شركات في طور التأسيس و الشكالات المرتبطة بها النهائي ى

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫ماستر‪ :‬القانون والبنوك التشاركية والتأمينات التكافلية‬

‫الفصل‪ :‬الثاني‬

‫الفوج‪ :‬األول‬

‫المادة‪ :‬الشركات التجارية‬

‫عرض حول‬

‫الشركات التجارية في طور التأسيس‬


‫واإلشكاالت المرتبطة بها‬
‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إنجاز الطلبة‪:‬‬
‫عبد الرزاق أيوب‬ ‫هدى شاهين‬

‫رضا أي بعيا‬

‫المهدي أندجار‬

‫الموسم الجامعي ‪7102/7102‬‬


‫الئحة فك الرموز‬

‫ظ‪.‬ل‪.‬ع‪ :‬ظهير االلتزامات والعقود‬


‫م‪.‬س‪ :‬مرجع سابق‬
‫ق‪.‬ش‪ :‬قانون الشركات‬
‫ص‪ :‬الصفحة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫الشركة هي النواة التي تحرك دواليب االقتصاد الوطني‪ ،‬فهي ليست وليدة العصر الحالي بل كانت‬
‫على مر العصور القديمة‪ ،‬إذ كانت على شكل تعاون ينحصر نطاقه على أفراد األسرة والقبيلة من أجل‬
‫القيام بمتطلبات الحياة اليومية ومشاغلها‪.‬‬

‫وتطورت فكرة الشركة على مر العصور‪ ،‬وتطور مفهومها وشكلها إلى أن اعتبرت كشخص معنوي‬
‫لو أهلية وجنسية و ذمة مالية مستقلة‪ ،‬فقد نظمها التشريع الفرنسي بمقتضى أول تقنين تجاري صدر‬
‫بأمر ملكي سنة‪ 3761‬في عهد لويس الرابع عشرة‪ ،‬الذي كان ينظم األوراق التجارية و نظام اإلفالس‪،‬‬
‫إلى أن صدر قانون ينظم الشركات التجارية التي خرجت إلى حيز الوجود‪.‬‬

‫أما التشريع المغربي فكان يعتمد على الشريعة اإلسالمية لتنظيم العالقات القانونية إلى غاية تعرضه‬
‫لالستعمار‪ ،‬حيث أصدر المستعمر مجموعة من القوانين منها ظ‪.‬ل‪.‬ع الذي افرد لشركة مقتضيات من‬
‫خالل الفصول ‪ 289‬إلى ‪ ، 3923‬حيث عرفها بأنها " عقد بمقتضاه يضع شخصان أو أكثر أموالهم أو‬
‫عملهم أو هما معا لتكون مشتركة بينهم بقصد تقسيم الربح الذي ينشأ عنها"‪ ،‬وكذلك ظهير ‪3299‬‬
‫الطبق لقانون الشركات الفرنسي الصادر سنة ‪.3867‬‬

‫لك ن التطور الذي عرفته الساحة الدولية‪ ،‬فرض على المشرع المغربي التدخل بطريقة استعجاليه‬
‫لتوفير إطار قانوني يتناسب مع المحيط الوطني والدولي‪ ،‬يستجيب النتظارات الفاعلين االقتصاديين‬
‫على اعتبار الشركة عمود و رهان التنمية المستدامة‪ ،‬فتم إصدار القانون ‪ 36.21‬الذي يعتبر بمثابة‬
‫الشريعة العامة لشركات و المنظم لشركة المساهمة سنة ‪ ،3227‬و القانون رقم ‪ 1.27‬المنظم لباقي‬
‫الشركات سنة ‪.3226‬‬

‫المعلوم أن تأسيس الشركة يتطلب مجموعة من األحكام‪ ،‬بدءا بإبرام عقد الشركة الذي يستلزم توافر‬
‫أركانه التي تسري على جميع العقود‪ ،‬وأحكام خاصة يتطلب توافرها في الشركات التجارية‪ ،‬هذه‬
‫الرابطة بين األحكام العامة للعقود و األحكام الخاصة لشركات تخرج إلى الوجود شخصا اعتباري له‬
‫مميزات ومنها اكتساب الشخصية المعنوية التي تتيح لو أهلية التصرف‪ ،‬غير أن المشرع ربط اكتساب‬

‫‪3‬‬
‫هذه الشخصية بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬ويطلق على الشركة قبل قيدها في هذا السجل مصطلح شركة‬
‫في طور التأسيس‪ ،‬وهو وصف قانوني أطلقه عليها الفقهاء‪.‬‬

‫وقد شكلت شركة في طور التأسيس موضوعا لجدل و نقاش فقهي و قضائي من جهة‪ ،‬ولتضارب‬
‫تشريعي من جهة أخرى و ذلك راجع باألساس إلى التصرفات المبرمة باسم الشركة خالل هذه الفترة و‬
‫مصير تلك التصرفات في ظل غياب أي وجود قانوني لها خالل هذه الفترة‪.‬‬

‫بناءا على ما سبق يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ما هي اإلشكاالت المرتبطة بالشركات التجارية في طور التأسيس؟‬

‫و تتفرع عن اإلشكالية المركزية األسئلة التالية‪ :‬ما مفهوم الشركة في طور التأسيس؟ وما مفهوم النظام‬
‫العالئقي بين الفاعلين فيها؟ و هل غياب الشخصية المعنوية للشركة في طور التأسيس يحرمها من القيام‬
‫باألعمال باسمها؟ إذا كان الجواب نعم فما مصير هذه األعمال؟ ومن يتحمل هذه االلتزامات قبل‬
‫اكتسابها الشخصية المعنوية؟ وما اإلشكاالت المطروحة نتيجة هذه الوضعية؟‬

‫سنجيب على هذه اإلشكالية وفق منهج تحليلي معتمدين على تصميم ثنائي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة للشركة في طور التأسيس‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القواعد المنظمة لتصرفات الشركة في طور التأسيس‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة للشركة في طور التأسيس‬

‫في ظل غياب تعريف تشريعي للشركة في طور التأسيس يكون مبررا أن نستفسر عن مفهوم هذه‬
‫المؤسسة القانونية‪ ،‬الستخالص خصائصها و من ثم وضع الخط الفاصل بينهما وبين ما يتداخل معها‬
‫من نظم‪ .‬عالوة على ذلك فقد ال تكفي المقتضيات القانونية في تحديد فترة امتداد طور تأسيس الشركة‬
‫لذلك يكون لزاما التطرق إلى اإلطار الزمني للشركة في طور التأسيس‪ ،‬و هذا ما سنتناوله من خالل‬
‫المطلب األول‪:‬‬

‫إذا كانت كل شركة تمر حتما و وجوبا بفترة تأسيس تنتهي عند قيدها بالسجل التجاري‪ ،‬الذي يعد‬
‫بمثابة القرينة على اكتسابها للشخصية المعنوية‪ ،‬فإن الغموض يشوب مسألة الشخصية المعنوية للشركة‬
‫في طور التأسيس؛ هل تتمتع بشخصية معنوية كاملة أم ناقصة أو أن الشركة في طور التأسيس هي في‬
‫حكم العدم أي ال تتمتع بأي وجود قانوني خالل الفترة السابقة لقيدها في السجل التجاري‪ ،‬وهذا ما سنتنا‬
‫في المطلب الثاني‪.‬‬

‫لمطلب األول‪ :‬ماهية الشركة في طور التأسيس‬

‫يطرح تحديد ماهية الشركة في طور التأسيس مجموعة من اإلشكاالت سواء على مستوى تحديد‬
‫مدلول الشركة في طور التأسيس في ظل غياب تعريف تشريعي لها وعدم تفريد نظام قانوني متكامل و‬
‫متراص‪ 1‬لهذا المفهوم ‪ ،‬الشيء الذي جعل الشركة في طور التأسيس تختلط بمجموعة من المفاهيم‬
‫األخرى المشابهة لها كالشركة الفعلية والشركة المستخرجة من الواقع وشركة المحاصة (الفقرة‬
‫األولى)‪.‬‬

‫‪1‬نورالدين الفقيهي‪ " ،‬الشركة في طور التأسيس‪ ،‬الوضع القانوني و التدابير الحمائية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق وحدة التكوين و‬
‫البحث‪ :‬قانون التجارة و األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬الموسم الجامعي ‪2100-2102‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪5‬‬
‫أو على مستوى تحديد الفترة الزمنية التي تمتد فيها الشركة في طور التأسيس نظراَ لألهمية التي‬
‫يكتسيها تحديد بداية و نهاية الفترة التي توصف فيها الشركة في طور التأسيس قصد تحديد النظام‬
‫القانوني الذي تخضع له مختلف المراكز القانونية في الشركة ‪( 2‬الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تمييز الشركة في طور التأسيس عن النظم المشابهة‪:‬‬

‫إلبراز الفرق بين الشركة في طور التأسيس وباقي المفاهيم المشابهة لها يجب تعريف الشركة في‬
‫طور التأسيس‪ ،‬وبالعودة إلى القوانين المنظمة للشركات بالمغرب ‪ 3‬يتبين أن المشرع المغربي لم يعرف‬
‫الشركة في طور التأسيس ‪ ،‬وحسن ما فعل المشرع المغربي ألن التعاريف من اختصاص الفقه‬
‫والقضاء‪.‬‬

‫يقوم مفهوم الشركة على مرتكزين ‪ :‬األول تعاقدي ذلك أن تأسيس الشركة مرهون بداية بوجود عقد‬
‫شركة‪ ،‬والثاني مرتكز إجرائي يتمثل في إنجاز مختلف إجراءات التأسيس التي تتوج بالميالد القانوني‬
‫للشركة كشخص معنوي‪.‬‬

‫وباستقراء مواد قوانين الشركات التجارية المغربية نجد أن قصد المشرع بخصوص عبارة "الشركة‬
‫في طور التأسيس" يتجه إلى مرحلة فقط من مراحل اكتمال تأسيس الشركة‪ ،‬حيث فرق بين إجراءات‬
‫التأسيس وإجراءات التقييد في السجل التجاري‪ .4‬ومن أجل توضيح مفهوم الشركة في طور التأسيس‬
‫أكثر سنحاول أن نميزها عن مجموعة من النظم المشابهة لها‪:‬‬

‫‪2‬نبيل أبو مسلم ‪ "،‬النظام القانوني للشركة في طور التأسيس دراسة تحليلية و نقدية في ظل القانون المغربي و القانون المقارن "‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،2100 ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪3‬قانون رقم ‪ 09.71‬المتعلق بشركات المساهمة ‪،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.7..024‬بتاريخ ‪04‬من ربيع اآلخر ‪ 01( 0409‬غشت‬
‫‪ ، )077.‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4422‬بتاريخ ‪ 09‬أكتوبر ‪، 077.‬ص ‪.20.7-2020‬وتم تغييره وتتميمه بالظهير الشريف رقم ‪0.11.01‬‬
‫الصادر في ‪ 20‬ماي ‪ 2111‬بتنفيذ القانون رقم ‪ ،21.11‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 1.07‬بتاريخ ‪ 0.‬يونيو ‪ 2111‬ص ‪. 0091-0017‬‬
‫والقانون رقم ‪ 1.7.‬المتعلق بشركة التضامن و شركة التوصية البسيطة والتوصية باألسهم والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة‬
‫والصادر بالظهير الشريف رقم ‪ 47.79.0‬في ‪ 1‬شوال ‪ 00( 0409‬فبراير ‪، )0779‬والصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪، 4491‬بتاريخ ‪ 20‬ذي الحجة‬
‫(فاتح ماي ‪ ،)0779‬ص‪، 0194-0111‬والمعدل بالظهير الشريف رقم ‪ 0.1..20‬الصادر في ‪ 01‬من محرم ‪ 04( 0429‬فبراير‪ )211.‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ ،2011‬ج‪.‬ر‪.‬عدد ‪ ،1411‬بتاريخ ‪ 0‬صفر ‪ 2( 0429‬مارس ‪ ،)211.‬ص ‪،117-111‬وبالقانون رقم ‪ 24.01‬الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف ‪ 0.00.07‬بتاريخ ‪ 2‬يونيو ‪ ،2100‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 171.‬بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪ ،2100‬ص ‪.0110‬‬
‫‪ 4‬نور الدين الفقيهي‪ ،‬م س‪،‬ص ‪.41‬‬

‫‪6‬‬
‫أوال‪ :‬شركة المحاصة‬

‫تتشابه الشركة في طور التأسيس مع شركة المحاصة المنظمة في الباب الخامس من القانون رقم‬
‫‪ 91.27‬المنظم لشركة التضامن وشركة التوصية باألسهم وشركة التوصية البسيطة والشركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة ‪،‬في أن كليهما ال يتمتعان بالشخصية المعنوية‪ ،‬حيث تنص‬
‫المادة‪88‬من القانون رقم ‪ 1.27‬أنه ‪":‬ال وجود لشركة المحاصة إال في العالقات بين الشركاء وال ترمي‬
‫إلى علم الغير بها ‪.‬ال تتمتع بالشخصية المعنوية "‪.‬هذا على أنه باإلضافة إلى ذلك فالشركتين معا‬
‫يتفقان باتسامهما بطابع السرية ألن عقد الشركة في طور التأسيس وشركة المحاصة يظل خارج نطاق‬
‫الشهر‪.‬‬

‫إال أن هناك أوجه اختالف بين المفهومين حيث أن مفهوم الشركة في طور التأسيس ال يشكل سوى‬
‫وصف قانوني توصف به جميع الشركات التجارية باختالف أنواعها في مرحلة معينة ‪ ،‬أما شركة‬
‫المحاصة فتعتبر شكالً قانونيا ً نظمه المشرع في الباب الخامس في القانون رقم ‪ ،1.27‬كما يختلف‬
‫المفهومان من حيث الطبيعة التي تعطى لكل منهما فإذا كانت طبيعة الغرض االجتماعي لشركة‬
‫المحاصة هو الذي يتحكم في وصف هذه األخيرة بالمدنية أو التجارية‪،5‬فإن الشركة في طور التأسيس‬
‫تعتبر تجارية مهما كان غرضها سواء مدنيا ً أو تجاريا ً‪.‬‬

‫كما أن الشريك في شركة المحاصة يتعاقد باسمه ولفائدته ما لم يتصرف باقي المتحاصون علنا ً‬
‫بصفتهم شركاء بخالف الشركة في طور التأسيس التي ال يمكن أن يسري في حقها أي تصرف ما لم‬
‫يكن قد ابرم باسمها‪.6‬‬

‫‪ 5‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 2‬من القانون رقم‪ 1.7.‬المنظم لباقي الشركات التجارية على أنه‪ ":‬تعد شركة المحاصة شركة تجارية إذا كان‬
‫غرضها تجارياً"‪.‬‬
‫‪ 6‬نبيل أبو مسلم ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪00‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫تانيا‪ :‬الشركة الفعلية‬

‫يختلط مفهوم الشركة في طور التأسيس مع مفهوم الشركة الفعلية‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة نظرية جاء‬
‫بها القضاء و الفقه من أجل تجاوز أثار البطالن المنصوص عليه في القواعد العامة ضمانا ً لمبدأ‬
‫استقرار المعامالت‪ .‬ومؤدى نظرية الشركة الفعلية أنه إذا حكم ببطالن الشركة فإن أثر هذا البطالن‬
‫يقتصر على المستقبل فقط دون أن يمس التصرفات السابقة على الحكم بالبطالن‪ ،‬فوجود الشركة في‬
‫تلك الفترة كان وجوداً فعليا وليس قانونيا ً ولذلك تسمى بالشركة الفعلية ‪.7‬‬

‫وفي عالقة الشركة الفعلية بالشركة في طور التأسيس‪ ،‬فإن المفهومين يشكالن وصفا قانونيا لمرحلة‬
‫معينة من مراحل تأسيس الشركة ‪ ،‬إال أنهما يختلفان من حيث المرحلة التي ينصب عليها كل واحد‬
‫منهما فإذا كانت الشركة الفعلية تنصب على فترة قد انتهت وانقضت فإن وصف الشركة في طور‬
‫التأسيس يمكن أن ينصب على الماضي كما يمكن أن ينصب على الحاضر‪.‬‬

‫والشركة الفعلية كذلك تكتسب الشخصية المعنوية كذلك طيلة الفترة الفاصلة بين تاريخ تقييدها في‬
‫السجل التجاري وتاريخ تقرير بطالنها‪ ،‬في حين ال تتمتع الشركة في طور التأسيس بالشخصية‬
‫المعنوية ‪ .‬الشيء الذي ينتج عنه تحمل الشركة الفعلية التصرفات المبرمة من طرفها بخالف الشركة في‬
‫طور التأسيس التي ال تلتزم بشيء ما تقرر تحمل االلتزامات الناشئة عن التصرفات المنعقدة خالل‬
‫طور تأسيسها بعد اكتمال وجودها القانوني‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشركة المستخرجة من الواقع‬

‫تعرف الشركة المستخرجة من الواقع أو المنشأة بفعل الواقع بأنها تلك الشركة التي ال يتوفر لدى‬
‫مؤسسيها النية‪ 8‬لتكوين شركة بالمعنى القانوني‪ .‬فهي تلك العالقة التي تربط مجموعة من األشخاص‬

‫‪ 7‬أمنار الحسين‪" ،‬محاضرات في الشركات التجارية " ‪،‬السنة الجامعية ‪ .2100-2102‬ص ‪.01‬‬
‫‪8‬أمنار الحسين‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪8‬‬
‫والتي تبدوا في ظاهرها مؤسسة على عقد شركة‪ 9.‬و هم يخضعون في تصرفاتهم للنظام القانوني الذي‬
‫تخضع له شركات المحاصة‪.10‬‬

‫وتختلف الشركة المستخرجة من الواقع عن الشركة في طور التأسيس في كون هذه األخيرة تتطلب‬
‫لقيامها مجموعة من اإلجراءات الشكلية بينما تنتفي في األولى‪ ،‬وكذلك من حيث مسؤولية الشركاء‬
‫اتجاه الغير‪ ،‬فإذا كان الشركاء أو المساهمون المرتقبون يظلون في منأى عن المتابعات التي قد يمارسها‬
‫الغير اتجاه الشركة في طور التأسيس ما لم يفوضوا ذلك ألحدهم أو يتعاقدوا باسمهم ‪ ،‬على عكس‬
‫الشركة المستخرجة من الواقع التي يلتزم فيها الشركاء اتجاه الغير بصفة تضامنية ومطلقة‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق‪ ،‬نستشف أن شركة في طور التأسيس تتميز عن باقي المؤسسات المشابهة لها بأنها ‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة من مراحل تأسيس الشركة‪.‬‬


‫‪ -‬وصف قانوني تتصف به جميع الشركات التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬شركة مستترة ال تكتسب الشخصية المعنوية‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب مجموعة من اإلجراءات الشكلية وتوفر نية المشاركة بين الشركاء‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلطار الزمني لشركة في طور التأسيس‬

‫أوال‪ :‬بداية الشركة في طور التأسيس‬

‫تعتبر نقطة بداية الشركة في طور التأسيس أمرا مهما لمعرفة التصرفات التي يسال عليها‬
‫المؤسسون‪ ،‬فالمشرع المغربي لم يقم بتحديد بداية الشركة في طور التأسيس مخلفا وراء هذا اإلغفال‬
‫جدال فقهيا واسعا‪.‬‬

‫إال أنه للخروج من هذا النقاش يمكن القول أن تحديد فترة بداية الشركة في طور التأسيس بشكل‬
‫يستجيب للمتطلبات الواقعية في ‪ ":‬كل حدث ملموس ينتج عن تصرف مكتوب أو عن القيام بإجراء‬

‫‪ 9‬الحسين أمنار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬


‫‪ 10‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.0.‬‬

‫‪9‬‬
‫كيفما كان‪ ،‬يظهر بما ال يترك مجاال للشك رغبة مؤسسين أو مؤسس ‪ -‬كما هو الشأن بالنسبة للشركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة من شريك واحد‪ -‬في إنشاء شركة ويسفر عن وجود هذا التأسيس ''‪.11‬‬

‫ثانيا‪ :‬نهاية الشركة في طور التأسيس‬

‫الشركة في طور التأسيس إما أن تنتهي بتقييدها في السجل التجاري وبالتالي اكتسابها الشخصية‬
‫المعنوية حيث تنص بهذا الصدد المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 36.21‬المنظم لشركات المساهمة أنه ‪'':‬‬
‫تتمتع شركات المساهمة بالشخصية المعنوية ابتداء من تاريخ تقييدها بالسجل التجاري" فتخرج بذلك‬
‫الشركة من النظام القانوني الذي أخضعها له المشرع خالل مرحلة التأسيس وتدخل في النظام القانوني‬
‫الخاص بنوع الشركة الذي اتخذته شكال قانونيا لها‪.‬‬

‫وإما أن يتعذر اكتمال تأسيسها بسبب موت أحد الشركاء أو عدم الحصول على الترخيص الذي‬
‫يتوقف عليه مزاولة نشاطها‪ ،‬وبالتالي يصبح األطراف ملزمين باسترجاع حقوقهم والتحلل من‬
‫التزاماتهم نتيجة انعدام محلها المؤدي إلى بطالن الشركة‪ .12‬وهو ما أكده المشرع من خالل المادة ‪11‬‬
‫من القانون رقم ‪ 1336.21‬والفقرة الثانية من المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪.141.27‬‬

‫وقد تتحول الشركة في طور الت أسيس إلى شركة منشأة بفعل الواقع إذا تم إبرام تصرفات باسم‬
‫الشركة تخرج عن دائرة التصرفات التي تتطلبها إجراءات التأسيس وقام المؤسسون والشركاء‬
‫المرتقبين بالتصرف اتجاه الغير بطريقة توحي بأنهم شركاء مرتقبين‪.15‬‬

‫وبتالي يظل السؤال مطروح حول مدة طور تأسيس الشركة؟ هل هو أجل ستة أشهر الذي نص‬
‫عليه المشرع في المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 36.21‬حيث ألزم المؤسسين في حالة عدم تأسيس الشركة‬
‫داخل ستة أشهر من تاريخ إيداع األموال بإرجاعها إلى المكتتب‪ ،‬و هو نفس األجل المنصوص عليه‬
‫كذلك في المادة ‪19‬من القانون ‪ 1.27‬؟‪ .‬أو األجل المنصوص عليه في المادة ‪ 61‬من مدونة التجارة‬

‫‪11‬نور الدين الفقيهي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.1.‬‬


‫‪12‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.2.‬‬
‫‪ 13‬تنص المادة ‪ 01‬من القانون ‪ '': 09.71‬يلزم المؤسسون‪ ،‬في حالة عدم تأسيس الشركة داخل أجل ستة أشهر من اريخ ايداع األموال‪،‬‬
‫بإرجاعها إلى المكتتبين‪ .‬ويمكن لكل مكتتب استصدار أمر استعجالي بتعيين من يقوم باسترجاع األموال المدفوعة وتوزيعها على المكتتبين"‪.‬‬
‫‪ 14‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ '': 1.7.‬إذا لم تنشأ الشركة داخل أجل ستة أشهر ابتداء من اإليداع األول لألموال‪ ،‬أمكن‬
‫لمقدمي الحصص سواء فرادى أو بواسطة وكيل يمتلهم جماعة‪ ،‬أن يتقدموا بطلب إل ى البنك بسحب مبالغ حصصهم بعد اإلدالء بشهادة تثبت عدم‬
‫تقييد الشركة في السجل التجاري"‪.‬‬
‫‪15‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪10‬‬
‫التي تنص على وجوب طلب تسجيل الشركة خالل الثالثة أشهر التي تلي التأسيس أي بعد إتمام‬
‫اإلجراءات المنصوص عليها في المادة ‪ 36‬من القانون ‪.1636.21‬‬

‫في هذا الصدد ذهب نور الدين الفقيهي إلى اعتبار فترة التأسيس ليس لها مدة محددة‪ ،‬فقد تطول أو‬
‫تقصر بحسب شكل الشركة الذي اختاره المؤسسون إال أن أجل الستة أشهر يتسم بأهمية أكبر عندما‬
‫يتعلق األمر بإنشاء شركة مساهمة وتقل أهميته بالنسبة لباقي الشركات التجارية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشخصية المعنوية لشركة في طور التأسيس‬

‫إن ميالد الشخصية المعنوية للشركة رهين بتقييدها في السجل التجاري‪ ،‬غير أن االختالف يثار‬
‫حول تتمتع الشركة في طور التأسيس بالشخصية المعنوية من عدمه‪ ،‬هنا يمكن الحديث عن توجهين‬
‫رئيسيين‪ ،‬األول ينفي أي وجود قانوني لشركة خالل فترة التأسيس‪ ،‬و الثاني يمنحها شخصية معنوية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬انعدام الشخصية المعنوية‬

‫يقصد بالشخصية المعنوية االعتراف للشخص غير الطبيعي بأهلية اكتساب الحقوق و تحمل‬
‫االلتزامات على غرار الشخص الطبيعي‪ .‬واعتبر بعض الفقه أن الشخصية المعنوية هي من ابتداع الفكر‬
‫الليبرالي هدفه الفصل بين اإلنسان و المقاولة‪ ،‬و ذلك من أجل دفع المستثمرين لالنخراط في العملية‬
‫‪17‬‬
‫التجارية انطالقا مما توفره لهم من مالذ آمن يبعدهم عن سيف الرجوع على ذمتهم المالية‪.‬‬

‫ولقيام الشخصية المعنوية للشركة اشترط المشرع عالوة على استيفاء األركان العامة و الخاصة‬
‫‪ ،‬أركانا شكلية يشكل اإلشهار القانوني أهمها ويقصد به مختلف العمليات الرامية إلى تقريب الشركة من‬
‫الجمهور حتى يكونوا على بينة و إطالع بنشأة هذا الشخص االعتباري‪ ،‬و من ضمن هذه العمليات نجد‬
‫القيد في السجل التجاري الذي يعتبر آخر مرحلة من مراحل اإلشهار القانوني‪.‬‬

‫‪ :16‬تعد شركة المساهمة مؤسسة إثر القيام باإلجراءات االربعة التالية‪:‬‬


‫‪ -0‬توقيع النظام األساسي من جميع المساهمين وإذا لم يتم فبتوصل المؤسسين او واحد منهم بأخر بقاقة إكتتاب ؛‬
‫‪ -2‬تحرير كل سهم نقدي بربع قيمته اإلسمية على األقل وفق أحكام المادة ‪ 20‬؛‬
‫‪ -0‬تحويل الحصص العينية بعد تقييمها ‪ ،‬لفائدة الشركة التي هي في طور التأسيس طبقا للمادة ‪ 24‬وما بعدها ؛‬
‫‪ -4‬القيام بإجراءات الشهر المنصوص عليها في المادة ‪".00‬‬
‫‪ 17‬عبد الرحيم شميعة‪ " ،‬الشركات التجارية " ‪ ،‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬مكناس‪ ،2100 ،‬ص ‪ 01‬و ‪.0.‬‬

‫‪11‬‬
‫قد علق المشرع اكتساب الشركات التجارية للشخصية المعنوية باستثناء شركة المحاصة على‬
‫من‬ ‫‪19‬‬
‫من قانون شركات المساهمة و المادة ‪9‬‬ ‫‪18‬‬
‫ضرورة قيدها بالسجل التجاري بموجب المادة ‪6‬‬
‫إلى القول بأن هذا القيد يشكل ضمانة‬ ‫‪20‬‬
‫القانون المتعلق بباقي الشركات التجارية‪ ،‬وقد اتجه بعض الفقه‬
‫هامة لألغيار المتعاملين مع الشركة لما من شأن ذلك أن يمنحهم من إمكانية االطالع على جميع‬
‫المعلومات المتعلقة بالشركة ؛ كالشكل القانوني‪ ،‬مبلغ الرأسمال‪ ،‬الممثل القانوني‪ ،‬المقر االجتماعي‪،...‬‬
‫إضافة إلى تخويلهم إمكانية التأكد من سالمة اإلجراءات المتعلقة بها إذ يشكل السجل التجاري بالنسبة‬
‫للشركات ما يشكله الدفتر العائلي بالنسبة لألشخاص الطبيعيين‪ ،‬عالوة على ذلك فإقرار هذه القاعدة‬
‫يروم بث الطمأنينة في نفوس المتعاملين مع الشركة و الحفاظ على استقرار المعامالت‪.‬‬

‫غير أن اإلشكال المطروح في هذا الصدد هو تحديد مصير األعمال و التصرفات و العقود المبرمة‬
‫باسم الشركة خالل الفترة الممتدة ما بين تاريخ بدأ إجراءات التأسيس و تاريخ اكتساب الشخصية‬
‫المعنوية عن طريق القيد بالسجل التجاري‪ ،‬هنا نجد أن مؤيدي االتجاه الذي ال يضفي الشخصية‬
‫ألن‬ ‫‪21‬‬
‫االعتبارية على الشركة في طور التأسيس يعتبرون أنه ال وجود لحق أو التزام دون ذمة مالية‪،‬‬
‫هذه األخيرة تشكل الوعاء الطبيعي الذي يمكن أن يحتضن هذين المفهومين‪ ،‬و بما أن الشركة يعلق‬
‫اكتسابها للشخصية االعتبارية على ضرورة قيدها بالسجل التجاري فإنه ال يمكنها تبعا لذلك التمتع بأي‬
‫حق أو تحمل االلتزامات‪ 22‬من منطلق عدم توفرها على ذمة مالية‪.‬‬

‫و عليه يرى مؤيدوا هذا االتجاه أن كل األعمال التي يجريها المتصرفون تنسحب إليهم و من ثم فإن‬
‫تعاقدهم كان باسمهم و لحسابهم الخاص ألن الشركة في طور التأسيس ليس لها وجود قانوني و من‬
‫المستحيل لهذا العدم القانوني التصرف بأي شكل من األشكال و التحمل بالتزامات كيفما كانت دائنة أو‬
‫مدينة‪ .‬إذن فتصرفات المؤسسين ملزمة لهم بشكل شخصي أو تضامني‪ ،‬لكن متى اكتمل تأسيس الشركة‬
‫و أصبح لها وجود قانوني يمكنها من التعبير عن إرادتها التزم المتصرفون بنقل آثار تلك التصرفات و‬
‫العقود إلى الشركة بالطرق المقررة قانونيا النتقال هذه الحقوق‪.‬‬

‫‪ 18‬تنص هذه المادة على ما يلي ‪ " :‬تتمتع شركات المساهمة بالشخصية المعنوية ابتداء من تاريخ تقييدها في السجل التجاري‪"...‬‬
‫‪ 19‬جاء في متن هذه المادة ما يلي ‪ " :‬تعتبر الشركات موضوع األبواب الثاني و الثالث و الرابع من هذا القانون شركات تجارية بحسب شكلها و‬
‫كيفما كان غرضها‪ .‬و ال تكتسب الشخصية المعنوية إال من تاريخ تقييدها في السجل التجاري‪"...‬‬
‫‪20‬راجع في هذا الصدد ‪ :‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪21‬إنطالقا من مبدأ ال ذمة بدون شخصية قانونية أو مبدأ ال ذمة للشركة قبل قيدها بالسجل التجاري‪.‬‬
‫‪ 22‬ألنها ستقع تحت طائلة خضوعها لنظام الشركة بفعل الواقع للتفصيل أكثر أنظر ‪ :‬نور الدين الفقيهي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬

‫‪12‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إضفاء الشخصية المعنوية في طور التأسيس‬

‫قد تستغرق عملية تأسيس الشركة التجارية وقتا طويال قبل أن يتم قيدها في السجل التجاري‪ ،‬وهي‬
‫فترة قد يبرم فيها المؤسسون عقود و عمليات الزمة لبداية الشركة‪ ،‬كإبرام عقود كراء المحالت و‬
‫بنايات يتخذ بعضها مقرا للشركة و بعضها مستودعا للسلع‪ ،‬أو إبرام عمل مع أجراء أو فتح حساب‬
‫بنكي أو عقود اشتراك في الهاتف أو االنترنيت أو الماء و الكهرباء‪ ،‬وقد دأبت بعض التشريعات‬
‫المقارنة على اعتبار الشركة التجارية في مرحلة تأسيسها تتمتع بالشخصية المعنوية ب القدر الالزم‬
‫لتأسيسها‪ ،‬وهذا الحكم يعتبر مقبوال جدا إذا كانت الشركة تسير في االتجاه الصحيح نحو تأسيسها تأسيسا‬
‫صحيحا‪ ،‬إذ من شأنه أن يدعم المؤسسين و يشجعهم على اتخاذ عملية التأسيس على محمل من الجد‪ ،‬و‬
‫أن العمليات التي تم انجازها خالل فترة التأسيس سوف تتحملها الشركة‪ ،‬ما دام أن هذه العمليات ال‬
‫تصب في النهاية إال لصالح الشركة‪.23‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن القضاء المغربي في تطبيقه لمقتضيات المادة ‪ 6‬يعرف تضاربا كبيرا سواء فيما‬
‫يتعلق بإثبات تمتع الشركة بالشخصية المعنوية‪ ،‬أو بخصوص القرائن التي تفيد في ذلك أو فيما يتعلق‬
‫بتحديد أثر الحرمان من الشخصية المعنوية على صحة الدعوى المرفوعة باسم الشركة‪.‬و سنذكر في‬
‫هذا الصدد بعض األحكام؛ منها ما ذهبت إليه محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في إحدى‬
‫قراراتها‪ 24‬حيث اتجهت إلى أن األصل في الشركة هو التمتع بالشخصية المعنوية إلى أن يثبت العكس‪،‬‬
‫و هذا هو االتجاه المساير لمؤيدي إضفاء الشخصية المعنوية على الشركة في طور التأسيس‪.‬‬

‫و هناك قرار آخر‪ 25‬صادر عن نفس المحكمة اعتبرت فيه أن صدور الشيك محل المطالبة باألداء‬
‫باسم الشركة يعتبر قرينة على تمتع الشركة بالشخصية المعنوية‪ ،‬في حين اتجهت في قرار‬
‫آخر‪26‬مخالف تماما لما تم تقريره سابقا اعتبرت فيه أن اكتساب الشخصية المعنوية معلق على التقييد‬

‫‪23‬أيوب عبد الزاق‪ ،‬الشركات التجارية‪،‬الطبعة األولى ‪ ،2100‬مطبعة الورود‪ ،‬إنزكان‪ ،‬ص ‪7.‬‬
‫‪ 24‬جاء في حيثيات هذا القرار " أنه بخصوص ما عابه الطرف المستأنف على الحكم من كونه قضى بقبول الدعوى شكال رغم توجيهها ضد‬
‫مؤسسة عادل كار و التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية و أنها مجرد إسم تجاري‪ ،‬فإن الدفع المذكور غير ثابث بأي حجة و ال يوجد ما يفيد أن‬
‫مؤسسة عادل كار ال تتمتع بالشخصية المعنوية مما يتعين معه رد هذا الدفع " حكم صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بالدار البيضاء‪ ،‬قرار عدد‬
‫‪ ،2110/20..‬بتاريخ ‪ ،2110/19/01‬ملف عدد ‪ (7/2112/091‬غير منشور)‪ .‬أورده نبيل أبو مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.007‬‬
‫‪ 25‬قرار صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بالدار البيضاء‪ ،‬عدد ‪ ،2111/0121‬بتاريخ ‪ ،2111/11/17‬ملف عدد ‪ (0/2111/410‬غير‬
‫منشور)‪ .‬منقول عن نبيل أبو مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.041‬‬
‫‪ 26‬صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بالدار البيضاء‪ ،‬قرار عدد ‪ ،2110/0701‬بتاريخ ‪ ،2110/01/10‬ملف عدد ‪( 4/2110/0.10‬غير‬
‫منشور)‪ .‬نقال عن نبيل أبو مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬

‫‪13‬‬
‫بالسجل التجاري و بالتالي فاألصل هو عدم تمتع الشركة في طور التأسيس بالشخصية المعنوية و أن‬
‫القرينة الوحيدة على إثبات خالف ذلك هي تقييدها بالسجل التجاري‪ ،‬و المالحظ على هذا القرار أنه‬
‫ساير مقتضيات المادة ‪ 6‬من قانون شركات المساهمة و المادة ‪ 9‬من قانون باقي الشركات السالف‬
‫بيانهما‪.‬‬

‫تبعا لذلك فإن الدعوى المرفوعة باسم الشركة في طور التأسيس غير مقبولة شكال‪ ،‬غير أن المجلس‬
‫األعلى (محكمة النقض حاليا) كان له رأي مخالف في إحدى قراراته‪27‬؛ حيث اعتبر أن ثبوت الصفة‬
‫للشركة بالتقدم بطعن االستئناف طالما أنها كانت طرفا في الدعوى في المرحلة االبتدائية كاف‬
‫إن ذل على شيء فهو أن المجلس األعلى‬ ‫‪28‬‬
‫الكتسابها أهلية التقاضي‪ ،‬و هذا التوجه حسب بعض الفقه‬
‫لم يميز بين الصفة و أهلية التقاضي التي تدور مع الشخصية المعنوية وجودا و عدما‪.‬‬

‫رغم وجود آليات لتدارك االختالل الشكلي الذي يشوب الدعوى المرفوعة باسم الشركة في طور‬
‫التأسيس من قبيل إصالح المسطرة‪ ،29‬إال أنها قد ال تفي بالغرض بل األكثر من ذلك فقد تؤدي إلى‬
‫فقدان الحق المطالب به نتيجة إعادة ممارسة الدعوى‪ ،‬و من هذا المنطلق فالقضاء الفرنسي تنبه إلى‬
‫األمر فاستقر على نفي أي أثر إلصالح المسطرة على صحة الدعوى المرفوعة باسم الشركة في طور‬
‫التأسيس‪.‬‬

‫غير أن نبيل أبو مسلم اتجه في موقفه إلى تعضيد اإلصالح الذي يطال المقال االفتتاحي للدعوى‪،‬‬
‫بتقرير الشركة بعد اكتمال تأسيسها تحملها للدعوى المرفوعة باسمها ما دامت تدخل ضمن طائفة‬
‫التصرفات التي قد تنصب عليها مسطرة التحمل بحكم تعبير المشرع في المادة ‪ 99‬من قانون شركات‬
‫المساهمة بمصطلح العمل و ليس العقد و هو ما يجعل نطاق مسطرة التحمل يتسع ليشمل جميع‬
‫التصرفات القانونية بما فيها تلك التي ال تتسم بالطابع العقدي‪ ،‬و بالتالي تدارك العيب الذي طال المقال‬
‫االفتتاحي للدعوى بفعل األثر الرجعي الذي رتبه المشرع على ممارسة مسطرة التحمل‪.‬‬

‫‪27‬المجلس األعلى‪ ،‬قرار عدد ‪ ،171‬صادر بتاريخ ‪ ،2114/19/20‬ملف تجاري عدد ‪(2110/0/0/.72‬غير منشور)‪ .‬أورده نبيل أبو مسلم‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.044‬‬
‫‪28‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪041‬‬
‫‪29‬نصت عليها الفقرة الثالثة من المادة األولى من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫من جهة أخرى يسوغ للشركة في طور التأسيس أن تستعين بمسطرة التدخل اإلداري في الدعوى‬
‫إذا كانت مرفوعة من قبل من تصرف باسمها خالل مرحلة التأسيس باعتباره طرفا أصليا في التصرف‬
‫المبرم على أنه يشترط لصحة مقال التدخل اإلرادي في الدعوى أن يتضمن ما يفيد تقييد الشركة‬
‫بالسجل التجاري من جهة‪ ،‬و ممارستها لمسطرة التحمل المنصبة على التصرف المرتبط بالحق محل‬
‫الدعوى من جهة أخرى‪ ،‬ناهيك عن ضرورة تقديمه قبل بث المحكمة في النزاع‪.30‬‬

‫و يطرح تساؤل بخصوص مدى قابلية الشركة في طور التأسيس للخضوع لمساطر معالجة‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬فعلى فرض إضفاء الشخصية المعنوية للشركة في طور التأسيس فإنها ستدخل في‬
‫نطاق الخاضعين لمساطر معالجة صعوبات المقاولة نظرا لتوفرها على ذمة مالية مستقلة‪ ،‬أما إذا لم يتم‬
‫تمتيعها بالشخصية المعنوية فالنتيجة هي استحالة تطبيق هذا النظام عليها نظرا لعدم إمكانية حصول‬
‫واقعة ا لتوقف عن الدفع الراجعة إلى كون التصرفات المبرمة باسم الشركة ال تسري في مواجهتها و‬
‫إنما تسري في مواجهة من تصرف باسمها وحده لكونه هو من يتحمل تنفيذها‪.31‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القواعد المنظمة لتصرفات الشركة في طور التأسيس‪:‬‬

‫يستوجب تأسيس شركة نشوء روابط قانونية على مستوى الشركة في طور التأسيس‪ ،‬وهو ما‬
‫سواء على‬ ‫‪32‬‬
‫يكشف عن أهمية دراسة مختلف االلتزامات والتبعات التي يتحملها مختلف األطراف‬
‫المستوى الداخلي ( الفقرة األولى)‪ ،‬أو على المستوى الخارجي ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام القانوني للعالقات الداخلية‪:‬‬

‫تخضع العالقات الداخلية للشركة في طور التأسيس إلى نظام خاص‪ ،‬سواء فيما يخص عالقة‬
‫المؤسس أو المؤسسين بالشركاء او المساهمين المرتقبين أو في عالقة الشركاء والمساهمين المرتقبين‬
‫فيما بينهم‪.‬‬

‫‪30‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 047‬و ‪.011‬‬


‫‪31‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪32‬نور الدين الفقيهي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.0.9‬‬

‫‪15‬‬
‫لفقرة األولى‪ :‬عالقة المؤسس بالشركاء أو المساهمين المرتقبين‪:‬‬

‫ا ختلف الفقه في تحديد أساس العالقة التي تربط المؤسسين بالمساهمين أو الشركاء المرتقبين‪ ،‬فهناك‬
‫توجه يرجع أساس العالقة إلى العقد ويستند على الفقرة الثالثة من المادة األولى من قانون ‪3876‬‬
‫الفرنسي المتعلق بشركات األسهم‪ ،‬حيث كان يسمى االكتتاب في رأس المال بعقد االكتتاب‪ .‬وقد انتقد هذا‬
‫المفهوم التقليدي من طرف شكري السباعي باعتبار أن األمر يتعلق بتصريح المكتتب بإرادته للدخول في‬
‫الشركة التي ستنشأ في المستقبل؛ فالمساهم أو الشريك ال يتعاقد بل يود أن يكون طرفا في الشركة التي‬
‫ستؤسس في المستقبل‪ ،‬حيث ال يتصور أن يتعاقد المكتتب مع شركة في طور التأسيس ال تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية ما دامت لم تقيد بعد في السجل التجاري عمال بالمادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪36.21‬‬
‫المنظم لشركات المساهمة ‪ 33‬وعرف هذا االتجاه باالتجاه المؤسساتي‪.‬‬

‫ويكتسب المؤسسون في فترة تأسيس الشركة عدة حقوق حيث يحصلون على امتيازات خاصة تتمثل هذه‬
‫االمتيازات في عالوة التصفية وحق األفضلية في األرباح حيث تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 92‬من‬
‫القانون رقم ‪ 36.21‬المنظم لشركات المساهمة على ما يلي ‪ '':‬إذا تم التنصيص علي منح امتيازات‬
‫خاصة لفائدة أشخاص سواء كانوا شركاء أم ال‪ ،‬اتبعت نفس المسطرة‪ .‬ويقصد باالمتياز الخاص في هذا‬
‫القانون الحق التفضيلي في األرباح وفي عالوة التصفية "‪.‬‬

‫وللمؤسسين الحق في الرجوع على الشركاء أو المساهمين المرتقبين بمصاريف التأسيس ما لم تتحملها‬
‫الشركة متى توجت مرحلة تأسيسها باكتسابها الشخصية المعنوية‪ ،‬حيث تقوم بالعمل على انتقاص‬
‫مصاريف التأسيس مما قد تحققه من أرباح خالل الخمس سنوات الموالية لتسجيلها بالسجل التجاري طبقا‬
‫لما تنص عليه المادة ‪ 198‬من القانون ‪ 36.21‬المنظم لشركات المساهمة‪ ،‬أما إذا تعذر اكتمال تأسيس‬
‫الشركة فيبقى المؤسس متحمال المصاريف أما إذا تعدد المؤسسون فإنهم يتحملون جميع مصاريف‬
‫التأسيس بأنصبة متساوية ما لم يتم االتفاق على خالف ذلك وهو ما أكده القضاء الفرنسي من خالل قرار‬
‫محكمة االستئناف بباريس الصادر بتاريخ ‪.3492/2/3223‬‬

‫‪33‬نور الدين الفقيهي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 010‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪، Cour d appel de paris -3emechambre-24Sseptembre 1991- bulletin Joly 1992- page 516- Dalloz‬‬
‫‪34‬‬

‫أورده نبيل أبو مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 10‬و ‪.14‬‬

‫‪16‬‬
‫وتقع على المؤسس أو المؤسسين التزامات اتجاه الشركاء أو المساهمين المرتقبين أبرزها التزامهم‬
‫بالعمل بجدية للسير بتأسيس الشركة إلى مرحلته النهائية‪ ،‬وإخراج الشركة إلى الوجود وعدم النكوص‬
‫عن ذلك لغير سبب معقول‪.35‬وتعتبر الشركة مؤسسة بتسجيلها بالسجل التجاري واكتسابها للشخصية‬
‫المعنوية كما أقرت بذلك المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪.36.21‬‬

‫ويظل اإلشكال مطروح حول مسؤولية المؤسسين إذا لم تكتمل إجراءات تأسيس الشركة‪ ،‬هل المؤسسون‬
‫يعتبرون مخلين بالتزاماتهم ؟ وما األساس الذي يمكن على أساسه مساءلة المؤسسين؟ هل مسؤوليتهم‬
‫تقصيرية أم عقدية؟ وما طبيعة االلتزام بتأسيس الشركة هل هو التزام بتحقيق نتيجة أم التزام ببذل‬
‫‪36‬‬
‫عناية؟‬

‫لفقرة الثانية‪ :‬عالقة الشركاء أو المساهمين المرتقبين فيما بينهم‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 36.21‬المنظم لشركات المساهمة على أنه ‪ ":‬إلى غاية تقييد الشركة‬
‫في السجل التجاري تبقى العالقة بين المساهمين خاضعة لعقد الشركة وللمبادئ العامة للقانون المطبقة‬
‫على االلتزامات والعقود"‪ ،‬وهو ما يعني أن عالقة المساهمين فيما بينهم يرجع في تنظيمها إلى ما اتفقوا‬
‫عليه في عقد الشركة‪ ،‬وما لم يتفقوا عليه يتم االحتكام إلى مقتضيات قانون االلتزامات والعقود‪.37‬‬

‫وقد انتقد نبيل أبو مسلم ‪ 38‬صياغة المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 36.21‬ألن الوقوف عند الطبيعة المركبة‬
‫والتقنية اللتزام المساهم أو الشريك المرتقب بتحرير الحصة والتأمل في النصوص القانونية المنظمة‬
‫لتقديم الحصة سواء في القانون رقم ‪ 36.21‬المنظم لشركة المساهمة أو القانون رقم ‪ 1.27‬المنظم لباقي‬
‫الشركات التجارية يطرح التساؤل حول مدى استيعاب المبادئ العامة للقانون لسائر الجوانب القانونية أو‬
‫التقنية لاللتزام بتقديم حصة في الشركة؟‪ ،‬حيث يظهر قصور القواعد العامة في عدم تحديدها لكيفية‬
‫حصة‪ ،‬فاكتفت بتحديد أنوع الحصص (نقدية‪ ،‬عينية‬ ‫التزام المساهم أو الشريك المرتقب بتقديم‬

‫‪35‬نور الدين الفقيهي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.091-094‬‬


‫‪36‬لمزيد من التفاصيل أنظر‪:‬األستاذ نبيل أبو مسلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ .7‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪37‬فؤاد معالل‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪38‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 19‬وما بعدها‬

‫‪17‬‬
‫ووضعت بعض القواعد العامة بهذا الشأن‬ ‫‪39‬‬
‫وصناعية) في الفصل ‪ 288‬من قانون االلتزامات والعقود‬
‫في الفصول ‪ 223‬و‪ 229‬و ‪ 221‬و ‪ 227‬و‪ 226‬و ‪ 228‬و ‪ 222‬و ‪ 3999‬و ‪.3993‬‬

‫إال أنه بعد صدور القوانين الجديدة المنظمة للشركات التجارية‪ ،‬تم التفصيل في تنظيم التزام‬
‫المساهمين والشركاء بتقديم حصة في الشركة‪ ،‬فنصت المادة ‪ 93‬من القانون رقم ‪ 36.21‬على أنه‪'' :‬‬
‫يجب أن يكتتب رأس المال بالكامل وإال فال يتم تأسيس الشركة‪.‬‬

‫هذا و يجب أن تحرر األسهم الممثلة للحصص النقدية بما ال يقل عن الربع من قيمتها‪ .‬ويتم تحرير‬
‫الباقي دفعة واحدة أو عدة دفعات حسب قرار يتخذه مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية داخل أجل‬
‫ال يتجاوز ثالث سنوات ابتداء من تقييد الشركة في السجل التجاري وإال جاز لكل ذي مصلحة أن يتقدم‬
‫بطلب إلى رئيس المحكمة التجارية المختصة بصفته قاضيا للمستعجالت إلصدار األمر إلى الشركة‬
‫تحت طائلة غرامة تهديدية بالدعوة لدفع األموال غير المحررة‪ .‬و تحرر األسهم الممثلة للحصص العينية‬
‫كاملة عند إصدارها"‪.‬‬

‫يتضح من خالل هذه المادة حرص المشرع على دفع المساهمين في شركة المساهمة لحصصهم التي‬
‫التزموا بدفعها وذ لك من خالل استعماله لصيغة الوجوب في االكتتاب في رأس مال الشركة كامال تحت‬
‫طائلة عدم التأسيس‪ ،‬ووضع أجل ثالث سنوات من تقييد الشركة في السجل التجاري لتحرير باقي‬
‫الحصة النقدية‪ ،‬أما الحصة العينية فتحرر كاملة عند اإلصدار‪ .‬كذلك من بين حرص المشرع واهتمامه‬
‫بالتزام المساهمين والشركاء المرتقبين بدفع حصتهم سواء كانت نقدية أم عينية واستثناء صناعية ما نص‬
‫عليه في الفقرة األولى من المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 1.27‬المنظم لباقي الشركات التجارية‪.40‬‬

‫إذن‪ ،‬يظهر بشكل جلي أن صياغة المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 36.21‬جاءت معيبة نظرا لعدم تطبيق‬
‫المبادئ العامة المطبقة على االلتزامات والعقود على العالقة القائمة بين الشركاء والمساهمين المرتقبين‬

‫‪ 3939‬ينص الفصل ‪ 771‬على ما يلي‪:‬‬


‫'' يسوغ أ ن تكون الحصة في رأس المال نقودا أو أشياء أخرى‪ ،‬منقولة كانت أو عقارية أم حقوقا معنوية‪ .‬كما يسوغ أيضا أن تكون عمل أحد‬
‫الشركاء أو حتى عملهم جميعا‪ .‬وال يسوغ بين المسلمين‪ ،‬أن تكون هذه الحصة مواد غذائية"‪.‬‬

‫‪40‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 10‬من القانون رقم‪ 1.7.‬على ما يلي‪:‬‬


‫"يجب أن يكتتب الشركاء في كل األنصبة‪ ،‬وأن يدفعوا مجموع مبالغها إذا كانت تمثل حصصا عينية‪ .‬ويجب أن تدفع نسبة الربع على األقل من‬
‫مجموع مبالغ األنصبة الممثلة للحصص النقدية‪ ،‬و يدفع الباقي في دفعة واحدة أو عدة دفعات حسب قرار يتخذه المسير داخل أجل ال يتجاوز خمس‬
‫سنوات ابتداء من تقييد الشركة في السجل التجاري‪ ،‬غير أن رأس مال الشركة يجب أن يدفع مجموع مبلغه قبل أي اكتتاب في أنصبة جديدة تدفع‬
‫مبالغها نقدا وذللك تحت طائلة بطالن العملية"‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إال بشكل احتياطي‪ ،‬وهو ما كان على المشرع تجاوزه بإضافة عبارة "مع مراعاة األحكام المنصوص‬
‫‪41‬‬
‫عليها في هذا القانون" إلى آخر النص‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬النظام القانوني للعالقات الخارجية‬

‫غياب الشخصية المعنوية للشركة في طور التأسيس يرتب أثارا‪ ،‬ليس فقط على العالقات الداخلية‬
‫(بين الشركاء)‪ ،‬ولكن أيضا على العالقات الخارجية (بالنسبة لألغيار)‪.‬‬

‫وعليه فان خالل هذه المدة‪ ،‬العالقات بين الشركاء تخضع في تنظيمها إلى عقد الشركة أو إلى المبادئ‬
‫العامة لقانون االلتزامات والعقود‪ ،‬أما بالنسبة لألغيار فتحكمها العقود المبرمة بينهم وبين المتصرف‬
‫باسم الشركة‪،‬فمن إذن يمكنه التصرف باسم الشركة؟ وما هو األساس القانوني لعمل المتصرفين باسم‬
‫شركة في طور التأسيس؟‬

‫الفقرة األولى‪:‬اإلطار القانوني لعمل المتصرفين باسم الشركة‬

‫أوال‪ :‬األشخاص الذين يمكن لهم التصرف باسم شركة في طور التأسيس‬

‫من خالل المادة ‪ 96‬من قانون شركات المساهمة‪ ،‬نالحظ أن المشرع لم يعطي تحديدا دقيقا لمن‬
‫يمكنه التصرف لحساب شركة في طور التأسيس وبالتالي تحمله لمسؤولية ذلك‪ ،‬حيث استخدم لفظا عاما‬
‫ومبهما "األشخاص"‪ ،‬أي ضمنيا يمكن تخويل هذه اإلمكانية ألي كان‪ ،‬ما دامت الشركة في طور‬
‫التأسيس‪ ،‬غير أن هذا يتعارض مع الواقع العملي‪ ،‬إذ أن الراغبين في إنشاء شركة ال يخاطرون بالسماح‬
‫لمن ليس له مصلحة تربطه بالمشروع‪ ،‬أي أن للشركاء والمساهمين الحق أكثر من غيرهم في التصرف‬
‫باسم الشركة ولمصلحتها‪.‬‬

‫وفي نفس السياق‪-‬توجه نور الدين الفقيهي‪ -‬فمن المستحسن أال يقحم في هذه المسؤولية من يتصرف‬
‫لفائدة الشركة من باب عقد الخدمة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للموثق‪-‬الذي تقتصر مسؤوليته على الجانب‬

‫‪41‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 70‬و ‪.72‬‬

‫‪19‬‬
‫المهني فقط‪ -‬كما ال يعقل أن يحل بصفة تلقائية من فوتت له حصص في رأس مال الشركة‪ ،‬محل‬
‫مسؤولية مفوتها الذي أبرم تصرفا معينا لفائدة الشركة في طور التأسيس‪.42‬‬

‫ثانيا‪ :‬األساس القانوني لعمل المتصرفين باسم شركة في طور التأسيس‬

‫نعلم جيدا أن التصرفات المبرمة لحساب شركة في طور التأسيس‪ ،‬تتم في ظروف غير معتادة‪ ،‬إذ‬
‫أن موقعها ال يتصرف لحسابه الخاص‪ ,‬و إنما لحساب شخص معنوي غير موجود‪ ,‬و تنشأ في الوقت‬
‫نفسه عالقة قانونية بين هذا األخير و الغير‪ .‬فاإلشكال الذي يطرح نفسه هنا هو ما مصير هذا التصرف‬
‫في حالة عدم تبنيه من طرف الشركة أو عدم ولوجها أصال للحياة القانونية؟‬

‫بالرجوع إلى المقتضبات القانونية التي جاء بها المشرع المغربي في القانون رقم ‪ ،36.21‬المتعلق‬
‫بشركات المساهمة‪ ،‬نجد أنه نص في مادته ‪ 96‬على أنه "يسأل األشخاص الدين قاموا بعمل باسم‬
‫الشركة في طور التأسيس وقبل اكتسابها الشخصية المعنوية‪ ،‬على وجه التضامن وبصفة مطلقة عن‬
‫األعمال التي تمت باسمها‪"...‬‬

‫من خالل هذ ه المادة يتبين لنا أن األشخاص الذين قاموا بإبرام تصرفات باسم الشركة خالل مرحلة‬
‫التأسيس هم وحدهم الذين يسألون بصفة تضامنية ومطلقة‪ ،‬عن كافة االلتزامات المبرمة عن تلك‬
‫التصرفات‪ .‬األمر الذي يجعل الشريك المرتقب بعيدا عن تحمل أي التزام أبرمه المؤسسون باسم‬
‫الشركة في طور التأسيس‪.‬‬

‫لكن في هذه الحالة يبقى للقضاء الصالحية في إمكانية تحميل الشريك مسؤولية تنفيذ االلتزامات‬
‫المترتبة عن التصرفات التي أبرمت باسم الشركة في طور التأسيس‪ ،‬أو عدم تحميله إياها‪,‬إال أن عدم‬
‫مساءلة الشريك المرتقب عن االلتزامات الناشئة عن التصرفات المبرمة باسم الشركة في طور التأسيس‬
‫تبقى نسبية‪ ،‬على اعتبار أنه قد يقوم الشريك بتفويض ذلك ألحد الشركاء المرتقبين بالتعاقد باسم الشركة‬
‫خالل مرحلة التأسيس‪ ،‬إال أنه في هذه الحالة في حكم المتعاقد باسمها‪ ،‬طالما أن من تعاقد باسمها فعليا‪،‬‬

‫‪-42‬نور الدين لفقيهي‪ ،‬م س‬

‫‪20‬‬
‫ال يتصرف إال بصفته وكيال ل لشريك المرتقب مما يفرض سريان ما قام به من تصرفات في حق هذا‬
‫األخير‪.43‬‬

‫وبالتالي فإن صفة المؤسس ال تكون كافية لتحميل صاحبها االلتزامات الناشئة عن التصرفات‬
‫المبرمة باسم الشركة خالل مرحلة التأسيس‪ ،‬بل يجب أن يتم ذلك بإبرام تلك التصرفات بشكل فعلي‬
‫لها‪ ،‬ألن المشرع جعل تلك االلتزامات ناشئة على عاتق من أبرم التصرف بغض النظر عن صفته أكان‬
‫مؤسسا أم شريكا أم شخص أخر‪.‬‬

‫ويمكن للشركة أن تتحمل مسؤولية االلتزامات الناشئة عن التصرفات المنعقدة لفائدتها خالل طور‬
‫تأسيسها و ذلك عبر شكلين؛ يقع األول تلقائيا يوم تقييد الشركة في السجل التجاري‪ ،‬و يتطلب الثاني‬
‫إرادة الشركاء أو المساهمين لتقرير التحمل عن طريق الجمعية العامة لكن بعد القيد في السجل‬
‫التجاري‪44.‬‬

‫إن مسطرة التحمل التلقائي قد تنصب على التصرفات المبرمة خالل الفترة السابقة عن تاريخ التوقيع‬
‫على النظام األساسي كما قد تنصب على التصرفات المبرمة خالل الفترة الفاصلة بين تاريخ التوقيع‬
‫على النظام األساسي و تاريخ تقييد الشركة بالسجل التجاري على أن هذه األخيرة تتطلب لتقرير تحملها‬
‫ضرورة إبرامها من قبل أحد الشركاء أو المساهمين المرتقبين‪ ،‬و ذلك بخالف مسطرة تحمل‬
‫التصرفات المبرمة خالل الفترة السابقة عن تاريخ التوقيع على النظام األساسي و مسطرة التحمل‬
‫التقريري اللتين يمكن أن تنصبا على تصرفات أبرمت من طرف غير ال عالقة له بالشركة أو‬
‫المرتقبين‪45.‬‬ ‫بالمساهمين‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن نبيل أبو مسلم يرى بأن المشرع باإلضافة إلى استثناء شركات المساهمة التي ال‬
‫تدعو الجمهور لالكتتاب من إمكانية ممارسة مسطرة التحمل‪ ،46‬قد أحجم في المادة األولى من قانون‬
‫باقي الشركات عن اإلحالة على المادة ‪ 92‬من قانون شركات المساهمة و ذلك بخالف ما فعل مع المادة‬
‫‪ 96‬رغم ارتباطهما الوثيق‪ ،‬و هو ما يعني أن مسطرة التحمل التلقائي ال تجد مجاال للتطبيق إال في‬

‫‪Cour de Cassation, Chambre commerciale, du 25 octobre 1983, 82-11.389, Publié au bulletin-43‬‬


‫‪ 44‬نور الدين الفقيهي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪45‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 024‬و ‪.021‬‬
‫‪46‬يستفاد ذلك من الفقرة الثانية من المادة ‪ 27‬من قانون شركات المساهمة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫شركات المساهمة التي ال تدعو الجمهور لالكتتاب أما باقي أنواع الشركات فال تعرف سوى تطبيق‬
‫مسطرة التحمل التقريري‪.‬‬

‫في ذات السياق اتجه نور الدين الفقيهي إلى القول بضرورة التعامل بمرونة مع مثل هذه الحاالت و‬
‫تجنب المعالجة الضيقة و الحرفية للنصوص ال سيما أن قانون شركات المساهمة يعد الشريعة العامة‬
‫لجميع أنواع الشركات‪ ،‬كما أن المادة ‪ 92‬من قانون شركات المساهمة ما هي إال تطبيق للمادة ‪ 96‬من‬
‫الشركات‪47.‬‬ ‫ذات القانون لذا ال يوجد مانع أو تخوف من تمديدها إلى باقي‬

‫بالرجوع للمقتضيات القانونية المنصوص عليها في المادة ‪ 96‬من قانون شركات المساهمة نجد أن‬
‫المشرع اشترط في التصرفات الخاضعة لمسطرة التحمل التقريري أن تكون قد أبرمت باسم الشركة التي‬
‫هي في طور التأسيس‪ ،‬هذا على أن نطاق تطبيق مسطرة التحمل التقريري ينحصر في التصرفات‬
‫الناشئة خالل الفترة الفاصلة بين تاريخ التوقيع على النظام األساسي و تاريخ تقييد الشركة بالسجل‬
‫التجاري‪ ،‬بحكم إخضاع التصرفات المبرمة خالل الفترة السابقة عن توقيع الشركاء أو المساهمين‬
‫التلقائي‪48.‬‬ ‫المرتقبين على النظام األساسي لمسطرة التحمل‬

‫هذا على أن قرار التحمل يصدر بموافقة أغلبية الشركاء في الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو‬
‫المساهمين عبر الجمعية العامة العادية أو غير العادية بالنسبة لشركات المساهمة أو باإلجماع في‬
‫شركات األشخاص‪ ،‬أما شركة التوصية باألسهم فبإجماع الشركاء المتضامنين و أغلبية المساهمين‪ ،‬أما‬
‫فيما يتعلق بالشركة ذات المسؤولية المحدودة بشريك وحيد فإنها تشكل حالة استثنائية عن قاعدة التحمل‬
‫بقرار جماعي؛ حيث ينفرد في إطارها الشريك بإتخاد قرار رفع المسؤولية الشخصية و المطلقة عن‬
‫شركته‪49.‬‬ ‫عاتقه ليضعها على كاهل‬

‫‪47‬لإلطالع أكثر راجع ‪ :‬نور الدين الفقيهي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.0.0‬‬
‫‪48‬نبيل أبو مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.004‬‬
‫‪ 49‬نور الدين الفقيهي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.0.1‬‬

‫‪22‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق األغيار من التصرفات المبرمة باسم الشركة‬

‫إن حلول الشركة محل المتعاقد باسمها في التصرفات التي ابرمها باالعتماد على مسطرة التحمل‪،‬‬
‫ينتج تغيرا في صفة المتحمل بااللتزامات الناتجة عن هذه التصرفات‪ ،‬مما يؤثر على مركز الغير‬
‫المتعامل مع الشركة خالل فترة التأسيس‪ ،‬أو بصيغة أخرى تغير المدين بتنفيذ االلتزامات المترتبة عن‬
‫هذه التصرفات‪.‬‬

‫فإذا كان األصل في االلتزام أن تغير المدين ال يسري في حق الدائن إال بموافقته الصريحة أو إذا أقره‬
‫القانون‪ ،‬فان النظام الذي يسري على التصرفات المبرمة باسم الشركة خالل مرحلة التأسيس يشكل‬
‫استثناء من القاعدة‪ ،‬فالغير‪ -‬الدائن‪ -‬ال يملك سلطة في تحديد من تضفى عليه صفة الملتزم‪.50‬‬

‫غير أنه ال يجب أن يفهم مما سبق أن تغير صفة الملتزم بتصرفات الشركة في طور التأسيس ينهي‬
‫حقوق الغير أو يجعله ضحية لهذا التغيير بل على العكس من ذلك فإن مالءة الشركة و يسرها يصب في‬
‫مصلحته – لدائن‪ -‬الذي قد تدفعه رغبته في حماية مصالحه إال التشبث بصحة مسطرة التحمل رغم‬
‫اختاللها حتى يتسنى له الرجوع عليها في تنفيذ التصرفات التي أبرمها معها‪.‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬فإن حرمان الغير من حقه في الرجوع على طرف معين عند عدم إتمام تأسيس الشركة‬
‫أو عدم تحملها مسؤولية االلتزامات المبرمة لحسابها ال يمكن تصوره إذ يكفي هذا الغير الخطر الذي‬
‫يتهدده نتيجة التعامل في ظل هذه االحتماالت‪ ،‬ولعل أبرز مظهر لتأثر الضمان العام الذي يستفيد منه‬
‫الغير المتعامل مع الشركة بمآل التصرفات المبرمة باسمها‪ ،‬هو ذلك المتمثل في فقدانه في حق الرجوع‬
‫على كفيل الشركة في طور التأسيس عند تخلف ممارسة مسطرة التحمل‪ ،‬أو عدم صحتها‪.51‬‬

‫‪50‬نبيل ابو مسلم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪. 000‬‬


‫نبيل أبو مسلم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪002‬‬
‫‪51‬‬

‫‪23‬‬
‫خاتمة‬

‫من خالل مجمل صفحات عرضنا حاولنا أن نلمس ونعالج مختلف اإلشكاالت التي تطرحها الشركة‬
‫في طور التأسيس سواء من حيث المفهوم و تميزه عن النظم المشابهة أو من حيث التصرفات التي تبرم‬
‫قبل اكتسابها الشركة للشخصية المعنوية ومصير تلك التصرفات‪ ،‬ولعل أبرز اإلشكاالت التي وقفنا عليها‬
‫أثناء إعدادنا لهذا العرض ترجع إلى الصياغة المعيبة لبعض النصوص القانونية كالمادة ‪ 8‬من القانون‬
‫‪ 36.21‬المنظم لشركة المساهمة وذلك لما تطرحه من إشكاالت في تحديد المقتضيات القانونية التي‬
‫تؤطر العالقة بين الشركاء المرتقبين والمساهمين الصياغة التي خص بها المشرع المغربي المادة‪96‬‬
‫من قانون ‪ 36.21‬المتعلق بشركة المساهمة ‪،‬ما جعلها محط انتقادات من لدن الفقهاء و الممارسين‪،‬‬
‫نذكر من هذه االنتقادات ‪ :‬أنها لم تعرف المؤسس من أجل ترتيب مسؤوليته التضامنية المطلقة‪ ،‬أن‬
‫المشرع خانه التعبير في هذه المادة عند حديث عن طبيعة األعمال المنجزة من طرف المؤسس أو‬
‫المؤسسين حيث تمن اإلشارة إلى أن هذه األعمال تتم باسم الشركة و الحال أنه ال يمكن القيام بأعمال‬
‫تحضيرية أو إجراءات باسم شخص لم يكتسب بعد الشخصية المعنوية وليس له وجود قانوني‪ ،‬كما أن‬
‫العالقة التعاقدية تبرم بين المؤسس أو المؤسسين وبين الغير ويمكن أن تبقى بينهما وال تمتد إلى الشركة‬
‫متى لم تتحمل مسؤولية التزامه وبالتالي كان يتعين التنصيص على أن هذه األعمال تتم لحساب أو لفائدة‬
‫الشركة كما جاء في المادة ‪ 92‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫المراجع‬
‫‪ ‬نبيل ابو مسلم " التنظيم القانوني للشركة في طور التأسيس دراسة تحليلية‬
‫ونقدية في ظل القانون المقارن " الطبعة االولى" ‪ ،2100‬مطبعة أمنية‪ ،‬الرباط‬

‫‪ ‬أمنار الحسين‪ " ،‬محاضرات في الشركات التجارية "‪ ،‬السنة الجامعية‪،‬‬


‫‪2100.2102‬‬

‫‪ ‬عبد الرحيم شميعة " الشركات التجارية" مطبعة سجلماسة‪ ،‬مكناس ‪2100‬‬

‫‪ ‬فؤاد معالل " شرح القانون التجاري الجديد ( الجزء الثاني‪ ،‬الشركات التجارية)‪،‬‬
‫مطبعة األمنية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الرباط‪2102 ،‬‬

‫‪ ‬أيوب عبد الرزاق " الشركات التجارية " الطبعة األولى ‪ ،2102‬مطبعة الورود‪،‬‬
‫إنزكان‬

‫الرسائل و األطاريح‬

‫‪ ‬نور الدين الفقيهي‪ " ،‬الشركة في طور التأسيس الوضع القانوني و التدابير‬
‫الحمائية " أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق وحدة التكوين و البحث ‪ :‬قانون‬
‫التجارة و األعمال ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.2102_2100 :‬‬

‫‪25‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪2.................................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة للشركة في طور التأسيس‪1........................................................................‬‬
‫لمطلب األول‪ :‬ماهية الشركة في طور التأسيس ‪1..............................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تمييز الشركة في طور التأسيس عن النظم المشابهة‪................................................... :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلطار الزمني لشركة في طور التأسيس ‪7..................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشخصية المعنوية لشركة في طور التأسيس ‪00............................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬انعدام الشخصية المعنوية ‪Erreur ! Signet non défini. .............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إضفاء الشخصية المعنوية في طور التأسيس ‪00..........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القواعد المنظمة لتصرفات الشركة في طور التأسيس‪01..................................................... :‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظام القانوني للعالقات الداخلية‪01.......................................................................... :‬‬
‫لفقرة األولى‪ :‬عالقة المؤسس بالشركاء أو المساهمين المرتقبين‪0.................................................... :‬‬
‫لفقرة الثانيةا‪ :‬عالقة الشركاء أو المساهمين المرتقبين فيما بينهم‪09.................................................. :‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬النظام القانوني للعالقات الخارجية ‪07..........................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬اإلطار القانوني لعمل المتصرفين باسم الشركة ‪07.........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق األغيار من التصرفات المبرمة باسم الشركة ‪20...................................................‬‬
‫خاتمة ‪24...............................................................................................................................‬‬

‫‪26‬‬

You might also like