Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 26

‫جامعة السلطان إدريس التربوية‬

‫‪BAS3123‬‬
‫كلية اللغات واالتصاالت‬
‫عمل المجموعة‬
‫الموضوع ‪ :‬جمهرة أشعار العرب دراسة أسلوبية‬
‫مجموعة ‪B‬‬
‫اسم المحاضر ‪ :‬الفاضل األستاذ محمد نظري بن اتوه‬
‫الرقم الجامعي‬ ‫اسم الطالب‬
‫‪D20171078986‬‬ ‫‪ )1‬محمد خليل بن محمد زمري‬

‫‪D20171078968‬‬ ‫‪ )2‬محمد ذكي فرحان بن مد جا حسن‬

‫‪D20171078966‬‬ ‫‪ )3‬محمد نظرين أفيق بن محمد نصير‬

‫‪D20171078938‬‬ ‫‪ )4‬محمد عز الدين بن تومفغ‬

‫‪D20162076249‬‬ ‫‪ )5‬ما بين‬

‫‪1‬‬
‫مــــقــدمــــة‬
‫الحمد هلل الذي بنعمته نتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على من أوتي جوامع الكلم‬
‫وبدائع الحكم‪ ،‬وفصل الخطاب‪ ،‬سيدنا محمد “ صلى هللا عليه وسلم ” خير ولد‬
‫عدنان‪ ،‬وعلى آله وصحبه الهادين المهديين ومن تبعهم بإحسان وفضل إلى يوم‬
‫الدين‪ ،‬آما بعد‪:‬‬
‫ان الشعر الجاهلي وما يزإل منبعآ ثريأ ومعينا ال ينضب للدراسة والبحث‪ ،‬لما‬
‫ينطوي عليه من لغة فنية‪ ،‬وكثافة داللية‪ ،‬وتناغم ايفاعي بين وحدادته المكونة له‪،‬‬
‫وانتفاء متميز لمفرداته وتراكيبه وصوره‪ ،‬ولعل هذا ما أثار فى نفسى دراسة‬
‫النص الجاهلى دراسة تطبيقية للمنهج األسلوبي على شعر جمهرة آشعار العرب‬
‫في الجاهلية واإلسالم‪ ،‬التي تعد من أقدم المجموعات الشعرية التي وصلت إلينا‪،‬‬
‫وجمعها أبو زيد القرشي المتوفى في أوائل الفرن الرابع الهجري‪ ،‬وقد تبوأت‬
‫الجمهرة مكانة مرموقة في الدراسات األدبية والنقدية القديمة والحديثة‪ ،‬كما مثلت‬
‫الحياة الجاهلية‪ ،‬ووصفته' وحاورتها‪ ،‬ودارت‪ ،‬مع األيام واألحداث‪ ،‬وعالقات‬
‫القبائل مع بعضها البعض‪ ،‬وبملوك الحيرة والغساسنة‪ ،‬ومثلت الحياة االجتماعية‬
‫خير تمثيل‪ ،‬وكشفت‪ ،‬عن البيئة‬
‫الجغرافية‪.‬‬
‫وتمثل جمهرة أشعار العرب إحدى المنتخبات الشعرية المهمة فى ترإث العرب‬
‫الشعري؛ فهي من أقدم المجموعات الشعرية في الشعر العربي التي مثلت روح‬
‫ذوق ذلك العصر ‪ ،‬لذا كان اهتمام القدامى بها كبيرإ‪ ،‬وذلك بالنظر في تلك‬
‫الدواوين الشعرية واختيار جيد النصوص فيها بحثا عن القيمة الفنية والجمالية‬
‫وإبقائها حية مدى األزمان‪ ،‬والعصور سعيا منهم فى الحفاظ على تراثهم األدبي‬
‫متبعين طريقة التنقيب و التلقي و القراءة في اختياراتهم سواء أكانت هذه المناهج‬
‫قائمة على الذوق أو على الغرض الشعري‪.‬‬
‫وكتاب الجمهرة هو أحد تلك المنتخبات التي اتبعت المنهج التاريخي والفني‬
‫واللغوي لالرتقاء بالنصوص نحو األفضل واستنطاق ما جاءت فيها من جماليات‬
‫على اختالف الزمن لتلك القصائد‬
‫‪2‬‬
‫والمالحظ أن كتب المختارات تصور البعد الفكري والذوقي لدى أصحابها الختيار‬
‫النصوص المتماسكة فى أنساقها و ترابط أجزائها‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أسباب اختيار البحث‬
‫‪ -1‬القيمة األدبية لديوان الجمهرة فهو مصدر أدبي أصيل يسد فرإغآ في المكتبة‬
‫العريية‪ ،‬وذلك لما تضمنه من قصائد تفرد في روايتها‪ ،‬ولم ترد في غيره من‬
‫المجمعات الشعرية‪.‬‬
‫‪ -2‬عزوف كثير من طالب الدراسات العليا عن دراسة أدبنا الجاهلي إما لصعوبة‬
‫مادته ونصوصه‪ ،‬أو رغبة فى سرعة اإلنجاز وسهولة البحث‪ ،‬لذلك آثرت أن‬
‫أغامر وأخوض لجج النص الجاهلي‪ ،‬رغم مشاق هذا المسلك‪ ،‬وقد وجدت في‬
‫ديوان جمهرة أشعار العرب منارة أنطلق منها لدراسة نص جاهلي قديم‪ ،‬حيث‬
‫وجدته مشبعا بالدالالت المتعددة‪ ،‬والجماليات الفريدة التي تأسر لب القارئ وتزيده‬
‫إمتاعا لذلك آثرت أن أغامر وأخوض لجج النص الجاهلي‪ ،‬رغم مشاق هذا‬
‫المسلك لكن وفق منهج من المناهج الحديثة‪.‬‬
‫‪ -3‬حاجة ديوان الجمهرة إلى دراسة أسلوبية تكشف عن جماليات النص الشعري‪،‬‬
‫من خالل سبر أغواره‪ ،‬وتشريح نصوصه‪ ،‬وفك رموز تأثير بنياته ذات الهيمنة‬
‫األسلوبية على بقية بنيات النص األخرى‪ ،‬فالدراسات األسلوبية خير وسيلة لتجليه‬
‫قيمة النص األدبي‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة إعطاء أدبنا وتراثنا النقدي أهمية فائقة تليق بمقامه من خالل دراسته‬
‫وتحليله‪ ،‬واستخراج أهم أفكاره سعيا في إحياء التراث و‬
‫موضوعاته‪.‬‬
‫‪ -5‬قلة الدراسات األسلوبية في المختارات الشعرية عامة وكتاب الجمهرة خاصة‪،‬‬
‫ومن الطبيعي أن تلعب المختارات دورا هاما في الحركة األدبية‬
‫والنقدية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‬

‫‪4‬‬
‫التعريف بالكاتب‬
‫هو أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي رإوية وعالم بالشعر صنف "جمهرة‬
‫أشعار العرب في الجاهلية واإلسالم" وبالرغم من الشهرة التي حظى بها كتاب‬
‫الجمهرة من بين كتب المختارات الشعرية‪ ،‬إال أن هناك غموضا حول ترجمته فقد‬
‫قال عنه محقق الجمهرة محمد علي الهاشمى في مقدمة التحقيق أنه " رجل مغمور‬
‫مجهول لم يعرف سوى بجمهرته هذه‪ ،‬وليس له وجود في كتب الطبقات والرجال‪،‬‬
‫فقد سكتت عن ترجمته كتب التراجم على اختالف أنواعها‪ ،‬فلم يرد له ذكر أو‬
‫إشارة في كتب ترإجم المحدثين ورواة الحديث‪ ،‬وال في ترإجم اللغويين‬
‫والنحويين‪ ،‬وإل في تراجم الشعراء واألدباء‪ ،‬وال في تراجم مؤلفي الكتب وجامعي‬
‫الدواوين ‪.‬‬

‫أن هناك خالقا كبيرا دار حول العصر الذي عاش فيه مؤلف الجمهرة‪ ،‬حيث‬ ‫كما ّ‬
‫لم يعرف القرشي إال حين أشار إليه ابن رشيق (ت ‪463‬هـ) في كتابه العمدة فقد‬
‫ذكره ثالث مرات في باب المشاهير من الشعراء‪ ،‬وباب في القطع والطويل باسم‬
‫محمد بن أبي الخطاب مرة‪ ،‬ومرتين بابن أبى الخطاب حيث نسب الجمهرة إلى‬
‫محمد بن أبى الخطاب ‪ ،‬ونقل عنه السيوطي (ت‪911‬هـ) ذلك بنصه في كتابه‬
‫المزهر في سياق باب المشاهير من الشعراء‪ ،‬كما ذكره عبد القادر البغدادي (ت‬
‫‪1093‬هـ) في خزانته ست مرات مرتين باسمه وأربع بكنيته‪ ،‬وينسب الجمهرة إليه‬
‫موطنين ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وفاته‬
‫ياينت اآلراء حول وفاة القرشي بسبب عدم توفر مادة وافية تدلنا على والدته‬
‫وحياته ووفاته‪ ،‬وقد ناقش محمد علي الهاشمي محقق الجمهرة هذه المسألة نفاشا‬
‫مستفيضا‪ ،‬حيث عرض آراء القدماء والمحدثين والمعاصرين حول هذه المسألة‪،‬‬
‫فهم فريقان ‪ ٠‬فريق جعل وفاته تتراوح بين القرن الثالث والقرن الخامس‪ ،‬وفريق‬
‫ذهب إلى أنه توفي سنة ‪ 70‬للهجرة ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وبعد عرضه آلرإء الفريقين وأدلة كل منهما‪ ،‬خرج بدليلين داخليآ وخادجيآ ليثبت‬
‫وفاة القرشي‪ ،‬أما الدليل الخارجي فمن خالل درإسة األسانيد التي وردت في‬
‫مقدمة الجمهرة حيث اتخذها دليلال للوصول إلى سنة وفاته على سبيل التقريب‪،‬‬
‫وتبدى له أنه توفي ما بين سنة ‪300‬هـ ‪ 310-‬هـ ‪ ،‬وأما دليله الخارجي فقد اعتمد‬
‫على أن أول من ذكر القرشي وجمهرته هو ابن رشيق القيروانى كما أسلفنا‬
‫الحديث وابن رشيق مولود سنة ‪390‬هـ ‪ ،‬ومتوفى سنة ‪456‬هـ أو ‪463‬هـ ‪ ،‬وبذلك‬
‫يكون الكتاب قد ألف قبل عصر ابن رشيق‪ ،‬فالقرشي من رجال القرن الثالث‬
‫ومطلع القرن الرابع ووفاته ما بين سنة ‪310-300‬هـ تقريبا ‪ ,،‬وترجيح الهاشمي‬
‫جاء منسجما مع ما سبقه إليه ناصر الدين األسد اوشوقي‬
‫ضيف أن القرشي من رجال الفرن الثالث أو أوائل القرن الرابع الهجري ‪.‬‬

‫وبعد هذا العرض المقتضب يكون الرأي الراجح لدى الباحث هو أن صاحب‬
‫الجمهرة هو أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي‪ ،‬وهو من رجال القرن الثالث‬
‫ومطلع القرن الرابع الهجري‪ ،‬وأن وفاته ما بين سنة ‪310-300‬هـ أو ما يقاربها‪،‬‬
‫كما يرى الباحث أن إشكالية حياة القرشي سوف تبقى قائمة على الرغم مما توصل‬
‫إليه الباحثون من نتائج ودالئل منطقية حول عصر القرشي‪ ،‬والمجال هنا ال يتسع‬
‫للخوض في هذا الموضوع ألنه يحتاج إلى درإسة أخرى منفصلة حتى نستطيع‬
‫حل هذه اإلشكالية‪ ،‬وكشف الغموض حول حياة هذا الرجل المجهول‪ ،‬والذي لم‬
‫يعرف سوى بجمهرته هذه‪ ،‬وعسى أن تكشف األيام عن وثائق أكثر دقة لحل هذا‬
‫للغر ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫‪7‬‬
‫التعريف بمنهجية الكتاب‬
‫الجمهرة في اللغة تعني الرمل الكثير المتراكم الواسع وجمهور كل شيء‪ :‬معظمه‪,‬‬
‫وقد جمهوره‪ .‬وجمهور الناس‪ :‬جلهم‪ .‬وجماهير القوم‪ :‬أشرافهم وجمهرت القوم إذا‬
‫جمعتهم‪ ،‬وجمهرت الشيء إذا جمعتة‪.‬‬
‫من هنا جاءت تسمية الكتاب ب "جمهرة أشعار العرب"‪ ،‬أي مجتمعها فكأن كل‬
‫هذه المعاني كانت ماثلة في ذهن القرشي‪ ،‬وأرإد أن يقول لنا أنه قد جمع مجموعة‬
‫من الشعر الكثير المشهور عند العرب‪ ،‬حيث ضم كتاب الجمهرة بين دفتيه تسعا‬
‫وأربعين قصيدة كاملة‪ ،‬لتسع وأربعين شاعرا‪ ،‬ثالثة وعشرون شاعرا من‬
‫الجاهليين‪ ،‬وستة عشر شاعرا من المخضرمين‪ ،‬وعشرة شعرإء من اإلسالميين‬
‫ولعل أبا زيد القرشي قد تأثر بجمهرة ابن دريد ؤت(ت‪321‬هـ)‪ ،‬ويبدو لي أن هذا‬
‫االسم ليس جديدا في ميدان التأليف‪ ،‬بل كان سائدأ ومتداوأل عند الكثير من‬
‫المصنفين قبل أبو زيد القرشي وبعده مثل جمهرة النسب ألبي المنذر هشام بن‬
‫محمد الكلبي (ت‪202‬هـ)‪ ،‬وجمهرة اللغة البن دريد المتوفى سنة (‪321‬هـ) ‪.‬‬
‫تقوم فكرة «في الشعر الجاهلي» على فرضية أعلن عنها طه حسين في مقدمته‬
‫وهي «إن الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا ً جاهلياً‪ ،‬ليست من الجاهلية في شيء‪،‬‬
‫وإنما هي منتحلة مختلقة بعد ظهور اإلسالم‪ ،‬فهي إسالمية تمثل حياة المسلمين‬
‫وميولهم وأهواءهم‪ ،‬أكثر مما تمثل حياة الجاهليين‪ ،‬وأكاد ال أشك في أن ما بقي‬
‫من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جدا ً ال يمثل شيئاً‪ ،‬وال يدل على شيء‪ ،‬وال ينبغي‬
‫االعتماد عليه في استخراج الصورة األدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي‪ ،‬وأنا‬
‫أقدر النتائج الخطرة لهذه النظرية‪ ،‬ولكني مع ذلك ال أتردد في إثباتها وإذاعتها‪،‬‬
‫وال أضعف عن أن أعلن إليك وإلى غيرك من القراء‪ ،‬أن ما تقرأه على أنه شعر‬
‫امرئ القيس أو طرفة أو ابن كلثوم أو عنترة‪ ،‬ليس من هؤالء الناس في شيء‪،‬‬
‫وإنما هو نحل الرواة واختالق األعراب‪ ،‬أو صنعة النحاة أو تكلف القصاص أو‬
‫اختراع المفسرين والمحدثين والمتكلمين»‪ .‬وقد سعى طه حسين إلى إثبات هذه‬
‫الفرضية بطرق عدة‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫أوالها دراسة أوضاع العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ودراسة اللهجات العربية السائدة‬
‫والروايات التاريخية المتعلقة بالنحل‪ ،‬والنصوص الشعرية الجاهلية ومدى‬
‫مطابقتها لحقيقة الواقع الجاهلي‪ ،‬والمقارنة بين ما يصفه القرآن عن ذلك العصر‪،‬‬
‫ووصف الشعر الجاهلي له‪ ،‬ليخلص في النهاية إلى إثبات نظريته في أن الشعر‬
‫الجاهلي ال يمثل العصر الذي ينسب إليه‪ ،‬وإنما نحله من طرف رواة العصور‬
‫الالحقة ألغراض سياسية واجتماعية‪.‬‬
‫لم تكد تمر سنوات قليلة حتى هدأت نار المعركة األدبية التي أحدثها كتاب «في‬
‫الشعر الجاهلي» لطه حسين‪ ،‬وانصرفت األقالم التي أسهمت فيها إلى معارك‬
‫واهتمامات أخرى‪ ،‬لكن الر ّجة التي أحدثها هذا الكتاب لم تتوقف عند حد‪ ،‬والحركة‬
‫األدبية التي بعثها سارت بعيدا ً في طريق التطوير األدبي‪.‬‬
‫‪ 1‬الشارقة ‪ -‬محمد ولد محمد سالم‪:‬‬
‫كتاب «في الشعر الجاهلي» أصدره الدكتور طه حسين عام ‪ ،1926‬ثم أعاد‬
‫إصداره عام ‪ 1927‬بعنوان «في األدب الجاهلي» بعد أن حذف منه فصوالً‪،‬‬
‫وأضاف إليه أخرى‪ ،‬على إثر الضجة الهائلة التي حدثت حياله‪ ،‬ولم يوقف ذلك‬
‫سع منها‪ ،‬وكان من شدة تأثير اآلراء التي‬
‫التعديل تلك الضجة‪ ،‬بل زادها وو ّ‬
‫طرحها الكتاب‪ ،‬أنه في مدى السنوات الخمس التي تلت صدوره نشرت مئات‬
‫المقاالت التي تتناوله بالنقد والتحليل‪ ،‬وصدرت على األقل ستة كتب ردا ً مباشرا ً‬
‫عليه‪ ،‬هي «تحت راية القرآن» لمصطفى صادق الرافعي‪ ،‬و«محاضرات في بيان‬
‫األخطاء العلمية التاريخية التي اشتمل عليها كتاب في الشعر الجاهلي» للشيخ‬
‫محمد الخضري‪ ،‬و«نقض كتاب في الشعر الجاهلي» للشيخ محمد الخضر حسين‪،‬‬
‫و«نقد كتاب الشعر الجاهلي» لمحمد فريد وجدي‪ ،‬الصادر عن مطبعة دائرة‬
‫معارف القرن العشرين بمصر ‪ ،1926‬و«الشهاب الراصد» للدكتور محمد لطفي‬
‫جمعة‪ ،‬عن مطبعة المقتطف والمقطم بمصر ‪ ،1926‬و«النقد التحليلي لكتاب في‬
‫األدب الجاهلي» لمحمد أحمد الغمراوي‪ ،‬عن المطبعة السلفية ‪.1929‬‬
‫‪9‬‬
‫قلب طه حسين هذا المنهج رأسا ً على عقب‪ ،‬وانطلق في دراسته من منهج علمي‬
‫يعدّ الظاهرة األدبية‪ ،‬أو اإلنسانية عموماً‪ ،‬ظاهرة معقدة تتآلف أسباب عدة لنشأتها‪،‬‬
‫وال ينبغي ردها إلى سبب واحد‪ ،‬فالنص األدبي ال بدّ أن يعكس ظروف عصره‬
‫الذي قيل فيه‪ ،‬من الناحية السياسية واالجتماعية والدينية واالقتصادية واللغوية‪،‬‬
‫وإذا لم يعكس تلك الظروف‪ ،‬فال يمكن أن تص ّح نسبته إلى عصره‪.‬‬
‫يمكن استخالص ثالثة مفاصل كبرى في هذا المنهج العلمي الذي اتبعه طه حسين‬
‫وهي‪ :‬دراسة ظروف النص‪ ،‬ودراسة النص من الناحية األسلوبية واللغوية‪،‬‬
‫ومقارنة النص بنصوص صحيحة أخرى من حقبته نفسها‪ ،‬وعلى ضوء ذلك يت ّم‬
‫قبوله أو رفضه‪ ،‬وهذه المنهجية كانت جديدة كل الجدة لم يعرفها مؤرخو األدب‬
‫العربي ‪ -‬رغم أن المستشرقين قد بدأوا بها منذ القرن التاسع عشر‪ ،‬إال أن انقطاع‬
‫الصلة بين المستشرقين والدارسين العرب‪ ،‬قلل من رواج منهجهم العلمي في‬
‫الدراسات لدى العرب ‪ -‬فكان طه حسين هو رائد هذا المنهج‪ ،‬وأمامه بدا المنهج‬
‫القديم القائم على إثبات النصوص األدبية بالرواية المجردة قاصراً‪ ،‬واضطر ناقدوا‬
‫طه حسين إلى اتباع الخطوات المنهجية نفسها‪ ،‬واألخذ باألسباب نفسها المتعددة‬
‫للرد عليه‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت تسربت مناهج الدراسة العلمية إلى األدب العربي‬
‫وانتشرت‪ ،‬ولذلك يمكن عدّ كتاب «في الشعر الجاهلي» كتابا ً مفصليا ً في تاريخ‬
‫الدراسات األدبية العربية‪.‬‬
‫‪ 2‬الدفاع عن القبيلة‬
‫من أبرز وظائف الشعر العربي هو الدفاع عن القبيلة‪ ،‬ألن الشاعر بقصائده‬
‫يحمي عن قبيلته‪ ،‬ويدافع عن سمعتها‪ ،‬فهو رجل الصحافة بالنسبة لها‪ ،‬الذي يظهر‬
‫صور أبو عمرو بن‬ ‫محاسنها ويهجو أعداءها‪ ،‬ويدافع عن سياستها ويُم ّجدها‪ .‬وقد ّ‬
‫العالء فرط حاجة العرب إلى الشعر قائالً‪ ( :‬الذي يُقيّد عليهم مآثرهم‪ ،‬ويُف ّخم‬
‫خوف من كثرة‬ ‫عدوهم ومن غزاهم‪ ،‬ويُهيب من فرسانهم‪ ،‬ويُ ّ‬ ‫هول على ّ‬ ‫شأنهم‪ ،‬ويُ ّ‬
‫عددهم‪ ،‬ويهابهم‪ ،‬شاعر غيرهم‪ ،‬فيراقب غيرهم)‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫(‪ )4‬والواقع أن الشاعر الجاهلي شخص له منزلته التي تفوق منزلة البشر‬
‫سلم‪ ،‬وبطلها في الحرب‪ ،‬إذ ّ‬
‫إن‬ ‫عموماً‪ ،‬أو يمكننا القوا إنّه نبّي قبيلته وزعيمها في ال ّ‬
‫وظيفته األساسية والطبيعية أن يكون لسان عشيرته‪ ،‬يحمي ِعرض قبيلته‪ ،‬ويُخلّد‬
‫بالدهم‪ ،‬ويُشارك في المعارك راميا ً العدو بسهام شعريّة لها قوة خارقة‪ ،‬يتغنّى‬
‫صورة‬ ‫بأمجادها‪ ،‬وأيّامها‪ ،‬ويحمي شرف الدم والعرق‪ ،‬فهو مرآة تنعكس عليها ال ّ‬
‫المثاليّة للقبيلة‪ .‬ولما جاء اإلسالم انطفأت نار العصبيّة القبليّة‪ ،‬فانتقلت من حماية‬
‫القبيلة إلى حمياة الدين‪ ،‬فاستخدم الشاعر مواهبه لحماية دينه ومبادئه‪)5( .‬‬

‫‪ 3‬أهم الشعراء في العصر الجاهلي‬


‫ي هو الفترة التي عاش فيها العرب قبل ظهور اإلسالم‪ ،‬والشعر‬ ‫العصر الجاهل ّ‬
‫تصور العديد من‬
‫ّ‬ ‫ي هو شعر تلك الفترة‪ ،‬وهو يعتبر وثقية تاريخيّة‬ ‫الجاهل ّ‬
‫األحداث‪ ،‬كما أنّها توضّح أفكار العرب آنذاك‪ ،‬وطريقة عيشهم‪ ،‬وأخالقهم‬
‫ومكارمهم‪.‬‬
‫ي هم شعراء المعلّقات‪،‬‬
‫ي أه ّم شعراء العصر الجاهل ّ‬ ‫شعراء من العصر الجاهل ّ‬
‫والمعلّقات هي قصائد طويلة احتوت على أجود الشعر الذي جاد به شعراء ذلك‬
‫العصر‪ ،‬والستحسان الناس لها‪ ،‬كانوا يكتبونها بماء الذهب‪ ،‬ويعلّقونها على‬
‫جدران الكعبة‪ ،‬ومن أبرز شعراء المعلقات‪.‬‬
‫‪ 4‬األغراض الشعر الجاهلي‬
‫من األغراض الشعرية التي نُظمت في القصائد الجاهلية ما يأتي‪)6( :‬‬
‫الغزل‪ :‬وهي القصائد التي تتصل بشكل مباشر بالمعشوقة الحبيبة‪ ،‬ويتميّز هذا‬
‫الشعر بصدق اإلحساس والعاطفة والشعور‪ ،‬وقد طغى هذا الغرض على الشعر‪،‬‬
‫فأصبح ال ّ‬
‫شعراء يُصدّرون قصائدهم بالمقدّمة الطللية الغزلية لما فيها من تنشيط‬
‫لمشاعر الشاعر‪ ،‬وترغيب المستمع لذلك الشعر‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫ومن أجمل مطالع القصائد الغزلية قول ال ُمثقّب العبدي‪:‬‬
‫أفاط ُم ق ْب َل بَينِ ِك َمتَّعـيني‬
‫ِ‬
‫و َم ْنعُ ِك َما َ‬
‫سألتُ كأن ت َ ِبيني‬

‫فَ ََل ت َ ِعدِي َموا ِع َد كاذبات‬


‫يف دُونِي‬
‫ص ِ‬‫ح ال َّ‬ ‫ت َ ُّ‬
‫مر ِب َها ِريَا ُ‬

‫فَإ ِنِّي لَ ْو ت ُ َخا ِلفُني ِ‬


‫ش َما ِلي‬
‫ِخَلَفَ ِك َما َو َ‬
‫ص ْلتُ ِب َها يم ْينِي‬

‫إذا ً لَقَ َط ْعت ُ َها ولَقُ ْلتُ بِ ْيني‬


‫أجت َ ِوي َم ْن يَ ْجتويني‬ ‫َكذَلكَ ْ‬

‫الحماسة والفخر‪ :‬الحماسة هي الشجاعة والقوة والبأس‪ ،‬حيث كان العرب يتباهون‬
‫دوما ً بالشجاعة والقوة‪ ،‬وهذا النوع من الشعر يحتّل الصدارة في األغراض‬
‫الشعرية لهذا العصر‪ ،‬وما يميّزه بأنه أصدق أغراض الشعر الجاهلي عاطفةً‬
‫وصالبة‪ .‬فالفخر هو االعتزار بالفضائل الحميدة التي يتحلى بها الشاعر أو تتحلى‬
‫بها القبيلة التي يفخر بها‪ ،‬ومن الصفات التي يفتخر فيها الشعراء هي الشجاعة‪،‬‬
‫والكرم‪ ،‬ومساعدة المحتاج‪ .‬أما الحماسة فهي االفتخار بالبسالة في المعارك‬
‫واالنتصار في الحروب‪ ،‬فالحماسة‬
‫‪12‬‬
‫تشمل الفخر بمعانيها‪ ،‬ولكن ليس كل فخر حماسة‪ ،‬فنجد الحماسة في معلقة عمرو‬
‫بن كلثوم التي تفيض بالحماسة‪ ،‬ومنها قوله‪:‬‬
‫متى نَ ْنقُ ْل إلى قوم رحـانا‬
‫يكونوا في اللقاء لها َطـحينا‬

‫يكونُ ثِفالُ َها ش َْر ِق َّي نَ ْجـد‬


‫ضاعَة أ َ ْج َم ِعينَا‬
‫َولَ ْه َوتُها قُ َ‬

‫الرثاء‪ :‬وهي القصائد التي تنظم في الميت‪ ،‬ونجد بأنّه برعت نساء العصر‬
‫الجاهلي بهذا النوع من الشعر‪ ،‬ومن أهمهن (الخنساء)‪ ،‬وأشعارها خالدة ال تنسى‬
‫التي ترثي فيها أخيها صخرا‪ ،‬ومنه قولها‪:‬‬
‫بكين تَسكابا؟‬‫َين ما لَ ِك ال ت َ َ‬
‫يا ع ِ‬
‫ِّهر ريَّابا َ‬ ‫َ‬
‫وكان الد ُ‬ ‫دهر‬
‫راب ٌ‬ ‫إ ْذ َ‬

‫وأر َملَة ‪،‬‬


‫أخاك أل ْيتام ْ‬
‫ِ‬ ‫فا ْبكي‬
‫ت أجنابا َ‬
‫أخاك إذا جاور ِ‬
‫ِ‬ ‫وابكي‬

‫أخاك لخيل كالقطا عُصبا ً‬


‫ِ‬ ‫وابكي‬
‫فقد َْن لَّما ثوى سيبا ً وانهابا َ‬
‫‪13‬‬
‫الوصف‪ :‬تميز شعراء هذا العصر بوصفهم الدقيق لكل ما يحيط حولهم من طبيعة‬
‫ممثلةً بنباتاتها وحيواناتها أو حتّى ظواهرها من طقس وكواكب وما إلى ذلك‪،‬‬
‫صحراء الواسعة‪،‬‬ ‫فتراه يركب ناقته في سفره وتنقّله‪ ،‬فيصفها وصفا ً دقيقا ً عابرا ً ال ّ‬
‫حرها و السراب فيها‪ ،‬ونباتاتها وحيواناتها‪.‬‬ ‫لينتقل إلى تصوير الصحراء واصفا ً ّ‬
‫وقد برع الشاعر الجاهلي في وصف فرسه وإعداده للصيد‪ ،‬ويظهر ذلك واضحا ً‬
‫عند أبي دؤاد اإليادي في قوله‪:‬‬
‫فلما عَل َمتْنَت َ ْي ِه الغُـَل ُم‬
‫سكَّن من آل ِه أن يُطـَارا‬
‫و َ‬

‫كاألجد ِل الفَارسـ‬‫ْ‬ ‫س ِ ِّر‬


‫و ُ‬
‫س ْرب أ َ َج َّد النَّفَارا‬
‫ـي في إثْ ِر ِ‬ ‫ِِّ‬

‫فَصا َد لَنَا أَك َح َل ال ُم ْقلَت َ ْيـ‬


‫ـن فَ ْحَلً وأ ُ ْخرى َم َهاةً نَ َ‬
‫وارا‬

‫المدح‪ :‬يعتبر المدح من أهم األغراض الشعرية التي نظم فيها الشعراء‪ ،‬فنجد‬
‫الشاعر يسعى إلى قول الشعر الذي يتضمن موضوعات الشكر والثناء‪ ،‬وقد يكون‬
‫ي ال أكثر‪ .‬ومن الصفات التي يُ ْمدَ ُح بها الممدوح هي‪:‬‬
‫المديح وسيلة للكسب الماد ّ‬
‫الكرم‪ ،‬والشجاعة‪ ،‬ومساعدة المحتاج‪ ،‬والعفو‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ونجد مثاالً للمدح في شعر امرئ القيس‪:‬‬
‫کأنِّي إذ نَزلتُ علی ال ُمعلِّی‬
‫نَزلتُ علی البَواذِخِ ِمن شَمام‬
‫ک العراق علی ال ُمعلِّی‬
‫فما َم ِل ُ‬
‫ک الشآم‬
‫ِب ُمقتدر ‪ ،‬وال َم ِل ُ‬

‫امرئ القيس بن ُحجر‬


‫أقر َحشا ِ‬
‫َّ‬
‫بنُو ت َيم َمصابي ُح ال َّ‬
‫ظَلم‬
‫الهجاء‪ :‬يعتبر الهجاء عكس المدح‪ ،‬فهو تجريد المهجو من األخالق العليا التي‬
‫ت كالجبن‪ ،‬والبخل‪ ،‬والغدر‪ ،.‬ومن‬ ‫تتحلّى بها القبيلة‪ ،‬فينسب إليه الشاعر صفا ٍ‬
‫الكرم‪ .‬يؤثّر الهجاء سلبا ً في األشخاص والقبائل على حد سواء‪ ،‬ونجد مثاالً للهجاء‬
‫سلمى‪:‬‬‫ما قاله زهير بن أبي ً‬
‫ق قَـذ ٌ‬
‫ع‬ ‫لَ َيأ ِت َينِّـكَ منِِّي َم ْن ِ‬
‫ـط ٌ‬
‫الودكُ‬ ‫س القَ ْب ِ‬
‫ـطيَّة َ‬ ‫باق كما َدنَّ َ‬

‫علَ ْي ِه َوالَ‬ ‫سارا ً وال ت َ ْعنُ ْ‬


‫ف َ‬ ‫فار ُد ْد يَ َ‬
‫ت َ ْمعَ ْك ِب ِع ْر ِضكَ إن الغَاد َِر الم ِعكُ‬

‫‪15‬‬
‫الحكمة‪ :‬وهي قول ينتج عن تجربة وخبرة باألمور ومجرياتها‪ ،‬وال يقول الحكمة‬
‫سمته األيام‪ .‬للحكمة أثر بالغ في النفوس‪ ،‬كما أنّها ليست غرضا ً‬
‫إال من َو َ‬
‫مخصوصا ً لذاته‪ ،‬إنّما هي من األغراض التي تأتي في منتصف القصيدة الشعرية‪،‬‬
‫وقد اشتهر العديد من الشعراء بالحكم البليغة‪ ،‬كزهير بن أبي سلمى‬
‫قال‪:‬‬
‫اب ال َمنَايَا يَنَ ْلنَهُ‬
‫سبَ َ‬ ‫و َم ْن َه َ‬
‫اب أ ْ‬
‫سلَّ ِم‬
‫اب الس َما َ ِء بِ ُ‬ ‫ولَ ْو را َم أ َ ْ‬
‫سبَ َ‬

‫‪16‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫‪17‬‬
‫األهمية عن جمهرة اشعار العرب في الجاهلية واإلسَلم‬
‫تنبع أهمية هذه الدراسة من القيمة األدبية الكبيرة التي حظي بها ديوان جمهرة‬
‫أشعار العرب في الجاهلية واإلسالم‪ ،‬وما تضمنه من ذخائر الشعر العربي في‬
‫عصوره الذهبية‪ ،‬الخصبة التي تظل تدغدغ مشاعر النقاد كالقراء حتى كقتنا هذا‪،‬‬
‫وتغريهم بجاذبيتها – وإن قل عشاقها – فهي مكتنزة بالطاقات اإلبداعية‪ ،‬واألدوات‬
‫الجمالية التي تغذي القارئ بالخيال الجامح‪ ،‬واللذة الشعورية الفياضة‪ ،‬لذلك وجدت‬
‫كثيرا من كبار النقاد يعكفون على دراسة النص الجاهلي بطريقة حداثية تعكس‬
‫جماليات فيه كانت تستشعر وال ترى‪ ،‬فأبرزوها بصورة استأثرت بنفوس المتلقين‬
‫وإعجابهم‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫‪19‬‬
‫تلخيص عن جمهرة اشعار العرب في الجاهلية واإلسَلم‬
‫الفصل األول ‪ :‬المعنون باألسلوبية المصطلح والمفهوم‬
‫األسلوب تنقسم إلى اثنان وهي األسلوب في المباحث العربية الحداثية واألسلوب‬
‫في المباحث الغريبة القديمة الحديثة ‪.‬‬
‫األسلوب في اإلصطالح ‪ :‬ختم ابن منظور تعريفه المعجمي لكلمة ( أسلوب )‬
‫بمفهوم يقارب المعنى االصطالحي لهذه اللفظة حيث يذكر واألسلوب بالضم ‪:‬‬
‫الفن ‪ .‬يقال أخذ فالن أساليب من القول أي أفانين منه ‪.‬‬
‫نشأة األسلوبية وهو يعود استخدام مصطلح األسلوبية إلى النصف من القرن‬
‫العشعرين حيث طرا تطور على علم اللغة ‪.‬‬
‫مفهوم األسلوبية تنقسم إلى اثنان وهو عند الغرب وعند العرب ‪:‬‬
‫مفهوم األسلوبية عند الغرب ‪ ،‬يقال آراء العلماء األسلوبية عند الغرب وهو سايلدر‬
‫يقال األسلوب تأكيد تعبيري أو تأثيري أو جمالي يضاف إلى المعلومات المنقولة‬
‫من خالل تركيب لغوي دون أي تغيير في المعنى ‪.‬‬
‫مفهوم األسلوبية عند العرب ‪ ،‬يقال آراء العلماء األسلوبية عند العرب يقال الهادي‬
‫الطرابلسي وهو يعرفها على ممارسة قبل أن يكون أو منهجا أساسها البحث في‬
‫طراقة اإلبداع وتمييز النصوص وطابع األدبية لكل مؤلف مدروس ‪.‬‬
‫اتجاهات األسلوبية تنقسم إلى خمسة وهو األسلوبية التعبيرية ‪ ،‬األسلوبية البنيوية ‪،‬‬
‫األسلوبية األدبية (أسلوبية الكاتب) ‪ ،‬األسلوبية اإلحصائية ‪ ،‬واألسلوبية الصوتية ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الخصائص الصوتية في ديوان الجمهرة‬
‫مفهوم اإليقاع ‪ :‬جاء في لسان العرب أن الميقع والميقعة كالهما المطرقة الميقعة ‪:‬‬
‫خشبة القصار التي يدور بها واإليقاع ‪ :‬من إيقاع اللحن ةتاغناء وهو أن يوقع‬
‫األلحان ويبنيها ‪.‬‬
‫خصائص أهم البحور المستعملة وظيفتها األسلوبية وهي بنية التشكيل اإليقاعي‬
‫للطويل ‪ ،‬بنية التشكيل اإليقاعي للبسيط ‪ ،‬بنية التشكيل اإليقاعي للكامل ‪ ،‬بنية‬
‫التشكيل اإليقاعي لبحر الوافر ‪ ،‬بنية التشكيل اإليقاعي بحر الخفيف ‪.‬‬
‫القافية أنماطها وحروفها ووظيفتها األسلوبية وهي ‪:‬‬
‫تعريف القافية القافية في اللغة من ‪ :‬من قفاء ‪ ،‬واقتفاه ‪ ،‬تبعه واختفى أثره ‪ ،‬وقافية‬
‫كل شيء آخره ومنه قافية بيت الشعر‬
‫اصطالحا ‪ :‬عرفها الخليل بن أحمد الفراهيدي بأنها تبدأ من آخر حرف في البيت‬
‫إلى أول ساكن يليه من قبله ‪ ،‬مع حركة الحرف الذي قبل الساكن ‪.‬‬
‫مكانة القافية تشكل القافية المحور اآلخر إليقاع القصيدة فهي مكملة للوزن ‪ ،‬وهي‬
‫التي تتكرر في األبيات الشريعة ‪ ،‬وذلك التكرار وهو الجزء من الموسيقى‬
‫الشعرية ألن السامع يستمتع بأصوات تتكرر وكأنها فواصل موسيقية يتوقع ترددها‬
‫‪ .‬على سبيل المثل ‪:‬‬
‫حرف الروي ‪ :‬يعد الروي أهم وحدة صوتية في القافية ‪ ،‬ذلك ألنه موضع التوقف‬
‫‪ ،‬وآخر ما يطرق األذن من البيت ‪ ،‬وهو أساسي ترتكز عليه القافية ‪.‬‬
‫التكرار في إطار القصيدة تنقسم إلى اثنان وهو تكرار األلفاظ وتكرار الصيغ ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الظواهر التركيبية في ديوان الجمهرة‬
‫ينقسم الكالم من حيث معناه إلى خبر وإنشاء ‪:‬‬
‫والخبر عند البالغيين هو ما يصح أن يقال لقائله ‪ ،‬إنه صادق فيه أو كاذب ‪ ،‬فإن‬
‫كان الكالم مطابقا له من كان قائله كاذبا ‪ .‬وإنشاء معنى يحرك خيال المتلقي دون‬
‫النظر إلى أنه يتطابق مع الواقع الخارجي ال يتطابق ‪.‬‬
‫واألسلوب اإلنشائي ينقسم إلى قسمين ‪ :‬إنشاء طالبي وإنشاء غير طالبي ‪ ،‬ما‬
‫يستلزم مطلوبا ليس حاصال وقت الطلب ‪ ،‬ومنه أفعال المقاربة ‪ ،‬وأفعال التعجب ‪،‬‬
‫والمدح ‪ ،‬الذم ‪ ،‬وصيغ العقود ‪ ... ،‬ويقسم تسعة أقسام ‪ :‬أمر ‪ ،‬ونهي ‪ ،‬واستفهام ‪،‬‬
‫ودعاء ‪ ،‬وعرض ‪ ،‬وتحضيض ‪ ،‬وتمن ‪ ،‬وترج ‪ ،‬ونداء‪.‬‬
‫واإلنشاء غير الطلبي هو ال يستلزم مطلوبا ليس حاصال وقت الطلب ‪ .‬ويكون‬
‫بصيغ المدح والذم ‪ ،‬وصيغ العقود ‪ ،‬والقسم ‪،‬والتعجب ‪ ،‬والرجاء ‪ ،‬وكذا يكون‬
‫برب ولعل وكم الخبرية ‪ ،‬وما يهمنا في الدراسة هو األساليب اإلنشائية الطلبية ‪،‬‬
‫والتي سأحاول دراستها ‪ ،‬وتسليط الضوء عليها من خالل شعر ديوان الجمهرة ‪.‬‬
‫تراكب أخرى في جمهرة اشعار العرب في الجاهلية واإلسالم وهو التقديم التأخير‬
‫والنفي والتوكيد على سبيل المثال ‪:‬‬
‫التقديم التأخير ظاهرة أسلوبية شائعة في اللغة العربية ‪ ،‬وهي من أهم الظواهر‬
‫اللغوية التي تسهم في بناء النص األدبي واالرتقاء به للوصول إلى الطابع الفني‬
‫الجمالي ‪ ،‬وهي تمثل انزياح عن القوالب المألوفة وهو تغير في نظام التركيبي‬
‫للجملة يترتب عليه بالضررورة تغير الداللة وانتقالها من مستوى آخر ‪ .‬وبالنظر‬
‫إلى شعر الجمهرة نجد ظاهرة التقديم والتأخير قد شكلت حضورا بارزا في بناء‬
‫جملة وتراكيبه ‪ ،‬لذلك ستقف الدراسة على أهم مظاهرها للتعرف على إمكانيات‬
‫شعراء الجمهرة التعبيرية ومعرفة غاياتهم من وراء ذلك ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫وللتقديم أسرار دقيقة وصور متعددة ‪ ،‬عمد إليها الشعراء في استعمالهم اللغوية ‪،‬‬
‫ومن تلك االستعماالت في تقديم المسند إليه ‪ ،‬تقديم المسند ‪ ،‬تقديم المفعول به ‪،‬‬
‫تقديم في المتلعلقات (الظرف أو الجار المجرور ) ‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬المستوى الداللي في ديوان الجمهرة‬


‫وقد سلكت في هذه الدراسة ‪ ،‬الطريقة المعتادة التي درجت عليها معظم الدراسات‬
‫التي تعرضت إلى المعاجم الشعرية ‪ ،‬بمعنى تتبع المفردات المتواترة والمكررة في‬
‫النص األدبي ‪ ،‬ثم تجميع األلفاظ المتشاكلة دالليا في مجموعات تتباين المجموعة‬
‫عن األخرى ‪ ،‬باختالف الحقول الداللية ‪ ،‬ولو أمعنا النظر في بنية المعجم الشعري‬
‫لشعراء الجمهرة ‪ ،‬فإنه يمكن تصنبف أبرز الحقول الداللية المستخدمة في‬
‫الجمهرة على النحو التالي وهو حقل ألفاظ الطبيعة ‪ ،‬حقل ألفاظ الموت ‪ ،‬حقل‬
‫ألفاظ الزمن ‪ ،‬حقل ألفاظ األلوان ‪ ،‬حقل ألفاظ المرأة ‪ ،‬حقل ألفاظ الحرب ‪.‬‬
‫ألفاظ الطبيعة السماوية تنقسم إلى خامسا وهي الليل ‪ ،‬النجوم ‪ ،‬البرق ‪ ،‬ألفاظ الريح‬
‫‪ ،‬األمطار ‪.‬‬
‫ألفاظ الطبيعة الحية ( المتحركة ) تنقسم إلى ثالثا وهي ألفاظ الحيوانات ‪ ،‬الطيور ‪،‬‬
‫الزواحف والحشرات‪.‬‬
‫حقل ألفاظ األلوان تنقسم إلى سادسا وهو اللون األسود ‪ ،‬اللون األبيض ‪ ،‬اللون‬
‫األحمر ‪ ،‬اللون األصفر ‪ ،‬اللون األزرق ‪ ،‬اللون األخضر ‪.‬‬
‫حقل ألفاظ المرأة تنقسم إلى رابعا وهي ألفاظ المرأة الجسدية ‪ ،‬ألفاظ الصفات‬
‫والفضائل النفسية ‪ ،‬ألفاظ الزينة ‪ ،‬أسماء النساء ‪.‬‬
‫حقل ألفاظ الزمن تنقسم إلى ثالثا وهو لفظ اليوم ‪ ،‬الدهر ‪ ،‬الغد ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬المستوى الجمالي‬
‫مفهوم الصورة اللغوي الشعرية‬
‫‪ )1‬يدبر المفهوم اللغوي لكلمة الصورة حول الشكل الخارجي ‪ ،‬والجمع صور ‪،‬‬
‫وتستعمل بمعنى النوع والصفة ‪ .‬أما ابن منظور فيقول ‪ :‬أن الصورة حقيقة الشيء‬
‫رهينته وصفته ‪.‬‬
‫‪ )2‬المفهوم اإلصطالحي في النقد القديم استحسان المعنى ‪ ،‬والمعاني مطروحة ‪،‬‬
‫في الطريق يعرفها العجمي ‪ ،‬والعربي ‪ ،‬والبدوي ‪ ،‬والقروي ‪ ،‬وإنما الشأن في‬
‫إقامة الوزن ‪ ،‬وتخير اللفظ ‪ ،‬وسهولة المخرج وكثرة الماء ‪ ،‬وفي صحة الطبع‬
‫وجودة السبك ‪ ،‬فإنما الشعر صناعة وضرب من النسج ‪ ،‬وجنس من التصوير ‪.‬‬
‫جماليات الصورة الشعرية تنقسم إلى ثالثا وهو الصور المحسوسة ‪ ،‬الصور‬
‫المتقابلة ‪ ،‬الصور الممتدة وثم الصور المحسوسة تنقسم إلى رابعا وهي الصورة‬
‫البصرية ‪ ،‬الصورة اللمسية ‪ ،‬الصورة الذوقية ‪ ،‬الصورة الشمية ‪.‬‬
‫الصور المتناصة تنقسم إلى ثالثا وهو التناص الديني ‪ ،‬التناص التاريخي ‪ ،‬التناص‬
‫األدبي وثم التناص التاريخي تنقسم اثنان وهو التناص مع الممالك والملوك ‪،‬‬
‫التناص مع األحداث التاريخية وأيام العرب وثم التناص األدبي تنقسم اثنان وهو‬
‫التناص الشعري والتناص مع األمثال ‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫الخاتمة‬
‫الحمد هلل الذي هدانا لهذا فما كنا لنهتدي لو ال أن هدانا هللا‪ ،‬اللهم صلى سيدنا محمد‬
‫‪.‬وعلى آله محمد كما صليت على سيدنا إبرهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد‬
‫أما بعد‪،‬‬
‫لما كانت الخاتمة جزءا مهما من كل بحث‪ ،‬لما تحتوية من نتائج تلفت انتباه‬
‫القارئ‪ ،‬فإننا في هذه الخاتمة أورد ما ذكرته في خالل هذا البحث الوجيز بصفة‬
‫موجزة‪ ،‬حيث كان القصد من هذا التقرير هو لبحث المعلومات عن جمهرة اشعار‬
‫العرب في الجاهلية واإلسالم ‪ .‬وهذا التقرير نعدّه لمادة " جمهرة اشعار العرب في‬
‫الجاهلية واإلسالم "‪ .‬فقد سلكنا في كتابة هذا التقرير مستعينا بالكتاب من‬
‫‪.‬اإلنترنيت وبمساعدة أساتذتنا الطيبة وأصدقائي األعزاء‬
‫وهذا‪ ،‬وهللا أسال أن يوفقني في مثابرتي وجهدي المتواضع‪ ،‬ويتقبل مننا ومنكم كل‬
‫‪.‬أعمالنا‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين‪ .‬آميـن‬
‫‪...‬جزا كم هللا خيرا ً جزاء‬

‫‪25‬‬
‫قائمة المصدر والمراجع‬

‫(‪ )1‬جمهرة أشعار العرب دراسة أسلوبية‬


‫بتصرف عن كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه‪ ،‬ابن رشيق القيرواني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(‪)2‬‬
‫تحقيق‪:‬محمد قرقزان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1988 ،‬ص ‪.153‬‬
‫بتصرف عن كتاب تاريخ اللغة واآلداب العربية‪ ،‬شارل بال‪ ،‬تعريب رفيق بن‬
‫ّ‬ ‫(‪)3‬‬
‫وناس وجماعته‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،1997 ،‬ص‬
‫‪.87‬‬
‫بتصرف عن كتاب غواية التراث‪ ،‬جابر عصفور‪ ،‬كتاب مجلة العربي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫وزارة اإلعالم‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكتوبر‪ ،2005‬ص ‪.114‬‬
‫بتصرف عن كتاب غواية التراث‪ ،‬جابر عصفور‪ ،‬كتاب مجلة العربي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(‪)5‬‬
‫وزارة اإلعالم‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكتوبر‪ ،2005‬ص ‪115‬‬
‫بتصرف عن كتاب تاريخ األدب العربي العصر الجاهلي‪ ،‬د‪.‬شوقي ضيف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(‪)6‬‬
‫الطبعة الحادية عشرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،1960 ،‬ص‪219-195‬‬
‫بتصرف عن كتاب تاريخ األدب العربي العصر الجاهلي‪ ،‬د‪.‬شوقي ضيف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(‪)7‬‬
‫الطبعة الحادية عشرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،1960 ،‬ص‪231-226‬‬
‫بتصرف عن كتاب تاريخ األدب العربي العصر الجاهلي‪ ،‬د‪.‬شوقي ضيف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(‪)8‬‬
‫الطبعة الحادية عشرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،1960 ،‬ص‪226-219‬‬
‫بتصرف عن كتاب تاريخ األدب العربي العصر الجاهلي‪ ،‬د‪.‬شوقي ضيف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(‪)9‬‬
‫الطبعة الحادية عشرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،1960 ،‬ص‪188-183‬‬
‫‪26‬‬
‫قائمة محتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الرقم‬


‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫‪6-3‬‬ ‫المبحث األول‬ ‫‪2‬‬
‫‪16-7‬‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫‪3‬‬
‫‪18-17‬‬ ‫المبحث الثالث‬ ‫‪4‬‬
‫‪24-19‬‬ ‫المبحث الرابع‬ ‫‪5‬‬
‫‪25‬‬ ‫خاتمة‬ ‫‪6‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪7‬‬
‫قائمة المصدر والمراجع‬

‫‪27‬‬ ‫قائمة محتويات‬ ‫‪8‬‬

‫‪29-28‬‬ ‫الملحق‬ ‫‪9‬‬

‫‪27‬‬
‫الملحق‬

‫‪28‬‬
29

You might also like