‫حياة العرب االجتماعية‬

‫حياة العرب االجتماعية ينقسم العرب في الجاهليّة إلى قسمين رئيسيين‪ :‬سكان البدو‪:‬‬
‫وكانت هذه الفئة هي الفئة الغالبة‪ ،‬واعتمد عيش هذه الفئة على التنقّل خلف مصادر‬
‫الماء والعشب‪ ،‬كما أنهم اتخذوا الخيام مساكن لهم‪ ،‬وتميزوا بقدراتهم الشعرية‬
‫الفريدة‪ ،‬وكان طعام أهل البادية عبارة عن الحليب والتمر‪ ،‬فقد كانت اإلبل عماد‬
‫حياتهم‪ ،‬فقد كانوا يأكلون لحومها‪ ،‬ويشربون حليبها‪ ،‬ويلبسون من وبرها‪ ،‬ويُح ّملونها‬
‫قومون بها‬‫أثقالهم‪ ،‬وكانوا أيضا ً يفتدون بها أسراهم ويحررونهم‪ ،‬وكانوا أيضا ً يُ ّ‬
‫األشياء‪ ،‬فتُقدّر أثمان السلع باإلبل أو المواشي‪ .‬سكان الحضر‪ :‬فيما يخص سكان‬
‫الحضر فهم ممن سكن المدن‪ ،‬وعاشوا في الدور والقصور‪ ،‬وأصبحوا أقل شجاعة‬
‫ومروءة‪ ،‬كما أنهم عرفوا بحب المال‪ ،‬وتفاخروا بجمال الثياب‪ ،‬وأطباق الفضة‬
‫والذهب التي يأكلون بها‪ ،‬وتزيين القصور والمنازل التي سكنوها‪ ،‬وقد عملوا في‬
‫التجارة والزراعة‪ ،‬ومن أشهر األمثلة على الحضر سكان الحجاز‪.‬‬

‫صورة الحياة االجتماعية عند العرب في العصر الجاهلي‬

‫حينما ننظر إلى حياة العرب االجتماعية أو فئات الناس نجد أن هناك طبقات ثالث‪:‬‬
‫سادة‪ ،‬وطبقة ال َعبيد‪ ،‬وطبقة ال َموالي ‪.‬‬ ‫طبقة ال َّ‬
‫وهناك‬
‫أيضا ً ظاهرة أخرى نسميهم ال ُخل َعاء‪ ،‬أي‪ :‬الذي يفعل فعالً غير شريف‪ ،‬أو يقوم‬
‫تح ُكم عليه بال ُخروج عن األعراف والتَّقاليد‪ ،‬ثم يَ ْنبذونه‪،‬‬
‫بأعمال غير َكريمة‪ ،‬القَبيلة ْ‬
‫شعَراء خَرجت على أعراف ال َقبيلة‪ ،‬وعلى‬ ‫ومنهم "الصعاليك"‪ :‬وهم فِئة من ال ُّ‬
‫يكونون ألنفسهم‬
‫تقاليدها‪ ،‬ثم بَدؤوا ّ ِ‬
‫معا ِلم وفَلسفات ُمعيَّنة‪ .‬وكتاب الدكتور يوسف خليف‪" :‬الصعاليك" كتاب قَ ِيّم في هذا‬
‫صفات إيجابية‬ ‫الباب‪ ،‬وبيَّن فلسفة هؤالء الناس ‪.‬نجد أن العرب كانت لهم في حياتهم ِ‬
‫سلبية ‪.‬‬
‫وصفات َ‬ ‫ِ‬
‫الصفات اإليجابية أيضا ً َكثيرة‪ ،‬وهي تؤ ّكد التضامن القَبلي‪ ،‬وهذا التضامن يؤثر في‬
‫حياة العرب؛ فالعرب كانوا ير ِ ّكزون على صفات كثيرة و ِقيم كثيرة‪ ،‬منها ‪:‬‬
 ‫الوفاء‪ ،‬وإغاثة ال َملهوف‪ ،‬وحماية الض ِعيف‪ ،‬والعفو عند ال َم ْقدرة‪،‬‬ ‫قيمةال َكرم‪ ،‬وقيمة َ‬
‫ورفض ال َهوان والضَّيم‪ ،‬ولهم في الكرم قِصص كثيرة‪ ،‬ولهم في الوفاء قصص‬
‫كثيرة‪ ،‬حتى كانوا من ال يفي بوعده‪ ،‬القَبيلة ت َ ْنبُذه وت ْنفُر منه وتطرده‪ .‬ولذا كانوا‬
‫ينادون بالوفاء بالوعود‪ ،‬والوفاء بالمواثيق والعهود‪ ،‬وإغاثة ال َملهوف‪ ،‬وحماية‬
‫الضَّعيف‪ .‬والكرم نشأ عندهم من ذلك ألن‬
‫الحياة فيها قسوة والظروف صعبة‪ ،‬فكانوا يوقدون النار ليالً على ِقمم الجبال‪ ،‬حتى‬
‫يأتي إليهم تا ِئهون في الصحراء ليالً‪ ،‬وأحيانا ً كان ي ْذ َبح ال َعربي ك ّل ما عنده‪ ،‬إذا لم‬
‫يجد عنده يُ ْم ِكن أن يذبح ولده‪ ،‬ينوي على ذلك‪.‬وهناك قصص ِش ْعرية تؤمئ إلى أن‬
‫ش َعراء كاد أن ي ْذبح ابنه لضيفانه ولكن بالطبع لم يفعل ‪.‬‬ ‫بعض ال ُّ‬

‫هناك صفات سلبية أيضا ً ت َ ِس ُم الحياة االجتماعية عند العرب‪ .‬ومن هذه الصفات‬
‫السلبية ‪:‬‬
‫شيوع الخَمر بينهم‪ ،‬وشيوع ال ِقمار وال َميسر‪ ،‬واألخذ بالثأر‪ .‬واألخذ بالثأر أيضا ً كان‬
‫صلة في نفوسهم‪ .‬كانت الخَمر عادة عند بعض الناس والبعض‬ ‫عادة عربية قديمة متأ ّ‬
‫ال يأنَف منها‪ ،‬حتى إنهم كانوا إذا شرب إنسان الخَمر وأدمن وأصبح ِسكيراً‪ ،‬كانوا‬
‫يحكمون عليه بالنفي ِمن القَبيلة ‪.‬أ ّماالذي كان شائعا ً عندهم هو الربا‪ ،‬وال ِقمار‬
‫والميسر‪ ،‬واألخذ بالثأر‪ ،‬وهذا‬
‫يحرمون على‬ ‫كان يُعَدّ ِس َمة من السمات النفسية العربية الجاهلية‪ ،‬وكانوا ّ‬
‫صور كثيرة وأشياء كثيرة ‪.‬‬ ‫أنفسهم أشياء كثيرة حتى يُؤخَذ بثأر القَتِيل؛ ولهم في ذلك َ‬
‫إضافة إلى ما ذُ ِكر نَجد سؤاالً يطرأ‪ :‬ما مكانة المرأة في المجتمع الجاهلي‪ ،‬وكيف‬
‫شعَراء؟ المرأة في المجتمع الجاهلي كانت تَنقسم إلى إ ّما ُحرة‪ ،‬أو أ َمة‪ ،‬أو‬ ‫صورها ال ُّ‬‫ّ‬
‫جارية ‪.‬‬
‫المرأة‬
‫ال ُحرة كانت لها مكانة عظيمة عند العرب حتى قبل اإلسالم‪ ،‬وكانت من النساء‬
‫من تختار زوجها حتى قبل اإلسالم‪ .‬ومنهن من كانت تتدخل في أن ت ُ ِجير إنسانا ً‬
‫مطرودا ً أو مظلوما ً أو ما إلى ذلك‪ ...‬وإلى ِجوار ذلك هناك مجتمع ال َجواري‬ ‫ْ‬
‫سيّئ أو ما إلى ذلك‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫أو مجتمع اإلماء‪ ،‬ومنهن من كانت لها سلوك َ‬
‫م ْعروفا‪.‬‬