Professional Documents
Culture Documents
تحليل الشخصيات و فن التعامل معها PDF
تحليل الشخصيات و فن التعامل معها PDF
تعرف على عشر شخصيات بصفاتها وأمثلتها و تحليلها من واقع عملي ...
ـ
7241ه
الفهرس
2
المقدمة:
الحمد هلل حمد اً كثي راً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثي را … أما بعد:
فإن المتأمل في واقع حيا ة الناس يجد لكل منهم شخصية مختلفة عن غيره ،ولكل منهم أسلوبه في التعامل مع
اآلخ رين فهذا يبتعد عن مواجهة اآلخ رين خوفاً من االنتقادات المتوقعة ،وهذا يستعطف اآلخرين بالمبالغة في إظهار
المعاناة ،وهذا يلقي بأخطائه على اآلخ رين ...الخ ،وقد تحدث مشكلة من أحد الطالب أو سلوكاً غ ريباً ،فنستغرب
هذه التصرفات و ربما نتعامل معها بأسلوب خاطئ ،ولكن لو تعرفنا على أنواع الشخصيات وصفاتها ،استطعنا أن
نحللها ونتعامل معها بالط ريقة المناسبة ؛ فمثالً وقعت مشكلة من شخص ذا شخصية م رتابة (سيئة الظن) فعلينا أوالً أن
نعرف صفات هذه ال شخصية ثم بعد ذلك سنخرج بالتوصيات التالية .7 :البد أن تكون ص ريحاً وواضحاً معه وال تبالغ
في ذلك ألنه ربما يفسر تصرفك بغير الذي تقصد. 4 .إذا احتجت إلى محاورته فاستعد باألدلة المقنعة والحجج القوية
مع الحذر من إسقاطاته.3 .ال تواجهه بعنف فينفجر! .2إذا لم ينفع معه المواجهة الكالمية فاستخدم أسلوب
المكاتبة...الخ .
وكذلك لو أردت أن تضع شخصاً لعمل أو لجنة تحتاج إلى نوع من التضحية والبذل واإليثار وخدمة اآلخ رين فعليك
بصاحب الشخصية المستسلمة الخ...
وإن مما دفعني لكتابة هذا البحث أني وجدت عدد اً من الطالب الذين تحصل منهم مشكالت كبيرة ومتشعبة في
المحاظن التربوية؛ غالباً ما تكون شخصياتهم معلولة ،فلذلك يحتاجون إلى معاملة خاصة ،مبنية على تصور دقيق لنوع
الشخصية ،وكيفية التعامل معها –وهم قلة وهلل الحمد -ولكنهم يؤثرون على مسيرة العمل ،ويأخذون فكر الم ربي
ووقته!.
باإلضافة إلى أن الدا عية والم ربي يجدر به أن يتعرف على أنواع الشخصيات وصفاتها؛ ليستطيع أن يؤثر في الناس
بأقواله وأفعاله وتصرفاته فيعرف ماهي النقاط التي يتأثر بها المدعو فيركز عليها ويوظفها فيما ينفع ،وينتبه لألساليب
التي ربما تنفر المدعو فيبتعد عنها.
عليه أخلص إلى أهمية معرفة الشخصيات وصفاتها خصوصاً الشخصيات التي يكثر وجودها في مجتمعنا ..وما هذا
البحث إلى خطوة لجمع وتوضيح أهم أنواع الشخصيات التي تهم الم ربي ألداء مهمته على الوجه المطلوب ،وقد
حرصت على االختصار قدر اإلمكان ،والتركيز على ما يهم مراعياً سهولة األسلوب والتوضيح باألمثلة.
3
وقد استفدت كثي راً من كتاب ما تحت األقنعة للدكتور محمد بن عبد اهلل الصغير –حفظه اهلل ورعاه -فهو مناسب لغير
المتخصص وأسلوبه واضح ،وكذلك كتاب علم النفس الدعوي للدكتور عب د الع زيز بن محمد النغيمشي ،ومجموعة
من الم راجع والمقاالت.
أسأل اهلل أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجعلنا مباركين أينما كنا وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم تسليماً كثي را.
6
وهي الصدق مع الذات ومع الناس ،وتطابق ظاهر اإلنسان مع باطنه ،وكلما اختلف ظاهر اإلنسان عن باطنه
كلما كان شاذ اً وازدوجت شخصيته ،وهو النفاق وقد عده الق ران مرضاً قال تعالى ( ومن الناس من يقول آمنا باهلل
وباليوم اآلخر وماهم بمؤمنين .يخادعون اهلل و الذين آمنوا وما يخدعون إال أنفسهم وما يشعرون .في قلوبهم
مرض ف زادهم اهلل مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).
.6اإلنتاجية:
وهي اتجاه اإلنسان إلى العمل وتحمل المسؤولية بحدود قدراته ،فالعمل أو اإلنجاز يعد ركناً مهماً في سواء
اإلنسان وصحته النفسية ،بينما تؤدي البطالة والسلبية إلى االنح راف أو الشذوذ.
7
يوضح الشكل الس ابق أن األصل في الشخصية السوية هي الوسط فإذا زادت الصفة عن حدها أو نقصت أصبح
اإلنسان معلول الشخصية ،فاإلنسان يجب أن يكون فطناً في تعامله مع الناس بدون إساءة ظن أو توجس
(الشخصية السوية) ،فإذا أصبح يشك في اآلخ رين ويتوجس منهم بدون سبب واضح كان م ريضاً (الشخصية
الم رتابة) ،وإذا كان يثق في جميع الناس ثق ًة عمياء فهو كذلك م ريض (الشخصية الساذجة) وهكذا في جميع
الصفات...
سادساً :وقفات.
.7أغلب الناس أسوياء ذو شخصيات سليمة و يجب أن يكون هذا نصب أعيننا دائماً قال تعالى (ونفس و ما
سواها فألهمها فجورها و تقواها).
.4ال ي شخص اعتالل الشخصية دون سن الثامنة عشر (ويرى بعض الباحثين تأجيله إلى ما بعد سن الحادية
والعش رين) حيث إن فترة الم راهقة يصحبها العديد من التقلبات الم زاجية والسلوكية والفك رية.
.3البد من توفر العالمات الكافية للتشخيص وأن يكون لها طابع االستم رار أو التواجد الغالب في صفات
الشخص خالل فترة زمنية كافية بعد فترة الم راهقة.
.2أال تكون تلك العالمات م رتبطة بمواقف محددة أو أشخاص معينين أو مكان مخصص وإنما هي م رتبطة
بتكوين الشخص وبنائه النفسي.
.5أن يكون تقويم تلك االعتالالت والحكم عليها مستند إلى المصداقية المناسبة من حيث المعلوما ت الوافية
مع الوثوق بمصدرها والسيما في حاالت الخالفات الشخصية إذ من الخطأ االعتماد على رأي أحد
المتخاصمين في معرفة صفات خصمه فقلما يكون منصفاً في ذلك.
.6أحياناً قد يكون الشخص متسماً بشخصية معينة ،ويصاحبها صفات أخرى من شخصيات متعددة.
.7أجعل من األقارب والمعارف مدرسة في فهم النفسيات ،فإذا استطعت أن ت ربط كل شخصية برجل تعرفه
وقارنت بين الصفات المذكورة والصفات الموجودة في الرجل فستكون أقرب للفهم و أرسخ في الذهن.
8
.4أبدأ أوالً في ق راءة تع ريف الصفة ثم أمثلتها ،وبعد ذلك حاول أن تستنتج أبرز ال صفات التي تتوقعها في
هذه الصفة (واكتبها) ،وبعد ذلك أق رأ الصفات المكتوبة ثم كيفية التعامل معها ومجاالت نجاحها.
.3أسأل نفسك :ما هي الفائدة التي تود أن تجنيها من قراءتك للشخصيات وصفاتها؟!!
وإليك بعض الفوائد:
-القدرة على التعامل مع اآلخ رين باألسلوب المناسب.
-القدرة على حل المشاكل بالط ريقة الصحيحة.
-القدرة على معرفة الشخصيات وتحليلها.
-وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
أنواع الشخصيات
-أمثلتها:
.7علي شخص معروف بين زمالئه بالمجادلة والم راء والعناد فهو ال يعترف بأخطائه وقلما يحت رم الطرف
المقابل ،كان ذاهباً ذات مرة مع بعض أصدقائه في رحلة ب رية وبينما هم في السيارة يستمعون بإنشاد
أحد الشع راء الشعبيين في ش ريط كاسيت إذ قال الشاعر :
يتعبك لو كان ما عنده دليل المجادل ال تطا وله الجدال
مستحيل يستمع لك مستحيل لو تحاول تقنعونه بأي حال
9
فقال ناصر (( :هذا أنت يا علي)) أي ( :قول الشاعر ينطبق عليك) فثارت ثائرة علي وغضب غضباً
شديد اً وأخذ يقذف سباً وشتماً شمل به ناصر وصاحب السيارة والذي اقترح الرحلة والشاعر الذي قال
تلك األبيات وقال للجميع( :أنتم عاملينها علي مؤامرة هال رحلة علشان أسمع هاألبيات لكن واهلل ).....
.4سامي شاب م راهق يملك سيارة فارهة يحب أن ينافس بها أقرانه ويشعر بالتفوق عليهم وإذا شاهد
أحد زمالئه في سيارة أفضل من سيارته أخذ يغتابه ويتهمه بأنه ما قصد من شرائه تل ك السيارة إال أن
يهينه ويأخذ منه األصدقاء.
-صفاتها:
.7تغليب سوء الظن في معظم األوقات ومع معظم األشخاص في أقوالهم وأفعالهم دون أن يكون لذلك
ما يدعمه من الواقع وإنما ب سبب علة في الشخص نفسه وقد ي زيد سوء الظن إذا كان هناك ما يثيره
ولو بدرجة يسيرة.
.4المبالغة في الحذر والترقب والتوجس والحيطة من الناس مع عدم الثقة فيهم وتوقع اإلهانة منهم أو
الغدر أو الخيانة أو األذى أو نحو ذلك.
.3حساس جد اً فلو أخطأت عليه بدون عمد قد يتضارب معك!
.2المبالغة في التأثر بانتقادات اآلخ رين وتضخيمها وتحميلها ماال تحتمل من المعاني السيئة مع
المسارعة في الرد عليها والدفاع عن النفس قوالً أو فعالً وإن لم يستطع الدفاع كتم الحقد في نفسه
وال يحاول تناسيه وإنما يحتفظ به إلى الظرف المناسب (مهما كان االنتقاد يسي راً أو تافهاً).
.5إسقاط أخطائه وهفواته على غيره.
.6اإلكثار من الم راء و الجدال والخصومة والتحدي والعناد مع االعتداد بال رأي مما يجعل التفاهم معه
أو أقناعة في بعض األمور أمر صعب والسيما إذا كان أمام اآلخ رين وكما يقال ( :رأسه ناشف )
.1المبالغة في تصور العداء والتنافس والتحدي وكأنه يرى العالم غابة يأكل القوي فيها الضعيف
.8السعي إلى الزعامة والسيادة والسيطرة والقيادة والتمكن من تدبير األمور مع األنفة واالستنكاف أن
يكون مرؤوساً ألنداده وأقرانه .
.9السعي إلى إثبات ذاته ووجوده أمام اآلخ رين .
.71عدم االعت راف بالجهل أو أي نقص فيه .
.77المبالغة في التعرف على ما في نفوس اآلخ رين وما قد يخفونه عنه من األمور المهمة وقد يتطفل
على خصوصياتهم ويتجسس عليهم أو يحتال عليهم ليعرف ما عندهم وفي المقابل يميل هو إلى
الس رية والتكتم بدرجة مبالغ فيها ويتوهم أن المعلومات التي يخفيها قد تستخدم ضده يوماً ما .
وصدق ما يعتاده من توهم إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
10
.74الحرص على جمع اإل دانات من أقوال وأفعال التي تنفعه ضد خصومه وقد يحتفظ بها مده طويلة
ويبالغ في االستناد إليها و االستشهاد بها وتكثيرها .
.73الحرص على معرفة األنظمة والق رارات وكل ما يمكن أن يخدم أهد ا فه في خصوماته ليدافع عن
نفسه أو ليهاجم غيره .
.72المبالغة في الص رامة والشدة مع ضعف مشاعر الحنان والمودة والرحمة وتغليب العقل عن العاطفة
في معظم األمور .
.75نادراً ما يميل إلى الم زاح أو يرضى به في حقه وغالبا ما يبحث فيه عن معنى خفي قد يكون
الممازح أرا د به إهانته ،كما أنه هو إذا مازح فإنه يستثمر الم زاح في إهانته وانتقاد غيره ومماراتهم
ونح و ذلك ،كما يقال ( :مزح برزح ) .
.76القدرة على اإلصغاء والتركيز مع البحث عن معنى خفي في نفس المتحدث والمبالغة في تصور
التآمر ضده والتحامل عليه .
.71التركيز على أخطاء اآلخ رين وعيوبهم وهفواتهم ونقصهم واستخدام ذلك في المواجهة معهم مع
التغاضي عن حسناتهم .
.78شديد الغيرة جد اً و يحب المنافسة كثي راً.
_ مثالها:
كان محمود في مكة ألداء ف ريضة الحج وبيده حقيبة أنيقة فيها بطاقة األحوال ،وبطاقة الص راف ومبلغ من المال وعدة
أوراق مهمة وأراد تناول وجبة طعام من أحد الباعة ففتح حقيبته أمام أعين الناس وأخذ منها بعض األوراق النقدية ثم
أغلقها وتركها على مقعدة وتوجه نحو البائع فاشترى الوجبة وجلس يتناولها ثم عاد إلى مقعدة فلم يجد حقيبته وأخذ
يسأل من حوله والكل يستنكر عليه هذه السذاجة .
12
.2التسامح والعفو الزائد حتى مع من ال يستحق ذلك وهذا العفو ليس بدافع ديني أو دا فع خلقي وإنما هو جبلة في
الطبع
.5سهولة التأثر بآراء اآلخرين واالقتناع بها دون تمحيص مع التنازل عن رأييه ولو كان صواباً .
.6تقبل انتقادات اآلخ رين له وإن كانت خاطئة وفي غير محلها .
.1المبالغة في الص راحة واإلفصاح عما في ال نفس والمبادرة في ذلك حتى في بعض أموره الخاصة .
أمثلتها :
.7استقدم عماله كثيرة من عدة بلدان بنجالدش و سي رلنكا و الهند ...وأخذ يسومهم سوء العمل ،دون أجرة ودون
احت رام ،وكلما اعترض عليه أحد منهم هدده بأنه سوف ينتقم منه بط ريقته الخاصة ،فبعضهم يبلغ الجهات الرسمية عنه
أنه هرب ويسلم جوازه للجها ت األمنية وبعضهم يتهمه بالسرقة ويرفع عليه دعوى كيدية ويأتي لها بشهود...
.4مدرس في مدرسة حكومية يتعدى الصالحيات المخولة له نظاماً فيتفنن في الق سوة والغلظة ويستمتع بإهانة الطالب
قوالً وفعالً ويتستر بالصالحيات المخولة له ويسيء إلى مهنته.
13
-صفات الشخصية القاسية:
.7غلبة قسوة القلب واستعمال الغلظة الشديدة في التعامل في غير موضعها حتى مع من ينبغي معهم ال رأفة والعطف
كالوالدين و الزوجة و األوالد.
.4غياب مشاعر التعاطف والحنان والرحمة والمودة فقاموس مشاعة يكاد يخلو من هذه المعاني.
.3االستمتاع بممارسة القسوة والشدة مع اآلخ رين فهو يتلذذ بتحقير غيره وإهانتهم و السخ رية بهم وإيالمهم
والتالعب بمشاعرهم وإيذائهم .
.2الميل إلى استخدام التهديد والعنف والعدوان في الخصومات .
.5الص رامة والشدة في العقوبات بما يفوق الذنب أو بدون أدنا ذنب .
.6إك راه اآلخ رين على خدمة مصالحه و التذلل له والخضوع لرغباته وآرائه .
.1الولع بالخصومات والم راء والعناد والتحدي .
.8شدة الثأر لنفسه واالنتقام من غيره .
.9الميل إلى الكذب وتوظيفه في إدخال الرعب على اآلخ رين وتخويفهم من سطوته وقوته .
-وتسمى:
الرؤوفة ،وال رأفة هي الرحمة والعطف وما يصاحب ذلك من تلطف ورفق.
-أمثلتها:
.7أحمد مدرس ناجح في إيصال المعلومات إلى طالبه لكنه عاجز عن ضبط تصرفاتهم في الفصل فال
يجد في نفسه الميل إلى استخدام أي أسلوب من أسا ليب الترهيب مع الطلبة ولذا فقد استغلة بعض
الطلبة فصاروا يؤذونه وقت الدرس ويشغلونه بأمور تافهة كي ال يثقل عليهم بالموضوعات والواجبات
ومع ذلك فهو مستمر في ال رأفة بهم حتى أضر بباقي الطلبة وحرمهم من إكمال المقرر في وقته .
15
.4كان خارجاً من المسجد متوجهاً لسيارته الفخمة وإذا بأحد المتسولين يفاجئه وقد كان يرقب صاحب
هذه السيارة الذي يبدو أنه غني جد اً فبدأ المتسول يسرد له القصص المفجعة التي تعرضت لها أس رته
والفقر المدقع الذي هم فيه حتى أبكى صاحب السيارة فأخرج من محفظته ألف لاير وأعطاه وإذا
بإمام المسجد وهو خارج من المسجد يشاهد المنظر فالتفت على صاحب السيارة وأخبره أن هذا
المتسول محتال معروف بكذبه.
-المراد بها:
اإلذعان الزائد عن حده .
-أمثلتها :
.7كان زياد على موعد مع والدته ليأخذها إلى المستشفى قبل نهاية الدوام وبينما هو في الط ريق قبل
الوصول
16
إلى والدته إذ استوقفه صديقه منصور وأخذ يسأله عن بعض األمور التي ليست مستعجلة واستمر الحديث
بينهما ومنصور مسرور بينما زياد في ضجر وملل وي ريد إنهاء الحديث ليص ل إلى أمه فيأخذها إلى المستشفى
ولكنه يجامل صديقه وال يج رأ أن يعتذر منه .
.4زار عبد الرحمن بعض أصدقائه السابقين في است راحة لهم بعد صالة المغرب وجلس معهم فإذا هم
منهمكون في لعب البلوت منذ ساعتين ثم سمعوا أذان العشاء جميعاً ثم اإلقامة ثم ق رأ اإلمام وهم
مستمرون في لعبهم وعبد الرحمن ي ريد أن يقوم للصالة ولكنه محرج من زمالئه وال يجرؤ على التعبير عما
ي ريد.
-أبرز صفات الشخصية المستسلمة:
.7الميل إلى موافقة اآلخرين ومساي رتهم في أغلب األحوال ومجاملتهم والنزول عند رغباتهم ولو على
حساب الشخص فهو ال يجرؤ أن يقول :ال أو ال أريد أو نحو ذلك ،و لذا فإنه يكثر من قول :نعم
،صح ،حاضر أبشر ،سم لمن يستحق ذلك ومن ال يستحق.
.4ضعف القدرة على إبداء ال رأي الشخصي ووجهات النظر والسيما إذا كانت مخالفة لمعظم آراء اآلخ رين.
.3ضعف القدرة على إظهار المشاعر الداخلية ( رضا ،استياء ،حب ،كره )..وحب سها في أعماق النفس.
.2الحرص الزائد على مشاعر اآلخ رين وخشية إزعاجهم (جرح مشاعرهم).
.5ضعف الحزم في اتخاذ القرارات .
.6التواضع في غ ير موضعه ولغير أهله (الذلة).
.1ضعف التواصل البصري بشكل ملحوظ جد اً (يتجنب التقاء العيون دائماً أو غالباً ) مع ضعف الصوت
وحتى وإن كان الحق له ومعه البرهان والشهود .
-أسباب االستسالم:
توجد عدة أسباب للخجل وهي م زيج من الضغوط النفسية الداخلية الم رتبطة باألجواء الجماعية التي يواجهها
الشخص الخجول ومن ذلك األسرة /ص رامة الوالدين وشدتهما وكثرة انتقادهما.
-مجاالت نجاح الشخصية المستسلمة :
أي مجال يتطلب البذل مادياً أو معنوياً والتضحية واإليثار وخدمة اآلخرين سواء كان ذلك في مجاالت اجتماعية
أو دينية أو غير ذلك فإن الشخص المذعن المستسلم تنساق نفسه في هذه المجاالت بيسر وسهولة وقد يجد
ثناء وتمجيد اً واستحساناً ي زيده مضياً في هذا الط ريق.
ممن حوله ً
المراد بها:
التسلط المشوب بالغلظة
17
أمثلتها:
.7كانت إشارة المرور خض راء وأحمد يسير بسيارته نحوها مسرعاً ليدركها وكان أمامه سيارة أجرة تسير على
مهل ثم لما أضاءت إشارة الحذر ( الصف راء ) توقفت سيارة األجرة ولو يتمكن أحمد من تالفي االصطدام
بها ،فنزل أحمد فاتالً عضالته وهو ممتلئ غضباً وغيضاً فتوجه نحو قائد سيارة األجرة المذهول وجذبه
من مقعده وبصق في وجهه وصفعه وقال له( :ليش توقف قبل ما تصير اإلشارة حم راء يا .)....
.4اشترى مزرعة كبيرة مت رامية األط راف وليس لها أسوار توضح معالمها وتحميها فبادر ببناء سور خرساني
طويل رفيع واعتدى على األرضيين من حوله فامتد 5أمتار شرقاً وغ رباً وشماالً وجنوباً ف زادت مساحة
مزرعته 5111متر م ربع ولما جاءه أصحاب تلك األرضيين يجادلونه في عدوانه على حقوقهم غضب
وانفعل وسب وشتم وكاد أن يلجأ إلى السالح.
-وتسمى :
المنطوية و المعت زلة.
19
-أمثلتها:
.7طالب جامعي متفوق جد اً في دراسته منغلق على نفسه ،ليس له أي عالقات اجتماعية حتى أيام
اإلجازات ،ال يخالط أهله إال نادراً ويقضي معظم وقته مع دروسه وأوقات فراغه يمضيها مع شبكة
اإلنت رنت.
.4في دائرة حكومية مليئة بالموظفين والم راجعين وتعج بالحركة والعمل والعالقات الوظيفية يوجد بها موظف
ليس له عالقة بالبشر من حوله ،يأتي إلى الدوام ويخرج بعد ساعات العمل الطويلة دون أن يشعر
بوجوده أحد ،فهو منعزل ال بتفاعل مع من حوله إال بالسالم البارد الخالي من مشاعر التعارف و التآلف
حتى بعد العودة من اإلجازات هذا الموظف ال يلقي باالً لما يقال عنه من خير أو شر.
.71ضعف في المبادرة والتلقائية والتحرك الذاتي والتفاعل االجتماعي وفي القيام بالمسئوليات.
20
.77اإلغ راق في أحالم اليقضة و االسترسال فيها بدرجة كبيرة جد اً (حتى في مرحلة ما بعد الم راهقة)
وعدم تحديد لألهداف المستقبلية.
-أمثلتها:
.7محمد معلم في المرحلة الثانوية شديد الشعور بالحرج من أسئلة الطالب وملح وظاتهم على ط ريقة تدريسه
،قليل االختالط بزمالئه ،كثير الهرب من المسئوليات الالصفية ،وإذا حضر الموجه حصته شعر باالرتباك
الشديد وإذا أبدا الموجه بعض الملحوظات تأثر بشكل كبير لمدة طويلة.
.4أبو إب راهيم له مجموعة من الزمالء يجتمعون كل أسب وع في است راحة جميلة ،ويت بادلون األحاديث والم زاح
،وكثيراً ما يسألون عنه ويلحون عليه بالحضور لكنه يعتذر منهم بأعذار تبدو متكلفة وإذا حضر معهم
فنادراً ما يبدي رأيه في أي أمر وإن أشركوه في الم زاح تضجر وقاطعهم فترة طويلة ،يبالغ في تصغير نفسه
وت راجعه عن أمور هو قادر على أدائها بكفاءة لو أقدم عليها.
-وتسمى :
الشخصية الهستي رية
-المراد بها:
قد يحتاج الشخص ال سوي نفسياً أن يلفت أنظار من حوله إلى أمر مهم له أو لهم (كإنجاز قام به أو سلعة
اشت راها أو نحو ذلك ) لكنه ال يبالغ في ذلك كماً وال كيفاً وال يكون هدفه مجرد لفت األنظار و إنما يجعل ذلك
وسيلة لما وراءه من غايات وأهداف نبيلة.
ومن الناس من لدية علة في هذا الجانب فيبالغ في لفت األنظار وجذبها إليه ويجعل ذلك غاية في حد ذاتها ويسعى
إليها بكل وسيلة يستطيعها .
-مثالها:
خالد شاب ناعم متغنج في مظهره وتصرفاته فشعره ال يختلف في طوله وقصته عن شعر أخته وكذلك عطره
الخاص الذي يحتفظ به في سيارته عطر نسائي مشهور وهو يعلم ذلك ويعجب أن يتعطر بذلك العطر ويمر وسط
السوق فيلفت األنظار بشكله العصري والسيما أنه يقوم أحياناً ببعض الحكات غير الطبيعية وإصدار بعض
الحركات الغ ربية ،وأما هاتفه ال نقال فال يكف عن إصدار النغمات المتنوعة وخالد كل مرة يستقبل مكالمة جديدة
ويرفع صوته في حواره ليسمع من حوله ...
24
عاشراً :الشخصية المعجبة بذاتها
-وتسمى:
الشخصية النرجسية
-مثالها:
في اجتماع ألهل الحي أمتلك أبو ناصر صدر المجلس وبادر بالحديث عن رحلته في الصيف الماضي إلى أوروبا
واألماكن التي زارها في باريس ولندن ثم تحدث عن انجازاته ومدح نفسه كثيرا وبالغ في طموحاته وأحالمه ،وكان
خالل حديثه رافعاً هامته مسترسالً في كالمه دون شعور بأدنى حرج أو حياء وعندما دخل أحد القادمين وكان موظفاً
25
كبي را في وزارة الصحة فسأله بعض الحاض رين عن بعض األمور الصحية وعن طرق الوقاية منها فلما بدأ باإلجابة تدخل
أبو ناصر واست لم زمام الحديث مرة أخرى وأخذ يغوص في األمور الصحية وعرج على عالقاته بالمسئولين الكبار
بوزارة الصحة و أنه استضاف بعضهم في مزرعته و...
26
.78يتوهم أنه محسود ويبغضه اآلخرون لتف وقه عليهم.
.79ينسب لنفسه إنجازات غيره وحسناتهم
.41يتصف بالمخادعة والمخاتلة والنفاق االجتماعي واإلنتهازيه ويستغل الناس للعمل لصالحه ويوهمهم أن
هذا للمصلحة العامة أو لمصلحتهم.
27
فيه نار الغيره والشعور بالمهانة والسعي إلى االنتقام وفي المقابل ال ينبغي تركه دون رقابه أو تمكينه
التمكين التام فإنه س ريعاً ما يتسلط على من فوقه فضالً عمن دونه.
.3إذا كان صغي راً متعالياً فوق من زلته بكثير ،فال تمكنه من التسلط فيغرق في إعجابه ويفسد فيما تمكن فيه
من األمور ألجل مصلحته وهواه.
.2إن كان من المق ربين (أخ -والد )...-فالمداراة والتوجيه الهادئ الم رتكز على التذكير بعظم خطورة الكبر و
العجب وال رياء وبأهمية التواضع واإليثار والتواد والتعاون.
.5إذا كان بينك وبينه خصومه فال تتوقع سعيه إليك بالصلح إن كان مخطئاً إال لغرض خفي فاحذره ،اللهم
إن فتح اهلل على قلبه بالهدى وعرف كبره وسعى في إصالح نفسه.
.6إذا تسلط عليك بالتعالي واالدعاء ولم يجد معه أسلوب الدفع بالتي هي أحسن استخدم أسلوب الحزم
وال تدعه يصعد على أكتافك أو يستغلك أو يحقرك ،قال ابن حزم (:مسامحة أهل االستئثار واالستغنام
والتغافل لهم ليس مروءة وال فضيلة ،بل ذلة وضعف وتعويد لهم على التمادي في ذلك الخلق المذموم)
.
.1قد يكون طويل النفس بعيد النظر محكم التخطيط ذا أهداف ومطامع شخصية بعيدة ال يعلنها إال إذا
قارب وصولها فإن كانت تخصه وال تضر غيره فال إشكال ولكن الغالب أنه ال يخلو من استغالل لغيره من
أف راد أو جماعات فقد يتمسكن حتى يتمكن وعندها تسلط على من كان ضده ويعيد النظر في الماضي
ويفتح أرشيف الخالفات ويسوي مع خصومه الح سابات القديمة وما أعظم خطره إذا كان عنده سلطة و
صالحيات.
وختاماً ..فالكالم حول هذا الموضوع يطول ،ولكني أخذت بالرخصة فجمعت وقصرت وحسبي أنها إشارات تفهم
اللبيب وترشد الحبيب ،وماال يدرك كله ال يترك جله ،وفقنا اهلل لصالح األعمال واألقوال ،و بارك في أعمالنا وأعمارنا
وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثي را ...
ـ
تم بحمد اهلل في آخر جمعة من عام 7241ه
عبد الكريم الصالح
28