Professional Documents
Culture Documents
اضاءات فكرية وعقائدية
اضاءات فكرية وعقائدية
اضاءات فكرية وعقائدية
فكرية وعقائدية
من وحي دعاء كميل
تاءاضإ
الليلة و اهلل العالم وما يهمنا هو �شرح الدعاء ولي�س التعليق
على الرواية فمهما كانت نقول باهلل الم�ستعان.
6
!
اللهم اين ا�س�ألك برحمتك التي و�سعت كل �شيء
يبد�أ الأمير Aبا�سم اهلل تعالى ،لأنه ال خير في عمل ال
يبد�أ فيه با�سم اهلل وال خير في عمل ال ينادئ فيه اهلل تعالى،
لأن الربوبية ال تليق �إال هلل وال تليق الألوهية �إال له عز وجل
فيبد�أ بكلمة ،اللهم �أي يا اهلل �أنا �أناديك وابتهل �إليك فا�سمع
ندائي و�أجب دعائي انا الداني ال�صغير ارفع يدي �إليك �أناديك
يا اهلل� ،أنا العبد الفاني الذي في محلى �أرفع �إليك ابتهالي
منادي ًا اياك بهذا الأ�سم المخت�ص بذاتك دون �سواك وال ينادي
تاءاضإ
به غيرك.
فالإله هو الذي ُي�أله �إليه بالعبادة �أو ُيحار في �ألوهيته بعدم
معرفه كنه ،معناه وحارت العقول بكنه معرفته.
والدعاء �أيها الأحبة يدل على داعيه فطريقة التو�سل عند
علي Aتختلف عن طريقتها عند غيره ومن خالل الإلتفات
�إلى �صياغة دعاء كميل ن�ست�شكف عدم �صحة ن�سبة بع�ض
الأدعية �إلى �أهل البيت Aكدعاء الندبة والتو�سل والعهد
والع�شرات والقدح والم�شلول والعديله واالذواد والفرج وغيرها
7 مما �صنعه و�ألفه بع�ض النا�س و ن�سبوه �إلى الأئمة.A
حتى �أنك عندما تقر�أ المناجاة ال�شعبانية و�إن كانت خاليه
من ال�شوائب لكنك تجد الفرق في عباراتها مع عبارات دعاء
كميل وتجد رقي ًا في المعاني في هذا الدعاء لي�س موجود ًا فيها
مما يدل على �أنه �أما مزاد عليها �أو لي�ست له Aوفي بع�ض
عباراتها عبارات �صوفيه كما في �آخرها وعلى كل حال.
فكل هذه الأدعية ال تدل على �أنها من �صياغة �إمام عظيم
كما انك تجد في نهج البالغة خطب �سندها �إلى علي مخدو�ش
فيه لكنك عندما تقراء هذه الخطب تقطع ب�إنها لعليA
لأن هذا الكالم الراقي في معانيه الموافق للقر�آن في مغازيه
ال ي�صدر �إال عن علي Aلذلك قلنا �أن الدعاء يدل على
داعيه والكالم يدل على �صاحبه وفي ما نحن فيه �إبتهال من
روائع الدعاء.
تاءاضإ
عار�ضة على الذات كما عند �صفات المخلوقين و�إن �صفاته
مطلقة ال حد لها بخالف �صفات المخلوقين المحدودة الزائله
وهذه ال�صفة هي الرحمة التي و�سعت كل �شيء فبرحمته خلق
وبرحمته رزق وبرحمته اعطى و�أفا�ض نعمه على الوجود كله
وبرحمته دبر �أمر الخلق و�سن له قوانينه ،يميت برحمته يعذب
برحمته يرزق برحمته يمنع برحمته وهكذا في كل �شيء.
اللهم اني اتو�سل اليك و�أ�س�ألك برحمتك التي ال تنبغي �إال
لك وقد �سبقت رحمتك ع�ضبك لأنها و�سعت و�شملت العا�صين 8
والمذنبين ف�أنت ترزقهم وهم يعبدون غيرك وتعطيهم
ويرجعون �إلى غيرك و�سعت رحمتك كل العوالم ،عالم المالئكة
والجن والحيوان فالمالئكة خلقوا برحمتك ،وعبدوك برحمتك
وعا�شوا برحمتك والجن على اختالف مذاهبهم �أنت ترزقهم
وتعطيهم هذه القدرات وتمنحهم برحمتك وهكذا الحيوان
والطير وعالم البحار وما حوى ،ك ٌل يحتاج �إلى رحمتك ف�ض ًال
عن الجمادات وا�ستمرار وجودها ،وال�شم�س تجري بقوتك
ورحمتك وكذا القمر والكواكب ،والإن�سان الذي كرمته ولو عبد
�سواك اعطيته ورعيته برحمتك فا�سبغت على كل الموجودات
الوان �أالالء ونعم حتى �أنك اح�صيت انفا�س الحيتان في قعور
البحار يا رب و�سعت رحمتك كل �شيء فب�ألطافك ا�ستقرت
الأر�ض وبرحمتك ا�ستمرت الحياة .رحمتك يا �إلهي و�سعت
الكون وما فيه وكل �شيء يحويه ادركناه �أو خفي عنا ولذلك في
بع�ض الأدعية ا�س�ألك برحمتك التي و�سعت كل �شيء فلت�سعن
رحمتك.
�أ�س�ألك يا �أهلل م�ستعطف ًا رحمتك وا�ستميل عطفك لتنظر
الي وت�سعنى هذه الرحمة� ،أيها الحبيب كما تقف �أمام جباري
تاءاضإ
تاءاضإ
وبقوانينه التي �سببها و�أجراها لكل عنا�صر الوجود.
فكل موجود خا�ضع في تكوينه هلل خ�ضوع ًا مطلق ًا ولذلك
ال يمكن �أن يخرج عن دائرة هذا الخ�ضوع �أو يعتقد ب�أن مع
اهلل مقدر وم�سبب �أو �شريك له ولذلك اعتبر القر�آن الكريم
�أعظم الذنوب ال�شرك باهلل عندما يعتقد الإن�سان �أن هناك
مهيمن على الكون �أو الرزق �أو الموت اوغير ذلك �أحد مع اهلل
�أو بدون اهلل �أو ب�إذن اهلل �إذا لم تكن ذلك معجزته الدالة على
نبوته ح�صر ًا كما ح�صل مع عي�سى Aالذي لم يكن دوره 10
�سوى وا�ضع ليده وداعي ًا على الميت واهلل المحيي ،و�صانع
لهيئة الطير واهلل جاعله طير ًا وهكذا فدروه دور � ّألي ولي�س دور
الخالق ولوفر�ضنا اقدره اهلل على ذلك فهي معجزته الداله
على نبوته ال ي�ستدل بها على غير مورد وحتى ال�سماوات والأر�ض
انقادت �إلى �أمر اهلل في قوانينها وخ�ضوعها لذا عبر اهلل تعالى
تعبي ًرا كنائي ًا في القر�آن ﭽﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﭼ((( فهما لي�ستا عاقلتين ليتوجه �إليهما الخطاب ،ولكن
كنائي عن الخ�ضوع واالنقياد المطلق هلل تعالى فيما هذا تعبي ٌر ٌ
قدره لهما ور�سمه من قوانين وهكذا في كل الموجودات فاهلل
تعالى خلق لها قوانين وقدرها لها ت�سير على ا�سا�سها قال
(((
تعالى :ﭽﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ
وقال تعالى:ﭽﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﭼ((( وقال تعالى:ﭽ ﯢ ﯣ ﯤ
ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﭼ(((وال ي�شرك في �أمره
�أحد ،ولذلك انكرنا ما ذهب �إليه بع�ض العلماء والذين �ساروا
في فلك العقل التجريدي الفل�سفي من جعل الوالية التكوينية
للأنبياء والأولياء وقال بع�ض االجالء منهم �أن لهم الت�صرف
في ذرات الكون ايجاد ًا واعدام ًا وهذا لي�س �سليما �إذ �أن �آيات
تاءاضإ
تاءاضإ
�سبحانه فيقر له بذالك فهو يلجاء �إلى اهلل مق ًرا ومعترفًا بقوة
اهلل وجبروته الذي يتفاد ويخ�ضع �إليه كل �شيء.
لها وال يعلم �أن اهلل لو �شاء لأم�سك ل�سانه في �ساعته ولأماته
�أو �أعاقه �أوخ�سف به الأر�ض كما خ�سف الأر�ض بقارون وماله.
�أيها العزيز ال بد �أن تتذلل هلل في كل �شيء تذلل الإن�سان
ال�صغير المن�سحق �أمام قدرته وعظمته وعزته عزوج ّل.
وكل عزه موجودة عندك فهي من اهلل �إن العزة هلل ولر�سول
وللم�ؤمنين .فكن ذلي ًال امام اهلل عز وجل وعزيز وحر ًا امام
النا�س الن اهلل تعالى لم ي�أذن لعبده الم�ؤمن ان يذل نف�سه ولو
13 �أ�سر وقهر ما ورد في الحديث.
تاءاضإ
ور�سوله كرار غير فرار ال يرجع حتى يفتح اهلل على يديه -لأنه
ال يرى غير جبروت اهلل ،فمن هو مرحب ومن هو عمر بن عبود
ومن هو �أبو جهل ومن هو عتبه و�شيبه والوليد ال �شيء �أمامه
عز وج ّل.
ال مرحب وال كل المراحب في الأر�ض ت�ساوي �شيئ ًا �أمام اهلل
عزوجل ،لأنه عا�ش مع العزيز و�صاحب ذي الجبروت الذي
عزته ال ي�ساويها �شي ًء وجبتروته ال يحده �شيء �إذ �أن �صفات
اهلل عين ذاته. 14
فكما �أن ذاته من جميع الأبعاد كاملة كذلك �صفاته من
جميع الأبعاد كاملة ال نق�ص فيها بين اهلل وعباده فعزتى
محدودة م�ستمدة من اهلل عار�ضة على ذاتي �أما عزه اهلل عين
ذاته.
وبعزتك التي ال يقوم لها �شيء
ف�أنت يا رب �صاحب العزة العظمى التي ال ينق�ص منها مهما
تجر�أ عليك المتجر�ؤن ومهما عاندك المعاندون لأنك الغني
المطلق الذي ال ت�ضره مع�صيه من ع�صاه وال تنفعه طاعه من
�أطاعه فالمطيع يعود بالنفع على نف�سه والعا�صي بجلب ال�شقاء
لذاته انت يا رب العزيز �صاحب القوة والعطاء وال�شدة والغلبه
والبرهان والرفعه واالمتناع والبيان الذي ال يغلبه �شيء ولي�س
كمثله في عزته �شيء ف�أنت يا رب تعطي العزه لعبادك ومن
اراد العزه والمنعه والهيبه عليه �سلوك طريقك الذي ر�سمته
عبر ر�سلك فال�شريف من �شرفته طاعتك والو�ضيع من و�ضعته
مع�صيتك ولذا ورد الحديث عن الح�سن� Aإذا �أردت عزا
تاءاضإ
تاءاضإ
كل �شيء �صغر �أم كبر ف�أنت العظيم الذي ال يحويه الفكر وال
يدركه الب�صر وال يعقله النظر من علوم الطبيعة �إلى الفيزياء
والكيمياء �إلى الفلك والف�ضاء �إلى الإن�سان والحيوان والجن
والمالئكة الخ --من هو ذا الذي يدرك عظمتك ،لو عددنا
كل مفردة من خلقك لما اح�صينا جميع جوانب الأعجاز في
خلقها فهذه البعو�ضه التي �ضربت مثلها في القر�آن فيها من
الأجهزة على �صغرها �أكثر من الفيل على كبره ولو نظرنا
�إلى خرطومها فقط لهالنا التعجب من عظيم قدرتك هذا 16
الخرطوم الدقيق مفتوح في داخله قادر على رقته وعدم متانته
�أن يدخل م�سام الجلد القا�صي ليمت�ص رزقه في الوقت الذي
جهزته بمختبر دم �إذا لم ينا�سبه يلفظه ف�سبحانك ما اعظمك
فكيف �إذا فكرنا بعالم النحل وعجائبه والنمل وغرائبه وما
�إلى ذلك من مخلوقاتك �سبحانك ما �أعظمك حارت بدقائق
خلقك �أرباب العقول.
�أنا يا رب �أدعوك بهذه العظمة التي تجلت في كل �شيء
وابتهل �إليك بها هي وغيرها من �أ�سمائك و�صفاتك و�سيلتي
بين يدي دعائي.
�أحد ًا �أمام عظمة اهلل وال عز ًة �أمام عز ِة اهلل وال جبروت ًا �أمام
جبروت اهلل وال قاهر ًا �أمام قهر اهلل وال رحم ًة �أمام رحمة اهلل
وال �سلطان ًا �أمام �سلطان اهلل عزوجل �إنني يا رب اتو�سل �إليك
بهذه العظمة وهذه ال�صفات التي ال يجاريها عظمه وال ي�ساويها
عظمه وال ي�أتي �إليها عظمه وال تقا�س بعظمه وال يوجد �شبيه لها
في �أي عظمه هذه العظمه التي تج ّبرت بها والتي تفر ّدت بها
جل �ش�أنك وعلت �صفاتك و�سلطانك ك�أن الأمير Aتجلى
17 عنده عظمة اهلل في �سلطانه في كل �شيء يجد تلك العظمة في
الطير و�صفاته و�أ�صواته و�ألحانه وفي الأ�شجار وروائع �ألوانها
وتنو ع ثمارها وفي البحار وتركيبها و�أحيائها وفي ال�صحارى
وحبات رمالها وتنوع مخلوقاتها وال�سماء ودخانها وفي الكواكب
وجمالها وم�صابيحها كيفما نظر يجد عظمة اهلل لذا لم يهب
ولم يخف باهلل �أحد ولذا وقف �أمام عمر بن عبد ود الذي يعد
ب�ألف فار�س وهو ال يعرف الحروب ولم يتعلم فن ا�ستعمال
ال�سالح وهو يتبختر وينادي تعالوا ادخلكم الى الجنة.
ور�سول اهلل يقول من لعمر ا�ضمن له على اهلل الجنة
والم�سلمون خائفون وعلي يقول �أنا له يا ر�سول اهلل مرة بعد
�أخر وبرز علي Aوقال فيه محمدDبرز الأيمان كله �إلى
ال�شرك كله.
متحدي ًا عمر ًا دون الم�سلمين وفيهم ما عنده خبره في
الحروب ولكن علي ًا Aال يرى غير عظمة اهلل و�سلطان اهلل
وجبروته لذا لم يخف غير اهلل ،وغيره كان يح�سب �ألف ح�ساب
للنا�س كما يح�سب الكثيرين في هذا الزمن في�سكوتون عن
الحق ويداهنون الباطل خوف ًا من الأقوياء و�أ�صحاب ال�سلطات
علي Aكان ال يرى غير اهلل لذلك قال ما ر�أيت والمال �أما ُ
تاءاضإ
�شيئ ًا �إال ور�أيت اهلل معه وقبله وبعده.
ولذا �أيها الحبيب �إذا ر�أيت الفرا�شة فكر في عظمة اهلل التي
تجلت في جمالها وخلقها و�إذا ل�سعتك الذبابة فكر في عظمة
اهلل في هذا الخرطوم الدقيق الطري المفتوح في و�سطه �أَ ّن
له �أن يخرق الجلد ال�سميك ليمت�ص منه الدم وهكذا �إذا ر�أيت
�شبيهها الفيل وغير ذلك من مخلوقات اهلل وهكذا �إذا �شعرت
بن�سمة الهواء فكر بعظمة اهلل عزوجل ،وفكر في غالف الأر�ض
الذي يحميها من �ضربات النيازك ولواله الهتزت الأر�ض كثي ًرا 18
وفكر في عينك التي تعك�س الوان كل �شيء فكر في كل مفا�صلك
والهدف من خلقها ولوالها لكنت تتحرك كالجماد لوح ًا قائم ًا.
�إذا �أردت �أن تعبد اهلل فكر في هذا الآله الذي تعبده في
�سلطانه وعظمه.
اتعبد �إله ًا ا�ستقال من تدبير الكون ووكل به غيره حتى لو
كان هذا الغير ا�شرف خلق اهلل .كما هم القائلون بالتفوي�ض
اتعبد ا�صنام ًا ال تملك حوال وال قوةً ،اتعبد كواكب ونار وغير
ذلك� ،أي ان�سان هذا الذي ال يحترم عقله وان�سانيته ليتم�سك
بمخلوق �ضعيف وجزء لي�س منظور ًا في �سلطان اهلل عزوجل.
ام تعبد اله ًا لي�س محتاج ًا �إلى �شيء ال في �سلطانه وال قوته
وال عظمته وال رحمته وال في كل �صفاته ومنه كل �شيء ويدبر
كل �شيء �أم تعبد� ،آلهة ال تنفع وال ت�ضر حتى لو كانوا انبياء
كما فعلت الن�صارى بعي�سى Aوامه الطاهره فلج�ؤ �إليها
بالعطاء والإغاثة وق�ضاء الحاجة �أو كما فعل اليهود بعزيرٍ �أو
كما يفعل بع�ض ال�شيعة بالنبي والأئمة� Aأو ال�سنة بم�شايخ
الطريقة ال�صوفية �أتلج�أون �إلى المخلوق ما لكم كيف تحكمون
�سبحانه وتعالى عما ي�شركون �أوت�شتبهون في الطلب منهم ،بل
تاءاضإ
�أن عليكم ت�س�ألوا اهلل تعالى بهم وتطلبوا منه بجاوهم عند
اهلل لأن كل ه�ؤالء بحاجة �إلى اهلل ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ فاطر ١٥ :ولو �أن �شربة الماء وقفت في
الحلقوم واجتمع �أهل الأر�ض لتنزل �إلى المعدة واهلل ال يريد
لما ا�ستطاعوا.
ولو �أن اهل الأر�ض اجتمعوا على منع رزق ي�صل �إليك واهلل
يريده لك لما قدروا على ذلك.
19 ولو �أن ن�صف ال�شهيق والزفير قدرة لك واجتمع كل �أطباء
العالم ليزيدوا لك ن�صف �شهيق لما ا�ستطاعوا لأن اهلل يقدره
لك لذلك فكر في �أي عظيم تعبد وفي �أي �سلطان تعي�ش� ،أيها
العزيز �أعظم خلق اهلل محمدDيقول عنه القر�آن «قل» ي�أمره
اهلل تعالى �أن يقول الحقيقة ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ
(((
ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ.
كلمات عربية وا�ضحة بينه ال تحتاج �إلى �شارح وال �إلى ا�ستاذ
في اللغة العربية وال �إلى كثير فل�سفة لكننا �أيها الأحبة ال نتدبر
القر�آن بل نقر�أه لنختمه ثم نحمل افكار الغلو في عقولنا من
حيث ال ن�شعر.
فنن�سب �إليهم �أنهم يعلمون الغيب وهم اليعلمون �إال ما
علمهم اهلل فقط مما تحتاجه ر�سالته ونطلب منهم ق�ضاء
الحوائج بدل �أن نطلب من اهلل بهم وبكرامتهم الننا رفعناهم
�إلى درجة تقترب من درجة اهلل كما يقول �إمامنا الباقرA
فمن ال يملك النفع وال�ضر كيف يعطيه �أيها العزيز اهلل وحده
يملك كل ذلك لأن النفع وال�ضر من عند اهلل عزوجل وي�أتيك
تاءاضإ
في داعا الفرج كاتب يقول فيه :يا محمد يا علي اكفيناني
فانكما كافيان وانظرني ف�أنكما نا�صران.
واهلل يقو لهم وهم يقر ّون Aلأنهم ال يملكون الكفاية
من ال�ضر والنفع والنب�ض �إال من اهلل وحده قال تعالى ﭽ ﮄ
ﮅ ﮆ ﮇﭼ الزمر -٣٦ :ويقول �سحانه ﭽﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ
ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭼ (((.
فال نا�صر وال كف ٍا لكم من دون اهلل ،فتدبر ما ت�سمعه من
بع�ض الخطباء من روايات و�أحاديث �أ�صولها من المغالين دون 20
�أن يتفكروا بها ودون �أن يعر�ضوها على القر�آن فدين اهلل في
قر�آنه وفي هذه الكلمات التوحيدية الإيمانية التي يبتهل بها
الأمير.A
الحظ لم ي�س�أل اهلل تعالى بنبيه على عظمه محمدD
ل�سنا م�ؤهلين �أم منه مبا�شرة مالكم �أال تتدبرون القر�آن �أم
على قلوب اقفالها لقد ع ّلم الأمير Aولده كيف يخاطب
اهلل وكيف يطلب من اهلل وحده ورد في نهج البالغة و�أعلم يا
بني �إن الذي بيده خزائن ملكوت ال�سموات والأر�ض قد �أذن
لك في دعائه ولم يلج�أك �إلى �أحد ولم يجعل بينك وبينه من
ي�شفع لك �إليه.
وملكوت ال�سموات والأر�ض كل �سلطانه جل وعال والخلق
21 والرزق والماء والهواء وكل �شيء.
�أيها العزيز تكلم مع اهلل بلغتك لكن كن م�ؤدب ًا في خطابك
معه بث كل �شكواك هلل خاطب اهلل بما ت�شاء وقدم �أمام دعائك
ال�صالة على محمد و�آل محمد و�إعلم �أن المجيب هو اهلل
�سبحانه لأن ال�صالة على النبي مقبولة دائم ًا فت�س ّرع �إجابة
تاءاضإ
كل الأمكنة والأزمنة حيثما وليتم واتجتهم فاهلل تعالى موجود
وهكذا كل الماديات تفنى ويبقى ذات اهلل تعالى }كل من
عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجالل والإكرام{.
فاهلل تعالى �أيها الأحبة لي�س كمثله �شيء ولذلك ي�ؤول الوجه
بالذات واليد بالقدرة وما �إلى ذلك ..لأن المت�شابه في القر�آن
يرجع �إلى المحكم وهو قوله تعالى لي�س كمثله �شيء وهنا مرة
�أخرى يبتهل الأمير� Aسائ ًال اهلل تعالى بذاته م�ست�شف ًعا
بوجهه الباقي لأنه تعالى قاه ُر كل �شيء ومالك كل �شيء ومن 22
يملك ملك ًا حقيق ًا طلق ًا لكل الموجودات فهو بيده الت�صرف
فيها كيفما �شاء وفي نهاية الوجود وفنائه ال يبقى �إال اهلل تعالى
قال من بقي عليها يا ملك الموت قال بقي �أنا وجبرائيل A
فامات جبرائل وقال من بقي عليها قال �أنا يا رب قال مت
((( البقرة ،الآية. ١١٥ :
((( الق�ص�ص ،الآية.٨٨ :
يا ملك الموت ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ ف�أ�س�ألك يا
رب بهذه الذات المقد�سه التي ال يمكن لأحد �أن يدرك كنهها
ومعناها وال ي�ستوعب �شي ًئا من حدود عظمتها جعلت يا رب
ذاتك و�سيله بين يدي دعائي ذاتك التي ال تفنى.
وابتهل اليك يا رب ب�إ�سمائك التي ت�شير �إلى ذاتك والتي
ملأت الوجود بها فكل رزق من الرازق وكل حياة من المحيي
وكل عزه من العزيز وكل ميت من المميت وكل علم من العليم
وكل حكمه من الحكيم وهكذا باقي ال�صفات والأ�سماء التي
هي عين الذات الإلهية ولي�ست عار�ضه عليها و�إال لتعددت واهلل
تعالى واحد ال اثنينيه فيه و�صفاته وا�سما�ؤه مطلقة ك�إطالق
ذاته ال حدود لها بخالف �صفات الإن�سان محدودة وعار�ضه
تاءاضإ
على ذاته لم يكن عالم ًا وتعلم وهكذا �أما �إذا قلت اهلل تعالى
ف�أ�سمه �شامل لكل الأ�سماء ،اهلل الرازق اهلل الخالق اهلل
المحيي اهلل المميت وهكذا ولأ�سماء اهلل تعالى �إيها الأحبة
موائز عديدة فاهلل مثال ا�سم للذات اخت�صت بها وال تطلق على
غيرها.
وت�ستعمل في ال�شهادتين حيث ُيع َرف الإ�سالم بهما وينا�شد
بهذا الأ�سم في الدعاء «اللهم» ولو ا�سقط منه حرف ًا دل
23 عليه هلل � -أو حرفين دل على ملكه -له -ما في ال�سماوات
والأر�ض � -أو ثالثة ا�شار �إليه -هو }اهلل ال �إله �إال هو{وهو
�أي اهلل ا�شهر الأ�سماء واعالها مح ًال في القر�آن والدعاء
وانه جامع فيه جميع الأ�سماء وال�صفات وان معناه من �أَ ِل َه �أي
حارت العقول في كنه معرفته �إلى غيرها من خ�صائ�ص هذا
الأ�سم الذي ال ي�سع المقام للإ�شارة �إليه فيارب �أ�س�ألك بهذا
الأ�سم الأعظم الذي ملأ الوجود بكل تفا�صيله و�أ�س�ألك بكل
الأ�سماء التي حواها هذا الأ�سم بالرحمان الرحيم الذي بهما
تفي�ض على الوجود وترحم عبادك فترزقهم و�أن عبدوا �سواك
وترحم الم�ؤمنين دون �سواهم في �أخراهم وتوفقهم لطاعتك
في دنياهم.
�أ�س�ألك -بالملك :الأمر الناهي لأنه جامع ل�سائر
المملوكات.
بالقدو�س :الطاهر من العيوب المنزه عن الأ�ضداد والأنداد.
بال�سالم �أي �سلم في ذاته �سالم من كل عيب �أو نق�ص -
بالم�ؤمن �أي الم�صدق بالإيمان لعبادة فيفي وعده لهم وال
يخيب �أمالهم -بالمهيمن � -أي بيدك كل الخلق و�أعمالهم
و�أرزاقهم و�آجالهم ومهيمنا عليهم و�شاهد على ما يعملون.
تاءاضإ
بالعزيز -القاهر :المنيع فال يعادله �شيء وال مثيل له �أو
نظير.
بالجبار � -أوالقهار �أو المتكبر المت�سلط على كل �شيء وفوق
كل �شيء.
�أ�س�ألك يا متكبر -ذو الكبيريا -اي ما يرى من كل �أنواع
الملك حقير ًا �أمام عظمته.
بالخالق -المخترع للخلق من غير مثال -بالبارئ �أي خالق
البرايا �أي خالق الخلق. 24
بالم�صور :الذي ان�شاء �صور الموجودات المختلفة.
بالغفار � -أي ال�ستار للعيوب الغفار لذنوب عباده مهما
عظمت.
بالقهار � :أي قاهر العباد الجبابرة بالموت.
بالوهاب :الذي يجود بالعطايا من غير فناء -بالرازق
خالق الأرزاق ومو�صلها �إلى خلقك.
بالفتاح �-أي الحاكم �إذا فتح بين متخا�صمين �أي ق�ضى
بينهما.
بالعليم -العالم بالظاهر والباطن بال�سرائر والخفايا
وتفا�صيل معلومات �أنواع الخلق والوجود ب�أ�سره ما خفى وما
ظهر.
بالقاب�ض والبا�سط � -أي يب�سط الرزق ويو�سع على من ي�شاء
�أو يقب�ض طبق ًا لحكمته.
بالحافظ -الذي ي�ضع ويخف�ض �أهل الكفر والعناد.
الرافع -الذي يرفع �أهل طاعته ودينه وي�سعدهم.
بالمعز -الذي ي�ؤتى العزة والملك لمن ي�شاء -بالمذل
الذي ينزعها عمن ي�شاء.
تاءاضإ
تاءاضإ
بالودود -ير�ضى عن عباده ويتودد �إليهم -بالمجيد الماجد
� -أي الوا�سع الكرم وال�سخاء .
بالباعث :باعثهم يوم القيامة للح�ساب -بالحق -المتحقق
الذي ال باطل عنده.
بالوكيل -الكافي لجميع الأمور -بالقوي -القادر على كل
�شيء -بالمتين -ال�شديد القوة.
بالولي � -أي نا�صر عباده وال نا�صر غيره متولي �أمورهم �أي
قائم بها لإ�صالح �ش�أنهم. 26
بالمولى � -أي ال�سيد والقائم ب�ش�ؤن الخلق -بالحميد
الم�ستحق للحمد والثناء على �إبداع مخلوقاته.
بالمح�صي -الذي �أح�صي كل �شيء بالعدد وال�صفات
والآبعاد وكل التفا�صيل.
بالمبدء المعيد -الذي بدء الخلق ثم يعودون �إليه.
بالمحي المميت -بالحي الذي ال ي�سبقه العدم وال يلحق به
العدم -بالقيوم القائم الدائم بال زوال -بالواحد� :أي الغني
عن العدد والغني في كل �شيء.
بالواحد الأحد -داالن على الوحدانيه في الذات وال�صفات
-والواحد بال اثنينه ال يجوز دخوله في الأعداد والإحد الذي
ال ثاني له .بال�صمد -ال�سيد الذي ُي�صمد �إليه �أي يق�صد.
بالقدير مبالغه للقادر � -أي الموجد للأ�شياء اختيا ًر من
غير عجز.
بالمقدم الم�ؤخر :مرتب الأمور في مراتبها في التكوين
والت�صوير والأزمنه والأمكنة على ما تقت�ضيه الحكمة.
بالأول والآخر -الذي ال �شيء قبله وال بعده -بالظاهر
تاءاضإ
تاءاضإ
ال�صانع.
بال�سبوح :منزه عن كل �سوء ونق�ص :بال�صادق الطاهر.
�إلى غيرها من الأ�سماء وال�صفات التي ت�شير �إلى الأفعال
ال�صادرة من الذات المقد�سة � -أنا يا رب �أ�س�ألك بكل �أ�سم من
هذه الأ�سماء وكل �صفة من هذه ال�صفات التي ملأت �أرجاء
الكون �أن ترحمنى وتنظر �إلي فهذا تو�سلي �إليك ب�أ�سمائك التي
امرتنا �أن ندعوك بها فقلت �سبحانك :ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ
ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﭼ�آية 110اال�سراء. 28
بالمنتقم -المعاقب للم�ستحق -بالهادي الذي هدى
الخلق.
بالر�ؤوف �صاحب العطف والرحمه والر�أفه �أبلغ من الرحمه
و�أرق.
بمالك الملك بيده ملكوت كل �شيء -ذو الجالل والإكرام
� -أي ذو العظمه والغنى ذو الطول المتف�ضل بترك عقاب
الم�ستحق .
بالنور -البديع الذي ابتدع الأ�شياء من العدم -الباقي
واجب الوجود � -أ�س�ألك يا وارث -الباقي بعد فناء الأ�شياء
الر�شيد -ار�شد الخلق لقوانينهم -بال�صبور -الذي ال يعجله
�شيء -بالرب -المدبر المربي بالحوار كثير الأمان والأنعام -
بالنا�صر �صاحب المعونه -بالعالم مبالغة في العلم بالمحيط
-ال�شامل علمه لكل �شيء واحاط بكل �شيء ولم يحط به �شيء.
بالفاطر �أي المبتدع للخلق من �شق العدم بال مثال و�صور
م�سبقه بالكافي الذي كفى عباده جميع المهمام -بالأعلى
الغالب على كل �شيء -بالأكرم -الكريم بالحفي -اللطيف
تاءاضإ
علم اهلل تعالى الذي �أحاط بكل �شيء ال ي�ستطيع �أحد �أن
يف�سر معنى الأحاطه �إال اهلل عز وجل ال يمكن لمخلوق �أن
يدرك كنه معناها وال عظيم محتواها لأن ما دون اهلل مهما
عال �ش�أنه محدود ال�صفات متنقل في الحاالت فكيف يدرك
تاءاضإ
المحدود �سعه الالمحدود ف�إذا كان عندك ابريق ي�سع ليتر ًا
من الماء هل ت�ستطيع �أن ت�ضع فيه ليترين ال يمكن ذلك لأن
المحل غير قابل وهكذا المحدود في عقله ووعيه و�صفاته ال
يدرك الالمحدود في �سعته و�شموله لما يحيط به من دقائق
الأمور.
والعلم هنا يتنا�سب مع الإحاطة فكل مفردات العلم محاط
علمه بها �سبحانه �سواء مفردات العلم في درجاته التي يطلق
عليها كالظن واليقين والعلم والمعرفة �أو في �شكله و�أبعاده �أو
في تعداده واح�صائه �أو في تنوعه ومفرداته �أو في ما ال تدركه 30
عقولنا من مخفياته.
والعلم �أيها الأحبه ينق�سم الى علم لدنّى ذاتي وعلم مح�صل
والعلم الذاتي كعلم الإن�سان بوجوده وانه حي فال يمكن لأحد
�أن ي�شكك في �أنك موجود والعلم المح�صل �أو المكت�سب هو
الذي يح�صل عليه بالتعلم .
�أما اهلل تعالى -فكل علمه لدني قائم بذاته ال كعلم الإن�سان
المحدود �سواء كان ح�ضوري �أو ح�صولي.
فكل هذا الوجود في كل تفا�صيله وكذا ما وراء الوجود
الالمتناهي الأطراف مما يكت�شفه علم الف�ضاء وعلم الطب
بكل اخت�صا�صاته وكذا علم الإجتماع والنف�س والفل�سفة
والبالغه والبيان واللغة وغيرها من العلوم في كل تفا�صيلها
ومفرداتها وتتطوراتها حا�ضره عند اهلل عز وجل وكل ما يعلمه
الإن�سان �شيء قليل من العلم قال تعالى ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ
ﯻ ﯼﭼ فكيف بما ينزل من ال�سماء وما يعرج �إليها من
مالئكة ،و�أعمال العباد وذرات الهواء وما ال نعلمه وما يلج في
الأر�ض وما يخرج منها من كل النباتات وغيرها .
تاءاضإ
يا بني �أنها ان تكن مثقال ذرة فتكن في �صخرة �أو في ال�سماء
او في الأر�ض باقي بها اهلل.
وما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الأر�ض وال في ال�سماء
مهما غ�صنا في معناها علم اهلل ال ن�ستطيع �أن ندرك محتواه
يقو ل الأمير Aيا رب �أنا �أ�س�ألك بهذا العلم الذي �أحاط
بكل �شيء والذي �أحاط بي وب�أعمالي و�أفعالي و�أقوالي وما
احتاج �إليه في وجودي وما �إلى ذلك �أ�س�ألك به وابتهل �إليك به.
31
(وبنور وجهك الذي �أ�ضاء له كل �شيء يانور يا قدو�س)
بعد �أن �س�ألتك يا رب بكل هذه ال�صفات الجليلة الكماليه
العظيمة �أ�س�ألك بهذا النور الذي اف�ضته على الوجود من نورك
«اهلل نور ال�سماوات والأر�ض».
ووجهه اهلل ايها الأحبه لي�س وجه ًا محدد ًا لأن اهلل تعالى
لي�س كمثله �شيء وهذه الآية حاكمه على كل ما ت�شابه من
الآيات التي تتحمل �أكثر من معنى لذلك ذهب البع�ض الى
القول بالتج�سيم فيها كقوله تعالى ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭼ ﭽ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭼ(((فهذه تعابير كنائيتة عن قدرة
اهلل و�سلطانه وعن �أن اهلل موجود في رحمته �أينما كان ﭽ ﮘ
ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﭼ.(((.
ولذلك نرجع الآيات المت�شابه الى المحكمه وهي قوله تعالى
(لي�س كمثله �شيء) فوجه اهلل جهته وكل الوجود يتجلى فيه
وجه اهلل الذي هو كنايه عن �سلطانه ونوره �سبحانه ف�أن وليت
وجهك للم�شرق �أو المغرب فلله الم�شرق والمغرب و�إذا نظرت
الى ال�سماء �أو الأر�ض �أو الجنوب �أو ال�شمال فلله ملك ال�سموات
والأر�ض فكل الأبعاد والجهات هلل عز وجل المرئية وغير
تاءاضإ
المرئية المعروفة وغير المعروفة اهلل تعالى الذي ُيق�صد في
كل مكان وزمان �أ�س�ألك بنورك الذي اخرجت منه الوجود لأن
الظلمه عدم والعدم �سلبي والنور او الوجود نعمه ولذلك بع�ض
العلماء ي�ست�شكل على عبارة وردت في المناجات الخم�سة ع�شر
وال بد من ت�أويلها وهي:
�أل�شقاء ولدتني �أمي فليتها لم تلدني ولم تريني ...لأن
الوجود نعمه والعدم ظلمه فكيف يتمنى العدم ولكن هذا يرد
ب�إنه �إذا كانت حياة الإن�سان تمرد على اهلل ومع�صيه هلل فعدمه 32
خير من وجوده ال�أن م�صيره �إلى النار ولذلك كانت العبارة
التي تليها فليتني علمت �أمن �أهل ال�سعادة جعلني وبقربك
وجوارك خ�ص�صتني...
المهم �أن الوجود نعمه ا�ضيء بنور اهلل عز وجل و�أي�ض ًا
((( الفتح ،الآية.١٠:
((( البقرة ،الآية.١١٥ :
الهداية هي نور يهد اهلل لنوره من ي�شاء �إذا �شاء طبعا العبد
الهداية لأن اراده اهلل لنور الهداية مربوط باختيار الإن�سان
ولهذا يعذب على اختياره �أو يثاب.
ولذلك على الإن�سان �أن ي�سلك طريق العلم الذي يهدي الى
النور نور الحق ونور المعرفة والهداية ال ان يعي�ش النا�س الظلمه
والظلم فيذبح �أخيه الإن�سان با�سم اهلل ويقتل با�سم الم�سيح
وال�صليب وبا�سم التوراة والالهوت وبا�سم ال�شم�س والقمر
وبا�سم الجاهليه العمياء كما ح�صل في التاريخ وما يح�صل
اليوم حيث يكفر �أهل الإ�سالم والمفرو�ض �أنهم �أهل النور
والهداية -بع�ضهم وويلعن بع�ضهم بع�ض ًا ويفرق اكثر دعاتهم
وعلمائهم بينهم وي�ضللون �أهل الفرق من غيرهم ويفعلون كل
تاءاضإ
ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ
ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ
ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭼ (((.
فبنور الإيمان والحق �أ�س�ألك يا رب وبنور الهداية وال�صالح
وبنورك اللذي تجلى لل�سموات والأر�ض وبنورك الذي تجلى
للجبل فجعلته دكا وخ ّر مو�سى ومن معه �صعق ًا.
�أ�س�ألك بهذا النور الذي لو تجلى جزء منه �أكبر مما تجلى
للجبل الفنى الأر�ض ومن عليها ف�أنا ال ا�ستطيع �أن اعي�ش بدون
نورك وال �أدرك عظمة نورك .وحدوده �أ�س�ألك بهذا النور �إجعل
النور يا رب في عقلي لينفتح عقلي على كل الوجود فال يرى
تاءاضإ
غيرك واجعل النور في قلبي لينب�ض قلبي بانوار هدايتك واجعل
النور في حياتي لتكون حياتي كلها خا�ضعة لك منقادة اليك
م�سخرة بين يديك عاملة لك الل�سواك متحركه في طاعتك ال
في طاعة غيرك م�أتمره ب�أوامرك ال ب�أوامر غيرك.
منتهيه عن كل نهي نهيت عنه عبادك �أ�سالك واتو�سل �إليك
وابتهل �إليك بهذا النور الذي هديت كل مخلوق �إليه ب�إرادتك،
�أيها العزيز كل ما حاولت �أن ا�شرحه من هذه الكلمات الرائعة
�شيء قليل لما و�صل �إليه فهمي القا�صر فكيف بعلي A 34
وعلمه وكيف بما ال ندركه كلنا نحن الب�شر بما فينا علي A
من عظمة نور اهلل و�صفاته عز وجل فعلي Aيعلمنا كيف
نخ�ضع هلل وكيف ندعو ونبتهل �إلى اهلل نتم�سك باهلل وكيف ننقاد
�إلى اهلل ،ال كما يعلم النا�س بع�ضهم فيبتهلون �إلى عظمائهم
((( النور ،الآية.٣٥ :
((( البقرة ،الآية٢٥٧ :
فالن�صارى تبتهل �إلى عي�سى ومريم واليهود �إلى عزير وهيكل
�سليمان وحائط المبكي والبوذيه �إلى بوذا.
والهنود وال�سيخ �إلى ما يعبدون وكما اتخذ قوم نوح بعده
�أ�صنام ًا �صنعوها ليخل ّدوا ذكرى خم�سة من العباد ال�صالحين
فحولوهم مع مرور الزمن �إلى �آله ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ
ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﭼ(((.
ونبتهل كما ابتهل القدماء �إلى �آلهه اخترعوها �إلهة الخير
وال�شر والماء والهواء والنار و�آلهه النيل في م�صر وكما عبد
الم�صريون الفراعنه -وكما يحاول بع�ض �أهل ديننا �أن نبتهل
�إلى عظمائنا وان�سبائنا وائمتنا وعلمائنا وال�صحابة بحجة اننا
ل�سنا م�ؤهلين للإبتهال مبا�شرة �إلى اهلل.
تاءاضإ
�أمير الم�ؤمنين يقول لنا �أن نبتهل �إلى اهلل فقط وابتهل
ب�صفات العظمة والجالل و�أق ُدمها �أمام دعائي .و�أتو�سل �إلى
اهلل باوليائه كما علمونا في غير دعاء كميل.
فال تن�سوا اهلل وال االبتهال �إليه كما يفعل بع�ض المغالين
فيما ي�سلمون على علي Aبقولهم ال�سالم عليك يا عله
وجودنا ال�سالم عليك يا رازقنا الخ ..اذ ان هذا �شرك ب ّين
وزاد بع�ضهم اليوم للزهراء المع�صومة Aفي�سلمون
35 عليها بعله الأكوان ومعلمه الأئمه والحجة عليهم وما �إلى
ذلك من عقائد فا�سدة مبتدعة ولكن علي ًا Aيعلمنا كيف
يبتهل �أنا يا رب �أ�سالك بنورك الذي كيفما التفت ر�أيته في
كل مفردات حياتي وفي كل الوجود قد �أ�شرق نورك يا رب في
نف�سي وعقلي وقلبي وفي كل حياتي وبنورك الذي كانت هدايتي
تاءاضإ
في العقيدة اياك نعبد وال نعبد �سواك وانزه في �صفاته فال
اجعل معه �شريك ًا في الرزق والخلق والأحياء وما الى ذلك
وانزه في طاعته فال ا�ستعين بغيره في هذه ال�صفات ﭽ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ
ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ(((.
و�إذا نزهت اهلل تعالى في ذاته ال بد �أن تنزهه في �صفاته
فال تجعل معه �أحد فيها ال باذنه كما يبرر البع�ض هروب ًا
من ال�شرك وال ا�ستقال ًال لأن ذلك كفر و�شرك باهلل وخالف 36
التقدي�س.
ومع الأ�سف نجد في بع�ض الأدعية الرجية المخترعه دعاء
الأذواد فقره وا�ضحه في ال�شرك حيث يقول عن الأئمةA
ال فرق بينك وبينهم �إال �أنهم عبادك -فمن ينزه اهلل كيف
تاءاضإ
المعطى ال معطى معك وهكذا في كل �شيء ال �أحد معك
و�ألتفت رعاك اهلل �إلى الألفاظ التي ربما فيها �شائبه �شرك
كما في قول البع�ض (توكلت على اهلل وعليك) �أو قول البع�ض
حالف ًا بحياتك و�أنت ميت والحياة هلل عزوجل وهذا ما رف�ضه
الإمام الباقر Aحيث ف�سر قوله تعالى }وما ي�ؤمن �أكثرهم
باهلل �إال وهم م�شركون{ بهذه الكلمات وجعلها من م�صاديق
الآية فتدبر .
38
فالقدرو�س مبالغة يف تنزيه اهلل عزوجل
(يا �أول الأولني ويا �آخر الآخرين)
لي�س معنى ذلك �أنه �أول بلحاظ الزمن لأن الزمن محدود
والزمن مخلوق واهلل تعالى فوق الزمان والمكان فال يقرن
بزمان وال يحد بمكان فلذلك ال يقال متى بدء اهلل ومتى ينتهي
لأن اهلل ازلي لم يعر�ض عليه العدم ابد ًا وال يعر�ض عليه العدم
كذلك ولذلك من �صفاته الحي �أي الذي لي�س فيه �أي عدم،
فالبداية والنهاية مخلوق وهو خالقها عز وجل.
فعندما تقول يا �أول يا �آخر لي�س بلحاظ وجوده عزوجل بل
بلحاظ المخلوقات اي هو �أولها حيث ابتدائها ال �أنه خُ لق قبلها
في�صبح مخلوق ًا ال خالق ًا.
فالتعبير ب�أول و�آخر بلحاظ المخلوقات ال بلحاظه ،يا �أول
الأولين فال �أول كان قبلك ويا �أخر الآخرين فال �آخر يكون
بعدك فوجودك مطلق ال بداية وال نهايه له .حيث تفنى كل
المخلوقات ويبقى وجه ربك ذو الجالل والإكرام� ،أناديك
واناجيك بهذه المدحه اتي اخت�ص�صت بها.
وبعد كل هذه ال�صفات التي ناديتك بها وقدمتها امام
تاءاضإ
تاءاضإ
لحظة من حياته كانت قر�آنا يتحرك وثاني ًا هو ربيب ر�سول
اهللDوتلميذه فال بد �أن ي�أخذ �صفات ا�ستاذه من الطهر
والنقاء واال�ستقامه والع�صمة وهو خليفته الذي يحمل ر�سالته
فالعقل يحكم بع�صمته لئال يبلغ عن اهلل خط�أ فينتق�ض غر�ض
المولى عزوجل والخليفه قدوة للنا�س ف�إذا كان تاريخه فيه
ذنوب ال ي�صح �أن يكون قدوه فالقول بع�صمته �ضرورة .ثالث ًا:
تظاهرت الآيات في ايه التطهير الى المباهلة التي جعلته نف�س
ر�سول اهلل Dالى مدحه وفي �سوره الدهر �إلى �آية الت�صدق 40
بالخاتم و�آية ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ الذي باع نف�سه هلل عزوجل حيث
نزلت عندما بات على فرا�ش ر�سول اهلل Dيوم الهجرة �إلى
الكثير من الآيات والروايات التي دلت على ع�صمته وطهارته
وعلو اخالقه وارتفاع منزلته و�سمو نف�سه مما لي�س محله هنا
�إلى غيرها من الأدلة على ع�صمته ،ف�إذا ما معنى �أن يطلب
من اهلل عزوجل ان يغفر له هذه الذنوب ولماذا يدعو بل�سان
العا�صي هل ينزل نف�سه منزلة الإن�سان العا�صي �أم �أنه يريد �أن
يعلم النا�س الإبتهال ربما يكون �أحد اهداف الدعاء هو تعليم
النا�س لكن الأول هو المتوجه �إذ يرون انف�سهم �أمام عظمة
اهلل وجبرروته و�سلطانه ونعمه ال �شيء فينزلون �أنف�سهم منزلة
المذنبين و�إن كانوا ال يذنبون كا لو ر�أيت عالم ًا كبير ًا ويقول
عن نف�سه ب�أنه جاهل توا�ضع ًا هلل عزوجل.
فهذا ر�سول اهللDالذي يدخل به النا�س الى الجنة
وبالكفر به �إلى النار كان يقوم اكثر ليله حتى تورمت قدماه
ال ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ وتدخل اهلل تعالى ليخفف عنه قائ ً
تاءاضإ
(((
ﭺﭻﭼﭼ .
وهو من ب�شفاعته يدخل النا�س الجنة ،عندما �س�أل عن
�أجهاد نف�سه بالطاعة قال �أفال �أكون عبد ًا �شكور ًا..
ف�إذا و�صل العبد �إلى هذه الرتبة ليكون �شاكر ًا هلل مع �ضمانه
للجنة ويدخل به النا�س الجنة من خالل الإيمان بر�سالته ال
بد �أن ي�شكر والأئمة Aي�شعرون بالتق�صير لعلمهم بعظم
الم�س�ؤلية مع كونهم لم يق�صروا في ذلك فكل هذا توا�ضع ًا هلل
41 عزوجل .واعتراف ًا بت�سافل درجة النف�س �أمام عظمة الرب.
فما قاله اهلل تعالى عن ر�سوله ﭽ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ
ﭞ ﭟ ﭼ (((لي�س المق�صود هنا �أن محمد ًا Dع�صى و�أذنب
حا�شاه ولكن ما اعتبره �أهل مكة من ذنب لأنه فرق �شملهم
و�شتت جمعهم فلي�س المق�صود دائم ًا من لفط الذنب المعنى
((( طه ،الآيتان ٢ - ١
((( الفتح ،الآية .٢:
الحقيقي الذي ي�ستحق عليه �صاحبه العقاب فربما يكون من
هذا القبيل واهلل العالم وعندما تحدث اهلل تعالى عن مع�صية
�آدم ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ((( .
لم تكن مع�صيته ذنب ًا مولوي ًا ي�ستحق عليه العقاب بل �آمر ًا
ار�شاد ًيا كان ينبغي �أن يلتزم به فارتكب خالف ما هو �أولى له .
فعندما يرتكب الأنبياء �أو الأولياء خالف الأولى �أي الأمر
الإر�شادي الم�ستحب يت�سحقوا من اهلل تعلى العتاب وربما
ال�شده في المالمه فنحن نرى كيف تحدث اهلل تعالى مع نوح
.Aحيث قال:ﭽ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ
ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ
ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ
تاءاضإ
(((
تاءاضإ
الى عهد اهلل كان اهلل ينزل عليهم العذاب المبا�شر لعنادهم
وا�ستكبارهم.
كطوفان نوح و�أهالك عاد وثمود وغرق فرعون وجنوده وما
�إلى ذلك فنق�ض عهد اهلل وهو التوحيد والإيمان يوجب النقمة
ومن هذه الذنوب التي توجب �سرعة نقمة اهلل ا�شاعه الفاح�شة
كا�شاعة الكذب والغ�ش في الميزان وهتك عر�ض المح�صنات
ب�أتهامهم بالزنا.
وهذا ما نعي�شه في يومياتنا كيف نتهم مح�صنة هنا بالزنا 44
لمجرد ال�شبهة �إذا �شوهدا يتحدثان وما الى ذلك حتى و�صلنا
�إلى حالة غريبه ف�إذا قتل الزوج زوجته يتهم �أهل القاتل
المقتولة بالزنا ليبر�ؤا القاتل من دون حجة.
وهكذا الأزواج الذين يتهمون زوجاتهم لمجرد ال�شك
تاءاضإ
من ذلك كله من يفعل هذه المنكرات ويعتقد �أنها تمحى عنه
لمجرد �أنه من الفرقه الناجيه كما تعتقد المذاهب ال�سنية
والفرق كافه او يعتقد �أنه يوالي علي ًا Aكما يعتقد بع�ض
ال�شيعة الذين ي�أخذون برواية حب علي ح�سنة الت�ضر معها
�سيئة ،فهذه الأفكار جاءت الى الم�سلمين من اليهود والن�صار
�إذا ان اليهود يعتقدون �إنهم �شعب اهلل المختار و�أن اهلل ال
يعذبهم والن�صارى يعتقدون �أن عي�س تج�سد اهلل فيه فتحمل
الألم وال�صلب ليتحمل ذنوب �أتباعه. 46
ف�أي فرق بين الم�سلمين بفرقهم وبين اهل الكتاب الذين
قال اهلل عنهم في كتابه ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ
ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ
(((
ﯺﯻﭼ
وعندما ترون �أن العذاب رفع �إنما يرفع بركه رواد الم�ساجد
المخل�صين ولمن يقوم في جوف الليل ي�ستغفرون وقد حققوا
�شرط التوحيد في كل اعمالهم .والن اهلل �سبحانه رفع العذاب
المبا�شر عن �أمة محمد (�ص) ما كان اهلل ليعذبهم وانت فيهم
وما كان �إليه معذبهم وهم ي�ستغفرون...
لأن التوحيد متوقف عليه كل عمل فكم هم الذين ي�صلون
وي�صومون ويقول منهم ال فرق بين علي وبين اهلل فاهلل �إله
47 ال�سماء وعلي �إله الأر�ض } ويطبق ذلك على قوله تعالى وهو
الذي في ال�سماء �إله وفي الأر�ض �إله{ كما قالت به ال�شيخيه
فهذا اي �صالة ي�صلى و�أي عباده يعبد �أومن يرف�ض حق �أهل
البيت وي�سيء �إليهم ف�أي عبادة يعبد � -أو من يعتقد ب�أن قاطع
طريق زوار الح�سين ال تم�سه النار لأن عليه غبار زوار الح�سين
((( الن�ساء ،الآية.١٢٣ :
((( الزلزلة ،الآيتان.٨ - ٧ :
كيف ينجو وي�ألف �شعر ًا بذالك -لن تم�س النار ج�سد ًا عليه
غبار زوار الح�سين �أيها الأعزاء ال بد من ت�صحيح اعتقادنا
واعتبار �أن �أي عمل يجب �أن يكون هلل وحده و�أن �أي عمل ورد
عليه ثواب الجنة غير كاف من دون باقي ال�شروط فمن زارني
في غربتي �ضمنت له على اهلل جنتي ب�شرطه و�شروطه ال �أن
يفعل ما ي�شاء ثم يلغى بزيارة.
ال بد من الجلو�س بين يدي اهلل والتوبة �إليه من هذه الذنوب
التي تهتك الع�صم وتف�ضح الأ�سرار والذمم من خالل ما
يعي�شه الإن�سان من نق�ض العهد مع اهلل �سبحانه فيما يكفر
به وينحرف عن عقيده اهلل عزوجل وفيما يعي�شه من فاح�شة
وظهورها في الذين �آمنوا ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ
تاءاضإ
ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﭼ(((.
وفيما يعي�شه من كذب هذا الكذب الذي يجبل الم�ؤمن على
كل طبيعة �إال الكذب ف�إن الم�ؤمن ال يجبل على الكذب والخيانة
وه�ؤالء �سيف�ضحون ولو بعد حين.
فقد ورد في الحديث حينما �س�أل ر�سول اهلل Dهل ي�سرق
ال�ؤمن اجاب نعم ربما تلح عليه حاجته في�سرق هل يزني ربما
كذلك تلح عليه حاجته فيزني �سئل هل يكذب قالDالﭽ ﭰ
ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ(((. 48
فالكذاب لي�س م�ؤمنا حين كذبه في الفترة التي يكذب فيها
ال قبلها وال بعدها ولذا تجد الكثير يكذبون وهم ملت�سبون
بالإيمان فهناك خلل في �أيمان الكذاب عليه �أن ي�صلحه
بالقربه.
((( النور ،الآية.١٩ :
((( النحل ،الآية.١٠٥ :
اللهم اغفر يل الذنوب التي تغري النعم
وهي مثل ترك �شكر اهلل على نعمه ومن اظهر مظاهر ال�شكر
ال�صالة هلل فمن ترك ال�صالة ف�ضال عن باقي ا�صناف ال�شكر
�أوجب ذلك تغير النعمة عليه �أي ربما تغير نعمه من الحالل
الى الحرام و من الكثرة الى القلة �أو غير ذلك فمن اعطى
ثالث لم يحرم ثالث.
من اعطى الدعاء لم يحرم الإجابة قال تعالىﭽ ﭝ
ﭞﭟﭠﭡﭼ
(((
(((
تاءاضإ
عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند تعطيل هذه
الفري�ضة ينزل البالء.
ال:ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ فلو التزم الإن�سان بيته �أو ً
ﯡﯢﯣ ﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ(((.
كيف تقي اهلك النار بامرهم بالمعروف والمعروف كل ما
�أوجبه اهلل وتنهاهم عن المنكر �أي كل ما حرمه اهلل -لو التزم
كل �إن�سان هذه الفري�ضة لعم الخير كل ارجاء بالدنا والنزلت 50
ال�سما خيراتها واخرجت الأر�ض بركاتها ولكن هيهات لأن
النا�س تركوا هذه الفري�ضة و�إذا تخلى �أهل العلم والدعاة الى
اهلل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و�سار اكثرهم
خلف م�صالحهم يلهثون وراء ال�سا�سه والزعماء وا�صبحوا بوق ًا
تاءاضإ
كالتطيير التي �آدخلها ال�صفويون �إلى �إحياء ع�شوراء و�أتوا بها
من م�سيحي القفقاز الذين كانوا يطبرون ويجلدون �أنف�سهم
يوم ال�صليب.
هذا ف�ض ًال عما يتف�شى في المجتمع من المنكرات التي
تحدثنا عن بع�ضها وكثي ٌر غيرها من تعرىالن�ساء وفلتان
ال�شباب في الجامعات والمفا�سد في الطرقات وانت�شار
المخدرات وكثرة غوايه الرجال والن�ساء المتبرجات لكثرة
ما ي�شاهدون م�سل�سالت تدخل عليه مفاهيم الخيانة الزوجية 52
واباحة المثل للزوجة وما الى ذلك ثم ادخل الى عالم الطب
ومفا�سده وعالم المدار�س وتجاراتها وعالم االقت�صاد وخيانه
الأمانة وغيرها مما ال ينتهي عده فكل هذا المنكر الذي ال
ُينهي عنه ي�ؤدي �إلى نزول البالء وما نراه من البالء اليوم
قلي ًال �أمام المنكرات نعوذ باهلل ون�ستجير به.
فال يحل مال امرئ المرئ �إال عن طبيب نف�س وال يحل قتل
ان�سان لإن�سان �آخر �إال بالحق بحيث يكون قاتال �أو مف�سد ًا في
الأر�ض اف�ساد ًا كبير ًا وامره بيد المراجع ال كل من ادعى الفتيا
�أو تكفير بع�ضنا او ت�ضليل بع�ضنا �أو هذا يبطل �صالة هذا وهذا
يبطل تقليد الآخر �أيها الأحبة هذا ينزل البالء� .أتعلمون لما
عم الخيرفي بالد الكفر كما نزعم لأنهم �صادقون ويحبون
ال�صدق ويحا�سبون الكذبه حتى لو كانوا في مواقع متقدمة
في الدولة �أما نحن �أكثرنا يكذب على �أكثرنا من ال�سا�سه الى
ا�صغر ان�سان مع زوجته واوالده اننا نعي�ش في هذا ال�شرق كذبة
كبيرة نمار�سها باتقان فهذا الذي ينزل البالء والذي يرفعه
ال�صدق واالمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى:
ﭽﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ
تاءاضإ
تاءاضإ
(اللهم اغفر يل كل ذنب �أنبته وكل خطيئة �أخط�أتها)
ليكون قلبي خال�صا لك ونف�سى خال�صة لك وعقلي �سابح ًا
معك وعملي منقاد ًا اليك ف�إني منك واليك وال حول لي وال قوة
�إال بك انت مدبري وانت خالقي وانت رازقي وانت الغافر لي
وانت ملجيء وانت الذي احييتني ثم تميتني وانت بيدك امري
و�أنت بيد كل �شيء في ال�سموات والأر�ض وفي الدنيا والآخرة.
فاجعلني خال�ص ًا لك بالتوبه كما اخل�صت كل �شيء لك
اجعلني منقاد ًا �إليك كما جعلت ال�سموات والأر�ضين منقاده 54
اليك اجعلني خا�شع ًا بين يديك لأن الذنوب والخطايا يا رب
هي التي تمنعني �أن الت�صق بك وانفتح عليك واتوجه اليك
توجه ًا خال�ص ًا لوجهك لأن الذنب �إذا ظهر في القلب والقلب
كال�صحفة البي�ضاء ماذا اذنب العبد تظهرفيه نقطة �سوداء
ف�إذا لم يتب منه وتتكاثر وتتعاظم ويتحول القلب �إلى �صفحة
�سوداء وهكذا ال زال يذنب كما في الحديث حتى تتكاثر الحجب
بيني وبينك فاغرق في الغفله وهذا ما قاله تعالى ﭽ ﭹﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ
ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭼ(((.
اجعلني تائب ًا منها ليعود قلبي كا�صفحة بي�ضاء لأن هذه
الذنوب هي التي تمنعني من خ�شيتك وتقواك ومن الإخال�ص
لك والتوكل عليك واللجوء �إليك.
�إذا تبت علي يا رب ي�سهل علي �أمر االنقياد والطاعة لك
بعد هذه الكلمات التي تتنطلق من القلب لتخترق كل الحجب.
فت�صل الى اهلل من ل�سان لم ي�ألف اال الذكر والعبادة والحق
لأن علي ًا Aمع الحق والحق معه بعد هذا التو�سل لمغفرة
�شتى �أنواع الذنوب وهو المع�صوم.A
يعود الى طلب �آخر وهو ان يعي�ش قلبه وعقله ول�سانه
تاءاضإ
تاءاضإ
الى اهلل لأن المناجاة �إذا لم تبلغ هذه الدرجة فال قيمة لها
ولذا لك جعل الإمام علي Aو�سيلته للتقرب الى اهلل ذكره
�سبحانه ملبي ًا نداء اهلل في ذلك حيث قال في كتابه ﭽ ﯽ
ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ �أو قله ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ
ﮦ ﮧﮨ ﭼ.
فذكر اهلل هو مفتاح الهداية والقرب اليه والتو�سل لديه
ولذلك �أردف هذه الكلمة بطلب اال�ست�شفاع من ذاته جل وعال
حيث قال (وا�ست�شفع بك �إلى نف�سك). 56
يا رب ان النا�س تعودوا ان يقدموا ال�شفيع والو�سيط لق�ضاء
حوائجهم عند بع�ضهم ليحققوا بذلك �آمالهم عند هذا او ذاك
وجعلوا ال�شفيع لدى ال�سلطان �أو الحاكم �أو �صاحب النفوذ هو
الذي يحقق لهم م�أربهم ولكنني يا رب ال �أجد احد ًا ي�ستحق
�آن اجعله �شفيعي �إليك �إال ذاتك ومن �أعظم من ذاتك وكنهك
وجبروتك وجاللك.
ف�أنت الذي تقبل دعاء الداعيين وانت تتقبل العا�صين وانت
تدير �ش�ؤن النا�س �أجمعين و�أنت الذي تق�ضي حوائج المحتاجين
بل من ي�صل الى �شيء من عظمتك ال �إنه من �أعظم منك حتى
اقدمه �شفيع ًا �أليك فال اقدم احد ًا �سواك لذلك قدمت ال�شفيع
�إليك نف�سك فا�شفع لي بكرمك عند نف�سك وا�شفع لي بعظمتك
عند نف�سك ف�إذا كنت غا�ضب ًا علي فلي�شفع لي كرمك وجودك
و�أمنك ورحمتك.
وهذا ارقى �أنواع ال�شفاعة وارفع درجاتها
فنحن بني الب�شر نحتاج في معامالتنا �إلى الو�سائط وفي
تجاراتنا والمنا�صب التي نريد الو�صول �إليها فتقدم الوا�سطة
وال�شفيع لق�ضائها لكن الأمير وا�سطته و�شفيعه من نوع �آخر
تاءاضإ
لأنه ال يرى لغير اهلل تعالى اي وجود �أو قيمه في جنب اهلل
ولذا كا ن يو�صي ابناء ُه بالتعلق باهلل واللجوء �إليه ال �إلى �أحد
�سواه والطلب منه وهذه الو�صية مو�صوله لتعليمنا الطريقة
ال�صحيحة في التعاطي مع اهلل تعالى حيث كتبها لولده الح�سن
Aبخا�صرين بلده من نواحي �صفين عند ان�صرافه من
الحرب قائ ًال:
�أعلم يا بني ان الذي بيده خزائن ملكوت الدنيا والآخره قد
57 �أذن لدعائك وتكفل لإجابتك وامرك �أن ت�س�أله ليعطيك وهو
رحيم كريم .لم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ولم يلجئك
الى من ي�شفع لك �إليه.
ولم يمنعك و�أن �أ�س�أت من التوبة ولم يعيرك باالنابة ولم
يعاملك بالنقمة �إلى �أن قال Aوفتح لك باب المتاب
واال�ستعتاب فمتى �شئت �سمع نداك.
ونجواك فاف�ضيت �إليه بحاجتك و�شكوت اليه همومك
وا�ستعنته على �أمورك ثم جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما
�أذن فيه من م�س�ألته فمتى �شئت ا�ستفتحت بالدعاء ،و�أبواب
خزائنه ف�ألح الطلب...
خاطب ربك ك�أنك تخاطب �أي �أحد لكن ينبغي �أن يكون
خطاب الداني الىالعالي اطلب حاجتك من اهلل اجعل و�سيلتك
اهلل و�شفيعك اهلل �سبحانه لأن كل �شفيع يوم القيامه �صامت �إال
�أن ي�أذن له اهلل قال تعالى ﭽ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﭼ
ومن هو هذا الذي ي�ستطيع �أن ي�شفع يوم القيامه لأي �أحد
�إذا لم ي�أذن له اهلل ال تنفع عند اهلل ال�شفاعه �إال من �إذن له
الرحمن وقال �صوابا لي�س اي احد يمكن ان يكون �شفيع ًا يوم
القيامه البد ان ير�ضى به اهلل في�شفعه اهلل تعالى �أيها الأحبة
تاءاضإ
�أن من ديننا ال�شفاعة ونحن ن�ؤمن بها لكن ما هي ال�شفاعة هل
ال�شفاعة هي ان ي�أتي ال�شفيع يوم القيامه لمجرد انك تنت�سب
اليه �أو تقدم له النذور او تقيم له المجال�س او تزوره في قبره
�أو غير ذلك مما يعتقده ويفعله اكثر الم�سلمين بكل طوائفهم.
في�شفع لك عند اهلل وبدخلك الجنة �إننا ن�صور بهذه الطريقة
ر�سول اهللDوعلى الح�سن والح�سين و�أهل البيت �صلوات اهلل
عليهم �أو كما يت�صور اخواننا م�شايخ �صوفيه وبع�ض ال�صحابة
كما نت�صور الحكام والزعماء نحقق عندهم الحاجة وال�شفاعة 58
لمجرد الإنت�ساب �إليهم ايها العزيز ال�صحيح من ديننا في
�أمر ال�شفاعة ان علي ًا ور�سول اهللDال يمكن ان ي�شفعوا �إال
�إذا �أذن لهم اهلل �سبحانه واهلل قد اذن لهم اظهار ًا لكرامتهم
ورتبتهم يوم القيامة.
قد تقول �إذا كانوا ال يملكون ال�شفاعة ا�ستقالال بحيث
يدخلون الى الجنة من ي�شا�ؤن فما فائدة هذه ال�شفاعة.
�أقول :فائدة ال�شفاعة كما قلنا اظهار كرامة ه�ؤالء ال�شفعاء
امام الخلق وتبيان مراتبهم ومنزلتهم عند اهلل لأن النا�س في
الدنيا ا�ستهز�ؤا بهم ولم يت�سمعوا �إليهم فاهلل تعالى يريهم من
كانوا بهم ي�ستهز�ؤون قال تعالى ﭽ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ
ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ ي�س ٣٠ :وال�شفاعة هي ت�سير في خط
ر�سمه اهلل تعالى وهذا معنى }وال ي�شفعون �إال ب�إذنه{ فاهلل
�سبحانه و�ضع �ضوابط من ال ي�ستحق دخول الجنة لأن عليه
بع�ض ًا من الذنوب ولكنه في نف�س الوقت ال يريد �أدخاله النار
في�أمر من ي�شاء من ا لأنبياء والأولياء والعلماء وال�شهداء
والخل�ص من الم�ؤمنين �أن ي�شفعوا لذلك قال �سبحانه وال ﭽ ﭹ
تاءاضإ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭼ((( .
ولي�س معنى ال�شفاعة كما يقول بع�ض �أهل ال�سنة �إن الإيمان
بها يوجب التراخي في ترك الواجبات اعتماد ًا عليها بل تكون
حافز ًا ودافع ًا للقيام بالواجبات وطلب ال�شفاعة من اهلل لأنه ال
يدري حاله �إلى ما ي�ؤول �إليه.
وال كما ذهب الواهبية �إلى �أن ال�شفاعة محرمه اعتماد ًا على
بع�ض الآيات }لي�س لهم اليوم من �شفيع مطاع{ وغيرها -
59 ف�إن هذه النظرة �ضيقه جد ًا �إذ ال بد من مالحظة تمام الآيات
فتدبر.
فاهلل تعالى هو الذي يجعلهم �شفعاء لديه ليظهر مرتبتهم
للخلق و�إال �أن ي�صبح علي Aو�أهل البيت ج�سر عبور
للظالمين والمذنبين ولتاركي ال�صالة وال�صيام ولمدمني
تاءاضإ
هل هذا هو الدين لقد بتنا ن�ستعمل النبي و�أهل بيته �صلوات
اهلل عليهم كما ا�ستعمل الن�صارى نبيهم وق�سي�سيهم ورهبانهم
�أي يفعل كل الأعمال ال�سيئة ثم يذهب �إلى ابونا فيعترف ليغفر
له ويعطيه البركه.
هل هذا هو الدين؟ علي Aاعظم من �أن يكون مطيه
للكاذبين والمجرمين وتاركي ال�صالة وما �إلى ذلك مما ال
يدخل تحت قانون ال�شفاعة.
فقد ورد في الحديث ال تنال �شفاعتي م�ستخف ًا بال�صالة 60
فكيف بتاركها وهكذا لما دنت الوفاء من الإمام ال�صادقA
جمع �أهل بيته و�أو�صاهم بو�صية �آبائه Aعند وفاتهم ال
تنال �شفاعتنا تارك ال�صالة.
علي Aيريد لمن ي�شفع لهم �أن يكونوا م�ؤمنين ورعين
تاءاضإ
قدراتك �سبحانك.
�إننا �أيها الأحبة حولنا كبر�أنا و�ساداتنا و�أوليائنا حتى
بع�ض الن�ساء ال�صالحات الى �أداة للعبادة و�إداة للتجارة �أل�سنا
نتهافت على �سبحه ملونه �سماها التاجر ب�سبحة �أم البنين �ألم
ن�صل �إلى درجة نقول في دعائنا يا �أم البنين ا�شفعي ويا زينب
اعطني ما الفرق �إذا مع من يقول من الن�صار ى يامريم ا�شفعي
ويا عي�سى �أغثني ولماذا تنكرون على الن�صارى عبادتهم �إذا
فهل بهذا جاء محمد وعلي والح�سن والح�سين وفاطمة و�أهل 62
البيت �صالت اهلل عليهم اجمعين.
�ألي�س الطلب من الزهراء Aكالطالب من مريم عند
الن�صارى مع مكانه فاطمة المع�صومة Aالطاهرة
المطهرة� Aألي�س الطلب من �شيخ الطريقة ال�صوفي عند
تاءاضإ
�أهل البيت A؟ خ�صو�ص ًا ال�صحيفة ال�سجاندية ونهتم
بدعاء التو�سل ودعاء الفرج والتوبة وغيرهم ون�ضرب بع�ضها
وقت ًا خا�ص ًا امعان ًا في االفتراء على موروثنا ال�صحيح فياعجبي
لهذه االمم كيف تحافظ على مكذوب وتدع �صحيحا موروث.
علمونا �أنهم بحاجة �إلى رعاية اهلل في كل �شيء في حياتهم
واخرتهم وانفا�سهم وحاجاتهم و�أمرا�ضهم و�شفائهم ك�سائر
الخلق وعلمونا �أنهم يعي�شون بكرم اهلل ورحمته ك�سائر الخلق
و�أن كانوا هم �سادات الخلق وفي �أعلى الرتب من خالل 64
اخال�صهم وتقواهم هلل عز وجل .فالإ�شكال على بع�ض الأدعية
ومنها التو�سل انك توجه الخطاب �إليه وهم علمونا �أن نتوجه
�إلى اهلل �سبحانه ون�ستطيع ان نقدمهم �أمام دعائنا كما م ّر من
روايات ا لبدء بال�صالة على محمد(�ص).
ولذا انظروا الى هذا التو�سل في روعته اللهم اني اتقرب
اليك بذكرك وا�ست�شفع بك �إلى نف�سك ف�أنت الهي ومدبري
وخالقي ورازقي ومنك كل �شيء وهلل يعود كل �شيء �أنت يا �إلهي
لم تحجني �إلى �شيء حتى لو ع�صيتك ترزقني وتعطيني وتحلم
عني خيرك الينا نازل و�شرنا �إليك �صاعد.
تاءاضإ
يمار�سونها في المنا�سبات وتجد ق�سم ًا من المعمين يتما�شى
معهم وي�شاركهم ثم يمدحهم ويعظم كما يعظهم بع�ض الرواديد
بحيث ا�صبحنا ن�أخذ منهم فتاوى في التطبير وغيرها و من لم
يقل بمثل ماذهبوا �إليه هو في �صقر يطلقون الأحكام ويدخلون
من معهم �إلى الجنان ومن �ضدهم الى النيران ك�أنهم وكالء
اهلل على الأر�ض.
تاءاضإ
بعد ان ت�سامحني وتدخلني في رحمتك مع الداخلين لي
عم ْر حددته بم�شيئتك �أعي�شه في الدنيا و�أنا الفقير اليك
والمحتاج لرزقك الذي تق�سمه لعبادك فاجعلني يا رب را�ضي ًا
بما ق�سمت لي قانع ًا بما فر�ضت لي لأنني �أن لم �أ�صل �إلى
حالة القناعة ف�س�أعتر�ض عليك كما نرى ذلك عند كثير من
الجاهلين المتجرئين على اهلل �سبحانه لماذا تعطى فالن وال
تعطيني وترزق فالن ذكور ًا و�أنا �أناث وغير ذلك من النعم.
ف�إذا تجر�أت عليك لن �أكون مح ًال لر�ضوانك ورحمتك 68
�أما �إذا ع�شت القناعه ع�شت الراحة في نف�سي و�سعادتي في
�آخرتي.
لأن طبع الإن�سان الذي يعي�ش الطمع فال يملأ عينيه �إال
التراب �أما �أنا يا رب �أريدك �أن ت�ساعدني لأ�صل الى القناعة
تاءاضإ
الجبريه � ...أال ترون كيف �صغره اهلل بتكبره وو�ضعه بترفعه
فجعله في الدنيا مذموم ًا مدحورا واعد له في الآخرة �سعير ًا
�إلى �أن يقول :فاعتبروا بما كان من فعل ابلي�س �إذا احبط عمله
الطويل وجهده الجهيد وكان قد عبد اهلل �ستة الآف �سنة ال
يدرى �أمن �سنى الدنيا �أمن من �سني الآخرة عن كبر �ساعة
واحدة فمن ذا بعد �أبلي�س ي�سلم على اهلل بمثل مع�صية كال ما
كان اهلل ليدخل الجنة ب�شر ًا ب�أمر �إخرج به منها ملك ًا �أن حكمة
في �أهل ال�سماء و�أهل الأر�ض لواحد وما بين اهلل وبين �أحد من
خلقه هواده في �إباحة حرمه... 70
فاحذروا عباد اهلل �أن يعديكم بدائه...؟
�أيها الأحبة كالم الأمير Aيدخل الخوف الى القلوب
والرعب الى النفو�س لإننا نرى كيف يتكبر العالم بعلمه وذا
المال بماله والقوى بقوته والزعيم بجبروته حتى الن�ساء
((( الحجر ،الآيات .٣٦ - ٣٤
عندنا تفتخر �إذا كان عندها خادمة او �سيارة فخمة على من
هن دونها م�ساكين نحن �إيها الأحبة تنتفخ الدنى �شيء نح�صل
عليه فهال اتعظنا وتوا�ضعنا.
وفي الحديث التكبر رداء اهلل ومن نازع اهلل رد�أه جعله اهلل
كالذر يط�أه النا�س ب�أقدامهم يوم القيامه.
فلذا ا�ست�شعر �أيها العزيز عظمة اهلل وجبروته عندما تهوى
نف�سك اال�ستعلأ لأن المتكبر ال يتكبر �إال لذله في نف�سه وحر�ص
في قلبه ي�سده بالتكبر ي�شعر بهذه الذلة في ذاته �أمام ما �أعطى
اهلل غيره من جمال �أو مال �أو قوة �أوجاه �أو غير ذلك فيتكبر
ولذا على الم�ؤمن �أن يكون في كل حاالته في الفقر والغنى في
القوة وال�ضعف في المر�ض �أو ال�صحة...
تاءاضإ
تاءاضإ
على ذلك ولكن اعينوني بورع و�إجتهاد وعفه و�سداد ورع عن
محارم اهلل واجتهادي في طاعته وعفه في الفرج والبطن
عن الحرام و�سداد في الر�أي الذي فيه هلل ر�ضا وقالA
ولو �شئت الهتديت �إلى م�صفى هذا الع�سل ولباب هذا القمح
ون�سائح هذا القز ولكن هيهات �أن يقودني ج�شعي ج�شع المال
واللبا�س والطعام والملك وال�سلطة والقيادة والرفعة -ولعل في
الحجاز �أو اليمامه من ال عهد له بال�شبع وال طمع له في القر�ص
فهو Aيدعو اهلل ويطلب منه التوا�ضع الذي كر�سه عم ًال 72
في واقعه لذا كان المتوا�ضع وهو الحاكم الذي ي�شتري لخادمه
قنبر ونف�سه ثوب ًا بقيمة واحدة ي�ساوي نف�سه بالخادم في�س�أله
قنبر عن ذلك فيقول ال بد �أن ا�ساوي نف�سي ب�ضعفه النا�س
�أما انت �شاب اين هم �أئمة الم�سلمين في لبا�سهم وتوا�ضعهم
تاءاضإ
ثانية.
وكذا ن�ستفيد وجها �آخر من هذه الرواية وهو �إجالله هلل عن
الحلف و�أعطاها المهر مرة �أخرى باهلل عليكم كم نحلف كذب ًا
نحن في �ساعات ايامنا ثم نزعم اننا موالون.
�أين هو التوا�ضع بين الأزواج بين العمال و�صاحب العمل بين
الرئي�س والمر�ؤو�س بين �أهل الدين ورعيتهم...؟ �إجعلني يا رب
في كل حاالتي متوا�ضع ًا في كل مفردات حياتي وتفا�صيلها في
مجل�سي مع النا�س مع نف�سي في م�شي على الطريق ﭽ ﮱ 74
ﯘﯙﯚﯛﯜ ﯓ ﯔﯕﯖ ﯗ
ﯝﭼ((( بتوا�ضع و�أدب ال اللذي ي�ضرب الأر�ض برجله انك
لن تخرق الأر�ض ولن تبلغ الجبال طوال �أيها الأحبة نمورد
و�صل الى حد ادعاء الربوبية من خالل تكبره وا�ستعالئه قال
تاءاضإ
كما يفكر النا�س فيتوجهون الى بعه�ضم لق�ضاء حوائجهم بل
اليك يا رب وحدك ال �شريك لك ال تجعلني افكر ب�أحد من
المخلوقين لأن كل المخلوقين مهما عظم �ش�أنهم محتاجون
�إليك في ق�ضاء حوائجهم ولذلك �أمر اهلل نبيهDفي القر�آن
ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡﭢﭣ ﭼ
(((
تاءاضإ
المادى بل المكان المعنوى الكنائي ي�شير الى رفعه اهلل وعلو
مكانته ومنزلته لأنه المهيمن على كل �شيىء.
(وخفى مكرك)
المكر له معنيان � -سلبي و�إيجابي والمكر هو تدبير �أمرٍ
�سر ًا و�إذا ا�ستعمل من قبل النا�س فهو �سلبي دائما لأن من يدبر
�أمر ًا لأخيه �سر ًا يريد به �سوء ًا �أو غلب ا�ستعمالها في ال�س�ؤ ولذا
�صارت في زماننا �شتيمه يقال فالن مكا ٌر :اي مخادع مدبر 78
للحيل -و�أما �إذا ا�ستعملت هلل عز وجل فمعناها التدبير الذي
يبطل مكائد المكارين قال تعالى (و�إذا يمك ُر بك الذين كفروا
ليخروجك او ي�سجنوك او يقتلوك -ويمكرون -اي المكر
ال�سيء -ﭽ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭼ((( �أي المدبر ابطال مكرهم
(وظهر امرك)
تاءاضإ
تاءاضإ
يوجد مكان في الكون لي�س لك وهذاما جاء في الحديث
عن الح�سين Aجاءه �شاب وقال رخ�ص لي في المع�صية
فاالمام �أجابه بكل محبة -ولم يفعل معه كما يفعل بع�ض
الم�شايخ بحيث يطردونه �أو ي�شتمونه او يجعلونه في حاله ي�أ�س
من رحمة اهلل بل بكل هدوء ومحبة قال:افعل واحد من خم�س
واع�صى اهلل ما�شئت ،قال هاتها :قال ال ت�أكل من رزق اهلل
واع�صى اهلل ما �شئت هذا اخذ يفكر كل ما ي�أكله هو من رزق
اهلل وكل النعم من اهلل ك�أنه قال هذه �صعبة اعطني الثانية 80
قال :اذهب الى مكان لي�س اهلل موجود فيه و�أع�صي اهلل ما
�شئت هذه ا�صعب اين يذهب واهلل يعلم ال�سر و�أخفى وكل ما
في الوجود ملك له هات الثالثة قال:A
�إذا جاءك ملك الموت ادفعه عن نف�سك :واع�صى ما �شئت
تاءاضإ
(اللهم موالي كم من قبيح �سرتته)
يا رب انت المطلع على ذنوبي في ال�سر والعلن وانت ال�ستار
للعيوب الغفار للذنوب ولو �شئت ف�ضحني بهاولكنك يا رب
حتى الذي ظهر منها �أن�سيته لمن اطلع عليها كل ذلك بمنك
ورحمتك لأنك المتف�ضل على عبادك حتى �إذا ع�صوك وتجر�ؤا
عليك.
82
(وكم من فادح من البالء اقلته وكمن من عثار وقيته وكم من
مكروره دفعته)
كثير من البالء يا رب كنت ا�ستحقه بتجرئي عليك ولكنك
دفعته عني انجيتني من فادح البالء وعظيمه كثير �أيها الأحبة
الم�صائب التي يمر بها الإن�سان في حياته فما ان ي�صبر وقت ًا
ق�صير ًا حتى يرفع عنه اهلل تعالى ا�شدها وي�شعر بمحبة اهلل
عليه عندما يرفع عنه البالء كم من م�صيبة موت فادحة
ن�سيناها وخففهاعلينا ربنا كم من فقر مدقع مررنا به واالن
نعيم كم من بالء �أمنى و�سيا�سي نزل بنا حتى بلغ نعي�ش في ً
الخوف الحناجر ورفعه اهلل تعالى ووقانا �أن نقع فيه �أو ان
ي�صيبنا المكره فجعل علينا درع ًا واقي ًا من هذا العثار والبالء
الذي اقاله.
ربما ايها الحبيب تقع ار�ض ًا احيان ًا او تتعثر بم�شيتك فال
ي�صيبك مكروه لأن اهلل اقاله �إذ جعل عليك ملكين حافظين
ف�إذا جاء اجلك خ ّلو بينك وبين �أجلك كما ورد في الحديث
فهذا كله بمنة اهلل التي اعددها وان لم اح�صها او التفت �إلى
تاءاضإ
عنايتك فيها.
يا رب دفعت عني المكروه ما علمت منه وما لم اعلم نجيتني
منه بمنك فلك الحمد دائم ًا ابد ًا دفعت عني العثرة في م�شي
والعثرة في قولي وفعلي والمكروه في نف�سي واهلي ربما ب�صدقة
ي�سيرة كما جاء في الخبر عن النبيDان اهلل ال �إله �إال هو
ليرفع بال�صدقة الداء والحرق والغرق والهدم والجنون وعد
�سبعين باب ًا من ال�شر.
83 وقال :داوو مر�ضاكم بال�صدقة ،وا�ستنزلوا الرزق بال�صدقة
وامر برفع الأذى عن النا�س وجعلها �صدقة واناطه الأذى عن
الطريق �صدقة ،والتب�سم في وجه اخيك �صدقة ،الى غير
ذلك مما يدفع المكروه والعثرة ف�سبحانك ما اعظمك يا �إلهي
تدفع عني المكروه من العثره وت�ستر علي القبيح في الدنيا
بل عظمتك وحنانك يا رب يمتد في ال�ستر علي في االخرى
كما جاء في الخبر ي�ؤتى بالعبد يوم القيامه يبكي فيقول اهلل
�سبحانه لم تبكي فيقول ابكي لما �سينك�شف عني من عوراتي
وعيوبي عند النا�س والمالئكة فيقول اهلل :عبدي ما افت�ضحتك
في الدنيا بك�شف عيوبك وفواح�شك وانت تع�صيني وت�ضحك
فكيف اف�ضحك اليوم وانت ال تع�صيني وتبكي ،اي حنانٍ
حنانك يا رب اي ر�أفة ر�أفتك يا رب اي حلم حلمك يا رب هذا
هو عفوك ورحمتك التي ال �أ�ستحقها ف�سبحانك ما اعظمك
و�أجلك وا�سترك على عبادك.
تاءاضإ
علي ويمدحون اعمالي وانت�شر
ا�سمي ل�سترك فاخذوا يثنون ِّ
ذلك بينهم بمنك وعطفك
(ف�أ�س�ألك بعزتك �أن ال يحجب عنك دعائي �س�ؤ عملي وفعايل وال
تف�ضحني بخفي ما اطلعت عليه من �رسي وال تعاجلني بالعقوبة
على عملته يف خلواتي من �سوء فعلي وا�ساءتي وداوم تفريطي
وجهالتي وكرثة �شهواتي وغفلي).
هذه الكلمات التي يتوجه فيها الأمير Aالى ربه �سائ ًال
اياه بالعزة التي ال تقهر وال تذل ال بمع�صية عبد وال تجرئ
مخلوق وال بتعدى النا�س على حدوده �أ�س�ألك �أن ال يحجب هذا
الدعاء بع�ض الأفعال التي تمنع و�صوله �إليك كقطيعه الرحم
وعدم بر الوالدين.
وما �إلى ذلك مما مر عند الحديث عن حب�س الدعاء.
ف�س�ؤ العمل والفعل من الذنوب والمعا�صي تحجب الدعاء
وال ي�سمع ف�أنا �أ�س�ألك بعزتك التي ت�شفع لي لديك ان ال تحجب
ندائي �أياك ب�سوء فعلي وعملي لأ بقى ا�شعر ب�أنني بين يديك
ولذتي في مناجاتك.
وال تف�ضحني فيارب هناك ذنوب يفت�ضح بها �صاحبها في
الدنيا وفي الآخرة على ر�ؤو�س الأ�شهاد وف�ضوح الدنيا �أهون
تاءاضإ
من ف�ضوح الآخرة لمن تاب من ذونبه وهذا ما علمنا اياه
محمدDفي �آخر �أيامه خرج متكئ ًا على الف�ضل بن العبا�س
وعلي Aمنادي ًا �أيها الم�سلمون يو�شك ان ادعي فاجيب
فمن كان له عند محمد مال فلي�أتي ولي�أخذ من مالي و�أن
كان لأحد عند محمد ق�صا�ص فلي�أتي وليقت�ص فقام عمر بن
الخطاب م�ستنك ًرا عليه لمكانته فقالDيا عمر �أن ف�ضوح
الدنيا �أهون من ف�ضوح الآخرة ،ف�إذا افت�ضحت في الدنيا بعمل
لم �ألتفت �إليه وعرفه النا�س لطلبي الم�سامحة �أهون عندي من 86
�أن يطالبني اهلل به و�أمام النا�س �أجمعين.
ولذلك �أيها الأحبة فلي�سارع �أحدنا الى طلب الم�سامحة ممن
ظلمهم لكي ال نقف بين يدي اهلل وي�أتي �إن�سان منادي ًا يا عدل
يا حكيم �أحكم بيني وبين فالن فمن يخل�صني من العقاب،
ويكون الف�ضوح �أعظم عندما تظهر منى الم�أثم وا�ستولت علي
المظالم وطالت �شكايه الخ�صوم وات�صلت دعوة المظلوم
اللهم �صلى على محمد و�آله و�أر�ض خ�صومي عني بما �شئت...
فال تف�ضحني بما قمت به في خلواتي من �شهوة الجن�س �أو
�شهو المال التي توقعني في ال�سرقة �أو �شهو الملك والرئا�سة
التي توقعني في ظلم ال�ضعفاء هذه الذنوب وا�شباها خل�صني
منها يا رب قبل ان افت�ضح بها.
لأنه ما من كاذب اال ويف�ضحه اهلل ولو بعد حين في الدنيا
قبل خروجه منها وما من زان �أو �شارب خمر�أو قاتل وغير
ذلك ممن لم يتب �إال وف�ضحه اهلل في الدنيا وفي الآخرة ممن
يظلمون النا�س بكراماتهم و�أعرا�ضهم و�أقوالهم و�أنف�سهم وفي
كل ما يت�صل بحياتهم وهذه حقيقة قر�أنيه قال تعالى:ﭽ ﮍ ﮎ
ﮏ ﮐ ﮑﭼ
تاءاضإ
(((
تاءاضإ
لأنك يا رب �إذا �أردت بعبد خير ًا امهلت كاتبيه عن تدوين
ال�سيئة حتى يتوب فال تكتب في �صحيفة الأعمال و�أما �إذا لم
يكن من ديدن االن�سان التوبة والجلو�س بين يدي اهلل للدعاء
فربما عجل له العقوبة في الدنيا والآخرة فال تعاجلني يا رب
بالعقوبة فيما فعلته في خلواتي واطعلت عليها لأنك تعلم ال�سر
واخفى.
تاءاضإ
متف�ضل على اهلل ب�شهادته وما قدمه في كربالء ولو �سمع
الح�سين Aهذا الكالم لرف�ضه �أ�شد الرف�ض.
�إذا الف�ضل والمنه والحق هلل وحده وعندما ن�س�أل اهلل تعالى
بحق محمد و�آل محمد ال لأن لهم حق ًا عليه �سبحانه بل لما
فر�ضه اهلل لهم من رتبه ومحل لديه.
فنحن ال نت�سحق الدخول الى الجنة وكيف ن�ستحق ذلك
ونحن نلهث خلف الزعماء ون�أتمر ب�أمرهم مع �أمر اهلل عزوجل
وتنتفخ �شخ�صياتنا حتى ن�ستعلي على النا�س لمجرد ح�صولنا 90
على رتبه �أو م�س�ؤولية �أو مال �أو جاه كيف ن�ستحق الجنة ونحن
نهين ربنا ب�أقوالنا و�أفعالنا و�إ�ستهانتنا ب�أحكام �شرعنا لظلمنا
للنا�س والزواجنا و�أوالدنا ،لم�شاركتنا بالغيبة والنميمة والكذب
والفتنة والكالم على النا�س وا�سقاط كراماتهم وغير ذلك
كثير ف�أين هو الإ�ستحقاق لوال عطف اهلل ورحمته لهلكنا ولما
دخلنا جنته.
وا�ضرب لك �أيها العزيز مث ًال واقعي ًا ي�أتي الإن�سان منا بعد
عمر ناهز الأربعين �أو الخم�سين تائب ًا �إلى اهلل وقد �أ�صلح توبته
هلل تعالى يتوب وقد ا�صلح توبته فاهلل تعالى يتوب عليه ولكن
هل ي�ستحق هذا الذي ق�ضى �أكثر عمره في �شتى المعا�صي
دخول الجنة طبع ًا ال لكن اهلل برحمته يدخله ويقبله ب�إتمام
�شروط توبته.
(الهي وربي من يل غريك �أ�س�أله ك�شف �رضي والنظر يف �أمري)
يا رب من هو الذي ي�ستطيع ك�شف ال�ضر عني �إذا نزل
البلأ �أو جاءت �سكرات الموت �أي قوة �أو قدرة تك�شف عني
هذا البالء وترفع عني ماحل بي غيرك يا رب كل اللذين
ا�ستعانوا لك�شف بلواهم بغيرك خابوا ثم ماتوا ولم يدفعوا
تاءاضإ
تاءاضإ
ومن خالل تزينه لي القبيح وجعلني ا�ستهتر في ارتكاب
المعا�صي وع�شت الغرور لأن نف�سي الأمارة بال�سوء تهوى اللعب
واللهو ممل�ؤه بالغفلة وال�سهو تحب كل محجوب عنها مما
حرمته.
والن طبيعة الإن�سان الذي كان ق�ضا�ؤك فيه �أن يكون مركب
من �شهوات وعقل ف�إذا �ضعف عقله و�إرادته وقوة �إيمانه قاده
الق�ضاء الآخر نحو غرور ال�شيطان وارتكاب الع�صيان.
92
علي من ذلك بع�ض حدودك وخالفت بع�ض
(جتاوزت مبا جرى ّ
�أوامرك).
يا رب قادتي كل ذلك �إلى ارتكاب المعا�صي وتجاوز الحدود
فتجاوزت واعتديت واغتبت وكذبت وتجر�أت عليك بتجاوز
(ال �أجد مفراً مما كان مني وال مفزعا ً �أتوجه �إليه يف �أمري غري
قبولك عذري و�إدخالك �إياي يف �سعة رحمتك).
تاءاضإ
يا رب ال مف ّر لي �إال �إليك وال مفزع لي �إال �أنت من يغفر
لي ويقبل عذري غيرك ويدخلني في رحمته �إال �أنت لأنك �أنت
الرحمن ولك الدنيا والآخرة ،فق�صدتك يا رب وفررت �إليك
بذنوبي وفزعت �إليك منها لتتجاوز عني وتقبل عذري وتدخلني
في �سعة رحمتك التي و�سعت كل �شيء.
تاءاضإ
(يا رب �أرحم �ضعف بدين ورقة جلدي ودقة عظمي)
�أيها العزيز تارة ينادي الأمير Aربه با�سمه اللهم �أي
يا اهلل لما له من خ�صائ�ص عظيمه ا �شرنا الى بع�ضها ومن
خ�صائ�صه انه يناجي به ويبتهل اليه به وكذا يثبت الإ�سالم به
فهو داخل في �شهاده التوحيد �أ�شهد �أن ال �إله �إال اهلل.
و�أخرى ينادي الأمير ربه ب�صفة الربوبية لأنها ت�ستبطن
التدبير والحاكمية يا رب �إن بدني �ضعيف وجلدي رقيق تدميه
ال�شوكة وعظمي دقيق تك�سره العثرة ،ارحم هذا ال�ضعف من 96
عبادك لأن هناك الكثير ممن خلقت اعظم من خلقي فارحم
هذا الجلد الذي هو مركز الإح�سا�س فال تدخلني في النار
ولذلك يقول تعالى ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ ((( لم
يقل كلما ن�ضجت عظامهم لأن مركز االح�سا�س الجلد والعظم
((( الحاقة ،الآية.٣٢ - ٢٩ :
((( الن�ساء ،الآية.٥٦ :
ﭽﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﭼ
ميت فكلما ا�ستوى الجلد �أو احترق اعاد خلقه ليبقى الإن�سان
ي�شعر بالعذاب ولذلك يا ربي جلدي رقيق وعظمي دقيق فال
تحرقني بالنار.
تاءاضإ
(يا �إلهي و�سيدي وربي -اتراك معذبي بنارك بعد توحيدك
وبعدما انطوى عليه قلبي من معرفتك ولهج به ل�ساين من ذكرك
واعتقده �ضمريي من حبك).
انا�شدك و�أناديك مرة �أخرى يا �سيدي لأنك ال�سيد المطاع
المدبر ف�ساد في حكمه كل مخلوقاته وربي الذي دبرت كل
قوانين الكون والموجودات �أيمكن يا �إلهي اتراك معذبي �أن
تعذبني بعد كل الطافك ورعايتك وتربيتك يا رب ك�أن ح�سن
ظني بك يركن الى عدم تعذيبي لأنه ال حد لكرمك ورعايتك 98
الذي �شعرت به في حياتي حتى ال�شهيق والزفير لو �أنك منعته
لتوقفت حياتي فكل هذا من عطائك ومنك رفة رم�شى ،طعامي
و�شرابي حركة يدي و�أناملي تكبيري وتكثيري بعد �أن كنت
وحيد ًا فقير ًا كان بمنك وعطائك ف�ض ًال عن عقلي ومنطقي
بعد جهلي وقلة معرفتي يا �إلهي كل �شيء منك و�إليك وبلطفك
ورعايتك كل هذا الكرم الوا�سع والرعاية ال�شامله يمكن �أن
تتخلى عني عندما احتاج اليك في �آخرتي �إن ح�سن ظني بك
يمنعني ان افكر هكذا وهذه �أيها الأحبة مخاطبة الر�أفة الإلهية
من العبد الذي اقر بالعبودية واعترف بالتوحيد لك لم �أ�شرك
بك �شي�أً �أواحد ًا ال في عقيدتي وال في طاعتي وعملي كما فعل
الكثير من �أهل الأديان.
اخرجت من قبلي وعقلي كل معبود �سواك فلم يتربع على
عر�ش قلبي �إال �إله واحد �أحد ال �شريك له هو �أنت يا �إلهي حتى
عندما قمت بالعمل لم �أجد �أحد ًا و�أنى يكون لهذا الأحد معك
ان يرزقني ولم �أجد �أحد ًا يطعمني �أو ي�سقيني ويرعاني �أنت
وحدك رزقت ولذلك �أوحدك كما وحدتك كل الأنبياء� ،أيها الأحبة
لقد جا�ؤا بكلمة واحده� ،أن �أعبد اهلل الذي ال �إله �إال هو مالك
تاءاضإ
تاءاضإ
بالفطره والقر�آن الذي انتهل منه ر�سو ل الإ�سالم و�أهل بيته
الأطهار ترجمان القر�آن لو�صل �إلى حقيقة التوحيد عن طريق
واحد توحيد الذات وال�صفات وعدم م�شاركة �أحد معه فيها
(�سبحانه وتعالى عما ي�شركون) (ولهج به ل�سان من ذكرك
يا رب ف�أنت دعيتني �إلى ذكرك وامرتني به ووفقتني الذكرك
فلك الحمد على ذلك (واعتقده �ضميري من حبك) انا يا رب
في حبي اياك عا�شق وله متيم ،و�صل حبك الى �شغاف قلبي
فملك كل كياني وجوارحي وم�شاعري ف�أحببتك لأنك �أني�سي 100
وجلي�سي مع�شوقي ومالذي لأنك ت�ستحق �أن تحب و�أن تع�شق
ف�أنت قلت :
ﭽ ﮉﮊﮋﮌﮍ ﭼ
(وبعد �صدق اعرتاف ودعائي خا�ضعا ً لربوبيتك)
بعد هذه الجولة من الإعتراف بين يديك اعتراف �صادق
من القلب والعقل ،وبعدهذا الدعاء لك ال ل�سواك مما ذكرته
بين يديك وال�صدق �أيها الأحبة هو الو�سيلة لقبول العمل
و�إ�ستيجاب التوبه والنظر من اهلل تعالى ف�إذا قمت في الدعاء
فانطق بكلمات ال�صدق في االعتراف والتوبة ،و�إال ا�ستحققت
الخ�سران لأن اهلل تعالى يوم القيامه �سيف�ضح �آمرنا فنحن
نقول في �صالتنا ع�شر مرات �إياك نعبد و�إياك ن�ستعين -وربما
تكون كاذب ًا �إذا كنت تعبد معي غيري وت�ستعين معي بغيري و�أنا
ال �أر�ضى ب�أن تعبد �أو ت�ستعين ب�أحد �سواي ف�صدق الأعتراف
والخ�ضوع هو الأ�سا�س في قبول التوبة والطريق الى المعرفة
وت�أكيده على �صدق الأعتراف لأن الإن�سان قد يخ�ضع باالعتراف
تحت ت�أثير ما لكنني اعترف ب�صدقٍ بربويتك و�سلطانك .
تاءاضإ
تاءاضإ
ب�إر�ضك ورزقتهم من كل النعم والثمرات وقربتهم منك فمن
يفعل ذلك وهو الكريم ال يمكن �أن يبعدهم وهم يعودون �إليه.
�أو ت�سلم �إلى البالء من كفيته ورحمته� ،أعظم البالء �أيها
العزيز دخول النار لي�س �شر ب�شر بعده الجنة وال خير بخير
بعده النار لوجمع كل خير الدنيا لك و�آخرتك �إلى النار فما
فائدة هذا الخير ولو جمع لك �سلطان الدنيا وذهبها وجواهرها
وق�صورها وخدمها وكنت ذا �صحة جيدة وتنعمت مدة ثم �إلى
النار فما هو هذا الخير ولو ع�شت كل م�أ�ساة الدنيا وبالءتها 102
ثم كان �آخرتك الى الجنة فما قيمة هذا ال�شر �أو ال�س�ؤ الذي
عانيته هذا منطق علي Aانا م�ستعد �أن �أتحمل كل �ألوان
البالء والألم وال�ش ّدة والفقر والمر�ض المهم �أن النتيجة الى
الجنة فليكن كل هذا البالء ما دام في ر�ضاك يا رب.
ف�أنت يا رب تكفلت بي ورحمتني فال ت�سلمني للبالء لأنني
ال �أقوى عليه وربما ا�سقط امامه فاحفظني كي ال ا�سقط وانت
قلت ليﭽﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﭼ.
تاءاضإ
(وعلى جوارح �سعت �إىل �أوطان تعبدك طائعة -وا�شارت
با�ستغفارك مذعنة )
وبعد هذا الإيمان والو�صول �إليك بالدليل والبرهان انقادت
نف�سي اليك وقامت جوارحي بين يديك و�سعت ارجلي الى كل
مواقع طاعتك التي امرتني �أن اعبدك فيها كالذهاب الى
الحج حيث قلت ﭽﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﭼ
((( .و�إلى بيوتك في الأر�ضﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭼ 104
((( وجعلت الثواب العظيم على �صالة الجماعة والم�شي الى
الم�ساجد فاذعنت يا رب كل جوارحي بالإيمان بك وتوحيدك
وكانت �إ�شا رات توحيدها ال�سي ُر الى بيوت طاعتك في الأر�ض
وتحريك الل�سان بالإ�ستغفار وا�شارة الجوارح بذلك حتى �إذا
((( �آل عمران ،الآية.٩٧ :
((( الجن ،الآية١٨ :
ما �سولت لي نف�سي وعدت الى المع�صية ذكرت ورجعت الى
اال�ستغفار النني يا رب ال املك الع�صمة للأمتناع عن الخطاء
�إال بالإرادة والتوفيق ولذلك تغلبني نف�سي تارة و�أغلبها �أخرى
قال تعالىﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ
ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ(((.
تاءاضإ
رب ال طاقة لي على تحمل غ�ضبك وال طاقة لي على انتقامك
وال حيلة لي ب�سخطك لذلك �أن احتملت البالء والآم في الدنيا
فال ا�ستطيع �أن اتحمله في الآخرة.
لأن ال�سموات والأر�ض يا رب ال تقوم �أو تقوى على �سخطك
فكيف بهذا العبد ال�ضعيف الذي ال يملك لنف�سه حو ًال وال قوة.
(يا �سيدي فكيف بي و�أنا عبدك ال�ضعيف الذليك الحقير
الم�سكين الم�ستكين) يا رب انا ا�ستح�ضر دائم ًا هذه المعاني
بين يديك ال �شعر بحقارتي مهما كنت عظيما وب�ضعفي مهما 106
كنت قوي ًا وبذلي مهما كنت عزيز ًا في قومي وم�سكنتي مها
كنت م�ستغني ًا عن النا�س فال ا�ستغني عنك لأنني الفقير �إليك
ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﭼ.
وا�ستكانتي �إليك بكل �أموري وحاجاتي حتى نف�سي احتاجه
منك �أيها العزيز �إذا كانت نف�سك ال تقبل مثل هذه الكلمات بين
يدي اهلل ف�أعلم �أنك من الم�ستكبرين الذين طردوا من رحمته
ا�شعر قلبك كل الوان الحقاره �أمام اهلل لأنك ال �شيء امامه
بل كل الوجود و�أعظم من في الوجود محمدDوعلي و�أهل
البيت Aال �شيء �أمام عظمه اهلل ولذلك نطق الإمام بهذه
الكلمات وهو المع�صوم والخليفة والزعيم والقا�ضي والحاكم
والمتوا�ضع وهو ما هو عليه من اجتماع اطراف المجد �إليه لأنه
جمع العلم والحلم والحاكميه والأمامه وخالفة خاتم النبين
وغيرها من �صفات الكمال الإن�سانيه للدنيا والآخرة ومع ذلك
ي�شعر �أمام اهلل بكل هذه الم�سكنة وال�ضعف لأننا ال �شيء امام
اهلل عز وجل واذا كان علي Aكذلك فمن نحن حتى ن�ستعلى
ونعجب بانف�سنا ومالنا وقوتنا وجمالنا ولم نح�صل على �شيء
من �صفاته Aلذلك �أيها الحبيب اتخذ علي ًا قدوتك في
تاءاضإ
(يا �إلهي وربي و�سيدي وموالي لأي الأمور �إليك �آ�شكو وملا منها
ا�ضج و�أبكي لأليم العذاب و�شدته �أم لطول البالء ومدته فلئن
حريتني للعقوبات مع اعدائك وجمعت بيني وبني �أهل بالئك
وفرقت بيني وبني �أحبائك و�أوليائك)
يا �إلهي فلي�س لي معبود ًا غيرك وربي فال مدبر لأموري
107 و�أمور الكون غيرك ﭽ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﭼ و�سيدي ف�أنت
�سدت الحياة ب�أنظمتها وهيمنتك عليها وموالي فال مولى لي
غيرك ين�صرني ويخل�صني ويحميني ماذا ا�شكو اليك لن �أي�أ�س
من رحمتك ولن �أقنط من عفوك ف�أنت دعوتني �إليك ﭽ ﮣ ﮤ
ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﭼ.
ولذلك �س�أ�شكوا �إليك لأنك القريب من عبادك ﭽ ﯭ ﯮﯯ
ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﭼ (((.
لأنني يا رب خائف من امرين من �شدة العذاب و�ألمه ومن
طوله وبقائه وكالهما ال احتمله لذلك قادتني نف�سي للبكاء بين
يديك ف�أعني بالبكاء على نف�سي فقد افنيت بالآمال والت�سويف
عمري فمن يخل�صني غيرك يا رب ها �أنا ا�ضج بين يديك
لتخل�صني وت�أمنني من �ألم العذاب وطول مدته و�أهل العذاب يا
رب هم اعدا�ؤك الذين تحدوا ارادتك وعبدوا �سواك وا�شركوا
بك �أو الذين تجاوزوا حدودك لكنني يا رب عندما ع�صيت لم
�أكن بربويتك جاحد وال ب�سخطك متعر�ض ولكن بليه عر�ضت
و�سولت لي نف�سي و�أعانني عليها �شقوتي وغرني �سترك المرخى
علي فالأن من عذابك من يخل�صني ومن �أيدي الخ�صماء غد ًا
تاءاضإ
ّ
من يع�صمني لذلك يا رب ال تجمعني مع �أعدائك الذي ابتليتهم
بالمع�صية فتعدوها وال تفرق يا رب بيني وبين �أحبابك �أهل
طاعتك الذين اخل�صوا لك الدين والعمل فكانوا �أوليائك بحق
لأنهم والوك ولم يوالوا �أحد ًا �سواك.
(يا �إلهي و�سيد وموالي وربي �صبرت على عذابك فكيف
�أ�صبر على فراقك وهبني �صبرت على ح ّر نارك فيكي �أ�صبر
عن النظر الى كرامتك) مرة �أخرى و�أخرى انت �إلهي ومعبودي
الذي طار فيك عقلي وانت ال�سيد الأمر الناهي و�أنت المولى 108
النا�صر المنجي المغيث المعطي و�أنت الرب المدبر المهيمن
على الكون كله.
لو �أنني يا رب ا�ستطعت ان ا�صبر على عذابك لأن الحبيب
يرى الألم من حبيبه هدية بل ي�شعربلذة في الألم والعذاب �إذا
تاءاضإ
�إلهي و�سيدي وموالي �صبرت على عذابك فكيف ا�صبر على
فراقك وهبني �صبرت على حر نارك فكيف ا�صبر عن انطر
الى كرامتك -ان كرامتك يا �سيدي ت�أبي �أن تعذب المحبوب
والعا�شق والمبتهل �إليك.
بل كل عزيز �أخذ عزته منك ف�أنت مذل كل عزيز ومعز كل
ذليل �أ�س�ألك بهذه العزة يا �سيدي يا من �ساد هذا الكون وموالي
ولي ليولي في الدنيا والآخر وال ّ فال �أوالي �إال من واليت و�أنت ّ
�سواك اق�سم �صادق ًا -ال مجال لأن اكذب معك يا �إلهي لأنك
تعلم خائنه االعين وما تخفى ال�صدور والمطلع على خفايا
الأمور وكا�شف كل م�ستور وعالم كل مغمور.
لئن تركتني ناطق ًا -متكلم ًا -لأنك تخر�س ال�سنة عبادك
111 في النار يوم ي�أتيهم النداء ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ (((.
ممنوع �أن يعبر عن �آهاته و�آالمه �إال �أن ي�أذن اهلل تعالى ف�إذا
تركتني �أنطق داخل النار فلن ا�سكت وابكي و�أت�أوه بل �أ�ضج
�إليك بحبي لك �أحدث �أهل النار عن م�شاعري عن الحب الكبير
والأمل الكبير الذي �أكنه لك و�س�أ�صرخ ب�أعلى �صوت منادي ًا لك
((( يو�سف ،الآية.٨٧ :
((( الم�ؤمنون ،الآية.١٠٨ :
ولرحمتك وعطفك �صراخ المحب اللذي ال ي�ألمه العذاب بقدر
ما ي�ؤلمه الفراق ،والبكين مع �صراخي بكاء الفاقدين للحبيب
المع�شوق ولأنادينك �أينما كنت � -أي في �أي مكان كنت �أنا فيه
�س�أناديك ولن يغيب ندا�ؤك عن ل�ساني وال حبك عن قلبي وقد
يقال اينما كنت �أي اينما كنت يا �إلهي ال بمعنى انك يخلو منك
مكان فانت في كل الأمكنة ومحيط بكل الأزمنة بل �أنت خالق
الزمان والمكان وربما المق�صود بكان التامه كان الوجودية ال
كان الناق�صة.
�س�أناديك يا ولي الم�ؤمنين النك ولي كل مخل�ص ومحب
وت�أب ،واما الخائن الكاذب الزاني وليه ال�شيطان ومن يطع
الزعماء وليه ال�سلطان � -أما الم�ؤمن وليه اهلل لأنه ال ينقاد
تاءاضإ
�إال لأمر اهلل -ف�إذا �أمره ال�شيطان وال�سلطان �أو الزعيم �أو
الع�شيرة ب�شيء يخالف �أمر اهلل ال يطيعهم لأن وليه اهلل ﭽﭑ
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ
ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ
ﭪ ﭫ ﭬ ﭼ ((( وقال تعالى ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ
ﮔ ﮕ ﭼ يعي�شون الوالية في اهلل واالنفتاح على �شريعة
اهلل في�صبحون كالعبد الواحد والكفار بع�ضهم �أولياء بع�ض
�أما الكفار والمنافقون �أوليا�ؤهم الطاغوت ولذا كل ما نراه من 112
�أحداث على م�ستوى الأمن والحروب على م�ستوى االقت�صاد
وال�سيا�سه او على م�ستوى االجتماع والأفراد كل من ي�ستعين
في ذلك بغير الم�ؤمنين على الم�ؤمنين فهو موال للطاغوت
ولي�س هلل حتى لو قال ال �إله �إال اهلل وحتى لو لب�س عمه ر�سو ل
تاءاضإ
وتعامله مع النا�س وكل اموره القر�آن و�شريعة اهلل تعالى .
ف�أنا غاية عبادتي لك معرفتك ومعرفتك يا رب تعطيني
الأمل في الخال�ص.
ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ (((.
تاءاضإ
الخ�ضوع واالنقياد �إليه كما قال �إهلل تعالى لإبراهيمA
(�إذا قال له ربه ا�سلم قال ا�سلمت هلل رب العالمين) ومن دون
نقا�ش �أو مجادلة لأن هذا االله ي�ستحق العبادة واالنقياد �إليه.
مع تمام عبوديتي لك يا رب فقد �سجنت بهذه النار
بمخالفتي (�سجن فيها بمخالفته) و�أنت عادل ال يمكن �أن
تظلم عبدك ف�إذا حب�سته في نارك حب�سته بذنبه وذاق طعم
عذاب النار بذنبه وتجر�ؤه عليك لي�صول في طبقاتها مطبقة
عليه بما اقترفت يداه من الذنب والجرم والجريرة وكلها معانٍ 116
لتعد حدود اهلل تعالى.
وقد ورد في بع�ض الأحاديث القد�سية �أن لجهنم �سبع طبقات
من نار ي�صول بع�ضها على بع�ض -وكذلك قوله تعالى :ﭽ ﮥ
ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ
فارحم نف�سك يا عبد اهلل ف�أن الجلد رقيق والعظم دقيق
والنار لظمي والمنادي ا�سرافيل والقا�ضي رب العالمين ،لأن
احدنا �إيها العزيز يت�أذى من ح ّر ال�شم�س وحرارة الإم�ضاء
فكيف يحتمل هذه النيران نعوذ باهلل تعالى فاتقي هذا الحاكم
الذي ال حاكم معه وال وا�سطه لديه كما هي و�سائط الدنيا
عند زعمائها ونافذيها فاهلل تعالى وحده مالك يوم الدين
والمحا�سب لجميع العالمين.
تاءاضإ
الممكن �أن يبكي الإن�سان �أويخ�شع ولكنه يعي�ش �شائبة ال�شرك
في طاعته �أوفي طلب حاجته �أو غير ذلك ولكن �أهل التوحيد ال
يرون تدبير ًا لهم في كل �أمورهم وحياتهم و�أنفا�سهم ودنياهم
و�آخراهم �إال اهلل �سبحانه وتعالى ولذلك �أهل التوحيد يعي�شون
�صدق المعنى و�صدق الإرتباط مع اهلل الذي يظهر من كل
حرف من حروف هذا الدعاء العظيم لأمير الم�ؤمنينA
الذي هو المع�صوم ولكنه ينزل نف�سه منزلة المق�صرين مع �أنه
موحد ب�صدقٍ خال�صٍ ر�أ�س من عرف التوحيد و�أعظم ل�سانٍ 118
هلل بعد ر�سول اهللDلأن التوحيد عند علي Aهو الأ�سا�س
في ال�صدق والخ�شوع والبكاء والأنقياد وكل �شيء من �شرائع
اهلل ا�سا�سه التوحيد ال �إله �إال اهلل رب ال�سماوات والأر�ض وما
بينهما وما تحت الثرى ما من �إله غيره �سبحانه وتعالى عما
ي�شركون.
(ويتو�سل �إليك بربوبيتك)
وهذا قمة الروعة في التو�سل �إلى اهلل عز وجل بحيث يتو�سل
الىاهلل بربويته التي اعطت الوجود كل �ألوان الإفا�ضات فالكثير
من النا�س �أيها الأحبة �صنعوا المح�سو�س لعدم يقينهم بالغيب
ليجعلوه طريقًا في التو�سل والإبتهال �إلى اهلل لأنهم �أدمنوا
فكرة الو�سائط الدنيوية وال�شفاعة الب�شرية ليقدموا �أمام
حاجة يريدونها من يملك المكانه �أو القوة عند القادر عليها
فظنوا ذلك بالإله جه ًال منهم بقدرته وعظمته وقربه بل ترقوا
في جهلهم ليقولوا �إن ربنا �أجل من �أن نناديه لذلك نحتاج �إلى
وا�سطه يرجع �إليها في الطلب والحاجة واال�ست�شفاء وما �إلى
تاءاضإ
ذلك ف�أخذت مذاهب ال�سنة تلجاء الى هذا الولي وذاك ال�شفيع
و�أخذت الن�صارى تلجاء الى عي�سى ومريم و�أخذت اليهود تلجاء
الى عزير وحائط المبكي وهكذا البوذين �إلى بوذى مع فارق
الديانة بين �أهل الكتاب وغيرهم وهكذا الزرد�شتيه وغيرهم
حتى انني ر�أيت في تقرير متلفز عن البوذيين وحجهم يقطعون
م�سافات طويلة �إلى �أعالي الجبال ويربطون الأقم�شة في تلك
المقامات كما يفعل �أهل الأديان الأخرى عند المذبح وكما
119 نفعل و�أن كنا ال نعار�ض التبرك لكن ال �أن يتحول ذلك �إلى دين
و�إلى م�ؤثر في حركة الإن�سان وهذه الفكرة لي�ست وليدة دين بل
هي وليدة فكر ب�شري تلم�س المح�سو�س فعبد الكواكب لكبرها
�أو �ضوئها �أو حراراتها ثم عبد الأ�صنام حتى حول بع�ض من
في التاريخ من قوم نوح عباد ًا �صالحين �إلى �أ�صنام يخلدوا
ذكرهم ثم مع مرورو الزمن عبدوهم }وقالوا ال تذرن الهتكم
وال تذرن ود ًا وال �سواعا وال يغوث ويعوق ون�سرا وقد ا�ضلوا كثير ًا
وال تزد الظالمين �إال �ضالل{ (((.
حتى ان بع�ض الفرق التي تفرعت عن خط �أهل البيت
Aالذي يمثل الإ�سالم ال�صحيح والقر�آن ال�صريح ت�أولوا
ا�شخا�صهم ون�سبوا اليهم ما لي�س فيهم كالكي�سانيه والأفطحية
التي ترجع �إلى عبد اهلل االفطح ابن الإمام ال�صادقA
والمغيرية ن�سبة المغيره بن �سعيد من ر�ؤو�س المغالين والى
زمن ال�شيخية والبابيه الذين زادوا وامعنوا في ت�أليه ا�شخا�ص
الأئمة وذواتهم جعلوها مثل الذات الإلهية كما في بع�ض ادعية
رجب حيث قالوا عن الأئمة Aال فرق بينك وبينهم �إال �أنهم
تاءاضإ
عبادك» واهلل تعالى يقول لي�س كمثله �شيء فهذه الفكرة تج�سيم
الذات الإلهيه وحلولها في ذات الأئمة ،Aوزادت هذه
الأفكار وانت�شرت في زماننا انت�شار ًا وا�سع ًا بوجود الف�ضائيات
وحمل هذه الأفكار بع�ض من �أهل زماننا على �أن الأئمةA
يخلقون ويرزقون ب�إذن اهلل عزوجل كما فعل عي�سى .A
وفاتهم �أن هذه معجزة عي�س Aالداله على نبوته ال
كرامة له لتكون له ولغيره وفاتهم ان عي�سى Aمجرد
�صانع ل�شكل الطير من الطين ليكون طير ًا ب�إذن اهلل �أي ليدب 120
الروح فيه اهلل تعالى ولي�س عي�سى وفاتهم نفي االئمةA
عن انف�سهم انهم ال يملكون امر الخلق والرزق وهذا ما رواه
ال�صدوق في عيون اخبار الر�ضى Aب�سنده �إلى يا�سر
الخادم قال قلت للر�ضا Aانهم يقولون ان اهلل فو�ض �أمر
من ر�ؤو�س الغلو يقول بالتفوي�ض قال وما التفوي�ض قلت �أن اهلل
عزوجل خلق محمد وعلي ًا ثم فو�ض الأمر �إليهما فخلق ًا ورزق ًا
و�أمات ًا و�أحي ًا فقال كذب عدو اهلل �إذا رجعت �إليه فاقراء عليه
قوله تعالىﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ.((( -
وهكذا نفى الإمام ال�صادق عن نف�سه �أنه يرزق ب�إذن اهلل
كما �أدعى المف�ضل بن عمر ويدعى الكثيرون في زماننا من �أن
121 اهلل ينزل الرزق �إليهم وهم يفي�ضونه علىالعباد.
روى عبد اهلل بن م�سكان قال دخل حجر بن زائده وعامر بن
جذعان على �أبي عبد اهلل Aفقال جعلنا فداك المف�ضل
يقول انكم تقدرون ارزاق العبادفقال Aما يقدر ارزاق
العباد �إال اهلل ولقد احتجت الى طعام لعيالي ف�ضاق �صدري
تاءاضإ
واالئمة بل حتى ادعى بع�ضهم للأحجار الكريمة ت�أثير ًا وللخرق
المباركه بالمقامات ول�سبحه هنا وللرايات وما �إلى ذلك مما
يبتدعه �أهل هذا الزمان.
طبع ًا نحن هنا ال ننفي التبرك بالمقامات ولكن ننفي ت�أثير
هذه الخرق بال�شفاء وق�ضاء الحاجة لأن ال�شافي هو اهلل ببركة
�صاحب المقام لذا نطلب من اهلل تعالى بمكانه �صاحب المقام
عنده بال�شفاء والحاجة عند اهلل هذا ا�صفى للتوحيد و�أقرب
الى اهلل و�أحب الى الأئمة لأنهم هم Aعلمونا ذلك وقد م ّر 122
بع�ض هذا الكالم عند �شرح كلمة (وا�ست�شفع بك �إلى نف�سك)
فراجع عن معنى التو�سل وال�شفاعة.
فالأمير �أيها الأحبة يريدنا �أن نتو�سل الى اهلل بذاته و�صفاته
وهو �أرقى �أنواع التو�سل وقد علمنا هو ،Aفي رواية �أن
نتو�سل بالنبيDحيث قال ل�صاحبه قل اللهم �أني اتو�سل �إليك
بنبيك نبي الرحمة محمد وب�إل�ش�أن الذي له عندك وب�أهل بيته
علم على العالمين �إال ما ق�ضيت حاجتي. الذين اخترتهم على ٍ
وال يخفي عليك �أنه وجه الخطاب هلل متو�س ًال بر�سوله �إليه
ولم يطلب من ر�سوله مبا�شرة كما نفعل.
وهكذا في رواية الباقر Aكما رواها في الم�ستدرك
عندما �س�أله رجل كيف يتو�سل قال قل اللهم �إني �أتو�سل �إليك
بنبيك نبي الرحمة محمد وبال�ش�أن الذي له عندك وبعلي وليك
وبال�ش�أن الذي له عندك ...ثم تطلب حاجتك.
وهذا ما نجده في كل الأدعية ال�صحيحة لالئمةA
حيث يطلبون من اهلل بمحمد و�آله Aففي دعاء طلب
الحاجات مث ًال في نهايته (فا�س�ألك بك وبمحمد و�آله ان ال
تردني خائب ًا) ،ال�س�ؤال والتو�سل والإبتهال من اهلل بذاته بنبيه
تاءاضإ
تاءاضإ
ال يملكون لأنف�سهم نفع ًا وال �ضر ًا وال موت ًا وال حياه وال ن�شورا
ومن ال يملك هذه الأمور كيف يعطيها ليتو�سل �إليه بها لذلك
ينبغي �أن نتو�سل �إلى اهلل بهم في طلبها ال �إليهم قال تعالى
ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ
(((
ﭯﭼ
فهذا الأمير و�صفاء التوحيد عنده وكالمه الذي ال يخالف
القر�آن ونهجه الم�ستقيم من الإنقياد الى الرحمن يتو�سل الى 124
اهلل بذاته وبربويته وبل�سان �أهل التوحيد الذين �صفت عقيدتهم
وتوحيدهم وابتعدوا عن كل �شائبة �شرك في عقولهم وعقيدتهم
وحتى الفاظهم فلم تنطق ال�سنتهم لفظة يمكن �أن يكون فيها
�شائبة �شرك كقولك توكلت عليك وعلى اهلل �أوالحلف بحياتك
(�أم كيف ت�ؤمله النار وهو ي�أمل ف�ضلك ورحمتك �أم كيف يحرقه
لهيبها و�أنت ت�سمع �صوته وترى مكانه).
ال يمكن �أن ات�صور يا رب و�أنت �صاحب الف�ضل الجميل
والرحمه الوا�سعه ان ت�سمع �صوتي و�أنا �أتعذب ومكاني و�أنا
احترق وال تخل�صني (�أم كيف ي�شتمل عليه زفيرها و�أنت تعلم
�ضعفه �أم كيف يتغلغل بين اطباقها وانت تعلم �صدته).
125 فيا ربي �أنت تعلم �أني �صادق في توبتي ال تتركني �أ�صول بين
طبقات جهنم وال تجعلها تحيط بي من كل جهاتها و�أنت تعلم
�ضعفي �أنا�شدك بقوتك �أن تعفو عني.
(�أم كيف تزجره زبانيتها وهو يناديك يا رباه� ،أم كيف يرجو
ف�ضلك فمن عتقه منها فترتكه فيها هيهات ماذلك الظن بك
وال املعروف من ف�ضلك وال م�شبه ملا عاملت به املوحدين من
برك واح�سانك).
يا ربي �أناديك نداء الم�ستغيث بك فال تتركني وم�صيري
لتزجرني مالئكتك كلما ناديتك �أمرتني بال�صمت � -أو بادلتني
بالإهانة } قالوا يا مالك ليق�ضى علينا ربك قال ا�ض�ؤا فيها وال
تكلمون{.
�أنا�شدك يا رب بف�ضلك الذي افا�ض الخير لأنني ال ا�ستحق
�أن انا�شدك بعد كل هذه المعا�صي ف�أنا الم�ستحق للعذاب
لأنك ال تظلم �أحد ولكن لك ف�ضول وزيادة حتى من الرحمة
ف�أنا�شدك بها يا رب لتعتقني من النار فخل�صني بف�ضلك ان لم
ا�ستحق رحمتك وعفوك هيهات ُبعد يا رب ذلك �أن تعذبني و�أنا
ارجوك وان تتركني واناديك وتزجرني المالئكة و�أنا انا�شدك.
تاءاضإ
لأنني ال �أظن فيك �إال الظن الح�سن فمن و�سعت رحمته
كل �شيء �ست�سعني رحمته ومن عم ف�ضله الوجود �سيعمني
كذلك الن هذا هو المعروف من ف�ضلك ولأنك هكذا تعامل
�أهل توحيدك المق�صرين من عبادك ف�إنك تعاملهم بالبر
والإح�سان والعفو والإمتنان ال بالعدل واال�ستحقاق للعذاب.
تاءاضإ
(((
تاءاضإ
الكاتبين ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ
ﭯﭰﭱﭲﭼ
(((
ما قام به من �سرقة �أ�ؤ ظلم �أو غير ذلك قال تعالى ﭽ ﮤ ﮥ
ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ -نور -24فتارة
ي�أمر تعالى با�سكات الفم لت�شهد الجوارح و�أخرى يطلق الل�سان
امعان ًا في الإذالل و�إقامة الحجة على �صاحبه فيراه ينطلق في
االعتراف �أمام اهلل من دون �إراده لتحريكه وهكذا الأيدي
والأرجل بما �سعت في الحرام وم�شت �إليه وهكذا قال تعالى
عن �شهادة الجلود ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ
131 ﭙﭚ ﭛﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﭤ ﭥ
ﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮ ﭯﭰﭱ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ(((.
ربما ت�س�أل �أيها العزيز لماذا ت�شهد هذه الجوارح وما
الحاجة الى ذلك فاهلل تعالى هو المطلع على كل �شيء وبيده
((( ي�س ،الآية.٦٥ :
((( ف�صلت ،الآية.٢٢ - 21:
كل �شيء فال حاجة الى تلك ال�شهادات؟ الجواب ان الإن�سان
ربما ينكر ما قام به فيكذبه ب�شهادة ل�سانه و�سمعه وب�صره بما
نطق من حرام �أو ايد ظالم ًا �أو �سمع حرام ًا من غيبة �أو نميمة
�أو غيرها �أو نظر الى ما حرمه اهلل عليه وهكذا يده ورجله
وجلده وثاني ًا امعان ًا في اذالله و�إهانته وتحقيره لأنه تجبر على
اهلل �سبحانه وثالث ًا لكي ال ي�شعر �أحد من الحا�ضرين لمحاكمته
انه مظلوم �أو يرق لحاله واهلل العالم بحقائق �آياته.
وهناك �شهود �آخرين لم يذكرهم الأمير Aهنا مثل
�شهادة الر�سول و�شهادة الأمه -ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭼ(((.
ولذا �صح �أن نقول عن الأنبياء واالئمة � Aشهداء بهذا
تاءاضإ
المعنى ولي�س بمعنى �أنهم ماتوا قت ًال �إذ لم يثبت �أنهم جميع ًا
ماتوا قت ًال �أو �سم ًا اعتماد ًا على حديث مو�ضوع من قبل بع�ض
الفرق وهو ما منا �إال م�سموم �أو مقتول.
وهناك �شهادة الأر�ض ولذى ي�ستحب للإن�سان �أن ي�صلي في
كل مكان ينزل فيه ركعتين الى غيرها من انواع ال�شهود.
واعظم هذه ال�شهود �شهادة اهلل تعالى الذي ذكره الأمير
Aثالث ًا فما خفى عن الملكين يحفظه اهلل تعالى لأنه
الرقيب الذي ال يغفل ﭽﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﭼ ((( �آية الكر�سي . 132
�أي ال ت�أخذ غفلة وال بمقدار رم�شة �أو اقل وقال تعالى ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ
ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ
(وان توفر خطى من كل خري انزلته �أو اح�سان ف�ضلته �أو بر ن�رشته
�أو رزق ب�سطه �أو ذنب تغفره �أو خط�أ ت�سرته).
يا رب بعد ما ابتهلت �إليك وخ�شعت لك وتو�سلت با�سمائك
و�صفاتك وتبت واعترفت �ألح في الطلب لكي ال تحجني الى
غيرك وال تقطع برك و�إح�سانك عني ف�إني محتاج �إليك في
كل لحظات حياتي وانفا�سي ورزقي لذا يا رب �أكثر من رزقي
واجعل حظي وفير ًا فيه من الإح�سان الذي تف�ضله لأن لك
ف�ضول غير ما تق�سم لعبادك وكذلك يا رب ا�سلمني مع من
133 تغفر ذنبه وت�ستر خط�أه.
تاءاضإ
�أعلمه انامنها تعلم فقري وفاقتي و�شدة حاجتي �إليك.
ﭽﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﭼ
ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﭼ ((( و�إذا
ذكرنا اهلل �أيها الحبيب ف�سيذكرنا ...وليت�صل الذكر بخدمه
تاءاضإ
تاءاضإ
على قلبي وال�سكينة الى روحي والعزم في ارادتي والأنطالق
في الحياة اليك بطاعتي.
(ق ّو على خدمتك جوارحي وا�شدد على العزمية جوانحي حتى ا�رسح
�إليك يف ميادين ال�سابقني و�أ�رسع اليك يف املبادرين وا�شتاق �إىل
قربك يف امل�شتاقني و�أدنو منك دنو املخل�صني واخافك خمافة
املوقنني واجتمع يف جوارك مع امل�ؤمنني).
اجعل هذه الجوارح في اداء فرو�ضك وطاعتك ولتكن كل 136
اع�ضائي الخارجية في جنب طاعتك ولتكن كل اع�ضائي
الداخلية في جنب طاعتك ولتكن جوانحي الداخلية اي
الجوانح م�شدودة بعزم الإرادة في خدمتك لتنطلق هذه
الجوارح والجوانح م�سرعة الى ميادين ال�سابقين الى الطاعة
والفوز بالر�ضوان مبادرة �سباقه لنيل الغفران م�شتاقه للقاء
حبيبها ومع�شوقها لأنها عا�شت �ألم هذه الحياة الدنيا لتدنو
وتقترب منك �أكثر مع الذين اخل�صوا لك اعمالهم وعا�شوا
كل التحديدات لأجل ر�سالتك والتزموا الحق ولو وقفت الدنيا
ب�أ�سرها في وجهوههم لأنهم خافوك مخامة الذي الي�شك
بقوتك وعظمتك وقهرك و�ألوهيتك و�أجمعني يا ي رب في
نهاية المطاف في جوارك في الجنة مع الم�ؤمنين.
تاءاضإ
حمد و�شكر وذكر وثناء لأنك الموفق لذالك يا رب.
وقلبي بحبك متيم ًا يا رب من حبي لك وع�شقي �إليك الذي
ملك قلبي وعقلي حتى امتلأ الى �شغاف القلب.
فيا رب اجعلني خليلك كما جعلت ابراهيم ومعنى الخليل
عند العرب توحد حبه لمحبوبه وهي رتبه ال تقبل الم�شاركة
ولذا كما كان ابراهيم كان محمد Dحبيب اهلل وخليله.
ثم ي�أتي في المرتبة الثانية الخلية وهي الم�صادقة والمودة
من المخامله ثم ي�أتي ثالثا الغرام فهو الحب الالزم ثم رابع ًا 138
من مراتب الحب الهيام اي المتعط�ش في حبه وهيامه مع
مع�شوقه كالمجنون.
ثم خام�س ًا حب التدلي الذي يوجب ذهاب العقل من الحبيب
فيرتكب الجرائم لر�ضاه ثم �ساد�س ًا الوله ذهاب العقل والتحير
من �شدة الوله.
ثم التعبد �أو المتيم ثم الهوى وال�شغف والغرام وال�شوق الود
الع�شق ،كلها تعابير للحب من مراتبه �أو مراتب الهيام.
و�أج ّلها معنى هو ع�شق المتيم الذي ملئ �شفاف القلب ولم
يذهب العقل فو�صل الى العبوديه لمع�شوقه وهذه مرتبة ال
ت�صلح �إال هلل عز وجل فيا رب حبي لك حب المتيم الذي ملئت
كل حوا�سه وجوارمه وقلبه وعقله حبك وع�شقك فر�آك اه ًال
للعبادة فعبدك انا يا رب اريد ان ا�صل الى هذه المرتبة التي
�أراك فيها وال �أرى غيرك وا�سعى لر�ضاك وحدك وهذا بالفعل
ماو�صل اليه الأمير Aحيث قال ما ر�أيت �شيئ ًا �إالور�أيت
اهلل معه وقبله وبعده فهو �إذا ر�أى ال�شجر ر�أى اهلل وعظمته
تاءاضإ
تاءاضإ
والتجر�أ عليك ولم تلج�أنا �إلى �أحد �سواك ولم تجعل في دعائنا
ببيننا وبينك من ي�شفع لنا �إليك فهذا هو قر�أنك وندا�ؤك
ولي�س كما يقول القائلون من �أننا ل�سنا م�ؤهلين �أن نخاطب اهلل
�سبحانه فتخاطب النبي Dو�أهل بيته Dومن قال انكم
م�ؤهلون �أن تخاطبوا النبي� Dأو علي Aف�أين �أنتم منهم
ولكن اهلل دعانا لدعائه بدون وا�سطة ودليلنا �آياته والروايات
اي�ض ًا ولي�س محلها هنا و�ضمنت الإجابة فقلت ادعوني ا�ستجب
لكم. 140
فها �أنا يا رب ارفع ر�أ�سي الذي ذللته بال�سجود لك لتقبلني
و�أمد يدي �إليك لتنزل رحمتك علي فقد وجهت وجهي اليك
يا فاطر ال�سموات والأر�ض �أ�س�ألك بعزتك �أن ت�ستجيب دعائي
وت�سمع ندائي.
ويا ليت ان تعطيني ا�شارت وعالمات التوبة كما ارجوه منك
واتمناه في دنياي و�آخرتي واجعل وجهي و�شوقي وحبي وعملي
مو�صوال بف�ضلك الذي ال حد وال نهاية له.
واكفني �رش اجلن والأن�س من اعدائي يا �رسيع الر�ضا اغفر ملن ال
ميلك �إال الدعاء ف�أنك فعال ملا ت�شاء).
يا كافي العباد اكفني مرة �أخرى اطلب منك كفاية �شرمن
علي عاندني �شر ح�سادي و�أعدائي لأنك تكفي كادني وبغى ّ
من كل �شيء وال يكفي منك �شي من �شر الجن وو�ساو�سهم
ومكائدهم ومن �شر الأن�س ح�سدهم ومكرهم �أكفني م�ؤنة
�إن�سان �س�ؤ و�سلطان �س�ؤ وجار �س�ؤ وربما نحتاج في هذه الأيام
ان نقول وم�ؤمن �س�ؤ مع الأ�سف كما في هذا الزمن لأن �شرور
تاءاضإ
تاءاضإ
الم�ؤمن يجب ان يلج�أ الى ذكر اهلل ل�شفاء �سقمه وهدوء روحه.
ثم يلتزم طاعته �سبحانه ب�أداء فرائ�ضه واالبتعاد عن
نواهيه ليعي�ش الغنى النف�سى والروحى من هنا �أيها الحبيب
تح�صل القناعة فال فقر ي�سقطه �أمام حاجته وال هوى يركعه
�أمام �شهوته.
ولكن يا رب تارة اقوى على نف�سي فاقيم �أودها و�أ�صلح
امرها فاغلبها واخرى ت�صرعني فاتبع هواها ولكنني عندما
اذكرك ينتع�ش قلبي وت�سكن روحي فلي�س لي حيلة اقدمها نادم ًا 142
�إال البكاء لأني ال �أملك غيره فهو �سالحي الذي يعينني على
التوبة مع رجائي بعفوك لأنه غاية ما �آمل واملك في دعائي
اليك لأنك يا رب تحب التائبين المنبين البكائين الراجيين
لرحمتك والعاملين بطاعتك.
تاءاضإ
عن ال�شيخة والبابيه ومن قبلهم من الطلب الى محمد و�آله من
باب �أنه لي�س لنا �أهلية الطلب من اهلل عز وجل مبا�شرة.
وثالث ًا اعلم ان �صالة اهلل تعالى على محمد و�آله رحمه
و�صالة المالئكة تزكية و�صالتنا دعاء والدعاء بهم م�ستجاب
ان�شاء اهلل �إال �أن يكون هناك مانع �آخر ي�ؤخر الإجابة.
ف�أنا يا رب ا�س�ألك بمحمد و�آله �أن تفعل بي ما �أنت �أهله
من الرحمة والمغفرة والعفو والجود والكرم وال تفعل بي ما �أنا
�أهله من ا�ستيجاب ال�سخط والطرد من رحمتك لبعدى عنك 144
وتجرئي عليك وا�ستخفافي بك في الخلأ والملأ.
واختم مرة اخرى بال�صالة على محمد ر�سولك واالئمة
الميامين من �آله واطلب منك كما امرتني ان ن�سلم عليهم
�سالم ًا كثير ًا.
وختام ًا �أيها العزيز تع ّلم كيف يتو�سل �أهل البيت وكيف
يعلموننا التو�سل لأننا ن�أخذ منهم ال من النا�س و�إليك ما ورد
في فقه الر�ضا Aمن قوله بين الآذان والإقامة معلم ًا ايانا
ذلك قال Aاللهم رب هذه الدعوة التامة وال�صالة القائمة
�صلى على محمد و�آل ومحمد و�أعطي محمد يوم القيامه �س�ؤاله
�آمين رب العالمين.
اللهم �أني اتوجه �إليك بنبيك نبي الرحمة محمدD
و�أقدمهم بين يدي حوائحي ف�صلى عليهم و�أجعلني الحظ �أيها
الحبيب �صفاء والتو�سل كيف يطلب من اهلل بهم وال يطلب
منهم واجعلني بهم وجيه ًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين
و�أجعل �صلواتي بهم مقبولة ودعائي بهم م�ستجاب».
وعندما جاء رجل الى علي Aطالب ًا �أن يعلمه كيفية
التو�سل قال Aقل اللهم �إني اتوجه اليك بنبيك نبي
تاءاضإ
تاءاضإ
و�شرط الأدب مع اهلل وخلوها من كبائر ال�شرك باهلل عز وجل
ونحن نعلم من القر�آن -ان الرازق هو اهلل وال وا�سطة عنده
في البين هو ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ
ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ
ﯽ ﭼ (((وهذه الآية علمها ال�صادق Aلزراره عندما جاءه
وقال ب�أن فالن من المغالين يقول انكم ف ّو�ض اليكم �أمر الرزق
والخلق فقال كذب عدو ا هلل �إذا ر�أيته فاتلو عليه هذه الآية.
الى دعاء الآذواد في رجب الذي يقول في بع�ض فقراته وهو 146
من كتابه ال�شيخيه كما يقول الإمام الخال�صي في كتابه علماء
ال�شيعة في مواجه البدع والخرافات وهو ي�صف االئمة في هذا
الدعاء (ال فرق بينك وبينم �إال �أنهم عبادك) وهل هذا �إال
عقيدة الن�صارى بعي�سى Aالي�س هذا �شرك باهلل الذي
147