Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في علم الدلالة
محاضرات في علم الدلالة
هذه محاضرات في علم الدللة حسب المقرر لهذا المقياس ،للسنة الثانية بالمدرسأة العليا للسأاتذة .حاولنا
.جاهدين القتصار على ما هو ضروري ومفيد وبأسألوب مبسط نظرا لطبيعة التكوين عن بعد
وقد بذلنا أقصى جهد لتصحيح الخأطاء المطبعية أو التي كانت نتيجة السهو،ومع ذلك فربما فاتنا تصحيح
.بعض الخأطاء رغم التدقيق ،نعتذر لكم لذلك
ول بد من الشارة هنا إلى أننا اعتمدنا عددآا من المراجع والمصادآر ،وكان لبعضها النصيب الوفر مثل
كتاب علم الدللة للدكتور أحمد مختار عمر ،نظرا لكون البرنامج قد وضع اعتمادآا على فهرس هذا
الكتاب أصل ،وإذا كنا ل نشير دآائما إلى المرجع حتى ل نثقل المحاضرة ) لن طبيعة المحاضرة تختلف
عن طبيعة تأليف الكتاب ( ،وكذلك كتاب )دآللة اللفاظ( للدكتور إبراهيم أنيس .وكان ذلك أيضا بالنسبة
.لكتابي الدكتور حلمي خأليل حول المولد والمعاجم
.وننصحكم بالرجوع إلى هذه الكتب بالضافة إلى المراجع الخأرى المذكورة في قائمة المصادآر والمراجع
.نتمنى لكم التوفيق
1
2
أوليات
المحاضرة الولى :تقديم البرنامج و قائمة المصادآر و المراجع
1- :تمهيد عام للمادآة و يشمل
تقديم حول اللغة و حياة النسان -
كيف بدأت اللغة -حاجة النسان إلى اللغة -و العلقة بين اللغة و التفكير و الحضارة و العمران -
).العلم ،الدآب ،الزدآهار و التقدم(
.المحاضرة الثانية :إشارة سأريعة إلى )فرضيات( نشأة اللغة النسانية
علم الدللة -تعريف عام -من المعاجم اللغوية و المختصة -وآراء الباحثين -الدللة 2-
.و المعنى
3
.مفردات مقياس علم الدللة
أول :علم الدللة
مدخأل إلى دآراسأة الدللة ] :مفهومه ،موضوعه ،غاياته ،أنواعه[ -
علقة علم الدللة بعلوم اللغة ] :الدللة و الصوات ،الدللة و الصرف ،الدللة و النحو ،الدللة و -
.المعجم[
علقة علم الدللة بالعلوم الخأرى ]:الدللة و التعبيرات الصطلحية ،الدللة و الفلسفة ،الدللة و -
.علم النفس ،الدللة و علوم التصال ،الدللة و علم العلمات[
ثانيا :نشأة علم الدللة وتطوره
عند القدماء ] :الدرس الدللي عند اليونان ،الهنودآ ،العرب[ -
عند المحدثين ] :الدرس الدللي عند الغربيين ،المريكيين ،العرب[ -
:ثالثا :أنواع المعنى
]المعنى السأاسأي ،المعنى الضافي ،المعنى السألوبي ،المعنى النفسي ،المعنى اليحائي [ -
رابعا :مناهج دراسأة المعنى
نظرية السياق ] :السياق اللغوي ،السياق العاطفي ،سأياق الموقف ،السياق الثقافي[ -
نظرية الحقول الدللية -
.النظرية التحليلية -
:خامسا :التغييرات الدللية
]أسأبابها ،أشكالها ،مجالتها ،العلقات الدللية } الترادآف ،الشتراك ،التضادآ{ [
.الوحدة الدللية
4
قائمة بعدد من المراجع 2.
إبراهيم أنيس
دآللة اللفاظ -
اللهجات -
الصوات اللغوية -
5
الجوهري :الصحاحا
الشيباني أبو عمرو :كتاب الجيم
الفراهيدي الخليل بن أحمد :كتاب العين
الفيروز أبادآي :القاموس المحيط
مجمع اللغة العربية بالقاهرة - :المعجم الكبير
المعجم الوسأيط -
المعجم الوجيز -
هانس دآير :معجم العربية المعاصرة :عربي /انجليزي
كتب مترجمة
تشو مسكي :البنى التركيبية
مظاهر النظرية التركيبية
دآوسأوسأير :دآروس في اللسانيات العامة
مارتينيه :مبادآئ اللسانيات العامة
مقالت
عدنان الخطيب :المعجم العربي بين الماضي و الحاضر .مجلة مجمع دآمشق ج ،2/مج 4/ص 194
مجلة المبرز العددآ 8المدرسأة العليا للسأاتذة .أحمد شامية :مستويات الدللة و المعنى
مقدمة عامة
6
لبد قبل الحديث عن الدللة من الحديث عن اللغة ،لسأيما أن الدللة اللغوية هي الهم و الوسأع و الكثر
.تعقيدا و أنها هي الموضوع السأاسأي في علم الدللة بالضافة إلى الشارة إلى أنواع الدللت الخأرى
و يمكن القول بإيجاز أن اللغة هي النسان أو أن اللغة أهم خأصائص النسان التي تميزه عن غيره من
المخلوقات الحية ،و تجعل له هذه المكانة و المهمة التي خألق لها )الخلفة في الرض( حتى أننا يمكن أن
نعلرف النسان بأنه حيوان ذو لغة ،و إن كان النسان قد تميز بعقله و تفكيره و قابليته للتطور و الرقي
و التقدم في الحضارة و العمران ،فان ذلك كان بفضل هذه المزية المعجزة ) مزية اللغة( فال تعالىـ كما
"جاء في كتابه الكريم ـ " خألق النسان ،علمه البيان " " ،و علم آدآم السأماء كلها
و بغض النظر الن عن كيفية نشأة اللغة النسانية حسب الفرضيات المشهورة فإننا يمكن أن نؤكد أن هذه
اللغة للنسان هي من الضرورات الحيوية التي ما كان للنسان أن يستطيع السأتمرار و التطور بدونها،
و تأتي ترتيبا بعد الهواء و الماء و الغذاء و ذلك نظرا لمكانيات النسان الجسدية الضعيفة التي ما كان
قادآرا بها لول اللغة و التفكير و هما مرتبطان ،ما كان قادآرا على مواجهة قوى الطبيعة الطبيعية
و الحيوانية و بالتالي ما كان قادآرا على السأتمرار و لكنها حكمة ا و إرادآته بأن تستمر الحياة إلى حيث
.قلدر سأبحانه و تعالى لها
و ليست اللغة في الواقع ـ و أهم غاياتها تأمين التواصل و التصال ـ ليست ال علقة بين صورة صوتية
وصورة مفهومية ) معان ( يتم الربط بينهما ذهنيا ،فسواء نشأت اللغة ابتداء في صورتها ) ألفاظ (
المكتملة أو كانت قفزة نوعية في طرائق السأتدلل و التواصل فهي تعتمد على ربط العلقة بين الدال
.و المدلول
و من هنا كان الهتمام بالدللة ،و علم الدللة غاية عند الصوليين و المناطقة و اللغويين )طبعا( و علماء
.........النفس
و كان لهذا العلم علقة بكل هذه العلوم )النسانية( بل إن للدللة علقة بكل أنواع المعرفة و في شتى
.مجالت الحياة
7
يقول الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح " :اللسان في حد ذاته نظام من الدآلة المتواضع عليها ،فاللسان
على هذا العتبار ليس مجموعة من اللفاظ يعثر عليها المتكلم في القواميس أو يلتقطها بسمعه من
الخطابات ثم يسجلها في حافظته ،كما أنه ليس أيضا مجموعة من التحديدات الفلسفية للسأم والفعل
والحرف أو القواعد المسهبة الكثيرة الشواذ ،بل هو نظام من الوحدات يتواصل بعضها ببعض على شكل
".عجيب وتتقابل فيها بناها في المستوى الواحد التقابل الذي لوله لما كانت هناك دآللة
الدليل :نمثل له ب :ـ الراية الحمراء التي تدل على منع السباحة
ـ أرقام الهاتف
ـ قوانين المرور
الرمز :نمثل له ب :ـ الميزان الذي يدل على مفهوم العدل.
يشترك الدليل والرمز في كونهما يحملن نية للتبليغ ،لكنهما يختلفان في نوعية العلقة التي تربط بين
العنصرين )أ ( و ) ب ( فالرمز مرتبط كثيرا بشكله ،واخأتياره ليس عشوائيا ول اعتباطيا بل وفق ما
.يحمله ذلك الشكل من معنى
8
أما الدآلة فتمت بالتفاق والتواضع والصطلحا بين الناس لتحقيق غرض التبليغ ،والعلقة التي تربط
العنصرين ) أ( و) ب( ،كمكونات الدليل في هذه الحالة ،علقة غير حتمية ،عشوائية ،اعتباطية ناتجة
عن التفاق و التواضع والصطلحا فل توجد بين كلمة )جهاز( ومعناه أية علقة طبيعية كما ل توجد أية
.علقة طبيعية بين اللون الحمر والمر بالوقوف في إشارات المرور
.فنقول إذن إن علم الدللة يدرس المعاني اللغوية وعلقة اللفاظ بمعانيها
.ووحدته هي الدليل اللغوي وهو أصوات يستعملها النسان للبانة عن المفاهيم والشياء
ملحظة :لتوضيح أكثر ارجع إلى كتاب خأولة طالب البراهيمي ،مبادآئ في اللسانيات ،دآار القصبة
للنشر
9
المحاضرة رقم 2
علم الدللة
تعريف علم الدللة :العلم هو دآراسأة ظاهرة معينة و الوقوف على ماهيتها و جزئياتها و ما يتعلق بها
دآراسأة موضوعية ،و الدللة )بالتعريف( قد يختلف تعريفها بين الباحثين و لنأخأذ مثال لتعريفها من كتاب
التعريفات للجرجاني السيد الشريف حيث قال :الدللة هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء
آخأر و الول هو الدال و الثاني هو المدلول .و هي إما دآللة مطابقة أو دآللة تضمن أو دآللة التزام وكل
ذلك يدخأل في الدللة الوضعية لن اللفظ الدال بالوضع يدل على تمام ما وضع له بالمطابقة و على جزئه
،بالتضمن و على ما يلزمه في الذهن باللتزام ،كالنسان فانه يدل على تمام الحيوان الناطق بالمطابقة
و على جزئه بالتضمن و على قابل العلم باللتزام )انظر كتاب التعريفات للجرجاني علي بن محمد-
الدار التونسية للنشر 1971ص (56-55
و في القاموس المحيط دآلله عليه دآللة ) و يثلث( و دآلولة فاندل :سأددآه إليه)...........الفيروز أبادآي-
القاموس المحيط -دآار العلم للجميع -بيروت ج 3/ص (377
إن الحديث عن الدللة الوضعية هنا يدفعنا إلى الحديث عن نوعي الدللة أو الدال و هما الدال اللغوي
.و الدال غير اللغوي
و في الدراسأات اللسانية الحديثة تقسيم لنواع )الدليل( الذي ينتج عن ارتباط الدال بالمدلول ارتباطا
دآليل ذهنيا .
مدلول دآال
فالدال اللغوي )اللفظ /الكلمة /الوحدة الدالة( في رأي الباحثين بغض النظر عن بعض السأتثناءات هو
دآال وضعي اعتباطي أي أن علقته بالمدلول علقة عرفية تواضعية )و سأتأتي على تفصيل ذلك على
حينه(
:أما التقسيم فيبينه الشكل البياني التالي
10
الدليل
هذا و قد أشار الزمخشري في كتابه )المفصل( إلى هذه العتباطية )الوضع( عندما عرف الكلمة بقوله:
).الكلمة هي اللفظ الدال على معنى مفردآ بالوضع(
و بالعودآة إلى )الدللة( في اللسانيات الحديثة )البنوية( فعند سأوسأور هناك دآال )لفظ( و هناك مدلول
)معنى( أو مفهوم و الدال و المدلول وجهان لورقة واحدة و ل يمكن الفصل بينهما /و إن تحليل الدال
يؤدآي إلى تحليل المدلول )ينظر :سأوسأور ،دآروس في اللسنية العامة -ترجمة صالح القرمادآي و محمد
.الشاوش و محمد عجينة ،ص (174
و للتأكيد على أن الدللة تتم من الرتباط الذهني بين الدال و المدلول فقد أوضح تلميذ سأوسأور هذه
:العلقة من خألل ما يعرف بمربع سأوسأور للدللة حسب الشكل التالي
مربع سأوسأور للدللة
صورة حسية للمدلول صورة حسية للدال
)لفظ( )الشيء في الواقع(
صورة ذهنية للمدلول صورة ذهنية
للدال
الدللة
11
لن سأوسأور يبدو أنه حصر عناصر الدللة في الدال و المدلول ،و أهمل الموضوع وهو الشيء
أو المرجع الذي تحيل اليه العلقة الدللية ،و هو في ذلك يلتقي – في هذه الثنائية – مع ابن سأينا الذي
حصرها بين اسأم )مسموع( و معنى ،في حين يرى )بيرس( أن العلقة ثلثية :الصورة )الدال( و المفسرة
).المدلول( و الموضوع ،و هو ما تحيل إليه العلمة ،أي الشيء
أما الغزالي فيرى أن الشياء لها أربعة مراتب عندما قال " ان للشيء وجودآا في العيان ثم في الذهان
ثم في اللفظ ثم في الكتابة ،فالكتابة دآالة على اللفظ ،و اللفظ دآال على المعنى الذي هو في النفس ،و الذي
.في النفس هو مثال الموجودآ في العيان
).عن مجلة تجليات الحداثة ،معهد اللغة العربية العددآ 1993 ،2/ص (34
شجرة في الحقل
مفهوما علم الدللة و موضوعه:
للحديث عن علم الدللة ) (sémantiqueو موضوعه أو لتوضيح ذلك ،لبد من تحديد علقة علم الدللة
بعلم اللغة وذلك باعتبارين الول :أن يكون علم الدللة فرعا من فروع علم اللغة )اللسانيات( ،و الثاني
أن يكون علم اللغة )الدللة اللغوية على الخصوص( فرعا من علم الدللة أو علم العلمات الذي يطلق
عليه مصطلح )العلمية( أيضا .فموضوع العلمية )العلمات و الشارات و الدآلة بمفهومها الواسأع
لغوية كانت أم غير لغوية و هذا ما ذهب اليه اللساني السويسري )سأوسأور(.
و اذا بدأنا بالعتبار الول )كون علم الدللة فرعا من اللسانيات) لبد من العودآة إلى مستويات البنية
اللغوية و هي على الشكل التالي ) :للملحظة ( هناك من ل يدخأل المستوى البلغي والمستوى الدللي في
هذه المستويات (.
المستوى البلغي /علم البلغة و السألوب
12
و هنا نلحظ أن المستوى الدللي في هذا البناء هو مستوى يتقاطع مع جميع المستويات الخأرى ،لن
الدللة حاضرة و ناتجة عن تفاعل كل هذه المستويات ،حتى المستوى الصوتي الذي يقال أنه مستوى
الوحدات غير الدالة .وينبغي الشارة هنا إلى أن هذا التقسيم هو تقسيم نظري افتراضي ،فاللغة تعمل
لدآاء مهمتها وفق نظام اللغة الذي يندمج فيه كل هذه النظمة .فعلى مستوى العمل و الدآاء ليس هناك
مستويات منفصلة ،و إنما التقسيم إلى هذه المستويات لضرورة البحث و التحليل و الدراسأة اللغوية.
فالمتكلم الذي يتكلم وفق نظام اللغة )اللسان( ل علقة له بهذه المستويات التي لها أنظمة خأاصة بها.
-على أية حال يبدو لنا في هذا التحليل أن علم الدللة الذي يبحث في أحد تلك المستويات هو فرع من علم
اللغة أو اللسان.
-أما بالعتبار الثاني فيظهر لنا في المستوى الدآائي أن علم اللغة )الدللة اللغوية( هو أهم عناصر علم
العلمات ،إلى جانب عناصر دآللية أخأرى غير لغوية ،و أن العناصر اللغوية هي المعلول عليها في
التصال الذي يقوم أسأاسأا على فهم العلقة بين الدال و المدلول .بل أن اللغة حاضرة دآائما في كل فروع
الدللة لغوية كانت أم غير لغوية.
و إذا كنا سأنولي اهتمامنا للدللة اللغوية )الدليل اللغوي( دآون التفصيل في الدآلة غير اللغوية )عدا
إشارات فقط ،و بما أننا نستعمل مصطلحات مثل ) لغة ،لسان ،كلم( فلبد من محاولة تحديد مفهوم هذه
المصطلحات ،و إن كانت متداخألة أحيانا في أذهان الناس بل و في أذهان الطلبة و الباحثين في علوم
اللغة.
و قد ل نحتاج هنا إلى التفاصيل التي تدرس في علم اللغة أو اللسانيات و لكن يمكن أن نوضح هذه
المفاهيم بما يلي:
-من الشائع بين اللسانيين أن مادآة علمهم ليست الكلم و ل اللسان و إنما هي اللغة )ينظر عبد السلم
المسدي :مباحث تأسأيسيه في اللسانيات ص . (168
و يلحظ هنا أن هناك ثلثة مصطلحات لثلثة مفاهيم ،و كلها تمثل ما يسمى بالظاهرة اللغوية التي
ترتقي من )الكلم( و هو كلم الفرادآ كما نسمعه أو نحادآثهم فيه و هذه هي المرتبة الفردآية و هذا الذي
يمكن أن نسجله على آلة التسجيل ،ثم تأتي مرتبة )اللسان( و تتطابق مع منزلة الوجودآ النوعي و هو
الشتراك في معرفة ما يتم التحاور به ضمن كل مجموعة لغوية )اللسان العربي أو النجليزي أو
الصيني(
13
أما مرتبة اللغة فهي تتطابق مع جملة من القوانين التي إن أطلقت صدقت على كل لسان من اللسنة
البشرية )المرجع السابق ص .(170
و هنا تبدو اللغة أعم من اللسان ،و تدرس من خألل ما يسمى باللسانيات العامة مقابل اللسانيات الخاصة
التي تدرس نظام كل لسان بشري على حدة.
و في سأياق أخأر يذكر أن اللسان أعم من اللغة مع إمكان اسأتعمال كل مصطلح لمفهوم الخأر.
و الحقيقة أن الظاهرة اللغوية تستوعب المفاهيم الثلثة السابقة )الكلم ،اللسان ،اللغة( فاللغة )لغة الناس/
البشر( و اللسان )لسان الجماعة اللغوية( و الكلم )كلم الفرادآ(.
اللغة مفهوم كلي و اللسان مفهوم نمطي و الكلم مفهوم انجازي )السابق ص ،(172اللغة جنس ،اللسان
نوع ،الكلم شخص.
اللغة )صورة القانون( ،اللسان ) نموذج العرف( ،الكلم )نموذج السلوك(.
إن اللساني يدرس البنية اللغوية في جوانبها الصوتية و الصرفية و التركيبية و الدللية ثم يعمل على
كشف ارتباط هذه البنية بوظائفها الجتماعية.
بعد هذا يظهر لنا أن موضوع علم الدللة هو الدآلة بشكل عام و الدليل اللغوي بشكل خأاص ،و علقة
الدوال بمدلولتها و.يتفق عددآ كبير من الباحثين على أن السيمياء كنوع من اللسانيات كان من أثر اللغوي
الفرنسي بريال ) ،(1883باعتبار أن هذا العلم يدرس الدللت و القوانين التي تتحكم في تغير المعاني
أو أن الموضوع هو المعنى ) .ينظر سأالم شاكر :مدخأل إلى علم الدللة ،ترجمة محمد يحياتن ،دآيوان
المطبوعات الجامعية .الجزائر 1992ـ ص ( 4
أما غاية هذا العلم فهي خأاصة و عامة ،فالغاية الخاصة هي أن علم الدللة – مثل أي علم آخأر -يسعى إلى
السأتقللية و امتلك الدآوات و المناهج الرياضية ،و هنا ينبغي الشارة إلى الهتمام بهذا العلم حيث
ظهر في عام 1923كتاب عنوانه ) (the meaning of meaningلمؤلفيه Richardsو .Ogden
و أما الغاية العامة فهدف علم الدللة كغيره من العلوم النسانية – و بالسأتعانة بها و بالتعاون معها – هو
السأهام في ترقية الحياة النسانية في جميع المجالت ،و تسهيل عملية التصال و التعاون و التفاهم
المشترك و ضبط المصطلحات و المفاهيم في جميع العلوم لسأيما في العلوم الحديثة و وسأائل التصال
و خأاصة في محيط العولمة و التقارب ،إن لم نقل الندماج الفكري على القل بين المم و الشعوب.
و كان أحد الباحثين قد حددآ هدف علم الدللة الجرائي بأنه حصر صور الوضاع الدللية كأنظمة قابلة
للتحليل ) ينظر بوجراند :النص و التطبيق و الجراء(.
14
حصة تطبيقية حول الدليل اللغوي le signe linguistique
يقول دآو سأوسأير ":يظن بعض الناس أن اللسان إنما هو في أصله مجموع اللفاظ أي قائمة من السأماء
تطلق على عددآ من المسميات .وفي تصوره هذا نظر ،من عدة وجوه :انه يفترض وجودآ معان جاهزة
قبل وجودآ ألفاظها ثم إننا ل نتبين به هل السأم هو جوهر صوتي أم نفساني......ويشعرنا أيضا أن ارتباط
السأم بالمسمى هو عملية في غاية البساطة وهذا بعيد جدا عن الواقع ......إن الدليل اللغوي ل يربط
مسمى ما باسأمه الملفوظ بل مفهوم ذلك الشيء أو تصوره الذهني بصورة لفظه الذهنية فهذه الصورة
الصوتية ليست هي الصوت المادآي لنه شيء فيزيائي محض بل انطباع هذا الصوت في النفس
والصورة الصادآرة عما تشاهده حواسأنا .فالدليل اللغوي إذن كيان نفساني ذو وجهين ويسمى دآليل لغويا
المركب المتكون من المفهوم والصورة الصوتية ) صورة اللفظ في الذهن (...ولكن نقترحا لفظة الدليل
".للدللة على الكل واسأتبدال لفظتي المفهوم والصورة الصوتية بلفظتي الدال والمدلول
دآوسأوسأير في هذا النص ينفي فكرة سأادآت ،وهي أن اللفاظ ألقاب للمسميات ويبين لنا الدليل اللغوي ل
يربط بين لفظ ومسماه ) الشيء والمعنى ( إنما يربط بين المفهوم والصورة الصوتية في قوله " إن الدليل
".اللغوي .........لفظه الذهنية
يعني هذا أننا ل ننظر إلى الدليل اللغوي كحقيقة مادآية لننا ل نتحدث عن المعنى كشيء جاهز ول عن
".اللفاظ كمجموعة من الصوات نسمعها في قوله " يفترض وجودآ معان جاهزة ................نفساني
15
لكن دآوسأوسأير يتصور الدليل اللغوي كيانا ذهنيا مكونا من دال هو الصورة الصوتية ومدلول هو المفهوم
الذي يتصوره النسان لذلك الشيء الخارجي ،أي الموجودآ خأارج ذهن النسان والذي ندرج فيه كل
.الشياء المادآية والمعنوية التي تحيط بنا و نسميه المرجع أو المدلول عليه
فالدليل اللغوي إذن يتكون عندما يريد النسان الحديث عن المرجع ) الشيء ( فيبحث في نظامه التقديري
عن المفهوم الذي ينطبق على ذلك المرجع وقد تعلمه وورثه عن أفرادآ مجتمعه ،والمسمى المدلول أو
) الصورة الذهنية ( .ثم يعبر عنه بصورة صوتية وهي ) التصور الذهني للصوات الذي يتم في ذهن
:النسان ( وهنا تتم عملية تكوين الدليل اللغوي ،ويمكننا التمثيل له بالشكل التالي
دآال ) صورة صوتية(
دآليل لغوي المرجع
مدلول )صورة ذهنية (
ب ـ الخطية (liniaire):بما أن الركيزة المادآية للدليل اللغوي هي الصوت فانه يتسلسل عند إحداثه
تسلسل الزمن في خأط واحد أفقي يسمى مدرج الكلم ،مثل كلمة ) صدق ( التي تنطق حروفها متسلسلة
ص+دآ+ق وإذا تغير التسلسل ق +ص +دآ تغير المعنى.
16
المحاضرة رقم 3
علقة علم الدللة بعلوما اللغة
كنا في المحاضرة السابقة قد بينا العلقة المتبادآلة بين علم الدللة )العلمية( و علم اللغة )اللسانيات( حيث
أنها علقة عموم و خأصوص أو كلل و جزء.
و قد ذكرنا أن علم الدللة – كغيره من العلوم – ،يعتمد أسأاسأا على اللغة كأدآاة في كل ما يتعلق بهذا
العلم ،و نبين بعد ذلك بشيء من التفصيل علقة )الدللة( بعناصر )مستويات( البنية اللغوية بافتراض
اسأتقللية هذه العناصر نظريا فقط.
و بشكل عام ينصرف مفهوم علم الدللة إلى الدللة اللغوية.
17
و قد ذهب عددآ من الباحثين إلى هذا الرأي و من هؤلء ابن جني ت 392ه .الذي أوردآ في كتابه
الخصائص عددآا من العناوين و المثلة التي تؤكد قناعته بهذا الرأي ،من ذلك تصاقب اللفاظ لتصاقب
المعاني .و باب في إمساس اللفاظ أشباه المعاني .فالصوت )الحرف( مفردآا أو مركبا يحمل قيمة دآللية
في ذاته ،و ليس ذلك بغريب على ابن جني الذي لم يخف ميله إلى النظرية التي ترى أن أصل اللغات إنما
هو من الصوات المسموعة ،فهذا المذهب عنده وجه صالح و متقبل.
و هناك أمثلة كثيرة غايتها تأكيد القيمة التعبيرية )الدللية( للحرف الواحد ،مركبا في الكلمة من ذلك:
نضح و نضخ ،قال تعالى " فيها عينان نضاخأتان "و بما أن النضخ أقوى من النضح فقد جعلوا الحاء
لرقتها للماء الضعيف ،و الخاء لغلظها لما هو أقوى منه ،و كذلك :قضم و خأضم ،فالقضم للصلب اليابس
و الخضم للرطب .و كان أحمد بن فارس )توفي 395ه( قد وضع معجما سأماه) :مقاييس اللغة( وجه فيه
كل جهده لسأتنباط الصلت بين اللفاظ و دآللتها ،و لكنه غالى و تكلف ،كما فعل ابن جني.
و لم يكن علماء العرب و حدهم الذين يعتقدون بهذه القيمة التعبيرية للصوات )الحروف( ،فمن المحدثين
الغربيين )جسبرسأن( الذي يلخص آراء المحدثين في الصلة بين اللفاظ و الدللت فتعرض لمقال
)همبلت( الذي يزعم أن اللغات بشكل عام تؤثر التعبير عن الشياء بواسأطة ألفاظ أثرها في الذن يشبه
أثر تلك الشياء في الذهان ،و هذا ما يسمى بالمناسأبة الطبيعية بين اللفاظ و معانيها ،و إن كان يرى أن
هذه الصلة كانت في البداية ،و لكنها تطورت حتى أصبحت العلمة غامضة.
و كان جسبرسأن يضرب بعض المثلة عن المناسأبة الطبيعية ،من ذلك أن طائرا في أوربا يسمى)كوكو(
فهو يصيح فيصدر صوتا هو – كوكو .-
ويمكن أن نمثل لهذا كذلك بكلمة الصفق و هو الصفع على الوجه ،و هو ما يشبه الصوت الصادآر عن
ذلك.
و من مظاهر الدللة الصوتية )النبر( فالنبر و العتمادآ بقوة أو الضغط على مقطع ما أو كلمة ما يجعل
لها معنى خأاصا .وفي لغات أخأرى يحددآ موضع النبر نوع الكلمة ،اسأما أو فعل .
و من مظاهر الدللة الصوتية كذلك ،النغمة الكلمية ففي اللغة الصينية قد يكون للكلمة الواحدة عدة معان
يفرق بينهما النغمة.
و مثال ذلك في العربية قولنا ):هكذا( فقد تكون بمعنى السأتفهام إذا كان المتكلم يريد السأتفسار عن كيفية
عمل شيء ،و قد تكون للشجب و السأتنكار ،و قد تكون للقرار و الخأبار.
و مما يتعلق بهذه الدللة الصوتية ما ذكر من أن بعض اللغات تعبر عن الصول المختلفة للفعل ،أي
لحدوث الفعل من الفاعل بكلمات إضافية تدل من حيث اليقاع الصوتي على تلك الحالة أو الكيفية ،من
18
ذلك ما ذكره الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه )دآللة اللفاظ( من أن من لغات وسأط إفريقيا أن الفعل الذي
يدل على مطلق المشي هو ): (zo
ZO KA KA و يمشي منتصبا :
ZO DES DES يمشي بنشاط و حماس :
ZO TYA TYA يمشي بسرعة:
ZO BOHO BOHO يمشي متثاقل :
) ارجع إلى ص 69/70من هذا الكتاب /مكتبة النجلو مصرية ط(1984 5/
19
حصة تطبيقية حول علقة علم الدللة بمستويات التحليل اللساني
:النص الول
يقول ابن جني في باب إمساس اللفاظ أشباه المعاني " :اعلم أن هذا موضع شريف لطيف وقد نبه عليه
الخليل وتلقته الجماعة بالقبول له والعتراف بصحته .قال الخليل كأنهم توهموا في صوت الجندب
،اسأتطالة ومدا فقالوا صر ،وتوهموا في صوت البازي تقطيعا فقالوا صرصر
وقال سأيبويه في المصادآرالتي جاءت على الفعلن أنها تأتي للضطراب والحركة ،نحو الغليان والغثيان
".فقابلوا توالي حركات المثال بتوالي حركات الفعال
الخصائص ج 2ص 152
:النص الثاني
و يقول أيضا " :فأما مقابلة اللفاظ بما يشاكل أصواتها من الحداث ،فباب عظيم وواسأع ونهج متلئب
عند عارفيه ،ذلك لنهم كثيرا ما يجعلون أصوات الحروف على سأمت الحداث المعبر بها عنها ،
فيعدلونها بها ويحتذونها عليها بذلك أكثر مما نقدره وأضعاف ما نستشعره من ذلك كقولهم خأضم وقضم ،
فالخضم لكل الرطب كالبطيخ والقثاء وما كان نحوهما من المأكول الرطب ،والقضم للصلب اليابس
" .نحو قضمت الدابة شعيرها ونحو ذلك
الخصائص ج 2ص 157
:النص الثالث
أما في باب تصاقب اللفاظ لتصاقب المعاني فيقول ":من ذلك قول ا سأبحانه ":ألم تر أنا أرسألنا
الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا " أي تزعجهم وتقلقهم .فهذا في معنى تهزهم هزا ،والهمزة أخأت
الهاء ،فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين .وكأنهم خأصوا هذا المعنى بالهمزة لنها أقوى من الهاء وهذا
".المعنى أعظم في النفوس من الهز لنك قد تهز ما ل بال له ،كالجذع وسأاق الشجرة ونحو ذلك
20
التحليل :نلحظ في النص الول أن ابن جني قد التفت إلى وجودآ صلة بين صوت الجندب والفعل الذي
يدل عليه " صر " .وبسبب تشابه صوت البازي وصوت الجندب مع وجودآ اخأتلف في الكيفية ،جاء
" .الفعل الذي يصف صوت البازي مضعفا " صرصر
فنجد ابن جني يركز على تقارب المعاني نتيجة لتقارب جرس الصوات ،ويفرق بين المعاني نتيجة
لخأتلف الجرس .ويضيف ابن جني ما قاله سأيبويه في هذا الباب " أن المصادآر التي جاءت على
الفعلن ،أنها تأتي للضطراب ...........حركات الفعال ".فالمصادآر التي على وزن " فعلن " ـ بفتح
.الفاء والعين ـ تدل على الحركة المصاحبة للحدث
ثم يوضح في النص الثاني أثر الصوات في المعاني ،فالصوت الرخأو يدل على المعنى الرخأو وبالمقابل
يدل الصوت الغليظ على المعنى الغليظ ويعطينا مثال لذلك كلمتي :الخضم التي تدل على أكل الرطب
.و القضم لكل الصلب اليابس
أما في النص الثالث فيوضح لنا أن تقارب الحروف أو الصوات ناتج عن تقارب المعاني ويقدم مثال
لذلك كلمتي الهز و الزأ المتقاربتين في المعنى ومعناهما :تزعجهم وتقلقهم .أما إذا نظرنا إلى الكلمتين
من الناحية اللفظية فنجد أنهما ل تختلفان إل في حرف الهاء والهمزة وهما حرفان متقاربان أيضا من
.الناحية الصوتية فالهاء مخرجه الحلق وهو المخرج ذاته للهمزة
فتتصور من مجموع هذه النصوص أن ابن جني يريد القول بوجودآ العلقة الطبيعية بين الحرف ومعناه
أو ما يسمى بالقيمة التعبيرية للحرف الواحد ،إذ تتقارب المعاني أحيانا نتيجة تقارب مخارج الحروف،
.وترتبط قوة المعاني بقوة الحروف
.ملحظة :هذه فكرة توضيحية وعلى الطالب أن يتعمق في الشرحا والتعليل كنموذج تدريبي
21
علقة الدللة بعلم الصرف )الدللة الصرفية(.
بالرجوع إلى المستوى الصرفي من مستويات البنية اللغوية نذكر أن عناصر هذا المستوى هي )المفردآات
أو الكلمات أو الوحدات الدالة( التي تنشأ من جمع الصوات )الوحدات غير الدالة( بصورة اعتباطية )مع
التحفظ هنا على هذه العتباطية( ليكون لدينا وحدات لها دآللة مفردآة )بالوضع( كما ذكر الزمخشري في
كتابه )المفصل( .هذه الوحدات ذات الدللة المفردآة تأخأذ أشكال صرفية مختلفة و هي التي تسمى الصيغ
الصرفية ،و لكل صيغة دآللة معينة بالضافة التي دآللة المادآة الصوتية التي تتشكل منها .فللأسأماء
و الفعال و الوصاف )المشتقات المختلفة( دآللة إضافية تحددآها الصيغة .فلكل فعل من الفعال
)الماضي ،المضارع و المر( و بصورها المختلفة )المجردآة و المزيدة ( هيئة صرفية تدل على المعنى
أو على جزء من المعنى .مثل :فعل ،يفعل ،افعل ،اسأتفعل ،تفاعل............و كذلك فاعل ،مفعول ،مفعل،
مفعل ،فعال ،مفعال.
و قد تدل صيغة واحدة على عدة معان يحددآها السياق ،مثل صيغة اسأم الفاعل و المفعول.
)مختار( ،بضم الميم ،المتحولة من البنيتين العميقتين :مختير و مختير ،بفتح الياء في الولى وكسرها
في الثانية ،و من ذلك الصيغة التي تدل على اسأم الزمان و المكان و اسأم المفعول و المصدر الميمي
يضوع ،التي تدل على الظهور )مسعى( على وزن مفعل ،ومن ذلك أيضا :الفعل ضاع
و الخأتفاء و ندرك ذلك بالرجوع إلى المضارع :ضاع يضيع و ضاع يضوع ،و كذلك رام يروم و يريم
)حلمي خأليل مقدمة لدراسأة فقه اللغة ص .(182
إن علم الصرف الذي يدرس هذه الصيغ )هذه الوحدات( التي تعد من المفردآات على الرغم من أنها قد
تتألف من أكثر من وحدة دآالة حسب مبدأ تحديد الوحدات الدالة بناء على المعنى ،أقول إن علم الصرف
هنا يتقاطع مع علم الدللة لن الصل في تصريف الصيغة الولى إلى صيغ مختلفة الحاجة إلى الدللت
المختلفة التي نحتاج إليها ضمن النظام اللغوي لتؤدآي اللغة وظيفتها بشكل كامل و دآقيق.
22
حصة تطبيقية حول علقة علم الدللة بالمستوى الصرفي
النص
يقول ابن جني في " باب في الدللة اللفظية والصناعية والمعنوية " :اعلم أن كل واحد من هذه الدلئل
معتد مراعى مؤثر إل أنها في القوة والضعف على ثلث مراتب ،فأقواهن الدللة اللفظية ثم تليها
الصناعية ثم تليها المعنوية ولنذكر من ذلك ما يصح به الغرض فمنه جميع الفعال ،ففي كل واحد منها
الدآلة الثلثة ،أل ترى إلى قام ودآللة لفظه على مصدره ودآللة بنائه على زمانه ودآللة معناه على فاعله
،فهذه ثلث دآلئل من لفظه وصيغته ومعناه ،وإنما كانت الدللة الصناعية أقوى من المعنوية من قبل
أنها وان لم تكن لفظا فإنها صورة يحملها اللفظ ويخرج عليها و يستقر على المثال المعتزم بها ،فلما
كانت كذلك لحقت بحكمه وجرت مجرى اللفظ المنطوق به ،فدخأل بذلك في باب المعلوم والمشاهدة و أما
".المعنى فإنما دآللته لحقة بعلوم السأتدلل وليست في حيز الضروريات
23
فصيغ الفعال بأنواعها :الماضي والمضارع و المر تدل على الحدث وزمانه ،وما يتصل بهذه الفعال
من حروف وما يدخألها من التضعيف ،فتضعيف العين مثل يدل على قوة الحدث وكثرته مثل :اخأضر
.واخأضوضر
وتحمل صيغ السأماء العديد من المعاني التي تتنوع بتنوعها ،كأسأماء الفاعلين وأسأماء المفعولين وصيغ
.المبالغة والتصغير والنسب والجموع ،فلكل منها معنى تؤدآيه
.ويمكننا التعرف على معاني تلك الوزان بالرجوع إلى كتب الصرف
.ج ـ الدللة المعنوية :عرفها ابن جني بقوله "دآللة معناه على فاعله " أي دآللة فاعل الفعل
.فالدللة المعنوية للفعل ) قام ( هي الفاعل الذي قام بالفعل ) هو (
والدللة المعنوية في السأم )قافلة ( هي :قافلة ،سأيارة ،كواكب ...أي مختلف المعاني الصلية
.و المجازية
:يمكن أن نمثل لمختلف تلك الدللت بالشكل التالي
24
دآللة معنوية دآللة صناعية دآللة لفظية
) دآللة الجذر س ،ي ،ر( ) آلة تنقل ميكانيكية ( الوزن فعالة يدل
قافلة ،كواكب ......مثل على السرعة
وهي معاني تتحددآ والكثرة(....
هنا حسب السياق الذي
) وردآت فيه
.ـ هاتف 2 ،ـ صه 3 ،ـ من 4 ،ـ نعم ) بكسر النون وتسكين العين ( 5 ،ـ يسلم 1
:ـ ما المعنى المستفادآ من الصيغ المتقابلة التالية ) اسأتعن بالمعاجم العربية ( 2
أ ـ القوام ) بكسر القاف ( والقوام )بفتحها(
ب ـ الذل ) بكسر الذال ( والذل ) بضمه (
ج ـ حاسأوب ،حاسأب
25
الدللة و علم التراكيب )الدللة النحوية(.
يقول الجرجاني عبد القاهر في كتابه المشهور )دآلئل العجاز في علم المعاني( ) :إن اللفاظ المفردآة
التي هي أوضاع اللغة لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها و لكن لن يضم بعضها إلى بعض فيعرف
فيما بينها فوائد ) (.....دآلئل العجاز ص .(353
إن ما يقال من أن الوحدات الدالة في المستوى الصرفي تتشكل من تجمع لعناصر من الوحدات غير الدالة
)الصوات( دآون صدور ذلك عن نظام عقلي )إن نظم الحروف هو تواليها في النطق فقط) (....انظر
دآلئل العجاز ص ).(353مع التحفظ على ذلك( .فان ذلك ل ينطبق على تشكيل الجمل من الوحدات
الدالة و إنما يتم ذلك بالتآلف بين هذه الوحدات فيأتلف بعضها و ل يأتلف بعضها الخأر ،كما يذكر
الجرجاني نفسه في كتابه الجمل )اعلم أن الواحد من السأم و الفعل و الحرف يسمى كلمة ،فإذا ائتلف منها
اثنان فأفادآا ) (.....يسمى كلما ويسمى جملة ) الجمل ص . (107
و على هذا تكون الفادآة ليس معنى المفردآات في حد ذاتها .و هو ما يوضحه في قوله السابق في الدلئل.
و إنما الفادآة هنا في هذا المستوى )مستوى التراكيب( أو المستوى النحوي هو تعريف المخاطب )بفتح
الطاء ( و إبلغه بالعلقات النحوية أو ما يسمى بمعاني النحو ،و هو المعنى السأنادآي الذي يربط بين
الوحدات دآاخأل التركيب فيفهم من الذي قام بالفعل أو اتصف بالوصف و على من وقع هذا الفعل ،و مع
ترابط عناصر التركيب بما في ذلك الملحقات مثل الحال و التمييز و غيرها ،حيث يوضع كل عنصر في
موضعه المناسأب لصحة المعنى ،وإل لن يفهم المخاطب ،بفتح الطاء ) ،السامع( أي معنى مع أنه من
المفترض أنه يعرف المعاني المفردآة لللفاظ و إنما المعنى المقصودآ هنا هو معنى النحو ،أو الوظائف
النحوية .و يرى الجرجاني أن ذلك النظام يقوم على ربط الكلمات ببعضها يقول " ليس الغرض بنظم
الكلم أن توالت ألفاظها في النطق بل أن تناسأقت دآللتها وتلقت معانيها ،على الوجه الذي اقتضاه العقل
)ص . (35
وكان الجرجاني قد ضرب مثل ببيت امرئ القيس ـقفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ـ فقال
ما معناه أننا لو غيرنا ترتيب الكلمات فهل يعني قول امرئ القيس مبينا بعد ذلك .
وقد علد بعضهم الجملة )التركيب( هي الوحدة الدللية السأاسأية.
وهذا ل يعني –طبعا -أن المعاني المعجمية )الجتماعية( بمعزل عن فهم المعنى لن اللغة تعمل بنظام
متفاعل تتداخأل فيه المستويات ،و يظهر ذلك عند تشو مسكي فيما يسمى مبدأ السلمة النحوية ،
و يضرب لذلك المثلة ،فقد يكون التركيب سأليما نحويا من حيث السأنادآ ،و لكنه ل يؤدآي للمخاطب
)بفتح الطاء ( معنى صحيحا مثال ذلك ) :شرب الجدار النجمة المؤمنة( .و إنما قد يكون ذلك فيما يسمى
باخأتراقات الشعراء مثل ) .شربتني قهوتي ( .
26
و إذا كنا قد ركزنا هنا على الجرجاني فلنه ركز على العلقة بين النحو و البلغة أو البلغا و ليس
البلغا إل نقل المعاني و تبادآلها بين المخاطب ) بفتح الطاء ( و المخاطب )بكسر الطاء ( .و من هنا كان
لعلم الدللة علقة متينة بعلم النحو فليست اللغة إل مجموعة من العلقات بين اللفاظ و دآللتها ،و هذا ما
تؤكده كثير من المذاهب اللسانية الغربية الحديثة.
27
:حصة تطبيقية حول علقة علم الدللة بالمستوى التركيبي
:النص الول
يقول عبد القاهر الجرجاني ":اعلم أن ههنا أصل أنت ترى الناس فيه في صورة من يعرف من جانب
وينكر من آخأر ،وهو أن اللفاظ المفردآة التي هي أوضاع اللغة لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها و
لكن لن يضم بعضها إلى بعض فيعرف فيما بينها فوائد ،وهذا علم شريف وأصل عظيم ،والدليل على
ذلك أنا إن زعمنا أن اللفاظ التي هي أوضاع اللغة ،إنما وضعت ليعرف بها معانيها في أنفسها ،لدآى
" .....ذلك إلى ما ل يشك عاقل في اسأتحالته
دآلئل العجاز ص 469
:النص الثاني
و يقول أيضا ":ليت شعري كيف يتصور وقوع قصد منك إلى معنى كلمة من دآون أن تريد تعليقها
بمعنى كلمة أخأرى ،ومعنى القصد إلى معاني الكلم أن تعلم السامع بها شيئا ل يعلمه ؟
و معلوم أنك أيها المتكلم لست تقصد أن تعلم السامع معاني الكلم المفردآة التي تكلمه بها فل تقول :خأرج
زيد لتعلمه معنى خأرج في اللغة ومعنى زيد ،كيف ومحال أن تكلمه بألفاظ ل يعرف هو معانيها كما
تعرف ،ولهذا لم يكن الفعل وحده دآون السأم ،ول السأم وحده دآون اسأم آخأر أو فعل كلما ،أو كنت لو
قلت :زيد ولم تأت بفعل ول باسأم ول قدرت فيه ضمير الشأن ،أو قلت زيد ولم تأت بفعل ول اسأم آخأر
" ولم تضمره في نفسك ،كان ذلك وصوتا تصوته سأواء فاعرفه
المرجع نفسه ص 372
:النص الثالث
ويقول " :و اعلم أن مثل واضع الكلم مثل من يأخأذ قطعا من الذهب أوالفضة فيذيبها بعضها في بعض
حتى تصير قطعة واحدة ،وذلك أنك إذا قلت :ضرب زيد عمرا يوم الجمعة ضربا شديدا تأدآيبا له ،فانك
تحصل من مجموع هذه الكلم كلها على مفهوم هو معنى واحد ل عدة معان كما يتوهمه الناس ،وذلك
لنك لم تأت بهذه الكلم لتفيده أنفس معانيها إنما جئت بها لتفيده وجوه التعلق التي بين الفعل الذي هو
ضرب وبين ما عمل فيه ،أو الحكام التي هي محصول التعلق ........وإذا كان ذلك كذلك بان منه وثبت
أن المفهوم من مجموع الكلم معنى واحد ل عدة معان وهو إثباتك زيدا فاعل ضربا لعمرو في وقت كذا
.ولغرض كذا
28
التحليل
تناول فيه إعجاز القرآن من زاوية تخصصه اللغوي اللساني والسألوبي ،مؤسأسا بذلك نظرية النظم و التي
جمع فيها بين علوم ثلث :النحو ،البلغة ،النقد ،وهي نظرة مكتملة تمكننا من فهم النص الدآبي من خألل
.صياغته
والنظم في جوهره يتصل بالمعنى من حيث هو تصور للعلقات النحوية كتصور علقة التعدية بين الفعل
والمفعول به ،وتصور علقة السببية بين الفعل والمفعول لجله ،ثم تأتي المزية من وراء ذلك بحسب
.موقع الكلمات بعضها من بعض
ارتبطت نظرية النظم بقضية فكرية دآينية شغلت المسلمين حقبة طويلة ،احتدم الجدال حولها :القرآن أمخلوق
.هو أم قديم؟
وقد تزعم المعتزلة القول بخلق القرآن ،واتصل البحث فيها بماهية الكلم ،حيث قال المعتزلة إن كلم الناس
حروف ،وكذلك كلم ا وقد مر ذلك إلى تناول الصلة بين اللفاظ ومدلولتها ،فمن العلماء من رأى أنها
.طبيعية ذاتية ومنهم من قال بأنها علقة اعتباطية اتفاقية
كل ذلك وصل إلى عبد القاهر الجرجاني الذي أدآرك سأوء الفهم لدى أهل زمانه إذ منهم من مال إلى اللفظية
.الجامدة ،وأعطى اللفاظ بعض القداسأة
كما تجاوز آراء العلماء خأاصة في المسائل النحوية التي ارتبطت بقضايا الصواب والخطأ في الدآاء إلى
.الهتمام بالعلقات المتنوعة بين الكلمات ثم بين الجمل
29
:التحليل
ـ يبين الجرجاني في النص الول أن الدللة ل تقتصر على الجانب الفرادآي فقط إنما تتعداه إلى المستوى
التركيبي النحوي ،ثم نجده يفاضل بين الدللتين عندما يبين لنا أن الغرض من اللغة الذي هو التعبير
والتواصل ل يتحقق بالنظر في معاني اللفاظ المفردآة ،لن هذه المعاني ناتجة عن التواضع والصطلحا ،
ول نحقق أية فائدة عند الكتفاء بمعرفتها ،لنها معروفة أصل عند كل المتخاطبين ،بل الفائدة تتحقق
".بمعرفة المعاني الناتجة عن ضم تلك الكلمات بعضها مع بعض ،ويصفه بأنه "علم شريف وأ صل عظيم
ـ وفي النص الثاني ،يبين أيضا أن الفائدة المرجوة من اللغة ـ أي تبليغ معاني جديدة للمستمع ل يعرفها ـ ل
تتحقق إل بتعليق أي ضم الكلمات بعضها ببعض وفق قواعد نحوية معينة ،و هنا نتحدث عن معنى
.الجملة
يقدم لنا الجرجاني مثال توضيحيا لذلك بجملة " خأرج زيد " ،فالقصد هنا ليس إعلم أو إفادآة السامع بمعنى "
خأرج " أو بمعنى " زيد " لن معناهما ناتج عن التواضع ـ مثلما ذكر في النص الول ـ إنما إعلمه
.بمعنى التركيب ) :خأرج +زيد( أو) زيد +خأرج ( و هنا تتحقق الفائدة
ـ نلحظ أن الجرجاني في النص الثالث يوضح أكثر معنى " دآللة الجملة " ،باسأتعماله " :ضرب زيد عمرا
يوم الجمعة ضربا شديدا تأدآيبا له " ،وهي عبارة تحمل بكلماتها المجتمعة معنى واحدا هو معنى
.الثبات أي إثبات زيد فاعل ضربا لعمرو في وقت كذا وعلى صفة كذا ولغرض كذا
فمعنى الثبات هو المعنى النحوي ،ويقول عنه الجرجاني أنه " معنى واحد ل عدة معان كما يتوهمه الناس
".
.لن المعاني المنفصلة الخاصة بكل كلمة ،ناتجة كما ذكر عن التواضع والصطلحا
نستنتج أن المعنى النحوي عند الجرجاني يخضع لقواعد معينة ،وأي تغيير في ترتيب الكلمات وتركيبها
يخضع لتلك القواعد .ومن أنواع المعاني النحوية التي يمكن ذكرها هي :معنى السأتفهام في جملة
...........السأتفهام ،معنى الثبات في جملة الثبات ،معنى النفي في جملة النفي
30
الدللة و علم البلغاة
قد ل يذكر الباحثون في الغالب ـ أن هناك مستوى في البنية اللغوية يسمى المستوى البلغي ،لنه
متداخأل مع المستوى البلغي الذي يعتمد التراكيب أو السأنادآ أسأاسأا ،و إنما هناك أنواع من التصرف
في الكلم قد تجعله بليغا ،و يتفاوت في ذلك المتكلمون ،و مما يشير إلى أن الدللة البلغية في سأياقاتها
تختلف عن الدللت الخأرى مع ارتباطها بها أننا لو أخأذنا المثال المشهور من التراث اللغوي العربي
)كثير الرمادآ( .فالدللة النحوية هنا لو وققنا عندها كانت أن شخصا ما عنده الكثير من الرمادآ )بقايا النار(
و قد يكون ذلك للتجار به أو أن يكون للقذارة و عدم التخلص منه ،و لكن في السياق البلغي تكون
دآللة )كثير الرمادآ( الكرم .........وهذا الذي سأمي عند الجرجاني بمعنى المعنى .و كنا قد ذكرنا أن
)أوجدن
و ريتشاردآ( قد ألفا كتابا في عام 1923بعنوان "معنى المعنى" the meaning of meaning
و كان عبد القاهر الجرجاني قد سأبق إلى ذلك و إن كان بمجردآ إشارة.
هذا بالضافة إلى علقة الدللة بالنص )الدللة النصية( ،إذ أن هناك من يرى أن الوحدة الدللية هي )
. (atextو أن أي امتدادآ للكلم ابتداء من المورفيم ـ و ربما دآون ذلك ـ هو وحدة دآللية )انظر :أحمد
مختار عمر .علم الدللة ،عالم الكتب ص (32علما بأن أبرز وحدة دآللية هي الكلمة لنها المستوى
السأاسأي في البنية اللغوية )مستوى الوحدات الدالة( كما كنا قد أشرنا سأابقا عند حديثنا عن مستويات البنية
اللغوية.
كل كلمة من كلمات اللغة العربية لها دآللة معجمية مستقلة عما توحيه أصواتها أو صيغتها من دآللت
زائدة على تلك الصلية أو المركزية أو القاعدية ،و يطلق عليها الدللة الجتماعية .و لكن عندما تنتظم
الكلمة ضمن الجملة تضاف إلى الكلمة كل الدللت الخأرى و ل يتم الفهم إل بالوقوف عليها جميعها.
و أصل المعنى المعجمي هو ما تدل عليه الكلمة من المعنى الوضعي ،و هذا ما أشار إليه الزمخشري
عندما قال في كتابه المفصل " :الكلمة هي اللفظ الدال على معنى مفردآ بالوضع " .هذا المعنى المرتبط
–مبدئيا -بالصول الصوتية )العربية ثلثية الصوات( هو الذي تنطلق منه المعاني الخأرى ،و قد
ارتبطت المعاجم العربية القديمة و الحديثة )غالبا( بمبدأ الصول الثلثية ،حتى رأى بعضهم )ابن جني(
31
و ربما من قبله )الخليل بن أحمد( :أن المعنى الصلي يظل مرتبطا بهذه الصول و ل يكادآ يفارقها حتى
و إن تغير ترتيبها في الكلمة الواحدة )الشتقاق الكبير( ـ أو حتى لو أبدلنا بها ما يقاربها من الصوات
)الشتقاق الكبر( و إن كان الذين اعتمدوا هذا الرأي قد تأولوا كثيرا.
هذا بالضافة إلى أن هناك من علد المادآة الصوتية الولى في الكلمات اللغة كانت صوتين فقط
أو ما يعرف بالمقطع الصوتي القصير المغلق )قط ،شد ،شك( هذا تاريخيا ثم انتقلت هذه الثنائية إلى
المعجم بتضعيف الصوت الثاني )ق ل
ط ،شلد ،ع ل
ض( الثلثي المضاعف و نظرا للحاجة إلى تنويع المعنى
أضيف فيما بعد صوت ثالث تتويجا أو حشوا أو كسعا من ذلك قط +ع = قطع – و +ر = قطر ،و +م
= قطم.......وفج بإدآخأال صوت في وسأطها تصبح فلج أو فرج ..........
و لعل ما يشير إلى علقة الدللة بالمعجم أن هناك معاجم بنيت على أسأاس المعاني ،و سأميت معاجم
المعاني ،و قد كان هذا في التراث اللغوي العربي عندما وضع جامعو اللغة الول ما يسمى بالرسأائل
اللغوية المتعلقة بأحد الموضوعات أو المعاني مثل :كتاب البل ،و كتاب الخيل ،و النواء و غير ذلك
و كما أن هناك الن معاجم نبحث فيها اعتمادآا على اللفظ ،فان هناك معاجم أخأرى يبحث فيها اعتمادآا
على المعنى.
32
المحاضرة رقم 04
علقة علم الدللة بالعلوما غاير اللغوية
في الواقع ل يمكن فصل علم الدللة عن أ ل
ي من العلوم الخأرى ،سأواء النسانية أو الرياضية و الطبيعية،
فالعلوم كلها تعتمد الدللة في جميع مساراتها .بل كل شيء في الحياة و في علقة النسان بما يحيط به من
الكون و ما ينشأ عنه من فعاليات يعتمد الدللة أسأاسأا.
-2الدللة و الفلسفة.
من المعروف أن ارتباط الدللة بالفلسفة و المنطق كان أظهر من ارتباطه بأي علم آخأر .بل كان الباحثون
ل يفرقون – ربما – بين علم الدللة و الفلسفة ،غير أن علم الدللة بدأ ينفصل تدريجيا و يدخأل بل يتمركز
في دآائرة العلوم اللغوية بل مازال علماء الفلسفة يدرسأون علقة موضوعاتهم الفلسفية بعلم اللغة ،و قد
كان فلسأفة اليونان قد اهتموا بهذه العلقة.
و لعل ما يردآ في الدراسأات اللغوية من الحدودآ و التقسيمات ،و من مصطلحات مثل :الخبر و النشاء
و اسأم الجنس و اسأم النوع ،ل ينفك عن علم المنطق ،بل أن هناك من المناطقة من اخأتص بعلم الدللة و
ربما كانت المثلة اللغوية المستقلة في المنطق تبين بوضوحا مثل هذه العلقة مثل:
محمد فان محمد إنسان -كل إنسان فان
ليس كل دآخأان يدل على النار. -كل نار لها دآخأان
33
-3الدللة و علم النفس.
يبحث علم النفس في طريقة اكتساب اللغة ،و كيفية التعلم ،و لعل اهتمام علماء النفس بموضوع الدآراك
من أبرز ما يربط بين علم النفس و علم اللغة و )منه الدللة( إذ أن الدآراك ظاهرة فردآية و الناس
يختلفون في إدآراك الكلمات و في تحديد دآللتها .و يلحظ أن للغة جوانب نفسية تتغير بتغير الحوال من
فرحا و حزن و غير ذلك .و يظهر هذا من خألل كلم المتكلمين.
34
حصة تطبيقية حول الدللة عند الفلسأفة والبلغايين
ـ يقول ابن سأينا )أبو علي الحسين بن عبد ا 428ه( " :إن النسان قد أوتي قوة حسية ترتسم فيها 1
صور المور الخارجية و تتأدآى عنها إلى النفس فترتسم فيها ارتساما ثانيا ثابتا و إن غابت عن
الحس ................ومعنى دآللة اللفاظ أن يكون إذا ارتسم في الخيال مسموع اسأم ارتسم في النفس
" معنى ،فتعرف النفس أن هذا المسموع لهذا المفهوم ،فكلما أوردآه الحس على النفس التفتت إلى معناه
الشفاء ص 3ـ 4
ـ يقول الغزالي ) أبوحامد 505ه( " :إن للشيء وجودآا في العيان ،ثم في الذهان ،ثم في اللفاظ 2 ،
ثم في الكتابة .فالكتابة دآالة على اللفظ ،واللفظ دآال على المعنى الذي في النفس ،والذي في النفس هو مثال
".الموجودآ في العيان
ـ يقول حازم القرطاجني ) توفي سأنة 684ه ( " :كل شيء له وجودآ خأارج الذهن فانه إذا أدآرك 3
حصلت له صورة في الذهن تطابق ما أدآرك منه ،فإذا عبر عن تلك الصورة الذهنية الحاصلة عن
الدآراك ،أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعين وأذهانهم فصار للمعنى وجودآ
آخأر من جهة دآللة اللفاظ ،فإذا احتيج إلى وضع رسأوم من الخط تدل على اللفاظ لمن لم يتهيأ له سأمعها
من المتلفظ بها ،صارت رسأوم الخط تقيم في الفهام هيئات اللفاظ ،فتقوم بها في الذهان صور المعاني
" .فيكون لها أيضا وجودآ من جهة دآللة الخط على اللفاظ الدالة عليه
المطلوب :حلل هذه النصوص ،مستخرجا أهم الظواهر اللغوية الواردآة فيها ثم قارنها بما توصلت إليه
".اللسانيات الحديثة ممثلة بآراء " دآوسأوسأير
35
التحليل
اهتم الدارسأون القدامى على اخأتلف اتجاهاتهم العلمية من فلسأفة :أبو حامد الغزالي ،ابن سأينا
وبلغيين ) لغويين( :حازم القرطاجني بطبيعة الدليل اللغوي من حيث هو شيء محسوس بديل في
.الواقع المدرك عن الشيء الموجودآ في المحيط الخارجي حتى وان غاب عن العيان
:ففي النص الول يحددآ لنا ابن سأينا أهم العناصر التي تساهم في تشكيل العملية الدللية وهي
ـ صور المور الخارجية
ـ النفس
ـ مسموع اسأم
ـ دآللة اللفظ
ـ المعنى
فعندما يودآ النسان التعبير عن شيء ما موجودآ في المحيط الخارجي ،يبدأ بإدآراكه أول ،أي يحددآ تصوره
لذلك الشيء ،فتتشكل في ذهنه صورة له )وهو المعنى( ،حتى وان غاب عن الحس ثم يعبر عن ذلك
.التصور الذهني باسأم
.إذن الدليل اللغوي عند ابن سأينا يتكون من ثنائية ) مسموع اسأم ،معنى ( وهو بذلك يلغي ) المرجع (
:فإذا قارنا هذا الرأي مع ما توصلت إليه اللسانيات الحديثة يتبين لنا أن
:ـ تصور ابن سأينا يتوافق مع تصور دآوسأوسأير للدليل اللغوي ،فكلهما يلغي المرجع منه
صورة صوتية
مسموع اسأم
لكن نلحظ في النص الثاني ،أن الغزالي يعتبر المرجع عنصرا أسأاسأيا في الدليل اللغوي ،والذي يتشكل
36
:من أربعة أطراف أسأاسأية هي
ـ الموجودآ في العيان
ـ الموجودآ في الذهان
ـ الموجودآ في اللفاظ
ـ الموجودآ في الكتابة
يتبين لنا أن الغزالي اسأتطاع أن يثبت قدرة النسان التكيف مع العالم الخارجي ) العيان ( باسأتعماله
لعقله ) الذهن ( الذي سأمح له بإبداع الدال ) اللفاظ ( كرموز تعبر عما أدآركه في ذهنه للعالم الخارجي
.ثم تأتي عملية الكتابة لتثبيت ذلك الدآراك
فالشياء الموجودآة في المحيط الخارجي والتي اصطلح عليها بتسميات مختلفةـ حسب اتجاهات العلماء ـ
وهي المدلول عليه ،المرجع ،العيان ،المور الخارجية ،الشيء،ل يمكن للنسان أن يعبر عنها إل بعد
إدآراكها ،أي وضع تصوره لها في الذهن ،فيتشكل له مدلول عن ذلك الشيء ثم يشكل الصورة اللفظية
.أو الدال الذي سأيتلفظ به ويمكنه من التواصل مع باقي البشر
ـ ول يخرج حازم القرطاجني ـ كبلغي ـ في النص الثالث عن هذا التصور العام للعملية الدللية فهو
:يحددآ أيضا أنواع العلقات الدللية التي ترتبط مع بعضها انطلقا من مختلف العناصر المكونة لها وهي
" ـ المرجع أو المدلول عليه والذي عبر عنه ب ":كل شيء له وجودآ خأارج الذهن
"ـ والمدلول " إذا أدآرك حصلت له صورة تطابق ما أدآرك منه
" ـ الدال " أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعين وأذهانهم
فالمعنى عنده بوصفه مدلول تدل عليه علمة لغوية هو محصلة لعملية إدآراك الواقع الخارجي فالدال
يعبر عن الصورة الذهنية المدركة وهنا يتساوى اللفظ في دللته على تلك الصورة الذهنية مع )اللفظ (
دآللة الرموز الكتابية ـ عبر عنها حازم القرطاجني ب " رسأوم الخط "ـ في دللتها على اللفظ " لمن لم
يتهيأ له سأمعها " ـ حسب ماجاء في النص ـ لن الرسأم الخطي يدل على هيئات اللفاظ ،وهي هيئات تدل
بدورها على المعاني الحاصلة في الذهان ،هذه الخأيرة تدل على الشياء الخارجية ،فالعالم الخارجي
يتحول عن طريق الدآراك في الذهن إلى مجموعة من المفاهيم ) المدلولت ( ثم يتحول إلى دآللت
.صوتية ) دآوال( ثم إلى رموز كتابية ،إذا اقتضت الحاجة ذلك
37
الصورة الصوتية أي اللفظ ) مدلول ( الرموز الكتابية) دآال (
الصورة الذهنية ) مدلول ( الصورة الصوتية أي اللفظ ) دآال (
الشياء خأارج الذهن ) مدلول ( الصورة الذهنية ) دآال (
فكل مدلول ـ حسب تصور حازم القرطاجني ـ يتحول بدوره إلى مدلول ،فالصورة الصوتية تكون مدلول
في علقتها بالرموز الكتابية ،لكنها تصبح دآال في علقتها بالصور الذهنية ،والصور الذهنية تكون
.مدلول في علقتها بالصورة الصوتية وتتحول إلى دآال في علقتها بالعالم الخارجي المحيط بنا
38
علم الدللة – نظرة تاريخية موجزة –
عند اليونان :من الطبيعي أن تكون الدللة من الموضوعات التي يهتم بها الفكر النساني منذ القدم .و كان
ذلك عند فلسأفة اليونان ،فقد رأى أرسأطو أن المعنى يتطابق مع التصور الموجودآ في العقل و ميزبين:
-1الشياء في العالم الخارجي
-2التصورات أو المعاني
-3الصوات أو الرموز أو الكلمات.
و فتح ذلك الباب لكثير من الفكار و المناقشات حول الدللة و المعنى في العصور الوسأطى ،كما تعرض
أفلطون إلى قضية العلقة بين اللفظ و المعنى و اتجه إلى أن العلقة بينهما طبيعية ذاتية.
بينما اتجه أرسأطو إلى أن هذه العلقة اصطلحية عرفية ،أي متواضعة عليها و قام بشرحا هذه العلقة
العرفية و بيانها.
) ينظر .أحمد مختار عمر ص (17
عند الهنود :اهتم الهنودآ بالتأمل في لغتهم و قاموا بدراسأتها بدافع دآيني للحفاظ على كتابهم المقدس
)الفيدا( ـ و هذا ما يشبه ما كان من أمر العرب عندما دآرسأوا لغتهم.
و كان )بانيني( الذي عاش في القرن الخامس و الرابع قبل الميلدآ وضع كتابا في السنسكريتية سأماه
)المثمن( قيل أنه أشبه بكتاب سأيبويه.
و كان من أهم الموضوعات التي ناقشها الهنودآ ،نشأة اللغة و اكتساب بعض الصوات لمعانيها و قد كانوا
فريقين :أحدهما يرى أن اللغة نشأت باللهام ،و الثاني :من اخأتراع البشر.
كما ناقشوا قضية اللفظ و المعنى فمنهم من رأى أن اللفظ والمعنى ل ينفصلن عن بعضهما ،و منهم من
رأى أن العلقة بين اللفظ و المعنى علقة فطرية و طبيعية ،و منهم من رأى أن العلقة بين اللفظ
و المعنى علقة ضرورية لزومية.
و من القضايا التي ناقشوها :أنواع الدللت للكلمة .و توصلوا إلى أن هناك أربعة أقسام للدللت :حسب
عددآ الصناف الموجودآة في الكون و هي )ينظر المرجع السابق ص :(19
-1قسم يدل على مدلول عام )رجل(
-2قسم يدل على كيفية )طويل(
-3قسم يدل على حدث )جاء(
-4قسم يدل على ذات )محمد(.
عند العرب:
39
قام العرب بدراسأة لغتهم لسبب أسأاسأي دآيني ،يتمثل في المحافظة على لغة القران لصحة تلوته
و اسأتخلص الحكام و التشريعات منه .و كان للخوف من اخأتلف المعنى أو إفسادآه في تلوة اليات
بشكل غير صحيح أكبر الثر في النهوض بهذه الدراسأة ،لذلك كانت أوائل العمال اللغوية المتعلقة
بالدللة بشكل خأاص ذات صلة بالقرآن الكريم مثل :معاني الغريب في القرآن الكريم
و مجاز القرآن ،بالضافة إلى معاجم الموضوعات )المعاني( .و معنى ذلك ضبط المصحف الشريف.
و قد تجلت أهم أعمال الدراسأيين العرب الدللية بما يلي:
-عمل ابن فارس في معجمه )المقاييس( بربط المعاني الجزئية بالمعنى العام.
-عمل الزمخشري في معجمه )أسأاس البلغة( للتفريق بين المعاني الحقيقية و المجازية.
-أعمال ابن جني في ربط تقلبات المادآة )اللفظة( بمعنى واحد.
هذا بالضافة إلى أعمال لغوية أخأرى ذات صلة بعلم الدللة.
و لبد من الشارة هنا إلى ما قام به الصوليون و علماء الكلم ،و ما ذكروه من :دآللة اللفظ و دآللة
المنطوق و دآللة المفهوم.
بالضافة إلى أعمال البلغيين في دآراسأة الحقيقة و المجاز ،و نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني.
كانت هذه فكرة مقتضبة جدا عن الدراسأات الدللية قديما ،و نعرج بعد ذلك إلى تقديم فكرة عن الدراسأات
الدللية في العصر الحديث
40
لم تكن الدراسأات الدللية القديمة دآراسأة علمية حقيقية ،و إنما كانت مثل هذه الدراسأة العلمية بمفهوم العلم
و مناهج البحث من ثمرة الدراسأات اللغوية الحديثة.
و بهذا المفهوم الخاص يمكن القول أن بواكير هذا العمل نشأت في أواسأط القرن التاسأع عشر هذا و لم
تزل الدراسأات الدللية في العصر الحديث تتسع و تستقل في مؤلفات خأاصة بالضافة إلى ما تأخأذه من
مساحات ضمن إطار الدراسأات اللغوية و علم اللغة الذي اسأتوى و تطور في الفترة الخأيرة و كان هناك
عددآ من الباحثين العرب الذين اهتموا بالسيمياء مثل الدكتور أحمد مختار عمر )و قد اعتمدنا كثيرا على
كتابه )علم الدللة( أثناء إعدادآ هذه المحاضرات كذلك على كتب الدكتور حلمي خأليل و الدكتور إبراهيم
أنيس و غير ذلك.
و في الدراسأات اللغوية الغربية و اعتبارا من تشومسكي الذي دآعا في البداية إلى ضرورة فصل النحو
عن المعنى إل أن عدل عن موقعه بتأثير عددآ من اللسانيين الذين أدآخألوا المكون الدللي في التحليل
و نذكر على سأبيل المثال )سأتيفن أولمن( الذي أصدر عددآا من الكتب حول دآراسأة المعنى ،منها :أسأس
علم المعنى ،و دآور الكلمة في اللغة.
و في الدراسأات اللغوية الغربية الحديثة رلدآ عددآ من اللغويين مثل كاتز و فودآور العتبار إلى المعنى
و أدآرج المكون الدللي في التحليل بعد أن كان قد اسأتبعد هذا المكون الذي يقوم بإعطاء تفسيرات دآللية
للبنية العميقة.
و كان تشو مسكي الذي عرف بنظرية النحو التوليدي التحويلي ،و الذي طلور نظريته التي ظهرت في
كتابه )البنى التركيبية( عندما أخأرج كتابه )مظاهر النظرية التركيبية( كان يدعو إلى فصل النحو عن
المعنى و لكنه عدل عن موقعه ربما بتأثير أولئك اللسانيين ،فأدآرج القواعد الدللية في نموذجه المعياري
عند الغربيين و كان على رأس من أسأهم في وضع أسأس هذه الدراسأات ماكس مولر)) max muller
و ميشال بريال اللغوي الفرنسي الذي وضع بحثا بعنوان مقالة في السيمانتيك )essai de
(sémantiqueعام ،1879و قد اهتمت هذه المقالة بدللة اللفاظ القديمة في اللغات الهندوأوربية.
و ربما كان من أبرز العمال في هذا السياق المؤلف الضخم بعنوان )لغتنا( للعالم السويدي أدآولف نورين
)( adolf noreenالذي خأصص قسما كبيرا لدراسأة المعنى مستخدما مصطلح ).(somology
حيث قسم دآراسأة المعنى إلى قسمين :
-1الدراسأة الوظيفية.
-2الدراسأة اليتمولوجية التي تعالج تطور المعنى التاريخي.
و قد تطورت الدراسأة الدللية حديثا ،عند الوربيين و ظهرت أسأماء مهمة مثل :أوجدن و ريتشاردآ
اللذان أخأرجا مؤلفهما الشهير الذي عنوانه ) (the meaninig of meaningأي معنى المعنى عام
1923حيث وضعا نظرية للعلمات و الرموز.
41
و في الدراسأات المريكية يمكن أن نذكر أسأماء مثل:
بلومفيلد الذي يقال أنه و أتباعه أرادآوا إخأراج دآراسأة المعنى من مستويات الدراسأة اللغوية و أن
)السيمانتيك( ـ في رأيهم ـ تقع خأارج المجال الواقعي للغة ،أو هي على القل أضعف نقطة في الدراسأة
اللغوية ،مما أدآى إلى إهمال المعنى و إن كانت تفسيرات أقوال بلومفيلد ل تعبر بدقة عما أرادآ.
و ربما لم يردآ العتبار لدراسأة المعنى )الدللة( في أمريكا في النصف الثاني من القرن العشرين و
خأاصة في التجاه التوليدي عند تشو مسكي.
و من المؤلفين العرب الذين اهتموا بعلم الدللة في العصر الحديث الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه دآللة
اللفاظ( حيث عالج في هذا الكتاب عدة قضايا منها ارتباط اللفاظ بمدلولتها – أقسام الدللة – العلقة
بين اللفظ و المعنى – اكتساب الدللة عند الطفل و الكبار – التطور الدللي.
42
كثيرا ما يتحدث الباحثون عن أن معنى الكلمة يظل ضبابيا و شبه غامض خأارج سأياق الكلم ،بل إن
بعضهم نفى أن يكون للكلمة أي معنى خأارج السياق .و إذا كان الرجوع إلى المعجم هو الوسأيلة – غالبا –
للبحث عن معنى الكلمة و رغم أنه يدون عادآة في المعاجم عددآ من المعاني فان معظم الكلمات ل يمكن
الوقوف في معانيها عندما يذكر في المعجم.
و قد اخأتلف الباحثون و تفاوتوا في حصر عددآ المعاني المحتملة للكلمة .و كان الدكتور أحمد مختار عمر
)في كتابه علم الدللة ص 36و ما بعدها( .قد ذكر خأمسة أنواع علدها أهم أنواع الدللة و هي:
.2المعنى الضافي أو الثانوي :و هو المعنى الذي يزيد عن المعنى السأاسأي و ل يكون يكتسب صفة
الثبوت ،و إنما يتغير حسب أنواع الثقافات و الزمنة و الخبرات.
فإذا كانت كلمة )طفل( لها ملمح أسأاسأية هي ) +إنسان +ذكر – بالغ( فان هناك معاني إضافية تتعلق
بكلمة طفل كلبس نوع من الثياب ،البكاء و التأثر ،عدم الخبرة.........
و كلمة الوالدة التي معناها السأاسأي النثى التي ولدت الولد إل أن من معانيها الضافية الحنان و العطف
و الخوف على الوليد..........
و من المؤكد أن هذا المعنى مفتوحا و قابل للتغير مع ثبات المعنى الصلي.
.3المعنى السألوبي :إن أي قطعة لغوية تحمل خأصائص أسألوبية تتعلق بمستوى اللغة المستعملة
،كاللغة الدآبية أو العامية أو المبتذلة وكذلك بنوع البيئة و المستوى الجتماعي و العصر و لذا يلحظ أن
بعض الكلمات التي قد تبدو مترادآفة هي في الحقيقة غير متطابقة المعنى تماما من حيث إدآراك معانيها
الضافية و مثال ذلك :الزوجة في العربية فهي ) الحرم و الزوجة و المرأة أو المرة أو الدار أو الهل
أو الخأرى(
.4المعنى النفسي :و هو المعنى الخاص المتعلق بالفردآ المتكلم الذي ل علقة له بالتداول بين الفرادآ
حيث يعكس الفردآ في أحادآيثه معاني فردآية تتعلق بحالته النفسية الخاصة و كثيرا ما يظهر في كتابات
الدآباء و الشعراء.
43
.5المعنى اليحائي :و هو ما تتركه بعض الكلمات من ظلل إيحائية )شفافية( خأاصة .
و قد ذكر ألمان )أنظر أحمد مختار عمر( ثلثة أنواع لتأثيرات هذا المعنى و هي:
-التأثير الصوتي :مثل كلمة )صليل( لصوت السيف و )خأرير( لصوت المياه.
-التأثير الصوتي :و يمكن أن تمثل لذلك بالفعل الرباعي المضعف بالعربية )شلشل (.
-التأثير الدللي :و هو ما تتركه بعض المعاني الكثر شيوعا من المعاني السأاسأية من أثر إيجابي على
المعنى الخأر ،مثل المعاني المتعلقة بالجنس أو الموت أو قضاء الحاجة.
44
) نص لفدوى طوقان ويمكن للطالب أن يعتمد أي نص لشاعر حديث آخأر (
45
و أسأاسأها مفهوم سأياق الحال الذي يعرفه فيقول " هو جملة من العناصر المكونة للموقف الكلمي و من
ذلك شخصية المتكلم و السامع )المخاطب و المخاطب( ،و تكوينهما الثقافي بالضافة إلى شخصيات من
يشهدون الكلم ،غير المتكلم و السامع – إن وجدوا – و بيان ما لذلك من علقة بالسلوك اللغوي،
و العوامل و الظواهر الجتماعية ذات العلقة باللغة و السلوك اللغوي لمن يشارك في الموقف الكلمي
مثل حالة الجو ،و الوضع السياسأي ،و مكان الكلم.
ومن هنا نعرف أن سأياق الحال تتشابك في دآللته عناصر كثيرة.
و أصحاب هذه النظرية يحددآون معنى الكلمة بأنه :اسأتعمالها في اللغة ،فالمعنى ل يظهر إل إذا كانت في
السياق .و إذا أريد معرفة كلمة )دآللتها( فيجب وضعها في سأياقات مختلفة ،لن الوحدات اللغوية
المجاورة لها ذات أهمية في تحديد معناها ،فدراسأة معاني الكلمات تتطلب تحليل للسياقات و المواقف التي
تقع فيها لغوية أم غير لغوية .ويتعددآ معنى الكلمة تبعا لتعددآ السياقات التي تقع فيها ..يقول العالم اللغوي
)هردآر( ما معناه :إذا اعتقدنا أن للكلمة أكثر معنى واحد في سأياق واحد فنحن في حالة انخداع كبير،
و يقول مارتينيه" :خأارج السياق ل تتوفر الكلمة عن معنى".
و من السياقات التي اقترحها الباحثون ما ذكرناه في البداية و ل بأس من ذكره ثانية :السياق اللغوي –
السياق العاطفي – سأياق الموقف – السياق الثقافي و يكفي لتوضيح هذه السياقات أن نأتي بأمثلة لكل
سأياق منها:
.1السياق اللغوي :و نمثل له بلفظ )كلمة( صالح فنقول:
رجعت من السفر صالحا ،أي سأالما معافى -
تجهزت جهازا صالحا ،أي جيدا حسنا. -
-تزودآ المسافرون زادآا صالحا ،أي كثيرا.
-لشدن الحبل شدا صالحا ،أي )شديدا ،قويا(.
-وجدت في رحلتي صالحا ،أي نافعا
-رزقني ا ولدا صالحا أي ،بارا مستقيما
و كلمة قرن مثل قد تعني حسب السياق :قرن الثور أو الخروف ،أو القرن الفريقي أو القرن العشرين
أو قرن اللوبياء.
و كلمة goodبالنجليزية ،فإذا وردآت مع كلمة رجل good manفهي تعني الناحية الخلقية و إذا
وردآت وصفا لطبيب فهي تعني التفوق في المهنة ،و هكذا )ينظر أحمد مختار عمر ص ).(70- 60
السياق العاطفي :وهو الذي يحددآ دآرجة النفعال بين القوة و الضعف مثال الفرق بين الضغينة و الكره
46
و يمكن أن نستعمل كلمة )أحب( فنقول )أحب الشتاء( و أحب والدي فالسياق الكلمي بين المعنيين يفرق
بين المعنيين.
سأياق الموقف :و مثاله قولنا )ا يسهل( فقد تكون بمعنى دآعني و ابتعد في موقف معين ،و قد تكون
بمعنى الدعاء للمخاطب بأن يسهل ا له طريقه و عمله ،و قد تكون بمعنى السأتنكار لما يصدر عن
المخاطب من فعل.
على أن السياق الثقافي قد يكون أوسأع من ذلك مع اتساع دآائرة السأتعمال اللغوي.
أما أهم ميزات المنهج السياقي فهي:
أنه يجعل المعنى قابل للتحليل الموضوعي.
.1لم يخرج في التحليل اللغوي عن دآائرة اللغة ،أي دآون الخروج عن دآراسأة العلقات اللغوية كما
فعل بعض الباحثين عندما أرادآوا دآراسأة المعنى و شرحه في ضوء متطلبات غير لغوية.
أما ما واجهته نظرية السياق من انتقادآات فيتمثل في:
.1أن نظرية السياق – كما جاء بها فيرث – )اهتمت بدراسأة المعنى في معزل عن مستويات البنية
اللغوية الخأرى(
.2إن الحديث عن السياق – لسأيما في سأياق الموقف – كان غامضا و غير محددآ نوعا ما.
.3هذا المنهج قد ل يكون مفيدا لمن يبحث عن معنى كلمة ل يوضح السياق معناها.
و قد ركز بعض أصحاب هذه النظرية على السياق اللغوي ،عندما اهتموا بما سأمي بالرصف و هو
علقة كلمة أو عدة كلمات بأخأر علقة شبه ملزمة فكلمة )النصهار( تلزم المعادآن مثل :الحديد و
النحاس
و الذهب و الفضة و ل تلزم الجلد و الخشب.
و إذا كانت الكلمة قد تنتظم مع أكثر من مجموعة ،و تقع في أكثر من سأياق لغوي فقد ظهر مصطلح
)الوقوع المشترك( أو مصطلح )احتمالية الوقوع(
47
و لذا ل بد من تبديل أنواع السياقات اللغوية أو وضع الكلمة في سأياقات مختلفة لصدار الحكام
الصحيحة.
فكلمة )نزل( لها سأياقات لغوية مختلفة مثل :نزل المطر -نزل إلى السوق – نزل عند رأي الجماعة –
نزل منزلة رفيعة في قومه...........
48
النص الول
يقول ابن جني في باب ذكر علل العربية أكلمية هي أم فقهية " :نعم ،وقد يمكن أن تكون أسأباب التسمية
تخفى علينا لبعدها في الزمان عنا .أل ترى إلى قول سأيبويه :أو لعل الول وصل إليه علم لم يصل إلى
الخأر ،يعني أن يكون الول الحاضر شاهد الحال ،فعرف السبب الذي له ومن أجله ما وقعت عليه
التسمية ،والخأر لبعده عن الحال لم يعرف السبب للتسمية ،أل ترى إلى قولهم للنسان إذا رفع صوته :
قد رفع عقيرته ،فلو ذهبت تشتق هذا ،بأن تجمع بين معنى الصوت ،وبين معنى ) ع ق ر ( لبعد عنك
وتعسفت .و أصله أن رجل قطعت إحدى رجليه ،فرفعها على الخأرى ،ثم صرخ بأعلى صوته فقال
".الناس ،رفع عقيرته
ج 1ص 66 الخصائص
:النص الثاني
يقول ابن جني معقبا على قول العرب "سأير عليه ليل " وهم يريدون ليل طويل..........وكأن هذا إنما
حذفت فيه الصفة لما دآل من الحال على موضعها ،وذلك أنك تحس في كلم القائل لذلك من التطويح
والتطريح ) التطويل والتفخيم والتعظيم ( ما يقوم مقام قوله طويل أو نحو ذلك .وأنت تحس هذا من نفسك
إذا تأملته و ذلك أن تكون في مدحا إنسان أو الثناء عليه فتقول :كان وا رجل .فتزيد في قوة اللفظ
" بال " وتتمكن في تمطيط اللم وإطالة الصوت بها وعليها أي رجل فاضل أو شجاعا أو كريما أو نحو
ذلك .
و كذلك تقول سأألناه فوجدناه إنسانا ،وتمكن الصوت بإنسان وتفخمه فتستغني بذلك عن وصفه بقولك إنسانا
سأمحا أو جوادآا أو نحو ذلك .وكذا إذا ذممته أو وصفته بالضيق قلت سأألناه ،وكان إنسانا ؟ تزوي وجهك
و تقطبه فيغني ذلك عن قولك ،إنسانا لئيما أو إنسانا لحزا ـ ضيق الخلق ـ أو مبخل أو نحو ذلك " .
التحليل
49
ـ يشير ابن جني في النص الول إلى دآور سأياق الحال في تحديد المعنى .ونقصد بسياق الحال هنا ،كل 1
.الظروف الجتماعيةو النفسية....التي تحيط بالمتكلم
فالمعنى الجتماعي أعم من المعنى المعجمي ،وهذا الخأير موجودآ في المعاجم محددآ ،تعارف عليه الناس ،أما
.المعنى الجتماعي فهو متعلق بمجموعة الظروف والمواقف المحيطة بالنسان
يوضح ابن جني هذه الظاهرة اللغوية بكلمة ) ع ق ر( ،مميزا بين معناها المعجمي وهو الرجل المقطوعة
.ومعناها الجتماعي وهو الصوت
ويرجع السبب في هذا الخأتلف إلى عدم علم الشخاص الذين لم يشاهدوا الواقعة بالظروف التي وقعت فيها
هذه الحادآثة ،فربطوا بين سأماعهم للفظ )عقيرة( وارتفاع صوت الشخص ،فتصوروا أن معنى رفع
.عقيرته هي رفع صوته ،وهو المعنى الجتماعي
ـ أما النص الثاني فيبين لنا فيه ابن جني بعض العناصر التي تلعب دآورا هاما في تحديد المعنى والتي 2
:تؤثر في فهم الحدث اللغوي على المستوى الجتماعي ،ونحددآها ب
أ ـ التنغيم :الذي يعرفه العلماء بأنه " :الرتفاع والنخفاض في دآرجة الجهر بالكلم " .فكل تغير
.في دآرجة الجهر بالكلم يدل على معنى معين
وللتوضيح يضرب لنا ابن جني عدة أمثلة في النص ،فيقول أنه يمكننا حذف الصفة " طويل "في عبارة
سأير عليه ليل طويل " و الكتفاء بقولنا " سأير عليه ليل " ،ويمكننا فهم معنى طويل في طريقة نطق "
.كلمة " ليل " بالتطويل والتفخيم والتعظيم
ويمكننا أيضا إدآراك معنى الثناء على شخص في عبارة " كان وا رجل " ،وذلك إذا زدآنا في قوة لفظ
اسأم الجللة " ا " فنمطط اللم ونطيل الصوت بها فنفهم من هذه التغيرات الصوتية معنى :الشجاعة
........والكرم
يبرز ابن جني في آخأر النص عامل آخأر من عوامل تحديد المعنى ،وهو مرتبط بتصرفات الناس
وتعابير وجههم أثناء الكلم .فيقول عن عبارة سأألناه وكان إنسانا ! ،أننا نفهم في ذلك النسان معنى اللؤم
و البخل وضيق الخلق إذا كان الكلم مرتبطا بتغييرات محددآة ،تظهر على وجه المتكلم عند تلفظه بتلك
العبارة ،إذ نجده يزوي وجهه ويقطبه وكل ذلك يغنيه ـ حسب قول ابن جني ـ على أن يقول أنه إنسان لئيم
.....يتبين لنا من هذين النصين أهمية العنصر الجتماعي في تحديد المعنى ،رغم ما تطرحه من صعوبات
50
عند وضعها لقواعد تحددآ تلك الدللة الجتماعية ،نتيجة تنوع العناصر الجتماعية والثقافية المحيطة
.بالقول ،وصعوبة حصرها
وقد حاول "فيرث " ضبط تلك العناصر التي تصور أنها تساهم في تحديد المعنى على المستوى
:الجتماعي وهي
أ ـ تصرفات المتكلم والسامع أثناء الحدث الكلمي
.ب ـ الظروف المحيطة بالموقف
51
المحاضرة رقم 7
نظرية الحقول الدللية
لم تتبلور فكرة الحقول الدللية إل في العشرينات و الثلثينات من القرن العشرين على يد علماء
سأويسريين و ألمان ثم تطور السيمانتيك في فرنسا باتجاه خأاص حيث ركز motoreو أتباعه )(1953
على حقول تتعرض ألفاظها للتغيير و المتدادآ و تعكس تطورا سأياسأيا و اقتصادآيا و اجتماعيا هاما.
تبني هذه النظرية على المفهوم الحقلي ،و هو المفهوم الذي يندرج تحته مجموعة من العناصر التي
تربطها علقة ما ،لن المفهوم قاعدة تصنيفية ،تصنف من خأللها أشياء الكون و عناصره وفق قواعد
معينة ).ينظر أحمد مختار عمر ص (38
و يعرف الدكتور عبد السلم المسدي الحقول الدللية بما يلي " :أما الحقل الدللي لكلمة ما فتمثله كل
الكلمات التي لها علقة بتلك الكلمة ،سأواء كانت علقة ترادآف أو تضادآ أو تقابل جزئي أو كلي.....فكل
مجموعة نسميها الحقل ،و الحقل هو المعنى العام الذي يشمل كل الوحدات )الحيوان هو الحقل الذي
تندرج فيه كل الحيوانات )المخلوقات التي فيها الحياة و الحركة(".
و تعتبر منهجية تحليل الحقول الدللية هي الكثر حداثة في علم المعاني )علم الدللة( فهي ل تسعى إلى
تحديد البيئة الداخألية لمدلول الكلمات فحسب ،و إنما إلى الكشف عن بيئة أخأرى تسمح بالتأكد من أن هناك
قرابة دآللية بين مدلولت عددآ من الكلمات ،و ل تصنف هذه الطريقة مدلول الكلمات في حقول دآللية
مبنية على الترادآف و التماثل فقط مثل :طالب ،تلميذ .و إنما تكون كذلك مبنية على التضادآ مثل الطويل -
القصير ،البيض – السأودآ ،الصغير -الكبير
أو على علقة التدرج ،أو على علقة السبب بالمسبب.
بالضافة إلى ذلك فقد تكون العلقة في الحقل الدللي مبنية على الوزان الشتقاقية و التصنيفات النحوية
أو الحقول السنتجماتية ) وسأوف نفصل ذلك فيما بعد( .
إن هذا التحليل الولي للحقول الدللية تتبعه امتدادآات فمن جهة:
-التقابل الكلي :ليل /نهار
-التقابل الجزئي :يوم /نهار
-التدرج :هزيل /ضامر /أعجف ،والمرأة :ربحلة ـ سأبحلة ـ ضناك ـ عفضاج
-السبب و المسبب :سأحاب /مطر.
إن أصحاب هذه النظرية )نظرية الحقول الدللية( يذهبون إلى أن فهم معنى كلمة ما يقتضي فهم مجموعة
الكلمات التي ترتبط بها دآلليا ،و لذا يعرف أحد العلماء معنى الكلمة بأنه محصلة علقاتها بالكلمات
الخأرى دآاخأل الحقل الدللي و المعجم) .ينظر :ليون ،الحقول الدللية ص 22عن أحمد مختار عمر .علم
52
الدللة ص .(79و هدف التحليل في هذه النظرية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقل معينا و الكشف
عن صلتها الواحدة بالخأرى ،و صلتها بالمصطلح العام )ينظر السابق ليون ص .(1
و هناك جملة من المبادآئ تتعلق بهذه النظرية )ذكرها أحمد مختار عمر ص (80هي:
.1ليست هناك وحدة )لغوية معجمية( تنتمي إلى أكثر من حقل
.2ليست هناك وحدة معجمية ل تنتمي إلى حقل معين
.3ل يصح إغفال السياق الذي تردآ فيه الكلمة.
.4يستحيل أن تدرس المفردآات مستقلة عن تركيبها النحوي.
و هذا ل يعني سأهولة تصنيف الكلمات في حقول دآللية ،فقد يستعصي أحيانا إدآراج بعض الكلمات في
حقل دآللي معين و لهذا تبدو مشكلة تصنيف المعجمات وفقا للحقول الدللية مستعصية الحل ،و يظهر
ذلك فيما يلي:
.1صعوبة حصر الحقول الدللية ،أو المفاهيم الموجودآة في اللغة و تصنيفها .
.2صعوبة التمييز بين الكلمات السأاسأية ،و الكلمات الهامشية دآاخأل الحقل ن فالكلمة السأاسأية هي
الوحدة المعجمية المفردآة ،و ل يمكن التنبؤ بمعناها من خألل معنى أجزائها فقد يعتمد التمييز على
السأتقراء و الحصاء للكلمات الكثر اسأتعمال.
.3صعوبة تحديد العلقات بين الكلمات دآاخأل الحقل و العلقات هي :الترادآف – الشتمال – التضادآ –
التنافر . (...و التضادآ منه الحادآ مثل :ميت/حي .و المتدرج مثل :سأاخأن/باردآ و المتعاكس مثل:
باع/اشترى.
كما أنه من الصعب وضع الحقول الدللية لعددآ كبير من الكلمات ،فل نستطيع أن نقول إن هذا المر
ينتمي إلى حقل دآللي معين )النسر( الذي ينتمي إلى حقل )الطيور( أو حقل الجوارحا أو حقل الطيور غير
الليفة فهناك تداخأل في الحقول الدللية.
كما أن الحقول الدللية ليست مغلقة بل هي مفتوحة ،و يضاف إليها دآائما.
لن التطور الجتماعي يؤثر على المعاجم ،و يمكن التمثيل لذلك بحقل وسأائل النقل و المواصلت مثل
)حمار ،جمل ،عربة ،سأيارة ،طائرة ،سأفينة فضاء.(..........
و قد تنقرض أو تنزوي بعض الوحدات المعجمية لتفسح المجال لوحدات أخأرى في السأتيرادآ إذ عندما
تظهر لفظة جديدة بواسأطة التوليد أو القتراض أو غير ذلك فان مدلول هذه الوحدة الجديدة يبنى على
حساب مدلول الوحدات السابقة التي تفقد جزءا من دآللتها عندئذ.
و هكذا تقع هذه الوحدة الجديدة في السياقات و الحقول التي كانت تقع فيها الوحدات السابقة مثل :المحراث
اليدوي /التراكتور.......و إن كانت قد تتعايش معها لفترات طويلة......
53
و إن كانت الصعوبة تتعلق بتصنيف المفاهيم ،فقد وضع الباحثون أسأسا يمكن بها تصنيف المفاهيم في
حقول بعد أن حددآوا المفهوم بأنه قاعدة معرفية ،يملكن الفردآ من تحديد صفة تصنيفية معينة و قد أشار
بعضهم )تشو مسكي( إلى مجموعة من المثلة.
إن مجموعة الملمح المشتركة بين كرسأيين بالرغم من طابعيهما المختلفين تكون التفريق الصحيح
للمداول )كرسأي( .....في الفرنسية مثل ،وهذه الملمح هي:
بظهر – على قدم ،لشخص واحد ،للجلوس ،بمساند ،من مادآة صلبة )خأشب( ،هذه هي الملمح الخاصة
للكرسأي،و بالمقارنة مع الريكة نجد أنها :للنوم و ليست للجلوس فهناك خأاصية تميزها عن الكرسأي.
و هكذا فان الخصائص التي اكتشفت بشكل مستمر تعطي للكرسأي مميزاته الدللية المركبة.
إن هذا التحليل الولي تتبعه امتدادآات فمن جهة إذا قارنا هذا التمييز الدللي واضعين في العتبار مدلول
معينا مع مميزات دآللية مركبة مجاورة جامعة تقريبا فإننا نتوصل إلى تعيين تلك الميزات الدللية
المركبة التي يعين غيابها كل واحد من العناصر التي تنتمي إلى حقل دآللي واحد.
و فيما يلي جدول يبين المميزات الدللية المركبة المميزة لخمسة عناصر في حقل الكرسأي:
و في أطروحة قدمها الدكتور حسن عبد الكريم بعنوان )الموضوعية البنوية – دآراسأة في شعر السياب(
تبين أن أكبر الحقول الدللية التي وردآت في شعر السياب هي حقل الحب ،و حقل الموت ،وحقل الحياة،
وحقل اللون....بالضافة إلى حقل الصيغ الصرفية مثل فعلل.
ففي حقل الموت تكررت لفظة الموت 93مرة .......ومن اللفاظ الخأرى في هذا الحقل :الحمام ،اللحد،
الرمس ،الجدث ،الضريح ،الشاهد ،الجنازة النعش ،التابوت الجثة ،الرفات ،الدفن ،المواراة ،الجثمان،
الجبانة ،النزع ،النفر ،المنية ،الحتف ،الردآى ،الهلك ،الفناء ،الحتضار.
أما حقل الحياة فوردآ فيه :الحياة 184مرة و فيه :العيش ،الخلودآ ،الولدآة ،البعث ،النشور.
54
و أما حقل اللون فقد وردآ منه ما يلي :أسأودآ 67مرة و منه أيضا :أبيض ،أحمر ،قان ،أرجواني ،أكحل،
أزرق ،أسأمر ،أخأضر،أصفر ،أشقر ،أغبر ،خأضيب..........
و يقال :إن سأوسأير كان هو السلباق إلى طرحا المجالت الدللية حيث أشار إلى أن الدليل يمكن أن يخضع
إلى نوعين من العلقات المترابطة:
1ـ علقات مبنية على الصيغة ،فكلمة )تعليم( توحي بكلمات مثل :عللم – علم -معلم
2ـ علقات مبنية على المعنى والمدلول ،فكلمة تعليم توحي بكلمات مثل :تربية ،تكوين ،تنشئة ،
رعاية.
و قد طرحا جورج منان قضية الحقول الدللية بدقة بقوله " هل يمكن ـ من الوجهة النظرية ـ بناء على
هيكلة مجموعة مكونة من عددآ غير متناه من الوحدات ،كوحدات المعجم اللغوي ،و هل يمكن على نحو
أكثر شمولية و دآقة القيام بذلك بالنسبة إلى مجموعة الظواهر اللغوية التي تتوفر على معنى"
و يفهم من هذا الكلم أن مونان يشكك في إمكانية وضع الحقول الدللية لكلمات كثيرة ،حيث يرى أن
ذلك من الصعوبة بمكان........
و هذا ما كنا قد أشرنا إليه عندما مثلنا بكلمة ) النسر( و إلى أي حقل دآللي يمكن أن تنتمي حيث تتداخأل
الحقول الدللية.
كما أشرنا إلى أن الحقول الدللية مفتوحة و ليست مغلقة و ملثلنا لذلك بوسأائل النقل )الحمار ،العربة،
السيارة(...........
و لذا فانه لضبط خأصائص العلقات القائمة دآاخأل حقل من الحقول فان الكيفية المعتمدة متمثلة في تحليل
الوحدات إلى صفات ،فالوحدات المنتمية إلى النظام الدللي نفسه تتوفر كلها على صفة مشتركة واحدة
على القل و هي الصفة المحددآة للحقول.
و تختلف بعضها عن بعض بصفة واحدة على القل و حينئذ فان المظهر الصوري للتحليل سأيسمح
بالوقوف على العلقات و الخأتلفات الموجودآة ،و من مكونات الحقل ،و نوضح ببعض المثلة أيضا:
.1دآراجة نارية :صفاتها:
بعجلتين لشخصين على الكثر ،تنتقل بمحرك ،لها فرامل ،مقودآ من الجانبين.
.2الحافلة :صفاتها:
تنتقل بمحرك أربع عجلت على القل ،الركاب أكثر من ثمانية ،المقودآ دآائري ،فرامل زيتية،
مخطاف......
.3سأيارة :صفاتها:
تنتقل بمحرك ،أربع عجلت ،مقودآ دآائري ،عددآ الركاب ل يقل عن أربعة و ل يزيد عن سأبعة بفرامل
زيتية ،مغطاة.........
55
و لو دآرسأنا هذه الخصائص المعنوية لوسأائل النقل السابقة لوجدنا أنها تختلف في بعض الخصائص
و تتفق في أخأرى.
و لهذا نجد أن أبا هلل العسكري قد تناول الفروق في اللغة في كثير من الكلمات التي توهم الناس أنها
مترادآفة فأشار إلى ما بينها من فروق دآقيقة ،رغم انتظامها في حقل دآللي واحد.
و بقي أن نعودآ إلى توضيح مفهوم الحقول السنتجماتية التي تشمل الكلمات التي تترابط عن طريق
السأتعمال ،دآون أن تقع في الموقع النحوي ذاته............
فكلمات مثل كلب /نباحا ،فرس /صهيل ،زهر /يتفتح ،طعام /يقدم......أشقر /شعر ،يسمع /أذن....
)ينظر أحمد مختار عمر ص .(81
و بعضهم يقسم العلقات بين كلمات الحقل السنتجماتي إلى:
.1الوقوع المشترك مثل في النجليزية travel by footأو .go by foot
و run by foot .2التنافر مثل walk by foot
معجم الحقول الدللية:
أدآت نظرية الحقول الدللية إلى وضع يعتمد كافة الحقول الدللية في اللغة و تقدم فيه المفردآات دآاخأل كل
حقل.
و ربما كان أشهر معجم أوربي مبكر صنف على أسأاس الموضوعات هو المعجم الذي وضعه Roget
لكلمات اللغة النجليزية و عباراتها ،الذي ذكر في مقدمة هذا المعجم إلى أنه مرتب ليس على حساب
النطق و ل الكتابة و إنما حسب المعاني.
و لعل أحدث معجم يعتمد نظرية الحقول الدللية هو المعجم الذي عنوانه Greek New Testament
و ل بد من الملحظة هنا إلى أنه كان للعرب أسأبقية في ميدان المعاجم المعنوية ابتداء من رسأائل
الموضوعات التي وضعها جامعو اللغة الول.
و يقوم عمل معجم مصنف للمفاهيم على أسأاسأين:
.1وضع قائمة بمفردآات اللغة .
.2تصنيف هذه المفردآات حسب المجالت أو المفاهيم التي تتناولها.
و كان )أولمن( قد قسم الحقول الدللية إلى ثلثة أنواع )عن أحمد مختار عمر ص . (107
.1الحقول المحسوسأة المتصلة :و المثال على ذلك نظام اللوان إذ أن مجموعة اللوان امتدادآ متصل من
الممكن تقسيمه بطرق مختلفة ،و تختلف اللغات في ذلك التقسيم.
.2الحقول المحسوسأة ذات العناصر المنفصلة كنظام العلقات السأرية ،و هي أيضا يمكن أن تصنف
وفق معايير مختلفة.
.3الحقول التجريدية و تمثلها اللفاظ الخاصة بالمعاني الفكرية غير المحسوسأة.
56
حصة تطبيقية حول نظرية الحقول الدللية
الحقل الدللي أو المعجمي هو مجموعة من الكلمات التي ترتبط دآللتها ،وتوضع عادآة تحت لفظ عام
" يجمعها ،مثل الكلمات الدالة على اللوان في اللغة العربية . .فهي تقع تحت مصطلح عام هو " اللون
.وتضم ألفاظا مثل :الحمر ،الزرق ،الصفر ،الخأضر ،البيض
من هنا يعرف " لينز " معنى الكلمة بأنه " محصلة علقاتها بالكلمات الخأرى دآاخأل الحقل المعجمي " .
والهدف من التحليل للحقول الدللية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقل معينا ،والكشف عن صلتها
:الواحد منها بالخأر ،وصلتها باللفظ العام و ل تخرج هذه العلقات في أي حقل معجمي عن
ـ الترادآف :يكون ) أ( و ) ب ( مترادآفين إذا كان ) أ( يتضمن ) ب ( و )ب ( يتضمن ) أ ( 1
.ـ الشتمال :وهي أهم العلقات ،و يختلف عن الترادآف في أن التضمن يكون من طرف واحد 2
.يكون) أ( مشتمل على) ب( حين يكون) ب( أعلى في التقسيم التصنيفي أو التفريعي
ـ علقة الجزء بالكل :مثل علقة اليد بالجسم ،والفرق واضح بينها وبين علقة الشتمال ،فاليد جزء 3
.من الجسم وليس نوعا منه
.ـ التضادآ :أ ـ في النقيض :حي /ميت 4
ب ـ التضادآ المتدرج :مثل :غال /حار /دآافئ /معتدل /مائل للبرودآة /باردآ /قارس /
.متجمد
.ج ـ العكس :باع /اشترى
دآ ـ التضادآ التجاهي :أعلى /أسأفل ،يصل /يغادآر
:تمرين تطبيقي :صنف هذه الكلمات في حقل دآللي مبينا نوع العلقات
الجمبري ،قرش ،هدهد ،رجل ،كلب ،سأوسأن ،بعوض ،حمام ،امرأة ،عصفور ،كاميليا ،
بلبل ،ذباب ،لوتس ،ياسأمين ،ولد ،تبن ،حصان ،نمل ،بقرة ،بنت ،الصنوبر ،حنكليس ،زعتر ،
الزيتون
.كركدن ،السلق ،صقر
57
:الجابة
المخلوقات الحية
58
المحاضرة رقم 08
النظرية التحليلية.
تعتمد النظرية التحليلية دآراسأة المعنى من خألل تحليل الكلمات ضمن كل حقل دآللي و بيان العلقات بين
معانيها و كذلك تحليل كلمات المشترك اللفظي و تحليل المعنى الواحد إلى عناصره التكوينية المميزة.
أول :تحليل كلمات المشترك اللفظي:
كل معنى للكلمة يمكن تحديده عن طريق المتابعة من المحددآ النحوي إلى المحددآ الدللي إلى المميز مثال
ذلك )كما جاء في كتاب علم الدللة لحمد مختار عمر ص 115عن مقال لكتز و فودآر(
Bachelor
اسأم
)إنسان( )حيوان(
59
و تمتلك كلمة )بنت( العناصر نفسها عدا )أنثى( بدل )ذكر(.
تحليل المعنى إلى عناصر تكوينية
و يعتبر هذا النوع من التحليل امتدادآا لنظرية الحقول الدللية حيث يلجأ الباحث إلى اسأتخلص أهم
الملمح التي تجمع كلمات الحقل من ناحية و التمييز بين أفرادآه من جهة أخأرى.
أما الخطوات الجرائية لهذا التحليل فهي:
.1اسأتخلص مجموعة من المعاني تشكل مجال دآلليا خأاصا نتيجة تقاسأمها عناصر تكوينية
مشتركة )أب ،أم ،ابن ،بنت ،أخأت ،عم) (..........كائن بشري يتصل بالخأر عن طريق الدم أو
المصاهرة(.
.2تقرير الملمح التي تستخدم لتحديد المحتويات التي تستعمل للتمييز )الجنس – الجيل – النحدار
و المباشرة و قرابة الدم و المصاهرة(.
.3تحديد المكونات التشخيصية لكل معنى على حدة – فمعنى )أب( يتميز بملمح أو مكونات – كذا
و كذا .-
.4وضع الملمح إما في شكل مشجر أو شكل جدول.
ابن
ابنة ابن أخأت أخ عمة عم أم أب المكونات
العم
الشخصية
ذكر
ذ ث ذ ث ذ ث ذ ث ذ الجنس
أنثى
1+
نفسه 1- 1- نفسه نفسه 1+ 1+ 1+ 1+ 1- الجيل
نفسه
مباشر
2+ م م 1+ 1+ 1+ 1+ م م 1+ التصال
1-
دآم :م
دآ دآ دآ دآ دآ دآ دآ دآ دآ القرابة
مصاهرة :ص
60
)ينظر أحمد مختار عمر .علم الدللة ص (123
كان ذلك مختصرا لهذه النظرية و يستحسن الرجوع إلى كتاب علم الدللة لحمد مختار عمر للوقوف
على التفاصيل و العديد من المثلة و التطبيقات.
61
حصة تطبيقية حول النظرية التحليلية
هذه النظرية تتبع نظرية الحقول الدللية ،فنجد مثل أننا لم نبين الملمح الدللي لكلمة )ولد( ـ في المشجر
المعطى في تطبيقات نظرية الحقول الدللية ،إذ اكتفينا لتحديد معناها بتوضيح علقاتها الدللية مع باقي
.الكلمات ـ لكن النظرية التحليلية سأتساعد على النظر في دآللة الكلمة ،بحصر مكوناتها الدللية
:تدرس هذه النظرية المعاني بشكل متدرج
أ ـ أحلل كلمات الحقول الدللية
ب ـ أحددآ الكلمات المشتركة أو المترادآفة
ج ـ أحلل المعنى إلى عناصره التكوينية المميزة فاللغوي يجمع هنا بين نظرية الحقول الدللية وعلم
....الصوات في تحليلها لكل حرف إلى صفاته المميزة ،مثل قولنا ] :ب [ :شفوي ،مجهور ،انفجاري
فالهدف من هذه النظرية هو الوصول إلى نظرية تكون قادآرة على توضيح معاني الكلمات ،وتحديد
العلقات فيما بينها
تمرين تطبيقي :حددآ معنى الكلمات التالية ،مبينا مكوناتها ،انطلقا من النظرية التحليلية ) مستعينا
:بما قدم في دآرس المحاضرة (
الكلمات هي :عرق ،وتين ،أخأدع ،أبجل ،نسا
:.تمرين
يقول الثعالبي ":إذا كان في طعم الشيء كراهة ومرارة وحفوف كطعم الهليلج و ما أشبهه فهو بشع ،
فإذا كانت فيه بشاعة وقبض وكراهة كطعم العفص فهو عفص ،فإذا لم تكن له حلوة محضة ول
62
حموضة خأالصة ول مرارة صادآقة فهو تفه ،فإذا كانت فيه حراوة وحرارة ،كطعم الفلفل فهو حامر ،
" فإذا لم يكن له طعم فهو مسيخ أو مليخ
فقه اللغة وسأر العربية ص 459
.المطلوب :حددآ معاني الكلمات الموجودآة في النص التالي متبعا نفس المنهج التحليلي مع التمرين السابق
63
المحاضرة رقم 9
تغيير المعنى )التطور الدللي(
انطلقا من أن قائمة اللفاظ )الكلمات( منتهية مهما كثرت ،و أن المعاني قائمة مفتوحة غير محدودآة فان
تطور معاني الكلمات أو تغييرها و انتقالها أظهر ما يكون في تطور النظام اللغوي في جميع مستوياته.
الصوتية و الصرفية و النحوية التي قد تكون شبه ثابتة إلى حد بعيد ،و هذا ل يعني أن التطور في صورة
الكلمات غير واقع و لكنه يظل أقل بكثير من التطور في الجانب الدللي و هو ظاهرة شائعة في كل
اللغات و ذلك لن العوامل الجتماعية و التغيرات الحياتية التي تواكبها اللغات تفرض ذلك .و لنمثل لذلك
بما يلي )ينظر إبراهيم أنيس .دآللة اللفاظ ص ،124فيما نقله عن كتاب اللغة لبلومفيلد ص .(429
كثيرا ما نطلق اليوم اسأم أو لقب )قيصر( على كل حاكم عظيم أو جبار لنه كان اسأم علم لحد أباطرة
الرومان )يوليوس قيصر( و قد اشتق هذا السأم من فعل لتيني معناه يقطع أو يشق .لن ذلك المبراطور
قد ولد بعملية شق البطن فأطلق عليه هذا السأم ،و ل زلنا نقول )عملية قيصرية( عن عملية الولدآة التي
تجرى بشق البطن.
و قد أوردآ الدكتور إبراهيم أنيس أيضا عددآ من الكلمات المستعملة في عاميتنا التي انحدرت من أصل
عربي فصيح من ذلك :كلمة )البغددآة( التي تعني التدلل ،و ربما اقتصر اسأتعمالها على وصف المرأة
بهذه الصفة ،و قد جاءت من اسأتعمال قديم هو " تبغددآ الرجل أي انتسب إلى بغدادآ و أهلها" ،أي أصبح
متحضرا راقيا في سألوكه ،لن نظرتهم إلى بغدادآ حينئذ كانت كنظرة بعضنا اليوم إلى المدن الوربية.
و من ذلك أن )طول اليد( كان قديما وصفا للسخاء و الكرم ،و أصبح اليوم يعبر عن السرقة.
و لعل موضوع الحقيقة و المجاز هو الذي يتصل بهذا التطور الدللي .و قد وصف القدماء الحقيقة بأنها
الدللة الصلية للفظ أي دآللة الوضع الول ،و أن المجاز هو المعاني الخأرى التي قد تكون للفظ غير
ذلك المعنى الصلي.
و قد اخأتلف العلماء في ذلك فمنهم من أصر على أن الكلم كله حقيقة في حين يرى آخأرون أنه كله مجاز
بالضافة إلى من يرى أن بعضه حقيقة و بعضه مجاز.
و الحقيقة أن قضية الحقيقة و المجاز فيها شيء من النسبية ،و ربما يكون من الصعب تحديد المعاني
الحقيقية الصلية لن المعنى ينتقل من الحقيقة )المعنى الول الوضعي( الذي قد يصعب تحديده إلى معنى
آخأر على سأبيل المجاز و لكنه يستقر فيصبح معنى حقيقيا ثم ينتقل إلى مجاز جديد و هكذا )ينظر أحمد
شامية .في اللغة ص (156
و يمكن أن نوجز أهم عوامل التطور الدللي بما يلي )ينظر إبراهيم أنيس ص 135و مابعدها(
أن الناس يتداولون اللفاظ و يتبادآلونها عن طريق الذهان و النفوس التي تتباين بين أفرادآ الجيل الواحد
64
و البيئة الواحدة ،و تتكيف الدللة تبعا لذلك.
و مع اشتراك الناس في معاني اللفاظ المركزية ،إل أنهم يختلفون في حدودآها الهامشية و في ظللها
و ما يكتنفها من ظروف و ملبسات تتغير و تتنوع بتنوع التجارب و الحداث و لذلك تتم النحرافات في
الدللة مع توارث الجيال .و أبرز ما يمكن ذكره من عناصر هذا العامل )السأتعمال( ما يلي:
.1سأوء الفهم :فقد يسمع أحد لفظا و يفهم معناه بغير ما يقصده المتكلم ،ثم ينقل هذا الفهم الخاطئ
و يتكرر و قد يعيش جنبا إلى جنب مع المعنى الصلي المرادآ من المتكلم ،و يحدث ما يسمى بالمشترك
اللفظي....
.2بلى اللفاظ :أو شيء من التطور الصوتي فينتقل اللفظ من صورة إلى صورة أخأرى له دآللة مختلفة،
ففي كلمة )السغب( تطورت السين إلى تاء ،فصارت الكلمة )تغب( و تعني الدرن و الوسأخ.
.3البتذال :الذي يصيب بعض اللفاظ لسأباب سأياسأية ،أو اجتماعية أو عاطفية فكلمة )الحاجب( التي
كانت تعني في الدولة العربية الندلسية )رئيس الوزراء( ثم أصبحت تدل على خأادآم أو حارس على
الباب.
و مما يؤدآي إلى ابتذال اللفاظ و انزوائها أن تكون متصلة بمعنى القذارة و الدنس أو الغريزة الجنسية
و يستعاض عنها بكلمات أخأرى أكثر غموضا .و من ذلك أيضا اللفاظ المتصلة بالموت و المراض مما
يثير الهلع و الخوف في النفوس فتستبعد من السأتعمال و يستعاض عنها بكلمات أخأرى أو يكنى عنها .
و نحن اليوم نسمع بعض الناس يقولون عن السرطان )ذاك المرض( كناية ،أو قد يقال عن تسمية ما
يكره بالدارجة )اللي ما يتسمى(
أما العامل الثاني فهو الذي يسمى الحاجة ،أي الحاجة إلى التجديد و التغيير في معاني اللفاظ ،ويتم بقصد
و إرادآة من قبل الفئة النابهة الموهوبة من الشعراء و الدآباء أو من قبل الهيئات اللغوية الرسأمية،كالمجامع
اللغوية حيث يتم نقل اللفظ من مجاله المألوف إلى مجال آخأر جديد.
أما دآوافع هذه الحاجة فتتمثل في التطور الجتماعي و السياسأي و القتصادآي.
65
مظاهر التطور الدللي) :للوقوف على هذا الموضوع ارجع إلى :أحمد شامية اللغة ص 155و ما بعدها
حيث نقلناه من هناك(
غالبا ما تمر التطورات و التغيرات الدللية بمرحلتين :
1ـ مرحلة التغيير الولي ،أو البتداع
2ـ مرحلة انتشار المعنى أو المفهوم الجديد وتعميمه .
و أهم مظاهر هذا التغير كما ذكرها الباحثون :
)يمكن الرجوع إلى إبراهيم أنيس :دآللة اللفاظ ص 152و ما بعدها(.
.1تخصيص الدللة أو تضييقها.
إذ أن هناك ألفاظا تدل على العموم أو على الجناس فتحددآ و تخصص دآللتها باخأتصارها على نوع
معين أو على فردآ معين ،حتى تصبح كأنها علم عليه ،فالعلم هي أقصى دآرجات الخصوص .و لعامل
ما تتطور دآللة اللفظ من العموم إلى الخصوص و ضيق المجال ،فكلمة MEETالنجليزية كانت تعني
مجردآ الطعام و تعني الن )اللحم( فقط .و مثل ذلك عندما تطلق الن – في اللهجة المصرية – كلمة
)العيش( على الخبز فقط .و كلمة الحج كانت تعني القصد إلى أي مكان فتخصصت بمعنى الحج إلى بيت
ا الحرام بمكة.
.3انتقال الدللة.
أو تغيير مجال اسأتعمالها بسبب المشابهة بين مدلولين كقولنا :اسأتقبال حار ،و صوت عذب .و قد يكون
النتقال لحالة غير المشابهة كما هو في المجاز المرسأل فتطلق كلمة )شتاء( على المطر و )الغيث( على
العشب.
66
.4انحطاط الدللة و انحدارها:
قد يكون لكلمة ما معنى ذو بال و أهمية في حياة المجتمع فتفقد هذه المكانة بسبب الشيوع أو كثرة
السأتعمال ،أو تغير الظروف السياسأية و الدآارية و القتصادآية و العادآات و التقاليد .مثال ذلك أن كلمة
)الحاجب( كانت تعني في الدولة الندلسية رئيس الوزراء ،أما اليوم فتعني الحارس أمام أبواب الدآارة.
" و قد كان لكلمة )ثور( معنى شريف ،و هو السيد ،و ربما ورث العرب في الدآب القديم احترام الثور
من المم السامية ،حيث كان الثور نموذجا لله القوة و الصالة و الكرم.
و كان له في أسأاطيرهم جناحان يطير بهما فجعلوه للسيد مجازا حتى سأميت به أعلمهم مثل :حميد بن ثور
الهللي ،و سأفيان الثوري ،و هو من أصحاب الحديث .أما اليوم فقد اقترن الثور بالمعنى السلبي ،فهو
علمة الحمق و الغباء و البلدآة ]ينظر إبراهيم السامراني) .مقال الدللة بين السلب و اليجاب( مجلة
مجمع اللغة العربية بالقاهرة ،ج ،37نوفمبر 1993ص .[69-68
.5رقي الدللة:
على العكس من السابقة ،قد يكون للفظ أو الكلمة دآللة أو معنى منحط أو متواضع ثم يعلو شأنها .فكلمة
)القماش( كانت تدل على ما يتناثر من متاع البيت ،أو ما على الرض من فتات الشياء ،ثم أصبحت تدل
على نوع من النسيج المتقن الصنع .و كلمة )السفرة( كانت في السأاليب القديمة تعني بعض الطعام الذي
يحمله المسافر ،و من هذا المعنى كانت تسميتها ،ثم أصبحت تدل اليوم على مائدة لها صفاتها و عليها ما
عليها.
و نشير هنا إلى أن الكلمة قد يكون لها معنى عظيم في سأياق ،و وضيع في سأياق آخأر ،فكلمة )القلم( التي
وردآت في القرآن الكريم )ن ،و القلم وما يسطرون( لها وقع دآللي في النفس غير كلمة )قلم( في حقل
العمال المدرسأية.
67
حصة تطبيقية حول التغير الدللي
التمرين الول :وضح التوسأع في المعاني وانتقالها في اللفاظ التالية ،مستعينا في ذلك بمعجمين أحدهما
قديم كلسان العرب لبن منظور أو الصحاح للجوهري أو تاج العروس للزبيدي .......وآخأر حديث مثل
:المعجم الوسأيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة
.الهاتف ،السيارة ،الطالب ،المحرك ،المناخ
:التمرين الثاني :تحت أي مظهر من مظاهر تغير الدللة يمكن تصنيف اللفاظ التالية
.أ ـ الحائط :كانت تدل على البستان ثم أصبحت تدل على الجدار
ب ـ الصلة :كانت تدل على الدعاء ثم أصبحت تدل ـ في السألم ـ على القوال والفعال المخصوصة
.المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم بشرائط خأاصة
.ج ـ السفير :كانت تدل على حامل الجرة من الطين ثم أصبحت تدل على مندوب الدولة في الخارج
د ـ العقيقة :كانت تدل على الشعر الذي يخرج على الولد من بطن أمه ثم نقل الى الذبيحة التي تنحر عند
.حلق ذلك الشعر على سأبيل المجاز
التمرين الثالث:هذه مجموعة من الكلمات أحياها الناس وخألعوا عليها دآللت جديدة تعبر عن حاجتهم .
.فما أصل دآللة هذه اللفاظ ؟ اسأتعن بمجموعة من المعاجم القديمة
68
المحاضرة رقم 10
العلقات الدللية
مما ل شك فيه أن الصل أن يكون لكل لفظ )كلمة( دآللة )معنى( واحدة محددآة ،و لكن كما لحظنا عند
حديثنا عن تطور الدللة أن الدللت تتغير و تنتقل ،و تتشابك بحيث أنه قد تجتمع عدة دآللت على اللفظ
الواحد ،حتى تلك الدللت التي تبدو متباعدة المجالت ،و قد تصل إلى دآرجة التضادآ الذي يوحي بعدم
منطقية اللغة ،كما أن حركية الدللت قد تجعل عددآا من اللفاظ لها جميعها دآللة واحدة .ومن هنا ظهر
في اللغة ما يسمى بظواهر :الترادآف ،و الشتراك ،و التضادآ.........
إن هذه الظواهر ظاهرة عامة في كل اللغات ،و ان هناك من يرى أنها في العربية أكثر ظهورا حتى
عدت من خأصائص العربية ]مع شيء من التحفظ[.
و أن البحث الدللي يقتضي الوقوف عند هذه الظواهر التي تتعلق بالمستوى الدللي للغة .إنما سأنحاول
– هنا – اليجاز قدر المكان لن هذه الموضوعات تدرس أيضا في سأياق دآراسأة فقه اللغة .و سأيكون
اهتمامنا منصبا على هذه الظواهر في اللغة العربية لسأيما فيما نسوقه من أمثلة.
المشترك اللفظي
اهتم القدماء من علماء العربية بهذه الظاهرة و كانت هناك مؤلفات عديدة لمعالجتها سأواء فيما يتعلق
بالقرآن الكريم أو الحديث الشريف أو اللغة العربية بشكل عام.
ووصل إلينا عددآ من العناوين مثل )الشباه و النظائر( ،أو )الوجوه و النظائر( ،أو عنوان )ما اتفق لفظه
و اخأتلف معناه من القرآن المجيد( للمبردآ.
و ربما كان من أشهر المؤلفات القديمة في هذا الموضوع هو الذي وضعه كراع )علي بن حسن الهنائي
ت 310ه( الذي عنوانه )المنجد في اللغة(.
و بشكل عام كان تعريف المشترك هو )ما اتفق لفظه و اخأتلف معناه( أو بعبارة أخأرى )اتحادآ الصورة
و اخأتلف المعنى( ،و قد ذكر سأيبويه في )الكتاب( ذلك فقال " اعلم أن من كلمهم اتفاق اللفظين
و اخأتلف المعنيين( )ينظر الكتاب ج 1/ص .(7
و قد كان هناك من القدماء من ضليق مفهوم المشترك حتى كادآ أن ينكر وقوعه مثل )ابن دآرسأتويه(،
و هناك من أكد وجودآه و ربما بالغ في ذلك مثل ابن فارس و ابن خأالويه و هناك منهم من اعتدل فلم ينكر
و لم يبالغ بل أقلر بأن هناك بعض المشترك اللفظي في اللغة ،إذ أن ذلك ل ينافي المنطق بل أنه قد يكون
69
سأنة لغوية إن لم يكن ضرورة ،و ل يقتصر وجودآه على العربية بل هو في كل اللغات ،و الشواهد على
ذلك كثيرة.
و فيما يروى من الشواهد في ذلك قول الشاعر:
إذا رحل الجيران عند الغروب يا ويح قلبي من دآواعي الهوى
و دآمع عيني كفيض الغروب اتبعتهم طرفي وقد أزمعوا
تفتر عن مثل أقاصي الغروب كانوا و فيهم طفلة حرة
فالغروب الولى غروب الشمس ،و الغروب الثانية جمع غرب ،و هو الدلو الكبيرة المملوءة و الثالثة
جمع غرب و هي الو هادآ المنخفضة )المزهر ج.(1/381/
و قد عزا اللغويين وقوع المشترك إلى عددآ من السأباب من أهمها:
.1تداخأل اللهجات.
.2التطور الصوتي لبعض الكلمات حتى تتطابق لفظتان في لفظة تدل على المعنيين لكل منهما أو يحدث
فيهما أو في أحدهما قلب مكاني .
.3التطور المعنوي أي تغيير المعنى عن طريق المشابهة و السأتعارة و المجاز .من ذلك توسأيع
المعنى ،أو تضييقه أو السببية فكلمة )الثم( كان معناها الذنب ،ثم أصبحت تطلق على الخمر لنها سأبب
في الثم.
أما المحدثون فقد بلوروا أنواع المشترك بما يلي:
معنى مركزي للفظ تدور في فلكه عدة معان فرعية. .1
تعددآ المعنى نتيجة اسأتعمال اللفظ في مواقف مختلفة. .2
دآللة الكلمة الواحدة على أكثر من معنى بسبب تطور المعنى. .3
وجودآ كلمتين تدل كل واحدة منهما على معنى ثم اتحادآ صورتي الكلمتين في كلمة واحدة. .4
و ربما يتقارب النوعان الول و الثاني ،و نمثل لهما بكلمة )عنق( فالمعنى المركزي هو )الرقبة( ومن
المعاني الهامشية عنق الزجاجة و عنق الوادآي....
أما النوع الثالث فقد سأماه اللغويون )البوليزيمي( أو)كلمة واحدة ـ معنى متعددآ( فكلمة )عملية( ل يفهم لها
معنى محددآ منعزلة عن السياق و يحددآ لها معنى من المعاني حسب السياق أو الحقل فتكون عملية
جراحية أو عسكرية أو اقتصادآية.
أما النوع الرابع و يسمى )الهومونيمي( فيمكن أن يمثل له بكلمة )قال( الفعل الماضي الذي يدل على
يقيل . يقول أو قال معنى القول ،أو القالة و يحددآ ذلك صيغة المضارع ،قال
و قد يصعب الفصل أحيانا ،في التفريق فيما إذا كان لدينا معنى مركزي تدور حوله معان أخأرى ،أو أن
لدينا عددآ من المعاني لكلمة واحدة مثال كلمة)يد( التي تردآ في عددآ من السأتعمالت:
70
-كسرت يد فلن
-يد الفأس.
-يد الطائر )جناحه(
-طويل اليد )سأمح جوادآ أو سأارق(.
-يد الرجل )قومه أو أنصاره(
و للملحظة :هناك نوعان من المجاز ،أو لهما المجاز الحي الذي نشعر به و نلحظه كقولنا أسأد عن
الرجل الشجاع و المجاز الميت أو الذي تنوسأيت علقته و انتقاله من الحقيقة فأصبح كأنه حقيقة مثل
الكتابة لمعنى النسخ و أصل معناها الجمع ،إذ هي جمع للحروف و الكلمات.
نماذج من المشترك اللفظي من كتب بعض اللغويين القدماء )ينظر أحمد مختار عمر ص (153
عن كراع :العين :مطر يدوم خأمسة أيام ل يقلع.
عين كل شيء :خأياره
و عين القوم :ربيئتهم الناظر لهم
و عين الرجل :شاهده
و العين :عين الشمس.
عن أبي عبيدة :العين :الذهب
العين :عين الماء
العين :نفس الشيء
العين :النقد
العين :التي يبصر بها
عن أبي العميثل:
العين :النقد من دآنانير و دآراهم
العين :عين البئر و هو مخرج مائها
و العين :ما عن يمين القبلة
و العين :عين الميزان.
و أخأيرا هناك من يرى أن المشترك كظاهرة هو مزية ايجابية في اللغة فهو:
.1يعد من خأواص السألوب و يساعد الدآباء و الشعراء في فنهم.
.2أنه يخفف من حفظ الكلمات الكثيرة لجميع المعاني إذ يعبر بكلمة واحدة عن أكثر من معنى .و لكن
ذلك ينقضه وجودآ الترادآف.
71
ومن الثار السلبية للمشترك:
.1ما يؤدآي إليه من الغموض و عدم الدقة و تعمية الفهم.
72
الضداد
يمكن اعتبار التضادآ نوعا من المشترك اللفظي يصل فيه اخأتلف المعنى للفظ الواحد إلى دآرجة الضدية
و تعريفه هو اسأتخدام اللفظ الواحد في معنيين متضادآين.
و قد اهتم علماء العربية قديما بهذه الظاهرة ووضعوا فيها كثيرا من المؤلفات ،من أشهرها:
-الضدادآ لبن النباري )ت 328ه(
-الضدادآ للصمعي 216ه
-الضدادآ لبن السكيت 244ه
و كما كان بالنسبة للمشترك فقد اخأتلف العلماء قديما بين مثبت و منكر و متوسأط
و من المنكرين ابن دآرسأتويه )347ه( الذي وضع كتابا في إبطال الضدادآ ،كما فعل بالنسبة للمشترك
و كذلك الجواليقي.
و كان مما علل به المنكرون موقفهم أن وجودآ الضدادآ ينافي الحكمة ،و واضع اللغة ل بد أنه كان حكيما.
أما الذين يقرون بوجودآ الضدادآ فهم كثر منهم:
ابن النباري ،و ابن فارس ،الذي قال " وأنكر ناس هذا المذهب ،و أن العرب تأتي باسأم واحد للشيء
و ضده) ".........ينظر الصاحبي ص (98
على أية حال هناك من توسأع في التضادآ فأدآخأل فيه ما ليس منه ،و هناك من ضيق فاعتبر أن بعضه لغات
وليس من الضدادآ.
بل هناك من بالغ كثيرا مثل :قطرب و ابن النباري.
73
المحاضرة رقم 11و 12
الترادف
إن كثيرا مما قيل عن المشترك يقال عن الترادآف و لكن في وضع معكوس بالنسبة للمفهوم.
فالترادآف لغة هو التتابع ،وهو مصدر ترادآف الذي يدل على الحدث دآون الدللة على الزمان وهذا
المصدر مادآته ردآف الذي يدخأل ضمن دآللتها الدللة على التبعية و الخلفة ومن ذلك الردآف الراكب
خألف الراكب التابع ) .ينظر :فريد عوض حيدر ،كتاب علم الدللة دآراسأة نظرية وتطبيقية ،كلية دآار
العلوم جامعة القاهرة ،فرع الفيوم (
وأما اصطلحا فالمترادآف هو ما اخأتلف لفظه واتفق معناه أو هو إطلق عدة كلمات على مدلول
واحد كالسأد و السبع و الليث التي تعني مسمى واحدا
وهو أيضا كما عرفه المام الرازي :اللفاظ المفردآة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد .على -
أية حال فالترادآف هو من مجالت دآراسأة المعنى ،إذ أن لفظين أو عددآ من اللفاظ تحمل دآللة
واحدة أو تدل على معنى واحد أو متقارب بوجودآ بعض الفروق كما سأيتبين .
لقد ظهر الخلف بين القدامى كما ظهر بين المحدثين العرب و الغربيين حول ظاهرة الترادآف
بين معترف بوجودآها ومنكر لذلك.
ولقد تعرض كثير من الدارسأين لهذه الظاهرة من وجهة نظر القدامى ولكن قل منهم من تناولها
من وجهة النظر اللغوية الحديثة ،ورأينا أن نتعرض أول إلى موقف القدامى من هذه الظاهرة ثم نتعرض
بعدها لموقف المحدثين منها.
74
موقف القدامى من الترادف. ロ
اخأتلف اللغويون العرب القدامى اخأتلف واسأعا في إثبات هذه الظاهرة أو إنكار وجودآها في
اللغة العربية حيث كانت هذه الظاهرة إحدى القضايا التي تناولها الباحثون و اللغويون القدامى.
يثبت الترادآف ويغالي في إثباته ويتوسأع فيه ومن هؤلء ابن خأالويه ) ت 370هـ (
ويظهر رأيه من خألل تلك الرواية التي تذكر الخلف الذي وقع بينه وبين أبي علي الفارسأي حول أسأماء
السيف .وتعد هذه الرواية من أشهر الروايات حول الخلف في ظاهرة الترادآف في العربية ،حيث يروى
أن أبا علي الفارسأي قال " كنت بمجلس سأيف الدولة بحلب وبحضرة جماعة من أهل اللغة ومنهم ابن
خأالويه فقال ابن خأالويه أحفظ للسيف خأمسين اسأما فتبسم أبو علي الفارسأي وقال :ما أحفظ له إل اسأما
واحدا وهو السيف .قال ابن خأالويه :فأين المهند و الصارم وكذا وكذا ،فقال أبو علي هذه صفات.
تدل هذه الحادآثة على أن ابن خأالويه يثبت ظاهرة الترادآف وأبو علي الفارسأي ينكرها. -
ولقد ألف ابن خأالويه كتابين في الترادآف أحدهما في أسأماء السأد و الثاني في أسأماء الحية. -
ومن الذين أثبتوا الترادآف أيضا مجد الدين الفيروزبادآي صاحب القاموس المحيط الذي ألف كتابا
في الترادآف] أسأماه الروض المسلوف فيما له أسأمان إلى ألوف [ .ومن هذا الفريق أيضا ابن جني حيث
عبر عن ذلك في باب في اسأتعمال الحروف بعضها مكان بعض واسأتدل على ذلك بوقوع الترادآف فقال "
وجدت في اللغة من هذا الفن شيئا كثيرا ل يكادآ يحاط به "
وفيه موضع يشهد على من أنكر أن يكون في اللغة لفظتان بمعنى واحد من تكلف لذلك أن يوجد
فرقا بين قعد وجلس وبين ذراع وسأاعد ) .ينظر فريد عوض حيدر ،علم الدللة .دآراسأة نظرية تطبيقية ،
مكتبة النهضة المصرية ص (121
وهو الذي ينكر الترادآف ويرفضه رفضا تاما ومن هؤلء أبو علي الفارسأي وذلك لما كان بمجلس
سأيف الدولة وكان بحضرة المجلس ابن خأالويه عندما ردآ عليه كما ذكر آنفا .
75
وكذلك كان أبو عبد ا محمد بن زيادآ العرابي وأبو العباس أحمد بن يحي ثعلب وأبو محمد عبد ا بن
جعفر دآرسأتويه .
قال ابن دآرسأتويه :كذلك ذهب ابن فارس مذهب معلمه ثعلب فأنكر وقوع الترادآف قائل " :
ويسمى الشيء الواحد بالسأماء المختلفة نحو السيف و المهند و الحسام و الذي نقوله في هذا أن السأم
واحد هو السيف وما بعده من اللقاب صفات ) ينظر إميل بديع يعقوب .فقه اللغة العربية وخأصائصها
ص . (177
ومن المنكرين أيضا للترادآف أبو هلل العسكري ) توفى سأنة 395هـ ( حيث قال " :فأما في
لغة واحدة فمحال أن يختلف اللفظ و المعنى واحد ،كما ظن كثير من النحويين و اللغويين ،وهو يقول
أيضا " :الشاهد على أن اخأتلف العبارات و السأماء يوجب اخأتلف المعاني أن السأم كلمة تدل على
المعنى دآللة الشارة ،وإذا أشير إلى الشيء مرة واحدة فإن معرفة الشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة
ويؤيد ذلك ثعلب الذي يرى أن ما يظن من المترادآفات هو من المتباينات ،كما يرى ابن فارس أن كل
صفة من الصفات لها معنى خأاص فالفعال ) مضى ،ذهب ،انطلق ،ليست بمعنى واحد " .
ورغم أن أبا هلل العسكري كان من هذا الفريق الرافض للترادآف المبالغ في رفضه في كتابه الفروق
غير أنه في كتابين آخأرين له نسي هذا المبدأ اللفاظ المترادآفة بل اعتراض عليها أو محاولة التفريق
بينها.
ويبدو أن كلا من الفريقين أسأرف فيما ذهب إليه فالول أسأرف في إثبات الظاهرة و الثاني أسأرف في
البحث عن الفروق الدللية بين اللفاظ .
يجمع المحدثون من علماء اللغات على إمكان وقوع الترادآف في أي لغة من لغات البشر بل
إن الواقع المشاهد أن كل لغة تشمل على بعض تلك الكلمات المترادآفة ،ولكنهم يشترطون شروطا معينة
لبد من تحققها حتى يمكن أن يقال أن بين الكلمتين ترادآفا وهذه الشروط هي :
التفاق في المعنى بين الكلمتين اتفاقا تاما على القل في ذهن الكثرة الغالبة لفرادآ البيئة الواحدة -1
… فإذا تبين لنا بدليل قوي أن العربي كان حقا يفهم من الكلمة جلس شيئا ل يستفيده من كلمة قعد قلنا
حينئذ ليس بينهما ترادآف .
76
التحادآ في البيئة اللغوية أي أن تكون الكلمتان تنتميان إلى لهجة واحدة ومجموعة منسجمة من -2
اللهجات وبذلك يجب أل نلتمس الترادآف من لهجات العرب المتباينة فالترادآف بمعناه الدقيق هو أن يكون
للرجل الواحد في البيئة الواحدة الحرية في اسأتعمال كلمتين أو أكثر في معنى واحد يختار هذه حينا
ويختار تلك حينا آخأر وفي كلتا الحالتين ل يكادآ يشعر بفرق بينهما إل بمقدار ما يسمح به مجال القول
)ينظر إبراهيم أنيس في اللهجات العربية ص (177
ولم يتفطن المغالون في الترادآف إلى مثل هذا الشرط بل اعتبروا كل اللهجات وحدة متماسأكة
وعدوا كل الجزيرة العربية بيئة واحدة .ولكنا نعتبر اللغة النموذجية الدآبية بيئة واحدة ونعتبر كل لهجة أو
مجموعة منسجمة من اللهجات بيئة واحدة
التحادآ في العصر فالمحدثون حين ينظرون إلى المترادآفات ينظرون إليها في عهد خأاص وزمن -3
معين وهي تلك النظرة التي يعبرون عنها بالنظرة الوصفية ل تلك النظرة التاريخية التي تتبع الكلمات
المستعملة في عصور مختلفة ثم تتخذ منها مترادآفات .
فإذا طبقت هذه الشروط على اللغة العربية اتضح لنا أن الترادآف ل يكادآ يوجد في اللهجات
العربية القديمة ،إنما يمكن أن يلتمس في اللغة النموذجية الدآبية .
أما المنكرون للترادآف من المحدثين العرب فمنهم الدكتور السيد خأليل و الدكتور محمودآ فهمي
حجازي وله رأي معتدل حيث يقول :يندر أن تكون هناك كلمات تتفق في ظلل معانيها اتفاقا كامل ومن
الممكن أن تتقارب الدللت ل أكثر ول أقل …
وأما المحدثون الغربيون فقد علرفوا الترادآف بأنه الحالة التي يكون فيها لصيغتين أو أكثر المعنى
نفسه ،ومن أول المنكرين للترادآف من الغربيين أرسأطو " ويبدو ذلك من النص الذي نقله الدكتور
إبراهيم سألمة من كتاب الخطابة لرسأطو حيث يقول :وكذلك الكلمة يمكن مقارنتها بالكلمة الخأرى
ويختلف معنى كل منهما .
ومن الذين أنكروا وجودآ الترادآف من علماء اللغة الغربيين المحدثين " بلومفيلد " حيث يقول ليس
هناك ترادآف حقيقي .
وبعد النظر في هذه المواقف و الراء المختلفة لدى الباحثين القدامى و المحدثين العرب و
77
الغربيين نرى أنه من التعسف الشديد إنكار وجودآ الترادآف في العربية وإيجادآ معنى لكل اسأم من أسأماء
السأد أو السيف ،وغيرها مختلف عن غيره في بعض الصفات أو التفاصيل .فالترادآف ظاهرة لغوية
طبيعية في كل لغة نشأت من عدة لهجات متباينة في المفردآات و الدللة ،وليس من الطبيعي أن تسمي كل
القبائل العربية الشيء الواحد باسأم واحد وعليه نرى أن الترادآف واقع في اللغة العربية الفصحى التي
كانت مشتركة بين قبائل العرب في الجاهلية وكان من الطبيعي أن نقع على بعض الكلمات في القرآن
الكريم لنزوله بهذه اللغة المشتركة )ينظر اميل بديع يعقوب ،فقه اللغة العربية و خأصائصها ص (175
ول بأس أن نذكر أو نذكلر أخأيرا بأن هناك رأيا ظل سأائدا قديما وحديثا وهو أن ل ترادآف في
العربية وأن هناك فروقا بين المعاني لللفاظ التي تبدو مترادآفة ذكرها العلماء في مؤلفاتهم وأوردآوا لها
أمثلة ،من ذلك ما جاء في كتاب فقه اللغة للثعالبي )ارجع إلى هذا الكتاب( فهو يرى أن هزال الرجل على
مراحل ،فالرجل هزيل ثم أعجف ثم ضامر ثم ناحل .
و قد يدل على دآرجات الحالت النفسية المتفاوتة ،فالهلع أشد من الفزع ،و البث أشد من الحزن
،و النصب أشد من التعب و الحسرة أشد من الندامة .
كما أوردآ أبو هلل العسكري في كتابه الفروق في اللغة ) ارجع إلى هذا الكتاب( أمثلة كثيرة
ومتنوعة لهذه الفروق نذكر منها قوله :
الفرق بين الصفة و النعت :أن النعت لما يتغير من الصفات ،و الصفة لما يتغير ول يتغير. -
و الفرق بين اللذة و الشهوة :أن الشهوة توقان النفس إلى ما يلذ ،و اللذة ما تاقت إليه النفس . -
الفرق بين الغضب و الغيظ و السخط و الشتياط :أن الغضب يكون على الخأرين وليس على -
النفس ،و الغيظ يكون من النفس ،و السخط هو الغضب من الكبير على الصغير وليس العكس ،
أما الشتياط :فهو تلك الخفة التي تلحق النسان عند الغضب .
الفرق بين القد و القط :أن القد الشق طول و القط هو الشق عرضا -
الفرق بين البخل و الشح :أن الشح هو بإضافة الحرص على البخل أي البخيل يبخل على -
الخأرين أما الشحيح فهو يبخل على الخأرين وعلى نفسه .
الفرق بين السرعة و العجلة :أن السرعة التقدم فيما ينبغي وهي محمودآة ،ونقيضها البطاء وهو -
) في التأني السلمة و مذموم .و العجلة :التقدم فيما ل ينبغي ونقيضها الناة ،و الناة محمودآة
في العجلة الندامة (
الفرق بين الفوز و النجاة :أن النجاة هي الخلص من المكروه ،و الفوز هو الخلص من -
78
المكروه و الوصول إلى المحبوب.
و يمكن تلخيص أهم أسأباب الترادف حسب رأي الباحثين بما يلي )و هذا يخص اللغة العربية
دآون غيرها(
انتقال كثير من مفردآات اللهجات العربية إلى لهجة قريش بفعل طول الحتكاك بينهما وكان بين -1
هذه المفردآات كثير من اللفاظ التي لم تكن قريش بحاجة إليها لوجودآ نظائرها في لغتها مما أدآى إلى
نشوء الترادآف في الوصاف و السأماء و الصيغ .
أخأذ واضعي المعجمات عن لهجات قبائل متعددآة كانت مختلفة في بعض مظاهر المفردآات ،فكان -2
من جراء ذلك أن اشتملت المعجمات على مفردآات غير مستخدمة في لغة قريش ويوجد لمعظمها
مترادآفات في متن هذه اللغة .
تدوين واضعي المعجمات كلمات كثيرة كانت مهجورة في السأتعمال ومستبدلتها ) مفردآات -3
أخأرى(.
عدم تمييز واضعي المعجمات بين المعنى الحقيقي و المعنى المجازي فكثير من المترادآفات لم -4
توضع في الصل لمعانيها بل كانت تستخدم في هذه المعاني اسأتخداما مجازيا )ينظر اميل بديع
يعقوب ،فقه اللغة العربية و خأصائصها ص . (177
انتقال كثير من نعوت المسمى الواحد من معنى النعت إلى معنى السأم الذي تصفه فالمهند -5
و الحسام و اليماني من أسأماء السيف يدل كل منها على وصف خأاص للسيف مغاير لما يدل عليه
الخأر .
إن كثيرا من المترادآفات ليس في الحقيقة كذلك ،بل يدل كل منها على حالة خأاصة من المدلول -6
تختلف بعض الخأتلف عن الحالة التي يدل عليها غيره ،فقد يعبر كل منها عن حالة خأاصة للنظر تختلف
عن الحالت التي تدل عليها اللفاظ الخأرى ف)رمق ( يدل على النظر بمجامع العين و" لحظ " على
النظر من جانب الذن و " رحردجه " معناه رماه ببصره مع حدة و" شفن " يدل على نظر المتعجب الكاره
و " رنا " يفيد إدآامة النظر في سأكون و هكذا.........
انتقال كثير من اللفاظ السامية و المولدة و الموضوعة و المشكوك في عربيتها إلى العربية وكان -7
لكثير من هذه اللفاظ نظائر في متن العربية .
كثرة التصحيف في الكتب العربية القديمة وبخاصة عند ما كان الخط العربي مجردآا من العجام -8
و الشكل )نفسه ص (176/177
79
تعددآ الواضع أو توسأع دآائرة التعبير وتكثير وسأائله ،وهو المسمى عند أهل البيان بالفتنان -9
أو تسهيل مجال النظم و النثر وأنواع البديع ،فإنه قد يصلح أحد اللفظين المترادآفين للقافية أو الوزن
أو السجع دآون الخأر وقد يحصل التحسين و التقابل و المطابقة ونحو ذلك بهذا دآون الخأر .
- 11أصل الحدث أي الفعل الذي يقع في محدث ما يقع من غيره .فيرمز الول باسأم غير الثاني
فالهمس .مثل من النسان ،و الهيس أيضا صوت أخأفاف البل .و الهسهسة عام في كل شيء .وقد يكون
الحدث واحدا في الحالت المختلفة ،فالخرير صوت الماء الجاري أما إذا كان تحت ورق فهو قسيب ،فإذا
دآخأل في مضيق فهو فقيق ،فإذا تردآدآ في جرة فهو بقبقة.
80
حصة تطبيقية حول العلقات الدللية
.هذه مجموعة من الكلمات تربطها علقات معينة بمعانيها ،حددآ هذه العلقات ثم بين السبب لكل نوع
اسأتعن بالمعاجم العربية القديمة منها و الحديثة ـ ذكر بعضها في الحصة الخاصة بالتغير الدللي ـ (
).وببعض الكتب التراثية ككتاب المزهر للسيوطي
81
المحاضرة رقم 12و 13
المعاجم العربية
)تقدم هنا فكرة موجزة عن أبرز المعاجم العربية المشهورة مع الشارة إلى المصادآر و المراجع التي
اقتبسنا منها هذه المعلومات و خأاصة مؤلفي الدكتور حلمي خأليل :المولد قبل السألم و المولد بعد
السألم(.
رتب المادآة اللغوية حسب المعاني الكبرى متدرجا بها من المولد الحسي إلى المدلولت المجردآة ،فاسأتشهد
على ذلك بنصوص من الشعر و النثر على اخأتلف العصور ،دآون التقيد بعصر معين.
.2المعجم الوسأيط :صدرت الطبعة الولى للمعجم الوسأيط سأنة 1961و الثانية .1972
في مقدمة الطبعة الولى عرف المولد بأنه :المحدث من كل شيء.......و من الكلم كل لفظ عربي
الصل غيرته العامة..........و ما اسأتخدمه العرب و لم يكن من كلمهم فيما مضى.
و في مقدمة الطبعة الثانية قالوا :المولد المحدث من كل شيء........ومن الكلم كل لفظ عربي الصل ،ثم
تغير في السأتعمال و اللفظ العربي الذي يستعمله الناس بعد عصر الرواية .
.3لسان العرب:
نعلم أن المادآة اللغوية التي ضمها معجم لسان العرب المؤلف في القرن الثامن الهجري قد أخأذت من
معاجم سأبق تأليفها في مراحل سأابقة ،و هذه المعاجم بدورها أخأذت مادآتها من الرسأائل اللغوية التي
أسأفرت عنها معركة جمع اللغة في البادآية منذ أواخأر القرن الهجري الول و أوائل القرن الهجري الثاني
82
ثم على امتدادآ القرن الثالث كله ،و من ثم فمادآة اللسان مادآة بدوية تمثل العربية و هي في دآاخأل الجزيرة
وقبل انتشارها مع المسلمين عقب الفتح السألمي.
خ حا ص 190-189
.4معجم دوزأي :يزيد إلى المعاجم القديمة ألفاظ الحضارة السألمية التي دآخألت العربية بعد الفتح
ترجمتهم للعلوم و المعارف المختلفة و التي اعتبرتها المعاجم القديمة من المولد فأهملتها .
المعجم الوسأيط يعكس ما أثبت من ألفاظ مولدة و مستخدمة في صورة العربية الحديثة و يحذف كثيرا .5
خ حا ص 191
.6يرى الدكتور خأليل أنه من الضروري وجودآ مجمع لغوي واحد لوضع مسميات موحدة و خأاصة
لللت و الدآوات الحديثة على أن نكثر هذه المسميات و تتعددآ بتعددآ اللهجات و القطار العربية.
خ حا ص 230
خ حا ص 239
.8من حصيلة هذين المصدرين ]قراءة المعاجم الغربية القديمة و معاجم المصطلحات قراءة دآقيقة
و التجاه إلى النصوص الدآبية و التاريخية و العلمية في التراث العربي و حديثا على أن نقسم النصوص
تاريخيا [....يمكن ترتيب هذه المادآة اللغوية و اسأتكمال المعجم المنشودآ لللفاظ المولدة .
خ حا ص 239
83
.9خأصص الرازي المتوفي 322لهذا اللون من اللفاظ التي جاء بها السألم معجما كامل سأماه كتاب
الزينة في الكلمات السألمية العربية.
.10شهدت هذه الفترة )عصر النهضة( حركة التأليف في المعاجم اللغوية التي كانت قد توقفت منذ أن
أخأرج الزبيدي )ت (1205معجمه تاج العروس فظهر أول معجم عربي حديث هو محيط المحيط
لبطرس البستاني 1866تبعه بقطر المحيط و هو مختصر لهذا المعجم ثم ظهر أقرب المواردآ .1889ثم
معجم الطالب لجرجس همام الشويري 1907ثم المنجد 1908للب لويس المعلوف.
و قد اعتنت هذه المعاجم جميعا بالمصطلحات و اللفاظ المولدة و أكثر من فعل ذلك بطرس البستاني في
محيط المحيط
خ حا ص 46
.11و شهدت هذه المرحلة )عصر النهضة( ظهور مجموعة من المعاجم العلمية من أشهرها معجم
الدكتور محمد شريف بالنجليزية و العربية في العلوم الطبيعية و الكيمياء و الطبيعة و النبات و معجم
الحيوان و المعجم الفلكي لمين المعلوف و معجم أسأماء النباتات للدكتور احمد عيسى و معجم اللفاظ
الزراعية للمير مصطفى الشهابي كما نشرت صحف و مجلت هذه المرحلة بحوثا في الكثير من
المصطلحات العلمية و المعربة.
.12و لسد هذا النقص وضع مصطفى الشهابي معجمه في اللفاظ الزراعية في الزراعة العامة
والبساتين و يضم هذا المعجم حوالي عشرة آلف مصطلح كان للمولد نصيب كبير فيها.
و الغرض من هذا المعجم أن يجد العلماء و الدآباء و أسأاتذة الجامعات و المدارس الزراعية و الثانوية
وأرباب الزراعة و المتأدآبون أصلح الكلمات العربية التي يمكن اسأتعمالها في زبدة العلوم الزراعية
الحديثة و في زبدة علوم المواليد من نبات و حيوان و جمادآ.
.13و لذلك فكر الكرملي في وضع معجم لسد هذا النقص في مفردآات العربية يذكر فيه ما أغفلته
84
المعاجم من اللفاظ و سأمى معجمه هذا ذيل لسان العرب ثم عدل عن هذه النسبة و أطلق عليه )المساعد(.
مجلة لغة العرب 7/883نقل عن دآ .إبراهيم -الب انستاس الكرملي و آراؤه اللغوية ص .111
.14و قد نتج عن هذه القطيعة إسأقاط ألف من اللفاظ – المصطلحات من المعجم العربي العام ،و قد
اقتفى المحدثون إل من رزقه ا التسامح – أثار اللغويين القدماء في هذه القطيعة فكانت المعاجم العامة
الحديثة – في الغالب – صورا مشذبة متفرعة من المعاجم القديمة .
.15ظهر في اللغة العربية خألفا لبقية لغات العالم الحية – مستويان مستقلن منفصلن للرصيد
المعجمي العربي – توقيفي و منظور و قد حظي الول بالتدوين و همش الثاني .و تهميش هذا المستوى
قد أحدث في المعجم العربي انفصاما بين مستويات اللغة.
في أواخأر القرن الثاني و بداية الثالث ظهرت مؤلفات معجمية كثيرة و لكنها لم تكن معاجم -
حقيقية ومعظمها إما في غريب القرآن و الحديث أو في مظاهر لغوية معجمية مثل الضدادآ
والمعلقات هو في صفات البداع و هي الكثر عددآا لهذه المعاجم مثل :الرسأائل في المطر
واللبن .....والنبات وخألق النسان ،أو أكثر المعجميين المؤلفين لهذه المعاجم .
النضر بن شميل )818-203م( -قطرب بن المستنير ) (821-206و أبو عبيدة معمر بن المثنى -
) (825-210و أبو زيد النصاري ) (830-215و أبو سأعيد عبد الملك الصمعي )(828-214
و أبو عبيد القاسأم بن سألم الهروي ) (839-223و كتاب الغريب المصنف أهم مدونة معجمية
بعد كتاب العين ،و قد رتب فيه اللفاظ اللغوية التي جمعت من المؤلفات السابقة بحسب مجالتها.
85
في النصف الول من القرن الثالث ظهر في اللغة العربية معجمان علميان مختصان إل أنهما ليسا .17
من وضع علماء عرب بل هما معجمان مترجمان من اللغة اليونانية هما:
معجم المقالت الخمس من القرن الول الميلدآي أو كتاب ]الحشاشين[ للعالم -1
اليوناني دآيوسأفيريدس العين زربي من القرن الول الميلدآي ،من نقل اسأطفن بن بسيل )من
القرن الثالث( و إصلحا حنين إسأحاق )873-260م((
كتاب الدآوية المفردآة للعالم اليوناني جالينوس البرغامي 199م .من نقل حنين بن -2
إسأحاق.
و أخأر كتاب عربي ألف في الدآوية المفردآة على طريقة القدامى هو]كشف الرموز[ لعبد الرزاق -
بن حلمادآوش الجزائري المتوفي )1168ه – 1754م(
الرحلة المشرقية لبي العباس النباتي الشبيلي ) (1239-637و هو معجم في النبات. -
كشاف اصطلحات الفنون لمحمد بن علي التهانوي الذي انتهى من تأليفه )(1745-1158 -
.18أول معجم علمي مختص يؤلف في اللغة العربية هو كتاب الدآوية المفردآة لسأحق بن عمران
بالقيروان و هو مفقودآ...و قد أخأذ منه ابن البيطار في كتابه الجامع في النبات و المداواة 22مفردآة
و في النبات 30
.19لسان العرب لبن منظور ]جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكلرم ابن منظور )630ه711-ه( )
1232م (1311 -في مستوى الجمع كان تابعا لعمال سأابقيه لنه لم يتسع إلى اسأتيعاب الرصيد
المعجمي العربي كله ،من مختلف مظانه ،بل تعمد النحصار في خأمسة مصادآر فضلها على كل
ماعداها و اعتبرها كافية و هي:
86
التهذيب للزهري )ت 370ه 980/م( ،الصحاحا للجوهري )ت 393ه1003/م( و المحكم لبن سأيدة
)ت 458ه1066/م( و الحواشي لبن بري)ت 582ه1187/م( و النهاية لبن الثير)ت 606ه /
1210م(.
* تنتمي إلى عصور مختلفة ،ما بين النصف الول من القرن الرابع إلى نهاية القرن السادآس
الهجريين
* و من حيث الخأتصاص تنتمي تلك المصادآر إلى مجالي المعجمية و علم الحديث )ابن الثير(
-ومن منهجيته أنه لم يكن يتقيد بالنقل الحرفي دآائما عن مصادآره فكان ذا موقف و منهج في الخأذ
فكانت مدونته معبرة عن شخصيته العلمية.
-كان موقفه متحيزا ضد العجمة و ذلك دآفاعا عن العربية التي كانت في حالة جزر .حيث فشت
العجمة و اسأتفحلت .
-أفقد العجمة ألفاظا كثيرة .حيث دآون مداخأل أعجمية كثيرة و لكنه اعتبرها عربية خأالصة ولم يشر
إلى عجمتها مثل البوارج و البريز و النزيم و بندق و البستان ..........و البطيخ.
-اعتمد في اثبات العجمة لبعض اللفاظ على أراء عددآ كبير من العلماء.
-اقتصر في أخأذ المقترضات اللغوية على إثبات ما اعترف به أئمة اللغة من المقترضات و دآونوه في
متونهم و خأاصة المعرب العلمي.
-كان يخضع العجمي لجذور عربية فوضع السأتبرق تحت برق كما اشتق جذور وهمية من ألفاظ
أعجمية مثل بطرك الذي وضع للبطريك.
-أطلق مصطلحات مختلفة على العجمي مثل )المعرب – الدخأيل – العجمي – المولد(.......
و نسب العجمي إلى لغات مختلفة مثل )الفارسأية – النبطية -العبرانية )البعير( – الرومية و أهمل
كثيرا من نسبة اللفاظ إلى لغاتها.
87
.20من الكتب ذات الهمية التي اعتمدها المعجميون العرب في تعريف المادآة النباتية )كتاب النبات
لبي حنيفة الدينوري(.
.21مستدرك دآوزي :دآوزي هو المستشرق الهولندي رينحارت دآوزي المتوفي 1883و هو مجمع
لمستدركات متعددآة لخصها في المستدرك على المعاجم العربية – صدرت طبعته الولى في لندن .1881
-جمع مادآته من المصادآر التي اسأتقرأها و التي بلغت 450مصدرا ينتمي معظمها إلى ما بين القرن
الرابع و العاشر الهجريين.
-حاول تدوين المولد و المستحدث من اللفاظ و العبارات الجديدة التي طرأت في مختلف العصار
السألمية ،خألفا لمن سأبقوه الذين اكتفوا بتدوين الفصيح فقط في حدودآ الجزيرة العربية و بعض التخوم
و نهاية عصر الحتجاج )ق 3ه(
-و مع ذلك فكان في مدونة دآوزي بعض مصادآر النقص إذ لم يستقرأ كل المصادآر و خأاصة التي
كانت قبل عصر الحتجاج مع وجودآ مؤلفات كثيرة في العلوم و خأاصة في القرن الثالث وفيها ألفاظ لم
تدون في المعاجم العربية.
-كان معجم دآوزي ثنائي )عربي /فرنسي( اللفظ بالعربي و الشرحا بالفرنسي.
-كان لديه في كثير من الحيان ظاهرة الحشو بتكرار تعاريف بعض المداخأل و خأاصة المركبة.
-كان المدخأل المركب تارة حسب الجزء الول و تارة حسب الثاني و أخأرى حسب
-يعتبر معجم دآوزي أول معجم يقر بلغة المصار السألمية من دآور في إثراء اللغة العربية
88
ضياء الدين أبو محمد عبد ا بن أحمد المعروف بالعشاب و النباتي ولد في مالقة بالندلس في النصف
الثاني من القرن السادآس الهجري )الثاني عشر الميلدآي( و توفي في دآمشق 1248 /646م
-المصطلحات النباتية و الصيدلية :احتوى كتاب الجامع على 3000مصطلح علمي منها القديم
و منها الحديث الذي اخأتص به ابن البيطار.
و اعتمد في منهجه على .1اسأتقراء المصادآر القديمة .2 .البحث الميداني .3 .اعتمادآ المخبرين.
وجد في القتراض اللغوي وسأيلة هامة لنماء معجمه اللغوي و توسأيعه إذ يلحظ تفتح المؤلف على
معجم اللهجات العامية في عصره و على معجم اللغات العجمية فقام بدور العالم المصطلحي و
المعجمي،كان يكتب المصطلح حسب نطقه بلغته الم فبدأ بالساكن مثل )سأطوبي (
إن عمل ابن البيطار العلمي و المعجمي منهج يحتذى به و طريقة ل تزال صالحة.
ابن بيطار – الجامع – 1/3و 3/14 دآراسأات في المعجم العربي 293 – 271
.5معجم المصطلحات الطبية الكثير اللغات الذي صدر في دآمشق 1956للسأاتذة مرشد
خأاطر – أحمد حمدي الخياط – محمد صلحا الدين الكواكبي.
.6مجموعة المصطلحات العلمية و الفنية الصادآر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة في سأتة
89
أجزاء بين 957و 964
و السمة السأاسأية في كل هذه المعاجم المتخصصة هي الترجمة ،فهي جميعا ثنائية اللغة
و قد رتبت مداخألها المعجمية على حروف المعجم العجمية عدا الموسأوعة في علوم
الطبيعة.
-اعتبرت في ترتيب مداخأله المصطلحات النجليزية أصول ثم اتبعت بالفرنسية و قوبلت جميعها
بالعربية.
-و كان ترتيب المعجم من حيث الصفات عربيا )من اليسار إلى اليمين( خأاص بقسم النبات.
-هذا المعجم مؤهل لن يكون أحسن ما ألف المحدثون في مصطلحات علم النبات و ذلك لتوفر
أربع خأصائص:
ب -لنه ثمرة عمل جماعي و مر بثلث مراحل – فقد أعد مادآته الولى مكتب تنسيق
التعريب ،ثم أعادآت النظر فيه لجنة علمية في الجزائر ، 1973ثم أعادآت مراجعته
لجنة علمية متخصصة .1974
ج -انه معجم موحد بمعنى أن تحظى مصطلحا ته بنوع من الجماع العربي.
90
دآ -انه موجه إلى جمهور التعليم العام.
.25ومع المزايا اليجابية فان معجم النبات ل يخلو من بعض السلبيات مثل:
.1أنه خأال من التعريف و يكتفي بذكر المقابل العربي فيعرف المصطلح بمصطلح آخأر و كأنه
معجم لغة عامة مع أنه معجم مصطلحات علمية
.2هناك نوع من التسيب المنهجي في وضع المصطلحات و من مظاهر ذلك عدم التقيد بمنهج
دآقيق في معالجة السوابق و اللواحق كترجمة اللحقة OIDEذات الصل اليوناني بست طرق
مختلفة ،و الضطراب في تعريب الصوات العجمية مثل .V. Gبالضافة إلى تحريف
مصطلحات عربية كانت اللغة اللتينية قد اقترضتها في القرون الوسأطى مثل مصطلح سأماق
الذي جاءت محرفة سأماك.
هذا بالضافة إلى القطيعة بين واضعي هذا المعجم و العلماء السابقين من القدماء و المحدثين
.26من ناحية أخأرى يلحظ تزايد ظهور المعاجم الفنية التخصصية في كثير من مجالت العلوم بفضل
جهودآ مؤسأسات التعريب و مجامع اللغة العربية في عدة أقطار عربية في المشرق و المغرب.
.27من المعاجم الحديثة :الجاسأوس على القاموس لحمد فارس الشدياق ) (1887-1804ينتقد فيه
القاموس المحيط للفيروز أبادآي.
خ حا 75
.28البرقيات لحمد تيمور ) (1930-1871و هو معجم صغير كان هدفه احياء بعض الكلمات العربية
خ حا ص .101 القديمة.
91
حصة تطبيقية حول تعريف المعجم لغة واصطلحا:
:النص
يقول ابن جني " :اعلم أن عجم وقعت في كلم العرب للبهام و الخأفاء وضد البيان والفصاحا ،
فالعجمة الحبسة في اللسان ،ومن ذلك رجل أعجم وامرأة عجماء ،إذا كانا ل يفصحان ول يبينان
كلمهما ،والعجم الخأرس ،والعجم و العجمي غير العرب لعدم إبانتهم أصل ،واسأتعجم العربي
القراءة ،لم يقدر عليها لغلبة النعاس عليه ،والعجماء البهيمة لنها ل توضح ما في نفسها ،واسأتعجم
.............الرجل :سأكت ،واسأتعجمت الدار عن جواب سأائلها سأكتت
اعلم أن أعجمت وزنه أفعلت و أفعلت هذه وان كانت في غالب أمرها تأتي للثبات و اليجاب نحو
أكرمت زيدا أي أوجبت له الكرامة ،فقد تأتي أفعلت أيضا ويرادآ بها السلب والنفي ،وذلك نحو أشكيت
" .زيدا أي أزلت له ما يشكوه ،وكذلك قولنا أعجمت الكتاب أي أزلت عنه اسأتعجامه
التحليل
يتضح لنا من اسأتعمال مشتقات كلمة عجم أنها ل تفيد الوضوحا إنما تدل على الغموض ،فكيف يكون
.المعجم من مشتقاتها ؟ والمعروف أن من أهدافه السأاسأية التيسير والتسهيل ؟
:جمع ابن جني في هذا النص مشتقات كلمة عجم محددآا معانيها ب
92
اسأتعجم القراءة :لم يقدر عليها لغلبة النعاس عليه
العجماء :البهيمة لنها ل توضح ما بنفسها
اسأتعجم الرجل :سأكت
اسأتعجمت الدار عن جواب سأائلها :سأكتت
93
حصة تطبيقية حول تحليل مادة معجمية
يحلل المعجم معنى الكلمات بالنظر إلى مستوياتها اللغوية المختلفة وهي مستويات تمثل مجموعة من
:المعلومات التي يتوقع أي طالب أن يقدمها له المعجم
أ ـ المعلومات الصوتية :وهو تمثل صوتي دآقيق يمثل الحرف في الكتابة رمزا كتابيا واحدا مستقل كأن
.تصف حركات الكلمة و مدها واعجام الحروف وإهمالها
ب ـ المعلومات الصرفية :يقدم المعجم تحديد المبنى الصرفي للكلمة إذا كانت اسأما أو صفة أو فعل ،
وهذا غالبا ما يحدث في صيغ صرفية محايدة مثل فاعل ) بكسر العين ( تقال لصفة فاعل و المر من
.فاعل نحو قاتل
ج ـ المعلومات النحوية :حينما يسوق المعجمي شواهد الكلمة عادآة ما يوردآ بعض الشارات النحوية،
.وذلك بعرض بعض القواعد النحوية وذكر معناها الوظيفي في فهم المعنى
د ـ المعلومات الدللية :يكون شرحا المعنى بذكر المعاني المتعددآة التي يصلح كل واحدة منها لسياق
:معين ،وذلك
ـ بعرض الشكال التي تستعمل في عصر واحد مثل :بكة ومكة
ـ تخصيص مدخأل لكل اشتقاق من اشتقاقات المادآة
.ـ يتجنب الشرحا بالمرادآف
ـ السأتشهادآ على كل معنى من المعاني التي يوردآها المعجم للكلمة إذ يساعد في تركيبها
مؤلفه هو أبو نصر إسأماعيل بن حمادآ الجوهري المتوفي سأنة 400ه .تتلمذ على يد أبي علي الفارسأي
و أبي سأعيد السيرافي .و يدلنا عنوان المعجم على أن صاحبه قصد إلى أرقى اللفاظ والصحيح منها
بصفة خأاصة .يقول في مقدمته " :أودآعت هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة التي شرف ا تعالى
" منزلتها
94
ترك الجوهري نظام ترتيب الحروف على المخارج ،ونظام ترتيبها على اللف باء .و ابتدع نظاما
جديدا
منهج المعجم
كيفية اسأتخدامه :إذا أردآنا مثل البحث عن معنى كلمة اسأتكتب :جردآناها من الحروف الزائدة وهي
.همزة الوصل والسين والتاء ،فيكون أصلها كتب ،فنبحث عنها في باب الباء فصل الكاف
نموذج من المعجم
العقيقة :صوف الجذع .و شعر كل مولودآ من الناس و البهائم الذي يولد عليه :عقيقة وعقيق وعقة
:أيضا بالكسر .قال ابن الرقاع يصف حمارا
و اجتاب أخأرى جديدا بعدما ابتقل تحسرت عقة عنه فأنسلها
95
و منه سأميت الشاة التي تذبح عن المولودآ يوم أسأبوعه :عقيقة .وقال أبو عبيد :العقة في الناس والحمر
ولم نسمعه في غيرهما
:وعقيقة البرق :ما انعق منه ،أي تضرب في السحاب و به شبه السيف .قال عنترة
وكل انشقاق فهو انعقاق .وكل شق وخأرق في الرمل وغيره فهو عق .ويقال انعقت السحاب ،إذا تبعجت
.بالماء
والعقيق ،ضرب من الفصوص .والعقيق وادآ بظاهر المدينة .وكل مسيل شقه ماء السيل فوسأعه فهو
.عقيق والجمع أعقة
و ذلك السهم يسمى عقيقة ،وهو سأهم العتذار وكانوا يفعلونه في الجاهلية .فان رجع السهم ملطخا بالدم
لم يرضوا إل بالقوة ،و إن رجع نقيا مسحوا لحاهم وصالحوا على الدية .وكان مسح اللحى علمة للصلح،
:قال ابن العرابي :لم يرجع ذلك السهم إل نقيا .ويروي عقوا بسهم ،بفتح القاف ،وهو من باب المعتل و ينشد
ثم اسأتفاءوا وقالوا حبذا الوضح عقوا بسهم فلم يشعر به أحد
وعق عن ولده يعق :إذا ذبح عنه يوم أسأبوعه ،وكذلك إذا حلق عقيقته .وعق والده يعق عقوقا ومعقة
فهو عاق وعقق ،مثل عامر وعمر ،والجمع عققة مثل كفرة .وفي الحديث ) ذق عقق( أي ذق جزاء فعلك
.يا عاق
أعق فلن :إذا جاء بالعقوق .وأعقت الفرس :أي حملت فهي عقوق ،ول يقال معق إل في لغة
.ردآيئة ،وهو من النوادآر ،والجمع عقق مثل لرسأول رسأل
.ونوى العقوق :نوى رخأو تعلفه البل العقق ،وربما سأموا تلك النواة عقيقة
96
والعقاق الحوامل من كل حافر ،وهو جمع عقق مثل قلص وقلص وسألب وسألب .والعقاق بالفتح :
............الحمل ،يقال أظهرت التان عقاقا وكذلك العقق
أ ـ المعلومات الصوتية :أوردآ الجوهري طريقة نطق بعض الكلمات مثل قوله :عقة أيضا بالكسر وعقوا
.بسهم بفتح القاف ،العقاق بالفتح
ب ـ المعلومات الصرفية :قدم لنا مجموعة من اشتقاقات الجذر ) عقق ( ،ابتداء من الفعل الماضي عق
في قوله :عق بالسهم ،أعق ،العقاق ،العقوق إضافة لذكر بعض الجموع مثل الجمع عقق
.وعققة.وبعض أبواب الفعل في قوله :عقوا بسهم هو من باب الفعل المعتل
ج ـ المعلومات الدللية :شرحا الجوهري معاني الكلمات المشتقة من الفعل ) عقق( ،كتعريفه للعقيق :
.بأنها ضرب من الفصوص و العقاق :الحوامل من كل حافر
الشواهد :اسأتعان مؤلف المعجم لتحديد معاني بعض الكلمات بمجموعة من البيات الشعرية لشعراء
.يعتد بفصاحتهم اللغوية
:تمرين
:ـ رتب هذه الكلمات على حسب طريقة عرضها في معجم الصحاحا 1
97
المطلوب :اسأتخرج معاني المفردآات التالية من معجم الصحاحا أواللسان ،أو تاج العروس ،أوالقاموس
:المحيط ،مبينا نوع المعلومات التي يقدمها كل معجم
98