Professional Documents
Culture Documents
دروس في المالية العامة PDF
دروس في المالية العامة PDF
جامعة المسيلة
السنة الجامعية
2102/2102
1
محتوى المقياس:
مقدمة عامة
فصل تمهيدي :مدخل للمالية العامة
تعريف المالية العامة /نشأة وتطور المالية العامة /الحاج ــات العامــة /السياس ــة المالية /المالية العامة
والمالية الخاصة /عالقة المالية العامة بالعلوم األخرى.
الفصل األول :النفقات العامة
ماهية النفقات العامة /تقسيمات النفقات العامة /ضوابط اإلنفاق العامة /اآلثار االقتصادية للنفقات العامة/
دور النفقات العامة في تحقيق أهداف السياسة االقتصادية.
الفصل الثاني :اإليرادات العامة
مدخل لإليرادات العمومية /تقسيمات اإليرادات العمومية.
المبحث األول :إيرادات الدولة االقتصادية (إيرادات أمالك الدولة /الثمـ ــن العـام)
المبحث الثاني :اإليرادات السيادية (الرسـ ـ ــوم /الض ارئ ـ ــب /اآلثار االقتصادية للضرائب)
المبحث الثالث :إيرادات الدولة االئتمانية أو القروض العامة (ماهية القروض العامة وتقسيماتها/
التنظيم الفني للقروض العامة /اآلثار االقتصادية للقروض العامة)
الفصل الثالث :الميزانية العامة (الموازنة العامة)
المبحث األول :ماهية الميزانية العامة /مبادئ إعداد الميزانية العامة (مبدأ السنوية ،مبدأ وحدة
الميزانية ،مبدأ عمومية الميزانية ،مبدأ توازن الميزانية).
المبحث الثاني :مسار إعداد الميزانية العامة للدولة.
مرحلة إعداد وتحضير الميزانية /مرحلة اعتماد الميزانية /مرحلة تنفيذ الميزانية /الرقابة على تنفيذ
الميزانية (الرقابة اإلدارية ،الرقابة التشريعية ،الرقابة المستقلة).
خاتمة عامة
2
مقدمة عامة
ال يمكن ألحد أن ينكر األهمية التي تكتسبها المالية العامة في تحقيق األهداف االقتصادية و مكانتها
المرموقة كأداة من أدوات التعديل االقتصادي (الوظيفة االقتصادية) .هذه األداة تسعى لتمويل احتياجات
الدولة من خالل توزيع األعباء العامة على المواطنين بشكل يتناسب مع مقدرتهم التكليفية ،إضافة إلى
أنها تسمح للدولة بالقيام بأدوارها األساسية المتمثلة في الدفاع الوطني ،األمن العمومي و إقامة العدالة
(الوظيفة المالية) ،و إعادة توزيع الدخل الوطني ( الوظيفة االجتماعية).
يتم إعداد تفاصيل اإليرادات و النفقات بصورة منظمة في إطار الميزانية العامة للدولة التي يصادق عليها
ضمن قانون المالية السنوي من طرف البرلمان ،وعند عدم كفاية اإليرادات العامة يستنجد بالقروض العامة
و اإلصدار النقدي على مستوى البنك المركزي إلتمام النقص الحاصل في موارد الدولة.
تدعو الليبرالية الكالسيكية إلى الحرية الفردية المطلقة في التملك وتقليص حجم الحكومة ،وتدعم حقوق الملكية الفردية وحقوق اإلنسان الطبيعية
1
وحماية الحريات المدنية والتقيد الحكومي بالدستور ،وتبرز هذه األفكار في كتابات العديد من المفكرين ،كآدم سميث ،وديفيد هيوم ،وديفيد
ريكاردو وفولتير وغيرهم .يؤمن الليبراليون الكالسيكيون أن تحرير السوق من التدخل الخارجي الحكومي سيقود في نهاية المطاف إلى نظام يخدم
المجتمع بصورة مثالية.
3
توازن الميزانية تضطر الدولة لالقتراض ،حيث تأتي القروض العامة لزيادة نفقات السنوات القادمة مادام
انه يجب امتالكها و دفع الفوائد عليها مما قد يؤدي إلى تضخيم العجز الميزاني ،كذلك قد تلجا الدولة
بعدها إلى عملية إصدار النقد ،مما قد يؤدي إلى تفاقم ظاهرة التضخم) من خالل هذه الفكرة ،من
المستحسن على الدولة احترام مبدأ توازن ميزانيتها تفاديا لالختالل االقتصادي .فدور الدولة حسب النظرية
الكالسيكية ،في إطار الدولة الليبرالية ،يتمثل في التحكيم أثناء النزاعات بين األعوان االقتصادية ،كما أنها
تسهر على توفير األمن الداخلي دون التكفل بالتنمية االقتصادية و االجتماعية الن هذا يعتبر دور
األفراد.
ب .مرحلة الدولة المتدخلة :بعد الحرب العالمية األولى و األزمة االقتصادية في 9101م ،تركت الدولة
الليبرالية مكانها للدولة المتدخلة ،و في هذا اإلطار بدأت الدولة تأخذ دو ار حاسما في التنمية و التعديل
االقتصادي إلى جانب إعادة توزيع الدخل الوطني و أصبحت المالية العامة بالتالي أداة رئيسية من
أدوات الساسة االقتصادية و االجتماعية .و من بين المفكرين الذين اجتهدوا في بناء قواعد تحكم
التدخل التعديلي للدولة نجد االنجليزي جون مينرد كينز .تدخل الدولة يمكن أن يأخذ عدة أشكال:
سواء عن طريق قيام الدولة باإلنشاء المباشر لمؤسسات في قطاعات كانت مخصصة الى
غاية ذلك الوقت لالستثمار الخاص،
أو بتحول الدولة إلى مساهم مباشر بشكل كامل في رأس مال المؤسسات الخاصة عن طريق
التأميمات أو امتالك جزء من رأس المال عبر حيازة حد معين من األسهم.
إن عملية تدخل الدولة تنجر عنها زيادة في حجم النفقات العمومية ،كما أن مبدأ توازن الميزانية لم يعد
هدفا في حد ذاته ،ألنه أصبح ينظر إلى العجز الميزاني المؤقت أداة مالئمة للتحفيز و اإلنعاش
االقتصادي و هذا في ظل شروط معينة يجب توفرها.
ت .مرحلة الدولة المعاصرة :بعد الحرب العالمية الثانية ،عرفت المالية العامة تطو ار ملحوظا و لكن
بدرجات مختلفة حسب درجة الدول ،ففي الدول المتقدمة تتدخل الدولة بسرعة لتصحيح آليات اقتصاد
السوق منذ البداية حتى تتفادى اآلثار السلبية لالختالالت المالية المحتمل حدوثها و هذا إما بالتدخل
المقاصي الذي تستعمل فيه المالية العامة لممارسة اثر مقاصي (effet compensateur) 2من خالل
السياسات النقدية لمحاربة التضخم ومعالجة االنكماش باالعتماد أساسا على اإلصدار النقدي أو
السياسات المالية المعتمدة أساسا على آليات الضرائب .إن النقاش اليوم بين مختلف منفذي السياسات
االقتصادية يتمثل في اللحظة التي يجب التدخل فيها و األدوات الواجب استعمالها (سياسات نقدية أو
سياسات مالية) .لكن يبرز اإلشكال أثناء وقوع التضخم في فترة انكماش االقتصاد ،فدفع االقتصاد يحتاج
2
في فترة االنكماش االقتصادي المصحوب بزيادة البطالة ،تقوم الدولة بزيادة النفقات من خالل رصد ميزانية لإلنعاش االقتصادي و طرح
م شاريع جديدة من شانها أن تساعد على رفع القدرة الشرائية ،إضافة إلى التقليص من حجم الضرائب حتى تسمح ببعث النشاط االقتصادي .أما في
فترة التضخم ،فتقوم الدولة بتقليص نفقاتها من خالل الميزانيات المتقشفة.
4
إلى زيادة النفقات التي تزيد من حدة التضخم ،كما أن الضرائب المرتفعة قد تزيد من حدة انكماش
(les 3
االقتصاد .في مثل هذه الحالة يرى النقدويون انه يجب االعتماد على نظرية المعدالت اآللية
) stabilisateurs automatiquesو التخلي عن السياسة المالية التي تزيد من تفاقم الوضع .هناك
أيضا التدخل المصحح في المجال االقتصادي و االجتماعي ،و هذا التدخل له ميزة قطاعية
) ،(sectorielleأي يقوم بتعديل القطاعات كالفالحة و الصيد مثال من خالل تخفيض معدالت الجباية
ومنح قروض بمعدالت فائدة منخفضة إضافة إلى تقديم إعانات للفئات المحرومة ،منح مدرسية ،منح
أمومة ،منح بطالة ،الخ .أما في دول العالم الثالث ،فتعرف الميزانية العامة ارتفاعا في جانبه االنفاقي
بسبب النمو الديمغرافي الذي يفوق نسبة الزيادة في الدخل الوطني ،كما أنها تفتقر لليد العاملة الخبيرة
بحيث تلجا إلى الخارج ،كما أنها تصدر مواد خامة يتم تحديد أسعارها غالبا من طرف هيئات و منظمات
عالمية خارجية ،و بالتالي فيصعب عليها التحكم في الميزانية العامة إال أن تدخل السلطات العمومية في
الدول النامية في الحياة االقتصادية ضروري نظ ار لضعف القطاع الخاص و غياب المتعاملين
االقتصاديين.
3
انطالقا من التوازن الميزاني في فترة عادية ،فانه في حالة االنكماش االقتصادي ،ستتقلص اإليرادات الضريبية دون تخفيض معدالتها .أما إذا
حدث توسع في االقتصاد فسيكون هناك فائض في اإليرادات الجبائية يكون مقاوما للتضخم .و بالتالي التدخل المقاصي يمكن أن يتم فقط عن طريق
األدوات النقدية.
5
العظمى ،ليست لها مميزات خاصة تجعل إشباع بعضها متوقفا على الهيئات العامة واشباع البعض
اآلخر قاص ار على جهود األفراد.
المالية العامة تقدم صورة عامة عن الوضعية االقتصادية للبلد ،فمثال:
إذا كانت حصيلة الضرائب مرتفعة على الرغم من ثبات معدالتها وثبات حجم االقتصاد ،فان
ذلك يعد مؤش ار عن ارتفاع األسعار (حالة تضخم).
إذا انخفضت حصيلة الضرائب مع ثبات نسبها فان االقتصاد في كساد.
إذا زادت نفقات االستثمار و التجهيز و كان التركيز على انجاز السكنات مثال فاالقتصاد في
مرحلة نمو.
إذا ازدادت اإلعانات االجتماعية و إعانات البطالة فإننا في حالة كساد االقتصاد.
.2المالية العامة والمالية الخاصة :يقصد بالمالية العامة مالية السلطات العامة أي مالية القطاع
الحكومي ،أما المالية الخاصة يقصد بها مالية األفراد والمشروعات الفردية والشركات بأنواعها ويمكن
تمييز المالية العامة على المالية الخاصة في مايلي:
من حيث هدف اإلنفاق :يسعى الفرد إلى تحقيق منفعته الخاصة أما بالنسبة للدولة فهي تهدف إلى تحقيق
المنفعة العامة.
من حيث األساليب :فالفرد يسعى إلى تحقيق منفعته في إطار من التوافق مع المتعاملين معه فيلجأ الى
العقود أو المعرفة الشخصية أي دون أن يفرض أرادته على المتعاملين اآلخرين ،أما الدولة فإن نفقاتها
واجبة لضمان سير المرافق العامة.
من حيث إلزامية اإليراد :المشاريع الخاصة تحصل على إيراداتها بشكل غير إلزامي و إنما اختياري أما
إيرادات الدولة فتحصل عليها إجباريا لما تتمتع به من السيادة.
من حيث الميزانية :تقوم الدولة عادة بتقدير النفقات أوال ثم تحديد حجم اإليرادات الالزمة لتغطيتها ،أما
المالية الخاصة فتقوم بتحديد اإليرادات أوال ثم تقوم بتحديد النفقات ،إال أن هذا ليس شرطا الزما.
من حيث النظرة المستقبلية :أهداف المالية العامة عادة طويلة المدى (السد األخضر) في حين أن
المالية الخاصة تبحث عادة عن الربح في اقصر مدى.
من حيث الحجم :مالية األفراد و المؤسسات الخاصة اقل حجما من مالية الدولة ولكن هذا ال يمنع من
وجود شركات دولية تفوق ميزانيتها ميزانية الدولة مما يخلق مشكل في حالة التأميم.
من حيث التشريع :تخضع مالية األفراد في تكوينها و في حريتها إلى قواعد القانون الخاص ،بينما المالية
العامة تخضع ألحكام القانون العام ،و لكن هذا ال يمنع أن تخضع مالية الدولة إلى القانون الخاص
(القانون التجاري) حين تمارس الدولة نشاطا يشبه نشاط الخواص.
6
.4عالقة علم المالية بالعلوم األخرى:
أ .عالقة المالية العامة باإلحصاء :يعتبر علم اإلحصاء من العلوم المساعدة لعلم المالية العامة والتي ال
غنى عنها في دراسة ورسم السياسة المالية للدولة ،إذ يتطلب رسم السياسة المالية توافر البيانات
والمعلومات اإلحصائية الخاصة بالدخل القومي وتوزيع الثروة والدخول بين طبقات المجتمع وعدد السكان
وتوزيعهم من حيث السن والمناطق الجغرافية وحالة ميزان المدفوعات وغير ذلك من اإلحصاءات التي ال
غنى للباحثين في المالية العامة عنها ألهميتها البالغة عند دراسة ورسم السياسة المالية للدولة.
ب .عالقة المالية العامة بالقانون :إن هذه العالقة تتضح في أن كل منهما يرمي إلى دراسة كيفية تحقيق
العدالة أو التوازن بين مصالح األفراد من جهة وبين مصالحهم ومصلحة المجتمع ككل من جهة ثانية
أخرى كما أنه البد من قانون حتى تصدر الميزانية أو تعقد القروض والصفقات...الخ.
ت .عالقة المالية العامة بالمحاسبة :إعداد الميزانية العامة وتنفيذها والرقابة عليها يلزم اإللمام بالمعارف
المحاسبية خاصة المحاسبة الوطنية ،كما انه يلزم اإللمام بأصول المحاسبة والمراجعة وفنونها ،من
استهالكات وجرد واحتياطات ومخصصات وعمل الحسابات الختامية للبحث في كثير من موضوعات
المالية العامة وخاصة الضرائب.
ث .عالقة المالية العامة باالقتصاد :فهي أهم تلك العالقات جميعا ،فاالقتصاد يتناول بالبحث كيفية
استغالل الموارد المحدودة إلشباع الحاجات اإلنسانية وعليه فمن وظائف الدولة إشباع حاجات أفراد
المجتمع ،وان ما تتضمنه الضرائب من مسائل وما تنطوي عليه من أمور يعتبر أصال جزءا من المشكلة
االقتصادية ،هذا ويستند الباحث في علم المالية العامة إلى كثير من النظريات االقتصادية .فالضرائب
واإلنفاق الحكومي والقروض العامة على سبيل المثال تعتبر كلها أدوات للتوجيه االقتصادي الحديث يمكن
للدولة أن تستخدمها للتأثير على مستوى الدخل القومي ومجرى النشاط االقتصادي بصفة عامة.
7
النفقات العمومية
-0التطور التاريخي للنفقات العمومية
ازدادت أهمية دراسة نظرية النفقات العامة في الوقت الذي ازداد فيه دور الدولة في التدخل في النشاط
االقتصادي ،فخالل القرن التاسع عشر في ظل هيمنة فكرة الدولة الحارسة و مبادئها الكالسيكية ،تم
اعتبار النفقة العمومية (كظاهرة تحطيم للثروات المعبئة من خالل الضريبة على األشخاص الخاصة)
فالدولة ال تقوم بنشاط إنتاجي و بالتالي فالنفقة العمومية تمثل سلوكا استهالكيا (أعباء) يساهم في إفقار
المجتمع .في ظل هذه المرحلة كان مبدأ توازن الميزانية مقدسا ،و بالتالي فان الدولة ال تحصل من
الضرائب إال ما يسد الحاجيات العامة المتمثلة آنذاك في األمن والعدل وتسيير المرافق العامة ،وبالتالي
فاإلنفاق العام آنذاك كان ذو طابع حيادي ال يمس الهيكل االقتصادي و االجتماعي داخل الدولة .في
بداية القرن العشرين سقط نظام الدولة الحارسة بعدما أظهرت الدراسات أن عملية اإلنفاق ليست عملية
استهالك تحطيمية ،و لكن عملية إعادة توزيع األموال المقتطعة بطريقة عقالنية يمكن أن يساهم في
تحقيق أهداف التنمية االقتصادية للدولة ،ففي هذه المرحلة زاد تدخل الدولة في النشاط االقتصادي كما
زادت النفقات العمومية التي أصبح ينظر إليها نظرة ايجابية ،كما أصبحت تحظى بقسط كبير من
االهتمام من حيث طرق استخدامها و آثارها على السياسة االقتصادية.
-2تعريف النفقة العمومية
النفقة العامة هي مبلغ نقدي يقوم بإنفاقه شخص عمومي بغرض إشباع حاجة عامة .ويتضح من هذا
التعريف أن للنفقة العمومية ثالثة أركان وهم:
استعمال مبلغ نقدي :تكون النفقة العامة في شكل مبلغ نقدي وهذا من خالل استخدام هذا المبلغ
النقدي ثمنا لما تحتاجه من منتجات ،سلع وخدمات من اجل تسيير المرافق العمومية ،وثمنا لرؤوس
األموال اإلنتاجية التي تحتاجها للقيام بالمشاريع االستثمارية و اإلعانات االجتماعية واالقتصادية
المختلفة.
القائم باإلنفاق شخص عام :لكي تكون النفقة عامة يجب أن تصدر من شخص معنوي عام بقصد
تحقيق مصلحة عامة .واألشخاص المعنوية هي تلك التي تخضع لقواعد القانون العام الذي ينظم
عالقتها بغيرها .األشخاص المعنوية العامة هي الدولة ،الوالية ،البلدية ،المؤسسات والهيئات العامة.
وتبعا لذلك ال يعتبر المال العام الذي يخرج من ذمة شخص طبيعي نفقة عامة وان كان هدفه
تحقيق مصلحة عامة كبناء مدرسة أو مستشفى مثال.
الهدف إشباع مصلحة عامة أو نفع عام :غاية النفقة وهدفها تحقيق نفع عام يعود على جميع
المواطنين و ليس إلشباع حاجات السلطات الحاكمة ،ولهذا تم توفير ضمانات متمثلة في أساليب
الرقابة المالية تندرج في إطار ما يسمى بقانون ضبط الميزانية.
8
-2تقسيم أو تصنيف النفقات العمومية :عملية تقسيم و تبويب النفقات العمومية يجب أن يكون قائما
على مبادئ واضحة و منطقية ،الن هذا التقسيم سيخدم أغراضا متعددة ،من أبرزها :تسهيل صياغة
واعداد برامج الدولة ،تحقيق الكفاءة والفعالية في تنفيذ الميزانية ،تسهيل دراسة اآلثار المختلفة لألنشطة
العامة ومعرفة تطورها ،تمكين البرلمان من إجراء مراقبة فعالة .فيما يخص تقسيم النفقات 4فيمكن
تلخيصها كما يلي:
ا -نفقات التسيير و نفقات التجهيز (االستثمار) يقسم المشرع الجزائري النفقات العامة للدولة إلى نفقات
التسيير و نفقات التجهيز .بالنسبة لنفقات التسيير فيقصد بها تلك النفقات الضرورية لسير أجهزة الدولة
اإلدارية والمتكونة أساسا من أجور الموظفين ومصاريف صيانة البنايات الحكومية و معدات المكاتب.
هذه النفقات ال تنتج أي قيمة مضافة لالقتصاد الوطني ألنها ال تقوم بإنتاج سلع حقيقية جديدة .بالنسبة
لتبويب نفقات التسيير فقد بينت المادة 42المتعلقة بقانون المالية 5بان هذه األخيرة تبوب كما يلي:
الباب األول والثاني يتعلق باألعباء المشتركة
في الميزانية العامة و يتم توزيعهما بمقتضى
مرسوم رئاسي ،أما الباب الثالث والرابع
فيهمان الو ازرات ويتم توزيعهما عن طريق
مراسيم التوزيع .بالنسبة للميزانية العمومية
لسنة 4102فقد تم فتح اعتماد حسب المادة
6
ب يقدر المالية قانون من 01
2.220.402.2.2.111دج (انظر الجدول ب في المالحق).
4
تقسم النفقات العمومية في الجزائر تقسيما إداريا و موضوعيا.
5
المادة 42من قانون 71_24المؤرخ في 1جويلية 7842المتعلق بقانون المالية.
المادة 01من القانون 04_04المؤرخ في 44ديسمبر 4104المتضمن لقانون المالية .4102
6
9
فيما يخص نفقات التجهيز فيتم توزيع هذه النفقات حسب الخطة اإلنمائية للدولة وتتوزع حسب القطاعات،
ويقسم كل قطاع كما يبينه (الشكل )4يتسم هذا النوع من النفقات بإنتاجيتها الكبيرة مادامت أنها تقوم
بزيادة حجم التجهيزات الموجودة في الدولة .هذه النفقات تجد جذورها في تحاليل االقتصادي جون مينرد
كينز الذي برهن انه في فترة الركود االقتصادي ،تقوم نفقات االستثمار بإعادة التوازن االقتصادي العام من
خالل الدور الذي يقوم به مضاعف االستثمار .فالنفقة الموجهة إلنشاء طريق سريع مثال ستسمح بتوزيع
أجور على العمال الذين بدورهم سيرفعون من طلبياتهم االستهالكية من الموردين الذين سيزيدون من حجم
طلبياتهم من المواد األولية و بالتالي القضاء على األزمة االقتصادية ولكن بشرط أن يكون الميل نحو
االستهالك مرتفع عوضا عن االدخار الذي يعطل الدفع االقتصادي و التجدد لكامل الهيكل االقتصادي.
يسمح التقسيم الوظيفي لنفقات االستثمار بإعطاء صورة واضحة المعالم عن نشاط الدولة االستثماري،
حيث يميز بين نفقات االستثمار بصفة عامة والعمليات برأس المال.
فيما يخص السنة المالية 4102فقد تم فتح اعتماد مالي يبلغ 4.022.414.441.111دج لتغطية
نفقات التجهيز يوزع حسب كل قطاع .أما رخص البرنامج فقد بلغت 4.421.009.141.111دج.
(انظر الجدول ج إضافة إلى المادة 01و 00من قانون المالية في المالحق).
ب .التقسيمات العلمية و االقتصادية للنفقات العمومية :وهي التقسيمات التي تستند إلى معايير علمية
تظهر فيها الطبيعة االقتصادية للنفقات العمومية بوضوح شديد .كما أنها تساعد على دراسة تطور
هذه النفقات و أثارها االقتصادية .من أهم هذه التقسيمات نجد:
تقسيم النفقات حسب أهدافها المباشرة :و تقسم النفقات تقسيما وظيفيا أي حسب الهدف المسطر
لها لبلوغه ،و هنا نجد النفقات اإلدارية المتعلقة بسير المصالح العامة والدفاع والعدالة ،كذلك
نجد النفقات االجتماعية التي تهدف إلى إشباع الجانب االجتماعي للمواطنين مثل توفير
إمكانيات التعليم والصحة ،منح للبطالين ومنح التعليم للطلبة الخ .إضافة إلى ذلك نجد النفقات
االقتصادية والمتمثلة في النفقات االستثمارية كما رأينا سابقا.
10
النفقات الحقيقية و النفقات التحويلية :النفقات الحقيقية هي تلك المبالغ المالية التي تصرفها
الدولة مقابل الحصول على سلع أو خدمات أو رؤوس أموال إنتاجية ،كاألجور وأسعار السلع
الالزمة لسير المرافق العامة .أما النفقات التحويلية (اإلنفاق الناقل) فهي التي ال يترتب على
إنفاقها حصول الدولة على مقابل ،فهدفها ضمان عدالة نسبية في توزيع المداخيل على الفئات
االجتماعية من اجل زيادة الطلب الكلي .النفقات التحويلية يمكن تكون في شكل إعانات
اجتماعية أو إعانات اقتصادية ،هذه األخيرة يمكن أن تكون في شكل إعانات استغالل ،إعانات
تحقيق التوازن ،إعانات التجهيز ،إعانات التجارة الخارجية.
النفقات العادية والنفقات غير العادية (النفقات الجارية و النفقات الرأسمالية) :يقصد بالنفقات
العادية تلك التي تتكرر بصفة دورية منتظمة في الميزانية العامة للدولة (تكرار نوعي) ،أي خالل
كل سنة مالية دون النظر إلى اختالف قيمتها من وقت ألخر .أما النفقات غير العادية فهي تلك
التي ال تتكرر بصورة عادية منتظمة في كل ميزانية مثل النفقات الموجهة للكوارث الطبيعية.
بعض المفكرين يطلقون كلمة النفقات الجارية (نفقات التسيير) على النفقات العادية ،و كلمة
النفقات الرأسمالية على النفقات غير العادية.
-4حدود اإلنفاق العام :إن تحديد حجم اإلنفاق العام يختلف حسب اختالف العوامل اإليديولوجية من
ناحية (اإليديولوجية الفردية ،اإليديولوجية التدخلية ،اإليديولوجية الجماعية) .كما أن هناك بعض
االعتبارات االقتصادية األخرى من ناحية أخرى يمكن أن نجملها فيما يلي:
قدرة الدولة المالية :تضع اإليرادات العامة الحد األقصى لحجم النفقات العامة في المدى الطويل.
مستوى النشاط االقتصادي :تؤثر الظروف االقتصادية التي يمر بها االقتصاد الوطني بدورها في
حجم النفقات العامة أو حدودها هذا حسب فترات الرخاء والكساد.
المحافظة على قيمة النقود :فإذا استطاعت الدولة أن تحافظ على قيمة النقود أدى ذلك إلى ثبات
اإلنفاق العام أما إذا انخفضت قيمة النقود فان النفقات العامة سوف ترتفع.
-0ظاهرة ازدياد النفقات العامة :تعتبر ظاهرة ازدياد النفقات العامة إحدى السمات المميزة للمالية العامة
في هذا العصر .قد يحدث في سنة ما أن تنخفض النفقات العامة عن سنة سابقة عليها لسبب أو ألخر
ولكن ذلك ال يخل بالظاهرة العامة وهي االتجاه المستمر الزدياد النفقات .ولقد كان االقتصادي األلماني
فاجنر A. Wagnerأول من استرعته هذه الظاهرة ولذا يطلق عليها قانون فاجنر نسبة إليه إذ انه
تبين( 7انه كلما حقق مجتمع معين معدال من التحضر كلما أصبح نشاط الدولة مكلفا ،وهذا يفسر بأمرين،
7
En 1872, dans son livre (Fondements de l’économie politique), Adolph Wagner explique que « plus la société se civilise, plus
l’État est dispendieux » (un principe aujourd'hui connu sous le nom de loi de Wagner), ce qui signifie que la part des dépenses
publiques dans le PIB augmente avec le revenu par tête. À ses yeux, l’augmentation des dépenses publiques s’explique par
l’apparition de deux catégories de nouveaux besoins : plus l’économie se développe, plus l’État doit investir en infrastructures
publiques et d’autre part, plus le niveau de vie de la population augmente, plus celle-ci accroît sa consommation de biens dits
supérieurs, comme les loisirs, la culture, l’éducation, la santé… qui sont des biens dont l'élasticité-revenu est supérieure à 1. En
d’autres termes, la consommation de ces biens augmente plus vite que le revenu de la population
11
من جهة ،كلما تطور االقتصاد ،كلما وجب على الدولة أن تستثمر في الهياكل القاعدية .ومن جهة
أخرى ،كلما تحسن المستوى المعيشي لألفراد كلما زاد استهالكها للمنتجات ذات المرونة اكبر من .)0إن
لزيادة النفقات العامة أسبابا ظاهرية وهي تلك التي تؤدي إلى تضخم الرقم الحسابي للنفقات العامة دون
أن يقابلها زيادة في المنفعة الحقيقة إلشباع الحاجات العامة .أما األسباب الحقيقية فهي تلك العوامل التي
تؤدي إلى زيادة فعلية في المنفعة الحقيقية للنفقات.
ا -األسباب الظاهرية لزيادة النفقات العمومية:
انخفاض قيمة النقد :و يقصد به تدهور القوة الشرائية للنقود أو ازدياد عدد الوحدات النقدية التي
تدفع للحصول على سلعة أو خدمة معينة ويرتب على ذلك تضخما في أرقام النفقات العامة.
اختالف طرق المحاسبة :إن تغير طرق إعداد الحسابات العامة قد يوهم بزيادة النفقات العامة مثل
مبدأ اإليرادات الصافية الذي كان معموال به في القديم.
اتساع مساحة اإلقليم وزيادة عدد السكان :فاتساع مساحة اإلقليم أو تقسيمه (كما حدث في
السودان) أو زيادة عدد السكان يترتب عليه زيادة في النفقات العامة ولكن في هذه الحالة يجب أن
ننتبه لمقدار اإلنفاق الذي يعود على الفرد الواحد خالل فترة المقارنة لمعرفة إذا كانت هذه الزيادة
ظاهرية أو حقيقية.
ب -األسباب الحقيقية لزيادة النفقات العمومية:
األسباب االقتصادية:
oزيادة الدخل القومي تعتبر الزيادة في اإلنفاق نتيجة منطقية لنمو الدخل القومي.
oتطور اإليديولوجية االقتصادية :والتي يختلف مفهومها لالستثمار وتأميم البنوك والشركات.
oالتوسع في المشروعات العامة قد تقوم الدولة ببعض المشروعات إما لعجز القطاع الخاص أو
لضمان تشغيل هذه المشروعات الحيوية وتتكبد الدولة في سبيل تسيير هذه المشروعات نفقات كبيرة
وذلك نتيجة أجور العاملين أو ثمن اآلالت.
oالمنافسة االقتصادية قد تقوم الدولة بمنح بعض الصناعات الوطنية منح مالية حتى تستطيع هذه
الصناعات أن تنافس السلع األجنبية.
األسباب اإلدارية يترتب على اتساع نشاط الدولة وتعدد وظائفها نتيجة للتطور االجتماعي والسياسي
خلق العديد من الو ازرات واإلدارات المختلفة للقيام بهذه الخدمات واإلشراف على المشروعات ويمكن
تقسيم األسباب اإلدارية التي تؤدي إلى زيادة النفقات العامة إلى األسباب آالتية:
oزيادة مبالغ اإلنفاق على اإلدارة الحكومية لتطويرها وتحسينها لتتماشى مع تطور النظم السياسية
واالقتصادية.
oزيادة عدد العاملين الناتج عن توسع وظائف الدولة وقيامها بأعباء جديدة.
12
األسباب السياسية :يمكن إرجاع الزيادة في النفقات العامة إلى األسباب السياسية التالية:
oانتشار المبادئ الديمقراطية :المبنية على فكرة البرلمانية واالهتمام بالطبقات المحدودة أضف إلى
ذلك سعي الحزب الحاكم في استرضاء الشعب حتى يبقى في الحكم مدة أطول.
oنمو مسؤولية الدولة :بما أن الدولة أصبحت مجموعة من المرافق العامة الموجهة لخدمة
الجمهور فان أي ضرر يلحق بأحد األفراد يجعلها محل مقاضاة لتعويض هذا األخير.
oزيادة نفقات الدولة في الخارج :الناتج عن زيادة التمثيل الدبلوماسي إضافة إلى اشتراك الدول في
المنظمات الدولية.
oالنفقات الحربية :وهي أهم األسباب المؤدية إلى زيادة النفقات العامة فقد أصبح مرفق الدفاع
حتى في الظروف العادية يستوعب جانبا هاما من نفقات الدول ناهيك عن أوقات الحروب.
األسباب االجتماعية :لقد أدى تقدم الوعي االجتماعي وانتشار المذهب االشتراكي وقوة الطبقة العاملة
إلى تدخل الدولة في الميدان االجتماعي لعناصر الطبقات الضعيفة وحماية وتقوية مركزها ونتيجة لهذا
كله فقد أعدت الدول المختلفة نظما للضمان االجتماعي وتقوم أساسا على ضمان وسائل العيش
لألف ارد وكفالة العالج الطبي لهم والشك أن كل ذلك يؤدي إلى زيادة النفقات العامة.
األسباب المالية:
oتطور الفكر المالي :يرتبط هذا العامل بتطور الفلسفة االقتصادية واتساع دور الدولة التدخلي.
oسهولة االقتراض :إذا عجزت الضرائب لتمويل الحاجات العامة دفعت الدولة إلى االقتراض.
oوجود فائض في اإليرادات قد يغري الفائض القائمون باألمر بالتبذير في األموال العامة.
-4اآلثار االقتصادية للنفقات العمومية :إذا تم معرفة األثر المترتب عن النفقة العمومية ،فان هذا
يساعد في ترشيد الق اررات المتعلقة بهذه األخيرة ،حيث أن هذا األثر قد يستخدم كهدف للسياسة
االقتصادية للدولة .عموما ،هناك آثار مباشرة و غير مباشر للنفقات العامة يمكن توضيحها كما يلي:
اآلثار االقتصادية المباشرة للنفقات العمومية:
oاثر النفقات العمومية على اإلنتاج الوطني :تؤثر النفقات العامة على حجم اإلنتاج والتشغيل من
خالل تأثيرها على حجم الطلب الكلي الفعلي ،إال أن هذا األثر يتوقف على مدى مرونة الجهاز
اإلنتاجي و كذلك بمدى تأثير حجم الطلب الكلي على اإلنتاج .و من أمثلة النفقات التي تهدف إلى
زيادة اإلنتاج الوطني نجد النفقات االستثمارية مثل أثمان معدات اإلنتاج وتكاليف إقامة المصالح،
الخ .و كذلك اإلعانات االقتصادية التي تهدف مثال لمحاربة التضخم و تخفيض أثمان بعض السلع
13
الضرورية بحيث يزيد الطلب على هذه السلع مما يؤدي إلى زيادة إنتاجها .كذلك نجد اإلعانات
االقتصادية لبعض المشاريع الصناعية أو لتشجيع التصدير تؤدي إلى زيادة اإلنتاج الوطني .كذلك
اإلعانات االجتماعية تساهم بشكل فعال في رفع إنتاج السلع االستهالكية .كذلك قد تؤدي النفقات
الحربية إلى نمو الجهاز اإلنتاجي في الدولة.
oاثر النفقات العمومية على إعادة توزيع الدخل الوطني :يتمثل إعادة توزيع الدخل الوطني عن
طريق النفقات العامة في الفرق بين ما يدفعه الفرد للدولة من ضرائب و سوم و بين ما يتحصل عليه
من الدولة نتيجة اإلنفاق العام .تتدخل الدولة إلعادة توزيع الدخل الوطني بين المواطنين بوسائل
عدة ،إما بتحديد أثمان عوامل اإلنتاج أو المنتجات ،أو اإلعانات االجتماعية كمعاشات الضمان
االجتماعي فهي تنقل جزء من المال من طبقة إلى طبقة أخرى ،كذلك يمكن أن يعاد توزيع الدخل
من خالل نفقات التعليم و العالج التي تقدم مجانا او بسعر يقل عن تكلفتها الحقيقية.
oاثر النفقات العمومية على االستهالك :يتجه اإلنفاق العام لشراء سلع استهالكية كالنفقات العامة
التي ترصدها الحكومات لتقديم بعض الوجبات الغذائية للمدارس و المستشفيات و السجون و الجيش
و كذلك المواد و السيارات الالزمة لسير المصالح الحكومية .فضال عن ذلك ،فان هناك اثر محقق
على االستهالك الوطني نتيجة لما توزعه الدولة من دخول خاصة تلك التي توزع على الطبقات
الفقيرة (إعانات البطالة ،إعانات الزواج ،الخ) .كذلك اإلعانات االقتصادية المقدمة للمنتجين بهدف
تخفيض السعر من شانها إن تزيد الميل الحدي لالستهالك .من الجدير بالذكر انه كلما كانت الدولة
فال يجب أن تتخذ سياسات من شانها رفع االستهالك الن في تقترب أو في حالة التشغيل الكامل
هذا يعرضها لحالة التضخم .أما في حالة التشغيل الناقص المرافق لوجود نسبة من المدخرات ففي
هذه الحالة تحاول الدولة استعمال النفقات االستهالكية كأداة لدفع االقتصاد .أما إذا لم يكن فيه
مدخرات كافية ،فيجب أن تستعمل الدولة النفقات الموجهة لالستهالك بالشكل الذي يحقق التناسق
بين زيادة معدل الطلب على االستهالك ،تكوين المدخرات ،وانشاء المشاريع اإلنمائية.
اآلثار االقتصادية غير المباشرة للنفقات العمومية :يتحدد مستوى الدخل الوطني بمستوى الطلب
العام و الطلب الخاص على االستثمار و االستهالك ،فالزيادة في أي منهما تؤثر على مستوى الدخل
الوطني .هنا يجب أن نفرق بين االستثمار المستقل و االستثمار التابع ،فالنوع األول هو كل استثمار
ينشا عن طريق قرار مستقل عن مستوى الدخل أما االستثمار التابع فهي تلك التوسعات و اإلنشاءات
التي تقوم بها المؤسسات استجابة لتغطية طلبات االستهالك .أي أن الزيادة في النفقات العامة قد
يوزع جزء منها في شكل أجور و مداخيل من شانها أن تؤدي إلى زيادة الطلب على السلع
االستهالكية (اثر المضاعف) ،ومع مرور الوقت فان منتجي هذه و بعد نفاذ المخزون يضطرون
إلى زيادة طلبهم على السلع االستثمارية من معدات و آالت الستمرار إنتاجية (اثر المعجل) ،و مع
زيادة االستثمار يزداد الدخل الوطني .يظهر من خالل هذا األثر غير المباشر للنفقات العامة.
14
أسئلة الدرس الثاني:
.0ما هي ايجابيات استعمال النقود المالية خالل اإلنفاق العام عوضا عن النقود العينية؟
.2كيف يتم تقسيم النفقات في الميزانية العمومية للجزائر؟
.2هل توجد حدود ال يمكن تجاوزها عند وضع االعتماد المالية المهيأة للنفقات العامة؟ وهل هناك
حجم أو سقف امثل لهذه النفقات؟
.4على ماذا ينص قانون فاجنر A. Wagnerالمتعلق بالنفقات العمومية؟
.5ما هي األسباب الصورية و األسباب الحقيقية لزيادة النفقات العمومية؟
.6اشرح باختصار اآلثار االقتصادية المباشرة و غير المباشرة للنفقات العمومية؟
.7ما المقصود باألثر المضاعف و األثر المعجل و ما العالقة بينهما؟
.8بعد اطالعك على مفهوم كل من "األثر المضاعف و األثر المعجل" ،حلل ما هو اثر النفقات
العمومية في الجزائر ،و هل ساهمت بفعالية في دعم النشاط االقتصادي؟ ما هي معوقاتها؟
(بإمكانك استخدام أمثلة و مراجع من االنترنت).
15
اإليرادات العمومية:
يقصد باإليرادات العامة ،كأداة مالية مجموعة الدخول التي تحصل عليها الدولة من المصادر المختلفة
من اجل تغطية نفقاتها العامة وتحقيق التوازن االقتصادي و االجتماعي .و تنقسم إلى نوعين:
.0إيرادات عادية :إيرادات الضرائب و الرسوم ،إيرادات الدومين العام.
.4إيرادات غير عادية :القروض العامة الداخلية و الخارجية ،إضافة إلى اإلعانات الخارجية.
.0إيرادات أمالك الدولة (الدومين) :يقصد بأمالك الدولة كل ما تمتلكه الدولة سواء كانت ملكية وطنية
عمومية أو ملكية وطنية خاصة وسواء كانت أمواال عقارية أو منقولة ،ويمكن تقسيم أمالك الدولة وفقا
لمعيار النفع إلى الملكية العامة و الملكية الخاصة.
أمالك الدولة العمومية :ويقصد بالملكية العمومية األموال التي تمتلكها الدولة أو األشخاص المعنوية
وتكون معدة لالستعمال العام ،وتحقق نفعا عاما ،ومن ثم تخضع ألحكام القانون العام .وتتضمن هذه
األمالك العمومية 8األمالك العمومية الطبيعية مثل شواطئ البحر ،الثروات والموارد الطبيعية
السطحية والجوفية ،المجال الجوي ،الخ .إضافة إلى األمالك العمومية االصطناعية مثل السكك
الحديدية وتوابعها ،الموانئ ،واآلثار العمومية ،الحدائق المهيأة ،الطرق العادية والسريعة وتوابعها .وقد
تلجأ السلطة العامة إلى فرض رسوم على األفراد مقابل استخدامهم لهذه األمالك مثل رسوم دخول
الحدائق العامة و رسم مغادرة الموانئ والمطارات والوصول إليها وقد يكون الهدف من هذه الرسوم
إيجاد موارد مالية تستخدمها فى صيانة وتنظيف هذه المرافق فضالً عن تنظيم استخدام األفراد لها.
األمالك الوطنية الخاصة :و يقصد بالملكية الخاصة األموال التي تمتلكها الدولة ملكية خاصة و
معدة لالستعمال الخاص ،وتحقق نفعا خاصا للفئة التي تستخدمها ومن ثم تخضع ألحكام القانون
الخاص و تشتمل هذه األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة و الوالية و البلدية على األراضى
الزراعية و العقارات و الوحدات اإلنتاجية كالشركات و األوراق المالية .و يعتبر الدومين الخاص
المصدر األساسي الذى يتحدث عنه المتخصصين فى المالية العامة كمصدر من مصادر إيرادات
الدولة ألن هذه األمالك هى التى تدر دخالً محسوساً يمثل جزءاً هاماً من إيرادات الدولة.
يأخذ الدومين الخاص ثالثة أشكال:
oالدومين الصناعى والتجارى :وهو يشير إلى المنشات اإلنتاجية الصناعية والتجارية والخدمية و
هو ما يسمى "وحدات القطاع العام ،وهو يختلف من دولة ألخرى حسب درجة تدخلها فى النشاط
االقتصادي فكلما اتجهت الدولة ناحية الفكر االشتراكي كلما كبر حجم الدومين الخاص والعكس
فهو يقل كلما اتجهت ناحية الفكر الرأسمالى .وبالنسبة لحجم األرباح التى تحققها الدولة من هذه
حسب المادة 00و 04من قانون 21_91المؤرخ في 10ديسمبر 0991المتعلق بأمالك الدولة
8
16
األمالك فهذا يتوقف على سياسة السوق التى تتبعها ،هل تساير أسعار السوق أم تحدد أسعا ار
منخفضة لتحقيق أهداف اجتماعية تخدم الطبقات المحدودة .وقد تلجأ الدولة إلى احتكار نشاط
صناعى أو تجارى معين حتى تتمكن من فرض أسعار أعلى من السعر التنافسى ويتحقق لها
ذلك كلما كانت السلع غير مرنة مثل احتكار خدمات الكهرباء والطيران و بعض الدخان مثالً .
oالدومين الزراعي :وهو أمالك الدولة من األراضي الزراعية (زراعتها ،كرائها أو بيعها) و
الغابات (الخشب) و المناجم و المحاجر(استغاللها ،خوصصتها ،أو اإلشراف عليها مع استغالل
الخاص) و كانت هذه األمالك تشكل إيرادات كبيرة و هامة للسلطة العامة فى عهد نظام
اإلقطاع ،و لكن مع انتهاء هذا العهد و ظهور الرأسمالية والمناداة بتملك األفراد لعناصر اإلنتاج
(األرض) ،بدأت الدول ببيع االراضى الزراعية فانخفضت إيراداتها من هذا المورد.
oالدومين المالى :ويتمثل هذا النوع من الدومين العام فى األوراق المالية كالسندات واألسهم التى
تصدرها السلطة العامة والتي تشتريها ،ويعتبر هذا النوع احدث أنواع الدومين وكان الهدف
االساسى لهذا النوع من الدومين ليس االستفادة من اإليرادات بل بهدف تمكين السلطة العامة من
اإلشراف على المنشآت اإلنتاجية الخاصة ورقابتها لتحقيق الصالح العام ،ويدخل ضمن مكونات
الدومين المالى أيضا الفوائد التى تتقاضاها السلطة العامة على القروض التى تمنحها أحيانا
لبعض المنشآت اإلنتاجية الخاصة سواء داخل الدولة أو خارجها.
-4الرسوم :الرسوم هي مورد مالي تحصل عليه الدولة ممن يكون في حاجة إلى خدمة خاصة تنفرد
الدولة أدائها كرسوم استخراج مختلف البطاقات من مختلف المصالح.
خصائص الرسم :إن الشخص ال يدفع الرسوم (عنصر الجـبر) إال مقابل خدمة معينة من الدولة.
كذلك يرتبط الرسم (بخدمة خاصة) تعود على دافعة ومثاله تلقى العلم أو الترخيص لقيادة سيارة.
تقدير الرسم أهم ما يميز الرسوم عن باقي الموارد العامة هو أن هناك تناسب بين تكلفة الخدمة
والرسم لالنتفاع بها وفي معظم األحوال ال يزيد الرسم عن تكلفة إنتاج الخدمة.
-2أهمية الرسوم :كانت قديما تشكل أهمية في موارد الدولة ومع التطور االجتماعي فقدت هذه األهمية
نظ ار لتحديد الرسم في حدود تكلفة الخدمة أو أقل أال أنها مازالت تشكل نسبة من اإليرادات العامة.
-4الفرق بين الرسم وبعض اإليرادات العامة األخرى
أ -الفرق بين الرسم والضريبة :يتفق الرسم مع الضريبة في أن كالهما مبلغا نقديا ويدفع جب ار أما أوجه
الخالف بين الرسم والضريبة فيتمثل في أن الرسم مقابل خدمة خاصة والضريبة تدفع مقابل خدمة عامة.
ب -الفرق بين الرسم والثمن الخاص :يتفق الرسم مع السعر في أن كالهما يدفع للحصول على مقابل
معين ولكنهما يختلفان وطبيعة الهيئة التي تقدمه .فالرسم يدفع مقابل خدمة من مرفق عام أما الثمن فهو
مقابل خدمة تجارية أو سلعة يقدمها مشروع تجاري ويخضع لشروط المنافسة.
17
-2الضرائب :الضرائب هي المورد المالي العام الذي تقتطعه الدولة من األشخاص جب ار بغرض
استخدامه لتحقيق منفعة عامة ومن هذا التعريف انه يشمل العناصر التالية:
.0مبلغ مالي عام :بمعنى انه دخل مالي للخزينة وليس دخل عيني.
.4يقتطع جب ار :بمعنى أن جبايتها مبنية على قوانين تبين شكل الضريبة ونوعها ووعائه و مواعيدها.
.2الضريبة تحقق أهداف عامة :الضريبة تفرض بموافقة ممثلي الشعب لتحقيق أهداف الشعب
ككل.
.2هدف الضريبة عام وليس خاص وال يجب على دافعها ربطها بالحصول على منفعة خاصة به.
.0عقد توزيع خدمات عامة :وبموجبه فالضريبة تنفيذ للتعاقد الضمني بين الدولة والمواطنين مقابل
خدمات عامة.
.4عقد تأمين :وبموجبه إن الضريبة تنفيذ لتعاقد ضمني بين الدولة والمواطنين بموجبه تلتزم الدولة
بضمان اآلمان لمواطنيها.
.2عقد شركة بين المجتمع :وبموجبه أن هناك عقد شركة بين الدولة والمجتمع ،بغرض إنتاج السلع
والخدمات ،يقوم كل فرد بدوره في هذه الشركة وتعتبر الحكومة هي مجلس أداة هذه الشركة.
ج -مراحل الضريبة تنقسم مراحل الضريبة إلى:
المرحلة األولى :تقدير الوعاء الضريبي ( )L’IMPOSITIONيتوقف مقدار الحصيلة الضريبية على
طريقة تحديد و تقدير الوعاء الضريبي ،أي تقدير المادة الخاضعة للضريبة ،إذ هناك طرق مختلفة لتقدير
قيمتها ،يمكن في هذا الصدد ذكر بعضها في ما يلي:
أ -التقدير على أساس المعامالت والمظاهر الخارجية :كانت هذه الطريقة مستخدمة في التشريع
الضريبي الفرنسي في القرن09حتى عام 0940م .تتمثل هذه الطريقة في اعتماد اإلدارة الضريبية عند
تحديد الضريبة على بعض المظاهر أو القوانين الخارجية المتصلة بالمكلف بالضريبة .وتقوم هذه الطريقة
على أساس العالقة بين دخل المكلف بالضريبة والظواهر المحيطة به لتقدير دخل المكلف ،على أساس
القيـمة االيجارية لمنزله ،أو تبعا لـعدد العمال الذين يوظفهم ،أو تقدير العتاد المستعمل في النشاط
اإلنتاجـي...الخ .تتميز هذه الطريقة بالسهولة و البساطة ،واالقتصاد في نفقات الجباية ،كما ال تلزم
المكلف بالضريبة تقديم أي وثائق إال أنها لها الكثير من السلبيات نذكر منها ما يلي :بعض الدخول التي
ال توجد لها مظاهر خارجية مثل دخل القيم المنقولة ،وفوائد الديون والودائع .كما أنها ال تحقق من هذا
المنطلق العدالة الضريبية .كما أن المظاهر الخارجية ال تعبر حتما عن قيمة الدخل.
18
ب -طريقة التقدير الجزافي :تقوم هذه الطريقة على أساس تحديد دخل المكلفين تحديدا جزافيا ،استنادا
إلى بعض المؤشرات مثل القيمة اإليجارية التي تعد مؤش ار ودليال لتحديد دخل صاحب العقار ،أو رقم
األعمال الذي يعد دليال لمعرفة أرباح التاجر ،أو عدد ساعات عمل أصحاب المهن الحرة.....إلخ .وهناك
أنواع أخرى من الطرق الجزافية منها:
.0الطريقة الجزافية القانونية :فيها يتم تحديد وعاء الضريبة من طرف اإلدارة الضريبية بصورة
جزافية ،بناءا على القانون ،أي أن التشريع الضريبي هو الذي يحدد وعاء الضريبية بصفة جزافية
للذين ال يتجاوز رقم أعمالهم ،أو دخلهم مبلغا معينا ،يتولى قانون الضرائب تحديده.
.4الطريقة الجزافية االتفاقية :فيها يتم تحديد الدالئل بصورة اتفاقية بين اإلدارة الضريبية والمكلف
بالضريبة ،غالبا ما يتم ذلك عن طريق مناقشة المكلف بالضريبة واالتفاق معه على رقم معين
متعلق بدخله أو أرباحه .يتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حالة عدم توفر دفاتر محاسبة منتظمة
تبين القيمة الحقيقية لوعاء الضريبة.
تتشابه طريقة التقدير الجزافي مع طريقة المظاهر الخارجية ،حيث أن كل منهما ال تعتمد على الحقائق
في تقدير الوعاء ،وبالتالي تفتقر إلى الدقة المطلوبة في تحديد المادة الخاضعة للضريبة.
ا عتمد المشرع الجزائري في كثير من األحيان على الطريقة الجزائية القانونية ،إذ كثي ار ما يخضع المكلف
بالضريبة إلى النظام الجزافي عندما ال يتجاوز رقم أعماله السنوي مبلغا معينا ،عندما يتعلق األمر بنشاط
بيع السلع واألشياء أو الخدمات ،وينبغي عليهم في هذه الحالة مسك سجال مرقما وموقعا من قبل
المصالح للضريبة تسجل فيه تفاصيل مشترياتهم المثبتة بفواتير ،أو غيرها من المستندات الثبوتية.
ج -طريقة التقدير المباشر :تلزم اإلدارة الضريبية المكلف باإلفصاح عن القيمة الحقيقية لمادة الضريبة،
أي اإلقرار بالدخل الحقيقي المطابق للواقع ،وهذا أكثر انضباط ودقة من سابقيه .إن البيانات التي ترد
بإقرار المكلف ال تعتبر نهائية حيث أن اإلدارة الضريبية يمكن لها أن تعدلها عندما ال تقتنع بذلك .تتم
طريقة التقدير اإلداري إما بتصريح المكلف أو الغير ،أو بطريقة التقدير المباشر لإلدارة الضريبية.
.0تصريح المكلف بالضريبة :مضمون هذه الطريقة ،أن يقوم المكلف بالضريبة بنفسه بتقديم تصريح
في موعد يحدده القانون ،ينطوي على بيان بنشاطه يتم من خالله تحديد عناصر ثروته إلى اإلدارة
الجبائية ،التي تقوم بمراجعته أو التحقق من صحته .تتميز هذه الطريقة بتحقيق العدل الضريبي ألنها
تستند إلى عناصر وقرائن أكثر دقة ،وتعمل على تقدير المادة الخاصة للضريبة تقدي ار منضبطا ،لذلك
فهي تعتبر من أفضل الطرق ،وعليه تبنتها معظم التشريعات الضريبية في العالم.
.4تصريح الغير :مضمون هذا التصريح أن يقوم شخص آخر غير المكلف بالضريبة باإلفصاح عن
مادة الضريبة ،كما هو الحال عند صاحب العمل الذي يقدم إقرار عن المرتبات واألجور التي يدفعها،
والناشر الذي يقدم إقرار عن حقوق التأليف التي يدفعها للمؤلفين ،وعليه يشترط في الغير أن تربطه عالقة
قانونية بالمكلف بالضريبة على نحو ما أعطينا من أمثلة.
19
.2التقدير المباشر بواسطة اإلدارة الضريبية :يعطي القانون إلدارة الضرائب سلطة تقدير المادة
الخاضعة للضريبة دون أن تتقيد بإق اررات معينة ،حيث يكون لها الحق في الوصول إلى كل ما من شأنه
أن يعطي تحديدا سليما لوعاء الضريبة ،إذ عادة ما تلجأ إدارة الضرائب إلى طريقة التقدير المباشر في
حالة تخلف المكلف بالضريبة ،أو امتناعه عن تقديم التصريح الضريبي ،أو إذا رأت بان تصريحات
الممول غير دقيقة و تنطوي على خطا أو غش.
المرحلة -2تصفية الضريبة ) :(LIQUIDATIONتتم هذه المرحلة على مستوى "متفشيات الضرائب "،
ويقصد بتصفية الضريبة "تحديد دين الضريبة ،أي تحديد المبلغ الذي يتعين على المكلف بالضريبة دفعه.
إن عملية التصفية تعني تقنيا إخضاع األساس الضريبي للمعدل الضريبي الواجب التطبيق .مع التحقق
من أن كافة شروط فرض الضريبة تنطبق على الشخص المكلف بها .لقد أعطت معظم التشريعات
الجبائية للمكلفين بالضريبة حق الطعن في تصفية الضريبة بالطرق التي يحددها القانون وهي التي تختلف
من دولة ألخرى تبعا الختالف قواعد المنازعات الضريبية.
) :(RECOUVEREMENTيقصد بتحصيل الضريبة "مجموع العمليات و المرحلة -3تحصيل الضريبة
اإلجراءات التي تؤدي إلى نقل دين الضريبة من ذمة المكلف بالضريبة إلى الخزينة العمومية ،وفقا للقواعد
القانونية والضريبية المطبقة في هذا اإلطار" .تتمثل أهم الطرق في التحصيل في ما يلي :
أ -التوريد المباشر ( :)RECOUVEREMENT DIRECTفي هذه الطريقة يمكن دفع الضريبة بأحد
الشكلين التاليين :التوريد المباشر الكلي والتوريد المباشر عن طريق األقساط.
ب -التوريد عن طريق شخص أخر) :(RECOUVEREMENT PAR TIEREفيه يتم دفع الضريبة
بواسطة شخص آخر غير المكلف بالضريبة .تسري هذه الطريقة بصورة عامة على الضرائب غير
مباشرة ،وبعض األنواع من الضرائب المباشرة مثل ضرائب الطابع الخاصة بالوثائق القانونية ،فان
المكلف بالضريبة يشتريها من البائع ،الذي يقوم بتوريد حصيلتها إلى مصلحة الضرائب.
ج -الحجز من المنبع ( )RETENU A LA SOURCEيلجأ المشرع إلى هذه الطريقة بالنسبة
للضرائب على الدخل ،ويطلق عليها مصطلح " االقتطاع من المنبع "في هذه الطريقة فان الضريبة تقتطع
في اللحظة التي يحصل فيها المكلف على الدخل ،بحيث يقوم شخص معين (المكلف القانوني) بتحصيل
الضريبة من الممول وتوريدها إلى الخزينة العمومية ،كما هو الحال في استحقاق األجور والمرتبات ،و
فيها يقوم صاحب العمل بجباية الضرائب الخاصة بالعمال وتوريدها للخزينة العمومية ،بينما العبء
الحقيقي يقع على المكلف الحقيقي المتمثل في األجير.
فيما يتعلق بموعد التحصيل ،فالقانون يحدد موعدا معينا لتحصيل الضريبة ،لما يشكل ذلك من ضمانة
أكيدة لمصلحة الخزينة العمومية ،في تحصيل أموالها ،ومصلحة المكلف بالضريبة في االبتعاد به عن
تعسف وظلم اإلدارة الضريبية من جهة أخرى.
20
د -أسس الضريبة :اتفق الكتاب على أن هناك أربعة أسس للضرائب ،تهدف إلى التوفيق بين مصلحتي
الخزانة والمواطنين ،وهذه القواعد التقليدية واألسس هي :العدالة و يقصد بالعدالة أن يوزع العبء المالي
العام على أفراد المجتمع ،كل حسب قدرته .اليقين ويعني بذلك أن تحدد بقانون يوضح قيمة الضريبة،
وأسس احتسابها والواقعة المنشأة للضريبة والمصروفات الواجب خصمها ،ومعيار السداد .المالئمة في
التحصيل ،بمعنى أن يتالءم ميعاد التحصيل مع ميعاد تحقق اإليراد الفعلي .و أخي ار االقتصاد في النفقة،
أي بمعنى أن يراعى ضعف تكاليف اإلجراءات اإلدارية الخاصة بالتحصيل.
ه -أنواع الضرائب :تنقسم الضرائب إلى عدة أنواع تختلف باختالف الزاوية التي ينظر إليها منها.
من حيث تحمل عبء الضريبة (طبيعة الضريبة) :اتخذ كثير من الكتاب معيار تحمل العبء .0
لتقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة ،والمقصود بالضريبة المباشرة هي تلك الضريبة التي يتحمل
عبئا في النهاية من يقوم بتوريدها للخزانة العامة ،والضريبة غير المباشرة هي التي يستطيع من يقوم
بتوريدها للخزانة نقل عبئها إلى غيره فيكون بمثابة الوسيط .من مزايا الضرائب المباشرة :الثبات النسبي
للحصيلة وانتظامها ،وعدم تأثرها بالتغيرات االقتصادية .و من عيوب الضرائب المباشرة هي أن ليست لها
صفة العمومية بالنسبة لجميع أفراد المجتمع .من مزايا الضرائب غير المباشرة انه ال يشعر الممول
بدفعها ألنها تدخل ضمن ثمن شراء السلعة .و من عيوبها عدم العدالة وعدم مراعاة الظروف المالية
لدافعيها ،فجميع الممولين يقفون على قدم المساواة في دفعها دون اعتبار لدرجة يسرهم أو فقرهم.
- 2من حيث المادة الخاضعة للضريبة :تنقسم إلى ضرائب على الرؤوس ،وضرائب على األموال.
فالنسبة لضرائب الرؤوس فهي التي تفرض على المواطنين أنفسهم .أما بالنسبة لضرائب األموال فهي
المرحلة األخيرة لتطور الضرائب في الوقت الحاضر ،وهنا تنصب الضريبة على ما يملكه الفرد من أموال
داخل المجتمع ممثلة في رأسماله أو دخله ،وأخذت في ذلك أشكاال عديدة من حيث تحديد الوعاء الخاضع
للضريبة والواقعة المنشأة لها.
- 2من حيث امتداد مجال التطبيق :في هذا اإلطار نجد تقسيمين :الضرائب الحقيقية (الموضوعية) و
التي تستهدف القيمة أو كمية المادة الخاضعة للضريبة :السلع ،القيم ،الدخول .وكذلك الضرائب الشخصية
(الذاتية) التي تأخذ بعين االعتبار وضعية الشخص المكلف إال أن هذين شرطين يمكن أن يتوف ار في
ضريبة واحدة كالضريبة على الدخل اإلجمالي .في القسم الثاني نجد الضرائب الموحدة وهنا يقتصر األمر
على فرض ضريبة واحدة فقط أو أن تفرض ضريبة رئيسية والى جوارها بعض ضرائب أخرى قليلة
األهمية .أما الضرائب المتعددة فتعني إخضاع المكلفين ألنواع مختلفة من الضرائب.
- 4من حيث ظروف وضع الضريبة :في هذا اإلطار نجد تقسيمين :الضريبة التوزيعية وهي تلك التي
ال يحدد المشرع معدلها مسبقا وانما يحدد حجمها كمرحلة أولى ثم يتم حساب معدلها على أساس الحجم،
الضريبة القياسية وهي التي يحدد المشرع نسبتها مقدما دون أن يحدد حصيلتها .في القسم الثاني نجد
21
الضريبة النسبية ويقصد بها تحديد نسبة مئوية من الوعاء الضريبي تقتطع لذمة الدولة أيا كان حجم هذا
الوعاء .إضافة إلى الضريبة التصاعدية فيقصد بها تغيير النسبة المئوية مع تغير حجم الوعاء
الضريبي.ومبدأ التصاعد تلجأ إليه الدول االشتراكية لتقريب الفجوة بين الدخول.
– 5التصنيف االقتصادي للضرائب :في هذا اإلطار نجد 2أقسام :الضرائب على الدخل ،الضرائب على
رأس المال و الضرائب على اإلنفاق.
و -االزدواج الضريبي يقصد باالزدواج الضريبي ،فرض نفس الضريبة أو ضريبة مشابهة لها ،أكثر من
مرة على نفس الشخص ،وعن نفس المال ،في نفس المدة.
-شروط االزدواج الضريبي :من الشروط نجد وحدة الضريبة وهو أن تفرض ضريبتان من نوع 0
واحد ،أو متشابهتان على األقل ،وذلك كضريبتي الدخل ورأس المال .كذلك وحدة الممول ،ويعني هذا
الشرط أن يكون الشخص الذي فرضت عليه ضريبتان واحد .و كذلك وحدة المادة الخاضعة للضريبة وهنا
يجب أن يكون وعاء الضريبة في مرات فرضها واحدا .أما الشرط األخير فهو وحدة المدة ،و هي أن
تفرض نفس الضريبة في نفس الفترة.
- 2أنواع االزدواج الضريبي :هنا يوجد صنفين:
.0االزدواج الداخلي واالزدواج الدولي :يكون االزدواج داخليا إذا تم فرض الضرائب التي يتحقق بها
االزدواج من الحكومة المركزية واحدى الواليات مثال ،وذلك في الدول االتحادية (كالواليات المتحدة
األمريكية) .أما االزدواج الدولي فيتحقق عندما تقوم دولتان أو أكثر بفرض نفس الضريبة أو ضرائب
متشابهة على نفس الوعاء ونفس الشخص ،ومثال ذلك في حالة ضريبة التركات .
.4االزدواج المقصود واالزدواج غير المقصود :واالزدواج المقصود هو الذي يعمد المشرع إلى إحداثه،
أما االزدواج غير المقصود هو الذي يحدث دون أن تتجه نية المشرع إلى إحداثه.
وغالبا ما يكون االزدواج الداخلي مقصودا ،وقد يقصد المشرع أهداف معينة من جراء االزدواج لتغطية
عجز مالي .أما االزدواج غير المقصود فقد يكون سببه اختالف األسس التي تقوم عليها النظم الضريبية
في الدول المختلفة.
- 2وسائل منع االزدواج الضريبي:
.0منع االزدواج الداخلي :يكون منع االزدواج الداخلي عن طريق التنسيق بين قواعد التي تتبعها
السلطات المالية في فرض الضرائب ،كما أنه ينبغي على المشرع في الدولة أن يلجأ إلى وضع
قواعد خاصة تمنع تعدد القوانين التي تنظم الضرائب.
.4منع االزدواج الدولي :يمكن تحديد وسيلتين يمكن بإتباعهما أن نحد من االزدواج الضريبي
الدولي وهما :عقد المعاهدات بين الدول ،وينص في هذه المعاهدات على األسس التي يجب
إتباعها لمنع االزدواج الضريبي .كذلك ،يمكن أن تقوم كل دولة من تلقاء نفسها بتنظيم التشريع
22
الضريبي لها على نحو يمنع االزدواج الضريبي الدولي ،وذلك بقصر فرض الضرائب على حدة
النشاط االقتصادي الذي تم مباشرة داخل الدولة .
23
القروض العامة
تستعين الدولة في سبيل تغطية النفقات العامة بمصادر متعددة من اإليرادات العامة ومن أهم هذه
اإليرادات القروض العامة ،وقد تغيرت نظرة الدول للقروض العامة فهي ليست وسيلة استثنائية لحصول
الدولة على األموال الالزمة لمجابهة النفقات غير العادية بل ينظر إليها الكتاب المعاصرون باعتبارها
موردا عاديا لتغطية نفقات الدولة.
.0تعريف القرض العام وبيان طبيعة
أ .تعريف القرض العام القرض العام هو مبلغ من المال تحصل عليه الدولة عن طريق االلتجاء إلى
الجمهور أو المصارف أو غيرها من المؤسسات المالية مع التعهد برد المبلغ المقترض ودفع الفوائد
طوال مدة القرض وفقا لشروطه .ويالحظ أن القروض العامة ليست الصورة الوحيدة للديون التي تلتزم
الدولة بالوفاء بها إذ تلتزم الدولة بالعديد من الديون وااللتزامات المالية نتيجة مباشرتها لوظائفها المختلفة
كالتزامها بدفع األجور والمرتبات والتزامها بتعويض األفراد إذا نزعت ملكية أحدهم.
ب .الطبيعة القانونية للقرض يتم القرض بتبادل طرفين شخص عام مقترض -الدولة -من ناحية
والمقرضين من ناحية أخرى وينتج عن هذا التبادل عقد من العقود اإلدارية وتسري عليه كافة القواعد
واألحكام التي تسري على تلك العقود .كما أن إصدار القروض العامة تتم بموافقة السلطة التشريعية
عليه بقانون.
24
.2أنواع القروض تتعدد أنواع القروض وصورها ولبيان أشكالها الرئيسية يمكن أن ينظر إليها من زوايا
مختلفة من ناحية مصدر األموال ومن ناحية حرية المكتتب ومن ناحية اجل القروض.
-0من ناحية مصدرها المكاني :وهنا يمكن التفرقة بين القروض الداخلية والقروض الخارجية:
أ .القرض الداخلي :هو القرض الذي تحصل عليه الدولة من أشخاص طبيعيين أو معنويين في
إقليمها بغض النظر عن جنسيتهم سواء كانوا مواطنين أو أجانب وتتمتع الدولة بالنسبة للقروض
الداخلية بحرية كبيرة إذا أنها تضع شروط القرض المختلفة .عموما تأخذ القروض الداخلية
شكلين :قروض حقيقية تأخذ من مدخرات األفراد والمؤسسات الخاصة أو العامة وهذه القروض
آثار تضخمية ألنها تعتبر اقتطاع من الدخل القومى االجمالى .و قد تكون في شكل
ال تولد ا
قروض صورية أو تضخمية وهى القروض التى تقترضها الدولة من البنك المركزى ويوفرها البنك
المركزى من خالل اإلصدار النقدى الجديد و الذى يؤدى إلى حدوث تضخم.
ب .القرض الخارجي :هو القرض الذي تحصل عليه الدولة من حكومة أجنبية أو من شخص طبيعي
أو معنوي مقيم في الخارج وتلجا الدولة إلى االقتراض من الخارج لحاجتها إلى رؤوس األموال
وعدم كفاية المدخرات الوطنية كذلك لحاجتها إلى العمالت األجنبية سواء كان ذلك لتغطية عجز
في ميزان مدفوعاتها أو لدعم عملتها .وللقروض الخارجية زيادة جديدة في القوة الشرائية عن
طريق إضافة كمية نقد جديدة إلى ما هو موجود في حوزة الدولة.
-2من حيث حرية المكتتب في المساهمة :تقسم القروض تبعا لهذا المعيار إلى:
أ .القروض االختيارية :األصل في القروض أن تكون اختيارية ،فأساس القروض تعاقدي ولكنه
يستلزم صدور قانون إلجازته ،وتترك الدولة لألفراد والهيئات الحرية في قبول الشروط التي
تعرضها فلهم حق قبولها أو اإلعراض عنها دون مباشرة أي نوع من أنواع اإلكراه ،فيكون الدافع
لالكتتاب هو كون العملية مجزية ماديا نتيجة سعر الفائدة المرتفع عن السعر السائد في السوق،
أو وجود امتيازات مغرية في االكتتاب.
ب .القروض اإلجبارية :عندما تخشى الدولة عدم إقدام األفراد أو الهيئات على االكتتاب تعمم
الضغط واإلكراه للحصول على المبلغ الالزم ،و يكون ذلك عادة في األوقات التي تعقب الحروب
وفترة زعزعة الثقة في الدولة ،ويعتبر القرض اإلجباري خروج على القاعدة العامة .
- 2من حيث اجل القروض تنقسم القروض لهذا المعيار إلى قروض محددة األجل وأخرى غير محددة
األجل وتسمى بالقروض المؤبدة.
25
القروض المحددة األجل :هو ما تكون الدولة ملزمة برده بعد انقضاء مدة معينة فقد تكون قصيرة أ.
األجل ،وهي التي يتراوح اجلها بين ثالثة أشهر إلى سنتين ،أو متوسطة األجل وهي التي يزيد
عن سنتين وتقل عن عشرين سنة ،أو طويلة األجل وهي التي تزيد عن عشرين سنة.
ب .القروض المؤبدة :هي غير المحددة األجل للوفاء ومتروك وقت تحديده للدولة وتمتاز هذه
القروض بأنها تترك للدولة اختيار الوقت الالزم للسداد إال انه يخشى أال تسعى الدولة للوفاء بقيمة
هذا القروض فتتراكم الديون وتؤثر على كيانها المالي .وهذا ال يحدث عادة إال فى القروض
االجبارية الداخلية.
26
-2تخفيف أعباء القروض :يتكون عبء الدين من الفائدة السنوية ومن المزايا التي تمنحها الدولة
للمقرضين ومن سداد أصل الدين ولتخفيف هذا العبء تسعى الدولة إلى الوفاء بالدين أو إلى التخفيف من
المزايا الممنوحة كتخفيف سعر الفائدة ويكون ذلك بتبديل الديون.
.0تبديل الديون :يقصد بالتبديل إحالل دين جديد بفائدة مخفضة محل دين قديم بفائدة مرتفعة فإذا كانت
الدولة مدينة بقرض تدفع عنه سنويا فائدة قدرها % 2ثم انخفض سعر الفائدة في السوق إلى % 2
فان الدولة تعقد قرضا بالفائدة السائدة وتستخدم ما تحصل عليه لسداد القرض األول أي أنها تحل
القرض الجديد محل القرض القديم.
.2أنواع التبديل :قد يكون التبديل إجباريا وذلك إذا خفضت الدولة الفائدة المنصوص عليها دون موافقة
الدائن والشك أن هذا السلوك إنكار جزئي للعقد وانتهاك له .وقد يكون التبديل مستت ار وذلك إذا
فرضت ضريبة على دين معين من ديونها ،فهذا يعتبر كتخفيض لسعر الفائدة المدفوع.
.2استهالك القروض :يتعين على الدولة تسديد الدين متى حل ميعاد الوفاء ويترتب على قيام الدولة
بسداد ديونها تقوية ائتمانها وتشجيع المدخرين على االكتتاب في سنداتها مما يمكنها الحصول على
األموال التي تحتاجها للقيام بمشترياتها وتغطية نفقاتها ،كذلك فان السداد يخفف مقدار األعباء الناتجة
عن دفع الفوائد و أصل الدين ،وأخي ار ،فان الوفاء بالدين يشعر الحكام بمسؤولياتهم حتى ال يسوء
استخدام األموال المقترضة.
.4شكل سندات اإلصدار:
قد تكون سندات اإلصدار اسمية ،اى يدون عليها اسم المقرض ويدون أيضا على كوبونات
الفوائد.
أو تكون سندات لحامله ال يدون عليها اسم المقرض سواء على السند أو كوبونات الفوائد.
أو مختلطة يدون عليها اسم المقرض وتترك كوبونات الفوائد لحامله.
27
فإذا كانت ألغراض استهالكية :اى يستخدم القرض الخارجي في تمويل استيراد السلع االستهالكية
لتوفير ضرورات المعيشة أو لمقاومة ارتفاع األسعار في هذه الحالة ال يعكس القرض الجديد إضافة
إلى الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد .
و إذا كانت ألغراض استثمارية :اما توجيه األموال المقترضة الستيراد مستلزمات اإلنتاج من السلع
االستثمارية والموارد الوسيطة فيساعد على التكوين الرأسمالي وينمى القدرة اإلنتاجية للمجتمع وزيادة
فرص العمالة والنهوض بالدخل القومى .
ثانيا :أثار القروض الداخلية:عندما توجه حصيلة القروض العامة إلى تمويل نفقات عامة فإنها
تؤدي إلى إحداث آثار توسعيه في االقتصاد القومي تحد من اآلثار االنكماشية التي أحدثتها هذه القروض
في مرحلة إصدارها ،وبطبيعة الحال ،فان حجم هذه اآلثار سيكون كبي اًر إذا ما وجهت هذه القروض
لتمويل النفقات العامة االستثمارية المنتجة أو إذا أدت إلى آثار إيجابية على االستثمار الخاص ،ويتسع
مدى تلك اآلثار كثي اًر إذا كان مصدر األموال المقترضة قد جاءت من أموال غير موظفة ( عاطلة أو
مكتنزة) كما لو كان مصدر القرض أمواال موظفة.
إذا اقترضت الدولة من الداخل وقامت بأنفاق حصيلة هذا القرض في الخارج لشراء سلع وخدمات ،ففي
هذه الحالة سوف ال تقوم حالة من المنافسة بين الدولة من جهة واألفراد والمشروعات الخاصة من جهة
أخرى على السلع والخدمات في السوق الداخلية بل على العكس من ذلك سوف تقل القوة لشرائية لدى
األفراد وتبعاً لذلك سيقل طلبهم على السوق الداخلية هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى فان طلب الدولة
على هذه السوق سوف لن يزداد ألنها ال تنفق شيئاً من حصيلة القرض في الداخل و إنما إنفاقها يتم في
الخارج فيكون األثر المباشر الناجم عن ذلك هو أن يقل ضغط الشراء على السوق الداخلية فيحصل هبوط
في النشاط االقتصادي.
28
الميزانية العامة للدولة
تعريف الميزانية العامة وأهميتها: .0
تعريف الميزانية العامة :من وجهة النظر القانونية فالميزانية وثيقة مصادق عليها من السلطة
التشريعية المختصة تحدد نفقات الدولة وايراداتها خالل فترة زمنية متصلة عادة تكون سنة .أما من
وجهة النظر االقتصادية فهي التعبير المالي لبرنامج العمل المعتمد الذي تعتزم الحكومة تنفيذه في السنة
القادمة تحقيقا ألهداف المجتمع.
أهمية الميزانية العامة:
من الناحية السياسية للميزانية أهمية كبرى في الدول ذات األنظمة النيابية والديمقراطية الن إبرام
السلطة التنفيذ ية بالتقدم كل عام إلى المجالس النيابية لكي يجيز لها النواب صرف النفقات وتحصيل
اإليرادات ويبقى إخضاعها للرقابة الدائمة لهذه المجالس حيث تظهر رقابتها للحكومة عن طريق تعديل
االعتمادات التي تطلبها أو رفضها مشروع الميزانية الذي يقدم إليها ولعل ما يزيد من الداللة على هذه
األهمية أن معظم الثورات والتغيرات الدستورية ترجع في معظمها إلى سوء اضطراب األحوال المالية وما
يترتب عليه من مطالبة الشعب بتوسيع سلطته.
أهمية الميزانية من الناحية االقتصادية واالجتماعية :للميزانية أهمية في اإلشراف على المسائل
المالية للدولة العامة من الناحتين حيث ال يقل شانها عن أهميتها من الناحية السياسية إن لم تفقها هذه
األهمية آخذة في التزايد باتساع نطاق دور الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية في الدول المعاصرة
فعن طريق الميزانية تستطيع الدول أن تعدل في توزيع الدخل القومي فيما بين الطبقات المختلفة للمجتمع
وعلى األفراد عن طريق الضرائب والنفقات العامة.
29
بإنجاز عملياتها خالل مدة معقولة ومالئمة ،فال هي قصيرة فتدفع إلى االستعجال والتنفيذ وليست
بالطويلة فتعود على اإلهمال واالتكال.
استثناءات مبدأ سنوية الميزانية :رغم إيجابيات قاعدة السنوية ،فقد تعرضت إلى انتقادات من طرف
علماء المالية وطالبوا بتعديلها باالستناد إلى جملة من المبررات منها:
الميزانية تمثل مخططا لنشاط الدولة ،ال يمكن أن يكون لها أفقا سنويا لكون نشاط الدولة متعدد
السنوات ،فالمشاريع التي تكون الحكومة صاحبتها تمتد على عدة سنوات كما أن الدورات االقتصادية
ليست حتما سنوية ،فهي تقل أو تزيد عن سنة ،هذه االعتراضات دفعت إلى إدخال تعديالت على
القاعدة سواء تعلق بالتصويت السنوي أو التنفيذ السنوي.
الميزانية الشهرية المؤقتة ،لما تطول مناقشات الميزانية ،وال يتم التصويت عليها قبل 17ديسمبر ،يلجأ
إلى اعتماد حل يتمثل أحيانا في موافقة البرلمان على منح الحكومة رخص شهرية تعادل تلك الرخص
الممنوحة في 74/7من نفقات السنة الماضية ،وأحيانا من مشروع نفقات السنة المقبلة بالرغم من انه
لم يتم المصادقة عليها نهائيا في البرلمان حسب طلب الحكومة.
يواصل مؤقتا تنفيذ اإليرادات ونفقات الميزانية العامة للدولة حسب الشروط اآلتية:
مبدأ الوحدة :ويقضي هذا المبدأ بأن تدرج كافة عناصر اإليرادات العامة وعناصر اإلنفاق العام في بيان
واحد دون تشتتها في بيانات مختلفة ،وتميل بعض الحكومات إلى الخروج على مبدأ وحدة الميزانية من
خالل إنشاء ميزانيات مستقلة تماما عن ميزانية الدولة لبعض أوجه النشاط االقتصادي بهدف تفادي رقابة
السلطة التشريعية .كذلك ،لو عرضت الميزانية بشكل جزئي في حسابات متعددة ،يكون بمقدور السلطة
التنفيذية الحصول على موافقة السلطة التشريعية ،و هذا ما قد يؤدي إلى إهمال األولويات و جعلها تأتي
في مؤخرة الحسابات.
يترتب على تطبيق مبدأ وحدة الميزانية نتيجة هامة تتمثل في قاعدة عدم تخصيص اإليرادات ،و التي
تستلزم عدم تخصيص إيراد معين لمواجهة نفقة معينة .و اإلخالل بهذه القاعدة ربما يؤدي إلى ظهور
فائض أو عجز في بعض عناصر الميزانية.
يستند هذا المبدأ إلى اعتبارين أساسيين ،أولهما مالي يتمثل في أن وحدة الميزانية من شانه تحقيق
الوضوح و النظام في عرض ميزانية الدولة مما يؤدي إلى تسهيل معرفة المركز المالي للدولة .أما
االعتبار السياسي فيتمثل في مساعدة السلطة التشريعية في مباشرة رقابتها على النفقات و اإليرادات بشكل
عام.
30
االستثناءات الواردة على مبدأ الوحدة :رغم الفوائد التي تحققها هذه القاعدة فإنها ال تخلو من استثناءات،
وتبرز هذه االستثناءات منافع أخرى ،منها فوائد سياسية لتحقيق الالمركزية ومنها فوائد اقتصادية ومالية
وهذه االستثناءات:
الميزانيات الملحقة :تجيز المادة 22من القانون رقم 71-42المتعلق بقوانين المالية أن تكون
موضوع ميزانيات ملحقة ،العمليات المالية لمصالح الدولة التي لم يضف عليها القانون الشخصية
االعتبارية و التي يهدف نشاطها أساسا إلى إنتاج بعض المواد أو تقديم بعض الخدمات المدفوعة
الثمن .ويرجع السبب في رصد ميزانيات ملحقة بالميزانية العامة للدولة إلى مثل هذه المرافق إلى
الرغبة في تطبيق القواعد المتعلقة بالنشاط الخاص عليها بدال من القواعد الحكومية التي تتسم
بالتعقيد و الجمود .و من القواعد المقررة بالميزانيات الملحقة انه يسري عليها ما يسري على الميزانية
العامة للدولة خاصة بالنسبة العتماد السلطة التشريعية لها.
الميزانية غير العادية :توضع هذه الميزانية خصيصا لعمل طارئ كالحروب ،الزالزل...الخ ،تضطر
الدولة في هذه الظروف غير العادية أن تلجأ إلى دفع نفقات غير عادية وهكذا يكون مبرر لتحصيل
إيرادات استثنائية غير عادية ،مما يدعو ذلك إلى تكوين ميزانية غير عادية.
الحسابات الخاصة على الخزينة :ويقصد بحسابات الخزينة تلك المبالغ التي تدخل الخزينة على أن
تخرج منها فيما بعد ،أي ال تعد إيرادا بالمعنى الصحيح ،ثم تلك المبالغ التي تخرج من الخزانة على
أن تعاد إليها فيما بعد ولذلك ال يعد إنفاقا عاما .ومثال ذلك التامين الذي يلتزم بدفعه المقاولون
المتعاقدون مع الحكومة ضمانا لتنفذ مشروع معين .هذا ال يعتبر إيرادا ألنه سيتم رد المبلغ من
الخزينة لهذا المقاول بعد إتمام المشروع على أكمل وجه .وفي الجزائر ،تفتح هذه الحسابات من خالل
قانون المالية ،وتجمع في خمسة فئات :حساب التجارة ،حسابات التخصيص الخاص ( مثل الحساب
رقم " 114-157صندوق مساعدة تشغيل الشباب" الذي يحتوي على اإليرادات المتأتية من قسيمات
السيارات ،أو الحساب رقم " 114-165الصندوق الوطني للبيئة" الذي يسمح بتخصيص بعض
اإليرادات و حتى بعض الرسوم الخاصة على النشاطات الملوثة للبيئة لتمويل العمليات الداخلة في
إطار حماية البيئة) ،حساب التسبيقات ،حسابات القروض ،حسابات التسوية مع الحكومات األجنبية،
حسابات المساهمات.
الميزانيات المستقلة :هي الميزانيات الخاصة بالمرافق العامة التي تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة،
حيث انه من المعروف أن االستقالل في الشخصية يليه منطقيا استقالل في الميزانية .الميزانية
المستقلة ،على عكس الميزانية الملحقة ،ال يتم اخذ موافقة البرلمان عليها بل يختص مجلس إدارة
المرفق العام باعتمادها.
31
مبدأ العمومية (الشمولية) :تقضي هذه القاعدة بأن تدرج في الميزانية كافة اإليرادات والمصروفات دون
إجراء أية مقاصة بينهما .أي تعني هذه القاعدة أو المبدأ األخذ بالميزانية اإلجمالية (الميزانية الشاملة)،
التي عوضت طريقة الناتج الصافي بحيث ال يظهر في الميزانية سوى نتيجة المقاصة ،أي يظهر سوى
رصيد هذا المرفق ،دائنا إذا زادت اإليرادات عن النفقات ،ومدينا إذا زادت النفقات عن اإليرادات.
مبدأ عدم التخصيص لإليرادات ،كما رأينا في المبدأ السابق ،ويقضي هذا المبدأ أن ال يخصص أي
إيراد من إيرادات الدولة لتغطية نفقة معينة ،بل تدخل كل اإليرادات إلى الخزينة العمومية بدون تخصيص،
ثم توزع بعد ذلك حسب احتياجات كل مصلحة ،ورغم أهمية هذا المبدأ إال أن هناك استثناءات:
oفي حالة ما إذا اقترضت الدولة لتمويل مشروع ما فال يجوز لها أن تصرف محصول هذا
القرض ألجل أوجه أخرى.
oقد تحول الدولة لبعض مصالحها بتخصيص إيراداتها لتغطية نفقاتها مثلما هو الحال بالنسبة
للمرافق ذات الميزانيات الملحقة.
مبدأ التخصيص في النفقات :بموجب قانون المالية يوجب قانون التخصيص توجيه االعتمادات
المفتوحة نحو مجاالت محددة ،بحيث أن المسيرين ليس لهم الحق أو بمعنى آخر ال يمكنهم استعمال هذه
االعتمادات حسب رغباتهم ،بل ال بد من هؤالء المسيرين احترام توزيعها ،فكلما كان التخصيص في
االعتمادات مطبق بعناية ،كلما كانت مراقبة الجهة المانحة للترخيص ممكنة وفعالة .لكن يقتضي ذلك
عدم تجاوز االعتمادات المخصصة لذلك" ،إال أن التصويت على الميزانية حسب القطاعات والو ازرات ،ال
يتم بالتفصيل ،وانما إجماال ،ويتم التوزيع على شكل فصول أو مجموعات بموجب مراسيم التوزيع" .ولكن
هذا ال يخرج الحكومة من دائرة رقابة البرلمان ألنها تبقى ملتزمة بتفصيلها "هذه المراسيم التي تتضمن
توزيع اعتمادات التسيير تنشر في الجريدة الرسمية في العدد الموالي للعدد المتضمن لقانون المالية ،والتي
يكون النواب قد اطلعوا عليها ضمن الملف المرفق لمشروع قانون المالية" .إن ترك التوزيع على فصول،
الختصاصات السلطة التنفيذية تجعل من الرخصة التشريعية فارغة المحتوى ،ما دامت ال تمس الوحدة
القاعدية وهي الفصل ،والفصل يبقى العنصر المرجعي في مواد الميزانية ولهذا ال يجوز مبدئيا النقل من
فصل آلخر وال التحويل من مصلحة ألخرى ،إال في حاالت خاصة ،اعترف المشروع بجوازها بعد أن
تعددت انتهاكات اإلداريين لهذا المبدأ.
مبدأ التوازن :كان الكالسيكيون يرون أن توازن اإليرادات مع النفقات أمر ضروري .فهذا المفهوم التقليدي
كان ينظر إلى التوازن بنظرة حسابية بحتة ،وذلك خشية حدوث عجز يمكن أن يؤدي إلى االقتراض الذي
من شانه أن يودي إلى زيادة الضرائب و إثقال عاتق األفراد باألعباء العامة .أما النظرية الحديثة فلم تعد
32
تنظر على العجز في الميزانية على انه كارثة مالية محققة و ذلك في ضوء التطورات المالية و
االقتصادية التي تميز القرن الحالي .هذا الفكر يستبدل فكرة التوازن المالي بفكرة أوسع منها هي فكرة
التوازن االقتصادي العام حتى و لو أدى هذا إلى حدوث عجز مؤقت في الميزانية .هذا االستبدال هو ما
يطلق عليه بنظرية العجز المؤقت و المنظم ) (Déficit systématiqueو تتمثل في انه في فترة الكساد
تنتشر البطالة و بالتالي ال بد من زيادة اإلنفاق االستثماري و االستهالكي الذي من شانه أن يخلق الطلب
الفعال ،هذا األخير يمكنه أن يعيد الميزانية إلى توازنها الحسابي كما نص عليه الفكر التقليدي.
.2مناهج إعداد الميزانية العامة ودورها في ترشيد اإلنفاق العام و تحقيق أهدافه :شهدت عملية إعداد
الميزانية العامة تطو ار كبيرا ،وهذا كما يلي:
أ .إعداد الميزانية طبقا لميزانية البنود و االعتماد :Line-Item Budget 9بدا تطبيق ميزانية
البنود و االعتمادات في عام 0940في الواليات المتحدة األمريكية للتمييز بين النفقات الجارية و
الرأسمالية ،و بموجبها يتم تصنيف النفقة تبعا لنوعيتها ،بمعنى أن يتم حصر النفقات ذات الطبيعة
الواحدة في مجموعات متجانسة دون ،ثم بعد ذلك يتم تقسيم النفقات إلى عدة تقسيمات (تقسيم
إداري ،تقسيم اقتصادي ،تقسيم وظيفي .)...و بالتالي تعتمد ميزانية البنود و االعتمادات على
التصنيفين التاليين:
التصنيف على أساس نوع النفقات
التصنيف على أساس الو ازرات و المصالح الحكومية.
في ظل هذا النوع من الميزانيات ال يكون هناك اهتمام باألهداف و العوائد االجتماعية و
االقتصادية و اعتبارات الكفاءة في اإلنفاق ،و غالبا تكون هذه الميزانية غير متصلة بخطة أو برنامج عام
بالتنمية ،و ال تستخدم فيها المقاييس العلمية لتحليل التكلفة و العائد ،و ال تهتم بالبرمجة الزمنية لألهداف.
كذلك ،من عيوب هذه الطريقة أنها تقتصر غالبا على الناحية الحسابية للتأكد من عدم تجاوز
المخصصات و ليس على األهداف المرجوة من مراء اإلنفاق .نالحظ مما سبق ان هذه الميزانية تتعارض
مع مبدأ ترشيد اإلنفاق العام نظ ار لألسباب التالية:
عدم االهتمام باألهداف االقتصادية و االجتماعية و عدم استخدام مقاييس تحليل التكلفة و العائد،
االهتمام بجانب التكلفة (مدخالت الميزانية) أي الوسائل فقط دون االهتمام بالنتائج (المخرجات)،
يدفع هذا األسلوب بالوحدات التنفيذية إلى إنفاق ما تبقى لديها من اعتمادات قبل نهاية السنة
المالية ضمانا للحصول على اكبر اعتماد في العام الموالي و هو ما يفتح إمام انتشار الفساد
المالي.
9
هذا المنهج هو المعتمد في الجزائر
33
10
Program Performance Budgeting ب .تخطيط مالية الدولة طبقا لميزانية األداء والبرامج
:Systemهذه الميزانية تعبر كانتقال من فكرة االعتماد على الوسائل (المدخالت) إلى االعتماد على
النتائج (المخرجات) و العمل على تحسين األداء و زيادته دون زيادة اإلنفاق .تعرف ميزانية األداء و
البرامج على أنها مجموعة من األساليب التي بواسطتها يتمكن مدراء البرامج من التركيز على تنفيذ
األهداف التي تقع ضمن مسؤوليتهم بصورة دقيقة ،ومقارنة تنفيذ هذه األهداف حسب الوقت وساعات
العمل و الموارد المتاحة ،و أن هذا النظام يزود من يستخدمه بمعلومات ال يمكن له الحصول عليها
من خالل الميزانية التقليدية ،إذ يساعد في الحصول على نتائج أساسية و يهيئ قاعدة أفضل التخاذ
الق اررات .في ظل هذا المنهج ،فان القائمين على إعداد ميزانية األداء ال يهتمون في المقام األول
بتحديد عناصر اإلنتاج المستخدمة في كل وحدة حكومية (أجور عمال ،مواد بناء ،الخ) بل يهتمون
بتحديد المخرجات من استخدام هذه العوامل (إنشاء مستشفى جامعي ،بناء مدرسة.)...
ت .تخطيط مالية الدولة طبقا لميزانية التخطيط والبرمجة Planning Programming Budgeting
:Systemيقوم هذا األسلوب على أساس ثالثة عناصر و هي التخطيط ،البرمجة و الميزانية ،بحيث
يمثل التخطيط األهداف التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها في المدى الطويل .أما البرمجة فتتعلق
بالبدائل المختلفة الكفيلة بتحقيق هذه األهداف ،أما الميزانية ،فهي ترجمة األقساط السنوية من البرامج
في اعتمادات مالية سنوية لمراعاة حدود التمويل على المدى القصير.
ث .تخطيط مالية الدولة لمنهج اإلدارة باألهداف :تتطلب هذه الطريقة ان يتم تخصيص اعتمادات سنوية
وفقا لألهداف الفرعية التي تسعى كل إدارة أو مصلحة حكومية تحقيقها .و هذا يستلزم أن يقوم كل
مرفق بتحديد أهدافه الفرعية ثم تحديد االعتمادات الواجبة لتحقيق هذه األهداف.
ج .تخطيط مالية الدولة طبقا لميزانية األساس الصفري :تقتضي هذه الطريقة أن يتم تحليل البيانات و
دراسة جدوى المشروعات و تقييم كافة األنشطة و البرامج سنويا ،على اعتبار أنها أنشطة و برامج
جديدة غير مرتبطة باعتمادات سابقة.
ح .تخطيط مالية الدولة طبقا لميزانية التعاقدية :ظهر هذا المنهج ألول مرة في نيوزيالندا سنة ،0994
و هو يقضي بان يعاد تشكيل الموازنة العامة على أنها نظام عقد صفقات بين جهة منفذة و الحكومة
المركزية .بمعنى أن تقوم الحكومة بطرح مشاريعها و برامجها المستقبلية أمام الجميع (قطاع خاص
أو عام) بغرض الفوز بمتعاقدين ينفذون تلك المشاريع باقل تكلفة و في الوقت المناسب شريطة
تحقيق األهداف المخطط لها.
.4مسار إعداد الميزانية العامة:
السلطة التي تتولى إعداد مشروع الميزانية العامة ضمن قانون المالية :تختلف مسئولية القيام بتلك
المراحل من دولة ألخرى إال أنها موزعة عموما بين السلطة التنفيذية والتشريعية فتقوم السلطة التنفيذية
10
تعمل الجزائر في السنوات األخيرة لالنتقال إلى استخدام هذا المنهج نظرا لنجاعته مقارنة بالمنهج السابق
34
بجميع المراحل ماعدا مرحلة االعتماد فتختص بها السلطة التشريعية ويرجع ذلك إلى انه استنادا إلى مبدأ
الفصل بين السلطات تقع على عاتق السلطة التنفيذية إدارة المصالح العامة فمن الطبيعي أن تتولى هذه
السلطة إعداد الموازنة العامة وتنفيذها ومتابعتها واعداد حسابها الختامي وخصوصا وان تلك السلطات
تملك وحدها الوسائل لمعرفة حاجات الو ازرات واإلدارات العامة على اختالف أنواعها وتقدير حصيلة
الموارد تقدي ار صحيحا كما أن الموازنة العامة عبارة عن البرنامج السياسي واإلداري واالقتصادي للحكومة
مما يستلزم قيامها بجميع المراحل ماعدا االعتماد.
وقد استقرت كل الدول تقريبا على أفضلية قيام السلطة التنفيذية بمهمة إعداد وتحضير الموازنة العامة
باعتبار أن إعداد الموازنة العامة وتحضيرها عبارة عن مجموعة من اإلجراءات المالية واإلدارية تكون
السلطة التنفيذية هي األقدر على القيام بها ورغم هذا االتجاه الغالب فان هناك بعض الدول قد خرجت
عليه وتركت مهمة إعداد الموازنة العامة للسلطة التشريعية وعلى سبيل المثال كان ذلك في الواليات
المتحدة إلى غاية عام 0940بعدها أصبح رئيس الجمهورية هو المسؤول على إعداد الموازنة واألمر كان
مشابه إلى ذلك في فرنسا حيث كان يتكفل البرلمان مع الحكومة بإعداد الموازنة وذلك إلى غاية عام
.0.80
ويتمثل جوهر إعداد الموازنة العامة في أن وزير المالية يقوم بدراسة بيانات االتفاقات المقدرة والمعروضة
من جانب الو ازرات بما فيها و ازرة المالية على ضوء تقدير اإليرادات المتوقعة والحد األقصى الذي يستطيع
أن يصل إليه في محاولة لتلبية المطالب الخاصة للو ازرات المختلفة.
ويقصد بإطار الموازنة العامة إعداد تصور مبدئي لما تكون عليه أرقام الموازنة العامة الجديدة من ناحية
تقدير االستخدامات أو الموارد والتوصل إلى تقدير مبدئي لما ستكون عليه نتيجة كل موازنة من موازنات
الدولة من عجز أو فائض الموازنة كلها.
وتعتمد الو ازرة في إعداد الموازنة العامة الجديدة على ما يلي:
اتجاهات السياس ة العامة للدولة واتجاهات الحالة االقتصادية الدولية خصوصا تلك الدول التي تعتمد o
بشكل كبير في موازنتها على أسعار بعض المواد األولية مثل أسعار النفط في الجزائر حيث يؤثر
على موارد الدولة من حصيلة الجباية.
مراعاة اثر القوانين والق اررات التي صدرت بعد صدور الموازنة العامة الجاري العمل بها ويكون لها أثار o
مالية تولد أعباء كاالعتمادات اإلضافية أو صدور قوانين تخص بعض الضرائب والرسوم والتي قد
يكون لها اثر على نقصان حصيلة اإليرادات ال زيادتها إذا كانت تتضمن تقرير إعفاءات من الضرائب
والرسوم السارية .
يسترشد أيضا بحالة االنفاق على االعتمادات في السنوات السابقة كما توضحها الحسابات الختامية أو o
التقارير من السنة المنقضية كما يسترشد بحالة تحصيل الموارد عن تلك المدة.
35
قد تطلب بعض البيانات من الجهات المختصة للمعاونة في التوصل إلى تقديرات اإلطار وتقوم هذه o
الجهات بتحديد هذه البيانات بصفة تقريبية والبعض اآلخر يحددها تحديدا واقعيا كأقساط الديون
المستحقة خالل السنة المالية الجديدة وتساعد هذه البيانات على التوصل إلى التقديرات عن واردات
السنة المالية الجديدة تساهم في تحديد الحصيلة المتوقعة للجمارك.
بعد التوصل لتحديد إطار الموازنة العامة للسنة الجديدة يتم مناقشته وعلى ضوء ما تسفر عنه المناقشة o
يتم التوصل ألسس مبدئية موحدة سواء بالنسبة إلطار الموازنة العامة ويتم عرضه بعد ذلك على
مجلس الوزراء فإذا تم إق ارره اعتبر ذلك هو التصور المبدئي العام لما ينبغي أن تكون عليه استثمارات
الخطة السنوية الجديدة وتقديرات الموازنة عن العام المالي المقبل .
تنفيذ الميزانية العامة :بعد مصادقة البرلمان بغرفتيه على الميزانية ثم توقيع رئيس الجمهورية على قانون
المالية يأتي بعد ذلك دخولها مرحلة التنفيذ ويقصد بتنفيذ الميزانية العامة إنفاق المبالغ وتحصيل اإليرادات
36
التي أدرجت فيها بعد اعتمادها من طرف السلطة التشريعية ويتولى تنفيذ الميزانية السلطة التنفيذية وتقوم
به من خالل الو ازرات والهيئات والمؤسسات العامة.
تنفيذ النفقات العامة :تتولى الو ازرات والمصالح والهيئات المختلفة القيام بالبرامج والمشروعات التي
اعتمدتها السلطة التشريعية مراعية في ذلك االستخدام األمثل للموارد وتخفيض النفقات الفعلية .وتختلف
اإلجراءات المتبعة في الحصول على اعتماد من السلطة التشريعية بتعديل جانب النفقات العامة أثناء
مرحلة التنفيذ ،فقد تسمح السلطة التشريعية بنقل مبلغ من بند آلخر ضمن نفس الباب دون موافقة سابقة
من السلطة التشريعية ،وفي بعض األحيان يقوم البرلمان بتحديد قسط كل بند و كل نوع من أنواع
اإلنفاق ،و في هذه الحالة يتضح جليا مدى أهمية التزام الدقة في التقدير لما يترتب على أخطاء التقدير
من نتائج خطيرة تتطلب إجراءات معقدة لحلها باإلضافة إلى عرقلة تنفيذ خطة الدولة.
تنفيذ اإليرادات العامة :تتولى السلطة المعنية تحصيل الضرائب واإليرادات المقررة باذلة كل
إمكانياتها في سبيل منع التهرب الضريبي وانخفاض تكاليف الجباية .وفي مرحلة التنفيذ قد يحدث أال
تطابق اإليرادات المحصلة فعال اإليرادات الواردة في الميزانية العامة لنفس السنة فقد يحدث اآلتي:
oنقص اإليراد الفعلي عن المقدر :قد يحدث عدم تطابق في بعض البنود لإليرادات بما ال يؤثر على
مجموع إجمالي اإليرادات وهذا ال يشكل مشكلة إذ انه يعتبر من قبيل بعض األخطاء المعوضة )زيادة
في بند من اإليرادات يقابله عجز مماثل في بند آخر ،الن اإليرادات في العادة ال تخصص
لمصروفات بذاتها وانما تعتبر وعاء واحد يصرف منه برمته على أوجه اإلنفاق) .وفي حالة وجود
أخطاء في التقديرات بحيث يقل اإليراد الفعلي المحصل عن اإليراد التقديري فمعنى ذلك هو عدم
كفاية اإليرادات لتنفيذ خطة الدولة ومشروعاتها فتلجأ الحكومة إلى تغطية العجز عن طريق زيادة سعر
الضريبة القائمة أو فرض ضرائب جديدة أو االقتراض أو زيادة اإلصدار النقدي.
oزيادة اإليراد الفعلي عن المقدر :قد تحدث أخطاء في تقدير اإليرادات بحيث ينتج عنها زيادة في
اإليرادات الفعلية عن المقدرة أي بمعنى زيادة في اإليرادات الفعلية عن المقدرة وينتج عن ذلك زيادة في
اإليرادات دون استخدام فتحول هذه الزيادة إلى حساب المال العام االحتياطي ويتم هذا في الحساب
الختامي للدولة.
-6الرقابة على تنفيذ الميزانية المقصود بمراقبة تنفيذ الميزانية هي أن يتم اإلنفاق بالشكل الذي ارتضاه
ممثلو للشعب.
أنواع الرقابة :الرقابة على تنفيذ الميزانية قد تكون رقابة إدارية أو رقابة سياسية أو رقابة األجهزة
المستقلة .تختلف الرقابة الممارسة من رقابة قبلية ،أثناء تنفيذ الميزانية أو بعدية.
.0الرقابة اإلدارية :إن الرقابة اإلدارية هي تلك التي تقوم الحكومة على نفسها وهي تتناول كيفية
الميزانية وادارة األموال العامة .يقوم على هذه الرقابة موظفون حكوميون وهم الرؤساء من العاملين
بالحكومة على مرؤوسيهم وتقوم بها و ازرة المالية على اإلدارات الحكومية المختلفة وذلك بواسطة
37
قسم مالي خاص يتبع ل و ازرة المالية في كل و ازرة وتتناول هذه الرقابة عمليات التحصيل والصرف
التي يأمر بها الوزراء أو من ينوبهم وذلك للتحقق من مطابقة أوامر الصرف للقواعد المالية
المقررة في الميزانية.
.4الرقابة السياسية :إن الغاية من الرقابة على تنفيذ الميزانية بصورة عامة هي التأكد من احترام
اإلجازة التي أعطاها البرلمان للحكومة في جباية اإليرادات وصرف النفقات .وتتحقق هذه الرقابة
عن طريق إلزام الحكومة بتقديم حساب ختامي في نهاية السنة المالية للسلطة التشريعية يبين فيه
ما تم جبايته فعال من إيرادات وما تم فعال صرفه من نفقات ومدى مطابقة كل هذا لما ورد في
الميزانية .وتحقيقا لهذه الرقابة السياسية فقد نص الدستور الجزائري (المادة 041على أن تقدم
الحكومة في نهاية كل سنة مالية إلى المجلس الشعبي الوطني عرضا حول استعمال االعتمادات
المالية التي اقرها بالنسبة للسنة المالية المعنية وتختم السنة المالية على مستوى المجلس الشعبي
الوطني بالتصويت على قانون يتحدد بمقتضاه ضبط ميزانية السنة المالية المنصرمة (.
.2رقابة األجهزة المستقلة :تقوم بعض الدول بإنشاء أجهزة مستقلة وتنيط بها مهمة الرقابة على
تنفيذ الميزانية بل مراقبة كل التصرفات المالية وتستهدف من وراء ذلك الحفاظ على المال العام.
وعادة ما تتبع هذه األجهزة لرئيس الدولة حتى تتمتع باستقالل تجاه الو ازرات المختلفة كما تكلف
هذه األجهزة بتقديم تقرير سنوي لرئيس الجمهورية تبين فيه كل ما قامت به من أعمال وما كشفت
عنه الرقابة المالية والمحاسبية من مخالفات وتوصيات الجهاز بشأنها لتالفي أي أخطاء مستقبال.
وقد نص الدستور الجزائري على ذلك بحيث تشير المادة 081منه إلى"(يؤسس مجلس محاسبة
يكلف بالرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات اإلقليمية والمرافق العمومية .يعد مجلس
المحاسبة تقري ار سنويا يرفعه إلى رئيس الجمهورية) .و الرقابة السياسية ورقابة مجلس المحاسبة
هي من صور الرقابة الالحقة لتنفيذ الميزانية وأما الرقابة اإلدارية التي تقوم بها الحكومة فهي إما
أن تكون سابقة لتنفيذ الميزانية أو أثناء أو الحقة لها.
-2مراحل صرف النفقات العامة :إن وجود االعتماد في الميزانية ال يعني وجوب اإلنفاق وال ينشئ
حقوقا للغير إنما هو مجرد رخصة باإلنفاق ،فاآلمرون بالصرف الذين منحت لهم االعتمادات عليهم
بالتنفيذ وفقا لألصول والقوانين المحددة لتنفيذ هذه النفقات وهذه القوانين والقواعد تختلف من دولة إلى
أخرى ويبد أ تنفيذ النفقات بعد المصادقة على االعتماد في الميزانية على أساس الباب أو الفصل أو البند
من قبل البرلمان.
إن تنفيذ النفقة العامة يمر بأربعة مراحل :المراحل الثالثة األولى يقوم بها الموظفون اإلداريون (اآلمرون
بالصرف) وهي(عقد النفقة أو االلتزام) ،تصفية النفقة واألمر بالصرف .والمرحلة الرابعة يقوم بها
المحاسبون العموميين و هم الموظفون التنفيذيين وهي مرحلة الصرف الفعلي أو الدفع.
-0عقد النفقة أو االلتزام بالدفع.
38
-4تحديد مبلغ النفقة.
-2األمر بصرف النفقة.
-2مرحلة الصرف الفعلي للنفقة -المرحلة المحاسبية.
ا -عقد النفقة أو االلتزام بالدفع :يعد عقد النفقة الخطوة األولى أو هو أولى عمليات التنفيذ التي تقوم بها
السلطة التنفيذية في حقل اإلنفاق وهو في الحقيقة القيام بالعمل أو االمتناع عن القيام به.
شروط عقد النفقة :حتى يكون عقد النفقة صحيحا هذا يتطلب توافر الشروط التالية:
.0أن يكون معقودا من السلطة صاحبة االختصاص :تعود سلطة عقد النفقة إلى الموظف اإلداري
الذي يدير المرفق العام وهو عادة الوزير في و ازرته أو المدير في إدارته أو الوالي في واليته.
.4أن يتقيد العاقد باالعتماد المفتوح في الميزانية :فيجب أن ال يتجاوز عقد النفقة المبلغ
المخصص لها في الميزانية وال تعقد النفقة على اعتماد مخصص لنفقة أخرى إذا فالعقود ال
تكون صحيحة إال بعد المصادقة عليها من قبل السلطة التشريعية.
.2عدم تجاوز المبلغ المخصص لالعتمادات :على الذي يقوم بعملية عقد النفقة أن يتقيد بالمبلغ
المحدد له في لميزانية وال يجوز له أن يعقد نفقة تتجاوز المبلغ المخصص لها في الميزانية.
.2عدم صرف االعتماد لغير الوجه الذي خصص له :ال يمكن عقد النفقة الستثمار عقار على
اعتماد مخصص لرواتب الموظفين وللحفاظ على هذا الشرط أوجب القانون أن ترافق معاملة عقد
النفقة عجز االعتماد المخصص لها.
.0أن ال يترتب التزاما على السنوات القادمة :يجب أن يقتصر عقد النفقة من حيث أثارها على
السنة المالية التي تصرف خاللها النفقة فعال أي السنة التي رصد االعتماد فيها وال يتعداها إلى
السنوات القادمة.
ب -تحديد مبلغ النفقة :هي عبارة عن المرحلة التي تؤكد ترتب الدين قانونا على الحكومة وتحدد مقداره
باألرقام كما تثبت انه مستحق األداء وال يسقط بالتقادم مثال .كذلك ،الذي يطالب الحكومة بأداء دين له
يجب أن يثبت ذلك بوثائق خاصة انه استحق هذا الدين .فالموظف يثبت حقه بذلك الراتب بمرسوم أو
ق ارر يوقعه رئيس الهيئة العمومية بأنه قام بوظيفته فعال .و عليه يمكن تعريف تصفية النفقة "بأنها ثبوت
ترتب الدين على الجهة اإلدارية وتحديد مقداره واستحقاقه وعدم سقوطه بالتقادم أو بسبب آخر ".وتجري
عملية التصفية للنفقة بصفة تلقائية واذا تعذر ذلك فبناء على طلب الدائن وتتم من قبل المكلفين بعقدها
بمقتضى األحكام السارية المفعول.
شروط تصفية النفقة :إن تصفية النفقة مرحلة مهمة وأساسية لتنفيذ أحكام عقد النفقة وهي تحقق هذا
الدين وتجعله متوجبا ولكن ذلك يتطلب ثالثة شروط:
.0الشرط األول :إبرام عقد نفقة سابق فمثال ال يصفى راتب موظف إال نتيجة قرار تعينه.
39
.2الشرط الثاني :التثبت من قيام العالقة بالخدمة المطلوبة منهم ،أي حسب هذا المبدأ فان النفقة
ال تصبح مستحقة إال بعد قيام الطرف المتعاقد مع اإلدارة بتنفيذ أحكام العقد فال يجوز تصفية
النفقة على أساس عقدها فقط بل البد من تأدية الخدمة أو تسليم المواد موضوع العقد بعد التأكد
من ذلك يشترط أن تكون هذه النفقة مستحقة فعال أي أنها لم تدفع سابقا ولم تسقط بالتقادم أو
لسبب آخر .
.2الشرط الثالث :تقديم األوراق الثبوتية ،تكمن أهمية األوراق الثبوتية في التحقق من الشرطين
السابقين وتكون مرفقة بمعاملة التصفية وهذه الوثائق هي مستندات تثبت وجود العقد المبرم
وااللتزامات المفروضة بموجبه.
وبعد التحقق من الشروط السابقة الذكر مدعمة باألوراق الثبوتية يقوم اآلمر بالصرف بحساب
النفقة المترتبة على الدولة وتحديد مقدارها ويصفي النفقة على أساس ما قام به الطرف الثاني من
تنفيذ ألحكام العقد بصورة فعلية.
11
لكي ج -األمر بصرف النفقة :وهو أمر خطي كتابي يوجهه اآلمر بالصرف إلى المحاسب العمومي
يدفع لشخص معين مبلغا من االعتمادات المحددة في الميزانية العامة ويرفق بأمر الصرف كل األوراق
الثبوتية التي تسمح للمحاسب بالتأكد من قانونية ومشروعية النفقة ويجب األخذ بعين االعتبار التقيد
باالعتمادات المفتوحة في الميزانية للغرض الذي يراد صرف النفقة من اجله مع بيان أو توضيح الباب
والقسم والفصل والمادة والفقرة التي تعود إليها هذه النفقة.
السلطة المؤهلة للصرف :نصت معظم القوانين على اعتبار الوزير المختص السلطة المؤهلة إلصدار
أوامر الصرف فيما يتعلق باالعتمادات له في الميزانية ولكل من الوزير المختص أو وزير المالية أن
يفوض صالحياته إلى آمري صرف ثانويين يمثلونه يتولون تدقيق ومراقبة وتوقيع الحواالت ثم يعمدون إلى
تحرير أمر الصرف لكل صاحب حق على حدى.
األمر بالصرف يحتوي البيانات التالية:
يكون باسم الدائن ،يبين السنة المالية التي ينتمي إليها ،بيان األوراق الثبوتية ،المبلغ بالحروف
11
تنص المادة 20من المرسوم تنفيذي رقم :199 – 19يعين الوزير المكلف بالمالية المحاسبين العموميين حسب الشروط القانونية الخاصة
بكل صنف من أصناف المحاسبين .تنص المـادة 43من القانون رقم :19-19يتم تعيين المحاسبين العموميين من قبل الوزير المكلف بالمالية و
يخضعون أساسا لسلطته .يمكن اعتماد بعض المحاسبين العموميين من قبل الوزير المكلف بالمالية.
40
حواالت الدفع يرسلها مرفقة بأوراقها الثبوتية إلى المراقب المالي ،12هذا األخير يقوم بالتأكد من صحة
البيانات و موافقتها لالعتمادات المفتوحة ،و بعد التأكد من سالمتها و مصداقيتها يؤشر عليها ليرسل
الملف فيما بعد إلى المحاسب العمومي المختص لدفعها ويقوم هذا األخير بعملين األول كمدقق أو دافع
والثاني كأمين صندوق.
المحاسب العمومي كمدقق أو دافعا للنفقة :إن مسئولية المحاسب العمومي كمدقق أو دافع للنفقة كبيرة
جدا وتفوق مسئوليته كأمين صندوق فعلى المحاسب أن يطلع على ملف كل من حواالت الدفع ويراقب
أوراقها الثبوتية ويتأكد من قانونيتها.
المحاسب العمومي بوصفه أمين الصندوق :إن مسؤولية المحاسب كأمين للصندوق بصورة عامة هي أن
يتخذ التدابير التالية:
دفع المبلغ المسجل في أمر الصرف بدون نقص أو تجاوز.
دفع هذا المبلغ إلى صاحب االستحقاق أو وكيله و الحصول من القابض على إيصال مبرئ
للذمة.
12
المراقب المالي هو شخص تابع لوزارة المالية ويتم تعيينه بمقتضى قرار وزاري يمضيه الوزير المكلف بالميزانية ،ويكون مقره الوزارة
المعين بها أو على مستوى الوالية ويعمل بمساعدة مساعدين له يعينون بموجب قانون وزاري ،ورقابة المراقب المالي هي رقابة شرعية وليست
مراقبة مالئمة إذ أنها تقوم على رقابة شرعية النفقة .المادة 54تنص أن من مهام المراقب المالي أن يؤكد صحة االلتزام بأن يمنح تأشيرة توضع
على الوثائق المكونة لملف االلتزام والذي يقدمه اآلمر بالصرف قبل تنفيذ عملية الشراء.
41
المالحق
42
43
44
.
45