Professional Documents
Culture Documents
تأثير الإضاءة الطبيعية على شكل المبانى
تأثير الإضاءة الطبيعية على شكل المبانى
ﺇﻥ ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﺍﻟﻣﺑﻧﻳﺔ ﻧﺷﺄﺕ ﺃﺻﻼ ﻟﻠﺣﻣﺎﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﺑﻳﺋﻳﺔ ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﻱ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺅﺛﺭ
ﻋﻠﻲ ﺃﻧﺷﻁﺔ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻭﺇﻧﺗﺎﺟﻪ .ﻭﻋﻧﺩﻣﺎ ﻗﺭﺭ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻋﻣﻝ ﻣﺑﻧﻲ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻭﻋﺎﺋﻠﺗﻪ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﻓﻛﺭﺓ ﻋﻣﻝ
ﺷﺑﺎﻙ ﺃﻭ ﺇﺣﺗﻳﺎﺟﻪ ﻟﻪ ﻗﺩ ﺧﻁﺭﺕ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻪ ﻭﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﺫﻟﻙ ﻣﺳﺗﻐﺭﺑﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻣﻭﺍﺩ ﺍﻟﻣﺳﺗﺧﺩﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻧﺎء
ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﺗﻛﻭﻥ ﻣﻥ ﺃﻓﺭﻉ ﺍﻷﺷﺟﺎﺭ ﻭﺍﻟﻧﺑﺎﺗﺎﺕ ﻛﺎﻧﺕ ﺑﻁﺑﻳﻌﺔ ﺗﺟﻣﻳﻌﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺷﻛﻝ ﺟﺩﺭﺍﻥ ﺗﺳﻣﺢ
ﺑﻧﻔﺎﺫ ﺿﻭء ﺍﻟﻧﻬﺎﺭ ﻣﻥ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻭﻣﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻣﺩﺧﻝ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﻁﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻘﻁﻌﺔ ﻣﻥ ﺟﻠﺩ ﺍﻟﺣﻳﻭﺍﻥ
ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻠﻕ ﻋﻠﻲ ﺃﻋﻠﻲ ﻓﺗﺣﺔ ﺍﻟﺑﺎﺏ ﻭﻳﺗﺭﻙ ﻳﺗﺩﻟﻲ ﺑﺣﺭﻳﺔ ﻟﻳﻐﻁﻲ ﻓﺗﺣﺔ ﺍﻟﻣﺩﺧﻝ ﺃﺿﻑ ﺇﻟﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ
ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺷﻛﻝ ﻣﺧﺭﻭﻁ ﻷﻥ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺑﻧﺎء ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻓﺭﻉ ﻭﻋﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﻧﺑﺎﺗﺎﺕ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﺣﺗﻡ
ﺗﺟﻣﻳﻌﻬﺎ ﻣﻥ ﺃﻋﻠﻲ.
ﻟﺫﻟﻙ ﻳﻣﻛﻧﻧﺎ ﺍﻟﻘﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺗﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻳﺔ ﺍﻟﺳﻣﺎﻭﻳﺔ Sky Lightsﻧﺷﺄﺕ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﻭﻟﻡ ﺗﻛﻥ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻔﺗﺣﺔ ﺍﻟﺳﻣﺎﻭﻳﺔ ﺃﻳﺿﺎ ﺑﺳﺑﺏ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ ﻹﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺿﻭء ﺇﻟﻲ ﺩﺍﺧﻝ ﺍﻟﻣﺳﻛﻥ ﻭﻟﻛﻥ ﻹﻣﻛﺎﻥ ﺍﻟﺳﻣﺎﺡ
ﺑﺎﻷﺩﺧﻧﺔ ﺍﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣﻥ ﺇﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻧﺎﺭ ﻹﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻟﻠﺗﺩﻓﺋﺔ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺗﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺭﻫﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺻﺩ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺗﺩﻭﻳﺭ ﺍﻟﻬﻭﺍء ﻟﻁﺭﺩ ﺍﻟﺩﺧﺎﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﻛﻭﻧﻬﺎ ﻓﺗﺣﺎﺕ
ﻟﻺﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ.
ﻭﺣﺗﻰ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺇﺳﺗﻌﺎﻥ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء ﺑﺎﻟﻁﻳﻥ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻌﺩ ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻔﺗﺣﺎﺕ ﺗﻌﻣﻝ ﺑﺎﻟﻘﺭﺏ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻘﻑ
ﻭﺗﺣﺗﻪ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻷﻥ ﻣﻥ ﻁﺑﻳﻌﺔ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺣﺎﺋﻁ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻁﻳﻥ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺗﺣﻣﻝ ﻋﻣﻝ ﻓﺗﺣﺔ ﻓﻳﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻﻑ
ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺣﺎﺋﻁ ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻳﺿﻌﻔﻪ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﺟﺎﺝ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﻣﻌﺭﻭﻓﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺯﻣﺎﻥ ﻭﻻ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺃﺻﻼ ﻟﻪ ﺇﺣﺗﻳﺎﺝ ﻷﻥ ﺍﻷﻧﺷﻁﺔ ﻣﻌﻅﻣﻬﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﻌﻣﻝ ﺑﺎﻟﺧﺎﺭﺝ ﻭﺍﻟﻣﺳﻛﻥ ﻟﻠﺣﻣﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻧﻭﻡ
ﻋﺎﺩﺓ.
ﻭﻛﺎﻧﺕ ﻛﻣﻳﺔ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺑﺎﻟﺩﺍﺧﻝ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺗﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﻭﻣﻘﺎﺱ ﻓﺗﺣﺔ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ.
ﻭﻫﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺗﺣﻛﻡ ﻓﻳﻪ ﺣﺳﺏ ﺍﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻭﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺟﺭﻱ ﺑﺎﻟﺩﺍﺧﻝ .ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻋﻣﺎﺭﺓ ﻣﻌﺎﺑﺩ ﻗﺩﻣﺎء
ﺍﻟﻣﺻﺭﻳﻳﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺿﻭء ﻣﻥ ﺍﻷﻣﻭﺭ ﺍﻟﺣﻳﻭﻳﺔ ﻷﺳﺑﺎﺏ ﻋﻘﺎﺋﺩﻳﺔ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﻡ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ
ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﻳﻌﻁﻲ ﺍﻹﺣﺳﺎﺱ ﺑﺎﻟﻐﻣﻭﺽ ﻭﺍﻟﺭﻫﺑﺔ ﻭﺍﻟﺭﻋﺷﺔ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﻣﺛﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻣﻌﺎﺑﺩ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﻫﺎﺑﻭ
ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ – ﺩ .ﻭﺟﻳﻪ ﻓﻭﺯﻱ ﻳﻭﺳﻑ
ﺣﻳﺙ ﻭﺿﻌﺕ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﻋﻠﻲ ﻫﻳﺋﺔ ﻓﺗﺣﺎﺕ ﺭﺃﺳﻳﺔ ﺿﻳﻘﺔ ﻭﻣﻊ ﺳﻣﻙ ﺍﻟﺣﻭﺍﺋﻁ ﻓﻛﺎﻥ ﺍﻟﺿﻭء ﺑﺎﻟﻛﺎﺩ
ﻳﻔﺻﺢ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ .ﻭﻋﻧﺩﻣﺎ ﻧﺷﺄﺕ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻲ ﺇﺿﺎءﺓ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﻣﻌﺑﺩ ﻣﺛﻝ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﺑﺩ ﺍﻟﻛﺭﻧﻙ ﻓﻠﻘﺩ ﺗﻡ
ﺑﻧﺎء ﺑﻬﻭ ﺍﻷﻋﻣﺩﺓ ﻭﻟﻪ ﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﻋﻠﻭﻳﺔ clear storyﻟﻠﺳﻣﺎﺡ ﻟﻠﺿﻭء ﺑﺎﻟﻧﻔﺎﺫ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺣﺟﺭ ﻣﺛﻘﻭﺏ
ﻛﺎﻟﺷﺑﻛﺔ .ﻭﻓﻲ ﻣﻌﺑﺩ ﺧﻭﻥ Khonsﺑﺎﻟﻛﺭﻧﻙ ﻭﻓﻲ ﺣﺟﺭﺓ ﺷﺭﻕ ﺍﻟﻬﻳﻛﻝ ﺃﺩﺧﻠﻭﺍ ﺍﻟﺿﻭء ﻣﻥ ﺧﻼﻝ
ﺛﻘﻭﺏ ﺑﺎﻟﺳﻘﻑ ﻹﻅﻬﺎﺭ ﺗﻣﺛﺎﻝ ﺁﻟﻬﺗﻬﻡ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻓﺗﺣﺔ ﺿﻳﻘﺔ ﻣﺷﻘﻭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺎﺋﻁ ﺍﻟﺷﺭﻗﻲ ﻟﻠﻬﻳﻛﻝ
ﺣﺗﻲ ﻳﺑﺩﻭ ﺍﻟﻣﻅﻬﺭ ﻳﻭﺣﻲ ﺑﺎﻟﻬﻳﺑﺔ ﻭﺍﻹﻛﺑﺎﺭ ﻭﺍﻟﻭﻗﺎﺭ.
ﻭﺇﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻟﻘﺩﻣﺎء ﺍﻟﻣﺻﺭﻳﻭﻥ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺃﺧﺭﻱ ﻟﻠﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺑﺗﻌﻠﻳﻕ ﺷﺭﺍﺋﺢ
ﻣﺛﻘﻭﺑﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﺟﺭ ﺑﻳﻥ ﺃﻋﻣﺩﺓ ﻣﻌﺑﺩ ﻫﺎﺗﻭﺭ Hatorﻓﻲ ﺑﻬﻭ ﺍﻟﻣﺩﺧﻝ ﻋﻠﻲ ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ ﺣﺗﻲ ﻳﻘﻠﻠﻭﺍ ﻣﻥ
ﺇﻧﺑﻬﺎﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻵﺗﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﻭﻣﻥ ﺇﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺕ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻣﻥ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء ﺍﻟﺟﺭﺩﺍء ﺣﻭﻟﻪ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻧﻔﺳﻪ ﻧﻔﺎﺫ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺑﻌﺩ ﺗﺧﻔﻳﺿﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻭﻋﻠﻲ ﻣﺳﺗﻭﻱ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻧﺎﺱ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺻﺭ ﺍﻟﻛﻼﺳﻳﻛﻲ ﺍﻹﻏﺭﻳﻘﻲ ﺇﺑﺗﻛﺭﻭﺍ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﻹﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺿﻭء ﺣﺳﺏ ﺗﻭﺯﻳﻊ ﺍﻹﺿﺎءﺓ
ﻭﺇﺧﺗﻼﻓﻬﺎ ﺍﻟﺗﺩﺭﻳﺟﻲ ﻣﻥ ﺍﻷﻓﻕ ﺣﺗﻲ ﺍﻟﺳﻣﺕ ﺑﺟﻌﻝ ﻓﺗﺣﺔ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺗﻘﻝ ﻋﺭﺿﺎ ﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﻌﺗﺏ ﻭﺗﺗﺳﻊ
ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺟﻠﺳﺔ.
ﻭﻓﻲ ﻣﺳﺎﻛﻥ ﺍﻟﻌﺻﺭ ﺍﻟﻬﻳﻠﻳﻧﻲ ﺇﺳﺗﺧﺩﻣﻭﺍ ﺍﻷﻓﻧﻳﺔ ﻹﻧﺎﺭﺓ ﺍﻟﺣﺟﺭﺍﺕ ﺣﻭﻟﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻋﻣﻝ
ﻅﻼﻝ ﻟﻠﺣﻣﺎﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻣﺱ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻹﻧﻔﺗﺎﺡ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺳﺗﺧﺩﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺳﺎﻛﻥ ﺍﻟﺭﻳﻔﻳﺔ
ﺑﺎﻟﺷﺭﻕ ﺍﻷﻭﺳﻁ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻲ ﺇﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﻣﺷﺭﺑﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻣﻁﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺷﺎﺭﻉ ﻟﺣﻣﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻣﻥ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺣﻔﺎﻅ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺧﺻﻭﺻﻳﺔ .ﻭﻋﻧﺩﻣﺎ ﺇﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻥ
ﺍﻟﻘﺑﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺳﻳﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﻧﻳﻬﻡ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻓﻌﻣﻠﻭﺍ ﺍﻟﻔﺗﺣﺎﺕ ﺑﺄﻋﺗﺎﺏ
ﻧﺻﻑ ﺩﺍﺋﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻲ ﺷﻛﻝ ﻣﻧﺣﻧﻲ ﻭﻭﺿﻌﻭﻫﺎ ﺃﺳﻔﻝ ﺍﻷﻗﺑﻳﺔ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻭﻣﺛﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻣﺎ ﻧﺭﺍﻩ ﻓﻲ
ﺑﺎﺯﻳﻠﻳﻛﺎ ﻣﺎﻛﺳﻳﻧﺗﻳﻭﺱ .Maxentiusﻭﻛﺎﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﻣﺻﻣﻣﻳﻥ ﻫﻭ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺃﻛﺑﺭ ﻛﻣﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ
ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺟﻣﺎﻝ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﺑﻌﻣﻝ ﺑﻘﻌﺔ ﺷﺩﻳﺩﺓ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻓﻲ ﻭﺳﻁ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﻟﺟﺫﺏ ﺍﻟﻧﻅﺭ
ﻭﺇﺣﺎﻁﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺿﻭء ﺑﺈﻳﻭﺍﻧﺎﺕ ﺃﻗﻝ ﺇﺿﺎءﺓ ﻹﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺗﺑﺎﻳﻥ ﺑﻳﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻳﺔ ﻭﺍﻹﺿﺎءﺓ
ﺍﻟﻣﺣﻳﻁﺔ.
ﻭﻓﻲ ﻋﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻧﺳﻙ ﺍﻟﺿﺧﻣﺔ ﺟﻌﻠﻭﺍ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺗﺩﺧﻝ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻋﻣﻝ ﺟﻭﺍﻧﺏ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﻣﺎﺋﻠﺔ
ﻹﺳﺗﻘﺑﺎﻝ ﺃﻛﺑﺭ ﻗﺩﺭ ﻣﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻭﺗﻭﺟﻳﻬﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺩﺍﺧﻝ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ .ﻛﺫﻟﻙ ﺃﻣﻛﻥ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺿﻭء ﺇﻟﻲ
ﺻﺣﻥ ﺍﻟﻛﺎﺗﺩﺭﺍﺋﻳﺔ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻗﻣﺭﻳﺎﺕ ﻛﻣﺎ ﻳﺭﻱ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺩﺭﺍﺋﻳﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎﻡ .Durhamﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻣﺭﻳﺎﺕ
ﺃﺿﺎءﺕ ﺍﻟﺳﻘﻑ ﺍﻟﻣﻛﻭﻥ ﻣﻥ ﺃﻗﺑﻳﺔ ﻣﺗﻘﺎﻁﻌﺔ ﻓﻧﺷﺄ ﺑﺫﻟﻙ ﺗﻭﺯﻳﻊ ﺗﺩﺭﻳﺟﻲ ﻟﻺﺿﺎءﺓ ﺑﺳﺑﺏ ﺷﻛﻝ ﻫﺫﻩ
ﺍﻷﻗﺑﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﻘﺎﻁﻌﺔ ،ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﻬﻡ ﻣﻊ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻵﺗﻳﺔ ﻣﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻣﺭﻳﺎﺕ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺿﻭﺋﻲ ﺃﻋﻁﻲ
ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﺣﻳﻭﻳﺔ ﻭﻋﻅﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ .ﻭﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺑﻬﺎء ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﺭﻛﺑﻭﺍ ﺃﻋﻼ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻣﺩﺧﻝ
ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻲ ﺑﺎﻟﺣﺎﺋﻁ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ ﺷﺑﺎﻙ ﺩﺍﺋﺭﻱ ﺑﺭﺳﻡ ﻭﺭﺩﺓ Rose Windowﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺻﺣﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﺟﻬﺔ
ﺍﻟﻣﻭﺍﺟﻬﺔ ﻟﻠﻬﻳﻛﻝ ﺍﻷﻭﺳﻁ.
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺿﻭء ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ ﻣﻧﺧﻔﺽ ﺍﻟﺷﺩﺓ ﻭﻳﻣﻳﻝ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﺭﻣﺎﺩﻱ ﻓﻠﻘﺩ ﻟﺟﺄ ﺑﻧﺎﺓ
ﺍﻟﻛﺎﺗﺩﺭﺍﺋﻳﺎﺕ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻟﻭﺳﻁﻲ ﺇﻟﻲ ﺇﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻣﻠﻭﻥ ﻭﻭﺳﻌﻭﺍ ﻣﻘﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺗﺣﺎﺕ ﻟﺗﺣﻭﻳﻝ
ﺍﻟﺿﻭء ﺍﻟﺭﻣﺎﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺿﻭء ﻣﻠﻭﻥ ﻣﺑﻬﺞ.
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺿﻭء ﻓﻲ ﺇﻳﻁﺎﻟﻳﺎ ﺃﻛﺛﺭ ﺷﺩﺓ ﻣﻥ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ ﻭﺃﻛﺛﺭ ﺳﻁﻭﻋﺎ ﻟﻠﺷﻣﺱ ﺟﻌﻠﻭﺍ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺻﺭ ﺍﻟﻘﻭﻁﻲ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﺩﻭﻥ ﺗﻭﺳﻳﻌﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻧﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺩﺭﺍﺋﻳﺎﺕ ﺳﺎﻧﺗﺎ ﻣﺎﺭﻳﺎ ﺩﻭﻧﺎﺭﻳﺟﻳﻧﻳﺎ ،ﺳﺎﻧﺗﺎ
ﻣﺎﺭﻳﺎ-ﺑﻳﺭﺍ ﺩﻝ ﺟﺎﺭﻣﻳﻧﻲ ﻭﺳﺎﻧﺕ ﺟﻳﻭﻓﺎﻧﻲ ﻭﺑﺎﻭﻟﻭ.
ﻭﻋﻧﺩﻣﺎ ﺑﺩﺃ ﺍﻷﻣﺭﻳﻛﺎﻥ ﺇﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻣﻠﻭﻥ ﻹﺿﺎءﺓ ﻣﺑﺎﻧﻳﻬﻡ ﻭﺟﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﺧﻠﻳﻁ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﻣﺧﺗﻠﻑ
ﻋﻣﺎ ﺭﺅﻭﻩ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻷﻥ ﺷﺩﺓ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻓﻲ ﺃﻣﺭﻳﻛﺎ ﻟﻡ ﺗﻛﻥ ﺗﺗﻧﺎﺳﺏ ﻣﻊ ﺳﻣﻙ ﺍﻟﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻣﻠﻭﻥ
ﺍﻟﻌﺗﻳﻕ ﻭﻟﺗﻬﺩﺋﺔ ﺷﺩﺓ ﺍﻟﺿﻭء ﻫﺫﻩ ﺇﺳﺗﺧﺩﻣﻭﺍ ﺍﻟﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻣﻠﻭﻥ ﺍﻷﻗﻝ ﻧﻔﺎﺫﻳﺔ ﻟﻠﺿﻭء .ﻭﺗﺣﺳﻧﺕ
ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻭﺃﻋﻁﺕ ﺃﻟﻭﺍﻥ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻁﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﺻﺎﻓﻳﺔ ﻭﻟﻛﻥ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺗﻣﺗﻠﻲء ﺍﻟﺳﻣﺎء ﺑﺎﻟﻐﻳﻭﻡ
ﻭﻳﻘﻝ ﺍﻟﺿﻭء ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻲ ﻓﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﻳﺑﺩﻭﺍ ﻣﻘﺑﺿﺎ ﻭﻣﻌﺗﻣﺎ .ﻭﻟﻛﻲ ﻳﺻﻠﻭﺍ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺣﻝ ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺏ ﻟﻬﺫﺍ
ﺍﻹﺷﻛﺎﻝ ﻟﺟﺄ ﺍﻟﺑﻧﺎﺋﻭﻥ ﺇﻟﻲ ﺗﺭﺗﻳﺏ ﺍﻟﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻣﻠﻭﻥ ﺑﺣﻳﺙ ﻳﺳﺗﻔﻳﺩﻭﺍ ﻣﻥ ﺧﺎﺻﻳﺔ ﺇﺷﻌﺎﻉ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ
ﻭﻛﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﺑﺟﺎﻧﺏ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻭﺩﺭﺟﺎﺗﻬﺎ ﻟﺭﻓﻊ ﺩﺭﺟﺔ ﺯﻫﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ .ﻭﻛﺣﻝ
ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ – ﺩ .ﻭﺟﻳﻪ ﻓﻭﺯﻱ ﻳﻭﺳﻑ
ﺁﺧﺭ ﻟﺟﺄﻭﺍ ﺇﻟﻲ ﺩﻫﺎﻥ ﺍﻟﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻣﻠﻭﻥ ﺍﻟﻌﺗﻳﻕ ﻟﻳﺱ ﺑﺩﺭﺟﺎﺕ ﻭﻟﻛﻥ ﺑﺑﻘﻊ ﺃﻭ ﺧﻁﻭﻁ ﻹﻛﺗﺳﺎﺏ ﺣﻳﻭﻳﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻣﻕ ﻭﻏﺯﺍﺭﺓ ﻟﻠﻭﻥ ﻭﺃﻳﺿﺎ ﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﻣﻳﺔ ﺍﻟﺿﻭء .ﻭﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﺃﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﻠﻭﻝ ﻫﻲ ﺍﻷﻣﺛﻝ ﺣﻳﻧﻣﺎ
ﺗﻛﻭﻥ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﻣﻠﺑﺩﺓ ﺑﺎﻟﻐﻳﻭﻡ ﻭﻟﻛﻥ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺗﻛﻭﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﺇﺿﺎﺋﺗﻬﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺇﻟﻲ ﺣﺩ ﻣﺎ.
ﻭﻓﻲ ﻓﺭﻧﺳﺎ ﻭﺇﻧﺟﻠﺗﺭﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻟﻳﺳﺕ ﺑﻧﻔﺱ ﺷﺩﺓ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻓﻲ ﺟﻧﻭﺏ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺯﺟﺎﺝ
ﺍﻟﻣﻠﻭﻥ ﺍﻟﻌﺗﻳﻕ ﻛﺎﻥ ﺑﺄﺳﻣﺎﻙ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺿﻭء ﺍﻟﻧﺎﺗﺞ ﻣﻧﻬﺎ ﺃﻋﻁﻲ ﻧﻭﻋﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﻬﺟﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺩﺭﺍﺋﻳﺎﺕ
ﻭﻣﻊ ﺇﺧﺗﺭﺍﻉ ﺍﻟﻁﺑﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻋﺻﺭ ﺍﻟﻧﻬﺿﺔ ﻭﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﻌﺩﺍﺩ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻓﺭﻧﺳﺎ ﻭﺇﻧﺟﻠﺗﺭﺍ.
ﻳﺳﺗﺧﺩﻣﻭﺍ ﺃﻋﻳﻧﻬﻡ ﻟﻠﻘﺭﺍءﺓ ﻧﺷﺄﺕ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﻣﻳﺔ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻳﺔ ﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﻭﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ.
ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻧﺭﻱ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﺻﺭ ﺍﻟﻧﻬﺿﺔ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﺳﺎﺣﺎﺕ ﻓﺗﺣﺎﺕ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻛﻥ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﻁﺑﻘﺎ ﻟﺫﻟﻙ
ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ .ﻭﺗﻡ ﺍﻹﻋﺗﻣﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻵﺗﻳﺔ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﺇﻟﻲ ﻁﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻣﻝ.
ﻭﺇﺗﺧﺫﺕ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺍﻟﺷﻛﻝ ﺍﻟﻣﺳﺗﻁﻳﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺯ ﻋﻠﻲ ﺣﺟﻡ ﺑﻘﻌﺔ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺿﻲء ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ،
ﻭﻧﺭﻱ ﻣﺛﺎﻝ ﻟﺫﻟﻙ ﺇﻧﻌﻛﺎﺱ ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﻗﺻﺭ ﺭﻭﺳﻳﻼﻱ Palazzo Rucellai 1944ﻓﻲ
ﻓﻠﻭﺭﻧﺳﺎ ﺣﻳﺙ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﻣﺳﺗﻁﻳﻠﺔ ﻭﻁﻭﻳﻠﺔ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻷﺭﺿﻲ ﻭﺿﻌﺕ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺑﺎﻟﻘﺭﺏ ﻣﻥ
ﺍﻟﺳﻘﻑ ﻟﺧﺩﻣﺔ ﺳﺑﺑﻳﻥ ﻭﻫﻣﺎ ﻟﻠﺳﻣﺎﺡ ﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﺑﺎﻟﻧﻔﺎﺫ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻭﻟﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻷﻣﻥ .ﻭﻗﺩ ﺇﻋﺗﻣﺩ
ﺍﻟﺑﺭﺗﻲ Albertiﻣﻬﻧﺩﺱ ﺍﻟﻘﺻﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺷﻳﺵ ﻟﻠﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻭﺣﻣﺎﻳﺔ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺍﻟﻣﺷﻣﺳﺔ.
ﻭﺑﻌﻛﺱ ﺃﻟﺑﺭﺗﻲ ﻓﺈﻥ ﺑﺎﻻﺩﻳﻭ Palladioﺇﻋﺗﻣﺩ ﻋﻠﻲ ﺇﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺕ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻣﻥ ﺍﻷﺳﻁﺢ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺃﻛﺛﺭ
ﻓﻠﻘﺩ ﺇﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺩﺍﺧﻝ ﻭﻋﻠﻲ ﻣﻥ ﺍﻹﻋﺗﻣﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻣﺎء.
ﺍﻟﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﻟﺣﻣﺎﻳﺔ ﺍﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﺿﻭء ﺍﻟﻣﺑﺎﺷﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﻭﻣﺛﺎﻝ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻳﻼ ﺳﺭﺍﺳﻳﻧﻭ ﻓﻲ ﻓﻳﺗﺎﻟﻲ
ﻭﻓﻳﻼ ﺳﺎﺭﻳﺟﻭ ﻓﻲ ﺳﺎﻧﺗﺎ ﺻﻭﻓﻳﺎ ﺩﻱ ﺑﻳﺩﻳﻣﻧﺗﻲ ﻭﻗﺻﺭ ﺷﻳﺭﻳﻛﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻓﺎﻳﺳﻧﺯﺍ .Vicenza
ﻭﻋﻠﻲ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﺻﺭ ﺍﻟﻧﻬﺿﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺣﻳﺎﺯ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺗﻣﺎﺛﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﺃﻱ ﺍﻟﺳﻳﻣﺗﺭﻳﺎ ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ
ﺗﺷﺎﺑﻪ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺑﻐﺽ ﺍﻟﻧﻅﺭ ﻋﻥ ﻣﻘﺎﺱ ﺍﻟﺣﺟﺭﺍﺕ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻡ ﺑﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻝ
ﺑﻌﺽ ﺇﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺣﺟﺭﺍﺕ ﻣﺑﻬﺭﺓ ﻭﺍﻟﺑﻌﺽ ﺍﻵﺧﺭ ﺇﺿﺎءﺗﻪ ﺧﺎﻓﺗﺔ ،ﻣﺛﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻗﺻﺭ ﻓﺎﺭﻧﻳﺯﻱ
ﺍﻟﺫﻱ ﺑﻧﺎﻩ ﺃﻧﻁﻭﻧﻳﻭ ﺩﻱ ﺳﺎﻧﺟﺎﻟﻭ ﺍﻟﺻﻐﻳﺭ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1534ﻭﻗﺻﺭ ﻣﺎﺳﻳﻣﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺑﻧﺎﻩ
ﺑﻳﺭﻭﺯﻱ ﻋﺎﻡ 1535ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ ﻭﻣﺑﻧﻲ ﺍﻟﻣﻛﺎﺗﺏ Uffiziﺍﻟﺫﻱ ﺑﻧﺎﻩ ﻓﺎﺳﺎﺭﻱ ﻋﺎﻡ 1560ﻓﻲ
ﻓﻠﻭﺭﻧﺳﺎ .ﻭﻓﻲ ﻗﺻﺭ ﻓﺎﺭﻧﻳﺯﻱ ﻭﺟﺩﺕ ﺣﺟﺭﺍﺕ ﺻﻐﻳﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺃﻛﺛﺭ ﻋﺩﺩﺍ ﻣﻥ ﺣﺟﺭﺍﺕ
ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ – ﺩ .ﻭﺟﻳﻪ ﻓﻭﺯﻱ ﻳﻭﺳﻑ
ﺗﻛﺑﺭﻫﺎ ﻭﻋﻧﺩﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﻣﺎﻳﻛﻝ ﺃﻧﺟﻠﻭ ﺑﺗﻌﻠﻳﺔ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﺯﺍﺩ ﻣﻥ ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ ﺟﻠﺳﺎﺕ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺑﺩﻭﻥ ﺍﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﻓﻲ
ﻣﻘﺎﺳﺎﺗﻬﺎ .ﻭﻓﻲ ﻗﺻﺭ ﻣﺎﺳﻳﻣﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺑﻧﺎﻩ ﺑﻠﺩﺳﺎﺭ ﺑﻳﺭﻭﺗﺳﻲ ﻓﺈﻥ ﻭﺿﻊ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻟﻅﻝ ﺑﻳﻧﻣﺎ ﺗﺭﻛﺕ ﺍﻷﺧﺭﻱ ﺑﺩﻭﻥ ﺣﻣﺎﻳﺔ ﻣﻥ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺇﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺩﻭﺭ
ﺍﻷﺭﺿﻲ ﺃﺻﺑﺣﺕ ﻣﻌﺗﻣﺔ ﻭﻻ ﺗﺗﻭﺍﺯﻥ ﻣﻊ ﺇﺿﺎءﺓ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺭﻏﻡ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﻭﺍﺣﺩﺓ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻣﺛﺎﻟﻳﻥ ﺍﻷﺧﻳﺭﻳﻥ ﻳﺗﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻹﻫﺗﻣﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻭﺟﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﺟﻣﺎﻟﻳﺔ ﻟﻠﻣﺑﻧﻲ ﺑﺩﻭﻥ ﺍﻹﻋﺗﺑﺎﺭ
ﺇﻟﻲ ﺗﻭﺯﻳﻊ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻧﻔﺳﻬﺎ .ﻭﻟﻡ ﻳﺧﺗﻠﻑ ﻓﺎﺳﺎﺭﻱ ﻋﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﺍﻟﻣﻛﺎﺗﺏ Uffiziﻭﻟﻛﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﺔ
ﺣﺎﻝ ﺇﺣﺗﻔﻅ ﺑﺗﻌﺑﻳﺭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﻭﺍﻟﻣﺗﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﻣﻳﺯ ﻁﺎﺑﻊ ﻁﺭﺍﺯ ﻋﺻﺭ ﺍﻟﻧﻬﺿﺔ ﻣﻧﺫ
ﻧﺷﺄﺗﻪ.
ﻟﻘﺩ ﻗﻣﺕ ﺑﻌﻣﻝ ﻣﺳﺢ ﻹﺳﻛﺗﺷﺎﺕ ﻭﻣﺑﺎﻧﻲ ﻟﻛﻝ ﻣﻥ ﻣﺎﻳﻛﻝ ﺃﻧﺟﻠﻭ ﻭﺟﻭﺍﺭﻳﻧﻲ ﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﻛﻳﻑ ﻛﺎﻧﺎ
ﻳﺻﻣﻣﺎ ﻣﺑﺎﻧﻳﻬﻣﺎ ﻹﺣﺗﻭﺍء ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ .ﻟﻘﺩ ﺗﺑﻳﻥ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻣﺎﻳﻛﻝ ﺃﻧﺟﻠﻭ ﺇﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻓﻲ
ﻣﺑﺎﻧﻳﻪ ﻛﻣﺎ ﻳﺳﺗﺧﺩﻣﻪ ﺍﻟﻣﺻﻭﺭﺍﻟﻔﻭﺗﻭﻏﺭﺍﻓﻲ .ﻟﻘﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﺟﻌﻝ ﺍﻟﺗﻛﻭﻳﻥ ﺍﻟﻣﻌﻣﺎﺭﻱ ﻭﺗﻣﺎﺛﻳﻠﻪ ﺣﺳﺏ ﻣﺎ
ﻳﺭﻳﺩﻫﺎ ﺗﺑﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺇﺗﺟﺎﻩ ﺿﻭء ﻣﻌﻳﻥ ﻭﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻟﻌﻣﺎﺭﺓ ﻟﻳﺳﺕ ﺑﻧﻅﺭﻳﺔ ﺍﻟﺷﻛﻝ ﻳﺗﺑﻊ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ
ﻭﻟﻛﻥ ﺇﺳﺗﺧﺩﻣﻬﺎ ﻛﺧﻠﻔﻳﺔ ﻟﺗﻅﻬﺭ ﺗﻣﺎﺛﻳﻠﻪ.
ﺃﻣﺎ ﺟﻭﺍﺭﻳﻧﻲ Guariniﻓﻘﺩ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﺗﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺩﺍﻳﺔ ﺑﺈﺑﺗﻛﺎﺭ ﺍﻷﺷﻛﺎﻝ ﺍﻟﻬﻧﺩﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛﻭﻥ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻣﻥ
ﻣﺳﺗﻁﻳﻝ ﻭﻋﻧﺩﻣﺎ ﺇﻛﺗﺷﻑ ﺃﻥ ﻣﺣﺎﻭﻻﺗﻪ ﻟﻥ ﺗﺅﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺃﺷﻛﺎﻝ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺧﻁ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﻳﻡ ﻭﺃﺧﺫ ﻳﺗﺑﻧﻲ
ﺍﻟﺧﻁﻭﻁ ﺍﻟﻣﻧﺣﻧﻳﺔ ﻭﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﻁﻳﻝ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻣﻧﺣﻧﻲ ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻗﻳﺎﺱ ﺃﻗﺻﺭ ﻣﺳﺎﻓﺔ ﺑﻳﻥ ﻧﻘﻁﺗﻳﻥ ﻓﻳﻪ.
ﻭﻋﻳﻥ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺗﻧﻅﺭ ﺇﻟﻲ ﺷﻛﻝ ﻣﻛﻭﻥ ﻣﻥ ﻧﻘﻁ ﺗﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺻﻝ ﺑﻳﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻧﻘﺎﻁ ﺑﺧﻁﻭﻁ
ﻟﺗﻔﻬﻡ ﻣﺣﺗﻭﻱ ﺍﻟﺷﻛﻝ ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﺗﺻﻝ ﺇﻟﻲ ﺷﻛﻝ ﻣﻔﻬﻭﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻣﺦ ﻳﺭﻓﺽ ﺍﻟﺗﻛﻭﻳﻥ ﺍﻟﻣﺗﻘﻁﻊ ﻭﻳﻧﻅﺭ ﺇﻟﻲ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻛﻭﻳﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻧﻪ ﺇﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺟﺭﺩ ﻣﻥ ﻣﻌﻧﻲ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻋﺑﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻁﺑﻳﻌﺔ ﺳﻁﺢ ﻟﻪ ﻣﻠﻣﺱ ﻣﻌﻳﻥ.
ﻭﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺿﻭء ﺗﺗﺑﻊ ﻧﻔﺱ ﺍﻷﺳﻠﻭﺏ .ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻘﻁ ﺷﻌﺎﻉ ﻋﻠﻲ ﺳﻁﺢ ﻣﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻧﻌﻛﺱ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺧﻁ
ﻣﺳﺗﻘﻳﻡ ﻓﻲ ﺇﺗﺟﺎﻩ ﻳﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺳﻘﻭﻁ ﻭﺍﻟﺧﻭﺍﺹ ﺍﻹﻧﻌﻛﺎﺳﻳﺔ ﻟﻠﺳﻁﺢ .ﻭﻷﻥ ﺟﻭﺍﺭﻳﻧﻲ ﺗﺑﻧﻲ
ﺍﻷﺳﻁﺢ ﺍﻟﻣﻧﺣﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﻧﻳﻪ ﺧﻠﻕ ﺇﻣﻛﺎﻧﺎﺕ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻳﺔ ﻣﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺳﻁﺢ ﺍﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻝ ﺍِﻹﺿﺎءﺓ
ﺗﺗﺭﺩﺩ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻝ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﺭﺩﺩ ﺍﻟﺿﻭﺋﻲ ﺃﻧﺗﺞ ﻛﻡ ﺿﺧﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺷﻛﻳﻼﺕ ﺍﻟﺗﺻﻭﺭﻳﺔ ﻭﻓﻭﺿﻲ
ﻣﺭﺋﻳﺔ ﺣﺗﻲ ﺑﺩﺕ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﺳﻁﺢ ﺍﻟﻣﺭﺗﺑﻁﺔ ﺑﺎﻟﺗﻛﻭﻳﻥ ﺗﺑﺩﻭﺍ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻋﻧﻪ ﺑﺳﺑﺏ ﺍﻟﺗﺑﺎﻳﻥ ﺍﻟﺿﻭﺋﻲ
ﺍﻟﺷﺩﻳﺩ .ﻭﺍﻟﺿﻭء ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺭﻭﺿﺎ ﻓﻳﻪ ﺃﻥ ﻳﺳﻘﻁ ﻋﻠﻲ ﻋﻧﺎﺻﺭ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﺃﺧﺫ ﺇﺗﺟﺎﻫﻪ ﻧﺣﻭ ﻋﻳﻥ
ﺍﻟﻣﺷﺎﻫﺩ .ﻭﺣﺩﻭﺩ ﻭﻣﺳﺗﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺷﻛﻝ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﻔﺭﻭﺽ ﻣﻥ ﺍﻟﺿﻭء ﺃﻥ ﻳﺿﻳﺋﻪ ﻭﻳﻭﺿﺣﻪ ﺗﺂﻛﻝ.
ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ – ﺩ .ﻭﺟﻳﻪ ﻓﻭﺯﻱ ﻳﻭﺳﻑ
ﻭﺑﺈﺧﺗﺻﺎﺭ ﻧﺷﺄﺕ ﻣﻌﺭﻛﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻛﺗﻠﺔ ﻭﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺟﻌﻠﺕ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﺑﺎﻟﺩﺍﺧﻝ ﻳﻭﺟﻬﻭﻥ ﺑﺎﻟﻘﻭﺓ ﺇﻟﻲ ﺇﺗﺟﺎﻩ
ﺣﺩﺩﻩ ﺟﻭﺍﺭﻳﻧﻲ ﻭﺟﻌﻝ ﻣﺑﻧﺎﻩ ﻣﻥ ﺍﻟﺧﺎﺭﺝ ﻳﻠﻔﺕ ﻧﻅﺭ ﺍﻟﺟﻣﻬﻭﺭ .ﻭﻫﻛﺫﺍ ﻧﺟﺢ ﺟﻭﺍﺭﻳﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﺭﻳﻙ
ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻠﻌﺏ ﺑﺎﻟﻛﺗﻠﺔ ﻭﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻛﻣــﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﻣﺷﺎﻫﺩﺗــﻪ ﻓﻲ ﻛﻧﻳﺳـﺔ ﺳـﺎﻧﺕ ﺃﻧـــﺎ St.
Annaﻭﻛﻧﻳﺳﺔ ﺳﺎﻧﺕ ﻣﺎﺭﻳﺎ ﺩﻳﻼﺩﻳﻔﻳﻧﺎ St. Maria della Dvinaﻓﻲ ﺿﺎﺣﻳﺔ ﻟﻳﺑﻭﻧﺎ Libona
ﻭﻛﻧﻳﺳﺔ ﺳﺎﻧﺕ ﻓﻳﻠﻳﺑﻭ ﻧﻳﺭﻱ ﻓﻲ ﺗﻭﺭﻳﻧﻭ.
ﻋﻠﻲ ﺃﻳﻪ ﺣﺎﻝ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻧﻧﻭﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻟﻡ ﻳﻛﻭﻧﻭﺍ ﻣﺩﻓﻭﻋﻳﻥ ﺿﺩ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﻡ ﻓﻲ ﻣﺛﻝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺣﻳﺯ ﺣﻳﺙ ﺗﻡ
ﺍﻟﻠﻌﺏ ﺑﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﺎﺫﺑﻳﺔ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﺇﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺇﻣﻛﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻭﻣﺎ ﻳﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻣﻥ ﻅﻼﻝ.
ﻭﻳﻣﻛﻧﻧﺎ ﺍﻟﻘﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺣﺭﻛﺕ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﺑﻘﺩﺭﺓ ﺗﺣﻭﻳﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻲ ﻣﻥ ﺷﻛﻝ ﻫﻧﺩﺳﻲ ﻣﻧﻅﻡ
ﺇﻟﻲ ﻓﺭﺍﻍ ﻳﻁﻠﻕ ﺍﻟﻌﻧﺎﻥ ﻟﻠﺑﺻﺭ ﺣﺭﺍ ﻳﺗﺟﻭﻝ ﻓﻲ ﺃﻧﺣﺎء ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﺑﺗﺄﺛﻳﺭ ﻋﻧﺎﺻﺭﻩ ﺍﻟﻣﺑﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺿﺎءﺓ
ﺑﺣﻧﻛﺔ ﺑﻳﻧﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻟﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﺟﺳﺩ ﺃﻥ ﺗﺗﺟﻪ ﺇﻟﻲ ﻣﺳﺎﺭ ﻣﺣﺩﺩ ،ﻭﻳﺗﺣﻛﻡ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺇﻣﺗﺩﺍﺩ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺩﺍﺧﻝ
ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﺑﺈﻳﻘﺎﻉ ﻓﺭﺍﻏﻲ ﻣﻧﺗﻅﻡ .ﻭﻳﻘﻭﺩﻧﺎ ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﻭﻝ ﺃﻥ ﻣﻌﻣﺎﺭﻳﻭ ﻭﻓﻧﺎﻧﻭ ﺍﻟﻌﺻﺭ ﺍﻟﺑﺎﺭﻭﻛﻲ
ﺇﺳﺗﺧﺩﻣﻭﺍ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻟﻳﺱ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﻹﻧﺎﺭﺓ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﻭﻋﻧﺎﺻﺭﻩ ﻓﻘﻁ ﻭﻟﻛﻥ ﺃﻳﺿﺎ ﻹﺣﺩﺍﺙ ﺗﺄﺛﻳﺭﺍﺕ
ﺳﻳﻛﻭﻟﻭﺟﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻣﺷﺎﻫﺩ ﻟﻧﻘﻠﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻳﻪ ﺇﻟﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﻣﺟﻬﻭﻝ ﻛﻣﺎ ﻳﺩﺭﻛﻪ
ﻓﻘﻁ ﺍﻟﻣﻌﻣﺎﺭﻳﻭﻥ ﻭﺍﻟﺭﺳﺎﻣﻭﻥ.
ﺃﻣﺎ ﺑﺭﻭﻣﻳﻧﻲ Brominiﻭﺑﺭﻧﻳﻧﻲ Berniniﻣﻥ ﻋﺻﺭ ﺍﻟﺑﺎﺭﻭﻙ ﺃﻳﺿﺎ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺃﻛﻣﻠﻭﺍ ﻗﺻﺭ
ﺑﺭﺑﺭﻳﻧﻲ Palazzo Barbariniﺍﻟﺫﻱ ﺑﺩﺃﻩ ﻣﺎﺩﺭﻧﺎ ﻋﺎﻡ ) Maderna (1628ﺟﻌﻠﻭﺍ ﺟﻭﺍﻧﺏ
ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺗﻣﻳﻝ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺧﺎﺭﺝ ﻛﻣﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﻣﺷﺎﻫﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ .ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻳﻝ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺧﺎﺭﺝ ﺯﺍﺩ ﻣﻥ
ﻛﻣﻳﺔ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺩﺍﺧﻝ ﺍﻟﺣﺟﺭﺍﺕ ﻛﻣﺎ ﺃﺛﺑﺗﻪ ﺍﻟﻣﺅﻟﻑ ﻓﻲ ﺗﺟﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﻣﻌﻣﻠﻳﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﺭﻧﻳﻧﻲ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ
ﻣﻘﺻﺩﻩ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺑﺎﻟﺩﺍﺧﻝ ﻭﻟﻛﻥ ﻫﺩﻓﻪ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻛﺎﻥ ﺇﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﺿﻭء ﻹﻳﺟﺎﺩ ﺍﻟﺷﻌﻭﺭ ﺑﺎﻟﻌﻣﻕ
ﻟﺩﻱ ﺍﻟﻧﻅﺭ ﺇﻟﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﻭﻟﻳﺱ ﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺑﺳﺑﺏ ﺇﻣﺎﻟﺔ ﺟﻭﺍﻧﺏ ﺍﻟﻔﺗﺣﺎﺕ .ﻭﻫﺫﺍ ﻳﻣﻛﻥ
ﺭﺅﻳﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺻﻣﻳﻣﻪ ﻟﺳﻼﻟﻡ ﻗﺻﺭ ﺍﻟﻔﺎﺗﻳﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ Scala Regia in the Vatican Palace
in Romeﻭﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﻋﻣﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻣﺭ ﺍﻷﻋﻣﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﺩﻳﺱ ﺑﻁﺭﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻧﺷﺄ ﻋﺎﻡ
).The Colonades in St. Peter's Square (1656
ﺃﻣﺎ ﻧﺎﺭﻛﻳﺳﻭ ﺗﻭﻣﺎ Narciso Tomeﺇﺑﺗﻛﺭ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﻹﺳﺗﻘﺑﺎﻝ ﺍﻟﺿﻭء ﻋﻠﻲ ﻣﺳﺗﻭﻱ ﺭﺃﺳﻲ ﺛﻡ ﺟﻌﻠﻪ
ﻳﺭﺗﺩ ﺇﻟﻲ ﻣﺳﺗﻭﻱ ﺃﻓﻘﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﺳﻘﻑ ﺍﻟﻣﻧﺣﻧﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻛﺳﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻱ ﺍﻷﻓﻘﻲ .ﻭﻫﺫﻩ
ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ – ﺩ .ﻭﺟﻳﻪ ﻓﻭﺯﻱ ﻳﻭﺳﻑ
ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻝ ﺍﻟﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﺗﻐﻳﻳﺭ ﻣﺳﺎﺭ ﺍﻟﺿﻭء ﻣﻣﻛﻧﺎ ﺑﻭﺍﺳﻁﺔ ﺍﻷﺳﻁﺢ ﺍﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛﻥ
ﺭﺅﻳﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺩﺭﺍﺋﻳﺔ ﺗﻭﻟﻳﺩﻭ Toledoﺍﻟﺫﻱ ﺃﻛﻣﻝ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻧﺎﺭﻛﻳﺳﻭ ﺗﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ) (1732ﻭﺍﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧﺕ ﺃﺻﻼ ﻣﺑﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﻋﺷﺭ ﻋﻝ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﻘﻭﻁﻲ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ .ﻟﻘﺩ ﻧﺯﻉ ﻧﺎﺭﻛﻳﺳﻭ ﻧﺻﻑ
ﺳﻘﻑ ﺍﻟﻘﺑﻭ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻣﺭ ﺷﺭﻕ ﺍﻟﻬﻳﻛﻝ ﻭﺑﻧﻲ ﺷﻛﻝ ﻳﺷﺑﻪ ﺍﻟﻘﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺳﺗﻭﻱ ﺃﻋﻠﻲ ﺑﺣﻳﺙ ﻳﺳﻣﺢ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻭﺿﻊ ﺑﻣﺭﻭﺭ ﺍﻟﺿﻭء ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻳﻳﻥ ﺇﻟﻲ ﻣﻣﺭ ﺍﻟﻬﻳﻛﻝ.
ﻭﻣﻥ ﺍﻷﻣﺛﻠﺔ ﺍﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻧﺟﺩ ﻓﻳﻬﺎ ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻣﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺻﻭﺭ ﺍﻟﻣﺎﺿﻳﺔ
ﻭﻣﻥ ﺍﻹﻣﻛﺎﻧﻳﺎﺕ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻡ ﺍﻟﺗﻧﻭﻳﻪ ﻋﻧﻬﺎ ﻳﺛﺑﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻳﺱ ﺍﻹﺣﺗﻳﺎﺝ ﻟﻺﺿﺎءﺓ ﻓﻲ
ﺣﺩ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﻟﻛﻥ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺃﺧﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﺃﻫﻣﻬﺎ ﺍﻟﺗﺄﺛﻳﺭﺍﺕ ﺍﻟﺟﻣﺎﻟﻳﺔ ﻭﺍﻹﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺗﻲ
ﻳﻣﻛﻥ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺭﻭﻣﺎﻧﺗﻳﻛﻳﺔ " "Romanticismﺑﺎﻟﺭﻏﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻭﺟﺩﺕ ﺇﺑﺗﻛﺎﺭﺍﺕ ﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺇﺩﺧﺎﻝ
ﺍﻟﺿﻭء ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻲ .ﻭﺇﺣﺩﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺑﺗﻛﺎﺭﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻷﺑﺭﺍﺝ ﺍﻟﺯﺟﺎﺟﻳﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻣﺳﻘﻁﻬﺎ ﻋﻠﻲ
ﺷﻛﻝ ﻧﺻﻑ ﻣﺳﺩﺱ ﺣﻳﺙ ﻳﺭﻛﺏ ﻓﻲ ﻛﻝ ﺟﺎﻧﺏ ﻣﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺟﻭﺍﻧﺏ ﺍﻟﺛﻼﺛﺔ ﺷﺑﺎﻙ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ
ﺇﻧﺗﺷﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻣﺎﺭﺓ ﺍﻹﻧﺟﻠﻳﺯﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻣﻥ ﻋﺷﺭ ﻭﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ ﻹﻧﺎﺭﺓ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺭﺝ
ﻟﺗﺣﺳﻳﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻓﻲ ﺳﻣﺎء ﺃﻧﺟﻠﺗﺭﺍ ﺗﻛﻭﻥ ﺧﺎﻓﺗﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻅﻡ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﻭﺑﺫﻟﻙ
ﺃﻣﻛﻥ ﻟﻺﻧﺟﻠﻳﺯ ﺃﻥ ﻳﺳﺗﻣﺗﻌﻭﺍ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﻭﺑﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺑﺳﻬﻭﻟﺔ ﻭﻛﺫﻟﻙ ﻧﻘﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ
ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺭﻳﻑ ﻭﺍﻟﻣﺩﻥ ﺍﻷﻣﺭﻳﻛﻳﺔ.
ﻭﺣﺗﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺷﺭﻳﻥ ﺇﺳﺗﺧﺩﻣﺕ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺍﻟﺯﺟﺎﺟﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺗﻘﺳﻳﻣﺎﺕ ﺍﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻭﻱ ﻋﻠﻲ
ﻗﻁﻊ ﺻﻐﻳﺭﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﺯﺟﺎﺝ ﻭﻫﺫﺍ ﺃﺛﺭ ﻋﻠﻲ ﻛﻣﻳﺔ ﺍﻹﺿﺎءﺓ .ﻭﻟﻛﻲ ﻳﻘﻠﻠﻭﺍ ﻣﻥ ﺍﻹﻧﺑﻬﺎﺭ ﺍﻟﺿﻭﺋﻲ ﻣﻥ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻗﺎﻣﻭﺍ ﺑﺩﻫﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻭﻥ ﺍﻷﺑﻳﺽ .ﻭﺇﺧﺗﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﻭﻥ ﺍﻟﺷﻳﺵ ﺍﻟﺧﺷﺑﻲ ﻭﻛﺎﻧﺕ ﻛﻭﺑﺳﺗﺎﺕ
ﺑﻠﻛﻭﻧﺎﺕ ﻓﺭﻧﺳﺎ ﺗﺻﻧﻊ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﻣﺷﻐﻭﻝ ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﻌﻳﻕ ﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﺿﻭء ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ .ﻭﻟﻘﺩ ﺟﻌﻝ
ﺍﻟﺷﻳﺵ ﻳﺗﺣﺭﻙ ﻣﻥ ﺍﻟﻳﻣﻳﻥ ﻭﺍﻟﺷﻣﺎﻝ ﺑﻭﺍﺳﻁﺔ ﻣﻔﺻﻼﺕ ﻣﺭﻛﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺟﺎﻧﺑﻳﻥ ﻟﻠﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺿﺎءﺓ
ﻭﻛﺫﻟﻙ ﻟﻠﺣﻣﺎﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻭﻗﺩ ﺇﻧﺗﻘﻝ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺑﺗﻛﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺷﺭﻕ ﺍﻷﻭﺳﻁ ﻭﻋﻣﺎﺭﺓ ﺣﻭﺽ ﺍﻟﺑﺣﺭ
ﺍﻷﺑﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻭﺳﻁ ﻧﻅﺭﺍ ﻟﺷﺩﺓ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﻭﻛﺫﺍ ﺣﺭﺍﺭﺓ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻭﻟﻛﻔﺎءﺓ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﺻﻣﻳﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺟﻭﺍء.
ﻭﻓﻲ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺷﺭﻳﻥ ﺗﻁﻭﺭ ﺗﺻﻣﻳﻡ ﺍﻟﻔﺗﺣﺎﺕ ﺇﻟﻲ ﺍﻹﺗﺳﺎﻉ ﻛﻣﺎ ﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﻋﻣﺎﺭﺍﺕ ﺟﺭﻭﺑﻳﺎﺱ
ﻭﻣﻳﺯ ﻓﺎﻥ ﺩﺭ ﺭﻭﻩ ﻭﻟﻭﻛﻭﺭﺑﻭﺯﻳﻳﻪ ﻭﻏﻳﺭﻫﻡ .ﻓﻔﻲ ﺃﻋﻣﺎﻝ ﺟﺭﻭﺑﻳﺎﺱ ﺍﻟﻣﺑﻛﺭﺓ ﺃﺯﺍﻝ ﻛﻝ ﺍﻟﻌﻭﺍﺋﻕ ﻣﻥ
ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ – ﺩ .ﻭﺟﻳﻪ ﻓﻭﺯﻱ ﻳﻭﺳﻑ
ﺍﻟﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛﻥ ﺃﻥ ﺗﻣﻧﻊ ﻧﻔﺎﺫ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ .ﻓﻔﻲ ﺗﺻﻣﻳﻣﻪ ﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ﻓﺎﺟﻭﺱ ﻓﻲ ﺣﻲ
ﺍﻟﻔﻳﻠﺩ ﺑﺎﻟﻘﺭﺏ ﻣﻥ ﻫﺎﻧﻭﻓﺭ ﻋﺎﻡ 1911ﺟﻌﻝ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺍﻟﺯﺟﺎﺟﻳﺔ ﺗﺣﺗﻝ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﺑﺩﻭﻥ ﻋﺎﺋﻕ
ﻭﻓﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﺍﻟﻣﻛﺎﺗﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺑﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻛﻭﻟﻭﻧﻳﺎ ﻋﺎﻡ 1914ﻅﻬﺭ ﻛﻣﺎ ﻟﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺣﺎﺋﻁ ﻭﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺷﻲء
ﻭﺍﺣﺩ ﺣﺗﻲ ﺍﻟﺳﻼﻟﻡ ﺍﻹﺛﻧﻳﻥ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﺎﻥ ﺩﺍﺧﻝ ﺃﺑﺭﺍﺝ ﺯﺟﺎﺟﻳﺔ ﺗﺭﻛﺕ ﻣﻌﺭﺿﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎءﺍﺗﻬﺎ ﻟﻺﺿﺎءﺓ
ﻭﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﺍﻟﻣﺑﺎﺷﺭﺓ.
ﺣﺗﻲ ﻟﻭﻛﻭﺭﺑﻭﺯﻳﻳﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻷﺧﺭﻱ ﺇﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻹﻅﻬﺎﺭ ﺗﺟﺳﻳﻣﺎﺕ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﺍﻟﻣﻛﻭﻧﺔ ﻣﻥ
ﺃﺷﻛﺎﻝ ﻫﻧﺩﺳﻳﺔ ﺑﺳﻳﻁﺔ ،ﻭﻟﻘﺩ ﺭﺍﻋﻲ ﻓﻳﻬﺎ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﻭﺗﻐﻳﻳﺭﺍﺕ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻣﺳﺎﺭ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺻﻭﻝ
ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺑﻧﻲ ﻭﺃﻟﻭﺍﻧﻪ ﻛﻣﺎ ﻳﻅﻬﺭﻭﺍ ﺗﺣﺕ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻭﺣﺳﺏ
ﺳﻳﻛﻭﻟﻭﺟﻳﺔ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻁﺑﻘﺎ ﻟﺣﺿﺎﺭﺗﻪ ﻭﻛﻳﻔﻳﺔ ﺭﺅﻳﺗﻪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻳﻪ .ﻭﻗﺩ ﺇﺳﺗﺧﺩﻡ ﻛﻭﺭﺑﻭﺯﻳﻪ
ﺃﻳﺿﺎ ﻛﺎﺳﺭﺍﺕ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻟﺣﻣﺎﻳﺔ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﻣﻥ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﺍﻟﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺍﻹﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻐﻳﺭ
ﻣﺭﻏﻭﺏ ﻓﻳﻬﺎ .ﻛﺫﻟﻙ ﺇﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺍﻟﺷﺭﻳﻁﻲ ﺍﻷﻓﻘﻲ ﻟﻳﺷﻐﻝ ﻛﺎﻣﻝ ﺍﻟﺑﺣﻭﺭ ﺑﻳﻥ ﺃﻋﻣﺩﺓ ﺍﻟﻭﺍﺟﻬﺎﺕ
ﻭﻗﺩ ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺑﻘﻭﻟﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻣﺗﺎﺯ ﻋﻥ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺍﻟﻁﻭﻳﻝ ﺍﻟﺭﺃﺳﻲ ﺣﻳﺙ ﺗﺩﺧﻝ ﻛﻣﻳﺔ ﺇﺿﺎءﺓ
ﺃﻛﺛﺭ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻭﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻛﺗﺏ ﻳﻘﻭﻝ "ﺇﻥ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺍﻟﻁﻭﻳﻠﺔ ﺍﻟﺭﺃﺳﻳﺔ ﻏﻳﺭ ﺟﻣﻳﻠﺔ ﻭﻣﻣﻠﺔ ﺑﻣﺎ
ﺗﺣﺗﻭﻳﻪ ﻣﻥ ﺗﻘﺳﻳﻣﺎﺕ ﻣﺳﻠﺳﻠﺔ" ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺣﺟﺭﺍﺕ ﺗﺗﺧﺫ ﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺑﻌﺭﺽ ﺣﺎﺋﻁ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ.
ﻭﻟﺗﺄﻳﻳﺩ ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻷﺑﺣﺎﺙ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻫﻭ ﺷﺧﺻﻳﺎ ﺃﻥ ﺇﺿﺎءﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺟﺭﺍﺕ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻛﻳﻔﻳﺔ
ﺗﻌﻁﻲ ﺇﺿﺎءﺓ ﻣﻘﺩﺍﺭﻫﺎ ﺛﻣﺎﻥ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺇﺿﺎءﺓ ﺷﺑﺎﻙ ﺭﺃﺳﻲ ﺑﻧﻔﺱ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺍﻷﻓﻘﻲ .ﻭﻟﻛﻥ
ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺑﺣﺎﺙ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻣﺅﻟﻑ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﺳﻠﻔﺎﻧﻳﺎ ﺑﺎﻟﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻣﺗﺣﺩﺓ ﺍﻷﻣﺭﻳﻛﻳﺔ ﻟﻡ ﺗﺅﻳﺩ
ﻧﻅﺭﻳﺗﻪ ﻭﻟﻛﻥ ﺃﺛﺑﺕ ﺑﻁﺭﻕ ﻛﺛﻳﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺍﻟﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﻁﻭﻳﻝ ﺃﻋﻁﻲ ﺇﺿﺎءﺓ ﺃﻓﺿﻝ ﻭﺃﻛﺛﺭ ﻧﻔﺎﺫﺍ ﻓﻲ
ﻋﻣﻕ ﺍﻟﺣﺟﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺍﻟﺷﺭﻳﻁﻲ ﺍﻷﻓﻘﻲ ﺑﻧﻔﺱ ﺍﻟﻣﺳﺎﺣﺔ.
ﺃﻣﺎ ﻣﻳﺯ ﻓﺎﻥ ﺩﺭ ﺭﻭﻩ ﺑﻌﻛﺱ ﻛﻭﺭﺑﻭﺯﻳﻳﻪ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﻳﻬﻣﻪ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﺗﺷﻛﻳﻠﻳﺔ ﻭﺟﻣﺎﻝ ﺍﻟﻭﺍﺟﻬﺔ ﻛﻣﺎ ﻳﻣﻛﻥ
ﺭﺅﻳﺗﻬﺎ ﺗﺣﺕ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻭﻟﻛﻥ ﻛﺎﻥ ﺇﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺍﻷﻛﺑﺭ ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻓﻲ ﺇﻳﺿﺎﺡ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ
ﻭﺗﺄﺛﻳﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺗﺧﻳﻠﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﻁﻲ ﻣﻌﻧﻲ ﻭﻧﻅﺎﻡ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳﻥ ﻋﻧﺎﺻﺭ ﺍﻹﻧﺷﺎء ﻭﺃﺟﺯﺍﺋﻪ .ﻟﻘﺩ ﺗﻔﻬﻡ
ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻁﺎﺑﻊ ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻭﻟﻳﺳﺕ ﻣﺣﺻﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﺻﺭ ﺃﻭ ﻁﺭﺍﺯ .ﻟﻘﺩ ﻛﺎﻥ
ﺇﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﻳﻧﺣﺻﺭ ﻓﻲ ﺇﺑﺗﻛﺎﺭ ﻣﺑﻧﻲ ﺫﻭ ﻧﻭﻋﻳﺔ ﻣﺳﺗﺩﺍﻣﺔ ﺗﻔﻭﻕ ﻭﺗﺟﺎﻭﺯ ﺣﻳﺎﺓ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺍﻟﻣﺣﺩﻭﺩﺓ.
ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻛﺎﻥ ﻳﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻊ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻟﻣﻐﺯﺍﻫﺎ ﻟﻺﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻳﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎﻥ ﻭﻟﻳﺳﺕ
ﻟﺗﺄﺛﻳﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﻭ ﻣﻬﻣﺎﺕ ﻋﻣﻝ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ.
ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ – ﺩ .ﻭﺟﻳﻪ ﻓﻭﺯﻱ ﻳﻭﺳﻑ
ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻧﺗﻳﺟﺔ ﺃﻥ ﺟﺎءﺕ ﻣﺑﺎﻧﻲ ﻣﻳﺯ ﻓﺎﻥ ﺩﺭ ﺭﻭﻩ ﻛﻣﺎ ﻧﺭﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻅﻡ ﺃﻋﻣﺎﻟﻪ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ
ﺑﺈﻧﺷﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻲ ﺛﺎﺑﺕ ﻻ ﻳﺗﻐﻳﺭ ﺑﻳﻧﻣﺎ ﺍﻟﺗﻐﻳﺭﺍﺕ ﺗﺣﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﺯﺍء ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺩﻋﺕ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ
ﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ،ﻭﺗﺭﻙ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﺗﺧﺗﺭﻕ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﻣﻥ ﻛﻝ ﺇﺗﺟﺎﻩ ﺑﺩﻭﻥ ﻋﻭﺍﺋﻕ ﺃﻭ ﺗﻌﺩﻳﻼ ﻟﻬﺎ.
ﺃﻱ ﺑﺷﻌﺎﺭ ﺃﻗﻝ ﻫﻳﻛﻝ ﻭﺃﻛﺛﺭ ﺇﺿﺎءﺓ.
ﺃﻣﺎ ﻓﺭﺍﻧﻙ ﻟﻭﻳﺩ ﺭﺍﻳﺕ ﺑﻌﻛﺱ ﻣﻳﺯ ﻓﺎﻥ ﺩﺭ ﺭﻭﻩ ﻧﻅﺭ ﺇﻟﻲ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﺑﺣﺎﻟﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻥ
ﺣﺭﺍﺭﺓ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺟﺎءﺕ ﻣﻌﻅﻡ ﻣﺑﺎﻧﻳﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﺗﺣﺎﺕ ﻣﺣﻣﻳﺔ ﻣﻥ ﺣﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﺃﻣﺎ ﺑﻣﻅﻼﺕ ﺃﻋﻠﻲ ﺃﻋﺗﺎﺏ
ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺃﻭ ﺑﺑﻠﻛﻭﻧﺎﺕ ﺗﺑﺭﺯ ﻟﻠﺧﺎﺭﺝ ﻋﻠﻲ ﺷﻛﻝ ﻛﻭﺍﺑﻳﻝ ﺟﺭﻳﺋﺔ ﻣﺛﻝ ﻣﺑﻧﻲ ﺍﻟﺷﻼﻻﺕ ﻓﻲ ﺑﻳﺭ ﺭﺍﻥ
ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺑﻧﺳﻠﻔﺎﻧﻳﺎ .ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻭﺯﻳﻌﻪ ﻟﻺﺿﺎءﺓ ﻓﻲ ﻛﻝ ﻣﻥ ﻣﺑﻧﻲ ﺷﺭﻛﺔ ﺟﻭﻧﺳﻭﻥ ﻟﻠﺷﻣﻊ ﺑﺄﻋﻣﺩﺗﻪ
ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﺷﻛﻝ ﻧﺑﺎﺕ ﻋﺵ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ﻭﻣﺑﻧﻲ ﻣﺗﺣﻑ ﺟﻭﺟﻧﻬﺎﻳﻡ ﻓﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﻧﻳﻭﻳﻭﺭﻙ ﺧﻳﺭ ﺷﺎﻫﺩ
ﻋﻠﻲ ﺗﻔﻬﻡ ﺭﺍﻳﺕ ﻟﻺﺿﺎءﺓ ﻭﺗﺄﺛﻳﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺣﺭﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺿﻭﺋﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﻋﻣﺎﺭﺍﺗﻪ .ﻭﻟﻘﺩ ﺫﻛﺭ ﺭﺍﻳﺕ ﺃﻥ
ﺍﻟﻣﻅﻼﺕ ﺍﻷﻓﻘﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺃﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺗﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﻧﻳﻪ ﻛﺎﻧﺕ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻳﺭ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻧﺎﻓﺫﺓ
ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ ﻷﻥ ﺍﻟﺿﻭء ﻳﻧﻌﻛﺱ ﻣﻧﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻭﺗﺯﻳﺩ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻼﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻣﺅﻟﻑ ﻗﺩ ﺃﺛﺑﺗﺕ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻛﻼﻡ ﺻﺣﻳﺢ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﻧﻭﻋﻳﺔ ﻟﻺﺿﺎءﺓ ﻭﻟﻛﻥ
ﺧﻁﺄ ﻣﻥ ﻧﺎﺣﻳﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﻣﻳﺔ ﺍﻟﺿﻭء .ﻓﺣﻳﺙ ﺃﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻣﺻﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﻓﺈﻥ ﺷﺩﺓ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﺔ ﺑﺟﻭﺍﺭ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺗﻛﻭﻥ ﺃﻋﻼ ﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺷﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺳﺎﻛﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﻳﺷﻌﺭ
ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺷﺩﻳﺩﺓ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﻭﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺑﺻﺭﻑ ﺍﻟﻧﻅﺭ ﻋﻥ ﻛﻣﻳﺔ
ﺍﻟﺿﻭء ﺍﻟﻔﻌﻠﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ .ﻭﻋﻧﺩﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﺭﺍﻳﺕ ﺍﻟﻣﻅﻠﺔ ﺃﻋﻼ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﻓﺈﻥ ﺷﺩﺓ ﺍﻟﺿﻭء
ﺑﻁﺑﻳﻌﺔ ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻟﻣﻅﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺟﺏ ﺟﺯء ﻣﻥ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﻗﺩ ﺇﻧﺧﻔﺿﺕ ﺇﻟﻲ ﺃﻗﻝ ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺱ
ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻣﻧﻌﻛﺳﺔ ﻣﻥ ﺑﻁﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﻅﻠﺔ ﺇﻟﻲ ﺩﺍﺧﻝ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻥ ﻗﻳﻣﺔ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻓﻲ
ﻧﻬﺎﻳﻪ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﻭﺑﺫﻟﻙ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻣﺗﺩﺭﺟﺔ ﻭﻣﺗﺣﺳﻧﺔ ﻋﻥ ﺫﻱ ﻗﺑﻝ ﻭﺇﺳﺗﺭﺍﺣﺕ ﺍﻟﻌﻳﻥ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻛﺱ
ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻛﻭﻥ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺑﺩﻭﻥ ﻣﻅﻠﺔ ﺃﻋﻼﻩ .ﻫﻧﺎ ﻧﻭﻋﻳﺔ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺗﺣﺳﻧﺕ ﺑﻌﺩ ﻭﺿﻊ
ﺍﻟﻣﻅﻠﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺿﻭء ﺃﻗﻠﻡ ﺍﻟﻌﻳﻥ ﺑﺳﻬﻭﻟﺔ ﻭﺳﻣﺢ ﻟﺣﺩﻗﺔ ﺍﻟﻌﻳﻥ ﺃﻥ ﺗﺗﺳﻊ ﻓﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﺣﺟﺭﺓ ﺃﻛﺛﺭ
Phenomena of ﻧﺻﻭﻋﺎ .ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺧﺎﺻﻳﺔ ﺗﻌﺭﻑ ﻋﻠﻣﻳﺎ ﺑﺧﺎﺻﻳﺔ ﺍﻟﺗﺑﺎﻳﻥ ﺍﻟﻣﺗﺯﺍﻣﻥ
.Simultaneous Contrastﻭﻗﺩ ﺇﺳﺗﻔﺎﺩ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻭﻛﻭﺭﺑﻭﺯﻳﻳﻪ ﻓﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﺭﻭﻧﺷﻭﻣﺏ
Ronchampﻓﻲ ﻓﺭﻧﺳﺎ ﻓﻘﺩ ﻓﺗﺢ ﻓﻲ ﺣﻭﺍﺋﻁ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺑﻣﻘﺎﺳﺎﺕ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﺭﺗﻳﺏ ﺇﺫ
ﺗﺭﻙ ﻫﻛﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻭﻑ ﻳﺳﺑﺏ ﺇﺑﻬﺎﺭ ﺿﻭﺋﻲ ﻣﺅﻟﻡ ﻭﻟﻛﻥ ﻟﻭﻛﻭﺭﺑﻭﺯﻳﻳﻪ ﺃﻣﺎﻝ ﺟﻭﺍﻧﺏ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﻟﺗﻧﻔﺗﺢ
ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ – ﺩ .ﻭﺟﻳﻪ ﻓﻭﺯﻱ ﻳﻭﺳﻑ
ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻝ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺗﺗﺩﺭﺝ ﺣﺗﻲ ﺍﻟﺣﺎﺋﻁ ﺍﻟﻣﺣﻳﻁ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻝ ﺍﻟﺣﺎﺋﻁ ﻳﺑﺩﻭ ﻣﺿﻳﺋﺎ .ﺃﻣﺎ
ﻟﻭﻱ ﻛﺎﻥ Louis Kahnﺃﻋﺗﺑﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻋﺎﻣﻝ ﻫﺎﻡ ﺟﺩﺍ ﻓﻲ ﺇﻋﻁﺎء ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﻁﺎﺑﻊ ﻭﻳﺟﺏ
ﺃﻥ ﻳﻧﻔﺗﺢ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﻹﺳﺗﻘﺑﺎﻝ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﺑﺣﻳﺙ ﻳﺑﻳﻥ ﻋﻧﺎﺻﺭﻩ ﺍﻹﻧﺷﺎﺋﻳﺔ ﻭﻳﺗﻳﺢ ﺍﻹﺳﺗﺣﺳﺎﻥ
ﺍﻟﻣﺗﻭﻗﻊ .ﻭﻟﻘﺩ ﺷﻌﺭ ﻟﻭﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﺗﻌﻁﻲ ﺃﺣﺎﺳﻳﺱ ﻭﺇﻳﺣﺎءﺍﺕ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻟﻠﺣﺟﺭﺍﺕ
ﻓﺎﻟﺣﺟﺭﺍﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘﺑﻝ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ ﺗﺄﺧﺫ ﻁﺎﺑﻊ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﻋﻥ ﺗﻠﻙ
ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘﺑﻝ ﺍﻟﺿﻭء ﻣﻥ ﺍﻟﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﺑﻠﻳﺔ ﻭﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ .ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺣﺟﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘﺑﻝ ﺇﺿﺎءﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﺇﺗﺟﺎﻩ
ﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠﻑ ﻭﻟﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﻣﻥ ﺣﺟﺭﺓ ﺗﺳﺗﻘﺑﻝ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻣﻥ ﺇﺗﺟﺎﻩ ﻣﺧﺗﻠﻑ .ﻓﻛﻝ ﺣﺟﺭﺓ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ
ﻳﻛﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﺿﻭءﻫﺎ ﺍﻟﺧﺎﺹ ﺑﺣﻳﺙ ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺏ ﺷﺧﺹ ﺇﻟﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺟﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻣﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﻓﺈﻥ
ﺫﺍﻛﺭﺗﻪ ﺳﻭﻑ ﺗﺩﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻭﻑ ﻳﺗﻭﻗﻌﻪ ﻫﻧﺎﻙ .ﻟﻘﺩ ﺇﻋﺗﺑﺭ ﻟﻭﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﻓﺭﺻﺔ
ﻟﻺﺿﺎءﺓ ﻟﺗﺑﻳﻥ ﺧﻭﺍﺻﻬﺎ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻁﺎﻟﺏ ﺑﻌﺩﻡ ﺇﺧﻔﺎء ﺍﻟﻌﻧﺎﺻﺭ ﺍﻹﻧﺷﺎﺋﻳﺔ ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻣﻌﻧﺎﻩ
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻭﻱ ﻛﺎﻥ ﺿﺩ ﺇﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺣﺟﺭﺍﺕ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﻓﺭﺻﺔ ﻟﺗﺑﻳﺎﻥ ﻣﺣﺎﺳﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ.
ﺑﺎﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺻﻧﺎﻋﻳﺔ ﺃﺛﻧﺎء ﺍﻟﻧﻬﺎﺭ ﻭﺃﻋﺗﺑﺭ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺣﺟﺭﺓ ﺗﻌﺗﻣﺩ ﺇﺿﺎءﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺻﻧﺎﻋﻳﺔ
ﻫﺫﻩ ﻻ ﺗﺳﺗﺣﻕ ﺃﻥ ﺗﺩﻋﻲ ﺣﺟﺭﺓ .ﻭﻳﻘﻭﻝ ﺃﻧﻪ ﻟﻭ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺣﺟﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻣﻕ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻟﻬﺎ
ﺷﻕ ﻓﻲ ﺳﻘﻔﻬﺎ ﻹﺳﺗﻘﺑﺎﻝ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ .ﻭﻣﺛﺎﻝ ﻟﺫﻟﻙ ﻳﻣﻛﻥ ﺭﺅﻳﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻁﻠﺑﺔ ﻓﻲ
ﺑﺭﻧﻣﻭﺭ .Bryn Mawrﻭﻓﻲ ﺭﺃﻳﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﻧﺷﺄ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻁﻲ ﺿﻭء ﻟﺣﺟﺭﺓ ﻳﻌﻁﻳﻬﺎ ﺷﺧﺻﻳﺗﻬﺎ .ﻭﻗﺩ
ﺇﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻟﺷﺑﺎﺑﻳﻙ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺟﻭﺍﻧﺏ ﺍﻟﻌﻣﻳﻘﺔ ﻟﺗﺧﻔﻳﺽ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻹﺑﻬﺎﺭ ﺍﻟﺿﻭﺋﻲ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﺍﻟﻣﻌﺑﺩ
ﺍﻟﻳﻬﻭﺩﻱ ﻓﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺭﻭﻛﺳﺗﺭ ﺑﺄﻣﺭﻳﻛﺎ ﻭﻗﺩ ﺷﻌﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺭﻳﺩﻩ ﺍﻟﻧﺎﻓﺫﺓ ﻧﻔﺳﻬﺎ .ﻭﺃﻧﺷﺄ ﺃﻳﺿﺎ ﻓﻲ
ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﻭﻓﻲ ﺃﺭﻛﺎﻧﻪ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﺑﺭﺍﺟﺎ ﺗﺳﺗﻘﺑﻝ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻭﺗﻌﻛﺳﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﺣﻳﺙ ﻳﺟﻠﺱ
ﺍﻟﺣﺎﺿﺭﻭﻥ.
ﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﺭﺃﻱ ﻟﻭﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺑﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻌﻣﺎﺭﻱ ﻛﺎﻟﻧﻭﺗﻪ ﺍﻟﻣﻭﺳﻳﻘﻳﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﺯﻑ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺟﺏ
ﻗﺭﺍءﺓ ﺍﻟﻣﺳﻘﻁ ﺍﻷﻓﻘﻲ ﻣﺛﻝ ﻫﺎﺭﻣﻭﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﺣﻳﺯﺍﺕ ﺍﻹﺿﺎءﺓ .ﻭﺇﻗﺗﺭﺡ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﻛﻭﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﺣﻳﺯﺍ
ﻣﻁﻠﻭﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻓﻲ ﻅﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺫ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺿﻭء ﻣﻥ ﻓﺗﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﺗﺑﻳﻥ ﻟﻠﻧﺎﻅﺭ ﻣﺩﻱ ﻅﻠﻣﺔ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺟﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻭﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻟﻛﻝ ﺷﺑﺎﻙ ﺣﺎﺋﻁ ﻳﻭﺍﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟﺩﺍﺧﻝ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺣﺎﺋﻁ ﺳﻭﻑ ﻳﻌﻣﻝ
ﻋﻠﻲ ﺗﻘﻠﻳﻝ ﺍﻹﺑﻬﺎﺭ ﺍﻟﺿﻭﺋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻳﻧﺷﺄ ﻣﻥ ﻓﺗﺣﺔ ﺍﻟﺷﺑﺎﻙ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘﺑﻝ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻣﺎء
ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ.
ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ – ﺩ .ﻭﺟﻳﻪ ﻓﻭﺯﻱ ﻳﻭﺳﻑ
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻭﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻋﻣﻝ ﻓﺗﺣﺔ ﺳﻣﺎﻭﻳﺔ ﻋﻠﻭﻳﺔ ﻳﻌﻠﻭﻫﺎ ﺑﺭﺟﻭﻻ ﻟﺣﺟﺏ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻷﻥ
ﺗﻘﻁﻳﻊ ﺍﻟﺳﻣﺎء ﺇﻟﻲ ﻗﻁﻊ ﺻﻐﻳﺭﺓ ﺑﻭﺍﺳﻁﺔ ﺷﻛﻝ ﺍﻟﺑﺭﺟﻭﻻ ﻫﺫﻩ ﻳﺑﺩﻭ ﻗﺑﻳﺣﺎ ﻭﻏﻳﺭ ﻣﺣﺑﺏ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ
ﻳﺳﺗﺧﺩﻡ ﻟﻭﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺳﺭﺍﺕ ﻟﻠﺷﻣﺱ ﻟﺣﻣﺎﻳﺔ ﻣﺑﺎﻧﻳﻪ ﻣﻥ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻭﻛﻭﺭﺑﻭﺯﻳﻳﻪ ﻓﻲ
ﻣﺑﻧﻲ ﺍﻹﺳﻛﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺑﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺭﺳﻳﻠﻳﺎ ﺑﻔﺭﻧﺳﺎ ﻭﻟﻛﻥ ﺃﺿﺎﻑ ﺳﻘﻳﻔﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻣﺩﺍﺧﻝ ﻟﻠﺣﻣﺎﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻣﺱ
ﻭﻟﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻹﺑﻬﺎﺭ ﺍﻟﺿﻭﺋﻲ ﺑﺎﻟﺩﺍﺧﻝ .ﻟﻘﺩ ﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺗﻭﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺳﺗﻔﻳﺩ ﺍﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ ﻣﻥ ﺍﻷﻣﺛﻠﺔ
ﻭﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺏ ﺍﻟﺗﻲ ﺫﻛﺭﺕ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﻟﻛﻥ ﻟﺳﻭء ﺍﻟﺣﻅ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺗﺟﺎﻩ ﺇﻟﻲ ﺇﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﺻﻧﺎﻋﻳﺔ ﻫﻭ
ﺍﻟﺫﻱ ﺳﺎﺩ ﻣﺗﺟﺎﻫﻼ ﺍﻟﺧﻭﺍﺹ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻟﻺﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻭﺃﺻﺑﺣﺕ ﺍﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﻟﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ
ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻅﻼﻡ ﺍﻟﻠﻳﻝ ﻭﻻ ﻳﺳﺗﻁﻳﻊ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺭﻑ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﻬﺎﺭ ﻫﻭ ﻣﻭﺟﻭﺩ
ﻭﻛﻣﺎ ﻗﺩ ﺗﺑﻳﻥ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺃﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﺧﻁﺭﺍ ﺻﺣﻳﺎ ﻭﺳﻳﻛﻭﻟﻭﺟﻳﺎ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺍﻟﺣﺭﻣﺎﻥ ﻣﻥ ﺍﻹﺿﺎءﺓ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ.