‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫مقدمة‬
‫يلجأ غالبا بعض االفراد او الهيئات على تنظيم عمليات جمع التبرعات او المساهمات‬
‫توخيا للمساهمة في اعانات اشخاص ال قدرة لهم في تحمل تكاليف العالج ‪ ,‬او اقتناء‬
‫بعض االالت الطبية او المساهمة في اقتناء وتوزيع الكتب ‪,...‬كل ذلك في سبيل‬
‫تحقيق البسمة على وجوه هؤوالء االفراد و اسرهم وتحت يا فطة البر و االحسان‪.‬‬
‫و على رغم من كون الغاية من جمع التبرعات هو تحقيق أهداف إنسانية نبيلة و‬
‫مشروعة‪ ،‬فإن ذلك لم يمنع المشرع من التدخل لتأطير هذا العمل االيجابي و االنساني‬
‫حتى ال ينحرف عن االهداف المنشودة‪.‬‬
‫اال ان ماال ينتبه اليه البعض هو وجود قانون ينظم مثل هذه العمليات وهو قانون رقم‬
‫‪ 004.71‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬شعبان ‪ 1391‬موافق ل ‪ 12‬اكتوبر ‪ 11971‬المتعلق‬
‫بالتماس االحسان العمومي الجريدة الرسمية عدد ‪ 3077‬بتاريخ ‪ 20‬اكتوبر‬
‫‪1971،‬ص ‪ .2465‬فتأطير جمع التبرعات تم مع القانون ‪71‬ـ‪ 004‬المتعلق بالتماس‬
‫االحسان العمومي الصادر سنة ‪ ،1971‬حيث عمل المشرع من خالل القانون‬
‫السالف الذكر على تنظيم جميع الجوانب المتعلقة بالتماس االحسان العمومي باستثناء‬
‫تفاصيل مسطرة الترخيص ‪ ،‬و ترك االمر للمرسوم ‪.‬‬
‫التطبيقي الذي لم يصدر الى حدود سنة ‪ 2005‬أي بعد مرور أزيد من ‪ 34‬سنة على‬
‫صدور القانون المتعلق بالتماس االحسان العمومي‪.‬‬
‫هذا القانون الذي يحدد بشكل دقيق الهيئات المخول لها االستفادة من التماس اإلحسان‬
‫العمومي جمع االموال او االشياء او المنتوجات ‪.‬وكذا مسطرة االستفادة من هذه‬
‫العملية وعقوبات مخالفة لمقتضيات القانون رقم ‪.004.71‬‬
‫وقد شاهدنا في االونة االخيرة انتشار لبعض الحمالت التبرعية و اعالناتها على‬
‫وسائل التواصل االجتماعي وذلك تزامنا مع اقتراب عيد االضحى‪ ,‬واذا كانت‬
‫جمعيات المجتمع المدني لم تستطيع االضطالع بدورها على اكمل وجه‪,‬او منعت‬
‫من ذلك نتيجة الرتباطها بما هو سياسي ‪,‬وهو ما فتح المجال امام االفراد كاشخاص‬
‫ذاتين لالنخراط في مثل هذه الحمالت بث روح التعاون وادخال السرور على بعض‬
‫االسر غير القادرة على توفير تكاليف االضحية مثال‪ ,‬فان القاعدة القانونية تفرض‬
‫‪ - 1‬مدونة الحريات العامة {مختلف النصوص التشريعية والتنظمية المتعلقة بالجمعيات والتجمعات العمومية جمع وتنسيق ذ زكرياء العماري‬
‫ذ باحث بجامعة الحسن ‪ 2‬بالدارالبيضاء‬

‫‪1‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫ضرورة احترام مجموعة من الضوابط والمساطرالقانونية وبالنظر للتطورات‬

‫االقتصادية و االجتماعية و الحقوقية التي عرفها المغرب خالل السنوات األخيرة‬
‫طرحنا اشكالية جوهرية بخصوص موضوع التماس االحسان العمومي‪ ،‬و مفاد هذه‬
‫اال شكالية الى أي حد تستطيع النصوص القانونية المنظمة لاللتماس االحسان‬
‫العمومي المواكبة و التفاعل بشكل ايجابي مع التطورات التي أضحت تعرفها عملية‬
‫جمع التبرعات ؟‬
‫و ترتب عن هذه االشكالية الرئيسة مجموعة من االسئلة الفرعي ‪:‬‬
‫ما هو مفهوم التماس االحسان العمومي؟ من هي الهيئات التي خول لها القانون‬
‫الترخيص ب التماس االحسان العمومي؟ ما هي المسطرة الواجب اتبعاها للحصول‬
‫على ال ترخيص؟ ما هي االشكاالت التي تطرحها النصوص القانونية الحالية المنظمة‬
‫لعملية التماس االحسان العمومي؟ وعلى ضوء هذه االشكاالت ما هي ابرز‬
‫االصالحات التي يمكن انتظارها على مستوى تعديل النصوص القانونية المنظمة‬
‫لاللتماس االحسان العمومي؟‬
‫و من اجل معالجة االشكالية الجوهرية و االسئلة الفرعية‪ ،‬قررنا االشتغال بمقاربة‬
‫تؤدي الى تقسيم الموضوع الى مبحثين أساسين‪ ،‬و هما االطار القانوني للتماس‬
‫االحسان العمومي (المبحث االول)‪ ،‬اشكاالت وواقع ممارسة النصوص القانونية‬
‫المنظمة لإلحسان العمومي بالمغرب االمارات العربية المتحدة نموذجا(المبحث‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫التــــــــــــــــــــصميم‪:‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬االطار القانوني للتماس االحسان العمومي‬
‫المطلب االول‪ :‬مفهوم التماس االحسان العمومي‬
‫الفقرة االولى ‪:‬الهيئات المخول لها التماس االحسان العمومي‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسطرة طلب التماس االحسان العمومي‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬جزاء خرق مقتضيات قانون‪004.71‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط تنطيم عمليات جمع التبرعات من العموم حسب مشروع‬
‫قانون‪18.18‬ومراقبتها‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬شروط تنطيم عمليات جمع التبرعات‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة عمليات التبرعات واستخد مها‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬العقوبات حسب مشروع قانون ‪18.18‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اشكاالت وواقع ممارسة النصوص القانونية المنظمة لإلحسان‬
‫العمومي بالمغرب االمارات العربية المتحدة نموذجا‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬احصائيات الرخص الممنوحة للجمعيات حسب قانون ‪004.71‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬نموذج االمارات العربية المتحدة‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مواكبة المشرع المغربي للتبرع عبر االنترنيت‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اشكاالت واقع وممارسة االحسان العمومي بالمغرب‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اشكاالت ممارسة االحسان العمومي‬
‫خــــــــــــــــاتمة‬

‫‪3‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫المبحث االول ‪ :‬االطار القانوني للتماس االحسان العمومي‬

‫تعمد جهات معينة على جمع التبرعات كالجمعيات مثال وغيرها سواء كانت عبارة‬
‫عن اموال او مالبس او منتوجات‪ ,‬االمر الذي قد يكون محال لممارسات غير اخالقية‬
‫قبل ان تكون غير قانونية ‪ ,‬وقد عمل المشرع المغربي على تنظيم مسطرة محددة‬
‫لجمع التبرعات ‪,‬يتم من خاللها تقديم طلب الى االمين العام للحكومة الجهة الوحيدة‬
‫المخول لها االذن بالتماس االحسان العمومي لالطراف المححدة قانونا ‪,‬ونظرا لما‬
‫يمكن ان يعتري عملية التماس االحسان العمومي من خروقات فقد عمل المشرع‬
‫المغربي على تقرير جزاء مخالفة ومقتضيات القانون رقم ‪004.71‬‬

‫➢ المطلب االول ‪ :‬مفهوم التماس االحسان العموم‬

‫عمل القانون رقم ‪004.71‬والذي جاء في سبع مواد على اعطاء تعريف للمقصود‬
‫بالتماس االحسان العمومي ‪,‬والذي يخضع بموجب ذلك للمسطرة المحددة قانونا في‬
‫وجوب الحصول على اذن االمين العام للحكومة ‪ ,‬هذا وقد عرف التماس االحسان‬
‫العمومي في الفصل االول من القانون ‪ 004.71‬بكونه ‪ " 2‬كل طلب يوجه الى‬
‫العموم قصد الحصول بوسيلة ما و ال سيما االلتماسات وجمع االموال واالكتتبات‬
‫وبيع الشارات والحفالت والسهرات الراقصة واالسواق الخيرية والفرجات‬
‫والحفالت الموسيقية ) على اموال او اشياء او منتوجات تقدم كال او بعض لفائدة‬
‫مشروع خيري او هيئة او افراد اخرين بصرف النظر عن العاب اليانصيب الجارية‬
‫عليها نصوص خاصة بها‪.‬‬
‫ويمكن القول ان التعريف الذي اورده المشرع المغرب كان واضحا بما فيه الكفاية‬
‫في الداللة على معنى التماس االحسان العمومي ووسائله وموضوعه ‪,‬واالطراف‬
‫المستفيدة منه ‪.‬واعتبر المشرع المغربي بذلك التماس االحسان العمومي عبارة عن‬
‫طلب موجه للعموم‪ ,‬والذي قد يكون باي وسيلة من شانها ان تحقق الغاية من ذلك‪,‬‬
‫وقد اشار المشرع المغربي الى بعض هذه الوسائل التي جاءت على سبيل المثال‬
‫اوغيرها او منتوجات معينة كا االدوية او الجمع بينهما‪,‬كما حددالتعريف موضوع‬

‫‪ " _- 2‬كل طلب يوجه الى العموم قصد الحصول بوسيلة ما و ال سيما االلتماسات وجمع االموال واالكتتبات وبيع الشارات‬
‫والحفالت والسهرات الراقصة واالسواق الخيرية والفرجات والحفالت الموسيقية ) على اموال او اشياء او منتوجات تقدم كال‬
‫او بعض لفائدة مشروع خيري او هيئة او افراد اخرين بصرف النظر عن العاب اليانصيب الجارية عليها نصوص خاصة‬
‫بها‬
‫‪4‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫التماس االحس ان العمومي الذي ال يقتصر فقط على مجرد طلب الحصول على‬
‫االموال بل قد يكون موضوعا لطلب الحصول على اشياء مثل المالبس المشاريع‬
‫الخيرية اوهيئات معينة او افراد اخرين ‪ ,‬ويالحظ ان المشرع المغربي ال يمكن ان‬
‫يؤذن في التماس االحسان العمومي اال للمشاريع والهيئات و االفراد المتواجدة‬
‫مقرها بالمغرب و المؤسسة بصفة قانونية ‪,‬كما فعل بالنسبة لألشخاص الممكن ان‬
‫يؤذن لهم في التماس االحسان العمومي بموجب الفصل الرابع من قانون‬
‫‪004.71‬وهو ما سنقف عنده في الفقرة االولى ‪.‬‬

‫❖ الفقرة االولى ‪:‬الهيئات المخول لها التماس االحسان العمومي‬

‫لما يحيط حركة جمع االموال من مخاطر من شانها ان تستغل في استعماالت غير‬
‫مشروعة فقد كان المشرع المغربي شديد الحرص على تنظيم عملية التماس االحسان‬
‫العمومي من خالل اتباع مجموعة من المساطر بل عمد الى التحديد الدقيق لالطراف‬
‫التي يخول لها امكانيات االستفادة من التماس االحسان العمومي وذلك بموجب‬
‫الفصل الرابع من قانون ‪ 004.71‬و الذي جاء فيه " ال يمكن ان يؤذن في التماس‬
‫االحسان العمومي اال للمشاريع او الهيئات الموجودة مقرها بالمغرب و المؤسسة‬
‫بصفة قانونية ‪.‬‬
‫ويتضح من خالل منظومة الفصل الرابع من قانون ‪ 004.71‬ان المشرع المغربي‬
‫قصر امكانية االستفادة من التماس االحسان العمومي على االشخاص المعنوية‬
‫المؤسسة بصفة قانونية‪,‬اي طبقا للقانون المتعلق بحق تاسيس الجمعيات‪ 3،‬كما ذكر‬
‫المشاريع بصفة العموم وعليه فقد تكون تلك المشاريع اجتماعية او ثقافية او رياضية‬
‫او فنية ‪,‬كما اشترط المشرع ان تكون هذه الهيئات مؤسسة بالمغرب وهو ما يمنع‬
‫من امكانية استفادة الهيئات االجنبية ‪,‬اال ان االشكال يثمثل في وجود مقر الهيئة‬
‫بالمغرب لكن تكون مؤسسة من عناصر اجنبية ‪.‬‬
‫كما قد استثنى القانون رقم ‪ 004.71‬االفراد اي االشخاص الذاتيين من امكانية‬
‫االستفادة من التماس االحسان العمومي ‪ ,‬غير ان الواقع يبين عن وجود ممارسات‬
‫ال تستجيب لمقتضيات هذا القانون ‪,‬فغالبا ما يعمد بعض افراد الحي بصفتهم تلك‬
‫على جمع بعض التبرعات ‪ ,‬بهدف مساعدة بعض المرضى ا اقامة تظاهرات لجمع‬

‫‪ - 3‬منشوراالمين العام للحكومة رقم ‪ 2005|2‬بتاريخ‪ 2‬اغسطس ‪ 2005‬حول شروط ومسطرة البث في طلبات التماس‬
‫االحسان العمومي ص ‪321_320_319‬‬

‫‪5‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫المالبس او الكتب او جمع االموال بهدف اقتناء اضاحي العيد لبعض االسر ‪,‬ومما‬
‫ال شك فيه ان هكذا ممارسات تبين االضطالع بدورها كما يبين عن ارتفاع القاعدة‬
‫القانونية عن الواقع‪.‬‬

‫❖ الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة طلب التماس االحسان العمومي‬

‫ال يجوز تنظيم التماس االحسان العمومي او اعالنه او انجازه في الطريق واالماكن‬
‫العمومية ‪,‬او بمنازل االفراد من طرف اي شخص اال باذن من االمين العام للحكومة‬
‫‪ ,‬هذا االذن الذي يجب ان يكون محل طلب يوجه الى االمين العام للحكومة فماهي‬
‫البيانات الواجب ان تتوفر في هذا الطلب؟‬
‫يجب على كل جمعية مؤسسة بصفة قانونية يوجد مقرها بالمغرب ‪,‬ترغب في التماس‬
‫االحسان العمومي ان تضع عن طريق ممثلها المفوض من قبلها بصفة رسمية لهذا‬
‫الغرض طلبا للحصول على رخصة‪ 4‬بذلك مقابل وصل ‪,‬خمسة عشرة يوما على‬
‫االقل قبل تنظيم التظاهرة المزمع اقامتها وذلك وفق المسطرة التالية ‪:‬‬
‫✓ لدى عامل العمالة او االقليم التي ستنظم التظاهرة بها اذا كان لها طابع‬
‫محلي سواء على صعيد العمالة او االقليم‪.‬‬
‫✓ لدى ولي الجهة عندما يهم االلتماس اكثر من عمالة او اقليم في الجهة المعنية‬
‫✓ لدى االمين العام للحكومة اذا كانت التظاهرة لها طابع وطني‬
‫يبعث هذا الطلب ‪ ,‬الذي يجب ان يحدد طبيعة التظاهرة والغرض المخصص لالموال‬
‫المراد جمعها وتاريخ التظاهرة ومكان اجراءها‪ ,‬عن طريق ولي الجهة او العامل‬
‫المعني باالمر الى االمين العام للحكومة مشفوعا برايه في الموضوع‪,‬ومرفقا بوصل‬
‫اخر تجديد لمكتب الجمعية‪,‬ونسخة من بيانات المالية ‪,‬وبرنامج التظاهرة ‪ ,‬وهوية‬
‫وصفة االشخاص الذتين المكلفين بجمع االموال‪.‬‬
‫يقوم االمين العام للحكومة بمجرد توصله بالطلب ‪ ,‬بعرضه على انظار لجنة تتالف‬
‫من ممثلي السلطات الحكومية المكلفة بالمالية والداخلية والصحة واالتصال قصد‬
‫ابداء الراي فيه ‪.‬‬

‫‪ - 4‬المادة السادسة من المرسوم ‪ 2.09.677‬المتعلق بتنظيم األمانة العامة للحكومة الصادر بتاريخ ‪ 4‬جمادى االخرة‬
‫‪ 19(1431‬ماي ‪2010‬‬
‫‪6‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫وتجدر االشارة في هذا السياق ‪,‬الى ان كل طلب ثم ارساله دون ابداء اي تصريح‬
‫من قبل السلطة االدارية المحلية المختصة ‪,‬سيتعذر دراسته من قبل اللجنة الوزارية‬
‫السالفة الذكر‬
‫بعد دراسة الطلب من لدن اللجنة المذكورة اعاله‪ ,‬وبناء على رأيها‪,‬يقرر االمين العام‬
‫للحكومة منح رخصة التماس االحسان العمومي او عدم منحها ‪.‬‬
‫يرسل هذا القرار الى السلطات الحكومية المكلفة بالداخلية والمالية واالتصال ‪,‬كما‬
‫يرسل ايضا حسب الحالة اما مباشرة الى الشخص الذي قدم طلب التماس االحسان‬
‫العمومي ا والى الو الي او العامل المعني باالمر الذي يبلغ الجمعية المعنية باالمر‬
‫بذلك‪.‬‬
‫و جعل المشرع المغربي على غرار باقي التشريعات المقارنة‪ ،‬عملية التماس‬
‫اإلحسان العمومي مقترنة بترخيص من جهاز إداري‪ ،‬و حدد المشرع المغربي هذا‬
‫الجهاز في األمانة العامة للحكومة‪ ،‬و ذلك حسب منطوق الفصل االول من القانون‬
‫المتعلق بالتماس االحسان العمومي‪.‬و ذلك على عكس التشريعات المقارنة التي عينت‬
‫أجهزة أخرى‪ ،‬و كلفتها بمنح رخصة جمع التبرعات من العموم‪ ،‬مثال ذلك‬
‫الجمهورية التونسية منح اختصاص الترخيص لجمع التبرعات من العموم لرئيس‬
‫الحكومة‪ 5‬و باإلمارات العربية المتحدة منح اختصاص منح الرخص لجمع‬
‫‪6‬‬
‫التبرعات من العموم على المستوى االتحادي للهيئة العامة للشؤون اإلسالمية‪،‬‬
‫و يرجع باألساس منح اختصاص ترخيص التماس اإلحسان العمومي لألمانة العامة‬
‫للحكومة‪ ،‬كون هذه االخيرة من خالل تنظيمها الهيكلي تتوفر على مديرية الجمعيات‪،‬‬
‫و جعل القانون من اختصاص هذه المديرية التابعة لألمانة العامة للحكومة إعداد‬
‫النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالجمعيات‪ ،‬و منح رخص التماس االحسان‬
‫العمومي للجمعيات التي تقدمت بطلب للحصول على رخصة‪ 7،‬بهذا يتضح جليا أن‬
‫المشرع المغربي جعل ترخيص التماس اإلحسان العمومي مقترن بالجمعيات فقط‬
‫دون غيرها‪.‬‬
‫و على اعتبار أن المشرع المغربي جعل كل التماس لإلحسان العمومي مقترن‬
‫بالحصول على ترخيص من األمانة العامة للحكومة‪ ،‬فإن هذه القاعدة تعرف بعض‬

‫‪ - 5‬منشور الوزير األول عدد ‪ 3‬بتاريخ ‪ 14‬جانفي ‪ 2010‬المتعلق باالكتتابات العامة‪.‬‬

‫‪6https://government.ae/ar-AE/information-and-services/charity-and-humanitarian-work/ways-‬‬
‫‪of-doing-charity-in-the-uae/donating-and-raising-funds‬‬

‫‪ - 7‬المادة السادسة من المرسوم ‪ 2.09.677‬المتعلق بتنظيم األمانة العامة للحكومة الصادر بتاريخ ‪ 4‬جمادى االخرة‬
‫‪7‬‬
‫‪ 19(1431‬ماي ‪).2010‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫االستثناءات‪ ،‬و حددت الحاالت التي تستني من ترخيص االمين العام للحكومة في‬
‫نصوص قانونية متفرقة‪ ،‬و بالتالي سنستعرض الحاالت التي يمكن من خاللها‬
‫مباشرة جمع تبرعات دون الحاجة لترخيص من األمين العام للحكومة‪:‬‬
‫بموجب القانون المتعلق بالتماس اإلحسان العمومي تستني من نطاق الحاجة الى‬
‫الحصول على ترخيص السيد األمين العام للحكومة من أجل جمع التبرعات الحاالت‬
‫التالية ‪:8‬‬
‫التماس االحسان العمومي الذي يقوم به التعاون الوطني؛‬
‫التماس و جمع األموال من العموم بالطرق التقليدية؛‬
‫تستفيد الجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة و بناء على مرسوم الذي اضفى‬
‫عليها صفة المنفعة العامة من صالحية القيام مرة واحدة في السنة بصفة تلقائية دون‬
‫الحصول على ترخيص مسبق من األمين العام للحكومة‪ ،‬وهكذا يتم اطالق عملية‬
‫جمع التبرعات او تنظيم تظاهرة‪ ،‬لكن شريطة ان يتم التصريح بذلك لألمانة العامة‬
‫للحكومة ‪ 15‬يوم قبل تنظيم العملية التي سيتم من خاللها جمع التبرعات او تنظيم‬
‫‪9‬‬
‫التظاهرة‬
‫يستثني من الحصول على ترخيص االمين العام للحكومة كذلك كل التماس لإلحسان‬
‫العمومي يهدف الى جمع األموال من أجل بناء أو صيانة المساجد و الزوايا و جميع‬
‫األماكن التي يمارس فيها المسلمون شعائرهم دينية‪ ،‬لكن بالمقابل تكون صالحية‬
‫الترخيص في يد العامل المعني باألمر‪ ،‬و ذلك بعد استطالع رأي وزارة األوقاف و‬
‫الشؤون اإلسالمية‪.‬‬

‫❖ الفقرة الثالثة‪ :‬جزاء خرق مقتضيات قانون ‪004,71‬‬

‫ان جمع االموال واستخدامها الغراض غير مشروعة يظل احتماال واردا‪,‬فقد نص‬
‫المشرع على عقوبات زجرية تتمثل في عقوبات مالية‪ 9‬عبار ةعن غرمات تترواح‬
‫ما بين ‪ 200‬و ‪2000‬درهم عن تنظيم التماس االحسان العمومي دون الحصول على‬
‫اذن بذلك من طرف االمين العام للحكومة ‪,‬كمت يعاقب بنفس العقوبة عن عدم‬

‫‪ - 8‬الفصل الثاني من القانون ‪71‬ـ‪ 004‬المتعلق بالتماس االحسان العمومي‪.‬‬

‫‪ 9‬الفصل السادس من القانون التماس االحسان العمومي ‪004.71‬‬

‫‪8‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫االشارة في االعالن بالتماس االحسان العمومي لرقم االذن الممنوح من طرف‬

‫االمين العام للحكومة ‪.‬‬
‫هذا وقد تصل العقوبة الى الحبس ما بين شهر وستة اشهر او الرفع من الغرامة الى‬
‫ما بين ‪ 1000‬و ‪100.000‬في الحالة التي يكون فيها الغرض من التماس االحسان‬
‫العمومي التعويض عن الغرمات و الصوائر واالضرار الصادرة بها احكام قضائية‬
‫في مسائل جنائية او جنحية ‪.‬‬

‫➢ المطلب الثاني ‪ :‬شروط تنطيم عمليات توزيع و ايقاف التبرعات من العموم‬

‫حسب مشروع قانون‪18.18‬ومراقبتها‬

‫يعرض مشروع قانون ‪18.18‬المتعلق بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم‬

‫وتوزيع المساعدات الخيرية وذلك عن طريق عرض كيفية مراقبة عمليات جمع‬
‫التبرعات والجهة المشرفة ع لى ذلك‪ ،‬وشروط إيقافها‪ ،‬باإلضافة إلى شروط‬
‫توزيعها‪ ،‬وأخيرا العقوبات في حال اإلخالل بأحكام القانون‪.‬‬
‫❖ الفقرة االولى ‪ :‬شروط تنطيم عمليات توزيع التبرعات‬
‫حسب مشروع القانون ‪" 10‬تخضع كل عملية توزيع للمساعدات العينية ألغراض‬
‫خيرية من لدن كل جمعية أو شخص ذاتي‪ ،‬لتصريح مسبق لدى عامل العمالة أو‬
‫اإلقليم‪ ،‬المزمع توزيع المساعدات في دائرة نفوذه الترابي‪ ،‬وذلك عشرة أيام على‬
‫األقل قبل التاريخ المحدد للعملية‪.‬‬
‫ويمكن‪ ،‬في الحاالت التي تستدعي التدخل العاجل‪ ،‬أن يخفض األجل المذكور أعاله‬
‫إلى ‪ 48‬ساعة‪ ،‬بطلب من الجهة الموزعة وبعد موافقة عامل العمالة أو اإلقليم المعني‪.‬‬
‫في السياق‪" ،‬يمكن لعامل العمالة أو اإلقليم المعني‪ ،‬االعتراض على كل عملية توزيع‬
‫للمساعدات في دائرة نفوذه الترابي أو تأجيل تاريخها أو توقيفها‪ ،‬كلما تبين له أن‬
‫العملية المذكورة قد تمس بالنظام العام‪ ،‬أو تتزامن مع فترة انتخابات‪ ،‬أو تخل بأحد‬
‫الشروط والقواعد المتعلقة بعملية التوزيع المنصوص عليها في هذا القانون"‪.‬‬

‫‪ - 10‬المادة ‪ 30‬في الباب الخامس من مشروع قانون ‪ 18.18‬بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع‬
‫المساعدات ألغراض خيرية‬
‫‪9‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫ونصت المادة ‪ 35‬على أنه "يجب على الجهة التي قامت بتوزيع المساعدات ‪11‬على‬
‫العموم موافاة اإلدارة بتقرير مفصل حول سير عملية التوزيع‪ ،‬وذلك داخل أجل ال‬
‫يتعدى ثالثين (‪ )30‬يوما ابتداء من تاريخ االنتهاء من العملية"‪.‬‬
‫وأوكل مشروع القانون لعامل العمالة أو اإلقليم مهمة إعداد تقارير دورية بشأن‬
‫عمليات جمع التبرعات من العموم وأوجه استخدامها‪ ،‬وكذا كيفيات توزيع‬
‫المساعدات ألغراض خيرية‪ ،‬التي يتم تنظيمها في دائرة نفوذه الترابي‪ ،‬يرفعها إلى‬
‫السلطات الحكومية المعنية‪.‬‬

‫❖ الفقرة الثانية‪ :‬شروط ايقاف جمع التبرعات‬

‫منح مشروع القانون اإلدارة حق وقف ‪ 12‬جمع التبرعات للعموم في ست حاالت‬
‫وهي‪:‬‬
‫✓ عدم احترام الجهة المرخص لها لشروط الترخيص؛‬
‫✓ عدم احترام النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بدعوة العموم إلى التبرع‬
‫وجمع التبرعات؛‬
‫✓ حل الشخص االعتباري أو وفاة األشخاص الذاتيين الداعين إلى التبرع وجمع‬
‫التبرعات من العموم‪ ،‬حسب الحالة؛‬
‫✓ تحقيق أو زوال الغرض أو األغراض التي من أجلها يراد جمع التبرعات من‬
‫العموم؛‬
‫✓ صدور مقرر قضائي مكتسب لقوة الشيء المقضي به على أحد أعضاء الجهاز‬
‫المسير للجمعية المنظمة لعملية جمع التبرعات‪ ،‬من أجل إحدى الجنح أو‬
‫الجنايات المشار إليها في السابق‪ ،‬ما عدا إذا تم تعويضه داخل أجل ثالثين‬
‫(‪ )30‬يوما من تاريخ صدوره‪.‬‬

‫‪ - 11‬مشروع قانون ‪ 18.18‬بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع المساعدات ألغراض خيرية‬

‫‪ - 12‬المادة ‪ 26‬من مشروع قانون ‪ 18.18‬بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع المساعدات ألغراض خيرية‬
‫‪10‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫✓ صدور مقرر قضائي مكتسب لقوة الشيء المقضي به على أحد األشخاص‬
‫الذاتيين المرخص له بجمع التبرعات من العموم‪ ،‬من أجل إحدى الجنح أو‬
‫الجنايات المشار إليها في السياق ما عدا إذا تم تعويضه داخل أجل ثالثين‬
‫(‪ )30‬يوما من تاريخ صدور المقرر المذكور‪.‬‬
‫ويحق لإلدارة التقدم بطلب للمحكمة المختصة الستصدار أمر قضائي يحجز‬
‫التبرعات التي تم جمعها من العموم ومصادرتها لفائدة مؤسسة خيرية تحددها‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫❖ الفقرة الثالثة ‪ :‬مراقبة عمليات التبرعات و استخد مها‬

‫ينص مشروع القانون في بابه الرابع‪ ،‬على أنه "يجب على كل جهة دعت إلى التبرع‬
‫وجمع التبرعات من العموم موافاة اإلدارة بتقرير مفصل حول سير عملية جمع‬
‫التبرعات مع اإلشارة إلى مجموع األموال التي تم جمعها‪ ،‬بما فيها القيمة المالية‬
‫التقديرية للتبرعات العينية‪ ،‬وذلك داخل أجل أقصاه ثالثين (‪ )30‬يوما من تاريخ‬
‫نهاية العملية‪.‬‬
‫كما "يجب على كل جهة دعت العموم إلى التبرع وجمع التبرعات‪ ،‬موافاة اإلدارة‬
‫بتقرير مرفق بجميع الوثائق والمعلومات التي تثبت تخصيص مجموع األموال‬
‫المتبرع بها لتحقيق الغرض أو األغراض المعلن عنها‪ ،‬وذلك داخل أجل أقصاه‬
‫ثالثين (‪ ) 30‬يوما من تاريخ تحقيق الغرض أو األغراض المذكورة‪ ،‬مع مراعاة‬
‫‪13‬‬
‫المقتضيات المنصوص عليها بمدونة المحاكم المالية"‪.‬‬
‫وفي حالة تجاوز حصيلة التبرعات مليون درهم‪ ،‬يجب‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬اإلدالء‬
‫بتقرير مالي حول استخدام الحصيلة المذكورة‪ ،‬مصادق عليه من لدن خبير محاسب‬
‫مقيد في جدول هيئة الخبراء المحاسبين‪ ،‬يشهد بصحة الحسابات التي يتضمنها‪.‬‬
‫ونص مشروع القانون كذلك على أنه "يجب على الجهة التي دعت العموم إلى التبرع‬
‫وجمع التبرعات أن تحول‪ ،‬داخل أجل أقصاه ستين (‪ )60‬يوما‪ ،‬األموال المتبقية من‬
‫هذه التبرعات بعد تحقيق الغرض أو األغراض المخصصة لها‪ ،‬إلى مؤسسة خيرية‬
‫تحددها اإلدارة أو أي جمعية أو مؤسسة غير ربحية‪ ،‬وتخبر اإلدارة بذلك‪.‬‬

‫‪ - 13‬المادة ‪ 25/24/ 23‬من الباب الرابع مشروع قانون ‪ 18.18‬بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع‬
‫المساعدات ألغراض خيرية‬
‫‪11‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫❖ الفقرة الرابعة ‪ :‬العقوبات‬

‫جاء مشروع القانون بعدد من العقوبات المالية الزجرية‪ 14،‬في حال مخالفة األحكام‬
‫الواردة في مشروع القانون‪ ،‬وجاءت هذه العقوبات كما يلي‪:‬‬
‫✓ يعاقب بغرامة مالية من ‪ 50.000‬ألفا إلى ‪ 100.000‬ألف درهم عن كل‬
‫إخالل بمقتضيات من لهم الحق في جمع التبرعات‪ ،‬حسب ما جاء في المادة‬
‫الثالثة من مشروع القانون‪ ،‬والتي تنص على أنه "ال يجوز دعوة العموم إلى‬
‫التبرع إال من قبل جمعية أو عدة جمعيات مؤسسة بصفة قانونية ومسيرة طبقا‬
‫ألنظمتها األساسية"‪.‬‬
‫✓ يعاقب بغرامة من ‪ 100.000‬ألف إلى ‪ 500.000‬ألف درهم‪ ،‬المؤسسة‬
‫الصحفية أو اإلعالمية أو مؤسسة أو جهة أخرى كيفما كانت طبيعتها تنشر أو‬
‫تبث إعالنات تدعو العموم إلى التبرع وجمع التبرعات خالفا ألحكام هذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫✓ يعاقب بغرامة من‪ 10.000‬آالف إلى ‪ 50.000‬ألف درهم عن‪:‬‬
‫كل إخالل بمقتضيات شروط جمع التبرعات وتوجيهها؛ وعدم إيداع التبرعات في‬
‫الحساب المخصص لها والوارد؛ و عدم تحويل األموال المتبقية من عملية جمع‬
‫التبرعات بعد تحقيق الغرض أو األغراض المعلن عنها‪ ،‬داخل األجل المحدد‪.‬‬
‫كل عملية توزيع للمساعدات ألغراض خيرية دون التصريح المسبق بذلك لدى عامل‬
‫العمالة أو اإلقليم المعني‪ ،‬أو القيام بذلك خالفا للقرارات التي يتخذها عامل العمالة‬
‫أو اإلقليم المعني بشأنها‪.‬‬
‫✓ يعاقب بغرامة من ‪ 5000‬إلى ‪ 10‬آالف درهم عن‪:‬‬
‫كل إغفال إلحدى المعلومات التي يجب أن يتضمنها اإلعالن عن جمع التبرعات‪.‬‬

‫‪ - 14‬المادة ‪ 44/43/ 42/ 41/40/39‬من الباب السادس مشروع قانون ‪ 18.18‬بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم‬
‫وتوزيع المساعدات ألغراض خيرية‬
‫‪12‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫وكل شخص يشارك في جمع التبرعات من العموم‪ ،‬وال يحمل توكيال اسميا تسلمه‬
‫له الجهة الداعية إلى التبرع‪ ،‬يتضمن بياناته‪.‬‬
‫وعدم موافاة اإلدارة بالتقرير المفصل الوارد أو بالتقرير المالي والوثائق والمعلومات‬
‫الواردة الخاصة بجمع التبرعات‪.‬‬
‫وعدم تزويد اإلدارة بجميع المعلومات والوثائق المتعلقة بعملية توزيع المساعدات‬
‫أو رفض الخضوع للمراقبة أو رفض موافاة اإلدارة بالتقرير المفصل حول سير‬
‫عملية توزيع المساعدات‪.‬‬
‫ونص مشروع القانون أنه‪ ،‬يجب على المحكمة أن تحكم مصادرة أموال التبرعات‬
‫في حال وقوع المخالفات‪ ،‬مع مراعاة حقوق الغير حسن النية‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 44‬من باب العقوبات على تضاعفها في حالة العود‪.‬‬
‫ويعتبر في حالة العود كل من سبق الحكم عليه من أجل إحدى المخالفات المنصوص‬
‫عليها في هذا الباب بمقرر قضائي مكتسب لقوة الشيء المقضي به ثم ارتكب مخالفة‬
‫مماثلة قبل مضي أربع سنوات من تمام تنفيذ تلك العقوبة أو تقادمها‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اشكاالت وواقع ممارسة النصوص القانونية المنظمة لإلحسان‬

‫العمومي بالمغرب ‪،‬االمارات العربية المتحدة نموذجا‬
‫ان الحديث عن االشكاالت واقع ممارسة االحسان العمومي تقتضي بنا انزاله على‬
‫ارض الواقع من اجل الكشف عن احصائيات المتعلقة بالرخص الممنوحة للجمعيات‬
‫حسب قانون ‪ ،004.71‬حيث يبرز لنا مواكبة المشرع المغربي لعملية التبرع ومدى‬
‫ضعف اليات مراقبة االموال التي يتم تحصليها بمناسبة التماس االحسان العمومي‪.‬‬

‫➢ المطلب االول‪ :‬احصائيات الرخص الممنوحة للجمعيات حسب قانون‬

‫‪004.71‬‬
‫نستعرض بداية بعض اإلحصائيات المتعلق برخص الممنوحة للجمعيات بخصوص‬
‫التماس اإلحسان العمومي‪ ،‬حيث كشف التقرير الصادر عن االمانة العامة للحكومة‬
‫الذي تم من خالله الكشف عن حصيلة نشاط االمانة العامة للحكومة خالل الوالية‬

‫‪13‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫التشريعية التاسعة‪ 15،‬أي الفترة الممتدة من فاتح يناير ‪ 2012‬الى ‪ 31‬دجنبر ‪،2016‬‬
‫حيث منح خالل هذه الفترة األمين العام للحكومة ‪ 130‬رخصة لاللتماس اإلحسان‬
‫العمومي‪ 79 ،‬من اصل ‪ 130‬رخصة منحت لتظاهرات على المستوى الوطني‪ ،‬و‬
‫‪ 12‬رخصة من أصل ‪ 130‬للتظاهرات نظمت على مستوى الجهة‪ ،‬و ‪ 39‬رخصة‬
‫من أصل ‪ 130‬للتظاهرات نظمت على المستوى المحلي‪ ،‬و كانت سنة ‪ 2015‬هي‬
‫المتصدرة من حيث عدد الرخص التي تم توزيعها بمناسبة التماس االحسان العمومي‬
‫ب ‪ 36‬رخصة‪ ،‬و كشف التقرير كذلك ان الجمعيات التي تم ترخيص لها بالتماس‬
‫اإلحسان العمومي في الفترة الممتدة من فاتح يناير ‪ 2012‬الى ‪ 31‬دجنبر ‪2016‬‬
‫توجد مقارها ب ‪ 12‬المدينة فقط و هي ( الرباط‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬فاس‪ ،‬القنيطرة‪،‬‬
‫المحمدية‪ ،‬مراكش‪ ،‬تارودانت‪ ،‬ورززات‪ ،‬بني مالل‪ ،‬إنزكان‪ ،‬سال ‪ ،‬مكناس‪.).‬‬
‫بعد استعراض االحصائيات المرتبطة برخص التي منحها األمين العام للحكومة من‬
‫أجل التماس االحسان العمومي‪ ،‬التي توضح بشكل ملموس ان عدد الرخص التي‬
‫منحها االمين العام للحكومة من اجل التماس االحسان العمومي ال تعكس الممارسة‪،‬‬
‫اذ ال يكاد يمر يوم واال و يتم اطالق حمالت من أجل جمع التبرعات من العموم‪،‬‬
‫مما يدفعنا للتساؤل عن الوضعية القانونية لألشخاص الذين يطلقون هذا النوع من‬
‫الحمالت‪ ،‬و من اجل ذلك البد لنا ان نكشف عن االشكاالت المرتبطة بالنصوص‬
‫القانونية الحالية المنظمة لاللتماس االحسان العمومي‪.‬‬
‫فإذا كانت النصوص القانونية المنظمة لعملية التماس اإلحسان العمومي‪ ،‬سواء‬
‫القانون المتعلق باإلحسان العمومي الصادر سنة ‪ ،1971‬أو المرسوم التطبيقي‬
‫الصادر بشأن القانون السالف الذكر الصادر هو األخر سنة ‪ ،2005‬قد عملوا على‬
‫تنظيم جميع الجوانب المحيطة بعملية التماس االحسان العمومي‪ ،‬بداية بتحديد مفهوم‬
‫التماس االحسان العمومي‪ ،‬و انتقال لتنظيم المسطر الواجب سلكها من أجل الحصول‬
‫على ترخيص‪ ،‬نهاية بتحديد الجزاءات التي تنتظر كل من أخل بالمقتضيات القانونية‬
‫المنظمة لعملية إلتماس االحسان العمومي‪.‬‬
‫غير أن الواقع و الممارسة اليوم تعكس لنا مدى تجاوز النصوص القانونية المنظمة‬
‫لعملية التماس اإلحسان العمومي‪ ،‬و ذلك راجع باألساس لتحوالت التي يعرفها‬
‫المجتمع‪ ،‬و باعتبار القاعدة القانونية تعمل على مواكبة التطورات التي تحصل على‬
‫مستوى المجتمع تظهر الحاجة الماسة في تعديل المقتضيات القانونية المنظمة لعملية‬

‫‪ - 15‬تقرير صادر عن االمانة العامة للحكومة بخصوص حصيلة نشاط االمانة العامة للحكومة خالل الوالية التشريعية‬
‫التاسعة و أفاق عملها‪ ،‬ص ‪52‬ـ‪.53‬‬

‫‪14‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫جمع التبرعات من العموم‪ ،‬و يمكن إبراز أهم االختالالت التي تصاحب النص‬
‫الحالي في فكرتين أساسيتين‪ ،‬و هما ‪:‬‬
‫✓ حصر الجهة المرخص لها القيام بالتماس االحسان العمومي في الجمعيات ‪.‬‬
‫✓ ضعف اليات مراقبة االموال المحصلة خالل جمع التبرعات‪.‬‬
‫فالنصوص القانونية المنظمة لعملية التماس اإلحسان العمومي جعلت ترخيص القيام‬
‫بجمع التبرعات مقترن بالجمعيات فقط ال غير‪ ،‬لكن الواقع و الممارسة يعكس تنظيم‬
‫تظاهرات لجمع التبرعات من قبل اشخاص طبيعيين و بدون ترخيص‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل استخدام الشبكة المعلوماتية و عبر وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬أو عن طريق‬
‫استخدام وسائل االتصال السمعي البصري من خالل بث برامج لجمع التبرعات‬
‫لفائدة حاالت انسانية تعاني من مشاكل صحية او من عوز مادي و ذلك دون ذكر‬
‫لرقم إذن االمين العام للحكومة‪.‬‬
‫و أمام هذا التطور في اساليب جمع التبرعات من العموم تظهر إشكالية جوهرية‪ ،‬و‬
‫مفادها كيف يمكن ان يتم التوفيق بين متطلبات جمع االموال لفائدة حاالت انسانية‬
‫تعاني من المرض أو العسر من خالل االستحضار الجانب االنساني‪ ،‬ومتطلب‬
‫ضرورة تطبيق و احترام القانون المتعلق بجمع التبرعات من العموم‪ ،‬خاصة و أنه‬
‫جل الحمالت التي يتم إطالقها لجمع التبرعات سواء عبر االنترنيت من خالل وسائل‬
‫التواصل االجتماعي أو وسائل االتصال السمعي البصري و التي يقودها أشخاص‬
‫طبيعيون ‪ ،‬تكون بهدف جمع التبرعات لحاالت مرضية( اطفال‪ ،‬نساء‪ ،‬مسنين‪،)..‬‬
‫أو جمع التبرعات لفائدة عائلة معسرة ال تتوفر على النفقات الالزمة للعيش‪ ،‬و بالتالي‬
‫يلعب نشطاء مواقع التواصل االجتماعي دور الوسيط االلكتروني‪ ،‬و المشرع‬
‫المغرب لم يواكب الى حد االن هذا التطور الذي اصبح يصاحب عملية التبرع التي‬
‫أصبحت تتم عبر االنترنيت‪.‬‬

‫❖ الفقرة األولى‪ :‬نموذج االمارات العربية المتحدة‬

‫‪15‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫المشرع باإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ذهب في اتجاه عكسي حيث جاء في قانون‬
‫مكافحة جرائم تقنية المعلومات‪:‬‬
‫" أن جمع التبرعات عبر وسيط إلكتروني بدون ترخيص يؤدي إلى معاقبة الوسيط‬
‫بالحبس الذي يصل الى حد ‪ 3‬سنوات‪ ،‬و غرامة مالية ال تقل عن ‪ 250 000‬درهم‬
‫‪16‬‬
‫اماراتي دون أن تتجاوز ‪ 500 000‬درهم اماراتي‪.‬‬
‫و مواكبة لتطور عملية التبرع باإلمارات العربية المتحدة التي أصبحت تتم عبر‬
‫االنترنيت تم إحداث خدمة التبرع االلكتروني‪ ،‬و ذلك تحت إشراف الهيئة العامة‬
‫للشؤون اإلسالمية و األوقاف‪ ،‬و توفر هذه الخدمة مجموعة من الخيارات للمتبرع‪،‬‬
‫حيث تعطيه فرصة اختيار المجال الذي يريد ان يتبرع فيه بأمواله ( فرش المساجد‪،‬‬
‫طباعة القرآن الكريم‪ ،‬سقيا الماء‪ ،)...‬و عند اختيار المجال يحدد المتبرع قيمة المبلغ‬
‫الذي سيدفعه‪ ،‬و يؤدي إما عن طريق الدرهم االلكتروني أو عن طريق البطاقة‬
‫‪17.‬‬
‫االلكترونية‬

‫❖ الفقرة الثانية ‪ :‬مواكبة المشرع المغربي للتبرع عبر االنترنيت‬

‫تعتبر مسألة مواكبة المشرع المغربي لعملية التبرع عبر االنترنيت مهمة لثالثة‬
‫اعتبارات‪:‬‬
‫‪ 1‬حماية المتبرع حسن نية الذي تبرع بأمواله دون تأكد من صحة و صدق الحالة‬
‫موضوع دعوة أو الترويج عبر االنترنيت؛‬
‫‪ 2‬ضرورة تدخل المشرع في تنظيم التبرع عبر االنترنيت تأتي كذلك العتبارات‬
‫أمنية ‪ ،‬حيث من الممكن أن يتم تحويل األموال المتبرع بها لدعم أنشطة إرهابية؛‬
‫‪ 3‬معاقبة كل من خولت له نفسه استغالل حسن نية المتبرعين من اجل االحتيال‪،‬‬
‫وذلك تحت حجة دعم حاالت انسانية حرجة‪.‬‬

‫‪ - 16‬المادة ‪ 27‬من المرسوم بقانون اتحادي بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات‪.‬‬

‫‪17 -https://www.awqaf.gov.ae/ar/edonation‬‬

‫‪16‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫ومن خالل ما سبق‪ ،‬سيؤدي تعديل المقتضيات القانونية المنظمة لعملية التبرع‪ ،‬الى‬
‫حماية مصالح المتبرع و المتبرع عليه‪ ،‬و كذلك الحفاظ على االمن العام من مخاطر‬
‫التي يمكن تترتب عن تحويل األموال المحصل عليها خالل‬
‫جمع التبرعات لدعم االنشطة االرهابية‪ ،‬حيث سيؤدي ذلك الى المس باستقرار‬
‫الدولة‪.‬‬
‫و بالنظر لكون كما سبق و االشارة اليها أصبحت تستخدم وسائل االتصال السمعي‬
‫البصري من اجل جمع التبرعات‪ ،‬و ذلك عن طريق بث برامج لجمع التبرعات‬
‫لفائدة حاالت انسانية تعاني من مشاكل صحية او من عوز مادي و ذلك دون ذكر‬
‫لرق م إذن االمين العام للحكومة‪ ،‬و هنا يجب أن نستحضر الطريقة التي يتم التعامل‬
‫بها في هذه الحالة‪ ،‬و بالتالي يجب استحضار قرار الهيئة العليا لالتصال السمعي‬
‫البصري الصادر سنة ‪،2017‬و ذلك بوصفها الهيئة المكلفة بضبط و تقنين قطاع‬
‫االتصال السمعي البصري‪.‬‬

‫➢ المطلب الثاني‪ :‬اشكاالت واقع وممارسة االحسان العمومي بالمغرب‬

‫❖ الفقرة االولى‪ :‬إشكاالت االحسان العمومي‬

‫من إشكاالت واقع ممارسة االحسان العمومي بالمغرب‪ ،‬هي إشكالية ضعف أليات‬
‫مراقبة األموال التي يتم تحصيلها بمناسبة التماس اإلحسان العمومي‪.‬‬
‫حيث أنه لم يتطرق القانون المتعلق بالتماس اإلحسان العمومي أو المرسوم التطبيقي‬
‫الصادر بشأنه لألليات المعتمدة للمراقبة األموال المحصلة بمناسبة ترخيص التماس‬
‫اإلحسان العمومي‪ ،‬و تم ترك المهمة للمنشور المشترك الصادر عن وزير الداخلية‬
‫و األمين العام للحكومة‪ 18‬و جاء في هذا المنشور على أنه تلتزم الجمعيات التي‬
‫استفادت من ترخيص لاللتماس االحسان العمومي برفع تقرير الى االمين العام‬
‫للحكومة‪ ،‬و ذلك عن طريق السلطة اإلدارية المحلية‪ ،‬و يشمل هذا التقرير معلومات‬
‫مفصلة حول حصيلة عملية جمع التبرعات أو التظاهرة‪ ،‬إضافة إلى بيان للمداخيل‬

‫‪ - 18‬تقرير صادر عن االمانة العامة للحكومة بخصوص حصيلة نشاط االمانة العامة للحكومة خالل الوالية التشريعية‬
‫التاسعة و أفاق عملها‪.‬‬
‫‪17‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫المحصل عليها و طرق صرفها‪ ،‬و يكون بيان المداخيل مدعم بالوثائق المحاسبية‬
‫التي تشفع صحة المبالغ التي تم تحصيلها‪.‬‬
‫و من أجل مراقبة االموال التي يتم تحصيلها لبناء أو صيانة المساجد تلتزم الجمعيات‬
‫بوضع المبالغ المحصل عليها بالحساب البنكي الخاص بالجمعية‪.‬‬

‫فاألليات التي وضعها المنشور الصادر بشكل مشترك بين وزير الداخلية ‪ 19‬و االمين‬
‫العام للحكومة لن يكون بوسعها بسط رقابة شاملة و مؤمنة على االموال التي تتلقاها‬
‫الجمعيات بمناسبة التماس االحسان العمومي‪ ،‬لدى يجب ان تأخذ التعديالت المرتقبة‬
‫للنصوص القانونية المنظمة لاللتماس االحسان العمومي‪ ،‬خلق أليات تسمح بتتبع و‬
‫مراقبة عملية جمع التبرعات و طرق صرف مداخيل التبرعات‪ ،‬و اعتماد وسائل‬
‫اداء لها قوة إثباتية عند التبرع (التحويل البنكي‪ ،‬الشيك‪ ،‬االداء بالبطاقة البنكية)‪ ،‬و‬
‫االبتعاد عن التبرع باألموال بطريقة التقليدية من خالل تحويل االموال بطريقة يدوية‬
‫من يد المتبرع الى يد امين مال الجمعية‪.‬‬

‫‪ - 19‬منشور مشترك رقم ‪ 2010/1‬بين وزير الداخلية و االمين العام للحكومة الصادر بتاريخ ‪ 14‬يوليو ‪2010‬‬

‫‪18‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتمة‬
‫نستخلص مما سبق ان االطار القانوني لجمع التبرعات بالمغرب ‪,‬قد يدفع الكثير من‬
‫الحذر اثناء القيام بهذه الحمالت‪،‬فالقانون يؤكد على ضرورة نيل الجمعيات المغربية‬
‫وليس االفراد ترخيص االحسان العمومي من االمانة العامة للحكومة ‪،‬واالستثناء‬
‫يكون في ثالث حاالت فقط ما يخص بناء و اصالح المساجد و مؤسسات التعاون‬
‫الوطني ثم الجمعيات الحاصلة على المنفعة العامة غير انها هي االخرى مطالبة‬
‫بالقيام بمثل هذه المبادرة مرة واحدة في السنة مع التصريح المسبق لالمين العام‬
‫للحكومة بمشاريعها ‪.‬‬

‫اال ان امكانية حجز الدولة الموال التبرعات التي ال تحترم مسطرة االحسان العمومي‬
‫يدفع الى المطالبة بتبسيط اليات هذه المسطرة في زمن سهل فيه االنترنيت الكثير‬
‫من االجراءات‪.‬‬

‫والغاية من جمع التبرعات وتحصليها هو الوصول الي اهداف انسانية مشروعة من‬
‫اجل تـأطير هذ ا الهدف واالحاطة به بغيت تشجيع المبادرا ت االنسانية من شانها‬
‫تقوية وتعزيز دور المجتمع المدني في بلوغ اهدافه الخيرية واالجتماعية دون اغفال‬
‫التحديات واالشكاال التي تواجهها البالد‪.‬‬

‫‪19‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫نصوص قانونية‪:‬‬

‫✓ مدونة الحريات العامة مختلف النصوص التشريعية والتنظمية المتعلقة‬

‫بالجمعيات والتجمعات العمومية جمع وتنسيق ذ زكرياء العماري ذ باحث‬
‫بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء‪..‬‬
‫✓ المرسوم ‪ 2.09.677‬المتعلق بتنظيم األمانة العامة للحكومة الصادر بتاريخ‬
‫‪ 4‬جمادى االخرة ‪ 19(1431‬ماي ‪.)2010‬‬
‫✓ منشور الوزير األول عدد ‪ 3‬بتاريخ ‪ 14‬جانفي ‪ 2010‬المتعلق باالكتتابات‬
‫العامة‪.‬‬
‫✓ القانون ‪ 004.71‬المتعلق بالتماس االحسان العمومي‪.‬‬
‫✓ مشروع قانون ‪ 18.18‬بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع‬
‫المساعدات ألغراض خيرية‬
‫✓ المرسوم بقانون اتحادي بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات‬
‫تقارير االمانة العامة للحكومة‪:‬‬

‫✓ تقرير صادر عن االمانة العامة للحكومة بخصوص حصيلة نشاط االمانة‬

‫العامة للحكومة خالل الوالية التشريعية التاسعة و أفاق عملها‪ ،‬ص ‪52‬ـ‪.53‬‬
‫✓ تقرير صادر عن االمانة العامة للحكومة بخصوص حصيلة نشاط االمانة‬
‫العامة للحكومة خالل الوالية التشريعية التاسعة و أفاق عملها‪.‬‬

‫‪20‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫منشورات‪:‬‬

‫✓ منشور مشترك رقم ‪ 2010/1‬بين وزير الداخلية و االمين العام للحكومة‬

‫الصادر بتاريخ ‪ 14‬يوليو ‪.2010‬‬
‫✓ منشور االمين العام للحكومة رقم ‪ 2005|2‬بتاريخ‪ 2‬اغسطس ‪ 2005‬حول‬
‫شروط ومسطرة البث في طلبات التماس االحسان العمومي ص‬
‫‪ 321_320_319‬من مدوانة الحريات العامة‪.‬‬

‫مقاالت‪:‬‬
‫✓ ايت الشيخ محمد كريم ‪:‬االحسان العمومي بين النص و الممارسة باحث‬
‫بسلك ماستر العلوم االدارية و المالية كلية العلوم القانونية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية السويسي الرباط‪.‬‬

‫أطروحات‪:‬‬
‫✓ عبد العزيز الدحماني ‪:‬رهانات المجتمع المدني في ضوء متغيرات‬
‫النظام الدستوري المغربي ‪.‬اطروحة الدكتورةفي القانون العام والعلوم‬
‫السياسية‪,‬بجامعة محمد الخامس بالرباط ‪,‬كلية العلوم القانونيةو‬
‫االقتصادية واالجتماعيةبسال‪,‬السنة الجامعية ‪2017*2016‬‬
‫مواقع الكترونية ‪:‬‬
‫‪✓ https://government.ae/ar-AE/information-and-‬‬
‫‪services/charity-and-humanitarian-work/ways-of-doing-‬‬
‫‪charity-in-the-uae/donating-and-raising-funds‬‬
‫‪✓ https://www.awqaf.gov.ae/ar/edonation‬‬

‫‪21‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫الــــــــــــــــــــــــــفهرس‬

‫مقدمة ‪1.......................................................................................‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬االطار القانوني للتماس االحسان العمومي ‪4........................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬مفهوم التماس االحسان العمومي ‪9.....................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪:‬الهيئات المخول لها التماس االحسان العمومي ‪5.....................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسطرة طلب التماس االحسان العمومي ‪6.............................‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬جزاء خرق مقتضيات قانون‪9..................................004.71‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط تنطيم عمليات جمع التبرعات من العموم حسب مشروع‬
‫قانون‪18.18‬ومراقبتها ‪9...................................................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬شروط تنطيم عمليات جمع التبرعات ‪10...............................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة عمليات التبرعات واستخد مها ‪12................................‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬العقوبات حسب مشروع قانون ‪13.............................18.18‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اشكاالت وواقع ممارسة النصوص القانونية المنظمة لإلحسان‬

‫العمومي بالمغرب واالمارات العربية المتحدة نموذجا‪15..............................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬احصائيات الرخص الممنوحة للجمعيات حسب قانون‬

‫‪16.....................................................................................004.71‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬نموذج اإلمارات العربية المتحدة‪18.....................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مواكبة المشرع المغربي للتبرع عبر االنترنيت‪19......................‬‬

‫‪22‬‬
 ‫اإلطار القانوني للتبرعات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اشكاالت واقع وممارسة االحسان العمومي بالمغرب‪19.........‬‬

‫الفقرة االولى‪:‬إشكاالت اإلحسان العمومي‪20.............................................‬‬
‫الخ‪21...........................................................................................‬‬
‫المراجع‪24.....................................................................................‬‬
‫الفهرس‪23.....................................................................................‬‬

‫‪23‬‬