Professional Documents
Culture Documents
شركات في طور التأسيس و الشكالات المرتبطة بها النهائي ى
شركات في طور التأسيس و الشكالات المرتبطة بها النهائي ى
شركات في طور التأسيس و الشكالات المرتبطة بها النهائي ى
الفصل :الثاني
الفوج :األول
عرض حول
رضا أي بعيا
المهدي أندجار
2
مقدمة
الشركة هي النواة التي تحرك دواليب االقتصاد الوطني ،فهي ليست وليدة العصر الحالي بل كانت
على مر العصور القديمة ،إذ كانت على شكل تعاون ينحصر نطاقه على أفراد األسرة والقبيلة من أجل
القيام بمتطلبات الحياة اليومية ومشاغلها.
وتطورت فكرة الشركة على مر العصور ،وتطور مفهومها وشكلها إلى أن اعتبرت كشخص معنوي
لو أهلية وجنسية و ذمة مالية مستقلة ،فقد نظمها التشريع الفرنسي بمقتضى أول تقنين تجاري صدر
بأمر ملكي سنة 3761في عهد لويس الرابع عشرة ،الذي كان ينظم األوراق التجارية و نظام اإلفالس،
إلى أن صدر قانون ينظم الشركات التجارية التي خرجت إلى حيز الوجود.
أما التشريع المغربي فكان يعتمد على الشريعة اإلسالمية لتنظيم العالقات القانونية إلى غاية تعرضه
لالستعمار ،حيث أصدر المستعمر مجموعة من القوانين منها ظ.ل.ع الذي افرد لشركة مقتضيات من
خالل الفصول 289إلى ، 3923حيث عرفها بأنها " عقد بمقتضاه يضع شخصان أو أكثر أموالهم أو
عملهم أو هما معا لتكون مشتركة بينهم بقصد تقسيم الربح الذي ينشأ عنها" ،وكذلك ظهير 3299
الطبق لقانون الشركات الفرنسي الصادر سنة .3867
لك ن التطور الذي عرفته الساحة الدولية ،فرض على المشرع المغربي التدخل بطريقة استعجاليه
لتوفير إطار قانوني يتناسب مع المحيط الوطني والدولي ،يستجيب النتظارات الفاعلين االقتصاديين
على اعتبار الشركة عمود و رهان التنمية المستدامة ،فتم إصدار القانون 36.21الذي يعتبر بمثابة
الشريعة العامة لشركات و المنظم لشركة المساهمة سنة ،3227و القانون رقم 1.27المنظم لباقي
الشركات سنة .3226
المعلوم أن تأسيس الشركة يتطلب مجموعة من األحكام ،بدءا بإبرام عقد الشركة الذي يستلزم توافر
أركانه التي تسري على جميع العقود ،وأحكام خاصة يتطلب توافرها في الشركات التجارية ،هذه
الرابطة بين األحكام العامة للعقود و األحكام الخاصة لشركات تخرج إلى الوجود شخصا اعتباري له
مميزات ومنها اكتساب الشخصية المعنوية التي تتيح لو أهلية التصرف ،غير أن المشرع ربط اكتساب
3
هذه الشخصية بالقيد في السجل التجاري ،ويطلق على الشركة قبل قيدها في هذا السجل مصطلح شركة
في طور التأسيس ،وهو وصف قانوني أطلقه عليها الفقهاء.
وقد شكلت شركة في طور التأسيس موضوعا لجدل و نقاش فقهي و قضائي من جهة ،ولتضارب
تشريعي من جهة أخرى و ذلك راجع باألساس إلى التصرفات المبرمة باسم الشركة خالل هذه الفترة و
مصير تلك التصرفات في ظل غياب أي وجود قانوني لها خالل هذه الفترة.
و تتفرع عن اإلشكالية المركزية األسئلة التالية :ما مفهوم الشركة في طور التأسيس؟ وما مفهوم النظام
العالئقي بين الفاعلين فيها؟ و هل غياب الشخصية المعنوية للشركة في طور التأسيس يحرمها من القيام
باألعمال باسمها؟ إذا كان الجواب نعم فما مصير هذه األعمال؟ ومن يتحمل هذه االلتزامات قبل
اكتسابها الشخصية المعنوية؟ وما اإلشكاالت المطروحة نتيجة هذه الوضعية؟
سنجيب على هذه اإلشكالية وفق منهج تحليلي معتمدين على تصميم ثنائي:
4
المبحث األول :األحكام العامة للشركة في طور التأسيس
في ظل غياب تعريف تشريعي للشركة في طور التأسيس يكون مبررا أن نستفسر عن مفهوم هذه
المؤسسة القانونية ،الستخالص خصائصها و من ثم وضع الخط الفاصل بينهما وبين ما يتداخل معها
من نظم .عالوة على ذلك فقد ال تكفي المقتضيات القانونية في تحديد فترة امتداد طور تأسيس الشركة
لذلك يكون لزاما التطرق إلى اإلطار الزمني للشركة في طور التأسيس ،و هذا ما سنتناوله من خالل
المطلب األول:
إذا كانت كل شركة تمر حتما و وجوبا بفترة تأسيس تنتهي عند قيدها بالسجل التجاري ،الذي يعد
بمثابة القرينة على اكتسابها للشخصية المعنوية ،فإن الغموض يشوب مسألة الشخصية المعنوية للشركة
في طور التأسيس؛ هل تتمتع بشخصية معنوية كاملة أم ناقصة أو أن الشركة في طور التأسيس هي في
حكم العدم أي ال تتمتع بأي وجود قانوني خالل الفترة السابقة لقيدها في السجل التجاري ،وهذا ما سنتنا
في المطلب الثاني.
يطرح تحديد ماهية الشركة في طور التأسيس مجموعة من اإلشكاالت سواء على مستوى تحديد
مدلول الشركة في طور التأسيس في ظل غياب تعريف تشريعي لها وعدم تفريد نظام قانوني متكامل و
متراص 1لهذا المفهوم ،الشيء الذي جعل الشركة في طور التأسيس تختلط بمجموعة من المفاهيم
األخرى المشابهة لها كالشركة الفعلية والشركة المستخرجة من الواقع وشركة المحاصة (الفقرة
األولى).
1نورالدين الفقيهي " ،الشركة في طور التأسيس ،الوضع القانوني و التدابير الحمائية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق وحدة التكوين و
البحث :قانون التجارة و األعمال ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية جامعة محمد الخامس ،الرباط ،الموسم الجامعي 2100-2102
،ص .44
5
أو على مستوى تحديد الفترة الزمنية التي تمتد فيها الشركة في طور التأسيس نظراَ لألهمية التي
يكتسيها تحديد بداية و نهاية الفترة التي توصف فيها الشركة في طور التأسيس قصد تحديد النظام
القانوني الذي تخضع له مختلف المراكز القانونية في الشركة ( 2الفقرة الثانية).
إلبراز الفرق بين الشركة في طور التأسيس وباقي المفاهيم المشابهة لها يجب تعريف الشركة في
طور التأسيس ،وبالعودة إلى القوانين المنظمة للشركات بالمغرب 3يتبين أن المشرع المغربي لم يعرف
الشركة في طور التأسيس ،وحسن ما فعل المشرع المغربي ألن التعاريف من اختصاص الفقه
والقضاء.
يقوم مفهوم الشركة على مرتكزين :األول تعاقدي ذلك أن تأسيس الشركة مرهون بداية بوجود عقد
شركة ،والثاني مرتكز إجرائي يتمثل في إنجاز مختلف إجراءات التأسيس التي تتوج بالميالد القانوني
للشركة كشخص معنوي.
وباستقراء مواد قوانين الشركات التجارية المغربية نجد أن قصد المشرع بخصوص عبارة "الشركة
في طور التأسيس" يتجه إلى مرحلة فقط من مراحل اكتمال تأسيس الشركة ،حيث فرق بين إجراءات
التأسيس وإجراءات التقييد في السجل التجاري .4ومن أجل توضيح مفهوم الشركة في طور التأسيس
أكثر سنحاول أن نميزها عن مجموعة من النظم المشابهة لها:
2نبيل أبو مسلم "،النظام القانوني للشركة في طور التأسيس دراسة تحليلية و نقدية في ظل القانون المغربي و القانون المقارن " ،الطبعة
األولى ،2100 ،مطبعة األمنية ،الرباط ،ص.22
3قانون رقم 09.71المتعلق بشركات المساهمة ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.7..024بتاريخ 04من ربيع اآلخر 01( 0409غشت
، )077.الجريدة الرسمية عدد ،4422بتاريخ 09أكتوبر ، 077.ص .20.7-2020وتم تغييره وتتميمه بالظهير الشريف رقم 0.11.01
الصادر في 20ماي 2111بتنفيذ القانون رقم ،21.11الجريدة الرسمية عدد ، 1.07بتاريخ 0.يونيو 2111ص . 0091-0017
والقانون رقم 1.7.المتعلق بشركة التضامن و شركة التوصية البسيطة والتوصية باألسهم والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة
والصادر بالظهير الشريف رقم 47.79.0في 1شوال 00( 0409فبراير ، )0779والصادر بالجريدة الرسمية عدد ، 4491بتاريخ 20ذي الحجة
(فاتح ماي ،)0779ص، 0194-0111والمعدل بالظهير الشريف رقم 0.1..20الصادر في 01من محرم 04( 0429فبراير )211.بتنفيذ
القانون رقم ،2011ج.ر.عدد ،1411بتاريخ 0صفر 2( 0429مارس ،)211.ص ،117-111وبالقانون رقم 24.01الصادر بتنفيذه الظهير
الشريف 0.00.07بتاريخ 2يونيو ،2100ج.ر .عدد 171.بتاريخ 01يونيو ،2100ص .0110
4نور الدين الفقيهي ،م س،ص .41
6
أوال :شركة المحاصة
تتشابه الشركة في طور التأسيس مع شركة المحاصة المنظمة في الباب الخامس من القانون رقم
91.27المنظم لشركة التضامن وشركة التوصية باألسهم وشركة التوصية البسيطة والشركة ذات
المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة ،في أن كليهما ال يتمتعان بالشخصية المعنوية ،حيث تنص
المادة88من القانون رقم 1.27أنه ":ال وجود لشركة المحاصة إال في العالقات بين الشركاء وال ترمي
إلى علم الغير بها .ال تتمتع بالشخصية المعنوية ".هذا على أنه باإلضافة إلى ذلك فالشركتين معا
يتفقان باتسامهما بطابع السرية ألن عقد الشركة في طور التأسيس وشركة المحاصة يظل خارج نطاق
الشهر.
إال أن هناك أوجه اختالف بين المفهومين حيث أن مفهوم الشركة في طور التأسيس ال يشكل سوى
وصف قانوني توصف به جميع الشركات التجارية باختالف أنواعها في مرحلة معينة ،أما شركة
المحاصة فتعتبر شكالً قانونيا ً نظمه المشرع في الباب الخامس في القانون رقم ،1.27كما يختلف
المفهومان من حيث الطبيعة التي تعطى لكل منهما فإذا كانت طبيعة الغرض االجتماعي لشركة
المحاصة هو الذي يتحكم في وصف هذه األخيرة بالمدنية أو التجارية،5فإن الشركة في طور التأسيس
تعتبر تجارية مهما كان غرضها سواء مدنيا ً أو تجاريا ً.
كما أن الشريك في شركة المحاصة يتعاقد باسمه ولفائدته ما لم يتصرف باقي المتحاصون علنا ً
بصفتهم شركاء بخالف الشركة في طور التأسيس التي ال يمكن أن يسري في حقها أي تصرف ما لم
يكن قد ابرم باسمها.6
5تنص الفقرة الثانية من المادة 2من القانون رقم 1.7.المنظم لباقي الشركات التجارية على أنه ":تعد شركة المحاصة شركة تجارية إذا كان
غرضها تجارياً".
6نبيل أبو مسلم ،م س ،ص 00وما بعدها.
7
تانيا :الشركة الفعلية
يختلط مفهوم الشركة في طور التأسيس مع مفهوم الشركة الفعلية ،حيث أن هذه األخيرة نظرية جاء
بها القضاء و الفقه من أجل تجاوز أثار البطالن المنصوص عليه في القواعد العامة ضمانا ً لمبدأ
استقرار المعامالت .ومؤدى نظرية الشركة الفعلية أنه إذا حكم ببطالن الشركة فإن أثر هذا البطالن
يقتصر على المستقبل فقط دون أن يمس التصرفات السابقة على الحكم بالبطالن ،فوجود الشركة في
تلك الفترة كان وجوداً فعليا وليس قانونيا ً ولذلك تسمى بالشركة الفعلية .7
وفي عالقة الشركة الفعلية بالشركة في طور التأسيس ،فإن المفهومين يشكالن وصفا قانونيا لمرحلة
معينة من مراحل تأسيس الشركة ،إال أنهما يختلفان من حيث المرحلة التي ينصب عليها كل واحد
منهما فإذا كانت الشركة الفعلية تنصب على فترة قد انتهت وانقضت فإن وصف الشركة في طور
التأسيس يمكن أن ينصب على الماضي كما يمكن أن ينصب على الحاضر.
والشركة الفعلية كذلك تكتسب الشخصية المعنوية كذلك طيلة الفترة الفاصلة بين تاريخ تقييدها في
السجل التجاري وتاريخ تقرير بطالنها ،في حين ال تتمتع الشركة في طور التأسيس بالشخصية
المعنوية .الشيء الذي ينتج عنه تحمل الشركة الفعلية التصرفات المبرمة من طرفها بخالف الشركة في
طور التأسيس التي ال تلتزم بشيء ما تقرر تحمل االلتزامات الناشئة عن التصرفات المنعقدة خالل
طور تأسيسها بعد اكتمال وجودها القانوني.
تعرف الشركة المستخرجة من الواقع أو المنشأة بفعل الواقع بأنها تلك الشركة التي ال يتوفر لدى
مؤسسيها النية 8لتكوين شركة بالمعنى القانوني .فهي تلك العالقة التي تربط مجموعة من األشخاص
7أمنار الحسين" ،محاضرات في الشركات التجارية " ،السنة الجامعية .2100-2102ص .01
8أمنار الحسين ،م س ،ص .01
8
والتي تبدوا في ظاهرها مؤسسة على عقد شركة 9.و هم يخضعون في تصرفاتهم للنظام القانوني الذي
تخضع له شركات المحاصة.10
وتختلف الشركة المستخرجة من الواقع عن الشركة في طور التأسيس في كون هذه األخيرة تتطلب
لقيامها مجموعة من اإلجراءات الشكلية بينما تنتفي في األولى ،وكذلك من حيث مسؤولية الشركاء
اتجاه الغير ،فإذا كان الشركاء أو المساهمون المرتقبون يظلون في منأى عن المتابعات التي قد يمارسها
الغير اتجاه الشركة في طور التأسيس ما لم يفوضوا ذلك ألحدهم أو يتعاقدوا باسمهم ،على عكس
الشركة المستخرجة من الواقع التي يلتزم فيها الشركاء اتجاه الغير بصفة تضامنية ومطلقة.
انطالقا مما سبق ،نستشف أن شركة في طور التأسيس تتميز عن باقي المؤسسات المشابهة لها بأنها :
تعتبر نقطة بداية الشركة في طور التأسيس أمرا مهما لمعرفة التصرفات التي يسال عليها
المؤسسون ،فالمشرع المغربي لم يقم بتحديد بداية الشركة في طور التأسيس مخلفا وراء هذا اإلغفال
جدال فقهيا واسعا.
إال أنه للخروج من هذا النقاش يمكن القول أن تحديد فترة بداية الشركة في طور التأسيس بشكل
يستجيب للمتطلبات الواقعية في ":كل حدث ملموس ينتج عن تصرف مكتوب أو عن القيام بإجراء
9
كيفما كان ،يظهر بما ال يترك مجاال للشك رغبة مؤسسين أو مؤسس -كما هو الشأن بالنسبة للشركة
ذات المسؤولية المحدودة من شريك واحد -في إنشاء شركة ويسفر عن وجود هذا التأسيس ''.11
الشركة في طور التأسيس إما أن تنتهي بتقييدها في السجل التجاري وبالتالي اكتسابها الشخصية
المعنوية حيث تنص بهذا الصدد المادة 6من القانون رقم 36.21المنظم لشركات المساهمة أنه '':
تتمتع شركات المساهمة بالشخصية المعنوية ابتداء من تاريخ تقييدها بالسجل التجاري" فتخرج بذلك
الشركة من النظام القانوني الذي أخضعها له المشرع خالل مرحلة التأسيس وتدخل في النظام القانوني
الخاص بنوع الشركة الذي اتخذته شكال قانونيا لها.
وإما أن يتعذر اكتمال تأسيسها بسبب موت أحد الشركاء أو عدم الحصول على الترخيص الذي
يتوقف عليه مزاولة نشاطها ،وبالتالي يصبح األطراف ملزمين باسترجاع حقوقهم والتحلل من
التزاماتهم نتيجة انعدام محلها المؤدي إلى بطالن الشركة .12وهو ما أكده المشرع من خالل المادة 11
من القانون رقم 1336.21والفقرة الثانية من المادة 19من القانون رقم .141.27
وقد تتحول الشركة في طور الت أسيس إلى شركة منشأة بفعل الواقع إذا تم إبرام تصرفات باسم
الشركة تخرج عن دائرة التصرفات التي تتطلبها إجراءات التأسيس وقام المؤسسون والشركاء
المرتقبين بالتصرف اتجاه الغير بطريقة توحي بأنهم شركاء مرتقبين.15
وبتالي يظل السؤال مطروح حول مدة طور تأسيس الشركة؟ هل هو أجل ستة أشهر الذي نص
عليه المشرع في المادة 11من القانون 36.21حيث ألزم المؤسسين في حالة عدم تأسيس الشركة
داخل ستة أشهر من تاريخ إيداع األموال بإرجاعها إلى المكتتب ،و هو نفس األجل المنصوص عليه
كذلك في المادة 19من القانون 1.27؟ .أو األجل المنصوص عليه في المادة 61من مدونة التجارة
10
التي تنص على وجوب طلب تسجيل الشركة خالل الثالثة أشهر التي تلي التأسيس أي بعد إتمام
اإلجراءات المنصوص عليها في المادة 36من القانون .1636.21
في هذا الصدد ذهب نور الدين الفقيهي إلى اعتبار فترة التأسيس ليس لها مدة محددة ،فقد تطول أو
تقصر بحسب شكل الشركة الذي اختاره المؤسسون إال أن أجل الستة أشهر يتسم بأهمية أكبر عندما
يتعلق األمر بإنشاء شركة مساهمة وتقل أهميته بالنسبة لباقي الشركات التجارية
إن ميالد الشخصية المعنوية للشركة رهين بتقييدها في السجل التجاري ،غير أن االختالف يثار
حول تتمتع الشركة في طور التأسيس بالشخصية المعنوية من عدمه ،هنا يمكن الحديث عن توجهين
رئيسيين ،األول ينفي أي وجود قانوني لشركة خالل فترة التأسيس ،و الثاني يمنحها شخصية معنوية.
يقصد بالشخصية المعنوية االعتراف للشخص غير الطبيعي بأهلية اكتساب الحقوق و تحمل
االلتزامات على غرار الشخص الطبيعي .واعتبر بعض الفقه أن الشخصية المعنوية هي من ابتداع الفكر
الليبرالي هدفه الفصل بين اإلنسان و المقاولة ،و ذلك من أجل دفع المستثمرين لالنخراط في العملية
17
التجارية انطالقا مما توفره لهم من مالذ آمن يبعدهم عن سيف الرجوع على ذمتهم المالية.
ولقيام الشخصية المعنوية للشركة اشترط المشرع عالوة على استيفاء األركان العامة و الخاصة
،أركانا شكلية يشكل اإلشهار القانوني أهمها ويقصد به مختلف العمليات الرامية إلى تقريب الشركة من
الجمهور حتى يكونوا على بينة و إطالع بنشأة هذا الشخص االعتباري ،و من ضمن هذه العمليات نجد
القيد في السجل التجاري الذي يعتبر آخر مرحلة من مراحل اإلشهار القانوني.
11
قد علق المشرع اكتساب الشركات التجارية للشخصية المعنوية باستثناء شركة المحاصة على
من 19
من قانون شركات المساهمة و المادة 9 18
ضرورة قيدها بالسجل التجاري بموجب المادة 6
إلى القول بأن هذا القيد يشكل ضمانة 20
القانون المتعلق بباقي الشركات التجارية ،وقد اتجه بعض الفقه
هامة لألغيار المتعاملين مع الشركة لما من شأن ذلك أن يمنحهم من إمكانية االطالع على جميع
المعلومات المتعلقة بالشركة ؛ كالشكل القانوني ،مبلغ الرأسمال ،الممثل القانوني ،المقر االجتماعي،...
إضافة إلى تخويلهم إمكانية التأكد من سالمة اإلجراءات المتعلقة بها إذ يشكل السجل التجاري بالنسبة
للشركات ما يشكله الدفتر العائلي بالنسبة لألشخاص الطبيعيين ،عالوة على ذلك فإقرار هذه القاعدة
يروم بث الطمأنينة في نفوس المتعاملين مع الشركة و الحفاظ على استقرار المعامالت.
غير أن اإلشكال المطروح في هذا الصدد هو تحديد مصير األعمال و التصرفات و العقود المبرمة
باسم الشركة خالل الفترة الممتدة ما بين تاريخ بدأ إجراءات التأسيس و تاريخ اكتساب الشخصية
المعنوية عن طريق القيد بالسجل التجاري ،هنا نجد أن مؤيدي االتجاه الذي ال يضفي الشخصية
ألن 21
االعتبارية على الشركة في طور التأسيس يعتبرون أنه ال وجود لحق أو التزام دون ذمة مالية،
هذه األخيرة تشكل الوعاء الطبيعي الذي يمكن أن يحتضن هذين المفهومين ،و بما أن الشركة يعلق
اكتسابها للشخصية االعتبارية على ضرورة قيدها بالسجل التجاري فإنه ال يمكنها تبعا لذلك التمتع بأي
حق أو تحمل االلتزامات 22من منطلق عدم توفرها على ذمة مالية.
و عليه يرى مؤيدوا هذا االتجاه أن كل األعمال التي يجريها المتصرفون تنسحب إليهم و من ثم فإن
تعاقدهم كان باسمهم و لحسابهم الخاص ألن الشركة في طور التأسيس ليس لها وجود قانوني و من
المستحيل لهذا العدم القانوني التصرف بأي شكل من األشكال و التحمل بالتزامات كيفما كانت دائنة أو
مدينة .إذن فتصرفات المؤسسين ملزمة لهم بشكل شخصي أو تضامني ،لكن متى اكتمل تأسيس الشركة
و أصبح لها وجود قانوني يمكنها من التعبير عن إرادتها التزم المتصرفون بنقل آثار تلك التصرفات و
العقود إلى الشركة بالطرق المقررة قانونيا النتقال هذه الحقوق.
18تنص هذه المادة على ما يلي " :تتمتع شركات المساهمة بالشخصية المعنوية ابتداء من تاريخ تقييدها في السجل التجاري"...
19جاء في متن هذه المادة ما يلي " :تعتبر الشركات موضوع األبواب الثاني و الثالث و الرابع من هذا القانون شركات تجارية بحسب شكلها و
كيفما كان غرضها .و ال تكتسب الشخصية المعنوية إال من تاريخ تقييدها في السجل التجاري"...
20راجع في هذا الصدد :نبيل أبو مسلم ،مرجع سابق ،ص .7
21إنطالقا من مبدأ ال ذمة بدون شخصية قانونية أو مبدأ ال ذمة للشركة قبل قيدها بالسجل التجاري.
22ألنها ستقع تحت طائلة خضوعها لنظام الشركة بفعل الواقع للتفصيل أكثر أنظر :نور الدين الفقيهي ،مرجع سابق ،ص .001
12
الفقرة الثانية :إضفاء الشخصية المعنوية في طور التأسيس
قد تستغرق عملية تأسيس الشركة التجارية وقتا طويال قبل أن يتم قيدها في السجل التجاري ،وهي
فترة قد يبرم فيها المؤسسون عقود و عمليات الزمة لبداية الشركة ،كإبرام عقود كراء المحالت و
بنايات يتخذ بعضها مقرا للشركة و بعضها مستودعا للسلع ،أو إبرام عمل مع أجراء أو فتح حساب
بنكي أو عقود اشتراك في الهاتف أو االنترنيت أو الماء و الكهرباء ،وقد دأبت بعض التشريعات
المقارنة على اعتبار الشركة التجارية في مرحلة تأسيسها تتمتع بالشخصية المعنوية ب القدر الالزم
لتأسيسها ،وهذا الحكم يعتبر مقبوال جدا إذا كانت الشركة تسير في االتجاه الصحيح نحو تأسيسها تأسيسا
صحيحا ،إذ من شأنه أن يدعم المؤسسين و يشجعهم على اتخاذ عملية التأسيس على محمل من الجد ،و
أن العمليات التي تم انجازها خالل فترة التأسيس سوف تتحملها الشركة ،ما دام أن هذه العمليات ال
تصب في النهاية إال لصالح الشركة.23
تجدر اإلشارة إلى أن القضاء المغربي في تطبيقه لمقتضيات المادة 6يعرف تضاربا كبيرا سواء فيما
يتعلق بإثبات تمتع الشركة بالشخصية المعنوية ،أو بخصوص القرائن التي تفيد في ذلك أو فيما يتعلق
بتحديد أثر الحرمان من الشخصية المعنوية على صحة الدعوى المرفوعة باسم الشركة.و سنذكر في
هذا الصدد بعض األحكام؛ منها ما ذهبت إليه محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في إحدى
قراراتها 24حيث اتجهت إلى أن األصل في الشركة هو التمتع بالشخصية المعنوية إلى أن يثبت العكس،
و هذا هو االتجاه المساير لمؤيدي إضفاء الشخصية المعنوية على الشركة في طور التأسيس.
و هناك قرار آخر 25صادر عن نفس المحكمة اعتبرت فيه أن صدور الشيك محل المطالبة باألداء
باسم الشركة يعتبر قرينة على تمتع الشركة بالشخصية المعنوية ،في حين اتجهت في قرار
آخر26مخالف تماما لما تم تقريره سابقا اعتبرت فيه أن اكتساب الشخصية المعنوية معلق على التقييد
23أيوب عبد الزاق ،الشركات التجارية،الطبعة األولى ،2100مطبعة الورود ،إنزكان ،ص 7.
24جاء في حيثيات هذا القرار " أنه بخصوص ما عابه الطرف المستأنف على الحكم من كونه قضى بقبول الدعوى شكال رغم توجيهها ضد
مؤسسة عادل كار و التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية و أنها مجرد إسم تجاري ،فإن الدفع المذكور غير ثابث بأي حجة و ال يوجد ما يفيد أن
مؤسسة عادل كار ال تتمتع بالشخصية المعنوية مما يتعين معه رد هذا الدفع " حكم صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بالدار البيضاء ،قرار عدد
،2110/20..بتاريخ ،2110/19/01ملف عدد (7/2112/091غير منشور) .أورده نبيل أبو مسلم ،مرجع سابق ،ص.007
25قرار صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بالدار البيضاء ،عدد ،2111/0121بتاريخ ،2111/11/17ملف عدد (0/2111/410غير
منشور) .منقول عن نبيل أبو مسلم ،مرجع سابق ،ص .041
26صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بالدار البيضاء ،قرار عدد ،2110/0701بتاريخ ،2110/01/10ملف عدد ( 4/2110/0.10غير
منشور) .نقال عن نبيل أبو مسلم ،مرجع سابق ،ص .040
13
بالسجل التجاري و بالتالي فاألصل هو عدم تمتع الشركة في طور التأسيس بالشخصية المعنوية و أن
القرينة الوحيدة على إثبات خالف ذلك هي تقييدها بالسجل التجاري ،و المالحظ على هذا القرار أنه
ساير مقتضيات المادة 6من قانون شركات المساهمة و المادة 9من قانون باقي الشركات السالف
بيانهما.
تبعا لذلك فإن الدعوى المرفوعة باسم الشركة في طور التأسيس غير مقبولة شكال ،غير أن المجلس
األعلى (محكمة النقض حاليا) كان له رأي مخالف في إحدى قراراته27؛ حيث اعتبر أن ثبوت الصفة
للشركة بالتقدم بطعن االستئناف طالما أنها كانت طرفا في الدعوى في المرحلة االبتدائية كاف
إن ذل على شيء فهو أن المجلس األعلى 28
الكتسابها أهلية التقاضي ،و هذا التوجه حسب بعض الفقه
لم يميز بين الصفة و أهلية التقاضي التي تدور مع الشخصية المعنوية وجودا و عدما.
رغم وجود آليات لتدارك االختالل الشكلي الذي يشوب الدعوى المرفوعة باسم الشركة في طور
التأسيس من قبيل إصالح المسطرة ،29إال أنها قد ال تفي بالغرض بل األكثر من ذلك فقد تؤدي إلى
فقدان الحق المطالب به نتيجة إعادة ممارسة الدعوى ،و من هذا المنطلق فالقضاء الفرنسي تنبه إلى
األمر فاستقر على نفي أي أثر إلصالح المسطرة على صحة الدعوى المرفوعة باسم الشركة في طور
التأسيس.
غير أن نبيل أبو مسلم اتجه في موقفه إلى تعضيد اإلصالح الذي يطال المقال االفتتاحي للدعوى،
بتقرير الشركة بعد اكتمال تأسيسها تحملها للدعوى المرفوعة باسمها ما دامت تدخل ضمن طائفة
التصرفات التي قد تنصب عليها مسطرة التحمل بحكم تعبير المشرع في المادة 99من قانون شركات
المساهمة بمصطلح العمل و ليس العقد و هو ما يجعل نطاق مسطرة التحمل يتسع ليشمل جميع
التصرفات القانونية بما فيها تلك التي ال تتسم بالطابع العقدي ،و بالتالي تدارك العيب الذي طال المقال
االفتتاحي للدعوى بفعل األثر الرجعي الذي رتبه المشرع على ممارسة مسطرة التحمل.
27المجلس األعلى ،قرار عدد ،171صادر بتاريخ ،2114/19/20ملف تجاري عدد (2110/0/0/.72غير منشور) .أورده نبيل أبو مسلم،
مرجع سابق ،ص .044
28نبيل أبو مسلم ،مرجع سابق ،ص041
29نصت عليها الفقرة الثالثة من المادة األولى من قانون المسطرة المدنية.
14
من جهة أخرى يسوغ للشركة في طور التأسيس أن تستعين بمسطرة التدخل اإلداري في الدعوى
إذا كانت مرفوعة من قبل من تصرف باسمها خالل مرحلة التأسيس باعتباره طرفا أصليا في التصرف
المبرم على أنه يشترط لصحة مقال التدخل اإلرادي في الدعوى أن يتضمن ما يفيد تقييد الشركة
بالسجل التجاري من جهة ،و ممارستها لمسطرة التحمل المنصبة على التصرف المرتبط بالحق محل
الدعوى من جهة أخرى ،ناهيك عن ضرورة تقديمه قبل بث المحكمة في النزاع.30
و يطرح تساؤل بخصوص مدى قابلية الشركة في طور التأسيس للخضوع لمساطر معالجة
صعوبات المقاولة ،فعلى فرض إضفاء الشخصية المعنوية للشركة في طور التأسيس فإنها ستدخل في
نطاق الخاضعين لمساطر معالجة صعوبات المقاولة نظرا لتوفرها على ذمة مالية مستقلة ،أما إذا لم يتم
تمتيعها بالشخصية المعنوية فالنتيجة هي استحالة تطبيق هذا النظام عليها نظرا لعدم إمكانية حصول
واقعة ا لتوقف عن الدفع الراجعة إلى كون التصرفات المبرمة باسم الشركة ال تسري في مواجهتها و
إنما تسري في مواجهة من تصرف باسمها وحده لكونه هو من يتحمل تنفيذها.31
يستوجب تأسيس شركة نشوء روابط قانونية على مستوى الشركة في طور التأسيس ،وهو ما
سواء على 32
يكشف عن أهمية دراسة مختلف االلتزامات والتبعات التي يتحملها مختلف األطراف
المستوى الداخلي ( الفقرة األولى) ،أو على المستوى الخارجي ( الفقرة الثانية).
تخضع العالقات الداخلية للشركة في طور التأسيس إلى نظام خاص ،سواء فيما يخص عالقة
المؤسس أو المؤسسين بالشركاء او المساهمين المرتقبين أو في عالقة الشركاء والمساهمين المرتقبين
فيما بينهم.
15
لفقرة األولى :عالقة المؤسس بالشركاء أو المساهمين المرتقبين:
ا ختلف الفقه في تحديد أساس العالقة التي تربط المؤسسين بالمساهمين أو الشركاء المرتقبين ،فهناك
توجه يرجع أساس العالقة إلى العقد ويستند على الفقرة الثالثة من المادة األولى من قانون 3876
الفرنسي المتعلق بشركات األسهم ،حيث كان يسمى االكتتاب في رأس المال بعقد االكتتاب .وقد انتقد هذا
المفهوم التقليدي من طرف شكري السباعي باعتبار أن األمر يتعلق بتصريح المكتتب بإرادته للدخول في
الشركة التي ستنشأ في المستقبل؛ فالمساهم أو الشريك ال يتعاقد بل يود أن يكون طرفا في الشركة التي
ستؤسس في المستقبل ،حيث ال يتصور أن يتعاقد المكتتب مع شركة في طور التأسيس ال تتمتع
بالشخصية المعنوية ما دامت لم تقيد بعد في السجل التجاري عمال بالمادة 6من القانون رقم 36.21
المنظم لشركات المساهمة 33وعرف هذا االتجاه باالتجاه المؤسساتي.
ويكتسب المؤسسون في فترة تأسيس الشركة عدة حقوق حيث يحصلون على امتيازات خاصة تتمثل هذه
االمتيازات في عالوة التصفية وحق األفضلية في األرباح حيث تنص الفقرة الثانية من المادة 92من
القانون رقم 36.21المنظم لشركات المساهمة على ما يلي '':إذا تم التنصيص علي منح امتيازات
خاصة لفائدة أشخاص سواء كانوا شركاء أم ال ،اتبعت نفس المسطرة .ويقصد باالمتياز الخاص في هذا
القانون الحق التفضيلي في األرباح وفي عالوة التصفية ".
وللمؤسسين الحق في الرجوع على الشركاء أو المساهمين المرتقبين بمصاريف التأسيس ما لم تتحملها
الشركة متى توجت مرحلة تأسيسها باكتسابها الشخصية المعنوية ،حيث تقوم بالعمل على انتقاص
مصاريف التأسيس مما قد تحققه من أرباح خالل الخمس سنوات الموالية لتسجيلها بالسجل التجاري طبقا
لما تنص عليه المادة 198من القانون 36.21المنظم لشركات المساهمة ،أما إذا تعذر اكتمال تأسيس
الشركة فيبقى المؤسس متحمال المصاريف أما إذا تعدد المؤسسون فإنهم يتحملون جميع مصاريف
التأسيس بأنصبة متساوية ما لم يتم االتفاق على خالف ذلك وهو ما أكده القضاء الفرنسي من خالل قرار
محكمة االستئناف بباريس الصادر بتاريخ .3492/2/3223
16
وتقع على المؤسس أو المؤسسين التزامات اتجاه الشركاء أو المساهمين المرتقبين أبرزها التزامهم
بالعمل بجدية للسير بتأسيس الشركة إلى مرحلته النهائية ،وإخراج الشركة إلى الوجود وعدم النكوص
عن ذلك لغير سبب معقول.35وتعتبر الشركة مؤسسة بتسجيلها بالسجل التجاري واكتسابها للشخصية
المعنوية كما أقرت بذلك المادة 6من القانون رقم .36.21
ويظل اإلشكال مطروح حول مسؤولية المؤسسين إذا لم تكتمل إجراءات تأسيس الشركة ،هل المؤسسون
يعتبرون مخلين بالتزاماتهم ؟ وما األساس الذي يمكن على أساسه مساءلة المؤسسين؟ هل مسؤوليتهم
تقصيرية أم عقدية؟ وما طبيعة االلتزام بتأسيس الشركة هل هو التزام بتحقيق نتيجة أم التزام ببذل
36
عناية؟
تنص المادة 8من القانون رقم 36.21المنظم لشركات المساهمة على أنه ":إلى غاية تقييد الشركة
في السجل التجاري تبقى العالقة بين المساهمين خاضعة لعقد الشركة وللمبادئ العامة للقانون المطبقة
على االلتزامات والعقود" ،وهو ما يعني أن عالقة المساهمين فيما بينهم يرجع في تنظيمها إلى ما اتفقوا
عليه في عقد الشركة ،وما لم يتفقوا عليه يتم االحتكام إلى مقتضيات قانون االلتزامات والعقود.37
وقد انتقد نبيل أبو مسلم 38صياغة المادة 8من القانون رقم 36.21ألن الوقوف عند الطبيعة المركبة
والتقنية اللتزام المساهم أو الشريك المرتقب بتحرير الحصة والتأمل في النصوص القانونية المنظمة
لتقديم الحصة سواء في القانون رقم 36.21المنظم لشركة المساهمة أو القانون رقم 1.27المنظم لباقي
الشركات التجارية يطرح التساؤل حول مدى استيعاب المبادئ العامة للقانون لسائر الجوانب القانونية أو
التقنية لاللتزام بتقديم حصة في الشركة؟ ،حيث يظهر قصور القواعد العامة في عدم تحديدها لكيفية
حصة ،فاكتفت بتحديد أنوع الحصص (نقدية ،عينية التزام المساهم أو الشريك المرتقب بتقديم
17
ووضعت بعض القواعد العامة بهذا الشأن 39
وصناعية) في الفصل 288من قانون االلتزامات والعقود
في الفصول 223و 229و 221و 227و 226و 228و 222و 3999و .3993
إال أنه بعد صدور القوانين الجديدة المنظمة للشركات التجارية ،تم التفصيل في تنظيم التزام
المساهمين والشركاء بتقديم حصة في الشركة ،فنصت المادة 93من القانون رقم 36.21على أنه'' :
يجب أن يكتتب رأس المال بالكامل وإال فال يتم تأسيس الشركة.
هذا و يجب أن تحرر األسهم الممثلة للحصص النقدية بما ال يقل عن الربع من قيمتها .ويتم تحرير
الباقي دفعة واحدة أو عدة دفعات حسب قرار يتخذه مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية داخل أجل
ال يتجاوز ثالث سنوات ابتداء من تقييد الشركة في السجل التجاري وإال جاز لكل ذي مصلحة أن يتقدم
بطلب إلى رئيس المحكمة التجارية المختصة بصفته قاضيا للمستعجالت إلصدار األمر إلى الشركة
تحت طائلة غرامة تهديدية بالدعوة لدفع األموال غير المحررة .و تحرر األسهم الممثلة للحصص العينية
كاملة عند إصدارها".
يتضح من خالل هذه المادة حرص المشرع على دفع المساهمين في شركة المساهمة لحصصهم التي
التزموا بدفعها وذ لك من خالل استعماله لصيغة الوجوب في االكتتاب في رأس مال الشركة كامال تحت
طائلة عدم التأسيس ،ووضع أجل ثالث سنوات من تقييد الشركة في السجل التجاري لتحرير باقي
الحصة النقدية ،أما الحصة العينية فتحرر كاملة عند اإلصدار .كذلك من بين حرص المشرع واهتمامه
بالتزام المساهمين والشركاء المرتقبين بدفع حصتهم سواء كانت نقدية أم عينية واستثناء صناعية ما نص
عليه في الفقرة األولى من المادة 13من القانون رقم 1.27المنظم لباقي الشركات التجارية.40
إذن ،يظهر بشكل جلي أن صياغة المادة 8من القانون رقم 36.21جاءت معيبة نظرا لعدم تطبيق
المبادئ العامة المطبقة على االلتزامات والعقود على العالقة القائمة بين الشركاء والمساهمين المرتقبين
18
إال بشكل احتياطي ،وهو ما كان على المشرع تجاوزه بإضافة عبارة "مع مراعاة األحكام المنصوص
41
عليها في هذا القانون" إلى آخر النص.
غياب الشخصية المعنوية للشركة في طور التأسيس يرتب أثارا ،ليس فقط على العالقات الداخلية
(بين الشركاء) ،ولكن أيضا على العالقات الخارجية (بالنسبة لألغيار).
وعليه فان خالل هذه المدة ،العالقات بين الشركاء تخضع في تنظيمها إلى عقد الشركة أو إلى المبادئ
العامة لقانون االلتزامات والعقود ،أما بالنسبة لألغيار فتحكمها العقود المبرمة بينهم وبين المتصرف
باسم الشركة،فمن إذن يمكنه التصرف باسم الشركة؟ وما هو األساس القانوني لعمل المتصرفين باسم
شركة في طور التأسيس؟
أوال :األشخاص الذين يمكن لهم التصرف باسم شركة في طور التأسيس
من خالل المادة 96من قانون شركات المساهمة ،نالحظ أن المشرع لم يعطي تحديدا دقيقا لمن
يمكنه التصرف لحساب شركة في طور التأسيس وبالتالي تحمله لمسؤولية ذلك ،حيث استخدم لفظا عاما
ومبهما "األشخاص" ،أي ضمنيا يمكن تخويل هذه اإلمكانية ألي كان ،ما دامت الشركة في طور
التأسيس ،غير أن هذا يتعارض مع الواقع العملي ،إذ أن الراغبين في إنشاء شركة ال يخاطرون بالسماح
لمن ليس له مصلحة تربطه بالمشروع ،أي أن للشركاء والمساهمين الحق أكثر من غيرهم في التصرف
باسم الشركة ولمصلحتها.
وفي نفس السياق-توجه نور الدين الفقيهي -فمن المستحسن أال يقحم في هذه المسؤولية من يتصرف
لفائدة الشركة من باب عقد الخدمة ،كما هو الشأن بالنسبة للموثق-الذي تقتصر مسؤوليته على الجانب
19
المهني فقط -كما ال يعقل أن يحل بصفة تلقائية من فوتت له حصص في رأس مال الشركة ،محل
مسؤولية مفوتها الذي أبرم تصرفا معينا لفائدة الشركة في طور التأسيس.42
نعلم جيدا أن التصرفات المبرمة لحساب شركة في طور التأسيس ،تتم في ظروف غير معتادة ،إذ
أن موقعها ال يتصرف لحسابه الخاص ,و إنما لحساب شخص معنوي غير موجود ,و تنشأ في الوقت
نفسه عالقة قانونية بين هذا األخير و الغير .فاإلشكال الذي يطرح نفسه هنا هو ما مصير هذا التصرف
في حالة عدم تبنيه من طرف الشركة أو عدم ولوجها أصال للحياة القانونية؟
بالرجوع إلى المقتضبات القانونية التي جاء بها المشرع المغربي في القانون رقم ،36.21المتعلق
بشركات المساهمة ،نجد أنه نص في مادته 96على أنه "يسأل األشخاص الدين قاموا بعمل باسم
الشركة في طور التأسيس وقبل اكتسابها الشخصية المعنوية ،على وجه التضامن وبصفة مطلقة عن
األعمال التي تمت باسمها"...
من خالل هذ ه المادة يتبين لنا أن األشخاص الذين قاموا بإبرام تصرفات باسم الشركة خالل مرحلة
التأسيس هم وحدهم الذين يسألون بصفة تضامنية ومطلقة ،عن كافة االلتزامات المبرمة عن تلك
التصرفات .األمر الذي يجعل الشريك المرتقب بعيدا عن تحمل أي التزام أبرمه المؤسسون باسم
الشركة في طور التأسيس.
لكن في هذه الحالة يبقى للقضاء الصالحية في إمكانية تحميل الشريك مسؤولية تنفيذ االلتزامات
المترتبة عن التصرفات التي أبرمت باسم الشركة في طور التأسيس ،أو عدم تحميله إياها,إال أن عدم
مساءلة الشريك المرتقب عن االلتزامات الناشئة عن التصرفات المبرمة باسم الشركة في طور التأسيس
تبقى نسبية ،على اعتبار أنه قد يقوم الشريك بتفويض ذلك ألحد الشركاء المرتقبين بالتعاقد باسم الشركة
خالل مرحلة التأسيس ،إال أنه في هذه الحالة في حكم المتعاقد باسمها ،طالما أن من تعاقد باسمها فعليا،
20
ال يتصرف إال بصفته وكيال ل لشريك المرتقب مما يفرض سريان ما قام به من تصرفات في حق هذا
األخير.43
وبالتالي فإن صفة المؤسس ال تكون كافية لتحميل صاحبها االلتزامات الناشئة عن التصرفات
المبرمة باسم الشركة خالل مرحلة التأسيس ،بل يجب أن يتم ذلك بإبرام تلك التصرفات بشكل فعلي
لها ،ألن المشرع جعل تلك االلتزامات ناشئة على عاتق من أبرم التصرف بغض النظر عن صفته أكان
مؤسسا أم شريكا أم شخص أخر.
ويمكن للشركة أن تتحمل مسؤولية االلتزامات الناشئة عن التصرفات المنعقدة لفائدتها خالل طور
تأسيسها و ذلك عبر شكلين؛ يقع األول تلقائيا يوم تقييد الشركة في السجل التجاري ،و يتطلب الثاني
إرادة الشركاء أو المساهمين لتقرير التحمل عن طريق الجمعية العامة لكن بعد القيد في السجل
التجاري44.
إن مسطرة التحمل التلقائي قد تنصب على التصرفات المبرمة خالل الفترة السابقة عن تاريخ التوقيع
على النظام األساسي كما قد تنصب على التصرفات المبرمة خالل الفترة الفاصلة بين تاريخ التوقيع
على النظام األساسي و تاريخ تقييد الشركة بالسجل التجاري على أن هذه األخيرة تتطلب لتقرير تحملها
ضرورة إبرامها من قبل أحد الشركاء أو المساهمين المرتقبين ،و ذلك بخالف مسطرة تحمل
التصرفات المبرمة خالل الفترة السابقة عن تاريخ التوقيع على النظام األساسي و مسطرة التحمل
التقريري اللتين يمكن أن تنصبا على تصرفات أبرمت من طرف غير ال عالقة له بالشركة أو
المرتقبين45. بالمساهمين
تجدر اإلشارة إلى أن نبيل أبو مسلم يرى بأن المشرع باإلضافة إلى استثناء شركات المساهمة التي ال
تدعو الجمهور لالكتتاب من إمكانية ممارسة مسطرة التحمل ،46قد أحجم في المادة األولى من قانون
باقي الشركات عن اإلحالة على المادة 92من قانون شركات المساهمة و ذلك بخالف ما فعل مع المادة
96رغم ارتباطهما الوثيق ،و هو ما يعني أن مسطرة التحمل التلقائي ال تجد مجاال للتطبيق إال في
21
شركات المساهمة التي ال تدعو الجمهور لالكتتاب أما باقي أنواع الشركات فال تعرف سوى تطبيق
مسطرة التحمل التقريري.
في ذات السياق اتجه نور الدين الفقيهي إلى القول بضرورة التعامل بمرونة مع مثل هذه الحاالت و
تجنب المعالجة الضيقة و الحرفية للنصوص ال سيما أن قانون شركات المساهمة يعد الشريعة العامة
لجميع أنواع الشركات ،كما أن المادة 92من قانون شركات المساهمة ما هي إال تطبيق للمادة 96من
الشركات47. ذات القانون لذا ال يوجد مانع أو تخوف من تمديدها إلى باقي
بالرجوع للمقتضيات القانونية المنصوص عليها في المادة 96من قانون شركات المساهمة نجد أن
المشرع اشترط في التصرفات الخاضعة لمسطرة التحمل التقريري أن تكون قد أبرمت باسم الشركة التي
هي في طور التأسيس ،هذا على أن نطاق تطبيق مسطرة التحمل التقريري ينحصر في التصرفات
الناشئة خالل الفترة الفاصلة بين تاريخ التوقيع على النظام األساسي و تاريخ تقييد الشركة بالسجل
التجاري ،بحكم إخضاع التصرفات المبرمة خالل الفترة السابقة عن توقيع الشركاء أو المساهمين
التلقائي48. المرتقبين على النظام األساسي لمسطرة التحمل
هذا على أن قرار التحمل يصدر بموافقة أغلبية الشركاء في الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو
المساهمين عبر الجمعية العامة العادية أو غير العادية بالنسبة لشركات المساهمة أو باإلجماع في
شركات األشخاص ،أما شركة التوصية باألسهم فبإجماع الشركاء المتضامنين و أغلبية المساهمين ،أما
فيما يتعلق بالشركة ذات المسؤولية المحدودة بشريك وحيد فإنها تشكل حالة استثنائية عن قاعدة التحمل
بقرار جماعي؛ حيث ينفرد في إطارها الشريك بإتخاد قرار رفع المسؤولية الشخصية و المطلقة عن
شركته49. عاتقه ليضعها على كاهل
47لإلطالع أكثر راجع :نور الدين الفقيهي ،مرجع سابق ،ص .0.0
48نبيل أبو مسلم ،مرجع سابق ،ص.004
49نور الدين الفقيهي ،مرجع سابق ،ص .0.1
22
الفقرة الثانية :حقوق األغيار من التصرفات المبرمة باسم الشركة
إن حلول الشركة محل المتعاقد باسمها في التصرفات التي ابرمها باالعتماد على مسطرة التحمل،
ينتج تغيرا في صفة المتحمل بااللتزامات الناتجة عن هذه التصرفات ،مما يؤثر على مركز الغير
المتعامل مع الشركة خالل فترة التأسيس ،أو بصيغة أخرى تغير المدين بتنفيذ االلتزامات المترتبة عن
هذه التصرفات.
فإذا كان األصل في االلتزام أن تغير المدين ال يسري في حق الدائن إال بموافقته الصريحة أو إذا أقره
القانون ،فان النظام الذي يسري على التصرفات المبرمة باسم الشركة خالل مرحلة التأسيس يشكل
استثناء من القاعدة ،فالغير -الدائن -ال يملك سلطة في تحديد من تضفى عليه صفة الملتزم.50
غير أنه ال يجب أن يفهم مما سبق أن تغير صفة الملتزم بتصرفات الشركة في طور التأسيس ينهي
حقوق الغير أو يجعله ضحية لهذا التغيير بل على العكس من ذلك فإن مالءة الشركة و يسرها يصب في
مصلحته – لدائن -الذي قد تدفعه رغبته في حماية مصالحه إال التشبث بصحة مسطرة التحمل رغم
اختاللها حتى يتسنى له الرجوع عليها في تنفيذ التصرفات التي أبرمها معها.
وعلى العموم ،فإن حرمان الغير من حقه في الرجوع على طرف معين عند عدم إتمام تأسيس الشركة
أو عدم تحملها مسؤولية االلتزامات المبرمة لحسابها ال يمكن تصوره إذ يكفي هذا الغير الخطر الذي
يتهدده نتيجة التعامل في ظل هذه االحتماالت ،ولعل أبرز مظهر لتأثر الضمان العام الذي يستفيد منه
الغير المتعامل مع الشركة بمآل التصرفات المبرمة باسمها ،هو ذلك المتمثل في فقدانه في حق الرجوع
على كفيل الشركة في طور التأسيس عند تخلف ممارسة مسطرة التحمل ،أو عدم صحتها.51
23
خاتمة
من خالل مجمل صفحات عرضنا حاولنا أن نلمس ونعالج مختلف اإلشكاالت التي تطرحها الشركة
في طور التأسيس سواء من حيث المفهوم و تميزه عن النظم المشابهة أو من حيث التصرفات التي تبرم
قبل اكتسابها الشركة للشخصية المعنوية ومصير تلك التصرفات ،ولعل أبرز اإلشكاالت التي وقفنا عليها
أثناء إعدادنا لهذا العرض ترجع إلى الصياغة المعيبة لبعض النصوص القانونية كالمادة 8من القانون
36.21المنظم لشركة المساهمة وذلك لما تطرحه من إشكاالت في تحديد المقتضيات القانونية التي
تؤطر العالقة بين الشركاء المرتقبين والمساهمين الصياغة التي خص بها المشرع المغربي المادة96
من قانون 36.21المتعلق بشركة المساهمة ،ما جعلها محط انتقادات من لدن الفقهاء و الممارسين،
نذكر من هذه االنتقادات :أنها لم تعرف المؤسس من أجل ترتيب مسؤوليته التضامنية المطلقة ،أن
المشرع خانه التعبير في هذه المادة عند حديث عن طبيعة األعمال المنجزة من طرف المؤسس أو
المؤسسين حيث تمن اإلشارة إلى أن هذه األعمال تتم باسم الشركة و الحال أنه ال يمكن القيام بأعمال
تحضيرية أو إجراءات باسم شخص لم يكتسب بعد الشخصية المعنوية وليس له وجود قانوني ،كما أن
العالقة التعاقدية تبرم بين المؤسس أو المؤسسين وبين الغير ويمكن أن تبقى بينهما وال تمتد إلى الشركة
متى لم تتحمل مسؤولية التزامه وبالتالي كان يتعين التنصيص على أن هذه األعمال تتم لحساب أو لفائدة
الشركة كما جاء في المادة 92من نفس القانون.
24
الئحة المراجع
المراجع
نبيل ابو مسلم " التنظيم القانوني للشركة في طور التأسيس دراسة تحليلية
ونقدية في ظل القانون المقارن " الطبعة االولى" ،2100مطبعة أمنية ،الرباط
عبد الرحيم شميعة " الشركات التجارية" مطبعة سجلماسة ،مكناس 2100
فؤاد معالل " شرح القانون التجاري الجديد ( الجزء الثاني ،الشركات التجارية)،
مطبعة األمنية ،الطبعة الرابعة ،الرباط2102 ،
أيوب عبد الرزاق " الشركات التجارية " الطبعة األولى ،2102مطبعة الورود،
إنزكان
الرسائل و األطاريح
نور الدين الفقيهي " ،الشركة في طور التأسيس الوضع القانوني و التدابير
الحمائية " أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق وحدة التكوين و البحث :قانون
التجارة و األعمال ،كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية جامعة محمد
الخامس ،الرباط ،الموسم الجامعي .2102_2100 :
25
الفهرس
مقدمة 2.................................................................................................................................
المبحث األول :األحكام العامة للشركة في طور التأسيس1........................................................................
لمطلب األول :ماهية الشركة في طور التأسيس 1..............................................................................
الفقرة األولى :تمييز الشركة في طور التأسيس عن النظم المشابهة................................................... :
الفقرة الثانية :اإلطار الزمني لشركة في طور التأسيس 7..................................................................
المطلب الثاني :الشخصية المعنوية لشركة في طور التأسيس 00............................................................
الفقرة األولى :انعدام الشخصية المعنوية Erreur ! Signet non défini. .............................................
الفقرة الثانية :إضفاء الشخصية المعنوية في طور التأسيس 00..........................................................
المبحث الثاني :القواعد المنظمة لتصرفات الشركة في طور التأسيس01..................................................... :
المطلب األول :النظام القانوني للعالقات الداخلية01.......................................................................... :
لفقرة األولى :عالقة المؤسس بالشركاء أو المساهمين المرتقبين0.................................................... :
لفقرة الثانيةا :عالقة الشركاء أو المساهمين المرتقبين فيما بينهم09.................................................. :
المطلب الثاني:النظام القانوني للعالقات الخارجية 07..........................................................................
الفقرة األولى:اإلطار القانوني لعمل المتصرفين باسم الشركة 07.........................................................
الفقرة الثانية :حقوق األغيار من التصرفات المبرمة باسم الشركة 20...................................................
خاتمة 24...............................................................................................................................
26