Professional Documents
Culture Documents
الخطأ في الرياضيات
الخطأ في الرياضيات
1
مقدمة:
–Iمصادر األخطاء.
الخطأ النابع من الوضعية الديداكتيكية. -1
2
مقدمة:
الخطأ هو الفرق الكامل بين النتيجة المحصاة والهدف المراد تحقيقه ،أو أن تسلسل
األفكار كان نباؤه غير منطقي أو غير خاضع للمعايير المتعارف عليها من قبل مجتمع ما
أو مادة تعليمية ما أو غيرها.
ولقد عرف مفهوم الخطأ وكذا تمتلى من قبل المجتمع على العموم ومن قبل رواد
الحقل البيداغوجي والديداكتيكي خصوصا ،تطورات مهمة ،فبعدما كان ينظر إليه كفعل
سلبي يجب على الجميع تفاديه وعدم السقوط فيهن وينزل العقاب .معنويا كان أو ماديا ،بمن
سقط فيه أو ارتكبه ،أصبح الخطأ من البديهياتن والسقوط فيه ليس زلة ،بل أنه مرتبط
بالطبيعة اإلنسانية ذاتها ،وقد يكون ضروريا لبناء المعارف ،وهو ظاهرة صحية ودليل على
عمل ذهني قد يكون منطقيا في غالب األحيان ،كما أنه يسمح بتصحيح المكتسبات
والتمتالت السلبقة ويدفع إلى التطور. 1
فظهرت في حقل البيداغوجيا نظريات تثمن الخطأ وتعتمد ليه في بناء المعرفة "
نظرية بياجية"" ،بياغوجيا الخطأ "...وتنظر لكيفية استغالله ،وذلك اعتماد طرق وتقنيات في
اكتشاف مصدره ،وأسابابه للوصول إلى أنجع أشكال معالجته واستثمارها العملية والتعليمية
التعلمية وبناء الكفاءات في المواد التعليمية عموما وفي بعض المواد كالرياضيات خصوصا.
هذا ما سنحاول معالجته في هذا العرض ،مع اقتصارنا على األخطاء في مادة الرياضيات
بالتعليم االبتدائي.
– Iمصادر الخطأ
3
التعامل مع الخطأ باعتباره سلبيا أو زلة يجب تفاديها بكل ثمن كما يعاقب مرتكبوه لم يعد
فعال مقبوال ال فلسفيا والبيداغوجيا في عصرنا الحاضر ،كما كان ينظر إليه في شموليته،
دون الوقوف عاى تعدداته ومحاولة تحديد أسبابه ومصادره ،هذه المصادر التي يمكن
إجمالها في:
قد يكون الخطأ نابعا من وضعية جديدة على المتعلم كتمرين جديد ،وسيلة جديدة ،سباق
ثقافي غير مألوف ،مهمة غير معتادة أو لغة غريبة تعرقل القيام بالعمل.
وقد يكون ناتجا عن وضعية مألوفة لدى المتعلم لكنها تتطلب طريقة غير مستوعبة من
طرف هذا التلميذ ،وبالتالي يتمثل بشكل خاطئ ما هو مطلوب منه.
-كما قد تكون الوضعية مألوفة لكنها مصاحبة بإكراهات صعبة التجاوز كضيق
الوقت ،كثرة التمارين ،أسئلة معقدة.
وهذا ينتج عندما يواجه المتعلم سؤال غير واضح ،يشتمل مصطلحات صعبة أو غريبة
عن المتعلم أو مصاغ بجملة نفي أو غير ذلك مما ًيعسر على المتعلم عدم فهم المطلوب
منه.
كما قد بنتج عن تعثر في القراءة ،عن حذف كلمة أو إضافة أخرى أو تعويضها بأخرى.
وقد يكون نتيجة عدم تخصيص الوقت الكافي والنشاط الذهني الكافي لقراءة وفهم
السؤال ،كعدم القراءة للمرة ثانية ،تحديد الكلمات المفتاح بالسؤال...
4
اليأتي الطفل للمدرسة صفحة بيضاء بل تكون له تصورات عدة حول المدرسة وبعض
المواد والمفاهيم التي تختلف بدورها من طفل ألخر حسب تكوينه االجتماعي والفكري
وتسمى هذه التطورات في العلم الديداكتيكي بالمثالت ،هذه األخيرة التي يتم الكشف عنها
من خالل تحليل األخطاء التي يقع فيها الطفل وتأويل نتائج التحليل بغية المعالجة.
تختلف األنشطة الذهنية المطلوب توظيفها حسب الوضعية المشكلة بين :ترديد وبناء
المفهوم ،تطبيق ،اكتشاف ،استعمال ،إعادة اإلستثمار ،وبناء على هذا التوظيف يتحدد
ما إذا كان الطفل عرضة للوقوف في الخطأ أم ال إذ يتوجب عليه االختيار الدقيق
للنشاط الذهني المطلوب.
إنها ال تبعد بشكل كبير عن الخطأ السابق ،إذ تتحدد في مرحلة النمو الذهني التي وصل
إليها التلميذ وخاصيلتها.
فكما هو معلوم لكل مرحلة قدرتها وامكانياتها ،فالخطأ هنا يكون في عدم قدرة التلميذ
على استيعاب معارف ومفاهيم مرتبطة بمرحلة نمو متقدمة وتتحدد نوعية األخطاء
المواجهة هنا في أخطاء مرتبطة بصعوبات نفسية ووجدانية وأخرى بمهارات حركية
كالبيطء في الكتابة أو صعوبات فيها وكذا البطء في العمل.
5
أخطاء مرتبطة بالمتعلم في عالقته بالمدرس. -6
إن العالقة التي تربط بين المتعلم والمدرس ضمنية بطبيعتها تنحى في اتجاه التوقع من
لدن طرف إزاء الطرق األخرى (التعاقد الديداكتيكي) وكأمثلة على ذلك نجد:
رسم زاوية قائمة من طرف المدرس في وضعيات يكون فيها دائما أحد
األضالع أفقيا واآلخر عموديا.
وعلى العموم فلدعم المتعلقين من أجل تجاوز الصعوبات المرتبطة باألخطاء المذكورة سلفا
ينبغي
تخصيص وقت كاف لقراءة السؤال واعادة قرائته ،التساؤل عن المطلوب من السؤال
بعد ترتيب للمعطيات وتحديد الكلمات المفاتيح في السؤال واعادة صياغتها تمثل العمل الذي
سيقوم به والتأكد بعد اإلنجاز أو أثناءه من صحة التطبيق.
6
-.2الخطأ المرتبط بنوعية النشاط الذهني
وضع التلميذ في وضعية مشكلة ،تكوين صورة ذهنية عن المعرفة المرتد اكتسابها ،تنويع
األنشطة :فرز -ترتيب -مقارنة-تصنيف -نمارين التدريب ،حث التلميذ على التغيير عما
يقوم به بأشكال مختلفة ،تبادل األفكار مع زمالئه.
التعبير عن المكتسبات السابقة والتذكير بها في عدة وضعيات – مسألة استعمال وسائل
جديدة وملموسة مع التفنن والتموع في استغاللها.
مساعدة التلميذ على صياغة تمثلته السابقة والتعرف عليها ودفعه للتخلي عنها بعد فهم
واستيعاب عدم صحة نمثالته وتقديم كل ما يلزم لمساعده على تصحيحها ،وأخي ار اقتراح
تمارين للتثبيت متدرجا في تعقيدها وباختصار:
ﻛﻤﺎ ﯿ��ت اﻹﺸﺎرة ﻟﻬذا اﻟﺨ�ﺄ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻨﺎﺘﺞ �ن اﻟﺘوﻗﻊ اﻟذ� ﯿﺨﯿم ﺴواء ﻋﻠﻰ
اﻟﺘﻠﻤﯿذ أو اﻟﻤدرس ﻤﻌﺎ ﺘﺠﺎﻩ ��ﻀﻬﻤﺎ ﯿﺠب �ذا اﻻﺸﻛﺎل ﯿﺴﺘﺤﺴن أن ﯿﻀﻊ اﻟﻤدرس ﻓﻲ
ذ�ﻨﻪ ﺠﻤ�ﻊ اﺤﺘﻤﻼت اﻟﺘﻲ ﯿﻤﻛن ان ﺘواﺠﻪ ﺘﻼﻤﯿذ �ﯿر أن �ذا ��ﺘﺒر ﺼ��ﺎ ﺴواءا �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ
ﻟﻸﺴﺎﺘذة اﻟﻤﺒﺘدﺌﯿن ﻨظرا ﻟﻨ� ص اﻟﺨﺒرة.
ﻓ�ﻨدﻤﺎ ﻨﺘﺤدث �ن ﺨ�ﺄ ﯿﺘﻌﻠق ﺒرﺴم زاو�ﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ وﻀ��ﺎت ﯿﻛون �ﯿﻬﺎ أﺤد اﻷﻀﻼع
أﻓ��ﺎ واﻵﺨر �ﻤود�ﺎ ﯿﺤﯿل اﻟﺘﻠﻤﯿذ ﻋﻠﻰ اﻹ�ﺘﻘﺎد �ﺄن اﻟزاو�ﺔ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ داﺌﻤﺎ ﺘرﺴم ﺒﻬذا
اﻟﺸﻛل و�ذا ﻤﺎ ��ﺼد اﻟﻤدرس اﻻﺤﺎء ﻟﻪ � ﻪ.
7
-في مسالة رياضية تتضمن عدة معطيات يذهب الطفل إاى أن المدرس يطالبه باستغاللل
جميع المعطيات المقدمة.
وفي هذا اإلطار يجب وضع التلميذ في وضعية تقدم أنشطة متنوعة وتطالب بإيجاد عدة
حلول لمشكلة واحدة (التنوع).
-وكذا دفعه إلى ترتيب المعطيات وفرزها واختيار ما هو مرجو منه بواسطة أسئلة شفهية
تقريبية.
فاألنشطة أو الوضعيات التي يوضع فيها التلميذ يجب أن تتالءم وقدراته الفكرية
والجسمية ،اليجب الضغط عليه بأنشطة تتطلب تحليال مكثفا أو جهدا كبي ار كالسرعة في
الكتابة مثال وهو في فترة نمو التسمح له باستيعاب هذه األوضاع إذ من األفضل نهج مبدأ
التدرج مع المتعلم حتى يتحقق الهدف.
-التقدم عملية تدارك األخطاء كمشروع واضح الهدف :حيث غالبا ما يتساءل
التالميذ لماذا وضعوا في مجموعات خاصة ولماذا يقدم لهم نشاط مخالف
لغيرهم؟
في حين يتصور زمالءهم يعتقدون بذلك أنهم حصلوا على معرفة كافية جعلتهم يتميزون
عن غيرهم في حين أنه الحدود للمعرفة مما يوقعهم أيضا في الخطأ جراء هذا التصور وقد
يتساءلون بينهم وبين أنفسهم هل يجب أن نقع نحن أيضا في الخطأ لنحظى بنفس العناية
واالهتمام؟
8
-كما أن قلة الخبرة ،لألساتذة المبتدئين تحد من سيرورة التعامل مع الخطأ،
فمجرد مالحظة الخطا التضمن معرفة طبيعية أي تشخيصه وبالتالي معالجته
من قبل األستاذ.
بعضها
1
+ 17
+32
186
=1206
9
النشاط :إنجاز عملية الجمع عموديا
10
38 2
+29
تنبيه التلميذ لخطأه إهمال أو
57
ممدام ناتجا عن نسيان
عدم إضافة المحتفظ به في
إهمال أو نسيان
منزلة العشرات
فقط.
النشاط :اتمام متساويات دون تغير ما كتب وبالتالي تعرف نوع العملية المطلوبة.
يقرء التلميذ الكتابة التي حصل عدم التمييز بين 1-5 أتمم
عليها ليتوصل للقراءة واحة و 5-1ويعنيان له نفس ...5= 4...
ناقص خمسة .نقترح القيام الشيء غير مدرك لنظمه
الجواب
بعملية الطرح بواسطة أقراط، العد بالوضع أو ارتكب
1-5=4
الخطأ لعدم وجود حيز بين ليتوصل إلى أنه اليمكن أن
ينقص 5من .1ونكرر = و5
العملية مع أنشطة اخرى مثل
،4-7 ،2-6ثم ادعوه للتفكير
للتوصل إلى أنه اليمكن طرح
عدد من عدد أصغر منه ثم
يفكر في الحل مع اإلشارة إلى
أنه يمكن إضافة كتابة لظرفي
المتساوية 9-5= 4+0
0+5 = 4+1
11
تمرين :النص
بقي لمحمد 7كلل في حين خسر 5كم كان لديه من كلة ؟ أجابت نسبة معينة ( )2في
حين بقي الألخرون مترددون .ألن التالميذ يعتقدون أن عملية الطرح مرتبطة بالخسارة أو
الفقد.
تعترض التالميذ صعوبات عندما يتعلق األمر بزيادة والمطلوب عملية طرح
اليجاد الحل.
تمرين :للمعلمة 42كتابا في الخزانة ،جاء المدير وأحضر معه علبة بها كتب فأصبح لديها
67كتابا .كم كان عدد الكتب التي أحضرها المدير؟
أجاب أغلب التالميذ ب 67 + 42 = 109ألن الزيادة ترتبط لديهم في تمثالتهم بعملية ()+
12
النشاط :تصحيح خطأ مرتبط باإلنشاءات الهندسية الرياضيات:
الموضوع :اإلزاحة
تصحيحه مصدره
يلتفت المعلم لخطأ التلميذ على التحقيق الصعوبات التي اعترضت المتعلم ال تتعلق
واستعمال المسطرة وبوجهه لألحسن فإن فقط باالزاحة والدوران بل كذلك صعوبات
أخفق مرة أخرى فمن األحسن أن يخصه متعلقة بالدقة في تحديد موقع النقطة في
بنشاط آخر أقل صعوبة حتى يتمكن الشبكة وكذا صعوبات في التعامل مع
بالتدريج من تجاوز األخطاء المرتكبة. المسطرة
6-4 =2
أي x4=xعدد
13
هذا النوع من األخطاء يسمى خطأ منتظما أو ذكيا وهو سهل التحديد ويمكن توضيحه واذا
قلنا في هذه الحاالت تمكنا من تشخيص المصدر فهذا ليس ممكنا دائما عندما تكون
األخطاء غير نظامية:
نالحظ كذلك وجود 7في رقم وحدات النتيجتين ،يمكن القول بعد مالحظة وجود 7في
وحدات نتيجتي العمليتين األخريين ان التلميذ استلف 7من النتيجتين ليضعها في وحدات
العمليات الموالية.
وال يمكن القول أن التلميذ غير مدرك لجدول الطرح أو الوضع واال لماذا تمكن من إنجاز
باقي العمليات ؟ !
نالحظ في هذه الحالة أن رقم العشرات صحيح في النتيجة .ويمكن بالتالي أن نتساءل عن
مصدر رقم الوحدات .يمكن أن نقول 34هو عكس ،43إذ يحتمل أن التلميذ قام بطرح = 3
3 – 0و 9 – 5 =4وبدل أن يكتب 43كتب
90 – 53 = 34
يمكن أن نقترح بأن التلميذ جمع رقمي الوحدات 2 + 8 = 10ثم طرح 7 – 2بعد أن
أضاف اإلحتفاظ من 2 + 8 = 10إلى العشرات 7 – 2+1 = 4 ،2
14
تجدر اإلشارة إلى أن هذه العمليات (الطرح) يجب أن تنجز حسب نص التمرين بطريقة
ذهنية دون وضع العملية بشكل عمودي.
التصحيح الخطأ
2
عدم التمييز بين تقنية عملية إيصال المفهوم الصحيح
1
للجمع التلميذ فيعي بأن الطرح وعملية الجمع:
32
الجمع = دائما زيادة. الحظت أن 2<7أخذت 1
من ( 3العشرات) وأضافتها +7
فإن كان العدد األول أصغر
39
للوحدات فأصبح 12أضافت والعكس.
12إلى 7
والطرح يعني النقصان
بواسطة أنشطة أولية على 12 + 7 = 19
2+1=3
مالحظة :هذه التلميذة تمكنت من اكتساب قواعد وهذا أمر جيد غير أنها تستعملها في غير
محلها.
15
خاتمة:
إن للخطأ دور مهم في العملية التعلمية ويساهم بشكل فعال في إعفاء عملية النقل
الديدلكتيكي.
نقل ديداكتيكي
مدرس متعلم
لذا يجب على الفاعلين في القطاع إيالءه أهمية كبرى ،بأن يزودوا مراجع المدرس بوضعيات
تم التعامل فيها مع األخطاء التي يمكن ارتكابها بالوسط القروي في قسم مشترك وتوجيهه
لمعالجتها ،إذ ستساهم هذه المقترحات في انعاش العمل التعلمي وصقل معارف التلميذ
واستغاللها بشكل مفيد.
كما يجب على األساتذة تخصيص وقت مهم لتمكين التلميذ من اكتشاف أخطاءه والتعبير
عنها وتوضيحها .مع العلم أن الجدول الزمني للحصص يحد من فعالية هذا اإلقتراح.
باإلضافة الى أنهم مطالببون بتحليل أخطاء تالميذهم تحليال دقيقا مبنيا على المالحظة
التلميذ أتناء العمل الذي قام به والنظر إليها حسب طبيعة التشخيص البشمولية.
وحبذا لو تجرى دورات تكوينية لجل األساتذة في هذا اإلطار ألن ما تلقوه في مراكز التكوين
بهذا الصدد يعد غير كاف ومحدود
16
17