‫تايعات إلهية ‪ ،‬جعلت م اننسان مدار حركة الحياة ومحورَها ‪ ،‬وأ َْو َكـلت إليه مهـمة انستخئف‬

‫بيية البناء والعمران ‪ ،‬وكلّ ضته بتحميق امنضعة العامة لننسانية جمعاء ‪ ،‬ودرء امضاسد بكافة‬

‫أشكالها حضاظاً ةلى وجـود اننسان وبمااه ‪ ،‬فـما أحـوجنا اليـوم إلى إةادة اكتشاف البعد اننساني‬

‫االرباني الذي غاب معنار ة واقعنا الحياتي ‪ .‬فالمرآن حافل ومليء بالبعد اننساني الذي يتجلى‬

‫مـوجهة إليه مـ أجل صون كرامته ‪ .‬قال‬


‫ّ‬ ‫في بيان قيمة اننسان ومزلته ‪ ،‬بحكم أن رسالة انسئم‬

‫‪8‬‬
‫تعالى ‪ « :‬كـذلك يبب الله الحق والبايل ‪ ،‬فتما الزبد فيذهب جضاء وأما ما ينضع الناس فيمكث في‬

‫اسرض ‪ ،‬كذلك يبب الله اسمثال » ـ الرةد ‪ 17‬ـ‬

‫إن انسئمـ الحق أمـر بكل ما فيه منضعة لننسانية جمعاء ‪ ،‬ونهى ة كل ما فـيه إضار بها وجعل‬

‫نضعية ‪ ،‬تحضظ الكرامة في ظـل مجتمع‬


‫ّ‬ ‫الناس محكومة بما ّ ي‬
‫تحممه م مماصد‬ ‫قيمة امعاملة ب‬
‫النضعي بمعنار انيجابي ‪ ،‬ويجعل الكثو مـ الضـوااد العامة ّ ي‬
‫تدةم‬ ‫ّي‬
‫متحب ومتمدن ّ ي‬
‫يـؤكد هذا امع‬

‫تكامل مسار الحضارة اننسانية ‪ ،‬إنلئقاً م ‪":‬وأما ما ينضـع الناس" ‪ ،‬للد لة ةلى خاصة يجب‬

‫أن يختّ ص بها اننسان ‪ ،‬وهي تبادل امنضعة وتلك هي الياية امللوبة مـ خئل التدافع ‪ ،‬قال‬

‫»‬ ‫تعالى ‪ « :‬ولو دفع الله الناس بعضهم ببعع لضسدت اسرض ‪ ،‬ولك الله ذو فضل ةلى العام‬

‫ـ البمرة ‪ 251‬ـ‬

‫إلى جلب امنضعة ودرء امضسدة ‪ ،‬وله‬ ‫التنافس الايف امض‬ ‫إن التدافع في انسئم يحمل مع‬

‫وظيضة مهمة هي إيماف اسشياء ةند حدودها اللبيعية ‪ ،‬ويمثل إحدى معاد ت الكون والحياة‬

‫وهما يمومان ةلى ثنااية متدافعة يدفع بعضها بعع ‪ .‬فالخو يدفع الا والحق يُيالب البايل‬

‫وتوقف التدافع يعن انفساد في اسرض ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫النسانية علة الكرامة‬

‫جزء م ذات اننسان وجوهرة وجودر ‪ ،‬يشعر بها الـمرء في‬


‫ً‬ ‫تعد‬
‫اننسانية هي ةلة الكرامة الت ّ‬

‫داخله سنها مئزمة له ‪ ،‬تتجلى في إتصافه بما يليق به م الضضاال ‪ ،‬الت تجعله أهئً لنحاام‬

‫والتمدير ‪ ،‬ويللق إصلئحا الكرامة اننسانية ةلى قيمة اننسان ‪ ،‬وهي نوةان ‪:‬‬

‫أو ً ‪ :‬الكرامة الذاتية ‪ :‬وهي الــت وهبهــا اللــه ســبحانه لكــل بــن آدم وهم فيهــا ســواء ‪ ،‬سنهــا صــضة‬

‫زمة لننسان متتصلة في تكوينه ‪ ،‬تتماهى مع ماهية اننسان م منظـور أنه غاية بحــد ذاتــه بهــا‬

‫حميمة لننسان و قيمة له بدونها‬ ‫يكون جديراً بالميمة وانةتبار والاف وانحاام ‪ ،‬وم دونها‬

‫ونستنتج م هذر امعاني أن الكرامة تتمحور حول الذات اننسانية كميمة أساسية ‪ ،‬يحملها اننسان‬

‫الذاتيـ ة ‪ .‬والضــابط‬
‫ّ‬ ‫بذاتــه مجــرد كـــونه إنســاناً ‪ ،‬لـــذا ينـبيـــي أن يتيف إنلئقــاً م هــذر الميمــة‬

‫اسساس نحاام كرامته هو إنسانيته الت هي أصل وقاةدة ومنللــق التكــريم ‪ ،‬لـــذا المـــرآن الكـــريم‬

‫يُ ركِز ةلى أن الضكــرة اسساســـية للكرامــة اننســانية هي قيمــة اننســان كإنســان باةتبارهــا جــزءاً‬
‫صميمياً ممياً له ة باقي امخلوقات ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ـدب ير للمنهج الربــاني ـ ـ المــرآن ـ ـ يجــد أن اللــه تعــالى وضــع فـــيه اممومــات الكــبى‬ ‫ّي‬
‫امتتمــل وامتـ ّ‬ ‫إن‬

‫اسساسية للتتكيد ةلى ماهـية اننسان ‪ ،‬بحيـــث أةلـــى أهـميـــة لـملـلـــق اننســان بيع النظـــر ة‬

‫ة جنسه ومكانته ودينه ‪ ،‬سنه ينظـر إلـى النـوع اننساني كـــنسيج واحـــد ‪ ،‬قـــال تعــالى‪ « :‬ولمـــد‬

‫كـرمنا بن آدم وحملناهم في البـر والبحر ورزقناهـم مـ الليبات ‪ ،‬وفضلناهم ةلى كثو مم خلمن ــا‬

‫تضضيئً » ـ انسإاء ‪ 7‬ـ‬

‫إن ادية هيحة وواضحة في شمولية تكريم وتضضيل الله سبحانه لبن آدم جميعاً ‪ ،‬وهي بمثابة‬
‫مبدأ فكري وقاةدة فمهية تُ ّ ي‬
‫ـؤصل لننسان مبدأ الكرامة ددميته ومـبـدأ التضضيل لسعيه ‪ ،‬فم أي‬

‫ةرق يا نحدر وإلى أي دي وةميدة انتمى فهـو آدمي له كرامته الذاتية ‪ ،‬بإةتبار أنها مشاك إنـساني‬

‫خاص ة ‪ ،‬وهذا امبدأ يرتكز في أسـسه ةلى الـوجود اننساني امتمي خـلمـاً‬
‫ّ‬ ‫يشمـل الجميع وليس فـةة‬

‫وغـايـ ًة ‪ ،‬وهو متتصل تتصـيئً في الضلرة الت فلر الله الناس ةليها ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الكرامة امكتسبة ‪ :‬وهي كرامة تكتسب بواسلة العمـل وانستعدادات ‪ ،‬الت أودةهـا الخالق‬

‫في اننسان م أجل انرتماء إلى مدارج العلو والكمال ‪ ،‬لنيل أةلى درجات الكرامة اننسانية بعلمه‬

‫تاتمي إ بها ‪ ،‬واسخذ بتسبابها موكول‬ ‫وةمله وجهدر وسعيه ‪ ،‬سن لهـا أسباب ودواع حميمية‬

‫إلى اننسان ‪ ،‬بحيث يكون متجلياً ومرتمياً إذا أخذ بتسبابها ودوافعها ‪ ،‬أو قد ينحرف ويزي ة‬

‫امحجة فييدو متسافئً ‪ ،‬وهذا ما نستشضه م قوله تعالى‪ « :‬ونضس وما سواها ‪ .‬فتلهمها فجورها‬

‫وتمواها ‪ .‬قد أفل م زكاها ‪ .‬وقد خاب م دساها » ـ الشمس ‪ 7‬ـ ‪ 10‬ـ‬
‫إن العمل وانرادة الحرة هما اللذان يُ ّ ي‬
‫شكئن انيار امرجعي اسساي مسؤولية اننسان ةـ الكـرامة‬

‫سخر له‬
‫بنـاء ةـلى ضوء اموقعية امركزيـة لننسان في الوجود ‪ ،‬بحيث ّ‬
‫ً‬ ‫بكل تجلياتها وأبعادها ‪،‬‬

‫الواجب اسخئقي و الخو‬ ‫الله كافة ممومات الحياة ‪ ،‬وأمرر بالسعي نةمار اسرض في إيار قـوان‬

‫و الضضيلة ‪ ،‬لتتسيس ةالم الحق والعدل وامساواة ‪ ،‬وهذا هو اسصل في العئقات اننسانية برمتها‬

‫و ييدو متضاوتاً إ م حيث سعيه نحو الضضاال العالية والـمـيمـ السامية ‪ ،‬وقدرته ةلى إدراك‬

‫الله ةنه قال ‪ :‬قال‬ ‫امعنـى اسةلى لحكـمة الوجود والياية اسسمى منه ‪ ،‬ة أبي هـريرة ر‬

‫رسول الله صلى الله ةليه وسلم ‪ « :‬امؤم المـوي خو ٌ وأحب إلى الله م امؤم الضعيف وفي ك ٍل‬

‫خو ‪ ،‬احرص ةلى ما ينضعك واستع بالله و تعجز » ـ روار مسلم ـ‬

‫شمولية و إستيعاباً للضظة "امؤم الموي"‪ ،‬هو الموي في‬ ‫اسك‬ ‫وم خئل الحديث يتب ّ بتن امع‬
‫ّ‬
‫التعم ل ‪ ،‬الت يسعى م خئلها إلى تحميق كرامته الت هي سإ شموليته وتكامله‬ ‫إرادته امبنية ةلى‬

‫في‬ ‫النميض‬ ‫وإنسجامه ‪ ،‬يمول العمـاد رحمه الله فـي كتابه ـ اننسان في المرآن ـ ‪ « :‬إن الجمع ب‬

‫اننسان ينيف إلى وصف واحد ‪ ،‬وهووصف انستعداد الذي يجعله حماً أهئً للاقي إلى أحس‬

‫»‪.‬‬ ‫تمويم ‪ ،‬وأهـئً للتدهور الى أسضل سافل‬

‫والكرامة اننسانية تضيد ثئثة معاني ‪:‬‬

‫إجتماةي‪ :‬امزلة الت يحتلها الضرد في تراتبية اموجودات ‪ ،‬والسلوكيات الـمنجزة ةـ‬ ‫ـ أو ‪ :‬مع‬

‫هذر الرتبة ‪ ،‬إنلئقاً م الصورة الت يحملها امرء ة نضسه ‪.‬‬

‫أخئقي ‪ :‬الميمة اممنوحة إلى الشخص اننساني كياية وليس كوسيلة ‪ ،‬بمعزل ة‬ ‫ـ ثانيا ‪ :‬مع‬

‫‪11‬‬
‫يباةه الضييااية ‪ ،‬وموقعه انجتماةي وةميدته ‪.‬‬
‫يسـتمدر الضرد م قـيمته الخاصة ‪ ،‬لكونه شخصاً إنسانياً ّ ي‬
‫يمدر‬ ‫ّ‬ ‫‪ :‬الـوةي الذي‬ ‫نض‬ ‫ثالثا ‪ :‬مع‬

‫ذاته ‪ ،‬مع الوةي ببورة الوجود امشاك ‪ ،‬وإلزامه بامبادئ اننسانية اسصيلة ‪.‬‬

‫إن هذا كله يب ّ ي بوضوحا مدى إتساع نلاق الكرامة اننسانية في انسئم ‪ ،‬بحيث لم يمف ةند‬

‫تمرير النصوص الدالة ةليها ‪ ،‬بل أوجد امؤيدات الاةية الت تحمي هذا الحق ‪ ،‬وتصونه م‬

‫ا ةتداء ةليه ‪ ،‬وهذر هي الماةدة العامة في تكريم اننسان ‪ ،‬وكل ما يتناقع مع هذر الماةدة‬

‫يحب امعتدي » ـ البمرة ‪ 190‬ـ‬ ‫فهو مخالف لاع الله ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬و تعتدوا إن الله‬

‫‪12‬‬
‫إلى الكرامة‬ ‫تض‬ ‫التقمو‬

‫قال تعالى‪ « :‬يا أيها الناس اتموا ربكم » ـ النساء ‪ 1‬ـ‬

‫موجه إلى كافة الناس ‪ ،‬وليس ممتياً ةلى امؤمن‬


‫ّ‬ ‫الخلاب كما هو ٍ‬
‫باد ةلى سبيل الياحة‬

‫"من ُْع الشء بشء خارج ةنه مما‬


‫فمط ‪ ،‬ومضهوم التموى كما ورد في معجم مماييس اللية هو ‪َ :‬‬
‫‪":‬جعل وقاية بيـ شيةيـ "‪ ،‬وليست الوقاية والحذر سبب‬ ‫ويبر"‪ ،‬ويتتي فعل اتّ مى بمع‬
‫ّ‬ ‫يؤذيه‬

‫التموى اسصلي هو الوةي الذي يخلق تلك النتيجة ‪ ،‬وهذا امضهوم‬ ‫التموى وإنما نتيجتها ‪ ،‬ومع‬

‫التموى والكرامة ‪ ،‬فـكئهما حتماً يُضـضيان إلى الزةة‬ ‫يتمخع ةنه أن العئقة جد ويـيدة ب‬

‫محالة إلى‬ ‫اننسانية ‪ ،‬وإذا كـانت التموى هي الموة الدافعة للكرامة ‪ ،‬فهي كذلـك اموصلة‬

‫» ـ البمرة ـ ‪ 2‬ـ‬ ‫ريب فيه هدى للمتم‬ ‫الهداية ‪ ،‬قال تعالى‪ « :‬ذلك الكتاب‬

‫تدبرنا سوات صضوة الصحابة‬ ‫ّي‬


‫لكـل متّ مي ‪ ،‬ولو ّ‬ ‫ادية تجزم بتن المرآن الكريم هو نور هداية‬

‫لتبيـ بجئء أن تمـواهم هـي السبيل إلى هدايتهم ‪ .‬فانسئم‬


‫اسجئء قبـل إةتناقهـم لنسئمـ ‪ّ ،‬‬
‫ةـنـدما وضع أسـس إختيار حماة الدي ‪ ،‬لم تك أسـساً هوجاء ةمياء بئ معايو دقيمة ‪ ،‬بل اختار‬

‫التمـاة امتّ يسمـون بالتموى والكرامة ‪ ،‬والذي أسلموا مـ أول وهـل ٍة مس انيمان فيها َشياف قلوبهم‬

‫الله ةنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله ةليه وسلم‪:‬ـ « الناس كمعادن الضـضة‬ ‫ة أبي هريرة ر‬

‫والذهب ‪ ،‬خيارهم في الجاهلية خيارهم في انسئم إذا فمهـوا » ـ روار مسلم ـ‬

‫الناس وامعادن م حيث الـميمة ‪ ،‬فالـناس متضاوتون في‬ ‫يب ّ ي الحديث وجود امماثلة الكونية ب‬

‫مكارم اسخئق ومحاس الصضات ‪ ،‬كامعادن ما فـيها مـ انستعدادات الـمتضاوتة ‪ ،‬فم كان أتمى‬

‫كان إيمانه أصدق ‪ ،‬بحيث يجد انسئم متوافماً ومنسجماً مع فلرته ‪ ،‬ومـ كان أفجر كان إيمانه‬

‫أرتب ‪ ،‬بحيث يجد انسئم مجانباً وميايراً لهوار فيتبى إ صدو ًدا ‪.‬‬

‫ملحـ ًة مناهة الحق‬


‫إن ذا التموى يمتلك إستعداداً سن يتحلى بالكرامة ‪ ،‬بحيث تجد ةندر رغـب ًة ّ‬
‫تضـو ر به ةـدو ‪ ،‬و يمك أن يحجزر ةـ الخلق و أن يـمنع وصوله إلى ادخـري ‪ ،‬وةلى قدر‬
‫ولو ّ‬
‫درجته م التمـوى يحصل ةلى الميم السامية الت تتناسب مع قدر كرامته ‪ ،‬الت ةندما تخاللها‬

‫‪13‬‬
‫تعاليم الدي الخالص تزيدها معاناً وصئب ًة وجما ً ‪ ،‬لذا نجد العرب فـي غمرة الجاهلية كانوا‬

‫الله‬ ‫يتّ سمـون بمكارم اسخئق ‪ ،‬وقـد أثبت الرسول ةليه السئم تلك الحميمة ‪ ،‬ة أبي هريرة ر‬

‫ةنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله ةليه وسـلم‪ « :‬إنما بعـثت ستمم مكارم اسخئق » ـ روار أحمد ـ‬

‫الميمل لنسئمـ ‪ ،‬امتمثل في إتمام وإبراز قيمة الميم السامية الـمضضية إلى‬ ‫لخ ص امع‬
‫الحديث ّ‬
‫التمـوى ‪ ،‬بإةـتبارها المـوة الدافعة إلى ةتبة باب الهـداية ‪ ،‬بحـيث تُ ي‬
‫ـوصل الكـافـر إلـى انيمان‬

‫‪ ،‬وامُـو يق إلى العرفان ‪ ،‬الذي يُـوصل إلى الكرامة ضم‬ ‫وامـؤم إلى انحسان ‪ ،‬وامحس إلى اليم‬

‫إيارات ذات قيمة ةالية ومبادئ إنسانية سامية ‪ ،‬قال تعالى‪ « :‬إن أكـرمكم ةنـد الله أتماكم ‪ ،‬إن‬

‫الله ةليم خبو » ـ الحجرات ‪ 13‬ـ‬

‫الشاهـد ‪ " :‬إن أكـرمـكم ةـند الله أتـمـاكم"‪ ،‬صييـة أكـرم هي مـ بـاب التضـاضل ‪ ،‬وامـراد منهـا‬

‫ـاضل فيها وهي التكريم ‪ ،‬وم هنا‬


‫أمـري ‪ ،‬فـزاد أحدهما ةـ ادخر في الصضـة امُضَ َ‬ ‫امضاضلة ب‬

‫مكرم‬
‫كان للتموى ذلـك اسثر امهم لنرتمـاء باننسان م صضة كريم إلى صضة أكرم ‪ ،‬فكل إنسان ّ‬
‫إنسان وإنسان إ بالتموى ‪ ،‬وهي متاحة لجميع الناس ‪ ،‬بحيث‬ ‫فرق ب‬ ‫ةند الله تعالى ‪ ،‬إذ‬

‫الناس أمراً يستليعه الجميع ‪ ،‬وليس ممصوراً ةلى فةة م‬ ‫جعل الله تعالى ميان التضاضل ب‬

‫وصد ةـ امعاص والضجور‬


‫ّ‬ ‫الناس ‪ ،‬فم استبق إلى العمل الصال وتسارع إلى فعل الخوات ‪،‬‬

‫كـان أكرم ةند الله ‪ ،‬ولمـد رفع انسئم قواةد امجتمع الضاضل ةلى أساس التمـوى ‪ ،‬وجعلها ةـماد‬

‫وةـدها امعيار اسساس للتضاضل والتمايـز في اسةمال ‪ ،‬سن إذا‬


‫ّ‬ ‫قوته وكرامته ‪،‬‬
‫تماسكـه ومبعـث ّ‬
‫العالم ودساتيـرر لتنظيم الحياة‬ ‫كـل قوان‬
‫غابـت التمـوى مـ حياة الناس ‪ ،‬فـل تُجـدي نضعاً ّ‬
‫وإستمـرارها ‪ ،‬وقـد ب ّ سبحانه ذلك في تايعاته ‪ ،‬بحيث جعـل كل اسةمال الصالحة تـرتبط‬

‫م‬ ‫بالتمـوى إرتباياً وثـيمـاً ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬ياأيها الذي آمنوا اتموا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كضل‬

‫رحمته ‪ ،‬ويجعل لكم نوراً تمشون به وييضر لكم ‪ ،‬والله غضور رحيم » ـ الحديد ‪ 28‬ـ‬

‫إن التموى رهينة بالمواةد الخلمية السلوكية املابمة للميم اننسانية ‪ ،‬الت تعـد ممياس أهلية‬

‫التموى والكرامة هـو مبتدأ التكليف وميان اللاةة ‪ ،‬سن جميع‬ ‫اننسان للكرامة ‪ ،‬والـتئزم ب‬

‫التكاليف تمع بتضاصيلها ضم نلاقهما ‪ ،‬وهذر امزاوجة تضم أداء التكاليف فـي إيـار خلق حالة‬

‫‪14‬‬
‫والـرادةة ةـ الدنايا ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬إن الله‬
‫ّ‬ ‫إرتمااية ‪ ،‬تُ ّ ي‬
‫رغب فـي انستجابة الباةثة ةلى امعالي‬

‫مع الذي اتموا ‪ ،‬والذي هم محسنون » ـ النحل ‪ 128‬ـ‬

‫‪15‬‬
‫من يصون الكرامة النسانية ؟‬

‫وامتدي ‪ :‬م يصون الكرامة ‪ :‬العمل أم‬


‫ّي‬ ‫الئدين‬ ‫هناك سؤال جدلي للاما كان سؤا ً محورياً ب‬

‫الدي ؟‬

‫الئدين يـرى بتن الذي يصون كرامة اننسان هو العمل ‪ ،‬سنـه أداة انختيار والـمضاضلة بيـ الخيـر‬

‫والا ‪ ،‬وبالتالي اننسان مهيتٌ لتنضيذ ما يختارر تبعاً نرادته الحرة ‪ ،‬وةليه فهو مسؤول ة أفعاله‬
‫بمرار إرادي ‪ ،‬سنه هو الذي يُ ّ ي‬
‫حـدد مضمونها وإيماةها في الحياة ‪ ،‬ومعنـى هذا أن الوجود اننساني‬

‫ةلى السلوك الواةي ‪ ،‬فئ ءء يجبر ةلى ةـكس ذلك سـوى انرادة ذاتها ‪ ،‬وإنلئقاً م هذر‬ ‫يُ ب‬

‫الرؤية سيصب العمل هو مركز السللة وممياس التايع لكـل ءء ‪ ،‬ومـ ثم فـليس هناك سـللة‬

‫أخرى تعلو ةلى سـللته ‪ ،‬فهـو وحـدر الضام للكرامة اننسانية ‪.‬‬

‫الخو والا ‪ ،‬لـذا وضع الله سبحانه‬ ‫يولد متعلماً وةارفاً ّ ي‬


‫ليمي ب‬ ‫أما امتدي يرى أن اننسان‬

‫وأحكامها ‪ ،‬التـي‬
‫َ‬ ‫قواةد السلوك‬
‫َ‬ ‫وحدد له مبادئ العمل و‬
‫ّ‬ ‫لـه منهجاً ينضت ةـلـى الميم اسخئقية ‪،‬‬

‫أو أهمية‬ ‫يكون الحكم ذا مع‬ ‫عد معياراً ُم ّ ي‬


‫حدداً تُماس بهـا الكرامة اننسانية ‪ ،‬سن بدون معيار‬ ‫تُ ّ‬

‫إنسانياً ‪ ،‬وبالتالي الـذي يـصون كرامـة‬


‫ّ‬ ‫م الناحية اسخئقية ‪ ،‬فهو الذي يجعل الكرامة تحمل مع‬
‫مرجعيـةٌ ثابتةٌ‬
‫ّ‬ ‫عـد امصدر الوحيد الحميمـي لكـرام ٍة واضح ٍة ثابت ٍة ‪ ،‬لـهـا‬
‫اننسان هو الدي ‪ ،‬الـذي َي ّ‬

‫ممدسة محددة امعالم ‪.‬‬

‫معاً سملا في انخزال اسخئقي المـصدي ‪ ،‬وم هنا َت َتتتّ ى مشكلـة التصادم الضكري‬ ‫إن اموقض‬

‫منتج الضكر اننساني ومنتج الضكر الدين ‪ ،‬بينما الحميمة البديهية واضحـة وهي أن الكرامة‬ ‫ب‬

‫التتمل‬
‫ّ‬ ‫بنظر العمل وبنظر الدي متساوية في إستحماق الكمال ‪ .‬فالعمل هو أداة التضكو وممارسة‬
‫ّ‬
‫التعمل‬ ‫والتدب ر لـمجانبة الصـواب فـي امعرفة ‪ ،‬وانبـتعاد ةـ الـزلَل بالحكم السليم امتوافق مع‬
‫ّ‬
‫الرشيد ‪ .‬والدي إنساني النـزةة فـي الياية والـوجهة ‪ ،‬لذا لمد كرم الله تعالى اننسان بالعمل‬

‫يمول إ‬ ‫ومير به ‪ ،‬وحرص انسئم كثواً ةلى إحاام ةمل اننسان وسئمته ‪ ،‬وأمرر بتن‬

‫» ـ البمرة ‪ 111‬ـ‬ ‫ببهان ودليل ‪ ،‬قال تعالى‪ « :‬قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادق‬

‫‪16‬‬
‫وبالتالي الدي ليس ةلة قوة تتم ّثل كإرادة جب بمدر ما هو ةلة قـوة تتمثل كإرادة إختيار ‪ ،‬وهـذا‬

‫شـرط قـبلـي للتجربـة الدينية الت غايتها اننسان ‪ ،‬ومـ هنـا نستنتج بتن العمـلـ والـدي يؤسسـان‬
‫خ ي‬
‫صيصة العمل السليم‬ ‫حركة تكامل ‪ ،‬بحيث يستليع اننسان صياغـة ممومات الكرامة إنلئقاً م َ‬
‫يُضاد الدي بل يـوافمه ويشهـد له ‪ ،‬يمول‬ ‫سن العمـل‬ ‫وخ ي‬
‫صيصة الدي الخالص في وقت واحد ‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫يمكـ أن يعلينا ةمو ً ويعلينا شيعة مخالضة لها »‬ ‫ابـ رشد رحمه الله ‪ « :‬إن الله‬

‫قيمة له إ بالدي أو بعمـله فـمـط ‪ ،‬أمر ٌ مـخالف نرادة الله سبحانه‬ ‫إن محاولة جعـل اننسان‬

‫سن العمـل هو مركز الدي وغايته ‪ ،‬بحيث أنّ ه بذهابه يسمط ة اننسان التكليف الاةي ‪ ،‬الـذي‬

‫ينم ة رجاحة العمل الت‬


‫ويوجهه إلى السعي وراء العمل الصال بوصضه كمال أخئقي ّ‬
‫ّي‬ ‫يرشدر‬

‫تتتس س ةـليها الكرامة ‪ ،‬التـي يحـرص انسئم ةـليهـا ويدةـو إلـى بـلـوغـها وانجتهـاد في تحميمهـا‬
‫ّ‬
‫ولمد ذهب انسـئم في إحاام كرامـة اننسان إلى ّ ي‬
‫حد إلياء أي سللة إكراهية ‪ ،‬بحيث جعل العمل‬

‫جرد اننسـان م التبعية العمياء ‪ ،‬وتسمو به إلـى حريـة انختيار‬


‫وقيماً ةليه ‪ ،‬و هذر امية تُ ّ ي‬
‫رقـيباً ّ‬
‫ّ‬
‫التعمل ‪ ،‬وم هنا يتب ّ بتن الدي أساساً هو قرار إختياري يتّ خذر اننسان لكي يرتمي‬ ‫م خئل‬

‫تدينه و إكرار في الدي ‪ ،‬قـال تـعالى‪ « :‬وقـل الحق م‬


‫بزةته اننسانية ‪ ،‬إذ ليس لله حاجة في ّ‬
‫ربكم فم شاء فليؤم ‪ ،‬وم شاء فليكضر » ـ الكهف ‪ 29‬ـ‬

‫الله ةنه ة رسول الله صلى الله ةليه وسلم ‪ ،‬فيما يرويه ة ربه ةز‬ ‫ة أبي ذر اليضاري ر‬

‫فتبوني ‪ ،‬ول تبليوا نضعي فتنضعوني ‪ ،‬يا‬


‫ّ‬ ‫ضيي‬
‫وجل أنه قال ‪ ... « :‬يا ةبادي إنكم ل تبليوا ّ‬
‫ةبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانـوا ةلى أتمى قـلب رجـل واحـد مـنكـم مـا زاد ذلك في‬

‫ملكي شي ًة ا ‪ .‬يا ةبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا ةلى أفجر قلب رجل واحد منكم ما‬

‫نمص ذلك م ملكي شي ًةا … » ـ روار مسلم ـ‬

‫إذن الدي هو وسـيلة غايتها مساةدة العمل للتيلّ ب ةلى سلبيات اسنا الباية ‪ ،‬وضبط النوازع‬

‫أن‬
‫لتحميق الكرامة اننسانية ة يـريق العلم وامعرفـة ‪ ،‬ولـذا فإن الــوحي انلهي يكشف ويعل ّ‬
‫بداية أنسنة الباية كـانت مع تعليم آدم ما صار كااناً ةاقئً ‪ ،‬قــال تعالى‪ « :‬وةـلم آدم اسسماء‬

‫كـلها » ـ البمرة ‪ 31‬ـ‬

‫‪17‬‬
‫ّ‬
‫وفـضلـه الله ةـلـى‬ ‫كـرمـه‬
‫إن العلم هـو الـذي أةـلى مـ شـتن إنسـانـية آدم ةـليه السئم ‪ ،‬وبـه ّ‬
‫امئاكة وأمرهم بالسجود له ‪ ،‬وهـو الـذي أةـلـار خصـوصيته الـتـي ارتمت بـه إلى ممـام التكريم‬

‫عد ضـرورة‬ ‫ّ‬


‫التعمل مصدراً للكرامة اننسانـية الت تُ ّ‬ ‫والتضضيل والخئفة ‪ ،‬ولذلك جدير ٌ أن نعتب‬

‫السن‬
‫إنـساني ة وحاجة إجتماةـية ‪ ،‬م خئلها نضهـم معادلة التلور الحضاري اننساني المـاام ةلى ّ‬
‫ّ‬
‫امبثوثة في الوجود ‪ ،‬فهـماً منهجياً في إيار وحدته وبنيته الكاملة ‪ ،‬شيلة النضـاذ إلى‬ ‫والموان‬

‫ممـاصد امنهـج الرباني ‪ ،‬الـذي يثبت لننسان ممومات انسـتخئف نثبات كيانه الخاص بصـورة‬

‫مسـتمـر ة ‪ ،‬وإلى جانب ذلك كيان اننسانية جمعاء وفـق شوط تضم له تحميق حضارة إنسانية‬
‫ّ‬
‫رسف الكرامة الشمولية البعيدة ة‬
‫بكل أبعادها انجتماةية ‪ ،‬ليضت آفـاقاً جديدة بإمكانها أن تُ ّ‬
‫التوجهات اسيديولوجية الـمثمـلة بالتعـصب واننحـياز ‪ ،‬الت تعمل ةلى قتل الزةة اننسانية‬

‫وتهدر الكرامة ‪ ،‬قال تعالى ‪ « :‬ولو اتبع الحق أهواءهم لضسدت السماوات واسرض وم فيه ‪ ،‬بل‬

‫أتيناهم بذكرهم فهم ة ذكرهم معرضون » ـ اسةراف ‪ 71‬ـ‬

‫إن اننسان كلما ارتمى في معرفته قـلعاً سوتمي في إنسانيته فيداد تشبتاً بكرامته ‪ ،‬و يمك‬
‫بحال م اسحوال أن تموم الكرامة ةلى أساس الجهـل والتخلف ‪ .‬فامعرفة تُ ّ ي‬
‫شكل آلية موصلة للرقي‬

‫لها النضس ‪ ،‬فيتم إكتشاف الكرامة امكنوزة في‬ ‫إلى ساحة الحميمة الت يرتاحا لهـا العمل وتلم‬
‫ّي‬
‫تشكل أهمية كبى نستمرار اننسان نضـسياً وإجتماةياً ‪ ،‬فييدو قادراً ةلى‬ ‫يـبيعة اننسان ‪ ،‬وهي‬

‫إةتبار بالنسبة‬ ‫أنسنة الخئف إنلئقاً م التضاةل مع مباداه في التضكو والسلوك والوجدان ‪ ،‬إذ‬

‫سي منظـومة فكرية إ بممـدار ما تُم ّ يثل الزةة اننسانية وتئزمها بالكرامة ‪ ،‬ولذا فإن شمول نلاق‬

‫الكرامة اننسانية في انسئم يعتب حاكماً ةلى كل السلوكيات والتيفات ا جتهادية ةند ا جتهاد‬

‫يمك تمرير حكم لها يكون فيه امتهان لكرامة اننسان ‪.‬‬ ‫في النوازل الحادثة ‪ ،‬بحيث‬

‫‪18‬‬
‫هدد الكرامة وفقمه التبيير‬

‫يعرف انستد ل السليم لعصـمة الضكر‬ ‫الضمه انسئمي هو في الحميمة فمه تبير وليس تضسو ‪،‬‬

‫ة الخلـت ‪ ،‬بل يعتمـد منهجاً غايته الوحيدة هي إفراو الجهـد في إلتماس اسةذار لتجويز امحرمات‬

‫وانلتضاف ةلى امنهيات ‪ ،‬وإيجاد امخارج والتبيرات وامسوغات لتدةيم رؤية ميلوية ‪ ،‬وتحصينها‬

‫بآيات قرآنية وأحاديث لتيدو أمراً ُممـنعاً ومنلماً مستساغاً ‪ ،‬يخضي وراءر فاةلية الحميمة ةمداً وة‬

‫ة الضعل الحميمي وامنلـمي ‪ ،‬الـذي كـان ينبيي أن يكـون بدل‬ ‫سبق إهار ‪ ،‬ليموم بـدور تعوي‬

‫رحمه الله فمه التبير بموله ‪ « :‬وحميمته تمديم ةمل‬ ‫ةرف الشاي‬
‫التسا ةنه وإخضاؤر ‪ ،‬ولمد ّ‬
‫ظاهرر الجواز نبلال حكم شةي ‪ ،‬أو تحويله إلى حكم آخر » ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ونوار وردت فيها‬ ‫ويبموها ةلى محرمات‬
‫ّ‬ ‫توسعوا في إختئق امخارج والحيل ‪،‬‬
‫إن فمهاء التبير ّ‬
‫كـل حكم إستثنااي مرحلي ةلى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ومرروا ّ‬
‫شاذ ةلى أنه يبيعي ‪ّ ،‬‬ ‫وضع‬ ‫كل‬
‫فبروا ّ‬
‫نصـوص شةية ‪ّ ،‬‬
‫أنه حكم مستديم ‪ ،‬ومع البحث والحضر فى فتاواهم الضمهية التبيرية ‪ ،‬تجلّى بتن غايتهم هي فرض‬

‫وصايتهم بيية التحكم في رقاب الناس ‪ ،‬كتنهم ُو ّ يكلوا م السماء لهذا اسمر وهذر سـمة كهنوتية‬

‫كرسوا جهدهم وتضنّ نُوا في هندسة‬


‫يجوز الخروج ةليها ‪ ،‬ولمد ّ‬ ‫أخذوها ةلى محمل سللة شةية‬

‫ويوةوا اديات‬
‫ّ‬ ‫وفبكة تبيرات ودرااع لخلق وإبتكار قناةات واهية ‪ ،‬فـلَوُوا ّلياً ةنق اسحاديث‬
‫ّي‬
‫كـل نمد أو معارضة ‪ ،‬وأسبيوا ةلى فتاواهم‬ ‫ووضعوا إياراً شةياً لكل قـراراتهم لحمايتهم مـ‬

‫كـل م يعارضهم‬
‫وةـدوا ّ‬
‫ّ‬ ‫مسحة م السماء وأحايوها بهالة م المداسة وأمروا بـوجوب ياةتهم ‪،‬‬

‫حتج بها ساال إ‬


‫حج ًة يمك أن يُ ّ‬ ‫ضا ً ّ‬
‫مضئً مبتدةاً في ديـ الله ومخالضاً سوامرر ‪ ،‬ولم ياكوا ّ‬
‫وخولوا سنضسهم ّ‬
‫حق معرفة الدي وجعلور‬ ‫ّ‬ ‫سدوها ‪ ،‬وقاموا بمصادرة حمه في النمد وإبداء الرأي ‪،‬‬
‫ّ‬

‫وبرمجة ةمولهم‬ ‫حكراً ةليهم ‪ ،‬وما ةلى دونهم م الناس إ السمع واللاةة وانكتضـاء بالتلم‬

‫وحشوها بمضاهيم وأفكار مستعصية ةلى الضهم ‪ ،‬ممابل إغراقهم في ل ُ ّجة متضاربة م الوةود‬

‫الييبية الواهية ‪ ،‬الت أَ نْستهم نصيبهم م الدنيا والحق في أن يعيشوا مصوني الكرامة ‪ ،‬وهكذا‬

‫رجل الدي ‪ ،‬سنه في نظرر‬ ‫أصب امتدي يعتمد أن ممياس صدق انيمان هو أن يعمل بما يُر‬

‫‪19‬‬
‫ينلق ة الهوى ‪ ،‬وبالتالي يجب إتباةه و تمديم فروض اللاةة والو ء له دون أدنى ريب‬

‫اممري‬
‫ّي‬ ‫والنتيجة تضريف جحافل م استباع امضتمري إلى المدرة ةلى امحاججة وانستد ل والنمد ‪،‬‬

‫بضعضهم وبحاجتهم اماسة للضميه للخذ بيدهم إلى سبيل النجاة ‪ ،‬معتمدي ةلى أن كل ءء يتم‬

‫ببكة الضميه الت يمنحها م يشاء ‪ ،‬ممابل ا حاام امللق والتمجيد اسبدي م قبل امُريد ‪ ،‬قال‬

‫تعالى‪ « :‬اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً م دون الله » ـ التوبة ‪ 31‬ـ‬

‫ومركبة متسسة ثمافة الخضوع ‪ ،‬الت رسـمت مئم‬


‫ّ‬ ‫إن فمه التبير أفرز منظومة فكرية ّ‬
‫معمدة‬

‫ظواهر انسستسئم والرضا بالواقع امزري ‪ ،‬وهندست خريلة حافـلة بالتناقضات أوجدت متديناً‬
‫إنلواايا منسحماً يعتكف في محراب شودر ‪ ،‬مكتضياً باننصياع بإنسيابية سادجة ‪ ،‬مانحاً نضـسـه‬
‫ً‬
‫شوهوا روحا انسئم فلم تبق‬
‫ّ‬ ‫شف اليااب إزاء الحضور امهيم بشكل كلي لتجار الدي ‪ ،‬الذي‬

‫حرفت كثوًا م‬
‫ةلى أصالتها في أذهان الناس ‪ ،‬بل اختللت وامتجزت بإةتمادات ميالية ومضاية ّ‬
‫ةاما‬
‫ممياسا ّ‬
‫ً‬ ‫جعلوها‬ ‫امضاهيم الصحيحة ة مواضعها لتتييد أيروحتهم ‪ ،‬ورفعوا قيمة مباداهم ح‬

‫مبادئ انسئم ‪ ،‬مع الدةوة إلى التضاني في التحي لها ولو كان بلئنها واضحاً ‪ ،‬والتعصب في‬

‫م نضعها ‪.‬‬ ‫التعامل م يخالضها فكان ضرها أك‬

‫وإذا أردنا ةودة الناس إلى الدي الحق فئ بد أن نزيل هذا التشويه ة روحا انسئم أو ً وقبل ُك ّ يل‬
‫ي‬
‫يراع مبتدةوها أثناء‬ ‫ءء ‪ ،‬و يمك ذلك إ بالتخلّ ص م امباديء وامضاهيم الدخيلة ‪ ،‬الت لم‬

‫راة ْوا فمط مصلحتهم الشخصية وهدفهم الذاتي‬


‫وضعها روحا انسئم و مصلحة اسمة ‪ ،‬وإنما َ‬
‫والياية م كل ذلك هو إثبات مواقضهم امنحرفة ‪ ،‬وتبير اتجاهاتهم امخالضة لنسئم باتخاذر سن ًدا‬

‫وفماً لهوى ومزاج السللة الحاكمة ‪ ،‬وهكذا ارتبلت وتواشجت‬ ‫لها ‪ ،‬مستاي وراء شعارات تتما‬

‫ةظموا الحاكم‬ ‫ح‬ ‫مصلحة تجار الدي بمصلحة السللة ‪ ،‬وكانت اللامة الكبى ةلى امسلم‬

‫ورفعور إلى مزلة « إن السللان ظل الله في اسرض » ‪ ،‬وبذلك ازداد نشايهم وزاد اهتمامهم بتييو‬

‫ش ّمة الخئف وك ُ ت الض ُ‬


‫ُرق في اسمة ‪ ،‬وبمي كثو م الناس في‬ ‫وتشويه روحا انسئمـ ‪ ،‬فاتّ سعت ُ‬
‫بتن انجتهادات الضمهية ما هي إ ةبارة ة رؤية أيديولوجية‬ ‫حوة م أمر دينهم ‪ ،‬غو مدرك‬

‫تـلوراً‬ ‫يمك قلعاً بتي حال أن تشـمل امسار العماادي اسك‬ ‫محددة بالزمان وامكان ‪،‬‬
‫جزاية ّ‬
‫ّ‬

‫‪20‬‬
‫وشـمو ً ‪ ،‬اسمر الذي يدةو إلى وجوب ةملنة الخلاب الدين م أجل إستلهام سبل جديدة تمكننا‬

‫م التحول الجذري لكسب الرهان الحضاري ‪ ،‬الماام ةلى فكرة انرادة الحرة ونبذ التبعية واللاةة‬

‫العمياء ‪.‬‬

‫تكاد تجد أحداً منّ ا ٍ‬


‫راض ة الواقع الذي تعيشه اسمة ‪ ،‬بل هناك إجماع ةلى‬ ‫وم امحزن أنك‬

‫باق ةلى حاله‬


‫أن واقع كرامة امسلم غو سار وغو ممبول ‪ ،‬الكل يشكو ويتذمر ويتتسف والوضع ٍ‬
‫ومرد ذلك كلّ ي ه إلى شيوع وذيوع الضمه التبيري الذي أدى إلى اليلو في انفااء‬
‫ّ‬ ‫تجدراً ‪،‬‬
‫بل يزداد ّ‬
‫ةلى الله ورسوله لسا الحميمة بمبرات واهية ‪ ،‬إلى أن أضحت ترهاتهم تسيلـر ةلى أذهان‬

‫‪ ،‬وقد أضحوا يستسييونهـا بدون أي ردة فعـل أو يمـظة ضمو ‪ ،‬وركنوا إليها ة‬ ‫وأفكار امتدين‬

‫يواةية سنها تريحهم م ةناء التضكو والبحث الجاد مما أدى إلى تضاقم امياللات الضكرية ‪ ،‬بحيث‬

‫بر ةلى أنها قضاء وقدر يمك مواجهته أو تييور ‪ ،‬وهكذا‬


‫أضحت كل امعوقات وامثبلات تُ ّ‬
‫تلك امضايات ةلى أنها فعئً دي الله ‪ ،‬وأصبحوا ةلى آثارهم‬ ‫توارث الئحمون ة السابم‬
‫مهتدون ‪ ،‬قال تعالى‪ « :‬وم أظلم مم افاى ةلى الله كذباً أو ّ‬
‫كذب بالحق ما جاءر ‪ ،‬أليس في‬

‫جهنم مثوى للكافري » ـ العنكبوت ‪ 68‬ـ‬

‫باسهواء‬ ‫منلمياً‬
‫ّ‬ ‫إن فمه التبير انفاااي أدى إلى ةـدم تبن روحا المرآن ‪ ،‬أي ربله بالواقع‬

‫يؤثر في كيضية تلبيمه إ اسهداف وامبادئ والميم الضضيلة ‪ ،‬الت يجب أن تسود امجتمع‬ ‫بحيث‬

‫خويته ة يريق صـون كرامة الضرد ‪ ،‬إنلئقاً مـ فمه العزيمة الدافع للتييو والتلـوير‬
‫ّ‬ ‫لتحميق‬

‫وبناء ةلى تحليل اسسباب وإيجاد البداال لتصحي امسار ‪ ،‬سن هدر الكرامة لم يمدرر الله ةلى‬
‫ً‬
‫اننسـان دون إرادة وإختيار منه ‪ ،‬وم امؤسف أن صون الكرامة ليس بعيداً ة وةـينا فحسب‬

‫غدت الميم السلبية سلوكيات ساادة تُمارس‬ ‫ة ممارستنا السلوكية ‪ ،‬ح‬ ‫بل هو غريب أيضاً ح‬

‫الدي‬ ‫و َت ليى ةلى معظم مواقضنا ‪ ،‬فما أحوج اسمة إلى دةم وترسيف ةئقة المرابة والتواشج ب‬
‫ّ‬
‫وحماً مشاةاً ‪ ،‬غايتها رةاية‬ ‫وتعدها واجباً شةياً‬
‫ّ‬ ‫والكرامة ‪ ،‬سن امماصد الاةية ترةى الكرامة‬

‫امـصال امتم ّ يث لة في الكليات الخمس ‪ ،‬وسميت كليات سن جميع اسحكام الاةية تـؤول إليها‬

‫رحمه الله في كتابه ـ اموافمات ـ ‪ « :‬إن وضع الاااع إنما هو مصال العباد في‬ ‫يمول الشاي‬

‫‪21‬‬
‫العاجل وادجل معاً ‪ ،‬وامحافظة ةلى البوريات والحاجيات والتحسينيات » ‪.‬‬

‫يتم سوى‬ ‫وم امعلوم أن الياية م الاااع ليست تحويل اننسان إلى كاا معدوم انرادة ‪،‬‬

‫الخضوع والخنوع وتنضيـذ اسوامر ‪ ،‬بل جاء ليجعل منه كاانا قادراً ةلى بناء مجتمع إنساني قاام‬

‫باةث ًة ةلى الرضوخ‬ ‫حرضة ةلى تجاوز المـصور الذاتي واموضوةي ‪،‬‬
‫ةلى منظومة فكرية ‪ُ ،‬م ّ ي‬
‫ّي‬
‫ومبر ًة للااجعات وانرتكـاسات وامضزةات امسكـونة بالشكـوى ونـدب الحظ ‪.‬‬

‫إن فمه التبير جعل جاهزيتنا لتبير العجز وتسـوي الضشل أقـوى م جاهزيتنا لتييو الواقع‬

‫العليل ‪ ،‬ومواريث التخلف امُتسلّ يط ةلى أفكارنا ومواقضنا ‪ ،‬بحيث أصبحت الياية م الدي غامضة‬

‫تمت إلى الحميمة بصلة ‪ ،‬وكل ما ياتب ةلى‬ ‫متصويرة بصـورة‬


‫ّ‬ ‫أو مضهـومة بشكل مملوب ‪ ،‬أو‬

‫الله ةنهما قال ‪ :‬رأيت رسـول الله صلى‬ ‫ذلك يُ ّ ي‬


‫بخ س كرامة اننسان ‪ ،‬ة ةبد الله ب ةمـر ر‬

‫الله ةليه وسـلم يلـوف بالكعـبة ويمـول ‪ « :‬ما أيـيبك وأييب ريحك ‪ ،‬ما أةـظمك وأةظم حرمتك‬

‫والذي نضس محمد بيدر لحرمة ُ امؤم أةظم ةند الله حرم ًة منك ماله ودمه ‪ ،‬وأن نظ به إ خواً »‬

‫ـ روار اب ماجة ـ‬

‫عب ةنها‬
‫مخرج م أوقع نضسه فيها هدر كرامة اننسان الكلية ‪ ،‬الت يُ ّ‬ ‫إن م وريات اسمور الت‬

‫تتحدد بها مواقـف اسمة م‬


‫ّ‬ ‫اليوم بحموق اننسان ‪ ،‬ونجزم بتن مرد ذلك إلى امنهجية الضـكرية الت‬

‫قضية الكـرامة اننسانية م حيث الميمة ويـرااق التعايي معهـا ‪ ،‬وتبعاً لـذلك ب ُ ّد م البحث ة‬
‫ّي‬
‫امدمرة ـ فمه التبير ـ الت حلمت كثواً م ممومات ديننا الحنيف‬ ‫العوامل الكامنة وراء الظاهرة‬

‫الذي يعتب م أهم مرتكزاته الكرامة اننسانية ‪ ،‬بحيث جعلها محور الوجود وفي قلب اماوع‬
‫الذي يُ ّي‬
‫با به ‪ ،‬لذا يجب أن يظل اننسان موفور الكرامة في كل منظومة فكرية يمك أن ننسبها‬

‫إلى انسئم ‪ ،‬و يُشاط لوفرتها ءء إ إرادة خالمه الذي برأر واستتمنه واستخلضه ةلى هذا‬

‫ليعيث فيها فساداً ويهلك الحرث والنسل ‪ ،‬قال تعالى‪ « :‬م قتل نضساً‬ ‫الوجود لي ْ ي يه ويُ ّ ي‬
‫نميه ‪،‬‬

‫بيو نضس أو فساد في اسرض فكتنما قتل الناس جميعاً ‪ ،‬وم أحياها فكتنما أحيا الناس جميعاً »‬

‫ـ اماادة ‪ 32‬ـ‬

‫الحميمي‬ ‫إن المرآن بمستوياته الثئث ‪ :‬امضاهيمية والتايعية واسخئقية يسعى إلى تعميق امع‬

‫‪22‬‬
‫الدروب لتعميق هذر الحميمة في العمل والوجدان ‪ ،‬إ‬ ‫لمدسية الحياة اننسانية ‪ ،‬ولمد سلك ش‬

‫أن يتم ّثل اننسان الكرامة ويؤم بها ويصدق مضامينها ‪ ،‬ويبحث في‬ ‫أن هناك فارق ضخم ب‬

‫قيمة‬ ‫إيمانه بتن الهدف اسسمى للكرامة يكم في تثم‬ ‫تها ويعي أبعادها الضلسضية ‪ ،‬وب‬ ‫د‬

‫ليتمك م إدراك سبب وجودر ‪ ،‬سن الحياة بنظر العمل والدي متساوية في إستحماق‬
‫ّ‬ ‫اننسان‬
‫ٍ‬
‫مجد وةديم الجدوى سنه يضتمـد حركة‬ ‫الكمال وكمالها الكرامة ‪ ،‬فالحياة بدون كرامة وجود غو‬

‫فيه إ الجبناء ‪ ،‬الذي ييمسون اللممة في ذل الخنوع‬ ‫يلم‬ ‫التكامل ‪ ،‬وملعون امجتمع الذي‬

‫ويعبدونـ ُم يذلّ هم ‪ ،‬سن امصيبة ليست في ظلم اسشار بل في صمت اسخيار ‪.‬‬

‫ينبيي‬ ‫الله ةنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله ةليه وسلم ‪« :‬‬ ‫ة حذيضة ب اليمان ر‬

‫يليق »‬ ‫للمؤم أن يذل نضسه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وكيف يذل نضسه ؟ قال ‪ :‬يتعرض م البئء ما‬

‫ـ روار الامذي ـ‬

‫تم بعون الله وتوفيقمه‬

‫‪23‬‬

You might also like