Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 81

‫الباب األول‬

‫مقدمة‬

‫أ‪ .‬خلفية البحث‬

‫خلق هللا تعالى في فطرة اإلنسان ميالً طبيعيًا إلى المعرفة‪،‬‬

‫ورغبةً في االطالع‪ ،‬مع فضو ٍل يدفعه إلى البحث‪ ،‬هذه الدوافع‬

‫تطورت مع اإلنسان طوال وجوده وتفاعله مع الحياة‪ ،‬فتطورت‬

‫العلوم والمعارف‪ ،‬حتى صارت هذه العلوم ب ُ‬


‫ش َع ِبها وفروعها‬

‫شبكةً ممتدة ً تتالقى خيو ُ‬


‫طها في نقاطٍ مشتركة مع العلوم التي تنبع‬

‫من أصل واحد‪ ،‬وتعتمد على حقائق واحدة رغم تباين طرق‬

‫البحث‪ ،‬ورغم البون الشاسع بين ما هو فيزيائي‪ ،‬وما هو فلسفي‬

‫ب في بوتقة علم النحو إذا‬


‫ص ُّ‬
‫أو ديني أو فني‪ 1.‬لكنها في النهاية ت ُ‬

‫بُحثت بمنظور الحكمة‪ ،‬وهو ما نحاول تجليته في الصفحات‬

‫‪ 1‬محفوظ في الصــدور قبل السطور المصدر‪ :‬مقالة بجريدة األهرام اليومى بقلم‪:‬‬
‫محمد عنز‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫اآلتية‪ ،‬حيث سنحلل عالقة علم النحو بالعلوم األخرى‪ ،‬هو العلم‬

‫التصوف‪.‬‬

‫اللغة من أعرق مظاهر الحضارة اإلنسانية‪ ،‬بل هي أصل‬

‫الحضارة وصانعة الرقي والتقدم‪ ،‬فهي التي تؤلف الحد الفاصل‬

‫بين شعب وشعب وبين أمة وأمة‪ ،‬بل بين حضارة وحضارة؛ ألن‬

‫األفراد الذين يتكلمون لغة واحدة‪ ،‬ال يتفاهمون بيسر وسهولة‬

‫فحسب‪ ،‬وإنما هم قادرون على أن يؤلفوا مجتمعا إنسانيا موحدا‬

‫متجانسا؛ ألن اللغة هي قوام الحياة الروحية والفكرية والمادية‪،‬‬

‫بها يعمق اإلنسان صلته وأصالته في المجتمع الذي يولد فيه‪،‬‬

‫حيث تخلق اللغة من أفراده أمه متماسكة األصول موحدة‬


‫‪2‬‬
‫الفروع‪.‬‬

‫وقد عرفنا ان اللغة كثيرة جدّا بمناسبة ذلك يختلف اللغة من‬

‫حيث اللفظ‪،‬‬

‫طعيمة‪ ،‬أحمد‪ ،‬رشدي‪ .‬تعليم العربيّة لغير الناتقين بها‪.‬الرباط‪ :‬منشورات‬ ‫‪2‬‬

‫المنظمة اإلسالميّة للتربيّة والعلوم والثقفة‪ 1989.‬م ص ‪3‬‬


‫‪3‬‬

‫ومتحدة من حيث المعنى‪ ،‬أي‪ :‬أن المعنى الواحد الذي يخالج‬

‫ضمائر الناس واحد‪ ،‬ولكن كل قوم يعبرون عنه بلفظ غير لفظ‬

‫‪‬‬ ‫وجل‪:‬‬ ‫عز‬ ‫قوله‬ ‫اآلخرين‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫نظرا الى هذه األية في‬ ‫‪3‬‬


‫‪، ‬‬

‫ف أ َ ْل ِسنَ ِت ُك ْم ‪ "...‬منسبة على ان اللغة هي مختلفة‬ ‫كالمه "و ْ‬


‫اختَ ِل ُ‬

‫حيث اللفظ‪ ,‬و يتكلم الناس في العالم كل اليوم أكثر من ‪4000‬‬

‫الروم ‪22 :‬‬


‫سورة ّ‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫لغة‪ .‬وعلى الرغم من أن هذه اللغة المتعددة تختلف عن بعضها‬

‫بعضا إال أنها تشترك في ظواهر عامة من أجلها سميت لغات‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫من اكسر اللغة فى العالم أحدها اللغة العربية و هي لغة‬

‫القرآن الكريم لكن ال يتعلمها العرب فقط‪ ،‬بل الناطقون بغيرها‬

‫يتعلمون أيضا ويفهمونها‪ .‬وهذه يراد بها تعلم العلوم الدينيّة‬

‫والعمل بها‪ .‬وللمسلمون البدّ عليهم أن يفهموا اللغة العربيّة ألنها‬

‫لغة الدين اإلسالم‪.‬‬

‫واللغة العربية كفيرها من اللغات مجموعة من الرموز‬

‫المتمثلة فى الحروف الهجائية العربية التي يستند على نطق واحد‬

‫منها أو أكثر أصوات معينة‪ ،‬تعطي دالالت يدركها من يفهم هذه‬

‫اللغة‪ ،‬فاللغة العربية مجموعة من الرموز الخاصة بها‪ .‬وهي‬

‫‪ 4‬بدري‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬كمال‪ ،‬الدكتور‪ .‬علم اللغة المبرنجى(الرياض‪ :‬جامعة الملك‬


‫سعود‪)1988 .‬‬
‫‪5‬‬

‫متفرعة إلى ‪ :‬القواعد النحوية والصرفية والبالغة واإلمالئية‬


‫‪5‬‬
‫والكتابة حتى التصوف‪.‬‬

‫واللّغة هي أداة التّواصل التي تستخدم لالتّصال مع بعضها‬

‫البعض وتستخدم إلخراج األفكار فى العقل يعبّر عنه بشكل‬

‫أفضل من خالل الكالم أو الكتاب‪ ،‬وباستخدامها يستطيعون أن‬

‫يتفاهموا مع جميع أعضاء المجتمع‪ .‬وأفضل العلوم ماكان زينة‪،‬‬

‫صل‬
‫وجماال ألهلها‪ ،‬وعونا على حسن أدبها‪ ،‬وهو علم العربيّة الو ّ‬
‫‪6‬‬
‫إلى صواب النّطق‪ ،‬المقيم لزيغ اللّسان‪.‬‬

‫ي علم‬
‫س ِ ّم َ‬
‫فأصل النحو في اللغة‪ :‬هو القصد والطريق‪ ،‬وقد ُ‬

‫النحو بهذا االسم‪ ،‬ألنه يعلّم الناس الطريق إلى كالم العرب‬

‫ضا ألن الدارس لهذا العلم إنما ينحو ‪ -‬أي يقصد ‪-‬‬
‫الفصيح‪ ،‬وأي ً‬

‫تعلم كالم العرب من خالل دراسته لهذا العلم‪.‬‬

‫حنان سرحان‪ ،‬النمري ‪ :‬تدريس اللغة العربية األساليب واإلجراءات (دار‬ ‫‪5‬‬

‫إحياء التراث اإلسالمي ‪ :‬مكة المكرمة‪ 1443 ،‬ه) ص ‪11 :‬‬


‫السيد أحمد الهاسمي‪" ،‬تطوير األدب العربي" الدئرة‪( ،‬مايو‪.76،)2005 ،‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪6‬‬

‫وتعريف علم النحو في االصطالح‪ :‬هو علم يختص بدراسة‬

‫األصول التي ت ُ ْع َرف بها أحوال الكلمات العربية من جهة‬

‫اإلعراب والبناء بعد انتظامها في الجملة‪ .‬فعن طريق هذا العلم‬

‫نستطيع أن نعرف ما يجب أن تكون عليه الكلمة من رفع أو‬


‫‪7‬‬
‫نصب أو جر أو جزم‪.‬‬

‫فكما عرفنا ّ‬
‫أن كثيرا من علوم اإلسالم نحو كتاب العلماء‬

‫السلف الصالح مكتوبة باللغة العربيّة مثال كتب فى علم الفقه‪ ،‬و‬

‫كتب علم التوحيد‪ ،‬و كتب علم التفسير‪ ،‬و كتاب علم النحو و علم‬

‫وكتاب علم المنطق‪ ،‬و‬ ‫الصرف و كتب علم التصوف‪،‬‬

‫كتب علم اصول الفقه‪ ،‬و كتب علم الحديث‪ ،‬وغير ذلك من أنواع‬

‫العلوم الدينية‪.‬‬

‫السيد أحمد الهاشمي‪ ،‬قواعد األساسية للغة العربية‪( ،‬بيروت ‪ :‬دارالكتب‬ ‫‪7‬‬

‫العالمية‪٢٠٠٢ ،‬م)‪ ،‬ص‪5.‬‬


‫‪7‬‬

‫نحن نعلم ان هئالء مكتوب بللّغة العربية ولذالك ينبغى لنا أن‬

‫نتعلّم اللغة العربيّة لكى نفهمه ثم نعمل أمور الدين فى حياتنا‪،‬‬

‫وقواعد اللغة العربيّة من أفراد اللغة العربيّة وينبغى على ك ّل من‬

‫يتعلّم اللغة العربيّة تعلم القواعد لكى يفهم طريقة التعلّم جيدا‪،‬‬

‫ومن أه ّمية تعلم قواعد اللغة العربيّة هي ان نفهم علم النحو‬

‫والصرف والبالغة‪.‬‬

‫فأما اللّغة العربيّة هي لغتنا األم‪ .‬وهي أيضا لغة القرأن‬

‫وإحدى وساعل األتّصال الدّولي‪ ،‬ولذلك تعليم اللّغة العربيّة هو‬

‫حاجة لجميع النّاس ولسائر أ ّمة المسلمين خاصا‪ .‬وما اإلنسان‬

‫تعتبر اللّغة العربيّة من أه ّم اللّغات الّتي عرفتها‬ ‫‪8‬‬


‫لوال اللّسان‪،‬‬

‫مر ّ‬
‫الزمان والعصور‪ ،‬فقد عرفت منذ ماقبل‬ ‫البشريّة على ّ‬

‫التّاريخ‪ ،‬وبدأ النّاس يتحاكون فيها‪ ،‬وينطلقون ينسدون بها‬

‫أشعارهم‪ ،‬وأفكارهم‪ ،‬وغيرها‪ ،‬ومع بداية الدّعوة اإلسالميّة‪.‬‬

‫‪ 8‬الشيخ عبد القادر الكوهن‪ ،‬منية الفقير المتجرد وسيرة المريد المتفرد‬
‫(سورية‪ .‬حلب ‪ :‬مكتبة دار الحياة د‪.‬ت) ص‪7.‬‬
‫‪8‬‬

‫وإذا أراد المسلم أن يفهم علوم اللغة العربية األخرى فينبغي‬

‫له أوالً أن يفهم النحو‪ ،‬كما يقول يحي العمريطي فى نظم‬

‫األجروميّة ‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫"والنّحو أولى ّأوال أن يعلما ‪ #‬إذ الكالم دونه لن يفهما"‬

‫والّذي له ّ‬
‫حق التقدّم من هذه العلوم المذكورة " النحو "إذبه‬

‫يعرف‬

‫صواب الكالم من خطئة‪ ،‬ويستعان بواسطته على فهم سائر‬


‫‪10‬‬
‫العلوم‪.‬‬

‫وقال عبد الملك بن مروان ‪ :‬اللّخن فى الكالم أقبح من‬

‫الجذري فى الوجه‪ 11،‬وعن سليمان بن علي بن عبدهللا بن عباس‬

‫‪ 9‬الشيخ ابراهيم الباجوري‪ ،‬شرح العمريط (إندونيسيا ‪ :‬مكتبة دار إحياء الكتب‬
‫العربية د‪.‬س)ص‪50 .‬‬

‫ي القواعد األساسية اللّغة العربية (بيروت ‪ :‬دار الكتب‬


‫السيد أحمد الهاشم ّ‬
‫‪10‬‬

‫العلمية‪ ،‬د‪.‬س)‪ ،‬ص‪45 .‬‬


‫‪ 11‬الشيخ أحمد الكوهن‪ ،‬منية الفقير المتجرد وسيرة المريد المتفرد‬
‫(حلب‪.‬السورية ‪:‬دار الحياة‪ ،‬د‪.‬س) ص‪8.‬‬
‫‪9‬‬

‫عن العبّاس قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يارسول هللا ماأجمال فى الرجال ؟ قال ‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫"فصاحة لسانه"‬

‫أ ّما النحو فهو علم بأصول يعرف بها أحوال الكلمات العربيّة‬
‫‪13‬‬
‫من حيث اإلعراب والبناء‪.‬‬

‫والصرف فهو علم يبحث عن صيغة الكلمات العربيّة‬

‫وأحوالها‬
‫‪14‬‬
‫التى ليست بإلعرابوال بناء‪،‬‬

‫فأ ّما التصوف هو علم لمعرفة كيفية تطهير النفس وتنقية‬


‫‪15‬‬
‫األحالق‪ ،‬وبناء الظاهر والباطن لحصول السعادة األبدية‪.‬‬

‫من فوائدها ان النحو العلم معرفة صواب الكالم من خطئه‬

‫ليحترز به عن الخطاء فى اللسان وغايته اإلستعانة على فهم كالم‬

‫‪ 12‬نفس المرجع‪10 ،‬‬


‫‪ 13‬الشيخ المصطفى طموم‪ ،‬علوي أبوبكر محمد القاف‪ ،‬قواعد اللغة العربية‬
‫(دار الكتب اإلسالمية‪ )2014 ،‬ص‪7:‬‬
‫‪ 14‬نفس المرجع‪12 ،‬‬
‫‪ 15‬الدكتوراه يوسف القرضاوي‪ ،‬طبيعة وحقيقة علم التصوف‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬س ‪،‬‬
‫ص‪6.‬‬
‫‪10‬‬

‫هللا ورسوله الموصل إلى خيري الدنيا واألخراة فلهدا وجبت‬


‫‪16‬‬
‫معرفته ليتوصل به إلى معرفتهما‪.‬‬

‫اختص الكاتب ببحث الذي هو يتعلّق فى‬


‫ّ‬ ‫وفى هذه الرسالة‬

‫شرح مختصر جدا بمتن اآلجرومية خصوصا فى باب األعراب‬

‫بين كتاب مختصر جدّا (شرح على متن اآلجرومية ) و كتاب‬

‫المتفرد ( محتصر شرح ابن‬


‫ّ‬ ‫المتجرد وسيرة المريد‬
‫ّ‬ ‫منية الفقير‬

‫قرر الكاتب‬
‫عجيبة على متن اآلجرومية فى التصوف )‪ .‬ولذالك ّ‬

‫موضوعا ‪ :‬األعراب (دراسة مقارنة بين كتاب مختصر جدا‬

‫المتجرد وسيرة‬
‫ّ‬ ‫(شرح على متن اآلجرومية ) و كتاب منية الفقير‬

‫المتفرد (شرح ابن عجيبة على متن اآلجرومية فى‬


‫ّ‬ ‫المريد‬

‫التصوف )‬

‫‪ 16‬الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الباري‪ ،‬الكواكب الدّرية (ط ‪ :‬سورابايا‪،‬‬


‫اندونيسيا مكتبة دار العلم) ص‪5 .‬‬
‫‪11‬‬

‫و هذه المسألة من مسائل في زماننا الحضر‪ّ ،‬‬


‫ان النحو فى‬

‫اللّغة هو القصد إلى صواب الكالم‪ ،‬يقال ‪ :‬نحوت نحوه أي‬

‫قصدت قصده (وهذه النوع فى العربية يسمى نحوا ً ألنه القصد‬

‫ألن النحو على قسمين نحو لسان الفم و‬ ‫‪17‬‬


‫إلى صواب الكالم‪،‬‬

‫نحو القلب‪ 18.‬فأ ّما نحو لسان الفم فنستطيع بها ان نفهم القرآن و‬

‫األحاديث الشريف‪ .‬فأ ّما نحو القلب القصد إلى حميد القول‬
‫‪19‬‬
‫بالقلب‪ ،‬وحميد القول مخاطبة الحق بلسان القلب‪.‬‬

‫واختص الكاتب بهذا البحث بناء على ذلك و أراد الكاتب أن‬
‫ّ‬

‫يعرف وجوه التشابه و االختالف بين كتاب مختصر جدّا (شرح‬

‫المتجرد وسيرة المريد‬


‫ّ‬ ‫على متن اآلجرومية ) و كتاب منية الفقير‬

‫المتفرد (محتصر شرح ابن عجيبة على متن اآلجرومية فى‬


‫ّ‬

‫‪ 17‬األمام عبد الكريم القشيري‪ ،‬نحو القلوب الكبير‪ ،‬ص ‪ ( 38:‬الطبعة األولى‬
‫القاهرة ‪ 1414 :‬ه – ‪ 1994‬م)‬
‫‪ 18‬نفس المرجع‪14 ،‬‬
‫‪ 19‬األمام عبد الكريم القشيري‪ ،‬نحو القلوب الكبير‪ ( ،‬الطبعة األولى القاهرة ‪:‬‬
‫‪ 1414‬ه – ‪ 1994‬م) ‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪12‬‬

‫التصوف) في باب األعراب‪ّ ،‬‬


‫ألن الكاتب يرى وجوه التشابه و‬

‫االختالف بينهما‪ .‬وسبب اختيار الموضوع في هذا البحث من قبل‬

‫الباحث‪ ،‬ألنّه الأحد من الباحثين الذين أجروا البحوث حول هذه‬

‫المسئلة‪.‬‬

‫ب‪ .‬تحديد المشكالت‬

‫قرر الكاتب حول بحثه بالكتاب متن‬


‫فى هذه الخطوة ّ‬

‫اآلجرومية و كتاب منية الفقير المتجريد وسيرة المريد المتفرد‬

‫(فى تصوف و توحيد اآلجرومية )‪ ،‬ويناقس حصوصا فى باب‬

‫األعراب‪ّ ،‬‬
‫ألن الكاتب يرى العالقة بينهما‪.‬‬

‫ج‪ .‬تنظيم المشكالت‬

‫سابقة‪ّ ،‬‬
‫أن هذا البحث يشتمل على كثير‬ ‫و من خلفيّة البحث ال ّ‬

‫أو تنظيم‬ ‫من مشكالته‪ ،‬ولزيادة البيان واإليضاح تحقيق‬

‫المشكالت فى األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪13‬‬

‫ما هو األعراب في كتاب متن اآلجرومية ؟‬ ‫‪.1‬‬

‫المتجرد وسيرة‬
‫ّ‬ ‫ما هو األعراب في كتاب منية الفقير‬ ‫‪.2‬‬

‫المتفرد ؟‬
‫ّ‬ ‫المريد‬

‫كيف وجوه المشابّهة والمغيّرة عن المعنى اإلعراب عند‬ ‫‪.3‬‬

‫علم النحو وعلم التصوف ؟‬

‫ذ‪ .‬أهداف البحث‬

‫و أما أهداف هذا البحث فكما يالي‪:‬‬

‫‪ .1‬معرفة بيان األعراب في كتاب متن اآلجرومية‬

‫المتجرد وسيرة‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬معرفة بيان األعراب في كتاب منية الفقير‬

‫المتفرد (محتصر شرح ابن عجيبة على متن‬


‫ّ‬ ‫المريد‬

‫اآلجرومية فى التصوف)‬

‫‪ .3‬معرفة وجوه المتشابهة والمغايرة عن المعنى األعراب عند‬

‫علم النحو وعلم التصوف‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫ه‪ .‬فوائد البحث‬

‫أما فوائد البحث التي اردت الباحث الحصول عليها فيما يلي‪:‬‬

‫فوائد البحث النظرية‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ -‬لتوسيع المصادر العلمية عن خصائص اللغة فى قواعدها‬

‫وعالقة ها مع العلوم األخرى خصوصا العالقة مع علم‬

‫التصوف‬

‫‪ -‬لتكوين إسهام شامل كمراجع الكتب العلمية عن التعلق‬

‫اإلعرب على ضوء علم النحو و علم التصوف‬

‫فوائد البحث التطبقية‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ -‬استطاع معلم اللغة العربية استفادة نتائج البحث مصادرا‬

‫نافعة فى تعليمها داخل حجرات الدراسة كان أم خارجها‬

‫خاصة عن تعلق اإلعراب‬

‫على ضوء علم النحو و علم التصوف‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫‪ -‬استطاع متعلم اللغة العربية استفادة نتائج البحث مصادرا‬

‫نفعة فى تعلمها خاصة عن تحليلية اإلعراب لضوء علم النحو‬

‫و علم التصوف‪.‬‬

‫‪ -‬مرجع للمعلمين والمتعلمين لتوسيع دراسة العلم النحو‬

‫وعالقته مع العلوم األخرى‬

‫الباب الثاني‬

‫الدراسات النظرية وتنظيم األفكار‬

‫أ‪ .‬الدراسات النظرية‬


‫‪16‬‬

‫‪ .1‬مباحث اإلعراب‬

‫‪ 1.1‬التعريف اإلعراب‬

‫التعريف اإلعراب عند الشيخ السيد احمد زيني دحالن ‪ :‬هو‬

‫تغيير أحوال الكالم بسبب دخول العوامل المختلفة‪ ،‬فإنه قبل‬

‫دخول العوامل موقوف ليس معربا والمبنيا وال مرفوعا وال‬


‫‪20‬‬
‫غيرها‪.‬‬

‫واإلعراب عند اللغة ينقسم الى حمسة معنى هو ‪ .1 :‬معنى‬

‫مطلق التبيين مثل ‪ :‬الشيب تعرب عن نفسها ‪ .2‬معنى مطلق‬

‫التحسين‪ ،‬مثل ‪ :‬جارية عروب‬

‫‪ 20‬السيد احمد زيني دحالن‪ ،‬شرح مختصر جدا‪( ،‬ط‪ .‬فوستكا اسالمية –‬
‫انذونيسيا) ص‪6 .‬‬
‫‪17‬‬

‫‪.3‬معنى مطلق التفيير‪ ،‬مثل ‪ :‬أعربت معدة البعير ‪ .4‬معنى‬

‫اإلستقل‪ ،‬مثل ‪ :‬أعربت اإلبل عن مرعها ‪ .5‬معنى العرفن‪ ،‬مثل ‪:‬‬


‫‪21‬‬
‫إعرب الرجل‪.‬‬

‫واإلعراب عند إصطالحى معنيان‪ ،‬األول الفظية هو أثر‬

‫ظاهر أو مقدر يجلبه العامل فى آخر الكلمة أو ماهو كاآلخر‪،‬‬

‫والثانى المعنوية هو ماجيئ به لبيان مقتضى العامل من حركة‬


‫‪22‬‬
‫أوخروف أوسكون‪.‬‬

‫ب‬
‫أعر َ‬
‫ويتطابق معنى اإلعراب في اللغة واالصطالح يقال َ‬

‫المرء عن حاجته أي بيَّنها صراحةً‪ ،‬فاإلعراب باللغة هو‬

‫اإلفصاح واإلبانة ع َّما في النفس‪ ،‬أ َّما اإلعراب اصطالحا ً فهو‬

‫بيان معاني األلفاظ وتحديد مواقعها وأسباب لفظها الصحيحة‪،‬‬

‫‪ 21‬كيائى حاج بشر الكريم‪ ،‬سراج المريد على األجرومية فى قواعد اللغة‬
‫العربية‪ ،‬تاسيكمااليا معهد التربية اإلسالمية بيت الحكمة دن‪ .‬دت‪ .‬ص‪43.‬‬
‫‪ 22‬كيائى حاج بشر الكريم‪ ،‬سراج المريد على األجرومية فى قواعد اللغة‬
‫العربية‪ ،‬تاسيكمااليا معهد التربية اإلسالمية بيت الحكمة دن‪ .‬دت‪ .‬ص‪43.‬‬
‫‪18‬‬

‫والغرض من اإلعراب كما يذكر محمد علي أبو العباس في كتابه‬

‫سر) يكمن في موضعين‪:23‬‬


‫(اإلعراب المي َّ‬

‫"الغرض األول من اإلعراب هو اإلبانة عن المعاني‪ ،‬من‬


‫خالل تحديد معنى الجملة من حيث هي نفي أم استفهام أم‬
‫تعجب‪...‬إلخ‪.‬‬
‫أ َّما الغرض الثاني من اإلعراب هو الدقَّة في التعبير عن‬
‫المعاني بالتخصيص أو التوكيد أو التقديم؛ إلزالة اللبس من‬
‫ذهن السامع وإتاحة الفرصة للتعبير عن المعنى بصور‬
‫مختلفة"‪.‬‬

‫عد االعراب من اظهر واقوى ميزات وخصائص العربيه‪،‬‬

‫اذ ان هذه الظاهره قد فقدت في بقيه اللغات الجزريه كلها تقريبا‪،‬‬

‫فتجردت منها االراميه ولهجتها السريانيه‪ ،‬وصارت ضئيله في‬

‫العبريه القديمه والبابليه القديمه ايضا‪ ،‬ذلك ان البابليه بدات بثالث‬

‫حركات اختصرت بعد ذلك الى اثنين‪ ،‬على حين احتفضت‬

‫العربيه بحركاتها المختلفه على اواخر كلماتها‪ ،‬وهي الفتحه‬

‫والضمه والكسره والسكون‪ ،‬وهذا ما جعل كثيرا من علماء‬

‫‪https://www.babonej.com‬‬ ‫‪ 23‬عامر العبود‪ ،‬مبادئ أساسية في اإلعراب‪ ،‬من‬


‫تاريخ النشر‪،2017/05/05 :‬‬
‫‪19‬‬

‫اللغات اليوم يرون العربيه اقدم اللغات الجزريه وذلك لبقاء‬

‫عنصر االعراب فيها الذي يعبر في العربيه عن مراد المتكلم‬

‫الذي يدور في ذهنه من فاعليه ومفعوليه ونسبه بين شيئين‬

‫(اضافه)وما اليها‪.24‬‬

‫واإلعراب في اللغه هو االفصاح والتبيين‪ ،‬يقال اعرب‬

‫الرجل اذا افصح القول وقد روي عن النبي(صلى هللا عليه وسلم)‬

‫انه قال ‪:‬اعربوا القران‪ .‬أي اتلوه بافصاح وتبيين‪.‬‬

‫حدثني أبي قال حدثنا إبراهيم ابن الهيثم قال حدثنا آدم يعني‬

‫ابن إياس قال حدثنا أبو الطيب المروزي قال حدثنا عبد العزيز‬

‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول هللا َ‬

‫سلَّ َم« ‪:‬من قرأ القرآن فلم يعربه وكل به ملك يكتب له كما‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َ‬

‫أنزل بكل حرف عشر حسنات فإن أعرب بعضه وكل به ملكان‬

‫‪ 24‬أستاذ المادة عبد الكريم حسين عبد السعدي‪ " ،‬اإلعراب واصالته "‪ ،‬من‬
‫‪ 31 ،http://www.uobabylon.edu.iq‬يوليو ‪.2017‬‬
‫‪20‬‬

‫يكتبان له بكل حرف عشرين حسنة فإن أعربه وكل به أربعة‬

‫أمالك يكتبون له بكل حرف سبعين حسنة‪.‬‬

‫عن ابن أبي مليكه قال‪ :‬قدم أعرابي في زمان عمر بن الخطاب‬

‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫رضي هللا عنه فقال‪ :‬من يقرئني مما أنزل على محمد َ‬

‫سلَّ َم؟ قال‪ :‬فأقرأه رجل براءة‪ ،‬فقال{ ‪:‬أ َ َّن َّ‬
‫َّللاَ َب ِري ٌء ِمنَ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َ‬

‫ْال ُم ْش ِر ِكينَ ورسوله ‪}.‬بالجر فقال األعرابي‪ :‬أوقد برئ هللا من‬

‫رسوله؟ فإن يكن هللا برئ من رسوله فأنا أبرأ منه‪ ،‬فبلغ عمر‬

‫صلَّى‬
‫مقالة األعرابي‪ :‬فدعاه فقال‪ :‬يا أعرابي أتبرأ من رسول هللا َ‬

‫سلَّ َم؟ فقال يا أمير المؤمنين‪ ،‬إني قدمت المدينة وألعلم‬


‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّ‬
‫َّللاُ َ‬

‫لي بالقرآن‪ ،‬فسألت من يقرئني‪ ،‬فأقرأني هذا سورة براءة‬

‫َّللاَ بَ ِري ٌء ِمنَ ْال ُم ْش ِر ِكينَ ورسوله}‪ ،‬فقلت أو قد برئ‬


‫فقال{ ‪:‬أ َ َّن َّ‬

‫هللا من رسوله‪ ،‬أن يكن هللا برئ من رسوله فأنا أبرأ منه‪ ،‬فقال‬

‫عمر‪ :‬ليس هكذا يا أعرابي‪ ،‬قال‪ :‬فكيف هي يا أمير المؤمنين؟‬

‫َّللاَ بَ ِري ٌء ِمنَ ْال ُم ْش ِر ِكينَ َو َر ُ‬


‫سولُهُ}فقال األعرابي‪ :‬وأنا‬ ‫قال{ أَ َّن َّ‬
‫‪21‬‬

‫أبرأ مما برئ هللا ورسوله منه‪ ،‬فأمر عمر ابن الخطاب رضي هللا‬

‫عنه أال يقرئ الناس إال عالم باللغة‪ ،‬وأمر أبا األسود فوضع‬

‫النحو‪ .‬وعن علي بن الجعد قال سمعت شعبة يقول‪ :‬مثل صاحب‬

‫الحديث الذي ال يعرف العربية مثل الحمار عليه مخالة ال علف‬

‫فيها‪ .‬وقال حماد بن سلمة‪ :‬من طلب الحديث ولم يعلم النحو أو‬

‫قال العربية فهو كمثل الحمار تعلق عليه مخالة ليس فيها شعير‪.‬‬

‫قال ابن عطية‪ :‬إعراب القرآن أصل في الشريعة‪ ،‬ألن بذلك تقوم‬
‫‪25‬‬
‫معانيه التي هي الشرع‪.‬‬

‫فلذالك عرفنا ان اإلعراب احد من أكثر الباب القواعد اللغة‬

‫العربية الذي يبحث فى العلم النحو‪ ،‬فكما عرفنا من أهمية‬

‫األعراب ينبغي لنا ان نفهم العلم النحو‪ .‬علم الذي يبحث عن‬

‫القواعد اللغة العربية‪.‬‬

‫َّللاِ ُم َح َّمد ُ ب ُْن أَ ْح َمدَ ب ِْن أبي بكر بن شمس الدين القرطبي‪ ،‬الجامع‬
‫ع ْب ِد َّ‬
‫‪ 25‬أبُو َ‬
‫ألحكام القرآن‪ ،‬تفسير القرطبي‪ ،‬ت‪ : .‬أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش‪( ،‬دار‬
‫الكتب المصرية – القاهرة) ط‪1384 ،2:.‬هـ ‪ 1964 -‬م‪ ،‬ج‪ 1.‬ص‪89.‬‬
‫‪22‬‬

‫فقد اختلف مفهوم كل من النحو واالعراب في كثير من‬

‫المباحث اللغوية القديمة حتى سمي النحو اعرابا‪ ،‬واالعراب‬

‫نحوا‪ ،‬جاء في لسان العرب‪ ( :‬نحا الشيء ينحاه وينحوه اذا‬

‫حرفه‪ ،‬وقال ابن السكيت‪ :‬ومنه سمي النحو‪ ،‬النه يحرف الكالم‬

‫وجاء في اللسان كذلك ‪ " :‬واالعراب‬ ‫‪26‬‬


‫الى وجوه االعراب‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫الذي هو النحو انما هو االبانة عن المعاني بااللفاظ‪.‬‬

‫‪ 1.2‬التاريخ اإلعراب‬

‫أن االعراب قديم قدم العربية اال اننا ال نملك من بدايات‬

‫المسألة شيئا ذا بال ‪ ،‬ودراساتنا لهذه الظاهرة تبدأ مع ابي االسود‬

‫‪ 26‬من اسرار اللغة وانظر رد الدكتور المخزومي في كتابه " مدرسة الكوفة‬
‫ومنهجها في دراسة اللغة والنحو " ‪ 249‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ( 27‬ابن منظور)‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم "لسان العرب" ( ط‪.‬‬
‫‪ :‬دار الصدار ‪:‬القاهرة) ‪2003‬‬
‫‪23‬‬

‫الدؤلي حين بدأ بأعراب القران الكريم ‪ ،‬وقصة طلبه رجال لقنا‬
‫‪28‬‬
‫من عبد القيس معروفة مشهورة‪.‬‬

‫‪ .2‬مباحث علم النحو‬

‫‪ 2.1‬تعريف العلم النحو‬

‫علم النحو هو أحد علوم اللّغة العربيّة‪ ،‬ويُعنى بدراسة‬

‫أصول تكوين الجمل وقواعد اإلعراب‪ ،‬لذا تت ّم تسميته أيضا ً بعلم‬

‫اإلعراب‪ ،‬ومعنى كلمة النحو في اللّغة العربية حسب ما وردت‬

‫الشيء و إليه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫في القاموس المحيط ‪" :‬نحا ينحو اُن ُح نحوا ً َ‬
‫نحو‬

‫نحوه‪ :‬ما َل إليه و قصدَه؛ نحا‬


‫َ‬ ‫الصديقان إلى المقهى أو‬
‫ِ‬ ‫نحا‬

‫إثره و قلدَه و نحا عنه لم َيقتَ ِد به؛‬


‫سار على ِ‬
‫نحو أستاذِه‪َ :‬‬
‫الطالب َ‬
‫ُ‬

‫و نحا عن نفسِه الجبنَ و الكس َل‪ :‬أبعدَه و أزالَه"‪ ،‬أي جاءت‬

‫بمعنى القصد أو المثل‪ ،‬ويرجع سبب تسميته بالنحو لقصد المتكلم‬

‫أن يتكلم مثل العرب‪ ،‬أي ينحو منحاهم‪ ،‬ومن خالل علم النحو‬

‫‪ 28‬محمد بن مصطفي القوجوي و إسماعيل إسماعيل مروة‪ ،‬شرح قواعد‬


‫اإلعراب البن هشام‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬دت‪ .‬ص‪34.‬‬
‫‪24‬‬

‫أصبح من الممكن التمييز بين االسم والفعل والحرف‪ ،‬والتفريق‬

‫ي‪ ،‬وتمييز المرفوع من المنصوب من‬


‫بين المعرب و المبن ّ‬

‫المجرور من المجزوم‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد العوامل المؤثّرة‬


‫‪29‬‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ومعنى (النحو) لغة‪ .‬ذكرت للنحو لغة المعاني التالية‬

‫ا ـ القصد ‪ .‬يقال ‪ :‬نحوت نحوك ‪ ،‬أي ‪ :‬قصدت قصدك ‪.‬‬


‫ونحوت الشيء ‪ ،‬إذا أممته‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ التحريف ‪ .‬يقال ‪ :‬نحا الشيء ينحاه وينحوه إذا حرفه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الصرف ‪ .‬يقال ‪ :‬نحوت بصري إليه ‪ ،‬أي ‪ :‬صرفت‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ المثل ‪ .‬تقول ‪ :‬مررت برجل نحوك ‪ ،‬أي ‪ :‬مثلك‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ المقدار ‪ .‬تقول ‪ :‬له عندي نحو ألف ‪ ،‬أي ‪ :‬مقدار ألف‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الجهة أو الناحية ‪ .‬تقول ‪ :‬سرت نحو البيت ‪ ،‬أي ‪ :‬جهته‬
‫‪.‬‬

‫‪ 29‬أبو حيان األندلسي و حسن هنداوي‪ ،‬التذييل والتكميل في شرح كتاب‬


‫التسهيل‪( ،‬رابط التحميل من موقع) دت‪ .‬ص‪29.‬‬
‫‪ 30‬محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري‬
‫الرويفعى اإلفريقى‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬دار صادر – بيروت)ط‪ .‬الثالثة ‪ 1414 -‬هـ‬
‫ج‪ 1.‬ص‪10 .‬‬
‫‪25‬‬

‫‪ 7‬ـ النوع أو القسم ‪ .‬تقول ‪ :‬هذا على سبعة أنحاء ؟ أي ‪:‬‬


‫أنواع ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ البعض ‪ .‬تقول ‪ :‬أكلت نحو السمكة ‪ ،‬أي ‪ :‬بعضها ‪.‬‬
‫ويالحظ أن النحاة لم يذكروا المعنى الثالث ‪ ،‬ولذا عدوا‬

‫المعاني اللغوية سبعة نظمها الداودي شعرا بقوله‪:‬‬

‫للنحـــو سبـع معان قد أتت لغة * * جمعتها ضمن بيـت‬

‫مفــرد كمال‬

‫قصد ومثـل ومقــدار وناحيــة * * نوع وبعض وحرف‬


‫‪31‬‬
‫فاحفظ المثال‪.‬‬

‫وأظهر معاني النحو لغة وأكثرها تداوال هو (القصد) ‪ ،‬وهو‬

‫أوفق المعاني اللغوية بالمعنى االصطالحي في رأي جماعة من‬

‫(ت ‪ 321‬س)‪.‬‬ ‫العلماء كابن دريد‬

‫التعرف علم النحو عند العلماء النحويين ‪:‬‬

‫‪ 31‬السيد مصطفى جمال الدين‪ ،‬البحث النحوي عند األصوليين‪ ،‬دت‪ .‬دن‪.‬‬
‫ص‪24.‬‬
‫‪26‬‬

‫الحسن بن عبد هللا بن المرزبان السيرافي أبو سعيد ‪ :‬النحو‬

‫هو العلم الذي يضبط ويعرف به حالة أواخر الكلمة من حيث‬

‫اإلعراب والبناء‪ ،‬ولهذا يجب إدراك نوع الكلمة وعالقتها بالكلمة‬

‫التي قبلها‪ ،‬فأقسام الكلمة كما هو متعارف عليه هو اسم وفعل‬

‫وحرف‪ ،‬فمثالً هناك أحرف تنصب وتجزم‪ ،‬وأسماء منصوبة‬

‫مثل التمييز والحال والمفعول به وغيرها‪ ،‬وأفعال مثل الماضي‬


‫‪32‬‬
‫والمضارع واألمر‪.‬‬

‫وابن فارس (ت ‪ 395‬ه) إذ قال ‪" :‬ومنه سمي نحو‬

‫الكالم ؟ ألنه يقصد أصول الكالم فيتكلم على حسب ما كانت‬


‫‪33‬‬
‫العرب تتكلم به"‬

‫‪ 32‬أحمد حسن مهدلي وعلي سيد علي‪ ،‬شرح كتاب سيبويه‪( ،‬القاهرة – دار‬
‫الكتوب اإلسالمى) ت‪ 45.‬ص‪22.‬‬
‫‪ 33‬عبد السالم هارون‪ ،‬مقاييس اللغة‪(،‬دار الكتول اإلسالمي‪-‬القاهرة) ج ‪ 1‬مادة‬
‫(نحا)‬
‫‪27‬‬

‫ذهب ابن السكيت (ت ‪ 244‬ه) إلى أن النحو مشتق من‬

‫معنى التحريف ‪ .‬قال ‪( :‬ومنه سمي النحوي نحويا ‪ ،‬ألنه يحرف‬


‫‪34‬‬
‫الكالم إلى وجوه اإلعراب)‪.‬‬

‫خليل منصور ‪ :‬النحو هو أحد علوم اللّغة العربيّة‪ ،‬ويعنى‬

‫بدراسة أصول تكوين الجمل وقواعد اإلعراب‪ ،‬لذا تتم تسميته‬


‫‪35‬‬
‫أيضا بعلم اإلعراب‪ ،‬ومعنى كلمة النحو في اللّغة العربية‪.‬‬

‫وعلم النحو من علوم اللغة العربية المشهورة‪ ،‬والذي يندرج‬

‫منه مايُس ّمى‬

‫باإلعراب‪ ،‬ونقصد باإلعراب لغةً هو التّوضيح والبيان‪ ،‬وأ ّما‬

‫وسنتعرف معا ً كيف نقوم‬


‫ّ‬ ‫اصطالحا ً هو ضبط أواخر الكلمات‪،‬‬

‫‪ 34‬محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري‬
‫الرويفعى اإلفريقى‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬دار صادر – بيروت)ط‪ .‬الثالثة ‪ 1414 -‬هـ‬
‫ج‪ 1.‬ص‪10 .‬‬
‫‪ 35‬خليل المنصور ورمزي البعلبكي‪ ،‬جمهرة اللغة‪ ،‬ص‪ 575.‬ج‪1.‬‬
‫‪28‬‬

‫بإعراب الكلمات بطريقة سهلة وكيف نتعلّم اإلعراب بال ّ‬


‫شكل‬

‫صحيح‪.36‬‬
‫ال ّ‬

‫وعلم النحو هي العلوم التى يتوصل بها إلى عصمة اللسان‬


‫‪37‬‬
‫والقلم عن الخطإ‪.‬‬

‫وتعرف بها احوال الكلمات العربية من حيث اإلعراب والبناء‬

‫‪ 2.2‬أسباب وضع علم النحو‬

‫ويشتهر سبب تسمية علم النحو بهذا االسم بأكشر‬

‫رويته‪ ،‬منها‪:‬‬

‫اتفقت جميع المصادر على أن أبا األسود هو أول من وضع‬

‫النحو بإشارة من‬

‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السالم)‪ ،‬وقد تباينت‬

‫روايات السبب الذي دعا أمير المؤمنين إلى وضع علم النحو‬

‫‪http://mawdoo.com‬‬ ‫‪ 36‬إقرأ المزيد على موضوع‪.‬كوم‬


‫‪ 37‬الشيخ مصطفى الغاليني‪ ،‬جامع الدروس العربية‪( ،‬بيروت ‪-‬لبنان‪ :‬دار الفكر)‬
‫ص‪7‬‬
‫‪29‬‬

‫وتلقينه أبا األسود إياه‪ .‬فقد ذكر األصبهاني في (رياض العلماء)‬

‫(ج‪3‬ص‪ )43‬نقالً عن (تحفة األبرار) للطبرسي‪( :‬أن رسول هللا‬

‫(صلى هللا عليه وآله) سمع يوما ً قارئا ً يقرأ قوله تعالى‪( :‬أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ‬

‫بَ ِري ٌء ِمنَ ْال ُم ْش ِر ِكينَ َو َر ُ‬


‫سولُهُ ) بجر الم الرسول‪ ،‬فغضب (صلى‬

‫هللا عليه وآله) وأشار إلى أمير المؤمنين علي (عليه السالم)‪( :‬أن‬

‫انح النحو واجعل له قاعدة وامنع من مثل هذا اللحن)‪ .‬فطلب أمير‬

‫المؤمنين أبا األسود الدؤلي وعلمه العوامل والروابط‪ ،‬وحصر‬

‫كالم العرب وحصر الحركات اإلعرابية والبنائية‪ ،‬وكان أبو‬

‫األسود كيّسا ً فطنا ً فألّف ذلك‪ ،‬وإذا أشكل عليه شيء راجع أمير‬

‫المؤمنين ورتّب وركب بعض التراكيب وأتى به إلى أمير‬

‫المؤمنين فاستحسنه وقال‪ :‬نعم ما نحوت ـ أي قصدت ـ فللتفأل‬

‫بلفظ علي سمي هذا العلم نحوا)‪ .‬وقد نقل الطبرسي هذه القصة‬

‫من ابن األنباري في خطبة شرح كتاب سيبويه‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫وقد علق السيد حسن الصدر في كتابه‪( :‬تأسيس الشيعة لعلوم‬

‫اإلسالم) على هذه القصة بقوله‪( :‬وأهل العلم ال يرون وقوع هذه‬

‫القصة في زمن النبي (صلى هللا عليه وآله) وإنما تفرد بها ابن‬

‫األنباري فيما أعلم ألني لم أعثر على من قصها قبله‪.‬‬

‫وذكر السبب في وضع النحو إلى نفس قراءة هذه اآلية‬

‫شمس الدين الجرجاني في (الرشاد في شرح اإلرشاد)‪ ،‬ولكنه‬

‫ذكر أن أبا األسود هو من سمع رجالً يقرأها وليس رسول هللا‪،‬‬

‫فذهب إلى أمير المؤمنين فعلمه (عليه السالم) النحو‪ .‬وقال بمثله‬

‫الشيخ ميثم بن علي البحراني في (شرح مائة كلمة) (ص‪)219.‬‬

‫وذكر ابن شهرآشوب المازندراني في مناقب آل أبي طالب‬

‫(ج‪1‬ص‪( :)325‬أن السبب في وضع أمير المؤمنين (عليه‬

‫السالم) ذلك (أن قريشا ً كانوا ّ‬


‫يزوجون باألنباط فوقع فيما بينهم‬
‫‪31‬‬

‫أوالد ففسد لسانهم ‪ ....‬فلما رأى علي (عليه السالم) فساد لسانهم‬
‫‪38‬‬
‫أسس النحو‪.‬‬

‫وقال الشيخ إبراهيم الكفعمي في (الفصول المهمة في أصول‬

‫األئمة) (ج‪1‬ص‪( :)682‬إن سبب وضع النحو من علي (عليه‬

‫السالم) إنه سمع رجال يقرأ (ال يأكله إال الخاطئين)‪.‬‬

‫ونقل السيد األجل الشريف المرتضى في (الفصول‬

‫المختارة) (ص‪ )91‬عن الشيخ المفيد (قُدِّس سره) في كتابه‬

‫(العيون والمحاسن) قوله‪( :‬إن أبا األسود الدؤلي دخل على أمير‬

‫المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السالم) فرمى إليه رقعة فيها‪:‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬الكالم كله ثالثة أشياء‪ :‬اسم وفعل‬

‫وحرف جاء لمعنى‪ ،‬فاإلسم ما أنبأ عن المسمى‪ ،‬والفعل ما أنبأ‬

‫عن حركة المسمى‪ ،‬والحرف ما أوجد معنى في غيره‪ .‬فقال أبو‬

‫األسود‪ :‬يا أمير المؤمنين هذا كالم حسن فما تأمرني أن أصنع به‬

‫أبي قاسم‪ ،‬اإليضاح لعلم النحو‪ ( ،‬بيروت‪ :‬دار النفائس‪ 1339 ،‬ه‪ 1979 /‬م)‬ ‫‪38‬‬
‫‪32‬‬

‫فإنني زدت بإيقافي عليه ؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السالم)‪:‬‬

‫إني سمعت في بلدكم هذا لحنا كثيرا ً فاحشا ً فأحببت أن أرسم كتابا ً‬

‫فابن عليه ذلك‬


‫من نظر فيه ميّز بين كالم العرب وكالم هؤالء ِ‬

‫فقال أبو األسود‪ :‬وفقنا هللا بك يا أمير المؤمنين للصواب)‪ .‬وذكر‬

‫نفس هذا السبب الزجاج في أماليه‪.‬‬

‫وقال المبرد في الكامل‪( :‬السبب الذي وضعت له أبواب‬

‫أج َم ُل الس َم ِ‬
‫اء ؟ فقال‪:‬‬ ‫النحو أن بنت أبي األسود قالت له‪ :‬ما ْ‬

‫ت‬
‫ن ُجو ُم َها‪ ،‬قالت‪ :‬أنا ال أستف ِه ُم يا أبتاه بل أتعجب‪ .‬فقال‪ :‬إذا أرد ِ‬

‫س َما َء ! فأخبر بذلك عليّا‬


‫فاك وقولي ما أج َم َل ال َ‬
‫أن تتعجبي فافتحي ِ‬

‫(عليه السالم) فأعطاه أصوالً بنى منها‪ ،‬وعمل بعده عليها‪ ،‬وهو‬

‫أول من نقّط المصاحف‪ ،‬وأخذ عنه النحو عنبسة الفيل‪ ،‬وأخذ عن‬

‫عنبسة ميمون األقرن‪ ،‬ثم أخذه عن ميمون عبد هللا بن أبي إسحاق‬

‫الحضرمي‪ ،‬وأخذه عنه عيسى بن عمر‪ ،‬وأخذه عنه الخليل بن‬

‫أحمد‪ ،‬وأخذه عنه سيبويه‪ ،‬وأخذه عنه سعيد األخفش‪ ،‬وهناك‬


‫‪33‬‬

‫روايات أخرى تختلف في األلفاظ واألسباب ولكنها ال تختلف في‬

‫المضمون وكلها أجمعت على أن أول من وضع علوم العربية هو‬

‫أبو األسود الدؤلي بإرشاد من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‬

‫(عليه السالم)‪.‬‬

‫قال ابن جني في الخصائص (ج‪3‬ص‪( :)309‬إن أمير‬

‫المؤمنين هو البادي به‪ ،‬والمنبه عليه‪ ،‬والمشير إليه واكتفاء علي‬

‫أبا األسود إياه)‪ ،‬وقال أبو حاتم السجستاني‪( :‬أخذ أبو األسود‬

‫النحو عن علي بن أبي طالب)‪ ،‬وقال الراغب في محاضرات‬

‫األدباء (ج‪1‬ص‪ )608‬عن أبي األسود‪( :‬وهو أول من نقّ َ‬


‫ط‬

‫وأسس أساس النحو بإرشاد علي (عليه السالم)‪،‬‬


‫ّ‬ ‫المصحف‪،‬‬

‫وكان من أكمل الرجال رأيا ً وعقالً‪ ،‬وكان شيعياً‪ ،‬شاعراً‪ ،‬سريع‬

‫الجواب‪ ،‬ثقة في الحديث‪.‬‬

‫فالروايات كلها تسند إلى أبي األسود‪ ،‬وأبو األسود يسند إلى‬

‫علي (عليه السالم)‪ ،‬فقد روي عنه أنه قيل له‪ :‬من أين لك هذا‬
‫‪34‬‬

‫العلم ؟ فقال‪( :‬لقّنت حدوده من علي بن ابي طالب (عليه السالم)‪،‬‬

‫ي أصوالً احتذيتُ بها)‪.‬‬


‫ي عل ٌ‬
‫وفي رواية أخرى قال‪( :‬ألقى إل ّ‬

‫وقد نقلت الكثير من المصادر المهمة تفاصيل تلك األصول‬

‫التي أمالها أمير المؤمنين علي (عليه السالم) على أبي االسود‪،‬‬

‫منها‪ :‬معجم األدباء‪ ،‬وطبقات فحول الشعراء‪ ،‬وطبقات النحويين‪،‬‬

‫وإنباه الرواة‪ ،‬وأمالي ّ‬


‫الز ّجاج‪ ،‬ونزهة األلبّاء‪ ،‬والمحاسن‬

‫والمساؤئ‪ ،‬والمعارف‪ ،‬والفهرست‪ ،‬ولسان العرب‪ ،‬وتاج‬

‫العروس‪ ،‬وفقه اللغة‪ ،‬وتهذيب اللغة‪ ،‬وغيرها من المصادر‬

‫المعتبرة‪.‬‬

‫والروايات التي نسبت النحو إلى أبي االسود هي باإلجماع‬

‫ّإال من شذّ ممن اليُعتدَّ به من المتأ ّخرين من الذين أعمتهم‬

‫العصبية والتعنت وهو ال يش ّكل شيئاً‪ ،‬بل هو ال شيء وال يستحق‬

‫أن يُذكر أمام إجماع المؤرخين المتقدمين في رواياتهم المتفقة‬


‫‪35‬‬

‫على ذلك‪ ،‬فبعض هذه الروايات لمؤرخين كانوا قريبي العهد‬

‫بعصر وضع النحو فنقلت طبقة عن أخرى‪.‬‬

‫أما الناقلون فكانوا من أوثق الثقات كالخليل بن أحمد وأبي‬

‫عمرو بن العالء الذين درسا على رجال الطبقة النحوية الثانية‪،‬‬

‫وعلى رأسهم عيسى بن عمرو بن أبي إسحق والذين أخذوا من‬

‫تالمذة أبي األسود يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم واألخفش‬

‫األكبر وعنبسة وميمون األقرن وغيرهم الذين نقلوا بدورهم‬

‫ودونوا ذلك في رسائلهم وكتبهم‬


‫رواياتهم عن أبي األسود مشافهة ّ‬

‫وأكبر دليل على ذلك هو كتاب سيبويه الذي ال يزال يُتداول فإنه‬

‫عندما يروي عن بعضهم فإنه يصل بالسند إلى أبي األسود‬

‫وينتهي عنده‪ ،‬وهذا يدل على أنه كان الواضع األول لعلم النحو‬

‫وقد تعلّمه من علي بن أبي طالب (عليه السالم) كما يصرح هو‬

‫بذلك‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫قال اإلمام الفخر الرازي في كتاب مناقب الشافعي‬

‫(ص‪( :)240‬وقد قرأ الخليل بن أحمد الفراهيدي على عيسى بن‬

‫عمر عن أبي عمرو بن العالء عن عبد هللا بن إسحاق الحضرمي‬

‫عن عبد هللا بن ميمون األقرن عن عنبسة الفيل عن أبي األسود‬

‫الدؤلي عن علي) عليه السالم)‬

‫صل في هذا الموضوع في المصادر‬


‫أن البحث المف ّ‬

‫والمراجع اللغوية واألدبية والتاريخية وسبر غورها كلها يؤدي‬

‫إلى نتيجة واحدة وهي تشير إلى أن علي بن ابي طالب (عليه‬

‫وسن العربية وعلّم ذلك تلميذه‬


‫ّ‬ ‫السالم) هو أول من وضع النحو‬

‫(و َمن َكانَ فِي‬


‫أبا االسود الدؤلي ومن قال بغير هذا فهو أعمى َ‬
‫‪39‬‬ ‫س ِب ً‬
‫يال)‬ ‫َٰ َه ِذ ِه أَ ْع َم َٰى فَ ُه َو ِفي ْاآل ِخ َر ِة أ َ ْع َم َٰى َوأَ َ‬
‫ض ُّل َ‬

‫أبو األسود الدؤلي‬

‫سورة اإلسراء ‪72:‬‬ ‫‪39‬‬


‫‪37‬‬

‫هو (ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن ِحلس‬

‫بن نُفاثة بن َ‬
‫عدي بن الدُّئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن‬

‫خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار) أبو األسود‬

‫الدؤلي‪ ،‬وأمه (الطويلة) من بني عبد الدار بن قصي‪ ،‬أما والدته‬

‫فقد كانت قبل البعثة النبوية الشريفة بثالث سنوات‪ ،‬وأدرك حياة‬

‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) وروى عنه‪ ،‬وكان ممن أسلم‬

‫صت على ذلك الكثير من الكتب المعتبرة‪،‬‬


‫على عهد النبي كما ن ّ‬

‫هاجر إلى البصرة على عهد الخليفة عمر وسكن فيها‪ .‬وتذكر‬

‫الروايات التاريخية أن أبا األسود ولي قضاء البصرة‪ ،‬كما تذكر‬

‫الروايات أن عبد هللا بن عامر والي عثمان على البصرة كان قد‬
‫‪40‬‬
‫استخلف أبا األسود لما تو ّجه إلى خراسان‪.‬‬

‫‪ 2.3‬أهمية علم النحو باللغة العربية‬

‫لسان العرب ‪ ،‬مادة (نحا)‬ ‫‪40‬‬


‫‪38‬‬

‫من أهميّة علم النحو يعين علم النّحو على تحدث العربية‬

‫بشكل سليم‪ ،‬وبالتالي تسهيل الفهم‪ ،‬ويمكن استيضاح أهميته بهذا‬

‫َّ‬
‫(إن هللا بري ٌء من المشركين‬ ‫المثال‪ :‬تقول اآلية الكريمة‪:‬‬

‫ورسولُه)‪ ،‬واألصل في تشكيل كلمة (رسوله) هي ضم الالم‪،‬‬

‫وبالتالي هي مبتدأ لجملة محذوفة‪ ،‬وتعني بأن هللا بريء من‬

‫المشركين‪ ،‬والرسول بري ٌء منهم أيضا‪ ،‬ولكن إن تمت قراءتها‬

‫بكسر الالم‪ ،‬أصبحت رسوله معطوفة على المشركين‪ ،‬مما يعني‬

‫صفة السابقة وهي براءة هللا منهم‪ ،‬وبالطبع هذا‬


‫اشتراكهم بال ّ‬

‫معنى خاطئ‪ ،‬والفرق بين المعنيين حركة إعرابية‬

‫واحدة‪.‬‬

‫والنحو الذي بني على شواهد القرآن ومسائله‪ ،‬ومن هنا نجد‬

‫أن الغيرة على القرآن الكريم‪ ،‬وصونه من التحريف على ألسنة‬

‫األعاجم‪ ،‬كانت السبب في وضع قواعده‪ ،‬وتروي لنا األخبار أن‬

‫أبا األسود الدؤلي (ت‪69‬هـ)كان أول من وضع النحو‪ ،‬والسبب‬


‫‪39‬‬

‫‪‬‬ ‫في ذلك أنه سمع قارئا يقرأ‪ .‬المثال فى قوله تعالى‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪   ‬‬

‫بكسر الالم من " رسوله "‪ ،‬فغضب لذلك‪ ،‬وكان هذا‬ ‫‪41‬‬

‫‪42‬‬ ‫ً‬
‫حافزا له على وضع مبادئ النحو‪.‬‬

‫والنحو‪ :‬يطلق على معان‪ ،‬منها‪ :‬القصد‪ ،‬والجهة‪ ،‬والمثل‪،‬‬

‫والمقدار‪ .‬وحده‪ :‬علم بأصول‪ ،‬يتوصل بها إلى معرفة أحوال‬

‫أواخر الكلم‪ ،‬إعرابا وبناء‪ .‬وموضوعه‪ :‬الكلمات العربية‪.‬‬

‫وثمرته‪ :‬صيانة اللسان عن الخطأ في كالم هللا‪ ،‬وكالم رسوله ‪-‬‬

‫صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬وكالم العرب‪ ،‬واالستعانة به على فهم‬

‫معاني ذلك؛ واستمداده‪ :‬من كالم هللا‪ ،‬وكالم رسوله ‪ -‬صلى هللا‬

‫عليه وسلم ‪ ،-‬وكالم العرب؛ وحكمه في الشرع‪ :‬فرض كفاية؛‬

‫‪ 41‬القرآن الكريم السورة التوبة اآلية ‪3‬‬


‫‪ 42‬أخبار النحويين البصريين‪ :‬ألبي سعيد السيرافي (‪386‬هـ)‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محمد‬
‫إبراهيم البنا‪ ،‬دار االعتصام‬
‫‪40‬‬

‫وواضعه‪ :‬أبو األسود الدؤلي‪ ،‬بأمر علي رضي هللا عنه‪ .43‬أن‬

‫علم النحو يبحث في حركة األخير من الكلم سواء أظهرت أم‬

‫قُدِّرت وأكثر اللحن حصل في ذلك عند العرب ولذا كانت العناية‬
‫‪44‬‬
‫به آكد‪.‬‬

‫‪ .3‬مباحث علم التصوف‬

‫‪ 3.1‬تعريف العلم الصوف‬

‫تنازع العلماء في أصل هذه النسبة وإلى أي شيء تضاف‬

‫صفَّة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬نسبة إلى الصفوة‪،‬‬


‫فقيل ‪ :‬هي نسبة إلى أهل ال ُ‬

‫وقيل ‪ :‬نسبة إلى الصف المقـدّم‪ ،‬وقيل ‪ :‬بل نسبة إلى صوفة بن‬

‫بشر رجل عرف بالزهد في الجاهلية‪ ،‬قال اإلمام ابن تيمية ‪" :‬‬

‫‪ 43‬عبدالرحمن بن محمد بن قاسم‪ ،‬حاشية اآلجرومية‪1408( ،‬هـ ‪1988 -‬م)‪ ،‬ط‪.‬‬


‫‪ ،4‬ج‪،1.‬ص‪7.‬‬
‫‪ 44‬عبدالرحمن بن محمد بن قاسم‪ ،‬حاشية اآلجرومية‪1408( ،‬هـ ‪1988 -‬م)‪ ،‬ط‪.‬‬
‫‪ ،4‬ج‪،1.‬ص‪10.‬‬
‫‪41‬‬

‫وكل هذا غلط ‪ ،‬وقيل ‪ -‬وهو المعروف ‪ -‬أنه نسبة إلى لبس‬

‫الصوف "‪ .‬ونفى القشيري صحة هذه النسبة أيضاً‪ ،‬وقال ‪ :‬إن‬

‫القوم لم يعرفوا بلبس الصوف‪ ،‬وأيا كان أصل النسبة فإن اللفظ‬

‫صار علما على طائفة بعينها‪ ،‬فاستغني بشهرته عن أصل‬


‫‪45‬‬
‫نسبته‪.‬‬

‫هذا عن أصل النسبة‪ ،‬أما معنى التصوف فللقوم عبارات‬

‫مختلفة في ذلك‬

‫تصور مقام كل واحد في التصوف وتصوره له‪ ،‬فقال بعضهم في‬

‫تعريف التصوف ‪ :‬أنه الدخول في كل خلق سني‪ ،‬والخروج عن‬

‫كل خلق دني‪ ،‬وقيل ‪ :‬أن يكون العبد في كل وقت بما هو أولى به‬

‫في ذلك الوقت ‪ ،‬بمعنى أنه إن كان في وقت صالة كان مصليا‪،‬‬

‫وإن كان في وقت ذكر كان ذاكر‪ ،‬وإن كان في وقت جهاد كان‬

‫مجاهدا‪ ،‬لذلك قيل ‪ :‬الصوفي ابن وقته‪ ،‬وقيل في تعريف‬

‫الرسالة القشيرية‪ ،‬دار الكتوب الحرمين‪ ،‬ط‪12.‬‬


‫عبد الكريم القشيري‪ّ ،‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪42‬‬

‫التصوف األخذ بالحقائق‪ ،‬واليأس بما في أيدي الخالئق‪ ،‬وقيل‬

‫التصوف مراقبة األحوال ولزوم األدب‪ ،‬وقيل غير ذلك‪.‬‬

‫"التصوف" في أواخر القرن‬


‫ُّ‬ ‫وأول من نقَل التكلُّم بلفظ‬
‫َّ‬

‫الثالث وأوائل القرن الرابع الهجري ‪ -‬فقد تكلَّم به ُ‬


‫غير واح ٍد من‬

‫األئ َّمة والشيوخ ‪ -‬كأحمد (ت‪241‬هـ)‪ ،‬وأبي سليمان الداراني‬


‫‪46‬‬
‫(ت‪215‬هـ)‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬والحسن البصري‪.‬‬

‫وأو ُل َمن ُ‬
‫ع ِرف باسم صوفي في المجتمع اإلسالمي‪ :‬أبو‬ ‫َّ‬

‫هاشم الصوفي (‪150‬هـ)‪ ،‬وكان ممن يُجيدُ الكالم قبل منتصف‬

‫صوفية)‪ ،‬فقي َل‪:‬‬


‫القرن الثاني الهجري‪ ،‬وأ َّما صيغة الجمع (ال ُّ‬

‫َ‬
‫ظ َهرت عام ‪199‬هـ‪.‬‬

‫يقول شيخ اإلسالم ابن تيميَّة ‪ -‬رحمه هللا ‪" :-‬في أواخر‬

‫عصر التابعين حدَث ثالثة أشياء‪( :‬الرأي‪ ،‬والكالم‪،‬‬

‫عبد الكريم القشيري‪ ،‬الرسالة القشيرية‪ ،‬دار الكتوب الحرمين‪ ,‬دس‪ .‬ص‪12.‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪43‬‬

‫جمهور‬
‫ُ‬ ‫جمهور الرأي في الكوفة‪ ،‬وكان‬
‫ُ‬ ‫فكان‬ ‫‪47‬‬
‫والتصوف)‪،‬‬
‫ُّ‬

‫والتصوف في البصرة‪ ،‬فإنه بعد موت الحسن وابن‬


‫ُّ‬ ‫الكالم‬

‫ظهر عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء‪ ،‬وظ َهر أحمد بن‬


‫َ‬ ‫سيرين‪،‬‬

‫علي الهجيمي (‪200‬هـ)‪ ،‬تلميذ عبدالواحد بن زيد‪ ،‬تلميذ الحسن‬

‫البصري‪ ،‬وكان له كال ٌم في القدر‪ ،‬وبنى دويرة ً لل ُّ‬


‫صوفية‪ ،‬وهي‬

‫اإلسالم غير المساجد؛ لاللتقاء على الذِّكر‬


‫ِ‬ ‫أول ما بُني في‬

‫والسماع‪ ،‬وصار لهم حا ٌل من ال َّ‬


‫سماع والصوت‪ ،‬وكان أه ُل‬

‫أقرب من هؤالء في القو ِل والعمل‪ ،‬وأ َّما الشاميون‪ ،‬فكان‬


‫َ‬ ‫المدينة‬
‫‪48‬‬
‫غالبهم ُمجاهدين"‪.‬‬

‫‪ 3.2‬أساس علم التصوف‬

‫التصوف اإلسالمي علم جليل الشأن ونحلة عظيمة القدر‬

‫وثبت باألدلة القوية أنه إسالمي المنشأ وبذلك أضحى موصال‬

‫نفس المراجع‪ ،‬ص‪23.‬‬ ‫‪47‬‬

‫نشأة التصوف وتطوره‪ ،‬مقاالت عبد الكريم القشيري‬ ‫‪48‬‬


‫‪44‬‬

‫للسعادة في الدنيا واآلخرة وهو الدواء الذي يشفي صاحبه من‬

‫أمراض النفس والمنهاج الذي يزكي النفس ويصفي الروح وهو‬

‫مرآة الحياة الروحية اإلسالمية التي قوامها التحلي بالفضائل‬

‫والتخلي عن الرذائل لتزكو النفس وتسمو الروح باالتقداء بالنبي‬

‫صلى هللا‬

‫عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام‪.‬‬

‫ومن أهم مقاصده خمسة أمور سنتولى شرحها وبيانها بإذن‬

‫هللا واحدا إثر واحد‪:‬‬

‫القاعدة األولى ‪( :‬صفاء النفس ومحاسبتها)‬ ‫‪.1‬‬

‫ومعناها‪ :‬أن كل من أراد أن يدخل في سبيل المقربين ليعد‬

‫الجواب لسؤال الحق تعالى فعليه أن يحاسب نفسه قبل أن‬

‫يحاسبه هللا ويزن أعماله قبل أن توزن بقسطاس اآلخرة‬

‫ويصفي نفسه من شوائبها ووساوسها قال سيدنا عمر رضي‬


‫‪45‬‬

‫هللا عنه (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا‪ ،‬وزنوها قبل أن‬

‫توزنوا(‪.‬‬

‫‪ .2‬القاعدة الثانية‪( :‬قصد وجه هللا)‬

‫ومعناها‪ :‬أن المتصوف البد أن يقصد وجه ربه في‬

‫جميع أقواله وأفعاله غاسال قلبه بماء اإلخالص لوجه هللا‬

‫تعالى قال هللا تعالى "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم‬

‫بالغداة والعشي يريدون وجهه" الكهف‪.‬‬

‫‪ .3‬القاعدة الثالثة‪( :‬التمسك بالفقر واالفتقار)‬

‫ومعناها ‪ :‬الزهد في الدنيا ومتاعها عزوفا بالنفس عما‬

‫يلهيها ويشغلها فإن التمسك بالفقر دليل التقشف الذي هو‬

‫اآللة القاطعة حبل الوصال بين العبد والشيطان‪ ،‬فتتأهل‬

‫النفس بالعبادة الخالصة وعدم العلو والفساد في األرض‬

‫لهذه الخصلة التي تصعد بهمم اإلنسان نحو الروحانية‬

‫والبعد عن كدورة اإلنسانية أما االفتقار فهو تجرد المرء عن‬


‫‪46‬‬

‫زينة الحياة الدنيا لينقطع إلى تقوى هللا تعالى وأنه ال حول‬

‫وال طول اال به طالبا منه الكرم باإلمداد والتجليات وذلك هو‬

‫منتهى اإلقرار بالعبودية التي هي مركز التصوف وعقيدة‬

‫اإليمان‪ .‬وصفوة القول‪ :‬أن الفقر أساس التصوف وقوامه‬

‫وأن التحقق بأحوال التصوف ومقاماته مبني على الفقر‬

‫والزهد فيما اشتملت عليه الدنيا من زخرف ومتاع‪ ،‬أي أن‬

‫تكون الدنيا في يده ال في قلبه بمعنى أن يكون أغنى بما عند‬

‫هللا منه بما عنده‪.‬‬

‫وقد قص علينا السهرودي في كتابه (عوارف المعارف)‬

‫قصة عن ذي النون المصري رضي هللا عنه جديرة بالذكر‬

‫واالهتمام قال ذو النون‪( :‬رأيت ببعض سواحل الشام امرأة‬

‫فقلت لها ‪ :‬من أين أقبلت؟ فقالت‪ :‬من عند أقوام "تتجافى‬

‫جنوبهم عن المضاجع" ‪ ،‬فقلت لها‪ :‬وأين تريدين ؟ فقالت ‪:‬‬

‫إلى "رجال ال تلهيهم تجارة وال بيع عن ذكر هللا‪" .‬‬


‫‪47‬‬

‫‪ .4‬القاعدة الرابعة ‪( :‬توطين القلب على الرحمة والمحبة)‬

‫ومعناها‪ :‬أنه يجب على كل صوفي أن يلزم محبة كل‬

‫المسلمين ويعطيهم حق اإلسالم من التعظيم والتوقير فإن‬

‫رسخ في هذه القاعدة واستقام في التدريب عليها أفاض هللا‬

‫عليه أنوار الرحمة وأذاقه حالوة الرضى وألبسه ثوب القبول‬

‫فينال مما ورثه النبيون من المحبة والرضى حظا وافرا قال‬

‫هللا تعالى في حق الرسول صلى هللا عليه وآله وسلم "وما‬

‫أرسلناك إال رحمة للعالمين"‪.‬‬

‫وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضي هللا عنه ( ال تحقر‬

‫أحدا من المسلمين فإن حقير المسلمين عند هللا كبير‪.‬‬

‫‪ .5‬القاعدة الخامسة ‪( :‬التجمل باألخالق التي بعث هللا النبي‬

‫صلى هللا عليه وآله وسلم إلتمامها)‬

‫وهذه القاعدة زبدة الدين وحقيقة أخق الصوفيين وذلك‬

‫بأن يكون العبد هينا لينا مع أهل بيته وعشيرته وجميع‬


‫‪48‬‬

‫المسلمين قال هللا تعالى "وقولوا للناس حسنا‪ ،‬وقد ورد في‬

‫األثر ‪( :‬اهل الجنة كل هين لين سهل قريب وأهل النار كل‬

‫شديد قبعثري قالوا وما القبعثري ؟ قال‪ :‬الشديد على األهل‬

‫والصحاب والعشير) إذ ان هللا تعالى يعامل عبده في وصفه‬

‫وخلقه وفي الحديث القدسي‪.‬‬

‫يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال‪ :‬يا رب كيف أعودك وأنت‬

‫رب العالمين قال‪ :‬أما علمت أن عبدي فالنا مرض فلم تعده أما‬

‫علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده‪ ،‬يا ابن آدم استطعمتك فلم‬

‫تطعمني قال يارب كيف أطعمل وأنت رب العالمين قال ‪:‬‬

‫استطعمك عبد فالن فلم تطعمه‪ ،‬أما علمت أنك لو أطعمته‬

‫لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني‪ ،‬قال يا رب‬

‫كيف أسقيك وأنت رب العالمين‪ ،‬قال ‪ :‬استسقاك عبدي فالن فلم‬


‫‪49‬‬
‫تسقه أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي)‪.‬‬

‫أخرجه مسلم في صحيحه (‪ 1990/4‬برقم ‪)2569‬‬ ‫‪49‬‬


‫‪49‬‬

‫ب‪ .‬تنظيم اإلفكار‪ /‬أساس التفكير‬

‫اللغة العربية هي لغة خاصة‪ .‬ألنه‪ ،‬من آالف اللغات‬

‫الموجودة‪ ،‬انتخب سفينة الوحي النهائي هللا دعا القرآن الكريم‪.‬‬

‫مستويات أدبية عالية جدا أيضا جعل اللغة العربية في القرآن بأنه‬

‫أعظم معجزة للنبي محمد ﷺ‪.‬‬

‫انتخاب العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم كان في‬

‫األصل حق هللا‪ .‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬والحكمة من انتخاب العربية‬

‫باعتبارها معجزة اللغة ألنه يحتوي على أعلى جودة من لغات‬

‫أخرى‪ .‬على حد سواء محتوى معنى الكلمات والنحوي‪ .‬لذلك‪،‬‬

‫فإنه يمكن أن يقال العربية سميكا جدا مع الفروق الدقيقة الهوتية‪.‬‬

‫أن من يريد أن يتعلّم القرآن الكريم واألحاديث‬


‫عرفنا ّ‬

‫الشريفة اإلسالميّة ينبغى أن يتعلّم اللغة العربيّة وقواعدها ّ‬


‫ألن‬

‫أساس الشريعة اإلسالميّة هو القرآن واألحاديث اللذان هما ال‬

‫يمكن فهمهما إال بلغة العربيّة ولذالك ينبغى لك ّل من يفهم شريعة‬


‫‪50‬‬

‫اإلسالم التى هي توجد فى القرآن واألحاديث أن يتعلّم اللغة‬

‫العربيّة وقواعدها كعلم النحو و الصرف مثال‪.‬‬

‫ّ‬
‫ألن هذا العلم منبعه القران الكريم‪ ،‬وهللا ختم به الكتب‬

‫وأنزل على النبي الذي هو ختم األنبياء بدين عا ّم خالد ختم به‬

‫األديان اعني سيدنا و حبيبنا و موالنا محمد صل هللا عليه و سلم‬

‫‪ ،‬فهو دستور الخالق إلصالح الخلق‪.‬‬

‫ّ‬
‫وإن القران العظيم هو أعظم معجزات النبي صلى هللا عليه‬

‫ّ‬
‫الجن واإلنس على أن يأتوا‬ ‫وسلم حتى اليستطيع بعض الخلق من‬

‫بمثله‪ .‬والمعجزة هي أمر خارج للعادة خارق عن حدود األسباب‬

‫خواص القرآن ّ‬
‫أن ألفاظه ومعانيه من عند هللا الذي‬ ‫ّ‬ ‫المعرفة فمن‬
‫ّ‬

‫ألفاظه اللغة العربيّة وفى كل لفظ أو فى كل جملة معان كثيرة‬

‫لك ّل من يدرسه‪.‬‬

‫وينبغى لك ّل من أراد أن يفهم معانى القرآن أن يفهم ك ّل ما‬

‫يتعلّق باللغة العربيّة من علم النحو والصرف مثال كما سبق بحثه‬
‫‪51‬‬

‫‪ ،‬ألن القران الكريم هو أعظم المعجزات كما تقدّم ذكره ّ‬


‫ألن من‬

‫أراد أن يفهم القرآن الكريم ولكن ال يفهم ك ّل ما يتعلّق بعلم اللغة‬

‫العربية هو ال يجد معانيه جيّدا‪.‬‬

‫س إالَّ ِليَ ْعبُد ُْونَ "‪ 50‬أي‬ ‫قال تعالى ‪َ ":‬و َما َخلَ ْقتُ ْال ِج َّن َو ِ‬
‫اإل ْن َ‬

‫(ليعرفون) فاإلشتغال بمعرفة النحو وسيلة الى معرفة كالم‬

‫العرب وهي اللغة التى أنزل هللا بها كتابه وبعث بها نبيّه ويفهم‬

‫ذلك بفهم الكتاب و السنة و فهم الكتاب و السنة وسيلة الى العمل‬

‫المأمور به فيهما‪ .‬ومن ذلك علم النحو المشار اليه وهي لغة‬

‫العرب التى أنزل بها القرآن فإنها مما أتانا به نبيّنا وهي من سنته‬

‫وأمرنا بإتباعه عليه بالكتاب و السنة‪.‬‬

‫فالنحو فى اصطالح العلماء علي " العلم بالقواعد التي‬

‫يعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربية فى حال تركيبها ‪ :‬من‬

‫القرأن الكريم (سورة الذاريات اآلية ‪)56 :‬‬ ‫‪50‬‬


‫‪52‬‬

‫األعراب والبناء وما يتبع ذلك‪ 51.‬جوهرها ّ‬


‫ان النحو يعني إعرب‬

‫الكالم العربي‪.‬‬

‫وخاصة في العربية على ما يبدو فهمت جيدا محتويات من‬

‫قبل الكوهني لذلك فهو يحاول أن تكشف ليس فقط "معني قرب"‪،‬‬

‫ولكن أيضا "من معني بعيد" الواردة في قواعد اللغة العربية التي‬

‫تم تلخيصها في كتاب مختصر جدا والرموز الواردة فيه تستخدم‬

‫من قبل الكوهني لتكشف عن واقع وتجربة روحية‪ ،‬ووصف‬

‫السر وراء استكشاف واستخدام األشياء والرموز التي من‬

‫المتوقع أن يكون القيم في المغزى‪ .‬حتى ذلك الحين جاء مصطلح‬

‫النحو لسان الفم والنحو القلب‪.‬‬

‫فالنحو ال يحافظ اللسان عندما نطق اللغة العربية فقط‪ ،‬ولكنه‬

‫في الذراع مع العلم الحفاظ على القلب واألخالق‪ ،‬فينقسم النحو‬

‫على قسمين نحو لسان الفم و نحو القلب‪.‬‬

‫‪ 51‬محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬التحفة السنية بشرح المقدّمة األجرومية‪ ،‬ص‬
‫‪( 3‬دار الكتوب األسالمية – سوربي ‪ 1998‬م)‬
‫‪53‬‬

‫فنستطيع بها ان نفهم القرآن و االحاديث الشريف و كتب‬

‫العلماء السلف‬

‫مكتوبة باللغة العربيّة ككتب علم الفقه‪ ،‬و كتب علم التوحيد‪ ،‬و‬

‫كتب علم التفسير‪ ،‬و كتاب علم النحو و علم الصرف و كتب علم‬

‫التصوف‪ ،‬و كتاب علم المنطق‪ ،‬و كتب علم اصول الفقه‪ ،‬و كتب‬

‫علم الحديث‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫وأ ّما النحو القلب هو القصد إلى حميد القول بالقلب وحميد‬

‫القول مخاطبة الحق بلسان القلب‪ ،‬وينقسم على قسمين ‪ :‬المناداة‬

‫والمناجاة‪ ،‬فأ ّما المناداة هي صفة العابدين‪ ،‬فأ ّما المناجاة هي نعت‬

‫الواجدين‪ .‬أ ّما المناداة على الباب والمناجاة على بساط القرب‪،‬‬

‫فموقف العابد أبواب الخدمة‪ ،‬ومربع (أ) الواجد بساط القربة‪.‬‬


‫‪52‬‬

‫والنحو القلب ومعرفته عند العقالء آكد و أنفع من معرفة‬

‫نحو اللسان‪ ،‬بدليل إنا نحن من ال يحسن التلفظ بكالم العرب‬

‫‪ 52‬األمام عبد الكريم القشيري ‪ :‬نحو القلوب الكبير‪ ،‬ص ‪ ( 38:‬الطبعة األولى‬
‫القاهرة ‪ 1414 :‬ه – ‪ 1994‬م)‬
‫‪54‬‬

‫فينطق بلسان فمه بالمرفوع منصوبا او مخفوضا او بالعكس‪ ،‬و‬

‫يكون فى حاله متخلقا بالكتاب و السنة والتخلق بالكتاب و السنة‬

‫ي فهذا مرضى عند هللا و رسوله و يوجد نحو لسان‬


‫هو النحو القلب ّ‬

‫الفم غير متخلق بالكتاب و السنة‪ ،‬وهو الغالب فى زماننا هذا و‬

‫ذلك مذموم عند هللا و رسوله‪.‬‬

‫أصول التصوف هي خمسة‪ :‬تقوى هللا في السر والعالنية‪،‬‬

‫واتباع السنة في األقوال واألفعال‪ ،‬واإلعراض عن الخلق في‬

‫اإلقبال واإلدبار‪ ،‬والرضا عن هللا تعالى في القليل والكثير‪،‬‬

‫والرجوع إلى هللا في السراء والضراء‪.‬‬

‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أكثر منافقي أمتي قراؤها و‬

‫قال العلم علمان علم فى اللسان فذلك حجة هللا على ابن آدم و علم‬

‫فى القلب فذلك علم النافع‪.‬‬

‫فمعرفة نحو اللسان مع الجهل بمعرفة نحو القلب على‬

‫صاحبها ال له ألنه ال يمكنه الخالص من مالحظة نفسه بالريا و‬


‫‪55‬‬

‫العجب فى معرفة ذلك و فهمه و تحصيله حتى يكون نحو لسان‬

‫الفم نشيا عن نحو لسان القلب‪ .‬و ذلك ألن لسان الفم ترجامان عن‬

‫حقيقتين و هما النفس و القلب فيجب إذا على معلم النحو او‬

‫متعلمه ان يقدم معرفة نحو القلب إذ هو مقدم شرعا و المقدم‬

‫شرعا يحب تقديمه طبعا عادة و عرفا نحو القلب بمعرفة الربّي‬

‫بالقلب ال بلسان الفم‪ ،‬كم من زاعم يدعى معرفة هللا بالسان وهو‬

‫جاهل القلب فتلك معرفة إنما هي و بال عليه ألنها من علم اللسان‬

‫الذى هو حجة على ابن آدم‪ ،‬فكل من يزعم على التوحيد وهو‬
‫‪53‬‬
‫محب لدنيا فهو فاسق ألنه مخالف الكتاب و السنة‪.‬‬

‫ومن أمثلة ذلك ‪:‬‬

‫في كتاب متن اآلجروميّة ‪:‬‬

‫( الكالم هو اللفظ المركب المفيد بالوضع)‬

‫قال محمد بن دواد الصنهاجي في كتاب متن اآلجروميّة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 53‬على بن ميمون المغربي‪ ،‬الرسالة الميمونية فى توحيد األجرومية ‪،‬‬


‫(الشعائر والتقاليدواألخالق اإلسالمية) ص ‪5-4 :‬‬
‫‪56‬‬

‫"يعنى أن الكالم عند النحويين هو اللفظ المركب المفيد‬


‫‪54‬‬
‫بالوضع"‪.‬‬

‫‪ ‬و قال الشيخ عبد القادر ابن أحمد الكوهن فى كتاب منية‬

‫الفقير المتجريد وسيرة المريد المتفرد ‪:‬‬

‫"الكالم الذي يعود بالنفع على صاحبه هو اللفظ المركب‬


‫من القلب واللسان‪ ،‬المفيد بوضعه فى القلب تنويرا أو‬
‫ترقية وشهودا‪ .‬وهو الذكر الحقيقي باللسان والقلب‪ ،‬أو‬
‫‪55‬‬
‫بالقلب والروح ‪ ،‬أو بالروح والسر‪ ،‬وهو دوام الشهود"‪.‬‬
‫ولذالك أراد الكاتب أن يقارن األعراب بين كتاب ( متن‬

‫وكتاب منية الفقير المتجريد وسيرة المريد‬ ‫اآلجرومية )‬

‫المتفرد (فى تصوف و توحيد اآلجرومية )‪ ،‬ألن في هذين‬

‫الكتابين يوجد معان كثيرة التي هي ستأتي في بحث الكاتب في‬

‫‪ 54‬السيد احمد زينى دحالن‪ ،‬شرح مختصر جدا على متن اآلجرومية‪ ،‬ط‪.‬‬
‫فوستيكا اسالمية – اندونيسيا‪ ،‬دس‪ .‬ص‪4.‬‬
‫‪ 55‬الشيخ عبد القادر الكوهن‪ ،‬منية الفقير المتجرد وسيرة المريد المتفرد‪( ،‬دار‬
‫الحياة‪ ،‬حلب‪-‬سورية) دس‪ .‬ص‪14 .‬‬
‫‪57‬‬

‫هذه الرسالة التي هي تتعلق بعلم النحو و التصوف و التوحيد و‬

‫كتب التى تتعلق بهما فى النحو و التصوف و التوحيد‪.‬‬

‫ج‪ .‬البحوث المناسبة‪ /‬الدراسة المسابقة‬

‫أ ّما الدراسة السابقة التي تتعلق بهذا البحث منها ‪:‬‬

‫‪1.‬‬ ‫‪FILOSOFI ILMU NAHWU DAN RELEVANSINYA TERHADAP‬‬


‫‪PENDIDIKAN AKHLAK TASAWUF (ANALISIS KITAB KARYA‬‬
‫)‪ABDUL QADIR BIN AHMAD AL-KUHANY‬‬

‫الباحث ‪ :‬فتح المجيب‪ ،‬فى جامعة سونن كاليجاكا اإلسالمية‬

‫الحكومية يوكياكرتا‪ -‬إندونيسيا ‪ 1436‬ه‪ 2015 /‬م‪.‬‬

‫أما العالقة مع الرسالتي فأجد عن التشابه و الخالفات فى‬

‫تلك الرسالة‪ .‬في تلك الرسالة تبحث الباحث عن العالقة النحو مع‬

‫تربية األحالق التصوف‪.‬‬

‫أماالمساواته فمنها‪ :‬يستخدم الباحث الدراسة النحوية‪،‬‬

‫ومدخل الطريقة النوعية‪ ،‬والبيانات مجموعة الباحث تعيين‬

‫المسائل الّتى يبحثه هو بمرجع الكتب المتعلقة بالبحث وغير ذلك‪.‬‬


‫‪58‬‬

‫أن المباحث فى هذا البحث عن وجوه المشبهة والمخالفة فى باب‬

‫اإلعراب‪ ،‬واإلعراب أحد من العلوم النحو‪.‬‬

‫وأما الخالفته فأنه تبحثه بالخاصة عن علم من علوم التربية‬

‫أخالق تصوف من علم النحو‪ ،‬وأما أبحث فى الرسالتي فهو‬

‫يبحث وجوه المتشبهة والمخالفة عن باب األعراب عند علم‬

‫النحو و علم التصوف‪ .‬اإلعراب على ضوء علم النحو نظرا‬

‫الباحث عن الظواهر‪ .‬واإلعراب على ضوء علم التصوف نظرا‬

‫الباحث عند البواطن‪.‬‬

‫‪ .2‬الرسالة عبد هللا رضا‪ ،‬فى كلية اآلدب والعلوم الثقافية‬


‫بجامعات سونن كاليجاكا اإلسالمية الحكومية جوكجاكرتا‬
‫‪ 2014‬م‪ ،‬تحت الموضوع " ترجمة كتاب "نحو القلوب"‬
‫ينكسف رموز والعالقة بين النحو والتصوف"‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫الباب الثالث‬

‫مناهج البحث‬

‫أ‪ .‬مدخل البحث وطريقته‬

‫ى هناك بحثان الذي اُستخدم الباحث يعنى‬


‫مجال البحث العلم ّ‬

‫ى على أبحاث التى‬


‫ي‪ .‬ويتض ّمن بحث كم ّ‬
‫ى وبحث كيف ّ‬
‫بحث كم ّ‬

‫تستعملها محاسبة بالمائة‪ ،‬ومعدّل‪ ،‬بمحاسبة إحصائيّة اآلخر‪ .‬وأ ّما‬

‫صور البيانات بالعبارة أو‬


‫ّ‬ ‫ي اليستعمل محاسبة‪ ،‬لكن‬
‫بحث كيف ّ‬

‫الجملة (وصفي) لتحصل على النتيجة‪.‬‬


‫‪60‬‬

‫استخدم الباحث في هذا البحث‪ ،‬البحث العلمي حيث ان‬

‫الباحثة سوف يبين عن وجوه التشابه واإلختالف بين تعريف‬

‫اإلعراب ونوعها في كتاب متن اآلجروميّة وكتاب منية الفقير‬

‫المتجرد وسيرة المريد المتفرد ومقارنة بينهما‪ .‬بطريقة الوصفي‬


‫ّ‬

‫ى‪.‬‬
‫والتحليلى لتحقق حاصل موضوع ّ‬

‫ب‪ .‬نوع بيانات البحث ومصادره‬

‫ي‪ ،‬يعنى البيان في صورة‬


‫نوع البيان في هذا البحث هو كيف ّ‬

‫البيان مصدر مه ّمة لفَتحِ‬ ‫عبارة مكتوب نظر إلى وثائق‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫المشكلة‪ ،‬ويجعل البيان لجوب المشكلة أيضا‪.‬‬

‫في هذا البحث تأخد البيانات عن مصدرين‪ ،‬مصدر اساسية‬

‫ومصدر الفرعية‪ .‬فأ ّما مصدر اساسية البيانات من كتاب متن‬

‫المتجرد وسيرة المريد المتفرد‪.‬‬


‫ّ‬ ‫اآلجروميّة وكتاب منية الفقير‬

‫‪56‬‬
‫‪Pedoman Umum Penulisan Skripsi dan Tesis IAIC (Tasikmalaya2015) t.pn.‬‬
‫‪hal.24‬‬
‫‪61‬‬

‫وأ ّما ومصدر الفرعية هي من كل ما يتعلّق بهذا البحث ال ُكتب او‬

‫المعلومات‪.‬‬

‫ج‪ .‬أسلوب جمع البيانات‬

‫ليكون حصل على البيان الصحيح في نشاط البحث فيحدّد‬

‫أساليب في‬

‫جمع البيانات المناسبة ونظاميّة محتاج إليه‪ .‬تستعمل باحث في‬

‫هذا البحث أسلب التصوير أو دراسة المكتبية‪ .‬أسلب التصوير هو‬

‫أسلب يبحث عن ُكتب‪ ،‬مالحظة‪ ،‬وسجالّت‪ ،‬وعن مشكلالت التي‬

‫تتعلق بالبحث‪.‬‬

‫د‪ .‬أساليب تحليل البيانات‬

‫قام أساليب تحليل البيانات بمراحل عا ّمةً ‪ :‬طبقة‪ ،‬ومقارنة‪،‬‬

‫وطلب عالقة أو إرتباط‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬فبهذ الرسالة يستعمل‬

‫الباحث بعض الطرق من الطروق تحليل البيانات‪ ،‬الذى يستخدم‬

‫فى البحوث نوعية الوصفية يعنى بمراحل التالي ‪:‬‬


‫‪62‬‬

‫‪ .1‬تحليل المحتوى (‪(Content Analysis‬‬

‫هو أسلوب يستحدم لقياس وتحديد كمية اإلجابات حول مجموعة‬

‫من األسئلة عن طريق استحدام عدد من القيم من أجل الحصول‬


‫‪57‬‬
‫على إجابات متنوعة‪.‬‬

‫متخصصون الباحث فى هذه المرحلة كل جزء من محتويات‬

‫المتجرد وسيرة‬
‫ّ‬ ‫الكتاب متن اآلجروميّة والكتاب منية الفقير‬

‫صا عن تعريف اإلعراب‪ ،‬فى الباب اإلعراب‬


‫المريد المتفرد ‪ ،‬ح ً‬

‫‪ .2‬تعميم )‪(Generalisasi‬‬

‫التعميم هو قانون منطقى يحلل تفسير الشامل بمالحظة‬

‫المحدود‪ 58،‬وتعميم الباحث في هذه الرسالة عن تعريف اإلعراب‬

‫وانواعه بصفة عا ّمة‪ ،‬نظرا بظواهر عند علم النحو ونظرا‬

‫صا عند‬
‫بالبواطن عند علم التصوف من كتاب متن اآلجروميّة ح ً‬

‫محمد المدخلي‪ ،‬منحج تحليل المحتوى تطبيقات‪ ،‬المملكة العربية السعودية – جامعةمالك عبد‬
‫‪ 57‬العزيز ص‪3.‬‬
‫‪ 58‬التعميم(بحث)‪ ،‬ويكيبيديا‪ 29 ،https://www.wikipedia.org ،‬أجوستوس ‪2017‬م‬
‫ساعة ‪7.30‬‬
‫‪63‬‬

‫المتجرد وسيرة المريد المتفرد حصا ً‬


‫ّ‬ ‫النحو وكتاب منية الفقير‬

‫عند علم النحو التصوف‪.‬‬

‫‪ .3‬مقارنة‬

‫المقارنة هي نوع من األبحاث المستخدمة للمقارنة بين نظريتين‬

‫أو أكثر من متغير معين‪ 59،‬ويقارن الباحث عن تعريف اإلعراب‬

‫المتجرد وسيرة‬
‫ّ‬ ‫في كتاب متن اآلجروميّة وكتاب منية الفقير‬

‫المريد المتفرد‪ .‬حتى يحصل النتائج وجوه التشابه والمغيرة‬

‫بينهما‪.‬‬

‫‪M. Nazir (2008), Penelitian Komparatif, Bandung : Pustaka Setia, 2008) cet.1 59‬‬
‫‪hal : 55‬‬
‫‪64‬‬

‫الرابع‬
‫الباب ّ‬

‫نتيجة البحث وبيانها‬

‫أ‪ .‬وصف نتيجة البحث‬

‫فى هذا الباب سوف يشرح الباحث عن تركيز هذا البحث‬

‫يعنى تعرف اإلعراب عند علم النحو وعلم التصوف بدراسة‬

‫مقارنة نحويّة بين كتاب متن اآلجرومية فى علم النحو وكتاب‬

‫منية الفقير المتجرد فى علم التصوف اآلجرومية‪ ،‬حيث يستخدم‬

‫الباحث من األساليب النوعية والنهج الوصفية‪.‬‬

‫فى البحث النوعية‪ ،‬يطلب الباحث لتحصيل البيانات من‬

‫خالل طريق تحليل المحتوية‪ ،‬وتعميم‪ ،‬ومقارن المحتوية من‬

‫دراسات المكتبات‪ ،‬مع البحث من خالل المنهج الوصفي يجب‬

‫للباحث ان يشرح البيانات التي يحصل بها من الدراسة‪.‬‬


‫‪65‬‬

‫لتسهيل ذلك ينقسم البيان فى هذا الفصل إلى ثالثة اجزاء‪،‬‬

‫منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف اإلعراب وبيانه فى كتاب متن اآلجرومية‬

‫‪ .2‬تعريف اإلعراب وبيانه فى كتاب منية الفقير المتجرد وسيرة‬

‫المريد المتفريد شرح متن اآلجرومية فى علم التصوف‬

‫‪ .3‬وجوه التشابه واإلختالف عن تعريف اإلعراب بين علم‬

‫النحو وعلم التصوف‬

‫وصف المعلومات الكائن البحث ‪:‬‬

‫‪ .1‬كتاب خاصا يبحث عن التعريف اإلعراب عند علم النحو‬

‫يعنى كتاب اآل ُج ُّر ُو ِميَّة أو متن اآل ُج ّرومية أو المقدمة‬

‫آجروم‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا‬


‫اآل ُج ّرومية‪ ،‬ألفه ابن ّ‬

‫بن داود الصنهاجي‪ ،‬ويعرف بابن آجروم (ولد ‪ 672‬هـ ‪/‬‬

‫‪ - 1273‬توفي ‪ 723‬هـ ‪ ،) 1323/‬فقيه ونحوي مغربي من‬


‫‪66‬‬

‫صنهاجة‪ ،‬اشتهر بكتابه اآلجرومية الذي يعتبر من أهم كتب‬

‫النحو العربية‪.‬‬

‫‪ .2‬وكتاب خاصا يبحث عن التعريف اإلعراب عند علم‬

‫التصوف أو نظرا تعريفه بالبواطن يعنى كتاب منية الفقير‬

‫المتجرد وسمير المريد المتفرد تأليف الشيخ عبد القادر بن‬

‫أحمد بن أبي جيدة الكوهن الفاسي المغربي كنيته عبد القادر‬

‫الكوهن (توفي ‪ 1253 :‬ه‪ 1837/‬م) عبد القادر بن احمد بن‬

‫ابي جيدة الكوهن الفاسي (أبو محمد)‪ .‬عالم‪ ،‬محدث‪،‬‬

‫صوفي‪.‬توفي بالمدينة‪ .‬وهو مختصر شرح ابن عجيبة على‬

‫متن اآلجرومية بألفاظ الصوفية‪.‬‬

‫ب‪ .‬بيان نتيجة البحث‬

‫‪ .1‬األعراب في كتاب متن اآلجرومية‬


‫‪67‬‬

‫ّ‬
‫ان اإلعراب فى كتاب متن اآلجرومية ‪ :‬هو تغيير أواخر‬

‫وينقسم‬ ‫‪60‬‬
‫تقديرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الكلم إلختالف العوامل الدّخلة عليها لفظا أو‬

‫اإلعراب الى أربعة أنواع هو الرفع والنصب والخفض والجزم‪.‬‬

‫فكما قال أبو عبدهللا محمد بن عبدهللا بن داود الصنهاجي ‪:‬‬

‫"اإلعراب هو تغيير أوخر الكلم إلختالف العوامل الداحلة عليها‬


‫تقديرا وأقسامه أربعة رفع ونصب وخفض وجزم"‪.61‬‬ ‫ً‬ ‫لفظا أو‬
‫ويدحل اإلعراب الى اسم والفعل‪ ،‬فلألسماء ثالثة إعراب‬

‫وهو الرفع والنصب والحفض‪ ،‬قال أبو عبدهللا محمد بن عبدهللا‬

‫بن داود الصنهاجي ‪:‬‬


‫‪62‬‬
‫" فلألسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض والجزم فيها"‬

‫واإلعراب الذي يدحل إلى فعل وهو الرفع‪ ،‬والنصب‪ ،‬والجزم‪،‬‬

‫قال أبو عبدهللا محمد بن عبدهللا بن داود الصنهاجي ‪:‬‬

‫‪ 60‬السيد أحمد زيني دحالن‪ ،‬سرح مختصر جدا على متن اآلجرومية‪( ،‬ط‪.‬‬
‫فوستيكا األسالمية‪-‬اندونيسا) ص‪6.‬‬
‫‪ 61‬أبو عبدهللا محمد بن عبدهللا بن داود الصنهاجي‪ ،‬متن اآلجرومية‪( ،‬ط‪ .‬مكتبة‬
‫الحرمين) د‪.‬س ص‪2.‬‬
‫‪ 62‬نفس المراجع‪ 59 ،‬ص‪2 .‬‬
‫‪68‬‬

‫‪63‬‬
‫"ولألفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم وال خفض فيها"‬

‫المتجرد وسيرة المريد‬


‫ّ‬ ‫‪ .2‬األعراب في كتاب منية الفقير‬

‫المتفرد‬
‫ّ‬

‫فاإلعراب عند الشيخ عبد القادر الكوهن ‪( :‬كما تتغير‬

‫أواخر الكلم إلختالف العوامل الدّاخلة عليها كذلك تتغير أحوال‬

‫القلوب إلختالف الواردات الدّاخلة عليها‪ ،‬فتارة يرد عليها وارد‬

‫القبض‪ ،‬وتارة واردالبسط‪ ،‬فالقبض هو حال الخوف فى الوقت‬

‫الحاضر‪ ،‬قإن القلب مع األناة الحاضرة سواء يحمل إليه القبض‬

‫أو البسط أو غير ذلك من األخوال‪ ،‬وأما البسط هو عندنا من يسع‬

‫األشياء وال يسعه شيء‪ ،‬والعارف مبسوط فى قبضه مقبوض في‬

‫بسطه‪.‬‬

‫فالقبض والبسط حالتان يتعاقبان على عبد تعاقب الليل‬

‫رضي هللا عنه ‪ :‬إذا كاشف هللا العبد‬ ‫والنهار‪ .‬قال سيد القشيري‬

‫نفس المراجع‪ 59 ،‬ص‪2 .‬‬ ‫‪63‬‬


‫‪69‬‬

‫بنعت جماله بسطه‪ ،‬وإذا كشفه بنعت جالله قبضه‪ ،‬فالقبض‬

‫يوجب إيحاسه والبسط يوجب إيناسه‪.‬‬

‫أن ردّ العبد إلى أحوال بشريته يقبضه حتّى ال يطيق‬


‫واعلم ّ‬

‫ذرة ويأخذه مرة من نعوته فيجد لحمل مايرد عليه قوة وطاقة‪.‬‬

‫قال الشبلي رضي هللا عنه ‪ :‬من عرف هللا جل وعالحمل‬

‫السموات واألرض على شعرة من شعرات جفن عينيه‪ ،‬ومن لم‬

‫يعرف هللا جل جالله لو تعلق به جناح بعوضة ض ّج منها‪ .‬فحصل‬

‫من هذا على حالتي القبض والبسط حتى اليطيقه‪.‬‬

‫وهذا سيد الرسل صلى هللا عليه وسلّم حين ورد عليه وارد‬

‫القبض شد الحجر على بطنه‪ ،‬وحين ورد عليه وارد البسط أطعم‬

‫ألفا ً جياعا ً من صاع‪.‬‬

‫ولكل من القبض والبسط آداب ‪:‬‬

‫فآداب القبض ‪ :‬السكون تحت مجاري األقدار وانتظار الفرج من‬

‫الكريم الغفار‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫وآداب البسط ‪ :‬كف اللسان وقبض العنان‪ ،‬واحياء من الكريم‬

‫المنان‪.‬‬

‫ي باب‬
‫والبسط مزلة أقدام الرجال ‪ :‬قال بعضهم ‪ :‬فتح عل ّ‬

‫من البسط فزللت زلّةً فحجبت عن مقامي ثالثين سنة‪ ،‬ولذا قيل ‪:‬‬

‫قف بالبسط وإياك واالنبساط واعلم أن القبض والبسط فوق‬

‫الخوف والرجاء‪ ،‬وفوق القبض والبسط الهيبة واألنس‪ .‬فالخوف‬

‫والرجاء للمؤمنين‪ ،‬والقبض والبسط للسائرين‪ ،‬والهيبة واألنس‬

‫للعارفين‪ ،‬ثم المحو فى وجود العين للمتمكنين فال هيبة لهم وال‬

‫أنس وال علم والحس‪.‬‬

‫فقد أنسدوا ‪:‬‬

‫فلو كنت من أهل الوجود حقيقة‬


‫لغبت عن األكوان والعرش والكرسي‬
‫وكنت بال حال مع هللا واقفا ً‬
‫تمازعن(‪ )64‬التذكار والجن واإلنس‬
‫وإذا قلنا اإلعراب هو البيان فنقول فى اإلشارة ‪:‬‬

‫‪ 64‬لعلها ‪َ :‬مذَ َ‬
‫ع ‪ :‬كذب وادعى‪ ،‬والمذاع ‪ :‬الكذاب المدعي ومن ال وفاء له وال‬
‫يحفظ أحدا فى الغيب‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫اإلعراب عما فى البواطن هو تغيير أحوال الظواهر‬

‫إلختالف الواردات الدّاخلة عليها‪ ،‬فما كمن في السرائر ظهر في‬

‫شهادة الظواهر‪ .‬تنوعت أجناس األعمال لتنوع واردات األحوال‪.‬‬

‫ولفظ ‪ :‬وأقسامه أربعة ‪ :‬رفع ونصب وخفض وجزم‬

‫شرح السيخ عبد القادر الكوهن ‪ :‬وأحوال التغيير الّذي‬

‫يعتري اإلنسان وينزل به أربعة ‪:‬‬

‫رفع ‪ :‬أي رفع القدر واعز والجاه عند هللا تعالى‪ ،‬وعامله ‪ :‬العلم‬

‫باهلل والعمل بطاعته وصحبة أهل العز والفناء وهم األولياء‬

‫رضي هللا تعالى عنهم‪ .‬وضده ‪:‬‬

‫الخفض ‪ :‬وهو الذل واهوان‪ ،‬وعامله ‪ :‬الجهل وارتكاب‬

‫المعاصي واتباع الهوى‪ ،‬كما قال الشاعر ‪:‬‬

‫"التتبع النفس في هواها إن اتباع الهوى هوان"‬


‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ّ‬
‫إن الهوى لهو الهوان بعينه‬
‫فإذا هويت فقد لقيت هوانا‬
‫فإذا هويت فقد تعبدك الهوى‬
‫‪72‬‬

‫فاخضع لحبك كائنا ً من كانا‬


‫والمقصود بالهوى ‪ :‬ماتهواه النفس وتعشقه من الحظوظ‬

‫الجسمانية المحرمة‬

‫والمكروهة أو المباحة قبل الوصول‪.‬‬

‫والنصب ‪ :‬نصب النفس لمجاري األقدار‪ ،‬وهو مقام الرضى‬

‫والتسليم‪ ،‬وهو حال أهل الطمأنينة من العارفين الواصلين‪.‬‬

‫والجزم ‪ :‬هو التصميم والعزم على السير والمجاهدة والمكابدة‬

‫إلى الوصول إلى تمام المشاهدة‪.‬‬

‫فأهل الرفع والنصب عارفون واصلون‪ ،‬وأهل الخفض‬

‫تالفون تائهون‪ ،‬وأهل الجزم سائرون‪ .‬وقد يتلون العبد بين الرفع‬

‫والخفض‪ ،‬فتارة يغلب العبد بين الرفع والخفض‪ ،‬فتارة يفلب نفسه‬
‫‪73‬‬

‫فيرتفع‪ ،‬وتارة تغلب عليه نفسه فينخفض‪ ،‬وهؤالء أهل التلوين‬


‫‪65‬‬

‫قبل التمكين‪.66‬‬

‫وقد يكون التلوين بعد التمكين‪ ،‬وهو تلوين العارف مع المقامات‪،‬‬

‫فيتلون في كل مقام بلون‪ ،‬فتارة يظهر عليه الهيبة والخوف‪،‬‬

‫وتارة يظهر عليه الرجاء والبسط‪ ،‬وتارة يظهر عليه الورع‬

‫والكف‪ ،‬وتارة يظهر عليه الرغبة واألخذ‪ ،‬وتارة يظهر عليه‬

‫الشوق والقلق‪ ،‬وتارة يظهر عليه السكون والطمأنينة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫وقد يطلب العبد الرفع فينخفض‪ ،‬وهو من سبق له الحرمان‬

‫والعياد باهلل تعالى‪ ،‬وقد يطلب الخفض فيرتفع وهو من سبقت له‬

‫العناية فال تضره الجناية‪ ،‬ربما قضى عليك بالذنب فكان سببًا‬

‫للوصول‪.‬‬

‫‪ 65‬معنى التلوين ‪ :‬تنقل العبد فى أحواله‬


‫‪ 66‬ومعنى التمكين ‪ :‬التمكن فى التلوين (قموس التصوف‪ ،‬عبد الكريم الهوازن‬
‫القسيرى النيسابوري)‬
‫‪74‬‬

‫فلألسماء من ذلك ‪ :‬الرفع والنصب والخفض وال جزم فيها‪،‬‬

‫ولألفعال ممن ذلك ‪ :‬الرفع وانصب والجزم والخفض فيها‪.‬‬

‫تقدم أن القسمة ثالثة ‪ :‬شريعة وطريقة وحقيقة‪ ،‬فأهل‬

‫الشريعة قائمون بأقواله عليه الصالة والسالم‪ ،‬وأهل الطريقة‬

‫قائمون بأفعاله صلى هللا عليه وسالم‪ ،‬وأهل الحقيقة قائمون‬

‫بأحواله وأخالقه صلى هللا عليه وسالم‪.‬‬

‫فأهل األقوال هم المعبر عنهم باألسماء‪ ،‬ألنهم فانون في‬

‫األسماء‪ ،‬ألن ذكرهم جلّه لساني‪ ،‬وعملهم جلّه بدني‪ ،‬فيقال من‬

‫طريقة اإلشارة ‪ :‬فألهل األسماء من ذلك ‪:‬‬

‫الرفع تارة ‪ :‬إن استقامت أقوالهم وقويت دالئلهم‪ ،‬فيرتفعون‬

‫إلى درجة الصالحين‪.‬‬

‫والنصب تارة ‪ :‬أي التوسط بين اإلرتفاع واإلنخفاض‪،‬‬

‫فيقفون بمجاري األقدار‪ ،‬وهو حال فتورهم وبرودتهم عن العمل‬

‫الصالح‪.‬‬
‫‪75‬‬

‫والخفض ‪ :‬تارة أخرى وهو حال عصيانهم‪ ،‬فيسقطون عن درجة‬

‫الصالح‬

‫وينخفضون إلى أسفل سافلين حيث لم تسبق لهم عناية المقربين‪.‬‬

‫والجزم ‪ :‬لهم جزم أهل العيان‪ ،‬إذ ال يحصل الجزم الحقيقي‬

‫إال ألهل الشهود والعيان‪ ،‬فليس الخبر كالعيان‪ ،‬إذ اليسلم صاحب‬

‫الدليل من الخواطرالردية‪ ،‬والشبه الشيطانية‪ ،‬فجلهم يعبد هللا‬

‫تعالى عن ظن قوي‪ ،‬ولذلك عبر هللا تعالى بالظن في مقام الجزم‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫فقال تعالى ﴿‬

‫‪   ‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫تسييرا وتخفيفا على أهل‬ ‫‪﴾ ‬‬


‫‪67‬‬

‫سورة البقرة ‪249 :‬‬ ‫‪67‬‬


‫‪76‬‬

‫الدليل من أهل اإليمان‪ ،‬إذ لو عبر بالعلم لخرج عن دائرة اإلسالم‬

‫خلق كثير‪.‬‬

‫والحاصل أن اإلنسان اليخرج من مقام الظنون حتى‬

‫يصحب العارفين أهل اليقين فقد قال عليه الصالة والسالم (‬

‫تعلموا اليقين فإني أتعلمه‪ )68‬وفى رواية أخرى ( بمجالسة أهل‬

‫اليقين )‪.‬‬

‫ثم أشار إلى أصحاب الطريقة التي توصل إلى عين اليقين‬

‫بقوله ‪:‬‬

‫ولألفعال ‪ :‬أي ولألفعال التي وهي المجاهدة والمكابدة‪.‬‬

‫من ذلك الرفع ‪ :‬أي إلى أعلى عليين‪.‬‬

‫والنصب ‪ :‬أي نصب أبدانهم إلى مجاري أقدار ربهم‬

‫بالرضى والتسليم‪.‬‬

‫والجزم ‪ :‬في عقائدهم وعلومهم ألنه عن شهود وعيان‪.‬‬

‫‪ 68‬إتحاف السادة المتقين (‪ )1/309‬وحلية (‪ )6/95‬كذا في موسوعة أطراف‬


‫الحديث‪.‬‬
‫‪77‬‬

‫وال خفض فيها ‪ :‬ألنهم سبقت لهم من هللا العناية فال‬

‫تضرهم الجناية‪ ،‬فكلما طالبهم عامل الخفض استدركهم عامل‬

‫الرفع فيرفعهم‪ ،‬فالخفض لهم أبدا‪.‬‬

‫‪ .3‬و جوه التشابه واإلختالف عن المعنى اإلعراب عند علم‬

‫النحو وعلم التصوف‬

‫أ ّما وجوه التشابه عن معنى اإلعراب فى كتاب اآلجرومية‬

‫المتفرد‬
‫ّ‬ ‫المتجرد وسيرة المريد‬
‫ّ‬ ‫فى علم النحو وكتاب منية الفقير‬

‫فى علم التصوف فهو معنى تغيير‪.‬‬

‫و أ ّما وجوه اإلختالف عن معنى اإلعراب فى كتاب‬

‫المتجرد وسيرة‬
‫ّ‬ ‫اآلجرومية فى علم النحو وكتاب منية الفقير‬

‫المتفرد فى علم التصوف فهو معنى اإلعراب الذي لم‬


‫ّ‬ ‫المريد‬

‫يوجد فى كتاب اآلجرومية يعنى معنى اإلعراب عند البواطن هو‬

‫تغيير أحوال الظواهر إلختالف الواردات الدّاخلة عليها‪ ،‬فما كمن‬


‫‪78‬‬

‫في السرائر ظهر في شهادة الظواهر‪ ،‬تنوعت أجناس األعمال‬


‫‪69‬‬
‫لتنوع واردات األحوال‪.‬‬

‫عندما قال أبو عبدهللا محمد بن عبدهللا بن داود الصنهاجي‬

‫في كتابه نظرا من وجهة علم النحو ‪ :‬اإلعراب هو تغيير أواخر‬

‫الكلم إلختالف العوامل الداخلة عليها اما لفظ أو تقديرا‪ ،‬ثم يعرف‬

‫الشيخ عبد القادر الكوهن عن معنى اإلعراب من وجهة علم‬

‫التصوف فى كتابه ثم بيانها‪.‬‬

‫الباب الخامس‬

‫اإلستنتاج واإلقتراحات‬

‫أ‪ .‬اإلستنتاج‬

‫بعد أن قام الباحث بتقابلية المعلومات في الباب الرابع‬

‫يحصل الباحث على نتائج البحث‪ ,‬ويريد أن يقدّم النتائج كما تلي‪:‬‬

‫المتفرد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 69‬الشيح عبد القادر الكوهن‪ ،‬منية الفقير المتجرد وسيرة المريد‬
‫(ط‪.‬دار الحياة – حلب‪.‬سورية) د‪.‬س ص‪60 .‬‬
‫‪79‬‬

‫‪ .1‬اإلعراب عند علم النحو‬

‫تغيير أواخر الكلم إلختالف العوامل الدّخلة عليها لفظا أو‬

‫تقديرا‬
‫ً‬

‫‪ .2‬اإلعراب عند علم التصوف‬

‫اإلعراب عند علم التصوف هو تغيير أحوال الظواهر‬

‫إلختالف الواردات الدّاخلة عليها‪ ،‬فما كمن في السرائر ظهر في‬

‫شهادة الظواهر‪ .‬تنوعت أجناس األعمال لتنوع واردات األحوال‪.‬‬

‫‪ .3‬وجه التشابه‬

‫أما وجه التشابه عن معنى اإلعراب بين علم النحو‬

‫والتصوف يعنى المعنى تغيير والمعنى تنظيم‪.‬‬

‫‪ .4‬وجه االختالف‬

‫أما وجه االختالف عن معنى اإلعراب بين علم النحو‬

‫والتصوف يعنى إذا يقال فى علم النحو اإلعراب هو تغيير‬

‫أواخر الكلم إلختالف العوامل الداخلة عليها إما لفظا أو‬


‫‪80‬‬

‫تقديرا فهذا معنى نظرا من ظواهر المعنى‪ ،‬فأما المعنى‬

‫اإلعراب عند الباطن يعنى تغيير أحوال الظواهر إلختالف‬

‫الواردات الدّاخلة عليها‪ ،‬فما كمن في السرائر ظهر في‬

‫شهادة الظواهر‪ ،‬تنوعت أجناس األعمال لتنوع واردات‬

‫األحوال‪.‬‬

‫ب‪ .‬اإلقتراحات‬

‫الحمد هلل والشكر على نعم هللا عز و جل الذى أعان الكاتب‬

‫وقوة واجتهاد أن تت ّم هذه الرسالة‪ ،‬واختتمة الكاتب هذه‬


‫باستطاعة ّ‬

‫الرسالة باالقتراحات ‪.‬‬

‫وأ ّما االقتراحات التى يستقدمها الكاتب فعلى ما يلى‪:‬‬

‫ينبغي للمحاضرين القائمين بتدريس اللغة العربيّة من أن‬ ‫‪.1‬‬

‫يكونوا ماهرين فى استعمال اللغة وعالمين فى علومها‪.‬‬


‫‪81‬‬

‫ينبغي لطالب قسم تعليم اللغة العربيّة أن يجتهدوا في‬ ‫‪.2‬‬

‫دراسة اللغة العربيّة خصوصا في درس قواعد علم‬

‫النحو و عالقته مع علوم أخرى ألن علم النحو عديد من‬

‫االمتيازات عندما ترتبط مع العلوم األخرى‪.‬‬

‫ينبغي أيضا لمدرس اللغة العربيّة لتكون قادرة على‬ ‫‪.3‬‬

‫تطبيق قيمة من قيماة علم التصوف الواردة فى علم‬

‫النحو‪ ،‬ألن معرفة علم التصوف وتطبيقها من قسم تعليم‬

‫شخصية‪.‬‬

‫أرجوا من القارئين أن يصلحوا الخطأت في هذه‬

‫الرسالة عسى أن تكون هذه الرسالة نافعة لي و للقارئين‪.‬‬

You might also like