Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫تدريب على تحليل نص‬

‫في محور المنزع العقلي ‪ :‬أبو حيان التوحيدي‬


‫==========================‬

‫‪ :‬النص‬
‫صة مض ّمنة في اللّيلة ّ‬
‫الرابعة والثّالثين وقد اُفتُتحت بتعبير الوزير ابن سعدان عن تأفّفه من تد ّخل‬ ‫التّمهيد ‪ :‬وردت هذه الق ّ‬
‫الرعية في شؤون الحكم ‪ .‬فردّ التّوحيدي‬
‫‪ّ :‬‬
‫أن طائفة من النّاس يجتمعون بباب ال ّ‬
‫طاق* ويجلسون في د ّكان شيخ‬ ‫وحكى لنا أبو سليمان (‪ُ )...‬رفع إلى الخليفة المعتضد * ّ‬
‫تبّان ‪ .‬ويخوضون في الفضول (‪ )1‬واألراجيف (‪ . )2‬وفيهم قوم سراة وأهل بيوتات سوى من يسترق السّمع منهم من‬
‫صة النّاس ‪ .‬وقد تفاقم فسادهم وإفسادهم ‪ .‬فل ّما عرف الخليفة ذلك ضاق ذرعا وحرج صدرا وامتأل غيضا ‪ .‬ودعا بعبيد هللا‬
‫خا ّ‬
‫بالرفيعة إليه ‪ .‬وقال ‪ :‬اُنظر فيها وتف ّهمها ‪ .‬ففعل ‪ .‬وشاهد من تربّد (‪ )3‬وجه المعتضد ما أزعج ساكن‬
‫ابن سليمان * ورمى ّ‬
‫صدره ‪ .‬وقال ‪ :‬قد فهمت يا أمير المؤمنين ‪ .‬قال ‪ :‬فما الدّواء ؟ ‪ .‬قال ‪ :‬تتقدّم بأخذهم وصلب بعضهم وإحراق بعضهم‬
‫فإن العقوبة إذا اختلفت ‪ ,‬كان الهول أشدّ ‪ّ ,‬‬
‫والزجر أنجع ‪ ,‬والعا ّمة أخوف‬ ‫‪ .‬وتغريق بعضهم ‪ّ .‬‬
‫بردت لهيب غضبي بفورتك هذه ‪ .‬ونقلتني إلى اللّين بعد الغلظة ‪,‬‬
‫فقال المعتضد – وكان أعقل من الوزير ‪ : -‬وهللا لقد ّ‬
‫الرفق من حيث أشرت بال ُخرق (‪ )4‬وما علمت ُ أ ّنك تستجيز هذا في دينك ومروءتك ‪ .‬ولو أمرتك ببعض ما‬
‫ي ّ‬ ‫وحططت عل ّ‬
‫الكف عن الجهل وتبعثني على الحلم ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رأيت بعقلك وحزمك لكان من مبذول النّصيحة والنّظر ّ‬
‫للرعية الجاهلة أن تسألني‬
‫الرأي ودلّلت على قسوة القلب ‪.‬‬
‫صفح وتر ّغبني في فضل اإلغضاء على هذه األشياء ‪ .‬ولقد عصيت هللا بهذا ّ‬
‫ي ال ّ‬
‫وتحبّب إل ّ‬
‫سستها ؟ ولعلّه ال يسألها عنه وإن سألها فليؤ ّكد الح ّجة‬ ‫الرعية وديعة هللا عند سلطانها ؟ ّ‬
‫وأن هللا يسائله عنها كيف ُ‬ ‫أن ّ‬‫أما تعلم ّ‬
‫الرعية ‪ ,‬ال يقول ما يقول إالّ لظلم لحقه أو لحق جاره وداهية نالته أو نالت صاحبا له ؟‬ ‫عليه منها ‪ .‬أال تدري ّ‬
‫أن أحدا من ّ‬
‫وكيف نقول لهم كونوا صالحين أتقياء مقبلين على معايشكم ‪ ,‬غير خائضين في حديثنا ‪ .‬والعرب تقول في كالمها ‪,‬غلبنا‬
‫السّلطان فلبس فروتنا ‪ ,‬وأكل خضرتنا ‪ ,‬وحنق (‪ )5‬المملوك على المالك معروف ‪ .‬وإنّما يحتمل السيّد على صروف تكاليفه‬
‫أتظن ّ‬
‫أن العمل بالجهل ينفع ‪ ,‬والعذر به يس ُع ؟ ال‬ ‫ّ‬ ‫ومكاره تصاريفه إذا كان العيش في كنفه رافغا (‪ )6‬والقلب معه ساكنا ‪...‬‬
‫صواب ما ذكرت‬
‫‪ .‬وهللا ما الرأي ما رأيت ‪ ,‬وال ال ّ‬
‫" أبو حيّان التّوحيدي ‪" :‬اإلمتاع والمؤانسة‬
‫‪ .‬الخليفة المعتضد ‪ :‬الخليفة العبّاسي السّادس عشر *‬
‫طاق ‪ :‬محلّة بمدينة بغداد في الجانب ال ّ‬
‫شرقي منها *‬ ‫‪ .‬باب ال ّ‬
‫‪ .‬عبيد هللا بن سليمان ‪ :‬وزير المعتضد *‬
‫‪ :‬شرح المفردات ®‬
‫‪ .‬الفضول ‪ :‬خوض المرء في ما ال يعنيه– ‪1‬‬
‫‪ .‬األراجيف ‪ :‬األخبار الكاذبة– ‪2‬‬
‫الرماد– ‪3‬‬
‫‪ .‬تربّد ‪ :‬تغيّر من الغضب وقيل صار كلون ّ‬
‫الرفق والخرق ‪ ,‬مصدره وصاحبه أخرق– ‪4‬‬
‫‪ .‬الخرق ‪ :‬نقيض ّ‬
‫‪ .‬حنق ‪ :‬حنق عليه حنقا أي أثقله الغضب– ‪5‬‬
‫‪ .‬رافغ ‪ :‬خصيب ‪ ,‬واسع ‪ ,‬طيّب– ‪6‬‬

‫‪1‬‬
‫النص تحليال أدبيا مسترسال مستعينا باألسئلة التّالية ◄‬
‫ّ‬ ‫‪ .‬حلّل‬
‫‪ .‬تبيّن بنية المحاورة بين الخليفة والوزير ‪-‬‬
‫النص ؟ ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ما الّذي ميّز أسلوب التّوحيدي ولغته في‬
‫ي (وزير ‪ /‬مثقّف ) ؟ ‪-‬‬
‫شخصيتين المتحاورتين في مثل هذا المقام التّراتب ّ‬
‫ما غاية التّوحيدي من قلب دوري ال ّ‬
‫النص وأبد رأيك فيها ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .‬اُرصد وجوه التّعقّل في‬

‫األعداد‬
‫التمـــــــــــــشـــــــــــــــــــــــــــيات‬
‫المراحل‬
‫‪3‬‬
‫ي‪ :‬برنامج عمل ‪1-‬‬ ‫التّمهيد‪-2:‬التّقديم المادّي‪ :‬النص –مصدره‪-‬كاتبه ‪-3‬التّقديم المعنو ّ‬
‫ي‪- :‬موضوع النص ‪ -4.‬الطرح اإلشكال ّ‬
‫ي‬
‫المتعلم فنيّا‪/ :‬دالليّا‪/ :‬مقاصديّا‪/ :‬نقد ّ‬
‫‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ي غاية فتتستّر بثوب الحيوان مع ‪-‬‬
‫ي وظيفة وتقصد اإلقناع العقل ّ‬
‫ارتباط أدب السّالطين قديما بشروط تفرض اإلمتاع الحكائ ّ‬
‫ابن المقفّع وبغشاء السّمر مع التّوحيد ّ‬
‫ي‬
‫القص والحجاج مقتطع من مسامرة اللّيلة الثّانية والثالثين من الجزء الثّالث لكتاب اإلمتاع والمؤانسة ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ي جامع بين‬
‫النص نثر ّ‬
‫ّ‬
‫للتّوحيد ّ‬
‫ي‬
‫والراعي ساعيا إلى نصح الوزير وإرشاده بإدراج حكاية المعتضد الخليفة ‪-‬‬
‫الرعيّة ّ‬
‫وفيه يعمل عقله في قضيّة العالقة بين ّ‬
‫درسا أو عبرة‬
‫القص والحجاج المو ّ‬
‫ظفة في تحويل إمتاع السّمر اقناع عقول؟‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫فما هي خصائص‬
‫ولم تخفّى التّوحيد ّ‬
‫ي وراء أثواب الحكاية الفلسفيّة في مناصحة وزيره؟‬
‫ي مدى يبدو بذلك نازعا إلى العقل في محا ّجة ابن سعدان؟‬
‫ث ّم على ا ّ‬
‫المقدمة‬
‫‪1‬‬
‫‪:‬التقسيم‪:‬المعيار‪:‬نمط الكتابة***‬
‫من أول النص ‪.....‬غيضا‪:‬السرد ‪-‬‬
‫بقية النص ‪ :‬الحوار ‪-‬‬
‫الجوهر‬

‫‪3,5‬‬
‫التحلــــــــــــيل***‬
‫األول‬
‫‪:‬أ‪-‬المقطع ّ‬
‫النّ ّ‬
‫ص مسامرة ‪ :‬جواب عن سؤال‪*-‬‬
‫اختار التّوحيد ّ‬
‫ي في استراتيجيّة الردّ االنصراف عن الردّ المباشر إلى مواجهة وزيره من وراء شيخهأبي سليمان مراعاة ‪-‬‬
‫لشروط المقام واعتبار لخطورة الموضوع المطروح‬

‫‪2‬‬
‫ويؤدي الخبر‪ ،‬في نص المسامرة‪ ،‬وظيفةً حجاجية تعليمية ‪ :‬إثناء الوزير ع ّما يهم به دون مواجهته‬
‫‪ :‬قلت‪:‬أيّها الوزير حكى لنا أبو سليمان‪:‬خبر استوى بنا ًء سرديّا‬
‫ي"عهد خالفة المعتضد خالل القرن الثّالث*‬ ‫ّ‬
‫ببغداد"‪+‬اإلطارالزمان ّ‬ ‫ي"د ّكان تبّان بباب ال ّ‬
‫طاق‪،‬قصر الخليفة‬ ‫"اإلطار المكان ّ‬
‫صة والعا ّمة*‬ ‫ال ّ‬
‫شخوص‪:‬الخليفةووزيره‪،‬طائفة تخوض في شأن السّلطان‪:‬من الخا ّ‬
‫ي)وردّ الفعل(غضبة الخليفة واستدعاء الوزير*‬ ‫شي خوض النّاس في ال ّ‬
‫شأن السّياس ّ‬ ‫)الحدث‪:‬قائم على ثنائيّة الفعل(تف ّ‬
‫ي وتتجلّى كأفضل ما تكون في الحوار الدّائر بينالخليفة ووزيره عبيد ّ‬
‫للا‬ ‫للخبر وظيفة حجاجيّة أُخرجت في لبوس إمتاع ّ‬
‫‪3,5‬‬
‫‪:‬ب‪-‬المقطع الثّاني‬
‫‪:‬الحوار*‪*+‬‬
‫ي*‬
‫نوعه‪:‬حوار حجاج ّ‬
‫طرفاه الخليفة ووزيره‬
‫ملفوظ الوزير‪:‬انقلب عن النّصح وهو المطلوب إلى التّحريض وإيغار صدر الخليفة باعتماد ضروب من التّأثير في لغة*‬
‫)الخطاب(اإلطناب‪،‬االزدواج‪،‬السّجع‬
‫الرعيّة قائما على ّ‬
‫الزجر وال ّ‬
‫شدة =موقف الوزير نتاج االنفعال واالنسياق وراء‬ ‫تصورا لسياسة ّ‬
‫ّ‬ ‫يكشف خطاب الوزير‬
‫مراضاة الخليفة‬
‫بردت…و رقّة الدّيانة"‪/‬فعل*‬ ‫ملفوظ الخليفة‪:‬استوى ردّ الخليفة المعتضد على وزيره جملة من األفعال‪:‬فعاللتّوبيخ"و ّ‬
‫للا لقد ّ‬
‫الرعيّة على الوجه الّذي يرتضيه‬ ‫الوعظ و التّعليم"أما تعلم …ال ّ‬
‫صواب ما ذكرت"‪/‬األمر بسياسة ّ‬
‫يؤدّي الحوار وظيفة تعليميّة يلقّن الوزير السّامع داخل حكاية المعتضد و خارجها فيمسامرةالتّوحيد ّ‬
‫ي درس السّياسة العمليّة‬
‫الرعيّة‬
‫‪.‬في تسيير ّ‬
‫‪ :‬أثر المثقف في سياسة السائس‪-‬‬
‫موقف أبي حيان من الحاشية ممثلة في وزير المعتضد الذي اندفع دون روية موغرا صدر الخليفة على عامته بحثا عن‬
‫‪.‬إرضائه ودعما لهيبته وتمكينا لسلطانه‪ .‬وهذا الموقف يتبلور في خطاب المعتضد كما تقدم بيانه‬
‫ي من خالل ما أشار به الوزير‪،‬يغلب عليه التسرع ومجاراة السلطان في أهوائه‬
‫‪.‬دور الحاشية دور سلب ّ‬
‫‪:‬في عالقة الخبر بموضوع المسامرة‪:‬هي عالقة ذات وجهين*‬
‫التّماثل‪:‬يتبيّن التّوازن جليّا بين أوضاع نجمت في المسامرة و أوضاع عُرضت في الخبر**‬
‫معايشة الخليفة و ابن سعدان لنفس األوضاع‪:‬خوض العامة في شؤونهما و معاينتهما لنفس األحوال تشابه اعتزام ردّ فعل‬
‫عنيف بين الوزيرين‬

‫التّباين‪:‬يبدو خطاب المعتضد ردّا على مقترح الوزير ‪ .‬هذا التّباين ينعرج عنه مسار الحكاية فيما يكسبها التأثير و **‬
‫التّشويق‬
‫ي الّذي أوكل إلى الخبر هذا االنزياح و هذا اإلطناب إذ يردّ ضمنا على ما يراه ابن سعدان عالجا‬
‫يبرر المقصد الحجاج ّ‬
‫ّ‬
‫لخوض العا ّمة في شؤون السّلطان‪.‬الخبر إذن حجاج غير مباشر يراد منه توجيه السّائس إلى صواب المواقف‬
‫‪ّ :‬‬
‫خطة الحجاج‪:‬ذات مستويات*‬
‫‪:‬أ)المستوى التّأثير ّ‬
‫ي‬

‫‪3‬‬
‫خطاب التّأنيب و التّقريع فيه تهيئة نفسيّة لتقبّل خطاب داحض لألطروحة مؤسّس ألطروحة بديلة‬
‫ي‬
‫‪:‬ب)المستوى اإلقناع ّ‬
‫‪:‬لحظة االستدالل‪:‬حرص المعتضد في خطابه المو ّجه إلى الوزير على‪+‬‬
‫إثبات مخالفة رأي الوزير ألحكام الدبن والعقل واالخالق والسياسة ‪" :‬تستجيز هذا في دينك… عصيت هللا بهذا ‪-‬‬
‫"…الراي…دللت على قسوة القلب وقلة الرحمة ويبس الطينة ورقة الديانة…‪ /‬هديك ومروءتك… عقلك وحزمك‬
‫"تذكير الوزير بالمبادئ التي يقوم عليها الحكم وبأصول سياسة الرعية ‪" :‬الرعية وديعة هللا عند سلطانها‪-‬‬
‫‪.‬الحكم مسؤولية ذات بعد ديني " هللا يسائله عنها… ولعله ال يسألها عنه"‪ .‬وهذا التذكير يستهدف التعليم أساسا‬
‫تبصير الوزير باألسباب الدافعة بالعامة إلى الخوض في شؤون السائس خوضا ينال منه – نزول الظلم والدواهي بها‪- -‬‬
‫‪.‬وبصدور فعل العامة عن عادة سائرة أثبتها كالم العرب المتداول‬
‫‪".‬تعريف الوزير بتبعات رأيه واندفاعه ‪ " :‬جهل ال ينفع وعذر به ال يسع‪-‬‬
‫‪:‬مقومات الحجاج في خطاب المعتضد‬
‫ّ‬
‫‪:‬فاعليّة الحجاج*‬
‫أ)اعتماد ح ّجة السّلطة‪:‬االستناد إلى مراجع ذات سلطة ثقافيّة ووجدانيّة‪:‬الدّين أساسا و قد كان في صدارة المحا ّجة و كذلك‬
‫األخالق‬
‫ب)تنوع الحجج و تكاملها‪*:‬ح ّجة السّلطة(نصيّة و سياسيّة تقدّم بيانها)‪*/‬ح ّجة العقل(نظريّة)‪*/‬ح ّجة الواقع تجريبيّة) مستمدّة‬
‫ّ‬
‫)من الخبرة بواقع العا ّمة و دوافع سلوكها‬
‫ي‪:‬خطبة الخليفة المعتضد دروس سياسيّة تحذّر الوزير وتوقظه من غفلة التّ ّ‬
‫سرع‬ ‫ج)الجمع بين التّأثير النّفسي و اإلقناع العقل ّ‬
‫د)تماسك نظام الحجاج‪:‬فحجج الد ّحض هي عين ما أُسّس به لألطروحة البديل‬
‫وظيفة الخبر الحجاجيّة‪_:‬بالحجاج القائم في الخبر بنى أبو حيّان حجاجه في المسامرة و هذا ما يجلوه الخبر‪:‬و هو ح ّجة‬
‫"بالمماثلة أو قل هو بمثابة"الحكاية المثليّة‬
‫ي أن يكون أمر إبن سعدان الوزير‬ ‫سائس له مرتبة و حضوة باعتباره خليفة فمن ال ّ‬
‫طبيع ّ‬ ‫الح ّجة المتولّدة عنه قياسا‪:‬المعتضد ال ّ‬
‫‪.‬من أمره و أن يحتذي حذوه‬
‫‪ .‬أبو حيّان يحا ّج الوزير إبن سعدان و أطروحته من وراء الخبر الّذي عرضه‬
‫يُبرز الجدل الذي نما على مدى النص ‪ ،‬قضيتين أساسيتين من صميم الشأن السياسي‬
‫‪:‬العالمات اللّغويّة‪:‬مؤ ّ‬
‫شرات الحجاج*‪+1‬‬
‫"أ)*تراكيب تفيد التّقرير و اإلثبات المؤ ّكد بقد‪":‬لقد ساءني‪.‬لقد عصيت" و بأن "و"إنّك‬
‫"وبالحصر"ال يقول ما يقول إالّ لظلم"و بالقصر"إ ّنما يحتمل‬
‫"‪..‬تراكيب استفهام تفيد اإلثبات "أال تعلم ‪..‬أال تدري*‬
‫"تراكيب ال ّ‬
‫شرط"لو أمرتك لكان من حسن المؤازرة أن تسألني …إذا فعلت ذلك فقد بالغت في العقوبة*‬
‫"‪..‬ب)*تراكيب النّفي"ما علمت أنّك تستجيز هذا في دينك‬
‫في"أتظن ّ‬
‫أن العمل بالجهل ينفع و العذر به يسع*‬ ‫ّ‬ ‫"استفهام يفيد النّ‬
‫الرأي ما رأيت*‬ ‫"‪..‬تركيب نفي مؤ ّكد بالقسم"و ّ‬
‫للا ما ّ‬
‫تنوعها و األساليب على اختالفها قد أدّت وظيفتين متقابلتين‪،‬الهدم و التّأسيس بهدم موقف دمو ّ‬
‫ي عنيف لدى‬ ‫التّراكيب على ّ‬
‫ي حصيف يمثّل السّياسة‬
‫المتسرع و تأسيس موقف عقالن ّ‬
‫ّ‬ ‫السّائس‬

‫‪4‬‬
‫‪.‬المثلى فيالتّعامل مع ّ‬
‫الرعيّة‬
‫عالقة السائس بالرعية‪:‬يقدم النص تصورين متقابلين لتلك العالقة ( ابن سعدان ووزير المعتضد ≠تصور المعتضد ومن ‪-‬‬
‫ورائه أبي حيان) ويوجه إلى العالقة المثلى ‪ ،‬أو سياسة الحزم والعقل والحلم‪ ،‬السياسة المحكومة بأصول عليا هي مبادئ‬
‫الشريعة وسامي القيم‬
‫‪:‬لحظة االستنتاج‪+‬‬
‫إجمال القول في نتيجة هي تهافت أطروحة الوزير ‪ " :‬ال وهللا ما الرأي ما رأيت و ال الصواب ماذكرت "‪ .‬يجمل الحجاج _‬
‫‪.‬عملية الدحض‬
‫صرف الخبر عن وظائفه المعروفة وو ّجه إلى الحجاج أساسا لدحض رؤية سياسيّة قائمة على التّسلّط والتّرهيب على ‪*-‬‬
‫ُ‬
‫‪.‬السّائس أن يكون ذاك المترفقبالرعية‪،‬المتروي‪،‬غير المندفع وال المتهور‬
‫موقف أبي حيان من السائس نفسه ممثال في الوزير ابن سعدان ‪ ،‬إذ لم ينسق وراء ما فاتحه فيه ولم يجاره في تصميمه بل‬
‫وتدرج به عبر خبر مطول إلى الموقف األسلم ودفعه انطالقا من قياس ذكي إلى الرجوع عن مقاربته للوضع‬
‫ّ‬ ‫حاوره‬
‫‪.‬المذكور في بداية المسامرة‬
‫توجيهه إلى سديد السياسة‪ ،‬وتذكيره بآداب الملوك‪ ،‬ودعوته إلى االقتداء بسلوك السلف من الخلفاء ممن يفوقه مكانة‬
‫‪ .‬وحكمة‪،‬وتبصيره بواجباته تجاه الرعية‬

‫‪2‬‬
‫‪:‬التقــويم***‬
‫نص*‪-‬‬
‫القص والحجاج في بناء ّ‬
‫ّ‬ ‫في بنية النّ ّ‬
‫ص وأساليبه‪ :‬يتكامل‬
‫توفرت في النص روحا حجاجيّة قائمة على التّرشيد السّياس ّ‬
‫ي تنزع إلى العقل نزوعا خالصا‪-‬‬
‫يمرر العقل في دسم الحكاية فيقنع وهو يمتع ‪-‬‬
‫الحكاية حجاج مض ّمن ّ‬
‫لف اإلقناع في أعطاف اإلمتاع حنكة أدبيّة وصنعة بالغيّة فيها من التّورية واللّباقة ما يجعل التّوحيد ّ‬
‫ي أديبا بليغا أكثر منه ‪-‬‬ ‫ّ‬
‫‪.‬ذاك المف ّكر المحلّل للمسائل والنّاقد لمظاهر التّدهور‬
‫حرفة األدب وإكراهات البالط قد حدّت من جرأة التّوحيد ّ‬
‫ي في مواجهة الوزير بعيوبه فكان النّزوع إلى العقل محاصرا ‪-‬‬
‫‪.‬بشروط المه ّمة وأجواء السّمر‬
‫ص بين الوسيلة النّافذة النّاقدة لدى أبي سليمان وبين السّتار البالغ ّ‬
‫ي الواقي لدى أبي حيّان‬ ‫‪.‬فالعقل تتراوح مكانته في النّ ّ‬
‫‪:‬الخاتمة‪2-‬‬
‫المشوق إلى اإلقناع بالحجاج‬
‫ّ‬ ‫ي وقد تجاوز فيها وظيفتى اإلمتاع بالسّمر‬ ‫يمثّل النّ ّ‬
‫ص مطارحة أخرى من مطارحات التّوحيد ّ‬
‫الرصين‬
‫ّ‬
‫الرعيّة ومشاغل السّائس‪-‬‬ ‫مكانة المثقف داخل البالط قد تظ ّل رهينة مدى نجاح التّوحيد ّ‬
‫ي في تمثيله لدور الوسيط بين هموم ّ‬
‫‪./.‬فهل يكون المثقّف طرفا في صراع البالط ؟‬

‫‪5‬‬

You might also like