‫الشمول المالي ‪ :‬فصل جديد من فصول الهيمنة الرأسمالية على قوت الشعوب‬

‫ظهر مصطلح الشمول أو اإلدماج المالي في بداية القرن الواحد والعشرين‪ ،‬حيث أشار األمين العام السابق‬
‫لألمم المتحدة كوفي عنان في خطاب له بتاريخ ‪ 2003/12/29‬إلى افتقار إمكانية وصول الفقراء إلى‬
‫خدمات مالية مستدامة‪ ،‬مما يمنعهم من المشاركة في القطاع المالي‪ .‬حيث قدر في ذلك الحين عدد األفراد‬
‫القادرين على العمل وال يملكون أي خدمات بنكية بمليارين شخص‪.‬‬

‫وعلى إثر ذلك تم تبني خطة من قبل البنك الدولي تهدف إلى تعميم الخدمات المالية حتى سنة ‪ ، 2020‬يتم‬
‫من خالل هذه الخطة العمل على الوصول شمول الخدمات المالية عالميا بعمل الحكومات والبنوك على‬
‫توفير منتجات مالية تناسب الشرائح محدودة الدخل‪ ،‬ويعتبر في هذا السياق ارتفاع نسبة التعامل باألوراق‬
‫النقدية مؤشر مالي سلبي وازدياد نشاط التجارة اإللكترونية والمعامالت النقدية اإللكترونية مؤشر ايجابي‬
‫يدل على الحالة الصحية لالقتصاد‪.‬‬

‫وفي ‪ 2013/4/24‬عرض المدير التنفيذي للتحالف من أجل الشمول المالي التقدم المحرز في هذا المجال‬
‫وأن الشمول المالي لم يعد موضوعا هامشيا بل أصبح هدف رئيسي على أجندة رؤساء الدول‪.‬‬

‫وقد كانت الفلبين والهند من أوائل الدول التي عملت على تنفيذ الشمول المالي وتطرح كأمثلة ريادية في‬
‫هذا المجال‪.‬‬

‫حيث أظهرت المبادرة في تنفيذ الشمول المالي واإلدماج المالي في الفلبين إلى ارتفاع المودعين في‬
‫حسابات التوفير من ‪ 2‬من أصل ‪ 10‬في ‪ 2009‬إلى ‪ 4‬من أصل ‪ 10‬في ‪ 2015‬من بين البالغين في‬
‫الفلبين‪ ،‬وبالرغم من ذلك فإن مؤسسة اإلحصاء الفلبينية أشارت إلى بلوغ نسبة الفقر في الفلبين ‪% 26.3‬‬
‫وأن نسبة الفقر المدقع بلغت ‪. % 12.1‬‬

‫في الهند كان أول ظهور لمصطلح الشمول المالي في الخطاب السنوي لحاكم المصرف االحتياطي‬
‫المركزي في نيسان ‪ 2005‬لينتشر بعد ذلك هذا المصطلح دوليا ويصبح المصطلح المعتمد للتعبير عن هذه‬
‫العملية االقتصادية‪.‬‬