الـمـدخل الفروسية والشعــراء الفرســان والمنصفات

You might also like

You are on page 1of 27

‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬

‫الفرســان والمنصفات‬

‫يقال ‪:‬إذا أردّت الديث معي فحدددّ مصطلحاتك ‪،‬ذلك » أأ نن الصمطلحات مفاتيح تكشف‬
‫غوامض البحث‪،‬و ا نالتاء إال مصمطلحات ششبه موحدة يعجسسل لغسسة البحسسث مسسن السسسهول‬
‫واليس«ر‪( 1 ).‬‬
‫وإيانا منا بأن أزمتنا أزمة مصطلحات فإن العنوان )المنصفات في شعر فرسان العصر‬
‫الجاهلي ( يضعنا وجها لوجه أمام مصطلحات يدر بنا أن نتفق عليها قبل أي حديث‪،‬وأن‬
‫هها ‪ :‬النصفات ‪،‬ث الفروسية والفرسان الشعراء ‪،‬وذلك التزاما بالعنوان ‪،‬لنأا‬‫نددّها‪،‬ولعل أ د‬
‫تشكل عتمة تستحق الضإاءة‪،‬كرما تستوجب الوقوف عندها بشيء من التكريز‪.‬فكيف نفهم‬
‫النصفات؟هل التسمية مصدرا أم اسم مصدر‪ ،‬أم وصفا ونعتا‪..‬؟وهل )النصمفات( ف العن‬
‫ترادّف )ا ألشعجار النصمفة( أوهي نفسها ) منصمفات أأشعجار العجرب(؟ماذا عن )الفرو سشية(‬
‫و) الفرسان الشعج راء( ؟وإذ يتدوال النقد القدي )الفرسان البطال(‪) ،‬الفرسان الشجعان( ‪،‬ما‬
‫علقة البطولة والشجاعة بـ ـ ـ ـ ــالفروسية وهل العان واحدة؟وكريف نفهم النصاف ؟‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫‪-1‬دّكرتورة وسية عبد السن النصور‪،‬أبنية الصدر ف الشعر الاهلي‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،1984،‬ص ‪23‬‬
‫‪،‬هم )الفرس والفارس‬
‫ثالثاة إذا تلف أحدهم فقد الخآران كرل معن ‪2‬‬
‫والفروسية(‪.‬ولذلك يذهب البعض ال أدن الشعراء الصعاليك ليسوا فرسانا ‪،‬إلد بالعن‬
‫الازي‪،‬لن العروف عن الصعلوك والؤمكرد أدنه ل يلك فرسا‪.‬ث إن هؤملء الثلثاة )الفرس‬
‫والفارس والفروسية ( ل يكن تصور وجودّهم خآارج ميدان الرب‪.‬إنأم يصنعون الرب‬
‫وهي تصنعهم‪ >> ...‬الرب ه الباب اليذ تطل منه أأشعجار الفخر والدي‬
‫والرثء‪ . ( 1 ) << .‬وف مثل هذه الشأعار تبز >> صورة للبطل بشكيلا ا ألسطوريذ‬
‫والواقعجي << ) ‪، . ( 1‬وفيها ند حديثا عن )الفرس والفارس والفروسية (‪.‬وما يؤمثار عن‬
‫العرب بشأن هؤملء الثلثاة أنأم >> ك ناوا ل ينئون إال بغلما يول‪ ،‬أأو شاعر ينبغ‬
‫فيلمه ‪ ،‬أأو فرس تنتج‪( 3 ) << .‬‬

‫يقول ابن سلم المحي) ت ‪233‬ه(‪ >> :‬وإانا يكث الشعجر بلروب الت تكون‬
‫بي ا ألحياء نو حرب ا ألوس والزخرج‪ ،‬أأو قوما يغيون ويغار عليلمه‪.‬واليذ قلل‬
‫شعجر ق ريش أأ ناه ل يكن بينمه ثئارة‪،‬ول يا ربوا‪،‬وذل اليذ قلل شعجر عمن وأأهل‬
‫الطائف‪. ( 3 ) << .‬ويقول نوري حودّي القيسي ) ‪) : ( 4‬الفرو سشية تثل اللون ال زخاه‬
‫الشقر ف الياة الاهلية‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫والشعجر الاهل جيعجا‪،‬ففيلا تتكرزخ أأرفعم الثل وأأك رما القي الت عرفها ا لتعم‬
‫الاهل من‬
‫‪-1‬طالب العامودّي‪،‬ملمح البطولة السطورية ف الشعر الاهلي‪،‬ملة جامعة البعث‪،‬اللد ‪،38‬العددّ ‪،16‬السنة‬
‫‪، 2016‬ص ‪.79‬‬
‫‪-2‬أب علي السن بن رشأيق القيوان)ت ‪ 456‬ه أو ‪463‬ره(‪،‬العمدة ف صناعة الشعر ونقده‪،‬حققه وعلق عليه‬
‫ووضإع فهارسه الدكرتور النبوي عبد الواحد شأعلن‪،‬الزء الول‪ ،‬الناشأر مكتبة الاني بالقاهرة‪،‬ص ‪.89‬‬
‫‪-3‬عبد السلم المحي‪،‬طبقات فحول الشعراء‬
‫‪-4‬نوري حودّي القيسي ‪،‬الفروسية ف الشعر الاهلي‪،‬ص ‪.6‬‬
‫نحية‪،‬ومنا ا سشتد الشعج راء صورة رسوها ف لوحاتمه الفنية من نحية اخرى‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫<<فما معن الفروسية والفارس؟وما موقع البطولة والشجاعة من العراب‪،‬ونن مع‬
‫الفروسية والشعراء الفرسان؟‬

‫الفرس‪،‬والفارس والفرو سشية‬


‫)الفرس‪،‬والفارس والفروسية (من مادّة معجمية واحدة‪،‬جذرها ف ر س‪ ،‬وقد‬
‫تناولتتها العاجم ف معانن عددة ‪ ،‬فمثل – لغـة‪ -‬نقرأ ف ‪:‬‬
‫أأ ‪ -‬لسان العجسرب ) ‪: (1‬‬
‫‪ >> -‬فرس ا ألسد ف ريسشته يفرسها فرس اا‪ ،‬وأأفتسها أأيذ د نقر عنقه ا ‪ ،‬و) فسسرسس(ا ألسد‬
‫ف ريسشته من بب ضب أأيذ دقر عنقها و)افتسها( مثل‪.‬قال ابن السكيت‪:‬و)فرس(‬
‫الئب الشاة‪.‬وقال النض بن شيل‪:‬يقال أأك الئب الشاة ول يقال افتسها ; << قال‬
‫إخآوة يوسف‪:‬يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركرنا يوسف عند متاعنا ف أأكه الئب‪ ,‬وما أنت‬
‫بومن لنا ولو كرنا صادّقي‪).‬يوسف(‪.‬‬
‫‪ >>-‬وقد فارسه مفارسة وف راسا وف راسة‪<< .‬‬
‫‪ >> -‬وقد ف ررس فلن بلضمه‪،‬يفرس فروسة وف راسة إاذا حذقر أأمر اليل‪.‬قال ‪:‬وهو‬
‫يتفرس إاذا كن ريريذ الناس أأ ناه فارس عل اليل‪<< .‬‬
‫‪:‬‬ ‫و الفرس‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫>> واحد اليل‪،‬والعم أأف راس‪،‬الكر وا أل ناث ف ذل سواء‪،‬ول يقال لأل ناث فيه‬
‫فرسة ; قال ابن سشيده‪:‬واصل الت أأنايث فلل قال سيبويه‪:‬وتقول ثالثاة أأف راس إاذا أأردت‬
‫الذكر‪ ،‬أألزخموه الت أأنايث وصار ف كمالمه للم ؤناث أأكرث منه للمذكر حت صار بنمل‬
‫القدما‪،‬قال ‪ :‬وتصمغيها ف ريس ندر‪،‬وحك لب جن فرسة‪.‬الصمحاح‪:‬وان أأردت تصمغي‬
‫الفرس ا أل ناث خاصة ل تقل ا ف ريسة‪،‬بلهاء‪,‬عن أأب بكر الساج‪،‬والعم أأف راس‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬يقال ‪:‬رجل فارس ب ني الفروسة والف راسة ف اليل‪،‬وهو ا لثبات عليلا والذقر‬
‫ب أأمرها‬
‫‪ -‬و الفرس ‪:‬نمه معجروف لشاكته الفرس ف صورته‪<< ،‬‬
‫‪ -1‬المام العلمة أب الفضل جال الدين ممد بن مكرم ابن منظور الفريقي الصري‪،‬لسان العرب‪،‬اللد السادّس‪ ،‬دّار‬
‫صادّر‪،‬بيوت‪،‬ص ‪.159،163‬‬

‫الفارس‪:‬‬ ‫و‬
‫>> ‪ ...‬راكبه )الفرس( فارس‪ ،‬مثل) لبن( و)تمر(‪.‬قال ‪4‬ابن السكيت‪ :‬إاذا كن الرجل عل‬
‫حافر‪،‬برذون أأو فرسا أأو بغل أأو حم را‪،‬قلت‪:‬مر بنا فارس عل بغل ومر بنا فارس عل‬
‫حمر‪،‬قال الشاعر)الطويل(‪:‬‬
‫وإني امرؤ للخيل عندي مزية *** على فارس البرذون أو فارس‬
‫البغل‬
‫وقال عمرة بن عقيل بن بلل‪ :‬ل اقول لصماحب الار فارس ولكن أأقول نحار‪.‬‬
‫‪ -‬والفارس‪ :‬صاحب الفرس عل ا رادة النسب‪ ،‬والعم فرسان وفوارس‪ ،‬وهو أأحد ما‬
‫شذ من هذا النوع فاء ف الذكر عل فواعل‪.‬قال الوهريذ ف جعجه عل فوارس‪:‬هو‬
‫شاذ ل يقاس عليه‪ .‬ألن فواعل إا ننام هو جعم فاعل كضا ربة وضوارب‪ .‬أأو جعم صفة ل ؤناث‬
‫كحائض وحوائض‪ .‬أأو صفة أأو إاسم لغي ا للدم كبازل وبوازل وحائط وحوائط‪.‬ف أأنما‬
‫مذكر من يعجقل فل يمعم عليه إال )فوارس( كهوال وناواكس‪ .‬ف أأما فوارس فأل ناه شء ل‬
‫يكون ف ال ؤناث غل يف)من خاف( فيه اللبس‪،‬وأأما هوال ف إانا جاء ف الثل هال‬
‫ف الهوال فرى عل اصل أل ناه قد ييء ف امثال ما لييء ف غيها‪،‬واما ناواكس‬
‫فقد جاء ف ضورة الشعجر‪<< ,‬‬
‫‪ >> -‬والفرسان‪:‬فوارس‪،‬قال ابن سشيده‪:‬ول نسمعم ام رأأة فارسة <<‬
‫‪ >>-‬و)فارس(ه الرفرس‪.‬والفرسان الفوارس‪<< .‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫>> يقال فارس‪:‬بي الفروسة والفرو سشية‪،‬واذا كن فارسا بعجينه وناظره فهو ب ني‬
‫الف راسة‪،‬بكس الفاء‪،‬ويقال ‪ :‬إان فلن لفارس بذيك امر إاذا كن عالا به ‪،‬ويقال اتقوا‬
‫ف راسة الؤمن ف إا ناه ينظر بنور ا‪<< .‬‬
‫‪ >> -‬فارس عل الابة ب ني الفرو سشية‪<< .‬‬
‫‪ -‬و) أأبو ف راس( كرنية ا ألسد‪<< .‬‬

‫فـــ‬ ‫أما )الفرو سشية(‬


‫‪) >>-‬الفروسة(و)الفرو سشية(كها مصمدر قول رجل فارس عل اليل‪<< .‬‬
‫‪) >> -‬الف راسة( بلكس اسال من قول )تف نرست(فيسسه خي ا‪.‬وهسسو يتفسسرس أأيذ يتثبنسست‬
‫وينظر‪.‬تقول‬
‫منه رجل )فارس( النظر‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬وفسس السسديث "ا نتقسسوا ف راسسسة السسؤمن"‪ .‬والصمسسدر الف راسسسة والفروسسسة ول فعجسسل‬
‫ل‪,‬والف راسة بلفتسسسسسسح‬

‫‪،‬مصمدر من قول رجل فارس عل اليل‪<< .‬‬


‫‪ >>-‬ف الديث‪:‬علموا اولدك الف راسة ‪ ،‬والف راسة ‪5‬‬
‫بلفتح ‪:‬العجل ب ركوب اليل‬
‫وركضها‪،‬من الفروسيـة‪<< .‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫ب ‪ -‬أأساس البلغة للزخمشيذ‬


‫ونقرأ ف هذا العجم‪:‬‬
‫‪ >> -‬فرس‪:‬هم كرفرس رهان‪<< .‬‬
‫‪ >> -‬وتقول هو‪:‬فارس ثبت السف سراسة‪،‬وفارس صائب الفف راسة‪.‬وقد فرس فلن إاذا حذقر‬
‫ب أأمر اليل فروسة وفرو سشية‪.‬ويقال ل راكب البغل‪:‬فارس‪<< ...‬‬
‫‪ >> -‬ويقال‪:‬ليس بفارس ولكنه يتفرس‪<< .‬‬
‫‪ >> -‬وفرس‪:‬صار ذا رأأيذ وعل ب ألمور‪.‬وف را سشت ف فلن الصملح * قال )من الطويل(‪:‬‬
‫بأطيب من فيها وما ذقت طعمه *** ولكننبي فيما ترى العين فارس‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫وقال ا لبعجيث)الطويل(‪:‬‬
‫قد اختاره ال العباد لدينــه *** على علمه وال بالعبد أفرس <<‬
‫‪ >> -‬وعن عر رض ا‪ :‬ل تنخعجوا ول تفرسوا ودعوا البيحة تب‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬والفرس ‪:‬دقر العجنق‪ ،‬ومنه الفرس‪ :‬لقه ا ألرض بوافره‪<< .‬‬
‫‪ >> -‬والفرسة‪ :‬القرحة الت ترج بلعجنق فتفرسها‪.‬تقول ‪ :‬أأ نالزخل ا بك الفرسة والفرصة‬
‫وه ري الدب‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬وابو ف راس تيس الف رائس ف خيسه‪،‬وه كرنية ا ألسد‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬وتقول‪ :‬ف بن تي فوارس أكنأمه الليوث الفوارس‪<< .‬‬
‫‪ >> -‬ول بد لبل من ف ريس ; وه اللقة من العجود ف رأأسه ; قال)من الوافر(‪:‬‬
‫فإن تكن الرشا مائتين باعا *** فإنن ممر ذلك في الفريس <<‬

‫‪-1‬أبو القاسم جار ال ممودّ بن عمر بن احد الزمشري التوف سنة ‪ 538‬ه‪،‬أساس البلغاة‪ ،‬تقيق ممد باسل‬
‫عيون السودّ‪ ،‬الزء الثان‪،‬منشورات ممد علي بيضون‪،‬دّار الكتب العلمية‪،‬بيوت ‪،‬ص ‪.15،16‬‬

‫‪6‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ج ‪ -‬كرتاب العجيسسسن‬


‫ونقرأ للخليل ف كرتاب العي‪:‬‬
‫‪ >>-‬فرس‪:‬هذا فرس وهذه فرس ‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬والفروسة‪:‬مصمدر الفارس ‪،‬لفعجل ل‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬والف راسة ‪:‬مصمدر التفرس‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬والفرس‪:‬دقر العجنق‪.‬وندى مناديذ عر فقال‪ :‬ل تنخعجوا ول تفرسوا‪ ،‬أأيذ ل تكسوا‬
‫العجنق‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬والف ريسة‪:‬ف ريسة ا ألسد‪<< .‬‬
‫‪ >>-‬أأبو ف راس كرنية ا ألسد‪،‬وكرنية الفرزدقر أأيضا‪<< .‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫ويهمنــا فـ ـ هــذه الرســالة أن نعــرف معنـ ـ الفروسية و الشعراء‬
‫الفرسان ‪،‬فماذا نقول؟أو ما الذي نستطيع إضإافته؟‬

‫اول ‪ :‬الفرو سشية‪:‬‬


‫كرلمة )الفروسية ( عبارة عن مشتق صناعي أقر القدامى فصاحتها ‪،‬وإن تت مسمى‬
‫)الصادّر الت ل أفعال لا(‪.‬يقول م م عمران عبد الكري حزام‪،‬ف مقال له‪-‬نقل عن‬
‫دّقائق التصريف‪ >> :-‬هذا بب قد ذكره الف راء ف غي موضعم من كرتبه‪..‬ف أأحببت‬
‫أأن أأ ناقل ما ذكره فيه‪،‬وهو أأحرف معجدودة‪،‬ويقال‪ :‬أأب بنيسسن ا ألب نوة‪،‬وابن ب ني‬
‫ا لبن نوة‪،‬ورجل ب ني الرجول والرج ولية‪..‬وفارس عل الابة ب ني الفروسة‬
‫والفرو سشية << ) ‪.( 2‬‬
‫والفروسية ل تعدو أن تكون ظاهرة اجتماعية ‪،‬أفرزتا البيئة الاهلية ومتطلباتا‪.‬كرما‬
‫كران للشخصية العربية دّور فيها‪.‬فقساوة الطبيعة وشأدحها من جهة‪،‬وعزة وأنفة العرب م ـ ـ ــن‬
‫جهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪ -1‬الليل ابن احد الفراهيدي )ت ‪ 170‬ه( ‪،‬كرتاب العي‪ ،‬ترتيب وتقيق الدكرتور عبد الميد هنداوي‪،‬الزء‬
‫الثالث‪،‬دّار الكتب العلمية‪ ،‬ص‪211،‬‬
‫‪ -2‬م م عمران عبد الكري حزام‪،‬الصدر الصناعي)من الفصيح القليل الذي كرثر بعد عصر الفصاحة(‪،‬ملة جامعة ذي‬
‫قار‪،‬العددّ ‪ ،2‬اللد ‪ ،1‬ك ‪.1/2005‬ص ‪.57‬‬
‫أخآرى‪،‬واستعدادّاته الفطرية ‪..‬كرلها أمور جعلت من الفرس والفارس والفروسية ‪،‬الثلثاة‬
‫متلزمي‪ >> .‬فقد اقتضت ظروف الياة القا سشية ف ج زخيرة العجرب‪ ،‬والت كن فيلا الناس‬
‫ف حروب متواصل بي قبائلهمه العجديدة‪ ،‬أأن يكون للبطول وا ألبطال ش أأن عظي‪،‬ودور‬
‫برز‪،‬وأأهية بلغة‪،‬ذل أأن البطل ف قبيلته كن يعجد ن‪7‬سشيجا وحده‪،‬حمية لشف القبيل‬
‫الت أأصل ف نافوسهمه‪،‬وردا لعتداءات متكررة من قبائل أأخرى‪،‬ل تعجرف ا الغزخو أأو‬
‫ا سشتعجداد للغزخو‪،‬ك ذل بكح هذه الظروف الت فرضت عل ج زخيرة العجرب القاحل‬
‫ك والعجشب والاء‪.‬وهكذا فالروب ل تنقطعم‬ ‫الدبء من أأجل استيلء عل مواطن ال أ‬
‫بتات بي هذه القبائل العج ربية‪( 1 ) << ,‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫ف هذا العن يقول الشاعر)البسيط( ‪:‬‬

‫تعدو الذئابا على من ل كلبا له* * *وتتقي صولة المستأسد‬


‫الضاري‬
‫ويقول زهي بن أب سلمى)التكامل(‪.‬‬

‫من لم يذد عن حاوضه بسلحاه* * *يهدم ومن ل يظلم الناس‬


‫يظلم‬
‫وإن كرنا نفهم منه معن القدرة على الردّ على كرل ظلم ‪،‬وليس الدعوة أو التحريض على‬
‫الظلم‪،‬فالشاعر زهي بن أب سلمى معروف بسمو أخآلقه وكرراهيته للحرب والظلم ‪.‬‬
‫والفروسية بتعبي نوري حودّي القيسي هي‪ >> :‬مظهر من مظاهر الياة نشـ أأ‬
‫ناتيجة عوامل اجتعية وأأخلقية وح ربية وتط نور وفق أأساليب حيوية شامل وقد‬
‫ساعدت ف تط نوره فطرة ع ربية سلية وجدت ف ا ل ررثل السامية قيهـا القـيقية‬
‫وهـدفها اليذ تـسعجى إاليه << ‪ .( 2 ).‬وقد >> ك نات الفرو سشية ناتيجة للبيئة‬
‫الصمح راوية الت نش أأ فيلا العجرب‪،‬ف أأكسبته القوة والصمب والشجاعة‪،‬وغيها من‬
‫الثل الت يسعجى ك فرد إال التخلق با << ) ‪.( 3‬‬
‫وإذا شأئنا ‪،‬فإن الفروسية بعناها العام– وبتعبي ابن القيم الوزية‪ -‬هي اسم يشمل‪:‬‬
‫>> ك أأ ناواع الريضة الب د ناية بختلف صورها‪،‬سواء القدية منا أأو‬
‫الديثة‪،‬كلعجدو)السابقة عل اقداما(‪،‬وا لسشباحة‪،‬ورفعم الثاقال‪،‬والصمارعة‪،‬‬
‫والتجديف‪،‬وركوب اليل‪،‬والرماية سواء ب ألقواس أأو ب ألسلحة‬
‫النا رية‪،‬والبارزة‪،‬والسابقة بي اليل وا إلبل‪ ،‬ولعجب‬
‫‪ -1‬الدكرتور ممودّحسن ابو ناجي‪ ،‬شأعراء العرب الفرسان ف الاهلية والسلم ‪، ،‬مؤمسسه علوم القرآن ‪،‬دّمشق‪،‬ط ‪1‬‬
‫عام ‪ ، 1984‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -2‬الفروسيـة ف العصر الـاهلي ‪ ،‬دّ‪ .‬نـوري حدـودّي القيسـي ‪ ،‬بيوت ـ لبنان ‪ ،‬ط ‪2004 ،1‬م ‪ :‬ص ـ ‪.22‬‬
‫‪ -3‬دّكرتور الشافعي جلل الشافعي‪،‬أثار الفروسية على اللغة الشعرية‪-‬عمر بن معد يكرب الزبيدي أنوذجا‪-‬ملة كرلية‬
‫الدراسات السلمية والعربية‪،‬العددّ ‪، 2017‬ص ‪2137‬‬

‫‪8‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫الكرة‪،‬وغي ذل من أأ ناواع الريضة << ) ‪ , ( 1‬وإاذ هو يعجد >> الفرو سشية والريضة‬
‫وجان لعجمل واحدة << ) ‪( 1‬‬
‫كرما أدن الفروسية هي >> عل قد احتفى به القدماء << ) ‪( 2‬سواء بتآليفهم للمؤملفات‬
‫فيها‪،‬أومن خآلل حديثهم عن الفروسية ومعلميها‪ ،‬أو حت بالنظر ال الشأارات إل‬
‫الفروسية ‪.‬يقول أفري هوبه رئيس الرابط الفرنسية‪ >> :‬إان العجرب ه الين بدؤوا تعجلي‬
‫الفرو سشية للعجال كه‪( 3 ) << .‬ويقول ادّنيس بو غاروس‪-‬البي بالصان العرب ف‬
‫فرنسا ‪ >> : -‬لقد فعجل العجرب ب لنسشبة للفرو سشية ما فعجلوه ب لنسشبة للفلسفة وكفة‬
‫العجلوما‪،‬وقد ناقلوا ا لينا هذا التاث بعجد أأن أأضافوا عليه ناتائ حضا راتمه ا ألصيل‪.‬وسح‬
‫ذل التاث ألوروب أأن ترج ال النور بعجد أأن قضت فتة طويل ف ظلمت القرون‬
‫الوسطى‪( 3 ) << .‬‬

‫الفرو سشية ف اصطلح‪:‬‬


‫أم ـ ــا الفروسـ ــية ‪-‬اص ـ ــطلحا‪-‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ >> هسس ا لسسذقر بسس أأمر اليسسل وركوبسسا والثبسسات‬
‫عليلا‪،‬والتعجرف عل أأحوالهسسا << ) ‪،( 4‬وهـ ــي بـ ــذلك مهـ ــارة وقـ ــدرة‪،‬ويكـ ــن مشـ ــاهدتا بـ ــالعي‬
‫الـ ـ ـردّة‪.‬وبتعـ ــبي آخآـ ــر ‪،‬فـ ــإن دالفروسـ ــية هـ ــي >> القسسدرة ع لسس ركسسوب ا لسسواد والتح كحسس فسس‬
‫حركته‪،‬وتعجد من الريضات العج ربية ا لتقليدية ا ألصيل وا لببة للناس قسسديا وحسسديثا << ‪).‬‬
‫‪.( 5‬‬
‫واصـ ــطلحا أيضـ ــا‪،‬الفروسـ ــية هـ ــي >> فسسن ركسسوب اليسسل <<وهـ ــي كرـ ــذلك >> تعج لسس‬
‫الفرو سشسسسية <<‪،‬قـ ـ ـ ـ ــال عمـ ـ ـ ـ ــر بـ ـ ـ ـ ــن الطـ ـ ـ ـ ــاب ‪ >> :‬علمسسسوا أأولدكسسس ا لسشسسسباحة والرمايسسسة‬
‫والفرو سشية << ‪،‬بعن ـ ـ أن >> الفرو سشية اتصماف بلشسسجاعة وا لسسفاع عسسن ا لسسق ومناص ة‬
‫الضعجيف << ‪.‬‬
‫وإذ الـ ـ ـ ـ ــاري فـ ـ ـ ـ ـ السـ ـ ـ ـ ــتعمال ‪،‬أدن الكـ ـ ـ ـ ــثي يسـ ـ ـ ـ ــتخدم كرلمـ ـ ـ ـ ــات‪ :‬الفروسـ ـ ـ ـ ــية والبطولـ ـ ـ ـ ــة‬
‫والشجاعة)مث ــل‬
‫‪ -1‬المام ابن القيم الوزية‪،‬الفروسية‪،‬هذبه وعلق عليه سي حسي حلب‪،‬دّار الصحابة للتاث بطنطا‪،‬الكبعة الول‬
‫‪ .1991‬ص ‪5‬‬
‫‪ -2‬دّ‪.‬عبد الباسط مبارك عرسان عبد الافظو دّ عمر الفجاوي‪،‬جدلية التاث والعاصرة ف علوم التبية البدنية‪:‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫الفروسية نوذجا‪،‬كرلية الدّاب‪،‬قسم اللغة العربية‪،‬الامعة الاشية‪.‬‬
‫‪ -3‬سند بن مطلق السبيعي‪،‬اليل معقودّ بنواصيها الي‪،‬مكتبة العبيكان‪،‬الطبعة الول‪،2004،‬ص ‪121‬‬
‫‪-4‬نوري حودّ القيسي ‪ ،‬الفروسية ‪،‬ص ‪24‬‬
‫‪-5‬أ‪.‬دّ احد متار عمر ‪،‬معجم اللغة العربية العاصرة‪ ،‬اللد الثالث‪ ،‬الطبعة الول ‪ ،2008‬عال الكتب‪،‬ص ‪.1690‬‬

‫في مختـار الصـحاح نقـرأ تحـت مــادة ب ط ل ‪:‬والبطـل الشــجاع ( وكرــأدن الكلمــات‬
‫الثلث مسميات لسمى واحد‪،‬على الرغام مـدـا بينهــم ‪9‬مــن فــروق يكننــا الوقــوف عليهــا مــن‬
‫خآلل التعرف على التعريفات لكل من الشجاعة والبطولة‪ ،‬على النحو التال‪:‬‬

‫أأس الشجاعة‪:‬‬
‫الشجاعة عند الرجان هي ‪ >> :‬هيئة حاصل للقوة ا لغضبية بي التور والب‪،‬با‬
‫يقدما عل أأمور ينبغي ان يقدما عليلا << ) ‪ ,( 1‬فهــي بــذلك اتــاذ موقــف مــن غايـ تــور وبل‬
‫جب‪ .،‬وهي أيضا حالة شأعورية‪،‬واحساس‪ .‬يقول التنب)الكمل(‪:‬‬
‫الرأي عند شجاعة الشجعان * * * هو أول وهي في المحل الثاني‬
‫وعنـ ــد الفـ ــاراب ‪ >> :‬الشجاعة شدة القلب عند الب أأس << ) ‪ ( 2‬بعنـ ـ الثبـ ــات عنـ ــد‬
‫البأس‪،‬وهي بذلك ايضا إحساس أو حالة شأعورية‪.‬‬
‫علـى أن الراغاـب الصـفهان يـرى للشـجاعة اعتبـارين‪ :‬الول بـالنظر إلـ النفـس أي ذات‬
‫الفــارس وشأــعوره‪،‬والثــان بــالنظر إلـ ـ التصــرف أو الســلوك والفعــل‪،‬يقــول‪ >> :‬الشجاعة إان‬
‫اعتبت وه ف النفس ‪،‬فصامة القلب عل ا ألهوال وربطة ا لسس أأش فسس ا لسساوف‪ ،‬وإان‬
‫اعتبت بلفعجل فا إلقداما عل موضعم الفرصة‪،‬وه فضيل بي التور والب << ‪( 3 ).‬‬
‫وهاهنـ ــا تتجلـ ــى الشـ ــجاعة فـ ـ أمـ ــور‪:‬صـ ـرامة القلـ ــب ورباطـ ــة الـ ــأش ‪،‬وهـ ــي بـ ــذلك موقـ ــف‬
‫شأعوري‪،‬وهي بالقابل إقدام من غاي تور وبل جب‪ ،‬أي باخآتيار وبتحي للفرصة‪.‬‬
‫وهي عند الناوي ‪.. >> :‬ا إلقداما اختياريذ عل ماوف نفعجة ف غي مبالة << ) ‪( 4‬‬
‫وحقيقة الشجاعة عند القاضإي الشيزري هي ‪ >> :‬ثابات ال أأش وذهاب الرعسسسسسسسب‬
‫وزوال‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫‪-1‬العلمة علي بن ممد السيد الشريف الرجان)‪816‬ه(‪،‬معجم التعريفات‪،‬تقيق ودّراسة ممد صديق‬
‫النشاوي‪،‬دّار الفضيلة‪،‬ص ‪.107‬‬
‫‪-2‬الفاراب الصحاح‪.‬‬
‫‪-3‬الشيخ ابو القاسم السي بن ممد ابن الفضل الراغاب الصفهان‪،‬الطبعة الول ‪،1980‬بيوت‪،‬الذريعة إل‬
‫مكارم الشريعة‪،‬ص ‪219،220‬‬
‫‪-4‬الشيخ المام عبد الرؤوف بن الناوي)‪952‬ه(‪،‬التوقيف على مهمات التعاريف‪،‬تقيق دّ عبد الميد صال‬
‫حدان‪،‬الكبعة الول ‪،1990‬عال الكتب ‪،‬القاهرة‪،‬ص ‪202‬‬
‫هيبسسة الصمسسمه أأو ا سشتصمسسغاره عنسسد لقسسائه‪،‬ول بسسد أأن يتقسسدما هسسذا رأأيذ ثسسقب‪ ،‬وناظسسر‬
‫صائب‪،‬وحيل ف التدبي‪،‬وخداع فسس المرسسسة‪،‬فقسسد قسسال صسسل اسس عليسسه وسسسل‪:‬ا لسسرب‬
‫‪10‬‬ ‫خدعة << ‪( 1 ).‬‬
‫ويرى شأهاب الدين احد بن اب الربيع أن >> الشجاعة ه عل ا إلقداما‪ ،‬وأأن ل ين زخما الرء عنسسد‬
‫الشدائد والاوف‪،‬وقوامالا ف القوة ا لغضبية) * ( << ) ‪( 2‬‬
‫والدول الوال يبي أهم الفروق بي الفروسية والشجاعة‪:‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬

‫‪-1‬عبد الرحن بن عبد ال بن نصر بن عبد الرحن الشيزري)ت ‪589‬ه النهج السلوك ف سياسة الل ـ ــوك(‪،‬‬
‫تقيق ودّراسة علي عبد ال الوسى‪،،‬ص ‪264‬‬
‫‪-2‬شأهاب الدين احد بن اب الربيع ‪،‬سلوك الالك ف تدبي المالك‪،‬تقيق عارف احد عبد الغن‪،‬دّار كرنان‪،‬ص ‪47‬‬
‫التوحشة( ومســكنها القلــب‪ ،‬ويشــارك‬ ‫القوة ا لغضبية) * ( ‪:‬وهــي اليوانيــة الســبعية) نسشبة ال ا لسشباع‬ ‫*‬
‫النسان با اليوان‪،‬وأحد قواها حب الغلبة والرئاسة‪ ،‬وبا يدفع ما ل يوافق بدنه ونفسه‪:‬‬
‫فإن أعتدلت‪:‬فصاحبها يوصف بالشجاعة والفروسية وقوة القلب‪.‬‬
‫وإن خآرجــت عنــه ‪،‬فإمــا إل ـ الزيــادّة‪:‬فــانه يوصــف بــالتهور وكرــثرة الغضــب‪،‬أو النقصــان‪ :‬فــانه يوصــف بــالب وضإــعف‬
‫النفس‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ب ‪ -‬البطول‪:‬‬
‫البطولــة لغــة‪ >> :‬بسال خاصة بكبار الشجعجان << ) ‪ (1‬او هــي >> شاعة متفوقة‬
‫ع لسس الشسسجاعات‪،‬والبطسسل شسساع متسساز عسسن الشسسجعجان ا أل شسسداء أل نأسسمه إاذا التقسسوا بسسه‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫يضعجفون‪،‬وتتصماغر شاعتمه‪ ،‬أأو أل ناه يقتل ا ألق ران فل يرؤ أأحد عل أأن يث أأر منه << ) ‪( 2‬‬
‫‪،‬وهي بذلك >> ل يتصمف با إا نل قليل من الناس << ) ‪( 3‬والبطولـ ــة)*( هـ ــي >> ا ألعمل الت‬
‫يارسها ا ألبطال‪،‬ويعجزخ عل غيه التيان بثلها ضن الظروف وا ألحوال نافسها‪،‬فهيي سسسو‬
‫وتشسس نوف للكمسسل‪،‬وريضسسو للسسروح والسسسد معجسسا‪،‬وتعجسسبي مكتسسل عسسن طاقسسة قويسسة‬
‫متفردة‪،‬والشسسجاعة جسسوهر ابطو لسس << ) ‪( 4‬والبطولـ ــة فـ ـ ـ تعريـ ــف آخآـ ــر )*(هـ ــي >> موعسسة مسسن‬
‫المرسات أأو ا ألفعجال ا إلنس ا ناية ا لعجظية ‪،‬الت يقوما با فرد أأو موعة من ا ألف راد‪،‬توصلهمه‬
‫ال منملس رفيعجسة فس نافسسوس النساس كفسة أأو أأقسوامالمه‪،‬مسا يعجسل هسؤلء النساس يصمسفونأمه‬
‫بلبطال << ) ‪،( 5‬‬
‫وبذلك فالبطولة شأجاعة متفوقة على الشجاعات‪،‬ليتصف با ال القليل من‬
‫الناس‪،‬وهي اعمال وافعال ومارسات خآارقة للعادّة وعظيمة‪..‬ث هي بتعبي شأوقي ضإيف‬
‫>> الغلبة عل اق ران ‪،‬وه غلبة ي رتفعم فيلا البطل عن حول من الناس العجاديي‬
‫ا رتفاعا يأل نافوسهمه ل إاجلل وإاكبا را‪،‬وكن يظن قديا أأن البطل من سلل ا لللهة << )‬
‫‪( 6‬وقد تفطن العرب ال ما بي الشجاعة والبطولة من فروق ‪،‬فجعلوا الشجاعة مراتب‪:‬‬
‫فـ ـ >> الرجل اذا قاتل ف الرب اقدما ول يجمه فهو الشجاع‪،‬ف إان زاد فهو البطل‪،‬ف إان‬
‫زاد قالوا‪:‬بمة‪،‬ف إان زاد قالوا‪ :‬أأليس << ) ‪( 7‬‬
‫‪-1‬جبور عبد النور‪ ،‬العجم الدّب‪،‬الطبعة الول ‪:1979‬دّار العلم للمليي‪،‬ص ‪50‬‬
‫‪ -2‬الدكرتور مصطفى حدادّ والدكرتور بشي ناصر ورباح طويل‪،‬الليل ف لوحات البطل ف الشعر الاهلي ‪،‬ملة جامعة‬
‫تشرين للبحوث والراسات العلمية‪،‬سلسلة الآدّاب والعلوم الإنسانية‪،‬اللد ‪،38‬العددّ ‪،6،2006‬ص ‪230‬‬
‫‪-3‬نفس الرجع ص ‪231‬‬
‫‪-4‬ممد الدوب‪،‬البطولة ف الدّب العرب‪،‬مؤمتر الدّباء العرب‪،‬الدورة الرابعة‪،‬الكويت ‪ 28-20‬دّيسمب ‪،1958‬‬
‫مطبعة حكومة الكويت‪،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -5‬صادّق الشيخ خآربوش‪،‬صورة البطل ف كرتب الماسة‪،‬رسالة دّكرتوراه غاي منشورة‪،‬كرلية الدّاب‪ ،‬الامعة‬
‫الردّنية‪،‬عمان‪،1991،‬ص ‪.31‬‬
‫)* (ـتاجع) البطولة ف الشعر العرب السلمي زمن الرسول)ص(‪،‬إعدادّ حسن مرعي حسن الشلب‪،‬رسالة‬
‫ماجستي ‪،‬كرلية الدّاب والعلوم ف جامعةآل البيت‪،،‬عام ‪(.2000‬‬
‫‪-6‬شأوقي ضإيف‪،‬البطولة ف الشعر العرب‪،‬الطبعة الثانية ‪،‬دّار العارف‪،‬ص ‪9‬‬
‫‪،-7‬الليل ف لوحات البطل ف الشعر الاهلي‪،‬الرجع نفسه ‪،‬ص ‪231‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشعج راء الفرسان‬


‫‪12‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫الفرسان ‪-‬بتعبي ابن القيم الوزية ‪-‬بعضهم فرسان رمي وطعان‪،‬وبعضهم فرسان علم‬
‫وبيان‪ ،‬أما بعضهم الخآر فقد جع بي السيف والقلـم‪.‬وهـذا الصـنف الخآيـ هـم مـن نسـميهم‬
‫بالشـ ــعراء الفرسـ ــان)‪ >> ،( 1‬وه الشعج راء الين تسسد ربوا ع لسس ركسسوب اليسسل والقفسسزخ‬
‫عليلا‪،‬وشهر سشيوفهمه‪ ،‬والتلوي برماحمه‪ ،‬وتسديد الضسبت إا لسس أأعسدائمه‪،‬وذ لسس‬
‫كلهلل التغلب‪:‬فارس حرب البسوس‪،‬وعامر بن الطفيسسل ‪ :‬فسسارس ب نسس عسسامر بسسن‬
‫صعجصمعجة‪،‬وعنتة بن شداد‪:‬فارس حرب داحس والغباء‪<< .‬‬
‫ويكــن أن نثــل للشــعراء الفرســان بيانيــا بالــدائرة الكــبية ‪،‬وقــد تضــمنت دّائرتي ـ صــغيتي هــا‬
‫دّائرة فرسان اليدان ودّائرة فرسان اللسان‪.‬‬

‫ومن الشعراء الفرسان‪،‬بعن من جعوا بي فروسية الرمي والطعان ف اليدان وفروسية‬


‫البيان واللسان)فروسية مازية ( ‪،‬من هم سادّة ف أقوامهم كرـ ـ عامر بن الطفيل سديد قومـه‪،‬أو‬
‫من عامة الناس كرـ ـقيس بن الخطيم‪،‬أو من العبيد )عنترة العبسي(أوالغربان السودّ مثل‬
‫خفاف بن الندبة فارس قيس وشأاعرها ‪،‬أو حت من الصعاليك‪،‬وإن كران للصمعي بشأنأم‬
‫‪– 1‬مدي وهبة وكرامل الهندس‪،‬معجم الصطلحات العربية ف اللغة والدّب ‪،‬الطبعة الثانية)منقحة ومزيدة(‪،1984،‬‬
‫ص ‪.217‬‬

‫يعجدو عل رجل ليس فيلمه‬


‫‪13‬‬
‫موقفه;فهويقول‪:‬ـ >> فيلمه أأ ربعجون شاع راامفنلقا ا ‪،‬ونكهمه‬
‫فارس << ) ‪( 1‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫ومن الشعراء الفرسان )شأعراء السيف والقلم(‪،‬من أبدى فروسية زائدة ف القيم‬
‫والخآلق‪،‬فكان منهم من بلغ حد الشهرة بالنصاف‪،‬وأصبحت من قصائدهم ما اصطلح‬
‫عليه باسم النصفات )أحد القول الدللية لعنوان رسالتنا هذه(‪.‬والرسم البيان يوضإع جدلية‬
‫بي الشعر والفروسية والنصاف‪:‬‬

‫‪ -1‬الصمعي‪ ،‬فحولة الشعراء‪ ،‬تقيق دّ‪ .‬ممد عبد النعم الفاجي‪ ،‬دّار اليل ـ بيوت‪ ،‬ط ‪2005 ،1‬م ‪،31:‬‬
‫وينظر‪. 49:‬‬

‫‪14‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫و أساء الشعراء الفرسان ف الاهلية تتناقلها الدونات التاثاية كرالسي والتاجم والنتخبات‬
‫الشعرية‪،‬وكرمثال ‪،‬يقول الدكرتور عبد العزيز بن عبد الرحان الثنيان‪ >> :‬وا ششتر ف ك‬
‫قبيل فارس‪،‬فكن فارس ا لين ف بن زبيد عرو بن معجد يكرب ‪،‬وفارس غطفان‬
‫ال ربيعم بن زيد العجبس ‪،‬وفارس بن تي عتيبة بن الارث بن شهاب أأحد بن‬
‫ي ربوع‪،‬وفارس عرو بن تي ط ريف بن تي العجنبيذ ‪،‬وفارس دا رما عرو بن‬
‫عرو بن عدس ‪،‬وفارس سعجد فدك بن أأعبد النقريذ ‪،‬وفارس الربب زيد‬
‫الفوارس بن حصمن الضب ‪،‬وفارس قيس عامر بن الطفيل ‪ ،‬وفارس ربيعجة بسطاما‬
‫بن قيس ‪( 1 ) << .‬‬
‫ومن أساء الشعراء الفرسان أيضا ما جاء ف الديباج للمام اب عبيدة معمر بن الثن‬
‫التيمي )ت ‪209‬ه(‪ ،‬تت عنوان فرسان العرب ثالثاة‪،‬يقول برفية‪:‬‬
‫فرسان العجرب ثالثاة‪:‬‬
‫د ريد بن الصممة)كرسر مع الشدة على الصادّ ( الشمي؛)بضم اليم(‪.‬‬
‫و عنتة بن شداد العجبس ‪.‬‬
‫و عرو بن معجديذ كرب ال زخبيديذ ‪.‬‬
‫وفارس قيس عر بن الطفيل ‪.‬‬
‫وفارس تي عتيبة بن الارث بن شهاب‪،‬صياد الفوارس وسال الفوارس ‪.‬‬
‫وفارس ربيعجة بسطاما بن قيس ا لشيبان‪.‬‬
‫قال‪:‬ف إاذا قيل‪:‬ف أأين ط ريف بن تي العجنبيذ ؟‬
‫قال‪:‬ذل إا ننام هو فارس عرو‪.‬و زيد الفوارس ‪،‬فارس الربب‪.‬‬
‫قال‪:‬ث اختلفوا ف بسطاما وعتيبة وعامر حت ناعجوا عليلمه سقطاتمه‪.‬‬
‫فقال من يؤخر عامر‪:‬ف نر عن أأخيه الكح بن الطفيل يوما الرق‪،‬وهو يوما‬
‫ي أأج‪،‬وي أأج‪:‬واد ينصمب من مطلعم الشمس‪.‬‬
‫وقال من يقدمه‪:‬ف إا ناه ل ريؤس ول ريقتل‪.‬‬
‫وقال من يؤخر عتيبة‪:‬قتل يوما خو وف نر عن ابنه حرزة يوما ثابة << ) ‪. ( 2‬‬
‫‪-1‬الدكرتور عبد العزيز بن عبد الرحان الثنيان ‪،‬عمرو بن معد يكرب الزبيديص ‪16‬‬
‫‪-2‬المام ابو عبيدة معمر بن الثن التيمي )ت ‪209‬ه(‪ ،‬كرتاب الديباج‪ ،‬تقيق دّ عبد ال بن سليمان الربوع ودّ عبد‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫الرحن ين سليمان العثيمي‪،‬مكتبة الاني بالقاهرة‪ ،‬ص ‪15‬وما بعدها‪.‬‬
‫وقد ععرف البعض من هؤملء الشعراء الفرسان بالنصاف ف أشأعارهم‪،‬مع آخآرين ‪،‬نرى ضإرورة‬
‫التعريف بم‪،‬ومن منطلق كرمي وكريفي للنصاف ف أشأعارهم‪ ،‬نثل لم ب ــ‪:‬المهلهل بن‬
‫‪15‬‬
‫ربيعة‪،‬وعنترة بن شداد العبسي ‪،‬كرـ ـ ــ)شأعراء فرسان(‪،‬وأصحاب أشعار منصفة أي البيت أو‬
‫البيتي أو النتفة‪،‬ث عمرو بن معد يكرب‪،‬ودريد بن الصمة‪،‬و خداش بن زهير‪،‬وأمية بن‬
‫أبي الصلت كرـ ـ ــ)شأعراء فرسان(‪،‬وأصحاب منصفات )أي القصائد الت تكثر فيها أبيات‬
‫النصاف(‪،‬وأخآيا المفضل النكري‪،‬والعباس بن مرداس وها من ثالثاة شأعراء عرفوا‬
‫بأصحاب )منصفات أشعار العرب(‪.‬ونن نذكررهم هكذا‪:‬‬

‫أأ ‪ -‬أكصأاب ) أأشعجار منصمفة(‪:‬‬


‫‪ - 1‬الهلهل بن ربيعجة‬
‫صــه براثاــي‬
‫الهلهــل‪،‬الزيــر‪،‬أبــو ليلــى‪..‬أســاء لشــاعر فــارس واحــد ‪،‬حــل ثاــأر أخآيــه كرليــب‪،‬وخآ د‬
‫فرائد‪.‬يقول البعــض أند اســه امرؤ القيس‪،‬ويقــول البعــض الخآــر اســه عدي‪،‬كرمــا اخآتلــف فـ‬
‫نعته بالهلهل‪ ،‬فمن قائل ‪:‬لنه هلهـل الشـعر ورقدقـه‪،‬ومــن قائـل أنــه إنـا سـي مهلهل لـبيت مــن‬
‫الشعر قاله‪:‬‬
‫لما توعر في الكراع شديدهم * * * هلهلت أثأر جابرا أو صنبل‬
‫وا ددّعى البعض أن مهلهل بعن اضإطراب الثوب واخآتلفه‪.‬ناسيا أو متناسيا أن )اللهل(‬
‫يعن أيضا السم‪،‬أي الذي يذيق العادّي السم القاتل‪،‬وهو الشأتقاق القرب إل‬
‫الصواب‪،‬على اعتبار اشأتهاره بالفروسية أكرثر من اشأتهاره بالشعر‪.‬وقد روي أن >> ‪..‬الارث‬
‫أأس ماللهل بعجد انأ زخاما الناس وهو ل يعجرفه‪،‬فقال ل‪:‬د نلن عل الهلهل‪.‬قال ‪:‬ول‬
‫دم؟فقال ‪:‬ول دمك‪.‬قال ‪:‬ول ذمتك وذمة أأبيك؟قال ‪ :‬ناعجمه‪،‬ذل ل‪.‬قال‬
‫الهلهل ‪ -‬وكن ذا رأأيذ ومكيدة ‪ -‬ف أأن الهلهل ! خدعتك عن نافس والرب‬
‫خدعة‪.‬فقال‪:‬كفئن با صنعجت ل بعجد جرمك‪،‬ودلن عل كرفء لبجي‪.‬فقال ‪:‬ل‬
‫أأعلمه إال امرئ القيس بن أأبن‪..،‬فزخ ن صيته‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫وأأطلقه << ) ‪. ( 1‬‬
‫‪ -1‬طلل حرب ‪،‬دّيوان مهلهل بن ربيعة)شأرح وتقدي( ‪،‬الدار العالية‪،‬ص ‪.9‬‬
‫وقد اتم بالنوثاة واللي كرما ف الغاان لب الفرج الصفهان‪.‬قال‪ >> :‬كن فيه خن وثاة‬
‫ولي‪،‬وكن كرثي مادثاة النساء‪،‬وكن كيب يسميه زير النساء << ) ‪.( 1‬ويبدو وأنه‬
‫‪16‬‬
‫ل يسلم الشرف الرفيع من الذى‪،‬وإلد فما معن هذا الكيل من الدتهم؟ لا التقليل من رجولته‬
‫وهو الفارس والسيد‪،‬ولاذا الطعن باللهلة ف شأعره ؟أين معن هلهلة الثوب واضإطرابه ف‬
‫قوله‪:‬‬
‫خذ العهد الكيد علي عمري * * * بتركي كل ما حاوت الديار‬
‫وهجري الغانيات وشربا كأس * * * ولبسي جبة ل تستعــار‬
‫ولست بخالع درعي وسيفــي * * * إلى أن يخلع الليل النهار‬
‫وإل أن تبيد ســــراة بكــر * * * فل يبقى لها أبدا أثــــار‬
‫وفيمـا يـص وفــاته‪،‬يقـال وأنــه فـارق قـبيلته والتحـق بـأخآواله بنـ يشـكر حـت وافــاه أجلــه‪,‬ويقـول‬
‫آخآــرون أنــه هلــك عطشــا‪،‬وتقــول روايــة أن عمــر بــن مالــك ســقاه مــاء ملوثاــا فكــان ســببا فـ ـ‬
‫وفاته‪،‬كرما يقال وأنه كرب وأسن‪ ،‬وكران له عبدان يرافقانه فملد منه فقتله‪.‬‬
‫وقد بدأنا به ‪،‬وقدمناه ‪،‬على أساس اعتبار البعض له أول من أنصف ف شأعره‪.‬ث لنه أول‬
‫من هلهل الشعر‪.‬‬
‫>> يروى أأن أأول من أأ ناصمف ف شعجره ماللهل بن ربيعجة حيث قال) ‪:( 2‬‬
‫كأنا غدونـــا وبني أبينا * * * بجزف عنيزة رحايا مديــــر <<‬
‫وقد عثرنا على مقطوعة للشاعر تتضمن النصاف أيضا‪.‬‬

‫‪ - 2‬عنتة بن شداد العجبس‪،‬‬


‫هو عنتة بن عمرو بن شأدادّ بن عمرو بن قرادّ بن مزوم بن عوف بن مالك غاالب‬
‫بن قطيفة بن عبس بن بغيض‪.‬واخآتلفوا ف نسبته إل شأدادّ‪،‬فمن قائل هو جده أبو أبيه‪،‬ومن‬
‫قال هو عمه نشأ ف حضنه فنسب إليه‪.‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫ويكن بالقاب‪،‬منها أبو الغلس ‪،‬وعنتة الفوارس‪،‬وعنتة الفلحاء ‪،‬وهو أحد الثلثاة الس ـ ـ ـ ـودّ أو‬
‫الغاربة‪:‬عنتة وأدمه زبيبة‪،‬وخآفاف بن ندبة السليمي وأدمه ندبة‪،‬والسليك بن السلكة نسبة إل‬
‫‪-1‬أبو الفرج الصبهان‪ ،‬كرتاب الغاان‪،‬دّار الكتب‪،‬الزء الامس‪،‬ص ‪.57‬‬
‫‪-2‬نوري حودّي القيسي‪،‬دّراسات ف الشعر الاهلي ‪،‬ص ‪105‬‬
‫أ دمه ايضا‪..‬ومن الواضإح ان عنتة عرب من حيث الب وامه حبشية ‪،‬وقد نشأ يرعـ ـ ــى‬
‫لبيــه‪،‬وشأب على أخآلق البادّية‪ ،‬وكران ان تعلق قلبه بعبلة ابن عمه‪،‬وشأغف با حبدــا‪.‬وبسبب‬
‫على قبيلة عبس‪،‬وكرـ ـ ـ ــان قـ ـ ـ ــد عـ ـ ـ ــرف‬
‫سوادّه ل يعتف به أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه‪،‬حت أغاـ ـ ـ ــارت بعض القبال ‪17‬‬

‫بالشجاعة والقوة‪،‬فقال له ابوه‪:‬كرر يا عنت‪..‬فقال له‪:‬العبد ليسن الكر والفر ولكن يس ـ ـ ــن‬
‫اللب والصر‪..‬فقال له أبوه‪:‬كرر وأنت حر‪،‬ومنذ ذلك الي نال حريته ولق بنسب أبيه‪،‬‬
‫وذاع صيته‪.‬ويقال أنه عدمر طويل‪.‬ويعد واحدا من أصحاب العلقات بطولته‪:‬‬
‫هل غادر الشعراء من متردم * * * أم هل عرفت الدار بعد توهم‬
‫وقد ثادنينا به ‪،‬لنه أحد أصحاب العلقات‪،‬والفارس الذي بلغت سيته حد‬
‫السطورة‪.‬والشاعر الذي انصف نفسه وانصف غايه كرما خآلص اليه الدكرتور علي عبد‬
‫الرحان الفيتوري‪(1).‬وقد عده اللوحي من النصفي فقال ) ‪ >> ::( 2‬وهذا عنتة يصمف‬
‫خصممه اليذ قتل فل يبخسه حقه ول يقلل من ش أأ ناه‪ ،‬وإا ننام هو يصمفه بلشجاعة‬
‫والنجدة والب أأس‪،‬ومعم ذل فقد قتل عنتة‪،‬والقتل معجروف لألبطال‪:‬‬
‫ومدجج كره الكماة نزاله * * * ل ممعن هربا ول مستسلم <<‬
‫وقد عثرنا على شأعر له غاي هذه فيه شأيء من النصاف‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أكصأاب )النصمفـات(‬
‫‪ - 1‬د ريد بن النصممة ا رلشمي‪،‬‬
‫هو دّريد)* ( بن الصمة بن الارث بن معاوية بن جداعة بن غازية بن جشم بن معاوية‬
‫ابن بكر بن هوازان‪.‬سيد جشم وفارسهم‪،‬أدّرك السلم ول يسلم‪،‬أخآرجه قومه يوم حني‬
‫تيمنا به فقتل‪.‬وقد كرانت له بعض الكن)‪ (3‬الت عرف با‪،‬وهاهو يذكرر كرنيته) أبـ ـ ــا ذفـ ـ ــافة(‪،‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫‪ -1‬اليه الدكرتور علي عبد الرحان الفيتوري ‪،‬النصاف ف الشعر الاهلي)عنتة بن شأدادّ نوذجا(‪،‬ملة الساتل‪،‬ص‬
‫‪181‬ال ‪201‬‬
‫‪-2‬عبد العي اللوحي‪،‬النصفات‪،‬دّمشق ‪،1967‬ص ن‬
‫‪-3‬الدكرتور عمر عبد الرسول‪ ،‬دّيوان دّريد بن الصمة‪،‬دّار العارف‪،‬ص ‪133‬‬
‫*‪ -‬دّريد‪:‬تصغي أدّردّ وهو الذي تاتت أسنانه‪ ،‬ويرى ابن جن أن دّريدا يوز ان يكون من باب التحقي‪.‬‬
‫فيقول‪:‬‬
‫أبا ذفافة من للخيل إذطردت * * * فاضطرها الطعن في وعث‬
‫‪18‬‬
‫شغلت * * * كلتا اليدين‬ ‫وإيجاف يا فارس الخيل في الهيجاءإذ‬
‫درورا غير وقاف‬
‫عير الفوارس معروف بشكته * * * كاف إذا لم يكن من كربه‬
‫كافي‬
‫وقد قتلت به عبسا وإخوتها * * * حاتى شفيت وهل قلبي به شافي؟‬
‫والراجح ان أبا ذفافة كرنية أخآيه عبد ال‪،‬وهو ما تؤمكرده القراءة التأنية للبيات الذكرورة‪:‬فهو‬
‫ياطب أخآاه عبد ال وينادّيه بكنيته ويذكرره بفروسيته بكلت يديه‪ ،‬تعرفه الفوارس‬
‫بشكته‪...‬وقد أثاأر له بأن قتل عبسا وإخآوتا‪،‬حت شأفي‪،‬ومع ذلك فقلبه ما زال متعطشا‪.‬‬
‫ويكن بأب قرة‪،‬ول تردّ هذه الكنية ف شأعره‪ >> ،‬قال ابن الكب‪:‬كن د ريد بن الصممة‬
‫يوما‬
‫يشب معم نافر من قومه فقالوا ل‪:‬ي أأب ذفافة ‪ -‬وكن يكن ب أأب ذفافة وب أأب قرة ‪-‬‬
‫أأينجو بن الارث بن كعجب منك؟ <<‬
‫ويمع القدامى على أنه أحد العدمرين ‪,‬ومنهم من يذهب ال أنه عاش مائت سنة‪.‬وقد‬
‫أدّرك السلم‪.‬يقول كرارل نالنو)‪ >> :(1‬ومن اسلما معم وقوع جيعم شعجره ف‬
‫الاهلية د ريد بن الصممة‪<< .‬‬

‫)‪.(2‬‬ ‫‪ - 2‬خداش بن زهي‬


‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫>> هو خداش بن زهي)ا ألصغر(بن ربيعجة بن عرو)فارس الضحياء( بن عامر‬
‫بن ربيعجة بن عامر بن صعجصمعجة بن معجاوية بن بكر بن هوازن بن منصمور بن‬
‫عكرمة بن خصمفة بن قيس بن عيلن بن مض بن نال زخار بن معجد بن عدنن <<‬
‫>> أأول ظهوره كن ف يوما نل أأول ايما حروب الفجار ا ألخي‪ >> ... << ،‬وقد‬
‫أأدرك ا إلسلما ولكنه ل يسل << ‪ >> ،‬صنفه ابن سلما الحي ف الطبقة الامسة‬
‫من شعج راء الاهلية << ‪ >> ،‬وكن خداش فارسا معجلم من فرسان بن عامر << ‪.‬‬
‫وشأاعرنا خآداش من قبيلة صعصعة وهو يلتقي مع لبيبد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة‪.‬‬
‫‪-1‬كرارل نالنو‪ ،‬تاريخ الدّاب العربية‪،‬ص ‪.80‬‬
‫‪-2‬الدكرتور عبد الكري ابراهيم يعقوب‪،‬إشأعار العامريي الاهليي)جع وتوثايق وتقدي(‪،‬دّار الوار ‪،‬ص ‪8‬و ‪9‬‬

‫يقول الدكرتور يي البوري)‪ >> :(1‬وخداش من عامر بن صعجصمعجة قبيل لبيد‪،‬وهو‬


‫ابن عه‪،‬يلتقيان ف ربيعجة بن عامر بن صعجصمعجة‪،‬فن نسل طلب بن ربيعجة‬
‫‪19‬‬
‫لبيد‪،‬ومن نسل أأخيه عممر بن ربيعجة خداش‪ ،‬وخداش و بيد من جيل‬
‫ل‬
‫واحد‪،‬فبي ك منم‪ ،‬فبي ربيعجة بن عامر ا ربعجة لأبء‪،‬فداش‪:‬ابن زهي بن ربيعجة‬
‫بن عرو فارس الضحياء بن عامر بن ربيعجة بن عامر بن صعجصمعجة‪ .‬ولبيد ابن‬
‫ربيعجة بن مال بن جعجفر بن كب بن ربيعجة بن عامر بن عصمعجصمة << ‪.‬وقد عد‬
‫الصمعي خآداشأا من فحول الشعراء‪،‬فحي سئل عنه قال‪ :‬إنه فحل‪ .‬كرما جعله ابن سلم‬
‫ف أول الطبقة الامسة من فحول شأعراء الاهلية‪،‬وعده من أصحاب النصفات‪.‬يقول ابن سلم‬
‫المحي)‪ >> :(2‬فداش شاعر فارس ‪،‬قال أأبو عرو هو أأشعجر ف قرية الشعجر‬
‫من لبيد ‪ ،‬زأأب الناس إا نل تقدمة لبيد‪،‬وكن يجو ق ريشا‪،‬ويقال أأ نن أأبه قتلته‬
‫ق ريش أأيما الفجار‪،‬وهو اليذ يقول‪:‬‬
‫أبي فارس الضحياء عمروبن عامر * * * أبى الذنم واختار الوفاء‬
‫على الغدر‬
‫فيا أخوينا من أبينا وأمنــــــا * * * إليكم إليكم ل سبيل إلى‬
‫جســر‬
‫وهو اليذ يقول‪:‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫يا شدة ما شددنا غير كاذبـــة * * * على سخينة لول الليل‬
‫والحــرم‬
‫إذ يتقينا هشام بالوليد ولــــو * * * أننا ثقفنا هشاما شالت‬
‫الخــدم‬
‫هشاما وال وليد ابنا الغية الزخوميات‪،‬وقال القصميدة النصمفة‪<< .‬‬

‫ب ‪ -‬أكصأاب )منصمفـات أأشعجار العجرب(‬


‫‪ - 1‬العجباس بن مرداس‬
‫العباس بن مردّاس شأاعر فارس مضرم)*( ‪،‬من سـ ـ ــادّة بن عامر ‪،‬وقد عرف بع ـ ـ ـ ـ ــددّ من‬
‫الكن فهو >> أأبو الهيث‪،‬وأأبو الفضل ‪ ،‬أأو العجبسسسسسساس ‪،‬وأأبو هاش ‪،‬وأأبو‬
‫أأحسسسسسد << ) ‪.(3‬‬
‫‪ -1‬الدكرتور يي البوري‪،‬شأعر خآداش بن زهي العامري‪،‬مطبوعات ممع اللغة العربية بدمشق‪،‬ص ‪5‬‬
‫‪-2‬ممد بن سلم المحي)ت ‪231‬ه(‪،‬طبقات الشعراء‪،‬منشورات ممد علي بيضون‪،‬دّار الكتب العلمية‪،‬ص ‪61‬‬
‫*‪ -‬الضرمة ان يعيش الرء ف الاهلية والسلم‪ ،‬وبالصطلح الدّب أن يكون له انتاج أدّب ف السلم‪ ،‬ويشتط‬
‫آخآرون ف الضرمة أن يكون الرؤ قد دّخآل ف السلم‪،‬فدريد مثل عند البعض مضرم وعند آخآرين غاي مضرم‪==،‬‬
‫‪-3‬يي وهيب البوري‪،‬دّيوان العباس بن مردّاس‪،‬مؤمسسة الرسالة‪،‬الطبعة الول ‪،1991‬ص ‪7‬وما بعدها‬
‫>> كن شيك لرب بن أأمية ف القرنية ‪:‬وه غيضة شر ملتف ل ي راما‪،‬قيل أأنأم‬
‫م نرا با‬
‫‪20‬‬
‫الوضعم؟قال‪:‬بل‪.‬قال ‪ :‬ناعجمه الزخدرع هو‪،‬فهل ل‬ ‫يومافقال مرداس‪ :‬أأما ترى هذا‬
‫أأن تكون شيك فيه ونرقر هذه الغيضة ث نالزخدرعه بعجد ذل؟قال ‪ :‬ناعجمه‪.‬ف أأضما‬
‫النار ف الغيضة‪،‬فلم ا سشتطارت وعل لهبا سعم فيلا أأ ناينا وضيجا كرثيا ) * (‪،‬ث‬
‫ظهرت منا حيات بيض تطي حت قصمعجتا وخرجت منا‪( 1 ) << ...‬‬
‫وتكادّ تمع الصادّر‪-‬كرما ف الغاان مثل‪ -‬على أدنه‪ >> :‬العجباس بن مرداس بن أأب‬
‫عامر بن حا رثاة بن عبد قيس بن رفاعة بن بثة بن سلي بن منصمور بن عكرمة‬
‫بن خصمفة بن قيس بن عيلن بن مض << ‪،( 1 ).‬وقد ثاار خآلف ف من تكون‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫أمه‪،‬فذهب فريق أل ان أمه هي النساء الشاعرة‪ ،‬وذهب آخآرون ال أن أمه هي هند ‪،‬على‬
‫ان الاحظ يذهب ال ان أدمه زنية‪.‬ويستدل على هذا بأبيات ف الفاخآرة بالزنيات يذكرر‬
‫فيها السم)العباس( ‪:‬‬
‫كان ابن ندبة فيكم من نجلنا * * * وخفـــــاف المتحمل الثقال‬
‫وابنــا زبيبة‪:‬عنتر وهــراسة * * * مـــا أن نرى فيكم لهم‬
‫أمثال‬
‫وسليك الليث الهزبر إذا عـدا * * * والقــــرم عباس علوك‬
‫فعال‬
‫فهل العباس الذكرور هو العباس بن مردّاس؟كرما أدن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاحط ينسب موت العـ ـ ــباس ب ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫مردّاس إل الن ‪.‬وهو أمر يتاج إل دّراسة وتأسيس‪.‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪- 2‬الفضل النكريذ‬


‫هو الفضل بن معشر بن أسحم بن عدي ابن شأيبان بن سويد بن عذرة بن منبه بن‬
‫نكرة بن لكيز بن افصى بن عبد القيس‪.‬شأاعر جاهلي ول نعرف حضه من الفروسية ف ـ ـ ـ ــل‬
‫ن ـ ـ ـ ــد ذكرره‪ .‬بي الفرسان العرب‪،‬وذكرر السيوطي أدن اسه عامر بن معشر بن أسحم‪،‬وإنا‬
‫ضل لقصيدته‪ .‬ولذلك ف ـ ـ ـ ـ ـ ــل يهمنا ف هذه الرسالة‪،‬إلد م ــن خآـ ـ ــلل قصيدته ‪،‬فق ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫سي مف د‬
‫د‬
‫== فهو عاش ف الاهلية شأطرا من حياته وأنأى شأطره الخآر ف السلم‪،‬ل نعرف له أنتاجا شأعريا ما بعد‬
‫الاهلية‪ ،‬كرما أنه ل يسلم‪.‬‬
‫*‪-‬ما تته سطر‪ ،‬وردّ ف الديوان بطأ هكذا‪ :‬سع فيها أني وضإجيج كرثي‪.‬‬
‫‪-1‬يي وهيب البوري‪،‬دّيوان العباس بن مردّاس السلمي‪،‬الرجع السابق‪.‬ص ‪.8‬‬
‫‪-2‬عبد العي اللوحي‪ ،‬النصفات‪،‬دّمشق ‪،1967‬ص ‪.5‬‬
‫تساعدنا مع أخآواتا على استخلص خآصائص منصفات أشأعار العرب‪.‬ومطلع قصيدته‪:‬‬
‫ألنمم تنرن أننن جنيرنتنننا استقنلنتوا* * *فننيننتتنن ـــ ا وننيننتتهتمم‬
‫‪21‬‬
‫فنرني ـــ قت‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫ثالثا ‪ :‬النصمفسسسسسسسسات لغة واصطلحا‬
‫من فعجل مرد‪:‬‬
‫فعله الردّ )نصف( ‪،‬وقد وردّ ف متار الصحاح )‪ (1‬تت مادّة ن ص ف‪ :‬النصمف‬
‫أأحد شقي الششي وض النون لغة فيه‪.‬وق رأأ زيد بن ثبت رض اسس عنسسه‪ ):‬فلهسسا‬
‫النصمف( بضمه النون معم السكون الصمسساد و) النصمسسف( بفتحسستي‪،‬ا لسس رأأة السست ب يسس‬
‫الدثاة وا لسشنة ‪،‬ورجل ناصمف أأيضا‪.‬و)ا لنصميف (النصمف وهو أأيضا الكيال‪.‬و فسس‬
‫الديث )ما بلغت مد أأ حسسدك ول ناصمسيفه(‪.‬و) ناصمسسف( ال شسسء بلسغ ناصمسسفه‪.‬تقسسول ‪:‬‬
‫ناصمف القرلأن أأيذ بلغ ناصمفه‪ ،‬وناصمف عسسره وناصمسسف الشسسيب رأأ سسسه‪ ،‬وناصمسسف ا إل زار‬
‫سسسساقه‪ .‬وناصمسسسف النسسسار و) ا ناتصمسسسف( بعج نسسس ‪.‬والنصمسسسف بسسسوزن العج لسسس ناصمسسسف‬
‫الط ريق‪.‬وأأ ناصمف النار ا ناتصمف‪.‬‬
‫وفـ ـ دّائــرة معــارف القــرن العشـ ـرين)‪ (2‬نق ـ ـرأ‪ :‬ناسصمفه ينصمفه ناصمفا بلغ ناصمفه‪،‬و ) نانصمف‬
‫الششي(جعجل ناصمفي‪،‬ونصفه قاسه عل النصمف‪ ،‬وأأ ناصمف النار بلغ ناصمفه‪.‬‬

‫اصطلحا‬
‫والنصفات بذا الشأتقاق أوالعن إانا يسمسسسسسسسونأا الننصمفات كرسسسسسسسس أأن القصميدة‬
‫جعجلسسسسسسسسسسسسست ناصمفي بي القائسسسسسسسل وعدوه‪،‬فالبيت الواحد شط ران‪:‬شطر ل‬
‫وشطسسسسسر لعجدوه‪،‬ف إاذا كن البيت الواحسسسسسسد كه ل أأتبعجه بيتا ث نايـا كمل‬
‫لصممه‪،‬وهكذا دواليك‪.‬‬
‫‪ -1‬متار الصحاح ‪،‬الشيخ المام ممد بن أب بكر بن عبد القادّر الرازي‪،‬دّائرة العاجم ف مكتبة لبنان‪،‬‬
‫‪،1986‬ص ‪.276‬‬
‫‪-2‬دّائرة معارف القرن العشرين‪،‬ممد فريد جدي‪ ،‬ج ‪، 10‬دّار الفكر‪،‬ص ‪260‬‬
‫وف الشأباه والنظائر للخالديي)‪،(1‬إشأارة إل ضإبط الكلمة ف الخطوطة‬
‫منصمفات‪ ،‬أكن القصميدة جعجلت ناصمفي بي القائل وعدوه‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫من فعجل م زخيد‬
‫أو من فعل مزيد هو )أنصف(‪،‬إذ نقرأ ف متار الصحاح‪ :‬أأ ناصمف الرجل‬
‫عدل‪.‬يقال‪ :‬أأ ناصمفه من نافسه وا ناتصمف هو منه‪ ،‬وتناصف القوما‪ ،‬أأ ناصمف بعجضهمه‬
‫بعجضا من نافسه‪.‬‬
‫و نقرأ ف دّائرة معارف القرن العشرين‪ :‬أأ ناصمف فلن عدل وا إل ناصماف العجدل‬
‫وتناصفوا أأ ناصمف بعجضهمه بعجضا‪،‬وا ناتصمف طلب النصمفة ‪ ،‬وا ناتصمف منه أأخذ حقه‬
‫كمل وا ناتقمه منه‪.‬‬

‫اصطلحا‬
‫وهي بــذا الشأــتقاق أو العنــ)‪،(2‬هــي عبــارة عــن القصمائد الت أأ ناصمف قائلوها فيلا‬
‫أأعداءه‪،‬وصدقوا عنمه وعن أأ نافسهمه في اصطلوه من حر اللقاء‪،‬وفي وصفوه مسسن‬
‫أأحوالمه من إاماض ا إلخساء‪.‬ويسروى أأن أأول مسن أأ ناصمسف فس شسعجره الهلهسل بسن‬
‫ربيعجة حيث قال‪:‬‬
‫كأنـا غـدوة وبني أبينا * * * بجنب عنيـــزة رحايا مدبـــر‬
‫وتدر الشأارة إل أن هناك فروقا بي )العدل( كرمرادّف لـ)لنصاف(‪،‬فـقد ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ف‬
‫الفروق اللغوية )‪ (3‬النص على أن‪ :‬ال إا ناصماف إاعطاء النصمف‪ ،‬والعجدل يكون ف ذل‬
‫وف غيه ‪ ،‬أأل ترى أأن السارقر إاذا قطعم قيل إا ناه عدل عليه ول يقال إا ناه‬
‫أأ ناصمف‪ ،‬وأأصل ال إا ناصماف أأن تعجطيه ناصمف الشئ وت أأخذ ناصمفه من غي زيدة ول‬
‫ناقصمان‪ ،‬وربا قي سسسسسسسسسسسسسسسسس ل أأطلب منك النصمف كرم يق سسسسسسسسسسسس ال أأطلب منك‬
‫ال إا ناصماف ث ا سشتعجمل ف غي ذل ما ذكرنه‪ ،‬ويقال أأ ناصمف الشئ إاذا بلغ‬
‫ناصم سسسس ف نافسه‪ ،‬وناصمف غيه إاذا بلغ‬
‫‪-1‬الشأباه والنظائر من أشأعار التقدمي الاهلية والخضرمي‪ ،‬للخالديي‪،‬حققه وعلق عليه دّ السيد ممد يوسف‪،‬‬
‫ص ‪. 149‬‬
‫‪-2‬الفضليات‪ ،‬تقيق وشأرح احد ممد شأاكرر وعبد السلم هارون‪،‬ط ‪،6‬دّار العارف‪،‬ص ‪.199‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬
‫‪ -3‬معجم الفروق اللغوية الاوي لكتاب أب هلل العسكري وجزءا من كرتاب السيد نور الدين الزائري ‪ ،‬ملف‬
‫بصيغة ال ـ ‪Word‬‬
‫ناصمفه‪.‬كرما أن التوفيق ل يكون إال لا حسن من ال أأ فعجال يقال ور فن ق فلن لل إا ناصماف‬
‫‪23‬‬
‫ول تقول وفق للظل ‪.‬‬
‫وفـ ـ معجـ ــم العيـ ـ للخليـ ــل بـ ــن أحـ ــد الفراهيـ ــدي جـ ــاء ) ‪ :( 1‬الفننصم رف‪ :‬أأ سح رد رج ززخ أأ فيذ‬
‫السكم فل‪ ،‬والنن زصم رف لغة سرديئ حة‪.‬وقسسس سد حح نا س زصمسسفا رن‪ :‬ب سلسسسغ السك زيسس رل فنا زصمسسسفه‪ ،‬وسشسسط را رن فمث رلسس‪،‬‬
‫وقس زرب رن ال تل الواضعم‪.‬‬
‫ك ش ءء مث رل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ونا سسصم سف الا رء السش سجرسة‪ :‬ب سسلغ فناصمسفها‪ ،‬و ن‬
‫الى منلنكك ل تننمصْتفُت السناقت ننعملنـه* * * أنجنلم ل وإنم كانت‬
‫طنوالل منحامنلتهم‬
‫صر حة تكون ف سمنا فصف أ زأسشنا فد الواديذ‪.‬والننسصم رف‪ :‬ال رأأ رة ب يسس ا ر فلسشسسننفة‬ ‫والنا فصف رة‪ :‬س ز‬
‫سال ا ل ناصما فف‪ ،‬وتفسريه أأن ستعجفطسيه من ناففس سك ال فنن زصمسسف‬ ‫وا ل سسدثا سسسسسسسسسسسسسسس فة‪.‬والننسصمسف رة‪ :‬ا ز ر‬
‫أأيذ رتعجطي من نا س زففسك ما س زيسشستفح نق ل من ا ل سسس ن فق كرمسس ت أأرخسس رذه‪.‬وا ناستسصمسسف رت منسسه‪ :‬أأ سخسس زذ رت‬
‫سحنقي سكال حت فصرت وهسسو ع لسس ال فنن زصمسس فف سسسسواء‪.‬وا لننصمسسي رف‪ :‬ال فنن زصمسس رف‪.‬والننسصمسسسف رة‪:‬‬
‫ا لرندا رما‪ ،‬واح رده ن فصس حف‪.‬ورغل حما ن فصس حف‪ :‬ي س زنرصمسس رف اللسسو سك أأيذ زسيس رد رمهمه‪.‬وا لننصمسسيف‪:‬‬
‫كسس شسس ءء‪ :‬سوسسسسطه‪.‬ورمنستسصمسس رف الل نيسسل‬ ‫ا فلم رر‪.‬وا سلنسصمسس رف مسسن الط ريسسق ومسسن ال ن زنسس فر و ف ن‬
‫وال ننا فر‪ :‬سوسسرطه‪ ،‬وا ناستسصم سف النا رر‪ ،‬ونا سسصم سف سينرصم رف‪.‬وا ل رنس نصم رف‪ :‬ما رطب سخ من ال نشا فب‬
‫حت سذ سه سب منه الفننصم رف‪.‬والنناصف رة‪ :‬سمسشي حل عظي يكو رن فناصم سف الواديذ‪.‬‬
‫الفروسية والشعــراء‬ ‫الـمـدخل ‪:‬‬
‫الفرســان والمنصفات‬

‫‪-1‬كرتاب العي للخليل ابن أحد الفراهيدي‪،‬ج ‪،2‬مكتبة مشكاة السلمية‪،‬بصيغة ال ـ ‪Word‬‬

‫‪24‬‬

You might also like