محكمة النقض التزوير الواقع على محررات الجميعات و الشركات و المنشأت الواردة فى المادة 214 مكرراً عقوبات تزويرا فى محررات عرفية و ليست رسمية عنصر الضرر فيها غير مفترض و يجب ان تستوضحه المحكمة بمدونات حكمها

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫باسم الشعب‬

‫محكمــة النقــض‬
‫الدائـرة الجنائيــة‬
‫دائرة األحـد (ب)‬
‫ــــــــــ‬

‫نائب رئيس المحكمة‬ ‫المؤلفة برئاسة السيد القاضي ‪ /‬محمــــــــــد عبد العــال‬
‫تـــــــوفيق سليم‬ ‫و‬ ‫وعضوية السـادة القضـــاة ‪ /‬صالح محمد أحمد‬
‫مـحـمـد فـــتحي‬ ‫و‬ ‫أيـــــــــــــــمن شعيب‬
‫نواب رئيس المحكمة‬

‫وحضور رئيس النيابة العامة لدى محكمة النقض السيد ‪ /‬محمد عبد الفتاح ‪.‬‬
‫وأمين السر السيد ‪ /‬رجب على ‪.‬‬
‫في الجلسة العلنية المنعقدة بمقر المحكمة بدار القضاء العالي بمدينة القاهرة ‪.‬‬
‫في يوم األحد ‪ 25‬من جمادى األولى سنة ‪ 1439‬هـ الموافق ‪ 11‬من فبراير سنة ‪ 2018‬م ‪.‬‬
‫أصدرت الحكم اآلتي ‪:‬‬
‫في الطعن المقيد بجدول المحكمة برقم ‪ 7995‬لسنة ‪ 87‬القضائية ‪.‬‬
‫المرفوع مــن ‪:‬‬
‫الطاعن‬ ‫‪.................‬‬
‫" محكوم عليه "‬
‫ضـــد‬
‫المطعـون ضدها‬ ‫النيابة العامة‬
‫الوقائــــع‬
‫اتهمت النيابة العامة الطاعن في قضية الجناية رقم ‪ ......‬لسنة ‪ 2016‬جنايات تال ( والمقيدة‬
‫برقم ‪ ......‬لسنة ‪ 2016‬كلي شبين الكوم ) بأنه في يوم ‪ 20‬من أغسطس سنة ‪ 2013‬بدائرة مركز تال ـ ـ ـ ـ‬
‫محافظة المنوفية ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تابع األسباب في الطعن رقم ‪ 7995‬لسنة ‪ 87‬ق‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬بصفته موظفا عاما استولي بغير حق على خاتم شركة ‪ .................‬التي يعمل بها غفلة الموظف‬
‫المخت ص وقام بالختم به على ورقة بيضاء لمليء بياناتها بمعرفته لتحقيق منفعة شخصية له ولتقديمها‬
‫للمحكمة على إثر خالفات بينه وبين أشقائه ‪.‬‬
‫‪ -2‬بصفته السابقة حصل لنفسه وبدون وجه حق علي منفعة من وظيفته بالشركة التي يعمل بها وذلك‬
‫على إثر خالفات بينه وبين أشقائه وتداولها بقضايا بالمحاكم بأن قام باالستيالء علي خاتم الشركة بسوء‬
‫نية وبغير حق وقام بالختم به علي بياض وقام بملئ تلك الورقة وأثبت بها بيانات غير صحيحة ومهرها‬
‫بخاتم الشركة وهي شركة مساهمة مصرية ‪.‬‬
‫‪ -3‬بصفته السابقة ارتكب أثناء تأدية وظيفته تزوير في محرر لشركة ‪ .................‬التي يعمل بها‬
‫وذلك بأن قام باالستيالء على خاتمها غفلة وقام بالختم به على بياض ومألها ببيانات خاصته وقام‬
‫باستعمالها وتقديمها للمحكمة ‪.‬‬
‫‪ -4‬استعمل اإلفادة المزورة وقام بتقديمها للمحكمة واثبتت بمحضر جلستها على النحو المبين بالتحقيقات ‪.‬‬
‫وأحالته لمحكمة جنايات شبين الكوم لمحاكمته طبقا للقيد والوصف الواردين بأمر اإلحالة ‪.‬‬
‫وادعي مدنيا كل من ‪ ..................‬و ‪ ................‬قبل المتهم بمبلغ أربعين ألف جنيه ‪.‬‬
‫والمحكمة المذكورة قضت حضوريا في ‪ 9‬من يناير سنة ‪ 2016‬عمال بالمواد ‪، 115 ، 2/113‬‬
‫مكرر‪ 1/‬من قانون العقوبات ‪ ،‬مع إعمال المادة ‪ 32‬من قانون العقوبات ‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪214 ، 214 ، 211 ، 209‬‬
‫بمعاقبته بالسجن لمدة ثالث سنوات عما أسند إليه ومصادرة المحرر المزور وألزمته المصاريف الجناية‬
‫وفي الدعوي المدنية بإحالتها بحالتها للمحكمة المدنية المختصة ‪.‬‬
‫فطعن المحكوم عليه في هذا الحكم بطريق النقض في ‪ 18‬من فبراير سنة ‪. 2017‬‬
‫وأودعت مذكرة بأسباب الطعن في ‪ 5‬من مارس سنة ‪ 2017‬موقع عليها من األستاذ‪............ /‬‬
‫المحامي ‪.‬‬
‫وبجلسة المحاكمة سمعت المرافعة على ما هو مبين بمحضر الجلسة ‪.‬‬

‫المحكمــة‬
‫بعـــــد االطالع على األوراق وسماع التقرير الذى تاله السيد القاضي المقرر وبعد سماع المرافعة والمـــداولة‬
‫قــــانوناً ‪.‬‬
‫حيث إن الطعن استوفى الشكل المقرر قانونا ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تابع األسباب في الطعن رقم ‪ 7995‬لسنة ‪ 87‬ق‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حيث إن مما ينعاه الطاعن على الحكم المطعون فيه أنه إذ دانه بجرائم االستيالء على مال مملوك‬
‫ألحد شركات المساهمة المرتبط بالتزوير في أحد محرراتها واستعماله مع علمه بتزويره والحصول بدون‬
‫وجه حق على منفعة من عمل من أعمال وظيفته ‪ ،‬قد شابه القصور في التسبيب والفساد في االستدالل‬
‫والخطأ في تطبيق القانون ‪ ،‬ذلك أنه خال من بيان الواقعة المستوجبة للعقوبة بيانا كافيا تتحقق به أركان‬
‫الجرائم التي دانه بها ‪ ،‬ولم يستظهر طبيعة المحرر المزور والضرر الواقع على جهة عمله ‪ ،‬كما أنه لم‬
‫يستظهر نية تملكه للمال المستولى عليه لما في ذلك من أثر على وصف التهمة التي دانه بها ‪ ،‬مما يعيبه‬
‫بما يوجب نقضه ‪.‬‬

‫وحيث إن الحكم المطعون فيه بين واقعة الدعوى في قوله " أنه إثر خالف بين الطاعن وأشقائه‬
‫قدم إلى المحاكمة بتهمة الضرب وقضى بإدانته ولدى نظر استئنافه تقدم بشهادة منسوبة إلى شركة‬
‫‪ .................‬وهى شركة مساهمة ‪ -‬جهة عمله ‪ -‬مفادها تواجده بالعمل يوم الواقعة فاستعلمت المحكمة‬
‫عنها فأفادت جهة عمله أنه كان في إجازة يوم الواقعة وأن الطاعن بغية التهرب من العقاب استولى على‬
‫خاتم الشركة التي يعمل بها وغافل الموظف المختص ومهر به الشهادة محل التزوير ومأل بياناتها على‬
‫خالف الحقيقة والتي قدمها للمحكمة إلثبات تواجده بالعمل وقت الواقعة وحصوله على منفعة خاصة من‬
‫تقديمها وأن المحكمة أحالت الواقعة للنيابة العامة التي باشرت التحقيق معه " ‪ ،‬وبعد أن دلل الحكم على‬
‫ثبوت الواقعة لديه على هذا النحو في حق الطاعن مما قرره المدعى بالحق المدني ومحامى الشركة وأقوال‬
‫مجرى التحريات ثم عرض الحكم من بعد لدفاع الطاعن وانتهى إلى إدانته بالجرائم آنفة الذكر ‪ .‬لما كان‬
‫ذلك ‪ ،‬وكانت المادة ‪ 214‬مكرر من قانون العقوبات المضافة بالقانون ‪ 120‬لسنة ‪ 1962‬قد نصت في‬
‫فقرتها الثانية على أنه " تكون العقوبة السجن مدة ال تزيد على عشر سنين إذا وقع التزوير أو االستعمال‬
‫في محرر إلحدى الشركات أو الجمعيات المنصوص عليها في الفقرة السابقة أو ألية مؤسسة أو منظمة أو‬
‫منشأة أخرى إذا كان للدولة أو إلحدى الهيئات العامة نصيب في مالها بأية صفة كانت " ‪ .‬وإذ كان المشرع‬
‫قد جعل عقوبة التزوير الذى يقع في المحررات الصادرة عن إحدى هذه الجهات السجن وهى عقوبة مقررة‬
‫للجناية وفقا للتعريف الوارد في المادة العاشرة من قانون العقوبات إال أنه يعتبر تزوي ار في محررات عرفية‬
‫نظ ار ألن المشرع لم يسبغ على العاملين في هذه الجهات والذين تصدر عنهم مثل هذه المحررات صفة‬
‫الموظف العام أو من في حكمه ‪ -‬وهى صفة الزمة إلضفاء الرسمية على المحرر ‪ -‬وهو ما فعله بالنسبة‬
‫للجرائم الواردة بالبابين الثالث والرابع من الكتاب الثاني من قانون العقوبات وذلك بالنص صراحة بالمادتين‬
‫(‪)4‬‬
‫تابع األسباب في الطعن رقم ‪ 7995‬لسنة ‪ 87‬ق‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪/119 ، 6/111‬ه ـ من قانون العقوبات بأنه يقصد بالموظف العام في حكم ‪ -‬البابين الثالث والرابع ‪-‬‬
‫وعددهم ومن بينهم العاملون بالشركات التي تساهم الدولة أو إحدى جهاتها في أموالها واعتبرت أموالها‬
‫أمواال عامة ومفاد ذلك أن المشرع قصد المغايرة بين تعريف الموظف العام في الجرائم الواردة بالبابين‬
‫الثالث والرابع من قانون العقوبات وما دون ذلك من الجرائم فتوسع في مفهوم الموظف العام في األولى‬
‫وترك تعريف الموظف العام في غيرها من الجرائم إلى القواعد العامة ولو أراد التسوية بينهما لنص على‬
‫ذلك صراحة كما فعل بالمادتين ‪ 119 ، 111‬عقوبات وإذ كانت جرائم التزوير واستعمال المحرر المزور‬
‫واردة بالباب السادس عشر من الكتاب الثاني من قانون العقوبات ‪ ،‬فإن تحديد الموظف العام والذى يضفى‬
‫على الورقة صفة الرسمية تظل محكومة بالقواعد العامة في تعريف الموظف العام ‪ .‬لما كان ذلك ‪ ،‬وكان‬
‫من المقرر أن الضرر عنصر من عناصر جريمة التزوير ال قيام لها بدونه وهو وإن افترض توافره وتحقق‬
‫قيامه بالنسبة ‪ -‬للمحررات الرسمية ‪ -‬مجرد تغيير الحقيقة فيها ‪ ،‬لما في ذلك من تقليل للثقة فيها إال أنه‬
‫ليس كذلك ‪ -‬بالنسبة للمحررات العرفية ‪ -‬والتي ينبغي أن يترتب على تغيير الحقيقة فيها حصول ضرر‬
‫بالفعل أو احتمال حصوله وهو ما يتعين على المحكمة عند القضاء باإلدانة استظهاره ‪ -‬ولو لم تلتزم‬
‫بالتحدث عنه صراحة واستقالال ‪ -‬وإال كان حكمها مشوبا بالقصور ‪ .‬لما كان ذلك ‪ ،‬وكان الحكم المطعون‬
‫فيه قد أطلق القول أن المحرر الذى دان الطاعن بتزويره محرر رسمي ورتب على ذلك افتراض توافر‬
‫الضرر في هذا التزوير دون أن يقف على حقيقة المحرر وما إذا كان من محررات الشركة المجنى عليها‬
‫أم غير ذلك ‪ ،‬وإذ كان المشرع ‪ -‬على نحو ما سلف بيانه ‪ -‬لم يسبغ على العاملين في هذه الجهات والذين‬
‫تصدر عنهم مثل هذه المحررات صفة الموظف العام أو من في حكمه وهى صفة الزمة إلضفاء الرسمية‬
‫على المحرر خالفا لما فعله في جرائم البابين الثالث والرابع من قانون العقوبات ‪ ،‬فإن المحررات التي‬
‫تصدر عنهم تظل عرفية وإذ كان الحكم قد أرسل القول برسميتها فإنه تردى في خطأ قانوني حجبه عن‬
‫استظهار ركن الضرر في جريمتي التزوير واستعمال المحرر المزور اللتين دان الطاعن بهما مما يعيبه‬
‫فوق قصوره بالخطأ في تطبيق القانون ‪ .‬ال يغير من ذلك أن تكون العقوبة مبررة لجريمة التربح التي لم‬
‫يدلل الحكم عليها تدليال سائغا إذ إن أساس الواقعة جريمتي التزوير واستعمال المحرر المزور ‪ .‬لما كان‬
‫ذلك ‪ ،‬وكان الحكم المطعون فيه قد دان الطاعن بجريمة االستيالء على خاتم الشركة التي يعمل بها وأورد‬
‫أن مادة العقاب ‪ 2/113‬على سبيل الخطأ وصحتها ‪ 113‬مكرر والتي تتحدث عن االستيالء الذى يقع من‬
‫رؤساء مجالس إدارة الشركات المساهمة والعاملين بها ‪ ،‬فضال عن أن الحكم جاء غامضا في شأن بيان‬
‫(‪)5‬‬
‫تابع األسباب في الطعن رقم ‪ 7995‬لسنة ‪ 87‬ق‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫استيالء الطاعن على الخاتم فتارة يقرر أنه استولى على الخاتم ثم يعود في بيان الواقعة وسرده للدليل يقرر‬
‫أنه غافل الموظف المختص ومهر الورقة بالخاتم ومأل بياناتها بما ال يفهم منه ما إذا كان الطاعن قد‬
‫استولى على الخاتم لنفسه أم حصل على بصمته على الورقة محل التزوير وهو ما حجب الحكم عن بحث‬
‫نية التملك لديه وأثرها من بعد في وصف التهمة وما إذا كانت استيالء مصحوبا بنية التملك أم غير‬
‫مصحوب بنية التملك ‪ ،‬ولما لها من أثر في تحديد العقوبة وفق نص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 113‬مكرر‬
‫وكذلك على منطقه الخاطئ بالفقرة األخيرة من المادة ‪ 113‬وكلتاهما جعلت عقوبة االستيالء إذا وقع غير‬
‫مصحوب بنية التملك الحبس أو الغرامة مما يعيبه بالقصور الذى يعجز هذه المحكمة عن أن تقول كلمتها‬
‫فيما أثاره الطاعن بوجه النعي من عدم استظهار الحكم لنية التملك وأن الواقعة جنحة استيالء غير مصحوب‬
‫بنية التملك ‪ .‬لما كان ذلك ‪ ،‬فإن الحكم يكون فوق قصوره معيبا بالخطأ في تطبيق القانون ‪ ،‬بما يوجب‬
‫نقضه واإلعادة دون حاجة إلى بحث باقي أوجه الطعن ‪.‬‬

‫فلهــذه األسبـــاب‬
‫حكمت المحكمة‪ :‬بقبول الطعن شكال وفى الموضوع بنقض الحكم المطعون فيه وإعادة القضية‬
‫إلى محكمة جنايات شبين الكوم لتحكم فيها من جديد دائرة أخرى ‪.‬‬
‫رئيــس الدائــــرة‬ ‫أميـــن الســـر‬

You might also like