Adab

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 27

‫جامعة السلطان إدريس التربوية‬

‫‪BAS3123‬‬
‫كلية اللغات واالتصاالت‬
‫عمل الفردي‬
‫الموضوع ‪ :‬أبو ذؤيب الهذلي ( عصر الجاهلي )‬
‫مجموعة ‪B‬‬
‫اسم المحاضر ‪ :‬الفاضل األستاذ محمد نظري بن اتوه‬

‫الرقم الجامعي‬ ‫اسم الطالب‬

‫‪D20171078938‬‬ ‫‪ )1‬محمد عزالدين بن تومفغ‬

‫‪1‬‬

‫المقدمة‬
‫الحمد هلل الذي بنعمته نتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على من أوتي جوامع الكلم‬
‫وبدائع الحكم‪ ،‬وفصل الخطاب‪ ،‬سيدنا محمد “ صلى هللا عليه وسلم ” خير ولد‬
‫عدنان‪ ،‬وعلى آله وصحبه الهادين المهديين ومن تبعهم بإحسان وفضل إلى يوم‬
‫الدين‪ ،‬آما بعد‪:‬‬

‫إن الموضوع لهذه المادة أبو ذؤيب الهذلي ( عصر الجاهلي ) ‪ ،‬فيجب علينا أن‬
‫يلخص البحيث عن أبو ذؤيب الهذلي ( عصر الجاهلي ) ‪ .‬تتقسم إلى ثالثة مباحث‬
‫‪ ،‬أوال في حدود العصر ‪ ،‬األحوال السياسية‪ ،‬واإلجتماعية عن أبو ذؤيب الهذلي‬
‫وغيرها ‪ .‬ثانيا في نبذة عن أبو ذؤيب الهذلي مختصرة وثالثا نموذج من القصيدة‬
‫أبو ذؤيب الهذلي ‪ .‬شكرا إلى أستاذني ‪ ،‬وهو األستاذ محمد نظري بن اتوه ألن‬
‫يساعدوني في تكميل هذا البحث‪ .‬وأصدقاء األعزاء وكل من ساعدوني في إعداد‬
‫وتقديم البحث وإلى الذين أشهروا ليلهم واجهدوا نهارهم في الحب الخير وبذل‬
‫النصيحة وإلى الطلبة العلم ومحي الخير‪ .‬أسباب اختيار البحث عن أبو ذؤيب‬
‫الهذلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬سهل عن يبحث المعلومات عن أبو ذؤيب الهذلي ألن كثيرة المعلومات موجود‬
‫في الكتب واإلنترنيت وغير ذلك ‪.‬‬

‫‪ -3‬ضرورة إعطاء أدبنا وتراثنا النقدي أهمية فائقة تليق بمقامه من خالل دراسته‬
‫وتحليله‪ ،‬واستخراج أهم أفكاره سعيا في إحياء التراث و موضوعاته‪.‬‬

‫شر وشر‬
‫اللهم إننا نعوذبك في هذا اليوم فتحة ونصرة ونوره وبركاته نعوذبك من ِّ‬
‫ما هو قبله وشرما بعده‪ .‬اللهم اجعلنا أوال هذا اليوم صالحا نجاحا وأخره ‪,‬ونسئلك‬
‫من خير الدنيا واألخرة برحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫وأخيره‪,‬نرجو البحث أن نستفيد مع الطالب أخر خصوصا من الطلبة الذي يدرس‬
‫األدب في عصرين الجاهلي واإلسالمي‪ .‬وهللا أعلم بالصواب‪....‬‬
‫‪2‬‬
‫المبحث األول‬

‫‪3‬‬

‫المبحث األول‬
‫أوال ‪ :‬حياتهم الدينية وعقائدهم‬

‫كانت هذيل ‪ ،‬كغيرها من القبائل العربية ‪ ،‬تدين بالوثنية حين جاء اإلسالم ‪ .‬وتشير المصادر إلى‬

‫أن صنم هذيل وهو سواع ‪ .‬ويذكر ابن حبيب أن هذيال لم تنفزد بعبادة سواع ‪ ،‬بل شاركتها في‬
‫ذلك كنانة ومرينة وعمرو بن قيس غيالن وأن سدنته بنو صاهلة من هذيل ‪ .‬ويذكرون‬

‫المؤخرون أن صنم سواع كان بمنطقة رهاط‪ ،‬ورهاط هو واد على ثالث ليال من مكة ‪ .‬ويقال‬

‫إنه جبل بقرب مكة على طريق المدينة قرب قرية صغيرة تسمى الحديبية ‪ .‬أسلم هذا أبي ذؤيب‬

‫سن إسال ُمه‪ ،‬وجاهدَ في سبيل هللا من خالل غَزوه للفرنجة‪ ،‬وشارك في الغزوة التي فُتحت‬
‫وح ُ‬

‫من خاللها أفريقيا ‪ .‬وتخلص من ذلك كله أن هذيال كانت كغيرها من أغلب القبائل العربية تدين‬

‫بالحنيفية ‪ .‬وأنها عبدت األصنام بعد ذلك في الجاهلية ‪ .‬ثم دخلت في الدين جديد ‪ ،‬وأن بعض‬

‫أفرادها قد خدموا اإلسالم كعبد هللا مسعود ‪ ،‬وبعضهم األخر بكفاحه كأبي ذؤيب الهذلي ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حياتهم اإلجتماعية‬

‫هذيل من القبائل العربية تدين بما يدين به غيرها من عادات وتقاليد ‪ ،‬ومن تلك العادات ما‬

‫كانت تلتزم بها القبيلة ‪ ،‬وجاء اإلسالم فأبقى عليها كالكرم والشجاعة ومساعده الجار واحترام‬

‫حقوقه والصدق واألمانة ومنها ما حاربها وحاول القضاء عليها كشرب الخمرة واستباحة النساء‬

‫والثأر الذي جعل اإلسالم حقه للسلطة الحاكمة وليس للفرد ‪ .‬والكرام والمبالغة فيه الصفات التي‬

‫التزم بها العربي وعشقها ‪ ،‬وهم يفتخرون دوما بأن بيوتهم محتوحة للضيوف وأن نارهم‬

‫مشتعلة ليهتدي إليهم التائهون والضالون والجائعون ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وشرب الخمرة من العادات المعروفة في الجاهلية ‪ ،‬وقد ذكرها الهذليون بشعرهم ووصفوا لونها‬

‫وطعمها وتأثيرها وإن لم يطيلوا في ذلك ‪ ،‬وال نتوقع أن نجد في شعرهم وصفا لمجالسها ألنهم‬

‫أعراب غير مستقرين ‪ ،‬ومعظم الذين وصفوا مجالس الخمرة في الشعر الجاهلي هم من شعراء‬

‫كاألعشى ‪ .‬ومن العادات الجاهلية أيضا وأد البنات ‪ ،‬وقد ذكر أن هذيال من القبائل التي كانت‬

‫تئد بناتها ‪ .‬ويبدوأ أن المرأة في مجتمع هذيل كانت تتمتع بقسط من الحرية لم تحظ به عند غيرها‬
‫من القبائل ‪ ،‬وتحظى كذلك بقدر من اهتهام الرجل وتدلهه بها‪ ،‬وعلى ذلك شواهد كثيرة من شعر‬

‫الهذليين وأخبارهم ‪ .‬وكل مجتمع إنساني يجمع المرأة والرجل في مشاركة حية يختلف فيها دور‬

‫كل منها ويتفاوت بتفاوت ذلك المجتمع ‪ ،‬وقد كان وضع المرأة في المجتمع البدوي غيره‬

‫في الحضر‪ .‬كذالك أخذت هذيل كغيرها من القبائل األخرى بمجموعة من المعتقدات الخرافية ‪،‬‬

‫وتلك عادة ال تقوم على أساس علمي ‪ ،‬وإنما تخضع للمصادقة البحتة ‪ .‬ومع ذلك كانت تسير‬

‫حياتهم وتؤثر فيها تأثيرا ليس بالقليل ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬حياتهم األقتصادية‬

‫أما المدينة فقد اشتهرت بالزراعة ‪ ،‬وكذالك الطائف ‪ ،‬ولو مارست هذيل التجارة والزراعة‬

‫لوجدنا أن المصادر ال تسعفنا بإجابة شافية لهذا السؤال ‪ .‬ويبدو لي أن هذيال لو اشتغلت‬

‫بالتجارة في مكة ألثرت وذاع صيتها وصار نصيبها من اهتهام المؤرخين مما وجدنا‬

‫ولبرز منها أثرباء خلدهم التاريخ ويحدث عن مظاهر ترفهم ‪ .‬والواقع أننا ال نظفر بأسماء‬

‫شخصية من هذيل اشتغلت بالتجارة ‪ .‬أما االشتغال بالحرف والصناعات فقد العرب عموما‬

‫يأنفون منها ‪ ،‬فال يليق بالعربي الشريف الحر أن يكون صائعا ‪ ،‬ألن الصناعة من حرف العبيد‬

‫والخدم واألعاجم ‪ ،‬فما بهذيل وهم من اإلعراب الذين لم يستقروا في المدن الكبيرة ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫ولما كانت حياة هذيل تعتمد على الرعي والصيد ‪ ،‬لذا انتقلت من مكان إلى آخر‪ ،‬ويبدو أن عدم‬

‫استقرارها هذا هو الذي جعلها تذوب في المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬كذلك اعتمدت على الغرو والنهب‬

‫والسلب وهو أمر طبيعي ال تنفرد به هذيل وحدها ‪،‬إنما تشاركها فيه معظم القبائل العربية الفقيرة‬

‫التي تقع منازلها على طريق القوافل والتي تسكن المناطق الجبلية ‪ .‬وألن الجبليين قوم أشداء‬

‫بطبيعتهم ميالون إلى الحروب والغزوات ‪ .‬قد البدو فكانوا وال يزالون يحتقرون الصناعة‬
‫والزراعة والتجارة والمالحة وإنما يعيشون على ما تنتجه ماشيتهم ‪ ،‬يأكلون لحومها بعد عالج‬

‫بسيط ويشربون ألبانها ويلبسون أصوافها ‪ ،‬ويتخذون منها مساكنهم ‪ .‬وإذا اشتد بهم الضيق أكلوا‬

‫الضب واليربوع ‪ .‬وهم يعتمدون في تغذية ماشيتهم على الطبيعة ‪ ،‬يخرجون بها في مواسم المطر‬

‫إلى منابت الكأل لترعى ‪ ،‬فإذا انتهى الموسم عادوا إلى مواطنهم ينتظرون أن يحول الحول وينزل‬

‫الغيث ‪ ،‬وإذا احتاجوا إلى غيرها ما تنتجه ماشيتهم تعاملوا عن طريق البدل ‪ ،‬فكانوا يستبدلون‬

‫بالماشية ونتاجها ما يتطلبون من ثمر ولباس ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬حياتهم السياسية‬

‫هذيل من القبائل البدوية التي لم تعرف االستقرار‪ ،‬فهي من مكان إلى آخر طلبا للماء والكالء‪،‬‬

‫وليست لدينا معلومات وافية عن الذين تولوا رئاسة هذيل عدا ما ذكره الطبري من أن أبرهة توجه‬

‫لهدم البيت كانت هذيل من القبائل التي تصدت له ‪ ،‬ولما عجوزا عن مواجهته بعثوا وفدا للتفاهم‬

‫معه‪ ،‬وكان رئيس الوفد عبد المطلب جد الرسول صلى هللا وسلم ورأس قبيلة قريش وسادن معه‬

‫سيد بني كنانة وخويلد بن وائل الهذلي سيد هذيل ‪ .‬وقد عرض الوفد على أبرهة ثلث أموال تهامة‬

‫على أن يرجع وال يهدم البيت فأبى ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فحياتهم السياسية تديرها عجلتان ‪ :‬عجلة حياتهم االجتماعية ومثلهم وتقاليدهم المتوارثة‬

‫كاألخذ بالثار ومساعدة من يجتمي بهم مساعدة تجعلهم يخوضون حرويا ويفقدون أبطاال ‪ .‬وعجلة‬

‫حياتهم االقتصادية التي جعلتهم يغرون من أجل تأمين عيشهم والحصول على ما يريدون بقوة‬

‫السيف‪ .‬ويأتي اإلسالم فيقضي على سيادة الدولة ويستبدل رابطة الدين براطبة الدم ويصبح المسلم‬

‫يقاتل من أجل كل قبيلة تستظل معه بظالل اإلسالم ‪ ،‬ويشترك بعض الهذليين في الفتوحات‬

‫وينرحون من ديارهم إلى أرض هللا الواسعة التي رفرف على ربوعها اإلسالم ‪.‬‬
7
‫المبحث الثاني‬

‫‪8‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نبذة أبي ذؤيب الهذلي ‪.‬‬


‫أبو ذؤيب الهذلي هو خويلد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث‬

‫بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار‪ ،‬وال بدِّ من اإلشارة‬

‫أن نسبه في جده الخامس كان مختلفا ً فيه‪ ،‬حيث ورد في خزانة األدب أنِّه كاهل بن معاوية‪،‬‬
‫إلى ِّ‬

‫في حين ورد في كتاب األغاني أنِّه كهل بن الحارث‪ ،‬وكنيته أبو ذؤيب ‪ .‬الشهرة اسمه خويلد ين‬

‫خالد الهذلي ‪.‬‬


‫خضرمين‪ ،‬الذين عاشوا في الجاهليِّة‪ ،‬وأدركوا اإلسالم‪،‬‬
‫َ‬ ‫ي أحد الشعراء ال ُم‬
‫كان أبو ذؤيب ال ُهذل ِّ‬

‫والشعر‪ِّ ،‬إال أنِّه‬


‫ِّ‬ ‫وقد كان أبو ذؤيب معروفا ً منذ قديم الزمان؛ فقد كانت له ُكت ُ ٌ‬
‫ب في النَّقد‪ ،‬واألدَب‪،‬‬

‫ُعرف عنه الكثير من األخبار؛ نَظرا ً لقلِّة التحدُّث عنه أو عن آثاره؛ لذا تُعتبَر هذه المعلومات‬
‫لم ي َ‬

‫غير وافية عن هذا الشاعر‪ ،‬على الرغم من أنِّه شاعر فحل‪ِّ ،‬‬
‫وأن حياته كانت زاخرة ً بالعديد من‬

‫األحداث خالل الجاهليِّة‪ ،‬واإلسالم؛ إذ تميِّزت شخصيِّته بالغرابة‪ ،‬والتميُّز‪ ،‬وقد ظهر ذلك بشكل‬

‫بارز وواضح في شعره‬

‫إسالم أبي ذؤيب الهذلي وجهاده‬

‫أسلم أبو ذؤيب الهذلي ليلة وفاة الرسول محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬األمر الذي منعه من مشاهدته‪،‬‬

‫ومنعه أن يكون أحد صحابته الكرام‪ ،‬علما ً أنِّه حضر دفنه‪ ،‬ورثاه‪ ،‬وقد كان محسنا ً في إسالمه‪،‬‬

‫وال بدِّ من اإلشارة إلى أنِّه ممن أدركوا الجاهلية واإلسالم في ذات الوقت‪ ،‬وقد تميِّزت حياته‬

‫بأحداث حافلة‪ ،‬إذ إنِّه شارك مع الصحابة والخلفاء في صدر اإلسالم بالعديد من المعارك ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫حياة أبي ذؤيب الهذلي‬

‫سن إسال ُمه‪ ،‬وجاهدَ في سبيل هللا من خالل غَزوه للفرنجة‪ ،‬وشارك في‬
‫أسلم هذا الشاعر وح ُ‬

‫الغزوة التي فُتحت من خاللها أفريقيا‪ ،‬حيث كانت بقيادة عبد هللا بن سعد بن أبي ال َّ‬
‫سرح‪ ،‬في عهد‬

‫الخليفة الراشد عثمان بن عفِّان ‪-‬رضي هللا عنه ؛ إذ عاد عبد هللا بن الزبير‪ ،‬وأبو ذؤيب مع ما‬

‫هاجر أبو ذُؤيب إليها‪،‬‬


‫َ‬ ‫تبقِّى من ال ُمشاركين في الغزوة‪ ،‬وهم يحملون راية النَّصر‪ ،‬وبعد فَتح مصر‪،‬‬

‫وهناك أُصيب أبناؤُ ه الخمسة بمرض الطاعون‪ ،‬وذلك في السنة الثامنة من الهجرة‪ ،‬وفَت ََك بهم‬
‫أن نشأَت َه‬
‫صة بأبي ذؤيب‪ِّ ،‬إال ِّ‬
‫رض في العام نفسه‪ ،‬ولم يُذ َكر الكثير عن فترة الطفولة الخا ِّ‬
‫ال َم ُ‬

‫يتيماً‪ ،‬أو في ظ ِّل والديه‪ ،‬كانت من أه ِّم األمور التي ذُك َرت عنه‪ ،‬كما ِّ‬
‫أن عالقَته بأفراد عائلته‬

‫ي‬ ‫أن للشاعر ابن أُخت ي َ‬


‫ُعرف باسم خالد بن ُزهير‪ ،‬دون ذكر أ ِّ‬ ‫ُمب َهمة؛ فلم تذكر المصادر سوى ِّ‬

‫معلومات عدا أنِّه كان ُمقاربا ً للشاعر في ال ِّ‬


‫سن‪ ،‬والدليل على ذلك قول الشاعر‪ :‬فإنِّي على ما ُك َ‬
‫نت‬

‫قريب اسمه نُشيبة‪ ،‬اتِّصفَت عالقتُه‬


‫ٌ‬ ‫تعلَم بيننا وليدَين حتى أنت أش َمط عانس‪ .‬كما كان للشاعر‬

‫الشاعر في عدد كبير من القصائد بعد وفاته‪ ،‬أ ِّما فيما ي ُخ ُّ‬
‫ص أوالد الشاعر فلم‬ ‫ُ‬ ‫به بالود ِّية‪ ،‬وقد رثاه‬

‫ُعرف سوى ابنه ذُؤيب‪ ،‬الذي تُوفِّي مع إخوته بعد إصابتهم بالطاعون‪ ،‬وقد رثاهم الشاعر في‬
‫ي َ‬

‫ف عن أبي ذُؤيب الهذل ِّ‬


‫ي‪ ،‬أنِّه كان يتعقَّب النساء؛ إذ‬ ‫عر َ‬ ‫عينيِّته المشهورة‪ ،‬كما ِّ‬
‫أن من ُجملة ما ُ‬

‫جمعته عالقة مع امرأة تُس َّمى أم عمرو‪ ،‬التي كانت تمتلكُ العديد من األسماء‪ ،‬منها‪ :‬أم حويرث‪،‬‬

‫ي‪ ،‬وقد كانت أم عمرو خليلةَ بدر بن عويم‪ ،‬ابن ع ِّم‬


‫وأم سفيان‪ ،‬وأم الرهين‪ ،‬وفطيمة‪ ،‬وابنة السهم ِّ‬

‫أبي ذُؤيب‪ ،‬إال أنِّها تركته؛ من أجل أبي ذُؤيب؛ حيث اتِّصفَت عالقتهم بالمثاليِّة‪ ،‬والجمال في‬

‫البداية‪ِّ ،‬إال أنِّها َّ‬


‫تحولت إلى شقاء تا ِّم؛ وذلك بعد أن استعذبَت أم عمرو اللعب في عواطف الرجال؛‬

‫إذ خانت أبا ذُؤيب مع خالد بن زهير‪ ،‬ابن أخت الشاعر ورسوله إليها‪ ،‬وبذلك سقَت أبا ذُؤيب من‬

‫الكأس ذاتها التي قُدِّمت لبدر‪.‬‬

‫‪1.‬‬

‫شعر أبي ذؤيب ال ُهذلي ‪.‬‬

‫ي‪ ،‬وقد ظهر هذا ُّ‬


‫الفن بشكل واضح في قصيدته العينيِّة‬ ‫ي ِّ‬
‫بفن الرثاء األدب ِّ‬ ‫يختص أبو ذُؤيب الهذل ِّ‬
‫ُّ‬

‫صة برثاء أبنائه‪ ،‬حيث اهت َّم النُّقاد به‪ ،‬وبشعره‪ ،‬وجعلوا له مكانةً خا ِّ‬
‫صة بين شعراء الرثاء‪،‬‬ ‫الخا ِّ‬

‫وبين شعراء عصره‪ ،‬وتُعتبَر القصيدة التي قالها الشاعر في أبنائه الخمسة بعد وفاتهم في مصر‬

‫بمرض الطاعون‪ ،‬من التعبيرات الصادقة عن شعور األب باللوعة‪ ،‬واأللم الشديد؛ نتيجة موت‬

‫جميع أبنائه في الفترة نفسها‪ ،‬وقد كانت أبيات القصيدة زاخرة ً بمشاعر األلم‪ ،‬والحزن الكبيرين ‪.‬‬
‫عتبر أبو ذؤيب الهذلي من الشعراء الفحول المخضرمين بين العصرين الجاهلي واإلسالمي‪ ،‬وهو‬

‫من الشعراء الذين ال وهن فيهم وال غميزة‪ ،‬وقد روى حياته في أشعاره‪ ،‬علما ً أنِّه كتب في الغزل‪،‬‬

‫والوصف‪ ،‬والرثاء‬

‫وفاة أبي ذؤيب الهذلي‬

‫توفي أبو ذؤيب الهذلي في زمن خالفة عثمان بن عفان‪ ،‬وهو في طريقه إلى مكة‪ ،‬حيث دفنه ابن‬

‫الزبير‪ ،‬وال بدِّ من اإلشارة إلى أن بعض األخبار تروي أنِّه توفي في غزوة إفريقية في مصر‪،‬‬

‫أثناء انصرافه للفتح مع ابن الزبير‪ ،‬فتوفي‪ ،‬ودفنه ابن الزبير‪ ،‬وسار إلى الفتح وحده‪ ،‬كما وقيل أنه‬

‫‪ .‬مات غازيا ً في أرض الوم‪ ،‬ودفن فيها‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫‪12‬‬

‫ثالثا ‪ :‬نموذج من القصيدة أبو ذؤيب الهذلي‬


‫فَقُلتُ بَلى لَوال يُناز ُ‬
‫عني ُ‬
‫شغلي‬ ‫ع َمت أَسما ُء أَن ال أُحبُّها‬
‫‪ )1‬أَال زَ َ‬

‫شغلي وما أريد لجزيتك وأَض َع ْفتُ ‪.‬‬


‫(( ينازعني )‪ ,‬يُجاذبني ‪ .‬يقول ‪ :‬لو يُخَليِّني ُ‬

‫عف من أ َ َح ٍد قَبلي‬
‫َوما إن َجزاك الض َ‬ ‫ش َكيته‬
‫الودِّ لما ا َ‬
‫عف ُ‬‫‪َ )2‬جزَ يتُك ض َ‬

‫ف الودِّ لما اشتكيته )) إنما كان ينبغي أن يقول‪:‬‬


‫قال األصمعي ‪ :‬لم يُصبْ في قوله ‪ (( :‬جزيتك ض ْع َ‬

‫ينبغي أن يقول ‪َ :‬جزَ ْيتُك ض ْعفي ُ‬


‫الودِّ ‪ ,‬وإنما معناه ‪ :‬أضعفت تلك ‪ ,‬وما إن جزاك أحدٌ قبْلي‪.‬‬
‫علَينَا فَقَد أُعطيت ناَفلَةَ الفَضل‬
‫َ‬ ‫‪ )3‬فَإن ت َكُ أُنثَى من َم َعدِّ َكري َمةً‬

‫أصل (( النافلة )) الفَض ُل ‪ ,‬أي ‪ :‬أُعطيت الفَ ْ‬


‫ض َل عليها ‪ ,‬قال ‪ (( :‬النافلة )) التي هي من الفصل ‪,‬‬

‫مما ت ُ َعدُّ من الفضل ‪ ,‬و(( النافلة ))‪ ,‬الزيادة ُ و (( النافلةُ )) ‪ ,‬الغنيمةُ ‪ .‬قال لبيد ‪:‬‬

‫هلل نافلة األجل األَف َ‬


‫ضل ‪.‬‬

‫ومنه ‪ (( :‬إن فالنًا يُصلِّىي نافلةً )) أي فَضالً على صالته المكتوبة ‪ .‬و (( النَّفَ ُل )) الغنيمة ‪ ،‬والجمع‬

‫عن األَنفال )) ( سورة األنفَال ‪ :‬األَنفَال ‪ :‬اآلية ‪) 1‬‬


‫وعز ‪ (( :‬يَسئَلُون ََك َ‬
‫َّ‬ ‫(( أَنفَال )) من قوله‬

‫خير نَفَ ْل‬ ‫ثم قال لبيد ‪َّ :‬‬


‫إن ت ََقوى َربِّنَا ُ‬

‫ارتا َما أَنت َج َ‬


‫ار ْه‬ ‫يقول ‪ :‬أنت أكر ُم أنثى في َم َعدِّ علينا ‪ .‬ومثله ‪َ :‬يا َج َ‬

‫أي ‪ :‬أنت أكر ُم جارةٍ ‪ ،‬وليست جارة كمثلك ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫يَع ُّن لَها بالجزع من نَخب النَجل‬ ‫عيسا ُء ت َتبَ ُع شادنا ً‬ ‫‪ )4‬لَعَ ُ‬
‫مر َك ما َ‬

‫سراة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫بالطائف‪ ,‬ويقال ‪ :‬بال َّ‬ ‫ويروى ‪ (( :‬تُع ُّن له بالج ْزع من جانب النَّجل ))‪ (( .‬نَخب ))‪ ,‬وا ٍد‬

‫عيساء )) يُريد ظبيةً بيضا َء ‪ (( .‬ت َ ْنسأ ُ شادنًا ))‪ ,‬تسوقُه وتُزجيه ‪.‬‬
‫و(( َ‬

‫قال ‪ :‬أنشدنا أبو عمرو بن العالء ‪:‬‬

‫ئ في َبرد ِّ‬
‫الظالل غَزَ الَ َها‬ ‫تُنَ ِّ‬
‫س ُ‬ ‫ما أ ُّم خ ْشف بال َعالية شاد ٍن‪.‬‬

‫تتعرض له ‪ ،‬ومن قال ‪ُّ (( :‬‬


‫يعن‬ ‫تحر َك و َمشى ‪ .‬و (( ُّ‬
‫تعن له )) َّ‬ ‫و (( الشادن )) ‪ ،‬حين َّ‬

‫جانب‬
‫ُ‬ ‫تعن ‪ ،‬وتَعُ ُّن )) ‪ ،‬و (( الجزع )) ‪،‬‬
‫لها )) أي َيعرض لها ‪ .‬قال األصمعي ‪ :‬و (( ُّ‬

‫الوادي و ُمنعَ َ‬
‫طفُه ‪ .‬و (( النَّجل )) ‪ ،‬ما يظهر من بُطون األودية من الماء في الشتاء ‪ ،‬فإذا‬
‫جاء الصيف غار ‪ .‬غيره ‪ (( :‬النَّجل )) ‪ ،‬النَّ ُّز ‪ ،‬ماء يظهر من األرض ثم يَ َّ‬
‫طرد ‪ .‬األحفش ‪:‬‬

‫سأ ُ )) ‪ ،‬تُبَاعدُ ‪،‬‬ ‫(( ت َتبع شادنًا )) أي تسوقُه ‪ .‬و (( نَخ ٌ‬


‫ب )) ‪ ،‬وا ٍد بأرض ُهذَيل ‪ .‬آخر ‪ (( :‬ت َ ْن َ‬

‫سأ َ هللا في أجلك ))‬


‫(( اإلنساء )) من قولك ‪ (( :‬نَ َ‬

‫َويُشر ُق بَينَ الليت منها إلى ال ُ‬


‫صقل‬ ‫ي قا َمت ت َقشَع ُّر شَواتُها‬
‫‪ )5‬إذا ه َ‬
‫الرأس‪ .‬و(( يُشرق )) يُضيء‪.‬‬ ‫(( ش ََوات ُ َها )) ج ْلدَة ُ َرأسها ‪ ,‬فأراد يَ ْقشَع ُّر ال َّ‬
‫ش َع ُر الذي في َّ‬

‫سها ‪ ,‬و (( الِّليتُ )) ُمتَذَبذَ ُ‬


‫ب‬ ‫ش َوات ُ َها )) هاهنا ‪ ,‬يَداها ورجْ الها ورأ ُ‬
‫قال األصمعي واألخفش ‪ُ (( :‬‬

‫صف َحةُ العُنق ‪ .‬و(( ال ُّ‬


‫ص ْقل))‪ ,‬الخاصرة‬ ‫القُرط من اإلنسان ‪ ,‬وهو من َّ‬
‫الظبيَة في الموضع ‪ ,‬وهو َ‬

‫عنقُها ورأ ُ‬
‫سها ‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬ويشرق ُ‬

‫‪14‬‬

‫إذا أَدبَ َرت َولَّت ب ُمكت َن ٍز َ‬


‫عبل‬ ‫صدرها ث ُ َّم إنَّها‬
‫‪ )6‬ت َرى َح َمشا ً في َ‬

‫قال ‪ :‬هكذا صفةُ الظبية ‪ ,‬أي في َ‬


‫صدرها دقَّة ‪ ,‬وهي ُمكتنزة ُ ال َع ُجز‪ .‬و(( ال َع ْبلُ)) الض َّْخم‪.‬‬

‫أدبرت‪ .‬ويروى ‪َ (( :‬حم ً‬


‫شا في جيدها ))‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫و((ولَّت))‬

‫َوت َر ُم ُق أَحيانا ً ُمخاتَلَةَ ال َحبل‬ ‫‪َ )7‬وما أ ُ ُّم خشفٍ بال َعال َية ت َرت َعي‬

‫سلَمة‬
‫لم يَروه َ‬

‫الوصل‬ ‫أَت َصر ُم َحبلي أَم ت َدو ُم َ‬


‫على َ‬ ‫وم قالَت ُكلَي َمةً‬ ‫‪ )8‬بأَح َ‬
‫سنَ منها يَ َ‬
‫ويروى ‪ُ (( :‬كلَي َمةٌ ))‬

‫فَإنِّي ش ََريتُ الح َ‬


‫لم بَعدَك بال َجهل‬ ‫عميني ُكنتُ أَج َه ُل في ُكم‬
‫‪ )9‬فَإن ت َز ُ‬

‫(( تزعميني )) ت َ ُ‬
‫ظنِّيني‪ .‬و((شَريْت)) ‪ ,‬ا ْشت ََريتُ ‪ .‬وفي موضع آخر ‪ (( :‬ش ََريْتُ )) ‪ ,‬ب ْعتُ ‪ ,‬وهو‬

‫ضدُّ‪ .‬ويروى ‪ (( :‬اشتريتُ )) ‪ .‬األخفش قال ‪ :‬تظنيني كنت أجهل بات ِّباعي إيَّاك ‪.‬‬

‫غبَنتُ فَال أَدري أَشَكلُ ُه ُم شَكلي‬


‫َ‬ ‫نت َوخلتُني‬ ‫‪َ )1.‬وقا َل صحابي قَد ُ‬
‫غب َ‬

‫ع ال َجه َل بالحلم ‪ ,‬فال أَدري أطريقهم‬


‫غب ْنتُ ‪ ,‬ألنه بَا َ‬ ‫ويروى ‪ (( :‬وخ ْلتُني ُ‬
‫غب ْنتُ )) ‪ .‬قال صحابي ‪ُ :‬‬

‫طريقي أم غيره ؟ األصمعي واألحفش ‪ (( :‬خ ْلتُني ُ‬


‫غب ْنتُ )) أي حين بعتُ ال َجه َل بالحلم ‪ ,‬وأظن‬

‫أني أنا الغابن‪ .‬فال أدري أهم على ما أنا عليه أم ال ؟ أنَحْ ُو ُهم نَحْ وي ؟ قال ابن حبيب ‪ :‬كنت صاحبا‬

‫لهم في الجهل ‪ ,‬فال أدري أعلى جهلهم هم ‪ ,‬أم قد تركوه كما تر ُكته ؟‬

‫‪15‬‬

‫تَنَ َّك َر َحتِّى عادَ أ َ َ‬


‫سودَ َكالجذل‬ ‫على أَنَّها قالَت َرأَيتُ ُخ َويلدا ً‬
‫‪َ )11‬‬

‫(( تَنَ َّكر )) تَغَيَّر يقول ‪ :‬رأتْه على غير ما كانت ت َعهدهُ‪ .‬و (( ُخويلدًا )) هو أبو ذؤيب ‪ (( .‬الج ْذل))‬

‫عو ٍد يابس فهو (( ج ْذلٌ))‬ ‫أَ ْ‬


‫ص ُل الشجرة‪ ,‬وجمعه (( أجذال ‪ ,‬و ُجذُول))‪ .‬وقال األخفش ‪ :‬ك ُّل ُ‬

‫طوب َوما نُبلي‬


‫ُ‬ ‫قَدي ًما فَتُبلينا ال ُخ‬ ‫طوب قَد ت َ َملَّت شَبا َبنا‬
‫ٌ‬ ‫لك ُخ‬
‫‪ )12‬فَت َ‬

‫أكلت وتمتَّعت به ‪,‬فال َمنون تُبْلينا وما نُبْليها‪ .‬األحفش ‪:‬‬


‫ْ‬ ‫(( خطوب )) أمور ‪ (( ,‬ت َ َملَّت َ‬
‫شبَابَنَا )) ‪,‬‬

‫تمتعت به‪ (( ,‬تملَّى أباه ))‬


‫َ‬ ‫(( تملَّت)) من (( المالَ َوة))‪ ,‬كقول الناس ‪ (( :‬تملَّ َ‬
‫يت َحبيبًا)‪ ,‬أى‬

‫الدهر ‪,‬‬
‫ُ‬ ‫ت)) يقال ‪ :‬أ َ َكلَ ْ‬
‫ت ‪ .‬و((ال َمنون )) تُذ ِّكر وتؤنث ‪ ,‬فإذا ذكر فمعناه‬ ‫تمتَّع به‪ (( ,‬تملَّ ْ‬
‫ُ‬
‫الحوادث واأليام ‪.‬‬ ‫وإذا أنِّ َ‬
‫ث فمعناه‬

‫الروع َكالحدَإ القُبل‬


‫وم َ‬‫ت َرا ُه َّن يَ َ‬ ‫‪َ )13‬وتُبلى األُولى يَست َلئمونَ َ‬
‫على األولى‬

‫القوم الذين يَست َْلئ ُمون على (( األُلى )) ‪ ,‬الخَيل التي ت ََراها كالحدَإ القُبْل‪ ,‬أي ‪:‬‬
‫َ‬ ‫يقول ‪ :‬تُبلي‬

‫ال يَنفَلتُ من كان في هذه الصفة من الموت ‪ (( .‬يستلئمون )) ‪ ,‬يلبسون (( َّ‬


‫الألمة )) وهي‬

‫عيونها قَبالً كأنه َح َو ٌل ‪,‬‬


‫ع ‪ (( .‬كالحدَإ القُبْل )) ‪ ,‬أراد ‪ :‬كالحدإ ال ُمفَ َّزعة‪ ,‬فكأن في ُ‬
‫الدِّر ُ‬

‫وذلك لتقليب أ ْعيُنهن ونَظره ِّن ‪ (( .‬الحدأ ُ )) جمع ‪ ,‬والواحدة (( حدَأَة ٌ ))‬

‫‪16‬‬

‫َو ُهم فَوقَها ُمست َلئمو َحلَق ال َجدل‬ ‫‪ )14‬فَ ُه َّن َكعقبان ال ُ‬
‫ش َريف َجوان ٌح‬

‫عتها ‪ .‬و((هم)) يعني الفُرسان فوق‬ ‫(( فهن)) يعنى الخَي َل‪ ,‬كالع ْقبان ‪ ,‬شبَّهها بها في ُ‬
‫س ْر َ‬

‫يرا ليس بأف َ‬


‫طح ‪,‬‬ ‫الخيل ‪ (( ,‬ال َجدل))‪ ,‬تكون الدِّرع (( َجدْال َء)) إذا كان َحلَقُها ُمستد ً‬

‫ويقال ‪ ( :‬المجدولةُ )) من الدروع ‪ .‬األخفش ‪َ (( :‬ج ْدلُها )) إحكا ُم َ‬


‫عملها ‪ .‬و (( ال ُّ‬
‫ش َريف)) ‪:‬‬

‫مكان ‪ .‬و(( مستلئمو)) البسو (( الَّأل َمة )) ‪ ,‬وهي الدِّرع ‪ .‬و(( جوانح )) ‪ ,‬قد أَ ْك َببْنَ في ال َّ‬
‫سير‬

‫سفينةُ ) إذا مالت ولَزمت األَرض ‪.‬‬


‫و(( ال ُجنو ُح)) ذُنُ ُّو الصدر من األرض‪َ (( ,‬جنَ َحت ال َّ‬

‫جهارا ً َويَست َمتعنَ باألَنَس ال َجبل‬ ‫توف ألَهلها‬


‫‪َ )15‬منايا يُقَ ِّربنَ ال ُح َ‬
‫الكثير ‪ .‬قال األخفش ‪ (( :‬ال َج ْب ُل )) ‪ ,‬بالفتح ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هذه منايا يُقَربن ال ُحتوف ‪ .‬و(( ال َج ْب ُل ))‬

‫الناس ُمتْ َعةٌ للمنا َيا‬


‫َ‬ ‫ي الكثير ‪ .‬وقوله (( َيستمتعن )) يريد أن‬ ‫و(( اإلنس ‪ ,‬واألَن َ‬
‫َس )) ‪ ,‬الح ُّ‬

‫تأكلهم ‪ .‬قال ابن حبيب ‪ :‬يكونون متاعا ً لها ‪.‬‬

‫فَخ ََّرت َكما تَتِّابَ ُع الري ُح بالقَفل‬ ‫نس قَدَرتُ لرجلها‬


‫ع ٍ‬‫‪َ )16‬و ُمفر َه ٍة َ‬
‫صلبةُ‬ ‫ويروى ‪ (( :‬لساقها )) ‪ (( .‬ال ُمفرهة )) ‪ ,‬النافةُ التي تجيء ‪ ,‬بأوال ٍد فَ َواره ‪ .‬و (( ال َع ْن ُ‬
‫س )) ‪ ,‬ال ُّ‬

‫ع ْرقَبتُها ‪ ,‬كما‬
‫فخرت لما َ‬ ‫الشديدة ُ ‪ (( .‬قَدَ ْرتُ )) أي هَيأْتُ ‪ (( .‬لرجلها )) أي َ‬
‫ض َربْتُ رجلَ َها يسيفي َّ‬
‫سها مث َل ما َّ‬
‫تطاير الري ُح ‪ .‬وليس يصف بهذا بدَنَها ‪.‬‬ ‫الري ُح باليبيس من الش َجر‪ .‬يقول كانت نَ ْف ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫طير ِّ‬

‫(( تَتَّأ َي ُع )) ت َْمضي وت َتا َبع‪ .‬و (( الفَق ُل ))‪ ,‬ما َج َّ‬
‫ف من ورق الشجر‪ .‬و(( القافل )) ُك ُّل ٍ‬
‫يابس ‪ .‬غيره‪:‬‬

‫ضا ‪ .‬األخفش ‪ (( :‬تَتَّايَ ُع )) ت َ ْذه ُ‬


‫َب به ‪ ,‬و (( التَّت َايُع ))‪,‬‬ ‫خ ََّرت كما ت َ ُم ُّر الري ُح باليَبيس فيدف ُع بع ُ‬
‫ضهُ بَ ْع ً‬

‫ي على األَمر ‪.‬‬


‫التَّمادي وال ُمض ُّ‬

‫‪17‬‬

‫أُباد ُر ذكرا أَن يُلَ َّج به قَبلي‬ ‫ي ٍ جياعٍ أَو ل َ‬


‫ضيفٍ ُم َح َّو ٍل‬ ‫‪ )17‬ل َح ِّ‬

‫يف ُم َح َّول )) وهو الذي لم يَ ْرض بمكانه ‪,‬‬


‫ض ُ‬ ‫يقول ‪ :‬هذه التي نَ َح ْرت ُ َها ‪ (( ,‬ل َح َّ‬
‫ي جياع أو ل َ‬

‫فقال ‪ :‬أُبادر ً‬
‫ذكرا أن َيست َل َّجه أحدٌ قَبلي فيأخذه ‪ ,‬أي قبل أن َيتمادى فيه ‪.‬غيره (( يُلَ ِّج ))‪ ,‬يُؤخَذ‪.‬‬

‫يقول إذا زَ ادَ أ َ َخذَها منه ‪ ,‬وإذا زادَ في ثَمنها أ َ َخذَها ‪.‬‬

‫ع ِّمها أَسما ُء أَن يَفعَلوا فعلي‬


‫بَني َ‬ ‫حاولَت‬ ‫‪َ )18‬ر َويتُ َولَم يَ َ‬
‫غرم نَديمي َو َ‬

‫أراد ‪ :‬اشت ََريتُ فَ َرويتُ ولَ ْم َي ْشت َر نديمي ‪َ (( .‬رويتُ ))‪ ,‬من (( َّ‬
‫الراوية ))‪ ,‬ألنها تُروي ‪.‬‬

‫راودَتْهم أن يفعلوا مثل ما أفعلُ‪ ,‬فلم يُطيقوا ذاك ‪.‬‬ ‫حاولَ ْ‬


‫ت ))‪َ ,‬‬ ‫(( َ‬
‫نس َكهاد َية ال َ‬
‫ضحل‬ ‫ع ٌ‬‫ُمذَ َّك َرة ٌ َ‬ ‫‪ )19‬فَما فَضلَةٌ من أَذرعا ٍ‬
‫ت ه ََوت بها‬

‫جرى ‪ُ (( .‬مذ َّكرة ))‪ ,‬ناقةٌ خلقَت ُ َها خ ْلقَةُ الفَحْ ل‪َ (( .‬‬
‫ع ْنس )) ‪,‬‬ ‫االختيار فيها أن ت ُ َ‬
‫ُ‬ ‫ُك ُّل تاءٍ لل َج ْمع‬

‫َمر عندَ تاجرها ‪ (( .‬ه ََو ْ‬


‫ت بها )) أي سارت‪.‬‬ ‫ضلَةٌ فَضلَ ْ‬
‫ت من خ ٍ‬ ‫ص ْلبة ‪ .‬و (( الفَ ْ‬
‫ضلَة )) فَ ْ‬ ‫شَديدة ُ‬

‫و (( هَادية الضَّحل ))‪ ,‬صخرة ٌ تكون في بَطن الماء ُّ‬


‫يمر عليها الما ُء‪ .‬و (( الضَّحل ))‪ ,‬الما ُء‬

‫الرقيق‪ ,‬فشبَّه ناقَت َه بهذه الصخرة في صالبَت َها ‪ .‬قال األخفش ‪ :‬و (( هادية ))‪ ,‬أراد ‪ :‬أَت َانًا‬
‫َّ‬

‫ص ْخ َرة ُ‬ ‫ت َ َهادى كأتان الضَّحْ ل ‪ ,‬فلم يَستقم ‪ ,‬فقال ‪َ (( :‬ك َهاديَة الضَّحْ ل )) ‪ .‬و (( األَت ُ‬
‫َان )) ال َّ‬

‫كأتان هادي ٍة ‪ ,‬فترك (( أتان )) ‪ .‬غيره ‪ :‬أراد ‪ :‬كأتان الثَّميل‪ ,‬فلم يُمكنه‬
‫ٍ‬ ‫التي في الماء ‪ ,‬فأراد‬

‫فقال ‪ (( :‬الضَّحل )) ‪ .‬وروى األخفش ‪ (( :‬فما نُ ْ‬


‫طقَةٌ من أَذرعا ٍ‬
‫ت ))‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫الرحل‬ ‫ُمقيَ َّرة ٌ ر ٌ‬


‫دف آلخ َرة َ‬ ‫داوة ٌ‬ ‫سالفَةُ راحٍ ُ‬
‫ض ِّمنَتها إ َ‬ ‫‪ُ )20‬‬

‫عة الذَيل َوالكفل‬


‫سرةٍ َمرفو َ‬
‫على َج َ‬
‫َ‬ ‫‪ )21‬ت َزَ َّودَها من أَهل م ٍ‬
‫صر َوغ ََّزةٍ‬

‫بغزة مات هاشم بن عبد مناف ‪ .‬يريد أن ذَيلَها و َكفَلَها ُمشرفان ‪,‬‬
‫ُصرى وغ ََّزوة )) ‪ ,‬بالشام ‪َّ ,‬‬
‫(( ب َ‬

‫ش ِّمرة ٌ طويلةُ القوائم ‪ ,‬يريد النافةَ ‪ .‬و(( الك ْفل ))‪ ,‬كسا ٌء‬
‫َوالَ ذَي َل للناقة ‪ ,‬وهذا َمث َ ٌل ‪ ,‬وإنما أراد أنَّها ُم َ‬

‫ب إذا لم َيكن َرحْ ل ‪ .‬و((جسرة))‪,‬‬ ‫ع ُجز البعير فَيُر َكب عليه ‪َ ,‬ي ْر َكبُها ِّ‬
‫الردف ‪ ,‬أو يُر َك ُ‬ ‫يُدار على َ‬

‫َجسيمة ‪ ,‬ويقال ‪ :‬الماضيةُ ‪ ,‬تَجْ ُ‬


‫سر على ك ِّل شيء ‪.‬‬

‫َم َجنَّةَ ت َصفو في القالل َوال ت َغلي‬ ‫‪ )21‬فَوافى بها عُسفانَ ث ُ َّم أَتى بها‬
‫(( َم َجنَّةُ )) على أميا ٍل من م َّكةَ ‪ ,‬قال ‪ :‬وكان بالل رحمه هللا يتثَّل ‪:‬‬

‫ب َوا ٍد َو َحولي إ ْذخ ٌر َو َجلي ُل‬ ‫ْت شعري ه َْل أَبيت ََّن لَ ْيلَةٌ‬
‫أَالَ لَي َ‬

‫َوه َْل ت َ ْبدُونَ لي شَا َمةٌ َو َ‬


‫طفي ُل‬ ‫َوه َْل أَردَ ْن يَ ْو ًما مياهُ َم َجنَّة‬

‫(( وافَى بها ))‪ ,‬اي أتى بها ‪ .‬و (( القالَ ُل )) الح َببةُ والج ُ‬
‫رار‪ .‬وليس ت َ ْغلي ‪ ,‬ألنَّها قد س َك ْ‬
‫نت ‪.‬‬

‫يُباد ُر أَولى السابقات إلى ال َحبل‬ ‫عشيَّةً‬


‫‪ )23‬فَ َّرو َحها من ذي ال َمجاز َ‬

‫عرفةَ ‪ .‬و (( ذو ال َمجاز ))‪َ ,‬م ْوس ٌم في‬ ‫ويروى ‪ (( :‬فَ َّ‬
‫روحها )) أي را َح بها ‪ .‬و((ال َح ْب ُل ))‪َ ,‬ح ْب ُل َ‬

‫ال َجاهليِّة ‪ .‬يقول ‪ :‬يُبَادر الذين يَقفُون بعرفة حتى يَبي َع خ َْم َره ‪ ,‬أي يُبادر ال َموقف ‪ ,‬إنَّما هو حا ٌّج ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫لَيَس َم ُح ذفراها ت َزَ َّ‬


‫غ ُم َكالفَحل‬ ‫‪ )24‬فَجئنَ َوجا َءت بَينَ ُه َّن َوإنَّهُ‬

‫(( جئن )) اإلب ُل ‪ (( .‬جاءت )) الناقةُ ‪ ,‬بين النِّوق ‪ .‬ويروى ‪(( :‬فجاء وجاءت ))‪ ,‬أي جاء الرج ُل‬

‫وجاءت الناقة ‪ .‬و(( ذ ْف َراها )) هو النِّاتى ُء في القَفَا من األ ُ ْذنَيْن ‪ ,‬أي يُ َ‬


‫س ِّكنها ‪ .‬و (( ت َزَ َّ‬
‫غ ُم )) ت َصيح‬

‫سح ذ ْفراها من ال َع َرق ‪.‬‬ ‫وت ُ َ‬


‫ص ِّوتُ من نَشاطها ‪ ,‬ويقال ‪ :‬يَم َ‬

‫كس َوال َوغل‬


‫َير ن ٍ‬
‫رام غ ُ‬
‫نَدي ُم ك ٍ‬ ‫ي ح َّجةً‬
‫‪ )25‬فَجا َء بها َكيما يُواف َ‬
‫و((الو ْغل)) ‪ ,‬الذي َيدخل على القوم َي ُ‬
‫شربون ‪ ,‬لم َي ْد ُ‬
‫عوه ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫((النِّكس)) ‪ ,‬الضعيف ‪.‬‬
‫فَأَصبَ َح َرأدا ً يَبت َغي ال َمز َج بالسحل‬ ‫بات ب َجمعٍ ث ُ َّم ت َ َّم إلى م ً‬
‫نى‬ ‫‪ )26‬فَ َ‬

‫(( بات ب َج ْمعٍ )) يعني ال ُم ْزدَلفة ‪ ,‬ثم أتى منًى ‪ .‬و(( َرادٌ )) ‪ ,‬يريد (( رائدًا )) طالبًا ‪َ (( .‬ي ْبت َغي‬

‫سحل ))‪ ,‬النَّ ْقدُ ‪ .‬يقال ‪َ (( :‬‬


‫س َحلَه‬ ‫الدراهم ‪ ,‬و (( ال َّ‬
‫َ‬ ‫سل ‪ (( .‬بالسَّحْ ل ))‪ ,‬أي يَ ْنقُدُ‬
‫الم ْز َج )) يعني العَ َ‬

‫ع َّجلَه مائة سوطٍ ‪ .‬ويقال ‪ (( :‬رادًا )) أي‬ ‫مئَةَ د ْرهم )) أي نَقَده ‪ ,‬و (( َ‬
‫س َحله مائة سوطٍ ))‪ ,‬أي َ‬

‫سه ‪ .‬و(( الم ْزج )) ‪ ,‬المزَ ا ُج ‪,‬‬ ‫رائدٌ يطوف ويَ ُ‬


‫نظر ‪ .‬خالد ‪ (( :‬بات ب َج ْمعٍ )) أي جاء ليحلق رأ َ‬

‫وإنما ت ُ ْمزَ ُج بال َع َ‬


‫سل ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫ضحكُ إ ِّال أَنَّهُ َ‬


‫ع َم ُل النَحل‬ ‫ُه َو ال َ‬ ‫الناس مثلَهُ‬
‫ُ‬ ‫‪ )27‬فَجا َء ب َمزجٍ لَم يَ َر‬

‫أبيض األسنان ‪ ,‬فشبَّه‬


‫ُ‬ ‫األصمعي ‪ (( :‬الضَّحْ ك )) ‪ ,‬الث َّ ْغ ُر األَبيض ‪ ,‬و (( ر ُج ٌل َ‬
‫ضحكٌ )) ‪,‬‬

‫بياض العسل به ‪,‬‬


‫َ‬ ‫بياض العسل به‪ ,‬لشدَّة بياض العسل ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬هو َّ‬
‫الطلع ‪ ,‬شبَّه‬ ‫َ‬

‫الط ْل ُع‪ ,‬بَلغة بَ ْل َحارث بن كعب ‪َ (( .‬‬


‫ضحكت‬ ‫الزبد ‪ .‬غيره ‪ (( :‬الضحك )) ‪َّ ,‬‬
‫وقال آخر ‪ :‬هو ُّ‬

‫النخلةُ )) إذا انش ََّق كالفُورها ‪ .‬المفضَّل ‪ (( :‬الضَّحْ ك )) ‪ ,‬من ال َع َجب ‪ ,‬و (( الضَّحك )) ‪:‬‬

‫ال َحيْض ‪.‬‬

‫وب أَسقيَ ٍة ُكحل‬


‫ص ُ‬ ‫َوآل قَ ٍ‬
‫راس َ‬ ‫‪ )28‬يَمانيَ ٍة أَحيا لَها َم َّ‬
‫ظ َمأب ٍد‬
‫الر َّمان‬ ‫سل ‪ .‬و (( ال َم ُّ‬
‫ظ )) ‪ُّ ,‬‬ ‫ب أَسْقيَة ُكحْ ل )) ‪ (( .‬يمانية )) ‪ ,‬يعني هذه العَ َ‬
‫ص ْو ُ‬
‫ويروى ‪َ (( :‬‬

‫ي َو َرقًا وال يكون له ُر َّم ٌ‬


‫ان ‪ .‬و (( آل قَ َراس ))‪,‬‬ ‫البر ُّ‬
‫ان ِّ‬ ‫ي الذي تأكله النَّحْ ٌل ‪ ,‬وإنما َي ْعقدُ ُّ‬
‫الر َّم ُ‬ ‫ال َب ِّر ُّ‬

‫موض ٌع ‪ ,‬وقال األصمعي ‪ :‬أَجبُ ٌل باردة ٌ ‪ ,‬أو َجبَ ٌل بارد ‪ ,‬و (( آلهُ )) ‪ ,‬ما َح ْولَهُ من األرض ‪.‬‬

‫طر ‪ .‬و (( أَح َيالَها )) ‪ ,‬هذا النَّب َ‬


‫ْت ‪.‬‬ ‫وب ال َم َ‬
‫ص ُ‬‫وب ))‪َ ,‬‬
‫ص ُ‬‫قارس ))‪ ,‬باردٌ جامدٌ ‪ .‬و (( ال َّ‬
‫ٌ‬ ‫ويقال ‪(( :‬‬

‫و(( َمأبد )) ‪ ,‬موض ٌع ‪ .‬و (( األ َ ْرمية ))‪ ,‬و (( األَسْقية )) ‪ ,‬سحابتان من سحائب ال َحميم والخَريف‪,‬‬

‫ط َرت َا ‪ .‬و (( ُكحْ ل )) جمع (( أ َ ْك َحل ))‪ ,‬وهو األسود ‪.‬‬ ‫عريضتان شديدتا القَ ْ‬
‫طر والوقع إذا َم َ‬ ‫َ‬

‫ي ))‬ ‫ي )) ‪ ,‬وواحد (( األ َ ْرمية )) َ‬


‫((رم ٌّ‬ ‫و (( أحيَا ))‪ ,‬من (( ال َحيَا )) ‪ .‬وواحد (( األَسْقية )) (( َ‬
‫سق ُّ‬

‫سحاب الذي ي ُْمطر مع ريح ‪ .‬كل هذا قد ذكره ابن حبيب ‪.‬‬
‫‪ ,‬وهو من ال َّ‬

‫‪21‬‬

‫َجدي ٍد أُرقَّت بالقَدوم َوبال َ‬


‫صقل‬ ‫‪ )29‬فَما إن هَما في َ‬
‫صحفَ ٍة بارقيَّ ٍة‬

‫ت ببارق‪ .‬و (( الصَّحْ فَةُ ))‪ ,‬الجا ُم‬


‫عملَ ْ‬
‫َمر وال َعسل ‪ (( .‬بارقيَّة )) ‪ُ ,‬‬
‫(( هما )) يريد الخ َ‬

‫والقَ ْ‬
‫ص َعة‪ ,‬وأنشد ‪:‬‬

‫ص َحاف ال ُم َم َّزج‬
‫رب النَّبيذ في ال ِّ‬
‫ش َ‬‫و ُ‬ ‫جوة ً‬
‫ع َ‬ ‫َحسبتُم قتا َ َل القَوم ُخ ً‬
‫بزا و َ‬

‫َولَم يَتَبَيَّن ساط ُع األُفُق ال ُمجلى‬ ‫‪ )30‬بأَطيَ َ‬


‫ب من فيها إذا جئتُ طارقا ً‬

‫ظ ْل َمتُه عن الض َّْوء ‪ (( ,‬أَجْ لَى )) ان َكش َ‬


‫َف‬ ‫ك ُّل ناحي ٍة من السماء (( أ ُ ٌ‬
‫فق)) ‪ .‬و(( ال ُمجْ لي ))‪ ,‬ال ُمن َكشف ُ‬

‫س َحر ‪ ,‬ألن األفواه تتغَي َُّر في ذلك الوقت ‪.‬‬


‫وقت ال َّ‬
‫َ‬ ‫وهو عنِّي و (( َجالِّه )) إذا كشفه ‪ ,‬يريد‬
‫‪22‬‬

‫صور البالغة‬
‫‪ )1‬يستمر في عرض حالة في أسلوب قصصي رائع ‪ ،‬ولو عرضنا قصائد أبي ذؤيب‬
‫األخرى لوجدنا أنه كثير االنتقال من أسلوب إلى آخر ‪ ،‬فيها عرف عند البالغيين بااللتفات ‪.‬‬
‫فهو ينتقل من الغيبة إلى الخطاب كما قصيدته التي مطلعها ‪:‬‬

‫فَقُلتُ بَلى لَوال يُناز ُ‬


‫عني ُ‬
‫شغلي‬ ‫ع َمت أَسما ُء أَن ال أُحبُّها‬
‫أال زَ َ‬

‫‪ )2‬إنشاء طلبي ‪ :‬اإلستفهام‬


‫َوتَر ُم ُق أَحيانا ً ُمخاتَلَةَ ال َحبل‬ ‫َوما أ ُ ُّم خشفٍ بال َعاليَة تَرتَعي‬
‫‪ )3‬جملة خبيري ‪ ،‬اإلبتدائي‬
‫فَإنِّي ش ََريتُ الح َ‬
‫لم بَعدَك بال َجهل‬ ‫عميني ُكنتُ أَج َه ُل في ُكم‬
‫فَإن تَز ُ‬

‫‪ )4‬إنشاء طلبي ‪ :‬األمر‬


‫فَقُلتُ بَلى لَوال يُناز ُ‬
‫عني ُ‬
‫شغلي‬ ‫ع َمت أَسما ُء أَن ال أُحبُّها‬
‫أال زَ َ‬

‫‪23‬‬

‫مناسبة القصيدة‬
‫‪ )1‬فهو يقر بمالقة إحدهن له ‪ ،‬ويعتذر بكثرة مشاغله عن مطارتها الغرام ‪ ،‬فهي الطالبة وهو‬
‫المطلوب ‪ ،‬وهي صورة معكوسة للمحبين إذا يقول ‪:‬‬

‫ع َمت أَسما ُء أَن ال أُحبُّها‬


‫أَال زَ َ‬ ‫فَقُلتُ بَلى لَوال يُناز ُ‬
‫عني ُ‬
‫شغلي‬

‫‪ )2‬ينتقل بعد ذلك إلى وصف الظبية التي يشبه بها المحبوبة ثم يتخلص من ذلك إلى الشكوى بذهين‬
‫البيتين ‪:‬‬

‫تَنَ َّك َر َحتِّى عادَ أ َ َ‬


‫سودَ َكالجذل‬ ‫على أَنَّها قالَت َرأَيتُ ُخ َويلدا ً‬
‫َ‬
‫‪ )3‬أن الغزل عند أبي ذؤيب كان في كثير من قصائده وسيلة وال غاية ‪ ،‬فهو يدعي سؤال المحبوبة‬
‫له عن سبب شحويه وضعف جسمه ليتخذ من ذلك السؤال منطلقا لغرض آالمه وما أصابه من‬
‫نكبات ‪.‬‬
‫‪ )4‬أن كثرة النساء في شعره تنفى احتمال وقوعه في تجرية حقيقية ‪ ،‬هذا عالوة على شذوذ تلك‬
‫العالقات وفشلها منذ البداية ‪ ،‬فهي تارة مع خليلة لقريبه ‪ ،‬وأخرى مع امرأة متزوجة يخشى بعلها ‪.‬‬

‫‪ )5‬استحسانهم لعينيته في الرثاء وعدها من عيون المراثي ‪.‬‬

‫‪ )6‬أن أبا ذؤيب لم يحمل حبه محمل الجد بل إن الحب عنده كان وسيلة للهو وقضاء الوقت ‪.‬‬

‫‪ )7‬تخطئتهم للشاعر حين وصف الدرة ووصف الخيل ‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫الخاتمة‬
‫الحمد هلل الذي هدانا لهذا فما كنا لنهتدي لو ال أن هدانا هللا‪ ،‬اللهم صلى سيدنا محمد‬
‫وعلى آله محمد كما صليت على سيدنا إبرهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد‪.‬‬
‫أما بعد‪،‬‬
‫لما كانت الخاتمة جزءا مهما من كل بحث‪ ،‬لما تحتوية من نتائج تلفت انتباه القارئ‪،‬‬
‫فإننا في هذه الخاتمة أورد ما ذكرته في خالل هذا البحث الوجيز بصفة موجزة‪،‬‬
‫حيث كان القصد من هذا التقرير هو لبحث المعلومات عن أبو ذؤيب الهذلي ‪ .‬وهذا‬
‫التقرير نعدِّه لمادة " أبو ذؤيب الهذلي ( عصر الجاهلي ) "‪ .‬فقد سلكنا في كتابة هذا‬
‫التقرير مستعينا بالكتاب من اإلنترنيت وبمساعدة أساتذتنا الطيبة وأصدقائي‬
‫األعزاء‪.‬‬
‫وهذا‪ ،‬وهللا أسال أن يوفقني في مثابرتي وجهدي المتواضع‪ ،‬ويتقبل مننا ومنكم كل‬
‫أعمالنا‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين‪ .‬آميـن‪.‬‬
‫جزا كم هللا خيرا ً جزاء‪...‬‬
‫‪25‬‬

‫قائمة المصدر والمراجع‬

‫‪ )1‬أبو ذؤيب الهذلي حياته وشعره ‪ ،‬نور الشمالن ‪ ،‬المحاضرة بكلية األداب – جامعة‬
‫الرياض ‪.‬‬
‫‪ )2‬شرح اشعار الهذليين ‪ ،‬أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري‬
‫بتصرف عن كتاب تاريخ األدب العربي العصر الجاهلي‪ ،‬د‪.‬شوقي ضيف‪ ،‬الطبعة‬
‫ِّ‬ ‫‪) )3‬‬
‫الحادية عشرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،1960 ،‬ص‪226-219‬‬
‫بتصرف عن كتاب تاريخ اللغة واآلداب العربية‪ ،‬شارل بال‪ ،‬تعريب رفيق بن وناس‬
‫ِّ‬ ‫‪)4‬‬
‫وجماعته‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،1997 ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪26‬‬

‫قائمة محتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الرقم‬

‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪1‬‬

‫‪7-3‬‬ ‫المبحث األول‬ ‫‪2‬‬

‫‪11-8‬‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫‪3‬‬

‫‪24-12‬‬ ‫المبحث الثالث‬ ‫‪4‬‬

‫‪25‬‬ ‫خاتمة‬ ‫‪5‬‬


‫‪26‬‬ ‫قائمة المصدر والمراجع‬ ‫‪6‬‬

‫‪27‬‬ ‫قائمة محتويات‬ ‫‪7‬‬

‫‪27‬‬

You might also like