Professional Documents
Culture Documents
92223542 الموارد البشرية النشأة والتطور والمفهوم والوظائف
92223542 الموارد البشرية النشأة والتطور والمفهوم والوظائف
مقدم كهدية
للمنتدى العربي لدارة الموارد البشرية
http://hrdiscussion.com
2009
1ـ المقدمة :
يتباين الكتاب في تعبيرهم عن النشاط المسؤول عن إدارة العنصر البشري في المنظمة ،فمنهم من
يستخدم مصطلح إدارة الفراد قاصدا بذلك إدارة الفراد العاملين في المنظمة ،ومنهم من يستخدم
مصطلح إدارة الموارد البشرية ليقصد بها ذلك النشاط المسؤول عن إدارة المورد البشري سواء ما كان منها
ضمن قوة العمل ...للمنظمات أو /من هم قادرين على العمل ولم تتهيأ لهم فرصة العمل في منظمة
محددة ،ويذهب فريق ثالث إلى النظر إلى النشاط من وجهة نظر محاسبية وبعده النشاط المسؤول عن
إدارة رأس المال البشري في المنظمة مركزين في ذلك على اعتبار العنصر البشري في المنظمة أصل من
الصول المهمة التي يجب أن تراعي المنظمة في الحصول عليه واستخدامه معياري الفائدة والكلفة
المتحققة .
وتجمع التجاهات الثلثة على أن النشاط الخاص بالعنصر البشري في المنظمة ،وبغض النظر عن
المصطلح المستخدم لوصفه ،يعتبر من النشطة المهمة ،ل بل النشاط الذي يمكن أن يكسب المنظمة
ميزة تنافسية غير قابلة للتقليد من قبل المنافسين كونه يتعامل مع النسان الذي ل يمكن تقليده في
حاجاته ورغباته وتوقعاته ،علوة على أن التجاهات الثلثة تتفق على أن حقل إدارة الموارد البشرية نشا
وتطور إلى ما وصل إليه ضمن مراحل تاريخية كانت بداياتها مع بدايات الفكر الداري ممثلا بمرحلة ما
قبل الدارة العلمية ومر عبر مخاض تاريخي وحقب زمنية استجاب فيها للتغييرات البيئية الخارجية
والتغييرات في بيئة المنظمات وتركيبة الموارد البشرية فيها ،فكانت البدايات مع نشاط استمد اغلب أفكاره
ومبادئه من حقول قريبة كالعلقات الصناعية واقتصاد العمل وعلم النفس الصناعي وعلم الجتماع
الصناعي وعلم النثروبولجيا وعلم السلوك التنظيمي وعلم النفس الجتماعي والعلم السياسي والدارة
العامة ،تفاعلت تلك الحقول فيما بينها مكونة حقل أطلق عليه بإدارة العاملين ثم إدارة الفراد ،فإدارة
الموارد البشرية وأخي ار إدارة الموارد البشرية الستراتيجية ليشكل الخير تعبي ار واضحا عن إدارة مسؤولة
عن تحقيق المواءمة بين المنظمة والبيئة من خلل تحقيق المواءمة بين الفرد والمنظمة والفرد والبيئة ،
ونظ ار لكون تلك الدارة استحدثت مبادئها من خصائص المرحلة الزمنية التي مرت خللها فقد ارتأينا
تناول ماهية ونشأة إدارة الموارد البشرية في هذه الورقة وضمن المحاور التية :
ثاني ا ـ إدارة الموارد البشرية قبل التصنيع .
ثالثا ـ مراحل تطور إدارة الموارد البشرية بعد مرحلة التصنيع .
2
رابعا ـ العوامل التي ساعدت على الهتمام بإدارة الموارد البشرية .
خامسا ـ تعريف إدارة الموارد البشرية .
سادس ا ـ وظائف إدارة الموارد البشرية
: )(1
-2إدارة الموارد البشرية قابل التصنيع
تميزت تلك الفترة بالعتماد الكلي على الصيد والزراعة وفيها لم يكن لنشاط إدارة العنصر البشري
اهتمام واضح ،حيث أن التجمعات الزراعية أو لغراض الصيد كانت تنشأ بشكل عفوي بعيدا عن
الدارة المنظمة التي تستند إلى مباديء واضحة أو أدلة عمل ،والمتعمق في تاريخ الفكر الداري يرجع
جذوره إلى الحضارات القديمة وفيها يجد بعض الملمح لتطبيقات الدارة بشكل عام إوادارة الموارد البشرية
بشكل خاص ،حيث يجد ذلك واضح ا في الحضارة البابلية التي كان من أهم نتاجها مسلة حمورابي ،
وفي حضارة وادي النيل التي تمثلت أهم ثمارها في بناء الهرامات ،وحضارة الصين القديمة التي كان
بناء سور الصين أهم ملمحها الساسية ،وهنا يتساءل المرء أليس وراء تلك البداعات الحضارية الكبيرة
إدارة تخطط وتوجه وتقود وتحفز وتدفع باتجاه النتاج الجيد والكفؤ ،فبالرغم من أن السمة السائدة
للتجمعات آنذاك كانت زراعية فقد توجهت جهود ل بأس بها وأثمرت في بناء حضارات عريقة قائمة على
أساس تنظيم وتعبئة الجهد البشري باتجاه أهداف كانت تعتبرها تلك الحضارات مهمة في بناء مجتمعاتها
آنذاك .
وبالرغم من شيوع استخدام بعض المبادئ الدارية في تلك الفترة أل أن العملية الدارية تركزت حول
استخدام الرض والموارد البشرية لتحقيق أهداف محددة هي النتاج الزراعي ،علوة على وضوح صفة
الدمج بين الملكية والدارة لهذا كان القطاع الزراعي أحد أشكال الدارة المستخدمة في حقل الزراعة ،
حيث كان المالك المدير هو الذي ينظم ويوجه وينسق ويقيم الفراد العاملين في القطاعات الزراعية.
يستخلص مما تقدم بأن إدارة الموارد البشرية لم تكن معروفة كما تعرف عليه الن خلل هذه الفترة
وذلك لضعف النشاط الوظيفي في المنظمات الزراعية ويتضح المر نفسه بالنسبة للدارات الوظيفية
الخرى كالنتاج والتسويق والمالية وغيرها .
ـــــــــ
(1خالد عبدالرحيم الهيتي ،إدارة الموارد البشرية ،عممان :دار الحامد ،1999 ،ص ص .21-19 :
3
-3مراحل تطور إدارة الموارد البشرية ):(1
يعتبر التصنيع نقطة البداية التي نبهت إلى ضرورة إعادة النظر بكيفية إدارة الموارد البشرية ،حيث
أن ظهور المنظمات الصناعية وتنوع أنشطتها واستخدمها لنظمة النتاج علوة على التغيير في التركيبة
المهارية والثقافية للموارد البشرية كانت العوامل الحاسمة لظهور حقول إدارية متخصصة ومنها إدارة
الموارد البشرية التي بدأت تحت تسمية إدارة الفراد وتطورت إلى أدارة الموارد البشرية الستراتيجية في
الوقت الحاضر .
وبالرغم من المزايا الكثيرة التي رافقت مرحلة التصنيع والمتمثلة بالتقدم الصناعي للعمل وتقليل العتماد
على الجهد البشري واستخدام آليات الرقابة المركزية للعمل والتخصص ،الم أن هذه المرحلة لم تخلو من
الكلف التي حفزت باتجاه التفكير بحقل يتخصص بمتابعة الموارد البشرية خارج المنظمة والعناية بها منذ
لحظة دخولها إلى المنظمة وحتى لحظة انتهاء علقتها البشرية خارج المنظمة والعناية بها منذ لحظة
دخولها إلى المنظمة وحتى لحظة انتهاء علقتها بها ،فساعات العمل الطويلة وأساليب التهذيب المشددة
وزيادة الرقابة والضجر في العمل واستبدال الجهد البشري باللة والعتمادية العالية بين الوظائف وسوء
ظروف العمل ،كلها عوامل ساعدت في رسم بدايات إدارة الموارد البشرية متزامنة مع حركة التطور في
الفكر الداري بشكل عام ،ونظ ار لهمية هذه الحقب التاريخ فسيتم تناولها على النحو التي :
ـــــــ
(1انظر في ذلك إلى كل من :
خالد عبدالرحيم الهيتي ،المرجع السابق ،ص .21: -
الصديق منصور بوسنينة وسليمان الفارسي ،الموارد البشرية :أهميتها .تنظيمها .مسؤوليتها .مهامها ،طرابلس : -
أكاديمية الدراسات العليا ، 2003 ،ص .15 :
4
اقتصادية اللة والتصنيع ,وكتاب Andrewفي عام 1835المعنون "فلسفة التصنيع الثر
البالغ في ظهور بعض الفكار والمبادئ التصنيع بإدارة الموارد البشرية" ,حيث ظهرت تلك المبادئ
واضحة في تركيز Babbageعلي مبادئ التصنيع كتقسيم العمل ,علوة علي تأكيده المنفعة
المتبادلة بين العاملين وأرباب العمل ,إذ إن العمل الجيد وتحسين النتاجية ينعكس بأجور أفضل
للعاملين وأرباح أعلي لرباب العمل وكما أكد في كتابة علي أساليب الدافعية المتمثلة بحوافز العمل
والمشاركة في الرباح وزيادة مشاركة العاملين في وضع خطط النتاج علي مستوي وحده العمل
والمنظمة.
يستخلص مما تقدم بأن التغيرات البيئية التي دفعت باتجاه التصنيع والكتابات الرائدة القتصادية
والدارية المشار لها باتجاه تطور الفكر الداري عامة ,وظهور أنشطة وظيفية متخصصة كإدارة
الموارد البشرية خاصة .تزامنت هذه التطورات مع تطورات خاصة بميدان العمل كان أهمها:
:1زيادة مستوي التفضيل للعمل .
:2التغير في مستوي المعيشة .
:3تحسن المستوي الثقافي العام وللعاملين علي وجه الخصوص .
:4زيادة الطلب علي تقليص وقت العمل.
:5زيادة وعي العاملين باتجاه الكفاءة والنتاجية .
:6التغير في تركيبة الموارد البشرية وظهور مستويات مهارية مختلفة .
:7إدراك المنظمات للحاجات البشرية للعاملين .
:8التوجه الكبير باتجاه الكفاءة والنتاجية .
:9التغير في عوامل البيئية الخارجية )السياسية – القانونية والقتصادية والجتماعية والتكنولوجية
والثقافية(.
قادت هذه التغيرات إلي تحفيز أفكار جديدة كانت بداياتها بإدارة الفراد التي بدأت بوظائف محددة
توسعت وتطورت مع تطور الفكر الداري بشكل عام .اتضحت هذه الفكار في المدارس الدارية
ومداخلها التطبيقية .
5
عندما نادي فريدريك تايلور F.Taylorبان زيادة النتاج و تحسين نوعيته ل يتمان إل علي أساسين :
الختيار السليم للعاملين ,و التوزيع الذي يتناسب مع قدراتهم و مهاراتهم علي العمال ,من اجل أن
يؤدي كل فرد أقصى إنتاجية مكنة ,و قد صاغ تايلور نظريته علي أساس الفصل بين مهام الدارة و
جهود العاملين ,فوظيفة الدارة تعدل وفق ا لفلسفة حركة الدارة العملية و التخطيط و التنظيم و المتابعة ,
و بينما يقتصر دور العاملين علي تنفيذ ما يكلفوا به من مهام و أعمال من قبل الدارة ,و قد اهتمت
حركة الدارة العلمية بتحديد أفضل الطرق و الساليب المتخصصة باستخدام الفرد لجهده ,و قد تبين
تايلور و زملئه إن افتراضاته قد بنيت علي وجود نوع من التناقض بين مصالح الفراد من جهة الدارة -
كممثلة لصحاب العمال -من جهة أخرى ,فالعامل يطالب بأجور مرتفعة دون أن يحاول زيادة
مجهوده ,و الدارة تسعى إلي زيادة كمية النتاج و تخفيض تكلفته ,و محاولة في معالجة هذه المسألة )
لتناقض ( فقد أوصى تايلور باستخدام مقاييس الحركة و الزمن لدى تحديد الجور ,و من منطلق هذا
المفهوم ابتكر نظام الجر التفاضلي و علي أساس القطعة ,أي أن العامل يتقاضى معدل اعلي للجر
بعد تحقيقه للمعدلت المعيارية أو القياسية للنتاج .
و بالرغم من زيادة النتاجية و تحفيز العاملين من خلل العائد و الحوافز نتيجة تطبيقات تعليمات
حركة الدارة العلمية ,فقد أدى ذلك و بنفس الوقت إلي سخط و تذمر العاملين ,و قد ظهر هذا السخط
واضح ا في اعتراض الحركات العمالية عليها ,مما زاد الهتمام من قبل رواد الدارة العلمية و صاحب
العمل بإيجاد وسائل أخرى تضمن خلق جو أفضل من الود و التفاهم و الرضا بين الدارة و العاملين ,و
تم وقتئذ القيام بدراسات التعب و الجهاد و تحليل العمل و توصيف الوظائف و تطوير نظم الحوافز و
الجور ,فعلى سبيل المثال فقد أوصى البعض بضرورة إيجاد إدارة خاصة ينحصر نشاطها بمهام تنظيم
و تطوير العلقات بين الدارة و العاملين علي أساس الهتمام بتدريبهم و تنمية مواهبه و رعاية شئونهم
الحياتية و تقديم الخدمات الجتماعية و غيرها من الخدمات في محاولة إلي تقليل درجة السخط و استياء
العاملين من ساعات العمل الطويلة و انخفاض الجور و قسوة ظروف العمل و التنافس غير الشريف
بينهم ,و هكذا بدأت تظهر أفكار و أراء تنادي بأهمية تقسيم العملية الدارية إلي أنشطة تهتم بالجوانب
النسانية ,باعتبار أن كل الجانبين ضروري في الوصول إلي النتائج المحققة لهداف المنظمة ,و مما
ل شك فيه ,إن تطور إدارة الفراد في ذلك الحين كان بطيئا ,فحركة الدارة العلمية ركزت في دائرة
اهتماماتها الولى علي زيادة النتاجية باستخدام بعض من الساليب الحديثة كقياس معدلت الداء و
الوقت و الحركة ,بينما لم تعر الجوانب النفسية و الجتماعية و الثقافية للفرد أيه اهتمام انطلقا من
تصورها أن الحاجات المادية هي الوحيدة المحددة لسلوك أداء الفرد ,بعبارة أخرى نظرت الدارة العلمية
إلي الفرد كعنصر من عناصر النتاج المادية ,و يمكن الحصول منه علي اكبر إنتاجية لقاء عوائد
مادية ,كان اهتمام الدارة في عهد حركة الدارة العلمية و بالنسان ينصب علي الجانب الفسيولوجي
6
فهي تهتم به كطاقة إنتاجية -تركزت علي قدرته من حيث الطاقة و سرعة الداء و استم ارريته و لم
تنظر إليه كآدمي يحب و يكره ,يحس و يتألم ,يسعى و يطمح ,و يؤثر و يتأثر ,أي أن هناك دوافع
نفسية و اجتماعية و ذاتية تكمن وراء خلق سلوكه و تصرفاته و ليس العائد المادي هو الدافع الوحيد
لسلوكه .
ييلحظ من خلل دراسة مبادئ الدارة العلمية بأنها ركزت علي إدارة الفراد بدل من إدارة الموارد
البشرية وفيها وضعت المبادئ الولي لدارة الفراد العاملين متمثلة بتصميم أساليب العمل ووضع
معايير العمل العلمية والختيار والتدريب والحوافز والتركيز علي المكننة والتخصـص في العمل
والفصل بين التخطيط والتنفيذ في صناعة ق اررات المنظمة .ففلسفة إدارة الفراد تقوم علي مبدأ زيادة
النتاجية من خلل استخدام الساليب العلمية في توجيه إوادارة العمل .
7
وبالرغم من أن حركة الدارة العلمية وضعت الملمح الولي لدارة الفراد إل إنها وبتركيزها علي
معيارية العمل قادت إلي زيادة حالت التذمر وانخفاض الرضا عن العمل وذلك بسبب التركيز علي
الطابع الفردي في التعامل مع الفرد العامل .
ونتيجة للمشاكل التي انعكست بالتقيد الشديد بمبادئ حركة الدارة العلمية واستنادا إلي نتائج
دراسات مصانع هاثورن المريكية في الوليات المتحدة المريكية تركز الهتمام علي ضرورة زيادة
الرضا عن العمل كونه السبيل إلي زيادة النتاجية .قاد هذا التوجه إلي ظهور حركة العلقات
النسانية التي قاد أفكارها ، Elton Mayoوالتي تمت خلل الثلثينيات و الربعينيات من القرن
العشرين و بتأثير دراسات الهاوثرون بقيادة " ألتون مايو" و "روثلبرجر " تحول الهتمام إلي
العلقات النسانية بدل من العلقات المادية التي سادت سابق ا في البلدان الصناعية في إدارة
العنصر البشري ,فقد أظهرت تلك الدراسات إن المنشأة أو المنظمة هي تنظيم اجتماعي ,قبل أن
تكون كيانا ماديا ,و أن ما يؤثر علي إنتاجية الفرد ليس العائد المادي و بقية العوامل المادية فقط ,
و إنما أيضا مشاعر و أحاسيس و عواطف الفرد و غيره من الفراد ,و ذلك بفضل العلقات
الجتماعية التي تسود بينهم و أنماط القيادة و الشراف و نماذج التصالت المتبعة من قبل الدارة
,و بذلك فقد ساهمت تجارب " ألتون مايو " و زملئه في بلورة مفاهيم في الدارة ,و في تعزيز دور
إدارة الفراد بصفة خاصة ,فإذا أرادت المنظمة الوصول إلي أهدافها و تحقيق إستراتيجيتها علي
أفضل نحو ممكن فعليها أن تولي العاملين لديها أهمية خاصة في التعامل معهم كبشر و تقوية
خطوط التصال بينهم و بين الدارة و مشاركتهم قد المكان في مناقشة البرامج و الخطط و
الهداف ,و علي هذا الساس فقد أولت مدرسة " العلقات النسانية " اهتمام خاصا للتنظيمات
غير الرسمية التي تنشأ بين الفراد أثناء العمل و ترسيخ جذورها خارج العمل ليصبح تأثيرها في
تحريك سلوكهم في العمل أقوى من تأثير التنظيم الرسمي و ما ينطوي عليه من أنظمة و قواعد و
برامج و سلطات وظيفية .
وبالرغم من التطور النظري في المبادئ الدارية إل إن المصطلح الذي يشير إلي المورد البشري ظل
حدود ما يسمي بإدارة الفراد وبوضع تنظيمي ووظيفي غير محدد وحتى مطلع الستينات من هذا
القرن والذي بشر بظهور ما يسمي بمدرسة الموارد البشرية .
و بالرغم من أهمية النتائج التي توصل إليها رواد حركة العلقات النسانية و النجاحات التي
حققتها في تحسين ظروف العمل و الجور و مناصرة النقابات العملية لها ,إل أنها لم تحقق هدفها
الساسي بزيادة النتاجية و زيادة الرضا عن العمل وزيادة ولء العاملين للمنظمة التي يعملون بها ,
و يرجع السبب في خطأ افتراضها القائل بأولوية الدوافع الجتماعية -و إن لم تكن الوحيدة -في
التأثير علي سلوك الفرد في الداء ,حيث استأثرت الجماعة و العلقات الجتماعية في حركة
8
العلقات النسانية باهتمام اكبر علي حساب الهتمام بالفرد ذاته و الدوافع النفسية و الذاتية المحددة
لنمط سلوكه ,و بالتالي كل من له حاجات و خصائص ,غيره من الفراد ,و من ناحية أخرى ل
يمكن الجزم بصورة مطلقة ,أن تحقيق أهداف المنظمات الغير رسمية كفيل بالوصول إلي أهداف
المنظمة الرسمية ,كذلك فقد أغفلت حركة العلقات النسانية أهمية السياسات و الجراءات و
المعايير و قواعد العمل الجيدة في تزجيه سلوك العاملين نحو أهداف المنظمة ,لهذه السباب و
غيرها أثرها في التقليل من أهمية مدخل العلقات النسانية بعدما أصبحت غير كافية وحدها لزيادة
النتاجية و تحقيق مستويات عالية من الرضا .
و لكن ,لبد من الشارة إلي أن مدرسة العلقات النسانية كانت بحق أساس ا في دراسة العلوم
السلوكية و مدخلا جديدا في إدارة الفراد ,و قد استخدم مدخل العلوم السلوكية بفاعلية كبيرة في
الخمسينيات من القرن العشرين ,و تأخذ هذه المدرسة بسلوك الفرد و الجماعة و تفاعلت هذا
السلوك في محيط الدارة و دور القيادة في خلق العلقات التي من شانها إثارة دوافع حاجاتهم وصل
إلي أفضل النتائج .
9
وتقوم أفكار هذه المدرسة علي الفتراضات التية :
– 1تعمل المنظمة في بيئة تعتمد عليها في الحصول علي مواردها ومنها الموارد البشرية .وفي
محاولة المنظمة الحصول علي مواردها البشرية فعليها أن تدرك حالة الحركية في البيئة والتي يمكن
أن تعكس فرص وتهديدات تؤثر سلب ا أو إيجابا في نوعية الموارد البشرية التية من البيئة .
– 2في محاولتها للتكيف مع حركة البيئية تحتاج المنظمة إلي إدارة متخصصة تتابع حركة الموارد
البشرية خارج المنظمة وتهتم بتلك الموارد بهدف زيادة فاعليتها داخل المنظمة وتعيد تأهيلها بعد
خروجها من المنظمة للستفادة منها في نشاطات أخري .
– 3لتحقيق حالة التكيف مع التغيرات البيئة علي الدارة المتخصصة بالمورد البشري أن تركز علي
المواءمة الداخلية وكيفية تحقيق الستخدام الفضل للموارد البشرية في المنظمة والمواءمة الخارجية
وكيفية الستجابة للمتطلبات البيئية .
– 4للستجابة للمتطلبات البيئية علي تلك الدارة أن تضع في حسابها التنوع في أهدافها
القتصادية والجتماعية والقانونية والخلقية .
– 5أن الموارد البشرية في المنظمة كلفة وميزة في نفس الوقت وعلي إدارة الموارد البشرية أن تحقق
أفضل توازن مابين الكلفة والميزة وذلك بتركيزها علي الستخدام الكامل والصحيح للموارد البشرية،
حيث يتحقق الستخدام الكامل للموارد البشرية من خلل تشغيل كامل الطاقات البشرية في المنظمة
المتاحة وما يمكن تحريكه من طاقات كامنة ،بينما يتحقق الستخدام الصحيح من خلل وضع
الشخص المناسب في المكان المناسب .وبهذين الستخدامين يتحقق الستخدام الفضل للموارد
البشرية .
-6تخضع حركة الفرد من البيئة إلي منظمة وداخل المنظمة ومنها إلي البيئة لشراف ومتابعة إدارة
متخصصة يتعرف بإدارة الموارد البشرية Human Resources .
ولتمكين تلك الدارة من ممارسة عملها بكفاءة فيجب أن تعطي الهتمام الوظيفي والتنظيمي من قبل
إدارة المنظمة .
يلحظ من افتراضات مدرسة الموارد البشرية بأن تلك المدرسة ل تهتم بالمورد البشري كفرد عامل
داخل المنظمة فقط إوانما كأحد الموارد التي يمكن أن تضيف للمنظمة ميزة جديدة من مزاياها
التنافسية ،فهي تنظر إلي المورد البشري كل ما يقع ضمن قوة العمل أو من هو قادر على العمل
وخارج قوة العمل ،أي إنها تنظر إلي العنصر البشري باعتباره مدخل من مداخلت العملية النتاجية
ومورد داعم للمداخلت الخري ،فتعتبر إدارة المورد البشري مركز الجذب داخل المنظمة ومن
خلل زيادة فاعليته في العمل يمكن أن ييساهم في زيادة فاعلية النشطة الخري النتاجية والتسويقية
والمالية والتطويرية ،وبهذا تختلف عن إدارة الفراد في النقاط الساسية التية ):(1
10
– 1منظور الوقت والتخطيط :ففي الوقت الذي يكون فيه منظور التخطيط لدارة الفراد قصير
الجل ويعتمد علي الستجابة لحاجة منظميه وعلي المستوي الحدي ،يكون التخطيط في إدارة
الموارد البشرية بأفق زمني بعيد المدى وقائم علي أساس التوقعات المستقبلية ومتكامل وذو طابع
استراتيجي .
– 2العقد النفسي :تركز إدارة الفراد علي الذعان في العقد مع الفرد العامل ،بينما تركز إدارة
الموارد البشرية علي الولء و النشداد للعمل .
– 3أنظمة الرقابة :تتميز أنظمة الرقابة بكونها داخلية في إدارة الفراد ورسمية ،بينما تكون رقابة
ذاتية في إدارة الموارد البشرية .
– 4منظور العلقات بين الفراد :يكون منفعي وجمعي وقائم علي أساس الثقة الضعيفة بالعاملين
في إدارة الفراد ،بينما يكون تبادلي قائم على أساس الحترام والثقة المتبادلة بين الدارة والموارد
البشرية .
ــــــ
(1خالد عبدالرحيم الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص .27 :
– 5الهياكل و النظمة المفضلة :تتميز الهياكل والنظمة في إدارة الفراد بكونها بيروقراطية
ومركزية وميكانيكية ،بينما تكون عضوية ومرنة في إدارة الموارد البشرية .
– 6الدوار :تركز إدارة الفراد علي الدوار التخصصية والمهنية بينما تميل إدارة الموارد البشرية
إلي التنوع والتكامل في الدوار ،علوة علي أن دور إدارة الفراد في المنظمة هو دور تنفيذي فقط
بينما يغلب الطابع الستشاري علي دور إدارة الموارد البشرية .
– 7الوظائف :تتميز وظائف إدارة الفراد بكونها ضيقة وذات طابع اقتصادي يركز علي النتائج
الداخلية للمنظمة ،بينما تمي وظائف أدارة الموارد البشرية بالسعة والطبيعة الخارجية )التكيف مع
المتغيرات البيئية( وتتضمن البعاد القتصادية والجتماعية والخلقية .
11
(1تغير نظرة الدارة للفرد فبعد أن كانت الدارة تعتبر الفرد سلعة يبيع قوة عمله في سوق العمل و
أن يمكن استخدامه و تشغيله وفق قوانين ثابتة كاللت و المعدات ,تغيرت هذه النظرية نتيجة
للبحاث و الدراسات و أصبح ينظر إليه كأهم العوامل في زيادة النتاجية و خلق القيمة و
تعظيم الثروة ,لذا فقد بدأت الدارة تعامل الفرد العامل كانسان له كيانه و شعوره يتمتع
بخصائص شخصية مميزة و يملك قيما و عواطف و ميول ,و يبذل جهده إذا ما وضع في موقع
المسئولية و المشاركة في اتخاذ القرار .
(2التطور العالمي و التطور التكنولوجي في مجال اختراع اللت و استخراج الوسائل و الساليب
الحديثة في تكنولوجيا النتاج الذي حتم استخدام قوى عاملة ذات مهارة و كفاءة عالية تستطيع
استخدام تلك اللت و الساليب بفعالية كبيرة ,فالنجازات الهائلة التي حققها التقدم العلمي مثل
غزو الفضاء و تشغيل الحاسبات اللكترونية و جني خيرات الرض و البحار لم يكن بالمكان
أن يعم خيرها البشرية لول مهارة و موهبة النسان في كيفية و إتقان استخدامها ,و من المفيد
ذكره في هذا المجال أن هناك العديد من الدول التي حققت تقدما فنيا و اقتصاديا عاليا بسبب
حسن إدارتها لمواردها البشرية ,و أن هناك
ــــــ
(1الصديق منصور بوسنينة وسليمان الفارسي ،مرجع سبق ذكره ،ص .25 :
(3بالمقابل العديد من الدول التي تتوافر فيها الثروات الطبيعية الضخمة و لم تستطع أن تحقق
تقدم ا يذكر لسوء استخدامها لمواردها البشرية .
(4قياس العمل و التخصص فيه ,حيث أن قياس أداء كل فرد أو كمية العمل الواجب تنفيذها
خلل مدة زمنية معينة ساهم و إلي حد كبير في تطوير سياسات الفراد في مجال الداء و في
التعرف علي محددات الداء المعنوية و استخدامها بفاعلية اكبر لتحقيق الرغبة في العمل ,كما
أن المشكلت التي افرزها تقسيم العمل و تعميق التخصص فيه كالرتابة في الداء و السام و
الملل تلقى علي عاتق إدارة الفراد مسئوليات جديدة تقتضي الحل و المعالجة كإرضاء حاجة
الشعور بالنجاز و تحقيق الذات و التقدير الذاتي .
(5صدور التشريعات و القوانين الحكومية المنظمة للعمل و حماية العاملين و خاصة تلك
التشريعات المتعلقة بالجور و الستخدام و ساعات العمل و الخدمات و ظروف العمل و غيرها
.
(6إعلن مبادئ حقوق النسان و انتشار الفكار و المعتقدات التي نادت بضرورة إنقاذ النسان
من البؤس و الشقاء التي يتعرض لها نتيجة استغلله في المجتمعات الصناعية.
12
(7تأثير النقابات العمالية علي الدارة في تحديد حقوق العاملين في الدخول و الجازات و الخدمات
و الرعاية الصحية و الحماية من العجز و الشيخوخة و ما شابه ذلك .
ــــ
(1على غربي ،إسماعيل قيرة ،بلقاسم سلطنية ،تنمية الموارد البشرية ،القاهرة :دار الفجر ، 2007 ،ص .14 :
13
HUMAN RESOURCES RESEARCHES البحوث في الموارد البشرية
إذا ما كانت تلك هي الوظائف الساسية لدارة الموارد البشرية في منظمة العمال فان كل وظيفة منها
تتشكل في الحقيقة و تقوم علي مجموعة من النشاطات ,و كما يأتي :
(1التخطيط ,الستقطاب ,و الخاتيار للموارد البشرية :
تحليل كل عمل و حصر مكوناته لجل تحديد متطلباته .
بناء التنبؤات للحتياجات المستقبلية من الموارد البشرية اللزمة لتلبية متطلبات عمليات
المنشأة .
بناء و تطوير و تنفيذ الخطط لتلبية تلك المتطلبات .
استقطاب و اختيار تلك الموارد البشرية التي تحتاجها المنشأة لشغل العمال المطلوبة
فيها .
ــــــ
(1فريد فهمي زيارة ،المبادئ والصأول للدارة والعأمال ،الطبعة الرابعة ،عممان :حقوق النشر المؤلف ، 2004 ،ص .507 :
(2تنمية الموارد البشرية :
تأهيل العاملين سواء نحو المنشأة أو العمل .
تصميم و تنفيذ برامج التدريب و التطوير و توجيه أداء العاملين .
تشكيل مجموعات العمل الكفؤة .
تصميم النظم المناسبة لتقييم أداء كل من العاملين .
(3التعويضات و المكافآت :
تصميم نظم الجور و المكافآت التي تضمن العدالة لكل عمل .
تحديد طبيعة الحوافز و برامج الخدمات و المزايا للعاملين .
توفير المعلومات اللزمة للدارة في بناء تقييم الداء للعاملين .
(4السلمة و الرعاية الصحية :
تصميم و تنفيذ برامج المن و السلمة المهنية للعاملين في أعمالهم .
تحديد متطلبات السلمة المهنية لكل عمل بما يضمن الداء الكفء .
تحديد مجالت المساعدة للعاملين عند وجود ما يمنع أو يعيق أدائهم .
(5علقاات العمل :
بناء جو العمل الملئم بما يعزز الروح المعنوية للعاملين .
تصميم و بناء قنوات اتصال مفتوحة داخل المنشأة .
14
بناء العلقة المرنة مع تنظيمات العاملين داخل المنشأة و خارجها .
(6البحوث في الموارد البشرية :
بناء قاعدة بيانات تخدم نظم المعلومات التي ترتبط بشؤون العالمين .
تصميم و بناء مسارات تبادل المعلومات داخل المنشأة .
15
قاائمة المراجع
.
16
17