Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 480

‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‬

‫تأليف‬

‫عبد ال بن صالح الفوزان‬

‫الجزء الول‬

‫شبكة نور السإلما‬

‫‪http://www.islamlight.net‬‬

‫‪http://alfuzan.islamlight.net‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان‬
‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بسإما ال الرحمن الرحيما‬

‫مقدمـة الشارح‬

‫إن الحمد ل‪،‬هل نحمده‪،‬هل ونسإتعينه‪،‬هل ونسإتغفره‪،‬هل ونعوذ بال من شرور أنفسإنا‬
‫ومن سإيئات أعمالنا‪،‬هل من يهده ال فل مضل له‪،‬هل ومن يضلل فل هادي له‪،‬هل وأشهد‬
‫أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪،‬هل وأشهد أن محمدا عبده ورسإوله‪،‬هل صلوات ال‬
‫وسإلمه عليه‪،‬هل وعلى اله وأصحابه ومن تبعهما بإحسإان إلى يوما الدين‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فإن العلما أشرف المطالب‪،‬هل وأجلل الرغائب‪،‬هل يبلغ به العبد منازل الخأيار‬
‫والبرار‪،‬هل والدرجات العلى في الدنيا والخأرة‪،‬هل إوان من أشرف العلوما‪،‬هل وأرفعها منزلة ـ‬
‫بعد كتاب ال ـ العلمما بسإنة رسإول ال صللى ال عليه وسإللما رواية‪،‬هل ودراية‪،‬هل وهما‬
‫أسإاس السإتدلل على الحكاما الشرعية‪.‬‬

‫وقد ععني السإابقون بهذا النوع من الدليل‪،‬هل وسإلكوا في التأليف فيه مناهج‬
‫متعددة‪،‬هل ومن هذه المناهج القتصار على أحاديث الحكاما الشرعية‪،‬هل وتجريدها من‬
‫أحاديث العقائد والمغازي والمناقب والداب وغيرها‪،‬هل لتسإهيل حفظها على الطلب‪،‬هل‬
‫وتقريبها في حال السإتدلل‪،‬هل ومن هؤلء الذين ألفوا على هذا المنهج الحافظ أحمد‬
‫بن علي بن حجر العسإقلني])‪ [(1‬رحمه ال المتوفى سإنة )‪852‬هـ(‪،‬هل فقد جمع في‬
‫كتابه »بلوغ المراما من أدلة الحكاما«])‪ [(2‬أصول أحاديث الحكاما الشرعية‪،‬هل‬
‫ورتبها على البواب الفقهية المشهورة‪،‬هل ليسإهل على القارئ مراجعتها‪،‬هل ولما يقتصر‬
‫على الحاديث الصحيحة‪،‬هل بل سإاق بعض الحاديث الضعيفة ليعلما طالب العلما ما‬
‫ورد في المسإألة من أحاديث ضعيفة‪،‬هل فإن معرفة الصحيح علما‪،‬هل ومعرفة الضعيف‬
‫علما ـ أيض ا ـ ولجل أن يجتهد الطالب في دراسإتها‪،‬هل فإن كان لها شواهد أو طرق‬
‫ضها بعضاا‪،‬هل أو ل؟ا‬
‫ي بع ع‬
‫أخأرى بحث عنها‪،‬هل واتضح له هل يمكن أن عيقموو م‬

‫‪http://alfuzan.islamlight.net‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان‬
‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد اكتفى الحافظ بالكتب والبواب العامة دون أن يضع لكل حديث عنوان ا ـ‬
‫كما فعل المجد ابن تيمية في »المنتقى« ـ‪،‬هل وذكر في اخأرها كتاب »الجامع«‬
‫للداب‪،‬هل وكأنه أراد بذلك تزويد طالب العلما بعد حفظ أحاديث الحكاما بهذه‬
‫الحاديث ليحفظها‪،‬هل فإنه أحوج ما يكون إليها‪،‬هل وقد بلغت أحاديث الكتاب )‪(1568‬‬
‫حديثاا‪،‬هل وقد يزيد هذا العدد وقد ينقص‪،‬هل تبع ا لخأتلف طبعات الكتاب‪،‬هل أو اخأتلف‬
‫وجهات النظر حول الروايات والثار‪.‬‬

‫وقد امتاز هذا الكتاب بمزايا كثيرة‪،‬هل يسإتطيع الناظر المتأمل في الكتاب أن‬
‫يسإتنبطها‪،‬هل ومن أبرزها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أنه رتب كتبه وأبوابه وأحاديثه على البواب الفقهية ـ كما تقدما ـ فيذكر‬
‫اسإما الكتاب‪،‬هل ثما الباب‪،‬هل ثما يسإرد الحاديث المخأتصة به‪،‬هل وقد يذكر اسإما الكتاب‪،‬هل ثما‬
‫يسإرد الحاديث دون ذكر الباب كما فعل في كتاب »الجنائز« وأوائل كتاب‬
‫»الزكاة« و»الصياما« و»النكاح« وغير ذلك‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أنه اقتصر على الحاديث المرفوعة‪،‬هل ولما يذكر من الموقوفات إل‬
‫اليسإير كما في كتاب »النكاح« وباب »اليلء« وباب »العدة« وغير ذلك‪.‬‬

‫ل‪،‬هل ل يتطرق إليه تغير‬


‫‪ 3‬ـ أنه اخأتصر الحاديث الطويلة اخأتصا ار جمي ا‬
‫العبارة‪،‬هل ول تقديما متأخأر الشارة‪،‬هل مقتص ار على موضع السإتدلل‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ أنه حذف السإانيد‪،‬هل واقتصر على الراوي العلى فقط‪،‬هل وقد يذكر ممنن‬
‫قبله لغرض‪،‬هل وهذا قليل جداا‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ أنه يبين درجة الحديث من صحة أو حسإن أو ضعف في الغالب‪،‬هل وهو‬
‫إما أن ينقل عن غيره‪،‬هل أو يحكما بنفسإه‪،‬هل وهذه من أهما المزايا‪،‬هل إوان كان لما يبين سإبب‬
‫الضعف‪،‬هل إل ناد ارا‪،‬هل ولعله قصد الخأتصار‪،‬هل وقد فاتت هذه المزايا على المجد ابن‬
‫تيمية في »المنتقى«‪،‬هل فاكتفى بسإياق الحاديث وبيان مخأرجها‪،‬هل دون أن يبين‬
‫درجتها‪.‬‬

‫‪http://alfuzan.islamlight.net‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان‬
‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 6‬ـ أنه يذكر أحيان ا ما في السإانيد من إرسإال أو انقطاع أو وقف‪،‬هل وقد‬


‫يرلجعح إذا كان للحديث أكثر من إسإناد‪،‬هل كل ذلك بعبارة مخأتصرة‪.‬‬

‫ل‪،‬هل ول‬
‫‪ 7‬ـ أنه يذكر أحيانا روايات وأحاديث تابعة للحديث الذي جعله أص ا‬
‫يفعل ذلك إل لفائدة‪،‬هل من تقييد مطلق‪،‬هل أو تفصيل مجمل‪،‬هل أو توضيح مغلق‪،‬هل أو دفع‬
‫ت هذا الجانب كثي ار من العناية‪،‬هل حيث أذكر‬
‫تعارض أو نحو ذلك‪،‬هل وقد مأعطي ع‬
‫غرض الحافظ من إيراد الروايات بعد سإياقه لصل الحديث‪،‬هل وهذا أمر أغفله‬
‫الشراح فيما أعلما‪.‬‬

‫وقد وضع ال تعالى لهذا الكتاب القبول بين أهل العلما قديم ا وحديثاا‪،‬هل فأثنى‬
‫عليه العلماء‪،‬هل وتداوله الطلبة‪،‬هل وأقبلوا على حفظه‪،‬هل وقعورر تدريسإه في بعض المناهج‬
‫الدراسإية‪،‬هل وتناوله العلماء بالشرح والتوضيح‪،‬هل كما عخأدما من الناحية الحديثية بتخأريج‬
‫أحاديثه وعزوها إلى مصادرها‪،‬هل وغير ذلك‪.‬‬

‫وطريقتي في شرح الكتاب كما يلي‪:‬‬

‫ل‪ :‬جعلت الكلما في كل حديث على هيئة وجوه‪،‬هل بعد وضع عنوان‬
‫أو ا‬
‫للحديث‪،‬هل يحدد موضوعه‪،‬هل ويبين المراد‪،‬هل والوجه هي‪:‬‬

‫* الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪،‬هل وذلك للتعريف به باخأتصار‪.‬‬

‫* الوجه الثاني‪ :‬في تخأريج حديث الباب مكتفيا بالمصادر التي ذكرها‬
‫الحافظ‪،‬هل وأرتبها كما ذكرها‪،‬هل ما لما يكن هناك ما يدعو للزيادة‪،‬هل وذلك ببيان موضعه‬
‫من الجزء أو الصفحة‪،‬هل أو أقتصر على الرقما إن كان يؤدي المقصود‪،‬هل وقد أذكر مع‬
‫الرقما اسإما الكتاب والباب‪،‬هل ليتبين للقارئ موضوع الحديث‪،‬هل وموضعه ول سإيما في‬
‫مثل »صحيح البخأاري«‪،‬هل »وصحيح مسإلما«‪،‬هل والسإنن‪،‬هل علما بأن البواب التي في‬
‫»صحيح مسإلما« ليسإت منه‪،‬هل ثما أسإوق إسإناد الحديث مكتفي ا بما عيحتاج إليه‪،‬هل وقد‬
‫أذكر لفظ الحديث من مصدره إذا كان الحافظ لما يذكره بتمامه‪،‬هل أو فيه بعض‬
‫الخأتلف‪،‬هل ثما أبين الحكما على الحديث‪،‬هل كما ذكر الحافظ‪،‬هل مع زيادة ما يؤيده من‬

‫‪http://alfuzan.islamlight.net‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان‬
‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كلما أهل العلما‪،‬هل ثما أذكر ما يتعلق بالروايات التي يسإوقها الحافظ ـ أحيان ا ـ بعد‬
‫أصل الحديث‪،‬هل وأبين غرضه من سإياقها‪،‬هل إوان كان للحديث روايات يسإتفاد منها في‬
‫اسإتنباط الحكاما فإني أذكرها غالباا‪.‬‬

‫* الوجه الثالث‪ :‬وما بعده‪ :‬في المسإائل المتعلقة بالحديث‪،‬هل وأول هذه‬
‫الوجه شرح ألفاظ الحديث‪،‬هل ومنها تراجما من عذكر في متن الحديث‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬أكتفي بالمسإائل الفقهية التي تسإتنبط من الحديث‪،‬هل دون السإتطراد إلى‬
‫مسإائل أخأرى؛ لن المراد بيان فقه الحديث‪،‬هل وليس ذكر المسإائل الفقهية عموماا‪،‬هل‬
‫فهذا محله كتب الفقه؛ لني لما أعدرد الطالة‪،‬هل لئل يزيد حجما الكتاب‪،‬هل وقد ذكرت‬
‫مراجع المسإائل الفقهية ـ غالب ا ـ وما نقلته عن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه ال‬
‫فهو منسإوب إلى مصدره إوال فمن أشرطة شرح »البلوغ«‪،‬هل وسإيكون في آخأر الكتاب‬
‫ـ إن شاء ال ـ فهارس شاملة‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬ل أتعرض للمسإائل الخألفية ومناقشات الدلة بل أكتفي بالقول‬


‫المخأتار الذي يعضده الدليل‪،‬هل وأعرض عن ما ل يقوما عليه دليل‪،‬هل إل إن كان‬
‫الخألف قوياا‪،‬هل أو أن الحافظ قد ذكر ضمن كتابه أدلة الفريقين ـ مثلا ـ فإني أذكر‬
‫الخألف وأبين الراجح؛ للخأروج من التعارض الذي قد يفهما من دليل هذا الفريق أو‬
‫ذاك‪.‬‬

‫وفي الخأتاما أرجو من القارئ الكريما إذا رأى فيما كتبته زلة قلما أو نبوة فهما‪،‬هل‬
‫ل‪،‬هل فالذن مصغية‪،‬هل والصدر‬
‫أن يكتب إليي مأجو ار مشكو ار لتلفي ذلك مسإتقب ا‬
‫منشرح‪،‬هل وما يكتبه النسإان عرضة للخأطأ‪،‬هل فالتقصير وارد‪،‬هل والنقص موجود‪،‬هل وقد‬
‫سإميت هذا الشرح‪» :‬منحة العلما في شرح بلوغ المراما« ‪.‬‬

‫وال تعالى أسإأل أن يجعل عملي صالحاا‪،‬هل ولوجهه خأالصاا‪،‬هل ولعباده نافعاا‪،‬هل‬
‫وصلى ال وسإيلما على نبلينا محمد‪،‬هل وعلى آله وصحبه ومن تبعهما بإحسإان إلى يوما‬
‫الدين‪.‬‬

‫‪http://alfuzan.islamlight.net‬‬ ‫‪5‬‬
‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان‬
‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وكتبه‬

‫عبد ال بن صالح الفوزان‬

‫القصيما ـ بريدة‬

‫صندوق البريد‪12370 :‬‬

‫الرمز البريدي‪81999 :‬‬


‫‪alfuzan1@hotmail.com‬‬
‫‪http://www.islamlight.net/alfuzan /‬‬

‫‪http://alfuzan.islamlight.net‬‬ ‫‪6‬‬
‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان‬
‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫مقدمـة المؤلف‬

‫الحمد ل‬

‫شرح المقدمة‬

‫جرت عادة المؤلفين أنهما يبدؤون كتبهما بالبسإملة‪،‬هل وعيثلنون بالحمدلة‪،‬هل تألسإي ا‬
‫بكتاب ال تعالى‪،‬هل وبالنبي صللى ال عليه وسإللما في كتاباته إلى الملوك‪،‬هل فقد كان‬
‫صللى ال عليه وسإللما يبدأ كتبه بالبسإملة ـ كما ورد في »صحيح البخأاري«])‬
‫‪ [(1170‬ـ وفي بدء المصنف بالحمدلة ـ أيض ا ـ أداء لبعض ما يجب عليه من‬
‫شكر النعمة‪،‬هل التي من اثارها تأليف هذا الكتاب‪.‬‬

‫والمصنف افتتح كتابه بالحمدلة‪،‬هل وخأتمه بالحديث المتفق عليه‪» :‬كلمتان‬


‫حبيبتان إلى الرحمن‪،‬هل خأفيفتان على اللسإان‪،‬هل ثقيلتان في الميزان؛ سإبحان ال‬
‫وبحمده‪،‬هل سإبحان ال العظيما«])‪،[(1171‬هل حتى إنه عدل عن طريقته في الكتاب‪،‬هل‬
‫وهي ذكر العممخأورجين في اخأر الحديث‪،‬هل فقال في أوله‪» :‬وأخأرج الشيخأان‪«...‬‬
‫ليكون آخأر الكتاب هو لفظ الحديث‪،‬هل فما أحسإن الفاتحة والخأاتمة‪،‬هل وهذا من لطائف‬
‫أهل العلما في التعليما‪.‬‬

‫قول المؤلف‪) :‬الحمد ل( الحمد هو وصف المحمود بالكمال‪،‬هل والثناء عليه‬


‫بجميع المحامد‪،‬هل مع محبته وتعظيمه‪،‬هل واللما للسإتحقاق‪،‬هل والحمد يكون على‬
‫النعمة‪،‬هل وعلى الصفات والفعال‪،‬هل والشكر ل يكون إل على النعمة‪،‬هل فيكون الحمد‬
‫أعيما من الشكر بالنسإبة إلى سإبب كل واحد منهما‪،‬هل أما بالنسإبة إلى ما يكون به‬
‫الحمد والشكر‪،‬هل فالشكر أعلما؛ لنه يكون بالقلب واللسإان والجوارح‪،‬هل وأما الحمد فإنه‬
‫يكون بالقلب واللسإان‪،‬هل دون الجوارح‪.‬‬

‫‪http://alfuzan.islamlight.net‬‬ ‫‪7‬‬
‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان‬
‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫على نعمه الظاهرة والباطنة قديم ا وحديثاا‪،‬هل والصلة والسإلما على نبيه‬
‫ورسإوله محمد واله وصحبه الذين سإاروا في نصرة دينه سإي ار حثيثاا‪،‬هل وعلى أتباعهما‬
‫الذين ورثوا علمهما ـ والعلماء ورثة النبياء ـ أكرما بهما وارثا وموروثاا‪.‬‬

‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪-‬‬

‫قوله‪) :‬على نعمه( جمع نعمة‪،‬هل والنعما‪ :‬هي العطايا التي يملن ال بها على‬
‫عباده من رزق ومال وعلما وغيرها‪،‬هل وأعظما النعما نعمة السإلما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬الظاهرة والباطنة( النعما الظاهرة هي التي تعرف‪،‬هل كالكل والشرب‬


‫والسإكن واللباس وسإائر النعما التي عترى في الكون‪،‬هل والباطنة هي التي ل تعرف‪،‬هل‬
‫إوانما يعرفها النسإان من نفسإه كالقوة‪،‬هل والصحة‪،‬هل والفهما‪،‬هل ونحو ذلك مما ل عيطلع‬
‫عليه‪،‬هل ويدخأل في ذلك ما يعطيه ال تعالى النسإان من قوة اليمان واليقين والشوق‬
‫إليه سإبحانه ومحبته وتعظيمه والخألص له والنس بذكره ومناجاته جل وعل‪،‬هل‬
‫ظادهمرةا مومبادطمناة{{ ]لقمان‪. [20 :‬‬
‫قال تعالى‪}} :‬موأمنسإمبمغ معلمنيعكنما ندمعممهع م‬
‫قوله‪) :‬قديم ا وحديثاا( أي‪ :‬إن نعما ال سإابقة ولحقة‪،‬هل فإن النسإان من حين‬
‫مننفدخ الروح فيه‪،‬هل وهو في نعما ال تعالى‪.‬‬

‫قوله‪) :‬والصلة والسإلما على نبيه ورسإوله محمد( الصلة من ال تعالى‬


‫تطلق على الثناء‪،‬هل أي‪ :‬ثنائه على عبده في المل العلى‪،‬هل كما قال ذلك أبو العالية‬
‫رحمه ال‪،‬هل ورواه البخأاري في »صحيحه«])‪،[(1172‬هل )والسإلما( أي‪ :‬تسإليمه إياه‬
‫من كل افة ونقص‪،‬هل وهذه جملة خأبرية لفظاا‪،‬هل إنشائية معانى؛ لن المقصود بها‬
‫الدعاء‪.‬‬

‫والنبي‪ :‬من النبأ‪،‬هل وهو الخأبر لنه مخأبر عن ال‪،‬هل أو من النبوءة وهي ما‬
‫ارتفع من الرض‪،‬هل والنبي‪ :‬من أوحي إليه بشرع ولما يؤمر بتبليغه‪،‬هل والرسإول من‬

‫‪http://alfuzan.islamlight.net‬‬ ‫‪8‬‬
‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان‬
‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الرسإال وهو البعث والتوجيه‪،‬هل والرسإول‪ :‬من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه‪،‬هل وهذان‬
‫الوصفان ثابتان لرسإولنا صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فهو نبي ورسإول‪،‬هل عنوبئِّ بإنزال سإورة‬
‫)اقرأ( وأرسإل بإنزال سإورة )المدثر(‪،‬هل وهذا هو المشهور في تعريف النبي والرسإول‪،‬هل‬
‫ك دمنن مرعسإولل مولم منوبلي{{ ]الحج‪، [52 :‬هل‬ ‫وفيه نظر؛ لقوله تعالى‪}} :‬مومما أمنرمسإنلمنا دمنن قمنبلد م‬
‫ولن ترك البلغ كتمان لوحي ال تعالى‪،‬هل والظهر أن الرسإول من أوحي إليه بشرع‬
‫جديد‪،‬هل والنبي هو المبعوث لتقرير شرع ممنن قبله‪،‬هل قال تعالى‪}} :‬إدينا أمننمزنلمنا التينومارةم دفيمها‬
‫ى موعنورر مينحعكعما بدمها الينبدليومن{{ ]المائدة‪. [44 :‬‬‫عهد ا‬
‫قوله‪) :‬واله( آل‪ :‬أصله‪ :‬أهل‪،‬هل بدليل تصغيره على )أعمهيل(‪،‬هل ول يسإتعمل إل‬
‫ف غالباا‪،‬هل والل إذا ذكروا وحدهما فالمراد بهما جميع أتباعه صللى ال عليه‬
‫فيما مشعر م‬
‫وسإللما على دينه‪،‬هل أما إذا قرنوا بالتباع فقيل‪) :‬اله وأتباعه( فالل هما المؤمنون من‬
‫ال بيته صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل والتباع من تبعه على دينه من غيرهما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وصحبه الذين سإاروا في نصرة دينه سإي ار حثيثاا( صحبه‪ :‬جمع‬
‫لصاحب‪،‬هل ويجمع على أصحاب‪،‬هل وهما كل من اجتمع بالنبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫مؤمنا به ومات على ذلك‪،‬هل وما ذكره المصنف عنهما أثبته الواقع‪،‬هل فقد نصروا الدين‬
‫وأيدوه‪،‬هل وجاهدوا في سإبيل ال‪،‬هل كما عيعرف ذلك بالرجوع إلى سإيرتهما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وعلى أتباعهما الذين ورثوا علمهما( أي‪ :‬أتباع الل والصحاب‪،‬هل‬
‫ووراثة علمهما أنهما نقلوه وتلقوه عنهما‪،‬هل وسإاروا على نهجهما في العلما والعمل حتى‬
‫صار ما نقلوه عنهما كأنه ميراث‪،‬هل عليهما رحمة ال تعالى‪.‬‬

‫قوله‪) :‬والعلماء ورثة النبياء( هذا اقتباس من حديث أبي الدرداء رضي ال‬
‫عنه ـ مرفوعا ـ وأوله‪» :‬من سإلك طريقا يطلب فيه علما سإلك ال به طريقا من طرق‬
‫الجنة‪، [(1173)]«...‬هل والنبياء لما يورثوا دينا ار ول درهماا‪،‬هل إوانما ورثوا العلما؛‬
‫ث النبياء بعلمهما وتبليغ رسإالت ال إوارشاد الناس إلى ما ينفعهما‬
‫فالعلماء هما عويار ع‬
‫في دينهما ودنياهما‪.‬‬

‫‪http://alfuzan.islamlight.net‬‬ ‫‪9‬‬
‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان‬
‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فالواجب على طالب العلما أن عيعنى بهذا المر‪،‬هل وأن يصرف جهده ووقته‬
‫لتحصيل ما مويرثه النبياء‪،‬هل وهو العلما النافع والتوجيه إلى الخأير ونشر دين ال‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أكرنما بهما وارثا وموروثاا( أكرما‪ :‬فعل تعجب بمعنى‪ :‬ما أكرمهما‪،‬هل‬
‫والباء زائدة في فاعل )أكرما(‪،‬هل وقوله‪) :‬وارثاا( عائد إلى العلماء‪،‬هل و)موروثاا( عائد‬
‫إلى النبياء‪.‬‬

‫أما بعد‪ :‬فهذا مخأتصر يشتمل على أصول الدلة الحديثية للحكاما‬
‫الشرعية‪،‬هل حررته تحري ار بالغاا؛ ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغاا‪،‬هل ويسإتعين به‬
‫ب كل حديث من‬ ‫د‬
‫الطالب المبتدئ‪،‬هل ول يسإتغني عنه الراغب المنتهي‪،‬هل وقد بينت معق م‬
‫أخأرجه من الئمة؛ لرادتي نصح المة‪،‬هل فالمراد بالسإبعة‪ :‬أحمد‪،‬هل والبخأاري‪،‬هل ومسإلما‪،‬هل‬
‫وأبو داود‪،‬هل والترمذي‪،‬هل والنسإائي‪،‬هل وابن ماجه‪،‬هل وبالسإتة‪ :‬من عدا أحمد‪،‬هل وبالخأمسإة‪:‬‬
‫ي ومسإلماا‪،‬هل وقد أقول‪ :‬الربعة وأحمد‪،‬هل وبالربعة‪ :‬من عدا الثلثة‬
‫من عدا البخأار ي‬
‫العمومل‪،‬هل وبالثلثة‪ :‬من عداهما والخأيمر‪،‬هل وبالمتفق عليه‪ :‬البخأاري ومسإلما‪،‬هل‬

‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪----‬‬

‫قوله‪) :‬أما بععد( أي‪ :‬مبنعمد هذه الخأطبة‪،‬هل وكلمة )أما بعد( يؤتى بها للنتقال‬
‫من الخأطبة إلى الموضوع‪،‬هل وهي أداة شرط بمعنى‪ :‬مهما يكن من شيء‪،‬هل و)بعد(‬
‫ظرف مبني على الضما‪،‬هل وتلزما الفاء في جواب )أما(‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فهذا مخأتصر يشتمل على أصول الدلة الحديثية للحكاما الشرعية(‬
‫الشارة إما إلى شيء محسإوس قد فعدر م‬
‫غ منه‪،‬هل وهذا إن كانت المقدمة بعد الفراغ من‬
‫الكتاب‪،‬هل أو الشارة إلى ما تصوره في ذهنه وأعيده إن كانت قبل أن يؤولف الكتاب‪.‬‬

‫وهذا الكتاب مخأتصر قد حذف المؤلف أسإانيده ـ كما تقدما ـ ولما يكثر من‬
‫المتون‪،‬هل بل اشتمل )على أصول الدلة( أي‪ :‬اشتمل على أدلة حديثية تعتبر‬
‫أصولا لغيرها‪،‬هل أي‪ :‬عيبنى عليها غيرها‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 10‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقوله‪) :‬للحكاما الشرعية( جمع حكما‪،‬هل وهو مقتضى الدلة الشرعية من‬
‫واجب ومحرما ومندوب ومكروه ومباح‪،‬هل ويضاف إليها الحكاما الوضعية‪،‬هل كالصحة‬
‫والفسإاد‪،‬هل وغيرهما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬حررته تحري ار بالغاا( ])‪ [(1174‬أي‪ :‬هذبته ونقحته‪،‬هل انتقااء من‬
‫أمهات الكتب وأصول الدلة مع بيان صحة الحديث وضعفه‪،‬هل أو ما فيه من علة‬
‫بلفظ موجز‪،‬هل فقد اعتنى بذلك عناية تامة‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغاا( تعليل لما تقدما‪،‬هل والقران‪:‬‬
‫فعء والمثل‪،‬هل والنابغ‪ :‬الخأارج عن نظرائه بمزيد‬ ‫جمع )دقرن( بالكسإر‪،‬هل وهو العك ن‬
‫الجتهاد والرغبة في التحصيل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ويسإتعين به الطالب المبتدئ‪،‬هل ول يسإتغني عنه الراغب المنتهي( هذا‬


‫معطوف على ما قبله‪،‬هل والمعنى‪ :‬أن هذا الكتاب يسإتعين به الطالب المبتدئ؛ لنه‬
‫ب له الدلة‪،‬هل وهذبها‪،‬هل فيسإهل عليه حفظها‪،‬هل ول يسإتغني عنه الراغب في العلوما‬
‫قمير م‬
‫البالغ نهاية مطلوبه؛ لنه محتاج إلى ما فيه من الدلة‪،‬هل فهو مرجع مفيد جامع لكل‬
‫ما يحتاجه طالب العلما من أدلة الحكاما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وقد بينت عقب كل حديث من أخأرجه من الئمة لرادتي نصح‬


‫المة( أي‪ :‬إنه بين في نهاية كل حديث من أخأرجه من أئمة هذا الشأن ـ أي‪ :‬ممنن‬
‫مرمواه بسإنده وسإاق طرقه ـ لرادة نصح المة‪،‬هل وقد صدق رحمه ال‪،‬هل فإن إيضاح من‬
‫أخأرج الحديث فيه فوائد عظيمة للمة‪،‬هل منها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ بيان أن الحديث ثابت في دواوين السإنة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أنه قد تداولته الئمة العلما‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أنه قد تتبع طرقه وبلين ما فيها من تصحيح وتحسإين إواعلل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فالمراد بالسإبعة‪ :‬أحمد‪،‬هل والبخأاري‪،‬هل ومسإلما‪،‬هل وأبو داود‪،‬هل والترمذي‪،‬هل‬


‫والنسإائي‪،‬هل وابن ماجه( أي‪ :‬إن الحافظ رحمه ال له في هذا الكتاب اصطلحات‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 11‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫خأاصة‪،‬هل ذكرها في المقدمة‪،‬هل لينتفع بها القارئ‪،‬هل إوانما سإلك هذا المسإلك اخأتصا ار‬
‫واقتداء بقاعدة المحدثين‪.‬‬

‫وأحمد‪ :‬هو الماما أبو عبد ال‪،‬هل أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي‬
‫ثما البغدادي‪،‬هل صاحب المسإند العظيما‪،‬هل إواماما أهل السإلنة في عصره‪،‬هل مات سإنة‬
‫‪241‬هـ‪.‬‬

‫والبخأاري‪ :‬هو الماما أبو عبد ال‪،‬هل محمد بن إسإماعيل بن إبراهيما بن المغيرة‬
‫البخأاري‪،‬هل صاحب الصحيح‪،‬هل والتصانيف النافعة‪،‬هل قال عنه الماما أحمد‪) :‬ما‬
‫أخأرجت خأراسإان مثله(‪،‬هل مات سإنة ‪256‬هـ‪.‬‬

‫ومسإلما‪ :‬هو الماما أبو الحسإين‪،‬هل مسإلما بن الحجاج بن مسإلما النيسإابوري‪،‬هل‬


‫صاحب الصحيح‪،‬هل والتصانيف المفيدة‪،‬هل أثنى عليه العلماء من أهل الحديث‬
‫وغيرهما‪،‬هل مات سإنة ‪261‬هـ‪.‬‬

‫وأبو داود‪ :‬هو الماما سإليمان بن الشعث السإجسإتاني‪،‬هل صاحب »السإنن«‪،‬هل‬


‫أثنى عليه العلماء‪،‬هل ووصفوه بالحفظ والورع‪،‬هل مات سإنة ‪275‬هـ‪.‬‬

‫والترمذي‪ :‬هو الماما أبو عيسإى‪،‬هل محمد بن عيسإى بن مسإنورة الترمذي‪،‬هل‬


‫مصنف »الجامع«‪،‬هل اتفقوا على إمامته وجللته‪،‬هل مات سإنة ‪279‬هـ‪.‬‬

‫والنسإائي‪ :‬هو الماما أبو عبد الرحمن‪،‬هل أحمد بن شعيب بن علي النسإائي‪،‬هل‬
‫صاحب »السإنن«‪،‬هل برع في الحديث‪،‬هل وتفلرد بالمعرفة والتقان وعلو السإناد‪،‬هل مات‬
‫سإنة ‪303‬هـ‪.‬‬

‫وابن ماجه‪ :‬هو الماما أبو عبد ال‪،‬هل محمد بن يزيد بن عبد ال بن ماجه ـ‬
‫بالهاء السإاكنة‪،‬هل ويقال بالتاء ـ القزويني‪،‬هل صاحب »السإنن«‪،‬هل مات سإنة ‪273‬هـ أو‬
‫‪275‬هـ‪.‬‬

‫وقد قدما الحافظ الماما أحمد رحمه ال إما لنه أقدمهما زمناا‪،‬هل أو لن كتابه‬
‫أقدما الكتب‪،‬هل أو لغير ذلك‪،‬هل فال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 12‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬وبالسإتة‪ :‬ما عدا أحمد( أي‪ :‬والمراد بالسإتة‪ :‬أصحاب السإنن مع‬
‫الصحيحين‪،‬هل وهما أصحاب المهات السإت‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وبالخأمسإة‪ :‬من عدا البخأاري ومسإلماا‪،‬هل وقد أقول‪ :‬الربعة وأحمد(‬
‫وهذا قد يدل على أن الخأطبة كانت متقدمة‪.‬‬

‫لول( أي‪ :‬إن المراد بالربعة أصحاب‬


‫قوله‪) :‬وبالربعة من عدا الثلثة ا ع‬
‫السإنن‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وبالثلثة من عداهما والخأيمر( أي‪ :‬يريد بالثلثة من عدا البخأاري‬


‫ومسإلما وأحمد وابن ماجه‪،‬هل وهما‪ :‬أبو داود والترمذي والنسإائي‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وبالمتفق عليه‪ :‬البخأاري ومسإلما( أي‪ :‬إن المتفق عليه عنده‪ :‬ما‬
‫اتفق عليه البخأاري ومسإلما من حديث صحابي واحد‪،‬هل وهذا ما عليه أهل العلما‪،‬هل إل‬
‫المجد ابن تيمية في »المنتقى« فقد جعل المتفق عليه ما اتفقا عليه وأحمد‪،‬هل ول‬
‫مشاحة في الصطلح‪.‬‬

‫وقد ل أذكر معهما غيرهما‪،‬هل وما عدا ذلك فهو عمبين‪،‬هل وسإميته‪) :‬بلوغ المراما‬
‫من أدلة الحكاما(‪،‬هل وال أسإأل ألي يجعل ما علمنا علينا وبا ا‬
‫ل‪،‬هل وأن يرزقنا العمل بما‬
‫يرضيه سإبحانه وتعالى‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وقد ل أذكر معهما غيرهما( كأنه يريد أنه قد يخأرج الحديث عن‬
‫السإبعة أو أقل‪،‬هل فيكتفي بنسإبته إلى الشيخأين‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وما عدا ذلك فهو مبين( أي‪ :‬ما عدا من عذكر من السإبعة فهو مبين‬
‫وموضح بذكر اسإمه؛ إذ ل رمز له‪،‬هل مثل‪ :‬الماما مالك‪،‬هل وابن حبان‪،‬هل والطبراني‪،‬هل‬
‫والحاكما‪،‬هل والبيهقي‪،‬هل وغير ذلك‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وسإميته بلوغ المراما من أدلة الحكاما( قال في »القاموس«‪ :‬بلغ‬


‫المكان بلوغاا‪ :‬وصل إليه أو شارف عليه])‪،[(1175‬هل والمراما‪ :‬المطلب])‪،[(1176‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 13‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهو من إضافة المصدر إلى فاعله‪،‬هل أي‪ :‬وصولي إلى مطلوبي من أدلة الحكاما‪،‬هل‬
‫أو من إضافة المصدر إلى مفعوله‪،‬هل أي‪ :‬بلوغ الطالب مطلوبه من أدلة الحكاما‪.‬‬

‫ل‪،‬هل وأن يرزقنا العمل بما‬


‫قوله‪) :‬وال أسإأل أل يجعل ما علمنا علينا وبا ا‬
‫يرضيه سإبحانه وتعالى( بنصب لفظ )ال( لنه مفعول تقدما على عامله لفادة‬
‫الحصر‪،‬هل أي‪ :‬ل أسإأل إل ال‪،‬هل والوبال‪ :‬ـ بفتح الواو ـ الشدة والثومقعل])‪،[(1177‬هل أي‪:‬‬
‫ل يجعله شدة في الحسإاب وثقلا من جملة الوزار؛ لن العلما إذا لما يعمل به‬
‫صاحبه صار وبالا عليه‪،‬هل وهذا دعاء حسإن‪،‬هل فينبغي لطالب العلما أن يسإأل ربه أن‬
‫يعلمه ما ينفعه‪،‬هل وأن ينفعه بما علمه‪،‬هل وأن يرزقه العمل بما يحبه ويرضاه سإبحانه‬
‫وتعالى‪،‬هل وهذه سإعادة الدنيا وفلح الخأرة‪،‬هل نسإأل ال التوفيق‪.‬‬

‫‪--------------------------‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 14‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الئأمة الذين استفاد منهم الحافظ‬

‫بلغ عدد الئمة الذين اسإتفاد منهما الحافظ في »بلوغ المراما«‪،‬هل فذكرهما إما في‬
‫تخأريج الحاديث أو في موضوع الحكما على الحديث؛ اثنين وأربعين إماماا‪،‬هل وقد‬
‫مضى منهما سإبعة‪،‬هل وهما أصحاب الكتب السإتة وأحمد‪،‬هل وهذه بقيتهما مرتبةا باعتبار‬
‫تقدما وفياتهما‪ :‬لن هذا هو المعمول به عند اجتماع أكثر من واحد‪،‬هل مع ذكر كتاب‬
‫واحد ـ في الغالب ـ لكل فرد منهما‪:‬‬

‫‪ 8‬ـ مالك‪ :‬الماما أبو عبد ال مالك بن أنس الصبحي‪،‬هل إماما دار الهجرة‪،‬هل‬
‫وأحد الئمة الربعة المتبوعين‪،‬هل له كتاب »الموطأ«‪،‬هل حدث عنه أمما ل يكادون‬
‫يحصون‪،‬هل ومن تلمذته الماما الشافعي‪،‬هل مات سإنة )‪179‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ أبو داود الطيالسإي‪ :‬الحافظ الكبير‪،‬هل سإليمان بن داود بن الجارود‪،‬هل‬


‫الفارسإي الصل‪،‬هل أحد العلما‪،‬هل له كتاب »المسإند«‪،‬هل مات سإنة )‪204‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 10‬ـ الشافعي‪ :‬الماما أبو عبد ال محمد بن إدريس الشافعي‪،‬هل أحد الئمة‬
‫الربعة المتبوعين‪،‬هل له كتاب »الما«‪،‬هل حبر المة‪،‬هل وأعلما الناس شرقا وغرباا‪،‬هل برع في‬
‫العلوما‪،‬هل وابتكر أصول الفقه‪،‬هل مات سإنة )‪204‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 11‬ـ عبد الرزاق‪ :‬هو الماما الحافظ الكبير‪،‬هل أبو بكر عبد الرزاق ابن هماما‬
‫بن نافع الحميري‪،‬هل مولهما‪،‬هل الصنعاني‪،‬هل كان من أوعية العلما‪،‬هل روى عنه أحمد‬
‫إواسإحاق وابن معين والذهلي‪،‬هل له كتاب »المصينف«‪،‬هل عمي في اخأر عمره فتغير‪،‬هل‬
‫مات سإنة )‪211‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 12‬ـ سإعيد بن منصور‪ :‬هو الماما الحافظ‪،‬هل أبو عثمان سإعيد بن منصور‬
‫بن شعبة المروزي‪،‬هل مجاور مكة‪،‬هل أثنى عليه الماما أحمد‪،‬هل وقال حرب الكرماني‪:‬‬
‫أملى علينا نحوا من عشرة الف حديث من حفظه‪،‬هل روى عنه مسإلما وأبو داود‪،‬هل‬
‫واخأرون‪،‬هل له كتاب »السإنن«‪،‬هل مات سإنة )‪227‬هـ(‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 15‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 13‬ـ ابن المديني‪ :‬الماما أبو الحسإن علي بن عبد ال بن جعفر السإعدي‬
‫المديني‪،‬هل إماما الجرح والتعديل‪،‬هل وحافظ العصر‪،‬هل روى عنه البخأاري وأبو داود‬
‫وخألق‪،‬هل له كتاب »العلل«‪،‬هل مات سإنة )‪234‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 14‬ـ ابن أبي شيبة‪ :‬الماما أبو بكر عبد ال بن محمد بن إبراهيما‪،‬هل‬
‫المعروف بابن أبي شيبة‪،‬هل الحافظ المتقن‪،‬هل روى عنه أبو زرعة والبخأاري ومسإلما وأبو‬
‫داود واخأرون‪،‬هل له كتاب »المصينف«‪،‬هل مات سإنة )‪235‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 15‬ـ ابن راهويه‪ :‬الماما الحافظ الكبير أبو يعقوب إسإحاق بن إبراهيما‬
‫التميمي الحنظلي المروزي‪،‬هل المعروف بابن راهويه ]وهي لفظة فارسإية مركبة من‬
‫كلمتين‪) :‬راه( ومعناها‪ :‬الطريق‪،‬هل و)ويه( ومعناها‪ :‬عوجد‪،‬هل وذلك لن أباه صاحب‬
‫اللقب ولد في طريق مكة[ عرف بالحفظ والتقان والسإلمة من الغلط ـ كما قال عنه‬
‫أبو حاتما ـ‪،‬هل له »المسإند«‪،‬هل مات سإنة )‪238‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 16‬ـ الدارمي‪ :‬الماما الحافظ أبو محمد عبد ال بن عبد الرحمن ابن‬
‫الفضل الدارمي ـ نسإبة إلى دارما بن مالك من تميما ـ التميمي‪،‬هل السإمرقندي‪،‬هل‬
‫موصوف بالثقة والزهد والورع‪،‬هل حدث عنه مسإلما وأبو داود والترمذي والنسإائي‪،‬هل‬
‫واخأرون‪،‬هل له كتاب »السإنن« وبعضهما يسإميه »المسإند« وفي هذه التسإمية تممجلورز‪،‬هل‬
‫مات سإنة )‪255‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 17‬ـ اللذنهلي‪ :‬حافظ نيسإابور‪،‬هل أبو عبد ال محمد بن يحيى الذهلي‪،‬هل انتهت‬
‫إليه مشيخأة العلما بخأراسإان‪،‬هل اشتهر بتأليفه وجمعه لحديث ابن شهاب الزهري‬
‫وعلله‪،‬هل ويسإميه الحافظ ابن حجر‪» :‬الزهريات«‪،‬هل مات سإنة )‪258‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 18‬ـ أبو عزرعة‪ :‬الحافظ المحدث الكبير‪،‬هل عبيد ال بن عبد الكريما أبو زرعة‬
‫الرازي القرشي مولهما‪،‬هل أحد العلما‪،‬هل وأحد أئمة الجرح والتعديل‪،‬هل روى عنه مسإلما‬
‫والترمذي والنسإائي وابن ماجه‪،‬هل واخأرون‪،‬هل كان من أفراد الدهر حفظا وذكااء ودينا‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 16‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ل‪،‬هل له كتاب »مسإند الشاميين«‪،‬هل واراؤه في الرجال مبثوثة في كتب‬


‫إواخألص ا وعم ا‬
‫ابن أبي حاتما التية بععد‪،‬هل مات سإنة )‪264‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 19‬ـ أبو حاتما‪ :‬هو الماما الحافظ الكبير الجوال‪،‬هل أبو حاتما محمد بن إدريس‬
‫بن المنذر الحنظلي الرازي‪،‬هل من أئمة الجرح والتعديل‪،‬هل الذين برعوا في صناعة‬
‫الحديث‪،‬هل من أقران البخأاري ومسإلما‪،‬هل طبع له شيء من كتاب »الزهد«‪،‬هل ول تكاد‬
‫ي صفحة من صفحات مصنفات ابنه كـ»الجرح والتعديل«‪،‬هل أو‬
‫تنظر في أ و‬
‫»العلل«‪،‬هل أو »المراسإيل« إل وتجد له رأيا أو رواية‪،‬هل مات سإنة )‪277‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 20‬ـ ابن أبي خأيثمة‪ :‬هو الماما الحافظ الحجة‪،‬هل أبو بكر أحمد بن أبي‬
‫خأيثمة ـ زهير ـ بن حرب النسإائي ثما البغدادي‪،‬هل أخأذ علما الحديث عن الماما أحمد‬
‫وابن معين‪،‬هل له »التاريخ الكبير«‪،‬هل مات سإنة )‪279‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 21‬ـ ابن أبي الدنيا‪ :‬هو المحدث العالما الصدوق‪،‬هل أبو بكر عبد ال بن‬
‫محمد بن عبيد بن سإفيان بن أبي الدنيا القرشي الموي‪،‬هل مولهما‪،‬هل البغدادي‪،‬هل‬
‫صاحب التصانيف الكثيرة في الزهد والرقائق‪،‬هل روى عنه ابن ماجه‪،‬هل والحارث بن‬
‫أبي أسإامة‪،‬هل وابن أبي حاتما الرازي‪،‬هل وخألق كثير‪،‬هل مات سإنة )‪281‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 22‬ـ الحارث بن أبي أسإامة‪ :‬هو الماما الحافظ‪،‬هل أبو محمد الحارث ابن أبي‬
‫أسإامة التميمي البغدادي‪،‬هل ويثقه إبراهيما الحربي‪،‬هل وأبو حاتما‪،‬هل وقال الدارقطني‪:‬‬
‫صدوق؛ له »المسإند« وزوائده ضمن »المطالب العالية في زوائد المسإانيد‬
‫الثمانية« لبن حجر‪،‬هل مات يوما عرفة سإنة )‪282‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 23‬ـ البزار‪ :‬هو الماما الحافظ العلمة‪،‬هل أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد‬
‫الخأالق البصري‪،‬هل المعروف بـ )البزار( أحد العلما‪،‬هل له كتاب »المسإند«‪،‬هل مات سإنة‬
‫)‪292‬هـ(‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 17‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 24‬ـ ابن الجارود‪ :‬هو الماما الحافظ الناقد أبو محمد عبد ال بن علي بن‬
‫الجارود النيسإابوري‪،‬هل جاور بمكة‪،‬هل صاحب »المنتقى في الحكاما«‪،‬هل مات سإنة )‬
‫‪307‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 25‬ـ أبو يعلى‪ :‬هو محدث الجزيرة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن‬
‫المثنى التميمي‪،‬هل الموصلي‪،‬هل أثنى عليه العلماء بالعلما والتقوى‪،‬هل ووصفه ابن كثير‬
‫في مواضع من تفسإيره بالحفظ والتقان‪،‬هل له كتاب »المسإند الكبير« مات سإنة )‬
‫‪307‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 26‬ـ ابن خأزيمة‪ :‬هو الحافظ الكبير محمد بن إسإحاق بن خأزيمة‬


‫النيسإابوري أحد العلما‪،‬هل انتهت إليه المامة والحفظ في عصره بخأراسإان‪،‬هل له كتاب‬
‫»الصحيح«‪،‬هل مات سإنة )‪.(311‬‬

‫‪ 27‬ـ أبو عوانة‪ :‬هو الحافظ المحدث‪،‬هل أبو عوانة‪،‬هل يعقوب بن إسإحاق بن‬
‫إبراهيما بن يزيد‪،‬هل النيسإابوري الصل‪،‬هل السإفرايني‪،‬هل مشهور بكنيته‪،‬هل أحد حفاظ الدنيا‪،‬هل‬
‫ل‪،‬هل صاحب »المسإند الصحيح« الذي خأرجه على‬
‫كان زاهداا‪،‬هل عفيفاا‪،‬هل متعبدا مقل ا‬
‫صحيح مسإلما‪،‬هل وزاد أحاديث قليلة في أواخأر البواب‪،‬هل مات سإنة )‪316‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 28‬ـ الطحاوي‪ :‬هو الماما الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمد بن سإلمة‬
‫ل‪،‬هل صاحب التصانيف البديعة‪،‬هل من‬
‫الطحاوي الحنفي‪،‬هل كان ثقة ثبتا فقيها عام ا‬
‫أشهرها »شرح معاني الثار« وكتابه المطبوع باسإما »شرح مشكل الثار«‪،‬هل مات‬
‫سإنة )‪321‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 29‬ـ العقيلي‪ :‬هو الماما الحافظ أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسإى بن‬
‫حماد العقيلي‪،‬هل عداده في أهل الحجاز‪،‬هل ثقة جليل القدر‪،‬هل عالما بالحديث‪،‬هل مقدما في‬
‫الحفظ‪،‬هل له كتاب »الضعفاء«‪،‬هل مات سإنة )‪322‬هـ(‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 18‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 30‬ـ ابن اليسإكن‪ :‬هو الحافظ الماما الحجة أبو علي سإعيد بن عثمان بن‬
‫اليسإمكن ـ بفتح السإين والكاف ـ البغدادي ثما البصري‪،‬هل من حفاظ الحديث‪،‬هل له‬
‫»الصحيح المنتقى«‪،‬هل مات سإنة )‪353‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 31‬ـ ابن حبان‪ :‬هو الماما الحافظ أبو حاتما محمد بن حبان ـ بكسإر فتشديد‬
‫ـ بن أحمد بن حبان العبنسإتي ـ بضما فسإكون‪،‬هل نسإبة إلى عبنسإت من بلد سإجسإتان ـ كان‬
‫من أوعية العلما‪،‬هل وفقهاء الدين‪،‬هل وحفاظ الثار‪،‬هل من شيوخأه‪ :‬الحافظ أبو يعلى‬
‫الموصلي‪،‬هل وابن خأزيمة‪،‬هل ومن تلميذه‪ :‬الحاكما صاحب »المسإتدرك«‪،‬هل وابن منده‪،‬هل‬
‫والدارقطني‪،‬هل واخأرون‪،‬هل له كتاب »الصحيح«‪،‬هل مات سإنة )‪354‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 32‬ـ الطبراني‪ :‬هو الماما الحجة‪،‬هل مسإند الدنيا‪،‬هل أبو القاسإما سإليمان بن أحمد‬
‫بن أيوب بن مطير اللخأمي الطبراني‪،‬هل أثنى عليه العلماء بالحفظ وسإعة الطلع‪،‬هل‬
‫ووصفوه بالصدق‪،‬هل والثقة‪،‬هل والمانة‪،‬هل له‪ :‬المعاجما الثلثة ـ الكبير والوسإط والصغير‬
‫ـ‪،‬هل مات سإنة )‪360‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 33‬ـ ابن عدي‪ :‬هو الماما المشهور الحافظ الكبير‪،‬هل أبو أحمد عبد ال بن‬
‫عدي الجرجاني‪،‬هل كان حافظ ا متقناا‪،‬هل لما يكن في زمانه مثله في العلل والرجال‪،‬هل له‬
‫كتاب »الكامل في ضعفاء الرجال« قال عنه ابن كثير‪) :‬لما عيسإبق إلى مثله‪،‬هل ولما‬
‫عيلحق في شكله(‪،‬هل مات سإنة )‪365‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 34‬ـ السإماعيلي‪ :‬هو الماما الحافظ الثبت شيخ السإلما أبو بكر أحمد بن‬
‫إبراهيما بن إسإماعيل بن العباس السإماعيلي‪،‬هل الجرجاني‪،‬هل كان واحد عصره‪،‬هل وشيخ‬
‫المحدثين والفقهاء‪،‬هل وأجلهما في الرياسإة والمروءة والسإخأاء‪،‬هل له كتاب »المسإتخأرج‬
‫على صحيح البخأاري«‪،‬هل مات سإنة )‪371‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 35‬ـ الدارقطني‪ :‬هو الحافظ الكبير‪،‬هل والماما العديما النظير‪،‬هل أبو الحسإن‬
‫علي بن عمر بن أحمد بن مهـدي البغدادي المعروف بالدارقطني ـ بفتح الراء وضما‬
‫القاف‪،‬هل نسإبة إلى دار القطن‪،‬هل محلة كبيرة في بغداد ـ كان فريد عصره‪،‬هل إواماما وقته‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 19‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫انتهت إليه رئاسإة علما الحديث والمعرفة بالعلل وأسإماء الرجال في زمانه‪،‬هل له كتاب‬
‫»السإنن« و»العلل«‪،‬هل مات سإنة )‪385‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 36‬ـ ابن ممننمدنه‪ :‬هو الماما الحافظ الجوال‪،‬هل أبو عبد ال محمد بن إسإحاق بن‬
‫محمد بن يحيى بن منده ـ بفتح فسإكون ففتح ـ أحد العلما الحفاظ المكثرين من‬
‫الحديث‪،‬هل فريد عصره دينا وحفظا ورواية‪،‬هل له كتاب »معرفة الصحابة«‪،‬هل وكتاب‬
‫»اليمان«‪،‬هل مات سإنة )‪395‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 37‬ـ الحاكما‪ :‬هو إماما المحققين أبو عبد ال محمد بن عبد ال النيسإابوري‬
‫الحاكما المعروف بـ )ابن المبويع( ـ بفتح الباء وتشديد الياء المكسإورة ـ صاحب‬
‫»المسإتدرك على الصحيحين«‪،‬هل قال الخأطيب‪) :‬كان ثقة‪،‬هل وكان صالح ا عالماا(‪،‬هل‬
‫مات سإنة )‪405‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 38‬ـ أبو عنعيما‪ :‬هو الحافظ المشهور‪،‬هل أبو عنعيما ـ بالتصغير ـ أحمد بن عبد‬
‫ال بن إسإحاق الصبهاني‪،‬هل أحد أعلما المحدثين‪،‬هل وأكابر الحفاظ‪،‬هل له كتاب‬
‫»المسإتخأرج على صحيح البخأاري« و»المسإتخأرج على صحيح مسإلما«‪،‬هل مات سإنة‬
‫)‪430‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 39‬ـ البيهقي‪ :‬هو الحافظ الماما أبو بكر أحمد بن الحسإين البيهقي ـ نسإبة‬
‫إلى بيهق بلدة قرب نيسإابور ـ من كبار أئمة الحديث‪،‬هل وفقهاء الشافعية‪،‬هل له من‬
‫التصانيف ما لما يسإبق إليها‪،‬هل منها »السإنن الكبرى«‪،‬هل مات سإنة )‪458‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 40‬ـ ابن عبد البر‪ :‬هو الماما العلمة‪،‬هل حافظ المغرب‪،‬هل أبو عمر يوسإف بن‬
‫عبد ال بن محمد بن عبد البر بن عاصما الينممري القرطبي‪،‬هل ليس لهل المغرب‬
‫أحفظ منه مع الثقة والدين والنزاهة‪،‬هل والتبحر في الفقه والعربية‪،‬هل له كتاب‬
‫»التمهيد«‪،‬هل مات سإنة )‪463‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 41‬ـ الشبيلي‪ :‬هو الحافظ العلمة الحجة‪،‬هل أبو محمد عبد الحق بن عبد‬
‫الرحمن الزدي الشبيلي‪،‬هل المعروف بـ )ابن الخأراط(‪،‬هل كان فقيه ا حافظاا‪،‬هل عالم ا‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 20‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بالحديث وعلله‪،‬هل عارف ا بالرجال‪،‬هل موصوف ا بالخأير والصلح والزهد‪،‬هل له »الحكاما‬


‫الكبرى« و»الوسإطى« و»الصغرى«‪،‬هل والوسإطى مخأتصرة من الكبرى‪،‬هل وهي‬
‫محذوفة السإانيد‪،‬هل مات سإنة )‪581‬هـ(‪.‬‬

‫‪ 42‬ـ ابن القطان‪ :‬وهو الماما الحافظ الناقد العلمة‪،‬هل أبو الحسإن علي بن‬
‫محمد بن عبد الملك الفارسإي‪،‬هل مشهور بلقبه كان معروفا بالحفظ والتقان‪،‬هل ذاك ار‬
‫للحديث‪،‬هل بصي ار بطرقه‪،‬هل عارفا برجاله‪،‬هل ممي از صحيحه من سإقيمه‪،‬هل له كتاب »بيان‬
‫الوهما واليهاما الواقعين في كتاب الحكاما«‪،‬هل مات سإنة )‪628‬هـ(‪،‬هل رحمهما ال إوايانا‬
‫بمونه وفضله‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 21‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫باب المياه‬

‫الطهارة في اللغة‪ :‬النظافة والنزاهة عن القذار الحسإية والمعنوية‪،‬هل فالقذار‬


‫الحسإية‪ :‬كالبول ونحوه‪،‬هل والمعنوية‪ :‬الشرك وكل عخألق رذيل‪.‬‬

‫وشرعاا‪ :‬ارتفاع الحدث وما في معناه‪،‬هل وزوال المخأبث‪.‬‬

‫والحدث‪ :‬هو الوصف القائما بالبدن المانع من الصلة ونحوها مما تشترط‬
‫له الطهارة‪،‬هل ويدخأل في هذا الوصف البول والريح وأكل لحما البل‪،‬هل ونحو ذلك‪.‬‬

‫وقولنا‪) :‬وما في معناه( أي‪ :‬في معنى ارتفاع الحدث‪،‬هل كتجديد الوضوء؛‬
‫فهو طهارة‪،‬هل وكذا الغسإال المسإنونة‪،‬هل كغسإل يوما الجمعة على القول بعدما وجوبه‪.‬‬

‫وقولنا‪) :‬وزوال الخأبث( أي‪ :‬النجاسإة‪،‬هل والتعبير بـ)زوال( أعما من إزالة؛ لن‬
‫الزالة فعل المكلف‪،‬هل والزوال قد يكون فعله أو فعل غيره؛ كما لو نزل المطر على‬
‫أرض نجسإة‪،‬هل أو على ثوب نجس فإن ذلك مطهر؛ لن طهارة الخأبث من باب‬
‫التروك‪،‬هل فل يشترط لها فعل العبد ول قصده‪.‬‬

‫ولما كانت الطهارة هي مفتاح الصلة التي هي عمود الدين وشرطها؛ افتتح‬
‫بها العلماء ـ من المحدثين والفقهاء ـ مؤلفاتهما‪.‬‬

‫والمياه‪ :‬جمع ماء‪،‬هل وهو يقع على القليل والكثير‪،‬هل وعجمع مع كونه اسإما‬
‫جنس؛ للدللة على اخأتلف أنواعه‪،‬هل كمياه البحار والنهار والمطار‪،‬هل ومنها الماء‬
‫الطاهر‪،‬هل ومنها الماء النجس‪،‬هل فيجمع لهذا العتبار‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 22‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫طهورية ماء البحر‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 1/1‬ـ عن أمدبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫وسإللما‪،‬هل في انلمبنحر‪» :‬عهمو الطيعهوعر مماعؤعه‪،‬هل انلدحلل ممنيتمتععه«‪ .‬أمنخأمرمجهع النرمبمععة‪،‬هل موانبعن مأبي‬
‫ي‪.‬‬ ‫صيحمحهع انبعن عخأمزيممةم والتونردمدذ ل‬ ‫ي‬
‫مشنيمبمة‪،‬هل مواللنفظع لمعه‪،‬هل مو م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫هو أبو هريرة عبد الرحمن بن صخأر الدوسإي‪،‬هل وهذا هو الرجح في اسإمه])‬
‫‪،[(3‬هل وهو مشهور بكنيته‪،‬هل التي كناه بها أبوه في الجاهلية‪،‬هل أسإلما عاما خأيبر‪،‬هل ولزما‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فكان من أكثر الصحابة رضي ال عنهما رواية‬
‫ت ألزمنا لرسإول ال صللى ال‬
‫للحديث‪،‬هل قال له ابن عمر رضي ال عنهما‪) :‬كن م‬
‫عليه وسإللما وأعلمنا بحديثه(‪،‬هل كان رضي ال عنه من أوعية العلما‪،‬هل ومن كبار أئمة‬
‫الفتوى‪،‬هل مع الجللة والعبادة والتواضع‪،‬هل قال البخأاري‪ :‬روى عنه ثمانمائة نف ل‬
‫س أو‬
‫أكثر‪،‬هل توفي سإنة )‪57‬هـ( في المدينة‪،‬هل رضي ال عنه])‪.[(4‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أبو داود )‪ (83‬في كتاب »الطهارة« باب »الوضوء بماء‬
‫البحر«‪،‬هل والترمذي )‪،(69‬هل والنسإائي )‪،(1/50‬هل وابن ماجه )‪،(386‬هل وهؤلء هما‬
‫الربعة كما تقدما‪،‬هل وأخأرجه ـ أيضا ـ ابن أبي شيبة )‪،(1/131‬هل ومالك )‪،(1/22‬هل‬
‫والشافعي )‪،(1/19‬هل وأحمد )‪،(12/171‬هل كلهما من طريق مالك‪،‬هل عن صفوان بن‬
‫سإليما‪،‬هل عن سإعيد بن سإلمة من ال بني الزرق‪،‬هل عن المغيرة بن أبي بردة ـ وهو من‬
‫بني عبد الدار ـ أنه سإمع أبا هريرة يقول‪ :‬جاء رجل‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫والحديث صحيح رجاله ثقات‪،‬هل رجال الشيخأين‪،‬هل إل المغيرة بن أبي بردة‪،‬هل وقد‬
‫وثقه النسإائي؛ وذكره ابن حبان في »الثقات«])‪،[(5‬هل وقال أبو داود‪) :‬معروف(‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 23‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وروى له أصحاب السإنن هذا الحديث‪،‬هل إوال سإعيد بن سإلمة‪،‬هل وقد اخأتلف في اسإمه‪،‬هل‬
‫ووثقه النسإائي؛ وذكره ابن حبان في »الثقات«])‪[(6‬؛ وروى له أصحاب السإنن هذا‬
‫الحديث‪.‬‬

‫وقد صحح الحديث أئمة هذا الشأن‪،‬هل قال الترمذي‪) :‬سإألت محمدا ـ يعني‬
‫البخأاري ـ عن حديث مالك ـ يعني هذا الحديث ـ فقال‪ :‬هو حديث صحيح(])‪،[(7‬هل‬
‫وصححه ابن خأزيمة وابن حبان والبغوي والطحاوي وابن المنذر والخأطابي وابن‬
‫منده والحاكما والبيهقي وعبد الحق الشبيلي واخأرون‪،‬هل ذكر هذا الحافظ في »تهذيب‬
‫التهذيب« في ترجمة »المغيرة بن أبي بردة«])‪،[(8‬هل وقال ابن عبد البر‪) :‬هو عندي‬
‫حديث صحيح؛ لن العلماء تلقوه بالقبول له‪،‬هل والعمل به‪،‬هل ول يخأالف في جملته أحد‬
‫من الفقهاء‪.[(9)](...‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬


‫طهور ماؤه( ال ي‬
‫طهور‪ :‬صيغة مبالغة‪،‬هل أي‪ :‬طاهر مطهر‪،‬هل وهو‬ ‫قوله‪) :‬هو ال ي‬
‫بفتح الطاء اسإما لما يتطهر به‪،‬هل كاليسإحور بالفتح‪،‬هل اسإما لما عيتسإحر به‪،‬هل والضمير في‬
‫قوله‪) :‬هو الطهور( يعود على البحر‪،‬هل فـ )هو( مبتدأ‪،‬هل و)الطهور( مبتدأ ثان‪،‬هل‬
‫و)ماؤه( خأبر؛ أو فاعل للطهور؛ لنه صيغة مبالغة ـ كما مضى ـ‪،‬هل والجملة من‬
‫المبتدأ والخأبر؛ خأبر المبتدأ الول‪،‬هل وفي الجملة قصر صفة على موصوف‪،‬هل أي‪:‬‬
‫قصر الطهورية على ماء البحر؛ وهذا قصر غير حقيقي؛ لن الطهورية موجودة‬
‫في غير ماء البحر‪،‬هل وهو قصر تعيين؛ لن السإائل كان مترددا بين جواز الوضوء‬
‫وعدمه‪،‬هل فعين له الرسإول صللى ال عليه وآله وسإللما الجواز‪.‬‬

‫قوله‪) :‬الدحلل ميتته( هكذا بدون واو مع ثبوتها في مصنف ابن أبي شيبة‪،‬هل‬
‫والمصنف ذكر أن اللفظ له‪،‬هل ولما يرد السإؤال عن حكما ميتة البحر‪،‬هل لكن لما عرف‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما اشتباه المر على السإائل في ماء البحر أشفق أن يشتبه‬
‫عليه حكما ميتته‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 24‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ومعنى )الحل( ـ بكسإر الحاء ـ مصدر حيل ميدحلل ـ من باب ضرب ـ ضد‬
‫محعرمما؛ أي‪ :‬الحلل‪،‬هل كما في رواية للدارمي])‪ [(10‬والدارقطني وأحمد وغيرهما‪،‬هل‬
‫والمراد بـ )ميتته( ـ بفتح الميما ـ ما مات من حيوان البحر بل ذكاة‪،‬هل كالسإمك؛ ل ما‬
‫مات فيه مطلقاا‪،‬هل فإنه إوان صدق عليه لغة أنه ميتة بحلر فمعلوما أنه ل يراد إل ما‬
‫ذكر‪،‬هل وسإيأتي زيادة بيان عند الكلما على الحديث »الثالث عشر«‪،‬هل إن شاء ال‬
‫تعالى‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬اخأتصر الحافظ هذا الحديث فلما يذكر إل الشاهد؛ إوال‬
‫فالحديث له سإبب‪،‬هل وهو أنه جاء رجل إلى رسإول ال صللى ال عليه وسإللما فقال‪) :‬يا‬
‫رسإول ال‪ :‬إنا نركب البحر‪،‬هل ونحمل معنا القليل من الماء‪،‬هل فإن توضأنا به عطشنا‬
‫أفنتوضأ به؟ا فقال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬هو الطهور ماؤه‪،‬هل الحل‬
‫ميتته« (‪.‬‬

‫إوانما توقف الصحابة رضي ال عنهما في التطهر بماء البحر؛ لنه ماء‬
‫مالح وريحه منتن؛ وما كان هذا شأنه ل عيشرب‪،‬هل فتوهموا أن ما ل عيشرب ل عيتطهر‬
‫به‪،‬هل إوانما لما يجبهما النبي صللى ال عليه وسإللما بـ )نعما( حينما قالوا‪) :‬أفنتوضأ به؟ا(‪،‬هل‬
‫لئل يصير جواز الوضوء به معتب ار بحال الضرورة؛ وليس كذلك‪،‬هل ولئل عيفهما أن‬
‫الجواز مقصور على الوضوء دون غيره من إزالة الحداث والنجاس‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على أن ماء البحر طهور يرفع الحدث‬
‫الصغر والكبر‪،‬هل ويزيل النجاسإة؛ لنه ماء طاهر با ل‬
‫ق على خألقته‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الحديث دليل على أن المفتي إذا رأى من حال المسإتفتي‬
‫أنه بحاجة إلى بيان أمر اخأر غير الذي سإأل عنه أنه يبينه له‪،‬هل وهذا من محاسإن‬
‫الفتوى])‪،[(11‬هل وهو دليل على الذكاء وجودة الملحظة والحرص على نفع الناس‬
‫بما يحتاجون إليه‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 25‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الصأل في الماء الطهارة‬

‫ل صللى ال‬ ‫ي رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬ ‫‪ 2/2‬ـ مومعنن مأبي مسإدعيلد انلعخأنددر و‬
‫مع‬
‫صيحمحه أمنحممعد‪.‬‬‫طعهورر لم عيمنوجعسإهع مشيرء«‪ .‬أمنخأمرمجهع الثلمثمعة‪،‬هل مو م‬ ‫عليه وسإللما‪» :‬إين الممامء م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو سإعيد‪،‬هل سإعد بن مالك بن سإنان الخأدري النصاري الخأزرجي‪،‬هل غ از‬
‫مع النبي صللى ال عليه وسإللما اثنتي عشرة غزوة‪،‬هل أولها غزوة الخأندق سإنة خأمس‪،‬هل‬
‫وكان قبلها صغي ارا‪،‬هل حفظ عن النبي صللى ال عليه وسإللما علم ا كثي ارا‪،‬هل فكان من‬
‫علماء النصار وفضلئهما‪،‬هل توفي سإنة )‪74‬هـ(‪،‬هل ودفن في البقيع‪،‬هل رضي ال عنه])‬
‫‪.[(12‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أبو داود )‪ (66‬في كتاب »الطهارة« باب »ما جاء في بئر‬
‫بضاعة«‪،‬هل والترمذي )‪،(66‬هل والنسإائي )‪،(1/174‬هل وأحمد )‪ (17/190‬من طريق‬
‫أبي أسإامة‪،‬هل عن الوليد بن كثير‪،‬هل عن محمد بن كعب‪،‬هل عن عبيد ال بن عبد ال بن‬
‫رافع بن خأديج‪،‬هل عن أبي سإعيد رضي ال عنه أنه قيل لرسإول ال صللى ال عليه‬
‫د‬
‫وسإللما‪) :‬أنتوضأ من بئدر عبضاعة ـ وهي بئر عيطرح فيها الحمي ع‬
‫ض ولحوما الكلب‬
‫والينتمعن ـ؟ا فقال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬الماء طهور ل ينجسإه شيء« (‪.‬‬

‫والحديث صحيح بطرقه وشواهده عند أحمد وغيره‪،‬هل وعبيد ال بن عبد ال‬
‫بن رافع‪،‬هل قال عنه ابن منده‪ :‬مجهول‪،‬هل وذكره ابن حبان في »الثقات«])‪،[(13‬هل وقال‬
‫الحافظ في »التقريب«‪ :‬مسإتور‪،‬هل وبقية رجاله ثقات رجال الشيخأين‪،‬هل وأبو أسإامة‪:‬‬
‫هو حماد بن أسإامة‪،‬هل والوليد بن كثير‪ :‬هو المخأزومي‪،‬هل ومحمد بن كعب‪ :‬هو‬
‫القرظي‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 26‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقول المصنف‪) :‬وصححه أحمد( نقله المزي عن الماما أحمد])‪،[(14‬هل وزاد‬


‫الحافظ أنه صححه ـ أيض ا ـ يحيى بن سإعيد‪،‬هل وأبو محمد بن حزما])‪،[(15‬هل قال‬
‫الترمذي‪) :‬قد مجيومد أبو أسإامة هذا الحديث‪،‬هل فلما يرو أحد حديث أبي سإعيد في بئر‬
‫بضاعة أحسإن مما روى أبو أسإامة‪،‬هل وقد عروي هذا الحديث من غير وجه عن أبي‬
‫سإعيد(])‪،[(16‬هل وعليه فالحديث صحيح‪،‬هل ول يضر إعلله بجهالة أحد رواته‪،‬هل لما‬
‫تقدما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬أنتوضأ( بالنون‪،‬هل وقد رجح النووي أنه بالتاء‪،‬هل وقال عن الرواية‬
‫بالنون‪) :‬إنها غلط فاحش؛ لنه جاء التصريح بأنه صللى ال عليه وسإللما توضأ‬
‫منها من طرق كثيرة(])‪،[(17‬هل لكن نقل صاحب »المنهل العذب المورود«])‪[(18‬‬
‫أن العراقي رد على النووي ما قاله؛ وعليه فالحديث وارد باللفظين‪.‬‬

‫قوله‪) :‬بئر عبضاعة( بضما الباء‪،‬هل ويجوز كسإرها‪،‬هل و)الحيض( بكسإر الحاء‬
‫وفتح الياء‪،‬هل الخأرق التي عيمسإح بها دما الحيض‪.‬‬

‫ول ينبغي أن يظن ألن الصحابة رضي ال عنهما وهما أطهر الناس وأنزههما‬
‫أنهما كانوا يفعلون ذلك عمدا مع عزة الماء في بلدهما‪،‬هل إوانما كان ذلك لن هذه‬
‫البئر كانت في الرض المنخأفضة‪،‬هل وكانت السإيول تحمل القذار من الطرق‬
‫وتلقيها فيها‪،‬هل وقيل‪ :‬كانت الريح تلقي ذلك‪،‬هل ويجوز أن السإيل والريح تلقيان جميعاا‪،‬هل‬
‫أفاده الخأطابي])‪ [(19‬وغيره‪.‬‬

‫قوله‪) :‬الماء طهور( أل‪ :‬للسإتغراق على الظهر؛ أي‪ :‬كل ماء فهو‬
‫طهور‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ل ينجسإه شيء( نكرة في سإياق النفي‪،‬هل فتعما كل شيء‪،‬هل وظاهره أن‬
‫الماء ل ينجس بوقوع شيء فيه سإواء أكان قليلا أما كثي ار ولو تغيرت أوصافه‪،‬هل لكنه‬
‫لما يبق على عمومه‪،‬هل قال النووي‪) :‬واعلما أن حديث بئر بضاعة عاما مخأصوص‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 27‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ص منه المتغير بنجاسإة‪،‬هل فإنه نجس للجماع‪،‬هل وخأص منه ـ أيض ا ـ ما دون قلتين‬
‫عخأ ي‬
‫إذا لقته نجاسإة‪،‬هل فالمراد الماء الكثير الذي لما تغيره نجاسإة ل ينجسإه شيء‪،‬هل وهذه‬
‫كانت صفة بئر بضاعة‪،‬هل وال أعلما(])‪.[(20‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬هذا الحديث من جوامع الكلما؛ لنه دل على أن الماء طهور‬
‫ل ينجسإه شيء‪،‬هل كماء البحار والنهار والبار والمطار‪،‬هل وهذا هو الصل في‬
‫الماء أنه طهور حتى تعلما نجاسإته‪،‬هل كما سإيأتي ـ إن شاء ال ـ قال تعالى‪}} :‬موأمننمزنلمنا‬
‫طعهوارا{{ ]الفرقان‪، [48 :‬هل وقال تعالى‪}} :‬موأمننمزنلمنا دممن اليسإممادء ممااء‬
‫دممن اليسإممادء ممااء م‬
‫ض م إوداينا معملى مذمهالب بدده لممقاددعرومن *{{ ]المؤمنون‪، [18 :‬هل وقال‬ ‫بدقممدلر فمأمنسإمكيناهع دفي المنر د‬
‫صللى ال عليه وسإللما في البحر‪» :‬هو الطهور ماؤه« ‪،‬هل وتقدما‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 28‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم الماء إذا لقاته نجاسة‬

‫ل صللى ال‬ ‫‪ 3/3‬ـ عن مأبي أعمامةم انلبادهلدوي رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫م م م‬ ‫من‬
‫طنعدمده‪،‬هل مولمنوندده«‪.‬‬
‫ب معملى دريدحده مو م‬ ‫ي‬
‫عليه وسإللما‪» :‬إين الممامء لم عيمنوجعسإهع مشنيرء‪،‬هل إل مما مغلم م‬
‫ضيعفمهع أمعبو محاتدلما‪.‬‬
‫أنخأمرمجهع انبعن ممامجه‪،‬هل مو م‬
‫طاهرر إلي إنن تممغيمر دريعحعه‪،‬هل أمنو م‬
‫طنععمعه‪،‬هل أمنو لمنوعنعه؛‬ ‫‪ 4/4‬ـ ولدنلمبنيمهقوي‪» :‬المماعء م‬
‫ث دفيده«‪.‬‬ ‫بدمنمجامسإلة تمنحعد ع‬
‫الكلما عليهما من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫ي ـ بضما الصاد وفتح الدال ثما ياء مشددة ـ ابن عجلن‬


‫صمد ل‬
‫وهو أبو أمامة؛ ع‬
‫الباهلي‪،‬هل مشهور بكنيته‪،‬هل سإكن الشاما‪،‬هل ومات بها سإنة إحدى وثمانين‪،‬هل وقيل‪ :‬سإنة‬
‫سإت وثمانين‪،‬هل رضي ال عنه])‪.[(21‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجهما‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه ابن ماجه )‪ (521‬في كتاب »الطهارة« باب‬


‫»الحياض«‪،‬هل والدارقطني )‪،(1/28‬هل والطبراني في »الكبير« )‪ (8/123‬من طريق‬
‫رشدين بن سإعد‪،‬هل حدثنا معاوية بن صالح‪،‬هل عن راشد بن سإعد‪،‬هل عن أبي أمامة‬
‫رضي ال عنه مرفوعاا‪.‬‬

‫والحديث ضعيف‪،‬هل لضعف رشدين‪،‬هل فقد ضعفه الماما أحمد وأبو زرعة‪.‬‬
‫وقال أبو حاتما‪» :‬منكر الحديث«‪،‬هل وقال النسإائي‪» :‬متروك الحديث«])‪،[(22‬هل وقد‬
‫اخأتلف عليه في إسإناده‪،‬هل قال الدارقطني‪) :‬لما يرفعه غير رشدين بن سإعد‪،‬هل عن‬
‫معاوية بن صالح‪،‬هل وليس بالقوي‪،‬هل والصواب في قول راشد])‪ ([(23‬يعني‪ :‬أنه‬
‫مرسإل‪،‬هل فقد رواه الحوص بن حكيما‪،‬هل عن راشد بن سإعد‪،‬هل عن النبي صللى ال عليه‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 29‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ل‪،‬هل وقال الشافعي‪) :‬ل عيثبت أهل الحديث مثله(])‪،[(24‬هل وقال النووي‪:‬‬
‫وسإللما مرسإ ا‬
‫)اتفق المحدثون على تضعيفه(])‪،[(25‬هل وقال البوصيري‪) :‬هذا إسإناد ضعيف(])‬
‫‪.[(26‬‬

‫وقول المصنف‪) :‬وضعفه أبو حاتما( هذا التضعيف نقله ابنه في »العلل«‪:‬‬
‫)فقال‪ :‬قال أبي‪ :‬يوصله رشدين بن سإعد‪،‬هل يقول‪ :‬عن أبي أمامة عن النبي صللى‬
‫ال عليه وسإللما‪،‬هل ورشدين ليس بقوي‪،‬هل والصحيح مرسإل(])‪.[(27‬‬

‫قوله‪) :‬وللبيهقي‪ (...‬هذا الحديث الرابع‪،‬هل والظاهر أن الحافظ أورد رواية‬


‫البيهقي لتفسإير حرف العطف في حديث ابن ماجه‪،‬هل وأن المراد أحد هذه‬
‫الوصاف‪،‬هل فتكون الواو بمعنى )أو(‪،‬هل وهذه الرواية جاءت عند البيهقي )‪(1/259‬‬
‫من حديث أبي أمامة من طريق اخأر‪،‬هل فيه عطية بن بقية بن الوليد‪،‬هل وعطية يروي‬
‫عن أبيه‪،‬هل وهو يخأطىء وعيغرب‪،‬هل والوليد مدلس‪،‬هل وقد عنعن؛ ولذا قال البيهقي‪:‬‬
‫)والحديث غير قوي(‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬اعلما أن أصل حديث أبي أمامة صحيح ـ كما تقدما في حديث‬
‫أبي سإعيد رضي ال عنه ـ والتضعيف المذكور متجه إلى هذه الزيادة وهي‬
‫السإتثناء‪) :‬إل ما غلب‪ (..‬وقد ذكره الحافظ لدعيعلما حاله‪،‬هل فيكون المعول على‬
‫نجاسإة الماء إذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه هو الجماع‪،‬هل الذي نقله غير واحد‪،‬هل‬
‫فقد نقله الشافعي ـ في اخأتلف الحديث ـ‪،‬هل حيث قال‪) :‬إنه قول العامة ل أعلما بينهما‬
‫اخأتلفاا( وضعف الحديث كما تقدما‪،‬هل وقال ابن المنذر‪) :‬أجمع العلماء على أن‬
‫الماء القليل والكثير إذا وقعت فيه نجاسإة فغيرت له طعم ا أو لون ا أو ريح ا فهو‬
‫نجس(])‪،[(28‬هل وكذا نقله البيهقي])‪،[(29‬هل وابن هبيرة])‪ [(30‬وغيرهما‪،‬هل رحما ال‬
‫الجميع‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬أننا إذا جمعنا حديث أبي أمامة الذي عضده الجماع مع‬
‫حديث أبي سإعيد رضي ال عنه‪» :‬الماء طهور ل ينجسإه شيء« اسإتفدنا أن الماء‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 30‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قسإمان ل ثالث لهما‪،‬هل إما طهور إواما نجس‪،‬هل وهذا هو الصواب الذي عليه‬
‫المحققون‪،‬هل ومنهما شيخ السإلما ابن تيمية‪،‬هل والشيخ محمد بن عبد الوهاب‪،‬هل والشيخ‬
‫عبد الرحمن بن سإعدي‪،‬هل والشيخ محمد بن إبراهيما])‪،[(31‬هل والشيخ عبد العزيز بن‬
‫باز‪،‬هل رحما ال الجميع‪،‬هل فالطهور هو الماء الباقي على خألقته حقيقة أو حكماا؛‬
‫فالباقي على خألقته حقيقة كماء البئر وماء البحر ونحو ذلك‪،‬هل والباقي على خألقته‬
‫حكم ا هو الذي تغير بشيء ل يسإلبه الطهورية‪،‬هل كأن يتغير بما يشق صون الماء‬
‫عنه‪،‬هل كورق الشجر والتراب ونحوهما مما تلقيه الرياح أو السإيول من الشياء‬
‫الطاهرة؛ فهذا طهور ما داما اسإما الماء باقياا‪،‬هل فإن تغير بشيء يخأرجه عن كونه ماء‬
‫ويعطيه اسإم ا اخأر‪،‬هل كاللبن والمرق والتمر ونحوها لما يكن طهو ارا؛ لنه ليس بماء‪.‬‬

‫ل‪،‬هل‬
‫والنجس‪ :‬هو ما تغير بنجاسإة ـ كما تقدما ـ سإواء أكان التغير كثي ار أما قلي ا‬
‫وسإواء أكان بممازجة أما بغير ممازجة‪،‬هل فإن أصابته نجاسإة ولما تغير أحد أوصافه‬
‫فهو طهور؛ لعدما الدليل الدال على نجاسإته‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 31‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان قادر الماء الذي ينجس والذي ل ينجس‬

‫ل صللى ال‬‫ل بدن عمر رضي ال عنهما مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬ ‫د د‬


‫مع‬ ‫‪ 5/5‬ـ معنن معنبد ا ن ع م م‬
‫ث« ودفي لمنفلظ‪» :‬لمنما ميننمجنس«‪.‬‬ ‫عليه وسإللما‪» :‬إمذا كامن المماعء عقليتمنيدن لمنما مينحدمدل انلمخأمب م‬
‫صيحمحهع انبعن عخأمزنيممةم والمحاكعما مموانبعن دحيبامن‪.‬‬ ‫أمنخأمرمجهع النرمبمععة‪،‬هل مو م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو عبد الرحمن‪،‬هل عبد ال بن عمر بن الخأطاب بن نفيل القرشي‬


‫العدوي‪،‬هل المدني‪،‬هل الفقيه‪،‬هل أحد العلما في العلما والعمل‪،‬هل أسإلما صغي ار مع أبيه عمر‬
‫رضي ال عنه‪،‬هل وأول مشاهده الخأندق؛ لنه كان قبلها صغي ارا‪،‬هل كان من أوعية‬
‫العلما‪،‬هل قال مالك‪ :‬بقي ابن عمر بعد النبي صللى ال عليه وسإللما سإتين سإنة‪،‬هل يقدما‬
‫عليه وفود الناس؛ يعني لتلقي العلما‪،‬هل وكان شديد التحري والحتياط في فتواه وكل‬
‫ما يفعله بنفسإه‪،‬هل له عناية بتتبع آثار النبي صللى ال عليه وسإللما وأمثاله‪،‬هل توفي في‬
‫مكة سإنة ثلث وسإبعين‪،‬هل رضي ال عنه])‪.[(32‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫أخأرجه الربعة‪ :‬أبو داود )‪ (63‬في كتاب »الطهارة« باب »ما ينجس‬
‫الماء«‪،‬هل والترمذي )‪،(67‬هل والنسإائي )‪،(1/75/46‬هل وابن ماجه )‪ (517‬من طريق‬
‫أبي أسإامة حماد بن أسإامة‪،‬هل عن الوليد بن كثير‪،‬هل عن محمد بن جعفر بن الزبير‪،‬هل‬
‫عن عبد ال بن عبد ال بن عمر‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل قال‪ :‬سإئل رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما عن الماء وما ينوبه من الدواب والسإباع‪،‬هل فقال‪» :‬إذا كان الماء قلتين لما‬
‫يحمل الخأبث« ‪،‬هل وأخأرجوه من طريق أبي أسإامة‪،‬هل عن الوليد بن كثير‪،‬هل عن محمد‬
‫بن عباد بن جعفر‪،‬هل عن عبد ال بن عبد ال بن عمر‪،‬هل عن أبيه مرفوعاا‪،‬هل ورواه‬
‫الوليد عن محمد بن جعفر بن الزبير‪،‬هل عن عبيد ال ـ بالتصغير ـ بن عبد ال بن‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 32‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫عمر‪،‬هل كما عند النسإائي )‪ (1/175‬وغيره‪،‬هل وكذا رواه محمد بن عباد بن جعفر‪،‬هل‬
‫عن عبيد ال بن عبد ال بن عمر‪،‬هل كما في صحيح ابن حبان )‪.(4/63‬‬

‫وقد اخأتلف العلماء في هذا الحديث؛ فصححه قوما ـ وهو الصواب ـ وضعفه‬
‫اخأرون‪،‬هل وممن صححه الشافعي‪،‬هل وأحمد‪،‬هل وأبو عبيد القاسإما بن سإ ي‬
‫لما‪،‬هل والطحاوي‪،‬هل‬
‫والدارقطني‪،‬هل وابن دقيق العيد‪،‬هل والعلئي في جزء أمليفمهع فيه‪،‬هل وعبد الحق الشبيلي‪،‬هل‬
‫وممن صححه ـ كما ذكر الحافظ ـ ابن خأزيمة )‪،(92‬هل وابن حبان )‪،(1249‬هل‬
‫والحاكما )‪،(1/132‬هل قال الخأطابي‪) :‬كفى شاهدا على صحته أن نجوما الرض من‬
‫أهل الحديث قد صححوه‪،‬هل وقالوا به‪،‬هل وهما القدوة‪،‬هل وعليهما المعول في هذا الباب(])‬
‫‪.[(33‬‬

‫وممن ضعفه ابن عبد البر])‪ [(34‬وابن العربي])‪،[(35‬هل وسإبب ضعفه‬


‫عندهما اضطرابه في سإنده ومتنه‪.‬‬

‫أما الضطراب في سإنده فإن مداره على الوليد بن كثير المخأزومي ـ كما‬
‫تقدما ـ وهو صدوق ـ كما في »التقريب« ـ فيرويه تارة عن محمد بن جعفر بن‬
‫الزبير‪،‬هل وتارة عن محمد بن عباد بن جعفر‪،‬هل وتارة عن عبد ال بن عبد ال بن‬
‫عمر‪،‬هل وتارة عن عبيد ال بن عبد ال بن عمر‪،‬هل قالوا‪ :‬فلما اخأتلف فيه هل هو عن‬
‫ب فيه غير محفوظ‪،‬هل‬
‫طمر ر‬
‫ضم‬‫محمد بن عباد أو عن محمد بن جعفر؟ا؛ علمنا أنه عم ن‬
‫وترجيح أحد القولين غير ممكن؛ لن الترجيح إما بكثرة العدد إواما بالحفظ والتقان‪،‬هل‬
‫وكل ذلك موجود في رواية الطريقين‪،‬هل وقد تابع الوليمد في روايته محمعد بن إسإحاق‪،‬هل‬
‫عن محمد بن جعفر بن الزبير‪،‬هل عن عبد ال بن عبد ال بن عمر‪،‬هل عند أحمد )‬
‫‪ (2/27‬وأبي داود )‪ (64‬والترمذي )‪ (67‬وابن ماجه )‪ (517‬والدارقطني )‬
‫‪،(1/19‬هل وقد صرح ابن إسإحاق بالتحديث عند الدارقطني‪،‬هل فانتفت شبهة تدليسإه‪،‬هل‬
‫ورواه حماد بن سإلمة‪،‬هل عن عاصما بن المنذر عن عبد ال‪ ..‬عند أحمد )‪ (2/3‬وأبي‬
‫داود )‪ (65‬وابن ماجه )‪ (518‬وهذا سإند رجاله ثقات‪،‬هل كما قال البوصيري])‪.[(36‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 33‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما الضطراب في المتن فقد روي فيه‪» :‬إذا بلغ الماء قلتين« ‪،‬هل وروي‪:‬‬
‫»إذا كان الماء قدر قلتين أو ثلث لما ينجسإه شيء«‪،‬هل وفي رواية ابن عدي‬
‫والعقيلي والدارقطني‪» :‬إذا بلغ الماء أربعين قلة فإنه ل يحمل الخأبث«‪.‬‬

‫والجواب‪ :‬أما ما قيل من اضطراب السإناد والخأتلف فيه فإن أهل العلما‬
‫سإلكوا في الجواب عنه مسإلكين‪:‬‬

‫الول‪ :‬مسإلك الترجيح‪،‬هل والثاني‪ :‬مسإلك الجمع‪،‬هل فأبو حاتما])‪،[(37‬هل وابن‬


‫منده])‪،[(38‬هل والخأطابي رجحوا رواية محمد بن جعفر بن الزبير‪،‬هل وأبو داود رجح‬
‫ص على ذلك في »سإننه«‪.‬‬
‫رواية محمد بن عباد بن جعفر‪،‬هل كما ن ي‬
‫وأما من سإلك مسإلك الجمع ـ وهو الصحيح ـ فقالوا‪ :‬إن عكلل من الراويين ثقة‬
‫محتج بهما في الصحيحين‪،‬هل وكذا الراوي عنهما‪،‬هل وهو الوليد بن كثير‪،‬هل فالحديث‬
‫كيفما دار كان بخأبر ثقة‪،‬هل فيصلح الحتجاج به‪،‬هل والراوي الواحد إذا كان ضابط ا‬
‫متقناا‪،‬هل وروى الحديثين على الوجهين المخأتلف فيهما كان صحيحاا‪،‬هل فكان أبو أسإامة‬
‫مرة يحدث عن الوليد‪،‬هل عن محمد بن جعفر‪،‬هل ومرة يحدث به عن الوليد عن محمد‬
‫بن عباد‪،‬هل ومحمد بن جعفر بن الزبير رواه عن عبد ال وعبيد ال ابني عبد ال بن‬
‫عمر‪،‬هل ومحمد بن عباد رواه عن عبد ال بن عبد ال بن عمر‪،‬هل وهذا قول البيهقي‬
‫والحاكما‪،‬هل والدارقطني والعلئي والحافظ ابن حجر وغيرهما])‪.[(39‬‬

‫وأما ما قيل من اضطراب متنه بلفظ‪) :‬قلتين أو ثلثاا(‪ :‬فهو من رواية حماد‬
‫بن سإلمة‪،‬هل عن عاصما بن المنذر‪ .‬وحماد إوان كان ثقة إل أنه تغير في اخأر عمره‪،‬هل‬
‫والخأتلف منه؛ لن الذين رووه عنه جماعة‪،‬هل وفيهما حفاظ أثبات‪،‬هل رووه باللفظين‬
‫معا ـ أعني بلفظ الشك؛ وبدون لفظ الشك ـ فدل على أن الخأتلف منه دون غيره‪،‬هل‬
‫لكن رواية من رواه بدون قوله‪) :‬أو ثلثاا( أولى بالصواب؛ لنها رواية الحفظ‪،‬هل‬
‫ولنها موافقة لرواية أبي أسإامة عن الوليد بن كثير‪،‬هل وأما رواية الربعين فليسإت من‬
‫حديث القلتين بشيء‪،‬هل على أن أبا عبيد القاسإما بن سإلما ذكر أن هذا الحديث بلفظ‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 34‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الربعين إن كان محفوظ ا فل يراد به قلل هجر؛ لن الناس قد كانوا يسإمون‬


‫ل‪،‬هل يكون مبلغ الكوز منها رطلين أو ثلثة أو أكثر من‬
‫الكيزان التي عيشرب فيها قل ا‬
‫ذلك])‪.[(40‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬قلتين( بضما القاف‪،‬هل تثنية قلة‪،‬هل وهي الجرة الكبيرة من الفخأار‪،‬هل ويطلق‬
‫عليها )العحب( بضما الحاء؛ سإميت بذلك لنها تعمقلل‪،‬هل أي‪ :‬تحمل؛ وهي قلل هجر‪،‬هل‬
‫معروفة عند الصحابة‪،‬هل وعند العرب مسإتفيضة‪،‬هل وأما تقييدها في بعض الروايات بـ‬
‫)قلل هجر( فلما يثبت؛ لنه من أفراد مغيرة بن سإقلب‪،‬هل عن محمد بن إسإحاق‪،‬هل‬
‫وهو منكر الحديث‪،‬هل وعامة ما يرويه ل يتابع عليه‪،‬هل خأالف في ذلك سإائر الثقات‬
‫من أصحاب ابن إسإحاق‪ .‬والمراد في الحديث‪ :‬القلة الكبيرة؛ لن التثنية دليل على‬
‫أنها أكبر القلل‪،‬هل إذ ل فائدة في تقديره بقلتين صغيرتين مع القدرة على التقدير‬
‫بواحدة كبيرة‪،‬هل والظاهر أن النبي صللى ال عليه وسإللما ترك تحديدها توسإعة على‬
‫الناس؛ لنه ل يخأاطب الصحابة رضي ال عنهما إل بما يفهمون‪،‬هل فانتفى‬
‫الجمال‪،‬هل لكن لعدما تحديدها وقع الخألف في ذلك على أقوال كثيرة‪،‬هل لعل أقربها أن‬
‫القلتين خأمسإمائة رطل بالبغدادي‪،‬هل وهي خأمس دقمرلب‪،‬هل كل دقربة مائة رطل‪،‬هل ولعلهما‬
‫ب الحجاز‪،‬هل وعرف أن ذلك مقدارها‪ .‬قال ابن جريج فقيه‬ ‫د‬
‫أخأذوا ذلك ممن رأى قمر م‬
‫الحرما المكي إواماما الحجاز في عصره‪) :‬رأيت قلل هجر‪،‬هل والقلة تسإع قربتين أو‬
‫قربتين وشيئاا(‪،‬هل قال الشافعي‪) :‬الحتياط أن تكون القلتان قربتين ونصفاا(‪،‬هل وتقدران‬
‫بحوالي )‪ (307‬لترات‪،‬هل أو )‪ (102‬كيلو])‪،[(41‬هل وهذا هو ضابط الماء الكثير‪،‬هل وما‬
‫كان أقل هو الماء القليل‪،‬هل وهو الصحيح من أقوال أهل العلما‪،‬هل وهو قول الشافعي‬
‫وأحمد؛ لنه عمل بالنص‪،‬هل وأما العمل بالتحديد بالظن والراجح فهو ضعيف؛ لن‬
‫الطهور من أصل الدين‪،‬هل فل بيد من دليل من كتاب أو سإنة‪،‬هل وال المسإتعان‪.‬‬

‫قوله‪) :‬لما يحمل الخأبث( ـ بفتحتين ـ‪ :‬هو النجس‪،‬هل ومعنى »لما يحمل‬
‫الخأبث« أي‪ :‬لما يقبل النجاسإة‪،‬هل بل يدفعها عن نفسإه فل تؤثر فيه‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 35‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬لما ميننمجنس( وهي عند الحاكما بلفظ‪» :‬لما ينجسإه شيء« وعن أبي‬
‫داود في رواية‪» :‬فإنه ل ينجس« وهو بفتح الجيما من باب تعب‪،‬هل فالماضي‬
‫)مندجس( بكسإر الجيما‪،‬هل ويجوز ضمها في المضارع‪،‬هل من باب قتل يقتل‪،‬هل فالماضي‬
‫)منمجس( بفتح الجيما‪،‬هل وفائدة إيراد هذه الرواية أنها أصرح في المقصود من الرواية‬
‫الولى‪،‬هل لحتمال قوله‪» :‬ل يحمل الخأبث« أنه يضعف عن حمل الخأبث‪،‬هل فل‬
‫مينحتمل وقوعه فيه‪،‬هل بل ينجسإه‪،‬هل وهذا إوان كان احتمالا ضعيف ا إل أن بعض العلماء‬
‫ذكره‪،‬هل لكن هذه الرواية مفسإرة للمراد‪،‬هل وترد على من فهما أن المراد أنه يضعف عن‬
‫حمل النجاسإة‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث بمنطوقه دليل على أن الماء الكثير ـ وهو ما بلغ‬
‫قلتين فأكثر ـ إذا وقعت فيه نجاسإة‪،‬هل فإنه ل ينجس سإواء أتغير أما لما يتغير‪،‬هل وهذا‬
‫المنطوق بهذا العموما ل يصح‪،‬هل لما تقدما من نقل الجماع على أن الماء إذا غيرته‬
‫النجاسإة مندجمس مطلقاا‪،‬هل سإواء أكان قليلا أما كثي ارا‪.‬‬

‫ودل الحديث بمفهومه على أن القليل وهو ما دون القلتين ينجس بمجرد‬
‫ملقاة النجاسإة‪،‬هل سإواء أتغير أما لما يتغير‪،‬هل وهذا الحكما هو المخأالف لحكما المنطوق‪،‬هل‬
‫لكنه ل يؤخأذ على عمومه؛ لنه ل يشترط أن يكون حكما المفهوما مخأالفا للمنطوق‬
‫من كل وجه‪،‬هل بل تكفي المخأالفة ولو في صورة واحدة من صور العموما‪،‬هل وهذا معنى‬
‫قولهما‪) :‬المفهوما ل عموما له(‪،‬هل وعلى هذا فل يلزما أن كل ما لما يبلغ القلتين ينجس‪.‬‬
‫فما تغير فحكمه تقدما‪،‬هل وما كان أقل من القلتين ولما يتغير فظاهر حديث أبي سإعيد‬
‫المتقدما‪» :‬الماء طهور ل ينجسإه شيء« أنه طهور‪،‬هل فيقدما المنطوق على هذا‬
‫المفهوما‪،‬هل لكن ما دون القلتين يسإتفاد من حديث القلتين‪،‬هل فيكون محل نظر وتأمل‬
‫فيحتاج إلى عناية‪،‬هل لئل يتسإاهل به؛ لنه مظنة التأثر بالنجاسإة‪،‬هل فما ظهرت فيه‬
‫النجاسإة بتغير طعمه أو لونه أو ريحه عترك‪،‬هل أو كان مظنة التأثر‪،‬هل كما في حديث‬
‫ولوغ الكلب التي ـ إن شاء ال ـ‪،‬هل إوان كان ل يتأثر لكثرته أو لعدما ظهور النجاسإة‬
‫فيه ـ إوان كان قليلا ـ فهو طهور‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 36‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهذا قول الماما مالك‪،‬هل وأحمد في أحد قوليه‪،‬هل والظاهرية‪،‬هل وجمع من السإلف‬
‫والخألف‪،‬هل وهو اخأتيار شيخ السإلما ابن تيمية‪،‬هل وابن القيما؛ وهو الراجح من حيث‬
‫الدليل؛ لن المفهومات ل تعارض المنطوقات الصريحة؛ لن المفهوما محتمل‪،‬هل‬
‫والمنطوق الصريح ل يحتمل‪،‬هل ولجماع أهل العلما على أن الماء إذا تغيرت أوصافه‬
‫بالنجاسإة فهو نجس‪،‬هل فبقي ما عدا ذلك تحت العناية كما مضى؛ وبذلك تجتمع‬
‫الخأبار])‪.[(42‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على أن سإؤر الدواب والسإباع ل يخألو في‬
‫الغالب عن نجاسإة؛ لن المعتاد من السإباع إذا وردت الماء أن تخأوض فيه وتبول‪،‬هل‬
‫وقد ل تخألو أعضاؤها من التلوث بأبوالها ورجيعها‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 37‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم البول في الماء الراكد والغاتسال فيه من الجنابة‬

‫‪ 6/6‬ـ معنن مأبي عهمرنيمرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل مرعسإوعل ال صللى ال عليه‬
‫ب«‪ .‬أمنخأمرمجهع عمنسإلدرما‪.‬‬
‫وسإللما‪» :‬لم مينغتمدسإنل أممحعدعكنما دفي الممادء اليدادئما موعهمو عجعن ر‬
‫ي‪» :‬لم ميعبولمين أممحعدعكنما دفي الممادء اليدائددما اليدذي لم مينجدري‪،‬هل ثعيما مينغتمدسإعل‬ ‫ولدنلعبمخأادر و‬
‫دفيده«‪.‬‬

‫ودلعمنسإلدلما‪» :‬دمننعه«‪.‬‬

‫ولدبي مداعومد‪» :‬مولم مينغتمدسإنل دفيده دممن انلمجمنامبدة«‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫الحديث أخأرجه مسإلما )‪ (283‬في كتاب »الطهارة« باب »النهي عن‬


‫الغتسإال في الماء الراكد« من طريق عبد ال بن وهب‪،‬هل أخأبرني عمرو بن‬
‫الحارث‪،‬هل عن بكير بن الشج‪،‬هل أن أبا السإائب مولى هشاما بن زهرة‪،‬هل حدثه أنه سإمع‬
‫أبا هريرة يقول‪) :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪ (... :‬فذكره‪،‬هل وتمامه‪) :‬فقال‪:‬‬
‫ل(‪،‬هل أي‪ :‬يتناول منه فيغتسإل خأارجه؛ ول‬
‫كيف يعمل يا أبا هريرة؟ا فقال‪ :‬يتناوله تناو ا‬
‫ينغمس فيه‪.‬‬

‫واللفظ الثاني‪ :‬أخأرجه البخأاري )‪ (239‬في كتاب »الوضوء« باب »البول‬


‫في الماء الدائما«‪،‬هل وهو حديث مسإتقل غير الول‪،‬هل أخأرجه من طريق شعيب قال‪:‬‬
‫أخأبرنا أبو الزناد‪،‬هل أن عبد الرحمن بن هرمز العرج حدثه أنه سإمع أبا هريرة أنه‬
‫سإمع رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يقول‪ ... :‬فذكره‪ .‬وأخأرجه النسإائي وأحمد‬
‫وغيرهما بلفظ‪» :‬ثما يتوضأ منه«‪،‬هل وسإيأتي ذكره إن شاء ال‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 38‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫واللفظ الثالث‪ :‬أخأرجه مسإلما )‪ (282‬ولفظه‪» :‬ل يبولن أحدكما في الماء‬


‫الدائما الذي ل يجري ثما يغتسإل منه«‪،‬هل وكذا عند أبي داود )‪.(69‬‬

‫واللفظ الرابع‪ :‬لبي داود )‪ (70‬ولفظه‪» :‬ل يبولن أحدكما في الماء الدائما‪،‬هل‬
‫ول يغتسإل فيه من الجنابة«‪،‬هل وسإيأتي ـ إن شاء ال ـ الفرق بين هذه الروايات‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬ل يغتسإنل( ل‪ :‬ناهية‪،‬هل والفعل بعدها مجزوما بها‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أحدكما( الخأطاب في الموضعين لجميع المة‪،‬هل فيشمل الذكر‬


‫والنثى‪،‬هل إوانما أتى بصيغة خأطاب المذكر تغليباا‪،‬هل إوال فل فرق في ذلك بين الذكر‬
‫والنثى‪.‬‬

‫قوله‪) :‬الماء الدائما( فسإرته رواية البخأاري‪» :‬الماء الدائما الذي ل يجري«‬
‫أي‪ :‬الثابت المسإتمر الذي ل ينتقل من مكانه بالجريان‪،‬هل كمياه البرك التي في‬
‫البسإاتين‪،‬هل والغدران التي في البراري‪،‬هل ونحو ذلك‪،‬هل فتكون جملة‪» :‬ل يجري« تفسإي ار‬
‫للدائما إوايضاح ا لمعناه‪،‬هل وقيل‪ :‬إنها للتأسإيس‪،‬هل واحترز بها عن راكد ل يجري‬
‫بعضه‪،‬هل كالبرك ونحوها‪.‬‬

‫وقوله‪) :‬ثما يغتسإل منه( برفع المضارع‪،‬هل وهو مع فاعله المسإتتر خأبرر لمبتدأ‬
‫محذوف‪،‬هل والتقدير‪ :‬ثما هو يغتسإل فيه‪،‬هل والمعنى‪ :‬ل يبولن فيه مع أن اخأر أمره أن‬
‫يغتسإل فيه‪،‬هل فكيف يبول بما سإيكون طهو ار له بنععد؟ا! ففي الجملة إشارة إلى حكمة‬
‫النهي‪.‬‬

‫وأجاز ابن مالك الجزما على أن )ل( ناهية‪،‬هل والنصب على إظهار )أن(؛‬
‫وتكون )ثما( بمعنى )واو الجمع(])‪.[(43‬‬

‫وقوله‪) :‬وهو جنب( أي‪ :‬ذو جنابة‪،‬هل وهو من وجب عليه الغسإل من جماع‬
‫أو إنزال مني‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 39‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والفرق بين رواية البخأاري‪» :‬ثما يغتسإل فيه« ‪،‬هل ورواية مسإلما‪» :‬ثما يغتسإل‬
‫منه« ‪،‬هل ورواية أبي داود‪» :‬ول يغتسإل فيه من الجنابة« أن رواية البخأاري تفيد‬
‫النهي عن الغتسإال بالنغماس في الماء الذي بال فيه‪،‬هل أي‪ :‬كيف يبول في ماء‬
‫وهو يحتاجه للغسإل أو غيره؟ا! ورواية مسإلما تفيد النهي عن أن يتناول منه في إناء‬
‫ويغتسإل خأارجه‪،‬هل وكل منهما تفيد ما تفيده الرواية الخأرى‪،‬هل فرواية )فيه( تدل على‬
‫معنى النغماس بالنص‪،‬هل وعلى منع التناول بالسإتنباط‪،‬هل ورواية )منه( بعكس ذلك‪،‬هل‬
‫وأما رواية أبي داود فتفيد النهي عن كل واحد من البول والغتسإال على النفراد‪،‬هل‬
‫بمعنى أنه ل يبول في الماء الدائما إوان لما يقصد الغتسإال منه‪،‬هل فحصل من‬
‫مجموع الروايات أن الكل ممنوع‪،‬هل وذلك لن البول أو الغتسإال في الماء الراكد‬
‫يسإبب تقذيره وتوسإيخأه على الناس ولو لما يصل إلى تنجيسإه ـ كما سإياتي إن شاء‬
‫ال ـ‪،‬هل ومما يؤيد النهي عن البول على النفراد حديث جابر رضي ال عنه عن‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪) :‬أنه نهى أن يبال في الماء الراكد(])‪.[(44‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في الحديث دليل على النهي عن الغتسإال من الجنابة في‬
‫الماء الدائما‪،‬هل لن ذلك يلوث الماء بأوسإاخ وأقذار الجنابة‪،‬هل وأما اغتسإال الجنب من‬
‫الماء الدائما بأن يتناول منه بإناء أو بيده بعد غسإلها فإنه غير داخأل في هذا النهي‪،‬هل‬
‫كما تقدما عن أبي هريرة رضي ال عنه‪،‬هل ومفهومه جواز الغتسإال من الجنابة في‬
‫الماء الجاري‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬في الحديث دليل على النهي عن البول في الماء الدائما؛ لن‬
‫ذلك يقتضي تلوثه بالنجاسإة والمراض التي قد يحملها البول‪،‬هل فتضر كل من‬
‫اسإتعمل هذا الماء‪،‬هل بل ربما اسإتعمله هذا البائل نفسإه‪،‬هل ول فرق في ذلك بين البول‬
‫في الماء نفسإه أو البول في إناء ثما صبه في الماء‪،‬هل وكذا إذا بال بقرب الماء بحيث‬
‫يجري البول إليه‪،‬هل فكل ذلك مذموما قبيح منهي عنه‪.‬‬

‫ومفهومه جواز البول في الماء الذي يجري؛ لن البول يجري مع الماء ول‬
‫يسإتقر‪،‬هل لكن إن كان في أسإفل الماء أحد يسإتعمله فل يبولن فيه؛ لنه يقذره عليه‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 40‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬ظاهر الحديث أنه ل فرق بين أن يكون الماء الدائما قليلا‬
‫أو كثي ارا‪،‬هل ول وجه للتفصيل‪،‬هل بأنه إن كان كثي ار فالنهي للكراهة‪،‬هل إوان كان قليلا‬
‫فالنهي للتحريما‪،‬هل كما هو أحد القوال في المسإألة؛ لن الحديث لما يفصل‪،‬هل صحيح‬
‫أن النهي في القليل آكد؛ لنه أسإرع تلوث ا وتغي ارا‪،‬هل لكن القول بأنه للكراهية في الكثير‬
‫قد يؤدي إلى تسإاهل الناس في هذه المور‪،‬هل والواجب مسإلد ما سإده النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما ودحممى ما حماه‪،‬هل وهذه أمور مقاصدها ظاهرة ومصالحها بينة‪،‬هل فيؤخأذ‬
‫النهي على ظاهره‪،‬هل وهو التحريما ولو كان الماء كثي ارا‪،‬هل فإن جميع الروايات لما تحدد‬
‫مقداره‪،‬هل إوانما وصفته بأنه دائما‪،‬هل أما الماء الكثير جدا وهو المسإتبحر الذي ل يمكن‬
‫أن يتأثر بالبول أو يتلوث بالغتسإال‪،‬هل كماء البحر فهو ل يدخأل في النهي‬
‫بالتفاق‪،‬هل على ما ذكره ابن دقيق العيد])‪،[(45‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الظاهر أن تقييد الغسإل بأنه من الجنابة خأرج مخأرج‬


‫الغالب‪،‬هل فل يفهما منه جواز الغتسإال في غير الجنابة‪،‬هل كإزالة الوسإاخ ـ مثلا ـ؛‬
‫لنه إذا عنهي عن الغتسإال فيه من الجنابة مع حاجة النسإان إلى ذلك ـ لكون‬
‫الغسإل من الجنابة هو الغالب ـ فغيره من الغسإال من باب أولى‪،‬هل ولن تلوثه‬
‫بالغتسإال من الوسإاخ أشد من تلوثه باغتسإال الجنابة‪.‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬أما حكما الماء المذكور فالصواب أنه ل ينجس إل إذا تغير‬
‫بالنجاسإة بالبول فيه أو الغتسإال فيه‪،‬هل ول يلزما من النهي عن ذلك تنجيس الماء؛‬
‫لنه صللى ال عليه وسإللما إنما نهى عن البول ثما الغتسإال‪،‬هل ولما يقل‪ :‬إن الماء‬
‫ينجس‪،‬هل فهو نهي عن الفعل ولما يتعرض للماء‪،‬هل ومثل ذلك لو قاما من النوما وغمس‬
‫يده في الناء قبل أن يغسإلها ثلثا فإنه ل ينجس‪،‬هل أخأذا بالصل المتقدما‪» :‬الماء‬
‫طهور ل ينجسإه شيء« إوان كان يأثما من أجل مخأالفة النهي‪.‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬يلحق بالبول ما في معناه‪،‬هل كالتغوط بل هو أقبح‪،‬هل وكذا سإائر‬


‫المسإتقذرات لوجود العلة‪،‬هل وهي تلويث الماء وتقذيره على الناس‪،‬هل قال ابن قدامة‪:‬‬
‫)وأكثر أهل العلما ل يفرقون بين البول وغيره من النجاسإات(])‪.[(46‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 41‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه التاسإع‪ :‬حكما الوضوء في الماء الراكد الذي بال فيه حكما الغسإل‪،‬هل وقد‬
‫ورد ذلك في حديث أبي هريرة رضي ال عنه مرفوعاا‪» :‬ل يبولن أحدكما في الماء‬
‫الدائما ثما يتوضأ منه«])‪، [(47‬هل ولن الغسإل والوضوء مسإتويان في المعنى‬
‫المقتضي للنهي‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 42‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫نهي الرجل والمرأة أن يغتسل أحدهما بفضل الخآر‬

‫‪ 7/7‬ـ عن رجلل صدحب الينبديي صللى ال عليه وسإللما مقامل‪ :‬نهى رسإوعل ا د‬
‫ل‬ ‫م مع‬ ‫من مع م م‬
‫ضدل المم نأمردة‪،‬هل‬
‫ضدل اليرعجدل‪،‬هل أمدو اليرعجعل بدفم ن‬ ‫صللى ال عليه وسإللما‪» :‬أمنن تمنغتمدسإمل المم نأمرةع بدفم ن‬
‫صدحيرح‪.‬‬ ‫د‬ ‫د‬
‫مونلمينغتدرفا مجميعاا«‪ .‬أمنخأمرمجهع أمعبو مداعومد‪،‬هل والينمسإائلي‪،‬هل م إوانسإمناعدهع م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو ل عيعرف‪،‬هل وقد جاء في سإنن أبي داود‪) :‬عن رجل صحب النبي صللى‬
‫ال عليه وسإللما أربع سإنين‪،‬هل كما صحبه أبو هريرة رضي ال عنه(‪،‬هل وهذا يدل على‬
‫تثبت الراوي‪،‬هل ومعرفته له معرفة تامة‪،‬هل إوابهاما الصحابي ل يضر؛ لن الصحابة‬
‫رضي ال عنهما كلهما عدول‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪ (81‬في كتاب »الطهارة« باب »النهي عن الوضوء‬


‫بفضل المرأة«‪،‬هل والنسإائي )‪ (1/130‬من طريق داود بن عبد ال الودي‪،‬هل عن حميد‬
‫الحميري‪،‬هل عن رجل‪،...‬هل وعند النسإائي‪) :‬عن حميد بن عبد الرحمن‪،‬هل قال‪ :‬صحبت‬
‫رجلا صحب النبي صللى ال عليه وسإللما‪.(...‬‬

‫وهذا سإند صحيح‪،‬هل كما قال الحافظ‪،‬هل وقال في »فتح الباري«‪) :‬رجاله ثقات‪،‬هل‬
‫ولما أقف لمن أعله على حجة قوية‪،‬هل ودعوى البيهقي أنه في معنى المرسإل مردودة؛‬
‫لن إبهاما الصحابي ل يضر‪،‬هل وقد صرح التابعي بأنه لقيه‪،‬هل ودعوى ابن حزما أن‬
‫داود ـ راويه عن حميد بن عبد الرحمن ـ هو ابن يزيد الودي ـ وهو ضعيف ـ‬
‫مردودة‪،‬هل فإنه ابن عبد ال الودي وهو ثقة‪،‬هل وقد صرح باسإما أبيه‪،‬هل أبو داود وغيره(])‬
‫‪،[(48‬هل قال ابن القطان‪) :‬وقد كتب الحميدي من العراق إلى ابن حزما يخأبره بصحة‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 43‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫هذا الحديث‪،‬هل ويبين له حال هذا الرجل بالثقة‪،‬هل فل أدري مأرجع عن قوله ذلك أما ل؟ا(‬
‫])‪.[(49‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على نهي المرأة عن الغتسإال بالماء الذي بقي‬
‫من عغسإل الرجل‪،‬هل ونهي الرجل عن الغتسإال بالماء الذي بقي من عغسإل المرأة‪،‬هل‬
‫وجواز اغتسإالهما من إناء واحد غرف ا باليد‪،‬هل وهذا النهي معارض بما هو أقوى منه‬
‫وأكثر طرقاا‪،‬هل وهي تدل على الجواز فالعمل عليها‪،‬هل أو يقال‪ :‬إن النهي محمول على‬
‫التنزيه جمع ا بين الدلة‪،‬هل كما سإيأتي ـ إن شاء ال ـ في حديث ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما وما بعده‪،‬هل وهذا عند وجود ماء اخأر يغتسإل فيه غير فضل المرأة‪،‬هل أما إذا‬
‫دعت الحاجة إلى فضل المرأة فإنها تزول الكراهة؛ لن الغسإل واجب‪،‬هل والوضوء‬
‫واجب‪،‬هل فل كراهة مع الواجب عند الحاجة إلى الماء‪،‬هل فإذا وجدت مياه كثيرة‬
‫فالولى أن ل يغتسإل بفضلها ول تغتسإل بفضله‪.‬‬

‫والوضوء بفضل المرأة أشد‪،‬هل لحديث الحكما بن عمرو الغفاري أن النبي‬


‫صللى ال عليه وسإللما نهى أن يتوضأ الرجل بفضل المرأة])‪،[(50‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 44‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫جواز اغاتسال الرجل بفضل المرأة‬

‫س رضي ال عنهما؛ أمين الينبديي صللى ال عليه وسإللما مكامن‬ ‫‪ 8/8‬ـ معن انبدن معيبا ل‬
‫ضدل ممنيعمومنةم رضي ال عنها‪ .‬أمنخأمرمجهع عمنسإلدرما‪.‬‬ ‫مينغتمدسإعل بدفم ن‬
‫ض أمنزموادج الينبدوي صللى ال عليه وسإللما‬ ‫صمحادب اللسإمندن‪ :‬انغتممسإمل مبنع ع‬ ‫‪ 9/9‬ـ ول ن‬
‫ت له‪ :‬إوني كنن ع‬
‫ت عجعنباا‪،‬هل فممقامل‪» :‬إين المامء لم‬ ‫في مجنفمنلة‪،‬هل فممجامء لمينغتمدسإمل دمننمها‪،‬هل فممقالم ن‬
‫صيحمحه التونردمدذي‪،‬هل وانبعن عخأمزنيمممة‪.‬‬ ‫ب«‪ .‬مو م‬
‫د‬
‫عينجن ع‬
‫الكلما عليهما من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو العباس‪،‬هل عبد ال بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي‪،‬هل‬


‫حبر المة وفقيهها وترجمان القران‪،‬هل ولد قبل الهجرة بثلث سإنين‪،‬هل دعا له الرسإول‬
‫صللى ال عليه وسإللما بقوله‪» :‬اللهما فقهه في الدين وعلمه التأويل« ])‪،[(51‬هل فأدرك‬
‫علما كثي ارا‪،‬هل توفي رسإول ال صللى ال عليه وسإللما وقد ناهز الحتلما‪،‬هل ومات في‬
‫الطائف سإنة ثمان وسإتين‪،‬هل وصلى عليه محمد بن الحنفية‪،‬هل وقال‪) :‬اليوما مات‬
‫ربانلي هذه المة( رضي ال عنه])‪.[(52‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجهما‪:‬‬

‫أما الول فقد أخأرجه مسإلما في أحاديث »الحيض« )‪ (323‬من طريق ابن‬
‫جريج قال‪) :‬أخأبرني عمرو بن دينار قال‪ :‬أكبر علمي‪،‬هل والذي مينخأدطعر على بالي أن‬
‫أبا الشعثاء أخأبرني‪،‬هل أن ابن عباس أخأبره‪،‬هل أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما كان‬
‫يغتسإل بفضل ميمونة(‪.‬‬

‫وقد أعله قوما؛ لهذا التردد من عمرو بن دينار؛ لنه شك في السإناد‪،‬هل‬


‫فيسإقط التمسإك بالحديث‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 45‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والصحيح أن هذا غير مؤثر لمرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن هذا غالب ظن‪،‬هل ل شك‪،‬هل وأخأبار الحاد إنما تفيد غلبة الظن‪،‬هل‬
‫غير أن الظن على مراتب في القوة والضعف‪،‬هل ومثل هذه الصيغة ل تخأرجه عن‬
‫كونه معلوما إوان كانت تشعر بأنه ليس حافظا له كما ينبغي‪،‬هل ولهذا ذكره الحافظ‬
‫في »البلوغ«‪،‬هل ولما يشر إلى ذلك‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن حديث ابن عباس قد أخأرجه أصحاب السإنن‪،‬هل كما ذكر الحافظ‬
‫من طريق اخأر ـ كما سإيأتي ـ ومعناه هو معنى حديث عمرو بن دينار‪،‬هل وليس فيه‬
‫شيء من ذلك التردد‪،‬هل وال أعلما])‪.[(53‬‬

‫أما الحديث الثاني فقد أخأرجه أبو داود )‪،(68‬هل والترمذي )‪،(65‬هل والنسإائي )‬
‫‪،(1/173‬هل وابن ماجه )‪،(370‬هل وابن خأزيمة )‪،(1/57‬هل والحاكما )‪ (1/159‬من‬
‫طريق سإماك بن حرب‪،‬هل عن عكرمة‪،‬هل عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪...:‬‬
‫فذكره‪.‬‬

‫وقد أعله قوما بسإماك بن حرب‪،‬هل وهو صدوق اخأتلط بأممخأمرمة‪،‬هل فكان يقبل‬
‫التلقين‪،‬هل وأجاب الحافظ بأنه رواه عن سإماك شعبة ـ كما عند الحاكما )‪ (1/159‬ـ‪،‬هل‬
‫وهو ل يحمل عن مشايخأه إل صحيمح حديثهما])‪،[(54‬هل وقال في »تهذيب‬
‫التهذيب«‪) :‬ومن سإمع منه ـ أي سإماك ـ قديما مثل شعبة وسإفيان الثوري‪،‬هل فحديثهما‬
‫عنه صحيح مسإتقيما(])‪،[(55‬هل ولذا قال الترمذي‪) :‬هذا حديث حسإن صحيح(‪،‬هل وقال‬
‫الحاكما‪) :‬هذا حديث صحيح في الطهارة‪،‬هل ولما يخأرجاه‪،‬هل ول يحفظ له علة(‪،‬هل ووافقه‬
‫الذهبي‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظهما‪:‬‬

‫قوله‪) :‬بفضل ميمونة( هي ميمونة بنت الحارث الهللية‪،‬هل تزوجها النبي‬


‫صللى ال عليه وسإللما سإنة سإبع لما اعتمر عمرة القضية‪،‬هل وبنى بها في )مسإدر م‬
‫ف( ـ‬
‫موضع بينه وبين التنعيما ثلثة أميال ـ وذلك بعد موت زوجها أبي عرنهما بن عبد‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 46‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الععيزى‪،‬هل وهي اخأر من تزوجها النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وقد أثنت عليها عائشة‬
‫رضي ال عنها بقولها‪) :‬إنها كانت من أتقانا ل وأوصلنا للرحما(])‪،[(56‬هل توفيت‬
‫بدمسإدر م‬
‫ف سإنة إحدى وخأمسإين على أرجح القوال‪،‬هل رضي ال عنها‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إني كنت جنباا( تقدما أن الجنب‪ :‬من أصابته جنابة بجماع أو إنزال‪،‬هل‬
‫وهو لفظ يطلق على الذكر والنثى‪،‬هل والمفرد والمثنى والجمع بلفظ واحد على‬
‫الفصح‪،‬هل وتثنيته لغة‪.‬‬

‫ب‬
‫ب مينجمن ع‬
‫قوله‪) :‬إن الماء ل يجنب( يجوز في ضبطها فتح النون‪،‬هل من مجمن م‬
‫من باب فرح‪،‬هل أو ضمها من باب مكعرمما‪،‬هل هذا إن جعلته من الثلثي‪،‬هل ويجوز ضما‬
‫الياء من الرباعي‪،‬هل يقال‪ :‬أجنب الرجل‪ :‬إذا أصابته جنابة‪،‬هل والمعنى‪ :‬أن الماء ل‬
‫تصيبه الجنابة‪،‬هل ورواية النسإائي‪» :‬فإن الماء ل ينجسإه شيء« ‪،‬هل قال السإندي‪:‬‬
‫)وهي دونف ع‬
‫ق تلك الرواية‪ ..‬أي‪ :‬إذا اسإتعمل منه جنب أو محدث فل يصير البقية‬
‫نجسإا بجنابة المسإتعمل أو حدثه(])‪.[(57‬‬

‫الوجه ال اربـع‪ :‬في هذا الحديث وما قبله دليل على جواز اغتسإال الرجل‬
‫بالماء الذي يبقى من عغسإل المرأة‪،‬هل وأن هذا الغتسإال ل يؤثر في طهورية الماء؛‬
‫لن الماء ل ينجس‪،‬هل وهذا الفعل من الرسإول صللى ال عليه وسإللما لبيان التشريع‪،‬هل‬
‫وهو دليل الجواز‪،‬هل فيكون ثبوت الفعل قرينة صارفة عن حمل النهي ـ فيما تقدما ـ‬
‫على التحريما؛ لنه صللى ال عليه وسإللما قد ينهى عن الشيء ثما يفعله‪،‬هل أو يأمر‬
‫بالشيء ثما يتركه‪،‬هل وكل ذلك من باب بيان التشريع‪،‬هل وأن المر ليس للوجوب‪،‬هل وأن‬
‫النهي ليس للتحريما‪،‬هل ول يقال‪ :‬إن هذا خأاص بالنبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فل‬
‫يعارض فعله قوله الخأاص بالمة؛ لن قوله‪» :‬إن الماء ل يجنب« و »الماء ل‬
‫ينجسإه شيء« يفيد أن ذلك غير مخأتص به صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل ولن صيغة‬
‫)الرجل( في الحديث تشمله صللى ال عليه وسإللما بطريق الظهور‪،‬هل كما في‬
‫الصول‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 47‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما جواز اغتسإال المرأة بفضل الرجل فلما يرد فيه دليل‪،‬هل لكنه مقيس على‬
‫الجواز في حق الرجل من باب أولى‪،‬هل قال ابن عبد البر‪) :‬ل بأس أن يتطهر كل‬
‫واحد منهما بفضل طهور صاحبه‪،‬هل مشمرمعا جميعاا‪،‬هل أو خأل كل واحد منهما به‪،‬هل قال‪:‬‬
‫وعلى هذا القول فقهاء المصار وجمهور العلماء‪،‬هل قال‪ :‬والثار في معناه متواترة‪،‬هل‬
‫ثما ذكر حديث ابن عباس‪،[(58)](..‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 48‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كيفية تطهير ما ولغ فيه الكلب‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 10/10‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫ب أمنن مينغدسإلمهع مسإنبمع مم يارلت‪،‬هل أعنولمعهين‬ ‫دد‬ ‫د د‬
‫وسإللما‪» :‬طععهوعر إمناء مأحدعكنما إمذا مولممغ فيه انلمكنل ع‬
‫دبالتل اردب«‪ .‬أمنخأمرمجهع عمنسإلرما‪.‬‬

‫موفي لمنفلظ لمعه‪» :‬مفنلعيدرنقعه«‪.‬‬

‫ي‪» :‬أعنخأ ارعهين‪،‬هل أو أولمعهين بالتلراب«‪.‬‬ ‫مودللتونردمدذ و‬


‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه مسإلما رقما )‪ (91) (279‬في كتاب »الطهارة« باب »حكما ولوغ‬
‫الكلب« من طريق هشاما بن حسإان‪،‬هل عن محمد بن سإيرين‪،‬هل عن أبي هريرة رضي‬
‫ال عنه‪،‬هل به‪ .‬وفي لفظ له برقما )‪ (89‬من طريق علي بن عمسإهر‪،‬هل أخأبرنا العمش‪،‬هل‬
‫عن أبي رزين وأبي صالح‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه مرفوعاا‪» :‬إذا ولغ الكلب‬
‫في إناء أحدكما فليرقه‪،‬هل ثما ليغسإله سإبع مرات« ‪،‬هل وأخأرجه النسإائي )‪ (1/53‬ـ أيضا ـ‬
‫بهذا السإناد‪،‬هل وقد طعن بعض الحفاظ في لفظة )فليرقه(‪،‬هل وقد أشار مسإلما إلى تفرد‬
‫علي بن عمنسإهر بها ـ كما سإيأتي إن شاء ال ـ لن الحديث قد رواه تسإعة أنفس عن‬
‫ص‬
‫العمش‪،‬هل ولما يذكروا هذه اللفظة‪،‬هل وعلى رأسإهما شعبة‪،‬هل وأبو معاوية‪،‬هل وهو من أخأ و‬
‫أصحاب العمش‪،‬هل كما روى الحديث عن أبي هريرة رضي ال عنه عشرة من غير‬
‫طريق العمش‪،‬هل وليس فيه هذه اللفظة])‪.[(59‬‬

‫ولعل الحافظ اقتصر على رواية مسإلما؛ لنها أتلما من رواية البخأاري‪،‬هل حيث‬
‫لما عيذكر فيها التراب‪،‬هل إوال فالحديث أصله في الصحيحين‪،‬هل ولفظه‪» :‬إذا ولغ الكلب‬
‫في إناء أحدكما فليغسإله سإبع مرات« ‪،‬هل زاد مسإلما‪» :‬أولهن بالتراب« وله شاهد من‬
‫حديث عبد ال بن مغفل رضي ال عنه أن النبي صللى ال عليه وسإللما قال‪» :‬إذا‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 49‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ولغ الكلب في الناء فاغسإلوه سإبع مرات‪،‬هل وعلفروه الثامنة بالتراب« أخأرجه مسإلما )‬
‫‪.(93) (280‬‬

‫وأخأرجه الترمذي برقما )‪ (91‬من طريق أيوب‪،‬هل عن ابن سإيرين‪،‬هل به‪،‬هل ولفظه‪:‬‬
‫»عيغسإل الناء إذا ولغ فيه الكلب سإبع مرات‪،‬هل عأولهن أو أخأراهن بالتراب‪،‬هل إواذا ولغت‬
‫فيه الهرة غسإل مرة« ‪،‬هل وقال الترمذي‪) :‬حديث حسإن صحيح(‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬طهور إناء أحدكما( بضما الطاء‪،‬هل ويجوز فتحها؛ أي‪ :‬مطوهر‪،‬هل وهو‬
‫مبتدأ‪،‬هل خأبره المصدر المؤول في قوله‪» :‬أن يغسإله« أي‪ :‬طهور إناء أحدكما إذا‬
‫ولغ فيه الكلب مغنسإلعهع سإبع مرات‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إذا ولغ فيه الكلب( يقال‪ :‬مولممغ الكلب يلمعغ‪،‬هل بفتح اللما فيهما‪،‬هل وملغ ا‬
‫وولوغاا‪،‬هل وعحكي في المضارع كسإر اللما‪ :‬إذا شرب أو أدخأل طرف لسإانه وحركه‪،‬هل‬
‫وفي رواية لمسإلما‪» :‬إذا شرب« ‪،‬هل و)أل( في الكلب للسإتغراق‪،‬هل فيشمل جميع أنواع‬
‫الكلب على ما رجحه أبو عبيد])‪[(60‬؛ لنه صيغة عموما‪،‬هل فل يجوز تخأصيصها‬
‫إل بمخأصص من الشارع‪،‬هل وعليه فل فرق بين الكلب المأذون فيه‪،‬هل ككلب الصيد‬
‫وحراسإة الماشية والزرع‪،‬هل وغير المأذون فيه‪،‬هل وهو ما عداها])‪.[(61‬‬

‫قوله‪) :‬سإبع مرات( منصوب على أنه مفعول مطلق نائب عن المصدر‪،‬هل‬
‫والصل فليغسإله م ارلت سإبعاا؛ أي‪ :‬غسإلا سإبعاا‪،‬هل كقوله تعالى‪}} :‬مفانجلدعدوعهنما ثمممادنيمن‬
‫مجنلمداة{{ ]النور‪. [4 :‬‬

‫قوله‪) :‬أولهن بالتراب( صفة لسإبع مرات‪،‬هل والباء في قوله‪) :‬بالتراب(‬


‫للمصاحبة؛ أي‪ :‬مع التراب‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على نجاسإة الكلب‪،‬هل لقوله‪» :‬طهور إناء‬
‫أحدكما«‪،‬هل ولفظ الطهور ل يكون إل من حدث أو نجاسإة‪،‬هل ول يتصور وجود الحدث‬
‫على الناء‪،‬هل فلما يبق إل النجاسإة‪،‬هل ولنه أمر بإراقة ما في الناء ـ كما سإيأتي إن‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 50‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫شاء ال ـ‪،‬هل إواذا كان هذا كله في فما الكلب وهو أطيب ما فيه لكثرة ما يلهث‪،‬هل فبقية‬
‫أجزائه من باب أولى‪.‬‬

‫وقد مريد ابن دقيق العيد على من حمل أحاديث الولوغ على التعبد فقال‪..) :‬‬
‫والحمل على التنجيس أولى؛ لنه متى دار الحكما بين كونه تعبداا‪،‬هل وبين كونه‬
‫معقول المعنى‪،‬هل كان حمله على كونه معقول المعنى أولى؛ لندرة التعبد بالنسإبة إلى‬
‫الحكاما المعقولة المعنى(])‪. [(62‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على وجوب تطهير ما ولغ فيه الكلب سإبع‬
‫مرات؛ لن نجاسإة الكلب أغلظ النجاسإات‪،‬هل ولعابه وكل ما يخأرج من بدنه من بول‬
‫أو عرق وغيرهما نجس‪.‬‬

‫وظاهـر حديث عبد ال بن مغفل رضي ال عنه أن الغسإل ثمان؛ لنه قال‪:‬‬
‫»وعفروه الثامنة بالتراب«‪،‬هل فيكون دليلا على وجوب الغسإلة الثامنة‪،‬هل قال ابن عبد‬
‫البر‪) :‬بهذا الحديث كان يفتي الحسإن البصري‪،‬هل أن عيغسإل الناء سإبع مرات‬
‫والثامنة بالتراب‪،‬هل ول أعلما أحدا كان يفتي بذلك غيره(])‪،[(63‬هل وتبعه على ذلك ابن‬
‫دقيق العيد])‪،[(64‬هل ولعل ابن عبد البر يريد من المتقدمين‪،‬هل إوال فهو رواية عن‬
‫الماما أحمد‪،‬هل كما في »المغني«])‪،[(65‬هل وعن مالك كما في »التلخأيص«])‪.[(66‬‬

‫فمن أهل العلما من رجح حديث أبي هريرة رضي ال عنه وأن الغسإلت‬
‫سإبع‪،‬هل وأجاب عن حديث ابن مغفل بأجوبة منها‪:‬‬

‫أن جعلها ثامنة لن التراب جنس غير جنس الماء‪،‬هل فجعل اجتماعهما في‬
‫المرة الواحدة معدودا باثنين‪،‬هل فكأن التراب قائما مقاما غسإلة‪،‬هل فسإميت ثامنة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأبو هريرة أحفظ ممنن روى الحديث في دهره‪،‬هل فروايته أولى‪.‬‬

‫ومنهما من رجح رواية ابن مغفل رضي ال عنه؛ لنه زاد الغسإلة الثامنة‪،‬هل‬
‫والزيادة مقبولة خأصوصا من مثله‪،‬هل وهذا ل بأس به؛ لنه أمنخأرذ بظواهر النصوص‪،‬هل‬
‫وفيه معنى الحتياط‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 51‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬تعدد الغسإلت خأاص بنجاسإة الكلب‪،‬هل ول يقاس عليه غيره‬
‫كالخأنزير؛ لن العبادات توقيفية‪،‬هل وهذه أمور ل تدرك بالرأي والقياس‪،‬هل ولما يأت في‬
‫غير الكلب تعدد الغسإل‪،‬هل والخأنزير مذكور في القران وموجود في زمن النبي صللى‬
‫ال عليه وسإللما‪،‬هل ولما يرد إلحاقه‪،‬هل فنجاسإته كنجاسإة غيره‪.‬‬

‫أما بقية النجاسإات فالواجب فيها غسإلة واحدة‪،‬هل تذهب بعين النجاسإة وأثرها‪،‬هل‬
‫فإن لما تذهب زاد حتى يذهب أثرها‪،‬هل ولو جاوز السإبع‪،‬هل سإواء أكان ذلك في الرض‬
‫أما الثوب أما الفرش أما الواني‪،‬هل وهذا قول الجمهور‪،‬هل لقوله صللى ال عليه وسإللما‪:‬‬
‫»إذا أصاب إحداكن الدما من الحيضة فلتقرصه‪،‬هل ثما لتنضحه بماء ثما لتصول فيه«])‬
‫‪ . [(67‬ولما يأمر فيه بعدد‪،‬هل ولو أراده لبينه‪،‬هل كما في حديث الولوغ‪،‬هل ولن المقصود‬
‫إزالة النجاسإة‪،‬هل فمتى زالت زال حكمها‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬نص النبي صللى ال عليه وسإللما على الولوغ لنه هو‬
‫الغالب‪،‬هل إذ أن الكلب ل يجعل بوله أو رجيعه في الواني‪،‬هل وما خأرج مخأرج الغالب‬
‫فل مفهوما له‪،‬هل فتكون نجاسإة الكلب عامة لجميع بدنه‪،‬هل وتغسإل بهذه الصفة‬
‫المذكورة‪،‬هل وهذا قول الجمهور‪.‬‬

‫وقالت الظاهرية‪ :‬إن الغسإل سإبع ا خأاص بنجاسإة الولوغ‪،‬هل أما بوله أو روثه‬
‫أو دمه أو عرقه فكسإائر النجاسإات‪،‬هل قال النووي‪) :‬وهذا متجه‪،‬هل وهو قوي من حيث‬
‫الدليل(])‪،[(68‬هل واخأتاره الشوكاني])‪،[(69‬هل قالوا‪ :‬لن قوله‪» :‬إذا ولغ أو إذا‬
‫شرب‪ «..‬يدل على أن هذا الحكما ل يتعدى الولوغ والشرب؛ لن مفهوما الشرط‬
‫حجة عند الكثرين‪،‬هل ومفهومه أن الحكما ليس كذلك عند عدما الشرط‪،‬هل وقد أجاب‬
‫الحافظ العراقي بأن تقييد النبي صللى ال عليه وسإللما للولوغ خأرج مخأرج الغالب‪،‬هل ل‬
‫مخأرج الشرط؛ لن الكلب إنما تقصد الواني غالبا لتشرب منها أو تأكل‪،‬هل ل‬
‫لتضع أرجلها وأيديها فيها‪،‬هل فقيد بالولوغ لنه الغالب من حالها])‪.[(70‬‬

‫ومذهب الجمهور هو الحوط في هذه المسإألة‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 52‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬الحديث نص في وجوب التطهير بالتراب مع الماء‪،‬هل لخأبث‬


‫نجاسإة الكلب‪،‬هل وهو قول الشافعية والحنابلة])‪ [(71‬ول فرق بين أن يخألط الماء‬
‫بالتراب حتى يتكدر الماء‪،‬هل أو يصب الماء على التراب‪،‬هل ول يقوما غير التراب ـ‬
‫كالشنان‪،‬هل والصابون ـ مقامه‪،‬هل إل إذا تعذر؛ لن النص إذا ورد بشيء معين‪،‬هل‬
‫واحتمل معنى يخأتص بذلك الشيء لما يجز إلغاء النصوص وترك ما ععويمن فيها‪.‬‬

‫والمر بالتراب‪،‬هل إوان كان يحتمل أنه لزيادة التنظيف‪،‬هل لكن ل يجزما بتعيين‬
‫ذلك المعنى؛ لنه يزاحمه معنى اخأر وهو الجمع بين مطهرين‪ :‬الماء والتراب‪،‬هل‬
‫وهذا مفقود في الصابون أو الشنان‪،‬هل والقاعدة في الصول‪ :‬أن المعنى المسإتنبط‬
‫إذا عاد على النص بإبطال أو تخأصيص فهو مردود])‪.[(72‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬عذدكمر موضع التراب في أحاديث الباب على أوجه متعددة‪،‬هل فقد‬
‫ورد‪» :‬عأولهن بالتراب« ‪،‬هل وفي حديث ابن مغفل‪» :‬وعفروه الثامنة بالتراب« ‪،‬هل وعند‬
‫الترمذي‪» :‬أولهن أو أخأراهن« ‪،‬هل وعند الدارقطني وغيره »إحداهن« ])‪،[(73‬هل وعند‬
‫الطحاوي])‪» :[(74‬أولها ـ أو السإابعة ـ بالتراب«‪.‬‬

‫وهذا ل يضر ول يقتضي إلغاء التراب‪،‬هل لوجود الضطراب‪،‬هل كما ذهبت إليه‬
‫الحنفية والمالكية])‪،[(75‬هل وذلك أن الحديث المضطرب إنما تتسإاقط رواياته إذا‬
‫تسإاوت وجوه الضطراب‪،‬هل أما إذا ترجح بعضها فالحكما للرواية الراجحة‪،‬هل ول يقدح‬
‫فيها رواية من خأالفها‪،‬هل كما هو معروف في علوما الحديث‪.‬‬

‫ورواية‪) :‬عأولهن( أرجحها؛ لنها جاءت في حديث أبي هريرة رضي ال‬
‫عنه من طريق ابن سإيرين عنه‪،‬هل ورواها عن ابن سإيرين ثلثة‪ :‬هشاما بن حسإان‪،‬هل‬
‫وحبيب بن الشهيد‪،‬هل وأيوب السإخأتياني‪،‬هل وقد أخأرجها مسإلما في »صحيحه« من رواية‬
‫هشاما‪،‬هل فتترجح بثلثة أمور‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ كثرة الرواة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تخأريج أحد الشيخأين لها‪،‬هل وهما من وجوه الترجيح عند التعارض‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 53‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 3‬ـ من حيث المعنى؛ لن تتريب الولى يجعل ما بعدها من الماء مزيلا‬


‫لثر التراب‪،‬هل بخألف ما لو كان في السإابعة فإنه يحتاج إلى غسإلة أخأرى لتنظيفه‪.‬‬

‫وأما رواية الترمذي‪» :‬أولهن أو عأخأراهن« فإن كان ذلك من كلما الشارع‬
‫فهو دليل على التخأيير بينهما‪،‬هل إوان كان شكا من بعض الرواة فالتعارض قائما‪،‬هل‬
‫ويرجع إلى الترجيح‪،‬هل فترجح الولى كما تقدما‪،‬هل ومما يؤيد أن ذلك شك من بعض‬
‫الرواة قول الترمذي في روايته‪» :‬أولهن ـ أو قال‪ :‬أخأراهن ـ بالتراب«‪.‬‬

‫أما رواية‪) :‬إحداهن( فليسإت في شيء من الكتب السإتة‪،‬هل إوانما هي عند‬


‫الدارقطني والبزار])‪،[(76‬هل ول تعارض غيرها لنها مبهمة‪،‬هل والولى أو السإابعة‬
‫معينة‪،‬هل فيحمل المطلق على المقيد‪،‬هل وترجح رواية‪) :‬أولهن( كما تقدما‪.‬‬

‫وأما حديث‪» :‬وعفروه الثامنة بالتراب« فهي ثامنة باعتبار زيادتها على‬
‫سإبع الغسإلت بالماء‪،‬هل ل باعتبار أنها الخأيرة‪،‬هل وعلى هذا فل يخأالف ذلك كون‬
‫التراب في الولى‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه التاسإع‪ :‬في الحديث دليل على وجوب إراقة ما في الناء من ماء أو‬
‫لبن أو غيرها‪،‬هل وهذا يدل على نجاسإة لعاب الكلب وأن لريقه أث ار فيه‪،‬هل ولن الواني‬
‫في الغالب صغيرة‪،‬هل والماء فيها قليل‪،‬هل وليس كثي ار يدفع عن نفسإه النجاسإة‪،‬هل ولو كان‬
‫ما في الناء طاه ار لما يؤمر بالراقة؛ لن في ذلك إتلف المال إواضاعته‪،‬هل وذلك‬
‫منهي عنه‪.‬‬

‫لكن قد طعن بعض الحفاظ في لفظة‪» :‬فليرقه« وقد جاءت من طريق علي‬
‫بن مسإهر‪،‬هل أخأبرنا العمش‪،‬هل عن أبي رزين وأبي صالح‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال‬
‫عنه‪ .‬وقد أشار الماما مسإلما إلى تفرد عللي بن مسإهر بهذه اللفظة‪ .‬وقال النسإائي‪:‬‬
‫)ل أعلما أحدا تابع عليي بن مسإهر على قوله‪» :‬فليرقه« (])‪،[(77‬هل وقريب من ذلك‬
‫قال ابن منده])‪.[(78‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 54‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قال العراقي‪) :‬وهذا غير قادح‪،‬هل فإن زيادة الثقة مقبولة عند أكثر العلماء‪..‬‬
‫وعلي بن مسإهر وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والعجلي وغيرهما‪،‬هل وهو أحد‬
‫الحفاظ الذين احتج بهما الشيخأان‪،‬هل وما علمت أحدا تكلما فيه‪،‬هل فل يضر تفرده(])‬
‫‪.[(79‬‬

‫وقال ابن الملقن‪) :‬ل يضر تفرده بها‪،‬هل فإن علي بن مسإهر إماما حافظ متفق‬
‫على عدالته والحتجاج به‪،‬هل ولهذا قال الدارقطني بعد أن رواها‪» :‬إسإنادها حسإن‪،‬هل‬
‫ورواتها ثقات«])‪،[(80‬هل ورواها إماما الئمة محمد بن إسإحاق بن خأزيمة في‬
‫»صحيحه«])‪،[(81‬هل ولفظه‪» :‬فليهرقه« ‪،‬هل وظاهر هذه الرواية‪ :‬وجوب إراقة الماء‬
‫والطعاما‪.[(82)](...‬‬

‫والذي يظهر أن هذه اللفظة غير محفوظة‪،‬هل لن مخأالفة علي بن عمسإهر‬


‫للكثرين الذين لما يذكروها يوجب الحكما بشذوذها‪،‬هل وقد قال عنه الحافظ في‬
‫»التقريب« )ثقة له غرائب بعد أن أضر( وكلما الئمة الكبار مقدما على كلما من‬
‫جاء بعدهما‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 55‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫طهارة سؤر الهرة‬

‫ل صللى ال عليه وسإللما‬ ‫‪ 11/11‬ـ عن مأبي قممتامدةم رضي ال عنه؛ أمين رسإومل ا د‬
‫مع‬ ‫من‬
‫ي د‬ ‫د د‬ ‫ت بدمنمج ل‬ ‫مقامل ـ دفي انلدهيردة ـ‪» :‬إينها لمنيمسإ ن‬
‫س‪،‬هل إينمما همي ممن الطيوافيمن معلمنيعكنما«‪ .‬أمنخأمرمجهع‬
‫صيحمحهع التنردمدذ ل‬
‫ي‪،‬هل موانبعن عخأمزيمممة‪.‬‬ ‫النرمبمععة‪،‬هل مو م‬
‫السإؤر‪ :‬بالهمز فضلة الكل أو الشراب‪،‬هل ذكره صاحب »المطلع«])‪،[(83‬هل‬
‫وقال صاحب »المصباح المنير«‪) :‬السإؤر بالهمزة‪ :‬من الفأرة وغيرها كالريق‬
‫للنسإان(])‪.[(84‬‬

‫والمراد ـ هنا ـ الول؛ لن المقصود بهذا الحديث بيان جواز الوضوء وغيره‬
‫ببقية ما شرب منه الحيوان‪،‬هل وهو الموافق لما ذكره أهل اللغة‪،‬هل وأما ما ذكره صاحب‬
‫»المصباح« فهو مراد الفقهاء؛ لنه يفسإر ألفاظهما‪،‬هل كما في مقدمة الكتاب‪،‬هل وكذا‬
‫ذكره النووي])‪.[(85‬‬

‫والكلما على هذا الحديث من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو قتادة الحارث بن ربعي النصاري الخأزرجي رضي ال عنه‪،‬هل شهد‬
‫غزوة عأحد وما بعدها‪،‬هل وكان يقال له‪ :‬فارس رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل كما‬
‫ثبت في »صحيح مسإلما«])‪،[(86‬هل مدمعمما النبي صللى ال عليه وسإللما في بعض أسإفاره‬
‫حين مال عن راحلته من النوما‪،‬هل فلما اسإتيقظ قال له‪» :‬حفظك ال بما حفظت به‬
‫نبيه«‪ .‬أخأرجه مسإلما ـ أيضا ـ])‪،[(87‬هل توفي في المدينة سإنة )‪54‬هـ(‪،‬هل رضي ال‬
‫عنه])‪.[(88‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 56‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪ (75‬في كتاب »الطهارة« باب »سإؤر الهرة« والترمذي )‬
‫‪،(92‬هل والنسإائي )‪،1/55‬هل ‪،(178‬هل وابن ماجه )‪،(367‬هل وابن خأزيمة )‪ (104‬وغيرهما‬
‫من طريق الماما مالك‪،‬هل عن إسإحاق بن عبد ال بن أبي طلحة‪،‬هل عن عحميدة بنت‬
‫عبيد بن رفاعة‪،‬هل عن كبشة بنت كعب بن مالك ـ وكانت تحت ابن أبي قتادة ـ أن أبا‬
‫قتادة دخأل‪،‬هل فسإكبت له وضوءاا‪،‬هل فجاءت هرة فشربت منه‪،‬هل فأصغى لها الناء حتى‬
‫شربت‪،‬هل قالت كبشة‪ :‬فراني أنظر إليه‪،‬هل فقال‪ :‬أتعجبين يا ابنة أخأي؟ا فقلت‪ :‬نعما‪،‬هل‬
‫فقال‪ :‬إن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما قال‪» :‬إنها ليسإت بنجس‪ «..‬الحديث‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪) :‬حديث حسإن صحيح‪،‬هل وقد جود مالك هذا الحديث‪،‬هل عن‬
‫إسإحاق بن عبد ال بن أبي طلحة‪،‬هل ولما يأت به أحد أمتميما من مالك(‪.‬‬

‫وقال الحافظ‪) :‬صححه البخأاري والترمذي والعقيلي والدارقطني(])‪،[(89‬هل‬


‫وكذا صححه ابن خأزيمة ـ كما ذكر المصنف ـ‪،‬هل والحاكما )‪ 1/159‬ـ ‪،(160‬هل وفي‬
‫رواية مالك )‪ (1/22‬وأحمد )‪ (5/30‬وغيرهما‪،‬هل )والطوافات( أي‪ :‬إن هذا الحيوان‬
‫ل يخألو أن يكون من جملة الذكور الطوافين‪،‬هل أو الناث الطوافات‪،‬هل والحديث له‬
‫طرق‪،‬هل ذكرها الدارقطني])‪.[(90‬‬

‫وأعلل الحديث ابن منده ـ فيما نقله عنه ابن دقيق العيد ـ أعله بأما يحيى‪،‬هل‬
‫واسإمها عحميدة‪،‬هل وخأالتها كبشة زوج عبد ال بن أبي قتادة‪،‬هل وأنه ل يعرف لهما رواية‬
‫إل في هذا الحديث‪،‬هل ومحلهما محل الجهالة‪.‬‬

‫وقد ريد ابن الملقن كلما ابن منده‪،‬هل مسإتندا على تصحيح الئمة لهذا‬
‫الحديث‪،‬هل وأن هذا غير وارد مع الجهالة بحال حميدة وكبشة])‪.[(91‬‬

‫وقول ابن منده‪) :‬إن حميدة ل تعرف لها رواية إل في هذا الحديث(‪،‬هل فيه‬
‫ث تشميت العاطس])‪،[(92‬هل والحديث الثالث‬
‫نظر‪،‬هل فإنها روت هذا الحديث‪،‬هل وحدي م‬
‫لها‪ :‬حديث درمهادن الخأيل‪،‬هل رواه أبو نعيما في »معرفة الصحابة«])‪.[(93‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 57‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما قوله في كبشة‪،‬هل فهو كما قال‪،‬هل ليس لها إل هذا الحديث‪،‬هل لكن ل يضرها‬
‫ذلك‪،‬هل فإنها ثقة‪.‬‬

‫وأما قوله‪) :‬إن محلهما الجهالة( ففيه نظر ـ أيضا ـ‪،‬هل فإن حميدة روى عنها‬
‫زوجها إسإحاق بن عبد ال بن أبي طلحة راوي حديث الهرة‪،‬هل وابنها يحيى في حديث‬
‫تشميت العاطس‪،‬هل وابنها عمر بن إسإحاق على ما ذكره الترمذي في باب »تشميت‬
‫العاطس« ـ كما تقدما ـ‪،‬هل فإن لما يكن غلطا فهو ثالث‪،‬هل وهو أخأو يحيى‪،‬هل وذكرها ابن‬
‫حبان في »الثقات«])‪.[(94‬‬

‫وأما كبشة‪،‬هل فقال ابن الملقن‪) :‬لما أعلما أحدا روى عنها غير حميدة‪،‬هل لكن‬
‫ق زالت‬ ‫ذكرها ابن حبان في »الثقات«‪،‬هل وقد قال ابن القطان‪) :‬إن الراوي إذا عوثو م‬
‫جهالته إوان لما يرو عنه إل واحد(‪،‬هل وأعلى من ذلك ما ذكره ابن حبان في »الثقات«‬
‫من أن لها صحبة(])‪.[(95‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬أنه قال في الهرة( هي النثى من القطط‪،‬هل وجمعها )دهمررر( مثل‪:‬‬


‫دسإندرة ودسإمدر‪،‬هل والذكر )دهرر( وجمعه )دهررة( مثل‪ :‬قرد وقردة‪،‬هل قاله الزهري‪،‬هل وقال‬
‫ابن النباري‪) :‬الهر يقع على الذكر والنثى‪،‬هل وقد يدخألون الهاء في المؤنث(])‬
‫‪.[(96‬‬

‫س( بفتح الجيما‪،‬هل هو عين النجاسإة‪،‬هل أي‪ :‬ليسإت نجسإة‬ ‫قوله‪) :‬إنها ليسإت بدمنمج ل‬
‫الذات‪،‬هل وهو مصدر مندجس من باب فرح‪،‬هل ولذا لما يؤنث‪،‬هل كما أنه لما يجمع في قوله‬
‫تعالى‪}} :‬إدينمما انلعمنشدرعكومن منمجرس{{ ]التوبة‪، [28 :‬هل وأما اليندجعس بكسإر الجيما فهو‬
‫الشيء المتنجس‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إنما هي من الطوافين عليكما( جملة مسإتأنفة فيها معنى التعليل‪،‬هل‬


‫لعدما نجاسإة الهرة‪،‬هل وهي الضرورة الناشئة من كثرة دورانها في البيوت ودخأولها‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 58‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فيها‪،‬هل بحيث يشق صون الواني عنها‪،‬هل فجعلها ال طاهرة‪،‬هل رأفةا بالعباد ودفع ا‬
‫للحرج‪.‬‬
‫طيوا ل‬
‫ف‪،‬هل شبهها بخأدما البيت‪،‬هل وهو من يطوف على‬ ‫وقوله‪) :‬الطوافين( جمع م‬
‫أهله ويدور حولهما برفق وعناية‪،‬هل وألحقها بالعقلء فجمعها بالياء والنون مع أنها ل‬
‫تعقل‪،‬هل إشارة إلى أنها من جنس الطوافين الذين سإقط في حقهما الحجاب والسإتئذان‬
‫في غير الوقات الثلثة التي ذكرها ال تعالى‪،‬هل وذلك للضرورة وكثرة مداخألتهما‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على طهارة فما الهـرة‪،‬هل وطهـارة سإؤرها ـ فضلتها ـ‬
‫لسإقوط حكما النجاسإة عنها اتفاقاا‪،‬هل لعلة الطواف المنصوص عليها في الحديث‪،‬هل‬
‫والتصريح بأنها ليسإت نجسإة‪،‬هل والوضوء من سإؤرها بعد أن أصغى لها الناء‪.‬‬

‫وفي قوله‪) :‬إنها ليسإت بنجس( دليل على طهارة جميع أعضائها وبدنها‬
‫على القول الراجح‪،‬هل خألف ا لمن قال‪ :‬إن طهارتها مقصورة على سإؤرها وما تناولته‬
‫بفمها‪،‬هل وأما بقية أجزائها فنجسإة‪،‬هل فإن هذا مخأالف لدللة الحديث‪،‬هل وهذا فرد من‬
‫أفراد القاعدة العظيمة )المشقة تجلب التيسإير(‪،‬هل فكثرة طوافها وعموما البلوى بها‬
‫جعل ما تلمسإه طاه ار إوان كان رطباا‪،‬هل قال ابن قدامة بعد حديث أبي قتادة‪) :‬وهذا‬
‫قد دل بلفظه على نفي الكراهة عن سإؤر الهرة‪،‬هل وبتعليله على نفي الكراهة عما‬
‫دونها مما يطوف علينا‪،[(97)](..‬هل وعلى هذا فكل ما عينكثدعر التطواف على الناس‬
‫ويشق الحتراز منه فهو كالهرة‪،‬هل محكوما بطهارته‪،‬هل وأما إناطة الحكما بالصغر‪،‬هل وهو‬
‫ما دون الهرة في الدخألقة‪،‬هل فل وجه له‪،‬هل لعدما الدليل عليه‪،‬هل وليس الحكما خأاص ا بفمها‪،‬هل‬
‫بل جميع بدنها كذلك؛ لقوله‪» :‬إنها ليسإت بنجس إنها من الطوافين عليكما«‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الصحيح من أقوال أهل العلما إلحاق الحمار والبغل بالهرة‬
‫في طهارة سإؤرهما وعرقهما‪،‬هل للعلة المذكورة‪،‬هل ولحاجة الناس إليهما في الركوب‬
‫والحمل‪،‬هل ول سإيما قبل وجود السإيارات‪،‬هل ولن النبي صللى ال عليه وسإللما كان يركبها‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 59‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وتركب في زمنه‪،‬هل وفي عصر الصحابة رضي ال عنهما‪،‬هل فلو كان نجسإ ا لبين النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما ذلك‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬فيه دليل على حسإن تعليما النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل‬
‫حيث ربط الحكما بالعلة‪،‬هل وهذا فيه فوائد‪،‬هل منها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ السإتدلل على سإمو الشريعة وكمالها‪،‬هل وأن كل شيء له حكمة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تقوية إيمان المكلف بهذا الحكما إذا عرف علته‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ تعدية الحكما لكل ما وجدت فيه العلة‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 60‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كيفية تطهير الرض من البول‬

‫س نبدن ممالدلك رضي ال عنه‪،‬هل مقامل‪ :‬مجامء أمنعمرابري فممبامل في‬ ‫‪ 12/12‬ـ معنن أممن د‬
‫مد د‬
‫ضى مبنولمهع‬‫طائفمة انلممنسإدجد‪،‬هل فممزمجمرهع اليناعس‪،‬هل فممنمهاعهعما الينبدلي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل مفلميما قم م‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬
‫ق معلمنيده‪ .‬عمتيفم ر‬
‫أممممر الينبدلي صللى ال عليه وسإللما مبمذعنولب دمنن مالء؛ فمأعنهدرني م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أنس بن مالك بن النضر‪،‬هل أبو حمزة النصاري الخأزرجي‪،‬هل خأادما رسإول‬
‫ال صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل قدما النبي صللى ال عليه وسإللما المدينة‪،‬هل وهو ابن عشر‬
‫سإنين‪،‬هل فأتت به أمه أما سإليما بنت ملحان رسإول ال صللى ال عليه وسإللما فقالت‪:‬‬
‫هذا أنس‪،‬هل غلما يخأدمك‪،‬هل فقبله النبي صللى ال عليه وسإللما ودعا له‪،‬هل وقال‪» :‬اللهما‬
‫أكثر ماله وولده وأدخأله الجنة« ‪،‬هل قال أنس‪ :‬فرأيت اثنتين‪،‬هل وأنا أرجو الثالثة‪،‬هل فلقد‬
‫صلدبي سإوى ولد ولدي مائة وخأمسإة وعشرين‪،‬هل إوان أرضي لتثمر في السإنة‬ ‫د‬
‫دفنت ل ع‬
‫مرتين‪،‬هل وبقي خأادما للنبي صللى ال عليه وسإللما حتى توفي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل‬
‫وأقاما بعده في المدينة‪،‬هل ثما نزل البصرة‪،‬هل ومات بها سإنة تسإعين‪،‬هل رضي ال عنه])‬
‫‪.[(98‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء«‪،‬هل باب »تمنردك النبي صللى ال عليه‬


‫وسإللما والناس العرابيي حتى فرغ من بوله في المسإجد« )‪،219‬هل ‪،(221‬هل وأخأرجه‬
‫من حديث أبي هريرة رضي ال عنه )‪ (220‬وفي اخأره‪» :‬فإنما بعثتما ميسإرين‪،‬هل ولما‬
‫تبعثوا معوسإرين« ‪،‬هل وأخأرجه في كتاب »الدب« )‪ (6010‬من حديث أبي هريرة‬
‫رضي ال عنه ـ أيضا ـ‪،‬هل ولفظه‪) :‬قاما رسإول ال صللى ال عليه وسإللما في صلة‬
‫وقمنا معه‪،‬هل فقال أعرابي وهو في الصلة‪ :‬اللهما ارحمني ومحمداا‪،‬هل ول ترحما معنا‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 61‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أحداا‪،‬هل فلما سإللما النبي صللى ال عليه وسإللما قال للعرابي‪» :‬لقد حجرت واسإعاا« ‪،‬هل‬
‫يريد رحمة ال(‪،‬هل وأخأرجه مسإلما )‪ (284‬وفيه‪) :‬ثما إن رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما دعاه فقال‪» :‬إن هذه المسإاجد ل تصلح لشيء من هذا البول ول القذر‪،‬هل إنما‬
‫هي لذكر ال علز وجل‪،‬هل والصلة‪،‬هل وقراءة القران« ‪،‬هل أو كما قال رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما‪.(..‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬أعرابي( المراد به البدوي الذي يسإكن البادية‪،‬هل نسإبة إلى العراب‬
‫على لفظه‪،‬هل إوانما نسإب العرابي إلى الجمع دون الواحد؛ لنه جرى مجرى القبيلة‬
‫كأنمار‪،‬هل أو لنه لو نسإب إلى الواحد وهو عرب‪،‬هل لقيل‪ :‬عربي‪،‬هل فيشتبه المعنى؛ لن‬
‫العربي عاما لمن سإكن البادية أو الحاضرة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬بذنوب من ماء( بفتح الذال المعجمة وضما النون‪،‬هل هو الدلو العظيما‪،‬هل‬
‫ول يسإمى ذنوب ا حتى يكون عملئِّ مااء‪،‬هل ويكون قوله‪) :‬من ماء( من باب اليضاح‬
‫والتأكيد‪،‬هل كقولهما‪ :‬كتبت بيدي‪.‬‬
‫صي‬
‫ب عليه‪،‬هل وهو‬ ‫قوله‪) :‬فأهريق عليه( بضما الهمزة وسإكون الهاء‪،‬هل أي‪ :‬ع‬
‫فعل مبني للمجهول‪،‬هل والمبني للمعلوما‪ :‬أهراق‪،‬هل ومضارعه‪ :‬عينهدريق])‪.[(99‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على وجوب العناية بالمسإاجد واحترامها‬


‫وتنزيهها من البول والعذرة‪،‬هل وسإائر القذار‪،‬هل وهذا يؤخأذ من زجر الناس لهذا‬
‫العرابي ومبادرتهما إلى النكار عليه‪،‬هل ولول أن ذلك منكر عندهما لما زجروه‪،‬هل لكن‬
‫فاتهما النظر إلى أن منعه وقطعه يؤدي إلى الضرر به‪،‬هل وزيادة في التنجيس لمكان‬
‫اخأر‪،‬هل فلهذا نهاهما النبي صللى ال عليه وسإللما عن زجره وأمرهما بالرفق به‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على أن الرض إذا أصابتها نجاسإة فإنها‬
‫تطهر بصب الماء على المكان النجس بدون تكرار‪،‬هل سإواء أكانت الرض رخأوة أما‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 62‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫صلبة‪،‬هل وشرط طهارتها أن تزول عين النجاسإة‪،‬هل وقد أفاد قوله‪) :‬فأهريق عليه( أنه‬
‫صي‬
‫ب عليه الماء فقط‪.‬‬ ‫ط عليه‪،‬هل بل ع‬
‫لما يحفر المكان أو ينقل ترابه أو عيمحيو ن‬
‫وهذا قول الجمهور من أهل العلما‪،‬هل وأما ما ورد عند أبي داود من حديث عبد‬
‫ال بن معقل‪،‬هل وفيه‪ :‬وقال ـ يعني النبي صللى ال عليه وسإللما ـ‪» :‬خأذوا ما بال عليه‬
‫من تراب فألقوه‪،‬هل وأهريقوا على مكانه ماء« ‪،‬هل فقد قال أبو داود معدقمبعه‪) :‬هو مرسإل‪،‬هل‬
‫ابن معقل لما يدرك النبي صللى ال عليه وسإللما(])‪.[(100‬‬
‫فإن كان للنجاسإة جرما كعذرة أو مدلما مج ي‬
‫ف‪،‬هل فل بد من إزالة ذلك قبل تطهيرها‬
‫بالماء‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬وجوب المبادرة بتطهير المسإاجد من النجاسإة إذا حصلت‬


‫فيها‪،‬هل لقوله‪) :‬فلما قضى بوله أمر‪ (..‬؛ لن النجاسإة لو تركت قد يخأفى مكانها‪،‬هل‬
‫وقد يصللى عليها‪.‬‬

‫وهي ل تطهر بالجفاف ـ عند الجمهور ـ سإواء أكان ذلك بالشمس أما بالريح‬
‫أما بالظل‪،‬هل قالوا‪ :‬ولو كان الجفاف مطه ار لكتفى به النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل‬
‫ولما يأمر بالماء‪.‬‬

‫وقالت الحنفية‪ :‬إن الجفاف يطهر الرض‪،‬هل فتجوز الصلة عليها؛ لن‬
‫النجاسإة عين خأبيثة نجاسإتها بذاتها‪،‬هل فإذا زالت عاد الشيء إلى طهارته‪.‬‬

‫وهذا قول قوي‪،‬هل اخأتاره شيخ السإلما ابن تيمية])‪،[(101‬هل وتلميذه ابن القيما])‬
‫‪،[(102‬هل قال شيخ السإلما‪) :‬إنه أحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد‪،‬هل وهو‬
‫الصحيح في الدليل(‪،‬هل ثما سإاق حديث عبد ال بن عمر رضي ال عنهما‪،‬هل قال‪:‬‬
‫)كانت الكلب تبول وتقبل وتدبر في المسإجد في زمان رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما فلما يكونوا يرشون شيئ ا من ذلك(])‪،[(103‬هل فقد اسإتنبط شيخ السإلما ابن‬
‫تيمية من هذا الحديث أن الرض إذا أصابتها نجاسإة فيبسإت حتى زال أثرها فإنها‬
‫تطهر؛ لن الحكما يدور مع علته‪،‬هل فإذا لما يبق للنجاسإة أثر صارت الرض طاهرة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 63‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما دليل الجمهور فالجواب عنه ما تقدما‪،‬هل وهو أن المسإجد يجب تطهيره في‬
‫الحال لنه مصللى الناس‪،‬هل ولئل ينجس به أحد‪،‬هل أو تنتقل النجاسإة بالمشي إلى‬
‫مكان اخأر في المسإجد‪.‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬وجوب الرفق بالجاهل في التعليما‪،‬هل وأنه ل يؤذى ول يعنف إذا‬
‫لما يأت بالمخأالفة اسإتخأفافا وعناداا‪.‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬الحديث دليل على القاعدة الفقهية العظيمة )إذا تعارضت‬
‫مفسإدتان روعي أعظمهما ضر ار بارتكاب أخأفهما( أو )دفع أعظما الضررين‬
‫بارتكاب أخأفهما(‪،‬هل وذلك أن البول في المسإجد مفسإدة‪،‬هل والسإتمرار عليه مفسإدة‪،‬هل وقد‬
‫حصل ذلك‪،‬هل لكن كون الرجل يقوما من بوله مفسإدة أكبر لما يترتب عليه من مفاسإد‪،‬هل‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ تضرر هذا الرجل بقطع بوله واحتباسإه‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أنه يؤدي إلى تلوث ثيابه وبدنه‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أنه يؤدي إلى تلوث مكالن أكبر من المسإجد‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 64‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫السمك والجراد إذا ماتا في ماء فإنه ل ينجس‬

‫‪ 13/13‬ـ معن ابدن ععمممر رضي ال عنهما مقامل‪ :‬مقامل مرعسإوعل ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما‪» :‬أعدحلي ن‬
‫ت لممنا ممنيتممتادن مومدممادن‪،‬هل فمأميما الممنيمتتادن‪ :‬مفانلمج مارعد وانلعحو ع‬
‫ت‪،‬هل موأميما‬
‫د‬ ‫و‬
‫ف‪.‬‬
‫ضنع ر‬ ‫اليدممادن‪ :‬مفالطحاعل موانلمكبدعد«‪ .‬أمنخأمرمجهع أمنحممعد‪،‬هل موانبعن ممامجنه‪،‬هل مودفيه م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أحمد )‪،(10/15‬هل وابن ماجه )‪،3218‬هل ‪ (3314‬من طريق عبد‬
‫الرحمن بن زيد بن أسإلما‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن ابن عمر رضي ال عنهما مرفوعاا‪.‬‬

‫وهذا إسإناد ضعيف ـ كما قال الحافظ ـ لضعف عبد الرحمن بن زيد بن‬
‫أسإلما‪،‬هل قال عبد ال بن أحمد‪) :‬سإمعت أبي يضعف عبد الرحمن‪،‬هل وقال‪ :‬روى حديثا‬
‫منك ارا‪» :‬أحلت لنا ميتتان ودمان« (‪،‬هل وضعفه ابن المديني جداا‪،‬هل وكذا ضعفه‬
‫النسإائي وأبو زرعة وغيرهما‪،‬هل وقال ابن خأزيمة‪) :‬ليس هو ممن يحتج أهل العلما‬
‫بحديثه لسإوء حفظه‪،‬هل هو رجل صناعته العبادة والتقشف‪،‬هل ليس من أحلس‬
‫الحديث(])‪،[(104‬هل وقد رواه الدارقطني])‪ [(105‬والبيهقي )‪ (1/254‬من رواية‬
‫سإليمان بن بلل‪،‬هل عن زيد بن أسإلما‪،‬هل عن ابن عمر موقوفاا‪،‬هل قال البيهقي‪) :‬وهذا‬
‫إسإناد صحيح‪،‬هل وهو في معنى المسإند(‪،‬هل وكذا صحح الوقف أبو زرعة وأبو حاتما‪،‬هل‬
‫وهذا الموقوف له حكما الرفع‪،‬هل كما ذكر البيهقي‪،‬هل وقال ابن القيما‪) :‬هذا حديث‬
‫حسإن‪،‬هل وهذا الموقوف في حكما المرفوع؛ لن قول الصحابي‪ :‬عأحل لنا كذا‪،‬هل وعحورما‬
‫علينا‪،‬هل ينصرف إلى إحلل النبي صللى ال عليه وسإللما وتحريمه(])‪.[(106‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬الجراد( بفتح الجيما‪،‬هل معروف‪،‬هل والواحدة جرادة‪،‬هل الذكر والنثى سإواء‪،‬هل‬
‫كالحمامة‪،‬هل قالوا‪ :‬مشتق من الجرد؛ لنه ل ينزل على شيء إل جرده‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 65‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬والحوت( هو السإمك‪،‬هل وقيل‪ :‬ما معظعمما منه‪،‬هل قال تعالى‪}} :‬مفانلتمقمممهع‬
‫ت{{ ]الصافات‪ [142 :‬والجمع حيتان‪.‬‬ ‫انلعحو ع‬
‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على تحريما الميتة‪،‬هل واسإتثني منها الجراد‬
‫والسإمك‪،‬هل فكل منهما حلل‪،‬هل وقد تقدما حديث أبي هريرة رضي ال عنه في البحر‪:‬‬
‫صنيعد انلمبنحدر مو م‬
‫طمعاعمهع‬ ‫دي‬
‫»هو الطهور ماؤه الحل ميتته« ‪،‬هل وقال تعالى‪}} :‬أعحل لمعكنما م‬
‫مممتااعا لمعكنما مودلليسإييامردة{{ ]المائدة‪، [96 :‬هل قال ابن عباس‪) :‬صيده‪ :‬ما صيد فيه‪،‬هل‬
‫ف(])‪،[(107‬هل فميتة البحر حلل مطلقاا‪،‬هل سإواء مات بنفسإه وطفا‬ ‫وطعامه‪ :‬ما قممذ م‬
‫على وجه الماء بأن صار بطنه من فوق‪،‬هل أما مات بسإبب ظاهر كضغطة أو‬
‫صدمة حجر أو انحسإار ماء أو ضرب من صياد أو غيره؛ لعموما الدلة‪،‬هل‬
‫وتخأصيص النص العاما ل بد له من دليل من كتاب أو سإنة يدل على التخأصيص‪.‬‬

‫وقد ورد في حديث جابر رضي ال عنه قال‪) :‬غزونا جيش المخأمبدط وأميرنا‬
‫أبو عبيدة‪،‬هل فجعنا جوعا شديداا‪،‬هل فألقى البحر حوتا ميتا لما نر مثله‪،‬هل يقال له‪ :‬العنبر‪،‬هل‬
‫فأكلنا منه نصف شهر‪،‬هل فأخأذ أبو عبيدة عظما من عظامه فمير الراكب تحته‪،‬هل قال‪:‬‬
‫فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي صللى ال عليه وسإللما فقال‪» :‬كلوا‪،‬هل رزقا أخأرجه‬
‫ال علز وجل لكما‪،‬هل أطعمونا إن كان معكما« ‪،‬هل فأتاه بعضهما بشيء فأكله(])‪.[(108‬‬

‫ففي هذا الحديث دليل على إباحة ميتة البحر‪،‬هل وطلب النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما من لحمه وأكله ذلك أراد به المبالغة في تطييب نفوسإهما في حلله‪،‬هل وأنه ل شك‬
‫في إباحته وأنه يرتضيه لنفسإه‪.‬‬

‫وكذلك يحل أكل الجراد مطلقاا‪،‬هل سإواء مات باصطياد أما بذكاة أما مات حتف‬
‫أنفه‪،‬هل لعموما هذا الحديث‪.‬‬

‫ويسإتثنى من ذلك ما مات من الجراد بسإبب المبيدات السإامة فهذا يحرما‪،‬هل لما‬
‫فيه من السإما القاتل المحرما‪،‬هل وكذا ما مات من الحوت بسإبب ما يسإمى بتلوث‬
‫البحار بمواد سإامة‪،‬هل فيحرما ل لذاته‪،‬هل إوانما لما وجد فيه من مواد مضرة أو قاتلة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 66‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على إباحة أكل الكبد والطحال‪،‬هل وأنهما مسإتثنيان‬
‫من تحريما الدما‪،‬هل وهذا بإجماع أهل العلما‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على أن السإمك والجراد إذا ماتا في ماء فإنه‬
‫ل ينجس‪،‬هل سإواء أكان الماء قليلا أما كثي ارا‪،‬هل ولو تغير طعمه أو لونه أو ريحه؛ لنه‬
‫لما يتغير بنجاسإة‪،‬هل إوانما تغير بشيء طاهر‪،‬هل وهذا هو وجه سإياق هذا الحديث في‬
‫باب المياه‪،‬هل كما تقدما في موضوع الحديث‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 67‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫س ما وقاع فيه من ماء أو غايره‬


‫الذباب ل سينجج س‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 14/14‬ـ عن أبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫ب دفي مش ماردب أممحددعكنما مفنلمينغدمنسإعه‪،‬هل ثعيما نلمينندزنععه‪،‬هل مفإين دفي أمحدد مجمنامحنيده‬ ‫ل‬
‫وسإللما‪» :‬إمذا موقممع الذمبا ع‬
‫ي‪ .‬موأمعبو مداعومد‪،‬هل مومازمد‪ » :‬م إواينهع ميتيدقي بدمجمنادحده‬ ‫مدااء‪،‬هل مودفي المخأدر دشمفااء«‪ .‬أنخأمرمجهع انلعبمخأادر ل‬
‫اليدذي دفيده اليداعء«‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫ب »إذا وقع الذباب‬


‫فقد أخأرجه البخأاري )‪ (3320‬في كتاب »بدء الخألق« با ر‬
‫ب »إذا وقع الذباب في‬
‫في شراب أحدكما فليغمسإه«‪،‬هل وفي كتاب »الطب« با ر‬
‫الناء« )‪ (5782‬من طريق عتبة بن مسإلما‪،‬هل عن عبيد بن حنين‪،‬هل عن أبي هريرة‬
‫رضي ال عنه مرفوعاا‪.‬‬

‫واللفظ الثاني أخأرجه أبو داود )‪ (3844‬ولفظه‪) :‬إذا وقع الذباب في إناء‬
‫أحدكما فامقلوه‪،‬هل فإن في أحد جناحيه دااء وفي الخأر شفاء‪،‬هل إوانه يتقي بجناحه الذي‬
‫فيه الداء‪،‬هل فليغمسإه كله( إواسإناده حسإن‪،‬هل وورد ـ أيض ا ـ من حديث أبي سإعيد الخأدري‬
‫رضي ال عنه أخأرجه أحمد )‪،(18/186‬هل وابن ماجه )‪ (3504‬إواسإناده صحيح‬
‫لغيره‪،‬هل ومن حديث أنس بن مالك رضي ال عنه أخأرجه البزار )‪ 1/615‬مخأتصر‬
‫زوائده(‪،‬هل ورجاله رجال الصحيح‪ .‬وهذا الحديث قد ورد من طرق كثيرة تزيد على‬
‫خأمسإين طريقاا‪،‬هل جمعها بعض الباحثين])‪ [(109‬وهي كافية لمن أراد معرفة الحق‬
‫من أصحاب الفطر السإليمة‪،‬هل والعقول المسإتنيرة‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إذا وقع الذباب( هو بضما المعجمة‪،‬هل مفرد‪،‬هل وجمعه أدذيبة ودذيبان‪،‬هل‬
‫كغراب وأغربة وغربان])‪.[(110‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 68‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قال اليدميري‪) :‬الذباب عند العرب يطلق على الزنابير والنحل والبعوض‬
‫صؤاب والناموس والفممراش‪،‬هل والنمل‪،‬هل والذباب‬
‫بأنواعه‪،‬هل كالبق‪،‬هل والبراغيث والقمل وال ل‬
‫المعروف عند الطلق العرفي(])‪،[(111‬هل ولعل الخأير هو المراد بهذا الحديث‪،‬هل‬
‫وسإمي ذباب ا لكثرة حركته واضطرابه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬في شراب أحدكما( هذا لفظ البخأاري في كتاب »بدء الخألق« ولفظه‬
‫في »الطب« »في إناء أحدكما« ‪،‬هل وفي حديث أبي سإعيد ـ كما تقدما ـ‪» :‬إذا وقع في‬
‫الطعاما« والتعبير بالناء أشمل])‪،[(112‬هل لكن يظهر أن الحافظ اخأتار رواية‬
‫)شراب( لمناسإبتها لباب المياه‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فليغمسإه( أي‪ :‬في الطعاما أو الشراب‪،‬هل كما في حديث أبي سإعيد ـ‬
‫المتقدما ـ ولفظه‪» :‬إن أحد جناحي الذباب عسإرما‪،‬هل والخأر شفاء‪،‬هل فإذا وقع في الطعاما‬
‫فامقلوه‪،‬هل فإنه يقدما السإما‪،‬هل ويؤخأر الشفاء«‪.‬‬

‫والمر بغمسإه ليخأرج الشفاء كما خأرج الداء‪،‬هل فأمر النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما أن تقابل تلك المادة اللسإومية بما أودعه ال فيه من الشفاء في جناحه الخأر‬
‫بغمسإه كله‪،‬هل فتقابل المادةم السإميةم المادةع النافعةع فيزول ضررها ـ بإذن ال تعالى ـ‬
‫ص عليه حذاق الطباء قديماا‪،‬هل كما ذكر ابن القيما والحافظ ابن حجر‬
‫وهذا ن ي‬
‫وغيرهما‪،‬هل وأثبت ذلك الكتشافات العلمية الحديثة ـ كما سإيأتي إن شاء ال ـ‪.‬‬

‫وهذا أمر إرشاد ل أمر إيجاب‪،‬هل وفي رواية للبخأاري في »الطب« »فليغمسإه‬
‫كيله« وذلك لدفع توهما المجاز في الكتفاء بغمس بعضه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فإن في أحد جناحيه داء‪ (..‬تعليل للمر بغمسإه‪،‬هل وفي حديث أبي‬
‫سإعيد ـ المتقدما ـ‪» :‬فإنه يقدما السإما ويؤخأر الشفاء« ويسإتفاد من حديث أبي سإعيد‬
‫تفسإير الداء الواقع في حديث الباب وأن المراد به السإما‪،‬هل قال الحافظ‪) :‬ولما يقع لي‬
‫في شيء من الطرق تعيين الجناح الذي فيه الشفاء من غيره‪،‬هل لكن ذكر بعض‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 69‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫العلماء أنه تأمله فوجده يتقي بجناحه اليسإر‪،‬هل فعرف أن اليمن هو الذي فيه‬
‫الشفاء‪،‬هل والمناسإبة في ذلك ظاهرة(])‪.[(113‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على طهارة الذباب‪،‬هل وأنه ل ينجس ما وقع فيه‬
‫من طعاما أو شراب أو ماء ول يفسإده؛ لن الرسإول صللى ال عليه وسإللما أمر بغمسإه‬
‫ولما يأمر بإراقة ما وقع فيه‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬في الحديث المر بغمس الذباب كله فيما وقع فيه من طعاما‬
‫أو شراب ثما نزعه‪،‬هل والنتفاع بما وقع فيه‪،‬هل وذلك للعلة وهي قوله‪» :‬فإن في أحد‬
‫جناحيه دااء وفي الخأر شفاء« ‪،‬هل وقد يكون الطعاما حا ارا‪،‬هل ومعلوما أنه يموت إذا‬
‫غمس فيه‪،‬هل فلو كان ينجسإه لكان أم ار بإفسإاد الطعاما‪،‬هل وهو صللى ال عليه وسإللما‬
‫إنما أمر بإصلحه‪،‬هل لكن هذا المر ليس للوجوب‪،‬هل إوانما هو لرشاد من أراد أن‬
‫يأكل أو يشرب مما وقعت فيه الذبابة أن يغمسإه فيه‪،‬هل أما الذي ل يريد الكل أو‬
‫الشرب بأن تعافه نفسإه فلما يتطرق إليه الحديث‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬يقاس على الذباب كل ما أشبهه مما ل نفس له سإائلة ـ أي‬
‫ما ل دما له يسإيل ـ وليس متولدا من النجاسإات‪،‬هل كالزنبور والعنكبوت والخأنفسإاء‬
‫والجعلن والنحل والبق والبعوض ونحو ذلك‪،‬هل فإذا وقع في طعاما أو شراب لما‬
‫عيمحورنمهع ولما ينجسإه‪،‬هل لهذا الحديث‪،‬هل والحكما يعما بعموما علته وينتفي لنتفاء سإببه‪،‬هل‬
‫ولما كان سإبب التنجيس هو الدما المحتقن في الحيوان بموته وكان ذلك مفقودا فيما‬
‫ل دما له سإائل‪،‬هل انتفى الحكما بالتنجيس؛ لنتفاء علته‪.‬‬

‫قال ابن المنذر‪) :‬قال عواما أهل العلما‪ :‬ل يفسإد الماء بموت الذباب‬
‫والخأنفسإاء ونحوهما‪،‬هل قال‪ :‬ول أعلما فيه خألفا إل أحد قولي الشافعي(])‪،[(114‬هل قال‬
‫النووي بعد نقل كلما ابن المنذر‪) :‬والصحيح في الجميع الطهارة للحديث‪،‬هل ولعموما‬
‫البلوى وعسإر الحتراز(])‪.[(115‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 70‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬هذا الحديث يدل على سإبق السإلما للعلما الحديث في بيان‬
‫ضرر الذباب‪،‬هل وأنه يحمل المراض والجراثيما‪،‬هل كما يدل على طريقة التخألص من‬
‫ضرر الذباب إذا وقع في الطعاما والشراب‪،‬هل وهذه الطريقة جاء في الكتشافات ما‬
‫يوافقها ويؤيدها‪،‬هل وذلك بإثبات أن الذباب يحمل المكروبات‪،‬هل ويحمل معها مكروبات‬
‫قاتلة لهذه المكروبات‪،‬هل تسإمى )بكتريوفاج( يعني‪ :‬اكل البكتيريا‪،‬هل تظهر بكثرة على‬
‫جناح الذبابة مع قليل من البكتيريا‪،‬هل وعند غمس الذبابة فإننا نسإاعد على ترك أكبر‬
‫كمية من المادة القاتلة لمكروب المرض‪،‬هل وأثبت الكتشاف العلمي أن الذباب إذا‬
‫وقع في الطعاما أو في الشراب ثما طار فإن الجراثيما التي يخألفها بعده تتزايد‬
‫وتتكاثر‪،‬هل فإذا عغمس فإن الجراثيما التي يخألفها بعده في الطعاما أو الشراب ل تبقى‬
‫كما خألفها فحسإب‪،‬هل بل تبدأ بالنحسإار والتناقص‪،‬هل فالحمد ل على كمال هذه‬
‫الشريعة وسإموو تعاليمها‪،‬هل وال أعلما])‪.[(116‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 71‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ت‬
‫ما قاطع من الحي فهو نمجي ت‬

‫‪ 15/15‬ـ معنن أمدبي موادقلد اللنيدثي رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل الينبدلي صللى ال‬
‫عليه وسإللما‪» :‬مما قعدطمع دممن انلمبهيممدة ـ مودهمي محيةر ـ فمهعمو مموي ر‬
‫ت«‪ .‬أمنخأمرجه أمعبو مداعومد‪،‬هل‬
‫ي مومحيسإمنعه‪،‬هل مواللينفظع لمعه‪.‬‬
‫موالتونردمدذ ل‬

‫أكثر العلماء يذكرون هذا الحديث في كتاب الطعمة والصيد‪،‬هل كأبي داود‬
‫والترمذي وصاحب المنتقى وغيرهما‪،‬هل ولعل الحافظ ذكره هنا لبيان أن هذا المقطوع‬
‫لو وقع في ماء أو غيره فهو نجس إن كان من حيوان ميتته نجسإة‪،‬هل كما سإيأتي ـ إن‬
‫شاء ال ـ‪.‬‬

‫والكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو واقد الليثي‪،‬هل مشهور بكنيته‪،‬هل مخأتلف في اسإمه‪،‬هل فقيل‪ :‬الحارث بن‬
‫ص على ذلك الترمذي‪،‬هل وقيل غير ذلك‪،‬هل أسإلما قديماا‪،‬هل وشهد بد ار على‬
‫عوف‪،‬هل ن ي‬
‫الصح‪،‬هل وهو عيمعلد من أهل المدينة‪،‬هل وخأرج إلى مكة‪،‬هل فجاور بها سإنة‪،‬هل ومات سإنة‬
‫ثمان وسإتين‪،‬هل رضي ال عنه])‪.[(117‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫ب »في صيلد قعدطمع منه‬


‫فقد أخأرجه أبو داود )‪ (2858‬في كتاب »الصيد« با ر‬
‫قطعة«‪،‬هل والترمذي )‪ (1480‬من طريق عبد الرحمن بن عبد ال بن دينار‪،‬هل عن زيد‬
‫بن أسإلما‪،‬هل عن عطاء بن يسإار‪،‬هل عن أبي واقد‪.‬‬

‫والحديث حسإنه الترمذي؛ لن في إسإناده عبد الرحمن بن عبد ال بن دينار‪،‬هل‬


‫وهو متكلما فيه‪،‬هل وقد أورده الذهبي في »الضعفاء«‪،‬هل وقال‪») :‬ثقة« قال ابن معين‪:‬‬
‫في حديثه ضعف(])‪،[(118‬هل وقال أبو حاتما‪) :‬فيه لين‪،‬هل يكتب حديثه‪،‬هل ول يحتج‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 72‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫به(‪،‬هل وقال ابن عدي‪) :‬بعض ما يرويه منكر ل يتابع عليه‪،‬هل وهو في جملة من‬
‫يكتب حديثه من الضعفاء(])‪،[(119‬هل وقال الحافظ في »التقريب«‪) :‬صدوق‬
‫يخأطئِّ(‪.‬‬

‫وقد ورد الحديث من طريق عبد ال بن جعفر‪،‬هل ثنا زيد بن أسإلما به‪،‬هل أخأرجه‬
‫الحاكما )‪،4/123‬هل ‪ (124‬وقال‪ :‬صحيح السإناد‪،‬هل وتعقبه الذهبي بقوله‪) :‬ول تشيد‬
‫يدك به(‪،‬هل وذلك لن الذهبي ذكر عبد ال بن جعفر في »الضعفاء« وقال‪:‬‬
‫)ضعفوه(])‪،[(120‬هل وقال في التقريب‪) :‬ضعيف(‪،‬هل لكن بإضافة هذا الطريق إلى‬
‫الطريق الول مينقوى الحديث‪،‬هل وعبد الرحمن بن عبد ال بن دينار أحسإن حالا من‬
‫عبد ال بن جعفر والد علي بن المديني‪،‬هل فإن ابن دينار أخأرج له البخأاري‪،‬هل ومع‬
‫ذلك ففيه كلما‪،‬هل كما تقدما])‪.[(121‬‬

‫وقد جاء الحديث من رواية أبي سإعيد الخأدري رضي ال عنه من طريق عبد‬
‫العزيز بن عبد ال الويسإي‪،‬هل ثنا سإليمان بن بلل‪،‬هل عن زيد بن أسإلما‪،‬هل عن عطاء بن‬
‫يسإار‪،‬هل عن أبي سإعيد‪،‬هل أخأرجه الحاكما )‪ (4/239‬وقال‪) :‬صحيح على شرط‬
‫الشيخأين( وسإكت عنه الذهبي‪،‬هل وتعقبه اللباني‪ :‬بأن الويسإي لما يخأرج له مسإلما‬
‫شيئاا‪،‬هل فالحديث على شرط البخأاري فقط‪،‬هل وهو ثقة‪،‬هل فالسإناد صحيح])‪،[(122‬هل لكن‬
‫ل‪ .‬أخأرجه الطحاوي في‬
‫رواه سإليمان بن بلل‪،‬هل عن زيد بن أسإلما‪،‬هل عن عطاء مرسإ ا‬
‫»المشكل« )‪ (4/238‬ورواه عبد الرحمن بن مهدي كما في »المسإتدرك« )‬
‫ل‪،‬هل وتابعه معمر‬
‫‪ (4/138‬عن زيد بن أسإلما‪،‬هل عن النبي صللى ال عليه وسإللما مرسإ ا‬
‫كما في المصنف )‪ (4/494‬لعبد الرزاق‪،‬هل قال الدارقطني في »العلل« )‬
‫‪) :(11/260‬المرسإل أشبه بالصواب(‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬اخأتصر الحافظ الحديث‪،‬هل فلما يذكر إل الشاهد منه‪،‬هل وأول‬
‫الحديث عن أبي واقد رضي ال عنه قال‪ :‬قدما النبي صللى ال عليه وسإللما المدينة‬
‫وهما ميعجلبون أسإنمة البل ويقطعون أليات الغنما‪،‬هل قال‪) :‬ما قطع من البهيمة وهي‬
‫حية فهي ميتة( وهذا لفظه عند الترمذي‪،‬هل وعند أبي داود بدون ذكر سإبب الحديث‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 73‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬ما قطع‪ (..‬يجوز أن تكون )ما( موصولة أو شرطية‪،‬هل ويكون قوله‪:‬‬
‫)فهو ميت( جواب الشرط‪،‬هل أو خأب ار للمبتدأ وهو )ما( الموصولة‪،‬هل واقترن الخأبر‬
‫بالفاء لشبه الموصول بالشرط في العموما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬من البهيمة( هي ذوات الربع من البل والبقر والغنما‪،‬هل أو عكلل حي ل‬


‫يميز‪،‬هل وهذا أعما من الول‪،‬هل و )من( بيانية‪،‬هل وسإبب الحديث يدل على أن المراد‬
‫بالبهيمة البل والغنما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فهو ميت( هكذا في بعض نسإخ البلوغ‪،‬هل والذي في الترمذي‪) :‬فهو‬
‫ممنيتة(‪،‬هل وهي بسإكون الياء‪،‬هل يقال‪ :‬ممنيتة ـ بالتخأفيف ـ ومليتة ـ بالتشديد ـ‪،‬هل والتخأفيف‬
‫أكثر])‪،[(123‬هل والميتة ما لما تلحقه الذكاة‪،‬هل ومعنى )فهو ميتة( أي‪ :‬حراما كالميتة‪،‬هل‬
‫ل يجوز أكله؛ لنه ميت بزوال الحياة عنه‪،‬هل وكانوا يفعلون ذلك في حال الحياة ـ‬
‫كما تقدما ـ فنهوا عنه‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬اعتبر العلماء لفظ هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد‬
‫الحكاما‪،‬هل يدل على أن ما قطع من البهيمة في حال حياتها من سإناما بعير‪،‬هل أو ألية‬
‫شاة‪،‬هل ونحو ذلك‪،‬هل فهو ميتة محكوما بنجاسإتها‪،‬هل إذ الميتة كذلك‪،‬هل فيحرما أكله والنتفاع‬
‫به‪،‬هل قال ابن تيمية‪) :‬وهذا متفق عليه بين العلماء(])‪.[(124‬‬

‫وهذا عاما مخأصوص بما قطع من حيوان ميتته طاهرة‪،‬هل كالجراد والسإمك‪،‬هل‬
‫فيكون طاه ارا‪،‬هل فما وقع منه في ماء فهو طاهر‪.‬‬

‫ص بدون أصوله‪،‬هل‬
‫كما يسإتثنى من ذلك الشعر والصوف والوبر والريش إذا قع ي‬
‫وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 74‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫باب النية‬

‫النية‪ :‬جمع إناء‪،‬هل كأسإقية وسإقاء‪،‬هل والجمع القليل آنية‪،‬هل والكثير‪ :‬أواني‪،‬هل‬
‫والنية هي‪ :‬الوعية‪،‬هل والمراد هنا الواني التي يكون فيها ماء الوضوء‪،‬هل وما هو‬
‫أعما من ذلك من الطعاما والشراب‪.‬‬

‫ومناسإبة ذكرها هنا‪ :‬أنه لما كان الماء جوه ار سإيالا ل بد له من وعاء‪،‬هل‬
‫ناسإب ذكرها بعد أحكاما المياه‪،‬هل ليعلما المسإلما حكما آنيته التي يسإتعملها؛ لن الشارع‬
‫قد نهى عن بعضها‪،‬هل فتعلقت بها أحكاما‪.‬‬

‫والصل في النية‪ :‬الحل والطهارة‪،‬هل لعموما قوله تعالى‪}} :‬عهمو اليدذي مخألم م‬
‫ق لمعكنما‬
‫ض مجدمياعا{{ ]البقرة‪، [29 :‬هل ووجه الدللة‪ :‬أن ال تعالى امتين على‬ ‫مما دفي المنر د‬
‫ص من‬
‫خألقه بما في الرض جميعاا‪،‬هل ول يمتن إل بمباح‪،‬هل إذ ل منة في محرما‪،‬هل وعخأ ي‬
‫ذلك ما دل الدليل على تحريمه‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 75‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫تحريم الكل والشرب في آنية الذهب والفضة‬

‫‪ 16/1‬ـ معنن عحمذنيفمةم نبدن انلميمادن رضي ال عنهما ‪،‬هل مقامل‪ :‬مقامل النبلي صللى ال‬
‫صمحادفمها‪،‬هل فإينمها لمهعنما‬
‫ضدة‪،‬هل ولم تمنأعكلعوا في د‬ ‫د دد ي د د‬
‫عليه وسإللما‪» :‬لم تمنشمرعبوا في انمية الذمهب موانلف ي م‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬
‫في اللدننميا‪،‬هل مولمعكنما في الدخأمردة«‪ .‬عمتيفم ر‬
‫هـذا الحديث محله كتاب الطعمة والشربـة‪،‬هل لكن ذكره الحافظ ـ كغيره ـ في‬
‫هذا الباب لفادة تحريما الوضوء في انية الذهب والفضة؛ لنه اسإتعمال لهما‪.‬‬

‫والكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو حذيفة بن اليمان بن جابر العبسإي رضي ال عنه‪،‬هل واسإما اليمان‪:‬‬


‫عحسإيل‪،‬هل كما ورد في صحيح مسإلما‪،‬هل أسإلما هو وأبوه‪،‬هل وأرادا شهود بدر فصدهما‬
‫المشركون‪،‬هل كما روى ذلك مسإلما أيضاا])‪،[(125‬هل وشهدا غزوة أحد‪،‬هل فقتل المسإلمون‬
‫أباه لنهما لما يعرفوه])‪،[(126‬هل وذكر ابن إسإحاق أن حذيفة تصدق بدية أبيه على‬
‫المسإلمين‪.‬‬

‫روى حذيفة رضي ال عنه كثي ار عن النبي صللى ال عليه وسإللما وقال‪ :‬لقد‬
‫حدثني رسإول ال صللى ال عليه وسإللما ما كان وما يكون إلى قياما السإاعة‪،‬هل وكان‬
‫يسإمى صاحب السإر لن النبي صللى ال عليه وسإللما مأسإير إليه بأسإماء المنافقين‪،‬هل‬
‫الذين أرادوا المكر بالنبي صللى ال عليه وسإللما في مرجعه من تبوك‪،‬هل شهد حذيفة‬
‫غزوة الخأندق وما بعدها‪،‬هل وفتوح العراق‪،‬هل واسإتعمله عمر رضي ال عنه على‬
‫المدائن‪،‬هل فلما يزل بها حتى مات سإنة سإت وثلثين‪،‬هل بعد مقتل عثمان رضي ال عنه‬
‫بأربعين ليلة])‪.[(127‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 76‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ضض«‬ ‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »الطعمة« باب »الكل في إناء عمفم ي‬
‫)‪ (5426‬قال‪ :‬حدثنا أبو عنعيما‪،‬هل حدثنا سإيف بن أبي سإليمان‪،‬هل قال‪ :‬سإمعت مجاهدا‬
‫يقول‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى أنهما كانوا عند حذيفة‪،‬هل فاسإتسإقى‪،‬هل فسإقاه‬
‫مجوسإي‪،‬هل فلما وضع القدح في يده رماه به‪،‬هل وقال‪ :‬لول أني نهيته غير مرة ول‬
‫مرتين‪،‬هل كأنه يقول‪ :‬لما أفعل هذا‪،‬هل ولكني سإمعت النبي صللى ال عليه وسإللما يقول‪:‬‬
‫»ل تلبسإوا الحرير ول الديباج‪،‬هل ول تشربوا في انية الذهب والفضة‪،‬هل ول تأكلوا في‬
‫صحافها‪،‬هل فإنها لهما في الدنيا ولنا في الخأرة« هذا لفظ البخأاري‪،‬هل وفيه )ولنا( بدل‬
‫)لكما( وقد جاء في رواية أخأرى للبخأاري في »اللباس« بلفظ‪» :‬لكما« )‪،5830‬هل‬
‫‪.(5833‬‬

‫وأخأرجه مسإلما )‪ (5) (2067‬من طريق ابن أبي ليلى بلفظه في »اللباس«‪،‬هل‬
‫ولما يذكر »لكما في الخأرة« ‪،‬هل لكن وردت من طريق ابن عكيما عن حذيفة )‪(2067‬‬
‫)‪ (4‬في »اللباس« أيضاا‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬ل تشربوا( الخأطاب للرجال الحاضرين‪،‬هل ويدخأل فيهما كل من يتأتى‬


‫له الخأطاب من الرجال والنسإاء‪.‬‬

‫قوله‪) :‬في صحافها( الصحاف‪ :‬جمع صحفة‪،‬هل وهي الناء الذي يشبع‬
‫الخأمسإة])‪،[(128‬هل والظاهر أن هذا غير مراد هنا‪،‬هل فإن الصحفة التي ل تكفي إل‬
‫واحدا يحرما أن تكون من الذهب والفضة ـ أيضا ـ‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فإنها لهما في الدنيا ولكما في الخأرة( جملة تعليلية لما تقدما‪،‬هل‬
‫والضمير )لهما( للكفار إوان لما يتقدما لهما ذكر‪،‬هل لكنه مفهوما من السإياق‪،‬هل كقوله‬
‫ت دبانلدحمجادب *{{‬
‫ب انلمخأنيدر معنن دذنكدر مروبي محيتى تمموامر ن‬ ‫تعالى‪}} :‬فممقامل دإوني أمنحمبنب ع‬
‫ت عح ي‬
‫]ص‪ [32 :‬أي‪ :‬الشمس‪،‬هل وقوله تعالى‪}} :‬عكلل ممنن معلمنيمها مفالن *{{ ]الرحمن‪[26 :‬‬
‫أي‪ :‬الرض‪،‬هل والمعنى‪ :‬أن الكفار هما الذين يسإتعملون أواني الذهب والفضة في‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 77‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الدنيا؛ لنه ليس عندهما دين يمنعهما من ذلك‪،‬هل وليس المراد إباحتها لهما؛ لن الكفار‬
‫ل يجوز لهما التمتع بنعما ال وهما على كفرهما‪،‬هل فأنتما أيها المسإلمون منهيون عن‬
‫التشبه بهما‪،‬هل وسإتكون لكما في الخأرة مكافأة لكما على تركها في الدنيا‪،‬هل وعيمنععها‬
‫أولئك جزاء لهما على معصيتهما في الدنيا‪،‬هل وقد ورد في حديث البراء بن عازب‬
‫رضي ال عنه‪ :‬أمرنا رسإول ال صللى ال عليه وسإللما بسإبع ونهانا عن سإبع‪،‬هل‬
‫ومنها‪» :‬وعن الشرب في الفضة‪،‬هل فإنه من شرب فيها في الدنيا لما يشرب فيها في‬
‫الخأرة« ])‪،[(129‬هل وعن أبي هريرة رضي ال عنه أن رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما قال‪» :‬من شرب في انية الفضة والذهب في الدنيا لما يشرب فيهما في‬
‫الخأرة‪،‬هل وانية أهل الجنة الذهب والفضة« ])‪،[(130‬هل وهذه هي العلة من تحريما‬
‫اسإتعمال أواني الذهب والفضة على المسإلمين‪،‬هل وهي علة منصوص عليها‪،‬هل لكن‬
‫أضاف العلماء عللا أخأرى منها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أنها وسإيلة إلى الخأيلء والتكبر‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن فيها كسإ ار لقلوب الفقراء‪.‬‬

‫وهي علل فيها نظر‪،‬هل قال ابن القيما‪) :‬والصواب أن العلة ـ وال أعلما ـ ما‬
‫يكسإب اسإتعمالها القلب من الهيئة والحالة المنافية للعبودية منافاة ظاهرة‪،‬هل ولهذا‬
‫علل النبي صللى ال عليه وسإللما بأنها للكفار في الدنيا‪،‬هل إذ ليس لهما نصيب من‬
‫العبودية التي ينالون بها في الخأرة نعيمها‪،‬هل فل يصلح اسإتعمالها لعبيد ال في‬
‫الدنيا‪،‬هل إوانما يسإتعملها من خأرج عن عبوديته ورضي بالدنيا وعاجلها من الخأرة(])‬
‫‪.[(131‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على النهي عن الكل والشرب في أواني الذهب‬
‫والفضة‪،‬هل وهذا النهي للتحريما‪،‬هل والعلة في ذلك التشبه بالكفار‪،‬هل قال شيخ السإلما ابن‬
‫تيمية‪) :‬ولهذا كان العلماء يجعلون اتخأاذ الحرير وأواني الذهب والفضة تشبه ا‬
‫بالكفار(])‪.[(132‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 78‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهذا الحكما عاما في حق الرجال والنسإاء‪،‬هل سإواء أكان الناء ذهب ا خأالص ا أما‬
‫مخألوط ا بذهب‪،‬هل وسإواء أكان فضة خأالصة أما مخألوط ا بها‪،‬هل لما ورد من طريق‬
‫يحيى بن محمد الجاري‪ :‬حدثنا زكريا بن إبراهيما بن عبد ال بن مطيع‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل‬
‫عن ابن عمر رضي ال عنهما أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما قال‪» :‬من شرب‬
‫من إناء ذهب أو فضة أو إناء فيه شيء من ذلك فإنما يجرجر في بطنه نار‬
‫جهنما«])‪.[(133‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬اخأتلف العلماء هل تحريما أواني الذهب والفضة مخأتص‬


‫بالكل والشرب كما هو ظاهر الحديث‪،‬هل أو أنه عاما في جميع وجوه السإتعمال؟ا‬
‫فالجمهور من أهل العلما على تحريما جميع وجوه السإتعمال‪،‬هل قال القرطبي‪:‬‬
‫)الحديث دليل على تحريما اسإتعمال أواني الذهب والفضة في الكل والشرب‪،‬هل‬
‫ويلحق بهما ما في معناهما‪،‬هل مثل‪ :‬التطيب والتكحل‪،‬هل وما شابه ذلك‪،‬هل وبتحريما ذلك‬
‫قال جمهور العلماء سإلف ا وخألفاا‪،[(134)](..‬هل قالوا‪ :‬لعموما الحديث‪،‬هل وشمول المعنى‬
‫ق بين الرجال والنسإاء في التحلي لما يقصد منهن من‬
‫الذي حرما بسإببه‪،‬هل إوانما فعور م‬
‫غرض الزينة للزواج والتجمل لهما‪.‬‬

‫ص في الحديث ذكر الكل والشرب لن هذا هو الغلب‬ ‫قالوا‪ :‬وعخأ ي‬


‫ل‪،‬هل وما ععلو م‬
‫ق به الحكما لكونه أغلب فإنه ل يقتضي تخأصيصه به‪،‬هل إواذا عنهي‬ ‫اسإتعما ا‬
‫النسإان عن الكل والشرب ـ وهما أكثر حاجة ـ فما دونهما من وجوه السإتعمال من‬
‫باب أولى‪.‬‬

‫ويرى اخأرون])‪ [(135‬منهما‪ :‬الصنعاني])‪ [(136‬والشوكاني])‪[(137‬‬


‫والشيخ محمد بن عثيمين])‪ :[(138‬أن التحريما خأاص بالكل والشرب‪،‬هل وأما‬
‫اسإتعمال الواني في غير الكل والشرب كالتطيب والتكحل والوضوء والغسإل‬
‫ونحوها فهو جائز‪،‬هل وهؤلء أخأذوا بظاهر الحديث‪،‬هل وقالوا‪ :‬لن النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما نهى عن شيء مخأصوص‪،‬هل وهو الكل والشرب فيها‪،‬هل فدل على أن ما‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 79‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ص ذلك بالكل‬
‫عداهما جائز‪،‬هل ولو أراد عموما السإتعمال لنهى عنه‪،‬هل ولما يخأ ي‬
‫والشرب‪،‬هل قالوا‪ :‬لن الكل والشرب فيهما هو مظهر الفخأر والخأيلء في الغالب‪.‬‬

‫كما اسإتدلوا بما ورد عن عثمان بن عبد ال بن ممنودهب قال‪) :‬أرسإلني أهلي‬
‫إلى أما سإلمة بقدح من ماء‪،‬هل فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر النبي‬
‫ضمبعه‪،‬هل‬ ‫د‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وكان إذا أصاب النسإان عين أو شيء بعث إليها منخأ م‬
‫ت في الجلجل فرأيت شع ارلت عحنم ارا(])‪[(139‬؛ فهذا اسإتعمال لنية الفضة في‬ ‫فاطلع ع‬
‫غير الكل والشرب‪،‬هل وأما سإلمة هي راوية الحديث‪،‬هل كما سإيأتي إن شاء ال‪.‬‬

‫قال الشوكاني‪) :‬وقياس سإائر السإتعمالت على الكل والشرب قياس مع‬
‫الفارق‪،‬هل فإن علة النهي عن الكل والشرب‪،‬هل هي التشبه بأهل الجنة حيث يطاف‬
‫عليهما بانية من فضة‪،‬هل وذاك مناط معتبر للشارع‪،‬هل كما ثبت عنه )لما رأى رجلا‬
‫متخأتما بخأاتما من ذهب‪،‬هل فقال‪» :‬ما لي أرى عليك حلية أهل الجنة؟ا« أخأرجه‬
‫الثلثة من حديث بريدة‪.[(140)](..‬‬

‫وهذا القول‪،‬هل إوان كان فيه وجاهة‪،‬هل لكن الورع والحتياط اجتناب أواني الذهب‬
‫والفضة بجميع وجوه السإتعمال‪،‬هل سإواء أكان للكل أما للشرب أما لغيرهما من وجوه‬
‫السإتعمال‪،‬هل كالوضوء والغسإل والدهان والتطيب وغير ذلك‪،‬هل أخأذا بعموما المعنى‬
‫والعلة‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل ورجح هذا الشيخ عبد الرحمن السإعدي])‪،[(141‬هل كما رجحه‬
‫الشيخ العلمة الثري عبد العزيز بن باز‪،‬هل وقال‪) :‬إن هذا هو الصواب(‪.‬‬

‫وحديث أما سإلمة واقعة عين يطرقها الحتمال‪،‬هل فمن ذلك أنه يحتمل أن‬
‫الناء كان مموها بفضة ل أنه كله فضة‪،‬هل ومنها أنه إناء صغير جعل فيه شعرات‪،‬هل‬
‫ومثل ذلك ل يكون كبي ارا‪،‬هل ومنها أن الرواة اخأتلفوا في لفظه‪،‬هل هل هو بالقاف )من‬
‫صة( أو بالفاء )من فضة( إوان كان الحافظ قال‪ :‬إن الصحيح عند المحققين أنه‬ ‫قم ي‬
‫بالفاء])‪،[(142‬هل والمقصود أن أحاديث النهي أقوى من ذلك‪،‬هل فالخأذ بها أحوط وأب أر‬
‫للذمة‪،‬هل وال ولي التوفيق‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 80‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫تحريم الشرب في آنية الفضة‬

‫ت‪ :‬مقامل مرعسإوعل ال صللى ال عليه‬ ‫‪ 17/2‬ـ معنن أعلما مسإلمممةم رضي ال عنها‪،‬هل مقالم ن‬
‫طندده منامر مجهمينمما«‪ .‬عمتيفم ر‬
‫ق‬ ‫ضدة إينمما عيمجنردجعر دفي مب ن‬
‫ب دفي إمنادء انلدف ي‬ ‫يد‬
‫وسإللما‪» :‬الذي مينشمر ع‬
‫معلمنيده‪.‬‬

‫لعل الحافظ أورده مع أن الحكما مأخأوذ من الحديث الذي قبله‪،‬هل لما فيه من‬
‫الوعيد الشديد‪،‬هل والعذاب الغليظ‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهي أما المؤمنين أما سإلمة هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة‪،‬هل القرشية‬
‫المخأزومية رضي ال عنها مشهورة بكنيتها‪،‬هل معروفة باسإمها‪،‬هل أسإلمت قديماا‪،‬هل‬
‫وزوجها أبو سإلمة‪،‬هل وكان ابن عمة رسإول ال صللى ال عليه وسإللما وأخأاه من‬
‫الرضاعة‪،‬هل فمات عنها بعد غزوة أحد‪،‬هل وكانت تحبه‪،‬هل وهو ابن عمها‪،‬هل فقالت‪ :‬إنا ل‬
‫إوانا إليه راجعون‪،‬هل اللهما أعجنرني في مصيبتي‪،‬هل واخألف لي خأي ار منها‪ .‬وهي التي‬
‫روت هذا الحديث‪،‬هل كما أخأرجه مسإلما في صحيحه])‪ [(143‬تقول‪ :‬فلما مات أبو‬
‫ي المسإلمين خأير من أبي سإلمة؟ا أول بيت هاجر إلى رسإول ال صللى‬
‫سإلمة قلت‪ :‬أ ل‬
‫ال عليه وسإللما‪،‬هل ثما إني قلتها فأخألف ال لي رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬
‫فخأطبها صللى ال عليه وسإللما بعد انقضاء عدتها‪،‬هل وتزوجها في السإنة الرابعة من‬
‫الهجرة‪،‬هل توفيت في المدينة سإنة اثنتين وسإتين‪،‬هل وهي اخأر زوجات النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما موتاا‪،‬هل رضي ال عنهن جميعاا])‪.[(144‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه البخأاري في كتاب »الشربة« )‪ (5634‬باللفظ المذكور‬


‫من طريق عبد ال بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق‪،‬هل عن أما سإلمة‪،‬هل وهو يروى‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 81‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫عن خأالته])‪،[(145‬هل وأخأرجه مسإلما )‪ (2065‬ولفظه‪» :‬الذي يشرب في انية‬


‫الفضة‪ «..‬وأخأرجه ـ أيض ا ـ من طريق علي بن مسإهر‪،‬هل عن عبيد ال بن عبد ال‬
‫العمري‪،‬هل عن نافع‪،‬هل عن زيد بن عبد ال‪،‬هل عن عبد ال بن عبد الرحمن‪،‬هل ولفظه‪» :‬إن‬
‫الذي يأكل ويشرب في انية الفضة والذهب« ‪ .‬قال الماما مسإلما رحمه ال‪) :‬وليس‬
‫في حديث أحد منهما ذكر الكل والذهب إل في حديث ابن مسإهر(‪،‬هل وعلي بن‬
‫مسإهر تقدما توثيقه عن أحمد وابن معين والعجلي وغيرهما])‪،[(146‬هل فتكون هذه‬
‫الزيادة شاذة من جهة الرواية‪،‬هل إوان كانت صحيحة من جهة المعنى‪،‬هل وقد أخأرج‬
‫مسإلما حديث أما سإلمة من طريق عثمان بن مرة‪،‬هل حدثنا عبد ال بن عبد الرحمن‪،‬هل‬
‫عن خأالته أما سإلمة‪،‬هل قالت‪) :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬من شرب في‬
‫إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نا ار من جهنما« (])‪.[(147‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إنما يجرجر( يجرجر‪ :‬بضما الياء وفتح الجيما وسإكون الراء‪،‬هل ثما جيما‬
‫مكسإورة ثما راء‪،‬هل من الجرجرة وهي‪ :‬صوت وقوع الماء في الجوف‪،‬هل يقال‪ :‬جرجر‬
‫فلن الماء في حلقه‪،‬هل إذا جرعه جرعا متتابعا يسإمع له صوت‪.‬‬

‫قوله‪) :‬نار جهنما( يجوز نصبه ورفعه‪،‬هل أما النصب ـ وهو المشهور ـ فعلى‬
‫أنه مفعول )يجرجر( باعتبار أنه فعل متعد بمعنى‪ :‬يتجرع‪،‬هل ويؤيد ذلك رواية‬
‫عثمان بن مرة‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل بلفظ‪» :‬فإنما يجرجر في بطنه نا ار من جهنما« والمعنى‪:‬‬
‫أن من شرب بانية الفضة فكأنما يتجرع في بطنه نار جهنما‪،‬هل كقوله تعالى‪}} :‬إدين‬
‫صلمنومن مسإدعي اار‬ ‫اليدذيمن مينأعكعلومن أمنمموامل انلميمتاممى ظعنلاما إدينمما مينأعكعلومن دفي عب ع‬
‫طونددهنما منا اار مومسإمي ن‬
‫*{{ ]النسإاء‪. [10 :‬‬

‫وأما الرفع‪،‬هل فعلى أنه فاعل )يجرجر( باعتبار أنه فعل لزما‪،‬هل والمعنى‪ :‬أن‬
‫النار تصوت في بطنه‪،‬هل من قولهما‪ :‬جرجرت النار‪،‬هل إذا صوتت‪،‬هل أي‪ :‬صار لها‬
‫صوت‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 82‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬جهنما( أي‪ :‬النار العظيمة‪،‬هل البعيدة القعر ـ أعاذنا ال منها ـ وهي اسإما‬
‫أعجمي ل ينصرف للعلمية والعجمة‪.‬‬

‫سإميت بذلك إما لبعد قعرها‪،‬هل من قولهما‪ :‬بئر جهناما‪،‬هل إذا كانت عميقة القعر‪،‬هل‬
‫وقيل‪ :‬مشتقة من الجهومة وهي الغلظة‪،‬هل سإميت بذلك لغلظ أمرها في العذاب‪،‬هل‬
‫فتكون ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على تحريما الشرب في انية الفضة وأن ذلك من‬
‫كبائر الذنوب‪،‬هل لقوله‪» :‬إنما يجرجر في بطنه نار جهنما« ‪،‬هل وقد دل الحديث بمفهوما‬
‫المنوملى على تحريما الشرب في الذهب؛ لنه أعظما من الفضة؛ لكونه أضيق‬
‫اسإتعمالا منها‪،‬هل فإنه يجوز منها ما ل يجوز من الذهب؛ كالخأاتما للرجل يجوز من‬
‫الفضة ول يجوز من الذهب‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على أن الجزاء من جنس العمل‪،‬هل وأن من‬
‫شرب في انية الفضة وجرجر الماء في جوفه فإنه سإيجرجر يوما القيامة نار جهنما‬
‫في بطنه‪،‬هل إل أن يتوب فيتوب ال عليه‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 83‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫طهارة جلد الميتة إذا دبغ‬

‫س رضي ال عنهما مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬


‫ل صللى ال‬ ‫‪ 18/3‬ـ معن ابدن معيبا ل‬
‫مع‬
‫طهعمر«‪ .‬أمنخأمرمجهع عمنسإلدرما‪.‬‬
‫ب فمقمند م‬
‫عليه وسإللما‪» :‬إمذا عدبمغ المها ع‬
‫مودعننمد النرمبمعدة‪» :‬أليمما إمهالب عدبمغ«‪.‬‬

‫ل صللى‬ ‫ق رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬ ‫‪ 19/4‬ـ ومعنن مسإلمممةم بدن انلعممحوب د‬
‫مع‬
‫صيحمحهع انبعن دحيبامن‪.‬‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ال عليه وسإللما‪» :‬دمباغع عجعلودد انلممنيتمة طععهوعرمها«‪ .‬م‬
‫ل صللى ال عليه‬ ‫ت‪ :‬مير رسإوعل ا د‬
‫‪ 20/5‬ـ ومعنن ممنيعمومنةم رضي ال عنها‪،‬هل مقالم ن م م ع‬
‫وسإللما بمشالة ميعجلرومنمها‪،‬هل فممقامل‪» :‬لمنو أممخأنذتعنما إمهامبمها؟ا« فممقالعوا‪ :‬إينمها ممنيتمرة‪،‬هل فممقامل‪» :‬عي م‬
‫طهوعرمها‬
‫ظ«‪ .‬أمنخأمرمجهع أعبو مداعومد‪،‬هل موالينمسإائدلي‪.‬‬ ‫انلمماعء موانلقممر ع‬
‫الكلما عليها من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪.‬‬

‫الول‪ :‬سإلمة بن المحوبق الهذلي‪،‬هل بكسإر الباء المشددة وفتحها‪،‬هل كما ذكر‬
‫النووي])‪،[(148‬هل قيل‪ :‬اسإما المحوبق‪،‬هل صخأر‪،‬هل وقيل‪ :‬ربيعة‪ ..‬يكنى أبا سإنان‪،‬هل روى‬
‫عنه ابنه سإنان‪،‬هل ومجنوعن بن قتادة‪،‬هل والحسإن البصري‪،‬هل روى اثني عشر حديثاا])‬
‫‪.[(149‬‬

‫الثاني‪ :‬ميمونة رضي ال عنها‪ .‬وقد سإبق التعريف بها في شرح الحديث‬
‫»الثامن«‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجها‪:‬‬

‫حديث ابن عباس رضي ال عنهما أخأرجه مسإلما في كتاب »الحيض« باب‬
‫»طهارة جلود الميتة بالدباغ« )‪ (366‬بهذا اللفظ‪،‬هل من طريق زيد بن أسإلما‪،‬هل عن‬
‫عبد الرحمن بن مونعلة‪،‬هل عن ابن عباس رضي ال عنهما‪،‬هل وبلفظه أخأرجه أبو داود )‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 84‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ (4123‬بالسإند المذكور‪،‬هل وأخأرجه الترمذي )‪،(1728‬هل والنسإائي )‪،(7/173‬هل وابن‬


‫ماجه )‪ (3609‬عن ابن عباس رضي ال عنهما بالسإند المذكور‪،‬هل ولفظه‪» :‬أيما‬
‫إهاب دبغ فقد طهر« ‪،‬هل وقال الترمذي‪) :‬حديث حسإن صحيح(‪.‬‬

‫وبهذا يتبين أن الحافظ قد وهما في قوله‪) :‬وعند الربعة( لن لفظ أبي داود‬
‫كلفظ مسإلما‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫وأما حديث سإلمة بن المحوبق فقد أخأرجه ابن حبان )‪ (4522‬من رواية‬
‫جون بن قتادة‪،‬هل عن سإلمة‪ ..‬ولفظه‪) :‬أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما أتى في‬
‫غزوة تبوك على بيت في فنائه قربةر معلقرة‪،‬هل فاسإتسإقى‪،‬هل فقيل له‪ :‬إنها ميتة ـ أي‪:‬‬
‫جلد ميتة ـ فقال‪» :‬ذكاة الديما دباغه« ‪،‬هل وجون بن قتادة ذكره ابن حبان في‬
‫»الثقات«])‪،[(150‬هل وباقي رجال السإناد ثقات رجال الشيخأين‪،‬هل غير أن صحابيه‬
‫وهو سإلمة لما يرو له الشيخأان ول أحدهما‪.‬‬

‫وأخأرجه أحمد بهذا السإناد )‪ (25/250‬ولفظه‪» :‬دباغها طهورها أو‬


‫ذكاتها« ‪،‬هل وهو قريب من لفظ الحافظ في »البلوغ«‪ ..‬بخألف لفظ ابن حبان فهو‬
‫مخأتلف عنه‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل وأخأرجه أبو داود )‪،(4125‬هل والنسإائي )‪ 7/173‬ـ ‪،(174‬هل‬
‫ولفظ الكتاب هو لفظ حديث عائشة أخأرجه ابن حبان برقما )‪،(1290‬هل وأخأرجه أحمد‬
‫)‪،(42/119‬هل والنسإائي )‪ (7/174‬وغيرهما‪.‬‬

‫وقد نقل الحافظ تصحيح الحديث عن ابن حبان‪،‬هل وهو صحيح لغيره؛ لن‬
‫جون بن قتادة مجهول‪،‬هل لما يوثقه إل ابن حبان‪،‬هل ونقل الذهبي عن الماما أحمد قوله‪:‬‬
‫)ل يعرف(])‪،[(151‬هل ونقل المزي عن علي بن المديني‪ :‬أنه معروف‪،‬هل وقال في‬
‫موضع اخأر‪) :‬الذين روى عنهما الحسإن من المجهولين‪ ..:‬فذكرهما‪،‬هل وذكر منهما‬
‫جون بن قتادة(])‪،[(152‬هل وقال الحافظ في »التقريب«‪) :‬لما تصح صحبته‪،‬هل وهو‬
‫مقبول( أي‪ :‬إذا توبع إوال فللين الحديث‪،‬هل كما نص الحافظ على ذلك في المقدمة‪،‬هل‬
‫وروى الترمذي حديثه في »العلل«‪،‬هل وقال‪) :‬ل أعرف لجون بن قتادة غير هذا‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 85‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الحديث‪،‬هل ول أدري من هو؟ا(])‪،[(153‬هل ولكن الحديث صحيح بشواهده‪،‬هل ومنها‬


‫حديث ابن عباس وميمونة رضي ال عنهما وغيرهما‪.‬‬

‫وأما حديث ميمونة فأخأرجه أبو داود )‪،(4126‬هل والنسإائي )‪ 7/174‬ـ ‪(175‬‬
‫من طريق عبد ال بن مالك بن حذافة‪،‬هل عن أمه العالية بنت سإبيع أنها قالت‪ :‬كان‬
‫ت على ميمونة زوج النبي صللى ال عليه‬ ‫لي غنما بعأحد‪،‬هل فوقع فيها الموت‪،‬هل فدخأل ع‬
‫وسإللما فذكرت ذلك لها‪،‬هل فقالت لي ميمونة‪ :‬لو أخأذدت جلودها فانتفعدت بها‪،‬هل فقلت‪:‬‬
‫أو ميدحلل ذلك؟ا قالت‪ :‬نعما‪،‬هل ممير رسإول ال صللى ال عليه وسإللما على رجال من قريش‬
‫يجرون شاة لهـما مثل الحمار‪،‬هل فقال لهما رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬لو أخأذتما‬
‫إهابها« ؟ا قالوا‪ :‬إنها ميتة‪،‬هل فقال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬يطهرها الماء‬
‫والقرظ«‪.‬‬

‫وعبد ال بن مالك بن حذافة لما يوثقه غير ابن حبان‪،‬هل وأمه العالية قال‬
‫العجلي عنها‪) :‬مدنية‪،‬هل تابعية‪،‬هل ثقة(])‪،[(154‬هل وقال الذهبي‪) :‬روت عن ميمونة‪،‬هل‬
‫تفرد عنها ولدها عبد ال بن مالك‪،‬هل لكن وثقها العجلي(])‪.[(155‬‬

‫والحديث سإكت عنه الحافظ‪،‬هل لكن له شواهد تؤيده‪،‬هل وقد صححه اللباني])‬
‫‪،[(156‬هل ومن شواهده ما ورد عن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسإول ال صللى‬
‫ال عليه وسإللما مير بشاة ميتة‪،‬هل فقال‪» :‬هل اسإتمتعتما بإهابها؟ا« قالوا‪ :‬إنها ميتة‪،‬هل‬
‫قال‪» :‬إنما محعرمما أكلها« ])‪.[(157‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظها‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إذا دبغ( الودباغة‪ :‬مصدر مدمبمغ الجلد يدبغه دبغ ا ودباغة‪،‬هل ومعناه‪:‬‬
‫إزالة النتن والرطوبة من الجلد بمواد خأاصة‪،‬هل والودباغع والودبعغ‪ :‬ما يدبغ به‪،‬هل يقال‪:‬‬
‫الجلد في الودباغ‪،‬هل والدباغة‪ :‬بالكسإر اسإما للصنعة‪،‬هل وقد يجعل مصد ارا‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬الهاب( بكسإر الهمزة‪،‬هل وجمعه‪ :‬أععهب بضمتين‪،‬هل مثل كتاب وعكعتب‪،‬هل‬
‫ويجوز فتحهما‪،‬هل هو الجلد قبل أن يدبغ‪،‬هل وعليه يدل الحديث‪،‬هل قال أبو داود‪) :‬فإذا‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 86‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫دبغ ل يقال له‪ :‬إهاب‪،‬هل إنما يسإمى مشين ا ودقنربة‪ (..‬ثما حكى ذلك عن النضر بن‬
‫شميل])‪،[(158‬هل وقال الزهري‪) :‬كل جلد عند العرب إهاب(])‪.[(159‬‬

‫ب‬
‫وقد ورد في صحيح البخأاري حديث عمر رضي ال عنه وفيه‪) :‬فإذا أععه ر‬
‫معلقة‪،[(160)](..‬هل و)أل( في الهاب لسإتغراق الجنس‪،‬هل بدليل الرواية التالية‪:‬‬
‫»أيما إهاب دبغ فقد طهر«‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فقد طهر( بضما الهاء وفتحها‪،‬هل من بابي قتل وقمعرب‪،‬هل وقد رجح‬
‫النووي])‪ [(161‬الفتح‪،‬هل والطهر‪ :‬هو النقاء من الدنس والنمجس‪.‬‬

‫قوله‪) :‬طهورها( بضما الطاء وفتحها‪،‬هل فالضما على معنى‪ :‬تطهيرها‪،‬هل والفتح‬
‫على معنى‪ :‬أداة تطهيرها‪،‬هل مثل‪ :‬الوضوء‪،‬هل وال ي‬
‫طهور‪ :‬وهو ما يعد للتطهير‪.‬‬ ‫م‬
‫قوله‪) :‬لو أخأذتما إهابها( )لو( إما أنها للتمني بمعنى‪) :‬ليت( وفيه معنى‬
‫العرض‪،‬هل أو شرطية حذف جوابها أي‪ :‬لكان حسإناا‪،‬هل قاله السإندي])‪.[(162‬‬

‫قوله‪) :‬يطهرها( ظاهره أنه يعود على الميتة‪،‬هل إوال لقال‪ :‬يطهره‪،‬هل أي‪ :‬الجلد‪،‬هل‬
‫فإما أنه على حذف مضاف‪،‬هل أي‪ :‬يطهر جلد الميتة‪،‬هل أو أن المراد الجنس‪،‬هل أي‬
‫يطهر الععهب‪.‬‬

‫قوله‪) :‬القرظ( بفتحتين‪،‬هل حب معروف‪،‬هل يخأرج في عغعلف كالعدس‪،‬هل من شجر‬


‫ضاه‪،‬هل يسإتعمل في الدبغ‪،‬هل ويقوما مقامه الرطى وشبهه؛ لن النص على القرظ ل‬ ‫د‬
‫الع م‬
‫يدل على عدما إجزاء ما سإواه‪،‬هل إوانما هو لمجرد التمثيل‪،‬هل أو لنه كان هو المشهور‬
‫والمعروف في ذلك الوقت‪،‬هل وفي زماننا هذا يكون دباغ الجلود في المصانع الكبيرة‪،‬هل‬
‫وبواسإطة المسإتحضرات الكيماوية‪،‬هل وذلك جائز؛ لن المقصود نزع الفضول‬
‫وتنشيف الجلد من الرطوبات‪،‬هل فبأي شيء حصل كان مجزئاا‪.‬‬

‫ي إهاب‬
‫الوجه الرابع‪ :‬حديث ابن عباس رضي ال عنهما دليل على أن أ ي‬
‫دبغ فقد طهر‪،‬هل لما تقدما من العموما في قوله‪» :‬إذا دبغ الهاب« وفي قوله‪» :‬أيما‬
‫إهاب« و)أل( و)أي( من صيغ العموما‪،‬هل سإواء أكان من حيوان طاهر في حال‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 87‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حياة‪،‬هل كالبل والبقر والغنما‪،‬هل أما من حيوان غير طاهر‪،‬هل كالكلب والخأنزير‪،‬هل وهذا قول‬
‫داود وأهل الظاهر‪،‬هل ورجحه الشوكاني‪،‬هل وقال‪) :‬لن الحاديث الواردة في هذا الباب‬
‫لما عيفميرنق فيها بين الكلب والخأنزير وما عداهما(‪،‬هل وقال أيضاا‪) :‬فالحق أن الدباغ‬
‫مطهر‪،‬هل ولما يعارض أحاديثه معارض‪،‬هل من غير فرق بين ما يؤكل لحمه وما ل‬
‫يؤكل‪،‬هل وهو مذهب الجمهور(‪،‬هل وقال‪) :‬إنه تقرر في الصول أن العاما ل عيقصر‬
‫على سإببه‪،‬هل فل يصح تمسإكهما بكون السإبب شاة ميمونة(])‪.[(163‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬اسإتدل بحديث سإلمة وميمونة رضي ال عنهما من قال‪:‬‬


‫إن الدباغ يطهر جلد الميتة التي تعدحللها الذكاة‪،‬هل وهي كل حيوان مأكول اللحما‪،‬هل‬
‫لقوله‪» :‬دباغ جلود الميتة ذكاتها« ‪،‬هل وفي لفظ‪» :‬دباغ الديما ذكاته« ‪،‬هل وفي لفظ‪:‬‬
‫»فإن ذكاتها دباغها« فشبه الدبغ بالذكاة‪،‬هل والذكاة ل تؤثر إل في مأكول اللحما‪،‬هل‬
‫فكذا الدباغ؛ لن المشبه يأخأذ حكما المشبه به‪،‬هل وهذا قول في مذهب الحنابلة‪،‬هل‬
‫رجحه شيخ السإلما ابن تيمية])‪،[(164‬هل وصححه الشيخ عبد الرحمن السإعدي])‬
‫‪،[(165‬هل والشيخ عبد العزيز بن باز‪،‬هل وذكر النووي‪ :‬أنه مذهب الوزاعي وابن‬
‫المبارك وأبي ثور إواسإحاق بن راهويه])‪.[(166‬‬

‫أما ما ل تعدحلله الذكاة فل يطهر بالدباغ إوان كان طاه ار في حال الحياة‪،‬هل‬
‫كالهرة فل يطهر جلدها بالدبغ؛ لن الذكاة ل تحلها‪،‬هل إوانما جعلت طاهرة في حال‬
‫الحياة لمشقة التحرز منها ـ كما تقدما في الطهارة ـ وهذه العلة تنتفي بالموت‪،‬هل فتعود‬
‫إلى أصلها‪،‬هل وهو النجاسإة‪،‬هل فل يطهر الدباغ جلدها‪.‬‬

‫والقول بأن الحاديث عامة‪،‬هل وأنه يدخأل في ذلك جميع أنواع الجلود قول‬
‫قوي‪،‬هل لكن أظهر القوال وأقربها للصواب أن ذلك فيما يؤكل لحمه‪،‬هل وأن الورع‬
‫يقتضي ترك ما سإوى ذلك‪،‬هل عملا بقول النبي صللى ال عليه وسإللما‪» :‬من اتقى‬
‫الشبهات فقد اسإتب أر لدينه وعرضه« ])‪،[(167‬هل وقوله عليه الصلة والسإلما‪» :‬دع‬
‫ما يريبك إلى ما ل يريبك« ])‪.[(168‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 88‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫واعتبار الدباغ طهو ار لجلد الميتة من رحمة ال تعالى بعباده‪،‬هل لينتفع به من‬
‫يحتاج إليه من الفقراء وغيرهما‪،‬هل فقد تعرض الحاجة للسإتفادة من جلد الميتة‪،‬هل‬
‫فاسإتثناه الشرع من عموما تحريمها المنصوص عليه في القران‪.‬‬

‫ونأخأذ من هذا أن الحوط عدما لبس الف ار المصنوعة من جلود السإباع‪،‬هل وهي‬
‫موجودة في السإواق بكثرة في هذا العصر‪،‬هل إوان كانت طاهرة على قول من يرى‬
‫العموما‪،‬هل ويؤيد عدما لبسإها حديث المقداما بن معديكرب أن رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما )نهى عن لبوس جلود السإباع والركوب عليها(])‪.[(169‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬هذه الحاديث الدالة على أن الدباغ يطهر جلد الميتة‬
‫أصح من حديث عبد ال بن ععكيما قال‪) :‬أتانا كتاب رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما‪ :‬أن ل تنتفعوا من الميتة بإهاب ول عصب(])‪،[(170‬هل وهو دليل القائلين بأن‬
‫الدباغ ل يطهر جلد الميتة‪،‬هل وهو المذهب عند الحنابلة])‪،[(171‬هل وهذا الحديث‬
‫أعله العلماء بالضطراب في سإنده‪،‬هل فإن ابن أبي ليلى راويه عن عبد ال بن عكيما‬
‫تارة يحدث عنه‪،‬هل وتارة يحدث عن أشياخ من جهينة‪،‬هل وأعلوه بالضطراب في متنه‬
‫فمعروي قبل موته صللى ال عليه وسإللما بثلثة أياما‪،‬هل وروي بشهر‪،‬هل وروي بشهرين‪،‬هل‬
‫وروي بأربعين يوماا‪،‬هل كما عأعيل بالخأتلف في صحبة عبد ال بن عكيما‪،‬هل فقد قال‬
‫البخأاري‪) :‬أدرك زمان النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل ول يعرف له سإماع صحيح(])‬
‫‪،[(172‬هل وما كان هذا شأنه ل يقف في مقابلة الحاديث الصحيحة‪،‬هل وهي تدل‬
‫على ضعفه‪،‬هل فإنها أظهر وأصح وأنفع للمة‪،‬هل وأقرب إلى أصول الشريعة‬
‫وقواعدها‪،‬هل فتكون أولى‪،‬هل على أن من أهل العلما من أجاب عن هذه العلل بما ل‬
‫يتسإع له المقاما‪،‬هل فإن صح الحديث عجمع بينه وبين حديث ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما وغيره بأن الهاب اسإما لما لما يدبغ ـ كما تقدما ـ‪،‬هل فيكون نهي ا عن اسإتعمال‬
‫جلد الميتة قبل دباغته‪،‬هل وقميوى ذلك الحافظ ابن حجر])‪،[(173‬هل وقال الحازمي‪:‬‬
‫)ويحمل حديث ابن عكيما على منع النتفاع به قبل الدباغ‪،‬هل وحينئذ يسإمى‪:‬‬
‫»إهاباا«‪،‬هل وبعد الدباغ يسإمى جلدا ول يسإمى إهاباا‪،‬هل وهذا معروف عند أهل اللغة‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 89‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ليكون جمع ا بين الحكمين‪،‬هل وهذا هو الطريق في نفي التضاد عن الخأبار(])‬


‫‪.[(174‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬في حديث ميمونة رضي ال عنها وما قبله دليل على جواز‬
‫اسإتعمال الجلد بعد الدبغ في اليابسإات كالقمح والشعير‪،‬هل والمائعات كالماء واللبن‬
‫والسإمن والعسإل ونحو ذلك‪،‬هل لقوله‪» :‬يطهره الماء والقرظ« ‪،‬هل إواذا طهر صار حكمه‬
‫حكما غيره من العيان الطاهرة‪،‬هل وتقدما في حديث سإلمة بن المحوبق )فإذا قربة‬
‫معلقة(‪،‬هل مما يدل على أنه اسإتعمل في الماء‪،‬هل ولما ينكر ذلك النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما بل أقرهما عليه‪.‬‬

‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما عن سإودة زوج النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫قالت‪) :‬ماتت لنا شاة فدبغنا ممنسإكها ثما ما زلنا ننبذ فيه حتى صارت شناا(])‪،[(175‬هل‬
‫وقوله‪) :‬ممنسإكها( بفتح الميما وسإكون المهملة‪ :‬هو الجلد‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 90‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم آنية أهل الكتاب‬

‫‪ 21/6‬ـ عن مأبي ثمعلمبةم انلعخأمشندوي رضي ال عنه مقامل‪ :‬عقنلت‪ :‬يا رسإومل ا د‬
‫ل‪،‬هل إينا‬ ‫ع م مع‬ ‫نم‬ ‫من‬
‫ض قمنولما أمنهدل دكمتالب‪،‬هل أمفممننأعكعل دفي اندميتدهنما؟ا مقامل‪» :‬لم تمنأعكلعوا دفيمها‪،‬هل إلي أمنن ل تمدجعدوا‬
‫بدأمنر د‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬ ‫مغنيمرمها‪،‬هل مفانغدسإعلومها‪،‬هل موعكلعوا دفيها«‪ .‬عمتيفم ر‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو ثعلبة الخأشني‪،‬هل صحابي مشهور بكنيته‪،‬هل والعخأمشني‪ :‬بضما الخأاء‬
‫المعجمة فشين معجمة مفتوحة فنون‪،‬هل نسإبة إلى عخأشين بن اليندمر من عقضاعة‪،‬هل‬
‫حذفت ياؤه عند النسإب‪،‬هل اخأتلف في اسإمه واسإما أبيه اخأتلف ا كثي ارا])‪،[(176‬هل وذكر‬
‫الحافظ أن الكثر على أن اسإمه جرثوما])‪،[(177‬هل بايع أبو ثعلبة النبي صللى ال‬
‫ضمرب له بسإهمه في خأيبر‪،‬هل وأرسإله إلى قومه فأسإلموا‪،‬هل‬
‫عليه وسإللما بيعة الرضوان‪،‬هل و م‬
‫وهو من أهل البادية يعتمد الصيد‪،‬هل وله أسإئلة مع النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل منها‬
‫هذا السإؤال عن انية أهل الكتاب‪،‬هل وبعده سإؤال عن الصيد‪،‬هل نزل الشاما‪،‬هل ومات بها‬
‫سإنة خأمس وسإبعين‪،‬هل وهو سإاجد‪،‬هل رضي ال عنه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫أخأرجه البخأاري في »كتاب الصيد« في ثلثة مواضع منه‪،‬هل من طريق أبي‬


‫إدريس الخأولني‪،‬هل عنه )‪،(5478‬هل )‪،(5488‬هل )‪،(4596‬هل وأخأرجه مسإلما في‬
‫»أحاديث الصيد« )‪.(1930‬‬

‫والحديث روي عن أبي ثعلبة بعدة ألفاظ‪،‬هل من عدة طرق‪،‬هل في المسإند‬


‫والصحيحين والسإنن‪،‬هل وقد اقتصر الحافظ على موضوع سإؤاله عن النية‪،‬هل دون‬
‫سإؤاله عن الصيد بقوسإه وبكلبه المعلما‪،‬هل واللفظ المذكور في الكتاب لما أجده في‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 91‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الصحيحين بلفظه هكذا‪،‬هل وأقرب اللفاظ إليه ما في البخأاري في كتاب »الصيد«‪،‬هل‬


‫باب »صيد القوس« )‪.(5478‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إنا بأرض قوما أهل كتاب( أي‪ :‬أنا وقبيلتي عخأشين‪،‬هل والمراد بالرض‪:‬‬
‫الشاما‪،‬هل وأهل الكتاب‪ :‬اليهود والنصارى‪،‬هل والظاهر أن المراد بهما ـ هنا النصارى ـ‪،‬هل‬
‫صروا‪،‬هل منهما‪ :‬ال غسإان‪،‬هل‬
‫وقد كان جماعة من قبائل العرب قد سإكنوا الشاما وتن ل‬
‫وتنوخ‪،‬هل ومبنهز‪،‬هل وبطون من قضاعة‪،‬هل منهما بنو خأشين ال أبي ثعلبة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فاغسإلوها( ظاهر المر الوجوب‪،‬هل والمر بغسإلها قبل اسإتعمالها‬


‫لظن نجاسإتها‪،‬هل لعدما ابتعادهما عن النجاسإات من خأمر ولحما خأنزير ونحوهما‪،‬هل‬
‫وسإيأتي بيان ذلك‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وكلوا منها( هذا أمر إباحة؛ لنه جاء بعد السإتفهاما في قوله‪:‬‬
‫)أفنأكل في انيتهما؟ا( وبعد النهي في قوله‪» :‬ل تأكلوا فيها« ‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على حرص الصحابة رضي ال عنهما على‬
‫السإؤال عما يعنيهما‪،‬هل وما يشكل عليهما‪،‬هل وهذا هو الواجب على كل مسإلما‪،‬هل فيسإأل عن‬
‫أمر دينه وعما يجهل‪،‬هل ليعبد ال على بصيرة‪،‬هل قال تعالى‪}} :‬مفانسإأملعوا أمنهمل الوذنكدر إدنن‬
‫عكننتعنما لم تمنعلمعمومن{{ ]النبياء‪. [7 :‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على اجتناب الكل في أواني أهل الكتاب من‬
‫اليهود والنصارى؛ لنهما ل يتورعون عن النجاسإات‪،‬هل وربما وضعوا فيها الخأمر‪،‬هل‬
‫وطبخأوا فيها الميتة والخأنزير‪.‬‬

‫وهنا تعارض الصل‪،‬هل وهو )الصل في الشياء الطهارة( مع غلبة الظن؛‬


‫وهو هنا )عدما توقيهما النجاسإة(‪،‬هل فرجحت غلبة الظن حيث قويت‪،‬هل ويؤيد ذلك لفظ‬
‫أبي داود‪) :‬إنا نجاور أهل الكتاب‪،‬هل وهما يطبخأون في قدورهما الخأنزير‪،‬هل ويشربون في‬
‫انيتهما الخأمر‪.[(178)](..‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 92‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الحديث دليل على جواز اسإتعمال انية أهل الكتاب‬
‫بالشرطين المذكورين في الحديث‪،‬هل وهما‪ :‬أل يوجد غيرها‪،‬هل وأن تغسإل‪.‬‬

‫أما الشرط الول‪ :‬فالمقصود به التورع والحتياط‪،‬هل فل تسإتعمل أوانيهما ولو‬


‫بعد غسإلها إل إذا لما يوجد غيرها‪.‬‬

‫وأما الشرط الثاني‪ :‬فالمراد به حصول اليقين من طهارتها‪،‬هل والمر بغسإلها‬


‫ليس للوجوب إوانما هو للسإتحباب‪،‬هل بدليل أن طعاما أهل الكتاب حل لنا‪،‬هل كما قال‬
‫ب دحرل لمعكنما{{ ]المائدة‪، [5 :‬هل وطعامهما يكون في‬ ‫د‬ ‫تعالى‪}} :‬و م يد‬
‫طمعاعما الذيمن عأوتعوا انلكمتا م‬ ‫م‬
‫أوانيهما‪،‬هل فدل ذلك على أنه ل يجب غسإلها‪،‬هل ويكون ذلك هو الصارف للمر في‬
‫الحديث عن الوجوب إلى السإتحباب‪،‬هل جمع ا بين الدلة‪،‬هل إل أن يوجد ما يوجب‬
‫غسإلها‪،‬هل كوجود خأمر فيها‪،‬هل أو وجود ميتة مما ذبحوه بالخأنق أو بالوقيذ‪،‬هل فتغسإل‬
‫لذلك‪،‬هل وعليه يدل لفظ أبي داود المتقدما‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 93‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫جواز استعمال آنية المشركين‬

‫صنيلن رضي ال عنهما أمين الينبديي صللى ال عليه‬ ‫د‬


‫‪ 22/7‬ـ معدن عنم مارمن نبدن عح م‬
‫ق معلمنيده‪،‬هل في محدديلث م‬
‫طدويلل‪.‬‬ ‫ضأعوا دمنن مم مازمددة انم مأمرلة عمنشدرمكلة‪ .‬عمتيفم ر‬
‫صمحامبهع تممو ي‬
‫وسإللما موأ ن‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫هو عمران بن حصين بن عبيد الخأزاعي رضي ال عنه‪،‬هل أسإلما عاما خأيبر‪،‬هل‬
‫وكان صاحب راية خأزاعة عاما الفتح‪،‬هل قال ابن عبد البر‪ :‬كان من فضلء الصحابة‬
‫وفقهائهما‪،‬هل بعثه عمر بن الخأطاب رضي ال عنه إلى البصرة ليفقه أهلها‪،‬هل ومات‬
‫فيها سإنة اثنتين وخأمسإين])‪.[(179‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫الظاهر أن الحافظ يقصد بهذا الحديث ما أخأرجه البخأاري في كتاب‬


‫»التيمما« باب »الصعيد الطيب وضوء المسإلما« )‪ (344‬من طريق عوف‬
‫العرابي‪،‬هل عن أبي رجاء العطاردي‪،‬هل عن عمران‪،‬هل وما أخأرجه مسإلما في »قضاء‬
‫الصلة الفائتة« )‪ (682‬من طريق سإلما بن زرير العطاردي قال‪ :‬سإمعت أبا رجاء‬
‫العطاردي‪،‬هل عن عمران‪،...‬هل وهو كما قال الحافظ‪) :‬حديث طويل(‪،‬هل لكن ليس فيه‬
‫أن النبي صللى ال عليه وسإللما توضأ من مزادة مشركة‪،‬هل وأنا أذكر الحديث بتمامه‬
‫لفائدته‪،‬هل قال عمران‪) :‬كنا في سإفر مع النبي صللى ال عليه وسإللما إوانا أسإرينا‪،‬هل حتى‬
‫إذا كنا في اخأر الليل وقعنا وقعة‪،‬هل ل وقعةم أحلى عند المسإافر منها‪،‬هل فما أيقظنا إل‬
‫حلر الشمس‪،‬هل وكان أول من اسإتيقظ فلرن ثما فلن ثما فلن ـ يسإميهما أبو رجاء‪،‬هل‬
‫فنسإي عوف ـ ثما عمر بن الخأطاب الرابع‪،‬هل وكان النبي صللى ال عليه وسإللما إذا ناما‬
‫لما عيوقظ حتى يكون هو يسإتيقظ؛ لنا ل ندري ما يحدث له في نومه‪،‬هل فلما اسإتيقظ‬
‫عمر ورأى ما أصاب الناس ـ وكان رجلا جليدا ـ فكيبر ورفع صوته بالتكبير‪،‬هل فما‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 94‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى اسإتيقظ بصوته النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل‬
‫فلما اسإتيقظ شكوا إليه الذي أصابهما‪،‬هل قال‪» :‬ل ضير ـ أو ل يضر ـ ارتحلوا« ‪،‬هل‬
‫فارتحل فسإار غير بعيد‪،‬هل ثما نزل‪،‬هل فدعا بالوضوء فتوضأ‪،‬هل ونودي بالصلة‪،‬هل فصلى‬
‫بالناس‪،‬هل فلما انفتل من صلته إذ هو برجل معتزل لما يصول مع القوما‪،‬هل قال‪» :‬ما‬
‫منعك يا فلن أن تصلي مع القوما؟ا« قال‪ :‬أصابتني جنابة ول ماء‪،‬هل قال‪» :‬عليك‬
‫بالصعيد‪،‬هل فإنه يكفيك« ‪،‬هل ثما سإار النبي صللى ال عليه وسإللما فاشتكى إليه الناس‬
‫من العطش‪،‬هل فنزل‪،‬هل فدعا فلن ا ـ كان يسإميه أبو رجاء‪،‬هل نسإيه عوف ـ ودعا علياا‪،‬هل‬
‫فقال‪ :‬اذهبا فابتغيا الماء‪،‬هل فانطلقا فتلقيا امرأة بين ممزادتين ـ أو سإطيحتين ـ من ماء‬
‫على بعير لها‪،‬هل فقال لها‪ :‬أين الماء؟ا قالت‪ :‬عهدي بالماء أم د‬
‫س هذه السإاعة‪،‬هل ومنفمنرنا‬
‫خألوفاا‪،‬هل قال لها‪ :‬انطلقي إذاا‪،‬هل قالت‪ :‬إلى أين؟ا قال‪ :‬إلى رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما‪،‬هل قالت‪ :‬الذي يقال له‪ :‬الصابئِّ‪،‬هل قال‪ :‬هو الذي تعنين‪،‬هل فانطلقي‪،‬هل فجاءا بها‬
‫إلى النبي صللى ال عليه وسإللما وحدثاه الحديث‪،‬هل قال‪» :‬فاسإتندزلوها عن بعيرها« ‪،‬هل‬
‫ودعا النبي صللى ال عليه وسإللما بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين ـ أو السإطيحتين ـ‬
‫وأوكأ أفواههما‪،‬هل وأطلق المعمزالى])‪،[(180‬هل ونودي في الناس‪ :‬اسإقوا واسإتقوا‪،‬هل فسإقى‬
‫من شاء‪،‬هل واسإتقى من شاء‪،‬هل وكان اخأر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء‬
‫من ماء‪،‬هل قال‪» :‬اذهب فأفرغه عليك« ‪،‬هل وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها‪،‬هل وايما‬
‫ال لقد أعنقلدمع عنها‪،‬هل إوانه ليخأيل إلينا أنها أشد دملةا منها حين ابتدأ فيها‪،‬هل فقال النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪» :‬اجمعوا لها« ‪،‬هل فجمعوا لها ـ من بين عجوة ودقيق وسإويقة ـ‬
‫حتى جمعوا لها طعاماا‪،‬هل فجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها‪،‬هل ووضعوا الثوب بين‬
‫يديها‪،‬هل قال لها‪» :‬تعلمين ما رزئنا من مائك شيئاا‪،‬هل ولكن ال هو الذي أسإقانا« ‪،‬هل‬
‫فأتت أهلها‪،‬هل وقد احتبسإت عنهما‪،‬هل قالوا‪ :‬ما حبسإك يا فلنة؟ا قالت‪ :‬العجب‪،‬هل لقيني‬
‫رجلن فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له‪ :‬الصابئِّ‪،‬هل ففعل كذا وكذا‪،‬هل فوال إنه لسإحر‬
‫الناس من بين هذه وهذه ـ وقالت بأصبعيها الوسإطى والسإبابة فرفعتهما إلى السإماء‪،‬هل‬
‫تعني‪ :‬السإماء والرض ـ أو إنه لرسإول ال حقاا‪،‬هل فكان المسإلمون بعد ذلك يغيرون‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 95‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫صنرما])‪ [(181‬الذي هي منه‪،‬هل فقالت‬


‫على من حولها من المشركين ول يصيبون ال و‬
‫يوم ا لقومها‪ :‬ما أرى أن هؤلء القوما يدعونكما عمداا‪،‬هل فهل لكما في السإلما؟ا‬
‫فأطاعوها‪،‬هل فدخألوا في السإلما(‪.‬‬

‫فهذا السإياق كما ترى ليس فيه أنه صللى ال عليه وسإللما توضأ من المزادة‪،‬هل‬
‫لكن ورد في سإياقه عند البيهقي )‪،1/218‬هل ‪) :(219‬فمضمض في الماء فأعاده‬
‫في أفواه المزادتين أو السإطيحتين‪ (..‬قال اللباني‪) :‬إسإناده صحيح(])‪.[(182‬‬

‫فهذا يدل على اسإتعماله صللى ال عليه وسإللما لمزادة المشركة‪،‬هل فيدل على‬
‫طهارة انية الكفار‪،‬هل وأما الوضوء فلعل الحافظ قصد به كونهما ملوا قربهما‬
‫إواداواتهما‪،‬هل ومن ضمن اسإتعمالتهما للماء الوضوء به‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫وقد كثر ورود الحديث في كتب الفقه بهذه الصيغة التي ذكر صاحب‬
‫»البلوغ«‪،‬هل وقد ذكرها المجد في »المنتقى«‪،‬هل ولما يتكلما عنها الشوكاني بشيء])‬
‫‪،[(183‬هل أما ابن دقيق العيد فقد سإاق طرف ا من حديث عمران من قوله‪) :‬ودعا‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين‪.[(184)](..‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫صد بذلك دفع توهما‬


‫قوله‪) :‬إن النبي صللى ال عليه وسإللما وأصحابه( قم م‬
‫اخأتصاص ذلك بالنبي صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬توضأوا( تقدما سإياق الحديث‪،‬هل وأنه ليس فيه ذلك صراحة‪،‬هل لكن يؤخأذ‬
‫من كونهما فقدوا الماء‪،‬هل ثما حصل لهما ذلك ـ بفضل ال تعالى ـ من ماء المرأة‬
‫المشركة‪،‬هل ومن ضمن اسإتعمالهما له أنهما يتوضؤون منه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬مزادة( بفتح الميما والمعجمة‪،‬هل هي الراوية‪،‬هل وهي قربة كبيرة يزاد فيها‬
‫جلد من غيرها‪،‬هل وتسإمى أيضاا‪ :‬السإطيحة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 96‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على جواز اسإتعمال أواني المشركين‪،‬هل ما لما‬
‫يتيقن فيها النجاسإة‪،‬هل فإن الصحابة رضي ال عنهما اسإتقوا من هذا الماء وشربوا‪،‬هل‬
‫وهذا يدل على أنهما سإيتوضأون منه‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على طهارة جلد الميتة بالدباغ؛ لن المزادتين‬
‫من جلود ذبائح المشركين‪،‬هل وذبائحهما ميتة‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬جواز أخأذ النسإان من ماء غيره الذي حازه إذا دعت‬
‫الحاجة إلى ذلك‪،‬هل ل سإيما إذا كان الخأذ ل يضر صاحبه‪،‬هل فيجوز أن يأخأذ ما يدفع‬
‫عطشه ولو بالقوة؛ لنه يدفع عن نفسإه العطش‪،‬هل ول يضر صاحبه‪،‬هل وهذا على‬
‫تقدير أن المرأة لها عهد‪،‬هل وقيل‪ :‬إنما أخأذوا من مائها؛ لنها كافرة حربية‪.‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬في الحديث معجزة ظاهرة من أعلما النبوة‪،‬هل فإن ال تعالى‬
‫أنزل البركة في هذا الماء حتى شرب منه الناس واسإتقوا‪،‬هل وعادت المزادتان كما‬
‫كانتا‪،‬هل وقد جاء في رواية الصحيحين‪) :‬فشربنا عطاش ا أربعون رجلا حتى روينا‪،‬هل‬
‫ض من الدمنلء(])‬
‫فملنا كل قربة معنا إواداوة غير أنا لما نسإق بعي ارا‪،‬هل وهي تكاد تمند ل‬
‫‪،[(185‬هل أي‪ :‬تسإيل‪.‬‬

‫وعند مسإلما‪) :‬تكاد تنضرج من الماء( أي‪ :‬تنشق‪،‬هل قال ابن حجر‪) :‬قوله‪:‬‬
‫»تعلمين ما رزئنا من مائك شيئاا« أي‪ :‬ما نقصنا‪،‬هل وظاهره أن جميع ما أخأذوه من‬
‫الماء مما زاده ال تعالى وأوجده‪،‬هل وأنه لما يخأتلط فيه شيء من مائها في الحقيقة‪،‬هل‬
‫إوان كان في الظاهر مخأتلطاا‪،‬هل وهذا أبدع وأغرب في المعجزة(])‪،[(186‬هل وال تعالى‬
‫أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 97‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫جواز إصألحا الناء بسلسلة من الفضة‬

‫س نبدن ممالدلك رضي ال عنه‪ :‬أمين قممدمح الينبدوي صللى ال عليه‬ ‫‪ 23/8‬ـ معنن أممن د‬
‫ي‪.‬‬‫ضلة‪ .‬أمنخأمرمجهع انلعبمخأادر ل‬
‫وسإللما اننمكمسإمر‪،‬هل مفاتيمخأمذ مممكامن اليشنعدب دسإنلدسإلمةا دمنن دف ي‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬


‫ض العخأعم د‬
‫س«‪،‬هل باب »ما ذكر من درع‬ ‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »فمنر د‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما وعصاه وسإيفه وقدحه‪ (3109) «..‬وهذا لفظه‪،‬هل وتمامه‬
‫قال عاصما‪) :‬رأيت القدح وشربت فيه(‪،‬هل وعاصما مات سإنة مائة واثنتين أو ثلث‬
‫وأربعين‪،‬هل وأخأرجه ـ أيض ا ـ في كتاب »الشربة« )‪ (5638‬من طريق عاصما‬
‫الحول‪،‬هل عن ابن سإيرين‪،‬هل عن أنس رضي ال عنه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬قدح( بفتحتين‪،‬هل إناء يشرب به الماء‪،‬هل وجمعه أقداح‪.‬‬

‫قوله‪) :‬انكسإر( في رواية للبخأاري في »الشربة«‪) :‬فانصدع( أي‪ :‬انشق‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فاتخأذ( ظاهر ذلك أن المراد النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل ويؤيده قول‬
‫ابن سإيرين‪) :‬إنه كان فيه حلقة من حديد‪،‬هل فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من‬
‫ذهب أو فضة‪،‬هل فقال أبو طلحة‪ :‬ل تغيرن شيئا صنعه رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما فتركه(])‪،[(187‬هل فهذا يؤكد أن الذي اتخأذ السإلسإلة هو رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما‪،‬هل وأن القدح لما يتغير عما كان عليه على عهد رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما‪،‬هل وحلقة الحديد التي أراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من فضة أو ذهب غير‬
‫السإلسإلة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 98‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬مكان اليشنعب( بفتح الشين المعجمة وسإكون العين المهملة‪،‬هل أي‪:‬‬
‫الصدع والشق‪.‬‬

‫قوله‪) :‬دسإلسإلاة( بكسإر السإين‪،‬هل أي‪ :‬سإلكا من الفضة‪،‬هل أو قطعة منها تصل‬
‫بين طرفي الشق‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على جواز إصلح الناء المنكسإر بسإلسإلة من‬
‫الفضة عند الحاجة إلى ذلك‪،‬هل وأن المحرما كون الناء من فضة‪،‬هل أما كونه يربط‬
‫بفضة قليلة فل بأس بذلك؛ لن مصلحتها ظاهرة‪،‬هل والغالب كون الناء صغي ارا‪،‬هل فل‬
‫يحتاج إلى شيء كثير من الفضة‪،‬هل وأما ما تقدما في حديث ابن عمر‪) :‬أو إناء فيه‬
‫شيء من ذلك( فهو ـ على فرض صحته])‪ [(188‬ـ ل يعارض هذا الحديث‪،‬هل لن‬
‫)شيئاا( عاما‪،‬هل وهذا مخأصص له‪،‬هل قاله الشوكاني])‪.[(189‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أن ذلك مخأتص بالفضة لورود النص به‪،‬هل‬
‫أما الذهب فل يجوز اسإتعماله في مثل ذلك؛ لنه أغلى ثمن ا وأشد تحريماا‪،‬هل ولنه لو‬
‫كان جائ از لسإتعمله النبي صللى ال عليه وسإللما في الناء؛ لنه أبعد عن الصدأ‬
‫بخألف الفضة‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على أنه ينبغي للنسإان أنه متى أمكن‬
‫إصلح أوانيه أو نحو ذلك من أثاث منزله‪،‬هل فإنه يصلحه‪،‬هل ول يرمي به ويشتري‬
‫بدله؛ لن إصلحها من القتصاد وتدبير المال‪.‬‬

‫وفي هذا درس تربوي لمن يحبون التجديد ومتابعة الحديث من المركب‬
‫والثاث واللباس‪،‬هل والقديما يباع بأبخأس الثمان‪،‬هل إن لما عيرمما ما يمكن رميه‪،‬هل وهذا من‬
‫سإوء التدبير وعدما رعاية المال‪،‬هل وال المسإتعان‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 99‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫باب إزالة النجاسة وبيانها‬

‫هذا الباب عقده المؤلف رحمه ال لمسإألتين‪:‬‬

‫الولى‪ :‬في وجوب إزالة النجاسإة‪،‬هل وكيفية إزالتها وتطهير محلها‪،‬هل وبيان ما‬
‫يعفى عنه منها‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬في بيان جنس النجاسإة التي تجب إزالتها‪.‬‬

‫والمراد هنا‪ :‬النجاسإة الحكمية‪،‬هل وهي التي تقع على محل طاهر‪،‬هل فينجس‬
‫بها‪،‬هل وأما النجاسإة العينية أو الحقيقية فهي أعيان مسإتقذرة شرع ا ل تصح الصلة‬
‫معها في الجملة‪،‬هل كالبول والغائط والدما‪،‬هل ونحو ذلك‪،‬هل وهذه ل بحث فيها؛ لنه ل‬
‫يمكن تطهيرها في ذاتها؛ لن عينها نجسإة‪.‬‬

‫والصل في العيان‪ :‬الطهارة‪،‬هل فما ثبت شرعا أنه نجس فهو نجس‪،‬هل إوال‬
‫أخأذ بالصل‪.‬‬

‫يقول الشوكاني‪) :‬الصل في كل شيء أنه طاهر؛ لن القول بنجاسإته‬


‫يسإتلزما تعبد العباد بحكما من الحكاما‪،‬هل والصل عدما ذلك‪،‬هل والبراءة قاضية بأنه ل‬
‫تكليف بالمحتمل حتى يثبت ثبوتا ينقل عن ذلك‪،‬هل وليس من أثبت الحكاما المنسإوبة‬
‫إلى الشرع بدون دليل بأقل إثما ممن أبطل ما قد ثبت دليله من الحكاما‪،‬هل فالكل إما‬
‫من التقول على ال تعالى بما لما يقل‪،‬هل أو من إبطال ما قد شرعه لعباده بل حجة(])‬
‫‪.[(190‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 100‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫نجاسة الخآمر‬

‫س بدن مالدلك رضي ال عنه مقامل‪ :‬سإئدمل رسإوعل ا د‬


‫ل صللى ال‬ ‫ع مع‬ ‫‪ 24/1‬ـ معدن أممن د ن م‬
‫ل«‪ .‬أمنخأمرمجه عمنسإلدرما‪.‬‬ ‫عليه وسإللما عدن انلمخأمدر تعتيمخأعذ مخأ ل‬
‫ل؟ا مقامل‪ » :‬م‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫غرض المؤلف رحمه ال من إيراد هذا الحديث في هذا الباب بيان نجاسإة‬
‫الخأمر‪،‬هل ومن قبله فعل ذلك ابن دقيق العيد في »اللماما«‪،‬هل وابن عبد الهادي في‬
‫»المحرر«‪،‬هل إوال فالمحدثون يذكرونه في كتاب »الشربة«‪،‬هل كما فعل مسإلما‬
‫والترمذي‪،‬هل وكذا فعل المجد ابن تيمية في »المنتقى« وغيرهما‪،‬هل لكن أورده المصنف‬
‫أخأذا برأي الجمهور ـ كما سإيأتي ـ وهو أن الخأمر نجسإة‪.‬‬

‫والكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه مسإلما )‪ (1983‬في »الشربة« من طريق سإفيان ـ هو الثوري ـ‬


‫عن السإدي‪،‬هل عن يحيى بن عباد‪،‬هل عن أنس رضي ال عنه‪،‬هل وأخأرجه الترمذي في‬
‫»البيوع« )‪،(1294‬هل وقال‪) :‬حديث حسإن صحيح(‪،‬هل وأخأرجه أبو داود في‬
‫»الشربة« )‪ (3675‬بهذا السإناد‪،‬هل ولفظه أن أبا طلحة سإأل النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما عن أيتاما ورثوا خأم ارا‪،‬هل قال‪» :‬أهرقها« ‪،‬هل قال‪ :‬أفل أجعلها خأ ل‬
‫ل؟ا قال‪» :‬ل«‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬سإئل عن الخأمر( الخأمر‪ :‬ما أسإكر العقل من عصير كل شيء أو‬
‫نقيعه‪،‬هل سإواء كان من العنب أو التمر أو غيرهما‪،‬هل وقد يكون السإائل أبا طلحة كما‬
‫في رواية أبي داود‪،‬هل وقد يكون غيره‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 101‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬
‫قوله‪) :‬تتخأذ خأ ل‬
‫ل( الضمير يعود على الخأمر‪،‬هل وهي مؤنثة‪،‬هل وقد تذلكر‪،‬هل‬
‫والمخألل‪ :‬بفتح الخأاء وتشديد اللما‪،‬هل هو ما محعمض من عصير العنب ونحوه‪،‬هل‬
‫والظاهر أن هذا السإؤال كان بعد تحريما الخأمر‪.‬‬

‫والمراد باتخأاذها خألل هو علجها حتى تصير خألل بعدما تشتد وتقذف‬
‫الزبد‪،‬هل وذلك بوضع شيء فيها‪،‬هل كبصل أو خأبز أو خأميرة أو حجر ونحو ذلك‪،‬هل أو‬
‫ينقلها من الظل إلى الشمس أو بالعكس‪،‬هل أو يخألطها بالخأل أو غير ذلك من طرق‬
‫تخأليلها‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬تقدما أن المؤلف سإاق هذا الحديث في باب النجاسإات لبيان‬
‫نجاسإة الخأمر‪،‬هل وهذه مسإألة اخأتلف العلماء فيها على قولين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن الخأمر نجسإة باشتدادها إواسإكارها‪،‬هل فإن النجاسإة هي القذارة‪،‬هل وهي‬
‫بشدتها صارت قذرة يجب اجتنابها‪،‬هل فإذا أصابت البدن أو الثوب أو الناء وجب‬
‫غسإله للنجاسإة‪،‬هل وهذا قول جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية‬
‫والحنابلة‪،‬هل وهو مذهب الظاهرية])‪،[(191‬هل واخأتار هذا القول شيخ السإلما ابن‬
‫تيمية])‪،[(192‬هل والشيخ محمد المين الشنقيطي])‪،[(193‬هل والشيخ عبد العزيز بن‬
‫باز‪،‬هل رحما ال الجميع‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن الخأمر طاهرة‪،‬هل ونسإبه القرطبي إلى ربيعة بن عبد الرحمن شيخ‬
‫الماما مالك‪،‬هل والليث بن سإعد‪،‬هل والمزني])‪،[(194‬هل وهو قول داود الظاهري وجماعة‬
‫من الفقهاء‪،‬هل واخأتار هذا القول الصنعاني])‪ [(195‬والشوكاني])‪،[(196‬هل وأحمد‬
‫شاكر])‪.[(197‬‬

‫اسإتدل الجمهور على نجاسإتها بقوله تعالى‪}} :‬مياأمليمها اليدذيمن آممعنوا دإينمما انلمخأنمعر‬
‫طادن مفانجتمندعبوهع لممعليعكنما تعنفلدعحومن *{{‬‫ب موالمنزلمعما درنجرس دمنن معممدل اليشني م‬
‫صا ع‬
‫د‬
‫موانلممنيسإعر موالمنن م‬
‫]المائدة‪. [90 :‬‬

‫ووجه الدللة من وجهين‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 102‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الول‪ :‬أن ال تعالى سإمى الخأمر رجسإاا‪،‬هل والرجس يقع على الشيء‬
‫المسإتقذر النجس‪،‬هل والنجس حراما‪،‬هل وقد سإمى ال تعالى النجاسإات من الميتة والدما‬
‫المسإفوح ولحما الخأنزير رجسإاا‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن ال تعالى قال‪}} :‬مفانجتمندعبوعه{{‪،‬هل وهذا يفيد اجتناب الخأمر من كل‬
‫وجه‪،‬هل فل يجوز شربها ول بيعها ول تخأليلها ول المداواة بها ول غير ذلك‪.‬‬

‫كما اسإتدلوا بحديث أبي ثعلبة المتقدما في حكما أواني أهل الكتاب‪،‬هل ووجه‬
‫الدللة‪ :‬أن الرسإول صللى ال عليه وسإللما أمر أبا ثعلبة الخأشني وقومه بغسإل أواني‬
‫أهل الكتاب التي يطبخأون فيها الخأنزير‪،‬هل ويشربون فيها الخأمر‪،‬هل وأن ل يسإتعملوها‬
‫إل إذا لما يجدوا غيرها‪،‬هل بعد أن يغسإلوها‪،‬هل والمر بغسإلها دليل نجاسإتها‪،‬هل ولو كانت‬
‫طاهرة لما يأمرهما صللى ال عليه وسإللما بغسإلها‪.‬‬

‫واسإتدل القائلون بطهارتها بما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ حديث أنس رضي ال عنه أن الخأمر لما حرمت خأرج الناس وأراقوها‬
‫في السإواق])‪،[(198‬هل ووجه الدللة‪ :‬أن الصحابة أراقوا الخأمر في طرقات‬
‫المدينة‪،‬هل ولما ينههما النبي صللى ال عليه وسإللما عن ذلك‪،‬هل ولو كانت نجسإة لنهاهما‬
‫عن ذلك‪،‬هل كما نهى عن التخألي في الطرق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن الصل في الشياء الطهارة‪،‬هل حتى يقوما دليل النجاسإة‪،‬هل ولما ميروا في‬
‫الدلة التي سإاقها القائلون بالنجاسإة ما يوجب النتقال عن هذا الصل‪،‬هل لنها أدلة‬
‫غير صريحة في المراد‪.‬‬

‫والذي يظهر ـ وال أعلما ـ القول بنجاسإة الخأمر‪،‬هل لقوة أدلة القائلين بذلك‪،‬هل ول‬
‫سإيما حديث أبي ثعلبة‪،‬هل فإنه سإأل الرسإول صللى ال عليه وسإللما عن الواني التي‬
‫يطبخ فيها الخأنزير والواني التي يشرب فيها الخأمر فكان الجواب لهما معاا‪» :‬إن‬
‫لما تجدوا غيرها فارحضوها واطبخأوا فيها واشربوا« ‪،‬هل ولن القول بنجاسإتها مما يعين‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 103‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫على إتلفها وعدما إبقائها‪،‬هل بخألف ما لو قيل بطهارتها‪،‬هل فإنه قد عيتسإاهل في إبقائها‬
‫والبتعاد عنها‪.‬‬

‫وأما من قال بطهارتها فليس له دليل سإوى إراقة الخأمر في شوارع المدينة‪،‬هل‬
‫وهذا ل ينهض دليلا على الطهارة؛ لنه لما يكن للصحابة رضي ال عنهما مجالر‬
‫تحت الرض لتصريف الفضلت‪،‬هل إواخأراجها خأارج المدينة فيه بعض الحرج‪،‬هل ولن‬
‫الخأمر التي أريقت ليسإت من الكثرة بمكان حتى تعما جميع الطرق‪،‬هل بحيث ل يبقى‬
‫للمارة طريق يمشون فيه‪،‬هل ثما إن الطرق التي أريقت فيها الخأمر ليسإت مواضع‬
‫للصلة‪،‬هل بل هي مواضع للسإتطراق‪،‬هل وعلى فرض أنه يشق الحتراز منها فربما‬
‫وطئها المار‪،‬هل فنقول‪ :‬إذا وطئها فإن رجله أو نعله يطهره ما بعده من الرض‬
‫الطاهرة ـ كما ثبت في السإنة ـ بل قد يقال‪ :‬إن هذا الدليل دليل على النجاسإة؛ لن‬
‫الطاهر ل يراق في الشوارع‪،‬هل إوانما ينتفع به في أي وجه من وجوه النتفاع‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أنه ل يجوز تخأليل الخأمر‪،‬هل ول تطهر‬
‫بالتخأليل بفعل فاعل‪،‬هل بل تبقى على نجاسإتها‪.‬‬

‫ووجه الدللة من الحديث‪ :‬أنه صللى ال عليه وسإللما أجاب من سإأله عن‬
‫حكما اتخأاذ الخأمر خألل بالنفي‪،‬هل وهذا دليل على تحريمه‪ .‬ولنه وجبت إراقتها‪،‬هل فترك‬
‫إراقتها مع تخأليلها معصية ل يترتب عليها طهارة مخأولها‪،‬هل فيكون عدما جواز تخأليلها‬
‫من باب سإلد الذريعة‪،‬هل ولن الرسإول صللى ال عليه وسإللما صرح بعدما جواز تخأليل‬
‫خأمر اليتاما ـ كما تقدما في رواية أبي داود ـ ولو كان ذلك جائ از لكان اليتيما أحوج‬
‫إلى التخأليل؛ لن مال اليتيما أولى الموال بالحفظ والتثمير والرعاية‪،‬هل لكن لو تخأللت‬
‫بنفسإها بدون فعل فاعل‪،‬هل فالذي عليه جمهور أهل العلما أنه ل حرج فيها؛ لنه زال‬
‫شرها بزوال ما فيها من المسإكر‪،‬هل والخأل مباح‪،‬هل فقد ورد عن جابر بن عبد ال رضي‬
‫ال عنهما أن النبي صللى ال عليه وسإللما سإأل أهله العندمما‪،‬هل فقالوا‪ :‬ما عندنا إل خألل‪،‬هل‬
‫فدعا به‪،‬هل فجعل يأكل به ويقول‪» :‬دنعما العندعما المخألل‪،‬هل دنعما العندعما المخألل« ])‪،[(199‬هل‬
‫وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 104‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫نجاسة الحمر الهلية‬

‫ل صللى ال عليه وسإللما‬ ‫‪ 25/2‬ـ وعننه مقامل‪ :‬لميما مكان يوما مخأيبر‪،‬هل أممر رسإوعل ا د‬
‫م م ن ع نمم م م م ع‬ ‫م ع‬
‫طنلمحمة‪،‬هل فممنامدى‪» :‬إين الم مومرعسإولمهع ميننهممياندعكنما معنن لععحودما العحعمدر النهلديدة‪،‬هل مفإينمها‬
‫أممبا م‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬
‫درنجرس«‪ .‬عمتيفم ر‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في مواضع‪،‬هل منها‪ :‬كتاب »الصيد والذبائح«‪،‬هل باب‬


‫»لحوما الحمر النسإية« )‪،(5528‬هل ومسإلما كذلك )‪ (1940‬من طريق محمد بن‬
‫سإيرين‪،‬هل عن أنس رضي ال عنه‪،‬هل وزاد مسإلما‪» :‬من عمل الشيطان« ‪،‬هل واللفظ‬
‫المذكور قريب من لفظ البخأاري‪،‬هل إل أنه لما يذكر اسإما المنادي‪،‬هل إوانما ورد ذكره عند‬
‫مسإلما‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬لما كان يوما خأيبر( أي‪ :‬غزوة خأيبر‪،‬هل وهي في أواخأر المحرما سإنة‬
‫سإبع‪،‬هل ونسإبه ابن القيما])‪ [(200‬إلى الجمهور‪،‬هل وخأيبر بلدة تبعد عن المدينة حوالي‬
‫ل‪،‬هل ومعناها بلسإان اليهود‪ :‬الحصن‪،‬هل وهي اسإما لحصون ومزارع‬
‫مائة وسإتين كي ا‬
‫لليهود‪.‬‬

‫و)يوما( مرفوع على أنه فاعل لـ )كان( التامة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أمر رسإول ال صللى ال عليه وسإللما أبا طلحة( هو زيد بن سإهل بن‬
‫السإود بن حراما بن عمرو النجاري النصاري‪،‬هل مشهور بكنيته‪،‬هل كان من فضلء‬
‫الصحابة‪،‬هل وهو زوج أما سإليما‪،‬هل والدة أنس‪،‬هل وقد أخأرج الماما أحمد من طريق ثابت‬
‫البناني‪،‬هل عن أنس رضي ال عنه قال‪) :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 105‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة« (])‪،[(201‬هل إواسإناده صحيح‬


‫صنو ع‬
‫»لم م‬
‫على شرط مسإلما‪،‬هل وأخأرجه من طريق علي بن عجدعان‪،‬هل عن أنس‪،‬هل ولفظه‪» :‬لصوت‬
‫أبي طلحة في الجيش خأير من فئة« إواسإناده ضعيف‪،‬هل لضعف علي بن عجدعان‪،‬هل‬
‫لكن تابعه ثابت البناني كما سإلف‪،‬هل مات أبو طلحة رضي ال عنه سإنة أربع‬
‫وثلثين])‪.[(202‬‬

‫قوله‪) :‬عن لحوما الحمر الهلية( الحمر‪ :‬بضمتين جمع حمار‪،‬هل والهلية‪:‬‬
‫نسإبة إلى الهل‪،‬هل أي‪ :‬الحيوان الليف‪،‬هل احت ار از من الحمر الوحشية؛ لنها حلل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فإنها رجس( جملة تعليلية‪،‬هل والرجس‪ :‬بكسإر الراء وسإكون الجيما‪ :‬كل‬
‫شيء يسإتقذر‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬

‫والضمير )فإنها( يحتمل عوده على الحمر‪،‬هل فيكون عرقها وريقها ودمع‬
‫عينيها وما يخأرج من أنفها نجسإاا‪،‬هل ويحتمل عوده على اللحما الذي في القدور فيكون‬
‫اللحما نجسإاا‪،‬هل وما تقدما يكون طاه ارا‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على مشروعية النداء لبيان المهمات من‬
‫الحكاما وغيرها‪،‬هل وجواز أن يكون ذلك بواسإطة مبلغ يكون موثوقا به‪،‬هل أما غير الثقة‬
‫فل يجوز‪.‬‬

‫ويسإتفاد منه جواز اتخأاذ المترجما‪،‬هل الذي ينقل الكلما من لغة إلى أخأرى‪،‬هل‬
‫بشرط أن يكون أمين ا عارف ا باللغتين‪،‬هل لئل يقع في الخأطأ أو يحلرف الكلما عن‬
‫مواضعه‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬جواز جمع اسإما ال تعالى مع غيره في ضمير واحد‪،‬هل ومثل‬
‫ذلك قوله صللى ال عليه وسإللما‪ ...» :‬أن يكون ال ورسإوله أح ي‬
‫ب إليه مما‬
‫سإواهما‪.[(203)]«...‬‬

‫وأما ما ورد في حديث عدي بن حاتما رضي ال عنه أن رجلا خأطب عند‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما فقال‪ :‬من يطع ال ورسإوله فقد رشد‪،‬هل ومن يعصهما فقد‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 106‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫غوى‪،‬هل فقال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬بئس الخأطيب أنت‪،‬هل قل‪ :‬ومن يعص‬
‫ال ورسإوله فقد غوى« ])‪،[(204‬هل فأجيب عنه بأجوبة منها‪:‬‬

‫الول‪ :‬وهو المشهور أن النكار على هذا الخأطيب؛ لن الخأطبة شأنها‬


‫البسإط واليضاح واجتناب الشارات‪،‬هل وثمينى الضمير في حديث الباب؛ لنه ليس‬
‫خأطبة وعظ‪،‬هل إوانما تعليما حكما‪،‬هل فكلما قيل لفظه كان أقرب إلى حفظه‪،‬هل ذكره النووي])‬
‫‪.[(205‬‬

‫الثاني‪ :‬أنه ثنى الضمير هنا إيمااء إلى أن ما نهى ال عنه فقد نهى رسإوله‬
‫عنه‪،‬هل وكذا العكس فهما متلزمان‪،‬هل وأمر بالفراد في حديث الخأطيب إشعا ار بأن‬
‫كل واحد من العصيانين مسإتقل باسإتلزاما الغواية‪،‬هل ذكره في شرح كتاب »التوحيد«])‬
‫‪،[(206‬هل ونسإبه للبيضاوي وغيره‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن هذا من خأصائصه صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فيجوز له الجمع في‬
‫الضمير بينه وبين ربه تعالى‪،‬هل وذلك ممتنع على غيره؛ لن غيره إذا جمع أوهما‬
‫إطلقه التسإوية‪،‬هل بخألفه هو فإن منصبه ل يتطرق إليه إيهاما ذلك‪،‬هل ذكره السإيوطي‬
‫ونسإبه للعز بن عبد السإلما])‪،[(207‬هل وقد أشار القرطبي إلى ذلك])‪.[(208‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على تحريما لحوما الحمر الهلية‪،‬هل وأن لحمها‬
‫ودمها وبولها وروثها كله نجس‪،‬هل لقوله‪» :‬ينهيانكما« وقوله‪» :‬فإنها رجس« ‪،‬هل‬
‫والصل في النهي التحريما‪،‬هل والصل في الرجس ـ وهو القذر ـ وجوب الجتناب‪.‬‬

‫وهذا ل خألف فيه‪،‬هل إوانما الخألف في بدنه وعرقه وسإؤره وريقه ونحو ذلك‪،‬هل‬
‫على قولين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنها نجسإة‪،‬هل فلو شرب حمار من ماء وبقي بعد شربه شيء فهو‬
‫نجس‪،‬هل وكذا عرقه وما يسإيل من أنفه‪ .‬وهذا مذهب الماما أحمد‪،‬هل ودليله حديث‬
‫الباب‪،‬هل ووجه الدللة‪ :‬أنه إذا كان الحمار الهلي نجسإ ا فإن سإؤره وما ذكر يكون‬
‫نجسإاا‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 107‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنها طاهرة‪،‬هل وهذا مذهب الجمهور‪،‬هل ورواية عن الماما أحمد‪،‬هل‬
‫اخأتارها الموفق ابن قدامة])‪،[(209‬هل وصاحب »النصاف«])‪،[(210‬هل واسإتدلوا بما‬
‫يأتي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن النبي صللى ال عليه وسإللما وأصحابه كانوا يركبونها‪،‬هل ول يخألو‬


‫ركوبها من عرق‪،‬هل ولو كانت نجسإة لبين النبي صللى ال عليه وسإللما ذلك‪،‬هل لحاجة‬
‫الناس إلى هذا البيان‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أنه ل يمكن التحرز منها لمقتنيها‪،‬هل فأشبهت الهرة المنصوص عليها في‬
‫قوله صللى ال عليه وسإللما‪» :‬إنها من الطوافين عليكما« ‪،‬هل فإذا عفي عن الهرة‬
‫لتطوافها فالحمار من باب أولى‪،‬هل ول سإيما أهل الحمر الذين اعتادوا ركوبها‪.‬‬

‫وهذا القول هو الراجح ـ إن شاء ال ـ؛ لقوة مأخأذه‪،‬هل وهو الليق بسإماحة‬


‫الشريعة‪،‬هل وعبعدها عن الحرج والمشقة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأما ما اسإتدل به القائلون بنجاسإة ريقها وعرقها فليس صريحا في‬
‫تحريما ما ذكر‪،‬هل فإن معنى )رجس( أي‪ :‬محرمة‪،‬هل كما في اية‪}} :‬دإينمما انلمخأنمعر‬
‫ب موالمنزلمعما درنجرس{ ‪] {..‬المائدة‪، [90 :‬هل ويحتمل أن المراد بذلك‬ ‫د‬
‫صا ع‬
‫موانلممنيسإعر موالمنن م‬
‫لحمها الذي كان في قدورهما فإنه نجس؛ لن مذنبمح ما ل يحل أكله ل يطهره الذبح‪،‬هل‬
‫ولهذا قال ابن القيما‪) :‬دليل النجاسإة ل يقاوما دليل الطهارة(])‪،[(211‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 108‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫طهارة لعاب البل‬

‫طبنا رسإوعل ا د‬
‫ل صللى‬ ‫‪ 26/3‬ـ معنن معنمدرو نبدن مخأادرمجةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مخأ مم م م ع‬
‫ال عليه وسإللما بددمانى‪،‬هل موعهمو معملى ماردحلتدده‪،‬هل مولعمعاعبها ميدسإيعل معملى مكدتفي‪ .‬أمنخأمرمجهع أمنحممعد‪،‬هل‬
‫صيحمحعه‪.‬‬ ‫ي مو م‬ ‫والتونردمدذ ل‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو عمرو بن خأارجة بن العمننتمدفق السإدي‪،‬هل عداده في أهل الشاما‪،‬هل روى عنه‬
‫عبد الرحمن بن مغننما‪،‬هل وشهر بن حوشب])‪.[(212‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أحمد )‪،(29/212‬هل والترمذي )‪ (2121‬من طريق قتادة‪،‬هل عن‬


‫شهر بن حوشب‪،‬هل عن عبد الرحمن بن غنما‪،‬هل عن عمرو بن خأارجة‪،‬هل وقال الترمذي‪:‬‬
‫)حديث حسإن صحيح(‪،‬هل وفي هذا السإند ضعف‪،‬هل من أجل شهر بن حوشب‪،‬هل قال‬
‫في »التقريب«‪) :‬صدوق كثير الرسإال والوهاما(‪،‬هل وأخأرجه النسإائي )‪ (6/247‬من‬
‫طريق إسإماعيل بن أبي خأالد‪،‬هل عن قتادة‪،‬هل عن عمرو بن خأارجة‪.‬‬

‫والحديث له طرق وشواهد‪،‬هل ولعل تصحيح الترمذي له من أجل شواهده‬


‫ت ناقدة رسإول ال صللى‬
‫الكثيرة‪،‬هل ومنها حديث أنس رضي ال عنه قال‪) :‬إني ملتح م‬
‫ال عليه وسإللما يسإيل عليي لعابها‪،‬هل فسإمعته يقول‪ ..‬الحديث(])‪.[(213‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬بمنى( بكسإر الميما‪،‬هل اسإما مكان من مشاعر الحج‪،‬هل سإمي بذلك لنه‬
‫عتمنى فيه دماء الهدايا‪،‬هل أي‪ :‬تعراق بالذبح والنحر‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 109‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬وهو على راحلته( جملة حالية‪،‬هل والراحلة‪ :‬المركب من البل ذك ار‬
‫كان أو أنثى‪،‬هل وبعضهما يقول‪ :‬الراحلة‪ :‬الناقة التي تصلح أن عترحل‪،‬هل يقال‪ :‬رحلت‬
‫البعير‪،‬هل أي‪ :‬شددت عليه رحله‪،‬هل وهو كل شيء يعد للرحيل‪،‬هل من وعاء للمتاع‬
‫ومركب للبعير ودحنل ل‬
‫س ومرمسإلن‪...‬‬

‫بـ‬
‫ب مينلمع ع‬
‫قوله‪) :‬ولعابها( اللعاب‪ :‬بضما اللما ما سإال من الفما‪،‬هل يقال‪ :‬لممع م‬
‫بفتحتين ـ سإال لعابه من فمه‪،‬هل ولعاب النحل‪ :‬العسإل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬على كتفي( يحتمل الفراد والتثنية‪،‬هل والكتف‪ :‬بفتح الكاف وكسإر‬
‫التاء‪،‬هل هو عظما عريض خألف المنكب‪،‬هل وعند أحمد في إحدى رواياته‪،‬هل والترمذي‪:‬‬
‫)يسإيل بين كتفيي( بالتثنية‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أنه ينبغي للخأطيب أن يكون على مكالن‬
‫عالل كمنبر وكرسإي ونحوهما؛ لنه أظهر لصوته‪،‬هل وأبلغ في العلما‪،‬هل وأهيب‬
‫للسإامعين‪،‬هل وأسإهل للسإؤال‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على حرصه صللى ال عليه وسإللما على تبليغ‬
‫الحكاما للمة‪،‬هل وذلك بالخأطبة‪،‬هل وأنه ينبغي لمن ولي أمر الحجاج أن يخأطب فيهما‬
‫بمنى‪،‬هل ليعلمهما بقية أحكاما المناسإك من الرمي والنحر والحلق والطواف‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬فيه دليل على جواز الخأطبة والموعظة على الراحلة وأن‬
‫هذا مباح لوجود المصلحة‪،‬هل ولنه ل يتكرر ول يطول‪،‬هل وقد ورد أن النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما وقف عشية عرفة على راحلته])‪،[(214‬هل وأما ما ورد من النهي عن ذلك‬
‫فهو محمول على ما إذا أجحف بالدابة‪،‬هل وذلك بأن يركبها ل لمعنى يوجبه‪،‬هل إوانما‬
‫ليسإتوطن ظهرها ويتخأذه مقعداا])‪،[(215‬هل وقد ورد من طريق يحيى بن عمرو‬
‫السإيباني ـ بالسإين المهملة ـ عن أبي مريما‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما قال‪» :‬إياكما أن تتخأذوا ظهور دوابكما منابر‪،‬هل فإن ال إنما‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 110‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫سإخأرها لكما لتبلغكما إلى بلد لما تكونوا بالغيه إل بشق النفس‪،‬هل وجعل لكما الرض‪،‬هل‬
‫فعليها فاقضوا حاجتكما« ])‪.[(216‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬الحديث دليل على طهارة لعاب البعير وأنه ليس بنجس؛ لن‬
‫الظاهر أن النبي صللى ال عليه وسإللما رأى اللعاب يسإيل على كتف عمرو بن‬
‫خأارجة رضي ال عنه ولما يأمره بغسإله‪،‬هل إواق ارره على الشيء من سإنته‪،‬هل ولو عفرض‬
‫أنه صللى ال عليه وسإللما لما يعلما فإن ال تعالى يعلما‪،‬هل ولو كان نجسإا لما يقره ال‬
‫عليه‪،‬هل فإق ارره عليه دليل على طهارته‪.‬‬

‫ومثل البعير في ذلك سإائر بهيمة النعاما من البقر والغنما وغيرهما من كل‬
‫حيوان مباح الكل‪،‬هل فلعابه وبوله وروثه وسإائر فضلته كلها طاهرة‪.‬‬

‫ومما يدل على ذلك حديث جابر بن سإمرة رضي ال عنه‪،‬هل وفيه‪) :‬قال‪:‬‬
‫عأصلي في مرابض الغنما؟ا قال‪» :‬نعما« ‪،‬هل قال‪ :‬عأصلي في مبارك البل؟ا قال‪:‬‬
‫»ل«( ])‪،[(217‬هل فأذن له صللى ال عليه وسإللما أن يصلي في مرابض الغنما‪،‬هل‬
‫ومرابضها ل تخألو من بولها وروثها‪،‬هل وذكر النووي‪ :‬أن هذا متفق عليه بين‬
‫العلماء])‪.[(218‬‬

‫وأما النهي عن مبارك البل فليس من أجل النجاسإة؛ لن النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما أذن للعرنيين أن يلحقوا بإبل الصدقة ويشربوا من ألبانها وأبوالها])‬
‫‪،[(219‬هل إوانما لما ورد في حديث البراء بن عازب رضي ال عنه قال‪) :‬سإئل رسإول‬
‫ال صللى ال عليه وسإللما عن الصلة في مبارك البل؟ا فقال‪» :‬ل تصلوا في مبارك‬
‫البل‪،‬هل فإنها من الشياطين‪ [(220)] «...‬الحديث( ‪.‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬فيه دليل على تيقظ الصحابي وحفظه للحديث‪،‬هل وذلك بنقل‬
‫الحالة التي قارنت سإماعه من النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 111‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان كيفية إزالة المني من الثوب‬

‫ت‪ :‬مكامن مرعسإوعل ال صللى ال عليه‬ ‫‪ 27/4‬ـ معنن معائدمشةم رضي ال عنها‪،‬هل مقالم ن‬
‫ك الثينودب‪،‬هل موأممنا أمننظععر إملى أمثمدر انلمغنسإدل‬‫صلمدة في ذلد م‬ ‫وسإللما مينغدسإعل انلممنديي‪،‬هل ثعيما مينخأعرعج إملى ال ي‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬‫فيه‪ .‬عمتيفم ر‬
‫‪ 28/5‬ـ ولدمسإلدلما‪ :‬لمقمند عكننت أمنفرعكه دمن ثمودب رسإودل ا د‬
‫ل صللى ال عليه وسإللما‬ ‫ع ع ع ن ن مع‬ ‫م عن‬
‫صولي دفيه‪.‬‬
‫فمنركاا‪،‬هل فمعي م‬
‫ت أمعحلكهع ميادبسإا بدظعنفدري دمنن ثمنوبدده‪.‬‬
‫مودفي لمنفلظ لمعه‪ :‬لمقمند عكنن ع‬
‫الكلما عليهما من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهي أما المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي ال عنها‪،‬هل تزوجها‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما في مكة بعد موت خأديجة رضي ال عنها‪،‬هل وقد ورد‬
‫عنها أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما تزوجها وهي ابنة سإت سإنين‪،‬هل وأدخألت‬
‫عليه وهي بنت تسإع‪،‬هل ومكثت عنده تسإعاا])‪،[(221‬هل وكانت أح ي‬
‫ب نسإائه إليه‪،‬هل قال‬
‫فيها صللى ال عليه وسإللما‪» :‬فضل عائشة على النسإاء كفضل الثريد على سإائر‬
‫الطعاما« ])‪،[(222‬هل وقال فيها لما سإلمة‪» :‬وال ما نزل عليي الوحي وأنا في لحاف‬
‫امرأة منكن غيرها« ])‪،[(223‬هل وما توفى ال نبيه صللى ال عليه وسإللما إل في‬
‫يومها وفي بيتها وقد أسإندته إلى صدرها‪،‬هل ولما تلد للنبي صللى ال عليه وسإللما شيئاا‪،‬هل‬
‫على الصواب‪،‬هل وسإألته أن تكتني‪،‬هل فقال‪» :‬اكتني بابن أخأتك« ‪،‬هل فاكتنت أما عبد‬
‫ال‪ .‬وأخأرج ابن حبان في »صحيحه« ما يدل على أنه صللى ال عليه وسإللما كناها‬
‫بذلك‪ .‬كانت على جانب كبير من الفضل والعلما والعقل والفهما‪،‬هل وما توفيت حتى‬
‫نشرت في المة علما كثي ارا‪،‬هل وكانت وفاتها في المدينة في رمضان سإنة ثمان‬
‫وخأمسإين])‪.[(224‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 112‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجهما‪:‬‬

‫أما الول فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« )‪ (229‬باب »غسإل‬


‫المني وفركه«‪،‬هل ومسإلما في »الطهارة« )‪ (289‬من طريق سإليمان بن يسإار قال‪:‬‬
‫)أخأبرتني عائشة رضي ال عنها‪،(..‬هل واللفظ المذكور لمسإلما‪،‬هل وفيه تصريح سإليمان‬
‫بن يسإار بالسإماع من عائشة رضي ال عنها‪،‬هل ومثله في سإياق البخأاري‪،‬هل وفيه رد‬
‫على من قال بأن سإليمان لما يسإمع من عائشة‪.‬‬

‫وأما الحديث الثاني فقد أخأرجه مسإلما )‪ (288‬من طريق علقمة والسإود‪:‬‬
‫)أن رجلا نزل بعائشة‪،‬هل فأصبح يغسإل ثوبه‪،‬هل فقالت عائشة‪ :‬إنما كان يجزئك إن‬
‫رأيته أن تغسإل مكانه‪،‬هل فإن لما تر نضحت حوله‪،‬هل ولقد رأيتني أفركه‪ (..‬الحديث‪.‬‬

‫واللفظ الثاني أخأرجه مسإلما )‪ (290‬من طريق عبد ال بن شهاب الخأولني‬


‫قال‪) :‬كنت نازلا على عائشة فاحتلمت في ثوبيي‪،‬هل فغمسإتهما في الماء‪،‬هل فرأتني‬
‫جارية لعائشة‪ :‬فأخأبرتها فبعثت إللي عائشة‪،‬هل فقالت‪ :‬ما حملك على ما صنعت‬
‫بثوبك؟ا قال‪ :‬قلت‪ :‬رأيت ما يرى النائما في منامه‪،‬هل قالت‪ :‬هل رأيت فيهما شيئاا؟ا‬
‫قلت‪ :‬ل‪،‬هل قالت‪ :‬فلو رأيت شيئ ا غسإلته‪،‬هل لقد رأيتني إواني لحكه من ثوب رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما يابسإ ا بظفري(‪.‬‬

‫وقد تبين من ذلك أن البخأاري لما يخأرج حديث الفرك‪،‬هل ولكنه أشار إليه في‬
‫الترجمة على عادته‪،‬هل ولعل هذا هو غرض الحافظ من ذكر رواية مسإلما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظهما‪:‬‬

‫قوله‪) :‬كان يغسإل‪ (..‬صيغة المضارع بعد لفظة )كان( تدل على كثرة‬
‫التكرار والمداومة على الفعل‪،‬هل ما لما تقما قرينة على خألف ذلك‪.‬‬

‫قوله‪) :‬المني( من الرجل ماء أبيض ثخأين‪،‬هل يتدفق في خأروجه دفقة بعد‬
‫دفقة‪،‬هل ويخأرج بشهوة‪،‬هل ويعقبه فتور وارتخأاء؛ لن الشهوة تسإكن بخأروجه‪،‬هل والمني هو‬
‫أحد أربعة أشياء تخأرج من عقبل النسإان‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 113‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الثاني‪ :‬المذي‪ :‬وهو ماء رقيق لزج يخأرج عند الشهوة والنتشار‪،‬هل كما‬
‫يحصل عند الملعبة وتذكر الجماع‪،‬هل وسإيأتي ـ إن شاء ال ـ الكلما عليه في‬
‫أحاديث »نواقض الوضوء«‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬الودي‪ :‬بفتح الواو وسإكون الدال‪،‬هل وهو ماء أبيض مكددرر ثخأين يشبه‬
‫المني في الثخأانة‪،‬هل ويخأالفه في الكدرة‪،‬هل ل رائحة له‪،‬هل يخأرج عقب البول وهو في‬
‫الشتاء أكثر منه في الصيف‪،‬هل وهو نجس إجماعاا‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬البول‪ :‬وهو سإائل تفصله الكليتان عن الدما‪،‬هل لتخأرجه من الجسإما‪،‬هل‬


‫ويحوي ما يزيد على حاجه النسإان من الماء والملح‪،‬هل فيجتمع في المثانة حتى‬
‫تدفعه خأارج الجسإما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أفركه( بضما الراء‪،‬هل ماضيه فركته عن الثوب فركاا‪،‬هل من باب قتل‪،‬هل‬
‫وهو أن تحكه بيدك حتى يتفتت ويتقشر ما علق به‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فركاا( مصدر للتأكيد‪،‬هل والغرض منه نفي احتمال المجاز‪،‬هل لئل‬
‫يحتمل أن المراد فركه مع الغسإل‪،‬هل فلما جيء بالمصدر تبين أن المراد فركه ل‬
‫غسإله معه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فيصلي فيه( الفاء للتعقيب‪،‬هل وهذا يؤكد الفرك وأنه لما يقع بين الفرك‬
‫والصلة غسإل‪،‬هل بل ورد عند ابن خأزيمة])‪) :[(225‬أنها كانت تمعح ل‬
‫ت المني من‬
‫ثوب رسإول ال صللى ال عليه وسإللما وهو يصللي(‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أحكه يابسإاا( من باب )قتل( أيضاا‪،‬هل تقول‪ :‬حككت الشيء حكاا‪:‬‬
‫قشرته وفركته ليذهب أثره‪،‬هل و)يابسإاا( حال من المفعول؛ أي‪ :‬جافا ل رطوبة فيه‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على طهارة مني الدمي‪،‬هل وأن هدي النبي صللى‬
‫ال عليه وسإللما فيه غسإل رطبه وفرك يابسإه‪،‬هل وهذا دليل على طهارته‪،‬هل وعدما‬
‫نجاسإته؛ لن فرك الثوب منه يابسإا وصلته فيه من غير غسإل دليل على طهارته‪،‬هل‬
‫وهذا المشهور عند الحنابلة والشافعية])‪.[(226‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 114‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقالت الحنفية والمالكية‪ :‬إن مني الدمي نجس‪،‬هل ول بد في طهارته من‬


‫الماء‪،‬هل سإواء أكان يابسإ ا أما رطباا‪،‬هل وقالت الحنفية‪ :‬رطبه ل بد فيه من الماء‪،‬هل ويابسإه‬
‫يطهره الفرك])‪،[(227‬هل واسإتدلوا بحديث عائشة المذكور‪،‬هل وفي رواية‪) :‬كنت أغسإل‬
‫الجنابة من ثوب رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فيخأرج إلى الصلة إوان بقع الماء‬
‫في ثوبه(‪.‬‬

‫ووجه الدللة‪ :‬أن الغسإل ل يكون إل عن نجس‪،‬هل والمقرر في الصول‪،‬هل أن‬


‫المضارع بعد لفظة )كان( يدل على المداومة والكثار من ذلك الفعل ـ كما تقدما ـ‪،‬هل‬
‫وهذا يشعر بتحتما الغسإل‪.‬‬

‫وأجابوا عن أحاديث فرك المني بأجوبة غير ناهضة‪،‬هل كقولهما‪ :‬إنه ليس من‬
‫لزما الفرك الطهارة‪،‬هل وقولهما‪ :‬إن الثوب الذي كانت عائشة تفركه هو ثوب النوما‪،‬هل‬
‫وليس ثوب الصلة‪،‬هل إلى غير ذلك مما ظاهره التكلف والتعسإف‪.‬‬

‫كما اسإتدلوا بأن المني خأارج من أحد السإبيلين‪،‬هل وكل خأارج من سإبيل فهو‬
‫نجس‪.‬‬

‫قالت الحنفية‪ :‬وكان القياس يقتضي غسإل يابسإه ـ أيضا ـ لكونه نجسإاا‪،‬هل‬
‫ولكنه ترك للحاديث الواردة في فركه دون غسإله‪.‬‬

‫والراجح أن المني طاهر لقوة دليله‪،‬هل فإنه لو كان نجسإ ا لكان القياس وجوب‬
‫غسإله‪،‬هل كما تغسإل سإائر النجاسإات‪،‬هل كالدما النجس وغيره دون الكتفاء بفركه؛ لن‬
‫النجس ل يزيله من الثوب الفرك دون الغسإل‪.‬‬

‫ول تعارض بين حديث الغسإل وحديث الفرك‪،‬هل لمكان الجمع‪،‬هل وذلك بحمل‬
‫الغسإل على السإتحباب والتنظيف‪،‬هل ل على الوجوب جمعا بين الدلة])‪[(228‬؛‬
‫لن الغسإل ل يدل على نجاسإة الشيء‪،‬هل فإنه ل ملزمة بين الغسإل والتنجيس‪،‬هل‬
‫لجواز غسإل الطاهرات كالتراب والطين والدهن وغيرها مما يصيب البدن أو الثوب‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 115‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ثما إنه لما يثبت أمر بغسإل المني‪،‬هل ومطلق الفعل ل يدل على شيء زائد على‬
‫الجواز‪.‬‬

‫ومما يؤيد ذلك ما ورد عن عائشة رضي ال عنها قالت‪) :‬كان رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما يسإلت المني من ثوبه بددعنرق الذخأر‪،‬هل ثما يصلي فيه‪،‬هل ويحته‬
‫من ثوبه يابسإاا‪،‬هل ثما يصلي فيه(])‪،[(229‬هل وهذا صريح في طهارة المني ل يحتمل‬
‫ل])‪،[(230‬هل ويفيد مع ما قبله أن المشروع إزالة أثر المني وعدما تركه على‬
‫تأوي ا‬
‫الثوب حتى على القول بطهارته‪.‬‬

‫ومما يؤيده ـ أيض ا ـ ما ورد عن إسإحاق بن يوسإف الزرق قال‪) :‬حدثنا‬


‫شريك‪،‬هل عن محمد بن عبد الرحمن‪،‬هل عن عطاء‪،‬هل عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫قال‪ :‬سإئل النبي صللى ال عليه وسإللما عن المني يصيب الثوب‪،‬هل فقال‪» :‬إنما هو‬
‫بمنزلة المخأاط والبصاق‪،‬هل إوانما يكفيك أن تمسإحه بخأرقة أو بإذخأرة« (])‪.[(231‬‬

‫وأما قولهما‪ :‬بأنه خأارج من سإبيل‪،‬هل وكل خأارج من سإبيل فهو نجس‪،‬هل فهذا‬
‫اسإتدلل بمحل النزاع على محل النزاع‪،‬هل فل يقبل‪،‬هل ثما إن قياسإه على كل خأارج‬
‫بجامع الشتراك في المخأرج منقوض بالفما‪،‬هل فإنه مخأرج النخأامة والبصاق‬
‫الطاهرين‪،‬هل والقيء النجس ـ على قول الجمهور ـ‪،‬هل وكذا الدبر مخأرج الريح الطاهر‪،‬هل‬
‫والغائط النجس‪،‬هل وكون المني يخأرج من مخأرج البول ل يلزما منه النجاسإة؛ لن‬
‫ملقاة النجاسإة في الباطن ل تؤثر‪،‬هل إوانما تؤثر ملقاتها في الظاهر‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على فضل عائشة رضي ال عنها وخأدمتها‬
‫للنبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فيؤخأذ من ذلك الحث على خأدمة المرأة زوجها في‬
‫غسإل ثيابه وتنظيف منزله‪،‬هل وطبخ طعامه‪،‬هل ونحو ذلك مما جرت به العادة‪،‬هل وهو‬
‫من حسإن العشرة وجميل الصحبة‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 116‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كيفية تطهير الثوب من بول الغلم والجارية‬

‫‪ 29/6‬ـ معنن مأبي اليسإنمدح رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل الينبي صللى ال عليه‬
‫ش دمنن مبنودل انلعغلمدما«‪ .‬أمنخأمرمجهع أمعبو مداعومد‪،‬هل‬
‫وسإللما‪» :‬عينغمسإعل دمنن مبنودل انلمجادرميدة‪،‬هل وعيمر ل‬
‫صيحمحهع انلمحادكعما‪.‬‬ ‫د‬
‫موالينمسإائلي‪،‬هل مو م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو السإمح‪،‬هل مولى رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل ويقال له‪ :‬خأادما‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل قيل‪ :‬إن اسإمه إياد‪،‬هل روى عن النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما حديث ا واحداا‪،‬هل وروى عنه عمدحلل بن خأليفة الطائي‪،‬هل قال ابن عبد البر‪:‬‬
‫يقال‪) :‬إنه ضيل ول عيدرى أين مات(‪،‬هل رضي ال عنه])‪.[(232‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫الحديث أخأرجه أبو داود )‪ (376‬في كتاب »الطهارة«‪،‬هل باب »بول الصبي‬
‫يصيب الثوب« من طريق محل بن خأليفة‪،‬هل حدثني أبو السإمح‪،‬هل قال‪) :‬كنت أخأدما‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما فكان إذا أراد أن يغتسإل قال‪» :‬ولني قفاك«‪،‬هل فأوليه‬
‫قفاي‪،‬هل فأسإتره به‪،‬هل فعأتي بحسإن أو حسإين رضي ال عنهما فبال على صدره‪،‬هل فجئت‬
‫أغسإله‪،‬هل فقال‪» :‬يغسإل من بول الجارية‪،‬هل ويرش من بول الغلما« (‪،‬هل وأخأرجه‬
‫النسإائي مفرقا في موضعين‪،‬هل نصفه الول في باب »ذكر السإتتار عند الغتسإال«‬
‫)‪ (1/126) (224‬ونصفه الثاني في باب »بول الجارية« )‪،(1/158) (304‬هل‬
‫فظن بعض العلماء أن لبي السإمح حديثين‪،‬هل إوانما هما حديث واحد بإسإناد واحد‪،‬هل‬
‫فيرقه النسإائي‪،‬هل كما ذكر الحافظ في »تهذيب التهذيب« في ترجمة »أبي السإمح«‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 117‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأخأرج ـ أيض ا ـ الحاكما )‪ (1/166‬نصفه الثاني وصححه‪،‬هل ووافقه الذهبي‪،‬هل‬


‫ونقل البيهقي عن البخأاري أنه قال‪) :‬حديث أبي السإمح هذا حديث حسإن(])‬
‫‪.[(233‬‬

‫والحديث له شواهد منها‪ :‬حديث علي رضي ال عنه أن رسإول ال صللى‬


‫ال عليه وسإللما قال في الرضيع‪» :‬ينضح بول الغلما‪،‬هل ويغسإل بول الجارية« ‪ .‬قال‬
‫قتادة‪ :‬هذا إذا لما يطعما الطعاما‪،‬هل فإذا طعما غسإل جميعاا])‪.[(234‬‬

‫ومنها‪ :‬حديث أما الفضل لبابة بنت الحارث قالت‪) :‬كان الحسإين بن علي‬
‫رضي ال عنهما في حجر النبي صللى ال عليه وسإللما فبال عليه‪،‬هل فقلت‪ :‬البس ثوب ا‬
‫وأعطني إزارك حتى أغسإله‪،‬هل قال‪» :‬إنما يغسإل من بول النثى‪،‬هل وينضح من بول‬
‫الذكر« ])‪.[(235‬‬

‫وورد في بول الغلما خأاصة حديث أما قيس بنت محصن أنها أتت بابن لها‬
‫صغير لما يأكل الطعاما إلى رسإول ال صللى ال عليه وسإللما فأجلسإه رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما في حجره‪،‬هل فبال على ثوبه فدعا بماء فنضحه ولما يغسإله])‬
‫‪،[(236‬هل ومن هذا يتبين أن البخأاري ومسإلم ا لما يخأرجا في صحيحيهما أحاديث‬
‫التفرقة بين بول الغلما والجارية‪،‬هل إل أن البخأاري اسإتحسإن حديث أبي السإمح‪،‬هل كما‬
‫تقدما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬الجارية( هي الفتية من النسإاء‪،‬هل سإميت بذلك لخأفتها‪،‬هل والمراد هنا‪:‬‬


‫الصغيرة التي في زمن الرضاع‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ويرش( أي‪ :‬يصب عليه الماء بحيث يعما مكان البول‪،‬هل وفي حديث‬
‫علي رضي ال عنه المتقدما )عينضح( وفي حديث أما قيس‪) :‬فدعا بماء فنضحه‬
‫على ثوبه ولما يغسإله(‪،‬هل والفرق بين الغسإل والنضح‪،‬هل أن الغسإل أن يغمره الماء‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 118‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وينزل عنه‪،‬هل وفي النضح ل يشترط أن ينزل عنه‪،‬هل بل يكاثره بالماء مكاثرة ل تبلغ‬
‫جريان الماء وتردده وتقاطره‪.‬‬

‫قوله‪) :‬الغلما( هو البن الصغير‪،‬هل من الولدة إلى البلوغ‪،‬هل وقد يطلق على ما‬
‫بعد البلوغ مجا از باعتبار ما كان عليه‪،‬هل والمراد به هنا‪ :‬زمن الرضاع‪،‬هل لما جاء في‬
‫حديث علي رضي ال عنه عند الترمذي بلفظ‪) :‬بول الغلما الرضيع‪.(..‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على التفريق بين بول الغلما وبول الجارية‪،‬هل وأنه‬
‫يجب فيهما اسإتعمال الماء‪،‬هل إوانما التفرقة في كيفية السإتعمال‪،‬هل وهو أن بول الغلما‬
‫يكفي رشه بالماء رش ا يعما مكان البول‪،‬هل ول يحتاج إلى غسإل ول عصر‪،‬هل وقد ورد‬
‫في حديث أما قيس ـ عند مسإلما ـ‪) :‬فدعا رسإول ال صللى ال عليه وسإللما بماء‬
‫ل(‪،‬هل وأما بول الجارية فيغسإل كغيره‪.‬‬
‫فنضحه على ثوبه ولما يغسإله غسإ ا‬
‫الوجه الخأامس‪ :‬أن هذا الحكما ـ وهو نضحه ورشه ـ مقيد بما إذا لما يأكل‬
‫الطعاما كما قيده به الراوي‪،‬هل وهو قتادة رحمه ال‪،‬هل وفي حديث أما قيس‪) :‬لما يأكل‬
‫الطعاما(‪،‬هل وعند مسإلما‪) :‬لما يبلغ أن يأكل الطعاما(‪،‬هل ومعنى‪) :‬لما يأكل الطعاما(‪،‬هل أي‪:‬‬
‫لما يكن الطعاما قوت ا له لصغره‪،‬هل إوانما قوته اللبن سإواء أكان لبن ادمية أما بهيمة أما‬
‫كان حليب ا مجفف ا ـ كما هو الن ـ لن المعنى واحد‪،‬هل وليس المراد أنه لما يدخأل جوفه‬
‫شيء قط؛ لنه يسإقى الدوية والسإكر ويحنك حين الولدة‪،‬هل فإذا تغذى بالطعاما‬
‫صار بوله كبول الكبير‪،‬هل ولو كان أحيان ا يشرب لبناا‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬قال ابن القيما‪) :‬إن التفرقة بين بول الغلما والجارية من‬
‫محاسإن الشريعة وتماما حكمتها ومصلحتها‪.‬‬

‫والفرق بين الصبي والصبية من ثلثة أوجه‪:‬‬

‫أحدها‪ :‬كثرة حمل الرجال والنسإاء للذكور‪،‬هل فتعما البلوى ببوله‪،‬هل فيشق عليه‬
‫غسإله‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 119‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والثاني‪ :‬أن بوله ل ينزل في مكان واحد‪،‬هل بل ينزل متفرق ا هاهنا وهاهنا‪،‬هل‬
‫فيشق غسإل ما أصابه كله‪،‬هل بخألف بول النثى‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن بول النثى أخأبث وأنتن من بول الذكر‪،‬هل وسإببه ح اررة الذكر‪،‬هل‬
‫ورطوبة النثى‪،‬هل فالح اررة تخأفف من نتن البول‪،‬هل وتذيب منها ما ل يحصل مع‬
‫الرطوبة‪،‬هل وهذه معالن مؤثرة يحسإن اعتبارها في الفرق(])‪.[(237‬‬

‫وقد ذكر ابن ماجه عن أبي اليمان المصري قال‪) :‬سإألت الشافعي عن‬
‫حديث النبي صللى ال عليه وسإللما »يرش من بول الغلما‪،‬هل ويغسإل من بول الجارية«‬
‫والماءان جميع ا واحد‪،‬هل قال‪ :‬لن بول الغلما من الماء والطين‪،‬هل وبول الجارية من‬
‫اللحما والدما‪،‬هل ثما قال لي‪ :‬فهمت؟ا أو قال‪ :‬لدقنن م‬
‫ت؟ا قلت‪ :‬ل‪،‬هل قال‪ :‬إن ال تعالى لما‬
‫خألق ادما خألقت حواء من ضلعه القصير‪،‬هل فصار بول الغلما من الماء والطين‪،‬هل‬
‫ت؟ا قلت‪ :‬نعما‪،‬هل قال لي‪ :‬نفعك‬
‫وصار بول الجارية من اللحما والدما‪،‬هل قال لي‪ :‬فهم م‬
‫ال به(])‪.[(238‬‬

‫قال ابن الملوقن‪) :‬وهذا عزيز حسإن‪،‬هل ل يعدل عنه إلى غيره‪،‬هل والعجب أن‬
‫أصحابنا ـ أي‪ :‬الشافعية ـ أهملوا ذلك في كتبهما‪،‬هل وهو قول إمامهما‪.[(239)](..‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬ليس في تجويز النضح من بول الغلما دليل على طهارته‪،‬هل‬
‫بل هو نجس‪،‬هل ولكنه من أجل التخأفيف في إزالته‪،‬هل قال النووي‪) :‬وقد نقل بعض‬
‫أصحابنا الجماع على نجاسإته‪،‬هل وأنه لما يخأالف فيه إل داود الظاهري(])‪.[(240‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬الحديث يدل بمفهومه على أن معدذمرةم الصغير يسإتوي فيها‬
‫الغلما والجارية‪،‬هل فل بد فيها من الغسإل كبقية النجاسإات؛ لنهما سإواء في جميع‬
‫الحوال‪،‬هل لكن فرقت السإنة بينهما في البول‪،‬هل فبقي ما عداه ـ وهو العذرة ـ على‬
‫الصل‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 120‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كيفية تطهير الثوب من دم الحيض‬

‫‪ 30/7‬ـ معنن أمنسإمامء بدنندت أمدبي مبنكلر رضي ال عنهما أمين الينبيي صللى ال عليه‬
‫د‬ ‫وسإللما مقامل ـ دفي مددما انلحني د د‬
‫صهع دبانلمماء‪،‬هل ثعيما تمنن م‬
‫ضعحعه‪،‬هل‬ ‫ب الثينو م‬
‫ب ـ‪» :‬تمعحتلعه‪،‬هل ثعيما تمنقعر ع‬ ‫ض عيصي ع‬ ‫م‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬
‫صولي دفيده«‪ .‬عمتيفم ر‬
‫ثعيما تع م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهي أسإماء بنت أبي بكر الصديق رضي ال عنهما‪،‬هل أسإلمت قديم ا في مكة‬
‫بعد إسإلما سإبعة عشر إنسإاناا‪،‬هل وتزوجها الزبير بن العواما‪،‬هل وهاجرت إلى المدينة‬
‫وهي حامل بعبد ال بن الزبير‪،‬هل فوضعته بقباء عاما الهجرة ـ على الصح ـ وكانت‬
‫تلقب بذات النطاقين‪،‬هل وقد أخأرج ابن سإعد بسإنده عن أسإماء قالت‪) :‬صنعت عسإنفمراة])‬
‫‪ [(241‬للنبي صللى ال عليه وسإللما في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى‬
‫المدينة‪،‬هل فلما نجد لسإفرته‪،‬هل ول لسإقائه ما نربطهما به فقلت لبي بكر‪ :‬وال ما أجد‬
‫شيئا أربطه به إل نطاقي‪،‬هل قال‪ :‬فشقيه اثنين‪،‬هل فاربطي بواحد منهما السإقاء‪،‬هل‬
‫وبالخأر السإفرة‪،‬هل ففعلت‪،‬هل فلذلك سإميت ذات النطاقين(])‪،[(242‬هل قال الحافظ‪:‬‬
‫)وسإنده صحيح(‪،‬هل روت أسإماء عن النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وروى عنها ابناها‬
‫عبد ال‪،‬هل وعروة ابنا الزبير‪،‬هل وفاطمة بنت المنذر بن الزبير‪،‬هل وغيرهما‪.‬‬

‫عاشت أسإماء رضي ال عنها إلى أن ولي ابنها عبد ال بن الزبير الخألفة‪،‬هل‬
‫ثما إلى أن قتل سإنة ثلث وسإبعين‪،‬هل وماتت بعده بقليل‪،‬هل قال هشاما بن عروة عن‬
‫أبيه‪) :‬بلغت أسإماء مائة سإنة‪،‬هل لما يسإقط لها سإن‪،‬هل ولما ينكر لها عقل‪،‬هل رضي ال‬
‫عنها(])‪.[(243‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 121‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« باب »غسإل الدما« )‬


‫‪،(227‬هل وفي كتاب »الحيض« باب »غسإل دما المحيض« )‪ (307‬والترجمة‬
‫الولى أعما من الثانية‪،‬هل كما ذكر الحافظ])‪،[(244‬هل وأخأرجه مسإلما في »الطهارة« )‬
‫‪،(291‬هل كلهما من طريق فاطمة بنت المنذر‪،‬هل عن جدتها أسإماء رضي ال عنها‬
‫به‪،‬هل واللفظ لمسإلما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬في دما الحيض( هو دما طبيعي يعتاد النثى في أوقات معلومة‪،‬هل عند‬
‫بلوغها وقابليتها للحمل‪،‬هل وسإيأتي بيان ذلك في بابه إن شاء ال‪.‬‬

‫قوله‪) :‬تمعحتلعه( بفتح المثناة‪،‬هل وضما المهملة‪،‬هل وتشديد المثناة الفوقانية‪،‬هل من‬
‫باب قتل‪،‬هل أي‪ :‬تحكه وتمنقعشره بطرف حجر أو عود‪،‬هل وقد أخأرجه ابن خأزيمة بلفظ‪:‬‬
‫»فحكيه ثما اقرصيه بالماء« ‪،‬هل وفي لفظ‪» :‬مفنلتمعحيكعه« ])‪،[(245‬هل والمراد بذلك إزالة‬
‫عينه‪،‬هل ليهون غسإله بالماء‪.‬‬

‫صهع بالماء( بفتح المثناة الفوقية‪،‬هل وسإكون القاف وضما الراء‬


‫قوله‪) :‬ثما تمنقعر ع‬
‫والصاد المهملتين‪،‬هل من باب نصر ينصر‪،‬هل أي‪ :‬تدلك الدما بأطراف أصابعها بالماء‪،‬هل‬
‫ليتحلل بذلك ويخأرج ما شربه الثوب منه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ثما تنضحه( بفتح الضاد المعجمة‪،‬هل من باب فتح يفتح‪،‬هل أي‪ :‬تغسإله‬
‫بالماء‪،‬هل وقد جاء ذلك صريح ا في حديث عائشة قالت‪) :‬كانت إحدانا تحيض ثما‬
‫تقترص الدما من ثوبها عند طهرها فتغسإله‪،‬هل وتنضح على سإائره‪،‬هل ثما تصلي فيه(])‬
‫‪،[(246‬هل فحديث عائشة هذا يفسإر حديث أسإماء‪،‬هل وأن النضح يراد به الغسإل‪،‬هل فأما‬
‫نضحها على سإائره فهو رش ل غسإل‪،‬هل إوانما فعلت ذلك لتطيب نفسإها؛ لنها لما‬
‫تنضح على مكان فيه دما‪،‬هل إوانما غسإلته‪،‬هل والنضح على مكان ل دما فيه دفعا‬
‫للوسإوسإة])‪.[(247‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 122‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أن دما الحيض نجس يجب غسإل قليله‬
‫وكثيره‪،‬هل ونجاسإته مجمع عليها؛ لنه صللى ال عليه وسإللما أمر بغسإله من الثوب‬
‫قبل أن يصلى فيه‪،‬هل قال ابن بطال‪) :‬حديث أسإماء أصل عند العلماء في غسإل‬
‫النجاسإات من الثياب(])‪،[(248‬هل وقد اسإتدل به العلماء على نجاسإة الدما‪،‬هل قال‬
‫الشافعي‪) :‬وفي هذا دليل على أن دما الحيض نجس‪،‬هل وكذا كل دما غيره(])‪.[(249‬‬
‫وبلوب عليه البخأاري في كتاب »الوضوء« بقوله‪» :‬باب غسإل الدما«])‪،[(250‬هل‬
‫وعيعفى عن يسإيره على اليراجح من قولي أهل العلما])‪.[(251‬‬

‫وأما الخأارج من غير السإبيلين كدما الرعاف‪،‬هل والسإن‪،‬هل والجروح‪،‬هل ونحوها ففيه‬
‫قولن‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه نجس‪،‬هل فيجب غسإله‪،‬هل وعيعفى عن يسإيره‪،‬هل كما سإيأتي‪،‬هل وهذا قول‬
‫الجمهور من أهل العلما‪،‬هل بل نقل غير واحد الجماع على نجاسإته‪،‬هل ومنهما‪ :‬ابن‬
‫حزما‪،‬هل وابن عبد البر‪،‬هل وابن رشد‪،‬هل والنووي‪،‬هل والعيني‪،‬هل وغيرهما])‪.[(252‬‬

‫ونقل شيخ السإلما ابن تيمية في »شرح العمدة« قول الماما أحمد‪) :‬إنه لما‬
‫يخأتلف المسإلمون في الدما( أي‪ :‬على أنه نجس])‪.[(253‬‬

‫كما اسإتدلوا على نجاسإته بقوله تعالى‪}} :‬عقنل لم أمدجعد دفي مما عأودحمي دإلميي عممحيراما‬
‫طمععمهع دإلي أمنن ميعكومن ممنيتمةا أمنو مداما ممنسإعفواحا أمنو لمنحمما دخأنندزيلر فمدإينهع درنجرس{{‬
‫طادعلما مي ن‬
‫معملى م‬
‫]النعاما‪، [145 :‬هل والرجس يطلق في كلما العرب على الشيء المسإتقذر‪،‬هل والمراد‬
‫هنا‪ :‬السإتقذار الشرعي‪،‬هل وهو النجاسإة])‪[(254‬؛ لن السإتقذار اللغوي ل يفيد‬
‫بمفرده النجاسإة‪،‬هل وكلما الشرع يحمل على الحقيقة الشرعية‪،‬هل وليس على الحقيقة‬
‫اللغوية‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه طاهر‪،‬هل عدا دما الحيض‪،‬هل وهذا قول الشوكاني])‪،[(255‬هل‬
‫وتبعه على ذلك صلديق حسإن خأان])‪،[(256‬هل ثما اللباني‪،‬هل والشيخ محمد بن‬
‫عثيمين])‪.[(257‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 123‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫واسإتدلوا بأدلة‪،‬هل منها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن الصل في الشياء الطهارة حتى يقوما دليل النجاسإة‪،‬هل ول نعلما دليلا‬
‫يوجب غسإل الدما إل دما الحيض‪،‬هل مع دعاء الحاجة إلى بيان ما يصيب النسإان‬
‫من جروح أو رعاف‪،‬هل ونحوهما‪،‬هل ل سإيما والصحابة رضي ال عنهما أهل جهاد‪،‬هل‬
‫والمجاهد تكثر جراحه‪،‬هل ولو كان الدما نجسإا لكانت الحاجة داعية إلى بيان وجوب‬
‫غسإله إوازالة أثره من البدن والثياب‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ قصة الصحابي الذي رماه المشرك بثلثة أسإهما وهو قائما يصلي في‬
‫الليل‪،‬هل فمضى في صلته والدماء تسإيل منه‪،‬هل وذلك في غزوة ذات الرقاع])‪.[(258‬‬

‫‪ 3‬ـ جاء عدة آثار عن الصحابة رضي ال عنهما ظاهرها طهارة الدما‪،‬هل وأنه‬
‫ل يجب غسإله‪،‬هل ومن ذلك ما رواه محمد بن سإيرين‪،‬هل عن يحيى بن الجزار‪) :‬أن ابن‬
‫ضأ(‬ ‫طندده فمنر ر‬
‫ث ومدرما من مجعزولر منمحمرمها فلما يتو ي‬ ‫مسإعود رضي ال عنه صيلى وعلى مب ن‬
‫وفي لفظ‪) :‬فلما عيدعدد الصلة(])‪.[(259‬‬

‫صمر‬
‫وعن بكر بن عبد ال المزني قال‪) :‬رأيت ابن عمر رضي ال عنهما ع م‬
‫مبثنمرةا في وجهه‪،‬هل فخأرج شيء من دمه‪،‬هل فممحيكهع بين أصبعيه‪،‬هل ثما صللى ولما يتوضأ(])‬
‫‪.[(260‬‬

‫وعن عطاء بن السإائب قال‪) :‬رأيت عبد ال بن أبي أوفى بمزق دماا‪،‬هل ثما‬
‫صيلى‪،‬هل ولما يتوضأ(])‪.[(261‬‬

‫والقول بطهارة الدما له حظ من النظر‪،‬هل والية التي اسإتدل بها القائلون‬


‫بالنجاسإة نوقشت من قبل الفريق الخأر من وجهين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن الية لما تسإق لبيان الطهارة والنجاسإة‪،‬هل بل وردت فيما يحرما أكله‪،‬هل‬
‫طادعلما مي ن‬
‫طمععمعه{{‪،‬هل ول تلزما بين التحريما والنجاسإة‪،‬هل فقد يكون‬ ‫لقوله سإبحانه‪}} :‬معملى م‬
‫الشيء حراما وهو طاهر كالسإموما‪،‬هل وقد يكون طاه ار وهو حراما‪،‬هل كطعاما الغير بل‬
‫إذنه أو إذن الشارع])‪.[(262‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 124‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الثاني‪ :‬أن الرجس هنا ليس المراد به الينمجمس‪،‬هل بل المراد به الخأبيث الذي ل‬
‫يحل أكله‪،‬هل والرجس قد يراد به النجاسإة المعنوية‪،‬هل كما في قوله تعالى‪}} :‬فمأمنعدر ع‬
‫ضوا‬
‫معننهعنما دإينهعنما درنجرس{{ ]التوبة‪، [95 :‬هل وقد يراد به النجاسإة الحسإية لقياما الدليل‪،‬هل كقوله‬
‫صللى ال عليه وسإللما في الروثة‪» :‬دإمنها درنجس«])‪.[(263‬‬

‫فيبقى السإتدلل بالجماع إن لما يشكل عليه ما ورد عن الصحابة رضي‬


‫ال عنهما‪،‬هل وقد توارد على نقله كثيرون‪،‬هل وما قيل من أن العلماء يتبع بعضهما بعض ا‬
‫في نقل الجماع يرده نسإبة الجماع إلى الماما أحمد‪،‬هل وهو من المتشددين في نقل‬
‫الجماع‪،‬هل وما ورد عن الصحابة رضي ال عنهما قد يكون محمولا على اليسإير‬
‫الذي عيعفى عنه‪.‬‬

‫فيترجح القول بالتطهر من الدما‪،‬هل مع ما في ذلك من الحتياط إوابراء الذمة‪،‬هل‬


‫واوتقاء الشبهات التي ممن ايتقاها فقد اسإتب أر لدينه وعرضه‪،‬هل ويسإتثنى من ذلك دما‬
‫الجرح المسإتمر‪،‬هل لمشقة التحرز منه])‪،[(264‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على وجوب تنظيف الثوب من دما الحيض‪،‬هل‬
‫ت يابسإه بظفر أو عود أو حجر ونحوها‪،‬هل ليزول دجنرعمعه‪،‬هل ثما دلكه بالماء‪،‬هل ثما‬
‫وذلك بدمح و‬
‫غسإله بعد ذلك لتزول بقية النجاسإة‪،‬هل ومراعاة هذا الترتيب هو المثل في إزالة‬
‫النجاسإة اليابسإة‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الحديث دليل على جواز صلة المرأة في ثياب حيضها إذا‬
‫طهرتها‪،‬هل لقوله‪» :‬ثما تصلي فيه« ‪،‬هل وهذا دليل على أنه ل يصلى في الثياب النجسإة‬
‫إنما يصلى في الثياب الطاهرة‪،‬هل وهذا من أقوى الدلة على وجوب تطهير الثوب‬
‫للصلة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 125‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬اسإتدل بالحديث من قال‪ :‬إنه ل بد من الماء في إزالة‬


‫النجاسإة‪،‬هل وأن غيره من المائعات ل يقوما مقامه‪،‬هل وهذا قول الشافعية والمالكية‬
‫والراجح من مذهب الحنابلة])‪.[(265‬‬

‫والصواب جواز إزالة النجاسإة بكل ما يزيلها من ماء أو غيره‪،‬هل كالخأل وماء‬
‫الورد ونحوهما‪،‬هل وهذا قول الحنفية‪،‬هل واخأتاره شيخ السإلما ابن تيمية‪،‬هل وانتصر له‬
‫ودافع عنه])‪[(266‬؛ لن المقصود إزالة النجاسإة‪،‬هل وغير الماء يشارك الماء في‬
‫ذلك‪،‬هل والشرع كما أحال على الماء في تطهير النجاسإة أحال على غيره مما يشاركه‬
‫في التطهير‪،‬هل ففي حديث أبي سإعيد رضي ال عنه‪» :‬إذا جاء أحدكما إلى المسإجد‬
‫فلينظر‪،‬هل فإن رأى في نعليه قذ ار أو أذى فليمسإحه وليصل فيهما« ‪،‬هل وسإيأتي إن شاء‬
‫ال‪،‬هل وقال صللى ال عليه وسإللما في ذيل المرأة‪» :‬يطهره ما بعده« ])‪.[(267‬‬

‫وأما حديث الباب فل دليل فيه على تعيين الماء؛ لن الشرع نص على‬
‫ل‪،‬هل وليس فيه ما يدل على تعيين الماء‪،‬هل‬
‫الماء؛ لنه أيسإر على الناس وأسإهل تناو ا‬
‫فإن المر به في بعض النجاسإات ل يسإتلزما المر به مطلقاا‪.‬‬

‫وما داما أن إزالة النجاسإة من المور التي يعقل معناها وليسإت من المور‬
‫ي مزيل لها يعتبر كافياا‪،‬هل ول يتعين الماء‪،‬هل بل ربما كانت المزيلت‬
‫التعبدية‪،‬هل فأ ل‬
‫الخأرى أقوى من الماء في الزالة‪،‬هل ول سإيما في عصرنا‪،‬هل حيث ظهرت المعقمات‬
‫والمطهرات الكيماوية التي ل تبقي للنجاسإة لون ا ول طعم ا ول ريحاا‪،‬هل لما لها من‬
‫الثر في التطهير والتعقيما‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 126‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫العفو عن أثر لون دم الحيض‬

‫ت مخأولمعة‪ :‬يا رسإومل ا د‬


‫ل‪،‬هل مفإنن‬ ‫‪ 31/8‬ـ معنن مأبي عهمرنيمرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقالم ن ن م م ع‬
‫ضلرك أمثمعرعه«‪ .‬أمنخأمرمجهع التونردمدذ ل‬
‫ي‪،‬هل مومسإمنعدهع‬
‫د‬
‫لمنما مينذمهدب اليدعما؟ا مقامل‪» :‬مينكفيك انلمماعء‪،‬هل مولم مي ع‬
‫ضدعي ر‬
‫ف‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه أبو داود بمعناه )‪ (365‬في كتاب »الطهارة« باب‬
‫»المرأة تغسإل ثوبها الذي تلبسإه في حيضها« من طريق قتيبة بن سإعيد قال‪ :‬حدثنا‬
‫ابن لهيعة‪،‬هل عن يزيد بن أبي حبيب‪،‬هل عن عيسإى بن طلحة‪،‬هل عن أبي هريرة رضي‬
‫ال عنه‪،...‬هل وقد جاء هذا الحديث في السإنن التي رواها عن أبي داود ابن‬
‫العرابي‪،‬هل وأما رواية اللؤلؤي فليس فيها؛ ولذا لما يذكره المنذري في »مخأتصره«‪.‬‬

‫وأخأرجه أحمد )‪،14/371‬هل ‪،503‬هل ‪ (504‬بهذا السإناد‪،‬هل وأخأرجه البيهقي )‬


‫‪ (2/408‬من طريق عبد ال بن وهب وعثمان بن صالح‪،‬هل كلهما عن ابن لهيعة‪،‬هل‬
‫بهذا السإناد‪.‬‬

‫والحديث ضعفه المصنف‪،‬هل والظاهر أن ذلك من أجل ابن لهيعة‪،‬هل فقد ضعفه‬
‫المحققون من أهل العلما‪،‬هل أمثال أبي حاتما ويحيى بن سإعيد وابن مهدي ووكيع‬
‫وغيرهما‪ .‬قال ابن معين‪) :‬كان ضعيفا ل يحتج بحديثه(‪،‬هل وقال النسإائي‪) :‬ليس‬
‫بثقة(‪،‬هل وقد سإاء حفظه بعد احتراق كتبه‪،‬هل لكن روايته إذا حيدث عنه أحد العبادلة‬
‫الثلثة‪) :‬عبد ال بن وهب‪،‬هل وعبد ال بن المبارك‪،‬هل وعبد ال بن يزيد المقرئ( أمثل‬
‫من غيرها على قول جماعة من الحفاظ‪،‬هل وهذا الحديث من رواية قتيبة بن سإعيد‪،‬هل‬
‫وهو لما يكتب حديث ابن لهيعة إل من كتب عبد ال بن وهب‪،‬هل ثما يسإمعه من ابن‬
‫لهيعة‪،‬هل وابن وهب إنما سإمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه‪،‬هل قال أبو داود‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 127‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫)سإمعت قتيبة يقول‪ :‬كنا ل نكتب حديث ابن لهيعة إل من كتب ابن أخأيه‪،‬هل أو كتب‬
‫ابن وهب إل حديث العرج(])‪،[(268‬هل وقد ورد من طريق عبد ال بن وهب عن‬
‫ابن لهيعة ـ كما عند البيهقي ـ‪،‬هل فلعله بذلك يقوى])‪،[(269‬هل على رأي من يقبل رواية‬
‫القدماء عنه‪،‬هل أما من يرى تضعيفه مطلق ا فإنه يرى أن رواية العبادلة عنه إوان كانت‬
‫أمثل لكن هذا ل يقتضي قوته والحتجاج به‪،‬هل ولبن حبان كلما نفيس في حال ابن‬
‫لهيعة‪،‬هل حيث يقول ما خألصته‪ :‬وجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل‬
‫احتراق كتبه‪،‬هل لما فيها من الخأبار المدلسإة عن الضعفاء والمتروكين‪،‬هل ووجب ترك‬
‫الحتجاج برواية المتأخأرين عنه بعد احتراق كتبه‪،‬هل لما فيها مما ليس من حديثه])‬
‫‪.[(270‬‬

‫وأما نسإبة الحديث إلى الترمذي فهي وهما من الحافظ رحمه ال ولهذا عزاه‬
‫المزي إلى أبي داود‪،‬هل ولما يذكر الترمذي])‪،[(271‬هل وأخأرجه ابن الملقن ولما يذكر‬
‫الترمذي])‪،[(272‬هل وكذا فعل الحافظ نفسإه في »فتح الباري« و»التلخأيص«])‬
‫‪،[(273‬هل فإنه عزاه إلى أبي داود‪،‬هل ولما يذكر الترمذي‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬قالت خأولة( هي بنت يسإار‪،‬هل كما عند أبي داود وغيره‪،‬هل وقد ورد‬
‫الحديث عند الطبراني وسإماها خأولة بنت حكيما النصارية])‪ [(274‬لكنه ضعيف؛‬
‫لنه من رواية الوازع بن نافع‪،‬هل وهو منكر الحديث متروك‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ول يضرك أثره( أي‪ :‬بقية لون الدما بعد الغسإل‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أنه يعفى عما بقي من أثر لون دما‬
‫الحيض بعد الجتهاد في الغسإل‪،‬هل لقوله‪» :‬ول يضرك أثره« ولعموما قوله تعالى‪:‬‬
‫}}مفاتيقعوا الليهم مما انسإتم م‬
‫طنعتعنما{{ ]التغابن‪، [16 :‬هل لنه من المعلوما أن الغسإل قد ل‬
‫ب اللون‪،‬هل ثما إن مجرد اللون ليس خأبثاا‪،‬هل إوانما الخأبث هو عين النجاسإة وقد‬ ‫د‬
‫عينذه ع‬
‫زالت‪،‬هل فيبقى اللون ل أثر له‪،‬هل لكن ل بد من الجتهاد في إزالة اللون‪،‬هل وهذا غرض‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 128‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫المصنف من إيراد حديث أبي هريرة رضي ال عنه بعد حديث أسإماء رضي ال‬
‫عنها؛ لن الدما مسإتقذر‪،‬هل وربما نسإبها من راه على ثوبها إلى التقصير في إزالته‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬ظاهر الحديث أنه يكفي الماء في إزالة دما الحيض‪،‬هل ول يجب‬
‫اسإتعمال شيء اخأر من الحواود كحجر أو عود ونحوهما‪،‬هل لقوله‪» :‬الماء يكفيك« ‪.‬‬

‫لكن ورد في حديث أما قيس بنت محصن أنها سإألت رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما عن دما الحيض يصيب الثوب‪،‬هل فقال‪» :‬حكيه‪ ...‬واغسإليه بماء‬
‫وسإدر«])‪.[(275‬‬

‫فأمرها بغسإل دما الحيض بالماء والسإدر‪،‬هل والسإدر من الحواد‪،‬هل فيقيد به ما‬
‫عأطلق في غيره‪،‬هل ويخأص اسإتعمال الحاد بدما الحيض‪،‬هل ويحمل قوله‪» :‬ول يضرك‬
‫أثره« أي‪ :‬بعد اسإتعمال الحاد‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬اعلما أنه قد تبين من مسإألة العفو في باب »النجاسإات« أن‬
‫الشريعة قصدت بذلك التخأفيف عن المكلفين ورفع الحرج‪،‬هل إما لعموما البلوى‪،‬هل كما‬
‫في الدما والقيح الحاصل بسإبب البثرات والدمامل‪،‬هل أو أثر السإتجمار بعد اسإتيفاء‬
‫شروطه‪،‬هل إواما لدفع مشقة الحتراز كما هو الحال في أصحاب الحدث الدائما‪،‬هل كمن‬
‫به سإلس بول‪،‬هل والمسإتحاضة ومنحوهما‪،‬هل وكذا بلل الباسإور والناسإور])‪،[(276‬هل إواما‬
‫لعسإر إزالتها‪،‬هل كلون النجاسإة وريحها بعد التطهير إذا عسإر زوالهما‪،‬هل إواما لكونها‬
‫يسإيرة كالنجاسإة التي ينقلها ذباب إلى ثوب آدمي أو بدنه‪،‬هل وكالبول بمقدار رأس‬
‫البرة يقع على الثوب‪،‬هل وقد تتداخأل بعض هذه الدحمكدما فتخأتصر])‪.[(277‬‬

‫وينبغي أن عيعلما أن هذه الحكما ضوابط لما يعفى عنه من النجاسإات‪،‬هل فتبقى‬
‫مهمة طالب العلما في تحقيق المناط‪،‬هل وهو هل هذه النجاسإة داخألة في عفو الشارع‬
‫عنها لدخأولها تحت أحد هذه الضوابط أو ل؟ا وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 129‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫باب الوضوء‬

‫الوضوء بضما الواو‪ :‬الفعل‪،‬هل وبفتحها‪ :‬الماء المتوضأ به‪،‬هل على المشهور‪،‬هل‬
‫كاليسإحور‪،‬هل فإن أريد الفعل ضما الحرف الول‪.‬‬

‫والوضوء لغة‪ :‬النظافة والنارة‪،‬هل قال الشاعر‪:‬‬

‫ت لهما أحسإاعبهما ووجوعههما‬


‫أضاء ن‬
‫عدجى الليل حتى منظيما الجنز م د‬
‫ع مثاقعبهع‬ ‫م م‬ ‫م‬
‫أي‪ :‬أنارت لهما‪.‬‬

‫سإمي الوضوء بذلك لتحسإينه فاعله في الدنيا والخأرة‪،‬هل ففي الدنيا بإزالة‬
‫الوسإاخ والقذار‪،‬هل وفي الخأرة‪ :‬بالنور الذي يحصل منه‪،‬هل كما في قوله صللى ال‬
‫عليه وسإللما‪» :‬تدعون يوما القيامة غ ار محجلين من اثار الوضوء« ‪ .‬أخأرجه‬
‫البخأاري‪،‬هل ومسإلما‪،‬هل وسإيأتي إن شاء ال تعالى‪.‬‬

‫والوضوء شرعاا‪ :‬التعبد ل تعالى بغسإل العضاء الربعة على صفة‬


‫مخأصوصة‪،‬هل وهذا من باب التغليب؛ لن الرأس يمسإح‪.‬‬

‫ومناسإبة هذا الباب لما قبله‪ :‬أن المصنف لما ذكر الماء الذي عيتطهر به‪،‬هل‬
‫وما يؤثر عليه من النجاسإات وما ل يؤثر به‪،‬هل وذكر انيته التي يحفظ فيها‪،‬هل شرع في‬
‫بيان المقصود مما تقدما وهو الوضوء‪،‬هل فما مضى في الحاديث السإابقة وسإائل‬
‫يتوصل بها إلى عبادة الوضوء المذكورة في الباب‪.‬‬

‫والوضوء من أعظما شروط الصلة‪،‬هل لما ورد في حديث أبي هريرة رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬ل تقبل صلة من أحدث حتى‬
‫يتوضأ« ])‪،[(278‬هل وعن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬سإمعت رسإول ال صللى‬
‫ال عليه وسإللما يقول‪» :‬ل تقبل صلة بغير طهور« ])‪،[(279‬هل وكان الولى‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 130‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بالمصنف أن يورد هذين الحديثين في أوائل باب الوضوء‪،‬هل أو في باب »شروط‬


‫الصلة« كما فعل ابن دقيق العيد وابن عبد الهادي‪،‬هل لبيان أن الوضوء شرط‬
‫لصحة الصلة])‪.[(280‬‬

‫وعن أبي مالك الشعري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما‪» :‬الطهور شطر اليمان‪، «...‬هل وفي لفظ‪» :‬الوضوء شطر اليمان« ‪،‬هل وفي‬
‫لفظ آخأر‪» :‬إسإباغ الوضوء شطر اليمان« ])‪،[(281‬هل وقد رجح النووي أن المراد‬
‫باليمان‪ :‬الصلة‪،‬هل كما قال تعالى‪}} :‬وما مكان الليه لدي د‬
‫ضيمع دإيممامنعكنما{{‪،‬هل والطهور‬ ‫مم م ع ع‬
‫شرط لصحتها‪،‬هل فصار كالشطر‪،‬هل ول يلزما في الشطر أن يكون نصفا حقيقياا‪،‬هل وال‬
‫أعلما])‪.[(282‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 131‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم السواك عند الوضوء‬

‫ل صللى ال عليه وسإللما‬ ‫‪ 32/1‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه‪،‬هل عن رسإودل ا د‬


‫من م ع‬ ‫عم ن م‬ ‫م‬
‫ضولء«‪ .‬أمنخأمرمجهع ممالد ر‬
‫ك‪،‬هل‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ق معملى أعيمتي لممنرتعهعنما دبالوسإمواك مممع كول عو ع‬
‫مقامل‪» :‬لمنولم أمنن أمعش ي‬
‫د‬
‫صيحمحهع انبعن عخأمزيمممة‪،‬هل وذكره البخأاري تعليقاا‪.‬‬ ‫مومأحممعد‪،‬هل موالينمسإائلي‪،‬هل مو م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه مالك في »الموطأ« )‪ (115) (1/66‬موقوف ا من‬


‫طريق ابن شهاب‪،‬هل عن حميد بن عبد الرحمن‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه أنه‬
‫قال‪) :‬لول أن يشق على أمته لمرهما بالسإواك مع كل وضوء(‪،‬هل قال ابن عبد البر‪:‬‬
‫)هذا الحديث يدخأل في المسإند )أي‪ :‬المرفوع( لتصاله من غير ما وجله‪،‬هل ولما يدل‬
‫عليه اللفظ(])‪،[(283‬هل أي‪ :‬في قوله‪) :‬لمرتهما(‪.‬‬

‫وأخأرجه مرفوعا أحمد )‪،(16/22‬هل والنسإائي في »الكبرى« )‪،(3/291‬هل وابن‬


‫خأزيمة )‪ (140‬كلهما من طريق مالك‪،‬هل عن ابن شهاب‪،‬هل عن حميد بن عبد الرحمن‬
‫بن عوف‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه‪،‬هل مرفوع ا كما في البلوغ‪.‬‬

‫إواسإناده صحيح على شرط الشيخأين‪،‬هل وقد عللقه البخأاري بصيغة الجزما في‬
‫كتاب »الصياما« )‪ 4/158‬فتح(‪،‬هل ولفظه‪» :‬عند كل وضوء«‪.‬‬

‫وأخأرجه مالك )‪ (114‬ومن طريقه البخأاري )‪،(887‬هل والنسإائي )‪ (1/12‬عن‬


‫أبي الزناد‪،‬هل عن العرج‪،‬هل عن أبي هريرة مرفوع ا بلفظ‪» :‬عند كل صلة«‪،‬هل وأخأرجه‬
‫مسإلما )‪ (252‬من طريق ابن عيينة عن أبي الزناد بنحوه‪،‬هل وليس عند مالك لفظة‬
‫)عند كل صلة(‪،‬هل والحديث له طرق متعددة في الصحاح والمسإانيد والسإنن])‬
‫‪.[(284‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 132‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد ذكر الترمذي أن أحاديث السإواك رواها جماعة من الصحابة رضي ال‬
‫عنهما‪،‬هل معيد منهما ـ مع أبي هريرة ـ سإبعة عشر‪،‬هل منهما‪ :‬أبو بكر الصديق‪،‬هل وعلي‪،‬هل‬
‫وابن عباس‪،‬هل وابن عمر‪،‬هل وابن عمرو‪،‬هل وعائشة‪،‬هل وحذيفة‪،‬هل وزيد بن خأالد‪،‬هل وغيرهما])‬
‫‪.[(285‬‬

‫وقد ذكر العلماء أن أحاديث فعل السإواك والحث عليه عند الوضوء وغيره‬
‫بلغت حد التواتر‪،‬هل ذكر ذلك الكتاني‪،‬هل وذكر واحدا وثلثين صحابيا رووا ذلك])‬
‫‪.[(286‬‬

‫وقد ذكر الحافظ أحاديث السإواك وتكلما عنها في »التلخأيص«])‪.[(287‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬لول( هذا حرف امتناع لوجود‪،‬هل أي‪ :‬إنها تدل على امتناع شيء‬
‫لوجود شيء اخأر‪،‬هل وفي هذا الحديث تدل على امتناع إلزاما النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما أمته بالسإواك عند كل وضوء لوجود المشقة عليهما بذلك‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أن أشق( أي‪ :‬أثقل عليهما‪،‬هل من المشقة وهي الشدة])‪،[(288‬هل يقال‪:‬‬
‫شق عليه‪،‬هل أي‪ :‬ثيقل‪،‬هل أو حمله من المر الشديد ما يشق ويشتد عليه‪،‬هل و)أن( وما‬
‫دخألت عليه في تأويل مصدر مبتدأ‪،‬هل والخأبر محذوف وجوباا‪،‬هل أي‪ :‬لول المشقة‬
‫موجودة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬على أمتي( أي‪ :‬جماعتي‪،‬هل والمراد بهما أمة الجابة‪،‬هل وهما من امن به‬
‫واتبعه؛ لنهما هما الذين يمتثلون بفعل المأمور واجتناب المحظور‪،‬هل ل أمة الدعوة ـ‬
‫وهما كل من كان موجودا بعد بعثة النبي صللى ال عليه وسإللما ـ‪.‬‬

‫قوله‪) :‬لمرتهما( أي‪ :‬للزمتهما‪،‬هل فالمراد بالمر هنا‪ :‬اليجاب واللزاما؛ لن‬
‫المشقة ل تكون إل مع اللزاما واليجاب‪،‬هل أما المر الذي ل إلزاما فيه ـ وهو‬
‫المسإتحب ـ فل مشقة فيه لجواز تركه‪،‬هل وعند النسإائي من طريق عبد الرحمن‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 133‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫السإراج‪،‬هل عن سإعيد المقبري‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه بلفظ‪» :‬لفرضت عليهما‬
‫السإواك مع كل وضوء«])‪.[(289‬‬

‫قوله‪) :‬بالسإواك( السإواك ـ بكسإر السإين ـ‪ :‬اسإما للعود الذي يسإتاك به من‬
‫الراك وغيره‪،‬هل ويقال‪ :‬المسإواك ـ بكسإر الميما ـ ويطلق السإواك على الفعل وهو‬
‫التسإوك‪،‬هل أي‪ :‬دلك الفما بالمسإواك لتنظيف السإنان واللسإان واللوثمدة‪،‬هل والمسإواك مشتق‬
‫من اليسإنودك وهو الدلك‪،‬هل قال ابن دريد‪) :‬عسإكت الشيء أسإوكه سإوكاا‪ :‬إذا دلكته‪،‬هل ومنه‬
‫اشتقاق المسإواك‪،[(290)](...‬هل ويجمع على عسإعوك ـ بضما السإين والواو ـ ككتاب‬
‫وكتب‪،‬هل ويجوز تخأفيفه بإسإكان الواو‪،‬هل وفي السإواك فوائد عظيمة‪،‬هل ذكرها ابن‬
‫الملقن])‪.[(291‬‬

‫والمراد ـ هنا ـ الفعل لئل يحتاج السإياق إلى تقدير‪) :‬باسإتعمال السإواك(‪.‬‬

‫قوله‪) :‬مع كل وضوء( ‪،‬هل وفي رواية‪» :‬عند كل وضوء« ومعناهما واحد‪،‬هل‬
‫لنهما ظرفان‪،‬هل والمراد بكل منهما‪ :‬وقت فعل الوضوء‪،‬هل وهو يحتمل أن المراد قبل‬
‫أن يبدأ بالوضوء‪،‬هل فيسإتاك ثما يتوضأ مباشرة‪،‬هل أو أن المراد أثناء الوضوء وذلك عند‬
‫المضمضة‪،‬هل وسإيأتي ذلك إن شاء ال‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن المر بالسإواك للندب ل لليجاب‪،‬هل‬


‫ووجه الدللة‪ :‬أن كلمة )لول( تمنع الشيء لوقوع غيره‪،‬هل فصار الوجوب ممنوعا‬
‫لوجود المشقة‪،‬هل ولو كان السإواك واجبا لمرهما به شق أو لما يشق‪.‬‬

‫والقول بأن السإواك غير واجب بل مسإتحب هو قول جمهور أهل العلما‪،‬هل بل‬
‫ادعى بعضهما فيه الجماع‪،‬هل وحكي عن داود الظاهري إواسإحاق بن راهويه القول‬
‫بوجوبه لورود المر به‪،‬هل لكن قال النووي‪) :‬هذا النقل عن إسإحاق غير معروف ول‬
‫يصح عنه(])‪،[(292‬هل وكذا نسإبة الوجوب إلى داود‪،‬هل ومما يؤكد ذلك أن ابن حزما‬
‫الظاهري ذكر أن السإواك سإنة])‪،[(293‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 134‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على اسإتحباب السإواك عند الوضوء‪،‬هل وهذا‬
‫صيدمر أحاديث الوضوء بهذا الحديث‪،‬هل واخأتار رواية‪:‬‬
‫غرض الحافظ رحمه ال فإنه م‬
‫»مع كل وضوء« مع أن رواية‪» :‬عند كل صلة« في الصحيحين‪،‬هل وقد فعل هذا‬
‫الترمذي فإنه سإاق أحاديث السإواك قبل باب »الوضوء«‪،‬هل وقد سإلك كثير من‬
‫الفقهاء هذا المسإلك‪،‬هل فذكروا السإواك من »سإنن الوضوء«‪.‬‬

‫ولما يحدد في الحديث مكان السإواك من الوضوء‪،‬هل فلذا اخأتلف العلماء على‬
‫قولين‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أنه قبل أن يبدأ بالوضوء‪،‬هل فيسإتاك ثما يتوضأ‪،‬هل وهذا قال به جماعة من‬
‫الحنفية‪،‬هل والمالكية‪،‬هل والشافعية])‪،[(294‬هل وكأنهما أخأذوا برواية‪» :‬عند كل وضوء«‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن السإواك في أثناء الوضوء‪،‬هل وذلك عند المضمضة‪،‬هل فإذا بلغ‬


‫المضمضة جمع بينها وبين السإواك‪،‬هل وهذا قول الجمهور])‪،[(295‬هل واسإتدلوا برواية‪:‬‬
‫»مع كل وضوء« فإن )مع( تفيد المصاحبة‪،‬هل والمصاحبة فيها نوع من المداخألة‪،‬هل‬
‫كالصاحب يداخأل صاحبه فيخأالطه في عشرته وعيشه‪،‬هل فيكون السإواك على هذه‬
‫الرواية داخأل الوضوء‪.‬‬

‫ولكل القولين وجهة‪،‬هل ولكن الظهر من ناحية اسإتقراء هدي النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما أن يكون السإواك قبل الوضوء؛ لنه لما يحفظ عنه صللى ال عليه وسإللما‬
‫أنه تسإوك أثناء المضمضة‪.‬‬

‫وقد ورد في حديث ابن عباس رضي ال عنهما لما بات عند خأالته ميمونة‬
‫ووصف قياما النبي صللى ال عليه وسإللما لصلة الليل وفيه‪) :‬فاسإتيقظ وتسإوك‬
‫وتوضأ‪،(..‬هل وهذه إحدى روايات مسإلما‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬يقول الدكتور عبد ال السإعيد‪) :‬إن الحكمة التي اتخأذناها‬
‫من قول الرسإول صللى ال عليه وسإللما بأمره بالسإتياك عند كل وضوء هو أن‬
‫المسإواك ل يزيل فضلت الكل والرواسإب المخأاطية واللعابية أو الجيرية‪،‬هل بل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 135‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫يزحزح ويحرك هذه الرواسإب من مواضعها التي علقت بها وخأصوص ا ما بين‬
‫السإنان والشقوق والخأاديد التي على سإطوحها‪،‬هل فالمضمضة هي الوسإيلة لطرح‬
‫إوازالة الرواسإب للخأارج‪،‬هل والتي كانت قد تحركت بفعل المسإواك‪،‬هل ومن هنا تظهر‬
‫الحكمة البالغة في قوله صللى ال عليه وسإللما‪» :‬عند كل وضوء« ‪،‬هل فلذلك يجب‬
‫بعد تنظيف السإنان المضمضة‪،‬هل كما أمر الرسإول صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وكما بلين‬
‫لنا ذلك طب السإنان الحديث‪،‬هل ويقول الدكتور »هوبرت«‪،‬هل والدكتور »بارفت«‪:‬‬
‫»يجب أن يعرف المريض أن تفريش السإنان يزحزح فضلت الكل‪،‬هل ولكن ل‬
‫يزيلهما فلذلك فإن التمضمض ضروري ومهما‪.[(296)](«..‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬تقدما أن الحديث ورد في الصحيحين بلفظ‪» :‬عند كل‬


‫صلة« ‪،‬هل فيكون دليلا على تأكد السإواك عند فعل كل صلة فريضةا كانت أو‬
‫نافلة‪،‬هل حتى صلة الصائما بعد الزوال‪،‬هل كالظهر والعصر؛ لن الصلة صلة بين‬
‫العبد وربه تبارك وتعالى‪،‬هل فينبغي أن يكون العبد على أكمل هيئة وأحسإن حال‪،‬هل‬
‫إظها ار لشرف العبادة‪،‬هل ولذا كانت الطهارة شرط ا لصحة الصلة‪،‬هل ومن تكميل‬
‫الطهارة تنظيف الفما بالسإواك مما علق به من أوسإاخ‪،‬هل قد تحمل روائح كريهة‪.‬‬

‫وقد ذكر النبي صللى ال عليه وسإللما للسإواك فائدتين عظيمتين فقال‪:‬‬
‫»السإواك مطهرة للفما‪،‬هل مرضاة للرب«])‪.[(297‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬يسإتفاد مما تقدما أن السإواك مسإنون عند الوضوء‪،‬هل وعند فعل‬
‫الصلة‪،‬هل والسإنة في هذا صريحة صحيحة‪،‬هل قال العيني‪) :‬فإن قلت‪ :‬كيف التوفيق‬
‫بين رواية‪» :‬عند كل وضوء« ورواية‪» :‬عند كل صلة« ؟ا قلت‪ :‬السإواك الواقع‬
‫عند الوضوء واقع للصلة لن الوضوء شرع لها(])‪.[(298‬‬

‫وظاهر ذلك أن الحنفية ل يقولون بالسإواك عند الصلة‪،‬هل وأن الحديث فيه‬
‫تقدير؛ أي‪ :‬عنمد كول وضودء صلة‪،‬هل قالوا‪ :‬لن السإواك من إزالة القذر‪،‬هل وهو ل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 136‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ينبغي عمله في المسإجد‪،‬هل ولنه مظنة جراحة اللثة وخأروج الدما‪،‬هل وهو ناقض عندهما‪،‬هل‬
‫وهذا منصوص عليه في بعض كتبهما‪.‬‬

‫والصواب العمل بالسإنة‪،‬هل وأن السإواك مشروع عند الوضوء وعند القياما إلى‬
‫الصلة‪،‬هل وقد رد العلمة شمس الحق ابادي على بعض الحنفية‪،‬هل وبلين أن الحديث‬
‫ل يحتاج إلى تقدير‪،‬هل وأن السإنة صريحة في السإواك عند الصلة])‪،[(299‬هل وذكر‬
‫ابن الهماما الحنفي في شرح »الهداية« من مواضع اسإتحباب السإواك القياما إلى‬
‫الصلة وعند الوضوء])‪.[(300‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬هذا الحديث من أدلة الصوليين على أن المر المطلق‬


‫يحمل على الوجوب‪،‬هل ووجه السإتدلل‪ :‬أن لفظ )لول( يفيد انتفاء المر بالسإواك‬
‫لوجود المشقة على المة‪،‬هل والندب في السإواك ثابت‪،‬هل فدل على أن المر ل يصدق‬
‫على الندب‪،‬هل بل على ما فيه مشقة وهو الوجوب‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 137‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كيفية وضوء النبي صأللىّ ال عليه وسللم‬

‫ضولء‪،‬هل فممغمسإل مكفينيده‬ ‫‪ 33/2‬ـ معنن عحنم مارمن‪ :‬أمين ععثنممامن رضي ال عنه مدمعا بدمو ع‬
‫ث مم يارلت‪،‬هل ثعيما‬ ‫ق‪،‬هل موانسإتمننثممر‪،‬هل ثعيما مغمسإمل مونجهمهع ثملم م‬‫ض‪،‬هل موانسإتمننمش م‬
‫ضمم م‬‫ث مم يارلت‪،‬هل ثعيما مم ن‬‫ثملم م‬
‫ك‪،‬هل ثيما مممسإمح بد منأردسإده‪،‬هل ثيما‬‫ث مم لارلت‪،‬هل ثعيما العينسإرى دمنثمل ذل م‬ ‫ق مثل م‬ ‫مغمسإمل ميمدهع انلعينممنى إملى الدمرفم د‬
‫ت‬‫ك‪،‬هل ثعيما مقامل‪ :‬مأمرني ع‬ ‫ث مم لارلت‪،‬هل ثعيما انلعينسإمرى دمنثمل ذلد م‬
‫مغمسإمل درنجمله العينممنى دإلى انلمكنعمبنيدن ثملم م‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬‫ضودئي همذا‪ .‬عمتيفم ر‬ ‫ل صللى ال عليه وسإللما تممو ي‬ ‫رسإومل ا د‬
‫ضأم مننحمو عو ع‬ ‫مع‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة راوييه‪،‬هل وهما‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ عحمران‪ :‬وهو عحمران بن أبان بن خأالد‪،‬هل ثقة من التابعين‪،‬هل من سإبي عين‬
‫التمر‪،‬هل أعتقه عثمان رضي ال عنه‪،‬هل فتحول إلى البصرة‪،‬هل ومات بها سإنة خأمس‬
‫وسإبعين‪،‬هل رحمه ال‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ عثمان‪ :‬وهو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي الموي‪،‬هل‬
‫أمير المؤمنين‪،‬هل وثالث خألفاء المسإلمين‪،‬هل أسإلما قديم ا على يد أبي بكر رضي ال‬
‫عنه‪،‬هل وهاجر الهجرتين‪،‬هل وتزوج ابنة النبي صللى ال عليه وسإللما رقية‪،‬هل فلما توفيت‬
‫زلوجه أخأتها أما كلثوما‪،‬هل فسإمي ذا النورين‪،‬هل مبيشمرهع النبي صللى ال عليه وسإللما بالجنة‪،‬هل‬
‫وشهد له بالشهادة‪،‬هل وبايع عنه بيعة الرضوان؛ لنه صللى ال عليه وسإللما بعثه إلى‬
‫مكة‪،‬هل فأشيع أنهما قتلوه‪،‬هل فضرب إحدى يديه على الخأرى‪،‬هل وقال‪» :‬هذه عن‬
‫عثمان« ‪،‬هل تولى الخألفة بعد أمير المؤمنين عمر رضي ال عنه‪،‬هل بمبايعة أهل‬
‫الشورى إياه‪،‬هل في أول يوما من محرما سإنة أربع وعشرين‪،‬هل وقتل شهيدا يوما الجمعة‬
‫لثمان عشرة خألت من ذي الحجة بعد العصر‪،‬هل ودفن ليلة السإبت سإنة خأمس‬
‫وثلثين‪،‬هل وقبره معروف في البقيع‪،‬هل رضي ال عنه])‪.[(301‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 138‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« باب »الوضوء ثلث ا‬


‫ثلثاا« برقما )‪،(159‬هل وأخأرجه مسإلما في »الطهارة« )‪ (226‬من طريق إبراهيما ابن‬
‫سإعد‪،‬هل عن ابن شهاب‪،‬هل عن عطاء بن زيد الليثي‪،‬هل عن حمران به‪.‬‬

‫وهذا لفظ مسإلما‪،‬هل وتمامه‪) :‬ثما قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬من‬
‫توضأ نحو وضوئي هذا‪،‬هل ثما قاما فركع ركعتين ل يحدث فيهما نفسإه عغفر له ما تقدما‬
‫من ذنبه« ‪،‬هل قال ابن شهاب‪) :‬وكان علماؤنا يقولون‪ :‬هذا الوضوء أسإبغ ما يتوضأ‬
‫به أحد للصلة(‪.‬‬

‫وللحديث طرق أخأرى‪،‬هل وألفاظ متعددة‪،‬هل فقد رواه عن ابن شهاب رواة اخأرون‬
‫في الصحيحين والسإنن والمسإانيد‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫ضولء( بفتح الواو‪،‬هل وهو الماء الذي يتوضأ به‪،‬هل أي‪ :‬طلب ماء‬
‫قوله‪) :‬دعا بدمو ع‬
‫يتوضأ به‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فغسإل كفيه ثلث مرات( كفيه‪ :‬مثنى )كف( وهي الراحة مع‬
‫الصابع‪،‬هل ومحلدها مفصل الذراع‪،‬هل سإميت بذلك لنها تكف الذى عن البدن‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ثما تمضمض( أي‪ :‬أدار الماء في فمه‪،‬هل تقول‪ :‬مضمضت الماء في‬
‫فمي‪ :‬حركته بالدارة فيه‪،‬هل وتمضمضت بالماء‪ :‬فعلت ذلك‪،‬هل وهي مأخأوذة من‬
‫قولهما‪ :‬تمضمضت الحية في عجحرها‪،‬هل أي‪ :‬تحركت‪.‬‬

‫قوله‪) :‬واسإتنشق( السإتنشاق‪ :‬جذب الماء بالنفس إلى باطن النف‪.‬‬

‫قوله‪) :‬واسإتنثر( السإتنثار‪ :‬إخأراج الماء من النف‪،‬هل ولما يرد في طرق هذا‬
‫الحديث في الصحيحين ذكر العدد في المضمضة والسإتنثار‪،‬هل لكن ورد ذلك عند‬
‫أبي داود من طريقين في حديث عثمان هذا])‪،[(302‬هل وورد ـ أيض ا ـ في حديث أبي‬
‫هريرة وعلي رضي ال عنهما‪،‬هل وسإيأتي ذكرهما ـ إن شاء ال ـ‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 139‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬ثما غسإل وجهه( الوجه‪ :‬مأخأوذة من المواجهة‪،‬هل سإمي بذلك لنه‬
‫يواجه به‪،‬هل ومحلدهع من منابت الشعر المعتاد إلى ما نزل من اللحية والذقن طو ا‬
‫ل‪،‬هل ومن‬
‫الذن إلى الذن عرضاا‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إلى المرفق( إلى‪ :‬للغاية‪،‬هل والغالب عدما دخأول نهاية الغاية في حكما‬
‫ما قبلها‪،‬هل نحو‪ :‬قرأت الكتاب إلى الصفحة الخأيرة‪،‬هل ومنه قوله تعالى‪}} :‬ثعيما أمتدلموا‬
‫صميامما دإملى اللينيدل{{ ]البقرة‪ [187 :‬إل إذا وجدت قرينة تدل على الدخأول‪،‬هل نحو‪:‬‬
‫ال و‬
‫صمت المفروض من أوله إلى اليوما الخأير‪،‬هل ومثل ذلك قوله تعالى‪}} :‬دإملى‬
‫انلمم ماردف د‬
‫ق{{ فقد دلت السإنة على دخأول المرفق في المغسإول‪،‬هل والسإنة بيان للقران‪،‬هل‬
‫وذلك في حديث أبي هريرة رضي ال عنه أنه توضأ فغسإل وجهه‪،‬هل فأسإبغ الوضوء‪،‬هل‬
‫ثما غسإل يده اليمنى حتى أشرع في العضد‪،‬هل ثما يده اليسإرى حتى أشرع في العضد‪،‬هل‬
‫ثما مسإح رأسإه‪،‬هل ثما غسإل رجله اليمنى حتى أشرع في السإاق‪،‬هل ثما غسإل رجله اليسإرى‬
‫حتى أشرع في السإاق‪،‬هل ثما قال‪ :‬هكذا رأيت رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يتوضأ])‬
‫‪.[(303‬‬

‫والمرفق‪ :‬بكسإر الميما وفتح الفاء‪،‬هل وبفتح الميما وكسإر الفاء‪،‬هل هو مفصل‬
‫العضد من الذراع‪،‬هل وجمعه مرافق؛ قال تعالى‪}} :‬وأمنيددميعكنما دإملى انلمم ماردف د‬
‫ق{{ ]المائدة‪:‬‬ ‫م‬
‫‪ [6‬سإمي بذلك لنه عيرتفق به في التكاء ونحوه‪،‬هل أي‪ :‬يسإتعان به‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ثما مسإح برأسإه( أي‪ :‬أمير يده عليه مبلولة بالماء‪،‬هل وحد الرأس‪:‬‬
‫منابت الشعر من جوانب الوجه إلى أعلى الرقبة‪،‬هل والباء لللصاق؛ لن الماسإح‬
‫يلصق يده بالممسإوح‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إلى الكعبين( مثنى كعب‪،‬هل والكعبان‪ :‬عظمان ناتئان في أسإفل‬


‫السإاق‪،‬هل و)إلى( بمعنى‪) :‬مع( بدليل حديث أبي هريرة المذكور قريباا‪.‬‬

‫قوله‪) :‬نحو عوضوئي هذا( أي‪ :‬شبه وضوئي‪،‬هل وهو بضما الواو؛ لن المراد‬
‫به فعل الوضوء‪،‬هل وقد ورد عند أبي داود‪» :‬توضأ مثل وضوئي هذا« ])‪،[(304‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 140‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫إوانما قال‪) :‬نحو( في رواية الصحيحين‪،‬هل ولما يقل‪) :‬مثل( لن حقيقة مماثلة وضوء‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما ل يقدر عليها غيره‪،‬هل لكن ثبت التعبير بالمماثلة كما في‬
‫رواية أبي داود المذكورة‪،‬هل فيكون التعبير بـ )نحو( من تصرف الرواة؛ لنها تطلق‬
‫على المثلية مجا ازا‪،‬هل أو يكون المعول على ما في الصحيحين‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬فضيلة أمير المؤمنين عثمان رضي ال عنه وحرصه على‬
‫تعليما العلما‪،‬هل نش ار للسإنة‪،‬هل ونصحا للمة‪،‬هل فينبغي للعلماء وطلب العلما أن ينشروا‬
‫ل‪،‬هل فإن عثمان‬
‫السإنن بين الناس‪،‬هل وأل يكتفوا بوضوحها ومعرفة الناس لها إجما ا‬
‫رضي ال عنه بين صفة وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما بالفعل‪،‬هل مع أنه أمر‬
‫معروف‪،‬هل ول سإيما في القرن الول‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬هذا الحديث هو أحد الحاديث التي بينت صفة وضوء‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما على الكمال‪،‬هل قال ابن الملقن‪) :‬هو أصل عظيما في‬
‫صفة الوضوء(])‪ .[(305‬وتقدما كلما ابن شهاب الزهري‪.‬‬

‫ولذا جعله الحافظ أصلا في بيان صفة وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل‬
‫وجعل ما بعده من الحاديث مكملت له‪.‬‬

‫وسإأتكلما ـ إن شاء ال ـ عن فوائده‪،‬هل دون المسإائل التي لها أحاديث مسإتقلة‬


‫سإتأتي‪،‬هل فهذه أترك الكلما عليها إلى حينه‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬جواز السإتعانة في إحضار ماء الوضوء‪،‬هل لقول حمران‪:‬‬


‫)إن عثمان رضي ال عنه دعا بوضوء(‪،‬هل وقد حكى ابن الملقن الجماع على جواز‬
‫ذلك من غير كراهة])‪.[(306‬‬

‫ويدخأل في ذلك صب الماء على المتوضئِّ‪،‬هل لما ورد عن المغيرة بن شعبة‬


‫رضي ال عنه قال‪) :‬بينا أنا مع رسإول ال صللى ال عليه وسإللما ذات ليلة إذ نزل‬
‫فقضى حاجته‪،‬هل ثما جاء فصببت عليه من إداوة كانت معي‪،‬هل فتوضأ‪،‬هل ومسإح على‬
‫خأفيه(])‪.[(307‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 141‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬أن عثمان رضي ال عنه سإلك في بيان صفة وضوء النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما مسإلك البيان بالفعل دون القول؛ لن الوصف بالفعل أسإرع‬
‫إدراكاا‪،‬هل وأدق تصوي ارا‪،‬هل وأرسإخ في النفس؛ لن البيان بالقول يعتمد على اللفاظ‪،‬هل‬
‫واللفاظ يطرقها الحتمال في المعنى‪،‬هل ويسإتفاد من ذلك أنه ينبغي للمعلما أن يسإلك‬
‫أقرب الطرق ليصال المعلومات إلى أذهان الطلب‪،‬هل وفي مقدمة ذلك وسإائل‬
‫اليضاح التي تعين على الفهما ورسإوخ العلما‪.‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬مشروعية الوضوء بهـذه الكيفية‪،‬هل فيغسإل كفيه ثلثاا‪،‬هل ثما‬
‫يتمضمض‪،‬هل ويسإتنشق‪،‬هل ويسإتنثر‪،‬هل ثما يغسإل وجهـه ثلثاا‪،‬هل ثما يده اليمنى مع مرفقه‬
‫ثلثاا‪،‬هل ثما اليسإرى كذلك‪،‬هل ثما يمسإح برأسإه‪،‬هل ثما يغسإل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلثاا‪،‬هل‬
‫ثما اليسإرى كذلك‪،‬هل وهذه صفة وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫الوجه التاسإع‪ :‬الحديث دليل على مشروعية غسإل الكفين ثلث مرات‪،‬هل وهذا‬
‫سإنة؛ لن الوارد فيه فعل مجرد‪،‬هل كما في حديث عثمان هذا‪،‬هل وحديث عبد ال بن‬
‫زيد رضي ال عنه في الصحيحين‪،‬هل وحديث علي رضي ال عنه عند أصحاب‬
‫السإنن وغيرهما‪،‬هل وحديث أبي هريرة رضي ال عنه أخأرجه الطبراني في الوسإط‬
‫بإسإنالد رجاله رجال الصحيح‪،‬هل كما قال الهيثمي])‪.[(308‬‬

‫وليس غسإلهما واجباا؛ لن ال تعالى ذكر الوضوء في القران ـ كما في اية‬


‫المائدة ـ وبدأ بغسإل الوجه‪،‬هل ولما يذكر غسإل الكفين‪،‬هل قال ابن قدامة‪) :‬وليس غسإلهما‬
‫بواجب عند غير القياما من النوما‪،‬هل بغير خألف نعلمه(])‪.[(309‬اهـ‪.‬‬

‫والحكمة من غسإلهما أنهما الة الغسإل‪،‬هل بهما يؤخأذ الماء‪،‬هل وتدلك العضاء‪،‬هل‬
‫فناسإب تطهيرهما قبل ذلك‪.‬‬

‫وهذا الغسإل لغير القائما من النوما‪،‬هل أما غسإلهما بعد القياما من النوما فهذا‬
‫سإيأتي إن شاء ال تعالى‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 142‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وظاهر الحديث أنه يغسإل الكفين بغرفة واحدة‪،‬هل لقوله‪) :‬فغسإل كفيه ثلث‬
‫مرات(‪،‬هل وفي رواية لمسإلما‪) :‬فأفرغ على كفيه ثلث مرار فغسإلهما(‪،‬هل وفي حديث‬
‫ميمونة قالت‪) :‬وضعت لرسإول ال صللى ال عليه وسإللما وضوء الجنابة فأكفأ‬
‫بيمينه على يسإاره مرتين أو ثلثاا‪ (..‬الحديث])‪.[(310‬‬

‫الوجه العاشر‪ :‬الحديث دليل على اسإتحباب التثليث في المضمضة‬


‫والسإتنشاق وغسإل الوجه وغسإل اليدين والرجلين‪،‬هل وقد بلوب البخأاري رحمه ال في‬
‫كتاب الوضوء على هذا الحديث بقوله‪» :‬باب الوضوء ثلثا ثلثاا« ـ كما تقدما ـ‬
‫ودللته على ذلك ظاهرة‪.‬‬

‫ويجوز زيادة بعض أعضاء الوضوء على بعض في الغسإل‪،‬هل بأن يغسإل‬
‫بعض العضاء مرة‪،‬هل وبعضها مرتين‪،‬هل وبعضها ثلثاا‪،‬هل لما ورد في حديث عبد ال‬
‫بن زيد أن النبي صللى ال عليه وسإللما توضأ فغسإل وجهه ثلثاا‪،‬هل وغسإل يديه مرتين‪،‬هل‬
‫ومسإح رأسإه مرة])‪.[(311‬‬

‫قال النووي‪) :‬فيه دللة على جواز مخأالفة العضاء‪،‬هل وغسإل بعضها ثلث ا‬
‫وبعضها مرتين‪،‬هل وبعضها مرة‪،‬هل وهذا جائز‪،‬هل والوضوء على هذه الصفة صحيح بل‬
‫شك‪،‬هل ولكن المسإتحب تطهير العضاء كلها ثلث ا ثلث ا كما قدمنا‪،‬هل إوانما كانت‬
‫مخأالفتها من النبي صللى ال عليه وسإللما في بعض الوقات‪،‬هل بيان ا للجواز‪،‬هل كما‬
‫توضأ مرة مرة في بعض الوقات بيان ا للجواز‪،‬هل وكان في ذلك الوقت أفضل في‬
‫حقه صللى ال عليه وسإللما لن البيان واجب عليه صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فإن قيل‪:‬‬
‫البيان يحصل بالقول؟ا فالجواب‪ :‬أنه أوقع بالفعل في النفوس‪،‬هل وأبعد من التأويل‪،‬هل‬
‫وال أعلما(])‪.[(312‬‬

‫الوجه الحادي عشر‪ :‬ل تجوز الزيادة في الوضوء على ثلث مرات‪،‬هل وقد‬
‫نقل النووي الجماع على كراهة الزيادة على الثلث])‪،[(313‬هل ودليل ذلك حديث‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪ :‬جاء أعرابي إلى النبي صللى ال عليه‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 143‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وسإللما يسإأله عن الوضوء؟ا فأراه ثلث ا ثلثاا‪،‬هل قال‪» :‬هذا الوضوء‪،‬هل فمن زاد على هذا‬
‫فقد أسإاء وتعدى وظلما«])‪.[(314‬‬

‫قال الترمذي بعد حديث علي رضي ال عنه أن النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫توضأ ثلثا ثلثا قال‪) :‬والعمل على هذا عند عامة أهل العلما‪،‬هل أن الوضوء يجزي‬
‫مرة مرة‪،‬هل ومرتين أفضل‪،‬هل وأفضله ثلث‪،‬هل وليس بعده شيء(‪.‬‬

‫وقال ابن المبارك‪) :‬ل امن إذا زاد في الوضوء على الثلث أن يأثما(‪.‬‬

‫وقال أحمد إواسإحاق‪) :‬ل يزيد على الثلث إل رجل مبتلى(])‪.[(315‬‬

‫وقال إبراهيما النخأعي‪) :‬تشديد الوضوء من الشيطان‪،‬هل ولو كان هذا فضلا‬
‫لوثر به أصحاب محمد صللى ال عليه وسإللما(])‪.[(316‬‬
‫ع‬

‫الوجه الثاني عشر‪ :‬الحديث دليل على فضيلة صلة ركعتين‪،‬هل والثواب‬
‫الموعود به مرتب على المرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬وضوؤه على الكيفية المذكورة‪،‬هل ومنها التثليث‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬صلة ركعتين عقب الوضوء بالوصف المذكور‪،‬هل وهو قوله‪» :‬ل‬
‫عيمحود ع‬
‫ث فيهما نفسإه« أي‪ :‬ل يفكر في شيء خأارلج عن صلته‪،‬هل وقوله‪» :‬ل يحدث«‬
‫يفيد أن المراد ما يسإترسإل مع النفس مع إمكان دفعه وقطعه‪،‬هل أما ما يهجما على‬
‫النفس ويتعذر دفعه فهو معفو عنه؛ لنه ليس في مقدور النسإان‪،‬هل وظاهر الحديث‬
‫أنه شامل لحديث النفس في أمور الدين وأمور الدنيا‪،‬هل وخأصه بعض العلماء‬
‫بالثاني‪،‬هل لما ورد عند البخأاري تعليق ا أن عمر رضي ال عنه قال‪) :‬إني لجهز‬
‫جيشي وأنا في الصلة(])‪،[(317‬هل والذي يظهر أن ما كان في أمور الدين أخأف‬
‫مما يكون في أمور الدنيا‪.‬‬

‫وأما ثواب ذلك فهو مغفرة ما سإبق من الذنوب‪،‬هل والمراد الذنوب الصغائر‬
‫عند جمهور العلماء])‪،[(318‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 144‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫مسح الرأس مرة واحدة‬

‫ضودء الينبدوي صللى ال عليه‬ ‫د د‬ ‫د‬


‫‪ 34/3‬ـ معنن معليي رضي ال عنه ـ في صفمة عو ع‬
‫وسإللما ـ مقامل‪ :‬مومممسإمح بدمنأردسإده موادحمداة‪ .‬أمنخأمرمجهع أمعبو مداعومد‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي‪،‬هل أمير المؤمنين‪،‬هل‬
‫ورابع خألفاء المسإلمين‪،‬هل وابن عما خأاتما النبيين‪،‬هل ولد قبل البعثة بعشر سإنين على‬
‫الصحيح‪،‬هل وتربى في دحنجدر النبي صللى ال عليه وسإللما لقصة مذكورة في السإيرة‬
‫النبوية‪،‬هل وامن به من حين عبعث‪،‬هل ومزيومجهع النبي صللى ال عليه وسإللما ابنته فاطمة‪،‬هل‬
‫وخألفه في أهله في غزوة تبوك‪،‬هل وقال‪» :‬أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون‬
‫من موسإى‪،‬هل إل أنه ل نبي بعدي« ])‪،[(319‬هل شهد له النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫بالجنة‪،‬هل واشتهر بالشجاعة والفروسإية والقداما والعلما والفطنة‪،‬هل حتى قال فيه عمر‬
‫رضي ال عنه‪) :‬أقضانا علي( تولى الخألفة بعد عثمان رضي ال عنه في اخأر‬
‫ذي الحجة‪،‬هل سإنة خأمس وثلثين ـ كما تقدما ـ إلى أن قتل شهيدا لدبد ن‬
‫ضمع معنشمرةم ليلةا‬
‫خألت من رمضان سإنة أربعين‪،‬هل ودفن في قصر المارة بالكوفة‪،‬هل وقيل‪ :‬في مكان‬
‫مجهول خأوفا من الخأوارج])‪،[(320‬هل رضي ال عنه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث قطعة من حديث طويل‪،‬هل أخأرجه أبو داود )‪ (111‬في »صفة‬
‫وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما«‪،‬هل وأخأرجه النسإائي مخأتص ار )‪،(1/68‬هل من‬
‫طريق أبي عوانة‪،‬هل عن خأالد بن علقمة‪،‬هل عن عبد خأير])‪ [(321‬قال‪) :‬أتانا علي‬
‫طهور وقد صلى؟ا ما‬ ‫طهور‪،‬هل فقلنا‪ :‬ما يصنع بال ي‬
‫رضي ال عنه وقد صلى‪،‬هل فدعا ب م‬
‫يريد إل أن يعلمنا‪ ...‬وسإاق الحديث إلى أن قال‪ :‬ثما جعل يده في الناء‪،‬هل فمسإح‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 145‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫برأسإه مرة واحدة‪ ..‬الحديث( وقد أخأرجه أبو داود ـ أيض ا ـ من طريق زائدة بن‬
‫قدامة‪،‬هل عن خأالد به‪،‬هل وأخأرجه من طرق أخأرى‪،‬هل والحديث صحيح‪،‬هل قال عنه‬
‫الترمذي‪) :‬حديث علي أحسإن شيء في هذا الباب وأصح؛ لنه قد روي من غير‬
‫وجه عن علي رضوان ال عليه(])‪ [(322‬وقال البزار‪) :‬هذا الحديث قد رواه غير‬
‫واحد عن خأالد بن علقمة‪،‬هل عن عبد خأير‪،‬هل عن علي‪،‬هل ول نعلما أحدا أحسإن له سإياق ا‬
‫ول أتما كلم ا من زائدة(‪.‬اهـ])‪.[(323‬‬

‫وهذا الحديث بطوله اسإتوفى صفة وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وهو‬
‫يفيد ما أفاده حديث حمران عن عثمان رضي ال عنه ـ السإابق ـ إوانما أتى‬
‫المصنف بهذا القدر من حديث علي رضي ال عنه لنها صرحت بما لما عيصيرح به‬
‫في حديث عثمان‪،‬هل فإن حديث عثمان ذكر مسإح الرأس وظاهره أنها واحدة‪،‬هل لكن‬
‫في هذا الحديث صرح بأنه مسإح رأسإه مرة واحدة‪،‬هل مع تصريحه بتثليث ما عداه من‬
‫العضاء‪،‬هل وسإيذكره المصنف بعد واحد وعشرين حديث ا مسإتدلا بها على مسإألة من‬
‫مسإائل الوضوء‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن الرأس يمسإح مرة واحدة‪،‬هل وأنه ل يكرر‬
‫مسإحه كما يكرر الغسإل‪،‬هل ولذا لما يشرع غسإله؛ لنه لو شرع غسإله لعظمت المشقة؛‬
‫لن الرأس يكون عليه الشعر غالباا‪،‬هل إواكثار الماء عليه ول سإيما في أياما الشتاء‬
‫يؤذي النسإان‪،‬هل ولنه لو عغدسإمل وهو أعلى البدن لتسإرب الماء إلى الثياب‪،‬هل فشرع‬
‫مسإح جميعه‪،‬هل وأقاما الشرع ذلك مقاما غسإله‪،‬هل تخأفيفا ورحمة بالعباد‪.‬‬

‫والقول بأن الرأس يمسإح مرة واحدة هو مذهب الجمهور من أهل العلما‪،‬هل من‬
‫الحنفية‪،‬هل والمالكية‪،‬هل والصحيح من مذهب الحنابلة])‪،[(324‬هل ودليلهما حديث علي‬
‫هذا‪،‬هل وحديث عبد ال بن زيد‪،‬هل وفيه‪) :‬ثما أدخأل يده فمسإح رأسإه فأقبل بهما وأدبر‬
‫مرة واحدة(])‪،[(325‬هل وكذلك حديث عثمان المتقدما‪،‬هل فإنه لما يذكر التثليث في مسإح‬
‫الرأس كما ذكره في غيره من العضاء‪،‬هل وكذا حديث اللرمبويع بنت معوذ بن عفراء‬
‫رضي ال عنها قالت‪ :‬رأيت رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يتوضأ‪،‬هل قالت‪ :‬فمسإح‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 146‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫صندغ‪:‬‬
‫صندغيه وأذنيه مرة واحدة])‪ [(326‬وال ل‬
‫رأسإه‪،‬هل ومسإح ما أقبل منه وما أدبر‪،‬هل و ع‬
‫ما بين لحظ العين إلى أصل الذن والشعر المتدلي على ذلك الموضع‪.‬‬

‫قال ابن القيما‪) :‬والصحيح أنه لما يكرر مسإح رأسإه‪،‬هل بل كان إذا كرر غسإل‬
‫العضاء أفرد مسإح الرأس‪،‬هل هكذا جاء عنه صريحاا‪،‬هل ولما يصح عنه صللى ال عليه‬
‫وسإللما خألفه البتة‪.[(327)](..‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أنه يشرع تثليث مسإح الرأس‪،‬هل وهو مذهب الشافعي‪،‬هل فإنه‬
‫قال‪) :‬وأحب لو مسإح رأسإه ثلثاا‪،‬هل وواحدةر تجزئه(])‪،[(328‬هل وهو رواية عن الماما‬
‫أحمد‪،‬هل وهو قول لبعض السإلف‪،‬هل كإبراهيما التيمي وعطاء])‪.[(329‬‬

‫واسإتدلوا بما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ حديث عثمان رضي ال عنه‪،‬هل ففي رواية أنه قال‪) :‬أل أريكما وضوء‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما ثما توضأ ثلثا ثلثاا(])‪ [(330‬قالوا‪ :‬فظاهر ذلك‬
‫يشمل مسإح الرأس‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ما أخأرجه أبو داود من حديث عثمان‪،‬هل من طريق عامر بن شقيق أن‬
‫عثمان مسإح رأسإه ثلثاا‪،‬هل ثما قال‪ :‬رأيت رسإول ال صللى ال عليه وسإللما فعل هذا])‬
‫‪.[(331‬‬

‫والصحيح القول الول‪،‬هل وهو أن الرأس يمسإح مرة واحدة على الصفة التية‪،‬هل‬
‫والزيادة على ذلك غير مشروعة‪،‬هل لقوة دليله‪،‬هل ولن المسإح مبني على التخأفيف‪،‬هل فل‬
‫يقاس على الغسإل المراد منه المبالغة في السإباغ‪،‬هل ولنه لو اعتبر العدد في المسإح‬
‫لصار في صورة الغسإل إذ حقيقة الغسإل جريان الماء‪.‬‬

‫وأما رواية مسإلما فهي مجملة‪،‬هل وقد تبين في الروايات الصحيحة أن المسإح لما‬
‫يتكرر فيحمل على الغالب‪،‬هل أو أن التثليث يخأتص بالمغسإول‪.‬‬

‫وأما حديث أبي داود فهو ضعيف من هذا الطريق؛ لنه من رواية عامر‬
‫ابن شقيق‪،‬هل وهو لين الحديث‪،‬هل كما في »التقريب«‪،‬هل ثما هي معارضة بما هو أصح‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 147‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫منها‪،‬هل فتكون شاذة‪،‬هل ولهذا قال أبو داود‪) :‬أحاديث عثمان رضي ال عنه الصحاح‬
‫كلها تدل على مسإح الرأس أنه مرة‪،‬هل فإنهما ذكروا الوضوء ثلثاا‪،‬هل وقالوا فيها‪ :‬ومسإح‬
‫رأسإه‪،‬هل ولما يذكروا عددا كما ذكروا في غيره(])‪،[(332‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 148‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كيفية مسح الرأس‬

‫صفمدة‬‫ل نبدن مزنيدد نبدن عاصما ل‪ $‬رضي ال عنه ـ في د‬ ‫‪ 35/4‬ـ عن عبدد ا د‬


‫م‬ ‫م ن من‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬
‫ضودء ـ مقامل‪ :‬مومممسإمح صللى ال عليه وسإللما بد منأردسإده‪،‬هل فمأمنقمبمل بميمدنيده موأمندمبمر‪ .‬عمتيفم ر‬
‫انلعو ع‬
‫دد‬ ‫ل‬
‫مودفي لمنفظ‪ :‬مبمدأم بدعمقميددما منأرسإه‪،‬هل محيتى مذمه م‬
‫ب بددهمما إملى قممفاعه‪،‬هل ثعيما مريدعهمما إملى المممكادن‬
‫اليدذي مبمدأم دمننعه‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو عبد ال بن زيد بن عاصما النصاري المزني رضي ال عنه‪،‬هل شهد‬


‫غزوة أحد وما بعدها‪،‬هل واخأتلف في شهوده غزوة بدر‪،‬هل روى عن النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما حديث الوضوء‪،‬هل وعدة أحاديث ذكر ابن الملقن أنها ثمانية وأربعون‬
‫حديثاا])‪،[(333‬هل اتفق البخأاري ومسإلما على ثمانية منها‪،‬هل ولما غ از الناس اليمامة‬
‫شارك عبد ال بن زيد مونحدشيي بن حرب في قتل مسإيلمة‪،‬هل وعقتل رضي ال عنه يوما‬
‫الحرة‪،‬هل سإنة ثلث وسإتين])‪.[(334‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث قطعة من حديث طويل أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء«‬


‫)‪ (186‬ومسإلما )‪ (235‬من طريق عمرو بن يحيى المازني‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل قال‪:‬‬
‫شهدت عمرو بن أبي حسإن‪،‬هل سإأل عبد ال بن زيد عن وضوء النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما‪،‬هل فدعا بدتمنولر من ماء فتوضأ لهما وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وسإاق‬
‫الحديث‪ ..‬إلى أن قال‪ :‬ثما أدخأل يده فمسإح رأسإه‪،‬هل فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة‪..‬‬
‫الحديث‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 149‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫واللفظ المذكور بعد ذلك أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« )‪ (185‬باب‬


‫»مسإح الرأس« ومسإلما )‪،(235‬هل من حديث عبد ال بن زيد رضي ال عنه‪.‬‬

‫ولعل غرض الحافظ من سإياق هذا اللفظ تفسإير القبال والدبار في اللفظ‬
‫الذي قبله‪،‬هل فإن هذا اللفظ أوضح في المراد‪.‬‬

‫وحديث عبد ال بن زيد قد اسإتوفى صفة وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل‬
‫وهو يفيد ما أفاده حديث عثمان رضي ال عنه‪،‬هل إل أن فيه زيادة بيان صفة مسإح‬
‫الرأس‪،‬هل وهي لما ترد في حديث عثمان رضي ال عنه‪،‬هل فلذا سإاق الحافظ هذا القدر‬
‫من الحديث‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬فأقبل بيديه( أي‪ :‬بدأ بدقمنبدل رأسإه‪،‬هل يعني مقدمه‪،‬هل والقمنبعل من كل شيء‪:‬‬
‫خألف دبره‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وأدبر( أي‪ :‬رجع بهما من دبر الرأس‪،‬هل أي‪ :‬مؤخأره‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ذهب بهما إلى قفاه( أي‪ :‬أوصل يديه إلى قفاه‪،‬هل والقفا‪ :‬مؤخأر الرأس‬
‫والعنق‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على وجوب اسإتيعاب الرأس عند المسإح‪،‬هل وهو‬
‫قول مالك والمشهور عن أحمد])‪،[(335‬هل وهو ما رجحه شيخ السإلما ابن تيمية])‬
‫‪ [(336‬وابن كثير])‪،[(337‬هل لقوله‪) :‬مسإح رأسإه بيديه فأقبل بهما وأدبر( ويكون‬
‫فعله صللى ال عليه وسإللما بيان ا لمجمل القران في قوله تعالى‪}} :‬موانممسإعحوا‬
‫بدعرعؤودسإعكنما{{ ]المائدة‪. [6 :‬‬

‫وقالت الشافعية وأصحاب الرأي‪ :‬يجزئ مسإح بعض الرأس‪،‬هل بل عند‬


‫الشافعية يكفي ما يقع عليه اسإما المسإح إوان قل])‪[(338‬؛ لحديث المغيرة أنه صللى‬
‫ال عليه وسإللما توضأ فمسإح بناصيته وعلى العمامة])‪،[(339‬هل قالوا‪ :‬وهذا يمنع‬
‫وجوب السإتيعاب‪،‬هل والحق أنه ل دليل فيه إل لو كان صللى ال عليه وسإللما اقتصر‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 150‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫على مسإح الناصية‪،‬هل ولكنه لما يكتف بذلك بل أتما مسإحه لباقي رأسإه‪،‬هل وهو ما كانت‬
‫تغطيه العمامة‪،‬هل فدللته على السإتيعاب أولى‪،‬هل وسإيأتي هذا الحديث إن شاء ال‬
‫تعالى‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على صفة مسإح الرأس‪،‬هل وهو أن يبدأ بمقدما‬
‫رأسإه‪،‬هل فيذهب بيديه إلى قفاه أعلى الرقبة‪،‬هل ثما يردهما حتى يصل إلى المكان الذي‬
‫بدأ منه‪،‬هل وهو مبتدأ الشعر على حد الوجه‪،‬هل وقد دل على هذه الصفة قوله‪) :‬بدأ‬
‫بمقدما رأسإه حتى ذهب بهما إلى قفاه‪،‬هل ثما ردهما إلى المكان الذي بدأ منه(‪.‬‬

‫والقول الثاني في تفسإير القبال والدبار أن يبدأ بمؤخأر رأسإه‪،‬هل فيقبل إلى‬
‫جهة الوجه‪،‬هل ثما يدبر فيرجع إلى المؤخأر‪،‬هل أخأذا بظاهر قوله‪) :‬فأقبل بيديه وأدبر(‬
‫ولما ورد في حديث اللربويع بنت معوذ‪) :‬أن النبي صللى ال عليه وسإللما مسإح برأسإه‬
‫مرتين‪ :‬بدأ بمؤخأر رأسإه‪،‬هل ثما بمقدمه(])‪.[(340‬‬

‫وأجاب الولون عن هذه اللفظة‪) :‬أقبل بيديه وأدبر(‪،‬هل بثلثة أجوبة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن الواو ل تقتضي الترتيب‪،‬هل وأن التقدير‪ :‬أدبر وأقبل‪،‬هل ويؤيد ذلك ما ورد‬
‫عند البخأاري من طريق سإليمان بن بلل بلفظ‪) :‬فمسإح رأسإه‪،‬هل فأدبر به وأقبل(])‬
‫‪.[(341‬‬

‫‪ 2‬ـ أن القبال والدبار من المور الضافية التي تنسإب إلى ما يقبل إليه‬
‫ويدبر عنه‪،‬هل والمؤخأر محل يمكن أن ينسإب إليه القبال والدبار‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن يحمل قوله‪) :‬أقبل( على البداءة بالقبل وهو مقدما الرأس و)أدبر(‬
‫على البداءة بالدبر‪،‬هل فيكون من باب تسإمية الفعل بابتدائه‪،‬هل وهو أحد قولين‬
‫للصوليين في تسإمية الفعل‪،‬هل هل يكون بابتدائه أو انتهائه؟ا‬

‫وذلك لن مخأرج الطريقين متحد‪،‬هل فهما بمعنى واحد‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 151‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد ورد في سإنن أبي داود من حديث المقداما بن معديكرب قال‪) :‬رأيت‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما توضأ‪،‬هل فلما بلغ ممنسإمح رأسإه وضع كفيه على مقدما‬
‫رأسإه‪،‬هل فأميرهما حتى بلغ القفا‪،‬هل ثما ردهما إلى المكان الذي بدأ منه(])‪.[(342‬‬

‫فإن قيل بالترجيح فل ريب أن حديث البداءة بالمقدما أكثر وأصح وأجود‬
‫إسإنادا من حديث البداءة بالمؤخأر‪،‬هل كما قال الترمذي‪،‬هل وحديث اللربويع فيه عبد ال‬
‫بن محمد بن عقيل‪،‬هل وقد تكلما فيه العلماء من قبل حفظه‪،‬هل فهو ضعيف إذا انفرد‬
‫بالرواية ولما يتابع‪،‬هل إوال حمل حديث البداءة بالمؤخأرة على تعدد الحالت وبيان‬
‫الجواز‪،‬هل وفيه عمل بجميع الدلة‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الحكمة من مسإح الرأس على هذه الصفة اسإتيعاب جهتي‬
‫الرأس بالمسإح؛ لن الشعر من جهة الوجه متجه إلى الوجه‪،‬هل ومن جهة المؤخأر‬
‫متجه إلى القفا‪،‬هل فإذا بدأ من مقدما الرأس اسإتقبل الشعر وأصبح الماء يمس أصول‬
‫الشعر‪،‬هل فإذا وصل إلى قمة الرأس اسإتدبر الشعر‪،‬هل وأصبح الماء يمس ظهور‬
‫الشعر‪،‬هل فإذا عاد حصل عكس ذلك‪.‬‬

‫وليس هذا من باب تكرار المسإح‪،‬هل إوانما المقصود أن يكون المسإح مباش ار‬
‫لظهور الشعر وأصوله‪،‬هل فهي مسإحة واحدة ل مسإحتان؛ لن تماما المسإحة الواحدة‬
‫ل يحصل على جميع الشعر إل بالقبال والدبار‪،‬هل فإنه في رجوعه يمسإح ما لما‬
‫يمسإحه في ذهابه‪،‬هل وهذه الصفة ليسإت واجبة‪،‬هل فلو مسإح على أي صفة كانت أج أز‬
‫المسإح‪،‬هل لكن المحافظة على السإنة أفضل‪.‬‬

‫وقد ذكر النووي أن هذه الصفة وهي القبال والدبار مسإتحبة لمن له شعر‬
‫مسإترسإل‪،‬هل أما من ل شعر له‪،‬هل أو حلق شعره وطلع منه يسإير فل يسإتحب له الرد؛‬
‫لنه ل فائدة فيه])‪.[(343‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 152‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا فيه نظر‪،‬هل أما من جهة الجواز فالمر واضح‪،‬هل وأما من جهة‬
‫متابعة السإنة فل ريب أن القبال والدبار مسإتحب‪،‬هل وهو الذي يدل عليه إطلق‬
‫الحديث‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬الصل أن المرأة كالرجل في صفة مسإح الرأس؛ لن الصل‬


‫في الحكاما الشرعية أن ما ثبت في حق الرجال ثبت في حق النسإاء‪،‬هل وكذا العكس‬
‫إل بدليل يخأصص‪،‬هل وقد ذكر البخأاري تعليقا عن سإعيد بن المسإيب أنه قال‪) :‬المرأة‬
‫بمنزلة الرجل تمسإح على رأسإها(])‪.[(344‬‬

‫وقد أخأرج النسإائي في باب »مسإح المرأة رأسإها« حديث عائشة ‪،‬هل وفيه‪:‬‬
‫)ووضعت يدها في مقدما رأسإها ثما مسإحت رأسإها مسإحة واحدة إلى مؤخأره‪)](..‬‬
‫‪ [(345‬فهذا يدل على كيفية مسإح المرأة رأسإها وأنها مثل مسإح الرجل وأنه مرة‬
‫واحدة‪.‬‬

‫ورأيت في مسإائل الماما أحمد لبي داود قال‪) :‬سإمعت أحمد سإئل‪ :‬كيف‬
‫تمسإح المرأة رأسإها في الوضوء؟ا فقال‪ :‬هكذا؛ ووضع يده على وسإط رأسإه ثما جرهما‬
‫إلى مقدمه‪،‬هل ثما دفعهما فوضعهما حيث منه بدأ‪،‬هل ثما جرهما إلى مؤخأره(‪،‬هل ونقله ابن‬
‫قدامة في »المغني«])‪.[(346‬‬

‫والذي يظهر لي ـ وال أعلما ـ أن ما ورد في حديث عائشة أقرب إلى السإنة‪،‬هل‬
‫وفيه تيسإير وتسإهيل‪،‬هل أما الضفائر فالظهر أنها غير داخألة في المسإح؛ لن المسإح‬
‫متعلق بالرأس‪،‬هل والرأس ما ي‬
‫ترأس وعل‪،‬هل وما نزل عن محل الفرض ل يسإمى رأسإاا‪،‬هل‬
‫والحاديث نصت على بداية مسإح شعر الرأس بناصيته وانتهائه بقفاه‪،‬هل وال أعلما])‬
‫‪.[(347‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 153‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫صأفة مسح الذنين‬

‫ضودء ـ مقامل‪:‬‬ ‫د د‬ ‫د‬


‫‪ 36/5‬ـ معنن معنبد ال بن معنمرو رضي ال عنهما ـ في صفمة العو ع‬
‫صمبمعنيده اليسإيبامحتمنيدن في أععذمننيده‪،‬هل مومممسإمح‬ ‫دد‬
‫ثيما مممسإمح صللى ال عليه وسإللما بد نأرسإه‪،‬هل موأمندمخأمل إ ن‬
‫د‬ ‫د‬ ‫دبإنبهامنيده م د‬
‫صيحمحه انبعن عخأمزنيمممة‪.‬‬ ‫ظاهمر أععذمننيه‪ .‬أمنخأمرمجهع أمعبو مداعومد‪،‬هل والينمسإائلي‪،‬هل مو م‬ ‫مم‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو عبد ال بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي السإهمي‪،‬هل هاجر هو‬


‫وأبوه قبل الفتح‪،‬هل وأسإلما قبل أبيه‪،‬هل ولما يكن بين مولدهما إل اثنتي عشرة سإنة‪ .‬كان‬
‫كثير العبادة‪،‬هل وقد ورد في الصحيحين قصته مع النبي صللى ال عليه وسإللما في‬
‫نهيه عن مواظبة قياما الليل وصياما النهار وأمره بصياما يوما بعد يوما‪،‬هل وبقراءة القران‬
‫كل ثلث‪،‬هل وفي بعض طرقه‪ :‬لما كبر كان يقول‪ :‬يا ليتني كنت قبلت رخأصة‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫كان عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما حافظ ا لحاديث النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما‪،‬هل لكن لما تكثر الرواية عنه كما كثرت عن أبي هريرة رضي ال عنه‪،‬هل مع‬
‫أن أبا هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬ما أجد من أصحاب رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما أكثر حديث ا مني إل ما كان من عبد ال بن عمرو فإنه كان يكتب ول أكتب])‬
‫‪،[(348‬هل ولعل السإبب في قلة الرواية عنه أنه كان مشتغلا بالعبادة أكثر من‬
‫اشتغاله بالتعليما‪،‬هل أو أن أكثر مقامه بعد فتوح المصار بمصر أو بالطائف‪،‬هل ولما‬
‫تكن الرحلة إليهما ممن يطلب العلما كالرحلة إلى المدينة‪،‬هل وقيل غير ذلك])‪.[(349‬‬

‫اخأتلف المؤرخأون في موته‪ :‬أين كان؟ا ومتى؟ا فذكر الحافظ ابن حجر في‬
‫ذلك عدة أقوال‪،‬هل ومنمقمل عن الماما أحمد أن وفاته كانت ليالي الحرة اخأر ذي الحجة‪،‬هل‬
‫سإنة ثلث وسإتين‪،‬هل رضي ال عنه])‪.[(350‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 154‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث قطعة من حديث طويل رواه عبد ال بن عمرو بن العاص‬


‫رضي ال عنهما في صفة وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل واقتصر المصنف‬
‫على ذكر هذا القدر من الحديث‪،‬هل لفادتها مسإح الذنين وكيفيته‪،‬هل الذي لما يفده‬
‫حديث عثمان رضي ال عنه السإابق في هذا الباب‪.‬‬

‫وقد أخأرج هذا الحديث أبو داود )‪،(135‬هل والنسإائي )‪،(1/88‬هل وابن ماجه )‬
‫‪،(1/146‬هل وأحمد )‪،(11/277‬هل وابن خأزيمة )‪ (1/89‬من طريق موسإى بن أبي‬
‫عائشة‪،‬هل عن عمرو بن شعيب‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن جده أن رجلا أتى النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما فقال‪ :‬يا رسإول ال‪،‬هل كيف الطهور؟ا فدعا بماء في إناء فغسإل كفيه‬
‫ثلثاا‪،‬هل ثما غسإل وجهه ثلثاا‪،‬هل ثما غسإل ذراعيه ثلثاا‪،‬هل ثما مسإح برأسإه‪،‬هل فأدخأل إصبعيه‬
‫السإباحتين في أذنيه ومسإح بإبهاميه على ظاهر أذنيه وبالسإباحتين باطن أذنيه‪،‬هل ثما‬
‫غسإل رجليه ثلثا ثلثاا‪،‬هل ثما قال‪» :‬هكذا الوضوء‪،‬هل فمن زاد على هذا أو نقص فقد‬
‫أسإاء وظلما‪،‬هل أو ظلما وأسإاء« وهذا لفظ أبي داود‪،‬هل ولفظ النسإائي وابن خأزيمة‬
‫مخأتصر‪،‬هل ليس فيه محل الشاهد‪.‬‬

‫وهذا الحديث من ضمن أحاديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ .‬ووالد‬


‫شعيب هو محمد بن عبد ال‪،‬هل وليس له رواية عن أبيه‪ .‬وجده هو عبد ال بن‬
‫عمرو بن العاص‪،‬هل وهو الذي ذكره الذهبي‪،‬هل وصحح أن شعيب ا ثبت سإماعه من عبد‬
‫ال بن عمرو])‪ [(351‬وهو الذي رباه وكفله‪،‬هل وقد اخأتلف أهل العلما في حديث‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪،‬هل وأرجح القوال أنه من قبيل الحسإن‪،‬هل سإوى ما‬
‫فيه من المناكير‪،‬هل ولعلها من قبل غيره])‪.[(352‬‬

‫وهذا الحديث له شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحيح‪،‬هل منها حديث المقداما‬
‫بن معديكرب قال‪) :‬رأيت رسإول ال صللى ال عليه وسإللما توضأ فمسإح رأسإه‪،‬هل‬
‫ومسإح أذنيه ظاهرهما وباطنهما(‪ .‬أخأرجه أبو داود )‪،(121‬هل وابن ماجه )‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 155‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪،(1/151‬هل والبيهقي )‪ (1/65‬إواسإناده حسإن‪،‬هل وحديث الربيع بنت معوذ أخأرجه أبو‬
‫داود )‪،(129‬هل وحديث ابن عباس أخأرجه ابن خأزيمة )‪،(148‬هل ولفظه‪) :‬وغرف‬
‫غرفة فمسإح رأسإه وباطن أذنيه وظاهرهما‪،‬هل وأدخأل إصبعيه فيهما(‪.‬‬

‫ولفظة‪) :‬أو نقص( الواردة في سإياق أبي داود ل تصح؛ لن ظاهرها ذما‬
‫النقص عن الثلث في أعضاء الوضوء مع أن النقص جائز‪،‬هل وقد فعله النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما كما تقدما‪،‬هل فكيف يعبر عن ذلك بـ )أسإاء وظلما( ؟ا! قال ابن‬
‫المواق‪) :‬إن لما يكن اللفظ شكا من الراوي‪،‬هل فهو من الوهاما العممبيينة التي ل خأفاء‬
‫بها‪،‬هل إذ الوضوء مرة ومرتين ل خألف في جوازه‪،‬هل والثار بذلك صحيحة‪)](...‬‬
‫‪.[(353‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫صمبع‪،‬هل والمراد النملة ـ بتثليث حركة الهمزة‬


‫قوله‪) :‬وأدخأل إصبعيه( مثنى إ ن‬
‫والميما ـ وهي رأس الصبع‪،‬هل وهذا من باب المجاز المرسإل‪،‬هل وعلقته الكلية أي‪:‬‬
‫صابدمعهعنما دفي آمذانددهنما{{ ]البقرة‪:‬‬
‫إطلق الكل إوارادة الجزء‪،‬هل كقوله تعالى‪}} :‬مينجمععلومن أم م‬
‫‪. [19‬‬

‫قوله‪) :‬السإباحتين( تثنية سإباحة‪،‬هل وهي الصبع التي بين البهاما والوسإطى‪،‬هل‬
‫سإميت بذلك لنه يشار بها عند ذكر ال تعالى وتسإبيحه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬بإبهاميه( مثنى إبهاما‪،‬هل والبهاما هي الصبع الغليظة الخأامسإة من‬


‫أصابع اليد والرجل‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على مسإح الذنين في الوضوء وأنهما ل‬


‫يغسإلن؛ لنهما تابعان للرأس‪،‬هل وهذا مذهب الجمهور من السإلف والخألف‪،‬هل لقوله‬
‫تعالى‪}} :‬موانممسإعحوا بدعرعؤودسإعكنما{{ والذنان من الرأس‪،‬هل ولحديث ابن عمر رضي ال‬
‫عنهما موقوفاا‪» :‬الذنان من الرأس« ])‪.[(354‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 156‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على صفة مسإح الذنين‪،‬هل وهو أن يدخأل‬
‫إصبعيه السإباحتين في صماخأي أذنيه])‪ [(355‬لمسإح باطنهما‪،‬هل ويمسإح بإبهاميه‬
‫ظاهرهما‪،‬هل وهي الغضاريف الخأارجية‪،‬هل ولو مسإحهما بغير السإباحة جاز؛ لن‬
‫المقصود اسإتيعاب المحل بالمسإح‪،‬هل لكن العمل بالسإنة أفضل‪،‬هل ليحصل له أجر‬
‫القتداء بالنبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل قال المويفق ابن قدامة‪) :‬ول يجب مسإح ما‬
‫اسإتتر بالغضاريف؛ لن الرأس الذي هو الصل ل يجب مسإح ما اسإتتر منه‬
‫بالشعر‪،‬هل والذن أولى(])‪.[(356‬‬

‫والحكمة من تخأصيص الذن بالمسإح لتطهيرها ظاه ار وباطناا‪،‬هل لتخأرج‬


‫الذنوب التي كسإبتها الذن بالسإتماع إلى ما ل يجوز‪،‬هل كما تخأرج من سإائر‬
‫أعضاء الوضوء‪.‬‬

‫وقد ورد عن عثمان رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما‪» :‬من توضأ فأحسإن الوضوء خأرجت خأطاياه من جسإده حتى تخأرج من تحت‬
‫أظفاره« ])‪.[(357‬‬

‫وعن أبي أمامة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪:‬‬
‫»إذا توضأ الرجل المسإلما خأرجت خأطاياه من سإمعه وبصره ويديه ورجليه‪،‬هل فإن قعد‬
‫قعد مغفو ار له«])‪.[(358‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 157‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫مشروعية الستنثار عند القيام من النوم‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 37/6‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫طامن ميدبي ع‬
‫ت معملى‬ ‫ظ أممحعدعكنما دمنن منامه مفنلمينسإتمننثدنر ثم م‬
‫لثاا‪،‬هل مفإين اليشني م‬ ‫وسإللما‪» :‬إمذا انسإتمنيقم م‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬‫مخأنيعشودمده«‪ .‬عمتيفم ر‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »بدء الخألق« باب »صفة إبليس وجنوده« )‬
‫‪،(3295‬هل ومسإلما في »الطهارة« )‪ (238‬من طريق عيسإى بن طلحة‪،‬هل عن أبي‬
‫هريرة رضي ال عنه‪،‬هل ولفظه عند البخأاري »إذا اسإتيقظ أحدكما من منامه فتوضأ‬
‫فليسإتنثر ثلثاا‪ «..‬وقد مضى ذكر السإتنثار في حديث عثمان رضي ال عنه في‬
‫صفة وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‪ .‬ولعل الحافظ ذكر هذا الحديث هنا‪،‬هل‬
‫لشتماله على أمر النبي صللى ال عليه وسإللما بالسإتنثار‪،‬هل لكونه يتعلق بعضو‬
‫النف‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬من نومه( هذا مفرد مضاف‪،‬هل فيعما نوما الليل والنهار‪،‬هل لكن قوله‪:‬‬
‫»يبيت« مخأصص لهذا العموما؛ لن البيتوتة ل تكون إل في الليل‪،‬هل قال في‬
‫القاموس‪) :‬من أدركه الليل فقد بات(])‪ [(359‬أي‪ :‬سإواء أحصل نوما أما لما‬
‫يحصل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فليسإتنثر( أي‪ :‬ليخأرج من أنفه الماء الذي اسإتنشقه‪،‬هل واللما للمر‪،‬هل‬
‫وهذا اللفظ فيه زيادة فائدة على قوله‪» :‬فليسإتنشق« لن السإتنثار يقع على‬
‫السإتنشاق بغير عكس‪،‬هل فقد يسإتنشق ول يسإتنثر‪،‬هل والسإتنثار من تماما فائدة‬
‫السإتنشاق؛ لن السإتنشاق جذب الماء بنفسإه إلى باطن النف‪،‬هل والسإتنثار‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 158‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫إخأراجه‪،‬هل وقد ورد في حديث أبـي هريرة رضي ال عنه‪» :‬إذا توضأ أحدكما فليجعل‬
‫في أنفه مااء ثما ليسإتنثر« ‪ .‬وقد مضى ذكر ذلك‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ثلثاا( مفعول مطلق نائب عن المصدر أي‪ :‬اسإتنثا ار ثلثاا‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فإن الشيطان يبيت على خأيشومه( الجملة تعليل للمر بالسإتنثار‬
‫ثلثاا‪،‬هل والمراد بالشيطان‪ :‬جنس الشيطان‪،‬هل والخأيشوما‪ :‬هو أعلى النف من داخأله‪،‬هل‬
‫وقيل‪ :‬هو النف‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على وجوب السإتنثار ثلث مرات عند‬
‫السإتيقاظ من نوما الليل؛ لنه ورد بصيغة المر‪،‬هل والمر يقتضي الوجوب‪،‬هل ورواية‬
‫البخأاري ـ كما تقدما ـ قيدت هذا السإتنثار عند الوضوء‪،‬هل ورواية مسإلما مطلقة غير‬
‫مقيدة بالوضوء‪،‬هل فإما أن يحمل المطلق على المقيد ويكون المر عند الوضوء‪،‬هل أو‬
‫يعمل بالحديثين‪،‬هل فيشرع السإتنثار عند السإتيقاظ من النوما إوان لما يصادف‬
‫وضوءاا‪،‬هل إما لمرض أو لكونه عادم ا الماء‪،‬هل ولكن عنده ما يسإتنثر به‪،‬هل فإن لما يتيسإر‬
‫ذلك كفى اسإتنثاره في الوضوء‪،‬هل فإنه حاصل به فعل المشروع‪.‬‬

‫والسإتنثار فرع عن السإتنشاق‪،‬هل والقول بوجوب السإتنشاق رواية عن الماما‬


‫أحمد])‪،[(360‬هل وبه قال ابن حزما])‪،[(361‬هل وقال الجمهور‪ :‬إنه سإنة])‪.[(362‬‬

‫والول أظهر‪،‬هل فإن الصل في الوامر الوجوب‪،‬هل وليس السإتحباب‪،‬هل حتى‬


‫يرد دليل صارف‪،‬هل وسإيأتي ذلك إن شاء ال تعالى‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬جاء في الحديث تعليل المر بالسإتنثار بأن الشيطان يبيت‬
‫على خأيشوما النسإان‪،‬هل ولما يبين لماذا يبيت؟ا ثما إن الخأيشوما شيء ضيق ل يتسإع‬
‫للجراما الكبيرة‪،‬هل فعلما بذلك أن للشياطين تصرفالت وأحوالا وألوانا ل يعلما كيفيتها إل‬
‫ال الذي خألقهما وأقدرهما‪،‬هل والواجب على المؤمن التصديق والمتثال والطاعة في‬
‫كل ما جاء عن ربه‪،‬هل وثبت عن نبيه صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل ولو لما يعرف حكمته‬
‫وتفصيله؛ لنه عبد مأمور‪،‬هل يعلما يقين ا أنه ل يؤمر إل بما فيه صلحه وسإعادته‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 159‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فإن ظهرت له دحمكرما وأسإرار فهذا علما إلى علما‪،‬هل وهدى إلى هدى‪،‬هل ونور إلى نور‪،‬هل‬
‫إوان لما يظهر له شيء اكتفى بما عنده من العلما‪،‬هل وامتثل ما دل عليه النص‪،‬هل وال‬
‫أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 160‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وجوب غاسل نكففي القائأم من النوم قابل إدخآالهما في الناء‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 38/7‬ـ عن مأبي هريرة رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫ظ أممحعدعكما دمنن مننودمده فملم مينغدمنس ميمدهع دفي المنادء محيتى مينغدسإلممها مثلثاا؛‬ ‫وسإللما‪» :‬إمذا انسإتمنيقم م‬
‫ق معلمنيده‪ .‬موهمذا لمنفظع عمنسإللما‪.‬‬
‫ت ميعدعه«‪ .‬عمتيفم ر‬
‫مفإينهع لم مينددري أمنيمن مباتم ن‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« )‪ (162‬من طريق مالك‪،‬هل عن‬


‫أبي الزناد])‪،[(363‬هل عن العرج])‪،[(364‬هل عن أبي هريرة‪،‬هل وقد أخأرجه مسإلما ـ‬
‫أيض ا ـ من طرق أخأرى‪،‬هل فأخأرجه في »الطهارة« )‪ (278‬من طريق المغيرة بن عبد‬
‫الرحمن‪،‬هل عن أبي الزناد به‪،‬هل وهذا اللفظ لمسإلما‪،‬هل كما قال الحافظ‪،‬هل وأما لفظ البخأاري‬
‫فهو‪» :‬إذا توضأ أحدكما فليجعل في أنفه ماء‪،‬هل ثما لينعثر‪،‬هل ومن اسإتجمر فليوتر‪،‬هل إواذا‬
‫اسإتيقظ أحدكما من نومه فليغسإل يده قبل أن يدخألها في وضوئه‪ ...‬الحديث« ‪.‬‬
‫فاشتمل على ثلثة أنواع من كمال الطهارة والحتياط لها‪،‬هل ولكن اقتصر الحافظ‬
‫على لفظ مسإلما؛ لن النوع الول تقدما‪،‬هل والنوع الثاني يتعلق بقضاء الحاجة‪،‬هل ولن‬
‫رواية مسإلما فيها ذكر العدد‪،‬هل بخألف رواية البخأاري‪،‬هل وقد اقتضى سإياق البخأاري‬
‫للحديث أنه حديث واحد رواه من طريق عبد ال بن يوسإف عن مالك‪،‬هل وقد جاء في‬
‫الموطإ من رواية الليثي عن مالك مفرقا برقما )‪ (2‬و)‪،(9‬هل وكذا رواه مسإلما )‪(237‬‬
‫)‪ (278‬وعلى هذا فكأن البخأاري يرى جواز جمع الحديثين إذا اتحد سإندهما في‬
‫سإياق واحد‪،‬هل كما يرى جواز تفريق الحديث الواحد إذا اشتمل على حكمين‬
‫مسإتقلين])‪.[(365‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬من نومه( تقدما في الحديث الذي قبله‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 161‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬فل يغمس( ل‪ :‬ناهية‪،‬هل والمضارع بعدها مجزوما‪،‬هل ولفظ البخأاري‪:‬‬


‫»فليغسإل يده« كما مضى‪،‬هل والمراد باليد‪ :‬الكف دون ما زاد عليها‪،‬هل لجريان العادة‬
‫أن الذي عيندمخأعل في الناء من اليد هو الكف‪،‬هل وقوله‪» :‬فل يغمس« ‪ .‬أوضح في‬
‫المراد من رواية الترمذي‪» :‬فل يدخأل يده في الناء« ])‪ .[(366‬لن مطلق‬
‫الدخأال ل يترتب عليه كراهة‪،‬هل كمن أدخأل يده في إناء واسإع فاغترف منه بإناء‬
‫صغير من غير أن تلمس يده الماء‪،‬هل فإنه ل يكون مخأالف ا بذلك‪.‬‬

‫قوله‪) :‬في الناء( المراد إناء الوضوء‪،‬هل كما ورد التصريح بذلك في رواية‬
‫البخأاري المتقدمة‪» :‬قبل أن يدخألها في موضوئه« ‪ .‬ويلحق به إناء العغنسإل؛ لنه‬
‫وضوء وزيادة‪،‬هل وسإائر النية اسإتحبابا من دون كراهة‪،‬هل لعدما ورود النهي فيها‪.‬‬

‫قوله‪) :‬حتى يغسإلها ثلثاا( أي‪ :‬بإفراغ الماء عليها‪،‬هل كما في رواية البزار‪:‬‬
‫»حتى عيفرغ عليها« ‪،‬هل و »ثلثاا« مفعول مطلق نائب عن المصدر أي‪ :‬غسإلا‬
‫ثلثاا‪،‬هل فالغسإلة الولى تزيل الذى‪،‬هل والثانية تنوقي الموضع منه‪،‬هل والثالثة للمبالغة في‬
‫التطهير‪،‬هل وقوله‪) :‬حتى( لبيان غاية النهي عن غمس اليد فهو يدل على جواز‬
‫الغتراف من الماء بعد غسإلها‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فإنه ل يدري أين باتت يده( أي‪ :‬ل يعلما أين كانت يده حين نومه‪،‬هل‬
‫ك في‬ ‫والجملة تعليل للمر بالغسإل ثلثاا‪،‬هل ومقتضاه أن اليد بعد القياما من النوما عيمش ل‬
‫سإلمتها من ملمسإة شيء يؤثر في الماء‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على نهي النسإان أن يغمس يده في الناء إذا‬
‫قاما من النوما حتى يغسإلها ثلثاا‪،‬هل لقوله‪» :‬فل يغمس يده« ‪،‬هل وعند البخأاري‪:‬‬
‫»فليغسإل يده« والمر للوجوب‪،‬هل والنهي للتحريما‪،‬هل ما لما يصرف عنه صارف‪،‬هل وهذا‬
‫هو المشهور من مذهب الماما أحمد‪.‬‬

‫وقال الجمهور‪ :‬إن الغسإل ليس بواجب‪،‬هل بل هو مسإتحب‪،‬هل والنهي محمول‬


‫على الكراهة‪،‬هل وهو رواية عن أحمد])‪[(367‬؛ لن ال تعالى قال‪}} :‬دإمذا قعنمتعنما دإملى‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 162‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫صلمدة مفانغدسإلعوا عوعجومهعكنما{{ ]المائدة‪ [6 :‬فأمر بالوضوء من غير غسإل الكفين في‬
‫ال ي‬
‫أوله‪،‬هل والقياما من النوما داخأل في عموما الية‪.‬‬

‫وأما الحديث فهو محمول على السإتحباب‪،‬هل لتعليله بما يقتضي ذلك وهو‬
‫قوله‪» :‬فإنه ل يدري أين باتت يده« وطريان الشك على يقين الطهارة ل يؤثر فيها‪،‬هل‬
‫كما لو تيقن الطهارة وشك في الحدث‪،‬هل فيدل ذلك على أنه أراد الندب‪.‬‬

‫والقول الول أظهر‪،‬هل لقوة مأخأذه‪،‬هل فإن الوجوب هو ظاهر المر‪،‬هل ول صارف‬
‫له‪،‬هل وأما الية فقد وردت في الوضوء المطلق‪،‬هل والمر بغسإل اليدين ورد في حالة‬
‫مخأصوصة‪،‬هل بدليل مسإتقل‪،‬هل فيعمل به‪.‬‬

‫ومحل الخألف في هذه المسإألة إذا لما يتيقن النجاسإة على يده‪،‬هل فإن تيقنها‬
‫بأن رأى أثرها أو رائحتها فالجماع منعقد على وجوب غسإلها قبل إدخأالها في‬
‫الناء‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬ظاهر الحديث أن هذا الحكما وهو غسإل اليد قبل إدخأالها في‬
‫الناء مخأتص بالقياما من نوما الليل‪،‬هل وهو قول الماما أحمد‪،‬هل لقوله‪» :‬باتت يده« ‪،‬هل‬
‫والبيتوتة ل تكون إل بالليل ـ كما تقدما في الحديث قبله ـ وهـذا من باب تخأصيص‬
‫العاما بالعلة المنصوصة‪،‬هل وقد ورد ذلك ـ أيضا ـ مقيدا بالليل في حديث أبي هريرة‬
‫رضي ال عنه مرفوعا ولفظه‪» :‬إذا قاما أحدكما من الليل«])‪.[(368‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أنه ل فرق بين نوما الليل ونوما النهار‪،‬هل لطلقه صللى ال‬
‫عليه وسإللما النوما من غير تقييد‪،‬هل ولعموما العلة‪،‬هل مع أن نوما الليل اكد‪،‬هل وقوله‪» :‬فإنه‬
‫ل يدري أين باتت يده« خأرج مخأرج الكثر والغالب‪،‬هل وما خأرج مخأرح الغالب فل‬
‫مفهوما له‪،‬هل كما في الصول‪،‬هل وهو قول إسإحاق بن راهويه])‪،[(369‬هل وهذا هو‬
‫الظهر إن شاء ال‪،‬هل لقوة مأخأذه‪،‬هل واخأتاره الشيخ عبد العزيز بن باز‪،‬هل قال الخأطابي‪:‬‬
‫)وفي الحديث من العلما أن الخأذ بالوثيقة والعمل بالحتياط في باب العبادات‬
‫أولى( )‪. (1‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 163‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬اخأتلف العلماء في الحكمة من المر بغسإل اليد على‬


‫قولين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن الحكمة معقولة ومدركة وليسإت معنوية‪،‬هل وهي جولن اليد في بدن‬
‫النائما بدون إحسإاس‪،‬هل فقد تلمس أمكنة من بدنه لما يتما تطهيرها بالماء‪،‬هل فتعلق بها‬
‫النجاسإة‪،‬هل وقد نقل الحافظ عن الشافعي أنه قال عن أهل الحجاز‪ :‬كانوا يسإتجمرون‬
‫وبلدهما حارة‪،‬هل فربما معدر م‬
‫ق أحدهما إذا ناما‪،‬هل فيحتمل أن تطوف يده على المحل أو‬
‫على بثرة أو دما حيوان أو قذر أو غير ذلك])‪.[(370‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أن هذا تعبد ل يعقل معناه‪،‬هل واسإتدلوا على ذلك بأن الحكاما ل‬
‫تبنى على الشك‪،‬هل وذلك أن اليقين في اليد أنها طاهرة‪،‬هل ونجاسإتها أثناء النوما‬
‫مشكوك فيها‪،‬هل فل يؤمر بغسإلها لنجاسإتها؛ لن اليقين ل عيمزال بالشك‪،‬هل فيكون المر‬
‫في ذلك تعبدياا‪.‬‬

‫ولكن هذا التعليل فيه نظر‪،‬هل فإن الشرع قد ينزل المظنة منزلة السإبب‪،‬هل ولهذا‬
‫يحكما بانتقاض الوضوء بالنوما‪،‬هل فاليد إوان كانت طاهرة‪،‬هل لكن جولنها أثناء النوما‬
‫موجود‪،‬هل فل يبعد أن تصيب موضع ا نجسإاا‪.‬‬
‫والفرق بين القولين أن من تيقن أين باتت يده كمن ل ي‬
‫ف عليها خأرقة أو‬
‫وضعها في جراب فاسإتيقظ وهي على حالها أنه ل يتعلق بها هذا الحكما‪،‬هل فل يؤمر‬
‫بغسإلها على القول بأنه معلل بعلة محسإوسإة مدركة‪،‬هل وأما على القول بأنه تعبدي‬
‫فيؤمر بغسإلها مطلقاا‪،‬هل تيقن طهارتها أو شك في ذلك‪.‬‬

‫ويرى شيخ السإلما ابن تيمية أن ما ورد في هذا الحديث يشبه ـ ما تقدما ـ من‬
‫تعليل السإتنثار بأن الشيطان يبيت على خأيشوما النسإان‪،‬هل فيمكن أن المراد بهذا‬
‫الحديث ما خأشي من عبث الشيطان بيد النسإان وملمسإتها‪،‬هل مما قد يؤثر على‬
‫النسإان‪،‬هل وتكون هذه العلة من العلل المؤثرة التي شهد لها النص بالعتبار])‬
‫‪.[(371‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 164‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الصحيح من قولي أهل العلما أنه لو خأالف إنسإان وغمس‬
‫يده في الماء قبل أن يغسإلها فإن الماء ل ينجس‪،‬هل بل هو باق على طهوريته‪،‬هل وهو‬
‫قول الجمهور‪،‬هل ورواية عن الماما أحمد‪،‬هل ومن أهل العلما من قال‪ :‬إنه يكون طاه ار‬
‫غير مطوهر‪،‬هل وهذا المذهب عند الحنابلة])‪،[(372‬هل إذا كان الماء دون القلتين‪،‬هل‬
‫والظاهر أن ذلك مبني على أن المر بالغسإل للوجوب‪،‬هل وعن أحمد أن الماء نجس‪،‬هل‬
‫وهذان القولن ضعيفان‪،‬هل والصواب الول‪،‬هل وهو أن الماء باق على طهوريته؛ لن‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما نهى عن غمس اليد‪،‬هل ولما يتعرض للماء‪،‬هل وما داما أن هذا‬
‫الماء طهور‪،‬هل فهذا يقين‪،‬هل واليقين ل يمكن رفعه إل بيقين مثله ل بدمش ي‬
‫ك‪،‬هل وعلى هذا‬
‫فالصل الطهارة‪،‬هل لكن إن قلنا‪ :‬إن النهي في الحديث للتحريما‪،‬هل فالغامس يده اثما‬
‫لنه مخأالف للنهي‪،‬هل إوان قلنا‪ :‬إنه للكراهة فهو غير اثما‪،‬هل أما الماء فهو باق على‬
‫الصل‪.‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬أخأذ بعض العلماء من مفهوما قوله‪» :‬فل يغمسإها في الناء«‬
‫أن البرك والحياض ل تدخأل في النهي؛ لنها ل تفسإد بغمس اليد فيها ـ على القول‬
‫بأن الماء يفسإد ـ لعدما ورود النهي فيها عن ذلك‪،‬هل وكذلك النابيب الموجودة الن‪،‬هل‬
‫فإن الحكما ل يسإري إليها؛ لن المتوضئِّ ل يحتاج إلى غرف‪،‬هل وهذا فيه نظر‪،‬هل فإن‬
‫اليد ـ إوان لما تكن داخألة في الماء ـ لكنها ناقلة للماء‪،‬هل وكما يطلب إنقاؤها قبل‬
‫إدخأالها الناء‪،‬هل يطلب إنقاؤها قبل نقلها الماء للمضمضة والسإتنشاق‪،‬هل فالقول‬
‫بغسإلها عموم ا هو الظهر إن شاء ال تعالى‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 165‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان شيء من صأفات الوضوء‬

‫ل صللى ال‬ ‫‪ 39/8‬ـ عن لمدقيدط بدن صبدرمة‪،‬هل رضي ال عنه‪،‬هل مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫ن مم‬
‫ق‪،‬هل إلي أمنن‬
‫صابددع‪،‬هل ومبالنغ في النسإتنمشا د‬
‫م‬
‫و‬ ‫عليه وسإللما‪» :‬أمنسإدبغ انلعو ع‬
‫ضومء‪،‬هل مومخألنل مبنيمن الم م‬
‫صيحمحه انبعن عخأمزيمممة‪ .‬مولبي مداعومد دفي درمواميلة‪» :‬إمذا‬ ‫تمعكون د‬
‫صائماا«‪ .‬أمنخأمرمجهع النرمبمععة‪،‬هل مو م‬ ‫م م‬
‫ض«‪.‬‬ ‫ضدم ن‬ ‫ت فممم ن‬ ‫تممو ي‬
‫ضنأ م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫صبدمرةم ـ بفتح الصاد المهملة وكسإر‬


‫وهو لقيط ـ بفتح اللما وكسإر القاف ـ ابن م‬
‫الباء الموحدة‪،‬هل وبعضهما يسإكنها مع فتح الصاد وكسإرها])‪ [(373‬ـ ابن عبد ال بن‬
‫المنتفق‪،‬هل أبو رزين‪،‬هل صحابي مشهور‪،‬هل عداده في أهل الطائف‪،‬هل روى عنه ابنه‬
‫عاصما‪،‬هل وابن عمر‪،‬هل وعمرو بن أوس‪،‬هل وغيرهما])‪.[(374‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫ب »في‬
‫هذا الحديث أخأرجه أبو داود )‪ (142‬مطولا في كتاب »الطهارة« با ر‬
‫السإتنثار«‪،‬هل وأخأرجه الترمذي )‪،(38‬هل والنسإائي )‪،(1/66‬هل وابن ماجه )‪،(448‬هل وابن‬
‫خأزيمة )‪،150‬هل ‪ (168‬مخأتص ارا‪،‬هل كلهما من طريق يحيى بن سإليما‪،‬هل عن إسإماعيل بن‬
‫كثير‪،‬هل عن عاصما بن لقيط بن صبرة‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل قال‪) :‬كنت وافد بني المنتفق])‬
‫‪،[(375‬هل أو في وفد بني المنتفق إلى رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪ ..‬وسإاق‬
‫الحديث بطوله إلى أن قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسإول ال‪،‬هل أخأبرني عن الوضوء‪،‬هل قال‪:‬‬
‫»أسإبغ الوضوء« ‪ ..‬الحديث( وقد رواه عن إسإماعيل بن كثير اخأرون‪،‬هل قال‬
‫الترمذي‪) :‬حديث حسإن صحيح(‪،‬هل وقال الحافظ‪) :‬هذا حديث صحيح(])‪[(376‬‬
‫وصححه ابن القطان‪،‬هل وأودعه البغوي في كتابه »مصابيح السإنة« وأدخأله في‬
‫جملة الحاديث الحسإان على اصطلحه])‪.[(377‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 166‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ويحيى بن سإليما وهو القرشي الطائفي وثقه ابن معين‪،‬هل وقال النسإائي‪) :‬ليس‬
‫به بأس(])‪،[(378‬هل وقال في »التقريب«‪ :‬صدوق سإليء الحفظ‪،‬هل إواسإماعيل بن كثير‬
‫ثقة‪،‬هل كما في »التقريب«‪،‬هل وعاصما بن لقيط ثقة‪،‬هل كما في »التقريب« أيضاا‪.‬‬

‫فإن قيل‪ :‬الرجل سإأل عن الوضوء وأجابه النبي صللى ال عليه وسإللما عن‬
‫بعض سإنن الوضوء‪ .‬فالجواب‪ :‬لن السإائل كان عارفا بأصل الوضوء‪،‬هل والظاهر‬
‫أنه لما يسإأل عن ظاهر الوضوء‪،‬هل بل عما خأفي من باطن النف والصابع‪،‬هل فإن‬
‫الخأطاب بـ )أسإبغ( إنما يتوجه لمن علما صفة الوضوء‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫وأما الرواية الثانية فهي من طريق ابن جريج‪،‬هل عن إسإماعيل بن كثير‪،‬هل‬


‫أخأرجها أبو داود )‪،(144) (143‬هل ومن طريقه أخأرجها البيهقي في »السإنن‬
‫الكبرى« )‪ (1/52‬وسإندها صحيح‪،‬هل كما قال الحافظ])‪ [(379‬إل أن هذه اللفظة‬
‫وهي ذكر المضمضة لما يتفق عليها سإائر الرواة‪،‬هل وقد ذكرها أبو داود مفردة عن‬
‫الحديث‪،‬هل كما تبين من السإياق‪،‬هل ولذا لما ينتبه لها بعض الفقهاء‪،‬هل فأنكروا وجود المر‬
‫بالمضمضة في الحديث‪،‬هل كما فعل ابن حزما عندما ذهب إلى أن المضمضة غير‬
‫واجبة قال‪ :‬لنه لما يصح عن النبي صللى ال عليه وسإللما في المضمضة أمر])‬
‫‪،[(380‬هل وكذا قال ابن عبد البر])‪،[(381‬هل وابن رشد])‪،[(382‬هل والظاهر أن الحافظ‬
‫ذكرها ـ مع أن المضمضة تقدمت في حديث عثمان في صفة وضوء النبي صللى‬
‫ال عليه وسإللما ـ لن هذه الرواية فيها أمر بالمضمضة‪،‬هل وما تقدما فعل‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬


‫قوله‪) :‬أسإبغ الوضوء( بفتح الهمزة أي‪ :‬بالغ في إكماله وأمو د‬
‫ف كل عضو‬ ‫ن‬
‫حقه‪،‬هل من قولهما‪ :‬درع سإابغة‪ :‬إذا كانت طويلة تغطي البدن‪،‬هل ومنه قوله تعالى‪:‬‬
‫}}موأمنسإمبمغ معلمنيعكنما ندمعممعه{{ ]لقمان‪ [20 :‬أي‪ :‬أضفاها وعممها‪،‬هل وقوله تعالى‪}} :‬أمدن‬
‫انعممنل مسإابدمغالت{{ ]سإبأ‪ [11 :‬أي‪ :‬دروع ا سإابغات‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 167‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬وخألل بين الصابع( التخأليل‪ :‬تفريق أصابع اليدين والرجلين في‬
‫الوضوء‪،‬هل وأصله‪ :‬من إدخأال شيء في خألل شيء‪،‬هل وهو وسإطه‪،‬هل والمراد هنا‪ :‬أدخأل‬
‫الماء بين الصابع‪.‬‬

‫والمراد بالصابع‪ :‬أصابع اليدين والرجلين‪،‬هل لحديث ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما‪» :‬إذا توضأت فخألل بين أصابع يديك ورجليك«])‪.[(383‬‬

‫وقد ورد تفسإير التخأليل في حديث المسإتورد بن شداد الفهري قال‪) :‬رأيت‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخأنصره])‪.([(384‬‬
‫والظاهر أن المراد خأنصر اليد اليسإرى؛ لن التخأليل تطهير إوازالة قذر‪،‬هل فيشرع‬
‫باليسإرى على الصل المعروف شرعاا‪،‬هل كما سإيأتي إن شاء ال تعالى‪.‬‬

‫وأما أصابع اليدين فالكمل في تخأليلها أن يضع بطن الكف اليمنى على‬
‫اليسإرى‪،‬هل ويدخأل الصابع بعضها في بعض‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وبالغ في السإتنشاق( أي‪ :‬ابذل الجهد واسإتقص بإيصال الماء إلى‬
‫أقصى النف‪،‬هل والسإتنشاق تقدما تفسإيره‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إل أن تكون صائماا( أي‪ :‬فل تبالغ‪،‬هل خأشية أن ينزل شيء من الماء‬
‫إلى حلقه فمعيفمطوعرعه‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على المر بإسإباغ الوضوء‪،‬هل وهل هذا واجب أو‬
‫مسإتحب؟ا‬

‫السإباغ نوعان‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ إسإباغ واجب‪،‬هل وهو ما ل يتما الوضوء إل به‪،‬هل ويراد به غسإل المحل‬
‫واسإتيعابه‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ إسإباغ مسإتحب‪،‬هل وهو ما يتما الوضوء بدونه‪،‬هل ويراد به ما زاد على‬
‫الواجب من الغسإلة الثانية والثالثة‪،‬هل فهذا مندوب إليه‪،‬هل والصارف من حمل المر في‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 168‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الحديث على الوجوب قوله تعالى‪}} :‬مفانغدسإلعوا عوعجومهعكنما{{ ]المائدة‪ [6 :‬وهذا أمر‬
‫بالغسإل‪،‬هل وهو مطلق‪،‬هل فيصدق على من أسإبغ بالغسإلة الثانية والثالثة‪،‬هل ومن اقتصر‬
‫على غسإلة واحدة‪.‬‬

‫وعلى هذا فالمر في الحديث مشترك بين الوجوب والسإتحباب‪،‬هل وهو مبني‬
‫على جواز اسإتعمال المشترك في معنييه‪.‬‬

‫ومن منع اسإتعمال المشترك في معنييه‪،‬هل قال‪ :‬إن المراد بالحديث المعنى‬
‫الثاني‪،‬هل وهو ما زاد على الغسإلة الواجبة‪،‬هل لما ورد في حديث أبي هريرة رضي ال‬
‫عنه أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما قال‪» :‬أل أدلكما على ما يمحو ال به‬
‫الخأطايا ويرفع به الدرجات« ‪،‬هل قالوا‪ :‬بلى يا رسإول ال‪،‬هل قال‪» :‬إسإباغ الوضوء على‬
‫المكاره‪،‬هل وكثرة الخأطا إلى المسإاجد‪،‬هل وانتظار الصلة بعد الصلة‪،‬هل فذلكما الرباط‪،‬هل‬
‫فذلكما الرباط«])‪.[(385‬‬

‫ووجه الدللة‪ :‬أن الرسإول صللى ال عليه وسإللما أثنى على من أسإبغ‬
‫الوضوء‪،‬هل ومبيمن فضله‪،‬هل وهذا ل يكون إل بالزيادة على قدر الجزاء‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث يدل بظاهره على وجوب تخأليل الصابع‪،‬هل وهذا‬
‫قول المالكية على خألف عندهما‪،‬هل هل هو في أصابع اليدين والرجلين‪،‬هل أو يجب في‬
‫أصابع اليدين‪،‬هل ويسإتحب في أصابع الرجلين؟ا وذلك لن أصابع الرجلين متقاربة‬
‫فهي أشبه بالعضو الواحد‪،‬هل فل يلزما تخأليلها‪،‬هل وأما أصابع اليدين فهي متفرقة‪،‬هل‬
‫فاعتبر كل إصبع كعضو مسإتقل‪،‬هل يجب تدليكه])‪.[(386‬‬

‫وذهب الجمهـور إلى أن التخأليل مسإتحب وليس بواجب‪،‬هل إذا وصل الماء‬
‫إلى ما بين الصابع‪،‬هل فإن لما يصل إل بالتخأليل فهو واجب اتفاقاا])‪.[(387‬‬

‫واسإتدل الجمهور بظاهر القران‪،‬هل وهو قوله تعالى‪}} :‬مفانغدسإلعوا عوعجومهعكنما{‪{..‬‬


‫قالوا‪ :‬فأمر ال تعالى بالغسإل‪،‬هل وهو يصدق على مجرد وصول الماء إلى البشرة‬
‫بدون تخأليل‪،‬هل والتخأليل أمر زائد ل يثبت إل بدليل مبويلن على الوجوب‪،‬هل فيصرف‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 169‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫المر في حديث لقيط إلى الندب‪،‬هل ولن جميع من وصفوا وضوء النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما لما يذكروا التخأليل‪،‬هل فالجمع بين حديث لقيط وهذه الحاديث هو حمله‬
‫على السإتحباب‪،‬هل قال ابن القيما‪) :‬وكذلك تخأليل الصابع لما يكن يحافظ عليه‪،‬هل وفي‬
‫السإنن عن المسإتورد بن شداد‪) :‬رأيت النبي صللى ال عليه وسإللما إذا توضأ يدلك‬
‫أصابع رجليه بخأنصره(‪ .‬وهذا إن ثبت فإنما كان يفعله أحياناا‪،‬هل ولهذا لما يروه الذين‬
‫اعتنوا بضبط وضوئه‪،‬هل كعثمان وعلي وعبد ال بن زيد واللرمبويع وغيرهما‪،‬هل على أن في‬
‫إسإناده عبد ال بن لهيعة(])‪.[(388‬‬

‫وهذا هو الظهر إن شاء ال‪،‬هل وهو أنه إن توقف إيصال الماء لما بين‬
‫الصابع على التخأليل كأن يكون الماء قليلا فالتخأليل واجب؛ لن ال تعالى أمر‬
‫بالغسإل‪،‬هل وهو ل يتما إل بالتخأليل‪،‬هل وما ل يتما الواجب إل به فهو واجب‪.‬‬

‫إوان كان الماء كثي ار بحيث يصل الماء إلى ما بين الصابع بدون تخأليل‬
‫فهو مسإتحب وليس بواجب‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الحديث دليل على اسإتحباب المبالغة في السإتنشاق إل‬


‫للصائما فليسإت مسإتحبة‪،‬هل لئل تؤدي المبالغة في السإتنشاق إلى دخأول الماء من‬
‫النف إلى الحلق فيفسإد الصوما‪،‬هل ويلحق بالسإتنشاق المضمضة‪،‬هل فيحتاط فيهما‬
‫الصائما‪،‬هل إوانما اقتصر على ذكر السإتنشاق؛ لن النسإان يتمكن من المضمضة‬
‫فل يذهب إلى جوفه شيء أكثر من تمكنه من السإتنشاق‪.‬‬

‫والصارف للمر عن الوجوب أنه لو كانت المبالغة واجبة لما منعت من‬
‫أجل الصياما‪.‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬الحديث دليل على وجوب المضمضة والسإتنشاق في‬


‫الوضوء لقوله‪» :‬وبالغ في السإتنشاق« ولما تقدما من المر بها‪،‬هل ولقوله في‬
‫المضمضة‪» :‬إذا توضأت فمضمض« وهذا أمر والمر للوجوب‪،‬هل وهذا مذهب‬
‫الماما أحمد‪،‬هل وبه قال ابن المبارك‪،‬هل وابن أبي ليلى‪،‬هل إواسإحاق بن راهويه])‪.[(389‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 170‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أن المضمضة والسإتنشاق سإنة في الوضوء‪،‬هل فمن تركهما‬


‫صح وضوؤه‪،‬هل وهذا قول أبي حنيفة‪،‬هل ومالك‪،‬هل والشافعي‪،‬هل ورواية عن أحمد‪،‬هل واخأتاره‬
‫ابن المنذر‪،‬هل إواليه رجع عطاء‪،‬هل كما ذكر ابن المنذر])‪،[(390‬هل واسإتدلوا باية المائدة‬
‫}}مفانغدسإلعوا عوعجومهعكنما{{‪.‬‬

‫وجه الدللة‪ :‬أن ال تعالى أمر بغسإل الوجه‪،‬هل وهو ما تحصل به المواجهة‪،‬هل‬
‫دون باطنه وهو الفما والنف‪،‬هل ولن النبي صللى ال عليه وسإللما قال‪» :‬عشر من‬
‫الفطرة‪ ..‬وذكر منها المضمضة والسإتنشاق« ])‪،[(391‬هل والفطرة‪ :‬هي السإنة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأحاديث المر بهما محمولة على الندب؛ لنها إن حملت على‬
‫الوجوب اقتضت معارضة الية؛ لن المقصود بها تأصيل هذا الحكما وتبيينه‪.‬‬

‫والقول الثالث‪ :‬أن السإتنشاق واجب والمضمضة سإنة‪،‬هل وهو قول جماعة‬
‫من أهل الظاهر‪،‬هل منهما ابن حزما‪،‬هل وهو قول أبي ثور‪،‬هل ورواية عن أحمد])‪.[(392‬‬

‫واسإتدلوا بأن السإتنشاق عندقمل من فعله صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل ومن أمره ـ كما‬
‫تقدما ـ وأما المضمضة فقد نقلت من فعله‪،‬هل ولما تنقل من أمره‪.‬‬

‫والراجح هو القول الول لقوة دليله‪،‬هل وهو حديث الباب‪،‬هل ولن كل من وصف‬
‫وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما مسإتقصي ا ذكر أنه تمضمض واسإتنشق واسإتنثر‪،‬هل‬
‫ومداومته عليهما يدل على وجوبهما؛ لن فعله صللى ال عليه وسإللما يصلح أن‬
‫يكون بيان ا وتفصيلا للوضوء المأمور به في كتاب ال تعالى؛ لنه هو المبوين عن‬
‫ال علز وجل مراده‪،‬هل وقد بيين أن مراد ال تعالى بقوله‪}} :‬مفانغدسإلعوا عوعجومهعكنما{{‬
‫المضمضة والسإتنشاق مع غسإل سإائر الوجه‪،‬هل وعلى هذا فل معارضة‪.‬‬

‫قال ابن القيما‪) :‬ولما يتوضأ صللى ال عليه وسإللما إل تمضمض واسإتنشق‪،‬هل‬
‫ولما يحفظ عنه أنه أخألل به مرة واحدة(])‪ [(393‬وأما كونهما من الفطرة فل ينفي‬
‫وجوبهما‪،‬هل لشتمال الفطرة على الواجب والمندوب‪،‬هل وقد ذكر فيها الخأتان‪،‬هل وهو‬
‫واجب‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 171‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما قول أصحاب القول الثالث‪ :‬إنه لما يثبت المر بالمضمضة‪ .‬فهو إما‬
‫ذهول منهما عن رواية أبي داود ـ كما تقدما ـ إواما أنهما ل يرون صحتها‪.‬‬

‫ول يصح التفريق بين المضمضة والسإتنشاق‪،‬هل فإن النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما جمع بينهما ـ كما تقدما ـ‪.‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬اسإتدل العلماء بهذا الحديث على قاعدة )مسإود الذرائع( وهي‬
‫جمع ذريعة‪،‬هل وهي الفعل الذي ظاهره مباح‪،‬هل لكنه وسإيلة إلى فعل محرما‪.‬‬

‫ووجه الدللة‪ :‬أن الرسإول صللى ال عليه وسإللما نهى عن المبالغة في‬
‫السإتنشاق إذا كان النسإان صائماا‪،‬هل فالسإتنشاق أمر مشروع في الوضوء‪،‬هل لكنه قد‬
‫يفضي عند المبالغة فيه إلى إفسإاد الصوما‪.‬‬

‫كما يسإتفاد منه أنه ينبغي للصائما أن يتجنب كل ما من شأنه أن يتطرق منه‬
‫الفسإاد للصوما ولو على سإبيل الحتمال‪.‬‬

‫والقول بسإد الذرائع هو مذهب المالكية والحنابلة‪،‬هل وقال أبو حنيفة والشافعي‪:‬‬
‫إن سإد الذريعة ل يعتبر أصلا عتبنى عليه الحكاما‪ .‬وفي المسإألة تفاصيل محلها‬
‫كتب الصول‪،‬هل ليتبين محل النزاع‪،‬هل ولن هناك مسإائل اعتفق فيها على سإد الذريعة])‬
‫‪،[(394‬هل لكن القول بسإد الذرائع هو الذي تدل عليه نصوص الكتاب والسإنة‪،‬هل ومن‬
‫ذلك قوله تعالى‪}} :‬مولم تمعسإلبوا اليدذيمن ميندععومن دمنن عدودن الليده فمميعسإلبوا الليهم معنداوا بدمغنيدر‬
‫دعنللما{{ ]النعاما‪[108 :‬‬
‫ووجه الدللة‪ :‬أن ال تعالى حرما مسإ ي‬
‫ب الهة المشركين مع كون السإب حميةا‬
‫ل‪،‬هل إواهانة للهتهما‪،‬هل حرما ذلك لكونه ذريعة إلى سإب ال تعالى‪،‬هل والمصلحة في ترك‬
‫مسإبتهما أرجح من مصلحة سإب الهتما‪،‬هل وهذا دليل على المنع من الجائز‪،‬هل لئل يؤدي‬
‫إلى المحرما‪.‬‬

‫ومن السإنة‪ :‬نهي النبي صللى ال عليه وسإللما أن يجمع بين المرأة وعمتها أو‬
‫المرأة وخأالتها في النكاح؛ لن ذلك ذريعة إلى القطيعة المحرمة])‪.[(395‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 172‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه التاسإع‪ :‬يسإتدل بهذا الحديث على القاعدة الفقهية )درء المفاسإد أولى‬
‫من جلب المصالح( بمعنى‪ :‬أن المر إذا دار بين درء مفسإدة وجلب مصلحة‪،‬هل كان‬
‫درء المفسإدة أولى من جلب المصلحة‪،‬هل ووجه دللة الحديث على ذلك‪ :‬أن المبالغة‬
‫في السإتنشاق فيها مصلحة امتثال أمر الشرع ـ لنه مصلحة دينية يثاب عليها‬
‫المكلف‪،‬هل ومصلحة نقاء النف ـ‪،‬هل فسإقطت هذه المصلحة في مقابل مفسإدة الفطر‬
‫في الصوما‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 173‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم تخآليل اللحية في الوضوء‬

‫‪ 40/9‬ـ معنن ععثنممامن رضي ال عنه أمين الينبديي صللى ال عليه وسإللما مكان‬
‫صيحمحهع انبعن عخأمزنيمممة‪.‬‬ ‫ضودء‪ .‬أمنخأمرمجهع التونردمدذ ل‬
‫ي‪،‬هل مو م‬
‫د‬ ‫د‬
‫عيمخألوعل لنحميتمهع في العو ع‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه الترمذي )‪ (31‬في »أبواب الطهارة« باب »ما جاء في‬
‫تخأليل اللحية«‪،‬هل وابن خأزيمة )‪،152‬هل‪ (151‬من طريق عامر بن شقيق‪،‬هل عن أبي‬
‫وائل ـ شقيق بن سإلمة ـ‪،‬هل عن عثمان رضي ال عنه‪،‬هل به‪.‬‬

‫وهذا لفظ الترمذي‪،‬هل وقال‪) :‬هذا حديث حسإن صحيح(‪،‬هل ولعل تصحيح‬
‫الترمذي له من أجل شواهده‪،‬هل إوال فإن عامر بن شقيق متكلما فيه‪،‬هل فقد ضعفه ابن‬
‫معين‪،‬هل وقال أبو حاتما‪) :‬ليس بقوي(‪،‬هل وقال النسإائي‪) :‬ليس به بأس(‪،‬هل وذكره ابن‬
‫حبان في »الثقات«])‪،[(396‬هل وقد روى عنه شعبة‪،‬هل وهو ل يروي إل عن ثقة‪،‬هل‬
‫ومثل هذا يكون حديثه حسإناا‪،‬هل لكن يشكل على هذا مخأالفته لجميع من روى‬
‫الحديث عن عثمان رضي ال عنه‪،‬هل فإنهما لما يذكروا التخأليل‪.‬‬

‫وقد نقل الترمذي عن الماما البخأاري أنه قال‪) :‬أصح شيء في التخأليل‬
‫عندي حديث عثمان‪،‬هل قلت‪ :‬إنهما يتكلمون في هذا الحديث‪،‬هل فقال‪ :‬هو حسإن(])‬
‫‪،[(397‬هل ومعلوما أن البخأاري ل يريد الحسإن بالمعنى الصطلحي‪.‬‬

‫ونقل الحافظ تصحيح الحديث عن ابن حبان )‪،(3/362‬هل وابن خأزيمة )‬


‫‪،(151‬هل والحاكما )‪،[(398)](1/149‬هل وحسإنه ابن الملقن‪،‬هل وذكر له اثني عشر‬
‫شاهداا‪،‬هل وتكلما عليها‪،‬هل ثما قال‪) :‬فهذا اثنا عشر شاهدا لحديث عثمان رضي ال‬
‫عنه‪،‬هل فكيف ل يكون صحيحاا؟ا والئمة قد صححوه‪ (..‬ثما ذكر جماعة ممن‬
‫صححوا الحديث])‪.[(399‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 174‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما ما نقله ابن أبي حاتما عن أبيه من قوله‪) :‬ل يثبت عن النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما في تخأليل اللحية حديث(])‪،[(400‬هل وما نقله أبو داود في »مسإائل‬
‫الماما أحمد« حيث قال‪) :‬قلت لحمد بن حنبل‪ :‬تخأليل اللحية؟ا فقال‪ :‬تخأليلها قد‬
‫روي فيه أحاديث‪،‬هل ليس يثبت فيه حديث(])‪ .[(401‬فقد حمله ابن الملقن على أن‬
‫المراد بذلك غير حديث عثمان هذا])‪،[(402‬هل وهذا الجواب ليس بناهض عندي‪،‬هل‬
‫وكلما الئمة الكبار مقدما على كلما من جاء بعدهما‪،‬هل كما ذكرته فيما تقدما‪.‬‬

‫وقال الشيخ عبد العزيز بن باز‪) :‬والحق أن أحاديث التخأليل يشد بعضها‬
‫بعضاا‪،‬هل وتدل على شرعية التخأليل وأنه سإنة‪،‬هل إوان كان النبي صللى ال عليه وسإللما ل‬
‫يفعله دائماا‪.(..‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬يخألل( تخأليل اللحية‪ :‬إدخأال الصابع فيها عند غسإلها؛ ليبلغ الماء‬
‫إلى أصول الشعر‪،‬هل وذلك بأن يأخأذ كف ا من ماء ويخألله بأصابعه كالمشط‪،‬هل أو يأخأذ‬
‫كف ا من ماء ويجعله تحتها حتى تتخألل به‪.‬‬

‫قوله‪) :‬لحيته( اللحية ـ بكسإر اللما ـ شعر الوجه المعروف‪،‬هل وهو ما نبت‬
‫على اللحيين وهما عظما الوجه‪،‬هل وما نبت على الذقن‪،‬هل وهو مجتمع اللحيين في‬
‫أسإفل الوجه‪،‬هل فيلتقي رأس هذا إلى رأس هذا‪،‬هل ويعرف بالحنك‪،‬هل فهذا هو الذقن‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬اسإتدل بهذا الحديث من قال بمشروعية تخأليل اللحية في‬
‫الوضوء‪،‬هل وذلك إذا كانت اللحية كثيفة وهي التي تسإتر البشرة‪.‬‬

‫قال ابن القيما‪) :‬وكان صللى ال عليه وسإللما يخألل لحيته أحياناا‪،‬هل ولما يكن‬
‫يواظب على ذلك‪ [(403)](..‬فإذا فعله النسإان تارة وتركه تارة كان ذلك أقرب إلى‬
‫السإنة والتأسإي بالنبي صللى ال عليه وسإللما عند من يرى الحتجاج بأحاديث الباب‪،‬هل‬
‫ولجل أن يعلما غيره أنه ليس بواجب‪،‬هل والنفوس إذا اعتادت شيئ ا قد تلزمه وتجعله‬
‫واجباا‪،‬هل فما حافظ عليه النبي صللى ال عليه وسإللما نحافظ عليه‪،‬هل وما فعله تارة وتركه‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 175‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫تارة فكذلك نفعله تارة وندعه تارة‪،‬هل إواذا كان الصحابة في عهد النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما بحاجة إلى أن يسإتفيدوا من فعله صللى ال عليه وسإللما وتركه فكذا الناس‬
‫بعدهما بحاجة إلى أن يسإتفيدوا من فعل العلماء وطلبة العلما وأن يفرقوا بين ما كان‬
‫واجب ا وما كان غير واجب‪.‬‬

‫أما اللحية الخأفيفة التي ل تسإتر البشرة فهذه يجب غسإلها وما تحتها من‬
‫البشرة؛ لنها في حكما الظاهر فيدخأل في قوله تعالى‪}} :‬مفانغدسإلعوا عوعجومهعكنما{{ والوجه‬
‫ما تحصل به المواجهة‪،‬هل وما تحت اللحية إذا كان باديا تحصل به المواجهة‪،‬هل‬
‫فيدخأل في حكما الوجه‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 176‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫مشروعية دلك أعضاء الوضوء‬

‫‪ 41/10‬ـ معنن معنبدد ال نبدن مزنيلد رضي ال عنه أين الينبديي صللى ال عليه وسإللما‬
‫صيحمحهع انبعن عخأمزنيمممة‪.‬‬ ‫أعتدي بدثعلعثمي ميد‪،‬هل فمجعمل يندلع ع د د‬
‫ك ذ مارمعنيه‪ .‬أمنخأمرمجهع أمنحممعد‪،‬هل مو م‬ ‫ن ع مم م‬ ‫م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أحمد )‪ (26/370‬وابن خأزيمة )‪ (118‬من طريق شعبة‪،‬هل عن‬


‫حبيب بن زيد‪،‬هل عن عباد بن تميما‪،‬هل عن عمه عبد ال بن زيد رضي ال عنه‪،‬هل به‪.‬‬

‫وهذا لفظ ابن خأزيمة إل أن فيه‪) :‬ذراعه( بالفراد‪،‬هل وقد رواه عن شعبة أبو‬
‫داود الطيالسإي‪،‬هل ويحيى بن سإعيد القطان‪،‬هل ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة‪،‬هل ومعاذ‬
‫العنبري‪،‬هل وخأالفهما محمد بن جعفر ـ كما يأتي ـ‪.‬‬

‫إواسإناده صحيح‪،‬هل حبيب بن زيد روى له الربعة وهو ثقة‪،‬هل وشعبة وعباد من‬
‫رجال الصحيحين‪،‬هل لكن اخأتلف فيه على شعبة فرواه غندر ـ وهو محمد بن جعفر ـ‬
‫عن شعبة‪،‬هل عن حبيب بن زيد‪،‬هل عن عباد بن تميما‪،‬هل عن جدته أما عمارة بنت كعب‪،‬هل‬
‫كما عند أبي داود )‪،(94‬هل ومن طريقه البيهقي )‪،(1/196‬هل والنسإائي في‬
‫»الصغرى« )‪،(1/58‬هل وفي »الكبرى« )‪ (76‬فجعله غندر من حديث أما عمارة ل‬
‫من حديث عبد ال بن زيد‪،‬هل وقد ورد في »العلل« لبن أبي حاتما قال‪ :‬سإألت أبا‬
‫زرعة عن هذا الحديث‪،‬هل فقال‪) :‬الصحيح عندي حديث غندر(])‪ .[(404‬ونقل‬
‫الحافظ عن عبد ال بن المبارك أنه قال‪) :‬إذا اخأتلف الناس في حديث شعبة‬
‫فكتاب غندر محمكرما بينهما(‪،‬هل وقال ابن مهدي‪) :‬كنا نسإتفيد من كتب غندر في شعبة(‬
‫وكان وكيع يسإميه الصحيح الكتاب])‪.[(405‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 177‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬بثلثي مد( المد‪ :‬بضما الميما وتشديد الدال‪،‬هل وحدةع كيلل شرعية‪،‬هل وهي‬
‫ملء كفي النسإان المعتدل إذا ملهما ومد يده بهما])‪،[(406‬هل والمد ربع الصاع‬
‫باتفاق الفقهاء‪،‬هل وهو رطل وثلث‪،‬هل بناء على أن الصاع يزن خأمسإة أرطال وثلث‪،‬هل‬
‫الرطل‪،‬هل وهذا عند الشافعية والحنابلة والمالكية])‪.[(407‬‬

‫قوله‪) :‬فجعل يدلك( جعل‪ :‬من أفعال الشروع‪،‬هل واسإمها ضمير مسإتتر يعود‬
‫على النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وجملة )يدلك( خأبر )جعل(‪،‬هل ويدلك‪ :‬بضما اللما‬
‫ماضيه دلك‪،‬هل من باب )نصر( والدلك‪ :‬إمرار اليد الغاسإلة على العضو المغسإول‬
‫مع الماء‪.‬‬

‫والغسإل‪ :‬جريان الماء إواسإالته على العضاء‪،‬هل وعلى هذا فالدلك غسإل‬
‫وزيادة؛ لن الغسإل ل يشترط فيه إمرار اليد على العضو‪،‬هل أما المسإح‪ :‬فهو إمرار‬
‫اليد على الشيء الممسإوح‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على اسإتحباب التقليل في ماء الوضوء ومثله‬
‫الغسإل‪،‬هل وأن هذا هو هدي النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وهذا أقل قدر توضأ به‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وعن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬كان النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما يتوضأ بالمد‪،‬هل ويغتسإل بالصاع إلى خأمسإة أمداد‪،‬هل وسإيأتي إن شاء ال‪.‬‬

‫ول خألف أن هذا القدر ليس بحد لزما ل يجوز تجاوزه‪،‬هل بل العبرة في ذلك‬
‫بأداء الواجب وعدما السإراف‪،‬هل وذلك يخأتلف باخأتلف الناس وأجسإادهما ولباقتهما‪،‬هل‬
‫ولذا اخأتلف المقدار في حديث أنس عن حديث عبد ال بن زيد رضي ال عنهما‪.‬‬

‫وقد نقل الجماع غير واحد على أن الطهارة غير مقدرة بقدر معين‪،‬هل قال‬
‫النووي‪) :‬أجمع المسإلمون على أن الماء الذي يجزئ في الوضوء والغسإل غير‬
‫مقدر‪،‬هل بل يكفي فيه القليل والكثير‪،‬هل إذا وجد شرط الغسإل وهو جريان الماء على‬
‫العضاء(‪ .‬وقال أيضاا‪) :‬أجمع العلماء على النهي عن السإراف في الماء ولو‬
‫كان على شاطئِّ البحر(])‪.[(408‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 178‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ومما يدل على تحريما السإراف في الماء حديث عبد ال بن مغفل رضي ال‬
‫عنه أنه سإمع رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يقول‪» :‬إنه سإيكون في هذه المة قوما‬
‫يعتدون في الطهور والدعاء«])‪.[(409‬‬

‫فعلى المسإلما أن يعلود نفسإه القتصاد في الماء‪،‬هل ويحذر من السإراف الذي‬


‫وقع فيه كثير من الناس اليوما‪،‬هل بسإبب اسإتعمال النبوب في الوضوء‪،‬هل ولجل التعود‬
‫على القتصاد ينبغي للنسإان أن يسإتعمل إناء يضع فيه ماء الوضوء‪،‬هل لكي يأمن‬
‫من السإراف‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على مشروعية دلك أعضاء الوضوء‪،‬هل والجمهور‬
‫من أهل العلما على اسإتحبابه وعدما وجوبه‪،‬هل خألف ا للمالكية])‪[(410‬؛ لن ال تعالى‬
‫أمر بالغسإل في اية الوضوء‪،‬هل والغسإل ل يشترط فيه إمرار اليد‪،‬هل كما قرره طائفة من‬
‫أهل اللغة؛ لنه إسإالة الماء على العضو‪،‬هل إواذا ثبت ذلك فل وجه لشتراطه؛ لنه‬
‫أمر زائد على ظاهر القران وعلى الدللة اللغوية للفظ الغسإل‪.‬‬

‫لكن إن كان إتماما الوضوء يتوقف على الدلك كأن يكون الماء قليلا وجب‬
‫إمرار اليد على العضو من باب ما ل يتما الواجب إل به فهو واجب‪،‬هل وعلى هذا‬
‫يحمل هذا الحديث‪،‬هل فإن وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما بثلثي مد ل يتما إل‬
‫بالدلك‪،‬هل إوان كان ل يترتب عليه إتماما الواجب فهو مسإتحب‪،‬هل لما تقدما‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 179‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫مشروعية أخآذ ماء جديد للرأس‬

‫‪ 42/11‬ـ عن عبد ال بن زيد رضي ال عنه؛ أمينهع ممرأى الينبديي صللى ال عليه‬
‫ف الممادء ايلذي أممخأمذ لد منأردسإده‪ .‬أمنخأمرمجهع انلمبنيهدقلي‪ .‬موعهمو دعنمد‬
‫وسإللما مينأعخأعذ لععذمننيه ممااء دخأل م‬
‫ضدل ميمدنيه‪،‬هل موعهمو الممنحعفو ع‬
‫ظ‪.‬‬ ‫)عمنسإلما( دمنن همذا المونجده بدلمنفدظ‪ :‬مومممسإمح بدمنأردسإده بدممالء مغيدر فم ن‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث له روايتان‪ :‬الولى‪ :‬أخأرجها البيهقي في »سإننه« )‪ (1/65‬من‬


‫رواية الهيثما بن خأارجة‪،‬هل عن عبد ال بن وهب‪،‬هل قال‪ :‬أخأبرني عمرو بن الحارث‪،‬هل‬
‫عن حبان بن واسإع النصاري‪،‬هل أن أباه حدثه أنه سإمع عبد ال بن زيد‪،‬هل يذكر أنه‬
‫رأى‪ ...‬الحديث‪ .‬وقال‪) :‬هذا إسإناد صحيح(‪.‬‬

‫والثانية‪ :‬أخأرجها مسإلما )‪ (236‬من طريق هارون بن معروف‪،‬هل وهارون ابن‬


‫سإعيد اليلي‪،‬هل وأبو الطاهر])‪ [(411‬عن ابن وهب‪،‬هل به‪.‬‬

‫قال الحافظ‪ :‬وهو المحفوظ‪،‬هل والمحفوظ عند المحدثين ما يقابل الشاذ‪،‬هل‬


‫فالمحفوظ‪ :‬ما رواه الوثق مخأالفا لرواية الثقة‪،‬هل والشاذ ما رواه المقبول مخأالفا لمن‬
‫هو أولى منه‪.‬‬

‫فرواية البيهقي شاذة؛ لن الهيثما بن خأارجة إوان كان ثقة‪،‬هل لكنه مخأالف لمن‬
‫هو أكثر منه‪،‬هل حيث رواه جماعة عن ابن وهب ـ كما تقدما ـ بلفظ )أنه مسإح برأسإه‬
‫بماء غير فضل يده(‪،‬هل فتكون روايته غير صحيحة إوان كان رواتها ثقات‪،‬هل لعدما‬
‫سإلمتها من الشذوذ‪،‬هل الذي هو شرط في صحة الحديث‪،‬هل وقد أورد البيهقي لفظ‬
‫مسإلما وقال‪) :‬وهذا أصح من الذي قبله(‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 180‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬الحديث دليل على أن مسإح الذنين يكون بفضل ماء الرأس‪،‬هل‬
‫ول يؤخأذ لهما ماء جديد؛ لن الذنين من الرأس ـ كما تقدما ـ ولن الذين وصفوا‬
‫وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما لما يذكروا أنه أخأذ ماء جديدا لذنيه‪،‬هل قال ابن‬
‫القيما‪) :‬ولما يثبت أنه صللى ال عليه وسإللما أخأذ لهما ماء جديداا(])‪.[(412‬‬

‫وقد نسإب ابن المنذر إلى مالك والشافعي وأحمد أنهما يرون أن يأخأذ‬
‫المتوضئِّ ماء جديدا لذنيه‪،‬هل ثما قال‪) :‬وغير موجود في الخأبار الثابتة التي فيها‬
‫صفة وضوء رسإول ال صللى ال عليه وسإللما أخأذه لذنيه ماء جديداا‪.[(413)](...‬‬

‫لكن لو فرض أن شعره كثيف‪،‬هل وقد اسإتغرق ما في يديه ولما يبق بهما بلل‪،‬هل‬
‫فل بأس أن يأخأذ لذنيه ماء جديداا‪،‬هل فإن كانتا رطبتين كفى ذلك لمسإح الذنين‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬مسإح الرأس قد ورد في حديث عثمان رضي ال عنه المتقدما‬
‫أول الباب‪،‬هل إوانما ذكر الحافظ هذا الحديث لن فيه بيان مشروعية أخأذ ماء جديد‬
‫للرأس‪،‬هل فهو دليل على أن مسإح الرأس يكون بماء جديد غير فضل يديه؛ لن اليد‬
‫عضو مسإتقل‪،‬هل والرأس عضو مسإتقل‪،‬هل وهذا قول الجمهور من أهل العلما‪.‬‬

‫وفي حديث عبد ال بن زيد في وصف وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‪:‬‬
‫)ثما أدخأل يده في الناء فمسإح برأسإه‪ [(414)](..‬وتقدما‪.‬‬

‫قال الترمذي بعد حديث عبد ال بن زيد‪) :‬والعمل على هذا عند أكثر أهل‬
‫العلما‪ :‬أروا أن يأخأذ لرأسإه ماء جديداا(‪.‬اهـ])‪.[(415‬‬

‫وجاء في حديث حمران مولى عثمان عن عثمان رضي ال عنه في وصفه‬


‫وضوءه صللى ال عليه وسإللما وفيه قال حمران‪) :‬ثما أدخأل يده فأخأذ ماء فمسإح‬
‫برأسإه‪...‬الحديث])‪.([(416‬‬

‫وهكذا جاء في حديث علي رضي ال عنه‪) :‬ثما جعل يده في الناء فمسإح‬
‫برأسإه مرة واحدة(])‪.[(417‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 181‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وذهب بعض أهل العلما إلى أنه يجوز أن يمسإح رأسإه بما بقي من أعضائه‬
‫السإابقة‪،‬هل فمنهما من يقول بفضل يديه‪،‬هل ونسإبه ابن المنذر إلى الحسإن وعروة‬
‫والوزاعي])‪،[(418‬هل ومنهما من قال‪ :‬يمسإح رأسإه ببلل لحيته‪،‬هل وهو لبعض المالكية‪،‬هل‬
‫كما ذكر ابن العربي])‪ [(419‬وابن عبد البر])‪.[(420‬‬

‫ولعلهما يسإتدلون بحديث اللربويع‪،‬هل وفيه‪) :‬ومسإح رأسإه من فضدل مالء كان في‬
‫يده(])‪ [(421‬ولن المسإح مبني على التخأفيف‪.‬‬

‫والقول الول أرجح‪،‬هل لقوة دليله‪،‬هل فإن حديث عبد ال بن زيد وما ذكر معه‬
‫حجة على من عذكر‪،‬هل إل إن حملوا أفعال النبي صللى ال عليه وسإللما التي ليسإت‬
‫بيان ا للمجمل على الندب])‪،[(422‬هل لكن الظاهر أن فعله صللى ال عليه وسإللما بيان‬
‫لمجمل كيفية مسإح الرأس‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫أما حديث الربيع ففي سإنده مقال‪،‬هل وفي متنه اضطراب‪،‬هل فهو من رواية عبد‬
‫ال بن محمد بن عقيل‪،‬هل وقد تقدما الكلما فيه])‪،[(423‬هل وأما اضطراب متنه فإن ابن‬
‫ماجه أخأرجه من طريق شريك‪،‬هل عن عبد ال بن محمد بن عقيل‪،‬هل عن الربيع‪،‬هل وفيه‪:‬‬
‫)وأخأذ ماء جديدا فمسإح به رأسإه‪ [(424)](..‬فما في رواية مسإلما مقدما عليه عند‬
‫التعارض‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬ورد في حديث ابن عباس رضي ال عنهما في بيان الصفة‬
‫المشروعة في كيفية أخأذ الماء الذي يمسإح به الرأس‪،‬هل ولفظه قال‪) :‬أل تحبون أن‬
‫أريكما كيف كان رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يتوضأ؟ا( وسإاق الحديث‪،‬هل إلى أن‬
‫قال‪) :‬ثما قبض قبضة من الماء‪،‬هل ثما نفض يده ثما مسإح بها رأسإه وأذنيه‪)](..‬‬
‫‪،[(425‬هل فهذه الصفة الولى‪،‬هل وهي أن يأخأذ بيده اليمنى قبضة من الماء ثما ينفضها‬
‫ضمل رأسإه‪.‬‬
‫ويمسإح بما فم م‬
‫وفيه صفة ثانية وهي أن يغرف غرفة بيده اليمنى ثما يتلقاها بشماله حتى‬
‫يضعها على رأسإه من غير نفض يديه‪،‬هل ودليلها أن معاوية رضي ال عنه توضأ‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 182‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫للناس كما رأى رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يتوضأ‪،‬هل فلما بلغ رأسإه غرف غرفة‬
‫من ماء‪،‬هل فتلقاها بشماله حتى وضعها على وسإط رأسإه حتى قطر الماء أو كاد‬
‫يقطر‪،‬هل ثما مسإح من مقدمه إلى مؤخأره‪،‬هل ومن مؤخأره إلى مقدمه])‪.[(426‬‬

‫وأما الصفة الثالثة التي عليها أكثر الناس‪،‬هل وهي أن يأخأذ غرفة بيمينه ثما‬
‫يتلقفها بشماله وينفضها نفضا خأفيفا ثما يمسإح بهما معاا‪،‬هل فلما أقف عليها‪،‬هل والظاهر‬
‫جوازها؛ لن ال تعالى أمر بمسإح الرأس‪،‬هل وهذا قد مسإح رأسإه بيديه فيجزئ‪،‬هل لكن‬
‫اتباع الوارد والتأسإي بالنبي صللى ال عليه وسإللما أفضل‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 183‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان فضيلة الوضوء وثوابه‬

‫ل صللى ال‬ ‫‪ 43/12‬ـ عن أبي هريرةم رضي ال عنه؛ مقامل‪ :‬سإدمعت رسإومل ا د‬
‫م ن ع مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫ضودء‪،‬هل مفمن‬ ‫د د‬ ‫د د‬ ‫د‬
‫عليه وسإللما ميعقوعل‪» :‬إين أعيمتي مينأعتومن مينومما انلقمياممة عغ لار عممحيجليمن‪،‬هل منن أمثمدر انلعو ع‬
‫ق معلمنيده‪،‬هل مواللينفظع لدعمنسإللما‪.‬‬‫ع دمننعكنما أمنن عيدطيمل عغيرتمهع مفنلمينفمعنل«‪ .‬عمتيفم ر‬
‫طا م‬
‫انسإتم م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« »باب فضل الوضوء« )‪(136‬‬


‫ومسإلما )‪ (35) (246‬في »الطهارة«‪،‬هل من طريق عنعيما بن عبد ال العمنجدمدر‪،‬هل عن‬
‫أبي هريرة رضي ال عنه‪،‬هل وهذا لفظ مسإلما كما ذكر الحافظ‪،‬هل وأما لفظ البخأاري فهو‪:‬‬
‫»إن أمتي يدعون يوما القيامة‪ «...‬وباقي الحديث سإواء‪.‬‬

‫وفي لفظ لمسإلما‪) :‬عن عنعيما المجمر قال‪ :‬رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسإل‬
‫وجهه فأسإبغ الوضوء‪،‬هل ثما غسإل يده اليمنى حتى أشرع في العضد‪،‬هل ثما يده اليسإرى‬
‫حتى أشرع في العضد‪،‬هل ثما مسإح رأسإه‪،‬هل ثما غسإل رجله اليمنى حتى أشرع في‬
‫السإاق‪،‬هل ثما غسإل رجله اليسإرى حتى أشرع في السإاق‪،‬هل ثما قال‪ :‬هكذا رأيت رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما يتوضأ‪،‬هل وقد قال رسإول ال&هل‪);<146#‬ص(‪» :‬أنتما الغر‬
‫المحجلون يوما القيامة من إسإباغ الوضوء‪،‬هل فمن اسإتطاع منكما فليطل غرته‬
‫وتحجيله« (‪.‬‬

‫وقوله‪) :‬فمن اسإتطاع‪ ...‬إلخ( مدرج من كلما أبي هريرة رضي ال عنه‪،‬هل‬
‫فهمها أبو هريرة من قوله‪) :‬غ ار محجلين( ‪،‬هل أدرجها في الحديث الراوي عنه‪،‬هل وهو‬
‫عنعيما المجمر‪،‬هل قال الحافظ )ولما أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى هذا‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 184‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الحديث من الصحابة وهما عشرة‪،‬هل ول ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية عنعيما‬
‫هذه‪،‬هل وال أعلما(])‪.[(427‬‬

‫وقد أخأرج الماما أحمد هذا الحديث في مسإنده )‪ (14/354‬من رواية ليث‬
‫بن أبي سإليما‪،‬هل عن كعب المدني])‪،[(428‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه وفي اخأره‪:‬‬
‫»فمن اسإتطاع« إواسإناده ضعيف‪،‬هل لضعف ليث بن أبي سإليما‪،‬هل بسإبب اخأتلطه‪،‬هل‬
‫ولجهالة كعب المدني‪،‬هل فيكون روى هذه اللفظة عن أبي هريرة اثنان‪،‬هل وقد خأفيت‬
‫على الحافظ رواية كعب هذه‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫وأخأرج الحديث ـ أيض ا ـ )‪ (14/136‬من طريق فليح بن سإليمان‪،‬هل عن نعيما‬


‫نحوه‪،‬هل وزاد فقال نعيما‪) :‬ل أدري قوله‪» :‬فمن اسإتطاع أن يطيل غرته فليفعل« من‬
‫قول رسإول ال صللى ال عليه وسإللما أو من قول أبي هريرة؟ا( وفليح بن سإليمان‬
‫متكلما فيه من قبل حفظه‪،‬هل وقد احتج به الشيخأان‪.‬‬

‫وقد رجح كثير من الحفاظ والمحققين أن هذه اللفظة مدرجة‪،‬هل منهما الحافظ‬
‫المنذري])‪،[(429‬هل وشيخ السإلما ابـن تيمية])‪،[(430‬هل وابن القيما])‪،[(431‬هل والحافظ‬
‫ابن حجر‪،‬هل والشيخ عبد العزيز بن باز‪،‬هل رحما ال الجميع‪.‬‬

‫وعلى هذا فتكون اللفظة مدرجة من كلما أبي هريرة رضي ال عنه لما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن الحديث رواه عدد من أصحاب النبي صللى ال عليه وسإللما كابن‬
‫مسإعود وجابر ابن عبد ال وأبي سإعيد الخأدري وأبي أمامة وحذيفة وغيرهما رضي‬
‫ال عنهما‪،‬هل ولما يذكروا هذه الزيادة‪،‬هل وهذا يؤيد أنها من كلما أبي هـريرة‪،‬هل ل من كلما‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن إطالة الغرة غير متيسإرة؛ لن الوجه مسإتقل‪،‬هل والرأس مسإتقل‪،‬هل فإذا‬
‫أطال وزاد أخأذ من الرأس‪،‬هل والرأس فرضه المسإح‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن النبي صللى ال عليه وسإللما لما يحفظ عنه أنه أطال الغرة ول‬
‫التحجيل‪،‬هل بل كان يغسإل ذراعيه حتى يشرع في العضد‪،‬هل ورجليه حتى يشرع في‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 185‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫السإاقين‪،‬هل وذلك لدخأال المرفقين والكعبين في العضد والسإاق‪،‬هل كما في لفظ مسإلما‬
‫المتقدما‪،‬هل ولما ينقل عنه زيادة على ذلك‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ما أخأرجه مسإلما عن أبي حازما قال‪ :‬كنت خألف أبي هريرة رضي ال‬
‫عنه وهو يتوضأ للصلة‪،‬هل فكان يمد يديه حتى تبلغ إبطيه‪،‬هل فقلت‪ :‬يا أبا هريرة‪،‬هل ما‬
‫هذا الوضوء؟ا فقال‪ :‬يا بني فملروخ])‪ [(432‬أنتما هاهنا؟ا لو علمت أنكما هاهنا ما‬
‫توضأت هذا الوضوء‪،‬هل سإمعت خأليلي صللى ال عليه وسإللما يقول‪» :‬تبلغ الحلية من‬
‫المؤمن حيث يبلغ الوضوء«])‪.[(433‬‬

‫فهذا ليس فيه جملة »فمن اسإتطاع« ولو كانت من كلما النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما لوردها أبو هريرة محتج ا بها على أبي حازما الذي أظهر له الرتياب‬
‫من مد يده إلى إبطه‪،‬هل ولما يحتج إلى السإتنباط الذي قد يخأطئِّ وقد يصيب‪،‬هل ثما لو‬
‫كان صوابا لما يصل إلى درجة النص في قوة القناع‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إن أمتي( أي‪ :‬جماعتي‪،‬هل والمراد بهما أمة الجابة‪،‬هل وهما من امن به‬
‫واتبعه؛ لنهما هما الذين يظهر عليهما أثر الوضوء‪.‬‬

‫قوله‪) :‬يأتون( هذه رواية مسإلما‪،‬هل وفي لفظ البخأاري‪) :‬عيدعون( كما تقدما‪،‬هل‬
‫ولعل اللفظ الول عرتو م‬
‫ب على الثاني‪،‬هل أي‪ :‬يدعون فيأتون‪،‬هل والمعنى ـ وال أعلما ـ‬
‫يدعون إلى موقف الحسإاب أو إلى الميزان أو إلى غير ذلك من مواقف يوما‬
‫القيامة‪.‬‬

‫والمراد‪ :‬أنهما يدعون يوما القيامة من بين المما‪،‬هل ووجوههما وأيديهما وأرجلهما‬
‫تتلل نو ار وبياضا من اثار الوضوء الذي يفعلونه في الدنيا تعبدا له تعالى‪،‬هل‬
‫وتعظيم ا لشأن الصلة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬يوما القيامة( أي‪ :‬يوما يقوما الناس من قبورهما للحسإاب والجزاء‪،‬هل وهذا‬
‫اليوما سإمي بعدة أسإماء فهو يوما القيامة ـ لما ذكر ـ وقد ورد بهذا السإما في كتاب ال‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 186‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫تعالى في سإبعين اية‪،‬هل واليوما الخأر لنه ل يوما بعده‪،‬هل ويوما الزفة لقربه‪،‬هل ويوما‬
‫الجمع لن ال يجمع فيه أهل السإماء والرض‪،‬هل ويوما التغابن‪،‬هل والقارعة‪،‬هل ويوما‬
‫الفصل‪،‬هل إلى غير ذلك مما ورد في القران صريح ا أو اسإتنباطاا‪،‬هل وكل ما عظما شأنه‬
‫عند العرب تعددت أسإماؤه‪،‬هل والقيامة لما عظما أمرها وكثرت أهوالها سإماها ال‬
‫تعالى بأسإماء عديدة‪،‬هل ووصفها بأوصاف كثيرة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬غ ارا( حال من فاعل »يأتون« وهو جمع‪ :‬أغلر‪،‬هل والغرة بياض في‬
‫وجه الفرس يقال‪ :‬غير وجهه ميمغلر ـ بالفتح ـ غر ار وغرة ودغ اررة‪ :‬صار ذا غرة‪،‬هل‬
‫والمعنى‪ :‬أن أمة محمد صللى ال عليه وسإللما يأتون يوما القيامة تلمع وجوههما‬
‫بياضا ونو ار من اثار الوضوء ـ نسإأل ال بركة ذلك اليوما بمنه وكرمه ـ‪.‬‬

‫قوله‪) :‬محجلين( حال ثانية‪،‬هل والتحجيل‪ :‬بياض في قوائما الفرس كلها‪،‬هل‬


‫وقيل‪ :‬في ثلث قوائما‪،‬هل في رجل ويدين‪،‬هل والمعنى‪ :‬أن في أيديهما وأرجلهما بياضا‬
‫ونو ار من اثار الوضوء‪.‬‬

‫وقد اسإتوفى صللى ال عليه وسإللما بذكر الغرة والتحجيل جميع أعضاء‬
‫الوضوء‪،‬هل فإن الغرة بياض في الوجه‪،‬هل والتحجيل بياضهما في اليدين والرجلين‪،‬هل‬
‫والرأس داخأل في مسإمى الغرة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬من أثر الوضوء( من‪ :‬للتعليل‪،‬هل وأثر‪ :‬بالفراد رواية مسإلما‪،‬هل وفي‬
‫رواية أخأرى‪» :‬من اثار« ‪،‬هل وهي رواية البخأاري‪،‬هل وأثر الشيء‪ :‬ما يعقبه ناشئا عنه‪،‬هل‬
‫والوضوء‪ :‬بضما الواو‪،‬هل أي‪ :‬الفعل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فمن اسإتطاع منكما أن يطيل‪ (..‬أي‪ :‬من قدر منكما أن يمد ويزيد‬
‫غرته فليفعل‪،‬هل أي‪ :‬فليطل غرته‪،‬هل وفي لفظ لمسإلما‪» :‬فليطل غرته وتحجيله«‬
‫واقتصر على الغرة في لفظ حديث الباب لدللته على الخأر‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 187‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على فضيلة الوضوء وعظما ثوابه وأنه سإبب‬
‫لشتهار هذه المة من بين المما يوما القيامة‪،‬هل وذلك ببياض وجوههما وأيديهما‬
‫وأرجلهما‪.‬‬

‫وقد تقدما حديث أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬سإمعت خأليلي صللى ال‬
‫عليه وسإللما يقول‪» :‬تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء«])‪.[(434‬‬

‫والمراد‪ :‬حلية المؤمن في الجنة من مصوغ الذهب وغيره‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬اسإتدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن الوضوء من‬
‫خأصائص هذه المة‪،‬هل وقد نسإبه الحافظ إلى المحدليدمي])‪ [(435‬وهو من محدثي‬
‫الشافعية وفقهائهما‪،‬هل ووجه السإتدلل‪ :‬أن النبي صللى ال عليه وسإللما خأص الغرة‬
‫والتحجيل بهذه المة‪،‬هل ولو كان الوضوء لغيرهما لثبت لهما ما ثبت لهذه المة‪.‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أن الوضوء ليس مخأتصا بهذه المة‪،‬هل بل كان موجودا فيمن‬
‫قبلهما‪،‬هل إوانما الذي اخأتصت به الغرة والتحجيل‪،‬هل والدليل على عدما اخأتصاصها‬
‫بالوضوء حديث أبي هريرة رضي ال عنه في قصة سإارة زوج الخأليل ـ عليه‬
‫الصلة والسإلما ـ وفيه أن سإارة لما طلبها الجبار وأرسإل بها الخأليل إليه‪،‬هل فقاما إليها‪،‬هل‬
‫ت آمنت بك وبرسإولك‪،‬هل وأحصنت‬
‫فقامت تتوضأ وتصلي‪،‬هل فقالت‪» :‬اللهما إن كن ع‬
‫فرجي إل على زوجي فل تسإلط عليي الكافر‪ ..‬الحديث«])‪ .[(436‬فهذا صريح في‬
‫العمل بالوضوء قبل هذه المة‪،‬هل وكذا ما ورد في حديث أبي هريرة رضي ال عنه ـ‬
‫أيضا ـ في قصة جريج الراهب‪،‬هل وفيها‪» :‬فتوضأ وصلى«])‪.[(437‬‬

‫وهذا هو الظهر ـ إن شاء ال تعالى ـ لقوة دليله‪،‬هل ويؤيده حديث أبي هريرة‬
‫رضي ال عنه أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما قال‪» :‬إن حوضي أبععد من أيلةم‬
‫من عدن‪،‬هل لهو أشد بياضا من الثلج‪،‬هل وأحلى من العسإل باللبن‪،‬هل ولنيته أكثر من‬
‫عدد النجوما‪،‬هل إواني لصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه« ‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 188‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رسإول ال أتعرفنا يومئذ؟ا قال‪» :‬نعما‪،‬هل لكما سإيما ليسإت لحد من المما‪،‬هل‬
‫تمدرعدومن عليي غ ار محجلين من أثر الوضوء«])‪.[(438‬‬

‫فهذا يدل على أن الوضوء ليس من خأصائص هذه المة‪،‬هل إوانما الذي‬
‫اخأتصت به الغرة والتحجيل؛ لنه جعل ذلك علمة لهما دون غيرهما من المما‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬اخأتلف العلماء في مجاوزة محل الفرض في الوضوء على‬


‫قولين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه ل تشرع الزيادة على محل الفرض‪،‬هل وهذا مذهب المالكية‬
‫والظاهرية‪،‬هل وبعض فقهاء الحنفية‪،‬هل ورواية عن الماما أحمد‪،‬هل اخأتارها بعض‬
‫أصحابه])‪،[(439‬هل واخأتار هذا القول جمع من المحققين‪،‬هل منهما شيخ السإلما ابن‬
‫تيمية])‪، [(440‬هل وتلميذه ابن القيما])‪.[(441‬‬

‫القول الثاني‪ :‬تشرع الزيادة على المحل المفروض‪،‬هل على تفصيل عندهما في‬
‫كيفية ذلك‪،‬هل وهذا قول الشافعية])‪،[(442‬هل وطائفة من فقهاء الحنفية])‪،[(443‬هل‬
‫والحنابلة‪،‬هل وهي رواية ثانية عن الماما أحمد‪،‬هل وهو مذهب أبي هريرة‪،‬هل وابن عمر‬
‫رضي ال عنهما‪،‬هل فقد أخأرج ابن أبي شيبة‪،‬هل وأبو عبيد])‪ [(444‬عن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما‪) :‬أنه كان يتوضأ في الصيف فربما بلغ في الوضوء إبطيه(‪.‬‬

‫قال النووي‪) :‬اخأتلفوا في قدر المسإتحب على أوجه‪ :‬أحدها‪ :‬أنه يسإتحب‬
‫الزيادة فوق المرفقين والكعبين من غير توقيت‪،‬هل والثاني‪ :‬يسإتحب إلى نصف‬
‫العضد والسإاق‪،‬هل والثالث‪ :‬يسإتحب إلى المنكبين والركبتين‪،‬هل وأحاديث الباب تقتضي‬
‫هذا كله‪ .[(445)](..‬وأما الزيادة في الوجه فهي غسإل شيء من مقدما الرأس‪.‬‬

‫واسإتدل الولون القائلون بعدما جواز مجاوزة محل الفرض بالكتاب والسإنة‪،‬هل‬
‫والنظر‪.‬‬

‫صلمدة مفانغدسإلعوا‬
‫أما الكتاب فقوله تعالى‪}} :‬مياأمليمها اليدذيمن آممعنوا دإمذا قعنمتعنما دإملى ال ي‬
‫عوعجومهعكنما{ ‪ {...‬الية‪ .‬ووجه الدللة‪ :‬أن ال تعالى حد محل الفرض من أعضاء‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 189‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوضوء المغسإولة والممسإوحة‪،‬هل والية من اخأر ما نزل من القران‪،‬هل والتحديد يقتضي‬


‫عدما الزيادة على ما حدد‪،‬هل إوال لما يكن للتحديد فائدة‪.‬‬

‫وأما السإنة فإن الذين وصفوا وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما كعثمان‬
‫وعلي وعبد ال ابن زيد وغيرهما رضي ال عنهما لما يذكر واحد منهما أنه زاد عن‬
‫المحل الذي أمر بغسإله أو مسإحه‪،‬هل بل كان يغسإل ذراعيه حتى عيشرع في العضد‬
‫لدخأال المرفقين‪،‬هل ويغسإل رجليه حتى يشرع في السإاق لدخأال الكعبين ـ كما في‬
‫لفظ مسإلما المتقدما ـ ولما ينقل عنه زيادة على ذلك‪،‬هل ولو كانت الزيادة مشروعة لبينها‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما وفعلها ولو مرة واحدة‪.‬‬

‫وأما النظر فمن وجوه‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن الزيادة على المحل تؤدي إلى تداخأل العضاء‪،‬هل فإذا زيد في‬
‫ل‪،‬هل والوجه مسإتقل والرأس‬
‫غسإل الوجه تعدى إلى الرأس وأصبح الممسإوح مغسإو ا‬
‫مسإتقل‪،‬هل إوان قيل‪ :‬الغرة في الوجه أن يغسإل إلى صفحتي العنق‪،‬هل فالعنق عضو‬
‫مسإتقل ليس من أعضاء الوضوء‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن الزيادة تؤدي إلى كون غير المأمور به مأمو ار به‪،‬هل كالعضد فإنه‬
‫ليس من أعضاء الوضوء‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن الغرة ل يمكن إطالتها ـ كما تقدما ـ فإنها مخأتصة بالوجه‪،‬هل فإذا‬
‫دخألت في الرأس ل تسإمى غرة‪،‬هل إذ ل غيرة في الرأس])‪.[(446‬‬

‫أما القائلون بمشروعية الزيادة على محل الفرض فعمدتهما قوله‪) :‬فمن‬
‫اسإتطاع منكما أن يطيل غرته فليفعل( قالوا‪ :‬فأبو هريرة رضي ال عنه قال ذلك‬
‫بفهمه‪،‬هل فهو تفسإير‪،‬هل وتفسإير الراوي إذا لما يخأالف الظاهر يجب قبوله‪،‬هل ولنه لما يفعله‬
‫من تلقاء نفسإه‪،‬هل بل إنه رأى النبي صللى ال عليه وسإللما يفعل ذلك‪،‬هل كما تقدما في‬
‫الكلما على تخأريج الحديث‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 190‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والصواب القول الول‪،‬هل لقوة دليله‪،‬هل وهو أنه ل يزاد على القدر الواجب‪،‬هل إل‬
‫لقصد اسإتيعاب محل الفرض‪،‬هل وهو الذي يدل عليه إشراع النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما في العضد والسإاق‪.‬‬

‫وأما حديث الباب فإن قوله‪) :‬فمن اسإتطاع( مدرج من كلما أبي هريرة‬
‫رضي ال عنه ـ كما تقدما ـ وما فعله اجتهاد منه رضي ال عنه‪،‬هل بدليل ما تقدما ـ‬
‫أيضا ـ في قصته مع أبي حازما‪.‬‬

‫وأما فعل النبي صللى ال عليه وسإللما فليس من باب مجاوزة محل الفرض‪،‬هل‬
‫إوانما لسإتيعاب الفرض كما تقدما‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 191‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم التيمن في المور ومنها الوضوء‬

‫ت‪ :‬مكامن الينبلي صللى ال عليه‬ ‫‪ 44/13‬ـ معن معائدمشةم رضي ال عنها مقالم ن‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬
‫وسإللما عينعدجعبهع اليتيلمن في تممنلعلدده‪،‬هل موتممرلجلدده‪،‬هل موطععهودرده‪،‬هل مودفي مشنأندده عكلوده‪ .‬عمتيفم ر‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه البخأاري في مواضع‪،‬هل وأولها في كتاب »الوضوء« باب‬


‫»التيمن في الوضوء والغسإل« )‪،(168‬هل ومسإلما )‪ (67) (268‬من طريق أشعث‬
‫بن سإليما‪،‬هل عن أبيه])‪،[(447‬هل عن مسإروق‪،‬هل عن عائشة رضي ال عنها‪،‬هل به‪،‬هل وهذا‬
‫لفظ البخأاري‪،‬هل ولفظ مسإلما‪) :‬كان يحب التيمن في شأنه كله‪،‬هل في نعليه وترجله‬
‫وطهوره(‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬يعجبه( أي‪ :‬يسإره ويرضيه‪،‬هل وفي لفلظ‪) :‬يحب التيمن( وقد علمت‬
‫عائشة حبه للتيمن إما بإخأباره لها بذلك‪،‬هل أو بالقرائن‪،‬هل قال ابن بطال‪) :‬وبدؤه عليه‬
‫السإلما بالميامن في شأنه كله ـ وال أعلما ـ هو على وجه التفاؤل من أهل اليمين‬
‫باليمين؛ لنه عليه السإلما )كان يعجبه الفأل الحسإن((])‪.[(448‬‬

‫قوله‪) :‬التيمن( مصدر تيمن تيلمناا‪،‬هل مثل تعيلما تعللماا‪،‬هل والتيمن من اللفاظ‬
‫المشتركة فيطلق على التبرك بالشيء من العيمن ـ بضما الياء ـ وهو البركة‪،‬هل ويطلق‬
‫على البتداء باليمين قبل الشمال‪،‬هل وهو المراد هنا‪،‬هل وورد في لفظ‪) :‬يحب التيمن ما‬
‫اسإتطاع(])‪ [(449‬وهذا يفيد محافظته صللى ال عليه وسإللما على التيمن ما لما يمنع‬
‫مانع ـ كما سإيأتي إن شاء ال ـ‪،‬هل وقد ورد ـ أيض ا ـ عند ابن حبان‪) :‬كان يحب‬
‫طوردزي‪) :‬يامن‬
‫التيامن ما اسإتطاع في طهوره وتنعله وترجله(])‪،[(450‬هل قال العم م‬
‫وتيامن‪ :‬أخأذ جانب اليمين(‪،‬هل ثما سإاق لفظ ابن حبان])‪،[(451‬هل وقال الجوهري‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 192‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫)يقال‪ :‬يامنن يا فلن بأصحابك‪،‬هل أي‪ :‬خأذ بهما يمناة‪،‬هل ول تقل‪ :‬تيامن بهما‪،‬هل والعامة‬
‫تقوله(])‪.[(452‬‬

‫قوله‪) :‬في تنعله( التيمنلععل‪ :‬لبس النعل‪،‬هل وهو مصدر تممنيعمل‪،‬هل كالتقلدما مصدر‬
‫تقيدما‪ .‬قال في »مخأتار الصحاح«‪) :‬تقول‪ :‬منمعمل وانتعل‪،‬هل أي‪ :‬احتذى(])‪،[(453‬هل‬
‫وقد مأهمل المصدر‪،‬هل فلما يذكره‪،‬هل ولعله عأهمل اكتفاء بدللة فعله عليه‪،‬هل وفي لفظ‬
‫لمسإلما‪) :‬في نعله( أي‪ :‬في لبس نعله‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وترجله( أي‪ :‬تسإريح شعره ودهنه وتجميله‪ .‬تقول‪ :‬مريجنل ع‬


‫ت الشعر‬
‫ل‪ :‬سإرحته‪ .‬سإواء أكان شعرك أما شعر غيرك‪،‬هل وترجلت‪ :‬إذا كان شعر‬
‫ترجي ا‬
‫نفسإك])‪.[(454‬‬

‫طهوره( بضما الطاء‪،‬هل والمراد به فعل الطهارة في الوضوء والغسإل‪،‬هل‬


‫قوله‪) :‬و ع‬
‫وأما بالفتح‪ :‬فهو الماء الذي يتطهر به‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬
‫ونقل ابن الثير وغيره عن سإيبويه‪ :‬أن ال ي‬
‫طهور بالفتح يقع على الماء وعلى‬
‫المصدر معاا])‪،[(455‬هل فعلى هذا يجوز أن يكون الحديث بفتح الطاء وضمها‪،‬هل‬
‫والمراد‪ :‬التطلهر‪،‬هل كما مضى‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وفي شأنه كله( هذا تعميما بعد تخأصيص‪،‬هل والشأن‪ :‬المر‪،‬هل أي‪ :‬في‬
‫جميع أموره‪،‬هل و)كله( تأكيد لهذا التعميما‪،‬هل لكن هذا العموما مخأصوص بمثل دخأول‬
‫الخألء والمتخأاط والسإتنجاء‪،‬هل وغير ذلك مما يكون باليسإار‪،‬هل كما سإيأتي إن شاء‬
‫ال‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على مشروعية البداءة بالرجل اليمنى في لبس‬
‫النعل ومثلها الجوارب والخأفاف‪،‬هل وكذلك لبس الثياب والسإراويل فيبدأ بالكما اليمن‬
‫ثما اليسإر‪.‬‬

‫ل؛ لن النتعال للورنجدل أفضل من‬


‫أما عند نزع النعل فإنه ينزع اليسإرى أو ا‬
‫الحفاء‪،‬هل وكذا في نزع الثياب والسإراويل‪،‬هل قال الخأطابي‪) :‬إذا كان معلوما أن لبس‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 193‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الحذاء صيانة للرجل ووقاية لها‪،‬هل فقد أعلما أن التبدية به لليمنى زيادة في كرامتها‪،‬هل‬
‫وكذلك التبقية لها بعد خألع اليسإرى(])‪.[(456‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على مشروعية البداءة بالجانب اليمن من‬
‫ل‪،‬هل ثما شقه‬
‫الرأس عند ترجيله‪،‬هل وكذا عند حلقه‪،‬هل فيعطي الحالق شقه اليمن أو ا‬
‫اليسإر‪،‬هل وعلى هذا فالتيامن في الحلق منظور فيه إلى المحلوق ل إلى الحالق‪،‬هل‬
‫وهو الظهر‪،‬هل لما ورد في حديث أنس رضي ال عنه في حجة النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما وفيه‪) :‬ثما قال للحلق‪» :‬خأذ« ‪،‬هل وأشار إلى جانبه اليمن ثما اليسإر‪(..‬‬
‫])‪.[(457‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬مشروعية البداءة باليمين في الوضوء والغسإل‪،‬هل فيغسإل في‬


‫الوضوء اليمنى من اليدين والرجلين قبل اليسإرى‪،‬هل وفي الغسإل يبدأ بغسإل الشق‬
‫اليمن من البدن قبل اليسإر‪.‬‬

‫قال ابن المنذر‪) :‬وقد ثبتت الخأبار عن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما أنه‬
‫بدأ فغسإل يده اليمنى ثما اليسإرى في وضوئه‪،‬هل وكذا يفعل المتوضئِّ إذا أراد اتباع‬
‫السإنة(])‪.[(458‬‬

‫وقال النووي‪) :‬أجمع العلماء على أن تقديما اليمين على اليسإار من اليدين‬
‫والرجلين في الوضوء سإنة‪،‬هل لو خأالفها فاته الفضل‪،‬هل وصح وضوؤه(‪،‬هل وقال‪) :‬ثما‬
‫اعلما أن من أعضاء الوضوء ما ل يسإتحب فيه التيامن‪،‬هل وهو الذنان والكفان‬
‫والخأدان بل يغسإلهما دفعة واحدة‪،‬هل فإن تعذر ذلك كما في حق القطع ونحوه قدما‬
‫اليمين‪،‬هل وال أعلما(])‪.[(459‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬ظاهر الحديث مشروعية البداءة باليمين في كل شيء‪،‬هل لكن‬


‫ص العلماء ذلك فيما كان من باب التكريما‪،‬هل كالخأذ والعطاء‪،‬هل ولبس الثوب‬
‫خأ ي‬
‫والسإراويل والخأف‪،‬هل ودخأول المسإجد وميمنة المسإجد‪،‬هل والنتعال‪،‬هل والكل والشرب‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 194‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهو واجب باليمين‪،‬هل والمصافحة‪،‬هل والكتحال‪،‬هل والسإواك‪،‬هل وحلق الرأس فيبدأ بالجانب‬
‫اليمن‪.‬‬

‫وما كان بخألف ذلك فله اليسإار كدخأول الخألء‪،‬هل والخأروج من المسإجد‪،‬هل‬
‫والمتخأاط‪،‬هل والسإتنجاء‪،‬هل وخألع الثياب‪،‬هل والسإراويل والخأف‪.‬‬

‫وقد جاء من أدلة التخأصيص حديث حفصة رضي ال عنها زوج النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما أن النبي صللى ال عليه وسإللما )كان يجعل يمينه لطعامه‬
‫وشرابه وثيابه‪،‬هل ويجعل شماله لما سإوى ذلك(])‪.[(460‬‬

‫وعن عائشة قالت‪) :‬كانت يد رسإول ال صللى ال عليه وسإللما اليمنى لطهوره‬
‫وطعامه‪،‬هل وكانت يده اليسإرى لخألئه وما كان من أذى(])‪ .[(461‬وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 195‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫المر بالبدء بالميامن في الوضوء‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 45/14‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫دد‬
‫ضنأتعنما مفانبمدعؤوا بدممميامنعكنما«‪ .‬أمنخأمرمجهع المنرمبمععة‪،‬هل مو م‬
‫صيحمحهع انبعن عخأمزنيمممة‪.‬‬ ‫وسإللما‪» :‬إمذا تممو ي‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث سإاقه الحافظ بلفظ يخأتلف عما عزاه إليه من كتب السإنة‪،‬هل وذلك‬
‫أن الحديث باللفظ المذكور لبن ماجه فقط )‪ (402‬وأما الباقون فلفظهما يخأتلف‪،‬هل‬
‫فأبو داود أخأرجه في »كتاب اللباس« )‪ (4141‬ولفظه‪» :‬إذا لبسإتما إواذا توضأتما‬
‫فابدؤوا بأيامنكما« ‪ .‬وكذا أخأرجه ابن خأزيمة بهذا اللفظ في »أبواب الوضوء وسإننه«‬
‫)‪،(1/90‬هل والترمذي أخأرجه في »اللباس« أيض ا )‪ (1766‬ولفظه‪) :‬كان رسإول‬
‫ال&هل‪);<146#‬ص( إذا لبس قميص ا بدأ بميامنه(‪،‬هل وكذا أخأرجه النسإائي في‬
‫الكبرى )‪ (5/482‬بهذا اللفظ‪،‬هل كلهما من طريق العمش عن أبي صالح عن أبي‬
‫هريرة رضي ال عنه وقد رواه عن العمش زهير بن معاوية وشعبة‪.‬‬

‫وبهذا يتضح أن الحديث ورد بصيغة المر عند أبي داود وابن ماجه وابن‬
‫خأزيمة فهو من السإنة القولية‪،‬هل وورد بصيغة الخأبار عن فعل الرسإول صللى ال‬
‫عليه وسإللما عند الترمذي والنسإائي‪،‬هل فهو من السإنة الفعلية‪.‬‬

‫وعلى هذا فنسإبة الحديث باللفظ المذكور إلى الربعة وابن خأزيمة ليسإت‬
‫جيدة؛ ولذا فإن المزي لما مينععز الحديث إلى الترمذي والنسإائي])‪،[(462‬هل وكذا قال‬
‫ابن الملقن‪) :‬إن الترمذي لما يروه بالكلية بل ذاك حديث اخأر(])‪.[(463‬‬

‫والحديث إسإناده صحيح‪،‬هل صححه ابن خأزيمة‪،‬هل كما ذكر الحافظ‪،‬هل ونقل‬
‫الزيلعي عن ابن دقيق العيد أنه قال في »الماما«‪) :‬هو جدير بأن يصحح(])‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 196‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ [(464‬وصححه أيض ا ابن الملقن])‪،[(465‬هل وقال النووي‪) :‬هذا حديث حسإن‪،‬هل‬


‫إواسإناد جيد(])‪.[(466‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إذا توضأتما( أي‪ :‬شرعتما في الوضوء‪،‬هل فيدخأل في ذلك ما في بداية‬


‫الوضوء‪،‬هل كغسإل الكفين فيبدأ باليمنى قبل اليسإرى‪،‬هل وما في أثناء الوضوء من غسإل‬
‫اليدين والرجلين‪،‬هل لكن تقدما في كلما النووي أن غسإل الكفين يكون دفعة واحدة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬بميامنكما( جمع ميمنة‪،‬هل والمراد‪ :‬اليمين‪،‬هل والميمنة ضد الميسإرة‪،‬هل قال‬


‫ب‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬
‫صمحا ع‬ ‫ب انلممنشأمممة مما أم ن‬
‫صمحا ع‬
‫ب انلممنيمممنة *موأم ن‬
‫صمحا ع‬
‫ب انلممنيمممنة مما أم ن‬
‫صمحا ع‬
‫تعالى‪}} :‬فمأم ن‬
‫انلممنشأمممدة *{{ ]الواقعة‪،8 :‬هل ‪. [9‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬مناسإبة ذكر هذا الحديث بعد حديث عائشة المتقدما أنه يدل‬
‫على البدء باليمين في الوضوء بصيغة المر‪،‬هل فهو من السإنة القولية‪،‬هل وما تقدما من‬
‫قبيل السإنة الفعلية‪،‬هل لكنه قدما حديث عائشة رضي ال عنها‪،‬هل لكونه أصلا في التيمن‬
‫على سإبيل العموما‪،‬هل ولنه أقوى من حديث أبي هريرة رضي ال عنه‪ .‬وظاهر هذا‬
‫الحديث وجوب البداءة باليمين قبل اليسإار في غسإل اليدين والرجلين‪،‬هل ويؤيد ذلك‬
‫أن الصل في المر الوجوب‪،‬هل ولن الرسإول صللى ال عليه وسإللما واظب على البدء‬
‫باليمين في غسإل يديه ورجليه‪،‬هل كما في حديث عثمان وعبد ال بن زيد وعلي‪،‬هل‬
‫وغيرهما‪،‬هل رضي ال عنهما‪،‬هل وقوله وفعله صللى ال عليه وسإللما يفسإر قوله تعالى‪:‬‬
‫}}مفانغدسإلعوا عوعجومهعكنما موأمنيددميعكنما{{ الية‪.‬‬

‫وقد اخأتار القول بالوجوب الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز‪،‬هل ونسإبه‬
‫الرازي إلى أحمد])‪،[(467‬هل قال الزركشي‪) :‬وهو منكر(])‪،[(468‬هل ونقله الرافعي من‬
‫الشافعية عن أحمد أيضاا])‪،[(469‬هل ولما أقف على ذلك فيما اطلعت عليه من كتب‬
‫الحنابلة‪،‬هل ل سإيما »المغني« و»النصاف«‪،‬هل بل قال ابن قدامة‪) :‬ول يجب الترتيب‬
‫بين اليمنى واليسإرى‪،‬هل ل نعلما فيه خألفاا‪.[(470)](..‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 197‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وعلى هذا فالجمهور من أهل العلما على أن البداءة باليمين مسإتحبة‪،‬هل وقد‬
‫بلوب ابن خأزيمة])‪ [(471‬على هذا الحديث بقوله‪) :‬باب المر بالتيامن في‬
‫الوضوء أمر اسإتحباب ل أمر إيجاب(‪،‬هل والمر في هذا الحديث مصروف عن‬
‫ظاهره وهو الوجوب إلى الندب‪،‬هل والصارف له الية الكريمة‪}} :‬مفانغدسإلعوا عوعجومهعكنما‬
‫ق{{ فإن ال تعالى أمر بغسإل اليدي والرجل‪،‬هل ولما يذكر فيه‬ ‫وأمنيددميعكنما إدملى انلمم ماردف د‬
‫م‬
‫تقديما اليمنى‪،‬هل وذلك يدل على أن الواجب غسإل اليدين والرجلين بأي صفة كان‪.‬‬

‫والفقهاء يعدون اليدين عضواا‪،‬هل والرجلين عضواا‪،‬هل ول يجب الترتيب في‬


‫العضو الواحد‪.‬‬

‫ومما صرف الحديث ـ أيض ا ـ ما تقدما عن عائشة أن النبي صللى ال عليه‬


‫وسإللما كان يعجبه التيمن‪ ..‬الحديث‪،‬هل فهذا يدل على أن تقديما اليمنى في الطهارة‬
‫إنما هو على سإبيل الحب لذلك والسإرور به‪،‬هل ل على سإبيل اليجاب واللزاما‪،‬هل ولو‬
‫كان ذلك على سإبيل الحتما لبيينته رضي ال عنها؛ لنها فقيهة عالمة بهدي النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وذكر التنعل والترجل مع الطهور دليل على أن المر موسإع‬
‫فيه‪.‬‬

‫وقد مضى أن الجماع قد انعقد على أن البدء باليمين إنما هو على سإبيل‬
‫الندب‪،‬هل كما نقله النووي وابن قدامة‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 198‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الكتفاء بمسح الناصأية مع العمامة‬

‫‪ 46/15‬ـ ومعدن العمدغيمردة نبدن عشنعمبةم رضي ال عنه‪،‬هل أمين الينبديي صللى ال عليه‬
‫صميتدده‪،‬هل مومعملى انلدعمماممدة موالعخأفينيدن‪ .‬أمنخأمرمجهع عمنسإلرما‪.‬‬
‫ضمأ‪،‬هل فممسإح بدمنا د‬
‫وسإللما تممو ي م م م‬
‫يظهر أن الحافظ سإاقه لبيان جواز الكتفاء بمسإح بعض الرأس‪،‬هل فإنه اسإتدل‬
‫به في »فتح الباري«])‪ [(472‬على أن تعميما الرأس بالمسإح ليس بفرض‪،‬هل إوال‬
‫فموضوع المسإح على العمامة والمسإح على الخأفين سإيأتي في باب مسإتقل بعد باب‬
‫»الوضوء«‪ .‬ول حجة في الحديث على ذلك‪،‬هل وقد يبدو عند التأمل أن للحافظ‬
‫غرض ا غير ما ذكر‪،‬هل فإنه لو كان غرضه مسإح الرأس لذكره هناك مع أحاديث‬
‫مسإح الرأس‪،‬هل وهو هاهنا قد ذكره بعد حديث‪» :‬إذا توضأتما فابدؤوا بميامنكما« وذكر‬
‫بعده حديث‪» :‬ابدؤوا بما بدأ ال به« فذكر الحديث الول في الترتيب بين‬
‫العضاء المثناة كاليدين والرجلين‪،‬هل ثما ذكر حديث المغيرة في الترتيب بين أجزاء‬
‫العضو الواحد وهو الرأس‪،‬هل فابتدأ بمسإح الناصية‪،‬هل وهي مقدما الرأس‪،‬هل ثما مسإح‬
‫العمامة وهي على وسإط الرأس ومؤخأره‪،‬هل ثما ذكر حديث جابر في الترتيب بين‬
‫العضاء المخأتلفة‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫والكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسإعود الثقفي رضي ال عنه‪،‬هل أسإلما‬
‫عاما الخأندق‪،‬هل وقدما مهاج ارا‪،‬هل وكان أول غزوة شهدها الحديبية‪،‬هل وكان ممن يخأدما‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما في وضوئه‪،‬هل روى عنه من أولده عروة‪،‬هل وحمزة‪،‬هل وموله‬
‫مويراد‪،‬هل وأبو بردة بن أبي موسإى‪،‬هل وكان من دهاة العرب‪،‬هل تولى على البصرة‪،‬هل ثما على‬
‫الكوفة مرتين‪،‬هل مرة في عهد عمر رضي ال عنه‪،‬هل والثانية في عهد معاوية رضي‬
‫ال عنه‪،‬هل ومات بالكوفة سإنة خأمسإين])‪.[(473‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 199‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه مسإلما في »الطهارة« )‪ (83) (274‬من رواية بكر ابن‬
‫عبد ال المزني‪،‬هل عن حمزة بن المغيرة بن شعبة‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل بلفظ‪) :‬وعلى العمامة‬
‫وعلى الخأفين( بزيادة )على( الثانية‪،‬هل خألفا لما في البلوغ‪.‬‬

‫وقد وهما ابن الجوزي فنسإب الحديث إلى الصحيحين])‪،[(474‬هل وقد تعقب‬
‫ابـمن الجوزي ابعن عبد الهادي])‪،[(475‬هل وبين أنه من أفراد مسإلما‪،‬هل وقد صرح عبد‬
‫الحق الشبيلي في »الجمع بين الصحيحين«])‪ [(476‬أنه من أفراد مسإلما‪،‬هل‬
‫»التلخأيص« وذكر ابن الملقن أن النووي وقع في هذا الوهما ـ أيض ا ـ])‪.[(477‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬على ناصيته( الناصية‪ :‬الشعر الذي يكون في مقدما الرأس‪،‬هل وقيل‪:‬‬
‫مقدما الرأس مطلقاا‪،‬هل سإواء أكان فيه شعر أما ل‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬اسإتدل بعض العلماء بهذا الحديث ـ كما تقدما ـ على أنه يجزئ‬
‫مسإح بعض الرأس ول يلزما تعميمه‪،‬هل وقد يكون المؤلف ذكره هنا لهذا الغرض كما‬
‫تقدما‪،‬هل ول حجة فيه ـ كما ذكرنا في موضوع مسإح الرأس ـ لنه صللى ال عليه وسإللما‬
‫مسإح على الناصية ومكيممل على العمامة‪،‬هل فلما يقتصر على الناصية حتى عينحتميج به‬
‫على جواز مسإح بعض الرأس‪،‬هل بل إذا لبس العمامة مسإح عليها وما ظهر من‬
‫الرأس‪،‬هل إواذا كان مكشوف ا مسإحه كله‪،‬هل كما ثبت في حديث عبد ال بن زيد وغيره مما‬
‫تقدما‪،‬هل قال ابن القيما‪) :‬ولما يصيح عنه صللى ال عليه وسإللما في حديث واحد أنه‬
‫اقتصر على مسإح بعض رأسإه البتة‪،‬هل ولكن كان إذا مسإح بناصيته كمل على‬
‫العمامة‪،[(478)](..‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 200‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وجوب الترتيب في الوضوء‬

‫صفمدة محوج الينبدوي‬


‫‪ 47/16‬ـ عن جابددر بدن عبد ال رضي ال عنهما ـ في د‬
‫م م‬
‫د‬
‫صللى ال عليه وسإللما ـ مقامل صللى ال عليه وسإللما‪» :‬انبمدعؤوا بدمما مبمدأم الع بده«‪ .‬أمنخأمرمجهع‬
‫الينمسإائدلي‪،‬هل هكذا بدلمنفدظ المنمدر‪،‬هل موعهمو دعننمد عمنسإللما بدلمنفدظ انلمخأمبدر‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو جابر بن عبد ال بن حراما النصاري السإلمي‪،‬هل صحابي‪،‬هل وأبوه صحابي‬


‫رضي ال عنهما‪،‬هل من مشاهير الصحابة‪،‬هل ومن المكثرين من الرواية عن رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل روى عن النبي صفة الحج‪،‬هل وععني بذلك‪،‬هل وحديثه في الحج‬
‫منسإك مسإتقل‪،‬هل وسإيذكره المصنف في كتاب »الحج«‪،‬هل ورد في الصحيح أنه كان‬
‫مع من شهد العقبة‪،‬هل وغ از مع النبي صللى ال عليه وسإللما جميع غزواته‪،‬هل سإوى غزوة‬
‫بدر وأحد‪،‬هل حيث منعه أبوه ليكون عند أخأواته‪،‬هل فقد أخأرج مسإلما عن أبي الزبير أنه‬
‫سإمع جابر بن عبد ال يقول‪) :‬غزوت مع رسإول ال صللى ال عليه وسإللما تسإع‬
‫عشرة غزوة(‪،‬هل قال جابر‪) :‬لما أشهد بد ار ول أحداا‪،‬هل منعني أبي‪،‬هل فلما قتل عبد ال يوما‬
‫أحد لما أتخألف عن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما في غزوة قط(])‪ .[(479‬كان له‬
‫في مسإجد رسإول ال صللى ال عليه وسإللما حلقة يلقي فيها الحديث والعلما‪،‬هل عك ي‬
‫ف‬
‫بصره في اخأر عمره‪،‬هل وقد ورد ما يدل على ذلك في سإياق حجة النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما])‪،[(480‬هل مات بالمدينة سإنة أربع وسإبعين رضي ال عنه])‪.[(481‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه مسإلما )‪ (1218‬بطوله في »صفة حج النبي صللى ال‬


‫عليه وسإللما« من طريق حاتما بن إسإماعيل المدني‪،‬هل عن جعفر بن محمد‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل‬
‫عن جابر رضي ال عنه‪،‬هل وقد جاء فيه ولفظه‪) :‬فلما دنا من الصفا قرأ‪}} :‬دإين‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 201‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫صمفا موانلممنرموةم دمنن مشمعائددر الليده{{ ]البقرة‪، [158 :‬هل »مأبدأع بما بدأ ال به« ‪،‬هل فبدأ‬
‫ال ي‬
‫بالصفا‪ ..‬الحديث(‪،‬هل وهذا بلفظ الخأبر‪،‬هل وأخأرجه النسإائي في الصغرى )‪ /5‬برقما‬
‫‪ (2962‬بلفظ المر‪،‬هل وكذا أخأرجه أحمد )‪ (3/394‬وصححه ابن الملقن])‪،[(482‬هل‬
‫فقال‪) :‬رواه النسإائي بإسإناد على شرط مسإلما( وقد أخأرجه ـ أيض ا ـ في الكبرى )‬
‫‪،(2/413‬هل وعزاه إليه المزي])‪.[(483‬‬

‫وأخأرجه النسإائي أيضا )‪ /5‬برقما ‪ (2970‬بلفظ‪) :‬نبدأ بما بدأ ال به‪(..‬‬


‫وكذا أخأرجه أبو داود )‪،(1905‬هل والترمذي )‪،(862‬هل وابن ماجه )‪.(3074‬‬

‫وقدما المصنف رواية النسإائي؛ لنها بصيغة المر‪،‬هل وهو يفيد الحتما واللزاما‪،‬هل‬
‫أما صفة الخأبر فهي تدل على أن النبي صللى ال عليه وسإللما مهتلد بهدي القران‪،‬هل‬
‫وذلك أعما من أن يدل على وجوب أو اسإتحباب‪.‬‬

‫وقد نفى اللباني وجود الحديث في »السإنن الصغرى«‪،‬هل وشكك في وجوده‬


‫بلفظ المر في »الكبرى« مع أنه موجود فيهما‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬

‫وقد حكما على لفظة )ابدؤوا( بلفظ المر بالشذوذ؛ لنه تفرد بها سإفيان‬
‫الثوري وسإليمان بن بلل‪،‬هل مخأالفين بقية الثقات الذين رووا الحديث عن جعفر بن‬
‫محمد بلفظ الخأبر‪ ..‬وهما سإبعة‪،‬هل وقد سإرد أسإماءهما وع از مروياتهما في »الرواء«])‬
‫‪ [(484‬ومنهما الماما مالك وسإفيان بن عيينة ويحيى بن سإعيد القطان وحاتما بن‬
‫إسإماعيل المدني وغيرهما‪،‬هل وقد ورد عند الدارقطني )‪ (2/254‬من طريق الهيثما بن‬
‫معاوية الزمرائي‪،‬هل عن حاتما بن إسإماعيل بلفظ المر‪،‬هل لكن بقية الرواة عن حاتما‬
‫رووه بلفظ الخأبر‪،‬هل لكن ينبغي أن ينظر في تفرد سإفيان الثوري‪،‬هل فهو إماما حجة‪،‬هل لما‬
‫يخأالفه أحد إل كان القول قوله‪،‬هل كما قال ابن معين وغيره‪،‬هل وقد يكون الخأطأ ممن‬
‫روى عنه‪،‬هل وهو ابن عيينة وقبيصة كما عند الدارقطني )‪ (2/254‬والفريابي‬
‫وقبيصة مع ا عند البيهقي )‪.(1/85‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 202‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقال ابن دقيق العيد‪) :‬والحديث في الصحيح‪،‬هل لكن بصيغة الخأبر »نبدأ«‪،‬هل‬
‫و»أبدأ« ل بصيغة المر‪،‬هل والكثر في الرواية هذا‪،‬هل والمخأرج للحديث واحد(])‬
‫‪ .[(485‬وزاد فيما نقل عنه الحافظ‪) :‬وقد اجتمع مالك وسإفيان ويحيى بن سإعيد‬
‫القطان على رواية )نبدأ( بالنون التي للجمع(‪ .‬قال ابن حجر عقبه‪) :‬قلت‪ :‬وهما‬
‫أحفظ من الباقين(])‪،[(486‬هل وهذا هو الصواب إن شاء ال‪،‬هل إذ ل يمكن القول‬
‫بتصحيح اللفظ الخأر؛ لن الحديث واحد‪،‬هل ولما يتكلما به النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫إل مرة واحدة‪،‬هل عند صعوده على الصفا‪،‬هل فل بد من الترجيح‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬هذا الحديث ـ كما تقدما ـ ورد في سإياق »حجة النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما« وقد سإاقه الحافظ هنا في باب »الوضوء«‪،‬هل ليسإتدل به على وجوب‬
‫الترتيب في غسإل العضاء فيبدأ أولا بغسإل الوجه ثما اليدين‪ ..‬إلخ‪،‬هل كما ذكر ال‬
‫ل؛ لن كلمه كلما‬
‫تعالى في القران‪،‬هل فما بدأ ال به خأب ار وأم ارا‪،‬هل نبدأ به فعلا وامتثا ا‬
‫ل‪،‬هل وقد رتبها النبي صللى ال عليه‬
‫حكيما‪،‬هل ل يبدأ ذك ار إل بما يسإتحق أن يبدأ به فع ا‬
‫وسإللما هكذا‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل فيجب علينا التأسإي به صللى ال عليه وسإللما وأن نرتب‬
‫أعضاء الوضوء‪،‬هل كما رتبها عليه الصلة والسإلما‪.‬‬

‫وهذا مبني على القاعدة الصولية‪ :‬العبرة بعموما اللفظ ل بخأصوص‬


‫السإبب‪،‬هل فاللفظ المذكور إوان كان ورد في موضوع السإعي بين الصفا والمروة إل أنه‬
‫لفظ عاما فيعمل بعمومه‪،‬هل وأن كل ما بدأ ال به نبدأ به‪،‬هل وتكون اية الوضوء مندرجة‬
‫في ذلك العموما‪،‬هل فعلى رواية المر يكون الوجوب ظاه ارا‪،‬هل وعلى رواية الخأبر فلن‬
‫الظاهر من فعله صللى ال عليه وسإللما هو بيان المناسإك‪،‬هل وقد قال‪» :‬لتأخأذوا‬
‫مناسإككما« ])‪ [(487‬لن الظاهر أن المراد بيان الواجب ل بيان الفضل‪،‬هل وال‬
‫أعلما‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬اعلما أن الترتيب في الوضوء ثلثة أنواع‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 203‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 1‬ـ ترتيب بين فرض وفرض‪،‬هل وهي العضاء الربعة المذكورة في القران‪،‬هل‬
‫كغسإل اليدين بعد غسإل الوجه‪،‬هل وهذا محل النزاع‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ترتيب بين مسإنون ومسإنون‪،‬هل كالمضمضة قبل السإتنشاق على القول‬
‫بسإنيتهما‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ترتيب بين مسإنون وفرض‪،‬هل كالمضمضة وغسإل الوجه‪،‬هل والجمهور على‬
‫أن الترتيب بين المسإنون والمسإنون‪،‬هل والمسإنون والفرض سإنة‪،‬هل وليس بواجب؛ لن‬
‫أصل المسإنون فعرل غيعر واجب‪،‬هل فإذا انتفى الوجوب عن الصل‪،‬هل انتفى الوجوب‬
‫عن كيفية الفعل من باب أولى‪،‬هل لكن على القول بوجوب المضمضة والسإتنشاق‬
‫فإنه يشملهما الخألف في النوع الول‪ .‬وقد ذكر ابن رشد أن سإبب الخألف في‬
‫ترتيب أفعال الوضوء أمران‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن واو العطف قد تفيد الترتيب وقد ل تفيده‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ اخأتلفهما في أفعال النبي صللى ال عليه وسإللما هل هي محمولة على‬


‫الوجوب أو على الندب])‪[(488‬؟ا‪.‬‬

‫فالقول الول‪ :‬وجوب الترتيب في الوضوء‪،‬هل فيبدأ بغسإل الوجه ثما اليدين ثما‬
‫مسإح الرأس ثما غسإل الرجلين‪،‬هل ومن قدما عضوا على اخأر لما يصح وضوؤه‪،‬هل وهذا‬
‫قول أحمد والشافعي])‪ [(489‬واخأتاره أبو عبيد])‪،[(490‬هل واسإتدلوا بدليلين‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اية المائدة‪،‬هل ووجه دللتها على الترتيب‪ :‬أن ال تعالى لما ذكر أعضاء‬
‫الوضوء الربعة أدخأل الممسإوح وهو الرأس بين المغسإولين‪،‬هل وهما‪ :‬اليدان‬
‫والرجلن‪،‬هل والعرب ل تقطع النظير عن نظيره إل لفائدة‪،‬هل ولو لما يكن الترتيب واجبا‬
‫لجمعت الشياء المتجانسإة‪،‬هل ولما يقطع النظير عن نظيره‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن كل من وصف وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما حكاه مرتبا بـ‬
‫)ثما(‪،‬هل كما في حديث عثمان وعبد ال بن زيد وغيرهما رضي ال عنهما‪،‬هل ولما يذكر‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 204‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أحد منهما أنه قدما عضوا على غيره على خألف الية‪،‬هل وهو مفسإر لما في كتاب ال‬
‫تعالى‪،‬هل كما تقدما في الوجه الول‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أن الترتيب غير واجب‪،‬هل فمن قدما عضوا على اخأر فوضوؤه‬
‫تاما‪،‬هل وهو قول مالك‪،‬هل وأصحاب الرأي])‪،[(491‬هل ورواية عن أحمد‪،‬هل ذكرها أبو‬
‫الخأطاب])‪،[(492‬هل وبه قال جماعة من السإلف‪،‬هل واخأتاره ابن المنذر])‪.[(493‬‬

‫واسإتدلوا بدليلين‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ حديث اللرمبويع بنت معوذ في وصف وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫وفيه‪) :‬فغسإل كفيه ثلثاا‪،‬هل وو ي‬
‫ضأ وجهه ثلثاا‪،‬هل ومضمض واسإتنشق مرة‪ (..‬وفي‬
‫لفظ‪) :‬فيبدأ فيغسإل يديه قبل أن يدخألهما ثلثاا‪،‬هل ثما يتوضأ فيغسإل وجهه ثلثاا‪،‬هل ثما‬
‫يمضمض ثلثاا‪،‬هل ويسإتنشق ثلثاا‪.[(494)](..‬‬

‫‪ 2‬ـ أن ال تعالى أمر بغسإل العضاء‪،‬هل وعطف بعضها على بعض بواو‬
‫ل‪.‬‬
‫الجمع‪،‬هل وهي ل تقتضي الترتيب‪،‬هل فكيفما غسإل كان ممتث ا‬
‫والراجح القول الول‪،‬هل وهو وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء‪،‬هل لقوة دليله‪،‬هل‬
‫قال أبو داود‪) :‬سإمعت أحمد قيل له‪ :‬إذا قدما وضوءه بعضه قبل بعض؟ا قال‪ :‬ل‬
‫يجوز حتى يأتي به على الكتاب والسإنة(])‪.[(495‬‬

‫وأما دليل أصحاب القول الثاني وهو حديث الربويع فعنه جوابان‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه حديث معلول؛ لنه من رواية محمد بن عبد ال بن عقيل وقد‬
‫مضى ما فيه‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬على فرض صحته‪،‬هل فتقديما المضمضة والسإتنشاق تقديما مسإنون‬


‫على واجب‪،‬هل والجمهور على جوازه‪،‬هل على القول بسإنيتهما‪،‬هل أو أن المضمضة‬
‫والسإتنشاق من الوجه‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 205‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما قولهما‪ :‬إن ال تعالى أمر بغسإل العضاء وعطف بعضها على بعض‬
‫بالواو فهذا صحيح‪،‬هل لكن بين النبي صللى ال عليه وسإللما بفعله أن الواو في الية‬
‫للترتيب‪،‬هل ل لمطلق الجمع‪،‬هل وفعله صللى ال عليه وسإللما تفسإير لما في كتاب ال‬
‫تعالى‪،‬هل ويكون محمولا على الوجوب؛ لن أفعال النبي صللى ال عليه وسإللما إذا‬
‫كانت بيان ا لواجب فهي واجبة‪،‬هل ويؤيد ذلك عموما »ابدؤوا بما بدأ ال به« كما تقدما‪،‬هل‬
‫أما بالنسإبة للمضمضة والسإتنشاق ففي تقديمها على غسإل الوجه قولن‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه يسإتحب البداءة بهما قبل غسإل الوجه‪،‬هل وهذا هو الصحيح من‬
‫المذهب عند الحنابلة‪،‬هل قالوا‪ :‬لن وجوبهما إنما ثبت بالسإنة‪،‬هل والترتيب إنما وجب‬
‫بدللة القرآن معتضدا بالسإنة‪،‬هل ولما يوجد ذلك فيهما‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه يجب البداءة بهما قبل الوجه‪،‬هل وهذا قول في مذهب‬
‫الحنابلة])‪،[(496‬هل وذكر النووي أن الترتيب بينهما وبين أعضاء الوضوء شرط])‬
‫‪.[(497‬‬

‫واسإتدلوا بأن كل من وصف وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما كما في‬
‫الحاديث الصحيحة ذكر أنه بدأ بالمضمضة والسإتنشاق‪،‬هل وقد رتب الرواة أعضاء‬
‫الوضوء بـ )ثما( في معرض البيان‪،‬هل وهي للترتيب‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 206‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫إدخآال المرفقين في الوضوء‬

‫‪ 48/17‬ـ مومعننهع مقامل‪ :‬مكامن الينبلي صللى ال عليه وسإللما إمذا تممو ي‬
‫ضأم أمدامر انلممامء‬
‫ف‪.‬‬‫طندلي بإسإمنالد ضدعي ل‬
‫معملى دمنرفمقمنيده‪ .‬أمنخأمرمجهع اليدامرقع ن‬
‫م‬ ‫ن‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه الدارقطني في »سإننه« )‪ 1/83‬رقما ‪ (15‬من طريق‬


‫القاسإما بن محمد بن عبد ال بن عقيل‪،‬هل عن جده‪،‬هل عن جابر رضي ال عنه‪،‬هل به‪.‬‬

‫إواسإناده ضعيف جداا‪،‬هل وقد ذكره الحافظ لعيعلما حاله وأنه ضعيف‪،‬هل لكنه لما‬
‫ضنعفعهع من أجل القاسإما بن محمد بن عبد ال بن عقيل‪،‬هل فقد‬
‫يذكر ما يقوما مقامه‪،‬هل و م‬
‫نقل الذهبي عن ابن معين قوله‪) :‬ليس بشيء(])‪،[(498‬هل وقال أبو حاتما‪) :‬متروك‬
‫الحديث(‪،‬هل وقال الماما أحمد‪) :‬ليس بشيء(‪،‬هل وقال أبو زرعة‪) :‬أحاديثه منكرة‪،‬هل وهو‬
‫ضعيف الحديث(])‪،[(499‬هل وعبد ال بن عقيل تقدما الكلما فيه‪.‬‬

‫والمتروك‪ :‬من عيتهما بالكذب‪،‬هل ومن عيكثر الغلط‪،‬هل لكن حاله أحسإن من حال‬
‫الوضاع بقليل‪،‬هل فإذا قيل‪ :‬أطبقوا على تركه‪،‬هل فهذا أشد‪،‬هل بخألف‪ :‬تركه فلن‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬الحديث دليل على وجوب غسإل المرفقين في الوضوء؛ لن‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما كان يدير الماء على مرفقيه‪،‬هل وهذا الحكما دل عليه‬
‫الحديث‪،‬هل وعليه فمتنه صحيح‪،‬هل لكن إسإناده ضعيف‪،‬هل ويغني عنه ما تقدما من حديث‬
‫أبي هريرة رضي ال عنه‪ :‬أنه توضأ فغسإل وجهه فأسإبغ الوضوء‪،‬هل ثما غسإل يده‬
‫اليمنى حتى أشرع في العضد‪،‬هل ثما يده اليسإرى حتى أشرع في العضد‪ ..‬الحديث‪،‬هل‬
‫وفي اخأره قال‪ :‬هكذا رأيت رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يتوضأ‪ ..‬الحديث])‬
‫‪.[(500‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 207‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فهذا نص صحيح في دخأول المرفقين في غسإل اليدين ودخأول الكعبين في‬


‫غسإل الرجلين‪،‬هل ويكون دليلا على دخأول الغاية‪،‬هل وتكون )إلى( في قوله تعالى‪:‬‬
‫ق{{ بمعنى )مع(؛ لن السإنة تفسإر القران وتبينه‪،‬هل وقد مضى‬‫}}وأمنيددميعكنما إدملى انلمم ماردف د‬
‫م‬
‫بيان ذلك في حديث عثمان رضي ال عنه‪،‬هل ثاني أحاديث باب »الوضوء«‪،‬هل وال‬
‫أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 208‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم التسمية في الوضوء‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 49/18‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫م‬
‫ل معلمنيده« أمنخأمرمجهع أمنحممعد‪،‬هل موأمعبو مداعومد‪،‬هل موانبعن‬‫وسإللما‪» :‬لم وضوء لدمن لمما ينذعكدر اسإما ا د‬
‫نم‬ ‫ع م من ن م‬
‫ف‪.‬‬ ‫ماجنه‪،‬هل دبإسإنالد ضدعي ل‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫م م‬
‫ي‪ :‬معنن مسإدعيدد نبدن مزنيلد‪.‬‬ ‫‪ 50/19‬ـ مودللتنردمدذ و‬
‫‪ 51/20‬ـ موأمدبي مسإنعيلد مننحعوعه‪.‬‬

‫ت دفيده مشنيرء‪.‬‬ ‫مقامل أمنحممعد‪ :‬لم ميثنعب ع‬


‫الكلما عليها من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو‪ :‬سإعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي رضي‬
‫ال عنه‪،‬هل أحد العشرة المشهود لهما بالجنة‪،‬هل كان من السإابقين إلى السإلما‪،‬هل وزوجته‬
‫فاطمة بنت الخأطاب‪،‬هل أخأت عمر بن الخأطاب‪،‬هل وفي بيته كان إسإلما عمر رضي‬
‫ال عنه‪،‬هل شهد المشاهد كلها إل غزوة بدر؛ لنه كان غائب ا في الشاما‪،‬هل وشهد‬
‫اليرموك وفتح دمشق‪،‬هل وكان من فضلء الصحابة رضي ال عنهما‪،‬هل ذكر الذهبي‬
‫أن لسإعيد ثمانية وأربعين حديث ا اتفقا على حديثين‪،‬هل وانفرد البخأاري بثالث])‪[(501‬‬
‫وقصته مع أروى بنت أنيس مشهورة في إجابة دعائه عليها‪،‬هل وهي في‬
‫»الصحيحين«])‪،[(502‬هل وسإيأتي ذكرها ـ إن شاء ال ـ في باب »الغصب« من‬
‫كتاب »البيوع« مات سإنة خأمسإين رضي ال عنه])‪.[(503‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجها‪:‬‬

‫أما حديث أبي هريرة فقد أخأرجه أحمد )‪،(15/243‬هل وأبو داود )‪ (101‬في‬
‫كتاب »الطهارة« باب »التسإمية على الوضوء«‪،‬هل وابن ماجه )‪ (399‬من طريق‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 209‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫يعقوب بن سإلمة الليثي‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه مرفوعاا‪،‬هل ولفظه‪:‬‬
‫»ل صلة لمن ل وضوء له‪،‬هل ول وضوء لمن لما يذكر اسإما ال عليه« وهذا إسإناد‬
‫ضعيف‪،‬هل لمرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬جهالة يعقوب بن سإلمة الليثي ووالده‪،‬هل وقد ذكر الحافظ أن يعقوب‬
‫بن سإلمة شيخ قليل الحديث‪،‬هل ما روى عنه من الثقات سإوى محمد بن موسإى بن‬
‫أبي عبد ال الفطري‪،‬هل وأن أباه مجهول ما روى عنه سإوى ابنه])‪،[(504‬هل وقد ذكره‬
‫ابن حبان في »الثقات« وقال‪) :‬ربما أخأطأ(])‪،[(505‬هل وهذه عبارة عن ضعفه‪،‬هل فإنه‬
‫قليل الحديث جداا‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن في اتصاله نظ ارا‪،‬هل فقد قال البخأاري‪) :‬ل يعرف لسإلمة سإماع من‬
‫أبي هريرة‪،‬هل ول ليعقوب من أبيه(])‪.[(506‬اهـ‪.‬‬

‫وقد وهما الحاكما فقال‪) :‬صحيح السإناد‪،‬هل وقد احتج مسإلما بيعقوب بن أبي‬
‫ظلن الحاكما أن‬
‫سإلمة الماجشون‪،‬هل واسإما أبي سإلمة‪ :‬دينار(])‪ [(507‬ووجه الوهما م‬
‫يعقوب هو ابن أبي سإلمة الماجشون‪،‬هل وليس كذلك‪،‬هل بل هو الليثي‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل‬
‫بإسإقاط كلمة )أبي(‪،‬هل قال الذهبي متعقب ا الحاكما‪) :‬صوابه الليثي‪ ..‬إواسإناده فيه‬
‫لين])‪.([(508‬‬

‫وقد ورد للحديث طرق أخأرى‪،‬هل وكلها ضعيفة‪،‬هل وله شواهد ذكر منها الحافظ‬
‫اثنين‪،‬هل وهي‪ :‬حديث سإعيد بن زيد‪،‬هل وحديث أبي سإعيد‪.‬‬

‫أما حديث سإعيد بن زيد فقد أخأرجه الترمذي )‪ (25‬من طريق أبي ثدمفال‬
‫العموري‪،‬هل عن رباح بن عبد الرحمن‪،‬هل عن جدته‪،‬هل عن أبيها سإعيد بن زيد مرفوعاا‪» :‬ل‬
‫وضوء لمن لما يذكر اسإما ال عليه« وهذا إسإناد ضعيف‪،‬هل فأبو دثفال ـ واسإمه‪ :‬ثمامة‬
‫بن وائل بن حصين ـ روى عنه جماعة‪،‬هل لكن قال البخأاري‪) :‬في حديثه نظر(‪،‬هل قال‬
‫الحافظ‪) :‬وهذه عادته فيمن يضعفه(])‪،[(509‬هل وقال ابن حبان عن حديثه هذا‪:‬‬
‫)ولكن في القلب من هذا الحديث؛ لنه قد اخأتلف على أبي ثفال فيه‪،[(510)](...‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 210‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وذكره الذهبي فقال‪) :‬ما هو بقوي‪،‬هل ول إسإناده يمضي(])‪،[(511‬هل وقال الحافظ في‬
‫»التقريب« عن أبي ثفال‪) :‬مقبول(‪.‬‬

‫وأما رباح بن عبد الرحمن فقد قال عنه أبو حاتما وأبو زرعة‪) :‬إنه مجهول(])‬
‫‪،[(512‬هل أما ابن حبان فقد ذكره في »الثقات«])‪.[(513‬‬

‫وأما جدة رباح ـ واسإمها أسإماء بنت سإعيد بن زيد‪،‬هل كما جاء في رواية الحاكما‬
‫)‪،(4/60‬هل وكذا عند البيهقي )‪ (1/43‬ـ فقد عذكرت في الصحابة‪،‬هل وقد ترجما لها‬
‫الحافظ في »الصابة« في القسإما الول منه])‪،[(514‬هل وقال في »التقريب«‪:‬‬
‫)وان لما يثبت لها صحبة فمثلها‬
‫)يقال‪» :‬إن لها صحبة«(‪،‬هل وقال في »التلخأيص«‪ :‬إ‬
‫ل عيسإأل عن حاله(])‪ .[(515‬وذكرها الذهبي في عداد النسإوة المجهولت])‪.[(516‬‬

‫وقد نقل الترمذي عن البخأاري قوله‪) :‬أحسإن شيء في هذا الباب حديث‬
‫رباح بن عبد الرحمن(])‪.[(517‬‬

‫وأما حديث أبي سإعيد الخأدري رضي ال عنه‪،‬هل فقد أخأرجه ابن ماجه )‬
‫‪،(397‬هل وأحمد )‪،(17/465‬هل والترمذي في »العلل الكبير« )‪ (1/112‬وغيرهما من‬
‫طريق كثير بن زيد‪،‬هل ثنا عربيح بن عبد الرحمن بن أبي سإعيد‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن جده‪،‬هل‬
‫قال‪ :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬ل وضوء لمن لما يذكر اسإما ال‬
‫عليه« ‪،‬هل وهذا سإند صالح‪.‬‬

‫فإن كثير بن زيد وثقه ابن حبان])‪ [(518‬وابن عمار الموصلي‪،‬هل وقال أحمد‬
‫وابن معين وابن عدي‪) :‬ل بأس به(‪،‬هل وقال أبو زرعة‪) :‬صدوق فيه لين(‪،‬هل وقال أبو‬
‫حاتما‪) :‬صالح‪،‬هل ليس بالقوي‪،‬هل يكتب حديثه(‪،‬هل وضعفه النسإائي وابن معين في رواية‪،‬هل‬
‫والطبري])‪.[(519‬‬

‫ويسإتفاد من هذه القوال أن كثير بن زيد‪ :‬هو إلى القوة أقرب منه إلى‬
‫الضعف؛ لن القاعدة في الرواة المخأتلف فيهما هو اعتبار الجرح والتعديل في‬
‫الراوي‪،‬هل فحيث يسإتويان فحديثه يكون حسإن ا في الشواهد‪،‬هل إوان غلب جانب الجارحين‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 211‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ف‪،‬هل إوان غلب جانب المعدلين مع عدما تفسإير الجرح كان أقرب إلى القوة‪،‬هل وهذا‬
‫ضوع م‬
‫ع‬
‫هو حال كثير بن زيد‪.‬‬

‫أما ربيح بن عبد الرحمن فوثقه ابن حبان])‪، [(520‬هل وقال ابن عدي‪:‬‬
‫)أرجو أنه ل بأس به(])‪،[(521‬هل وقال أبو زرعة وأبو حاتما‪) :‬شيخ(])‪،[(522‬هل قال‬
‫ابن أبي حاتما‪) :‬إذا قيل في الراوي‪ :‬شيخ‪،‬هل فهو بالمنزلة الثالثة‪،‬هل عيكتب حديث وعينظر‬
‫فيه(])‪.[(523‬اهـ‪.‬‬

‫وقال الماما أحمد‪) :‬ربيح رجل ليس بالمعروف( نقله ابن عدي])‪،[(524‬هل‬
‫وهذا كما قال ابن الملقن وغيره ليس بقادح])‪،[(525‬هل فقد عرفه غيره‪،‬هل وروى عنه‬
‫جماعة كثيرة‪،‬هل ومن عرف حجة على من لما يعرف‪.‬‬

‫ونقل الترمذي أن البخأاري قال فيه‪) :‬منكر الحديث(])‪ .[(526‬وقال الحافظ‬


‫في »التقريب« )مقبول( يعني عند المتابعة‪،‬هل إوال فلوين الحديث كما نص عليه في‬
‫مقدمته‪.‬‬

‫وقد نقل ابـن عدي عن أحمد بـن حفص قال‪) :‬سإئل أحمد بن حنبل ـ يعني‬
‫وهو حاضر ـ عن التسإمية في الوضوء‪ :‬فقال‪) :‬ل أعلما فيه حديثا يثبت‪،‬هل أقوى‬
‫شيء فيه حديث كثير بن زيد عن ربيح‪،‬هل وربيح رجل ليس بالمعروف(])‪،[(527‬هل‬
‫وقد تعقب الحافظ ابن حجر الماما أحمد فقال‪) :‬قلت‪ :‬ل يلزما من نفي العلما نفي‬
‫الثبوت‪،‬هل وعلى التنزل ل يلزما من نفي الثبوت‪،‬هل ثبوت الضعف‪،‬هل لحتمال أن يراد‬
‫بالثبوت الصحة‪،‬هل فل ينتفي الحكما بالحسإن‪،‬هل وعلى التنزل ل يلزما من نفي الثبوت‬
‫عن كل فرد نفيه عن المجموع(])‪.[(528‬‬

‫ونقل العقيلي عن أبي بكر الثرما ـ وهو أحمد بن محمد بن هانئِّ ـ أنه قال‪:‬‬
‫)قلت لبي عبد ال بن حنبل‪ :‬التسإمية في الوضوء؟ا فقال‪) :‬أحسإن شيء فيه‬
‫حديث ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سإعيد‪،‬هل عن أبي سإعيد الخأدري(])‪.[(529‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 212‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهذا ل يعارض ما تقدما‪،‬هل فقد قال النووي‪) :‬ل يلزما من هذه العبارة أن يكون‬
‫الحديث صحيحاا‪،‬هل فإنهما يقولون‪ :‬هذا أصح ما جاء في الباب‪،‬هل إوان كان ضعيفاا‪،‬هل‬
‫ومرادهما أرجحه أو أقله ضعفاا‪.[(530)](..‬‬

‫وقال إسإحاق بن راهويه‪) :‬هو أصح ما في الباب( نقله عنه ابن كثير])‬
‫‪.[(531‬‬

‫وقد ورد في الباب أحاديث أخأرى ل تخألو أسإانيدها من مقال‪،‬هل إل أن بعضها‬


‫يقوي بعضاا‪،‬هل قال المنذري‪) :‬ول شك أن الحاديث التي وردت في التسإمية إوان كان‬
‫ل يسإلما شيء منها من مقال‪،‬هل فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسإب قوة‪،‬هل وال أعلما(])‬
‫‪.[(532‬اهـ‪.‬‬

‫وقال الحافظ‪) :‬والظاهر أن مجموع الحاديث يحدث منها قوة‪،‬هل تدل على أن‬
‫ل(])‪.[(533‬‬
‫له أص ا‬
‫وقال ابن كثير‪) :‬وقد روي من طرق عأخأر‪،‬هل يشد بعضها بعضاا‪،‬هل فهو حديث‬
‫حسإن أو صحيح(])‪،[(534‬هل وقد صرح في »تفسإيره« بأنه حديث حسإن])‪،[(535‬هل‬
‫وقال ابن القيما‪) :‬أحاديث التسإمية عند الوضوء أحاديث حسإان(])‪.[(536‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬ل صلة لمن ل وضوء له( ل‪ :‬لنفي الجنس‪،‬هل وصلة‪ :‬اسإمها‬
‫وخأبرها الجار والمجرور المتعلق بمحذوف‪،‬هل والتقدير‪ :‬ل صلة صحيحة لمن ل‬
‫وضوء له؛ لن الوضوء شرط لصحة الصلة بإجماع المسإلمين‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ول وضوء( ل‪ :‬نافية للجنس‪،‬هل ووضوء‪ :‬اسإمها‪،‬هل وخأبرها الجار‬


‫والمجرور المتعلق بمحذوف‪،‬هل وتقديره‪ :‬ل وضوء صحيح أو كامل‪،‬هل إوانما كان لنفي‬
‫الكمال أو نفي الصحة؛ لن نفي الذات متعذر‪،‬هل فإن من توضأ ولما يذكر اسإما ال‬
‫يصح أنه توضأ بالفعل؛ لن أفعال الوضوء قد وجدت‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 213‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فعند الحنفية أن هذا النص وما ماثله يعتبر من قبيل المجمل الذي لما تتضح‬
‫دللته‪،‬هل لتردده بين الحتمالين المذكورين‪،‬هل نفي الصحة أو نفي الكمال‪.‬‬

‫وقال الجمهور من أهل العلما‪ :‬إن النفي إذا كان مسإلطا على الحقائق‬
‫ل‪،‬هل بل يحمل على‬
‫الشرعية؛ ـ لن اللفظ جاء على لسإان الشرع ـ فل يعتبر مجم ا‬
‫مراده؛ لن الصل إعمال الدليل الشرعي‪،‬هل والشرع ما خأاطب بهذه اللفاظ إل وهو‬
‫يريد أن يرتب عليها أحكاماا‪.‬‬

‫والصل أن النفي في نصوص الشرع مراد به نفي الصحة؛ لنه مقدما على‬
‫نفي الكمال‪،‬هل إل إن وجد دليل يدل على أن المراد نفي الكمال عمل به‪،‬هل كما هنا؛‬
‫لنه إن حمل على نفي الصحة عارض الحاديث الصحيحة‪،‬هل كما سإيأتي إن شاء‬
‫ال‪،‬هل إوان حمل على نفي الكمال وافق الحاديث الصحيحة‪،‬هل فيحمل على ذلك‬
‫لتتوافق النصوص الشرعية ول تتعارض‪.‬‬

‫قوله‪) :‬اسإما ال( ‪ :‬أي‪ :‬إن التسإمية على الوضوء أن يقول‪ :‬بسإما ال‪،‬هل ل‬
‫يقوما غيرها مقامها‪،‬هل وموضعها بعد النية قبل أفعال الطهارة كلها‪،‬هل والمطلوب‬
‫القتصار على )باسإما ال( وأما زيادة )الرحمن الرحيما( فقد قال بها جماعة من‬
‫الفقهاء‪،‬هل والظاهر أنه اسإتحسإان‪،‬هل وليس عليه دليل‪،‬هل فالقتصار على الوارد عن‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما أولى وأفضل‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬ظاهر الحديث وجوب التسإمية في الوضوء بناء على أن‬
‫الصل في النفي الصحة لكونه أقرب إلى نفي الذات وأكثر لزوما للحقيقة؛ أي‪ :‬ل‬
‫وضوء صحيح لمن لما يذكر اسإما ال عليه‪.‬‬

‫وهذا قول الظاهرية‪،‬هل ورواية عن الماما أحمد‪،‬هل اخأتارها بعض أصحابه‪،‬هل وهو‬
‫قول إسإحاق )‪، (1‬هل على خألف بينهما‪،‬هل هل تسإقط بالنسإيان أو ل؟ا‬

‫والقول الثاني‪ :‬أن التسإمية سإنة‪،‬هل وهو قول الجمهور من أهل العلما‪،‬هل ومنهما‬
‫الئمة الثلثة‪،‬هل ورواية عن أحمد‪،‬هل اخأتارها الخأرقي‪،‬هل وأبو محمد ابن قدامة])‪،[(537‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 214‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وجماعة من الحنابلة وذكروا أن هذا هو المذهب الذي اسإتقر عليه قول أحمد‪،‬هل‬
‫ورجحه ابن المنذر])‪،[(538‬هل وأبو عبيد‪،‬هل وابن حزما])‪،[(539‬هل وابن كثير])‪،[(540‬هل‬
‫واخأتاره الشيخ محمد بن إبراهيما])‪،[(541‬هل والشيخ عبد العزيز&هل‪;<146#‬بن باز])‬
‫‪،[(542‬هل واسإتدلوا بما يلي‪:‬‬

‫صلمدة مفانغدسإلعوا‬
‫‪ 1‬ـ قوله تعالى‪}} :‬مياأمليمها اليدذيمن آممعنوا دإمذا قعنمتعنما دإملى ال ي‬
‫عوعجومهعكنما{ ‪ {...‬الية‪،‬هل ووجه الدللة‪ :‬أن ال تعالى أمر بالغسإل‪،‬هل ولما يأمر بالتسإمية‪،‬هل‬
‫ولو كانت واجبة لمر ال بها‪،‬هل كما أمر بها في الصيد في قوله تعالى‪}} :‬موانذعكعروا‬
‫انسإمما الليده معلمنيده{{ ]المائدة‪، [4 :‬هل أي‪ :‬على الجارح‪،‬هل وفي الذكاة في قوله تعالى‪:‬‬
‫ف{{ ]الحج‪. [36 :‬‬‫صوآ ي‬ ‫يد‬
‫}}مفانذعكعروا انسإمما الله معلمنيمها م م‬
‫وقد قال أبو زرعة الدمشقي‪) :‬قلت لبي عبد ال أحمد بن حنبل‪ :‬فما وجه‬
‫قوله‪» :‬ل وضوء لمن لما يذكر اسإما ال عليه« ؟ا! قال‪ :‬فيه أحاديث ليسإت بذاك‪،‬هل‬
‫ب‬ ‫وقد قال ال تبارك وتعالى‪}} :‬ياأمليها اليدذين آمعنوا دإمذا قعمتعما دإملى ال ي د‬
‫صلمة{{ فل عأوج ع‬ ‫ن ن‬ ‫م م‬ ‫م م‬
‫عليه‪،‬هل وهذا التنزيل‪،‬هل ولما تثبت سإنة(])‪.[(543‬‬

‫‪ 2‬ـ ما ورد في حديث رفاعة بن رافع في قصة المسإيء صلته‪،‬هل وفيه‪:‬‬


‫»فتوضأ كما أمرك ال جل وعز«])‪.[(544‬‬

‫ووجه الدللة‪ :‬أن النبي صللى ال عليه وسإللما أحاله في كيفية الوضوء على‬
‫الية الكريمة‪،‬هل وليس فيها ذكر التسإمية‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن الصحابة رضي ال عنهما وصفوا وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫وصف ا كاملا ـ كما تقدما في أحاديثهما ـ ولما يذكر أحد منهما أنه مسإيمى في أول‬
‫وضوئه‪،‬هل ولو كانت التسإمية واجبة لما يتركها صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫وهذا القول هو الراجح‪،‬هل إن شاء ال‪،‬هل وهو أن التسإمية سإنة‪،‬هل تنبغي عند‬
‫الوضوء وتتأكد‪،‬هل ول ينبغي تعمد تركها‪،‬هل فإن تركها صح وضوؤه‪،‬هل وقد أفتى بذلك‬
‫إماما السإنة أحمد بن حنبل‪،‬هل قال أبو داود‪) :‬قلت لحمد‪ :‬التسإمية في الوضوء؟ا قال‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 215‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫)أرجو أل يكون عليه شيء‪،‬هل ول يعجبني أن يتركه خأطأ ول عمداا‪،‬هل وليس فيه إسإناد(‬
‫])‪ [(545‬ـ يعني الحديث ـ‪.‬‬

‫وأما الدلة فل تنهض على الوجوب؛ لن غاية ما تصل إليه أنها من قبيل‬
‫الحسإن لغيره‪،‬هل لتعاضدها واجتماعها‪،‬هل وقد عورضت بما هو أصح منها مما اتفق‬
‫عليه الشيخأان من وصف وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل إضافة إلى دللة‬
‫الية‪،‬هل والقاعدة أنه إذا تعارض الحسإن والصحيح قدما الصحيح‪،‬هل وهذا من فوائد‬
‫تقسإيما الحديث إلى صحيح وحسإن‪،‬هل وهذا الجواب عن الحديث من جهة السإناد‪.‬‬

‫أما من جهة المتن فإن قوله‪) :‬ل وضوء( محمول على نفي الكمال‪،‬هل ل نفي‬
‫الصحة‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 216‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كيفية المضمضة والستنشاق‬

‫ف‪،‬هل عن أمدبيده‪،‬هل عن جوده مقال‪ :‬أمريت رسإومل ا د‬


‫ل‬ ‫من ع م ع‬ ‫من م‬ ‫صور ل م ن‬
‫طنلمحةم نبدن عم م‬
‫‪ 52/21‬ـ معنن م‬
‫ق‪ .‬أمنخأمرمجهع أمعبو مداعومد دبإنسإمنالد‬
‫ضدة والسإتدننمشا د‬
‫ضمم م م‬‫صعل مبيمن الم ن‬ ‫صللى ال عليه وسإللما ينف د‬
‫م‬
‫ضدعي ل‬
‫ف‪.‬‬ ‫م‬
‫ض‬ ‫ضودء ـ‪ :‬ثيما متم ن‬ ‫د د‬ ‫د‬
‫ضمم م‬ ‫‪ 53/22‬ـ معنن معليي رضي ال عنه ـ في صفمة انلعو ع‬
‫د‬ ‫ضدمض ويننثعر دمن انلمك و د‬
‫ف الذي مينأعخأعذ مننهع‬ ‫لثاا‪،‬هل عيمم ن ع م م ع م‬‫صللى ال عليه وسإللما موانسإتمننثممر ثم م‬
‫الممامء‪ .‬أمنخأمرمجهع أمعبو مداعود موالينمسإائدلي‪.‬‬

‫ضودء ـ‪ :‬ثعيما أمندمخأمل‬ ‫د د‬ ‫ل‬ ‫د د‬


‫‪ 54/23‬ـ معنن معنبد ال نبدن مزنيد رضي ال عنه ـ في صفمة انلو ع‬
‫لثاا‪.‬‬
‫ك ثم م‬ ‫ف موادحدلة‪،‬هل مينفمععل ذلد م‬
‫ق دمنن مك ي‬
‫ض موانسإتمننمش م‬ ‫ضمم م‬
‫صللى ال عليه وسإللما ميمدعه‪،‬هل فممم ن‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬
‫عمتيفم ر‬
‫الكلما عليها من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫صورف بن كعب اليامي‬


‫وهو أبو محمد‪،‬هل ويقال‪ :‬أبو عبد ال‪،‬هل طلحة بن عم م‬
‫الهمداني الكوفي‪،‬هل أحد العلما الثبات من التابعين‪،‬هل وكان يقال له‪ :‬سإيد القراء‪،‬هل‬
‫وهو ثقة من رجال الشيخأين])‪،[(546‬هل قال في التقريب‪) :‬ثقة قارئ فاضل(‪.‬‬

‫وأبوه مصرف بن عمرو بن كعب‪،‬هل وبه جزما ابن القطان‪،‬هل ويقال‪ :‬إنه ابن‬
‫كعب بن عمرو الكوفي‪،‬هل روى عن أبيه‪،‬هل عن النبي صللى ال عليه وسإللما في مسإح‬
‫الرأس عند أبي داود])‪،[(547‬هل وعنه ابنه طلحة‪،‬هل وجده‪ :‬أي جد طلحة‪،‬هل وهو عمرو‬
‫بن كعب‪،‬هل أو كعب بن عمرو‪،‬هل وقد اخأتلف في صحبته‪،‬هل وأكثر المحدثين على أن له‬
‫صحبة‪،‬هل قال ابن عبد البر‪) :‬له صحبة‪،‬هل ومنهما من ينكرها‪،‬هل ول وجه لنكار من‬
‫أنكرها(‪،‬هل ثما سإاق حديثه عند أبي داود )‪ (132‬في مسإح النبي صللى ال عليه وسإللما‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 217‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫رأسإه حتى بلغ القممذامل‪،‬هل وهو أول القفا‪،‬هل ثما قال‪) :‬وقد اخأتلف فيه‪،‬هل وهذا أصح ما قيل‬
‫فيه(‪.‬اهـ])‪.[(548‬‬

‫والكثرون من أهل العلما على أن والد طلحة‪،‬هل وهو مصرف مجهول‪،‬هل قاله‬
‫ابن القطان‪،‬هل كما نقله عنه الحافظ ابن حجر])‪،[(549‬هل وذكر ذلك في »التقريب«‪،‬هل‬
‫ويؤيد ذلك أن أبا داود قال‪) :‬سإمعت أحمد يقول‪ :‬إن ابن عيينة زعموا أنه كان‬
‫ينكره‪،‬هل ويقول‪ :‬أي ل‬
‫ش])‪ [(550‬هذا طلحة عن أبيه عن جده(])‪ .[(551‬ومعناه‪ :‬أن‬
‫هذا السإناد ليس بشيء؛ لنه يرويه طلحة عن أبيه عن جده‪،‬هل وهما ل يعرفان‪،‬هل‬
‫وكذا حكى عثمان الدارمي عن علي بن المديني‪،‬هل ونقل ابن أبي حاتما عن صالح‬
‫بن أحمد بن حنبل قال‪) :‬سإألت أبي قلت‪ :‬طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده له‬
‫صحبة؟ا وما اسإما جده؟ا قال‪ :‬ل أدري‪،‬هل وقد بلغنا عن سإفيان بن عيينة أنه أنكر أن‬
‫يكون له صحبة(])‪.[(552‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجها‪:‬‬

‫أما حديث طلحة فقد أخأرجه أبو داود )‪ (139‬من طريق معتمر بن‬
‫سإليمان‪،‬هل قال‪ :‬سإمعت ليث ا يذكر عن طلحة‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن جده قال‪» :‬دخألت ـ‬
‫يعني على النبي صللى ال عليه وسإللما ـ وهو يتوضأ والماء يسإيل من وجهه ولحيته‬
‫على صدره‪،‬هل فرأيته يفصل بين المضمضة والسإتنشاق«‪،‬هل وسإكت عنه أبو داود‪،‬هل‬
‫وهذا إسإناد ضعيف لعلتين‪:‬‬

‫الولى‪ :‬لنه من رواية ليث بن أبي سإليما‪،‬هل وهو ضعيف عند الجمهور‪،‬هل بل‬
‫نقل النووي اتفاق العلماء على ضعفه])‪،[(553‬هل قال ابن الملقن‪) :‬وفيه وقفة(])‬
‫‪،[(554‬هل ضعفه يحيى بن معين والنسإائي‪،‬هل وقال أبو داود‪ :‬سإألت يحيى عن ليث‪،‬هل‬
‫ل])‪،[(555‬هل وقال‬
‫فقال‪) :‬ل بأس به(‪،‬هل وذكره البخأاري ولما يذكر فيه جرح ا ول تعدي ا‬
‫أحمد‪) :‬مضطرب الحديث‪،‬هل ولكن حدث الناس عنه(‪،‬هل ذكر ذلك الذهبي])‪[(556‬‬
‫والحافظ ابن حجر])‪،[(557‬هل وقال ابن حبان‪) :‬كان من العباد‪،‬هل ولكن اخأتلط في‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 218‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫اخأر عمره‪،‬هل حتى كان ل يدري ما يحدث به‪،‬هل فكان يقلب السإانيد‪،‬هل ويرفع المراسإيل‪،‬هل‬
‫ويأتي عن الثقات ما ليس من حديثهما‪،‬هل كل ذلك كان منه في اخأتلطه‪،[(558)](..‬هل‬
‫وقال ابن أبي حاتما‪) :‬سإمعت أبي وأبا زرعة يقولن‪ :‬ليث ل يشتغل به‪،‬هل وهو‬
‫مضطرب الحديث(])‪،[(559‬هل وقال الحافظ في »التقريب«‪) :‬صدوق اخأتلط جدا‬
‫ولما يتميز حديثه فترك(‪،‬هل وهذه خألصة ما قيل فيه‪،‬هل وأن روايته مردودة بسإبب‬
‫اخأتلطه‪،‬هل ولما عيممينز حديثه بحيث يعرف من روى عنه قبل اخأتلطه فتقبل روايته‪،‬هل‬
‫ومن روى عنه بعد الخأتلط فترد روايته‪.‬‬

‫والعلة الثانية‪ :‬الخأتلف في طلحة وأبيه وجده‪،‬هل فقال ابن أبي حاتما‪) :‬سإألت‬
‫أبي عن هذا الحديث فلما يثبته‪،‬هل وقال‪) :‬طلحة هذا يقال‪ :‬إنه رجل من النصار‪،‬هل‬
‫ومنهما من يقول‪ :‬هو طلحة بن مصرف‪،‬هل ولو كان طلحة بن مصرف لما يخأتلف‬
‫فيه((])‪.[(560‬‬

‫وفي »المراسإيل« له قال‪ :‬سإئل أبو زرعة عن طلحة هذا‪،‬هل فقال‪) :‬ل أعرف‬
‫أحدا مسإيمى والد طلحة‪،‬هل إل أن بعضهما يقول‪ :‬ابن مصرف(])‪.[(561‬‬

‫ووالد طلحة مجهول عند أهل العلما‪،‬هل كما تقدما عن ابن عيينة‪،‬هل وحكى ابن‬
‫حجر عن ابن القطان أنه قال‪) :‬علة الخأبر عندي الجهل بحال مصرف بن عمرو‬
‫والد طلحة])‪ ([(562‬ومجلد مصرف مخأتلف في اسإمه ـ كما تقدما ـ ومخأتلف في‬
‫صحبته‪،‬هل وقد مضى ذكر ذلك‪.‬‬

‫وخألصة ذلك أن هذا السإناد مخأتلف فيه‪،‬هل والكثرون على عدما إثباته‪،‬هل وهو‬
‫اخأتيار الشيخ عبد العزيز بن باز‪.‬‬

‫وأما الحديث الثاني وهو حديث علي رضي ال عنه فقد أخأرجه أبو داود )‬
‫‪ (111‬بطوله‪،‬هل وأخأرجه النسإائي )‪،(1/68‬هل وقد مضى تخأريجه‪،‬هل وهو الحديث‬
‫الثالث من أحاديث الوضوء‪،‬هل وقد سإاق الحافظ في الموضعين موضع السإتدلل‬
‫الذي يريده‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 219‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما الحديث الثالث وهو حديث عبد ال بن زيد فقد أخأرجه البخأاري )‬
‫‪،(186‬هل ومسإلما )‪ (235‬وقد مضى تخأريجه‪،‬هل وهو الحديث الرابع من أحاديث‬
‫الوضوء‪،‬هل واللفظ المذكور أخأرجاه من طريق خأالد بن عبد ال الطحان‪،‬هل عن عمرو‬
‫بن يحيى بن عمارة‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن عبد ال بن زيد‪،‬هل وقد بلوب عليه البخأاري بقوله‪:‬‬
‫ب ممنن مضمض واسإتنشق من غرفة واحدة( )برقما ‪.(191‬‬
‫)با ع‬
‫الوجه الثالث‪ :‬في هذه الحاديث الثلثة جاءت كيفية المضمضة‬
‫والسإتنشاق على ثلث صفات‪:‬‬

‫الولى‪ :‬الفصل بين المضمضة والسإتنشاق‪،‬هل وذلك بأن يأخأذ لكل منهما‬
‫ماء على حدة‪،‬هل فيتمضمض ثلث ا بثلث غرفات‪،‬هل ويسإتنشق ثلث ا بثلث غرفات‪،‬هل‬
‫فيكون المجموع سإت غرفات‪،‬هل ليكون أسإبغ في الوضوء‪،‬هل ودليل ذلك حديث طلحة‪،‬هل‬
‫وهو حديث ضعيف‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل ل تقوما به حجة‪،‬هل لكن ورد ما يؤيد ذلك‪،‬هل كما سإيأتي‬
‫إن شاء ال‪،‬هل وقد قال بهذه الصفة فقهاء الحنفية‪،‬هل وأكثر فقهاء الشافعية‪،‬هل وهو رواية‬
‫عن الماما مالك‪،‬هل ورواية عن الماما أحمد])‪،[(563‬هل وقد ذكر ابن الملقن أن الفصل‬
‫يصدق على أنه يأخأذ غرفة يتمضمض منها ثلثاا‪،‬هل وغرفة أخأرى يسإتنشق منها‬
‫ثلثاا])‪.[(564‬‬

‫الثانية‪ :‬المضمضة والسإتنشاق ثلث ا من كف واحدة‪،‬هل بغرفة واحدة‪،‬هل مراعاةا‬


‫للقتصاد في ماء الوضوء‪،‬هل ولن الفما والنف جزءان من عضو واحد وهو الوجه‪،‬هل‬
‫ودل على ذلك حديث علي رضي ال عنه‪،‬هل وهو قوله‪) :‬إن النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما تمضمض واسإتنثر ثلثاا‪،‬هل يمضمض وينثر من الكف الذي يأخأذ منه الماء(‬
‫لكنه غير صريح في ذلك‪،‬هل بل يحتمل أنه كان يأخأذ كف الماء ثما يتمضمض‬
‫ويسإتنثر‪،‬هل ثما يأخأذ كفا اخأر‪ ..‬يفعل ذلك ثلث مرات‪،‬هل ولعل هذا هو القرب‪،‬هل ليتفق‬
‫مع حديث عبد ال بن زيد التي‪،‬هل وقد جاء في حديث علي رضي ال عنه ولفظه‪:‬‬
‫)ثما تمضمض ثلثا واسإتنشق ثلثاا(])‪،[(565‬هل وظاهر هذا الفصل‪،‬هل كما سإيأتي‪،‬هل ثما‬
‫إن الصفة المذكورة قد تكون متعذرة‪،‬هل إذ يعسإر أن يبقى الماء في كف النسإان‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 220‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫يتمضمض منه ثلثاا‪،‬هل ويسإتنشق منه ثلثاا‪،‬هل وفي رواية‪) :‬ثما مضمض واسإتنشق‬
‫بكف واحد ثلثاا(])‪.[(566‬‬

‫الصفة الثالثة‪ :‬المضمضة والسإتنشاق من كف واحدة بثلث غرفات‪،‬هل وقد‬


‫دل على ذلك حديث عبد ال بن زيد في الصحيحين‪) :‬فمضمض واسإتنشق‬
‫واسإتنثر ثلثا بثلث غرفات من ماء(‪،‬هل وفي رواية لهما‪) :‬مضمض واسإتنشق من‬
‫كف واحدة‪،‬هل فعل ذلك ثلثاا(])‪،[(567‬هل وهذا قول الشافعي في الجديد‪،‬هل ورواية عن‬
‫ص‬
‫الماما مالك‪،‬هل ذكرها القاضي عياض])‪،[(568‬هل ورواية عن الماما أحمد من ي‬
‫عليها])‪ .[(569‬قال الثرما‪) :‬سإمعت أبا عبد ال عيسإأل‪ :‬أليما أعجب إليك؛‬
‫المضمضة والسإتنشاق بغرفة واحدة‪،‬هل أو كل واحدة منهما على حدة؟ا قال‪ :‬بغرفة‬
‫واحدة(])‪.[(570‬‬

‫والراجح من هذه الصفات الخأيرة‪،‬هل لورودها في حديث عبد ال بن زيد‬


‫رضي ال عنه في الصحيحين‪،‬هل وعليها يحمل حديث علي رضي ال عنه‪،‬هل كما‬
‫تقدما‪،‬هل وقد رجحها النووي])‪،[(571‬هل أما رواية الفصل فهي ضعيفة‪،‬هل لضعف حديث‬
‫طلحة‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬

‫لكن ذكر ابن الملقن])‪[(572‬وصاحب »عون المعبود«])‪ [(573‬أن أبا‬


‫علي بن اليسإمكن ـ وهو من الئمة الحفاظ ـ روى في سإننه المسإماة‪» :‬الصحاح‬
‫المأثورة« من طريق أبي وائل شقيق بن سإلمة قال‪) :‬شهدت علي بن أبي طالب‬
‫وعثمان بن عفان توضآ ثلث ا ثلث ا وأفردا المضمضة من السإتنشاق‪،‬هل ثما قال‪:‬‬
‫هكذا رأينا رسإول ال صللى ال عليه وسإللما توضأ(‪ .‬ثما قال‪) :‬روي عنهما من‬
‫وجوه(‪ .‬فهذا صريح في الفصل بينهما‪،‬هل وشقيق بن سإلمة ثقة أخأرج له أصحاب‬
‫الكتب السإتة‪،‬هل أدرك النبي صللى ال عليه وسإللما ولما يره‪،‬هل وروى عن الخألفاء الربعة‬
‫وعدد من الصحابة رضي ال عنهما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 221‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد جاء من طريق عثمان بن عبد الرحمن التيمي قال‪ :‬سإئل ابن أبي مليكة‬
‫عن الوضوء‪،‬هل فقال‪) :‬رأيت عثمان بن عفان سإئل عن الوضوء فدعا بماء‪،‬هل فعأتي‬
‫بميضأة‪،‬هل فأصغى على يده اليمنى‪،‬هل ثما أدخألها في الماء فتمضمض ثلث ا واسإتنثر‬
‫ثلثاا‪ ..‬الحديث(])‪،[(574‬هل وظاهر ذلك أنه أخأذ ماء للمضمضة بمفردها‪،‬هل ثما ماء‬
‫اخأر للسإتنشاق بمفرده؛ لن السإتنثار يلزما منه السإتنشاق‪.‬‬

‫قال الصنعاني‪) :‬ومع ورود الروايتين‪ :‬الجمع وعدمه‪،‬هل فالقرب التخأيير‪،‬هل‬


‫وأن الكل سإنة‪،‬هل إوان كانت رواية الجمع أكثر وأصح‪ .[(575)](..‬وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 222‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم الموالة في الوضوء‬

‫س رضي ال عنه مقامل‪ :‬ممرأى الينبدلي صللى ال عليه وسإللما‬ ‫‪ 55/24‬ـ معنن مأن ل‬
‫د‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫دد د‬
‫ك«‪.‬‬ ‫ل‪،‬هل مودفي قممدمه منثعل الظنفدر لمنما عيصنبهع المماعء‪،‬هل فممقامل‪» :‬انردجنع فمأمنحسإنن عو ع‬
‫ضمومء م‬ ‫مرعج ا‬
‫أمنخأمرمجهع أمعبو مداعومد‪،‬هل موالينمسإائدلي‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أبو داود )‪ (173‬في كتاب »الطهارة« باب »تفريق الوضوء«‪،‬هل‬
‫من طريق ابن وهب‪،‬هل عن جرير بن حازما‪،‬هل أنه سإمع قتادة بن ددمعامة‪،‬هل حدثنا أنس بن‬
‫مالك‪ :‬أن رجلا جاء إلى النبي صللى ال عليه وسإللما وقد توضأ وترك على قدمه‬
‫مثل الظفر‪،‬هل فقال له النبي صللى ال عليه وسإللما‪» :‬ارجع فأحسإن وضوءك« ‪،‬هل قال‬
‫أبو داود‪) :‬وهذا الحديث ليس بمعروف عن جرير بن حازما‪،‬هل ولما يروه إل ابن‬
‫وهب(‪.‬‬

‫ومراد أبي داود بيان أن هذا الحديث لما يروه أحد عن جرير إل عبد ال بن‬
‫وهب‪،‬هل وهو تعليل لكونه غير معروف‪،‬هل قال الدارقطني‪) :‬تفرد به جرير بن حازما‬
‫عن قتادة‪،‬هل وهو ثقة‪،‬هل ولما يروه عنه إل ابن وهب(])‪ .[(576‬فعلما بذلك أن الحديث‬
‫غريب؛ لنه لما يروه عن قتادة إل جرير‪،‬هل ولما يروه عن جرير إل ابن وهب‪،‬هل وهذا‬
‫التفرد من جرير يعتبر علة‪،‬هل لنه إوان كان ثقة إل أنه يحدث عن قتادة بأحاديث‬
‫مناكير‪،‬هل قال ابن عدي‪) :‬جرير بن حازما له أحاديث كثيرة عن مشايخأه‪،‬هل وهو‬
‫مسإتقيما الحديث‪،‬هل صالح فيه‪،‬هل إل روايته عن قتادة‪،‬هل فإنه يروي أشياء عن قتادة ل‬
‫يرويها غيره(])‪.[(577‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 223‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ولما أقف على الحديث في سإنن النسإائي‪،‬هل وقد عزاه المزي])‪ [(578‬لبي‬
‫داود فقط‪،‬هل فالظاهر أن الحافظ مودهمما في عزوه للنسإائي‪،‬هل وال أعلما‪ .‬وقد أخأرجه ـ‬
‫أيض ا ـ ابن ماجه )‪،(655‬هل وأحمد )‪.(19/471‬‬

‫وقد ورد عن جابر رضي ال عنه قال‪ :‬أخأبرني عمر بن الخأطاب رضي ال‬
‫عنه أن رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه‪،‬هل فأبصره النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما‪،‬هل فقال‪» :‬ارجع فأحسإن وضوءك« ‪،‬هل فرجع ثما صلى‪ .‬أخأرجه مسإلما )‪،(243‬هل‬
‫وأبو داود )‪.(173‬‬

‫وورد من طريق بقية بن الوليد‪،‬هل عن بحير بن سإعد‪،‬هل عن خأالد بن معدان عن‬


‫بعض أصحاب النبي صللى ال عليه وسإللما )أن النبي صللى ال عليه وسإللما رأى‬
‫رجلا يصلي وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهما لما يصبها الماء‪،‬هل فأمره النبي صللى‬
‫ال عليه وسإللما أن يعيد الوضوء والصلة(‪.‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(175‬هل وأحمد )‪،(24/251‬هل قال الثرما‪) :‬قلت لحمد بن‬
‫حنبل‪ :‬هذا إسإناد جيد؟ا قال‪) :‬نعما(])‪.[(579‬‬

‫وقد أعله الترمذي بأن بقية مدلس‪،‬هل وقد رواه بالعنعنة عن بحير بن سإعد‪،‬هل‬
‫وأجاب ابن القيما عن ذلك بأن بقية صرح بالتحديث عند أحمد])‪،[(580‬هل وهذا فيه‬
‫نظر‪،‬هل فإن بقية صرح بالتحديث من شيخأه‪،‬هل وعنعن في شيخ شيخأه‪،‬هل وهذا ل يقبل‬
‫ممن يدلس تدليس التسإوية أمثال بقية‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬مثل الظفر( بضما الظاء العممشالة والفاء‪،‬هل وبه جاء القران الكريما‪،‬هل قال‬
‫تعالى‪}} :‬مومعملى اليدذيمن مهاعدوا محيرنممنا عكيل دذي ظعفعلر{{ ]النعاما‪، [146 :‬هل ويجوز‬
‫إسإكان الفاء‪،‬هل ويجوز كسإر الظاء إواسإكان الفاء‪،‬هل وكسإرهما معاا‪،‬هل ويجمع على‬
‫أظفار‪،‬هل وجمع الجمع‪ :‬أظافير‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 224‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬ارجع فأحسإن وضوءك( أي‪ :‬ائت به على أتما الوجوه وأكملها‪،‬هل فيكون‬
‫أممممرهع بغسإل ما ترك‪.‬‬

‫ويحتمل أن معناه‪ :‬اسإتأنف وضوءك من أوله‪،‬هل قال الخأطابي‪) :‬إن هذا هو‬
‫ظاهر معناه(])‪،[(581‬هل ويؤيده ما تقدما في حديث ابن معدان رضي ال عنه‪:‬‬
‫)فأمره أن يعيد الوضوء والصلة(‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬اسإتدل العلماء بهذا الحديث على وجوب اسإتيعاب جميع‬
‫أجزاء أعضاء الوضوء‪،‬هل وأن من ترك منها شيئ ا ولو قليلا فإن وضوءه ل يصح؛‬
‫لن النبي صللى ال عليه وسإللما أمر من رأى على قدمه مثل الظفر لما يصبه الماء‬
‫بإحسإان الوضوء إواتمامه إواسإباغه‪،‬هل والحديث نص في القممددما‪،‬هل ويقاس عليه غيره من‬
‫العضاء‪،‬هل وقد ورد عن أبي هريرة رضي ال عنه أن النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫رأى رجلا لما يغسإل عقبه فقال‪» :‬ويل للعقاب من النار« ‪،‬هل وفي لفظ‪) :‬أسإبغوا‬
‫الوضوء‪،‬هل فإن أبا القاسإما قال‪» :‬ويل للعقاب من النار« (])‪.[(582‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬يسإتدل بالحديث على وجوب إزالة ما يمنع وصول الماء إلى‬
‫البشرة‪،‬هل كالعجين أو الجص أو مادة صمغية كالغراء ونحوه؛ لن الماء ل يصل لما‬
‫تحتها‪،‬هل فيبقى غير مغسإول فل تتما الطهارة‪.‬‬

‫ويدخأل في ذلك ما تفعله النسإاء من وضع صبغ الظفار المسإمى بالمناكير‬


‫أو غيره‪،‬هل فإنه يمنع وصول الماء إلى البشرة‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬اخأتلف العلماء في وجوب الموالة في الوضوء‪،‬هل والموالة‬


‫معناها‪ :‬التتابع‪،‬هل وموالة الوضوء‪ :‬تتابعه‪،‬هل والمراد متابعة غسإل العضاء بعضها‬
‫إثر بعض بحيث عيغسإل العضو قبل أن يجف الذي قبله في زمن معتدل‪،‬هل فل‬
‫اعتداد بتسإارع الجفاف لشدة الحر‪،‬هل أو لوجود الهواء الشديد‪،‬هل أو لحال المحموما مع‬
‫قلة الماء‪،‬هل ول بتأخأر الجفاف لشدة البرد‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 225‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ول يقطع الموالة الشتغال في العضو الخأر بسإنة كتخأليل أو إزالة شيء‬
‫على اليد كدهان متجمد ونحوه‪،‬هل أو انقطع الماء فانتقل المتوضئِّ من أنبوب إلى‬
‫اخأر‪،‬هل أو كون الماء ل يحصل إل متفرق ا فكل ذلك ل يضر؛ لنه أمر متعلق‬
‫بالطهارة‪.‬‬

‫وفي حكما الموالة ثلثة أقوال‪:‬‬

‫القول الول‪ :‬وجوب الموالة في الوضوء مطلقاا‪،‬هل وهذا قول الماما أحمد‪،‬هل‬
‫وهو المذهب‪،‬هل وقول الوزاعي‪،‬هل وأحد قولي الشافعي‪،‬هل وهو قوله القديما‪.‬‬

‫وعلى هذا القول فل تسإقط الموالة بالنسإيان على الصحيح من المذهب])‬


‫‪.[(583‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أن الموالة سإنة وليسإت واجبة‪،‬هل وهذا قول أبي حنيفة‪،‬هل ورواية‬
‫عن الماما أحمد‪،‬هل وهي ظاهر كلما الخأرقي‪،‬هل فإنه لما يذكرها في فروض الوضوء‪،‬هل‬
‫وهو القول الجديد للشافعي‪،‬هل وبه قالت الظاهرية])‪.[(584‬‬

‫القول الثالث‪ :‬أن الموالة فرض مع الذكر ومع القدرة‪،‬هل سإاقطة مع النسإيان‪،‬هل‬
‫ومع الذكر عند العذر‪،‬هل كنقصان الماء‪،‬هل أو كونه ل يحصل إل متفرقاا‪،‬هل وهذا قول‬
‫مالك])‪،[(585‬هل واخأتاره شيخ السإلما ابن تيمية])‪.[(586‬‬

‫واسإتدل الولون بما يأتي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اية الوضوء‪،‬هل ووجه الدللة‪ :‬أنها سإيقت مسإاق الشرط }}إدمذا قعنمتعنما إدملى‬
‫صلمدة مفانغدسإلعوا عوعجومهعكنما{{‪،‬هل وجواب الشرط إن تعدد يكون متتابع ا ل يتأخأر‪،‬هل‬
‫ال ي‬
‫ضرورة أن المشروط يلي الشرط‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ حديث الباب‪،‬هل وحديث عمر عند مسإلما‪» :‬فأحسإن وضوءك« وحديث‬
‫خأالد بن معدان‪) :‬فأمره أن يعيد الوضوء والصلة(‪،‬هل فإن عحدممل اللفظ الول على‬
‫الثاني فالمر واضح‪،‬هل إوان لما يحمل أحدهما على الخأر فدللة الثاني واضحة؛‬
‫لنه أمره أن يعيد الوضوء‪،‬هل ولو لما تكن المولة واجبة لمره أن يغسإل موضع‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 226‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫اللمعة‪،‬هل ولما يأمره بإعادة الوضوء‪،‬هل وأما دللة الول فإما أن يراد بإحسإان الوضوء‪:‬‬
‫غسإل ما ترك دون ما سإبق‪،‬هل أو يحمل على إعادة الوضوء في تماما‪،‬هل بل قال‬
‫الخأطابي‪) :‬إن هذا هو ظاهر معناه( ـ كما تقدما ـ لتتفق اللفاظ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن الذين وصفوا وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما ذكروا أنه توضأ‬
‫متوالياا‪،‬هل ولما يكن يفصل بين أعضاء وضوئه‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ أن الوضوء عبادة واحدة‪،‬هل فإذا فرق بين أجزائها لما تكن كذلك‪.‬‬

‫أما القائلون بأن الموالة سإنة‪،‬هل فاسإتدلوا بما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اية الوضوء‪،‬هل ووجه الدللة‪ :‬أن ال تعالى أمر بغسإل العضاء‪،‬هل فكيفما‬
‫ق بين العضاء أو نيسإق‪.‬‬
‫غسإل جاز‪،‬هل فمير م‬
‫‪ 2‬ـ أن الوضوء إحدى الطهارتين فلما تجب الموالة فيها كالغسإل‪،‬هل وقالوا‪ :‬إن‬
‫المراد بإحسإان الوضوء تكميل ما نقص منه‪،‬هل وأما أمره بالعادة في حديث ابن‬
‫معدان فلنه يحتمل أنه أراد التشديد عليه في النكار والتنبيه على أن من ترك‬
‫شيئ ا فكأنه تارك للكل‪،‬هل أو أنه سإيمى مغنسإمل ما تركه‪ :‬إعادة‪،‬هل باعتبار ظن المتوضئِّ‪.‬‬

‫أما القائلون بأنه إن تعمد التفريق بطل وضوؤه إوال فل‪،‬هل فاسإتدلوا بأدلة‬
‫الولين‪،‬هل كما اسإتدلوا بعموما الدلة على أن الناسإي معفو عنه‪،‬هل كقوله صللى ال‬
‫عليه وسإللما‪» :‬إن ال تجاوز لي عن أمتي الخأطأ والنسإيان وما اسإتكرهوا عليه«])‬
‫‪.[(587‬‬

‫وهذا القول هو الراجح ـ إن شاء ال تعالى ـ لقوة الدليل على ذلك‪،‬هل وهي‬
‫الحاديث الثلثة المذكورة‪ :‬حديث أنس‪،‬هل وحديث عمر‪،‬هل وحديث خأالد بن معدان‪،‬هل‬
‫ولعلها باجتماعها يقوي بعضها بعضاا‪،‬هل وكذا ما جاء في معناها‪،‬هل قال شيخ السإلما‬
‫ابن تيمية‪) :‬وهذا القول الثالث هو الظهر والشبه بأصول الشريعة وبأصول‬
‫مذهب أحمد وغيره‪،‬هل وذلك أن أدلة الوجوب ل تتناول إل المفرط‪،‬هل ل تتناول العاجز‬
‫عن الموالة‪.[(588)](..‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 227‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهذا كله مبني على طول الفصل‪،‬هل أما لو تبين له في الحال أن في قدمه‬
‫شيئ ا لما يصبه الماء أو في يده مغمسإمل ما ترك وأتى بما بعده ليكون مرتباا‪.‬‬

‫أما إجابة أصحاب القول الثاني عن أحاديث الباب فل تخألو من ضعف‪،‬هل‬


‫فإين محنممل المر بإعادة الوضوء على التشديد فيه نظر‪،‬هل فإن المقاما مقاما تعليما وبيان‬
‫للمة‪،‬هل ثما هو صرف للحديث عن ظاهره بل دليل‪،‬هل والمجمل من النصوص يرد إلى‬
‫العممبيدن‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬في الحديث دليل على أنه يشرع للمسإلما إذا رأى من أخأيه‬
‫تقصي ار أو خأطأ في واجب أن ينبهه عليه‪،‬هل لتصحيح عبادته؛ لن هذا داخأل في‬
‫عموما قوله تعالى‪}} :‬موتممعاموعنوا معملى انلوبور موالتينقموى مولم تممعاموعنوا معملى ادلثندما موانلععندموادن{{‬
‫]المائدة‪، [2 :‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 228‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قادر الماء الذي يكفي في الوضوء والغسل‬

‫ضأع دبالعمود‪،‬هل‬
‫‪ 56/25‬ـ ومعننهع مقامل‪ :‬مكامن مرعسإوعل ال صللى ال عليه وسإللما ميتممو ي‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬
‫صادع إلى مخأنممسإدة أمنممدالد‪ .‬عمتيفم ر‬
‫مومينغتمدسإعل دبال ي‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« باب »الوضوء بالمد« )‪،(201‬هل‬


‫وأخأرجه مسإلما )‪،(51) (325‬هل من طريق دمنسإمعلر قال‪ :‬حدثني ابن جبر قال‪:‬‬
‫سإمعت أنسإ ا يقول‪ ... :‬وذكر كحديث‪،‬هل واللفظ لمسإلما‪.‬‬

‫وقد تقدما حديث عبد ال بن زيد‪،‬هل وهو الحديث العاشر من أحاديث الوضوء‪،‬هل‬
‫وفيه‪) :‬أن النبي صللى ال عليه وسإللما عأتي بثلثي عميد فجعل يدلك ذراعيه(‪ .‬أخأرجه‬
‫أحمد‪،‬هل وصححه ابن خأزيمة‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬الحديث دليل على أن مقدار المد من الماء يكفي في‬
‫الوضوء‪،‬هل وأن مقدار الصاع أو خأمسإة أمداد يكفي في الغسإل‪،‬هل وهذا يدل على‬
‫مشروعية القتصاد في ماء الوضوء والغسإل‪،‬هل وعدما السإراف ولو كان الماء‬
‫متيسإ ارا‪،‬هل وما ذكر في الحديث تقريب ل تحديد؛ لن الناس يتفاوتون في ذلك‪،‬هل وقد‬
‫مضى الكلما على ذلك عند حديث عبد ال بن زيد رضي ال عنه‪،‬هل ول الحمد‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 229‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما يقول بعد الوضوء‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 57/26‬ـ وعن عمر رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫م ن ع مم‬
‫ي‬ ‫وسإللما‪» :‬مما دمننعكنما دمنن أممحلد ميتممو ي‬
‫ضومء‪،‬هل ثعيما ميعقوعل‪ :‬أمنشهمعد أمنن لم إلهم إل الع‬‫ضعأ‪،‬هل فمعينسإبدغع انلعو ع‬
‫ب انلمجيندة«‪.‬‬ ‫ك لمعه‪،‬هل موأمنشهمعد أمين عممحيمدا معنبعدهع مومرعسإولععه‪،‬هل إلي فعتدمح ن‬
‫ت لمهع أمنبموا ع‬ ‫مونحمدهع لم مشدري م‬
‫أمنخأمرمجهع عمنسإلرما‪.‬‬

‫ي‪،‬هل مومازمد‪» :‬الللهيما انجمعنلدني دممن التييوادبيمن‪،‬هل موانجمعنلدني دممن العمتم م‬


‫طهودريمن«‪.‬‬ ‫موالتونردمدذ ل‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو‪ :‬أبو حفص])‪ [(589‬عمر بن الخأطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي‬


‫العدوي رضي ال عنه أمير المؤمنين‪،‬هل وثاني خألفاء هذه المة‪،‬هل كان من أشراف‬
‫قريش‪،‬هل أسإلما في السإنة الخأامسإة أو السإادسإة بعد البعثة‪،‬هل فكان في إسإلمه دعرز‬
‫للمسإلمين‪،‬هل لقوته وشدته على الكفار‪،‬هل قال عبد ال بن مسإعود رضي ال عنه‪) :‬ما‬
‫زلنا أعزة منذ أسإلما عمر(])‪،[(590‬هل هاجر إلى المدينة متقدم ا على هجرة النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل شهد المشاهد كلها‪،‬هل وتولى الخألفة بعد أبي بكر الصديق‬
‫رضي ال عنهما بعهد منه‪،‬هل فسإار بأحسإن سإيرة‪،‬هل وزيين السإلما بعدله‪،‬هل وفتح ال به‬
‫الفتوح كبيت المقدس وجميع الشاما فاتسإعت رقعة السإلما‪،‬هل وفي اخأر ذي الحجة‬
‫لربع ليال بقين منه‪،‬هل طعنه أبو لؤلؤة المجوسإي بخأنجر ذي رأسإين وهو في صلة‬
‫الصبح حين مكيبمر‪،‬هل وتوفي بعد ثلث ليال سإنة ثلث وعشرين‪،‬هل ودفن مع النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما وأبي بكر رضي ال عنه في حجرة عائشة خألف أبي بكر‪،‬هل‬
‫ورأسإه بحذاء صدر أبي بكر‪،‬هل فكانت خألفته عشر سإنين وسإتة أشهر وأياماا‪،‬هل رضي‬
‫ال عنه وأرضاه])‪.[(591‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 230‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فقد أخأرجه مسإلما في »الطهارة« )‪ (234‬من طريق معاوية بن صالح‪،‬هل عن‬


‫ربيعة بن يزيد‪،‬هل عن أبي إدريس الخأولني‪،‬هل عن عقبة بن عامر‪،‬هل ورواه أيض ا معاوية‬
‫بن صالح‪،‬هل عن أبي عثمان‪،‬هل عن جبير بن نفير‪،‬هل عن عقبة بن عامر قال‪ :‬كانت‬
‫علينا رعاية البل‪،‬هل فجاءت نوبتي‪،‬هل فروحتها بعشي‪،‬هل فأدركت رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما قائم ا يحدث الناس‪،‬هل فأدركت من قوله‪» :‬ما من مسإلما يتوضأ‪،‬هل فيحسإن‬
‫وضوءه‪،‬هل ثما يقوما فيصلي ركعتين‪،‬هل فيقبل عليهما بقلبه ووجهه إل وجبت له‬
‫الجنة« ‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬ما أجود هذا! فإذا قائل بين يدي يقول‪ :‬التي قبلها أجود‪،‬هل‬
‫فنظرت فإذا عمر‪،‬هل قال‪ :‬إني قد رأيتك جئت انفاا‪،‬هل قال‪ ...:‬فذكر الحديث‪ .‬وفي‬
‫اخأره‪» :‬إل عفتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخأل من أيها شاء«‪.‬‬

‫ومعاوية بن صالح هو‪ :‬ابن عحدير‪،‬هل وأبو عثمان قال عنه الذهبي‪) :‬ل عيدرى‬
‫من هو؟ا ومخأيرمج له مسإلما متابعة(])‪،[(592‬هل وذكر ابن منجويه أنه يشبه أن يكون‬
‫سإعيد بن هانئِّ الخأولني المصري])‪،[(593‬هل وقال ابن حبان بعدما أخأرج هذا‬
‫الحديث‪) :‬أبو عثمان هذا يشبه أن يكون ـ حريز‪،‬هل بفتح الحاء ـ ابن عثمان الرحبي(‬
‫])‪.[(594‬اهـ‪ .‬وكلهما ثقة ل أثر له على إسإناد الحديث‪.‬‬

‫وأخأرجه مسإلما ـ أيضا ـ من طريق أبي بكر بن أبي شيبة‪،‬هل حدثنا زيد بن‬
‫العحباب بهما‪.‬‬

‫وقد ورد في الحديث زيادة‪» :‬ثما رفع نظره إلى السإماء« وهي عند أحمد )‬
‫‪،(28/593‬هل وأبي داود )‪،(170‬هل وابن السإني رقما )‪ (31‬من رواية أبي عقيل‪،‬هل‬
‫واسإمه زهرة بن معبد‪،‬هل عن ابن عمه‪،‬هل عن عقبة بن عامر رضي ال عنه‪،‬هل به‪،‬هل وهذه‬
‫زيادة منكرة‪،‬هل تفرد بها ابن عما أبي عقيل هذا‪،‬هل وهو مجهول‪،‬هل قال الحافظ‪» :‬إن زهرة‬
‫روى عن ابن عمه ولما يسإمه«])‪،[(595‬هل وزهرة من رجال البخأاري‪،‬هل وباقي رجال‬
‫إسإناد أحمد رجال الشيخأين‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 231‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد أخأرجه الترمذي )‪ (55‬بالزيادة المذكورة عن جعفر بن محمد بن عمران‬


‫التغلبي‪،‬هل عن زيد بن العحباب‪،‬هل عن معاوية بن صالح‪،‬هل عن ربيعة بن زيد‪،‬هل عن أبي‬
‫إدريس الخأولني وأبي عثمان‪،‬هل عن عمر بن الخأطاب‪،‬هل ولما يذكر عقبة بن عامر في‬
‫السإناد‪.‬‬

‫قال الترمذي‪) :‬وهذا حديث في إسإناده اضطراب‪،‬هل ول يصح عن النبي صللى‬


‫ال عليه وسإللما في هذا الباب كبير شيء(‪.‬‬

‫ومراده بالضطراب أنه أسإقط في السإناد الول بين أبي إدريس وبين عمر‪:‬‬
‫عقبة بن عامر‪،‬هل فصار من حديث عمر‪ :‬وليس كذلك‪،‬هل وأسإقط في الثاني بين أبي‬
‫ل‪،‬هل وقد خأالف‬
‫عثمان وبين عمر‪،‬هل جبير بن نفير وعقبة فصار منقطع ا بل معض ا‬
‫جعفمر بمن محملد كلل من رواه عن معاوية بن صالح‪،‬هل ثما عن زيد بن العحباب‪ .‬قاله‬
‫الحافظ])‪.[(596‬‬

‫وكلما الترمذي هذا فيه نظر‪،‬هل فإن الحديث صحيح مسإتقيما السإناد‪،‬هل أخأرجه‬
‫مسإلما في صحيحه‪،‬هل قال الحافظ‪) :‬لكن رواية مسإلما سإالمة من هذا العتراض(])‬
‫‪.[(597‬‬

‫فالحق أنه ل اضطراب في الحديث‪،‬هل فإن جميع الرواة عن معاوية بن صالح‬


‫متفقون على إسإناد الحديث وأن صحابيه عقبة بن عامر‪،‬هل إوانما جاء الضطراب‬
‫في السإانيد التي نقلها الترمذي ـ منه أو ممن حدثه بها ـ وذلك في رواية زيد بن‬
‫العحباب دون باقي الروايات‪،‬هل ثما إن زيد بن العحباب قد روى الحديث عن معاوية‬
‫بالطريقين ـ طريق ربيعة بن زيد‪،‬هل وطريق أبي عثمان ـ عند مسإلما ـ كما تقدما ـ‬
‫فترجحت روايته هذه لكونها عن الثقات الثبات‪،‬هل أما روايته الخأرى المخأالفة لذلك‬
‫كرواية الترمذي فل عيدرى هل الضطراب فيها من زيد نفسإه أو من الرواة عنه؟ا وقد‬
‫رجح أبو علي الغسإاني في »تقييد المهمل«])‪ [(598‬أن شيخ الترمذي لما يضبط‬
‫إسإناده عن زيد‪،‬هل وحمل الترمذي في ذلك على زيد بن العحباب‪،‬هل وهو بريء من ذلك‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 232‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والوهما في ذلك من الترمذي أو من شيخأه الذي حدثه به؛ لنه تقدما أن الحديث رواه‬
‫عن زيد أئمة حفاظ مثل أبي بكر بن أبي شيبة‪،‬هل بما يخأالف ما ذكره الترمذي‪.‬‬

‫وقد جزما الحافظ ابن حجر بأن محمد بن جعفر شيخ الترمذي لما يضبط‬
‫السإناد])‪.[(599‬‬

‫وهذه الزيادة لما ترد في جميع الروايات‪،‬هل إل في رواية الترمذي وحدها‪،‬هل وقد‬
‫علمت أنها مضطربة‪،‬هل فل حجة فيها لثبات هذه الزيادة‪،‬هل كما قال الشيخ أحمد‬
‫شاكر])‪.[(600‬‬

‫وقد صححها اللباني‪،‬هل قال‪) :‬لنه اضطراب مرجوح(])‪،[(601‬هل وذكر له‬


‫شاهدا من حديث ثوبان عند الطبراني])‪،[(602‬هل وابن السإني])‪،[(603‬هل من طريق‬
‫أبي سإعد البقال الكوفي العور‪،‬هل قال الهيثمي‪) :‬والكثر على تضعيفه(])‪،[(604‬هل‬
‫ووثقه بعضهما])‪،[(605‬هل ولفظ الطبراني ليس فيه جملة‪» :‬اللهما اجعلني‪،«..‬هل‬
‫وصححها ـ أيض ا ـ الشيخ عبد العزيز بن باز فقال‪) :‬هذه الرواية عند الترمذي‬
‫سإندها جيد(])‪.[(606‬‬

‫وللحديث بهذه الزيادة طريق أخأرى عند الطبراني])‪ [(607‬من رواية‬


‫العمش‪،‬هل عن سإالما بن أبي الجعد‪،‬هل عن ثوبان‪،‬هل وهو إسإناد ضعيف‪،‬هل سإالما لما يسإمع‬
‫من ثوبان‪،‬هل والراوي عن العمش وهو مسإور بن عمموورع العنبري ليس بالمشهور‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬ما منكما من أحد يتوضأ( ما‪ :‬نافية‪،‬هل ومنكما‪ :‬خأبر مقدما‪،‬هل ومن‪ :‬حرف‬
‫جر زائد للتوكيد‪،‬هل وأحد‪ :‬مبتدأ مؤخأر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال‬
‫المحل بحركة حرف الجر الزائد‪.‬‬

‫ولفظ‪) :‬من أحد( من صيغ العموما؛ لنها نكرة في سإياق النفي‪،‬هل وزيدت‬
‫ي واحد منكما‪،‬هل فيشمل الرجل والمرأة‪.‬‬
‫عليها )من( للسإتغراق‪،‬هل والمعنى‪ :‬أ ل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 233‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬فيسإبغ الوضوء( تقدما أن السإباغ يطلق ويراد به اسإتيعاب محل‬


‫الفرض‪،‬هل ويطلق ويراد به ما زاد على الواجب من الغسإلة الثانية والثالثة‪،‬هل والظاهر‬
‫أن هذا هو المراد هنا‪،‬هل والفاء هنا للترتيب الذكري‪،‬هل ل للترتيب الزمني؛ لن السإباغ‬
‫ل يتأخأر عن الوضوء‪،‬هل إوانما يقارن كل عضو من العضاء‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ثما يقول‪ (..‬أي‪ :‬بعد نهاية الوضوء مباشرة بدون فاصل‪،‬هل وثما‪:‬‬
‫للتراخأي الزمني‪،‬هل وهو في كل موضع بحسإبه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أشهد أن ل إله إل ال( معنى )أشهد(‪ :‬أي أقر بقلبي ناطق ا بلسإاني‪،‬هل‬
‫كالمشاهد بما أقر به‪،‬هل فالشهادة‪ :‬العتقاد الجازما الذي يعبر عنه اللسإان‪،‬هل و)أن(‬
‫مخأففة من الثقيلة‪،‬هل ولذا تكتب مفصولة عن )ل( النافية‪،‬هل للتفرقة بينهما وبين )أن(‬
‫ب أل تتأخأر‪.‬‬ ‫الناصبة للمضارع‪،‬هل فإنها تكتب موصولة‪،‬هل نحو‪ :‬أعدح ل‬

‫وخأبر )ل( النافية للجنس محذوف‪،‬هل تقديره‪ :‬حق ونحوه‪،‬هل والمعنى‪ :‬ل معبود‬
‫بحق إل ال‪ ..‬ولفظ )ال( بدل من الضمير في الخأبر‪،‬هل فال تعالى هو الله الحق‪،‬هل‬
‫لكمال ذاته وصفاته‪،‬هل أما من عبدمد من دونه فليس بإله إوان سإومي به‪،‬هل }}إدن دهي إدلي‬
‫ن م‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫طالن{{ ]النجما‪. [23 :‬‬ ‫أمنسإممارء مسإيمنيتععمومها أمننتعنما موآمباعؤعكنما مما أمننمزمل الليهع بدمها دمنن عسإنل م‬
‫قوله‪) :‬وحده ل شريك له( وحده‪ :‬حال مؤكدة لمعنى الثبات‪،‬هل ول شريك له‪:‬‬
‫توكيد للنفي‪،‬هل والشريك‪ :‬المعاون والمسإاعد في الشيء‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وأشهد أن محمدا عبده ورسإوله( أي‪ :‬المتذلل له بالطاعة وبتبليغ‬


‫الرسإالة والدعوة إلى ال تعالى بالحكمة والموعظة الحسإنة‪،‬هل ورسإوله؛ أي‪ :‬المرسإل‬
‫من عنده بشرعه إلى جميع العالمين‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إل فتحت له أبواب الجنة( أي‪ :‬الثمانية كما هو لفظ مسإلما‪ .‬وعن‬
‫سإهل بن سإعد رضي ال عنه أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما قال‪» :‬في الجنة‬
‫ثمانية أبواب‪،‬هل باب منها يسإمى الرييان‪،‬هل ل يدخأله إل الصائمون‪،‬هل فإذا دخألوا عأغلق‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 234‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فلما يدخأل غيرهما« ])‪ .[(608‬وفتح أبواب الجنة لصاحب هذا الفضل يحمل على‬
‫أمرين‪:‬‬

‫أحدهما‪ :‬تيسإير العمال الموصلة إلى تلك البواب‪،‬هل بمعنى أن ال يهيئِّ له‬
‫أسإباب العمال الصالحة التي تبلغه هذه البواب‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن المراد سإتفتح له يوما القيامة‪،‬هل فوضع الماضي موضع المسإتقبل‬
‫لتحقق وقوعه‪،‬هل كقوله تعالى‪}} :‬أممتى أمنمعر الليده فملم تمنسإتمنعدجعلوعه{{ ]النحل‪. [1 :‬‬

‫قوله‪) :‬اللهما( هذا منادى‪،‬هل والميما المشددة عوض عن حرف النداء والصل‪:‬‬
‫يا ال‪،‬هل فحذف حرف النداء‪،‬هل وعوضت عنه الميما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬اجعلني من التوابين( جمع تواب‪ :‬وهي صيغة مبالغة من تاب‬


‫يتوب‪،‬هل أي‪ :‬اجعلني من الذين يكثرون التوبة والسإتغفار مما قارفوه من معا ل‬
‫ص‬
‫وذنوب‪.‬‬

‫قوله‪) :‬واجعلني من المتطهرين( جمع متطهر‪،‬هل والتطهر‪ :‬التنزه‪،‬هل أي‪:‬‬


‫اجعلني من الذين يتنزهون من الذنوب والحداث والنجاس‪،‬هل وجمع بينهما إلمام ا‬
‫طهودريمن{{ ]البقرة‪ . [222 :‬ولما‬ ‫ب التييوادبيمن موعيدح ل‬
‫ب انلعمتم م‬ ‫بقوله تعالى‪}} :‬إدين الليهم عيدح ل‬
‫كانت التوبة طهارة الباطن عن أدران الذنوب‪،‬هل والوضوء طهارة الظاهر عن‬
‫الحداث والنجاس التي تمنع من التقرب إلى ال تعالى ناسإب الجمع بينهما‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬اسإتحباب هذا الذكر الجليل المشتمل على الشهادتين عند‬
‫نهاية الوضوء؛ لنه سإبب للسإعادة البدية‪،‬هل وهي دخأول الجنة من أي أبوابها شاء‪،‬هل‬
‫وهذا فضل عظيما فإنه ورد أن للصلة باباا‪،‬هل وللصدقة باباا‪،‬هل وللجهاد باباا‪،‬هل وللصياما‬
‫بابا ـ كما تقدما ـ‪،‬هل وقائل هذه الكلمة العظيمة بعد الوضوء تفتح له جميع البواب‬
‫يدخأل من أيها شاء‪،‬هل فهذا الفضل العظيما مرتب على هذا الذكر‪،‬هل ل على الوضوء‬
‫بدون الذكر‪،‬هل لئل يتعارض ذلك مع ما ورد من أن الصلة لها باب‪،‬هل والوضوء الذي‬
‫هو وسإيلة إلى الصلة بهذه الفضيلة‪،‬هل فيقال في الجواب ما تقدما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 235‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وفي هذا الذكر مناسإبة عظيمة‪،‬هل فإن المتوضئِّ لما أكمل ظاهره بالتطهير‬
‫بالماء إواسإباغ الوضوء‪،‬هل مكيممل باطنه بعقيدة التوحيد وكلمة الخألص التي هي‬
‫أشرف الكلمات‪.‬‬

‫قال الصنعاني‪) :‬ول يخأفى حسإن خأتما المصنف باب الوضوء بهذا الدعاء‪،‬هل‬
‫ل‪،‬هل فقاله عند تماما أدلته تأليفاا‪.[(609)](..‬‬
‫الذي يقال عند تماما الوضوء فع ا‬
‫وقد ورد عن أبي سإعيد الخأدري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسإول ال صللى‬
‫ال عليه وسإللما‪» :‬من توضأ فأسإبغ الوضوء‪،‬هل ثما قال عند فراغه من وضوئه‪:‬‬
‫سإبحانك اللهما وبحمدك‪،‬هل أشهد أن ل إله إل أنت‪،‬هل أسإتغفرك وأتوب إليك‪،‬هل عخأتما عليها‬
‫بخأاتما‪،‬هل فوضعت تحت العرش‪،‬هل فلما يكسإر إلى يوما القيامة« ])‪،[(610‬هل وال سإبحانه‬
‫وتعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 236‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫باب المسح علىّ الخآفين‬

‫ذكر الحافظ هذا الباب بعد باب »الوضوء« للمناسإبة بينهما‪،‬هل لن المسإح‬
‫على الخأفين يتعلق بعضو من أعضاء الوضوء‪.‬‬

‫والمسإح‪ :‬إمرار اليد على الخأفين مبلولة بالماء‪،‬هل والمراد بالخأفين‪ :‬ما يلبس‬
‫على القدما من الجلد سإات ار لها‪،‬هل جاء في »المعجما الوسإيط«])‪) :[(611‬الخأف‪ :‬ما‬
‫يلبس في الرجل من جلد رقيق(‪ .‬والخأف يجمع على دخأمفا ل‬
‫ف‪،‬هل وأما خأف البعير‬
‫فيجمع على أخأفاف])‪،[(612‬هل وتقاس عليها الجوارب وهي ما تكون من غير جلد‬
‫كالخأرق وشبهها‪،‬هل وهي الشيراب‪،‬هل أو تلحق بها عن طريق العموما اللفظي‪،‬هل كما في‬
‫حديث ثوبان رضي ال عنه التي‪) :‬أمرهما أن يمسإحوا على التسإاخأين(‪،‬هل وهي تعما‬
‫كل ما يسإخأن القدما‪،‬هل وسإيأتي لذلك مزيد عند الكلما على حديث ثوبان‪،‬هل إن شاء ال‪.‬‬

‫والمسإح على الخأفين ثابت في القران والسإنة المتواترة عن رسإول ال صللى‬


‫ال عليه وسإللما‪،‬هل وقد أجمع عليه المسإلمون‪،‬هل خأل الشيعة‪،‬هل ول يعتد بهما‪.‬‬

‫صلمدة مفانغدسإلعوا‬
‫أما القران فقوله تعالى‪}} :‬مياأمليمها اليدذيمن آممعنوا دإمذا قعنمتعنما دإملى ال ي‬
‫ق موانممسإعحوا بدعرعؤودسإعكنما موأمنرعجلمعكنما دإملى انلمكنعمبنيدن{{ ]المائدة‪:‬‬
‫وعجومهعكنما وأمنيددميعكنما دإملى انلمم ماردف د‬
‫م‬ ‫ع‬
‫‪ [6‬على قراءة الجر في قوله‪» :‬وأرجدلكما« وهي قراءة سإبعية‪،‬هل فتكون معطوفة على‬
‫قوله‪}} :‬موانممسإعحوا بدعرعؤودسإعكنما{{ لنها أقرب إلى الرجل من الوجوه‪،‬هل والعطف على‬
‫القرب معروف في لغة العرب‪،‬هل والمراد بذلك المسإح على الخأفين على أحد الوجه‬
‫التي قيلت في قراءة الجر؛ لن جميع من وصفوا وضوء النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫لما يذكروا أنه كان يمسإح رجليه بدون أن يكون عليهما خأف‪،‬هل بل كان يغسإلهما‪،‬هل‬
‫فتعين حملها على مسإح الخأفين‪،‬هل كما بينته السإنة‪،‬هل وبذلك يتما ثبوت المسإح بالقران‪،‬هل‬
‫وهو أحسإن الوجوه التي توجه بها قراءة الجر‪،‬هل كما قال الصنعاني])‪.[(613‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 237‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما السإنة فقد ثبت جواز المسإح على الخأفين عن رسإول ال صللى ال عليه‬
‫ل‪،‬هل حض ار وسإف ارا‪،‬هل وبلغت الحاديث في ذلك حد التواتر‪،‬هل فقد نقل ابن‬
‫وسإللما قولا وفع ا‬
‫المنذر عن الحسإن البصري أنه قال‪) :‬حدثني سإبعون من أصحاب رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما أنه مسإح على الخأفين(])‪،[(614‬هل وذكر أبو القاسإما بن منده‬
‫في »تذكرته« من رواه فبلغ ثمانين])‪،[(615‬هل وكذا ذكرهما ابن الملقن وبيلغهما‬
‫ثمانين])‪،[(616‬هل ومن هؤلء الروادة العشرةع المبشرون بالجنة‪،‬هل ونقل ابن المنذر عن‬
‫ابن المبارك أنه قال‪) :‬ليس في المسإح على الخأفين اخأتلف أنه جائز(])‪،[(617‬هل‬
‫ونقل ابن قدامة عن الماما أحمد قوله‪) :‬ليس في قلبي من المسإح شيء‪،‬هل فيه‬
‫أربعون حديث ا عن أصحاب رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل ما رفعوا إلى النبي‪،‬هل‬
‫وما وقفوا(])‪.[(618‬‬

‫والمسإح على الخأفين من الرخأص الدالة على كمال الدين السإلمي ويسإر‬
‫تشريعاته‪،‬هل وعبعدها عن الحرج‪،‬هل فإن النسإان يحتاج للمسإح على الخأفين‪،‬هل ل سإيما في‬
‫فصل الشتاء‪،‬هل وفي البلد الباردة‪.‬‬

‫واعلما أن بعض العلماء قد ذكر موضوع المسإح على الخأفين في كتب‬


‫العقائد مثل الماما أبي جعفر الطحاوي الحنفي رحمه ال في »العقيدة الطحاوية«‪،‬هل‬
‫مع أن المسإح على الخأفين من المسإائل العملية‪،‬هل وليس من المسإائل العلمية‪،‬هل وذلك‬
‫لمرين‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ بيان معتقد أهل السإنة والجماعة‪،‬هل والرد على من خأالف في ذلك من‬
‫طوائف أهل البدع؛ كالشيعة والخأوارج‪،‬هل فصار المسإح شعا ار لهل السإنة‪،‬هل وعدما‬
‫المسإح شعا ار لغيرهما من أهل البدع])‪.[(619‬‬

‫‪ 2‬ـ بيان أن أحاديث المسإح بلغت حد التواتر الذي ل ينكره إل معاند‬


‫مكابر‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 238‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهؤلء المخأالفون يحتجون بأن قوله تعالى‪}} :‬موأمنرعجلمعكنما إدملى انلمكنعمبنيدن{{ نص‬
‫على مباشرة الرجلين بالماء‪،‬هل قالوا‪ :‬وأحاديث المسإح منسإوخأة باية المائدة‪،‬هل وهذا‬
‫غير صحيح؛ لن المسإح ثابت في غزوة تبوك سإنة تسإع‪،‬هل واية المائدة نزلت في‬
‫غزوة المريسإيع وهي سإنة سإت‪،‬هل فهي قبل تبوك اتفاقاا‪،‬هل ولو عسإلمما تأخأر اية المائدة فل‬
‫منافاة بينها وبين أحاديث المسإح‪،‬هل فإن المر بالغسإل متوجه إلى من ل خأف له‪،‬هل‬
‫والرخأصة في المسإح إنما هي للبس الخأف‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 239‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان حكم المسح علىّ الخآفين‬

‫ت مممع النبدلي صللى ال‬ ‫‪ 58/1‬ـ معدن العمغيمردة نبدن عشنعمبةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬عكنن ع‬
‫ع عخألفيده‪،‬هل فممقامل‪» :‬مدنعهعمما‪،‬هل فمدإلني أمندمخأنلتعهعمما‬‫ت لندز م‬ ‫ضمأ‪،‬هل فمأمنهموني ع‬
‫عليه وسإللما‪،‬هل فمتممو ل‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬ ‫طادهمرتمنيدن«‪،‬هل فمممسإمح معلمنيدهمما‪ .‬عمتيفم ر‬ ‫م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« باب »إذا أدخأل رجليه‬
‫وهما طاهرتان« )‪،(206‬هل ومسإلما )‪ (79) (274‬من طريق زكريا بن أبي زائدة‪،‬هل‬
‫عن عامر الشعبي‪،‬هل عن عروة بن المغيرة‪،‬هل عن أبيه رضي ال عنه‪.‬‬

‫وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن زكريا مدلس‪،‬هل وأنه لما يروه من حديث عامر‬
‫إل بالعنعنة])‪،[(620‬هل وفاته أنه أخأرجه أبو عوانة في »مسإنده« )‪ (1/255‬من‬
‫ثلثة طرق عن زكريا‪،‬هل قال‪ :‬ثنا عامر‪،‬هل فقد صرح بالتحديث])‪ [(621‬فزال بذلك ما‬
‫يخأشى من تدليسإه‪،‬هل ثما إن المشهور عند أكثر العلماء أن رواية المدلس في‬
‫الصحيحين بلفظ العنعنة حكمها الصحة والتصال‪،‬هل وتحمل على ثبوت السإماع‬
‫لدى الشيخأين من جهة أخأرى‪،‬هل إحسإان ا للظن بهما أو لمور أخأرى ذكرها أهل‬
‫العلما])‪.[(622‬‬

‫وذكر الحافظ أن الحديث له طرق كثيرة عن المغيرة‪،‬هل ونقل عن البزار أنه‬


‫ي عن المغيرة من نحو سإتين طريقاا])‪،[(623‬هل فهو من أشهر أحاديث المسإح‬
‫عرو م‬
‫على الخأفين‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 240‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬كنت مع النبي صللى ال عليه وسإللما فتوضأ( هكذا في نسإخ »البلوغ«‬
‫)فتوضأ(‪،‬هل وعند البخأاري‪) :‬في سإفر( مكان‪) :‬فتوضأ(‪،‬هل ومعنى )فتوضأ(‪ :‬أخأذ في‬
‫الوضوء‪،‬هل ل أنه اسإتكمله‪،‬هل بدليل سإياق الحديث‪،‬هل والمراد بالسإفر‪ :‬سإفر غزوة تبوك‬
‫في رجب سإنة تسإع من الهجرة‪،‬هل وكان ذلك قبل صلة الفجر‪،‬هل كما ورد في‬
‫»المغازي«])‪.[(624‬‬

‫قوله‪) :‬فأهويت( ‪ :‬أي‪ :‬انحنيت مادا يدي‪،‬هل يقال‪ :‬أهوى بيده إلى كذا ليأخأذ‪،‬هل‬
‫وأهويت‪ :‬قصدت الهواء من القياما إلى القعود‪،‬هل وهذا في الرباعي‪،‬هل وأما في الثلثي‪:‬‬
‫فهوى ـ بفتح الواو ـ يهوي‪ :‬إذا سإقط‪.‬‬

‫قوله‪) :‬لنزع( بكسإر الزاي‪،‬هل من باب ضرب يضرب‪،‬هل أي‪ :‬أخألع‪،‬هل وهذا‬
‫الصنيع من المغيرة رضي ال عنه يحتمل أنه لما يكن قد علما برخأصة المسإح‪،‬هل أو‬
‫علمها وظن أنه صللى ال عليه وسإللما سإيفعل الفضل على القول بأن الغسإل‬
‫أفضل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬دعهما( الضمير يعود على الخأفين‪،‬هل أي‪ :‬اتركهما‪،‬هل أو يعود على‬
‫القدمين‪،‬هل والول أظهر‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فإني أدخألتهما طاهرتين( الضمير في قوله‪) :‬أدخألتهما( يعود على‬


‫القدمين‪،‬هل بدليل رواية أبي داود‪» :‬دع الخأفين‪،‬هل فإني أدخألت القدمين الخأفين وهما‬
‫طاهرتان«])‪،[(625‬هل و)طاهرتين( حال من الهاء في )أدخألتهما(‪،‬هل والجملة تعليلية‬
‫لقوله‪) :‬دعهما(‪،‬هل وجاء في رواية يحيى بن سإعيد القطان عن زكريا‪،‬هل عند أحمد‬
‫بلفظ‪» :‬أدخألتهما وهما طاهرتان«])‪،[(626‬هل وسإيأتي ـ إن شاء ال ـ الفرق بين‬
‫اللفظين‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على جواز المسإح على الخأفين في الوضوء‬
‫بدلا من غسإل الرجلين‪،‬هل وذلك في السإفر لهذا الحديث‪،‬هل وفي الحضر لحديث علي‬
‫رضي ال عنه التي‪ .‬ومثله حديث حذيفة رضي ال عنه])‪.[(627‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 241‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ول فرق في جواز المسإح أن يكون لحاجة أما ل‪،‬هل فيجوز للمرأة الملزمة‬
‫لبيتها‪،‬هل والمريض الذي ل يمشي‪،‬هل وقد نقل النووي الجماع على ذلك])‪.[(628‬‬

‫ويقاس على الخأفين كل ما يسإتر الرجلين من الشراب واللفائف ونحو ذلك‪،‬هل‬


‫كما سإيأتي إن شاء ال‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أن المسإح على الخأفين لمن كان لبسإ ا‬
‫لهما أفضل من خألعهما وغسإل الرجلين‪،‬هل لقوله‪) :‬دعهما(‪،‬هل ولن المسإح من السإنة‬
‫الثابتة عن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما وقد طعن فيها طوائف من أهل البدع‪،‬هل‬
‫فكان إحياء ما طعن فيه المخأالفون من السإنة أفضل من إماتته])‪.[(629‬‬

‫ومن يخألع خأفيه عند كل وضوء فقد خأالف السإنة‪،‬هل ويخأشى أن يكون فعله‬
‫هذا تشبها بالرافضة‪.‬‬

‫وأما مع عدما اللبس فالفضل الغسإل‪،‬هل ول يلبس ليمسإح؛ لن الغسإل هو‬


‫الفضل حينئلذ‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل أن المسإح يكون على مطلق الخأف‪،‬هل فما‬
‫سإمي خأف ا جاز المسإح عليه‪،‬هل ولو كان فيه خأرق أو شق على الصحيح من قولي‬
‫أهل العلما؛ لن السإنة وردت بالمسإح على الخأفين مطلق ا دون تقييده بأوصاف‬
‫زائدة‪،‬هل ولن الخأفاف في العادة ل يخألو كثير منها من فتق أو خأرق‪،‬هل ل سإيما مع‬
‫تقادما عهدها‪،‬هل وكان كثير من الصحابة رضي ال عنهما فقراء ل يمكنهما تجديد‬
‫ذلك‪،‬هل فما أطلقه الشرع لما يجز لحد تقييده إل بدليل شرعي‪،‬هل والصحابة رضي ال‬
‫عنهما لما ينقل عن أحد منهما تقييد الخأف بشيء من القيود‪،‬هل بل أطلقوا المسإح على‬
‫الخأفاف مع علمهما بأحوالها‪،‬هل فعلما أنهما كانوا قد فهموا عن نبيهما جواز المسإح على‬
‫الخأفين مطلقاا])‪.[(630‬‬

‫فعلى هذا ل يصح اعتبار شروط ل أصل لها في الشرع‪،‬هل وتعود على‬
‫مقصود الرخأصة بالبطال‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 242‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬اسإتدل بعض العلماء بقوله‪» :‬فإني أدخألتهما وهما‬


‫طاهرتان« على أن إكمال الطهارة شرط في صحة المسإح على الخأفين‪،‬هل وأنه ل‬
‫يلبسإهما إل بعد طهارة الرجلين جميعاا؛ لن قوله‪» :‬وهما طاهرتان«‪،‬هل حال من كل‬
‫واحدة من الرجلين‪،‬هل فيصير التقدير‪ :‬أدخألت كل واحدة في حال طهارتها‪،‬هل وذلك‬
‫إنما يكون بإكمال الطهارة‪،‬هل وعلى هذا فلو غسإل الرجل اليمنى وأدخألها‪،‬هل ثما اليسإرى‬
‫وأدخألها لما يصح المسإح؛ لنه لما يدخألهما وهما طاهرتان‪،‬هل بل أدخأل الولى قبل‬
‫طهارة الثانية‪،‬هل وهذا قول مالك‪،‬هل والشافعي‪،‬هل ورواية عن أحمد])‪،[(631‬هل وعند هؤلء‬
‫لو حصل ما ذكر وجب عليه أن يخألع اليمنى‪،‬هل ثما يلبسإها مرة أخأرى‪،‬هل ليكون لبسإها‬
‫بعد كمال الطهارة‪.‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أن من غسإل إحدى رجليه ولبس الخأف‪،‬هل ثما غسإل الخأرى‬
‫ولبس الخأف أن طهارته كاملة‪،‬هل ويجوز له المسإح‪،‬هل وهذا قول الحنفية‪،‬هل وبعض‬
‫الشافعية‪،‬هل ورواية عن الماما أحمد])‪،[(632‬هل قالوا‪ :‬لنه إذا غسإل وجهه ويديه‬
‫ومسإح رأسإه وغسإل إحدى رجليه فقد طهرت رجله التي غسإلها‪،‬هل فإذا أدخألها في‬
‫الخأف فقد أدخألها وهي طاهرة‪،‬هل ثما إذا غسإل الخأرى من سإاعته وأدخألها الخأف فقد‬
‫أدخألها وهي طاهرة‪،‬هل فقد أدخأل ممنن هذه صفته رجليه الخأف وهما طاهرتان‪.‬‬

‫وقد اخأتار هذا القول شيخ السإلما ابن تيمية‪،‬هل وقال‪) :‬إن هذا الصواب بل‬
‫شك(])‪،[(633‬هل كما اخأتاره ابن القيما‪،‬هل وقال‪) :‬إنه أصح القولين(])‪.[(634‬‬

‫وقوله‪) :‬فإني أدخألتهما طاهرتين( ليس نص ا فيما ذكره الولون‪،‬هل بل يحتمل‬


‫أن المعنى ما ذكر‪،‬هل ويحتمل أن المعنى أدخألت كل واحدة طاهرة‪،‬هل لكن قد يؤيد‬
‫القول الول حديث أبي بكرة رضي ال عنه عن النبي صللى ال عليه وسإللما‪ :‬أنه‬
‫رخأص للمسإافر ثلثة أياما ولياليهن‪،‬هل وللمقيما يوما وليلة إذا تطهر‪،‬هل فلبس خأفيه أن‬
‫يمسإح عليهما ـ وسإيأتي إن شاء ال ـ‪،‬هل فقوله‪) :‬إذا تطهر فلبس( يفيد أنه ل يلبس‬
‫قبل غسإل الرجل اليسإرى؛ لن من فعل ذلك لما يصدق عليه أنه تطهر‪،‬هل وهذا هو‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 243‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الحوط في هذه المسإألة أنه ل يلبس الخأفين إل بعد كمال الطهارة‪،‬هل لكن من أخأذ‬
‫بالقول الثاني لما نجزما ببطلن طهارته وصلته‪،‬هل لقياما الحتمال‪.‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬الحديث دليل على شرط من شروط المسإح على الخأفين‪،‬هل‬
‫وهو أن يلبسإهما على طهارة‪،‬هل وظاهره أن المراد الطهارة بالماء؛ لنها هي المراد‬
‫عند الطلق‪،‬هل وهذا قول الجمهور])‪،[(635‬هل فلو لبسإهما على طهارة التيمما لما‬
‫يمسإح عليهما عند وجود الماء؛ لن طهارة التيمما ل تعلق لللرنجدل بها‪،‬هل فل يتحقق‬
‫قوله‪» :‬وهما طاهرتان«‪.‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬حسإن خألق النبي صللى ال عليه وسإللما وتعليمه حيث منع‬
‫المغيرة من خألعهما وبلين له السإبب‪،‬هل وهو أنه أدخألهما طاهرتين‪،‬هل وفي هذا ثلث‬
‫فوائد كما تقدما في حديث الهرة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اطمئنان النفس واقتناعها؛ لنها إذا علمت علة الحكما اطمأنت‪،‬هل إوان‬
‫كان المؤمن سإيطمئن على كل حال‪،‬هل لكن زيادة ذكر علة الحكما كلها خأير‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ سإمو الشريعة وأنه ل يوجد حكما إل وله علة وحكمة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ شمول الحكما بشمول العلة‪،‬هل فكل ما تحققت فيه العلة ثبت فيه الحكعما‬
‫المعلعل بهذه العلة‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 244‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫محل المسح علىّ الخآفين‬

‫‪ 59/2‬ـ موللنرمبمعة معننهع إلل اللنمسإائدلي‪ :‬أملن النبدلي صللى ال عليه وسإللما مممسإمح‬
‫دد‬
‫ف‪.‬‬‫ضنع ر‬ ‫ف موأمنسإمفلمعه‪ .‬مودفي إنسإمناده م‬
‫أمنعملى العخأ و‬

‫‪ 60/3‬ـ معنن معلدلي رضي ال عنه مقامل‪ :‬لمنو مكامن اللديعن دبال لنأردي ملكامن أمنسإمفعل‬
‫ل صللى ال عليه وسإللما مينممسإعح‬ ‫ف أموملى دبانلمسإدح دمن أمعلمه‪،‬هل وقمند أمريت رسإومل ا د‬
‫م ن ن ن ع م من ع م ع‬ ‫انلعخأ ل ن‬
‫ظادهدر عخأفلنيده‪ .‬أمنخأمرمجهع أمعبو مداعومد دبإنسإمنالد محمسإلن‪.‬‬
‫معملى م‬
‫الكلما عليهما من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجهما‪:‬‬

‫أما حديث المغيرة فقد أخأرجه أبو داود )‪ (165‬في كتاب »الطهارة« باب‬
‫»كيفية المسإح«‪،‬هل والترمذي )‪،(97‬هل وابن ماجه )‪ (550‬من طريق الوليد بن مسإلما‪،‬هل‬
‫أخأبرنا ثور بن يزيد‪،‬هل عن رجاء بن حيوة‪،‬هل عن كاتب المغيرة‪،‬هل عن المغيرة به‪...‬‬

‫وهذا إسإناد فيه ضعف ـ كما قال الحافظ ـ وقد ذكره ليعلما حاله‪،‬هل فقد عأعل‬
‫بعلتين قادحتين‪:‬‬

‫الولى‪ :‬النقطاع بين ثور ورجاء‪،‬هل قال أبو داود عقبه‪) :‬وبلغني أنه لما‬
‫يسإمع ثور هذا الحديث من رجاء(‪،‬هل وقال الدارقطني‪) :‬رواه ابن المبارك عن ثور‪،‬هل‬
‫ت عن رجاء بن حيوة‪،‬هل عن كاتب المغيرة‪،‬هل عن النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫قال‪ :‬عحلدث ع‬
‫مرسإلا ليس فيه المغيرة(])‪.[(636‬‬

‫العلة الثانية‪ :‬الرسإال‪،‬هل وذلك أن كاتب المغيرة يرويه عن النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما ولما يدركه‪،‬هل كما تقدما في رواية ابن المبارك‪،‬هل وهذا ما رجحه البخأاري وأبو‬
‫حاتما وأبو زرعة ال ارزيان‪،‬هل قال الترمذي‪) :‬سإألت محمدا عن هذا الحديث‪،‬هل فقال‪ :‬ل‬
‫يصح هذا‪ ...‬وذكر كلما ابن المبارك‪ ..‬وسإألت أبا زرعة‪،‬هل فقال نحوا مما قال‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 245‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫محمد بن إسإماعيل(])‪،[(637‬هل وقال ابن أبي حاتما‪) :‬سإألت أبا زرعة وأبي عن هذا‬
‫الحديث فقال‪ :‬هذا أشبه( يعني‪ :‬طريق ابن المبارك الذي فيه عدما ذكر المغيرة])‬
‫‪.[(638‬‬

‫وفيه علة ثالثة وهي‪ :‬جهالة كاتب المغيرة‪،‬هل كما في سإياق أبي داود‬
‫والترمذي‪،‬هل ذكر ذلك ابن حزما])‪ [(639‬لكنها علة غير قادحة‪،‬هل فقد عسإلممي في رواية‬
‫ابن ماجه‪) :‬ولراداا(‪،‬هل وهو ثقة مشهور احتج به السإتة‪.‬‬

‫ضيعفمهع أئمة هذا‬


‫وقصارى القول أن سإند الحديث ضعيف‪،‬هل لما تقدما‪،‬هل و م‬
‫الشأن‪ :‬البخأاري‪،‬هل وأحمد‪،‬هل وأبو داود‪،‬هل والترمذي‪،‬هل وأبو حاتما‪،‬هل وأبو زرعة‪،‬هل والدارقطني‪،‬هل‬
‫وغيرهما‪.‬‬

‫هذا ما يتعلق بالسإناد‪،‬هل أما المتن فإن الحاديث الصحيحة على خألفه‪،‬هل‬
‫فإنها قد تضافرت على ذكر المسإح على ظاهر الخأف‪،‬هل وليس على باطنه‪،‬هل ومما‬
‫يؤيد أن المسإح على باطن الخأف لما يكن معروفاا‪:‬‬

‫الحديث الثاني‪ :‬الذي يليه‪،‬هل وهو ما أخأرجه أبو داود )‪ (162‬من طريق‬
‫العمش‪،‬هل عن أبي إسإحاق السإبيعي‪،‬هل عن عبد خأير‪،‬هل عن علي رضي ال عنه‪.‬‬

‫وقد تفرد به عن أصحاب الكتب السإتة‪،‬هل وقد حسإن الحافظ إسإناده هنا مع أنه‬
‫أورده في »التلخأيص« وقال‪) :‬إسإناده صحيح(])‪،[(640‬هل وصححه أحمد شاكر])‬
‫‪،[(641‬هل قال اللباني‪) :‬هذا هو الصواب(])‪،[(642‬هل وعبد خأير هو ابن يزيد‬
‫الهمداني‪،‬هل وثقه ابن معين والعجلي‪،‬هل وتقدما له ذكر في أول »الوضوء«‪.‬‬

‫وقد اخأتلف في لفظ هذا الثر‪،‬هل ورجح الدارقطني في »العلل« )‪ (4/46‬أن‬


‫الصحيح فيه قول من قال‪) :‬كنت أرى باطن الخأفين أحق بالمسإح من أعلهما(])‬
‫‪.[(643‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 246‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬لو كان الدين بالرأي‪ (..‬المراد بالدين‪ :‬أحكاما السإلما‪،‬هل والمراد‬
‫بالرأي‪ :‬ما يراه النسإان صالح ا من غير نظر إلى الشرع‪،‬هل والمعنى‪ :‬لو كان مأخأذ‬
‫الحكاما الشرعية بمجرد العقل لكان أسإفل الخأف أولى بالمسإح من أعله؛ لن‬
‫السإفل يلقي القذار والنجاسإات‪،‬هل ولكن الواجب تقديما النقل الصحيح على الرأي‪،‬هل‬
‫ولعل هذا مراد به ظاهر الرأي‪،‬هل إوال فإن العقل يدل على أن الولى مسإح العلى‬
‫فقط؛ لن هذا المسإح ل يراد به التنظيف‪،‬هل إوانما يراد به التعبد‪،‬هل ول يمسإح السإفل؛‬
‫لن مسإحه تلويث له ولليد‪.‬‬

‫والعقل الكامل تابع للشرع؛ لنه عاجز عن إدراك الدحمكدما اللهية‪،‬هل فعليه‬
‫بالنقياد والتعبد المحض بمقتضى العبودية‪،‬هل وهذا هو العقل السإليما من مرض‬
‫ضيل من الكفرة والحكماء والمبتدعة وأهل‬‫ضيل من م‬
‫الشبهة ومرض الشهوة‪،‬هل وما م‬
‫الهواء إل بمتابعة العقل وترك موافقة النقل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وقد رأيت رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪ (...‬هذا كالتعليل لمحذوف‬
‫يفهما من الكلما‪،‬هل والتقدير‪ :‬لكين أسإفل الخأف ليس أولى بالمسإح؛ لني رأيت رسإول‬
‫ال صللى ال عليه وسإللما مسإح على أعلى الخأفين فقط‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬حديث علي رضي ال عنه دليل على محل المسإح وأنه يكون‬
‫على أعلى الخأف دون أسإفله‪.‬‬

‫ض بما هو أصح منه‪،‬هل‬


‫أما حديث المغيرة فقد تقدما أنه حديث ضعيف عممعامر ر‬
‫قال ابن القيما‪) :‬وكان صللى ال عليه وسإللما يمسإح ظاهر الخأفين‪،‬هل ولما يصح عنه‬
‫مسإح أسإفلهما إل في حديث منقطع‪،‬هل والحاديث الصحيحة على خألفه(])‪.[(644‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬أن مشروعية مسإح الخأف ليسإت من العمل بالرأي إوانما هي‬
‫توقيفية ل تظهر فيها مناسإبة إل مجرد التخأفيف والتيسإير‪،‬هل فيتوقف فيه على ما‬
‫شرع‪،‬هل وقد شرع المسإح على ظاهر الخأف دون أسإفله‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 247‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬لما يرد في صفة المسإح على الخأفين ول في مقدار ما عيمسإح‬
‫حديث يعتمد عليه‪،‬هل والظاهر أنه إذا فعل المكلف ما يسإمى مسإح ا على الخأف لغة‬
‫أجزأ‪،‬هل وصفة ذلك‪ :‬أن عيدمير اليد اليمنى مبلولة بالماء مفرجة الصابع على الرجل‬
‫اليمنى‪،‬هل واليسإرى كذلك‪،‬هل ويكون المسإح مرة واحدة‪،‬هل ول يشرع تك ارره‪،‬هل وال تعالى‬
‫أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 248‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫توقايت المسح وأنه مخآتص بالحدث الصأغر‬

‫ل صللى‬ ‫‪ 61/4‬ـ عن صنفوان بدن عسإالل رضي ال عنه مقامل‪ :‬مكان رسإوعل ا د‬
‫م مع‬ ‫من م م م ن م ل‬
‫ع دخأمفافممنا ثملمثمةم أمليالما مولمميالدميهعلن‪،‬هل إلل دمنن‬
‫ال عليه وسإللما مينأعمعرمنا دإمذا عكلنا مسإنف ار أمنن لم منننز م‬
‫د‬ ‫د‬ ‫دل‬ ‫ل د د‬
‫ي مواللنفظع لمعه‪،‬هل موانبعن‬‫مجمنامبة‪،‬هل مولكنن منن مغائط مومبنولل‪،‬هل مومنولما‪ .‬أمنخأمرمجهع اللنمسإائلي‪،‬هل موالتلنردمذ ل‬
‫صلحمحاعه‪.‬‬ ‫عخأمزنيممةم مو م‬
‫طالدلب رضي ال عنه مقامل‪ :‬مجمعمل النبلي صللى ال‬ ‫‪ 62/5‬ـ مومعنن معللي نبدن أبي م‬
‫عليه وسإللما ثملمثمةم أمليالما مولمميالدميهعلن لدنلعممسإادفدر‪،‬هل مومينوم ا مولمنيلمةا دللعمدقيدما‪ .‬مينعدني‪ :‬دفي الممنسإدح على‬
‫انلعخأفلنيدن‪ .‬أمنخأمرمجهع عمنسإلدرما‪.‬‬

‫الكلما عليهما من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو صفوان بن معلسإال ـ بمهملتين عمثميقل ـ المرادي رضي ال عنه‪،‬هل صحابي‬


‫مشهور‪،‬هل سإكن الكوفة‪،‬هل روى عن النبي صللى ال عليه وسإللما أحاديث‪،‬هل منها حديثه‬
‫الطويل في المسإح على الخأفين‪،‬هل وفضل طلب العلما‪،‬هل والمحبة‪،‬هل وآخأر وقلت تقبل فيه‬
‫التوبة‪،‬هل وهو مشهور‪،‬هل وقد غ از مع النبي صللى ال عليه وسإللما اثنتي عشرة غزوة‪،‬هل‬
‫روى عنه جماعة‪،‬هل منهما الصحابي الجليل عبد ال بن مسإعود رضي ال عنه])‬
‫‪.[(645‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجهما‪:‬‬

‫أما الحديث الول فقد أخأرجه الترمذي )‪ (96‬أبواب »الطهارة« باب‬


‫»المسإح على الخأفين للمسإافر والمقيما«‪،‬هل والنسإائي )‪،(1/83‬هل وابن خأزيمة )‪(196‬‬
‫من طريق عاصما بن أبي النجود‪،‬هل عن زلر بن حبيش‪،‬هل عن صفوان بن عسإال‬
‫رضي ال عنه به‪،‬هل قال الترمذي‪) :‬هذا حديث حسإن صحيح‪ ...‬قال محمد بن‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 249‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫إسإماعيل ـ يعني البخأاري ـ‪ :‬أحسإن شيء في هذا الباب حديث صفوان بن عسإال(])‬
‫‪.[(646‬‬

‫ومدار الحديث عند هؤلء على عاصما بن أبي النجود‪،‬هل وفي حفظه ضعف‪،‬هل‬
‫وحديثه ل ينزل عن رتبة الحسإن‪،‬هل ول يرقى إلى درجة الصحة‪،‬هل قال في »التقريب«‪:‬‬
‫)صدوق له أوهاما‪،‬هل حجة في القراءة‪،‬هل وحديثه في الصحيحين مقرون(‪،‬هل لكنه لما ينفرد‬
‫به فقد تابعه طلحة بن مصرف‪،‬هل وحبيب بن أبي ثابت وغيرهما‪،‬هل وهذه المتابعات‬
‫فيها مقال‪،‬هل لكنها تقلوي الحديث بمجموعها‪،‬هل والمراد تقوية أصل الحديث ـ كما قال‬
‫الحافظ ـ])‪ [(647‬لنه في الصل حديث طويل مشتمل على فضل طلب العلما‪،‬هل‬
‫وعلى أن المرء مع من أحب‪،‬هل والتوبة‪،‬هل والمسإح‪،‬هل وبعض هذه المتابعات ليس فيها‬
‫ذكر المسإح‪.‬‬

‫والظاهر أن تصحيح الترمذي له إنما هو بالنظر إلى طرقه‪،‬هل فإنه قال‪) :‬وقد‬
‫روي هذا الحديث عن صفوان بن عسإال أيضا من غير حديث عاصما(])‪.[(648‬‬

‫والحديث صححه بالضافة إلى من تقدما‪ :‬ابن خأزيمة ـ كما في »البلوغ« ـ‪،‬هل‬
‫وابن حبان])‪،[(649‬هل والخأطابي])‪،[(650‬هل والنووي])‪،[(651‬هل وابن حجر])‪،[(652‬هل‬
‫قال ابن دقيق العيد‪) :‬إنه رواه عن عاصما أكثر من ثلثين من الئمة‪،‬هل وهو مشهور‬
‫من حديث عاصما(])‪،[(653‬هل وقد سإاق الترمذي الحديث بطوله في كتاب‬
‫»الدعوات« من »جامعه«])‪.[(654‬‬

‫أما حديث علي رضي ال عنه فقد أخأرجه مسإلما في »الطهارة« )‪ (276‬من‬
‫طريق شريح بن هانئِّ‪،‬هل قال‪ :‬أتيت عائشة أسإألها عن المسإح على الخأفين‪،‬هل فقالت‪:‬‬
‫عليك بابن أبي طالب‪،‬هل فسإله فإنه كان يسإافر مع رسإول ال صللى ال عليه وسإللما؛‬
‫فسإألناه‪،‬هل فقال‪ ...:‬فذكر الحديث‪،‬هل دون قوله‪) :‬يعني في المسإح على الخأفين( فهي‬
‫مدرجة‪،‬هل والظاهر أنها من كلما الحافظ ابن حجر‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظهما‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 250‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬كان يأمرنا( أي‪ :‬يبيح لنا‪،‬هل فالمر هنا للباحة‪،‬هل ل لصله‪،‬هل وهو‬
‫الوجوب‪،‬هل والصارف له عن الوجوب هو الجماع على أن المسإح مباح ل واجب‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إذا كنا مسإنف ارا( بفتح السإين إواسإكان الفاء‪،‬هل وهو اسإما جمع لمسإافر‪،‬هل أي‪:‬‬
‫مسإافرين‪،‬هل وليس جمعاا‪،‬هل إذ ليس في الجموع ما هو على وزن )فمنعل( وهو في‬
‫ب ضربا فهو سإافر‪،‬هل والجمع مسإنفر‪،‬هل‬
‫ضمر م‬
‫الصل مصدر‪ :‬مسإمفر الرجل سإنف ارا‪،‬هل من باب م‬
‫مثل‪ :‬راكب ومرنكب‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إل من جنابة( أي‪ :‬فننزعها ولو قبل مرور ثلثة أياما‪،‬هل والجنابة‪:‬‬
‫إنزال المني‪،‬هل سإمي بذلك لن المني مبععمد عن محله وانتقل عنه‪،‬هل والجنابة في‬
‫الصل‪ :‬البعد‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ولكن من غائط وبول ونوما( لكن‪ :‬للسإتدراك؛ لنه تقدما نفي‬
‫واسإتثناء‪،‬هل وهو قوله‪) :‬كان يأمرنا أن ل ننزع خأفافنا ثلثة أياما ولياليهن إل من‬
‫جنابة(‪،‬هل أي‪ :‬ننزعها من جنابة‪،‬هل ثما قال‪) :‬ولكن من غائط‪ (..‬فاسإتدركه بـ‪ :‬لكن؛‬
‫ليعلما أن الرخأصة إنما جاءت في هذا النوع من الحداث دون الجنابة‪،‬هل والمعنى‪:‬‬
‫ولكن ل ننزعها من غائط وبول ونوما إل إذا مرت المدة المقدرة‪،‬هل وفي لفظ للنسإائي‪:‬‬
‫)كان رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يأمرنا إذا كنا مسإافرين أن نمسإح على خأفافنا‪،‬هل‬
‫ول ننزعها ثلثة أياما من غائط وبول ونوما إل من جنابة(])‪[(655‬؛ أي‪ :‬لكن ننزع‬
‫من جنابة‪،‬هل فالسإتثناء منقطع‪،‬هل أو معنى قوله‪) :‬من غائط وبول‪(...‬؛ أي‪ :‬من كل‬
‫حدث إل من جنابة‪،‬هل فالسإتثناء متصل])‪.[(656‬‬

‫قوله‪) :‬جعل( أي‪ :‬شرع وقدر‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬دل الحديثان على أن المسإح على الخأفين مؤقت غير مطلق‪،‬هل‬
‫وأن المسإافر يمسإح ثلثة أياما بلياليهن‪،‬هل والمقيما يوما وليلة‪،‬هل وهذا قول جمهور أهل‬
‫العلما من الصحابة والتابعين ومن بعدهما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 251‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والتفريق بين المسإافر والمقيما مراعاة لحال السإفر وما فيه من المشقة‪،‬هل‬
‫فاحتاج المسإافر إلى زيادة المدة بخألف المقيما‪،‬هل وهذا يدل على أن الشريعة‬
‫السإلمية مبنية على التيسإير ورفع الحرج في أحكامها عامة‪،‬هل وفي العبادات‬
‫خأاصة‪،‬هل وهذا ـ أعني توقيت المسإح ـ هو الشرط الثاني من شروط صحة المسإح‬
‫على الخأفين‪،‬هل وهو أن يكون المسإح في الوقت المحدد شرعاا‪،‬هل وقد مضى الشرط‬
‫الول وهو أن يكون لبسإ ا لهما على طهارة‪،‬هل كما في حديث المغيرة‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬دل حديث صفوان بن عسإال على أن المسإح على الخأفين‬
‫خأاص بالحدث الصغر‪،‬هل كالنوما والبول والغائط‪،‬هل وأما الحدث الكبر كالجنابة فل‬
‫يمسإح فيه‪،‬هل فإذا حصل للنسإان جنابة وعليه الخأفان وجب عليه نزعهما وغسإل‬
‫رجليه ولو كان ذلك في أثناء مدة المسإح‪،‬هل وهذا هو الشرط الثالث من شروط صحة‬
‫المسإح على الخأفين‪،‬هل وهو أن يكون المسإح عليهما في الحدث الصغر ل في‬
‫الجنابة أو ما يوجب الغسإل‪،‬هل وهذا الشرط مأخأوذ من حديث صفوان هذا‪،‬هل وهذه‬
‫الشروط الثلثة مأخأوذة من أحاديث الباب‪.‬‬

‫وبقي الشرط الرابع‪،‬هل وهو أن يكون الخأفان وما في معناهما كالجوارب‬


‫طاهرين‪،‬هل فإن كانت نجسإة لما يمسإح عليهما‪،‬هل لما ثبت أن الرسإول صللى ال عليه‬
‫وسإللما خألع نعليه في الصلة لما أخأبره جبريل بأن فيهما أذى‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬اخأتلف العلماء في ابتداء مدة المسإح على أقوال‪،‬هل أهمها‬
‫قولن‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن مدة المسإح تبدأ من أول مرة يمسإح‪،‬هل وليس من لبس الخأف‪،‬هل ول‬
‫من الحدث بعد اللبس‪،‬هل لقوله‪) :‬يمسإح المقيما يوما وليلة ويمسإح المسإافر ثلثة أياما(‬
‫فهذا وغيره كالنص على ابتداء مدة المسإح من مباشرة المسإح‪،‬هل ول يمكن أن يصدق‬
‫عليه أنه ماسإح إل بفعل المسإح‪،‬هل وهـذا قول الوزاعي‪،‬هل وأبي ثور‪،‬هل ورواية عن الماما‬
‫أحمد])‪،[(657‬هل واخأتاره ابن المنذر])‪،[(658‬هل قال النووي‪) :‬وهو المخأتار الراجح‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 252‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ل(])‪،[(659‬هل وقد روى عبد الرزاق عن أبي عثمان النهدي قال‪ :‬حضرت سإعدا‬
‫دلي ا‬
‫وابن عمر يخأتصمان إلى عمر في المسإح على الخأفين‪،‬هل فقال عمر‪ :‬يمسإح عليها‬
‫إلى مثل سإاعته من يومه وليلته])‪.[(660‬‬

‫وعلى هذا فيمسإح المقيما أربعا وعشرين سإاعة تبدأ من أول مرة يمسإح‪،‬هل‬
‫والمسإافر يمسإح اثنتين وسإبعين سإاعة‪،‬هل فالعبرة بالزمن ل بعدد الصلوات‪.‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أن المدة تبدأ من الحدث بعد اللبس‪،‬هل فإذا أحدث بدأت المدة‪،‬هل‬
‫وهذا قول أبي حنيفة‪،‬هل والشافعي‪،‬هل وأحمد‪،‬هل ومن يذهب من المالكية إلى تحديد المدة‬
‫كابن عبد البر وبعض أهل المدينة])‪،[(661‬هل قالوا‪ :‬لن المسإح عبادة مؤقتة‪،‬هل‬
‫فاعتبر وقتها من وقت جواز فعلها‪،‬هل ولن ما بعد الحدث وقت يجوز له المسإح فيه‪،‬هل‬
‫فكان أول مدة المسإح منه‪.‬‬

‫والقول الول أرجح‪،‬هل كما تقدما؛ لنه مؤيد بالحاديث التي قدرت المدة‬
‫بالمسإح‪،‬هل فيجب أن يكون ابتداؤها من ابتداء المسإح‪،‬هل ويؤيده فتوى عمر رضي ال‬
‫عنه كما تقدما‪،‬هل ولن ما قبل المسإح وبعد الحدث مدة ل تصح الصلة فيها‪،‬هل فلما‬
‫مسإح صحت الصلة‪،‬هل فينبغي أن يبدأ حسإاب المدة من وقت جواز الصلة‪،‬هل وال‬
‫تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 253‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫جواز المسح علىّ العمامة‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫ث رسإوعل ا د‬


‫‪ 63/6‬ـ معنن ثمنومبامن رضي ال عنه مقامل‪ :‬مبمع م م ع‬
‫صائددب؛ مينعدني‪ :‬المعممائمما‪،‬هل موالتلمسإادخأين؛ مينعدني‪:‬‬‫وسإللما مسإدرلياة‪،‬هل فمأممممرعهنما أمنن مينممسإعحوا معملى انلمع م‬
‫صححهع الحادكعما‪.‬‬ ‫ف‪ .‬مرمواهع أمنحممعد‪،‬هل موأمعبو مداعومد‪،‬هل مو م‬ ‫انلدخأمفا م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو عبد ال ثوبان بن عبنجعدد‪،‬هل من أهل السإراة ـ موضع بين مكة واليمن ـ‬
‫ي‪،‬هل فاشتراه رسإول ال صللى ال عليه وسإللما وأعتقه‪،‬هل ولما‬
‫صحابي مشهور‪،‬هل أصابه مسإنب ر‬
‫يزل ملزم ا للرسإول صللى ال عليه وسإللما حض ار وسإف ار إلى أن توفي رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وروى عنه أحاديث‪،‬هل ثما تحول إلى الشاما‪،‬هل فنزل الرملة‪،‬هل ثما‬
‫انتقل إلى حمص‪،‬هل وبقي بها إلى أن مات سإنة أربع وخأمسإين رضي ال عنه])‬
‫‪.[(662‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه أحمد )‪ 37/65‬ـ ‪،(66‬هل وأبو داود )‪،(146‬هل والحاكما )‬
‫‪،(1/169‬هل من طريق يحيى بن سإعيد‪،‬هل عن ثور بن يزيد‪،‬هل عن راشد بن سإعد‪،‬هل عن‬
‫ثوبان قال‪) :‬بعث رسإول ال صللى ال عليه وسإللما سإرية‪،‬هل فأصابهما البرد‪،‬هل فلما قدموا‬
‫على رسإول ال صللى ال عليه وسإللما أمرهما أن يمسإحوا على العصائب‬
‫والتسإاخأين(‪،‬هل هذا لفظ أبي داود‪،‬هل وفيه ذكر البرد‪،‬هل وكذا عند أحمد والحاكما‪،‬هل وعند‬
‫أحمد‪) :‬فلما قدموا على النبي صللى ال عليه وسإللما شكوا إليه ما أصابهما من‬
‫البرد(‪.‬‬

‫والحديث صححه الحاكما وقال‪) :‬صحيح على شرط مسإلما(‪،‬هل ووافقه الذهبي‪،‬هل‬
‫وتعقبه الزيلعي فقال‪) :‬وفيه نظر‪،‬هل فإنه من رواية ثور بن يزيد‪،‬هل عن راشد بن سإعد‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 254‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫به‪،‬هل وثور لما يرو له مسإلما‪،‬هل بل انفرد به البخأاري‪،‬هل وراشد بن سإعد لما يحتج به‬
‫الشيخأان‪.[(663)](..‬‬

‫وعأعل الحديث بالنقطاع‪،‬هل كما ذكر الحافظ ابن حجر])‪،[(664‬هل وقد نقل‬
‫الخألل عن أحمد أنه قال‪) :‬ل ينبغي أن يكون راشد سإمع من ثوبان؛ لنه مات‬
‫قديماا(‪،‬هل وكذا قال أبو حاتما‪،‬هل والحربي‪،‬هل وتعقبهما الزيلعي فقال‪) :‬وفي هذا القول نظر‪،‬هل‬
‫فإنهما قالوا‪ :‬إن راشدا شهد مع معاوية صفين‪،‬هل كما ذكر البخأاري في »صحيحه«‬
‫في »الجهاد«‪،‬هل وثوبان مات سإنة أربع وخأمسإين‪،‬هل ومات راشد سإنة ثمان ومائة(‪.‬اهـ‪.‬‬
‫وجزما البخأاري ـ أيضا ـ في »تاريخأه« بأنه سإمع من ثوبان])‪.[(665‬‬

‫ونقل الحافظ توثيقه عن ابن معين وأبي حاتما والعجلي ويعقوب بن شيبة‬
‫والنسإائي‪،‬هل وقال أحمد‪) :‬ل بأس به(‪،‬هل وضعفه ابن حزما])‪.[(666‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬سإرية( هي القطعة من الجيش من خأمسإة إلى ثلثمائة‪،‬هل وقيل‪ :‬إلى‬


‫أربعمائة‪،‬هل سإميت بذلك لن الغالب عليها أن تسإير بالليل وتخأتفي بالنهار‪،‬هل وقيل‪:‬‬
‫لنها تكون من خألصة الجيش وخأيارهما‪،‬هل والسإري‪ :‬هو الشيء النفيس‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فأمرهما( أي‪ :‬أذن لهما في ذلك بعد أن شكوا إليه ما أصابهما من‬
‫البرد‪،‬هل كما تقدما في رواية أحمد‪.‬‬

‫قوله‪) :‬على العصائب( فسإرت في الحديث بالعمائما‪،‬هل والظاهر أن هذا‬


‫التفسإير من كلما الحافظ‪،‬هل فإني لما أجده مدرجا في المصادر المذكورة‪،‬هل وهي جمع‬
‫عصابة‪،‬هل وهي العمامة‪،‬هل وبذلك فسإرها إماما أهل اللغة أبو عبيد])‪،[(667‬هل سإميت‬
‫بذلك لن الرأس يعصب بها‪،‬هل فكل ما عصبت به رأسإك من عمامة أو منديل أو‬
‫نحو ذلك فهو عصابة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬والتسإاخأين( فسإرت في الحديث بالخأفاف‪،‬هل وفيها ما تقدما‪،‬هل وقد فسإرها‬


‫بالخأفاف أبو عبيد])‪ [(668‬ول واحد لها من لفظها‪،‬هل على ما قاله ثعلب‪،‬هل وقال‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 255‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫المبرد وغيره‪) :‬واحدها تدنسإمخأان‪،‬هل مثل‪ :‬دتمثال وتماثيل‪،‬هل أو دتسإخأين بكسإر التاء‪،‬هل‬
‫ويقال‪ :‬أصعل ذلك كلل ما يسإخأن القدما من خأف وجورب ونحوهما(‪،‬هل فعلى هذا ل‬
‫تخأتص بالخأفاف‪،‬هل وهو الذي يسإتفاد من »القاموس« و»اللسإان« وغيرهما‪.‬‬

‫وبهذا يتبين أن ما يلبس في الرجل له عدة أسإماء‪،‬هل ويمكن تقسإيمه إلى ثلثة‬
‫أنواع‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الخأفاف‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ما يقوما مقامها من جوارب ونحوها‪،‬هل كالموق والجرموق‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ اللفائف‪.‬‬

‫وقد نقل الزهري عن الليث أنه قال‪ :‬الجورب‪ :‬لفافة الرجل])‪،[(669‬هل ومثله‬
‫ذكر صاحب »القاموس«])‪،[(670‬هل ولما يذكروا مما كانوا يصنعونه‪،‬هل وهو المسإمى‬
‫بالشراب في وقتنا هذا‪،‬هل والجرموق وهو الموق‪ :‬خأف يلبس فوق الخأف‪،‬هل ل سإيما في‬
‫البلد الباردة‪.‬‬

‫وأما اللفائف فدخأولها تحت لفظ التسإاخأين واضح جداا‪،‬هل فتأخأذ حكما المسإح‬
‫على الخأفين‪،‬هل وهو اخأتيار شيخ السإلما ابن تيمية])‪[(671‬؛ لن اللفائف ل يكاد‬
‫يسإتعملها إل من احتاج أو اضطر إليها‪،‬هل فكيف يمنع من اشتدت حاجته‪،‬هل ويرخأص‬
‫لمن هو أقل منه؟ا‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على جواز المسإح على الخأفين وعلى العمامة‬
‫في السإفر‪،‬هل ويقاس عليه الحضر؛ لن الرخأصة عامة‪.‬‬

‫وجواز المسإح على العمامة فقط دون مسإح جزء من الرأس هو أحد قولي‬
‫أهل العلما‪،‬هل وهو قول الماما أحمد‪،‬هل والوزاعي‪،‬هل إواسإحاق‪،‬هل وأبي ثور‪،‬هل والظاهرية])‬
‫‪،[(672‬هل ودليلهما هذا الحديث وما شابهه مما يدل على جواز المسإح على العمامة‪،‬هل‬
‫قال ابن القيما‪) :‬المسإح على العمامة سإنة عن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‬
‫ماضية مشهورة عند ذوي القناعة من أهل العلما في المصار(])‪،[(673‬هل وقال‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 256‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الشوكاني‪) :‬والحاصل أنه قد ثبت المسإح على الرأس فقط‪،‬هل وعلى العمامة فقط‪،‬هل‬
‫صعر الجزاء على بعض ما ورد‬
‫وعلى الرأس والعمامة‪،‬هل والكل صحيح ثابت‪،‬هل فمقم ن‬
‫لغير موجب ليس من دأب المنصفين(])‪.[(674‬‬

‫وقد تقدما في باب »الوضوء« حديث المغيرة رضي ال عنه أن رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما مسإح بناصيته وعلى العمامة‪،‬هل ويكون حديث ثوبان هذا في‬
‫المسإح على العمامة فقط‪،‬هل كما هو ظاهره‪،‬هل فإذا كانت العمامة قد غطت الرأس كله‬
‫كفى المسإح عليها‪،‬هل إوان انكشف شيء من الرأس كالناصية فالولى وجوب مسإحه‬
‫مع العمامة لفعله صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫واشترط الحنابلة أن تكون على صفة عمائما المسإلمين‪،‬هل بأن يكون تحت‬
‫الحنك منها شيء؛ لن هذه عمائما العرب‪،‬هل سإواء كان لها ذؤابة أو لما يكن لها‪،‬هل‬
‫وكذلك يجوز المسإح عليها إذا كانت ذات ذؤابة‪.‬‬

‫أما العمامة الصماء ـ وهي التي تدور على الرأس‪،‬هل ول تكون محنكة‪،‬هل ول‬
‫ذات ذؤابة‪،‬هل وهي تشبه عمائما أهل الذمة ـ فل يجوز المسإح عليها على أحد القولين‬
‫عند الحنابلة؛ لنها كالقلنس أي‪ :‬الطواقي‪،‬هل فل يشق نزعها])‪.[(675‬‬

‫وعارض في هذا شيخ السإلما ابن تيمية‪،‬هل وبلين أن التحنيك ليس شرطاا‪،‬هل وأن‬
‫السإلف إنما كانوا يحنكون عمائمهما؛ لنهما كانوا يركبون الخأيل ويجاهدون في سإبيل‬
‫ال‪،‬هل ومنهما من يربطها بكلليب أو بعصابة])‪.[(676‬‬

‫والظهر أن ذلك ليس بشرط‪،‬هل فإن لفظ العمامة جاء في النصوص مطلق ا‬
‫غير مقيد بوصف‪،‬هل والتحنيك ليس من صفات العمامة‪،‬هل حتى يقال‪ :‬ل حاجة إلى‬
‫ذكره‪،‬هل فمتى ثبتت العمامة جاز المسإح عليها‪،‬هل ولن الحكمة من المسإح على العمامة‬
‫ل تتعين في مشقة نزعها‪،‬هل بل قد يكون روعي انتقاض أكوارها لو حركها لمسإح‬
‫رأسإه‪،‬هل وقد تكون الحكمة خأشية الضرر من برد أو مرض لو نزعها‪،‬هل ول سإيما في‬
‫البلد الباردة‪،‬هل لكن الحتياط مطلوب‪،‬هل فإذا كانت العمامة الصماء ل ضرر في‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 257‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫نزعها فالولى عدما المسإح عليها لسإهولة خألعها‪،‬هل ولشبهها بالقلنس‪،‬هل والصل في‬
‫الحكاما أنها معللة‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬ظاهر الحديث أنه ل توقيت في المسإح على الخأفين ول في‬
‫المسإح على العمامة‪.‬‬

‫أما المسإح على الخأفين فقد تقدما أنه مؤقت‪،‬هل فيحمل هذا الحديث على أدلة‬
‫التوقيت‪،‬هل وسإيأتي الكلما على ذلك في الحديث الذي بعد هذا‪.‬‬

‫وأما المسإح على العمامة ففيه قولن‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن المسإح عليها مؤقت‪،‬هل وهو مذهب الحنابلة])‪،[(677‬هل قياسإ ا على‬
‫الخأفين؛ لنه إذا كان الخأفان يؤقت فيهما وهما في الغالب أشق نزع ا من العمامة‪،‬هل‬
‫فما كان أسإهل فهو أولى بالتقييد‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن المسإح على العمامة غير مؤقت‪،‬هل وهذا قياس مذهب المالكية؛‬
‫لنهما ل يقولون بالتوقيت في المسإح على الخأفين ـ كما سإيأتي ـ وهو اخأتيار ابن‬
‫حزما])‪،[(678‬هل إواليه يميل الشوكاني])‪ [(679‬لنه لما يرد عن النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما توقيت المسإح عليها‪،‬هل فقد مسإح على العمامة ومسإح على الخأفين‪،‬هل فمموقي م‬
‫ت‬
‫للخأفين‪،‬هل ولما يؤقت للعمامة‪،‬هل فمن جعل حكمهما واحدا فقد قال ما لما يقله الرسإول‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫وهذا القول قوي؛ لقوة مأخأذه‪،‬هل وأما القياس على الخأفين ففيه نظر؛ لن‬
‫طهارة العضو التي هي عليه المسإعح‪،‬هل وطهارة الرجلين الغسإل‪،‬هل والمسإح أخأف من‬
‫الغسإل‪،‬هل فل يقاس أحدهما على الخأر‪،‬هل لكن قد يقال‪ :‬إن وجه التشابه بينهما‬
‫كونهما ممسإوحين‪،‬هل وأن المسإح عليهما من قبيل الرخأصة‪،‬هل فيكون القول بالتوقيت‬
‫فيه قوة‪،‬هل ل سإيما أنه أحوط‪،‬هل وليس في محلل العمامة بعد كل ثلثة أياما للمسإافر ويوما‬
‫وليلة للمقيما كبير مشقة‪،‬هل ومن المعلوما أن النسإان يضع العمامة عن رأسإه إذا ناما‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 258‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ويلبسإها إذا اسإتيقظ في حالة احتياجه إليها‪،‬هل وذلك كل يوما غالباا‪،‬هل وربما كان أكثر‬
‫من مرة‪،‬هل فالقول بالتوقيت فيه وجاهة‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫وأما صفة المسإح على العمامة فلما ترد في النصوص الشرعية‪،‬هل بل جاء‬
‫مسإحها مطلقا عن التحديد‪،‬هل فإذا مسإح أكثرها كفى‪،‬هل إوان كانت الناصية بادية‬
‫مسإحها مع العمامة‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 259‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما جاء غاير صأريح في مسح الخآفين من غاير توقايت‬

‫ضأم أممحعدكنما مولمبدمس عخأفلنيده‬


‫‪ 64/7‬ـ معنن ععمممر ممنوعقوف ا مومعن مأنس ممنرعفوعاا‪) :‬إمذا تممو ل‬
‫ل‬ ‫د‬ ‫د‬
‫صلل فيدهمما‪،‬هل مولم مينخألمنعهعمما إنن شامء إل منن مجمنامبة(‪ .‬أمنخأمرمجهع‬
‫مفنلمينممسإنح معلمنيدهمما‪،‬هل مونلعي م‬
‫طندلي‪،‬هل موالحاكعما موصيحمحعه‪.‬‬ ‫اللدامرقع ن‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث قد روي موقوف ا على عمر رضي ال عنه‪،‬هل ومرفوع ا عن أنس‬
‫رضي ال عنه‪،‬هل والموقوف عند المحدثين‪ :‬ما أضيف إلى الصحابي ولما يثبت له‬
‫حكما الرفع‪،‬هل والمرفوع‪ :‬ما أضيف إلى النبي صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫فـقـد جـاء هذا الحديث مرفوعا عن أنس رضي ال عنه‪،‬هل أخأرجه الدارقطني )‬
‫‪،(1/203‬هل والحاكما )‪ (1/181‬من طريق عبد الغفار بن داود الحراني‪،‬هل ثنا حماد‬
‫بن سإلمة‪،‬هل عن عبيد ال بن أبي بكر‪،‬هل وثابت‪،‬هل عن أنس رضي ال عنه‪،‬هل به‪،‬هل وقال‬
‫الحاكما‪) :‬إسإناد صحيح على شرط مسإلما‪،‬هل ورواته عن اخأرهما ثقات(‪.‬‬

‫وأخأرجه الدارقطني من طريق أسإد بن موسإى‪،‬هل ثنا حماد بن سإلمة به‪،‬هل قال‬
‫ابن عبد الهادي‪) :‬إسإناده قوي‪،‬هل وأسإد بن موسإى صدوق‪،‬هل وثقه النسإائي وغيره(])‬
‫‪،[(680‬هل ولما يعلله ابن الجوزي في »التحقيق« بشيء‪،‬هل بل قال‪) :‬وهذا محمول على‬
‫مدة الثلث(])‪،[(681‬هل وأعله ابن حزما])‪ [(682‬بأنه تفرد به أسإد بن موسإى‪،‬هل عن‬
‫حماد‪،‬هل وأسإد منكر الحديث‪،‬هل ل يحتج به‪.‬‬

‫وريد هذا ابن دقيق العيد والحافظ ابن حجر‪،‬هل لن أسإد بن موسإى لما يتفرد به‪،‬هل‬
‫فقد أخأرجه الحاكما والدارقطني عن عبد الغفار كما ملر‪،‬هل ولن أسإدا ثقة])‪.[(683‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 260‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قال ابن دقيق العيد‪) :‬ولعل ابن حزما وقف على قول ابن يونس في »تاريخ‬
‫الغرباء«‪) :‬أسإد بن موسإى حدث بأحاديث منكرة‪،‬هل وكان ثقة‪،‬هل وأحسإب الفة من‬
‫غيره(‪.‬اهـ])‪،[(684‬هل فإن كان أخأذ كلمه من هذا فليس بجيد؛ لن من يقال فيه‪:‬‬
‫منكر الحديث‪،‬هل ليس كمن يقال فيه‪ :‬روى أحاديث منكرة؛ لن منكر الحديث‬
‫ف في الرجل يسإتحق به الترك لحديثه‪،‬هل والعبارة الخأرى تقتضي أنه وقع له في‬
‫ص ر‬
‫مو ن‬
‫حيلن ل دائماا‪،‬هل وقد قال أحمد بن حنبل في »محمد بن إبراهيما التيمي«‪) :‬يروي‬
‫أحاديث منكرة(‪،‬هل وقد اتفق عليه البخأاري ومسإلما‪،‬هل إواليه المرجع في حديث‪» :‬إنما‬
‫العمال بالنيات« وكذلك قال في »زيد بن أبي عأنيسإة«‪) :‬في بعض حديثه نكارة(‪،‬هل‬
‫وهو ممن احتج به البخأاري ومسإلما‪،‬هل وهما العمدة في ذلك‪،‬هل وقد حكما ابن يونس بأنه‬
‫ثقة وكيف يكون ثقة‪،‬هل وهو ل يحتج بحديثه؟ا(‪.‬اهـ])‪.[(685‬‬

‫وأما الموقوف فقد أخأرجه الدارقطني )‪ (1/203‬من طريق أسإد بن موسإى‪،‬هل‬


‫نا حماد بن سإلمة‪،‬هل عن محمد بن زياد‪،‬هل عن عزييد بن الصلت‪،‬هل قال‪ :‬سإمعت عمر‬
‫رضي ال عنه يقول‪ ...‬فذكره‪،‬هل وهذا إسإناد قوي‪.‬‬

‫محمد بن زياد هو القرشي المدني ثقة‪،‬هل أخأرج له السإتة‪،‬هل وعزييد بن الصلت‬


‫ذكر أبو حاتما أنه روى عن عمر وقد أدركه‪،‬هل ونقل عن يحيى بن معين أنه قال‪:‬‬
‫)عزييد بن الصلت ثقة(])‪،[(686‬هل لكن رواه ابن حزما )‪ (2/91‬بلفظ )وليصول فيهما‬
‫ما لما يخألعهما( ثما أعيله برواية عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بلفظ )فليمسإح‬
‫عليهما إن شاء ول يخألعهما‪،(..‬هل وما ذكره ابن حزما من ترجيح الموقوف على عمر‬
‫رضي ال عنه وتفرد أسإد بن موسإى له حظ من النظر لمرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن أصحاب حماد بن سإلمة الكبار لما يرووا هذا الحديث عنه‪،‬هل وقد‬
‫قال الحاكما‪) :‬إن هذا الحديث ليس عند أهل البصرة عن حماد(‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن عبد الرحمن بن مهدي ـ وهو الماما الحافظ ـ وافق أسإد بن موسإى‬
‫على وقفه على عمر رضي ال عنه‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 261‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وورد عن عقبة بن عامر رضي ال عنه أنه وفد على عمر رضي ال عنه‬
‫بفتح دمشق‪،‬هل قال‪) :‬وعليي عخأيفان‪،‬هل قال لي عمر‪ :‬كما لك يا عقبة مذ لما تنزع خأفيك؟ا‬
‫فذكرت له من الجمعة منذ ثمانية أياما‪،‬هل فقال‪ :‬أحسإنت وأصبت السإنة(])‪.[(687‬‬

‫وسإيأتي كلما البيهقي في التوفيق بين ما ورد عن عمر رضي ال عنه من‬
‫التوقيت وعدمه‪،‬هل وهو يدل على صحة هذا الثر‪،‬هل فإنه لو كان ضعيفا لسإتغنينا‬
‫بذلك عن التوفيق بينه وبين أحاديث التوقيت‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬الحديث دليل على اشتراط لبس الخأفين على طهارة‪،‬هل لقوله‪:‬‬
‫»إذا توضأ أحدكما« ‪،‬هل وقد تقدما ذلك في الكلما على حديث المغيرة عند قوله‪:‬‬
‫»دعهما فإني أدخألتهما طاهرتين« ‪،‬هل لكن أفاد هذا الحديث أن المراد بالطهارة في‬
‫حديث المغيرة وما في معناه‪ :‬الطهارة الكاملة من الحدث الصغر‪،‬هل وهي الوضوء‪،‬هل‬
‫قال ابن عبد البر‪) :‬هذا هو الصل المجتمع عليه‪،‬هل قال‪ :‬ل يمسإح على الخأفين إل‬
‫من أدخأل رجليه فيهما طاهرتين(])‪.[(688‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أنه يمسإح على الخأفين بل توقيت‪،‬هل لقوله‪:‬‬
‫»ول يخألعهما إن شاء إل من جنابة« ‪،‬هل وقد بلوب عليه الدارقطني في »سإننه«‬
‫بقوله‪) :‬باب ما في المسإح على الخأفين من غير توقيت(])‪.[(689‬‬

‫وهذا من أدلة القائلين بأن المسإح على الخأفين غير مؤقت‪،‬هل وأن لبس‬
‫ب هذا القول إلى مالك‬ ‫د‬
‫الخأفين يمسإح عليهما ما لما ينزعهما أو تصبه جنابة‪،‬هل وعنسإ م‬
‫وأصحابه‪،‬هل والليث بن سإعد والوزاعي])‪،[(690‬هل قال ابن عبد البر‪) :‬وروي مثل‬
‫ذلك عن عمر بن الخأطاب وعقبة بن عامر‪،‬هل وعبد ال بن عمر‪،‬هل والحسإن‬
‫البصري(‪،‬هل ثما سإاق ما روي عنهما في ذلك‪.‬‬

‫ومن أدلتهما حديث عأبلي بن دعمارة أنه سإأل رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‬
‫فقال‪) :‬يا رسإول ال‪،‬هل أمسإح على الخأفين؟ا قال‪» :‬نعما« ‪،‬هل قال‪ :‬يوماا؟ا قال‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 262‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»يوماا« ‪،‬هل قال‪ :‬ويومين؟ا قال‪» :‬ويومين« ‪،‬هل قال‪ :‬وثلثة؟ا قال‪» :‬نعما‪،‬هل وما‬
‫شئت« (‪،‬هل وسإيأتي الكلما عليه‪،‬هل وأنه حديث ضعيف‪.‬‬

‫ولهما تعليل‪ :‬وهو أن هذه طهارة فلما تتوقت بزمن كغسإل الرجلين])‪،[(691‬هل‬
‫وذكر ابن رشد أن التوقيت غير مؤثر في نقض الطهارة؛ لن النواقض هي‬
‫الحداث‪،‬هل فيعتبرون هذا القياس معارضا لمثل حديث علي وصفوان وغيرهما كما‬
‫ذكر ابن رشد‪،‬هل لكنه تعليل ل يقف في مقابلة النصوص الصحيحة الصريحة])‬
‫‪.[(692‬‬

‫والقول بالتوقيت هو مذهب الجمهور‪،‬هل ومنهما الئمة الثلثة‪ :‬أبو حنيفة‬


‫والشافعي وأحمد‪،‬هل واخأتاره ابن عبد البر من المالكية ـ وتقدمت أدلتهما ـ وقد ذكر‬
‫الطحاوي أن الحاديث قد تواترت عن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما بالتوقيت في‬
‫المسإح على الخأفين )للمسإافر ثلثة أياما ولياليها‪،‬هل وللمقيما يوما وليلة(])‪.[(693‬‬

‫قال ابن عبد البر‪) :‬وأكثر التابعين والفقهاء على ذلك‪،‬هل وهو الحتياط‬
‫عندي؛ لن المسإح ثبت بالتواتر‪،‬هل واتفق عليه أهل السإنة والجماعة‪،‬هل واطمأنت‬
‫النفس إلى اتفاقهما‪،‬هل فلما قال أكثرهما‪ :‬إنه ل يجوز المسإح للمقيما أكثر من خأمس‬
‫صلوات‪،‬هل يوما وليلة‪،‬هل ول يجوز للمسإافر أكثر من خأمس عشرة صلة‪،‬هل ثلثة أياما‬
‫ولياليها‪،‬هل فالواجب على العالما أن يؤدي صلته بيقين‪،‬هل واليقين المغنسإعل‪،‬هل حتى عيجمعوا‬
‫على المسإح‪،‬هل ولما يجمعوا فوق الثلث للمسإافر‪،‬هل ول فوق اليوما للمقيما‪.[(694)](...‬‬

‫وأما حديث أنس المذكور فقد أجيب عنه بجوابين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه حديث مطلق‪،‬هل يحمل على أحاديث التقييد‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن يكون قوله‪) :‬إن شاء(‪،‬هل إشارة إلى أن المسإح ليس بواجب دفعا‬
‫لما يفيده ظاهره من الوجوب‪،‬هل وظاهر النهي من التحريما‪،‬هل ذكر ذلك الصنعاني])‬
‫‪،[(695‬هل فيجوز له أن يخألع ويغسإل ولو في أثناء مدة المسإح‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 263‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما ما ورد عن عمر رضي ال عنه من عدما التوقيت‪،‬هل فقد ورد عنه ما يدل‬
‫على القول بالتوقيت‪،‬هل فقد تقدما ما أخأرجه عبد الرزاق بسإنده عن أبي عثمان النهدي‬
‫قال‪) :‬حضرت سإعدا وابن عمر يخأتصمان إلى عمر في المسإح على الخأفين‪،‬هل فقال‬
‫عمر‪ :‬يمسإح عليهما إلى مثل سإاعته من يومه وليلته(‪،‬هل فهذا دليل مبليرن على أن‬
‫عمر رضي ال عنه يقول بالتوقيت‪.‬‬

‫وروى حماد‪،‬هل عن إبراهيما‪،‬هل عن السإود‪،‬هل عن نباتة‪،‬هل عن عمر رضي ال عنه‪،‬هل‬


‫قال‪ :‬للمسإافر ثلثة أياما‪،‬هل وللمقيما يوما وليلة])‪.[(696‬‬

‫وقد أجاب البيهقي عن هذا التعارض بقوله‪) :‬وقد روينا عن عمر بن‬
‫الخأطاب رضي ال عنه التوقيت‪،‬هل فإما أن يكون رجع إليه حين جاءه الثبت عن‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما في التوقيت‪،‬هل إواما أن يكون قوله الذي يوافق السإنة‬
‫المشهورة أولى(])‪.[(697‬‬

‫وقد نقل النووي هذا القول وارتضاه])‪،[(698‬هل على أن ما ورد عن عمر‬


‫رضي ال عنه في قصة عقبة بن عامر رضي ال عنه يمكن أن يحمل على‬
‫الضرورة‪،‬هل وتممعلذدر خألع الخأفين بسإبب فوات الرفقة أو غيره‪،‬هل وهذا ما ذهب إليه شيخ‬
‫السإلما ابن تيمية حيث يقول‪) :‬إن مسإح الخأف مؤقت عند الجمهور‪ ...‬لكن لو‬
‫كان في خألعه بعد مضي الوقت ضرر مثل‪ :‬أن يكون هناك برد شديد متى خألع‬
‫خأفه تضرر‪،‬هل كما يوجد في أرض الثلوج وغيرها‪،‬هل أو كان في رفقة متى خألع وغسإل‬
‫لما ينتظروه‪،‬هل فينقطع عنهما‪،‬هل فل يعرف الطريق أو يخأاف إذا فعل ذلك من عدو أو‬
‫سإبع‪،‬هل أو كان إذا فعل ذلك فاته واجب ونحو ذلك‪،‬هل فهنا قيل‪ :‬إنه يتيمما‪،‬هل وقيل‪ :‬إنه‬
‫يمسإح عليهما للضرورة‪،‬هل وهذا أقوى؛ لن لبسإهما هنا صار كلبس الجبيرة من بعض‬
‫الوجوه‪،‬هل فأحاديث التوقيت فيها المر بالمسإح يوما وليلة‪،‬هل وثلثة أياما ولياليهن‪،‬هل‬
‫وليس فيه النهي عن الزيادة إل بطريق المفهوما‪،‬هل والمفهوما ل عموما له‪،‬هل فإذا كان‬
‫يخألع بعد الوقت عند إمكان ذلك عمل بهذه الحاديث‪،‬هل وعلى هذا يحمل حديث‬
‫عقبة بن عامر‪ ...‬وهو حديث صحيح(])‪.[(699‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 264‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد عمل به شيخ السإلما في بعض أسإفاره‪،‬هل فقال‪) :‬لما ذهبت على البريد‬
‫وجلد بنا السإير‪،‬هل وقد انقضت مدة المسإح‪،‬هل فلما يمكن النزع والوضوء إل بانقطاع عن‬
‫الرفقة‪،‬هل أو حبسإهما على وجه يتضررون بالوقوف‪،‬هل فغلب على ظني عدما التوقيت‬
‫ت حديث عمر وقوله لعقبة بن عامر‪:‬‬
‫عند الحاجة‪،‬هل كما قلنا في الجبيرة‪،‬هل ومنلزنل ع‬
‫)أصبت السإنة( على هذا‪،‬هل توفيق ا بين الثار‪،‬هل ثما رأيته مصرح ا به في مغازي ابن‬
‫عائذ‪ :‬أنه كان قد ذهب على البريد كما ذهبت لما فتحت دمشق‪ ...‬فحمدت ال‬
‫على الموافقة‪ ...‬قال‪ :‬وهي مسإألة نافعة جداا(])‪.[(700‬‬

‫فالصواب في هذه المسإألة التوقيت؛ لن أحاديث التوقيت صحيحة متواترة‬


‫ليس لها معارض‪،‬هل وأما ما جاء مطلقا عن التوقيت فهو مقيد بها على القاعدة‬
‫الصولية أن المطلق يحمل على المقيد‪،‬هل جمعا بين الدلة‪،‬هل ويمكن العمل به في‬
‫حدود ضيقة على ما ذكره شيخ السإلما ابن تيمية‪،‬هل لئل يلزما من الخأذ به ترك‬
‫العمل بأحاديث التوقيت‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 265‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫اشتراط لبس الخآف علىّ طهارة‬

‫‪ 65/7‬ـ معنن أدبي مبكمرةم رضي ال عنه‪،‬هل معدن اللنبدوي صللى ال عليه وسإللما‪ :‬أملنهع‬
‫طهلمر مفلمبدمس عخأفلنيده‪:‬‬
‫ص لدنلعممسإادفدر ثملمثمةم أملياما ل‪ $‬مولمميالدميهعلن‪،‬هل مودللعمدقيدما مينوما مولمنيلماة‪،‬هل إمذا تم م‬
‫مرلخأ م‬
‫طدني‪،‬هل موصححهع انبعن عخأمزنيمممة‪.‬‬ ‫أمنن مينممسإمح معلمنيدهمما‪ .‬أمنخأمرمجهع اللدامرقع ن‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو بكرة عنفيع بن الحارث الثقفي‪،‬هل ويقال‪ :‬نفيع بن مسإروح‪،‬هل مشهور‬
‫بكنيته‪،‬هل كان قد تدلى إلى النبي صللى ال عليه وسإللما من حصن الطائف ببكرة])‬
‫‪ [(701‬فاشتهر بأبي بكرة‪،‬هل وكان رقيقاا‪،‬هل فأعتقه النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فكان‬
‫يقول‪ :‬أنا مولى رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وكان من فضلء الصحابة رضي‬
‫ال عنهما‪،‬هل وأنجب أولدا لهما شهرة‪،‬هل روى عن النبي صللى ال عليه وسإللما عدة‬
‫صدل من العبادة(])‬
‫أحاديث‪،‬هل وروى عنه أولده‪،‬هل قال ابن عبد البر‪) :‬وكان مثل الين ن‬
‫‪،[(702‬هل مات سإنة تسإع وأربعين‪،‬هل وقيل‪ :‬سإنة إحدى أو اثنتين وخأمسإين‪،‬هل رضي ال‬
‫عنه])‪.[(703‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫أخأرجه الدارقطني )‪،(1/194‬هل وابن خأزيمة )‪،(192‬هل وأخأرجه ابن ماجه )‬


‫‪ (556‬وغيرهما‪،‬هل من طريق عبد الوهاب الثقفي‪،‬هل حدثني المهاجر أبو ممنخأملد‪،‬هل عن‬
‫عبد الرحمن بن أبي بكرة‪،‬هل عن أبيه‪.‬‬

‫وهذا السإناد فيه ضعف‪،‬هل فإن المهاجر متكلما فيه‪،‬هل قال ابن معين‪) :‬صالح(‪،‬هل‬
‫وقال السإاجي‪) :‬صدوق(‪،‬هل وقال أبو حاتما‪) :‬للين الحديث‪،‬هل ليس بذاك‪،‬هل وليس‬
‫بالمتقن‪،‬هل يكتب حديثه(])‪،[(704‬هل ولكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة‬
‫الحسإن‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 266‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ونقل الترمذي عن البخأاري أنه قال‪) :‬حديث أبي بكرة حسإن(])‪،[(705‬هل‬


‫وحسإنه اللباني])‪.[(706‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬رلخأص( الرخأصة‪ :‬التسإهيل في المور والتيسإير‪،‬هل يقال‪ :‬رخأص‬


‫الشرع لنا في كذا ترخأيص ا وأرخأص إرخأاصاا‪ :‬إذا يسإره وسإهله‪..‬‬

‫والرخأصة‪ :‬هي الحكما الذي ثبت على خألف الدليل لعذر‪،‬هل أي‪ :‬إن الرخأصة‬
‫هي المر الذي عسإهلمل على المكلف لعذر اقتضى التخأفيف والتيسإير‪،‬هل مع قياما سإبب‬
‫الحكما الصلي‪،‬هل ويقابل الرخأصة العزيمة‪،‬هل فغسإل الرجلين عند الوضوء عزيمة‪،‬هل‬
‫والمسإح على الخأفين رخأصة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إذا تطهر( المراد‪ :‬الوضوء الكامل‪،‬هل وهو الطهارة بالماء‪،‬هل وقد تقدما‬
‫في حديث أنس‪» :‬إذا توضأ أحدكما ولبس خأفيه«‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فلبس خأفيه( الفاء لمجرد العطف‪،‬هل وليسإت للتعقيب؛ لنه معلوما أن‬
‫التعقيب ليس شرط ا في المسإح‪،‬هل إوانما المراد أن يلبسإهما على طهارة ولو كان هناك‬
‫فاصل بين تطهره ولبس خأفيه‪،‬هل أو يقال‪ :‬إنها للتعقيب‪،‬هل والتعقيب في كل مقاما‬
‫بحسإبه‪،‬هل كقولهما‪ :‬تزوج فلن فولد له‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أن يمسإح عليهما( في تأويل مصدر مفعول )رخأص(؛ أي‪ :‬رخأص‬
‫للمسإافر وللمقيما المسإح على خأفيه بالشرط المذكور‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أن المسإح مؤقت كما تقدما في حديث علي‬
‫رضي ال عنه وأن شرط ذلك اللبس على طهارة‪،‬هل كما دل عليه حديث عمر وأنس‬
‫رضي ال عنهما‪،‬هل والظاهر أن الحافظ ذكره لنه جمع مسإألتي تقدير المدة واشتراط‬
‫اللبس على طهارة‪،‬هل وهذا يقيد ما تقدما من حديث ثوبان وغيره‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 267‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما جاء صأريحا في مسح الخآفين بل توقايت‬

‫‪ 66/9‬ـ عن أعبي بدن دعمارةم رضي ال عنه أملنه مقامل‪ :‬يا رسإومل ا د‬
‫ل أمنممسإعح معملى‬ ‫مع‬ ‫ع‬ ‫من مل ن م م‬
‫انلعخأفينيدن؟ا مقامل‪» :‬منمعنما« مقامل‪ :‬مينوماا؟ا مقامل‪» :‬منعنما«‪،‬هل مقامل‪ :‬مومينوممنيدن؟ا مقامل‪» :‬منعنما«‪،‬هل مقامل‪:‬‬
‫موثملمثماة؟ا مقامل‪» :‬منعنما‪،‬هل مومما دشئ م‬
‫ت«‪ .‬أمنخأمرمجهع أمعبو مداعومد‪،‬هل مومقامل‪ :‬لمنيمس دبالقمدو ل‬
‫ي‪.‬‬

‫تقدما في حديث أنس رضي ال عنه‪،‬هل وحديث عمر رضي ال عنه عدما‬
‫التوقيت‪،‬هل فالظاهر أن الحافظ ذكر هذا لكونه ضعيفاا‪،‬هل فيعلما حاله‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو عأبي ـ بضما الهمزة وفتح الموحدة وتشديد المثناة التحتية ـ ابن عمارة ـ‬
‫بكسإر العين المهملة‪،‬هل وقيل‪ :‬بضمها‪،‬هل والول أشهر ـ صحابي مشهور‪،‬هل عداده في‬
‫المدنيين‪،‬هل سإكن مصر‪،‬هل له حديث واحد في المسإح على الخأفين‪،‬هل قال ابن حبان‪:‬‬
‫)صلى مع رسإول ال صللى ال عليه وسإللما القبلتين‪،‬هل إل أني لسإت أعتمد على إسإناد‬
‫خأبره(])‪.[(707‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪ (158‬في كتاب »الطهارة« باب »التوقيت في المسإح«‬


‫من طريق يحيى بن أيوب‪،‬هل عن عبد الرحمن بن رزين‪،‬هل عن محمد بن يزيد‪،‬هل عن‬
‫طلن‪،‬هل عن أعمبلي بن عمارة‪،‬هل قال يحيى بن أيوب‪) :‬وكان قد صلى مع‬
‫أيوب بن قم م‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما القبلتين‪.(..‬‬

‫وأخأرجه ابن ماجه )‪ (557‬ولفظه‪) :‬وكان رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‬


‫قد صلى في بيته القبلتين كلتيهما‪.(..‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 268‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهذا حديث ضعيف‪،‬هل وقد ذكره المصنف ليعلما حاله‪،‬هل ولنه أصرح مما تقدما‬
‫في عدما اشتراط التوقيت‪،‬هل قال أبو داود‪) :‬وقد اخأتلف في إسإناده‪،‬هل وليس هو‬
‫بالقوي(‪،‬هل أي‪ :‬ليس هذا السإناد قوي ا لضعف بعض رجاله‪،‬هل ويحتمل أن اسإما )ليس(‬
‫عائد على الحديث؛ أي‪ :‬ليس هذا الحديث قوياا؛ لضطراب سإنده‪،‬هل فقد اخأتلف فيه‬
‫على يحيى بن أيوب اخأتلف ا كثي ارا‪،‬هل ويحيى بن أيوب قال عنه أحمد‪) :‬سإيئِّ‬
‫الحفظ(‪،‬هل وقال ابن معين‪) :‬صالح(‪،‬هل وقال الدارقطني‪) :‬في بعض حديثه‬
‫اضطراب(‪،‬هل وقال أبو حاتما‪) :‬محله الصدق‪،‬هل يكتب حديثه‪،‬هل ول يحتج به(])‪،[(708‬هل‬
‫وقال الدارقطني‪) :‬هذا السإناد ل يثبت وقد اخأتلف فيه على يحيى بن أيوب‬
‫اخأتلف ا كثي ارا‪،‬هل قد بيننته في موضع اخأر‪،‬هل وعبد الرحمن بن رزين‪،‬هل ومحمد بن يزيد‪،‬هل‬
‫وأيوب بن قطن مجهولون كلهما(])‪،[(709‬هل وقد نقل أبو زرعة الدمشقي عن أحمد‬
‫قال‪) :‬رجاله ل يعرفون(])‪،[(710‬هل وقال ابن عبد البر‪) :‬ل يثبت‪،‬هل وليس له إسإناد‬
‫قائما(])‪.[(711‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على عدما توقيت المسإح على الخأفين ل في‬
‫حضر ول سإفر‪،‬هل ولو صح لكان مقيدا بأحاديث التوقيت المتقدمة‪،‬هل أو يحمل على ما‬
‫تقدما في كلما شيخ السإلما ابن تيمية‪،‬هل وهو المسإافر الذي يتضرر بالخألع لتأخأره‬
‫عن رفقته أو شدة برد ونحو ذلك‪،‬هل أو أن المراد به أنه كلما احتاج إلى المسإح فله أن‬
‫يمسإح‪،‬هل لكن ل يعدو شرط التوقيت‪،‬هل فإذا انتهت المدة خألع ولبس‪،‬هل فإذا لبس على‬
‫طهر مسإح‪،‬هل فربما تكون أياما المسإح أكثر إذا نظرنا إلى المجموع‪،‬هل ولكن ما داما أنه‬
‫حديث ضعيف فل يقاوما الحاديث الصحيحة الدالة على التوقيت‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 269‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫باب نواقاض الوضوء‬

‫النواقض‪ :‬جمع ناقض على وزن )فاعل(‪،‬هل وهو لغير العاقل‪،‬هل فيجمع على‬
‫)فواعل(‪،‬هل والناقض للشيء‪ :‬هو المفسإد له‪،‬هل قال الزهري‪) :‬النقض بالفتح‪ :‬إفسإاد‬
‫ما أبرمت من عقد أو بناء(])‪،[(712‬هل واسإتعماله في الوضوء من باب المجاز‪،‬هل‬
‫حيث إن حقيقته في البناء‪،‬هل واسإتعمل في المعاني‪،‬هل لعلقة البطال‪.‬‬

‫والمراد بنواقض الوضوء‪ :‬العلل المؤثرة في إخأراج الوضوء عما هو‬


‫المطلوب منه‪،‬هل ونواقض الوضوء نوعان‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ نوع مجمع عليه‪،‬هل وهو ما دل عليه نص من كتاب أو سإنة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ نوع مخأتلف فيه‪،‬هل وهو المبني على اجتهادات أهل العلما‪،‬هل رحمهما ال‪.‬‬

‫وسإيتضح ذلك ـ إن شاء ال ـ من دراسإة الحاديث في هذا الباب‪.‬‬

‫ما جاء في أن النوما اليسإير ل ينقض الوضوء‬


‫س بدن مادللك رضي ال عنه مقامل‪) :‬مكان أمصحاب رسإودل ا د‬
‫ل‬ ‫م نم ع مع‬ ‫‪ 67/1‬ـ معنن أممن د ن م‬
‫صللومن‬ ‫صللى ال عليه وسإللما معملى معنهددده ميننتمدظعرومن انلدعمشامء محلتى تمنخأدف م‬
‫ق عرؤوعسإهعنما‪،‬هل ثعلما عي م‬
‫صلعهع في عمنسإلدلما‪.‬‬ ‫ضؤون(‪ .‬أمنخأرجه أمبو مداومد‪،‬هل وصلححه اللدارقع ن د‬
‫طنلي‪،‬هل موأم ن‬ ‫ممع ع ع م م مع م‬ ‫مول ميتممو ل ع م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه أبو داود )‪ (200‬في كتاب »الطهارة« باب »الوضوء‬
‫من النوما«‪،‬هل والدارقطني )‪ (1/131‬من طريق هشاما الدسإتوائي‪،‬هل عن قتادة‪،‬هل عن‬
‫أنس رضي ال عنه‪،‬هل وهذا لفظ أبي داود‪،‬هل قال الدارقطني‪) :‬صحيح(‪.‬‬

‫إل أن لفظ )على عهده( لما يرد عند الدارقطني‪،‬هل ول عند أبي داود بالسإناد‬
‫المذكور‪،‬هل إوانما علقه أبو داود عن شعبة‪،‬هل عن قتادة‪،‬هل قال‪) :‬كنا على عهد رسإول ال‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 270‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫صللى ال عليه وسإللما(‪،‬هل وصححه اللباني‪،‬هل ووصله البيهقي بسإنده إلى شعبة‪،‬هل عن‬
‫قتادة‪،‬هل عن أنس رضي ال عنه قال‪) :‬كان أصحاب رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‬
‫ينامون‪،‬هل ثما يقومون فيصلون‪،‬هل ول يتوضؤون على عهد رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما(‪.‬‬

‫والحديث أصله في مسإلما )‪ (125) (376‬من طريق شعبة‪،‬هل عن قتادة قال‪:‬‬


‫سإمعت أنسإا يقول‪) :‬كان أصحاب رسإول ال صللى ال عليه وسإللما ينامون‪،‬هل ثما‬
‫يصلون‪،‬هل ول يتوضؤون‪،‬هل قال‪ :‬قلت‪ :‬سإمعته من أنس؟ا قال‪ :‬إي وال(‪.‬‬

‫وأخأرجه الترمذي )‪ (78‬من هـذا الطريق ولفظه‪) :‬كان أصحاب رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما ينامون‪،‬هل ثما يقومون‪،‬هل فيصلون ول يتوضؤون(‪،‬هل وقال‪) :‬حديث‬
‫حسإن صحيح(‪.‬‬

‫إوانما أورد الحافظ لفظ أبي داود لنه أوضح من لفظ مسإلما‪،‬هل فإن فيه‪) :‬حتى‬
‫تخأفق رؤوسإهما(‪،‬هل وهذا يبين نوع النوما الذي ورد في لفظ مسإلما‪،‬هل وهو أنه نعاس‬
‫ق‪،‬هل وليس نوم ا مسإتغرق ا ثقيلا يزول معه الشعور بما قد مينخأعرعج‪.‬‬
‫ومخأنف ر‬
‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬على عهده( أي‪ :‬زمانه‪،‬هل فالحديث له حكما المرفوع‪،‬هل لطلعه صللى‬
‫ال عليه وسإللما على ذلك وتقريره له‪،‬هل وهذا موضع الحجة فيه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ينتظرون العشاء( هكذا في نسإخ »البلوغ«‪،‬هل وعند أبي داود‬


‫والدارقطني‪) :‬العشاء الخأرة(‪،‬هل وهي بكسإر العين والمد‪،‬هل والعشاء‪ :‬أول ظلما الليل‪،‬هل‬
‫وهو من صلة المغرب إلى العتمة‪،‬هل وعليه قول ابن فارس‪) :‬العشاءان‪ :‬المغرب‬
‫والعتمة(])‪.[(713‬‬

‫قوله‪) :‬حتى تخأفق( بكسإر الفاء‪،‬هل من باب ضرب‪،‬هل قال في »المصباح«‪:‬‬


‫ق رأسإه خأفقة أو خأفقتين‪ :‬إذا أخأذته دسإمنةر من النعاس‪،‬هل فمال رأسإه دون سإائر‬
‫)مخأفم م‬
‫جسإده(‪،‬هل وقال في »القاموس«‪) :‬خأفق فلن‪ :‬حرك رأسإه إذا نعس(])‪.[(714‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 271‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن النوما اليسإير غير المسإتغرق ل ينقض‬
‫الوضوء‪،‬هل وهو ما كان نعاسإ ا يخأفق معه الرأس‪،‬هل بخألف النوما الثقيل المسإتغرق‬
‫الذي يزول معه الشعور بما قد يخأرج‪،‬هل فهذا ناقض للوضوء‪،‬هل وقد يكون الحديث‬
‫دليلا على كلتا المسإألتين‪،‬هل وهما أن اليسإير ل ينقض‪،‬هل والكثير ينقض؛ لنه تقرر‬
‫في نفس الصحابي الراوي أن النوما ناقض للوضوء‪،‬هل إل هذا القدر اليسإير الذي‬
‫شاهده‪.‬‬

‫ول فرق في ذلك ـ على الصحيح ـ بين أن يكون مضطجعا أو قاعدا معتمدا‬
‫أو غير معتملد‪،‬هل وهذا هو الراجح في مسإألة نقض الوضوء بالنوما‪،‬هل وهو أنه إن كان‬
‫النائما يشعر بنفسإه لو أحدث فإنه ل ينتقض وضوؤه‪،‬هل وهذا يكون في النوما اليسإير‪،‬هل‬
‫وأما إن كان النسإان مسإتغرقا بحيث لو أحدث لما يحس بنفسإه فهذا يجب عليه‬
‫الوضوء‪،‬هل وذلك أن ذات النوما ليس بناقض‪،‬هل ولكنه مظنة الحدث‪،‬هل لكون النائما ل‬
‫يشعر ول يحس بنفسإه لو خأرج منه شيء‪.‬‬

‫والدليل على أن النوما ليس بناقض‪ :‬أن يسإيره ـ كما في حديث الباب ـ ل‬
‫ينقض الوضوء‪،‬هل ولو كان ناقضا لنتقض بهذا النوما الذي تخأفق فيه رؤوسإهما‪،‬هل‬
‫وصار كغيره من البول والغائط ينقض يسإيره وكثيره‪.‬‬

‫ووجه الترجيح ثلثة أدلة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن هذا القول تجتمع فيه الدلة‪،‬هل فإنه تقدما في حديث صفوان بن معيسإال‪:‬‬
‫)لكن من غائط وبول ونوما( وهذا يفيد أنه ناقض‪،‬هل وفي حديث الباب )أنهما‬
‫ينتظرون العشاء حتى تخأفق رؤوسإهما ثما يصلون ول يتوضؤون(‪،‬هل فيحمل الول‬
‫على النوما المسإتغرق الذي لو أحدث معه لما يحلس بنفسإه‪،‬هل ويحمل الثاني على‬
‫مبادئ النوما قبل السإتغراق بحيث لو أحدث لحس بنفسإه؛ لن خأفقان الرأس يكون‬
‫في النوما القليل‪،‬هل ولو كان ناقض ا لما أقرهما ال على الصلة في تلك الحالة‪،‬هل بل كان‬
‫عينومحى إلى رسإول ال صللى ال عليه وسإللما في ذلك كما كان يوحى إليه في سإائر‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 272‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫المور الدينية‪،‬هل والصل جللة قدر الصحابة رضي ال عنهما وأنهما ل يجهلون ما‬
‫ينقض الوضوء‪،‬هل ول سإيما الذين كانوا منهما ينتظرون الصلة مع النبي صللى ال‬
‫عليه وسإللما‪،‬هل فإنهما أعيان الصحابة‪.‬‬

‫قال الخأطابي‪) :‬وفي قوله‪» :‬كان أصحاب رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‬
‫ينتظرون العشاء الخأرة حتى تخأفق رؤوسإهما« دليل على أن ذلك أمر كان يتواتر‬
‫منهما‪،‬هل وأنه قد كثر حتى صار كالعادة لهما‪،‬هل وأنه لما يكن ناد ار في بعض الحوال‪،‬هل‬
‫وذلك يؤكد ما قلناه من أن عين النوما ليس بحدث(])‪.[(715‬‬

‫ول يؤثر على ذلك ما ورد من حديث أنس رضي ال عنه قال‪) :‬لقد رأيت‬
‫ظومن للصلة‪،‬هل حتى إني لسإمع‬
‫أصحاب رسإول ال صللى ال عليه وسإللما عينوقم ع‬
‫لحدهما غطيطاا‪،‬هل ثما يصلون‪،‬هل ول يتوضؤون(])‪،[(716‬هل فإن اليقاظ والغطيط قد‬
‫يوجد ممن هو في مبادئ نومه‪،‬هل ول يلزما من ذلك أن يكون مسإتغرقاا‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ حديث معاوية رضي ال عنه التي‪» :‬العيعن دوكاعء اللسإده‪،‬هل فإذا نامت‬
‫العينان اسإتطلق الوكاء« فهذا يؤيد الجمع السإابق‪،‬هل ومعناه‪ :‬أن اليقظة وكاء الدبر‪،‬هل‬
‫فالنوما الذي ينطلق معه الوكاء وهو النوما المسإتغرق الذي يزول معه الشعور بحيث‬
‫ل يحس بما يخأرج منه هو النوما الناقض للوضوء‪،‬هل وما ل فل‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ حديث ابن عباس رضي ال عنهما في قياما الليل‪،‬هل وفيه‪) :‬فجعلت إذا‬
‫أغفيت يأخأذ بشحمة أذني(])‪،[(717‬هل وهو يدل على أن النوما اليسإير حال الصلة‬
‫غير ناقض للوضوء‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 273‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما جاء في أن دم الستحاضة ناقاض للوضوء‬

‫ت أمدبي عحمبني ل‬
‫ش‬ ‫ت مفادطممةع بدنن ع‬‫ت‪ :‬مجاء ن‬ ‫‪ 68/2‬ـ معنن معائدمشةم رضي ال عنها مقالم ن‬
‫ض فملم‬ ‫ت‪ :‬ميا مرعسإومل ال! دإلني انم مأمرةر أعنسإتممحا ع‬ ‫دإملى اللنبدلي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فممقالم ن‬
‫ت‬ ‫ق‪،‬هل ولمنيمس بمحني ل‬
‫ض‪،‬هل فإمذا أمنقمبلم ن‬ ‫ل‪ .‬دإلنما ذلد م د‬
‫ك عنر ر م‬ ‫صلممة؟ا مقامل‪ » :‬م م‬ ‫طهععر‪،‬هل أمفمأممدعع ال ل‬
‫أم ن‬
‫ق عليه‪.‬‬ ‫صللي«‪ .‬عميتف ر‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫حني د‬
‫ت مفانغسإلي معننك اللدمما‪،‬هل ثعلما م‬ ‫صلمة‪،‬هل م إواذا أمندمبمر ن‬
‫ضتعك فممدعي ال ل‬ ‫م م‬
‫صلملة«‪،‬هل موأممشامر عمنسإلدرما دإلى أملنهع حمذفممها معنمداا‪.‬‬ ‫ولدنلبمخأادري‪» :‬ثما تمو ل د د‬
‫ضئي لعكلل م‬ ‫ل م‬ ‫م ع ل‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« باب »غسإل الدما« )‪،(228‬هل‬


‫ومسإلما في كتاب »الحيض« باب »المسإتحاضة وغسإلها وصلتها« )‪،(333‬هل من‬
‫طريق هشاما بن عروة‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن عائشة رضي ال عنها‪،‬هل وهذا لفظ البخأاري‪،‬هل‬
‫وقريب منه لفظ مسإلما‪.‬‬

‫وللبخأاري زيادة على مسإلما من طريق أبي معاوية‪،‬هل عن هشاما قال‪ :‬وقال‬
‫أبي‪» :‬ثما توضئي لكل صلة« ‪،‬هل وقد رجح جماعة منهما الحافظ ابن حجر أنها‬
‫مرفوعة متصلة بلفظ الحديث؛ إذ لو كانت موقوفة على عروة ـ كما قيل ـ لقال‪) :‬ثما‬
‫تتوضأ( بلفظ الخأبر‪،‬هل فلما جاء بلفظ المر دل على أنها من تماما الحديث‪،‬هل ويؤيد‬
‫أنها من الحديث المرفوع رواية الترمذي‪،‬هل من طريق أبي معاوية‪» :‬وقال‪ :‬توضئي‬
‫لكل صلة حتى يجيء ذلك الوقت«])‪.[(718‬‬

‫وقال جمع من المحققين‪ :‬إن هذه اللفظة موقوفة على عروة‪،‬هل بدليل قول‬
‫هشاما في اخأره‪) :‬وقال أبي‪ :‬ثما توضأ لكل صلة حتى يجيء ذلك الوقت(‪،‬هل فإن‬
‫هذا ظاهر في الوقف‪،‬هل لن هشام ا لما يرو الحديث عن غير أبيه‪،‬هل فيكون غرضه‬
‫من هذا تمييز المرفوع من الموقوف‪،‬هل ومجيء هذه الزيادة موصولة بالسإناد‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 274‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫المذكور أول الحديث هو من الخأتلف على أبي معاوية‪،‬هل فإنه قد اضطرب في‬
‫روايتها‪،‬هل وقد قال عنه الماما أحمد‪) :‬في غير حديث العمش مضطرب‪،‬هل ل‬
‫يحفظها حفظ ا جيداا(])‪.[(719‬‬

‫وأخأرج الحديث مسإلما من طريق حماد بن زيد‪،‬هل عن هشاما‪،‬هل وقال‪) :‬وفي‬


‫حديث حماد حرف تركنا ذكره( ومراده بالحرف الزيادة المذكورة عند البخأاري‪.‬‬

‫وكأن مسإلم ا حذفها لتفرد حماد بن زيد بها‪،‬هل يؤيد ذلك قول النسإائي‪) :‬قد‬
‫روى هذا الحديث غير واحد عن هشاما بن عروة‪،‬هل ولما يذكر فيه »وتوضئي« غير‬
‫حماد‪،‬هل وال تعالى أعلما(])‪،[(720‬هل وقال البيهقي )‪) :(1/327‬وفيه زيادة الوضوء‬
‫لكل صلة‪،‬هل وليسإت بمحفوظة(‪.‬‬

‫وهذا التعليل من النسإائي لهذا الحرف في رواية حماد بن زيد ليس بجيد ـ‬
‫كما يقول الحافظ ابن حجر])‪ [(721‬ـ لن أبا معاوية تابعه عليه‪،‬هل كما تقدما عند‬
‫البخأاري والترمذي‪،‬هل وأيض ا فقد تابعهما عليه حماد بن سإلمة‪،‬هل فرواه الدارمي من‬
‫طريق حماد بن سإلمة‪،‬هل عن هشاما بن عروة‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل وقال فيه‪» :‬فإذا أقبلت‬
‫الحيضة فاتركي الصلة‪،‬هل فإذا ذهب قدعرها فاغسإلي عنك الدما وتوضئي وصلي« ‪،‬هل‬
‫طهلعر‬
‫قال هشاما‪ :‬فكان أبي يقول‪) :‬تغتسإل غسإل الول‪،‬هل ثما ما يكون بعد ذلك فإنها تم م‬
‫وتصلي(])‪،[(722‬هل لكن هذا ليس فيه إل المر بالوضوء عقب غسإل الدما ل لكل‬
‫صلة‪،‬هل وقد رواه ابن عبد البر في »التمهيد« )‪ (22/104‬من طريق عفان عن‬
‫حماد وليس فيه )وتوضئي( وعفان من أثبت أصحاب حماد فهو مقدما على غيره‪.‬‬

‫وأيضا فقد تابعهما أبو حمزة محمد بن ميمون السإكري‪،‬هل عن هشاما بن عروة‪،‬هل‬
‫ل‪،‬هل وتابعهما أبو‬
‫عن أبيه])‪،[(723‬هل لكنه تارة يرويه موصولا بذكر عائشة وتارة مرسإ ا‬
‫عوانة ـ أيض ا ـ])‪،[(724‬هل وقد روى الحديث بالمعنى‪،‬هل وسإيأتي ما في روايته‪.‬‬

‫والقول بأن هذه اللفظة موقوفة على عروة وأن رفعها غير محفوظ فيه‬
‫وجاهة لمور ثلثة‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 275‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 1‬ـ إن هذا هو ظاهر صنيع البخأاري‪،‬هل لن هشام ا روى الحديث عن أبيه‬


‫فقط‪،‬هل ثما قال‪) :‬قال‪ :‬أبي‪ (...‬فلو لما يكن غرضه بيان المرفوع من الموقوف لما‬
‫كان لهذا التخأصيص معنى])‪.[(725‬‬

‫‪ 2‬ـ أن الئمة الكبار حكموا بأنها غير محفوظة‪،‬هل منهما مسإلما والنسإائي‬
‫والبيهقي‪،‬هل وقال ابن رجب‪) :‬الصواب أن لفظة »الوضوء« مدرجة في الحديث من‬
‫قول عروة‪،‬هل وكذلك روى مالك‪،‬هل عن هشاما‪،‬هل عن أبيه أنه قال‪» :‬ليس على‬
‫المسإتحاضة إل أن تغتسإل غسإلا واحداا‪،‬هل ثما تتوضأ بعد ذلك لكل صلة«])‪.[(726‬‬

‫ل‪،‬هل ومنهما أئمة حفاظ‪،‬هل‬


‫‪ 3‬ـ أن هذا الحديث رواه عن هشاما بضعة عشر رج ا‬
‫لما يذكر واحد منهما هذه الزيادة منهما الماما مالك ووكيع وسإفيان بن عيينة ويحيى‬
‫بن سإعيد])‪،[(727‬هل ولعل إدراجها في المرفوع حصل من بعض الرواة الذين لما‬
‫يبلغوا مبلغ من لما يذكرها في الحفظ والتقان‪،‬هل لن الذين رووها لما يخأعل أحد منهما‬
‫إل وقد خأالف واخأتلف عليه فيها‪،‬هل ما عدا أبا عوانة فإنه لما يخأتلف عليه‪،‬هل لكن‬
‫مخأالفته لمن هو أكثر عددا وأعلى قد ار ل تحتمل‪.‬‬

‫واعلما أن هذه اللفظة »ثما توضئي لكل صلة« هي المقصودة من إيراد هذا‬
‫الحديث في نواقض الوضوء‪،‬هل إوال فمناسإبة الحديث باب »الحيض«‪،‬هل وسإيذكره‬
‫المصنف هناك‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬فاطمة بنت أبي عحبيش( بالحاء المهملة بلفظ التصغير‪،‬هل واسإمه‪:‬‬
‫قيس بن المطلب بن أسإد‪،‬هل وهي قرشية أسإدية‪،‬هل وهي إحدى المسإتحاضات في زمن‬
‫الرسإول صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬عأسإتحاض( أي‪ :‬تصيبني السإتحاضة‪،‬هل وهي سإيلن الدما في غير‬


‫أوقاته المعتادة‪،‬هل كما سإيأتي ـ إن شاء ال ـ في »باب الحيض«‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 276‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬فل أطهر( الطهر‪ :‬النظافة‪،‬هل والمعنى‪ :‬فل أنظف من الدما‪،‬هل‬


‫ت بعدما الطهر‬
‫والمسإتقر عندها أن طهارة الحائض ل عتعرف إل بانقطاع الدما‪،‬هل فممكلن ن‬
‫عن اتصاله‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أفأدع الصلة( سإؤال عن اسإتمرار حكما الحيض حالة دواما الدما أو‬
‫عدمه‪،‬هل بعد أن تقرر عندها أن الحائض تمنع من الصلة‪،‬هل فظنت أن ذلك الحكما‬
‫مقترن بجريان الدما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬قال‪ :‬ل( أي‪ :‬ل تدعي الصلة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إنما ذلك عرق( بكسإر الكاف خأطاب للمرأة السإائلة‪،‬هل وقوله‪) :‬عرق(‪،‬هل‬
‫أي‪ :‬بكسإر العين‪،‬هل وهو المسإمى بالعاذل ـ بالذال المعجمة ـ‪،‬هل ويقال‪ :‬العاذر‪،‬هل بالراء‬
‫المهملة])‪،[(728‬هل والمعنى‪ :‬أن دمك ليس دما الحيض؛ لن دما الحيض يخأرج من‬
‫قعر الرحما في أوقات معلومة‪،‬هل وهذا بسإبب انفجار عرق‪،‬هل وفي ذلك إخأبار باخأتلف‬
‫الممنخأمرمجنيدن‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فإذا أقبلت حيضتك‪ (..‬المراد بإقبال الحيضة‪ :‬حصول وقتها وابتداء‬
‫خأروج الدما أياما عادتها‪،‬هل والمراد بإدبارها‪ :‬وقت انقطاع الدما عنها أياما عادتها‪،‬هل‬
‫والمعنى أنها تميز بين دما حيضها ودما اسإتحاضتها‪،‬هل فتجلس أياما عادتها‪،‬هل فإذا‬
‫انقضت اغتسإلت وصللت‪،‬هل ول تنظر بعد ذلك إلى ما معها من الدما؛ لنه‬
‫اسإتحاضة‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬اسإتدل بهذا الحديث من قال‪ :‬إن دما السإتحاضة حدث من‬
‫الحداث الناقضة للوضوء؛ لن الشرع أمر بالوضوء منه في قوله‪» :‬ثما توضئي‬
‫لكل صلة« ‪،‬هل وهذا قول الجمهور‪،‬هل إل المالكية فإنهما يرون أن السإتحاضة ل‬
‫تنقض])‪.[(729‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 277‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهكذا كل خأارج من أحد السإبيلين فهو ناقض للوضوء‪،‬هل سإواء أكان بولا أما‬
‫غائط ا أما دم ا أما مذياا‪،‬هل وكذا الريح من الدبر‪،‬هل وهذا مجمع عليه‪،‬هل كما نقله ابن المنذر‬
‫وغيره])‪.[(730‬‬

‫وهذا غرض الحافظ من إيراد هذا الحديث في هذا الباب‪،‬هل ويسإتثنى من ذلك‬
‫من حدثه دائما فإنه ل ينتقض وضوؤه‪،‬هل كمن به سإلس بول أو ريح أو غائط‪،‬هل ومثل‬
‫السإتحاضة عند المالكية‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬اسإتدل بهذا الحديث من قال‪ :‬إنه يجب على المسإتحاضة أن‬
‫تتوضأ لكل صلة؛ بنااء على ثبوت زيادة الوضوء؛ لن ظاهر المر الوجوب‪،‬هل‬
‫ومعنى ذلك أنها ل تتوضأ للصلة المؤقتة ـ كالظهر مثلا ـ إل بعد دخأول وقتها‪،‬هل أما‬
‫إذا كانت الصلة غير مؤقتة كصلة الضحى ـ مثلا ـ فإنها تتوضأ لها عند إرادة‬
‫فعلها‪،‬هل وسإأذكر هذه المسإألة بأوسإع مما هنا عند الكلما على غسإل المسإتحاضة في‬
‫باب »الحيض« إن شاء ال تعالى‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على أن دما الحيض نجس‪،‬هل وكذا دما‬
‫»واذا أدبرت فاغسإلي عنك الدما ثما صلي« ‪ .‬وتقدما ذلك في‬
‫السإتحاضة لقوله‪ :‬إ‬
‫باب »إزالة النجاسإة«‪.‬‬

‫وسإأذكر فوائد هذا الحديث وأحكاما المسإتحاضة في باب »الحيض« إن شاء‬


‫ال تعالى‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 278‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان حكم المذي‬

‫ت مرعجلا مملذااء‪،‬هل‬ ‫طالدلب رضي ال عنه مقامل‪ :‬عكنن ع‬ ‫‪ 69/3‬ـ معنن معللي نبدن أمدبي م‬
‫ت الدمنقمدامد نبمن النسإمود أمنن مينسإأممل النبلي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فممسإأملمعه؟ا فممقامل‪» :‬دفيه‬
‫فأمممنر ع‬
‫ق معليده‪،‬هل موالللفظع دللبخأاري‪.‬‬
‫ضوعء«‪ .‬عمتيفم ر‬ ‫انلعو ع‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »العلما« باب »من اسإتحيا فأمر غيره‬
‫بالسإؤال« )‪ (132‬من طريق عبد ال بن داود‪،‬هل عن العمش‪،‬هل عن منذر الثوري‪،‬هل‬
‫عن محمد بن الحنفية‪،‬هل عن علي رضي ال عنه‪،‬هل به‪.‬‬

‫وأخأرجه في كتاب »الوضوء« باب »من لما ميمر الوضوء إل من المخأرجين«‬


‫)‪ (178‬من طريق جرير بن عبد الحميد‪،‬هل عن العمش‪،‬هل به‪.‬‬

‫وأخأرجه في كتاب »الغسإل« باب »غسإل المذي والوضوء منه« )‪(269‬‬


‫من طريق زائدة‪،‬هل عن أبي حصين‪،‬هل عن أبي عبد الرحمن السإلمي‪،‬هل عن علي رضي‬
‫ال عنه‪،‬هل به‪.‬‬

‫وقد شرحه الحافظ في »فتح الباري« في هذا الموضع‪،‬هل واللفظ المذكور في‬
‫»البلوغ« هو لفظ البخأاري في كتاب »العلما«‪.‬‬

‫وأخأرجه مسإلما في كتاب »الحيض« باب »المذي« )‪ (303‬من طرق‪،‬هل إل‬


‫أن فيه )فقال‪ :‬منه الوضوء(‪.‬‬

‫قال ابن عبد البر‪) :‬والحديث ثابت عند أهل العلما‪،‬هل صحيح‪،‬هل له طرق مشلتى‬
‫عن عليي‪،‬هل وعن المقداد‪،‬هل وعن عمار ـ أيض ا ـ كلها صحاح حسإان‪،‬هل أحسإنها ما ذكره‬
‫عبد الرزاق‪ [(731)](..‬وسإيأتي ذكر لفظه إن شاء ال‪،‬هل وسإيكون شرح هذا الحديث‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 279‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ـ بعون ال ـ على ضوء معظما ألفاظه‪،‬هل ل سإيما ما يتعلق بفوائده‪،‬هل والذي يسإتفاد من‬
‫الحاديث أن الذين سإألوا الرسإول صللى ال عليه وسإللما عن المذي ثلثة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ علي رضي ال عنه‪،‬هل وحديثه في الصحيحين‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ سإهل بن عحنيف‪،‬هل وسإيأتي حديثه ـ إن شاء ال ـ في الوجه »الحادي‬


‫عشر«‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ عبد ال بن سإعد النصاري‪،‬هل وسإيأتي حديثه ـ أيضا ـ في الوجه‬


‫»السإابع«‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬كنت رجلا مملذااء( بفتح الميما‪،‬هل وتشديد الذال‪،‬هل وبالمد‪،‬هل صيغة مبالغة‬
‫أي‪ :‬كثير المذي‪،‬هل يقال‪ :‬مممذى مينمدذي مثل‪ :‬مضى يمضي‪،‬هل ثلثياا‪،‬هل ويقال‪ :‬أمذى‬
‫عيمذي‪،‬هل رباعياا‪،‬هل وفي رواية أنه قال‪) :‬كنت رجلا مذاء‪،‬هل فجعلت أغتسإل في الشتاء‬
‫حتى تشقق ظهري‪،‬هل فذكرت ذلك لرسإول ال صللى ال عليه وسإللما أو عذكر له فقال‪:‬‬
‫»ل تفعل‪،‬هل إذا رأيت المذي فاغسإل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلة‪،‬هل فإذا فضخأت‬
‫الماء فاغتسإل« ])‪.[(732‬‬

‫ي‪ :‬بفتح الميما وكسإر الذال‪،‬هل‬ ‫د‬


‫ي‪ :‬بفتح الميما وسإكون الذال‪،‬هل ويقال‪ :‬الممذ ل‬
‫والممنذ ع‬
‫وتشديد الياء‪،‬هل وهو ماء رقيق يخأرج عقب الشهوة بدون دفق ول إحسإاس بخأروجه‪،‬هل‬
‫وتقدما ذكره في الحديث الرابع من أحاديث »إزالة النجاسإة«‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فأمرت المقداد بن السإود أن يسإأل رسإول ال صللى ال عليه وسإللما(‬


‫ل‪،(..‬هل وجاء في رواية‬
‫جاء في رواية البخأاري في كتاب »الغسإل«‪) :‬فأمرت رج ا‬
‫للبخأاري ـ أيض ا ـ في سإبب ذلك وهو قوله‪ :‬فاسإتحييت أن أسإأل رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما وفي لفظ لهما‪) :‬لمكان ابنته مني(‪،‬هل وفي لفظ لمسإلما‪) :‬من أجل‬
‫فاطمة(‪،‬هل والمراد أن العلة والسإبب من اسإتحيائه من رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 280‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫مكان ابنته صللى ال عليه وسإللما منه‪،‬هل لنها زوجته‪،‬هل والمذي يتعلق بأمر الشهوة‪،‬هل‬
‫فاسإتحيا أن يسإأل النبي صللى ال عليه وسإللما عما يتعلق بذلك‪.‬‬

‫وظاهر هذا السإياق أن السإائل هو المقداد بن السإود‪،‬هل وهو المقداد بن عمرو‬


‫بن ثعلبة الكندي‪،‬هل نسإبة إلى السإود بن عبد يغوث الزهري؛ لنه تبناه‪،‬هل أسإلما المقداد‬
‫ضباعة بنت الزبير ابن عبد المطلب عما النبي‬
‫قديماا‪،‬هل وهاجر الهجرتين‪،‬هل وتزوج ع‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وشهد غزوة بدر وما بعدها‪،‬هل توفي سإنة ثلث وثلثين‪،‬هل ودفن‬
‫بالبقيع في المدينة])‪ [(733‬رضي ال عنه‪.‬‬

‫إوانما أمره عللي بسإؤال النبي صللى ال عليه وسإللما ولما يأمر غيره لمذاكرة‬
‫جرت بينهما في المذي‪،‬هل كما أخأرجه عبد الرزاق من طريق عائش بن أنس‪،‬هل قال‪:‬‬
‫)تذاكر علي بن أبي طالب‪،‬هل وعمار بن ياسإر‪،‬هل والمقداد بن السإود المذي‪،‬هل فقال‬
‫علي‪ :‬إني رجل مذاء‪،‬هل فاسإألوا رسإول ال صللى ال عليه وسإللما عن ذلك‪،‬هل فإني‬
‫أسإتحي أن أسإأله عن ذلك لمكان ابنته مني‪،‬هل لول مكان ابنته مني لسإألته‪،‬هل فقال‬
‫عايش‪ :‬فسإأل أحعد الرجلين‪ :‬عمارر أو المقداد‪.[(734)](..‬‬

‫وقد ورد في بعض الروايات أنه أمر عما ار أن يسإأل])‪ .[(735‬وفي رواية‬
‫ثالثة أنه قال‪ :‬سإألت النبي صللى ال عليه وسإللما عن المذي؟ا فقال‪» :‬دمن المذي‬
‫الوضوعء‪،‬هل ومن المني الغسإل«])‪.[(736‬‬

‫والجمع بين هذه الروايات أن عليا أمر المقداد أن يسإأل فسإأل‪،‬هل وأما نسإبة‬
‫السإؤال إلى عمار فهي محمولة على المجاز لكون عليي قصده‪،‬هل لكن تولى المقداد‬
‫الخأطاب دونه‪،‬هل وأما نسإبة السإؤال إلى عللي فإما أن يحمل على أن عليا أمر المقداد‬
‫أن يسإأل ثما سإأل بنفسإه])‪،[(737‬هل أو هو محمول على المجاز بأن بعض الرواة‬
‫أطلق عليه أنه سإأل لكونه المر بذلك‪،‬هل ويؤيده أنه اسإتحيى أن يسإأل لمكان فاطمة‪،‬هل‬
‫فهذا قد يضعف القول بأنه سإأل بنفسإه‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 281‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬فقال‪ :‬فيه الوضوء( في رواية مسإلما‪» :‬منه الوضوء« كما تقدما‪،‬هل وهذا‬
‫اللفظ الذي أورده الحافظ لما يرد فيه ذكر غسإل الذكر‪،‬هل وهو في الصحيحين‪.‬‬

‫ولعل الحافظ اقتصر على ما يتعلق بالوضوء‪،‬هل لكون الكلما في نواقض‬


‫الوضوء‪،‬هل وأما غسإل الذكر فيتعلق بإزالة النجاسإة‪،‬هل فلما ير إيراد اللفظ الدال عليه‪،‬هل‬
‫وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على جواز التوكيل في السإؤال والسإتنابة في‬
‫السإتفتاء‪،‬هل للعذر كالحياء ونحوه‪،‬هل سإواء أكان المسإتفتي حاض ار أما غائباا‪،‬هل وقد ترجما‬
‫البخأاري على هذا الحديث ـ كما تقدما ـ بقوله‪) :‬باب من اسإتحيا فأمر غيره‬
‫بالسإؤال(‪.‬‬

‫ويشترط أن يكون الوكيل موثوقا في فهمه وحفظه ودينه‪،‬هل لجل أن ينقل‬


‫السإؤال ويفهما الجواب‪،‬هل كما ينبغي‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أنه يقبل خأبر الواحد في المسإائل العلمية‬
‫والرواية إذا كان المخأبر ثقة‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬أن من الدب وحسإن المعاشرة مع الصهار أن ل يذكر‬


‫الزوج ما يتعلق بأسإباب الجماع ومقدماته والسإتمتاع بالزوجة مع حضرة أبيها أو‬
‫أخأيها أو ابنها أو غيرهما من أقاربها‪،‬هل مع كون السإؤال في الحديث عن حكما شرعي‪،‬هل‬
‫فكيف إذا ذكر ذلك لغير حاجة؟ا‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الحديث دليل على نجاسإة المذي‪،‬هل لكونه أمره بغسإل ذكره‪،‬هل‬
‫وأمره بالوضوء‪،‬هل فدل هذا على أن حكما المذي كحكما البول في النجاسإة‪،‬هل وعلى‬
‫الصحيح من قولي أهل العلما أنه يعفى عن يسإير المذي‪،‬هل وهو رواية عن الماما‬
‫أحمد ذكرها صاحب »النصاف« ثما قال‪) :‬قلت‪ :‬وهو الصواب خأصوص ا في حق‬
‫الشباب(])‪[(738‬؛ لن هذه نجاسإة يشق الحتراز منها‪،‬هل لكثرة ما يصيب ثياب‬
‫الشباب الععلزاب])‪،[(739‬هل فهي أولى بالتخأفيف من بول الغلما‪،‬هل ومن أسإفل الخأف‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 282‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬أن المذي ناقض للوضوء‪،‬هل فيتوضأ منه لقوله‪) :‬اغسإل ذكرك‬
‫وتوضأ( ول يوجب الغسإل بالجماع‪،‬هل كما حكاه ابن عبد البر])‪،[(740‬هل ونقله ابن‬
‫قدامة عن ابن المنذر])‪.[(741‬‬

‫وفي حديث عبد ال بن سإعد النصاري قال‪) :‬سإألت رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما عما يوجب الغسإل وعن الماء يكون بعد الماء‪،‬هل فقال‪» :‬ذاك المذي‪،‬هل‬
‫وكل فحل يمذي‪،‬هل فتغسإل من ذلك فرجك وأنثييك وتوضأ وضوءك للصلة«])‬
‫‪.[(742‬‬

‫فإن كان المذي مسإلمسإ ا ل ينقطع فحكمه حكما سإلس البول‪،‬هل فإذا دخأل وقت‬
‫الصلة غسإل فرجه وتلجما بشيء حتى ل تتعدى نجاسإة المذي إلى ملبسإه وبدنه‪،‬هل‬
‫ثما توضأ وصلى‪،‬هل ول يضره ما خأرج بعد ذلك لكونه بغير اخأتياره إلحاق ا له بحكما‬
‫المسإتحاضة‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬

‫وقد جاء في رواية البخأاري‪» :‬توضأ واغسإل ذكرك« ])‪ [(743‬وظاهره أن‬
‫المر بالوضوء مقلدما على غسإل الذكر‪،‬هل وقد وقع في »عمدة الحكاما«‪» :‬اغسإل‬
‫ذكرك وتوضأ« ])‪ [(744‬والواو ل تقتضي الترتيب‪،‬هل ولن لفظ مسإلما »يغسإل ذكره‬
‫ويتوضأ« ])‪،[(745‬هل بيين المراد‪،‬هل والنسإب تقديما غسإله على الوضوء‪.‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬أن الواجب في المذي غسإل الذكر كلله ما أصابه المذي وما‬
‫لما يصبه‪،‬هل لقوله‪» :‬اغسإل ذكرك« وهذا أمر‪،‬هل والمر للوجوب‪،‬هل وهذا قول مالك‪،‬هل‬
‫ورواية عن أحمد])‪.[(746‬‬

‫لنثيين‪،‬هل وهو المشهور من مذهب‬


‫والقول الثاني‪ :‬أنه يغسإل جميع الذكر وا ع‬
‫الحنابلة])‪،[(747‬هل لرواية‪» :‬يغسإل ذكره وأنثييه ويتوضأ« وفي حديث عبد ال بن‬
‫سإعد‪» :‬فتغسإل من ذلك فرجك وأنثييك وتتوضأ« ‪،‬هل لكن لفظة )وأنثييه( لما تثبت في‬
‫حديث علي رضي ال عنه])‪.[(748‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 283‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والقول الثالث‪ :‬أنه عيكتفى بغسإل رأس الذكر‪،‬هل أو الموضع الذي أصابته‬
‫النجاسإة منه‪،‬هل وهو قول جمهور الفقهاء من الشافعية‪،‬هل والحنفية‪،‬هل ورواية عن أحمد])‬
‫‪،[(749‬هل إلحاق ا له بسإائر النجاسإات‪،‬هل فهو حدث من الحداث‪،‬هل فل يغسإل منه إل‬
‫المخأرج‪،‬هل كما في البول والغائط‪،‬هل ولن الحاديث لما تذكر فيه إل الوضوء‪.‬‬

‫والقول الثاني أوفق لظاهر الحديث‪،‬هل فإن عموما اللفظ في قوله‪» :‬يغسإل‬
‫ذكره« يوجب غسإل الذكر كله ما أصابه المذي وما لما يصبه‪،‬هل إضافة إلى غسإل‬
‫لنثيين‪،‬هل لما تقدما‪،‬هل فلما ثبت ذلك بدليل صحيح تعين الخأذ به‪،‬هل وهو ظاهر اخأتيار‬
‫اع‬
‫شيخ السإلما ابن تيمية])‪ [(750‬ورجحه الشيخ عبد العزيز بن باز‪.‬‬

‫والحكمة من المر بغسإل الذكر والنثيين ـ عند من يقول بغسإلهما ـ أن‬


‫المذي فيه لزوجة‪،‬هل فربما انتشر على الذكر والنثيين ولما يشعر به النسإان‪،‬هل قاله‬
‫الخأطابي])‪،[(751‬هل وقيل‪ :‬إن ذلك يخأفف المذي أو يقطعه‪،‬هل ول سإيما إذا كان غسإله‬
‫بالماء البارد‪،‬هل فإنه من أسإباب قطعه وعدما اسإتمرار خأروجه‪.‬‬

‫وأما لفظ البخأاري‪» :‬توضأ وانضح فرجك« فالمراد به المغنسإل‪،‬هل فإن النضح‬
‫يكون غسإلا ويكون رشاا‪،‬هل وقد تقدما في أحد ألفاظ البخأاري‪» :‬اغسإل ذكرك« ‪،‬هل‬
‫فيكون المراد بالنضح هنا الغسإل‪.‬‬

‫وقد طعن الحفاظ في رواية أحمد وأبي داود من طريق هشاما بن عروة عن‬
‫أبيه عن علي رضي ال عنه؛ لنهـا مرسإلة‪،‬هل حيث لما يسإمع عروة من علي رضي‬
‫ال عنه‪،‬هل كما قاله أبو حاتما وأبو زرعة ال ارزيان])‪.[(752‬‬

‫لكن أخأرجه أبو عوانة من طريق معبيدة السإلماني‪،‬هل عن علي رضي ال عنه‬
‫)واسإناده ل مطعن فيه(‬
‫بهذه الزيادة »يغسإل ذكره وعأنثييه« ])‪،[(753‬هل قال الحافظ‪ :‬إ‬
‫])‪،[(754‬هل وقال شيخ السإلما ابن تيمية‪) :‬فإن قيل‪ :‬يرويه هشاما بن عروة عن أبيه‬
‫عن علي‪،‬هل وهو لما يدركه؟ا قلنا‪ :‬عمنردسإلعهع أحد أجلء الفقهاء السإبعة‪،‬هل رواه ليبين الحكما‬
‫المذكور فيه‪،‬هل وهذا من أقوى المراسإيل(])‪.[(755‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 284‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه التاسإع‪ :‬الحديث دليل على تعين الماء في إزالة المذي دون‬
‫السإتجمار بالحجار ونحوها؛ لنه عين له الغسإل‪،‬هل والمعين ل يقع المتثال إل به‪،‬هل‬
‫ول يصح إلحاقه بالبول؛ لن الشرع أمره بغسإل ذكره وعأنثييه‪،‬هل فدل على أنه حكما‬
‫يخأص المذي دون البول؛ لن البول ل يغسإل منه إل ما أصاب المحل‪،‬هل ولن‬
‫الثار كلها على اخأتلف ألفاظها وأسإانيدها ليس في شيء منها ذكر السإتجمار‬
‫بالحجار‪،‬هل فدل على أنها ل تكون إل في البول والغائط])‪.[(756‬‬

‫الوجه العاشر‪ :‬اخأتلف العلماء في المذي يصيب الثوب على قولين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه ل يجزئ فيه إل المغنسإل‪،‬هل وهو قول الحنفية‪،‬هل والمالكية‪،‬هل والشافعية‪،‬هل‬
‫وقول في مذهب الحنابلة])‪،[(757‬هل أخأذا بأحاديث غسإله‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أنه يجزئ فيه النضح‪،‬هل وهو الرش بالماء‪،‬هل وهو رواية عن أحمد‪،‬هل فقد‬
‫نقل عنه الترمذي أنه قال‪) :‬أرجو أنه يجزئه النضح(])‪،[(758‬هل ودليل ذلك حديث‬
‫سإهل بن عحنيف أن الرسإول صللى ال عليه وسإللما قال له‪» :‬يكفيك بأن تأخأذ كف ا من‬
‫ماء‪،‬هل فتنضح بها ثوبك‪،‬هل حيث ترى أنه أصابه منه«])‪.[(759‬‬

‫فالصواب ـ إن شاء ال ـ أنه يكفي نضح الثوب ورشه بالماء بل غسإل‪،‬هل وهو‬
‫اخأتيار شيخ السإلما ابن تيمية وتلميذه ابن القيما])‪[(760‬؛ لن الغسإل ورد في‬
‫الفرج ل في الثوب‪،‬هل ورواية نضح الثوب ل معارض لها‪،‬هل أما الفرج فقد ورد النضح‬
‫وورد الغسإل‪،‬هل فيفسإر النضح بالغسإل‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل وقد ذكر ابن عبد البر‪ :‬أن النضح‬
‫في لسإان العرب يكون مرة الغسإل ومرة الرش])‪.[(761‬‬

‫قال ابن تيمية‪) :‬المذي يعفى عنه في أقوى الروايتين؛ لن البلوى تعما به‪،‬هل‬
‫ويشق التحرز منه‪،‬هل فهو كالدما بل أولى‪،‬هل للخأتلف في نجاسإته والجتزاء عنه‬
‫بنضحه(])‪،[(762‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 285‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫تقبيل المرأة ولمسها ل ينقض الوضوء‬

‫‪ 70/4‬ـ معنن معائمشةم رضي ال عنها أملن اللنبدلي صللى ال عليه وسإللما قميبمل‬
‫ضيعفمهع انلعبمخأادر ل‬
‫ي‪.‬‬ ‫صلمدة مولنما ميتممو ل‬
‫ضنأ‪ .‬أمنخأمرمجهع أمنحممعد‪،‬هل مو م‬
‫بع د د د‬
‫ض نمسإائه‪،‬هل ثلما مخأمرمج إلى ال ل‬
‫من م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أحمد )‪ (42/497‬من طريق وكيع‪،‬هل ثنا العمش‪،‬هل عن حبيب بن‬
‫أبي ثابت‪،‬هل عن عروة بن الزبير‪،‬هل عن عائشة رضي ال عنها به‪،‬هل وفي اخأره‪ :‬قال‬
‫عروة‪ :‬قلت لها‪ :‬من هي إل أنت؟ا قال‪ :‬فضحكت‪.‬‬

‫وأخأرجه ـ أيضا ـ أبو داود )‪،(179‬هل والترمذي )‪،(86‬هل وابن ماجه )‪(1/168‬‬
‫كلهما من طريق وكيع‪،‬هل عن العمش‪،‬هل بهذا السإناد‪.‬‬

‫وقد حكما البخأاري على هذا الحديث بالضعف‪،‬هل كما ذكر المصنف‪،‬هل كما‬
‫حكما عليه أبو حاتما وأبو زرعة ال ارزيان])‪،[(763‬هل وقد أخأرجه البيهقي في‬
‫»المعرفة« )‪ (1/216‬وقال‪) :‬هذا أشهر حديث روي في هذا الباب‪،‬هل وهو معلول(‪.‬‬

‫وقد أعل الحديث بعلتين‪:‬‬

‫الولى‪ :‬أن عروة المذكور ليس هو ابن الزبير‪،‬هل إنما هو شيخ مجهول يعرف‬
‫بعروة المزني ـ كما وردت تسإميته في الطريق الخأرى ـ‪،‬هل وهذا قول جمع من الئمة‬
‫منهما ابن حزما])‪.[(764‬‬

‫الثانية‪ :‬النقطاع؛ لن حبيب بن أبي ثابت لما يسإمع من عروة‪،‬هل وهو قول‬
‫يحيى بن سإعيد القطان والبخأاري وأحمد وأبي حاتما ويحيى بن معين])‪،[(765‬هل وهما‬
‫قد تبعوا سإفيان الثوري فيما نقله عنه أبو داود أنه قال‪) :‬ما حدثنا حبيب إل عن‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 286‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫عروة المزني(])‪،[(766‬هل يعني بذلك أنه لما يحدثهما عن عروة بن الزبير بشيء؛ لنه‬
‫لما يسإمع منه‪.‬‬

‫والظاهر أن أبا داود لما يرتض كلما الثوري‪،‬هل فلذا سإاقه بصيغة التمريض‬
‫)وروي عن الثوري(‪،‬هل ثما قال بعده‪) :‬وقد روى حمزة الزيات عن حبيب‪،‬هل عن عروة‬
‫بن الزبير‪،‬هل عن عائشة رضي ال عنها حديثا صحيحاا(])‪ .[(767‬وهذا مثبت‪،‬هل‬
‫وذاك نا ل‬
‫ف‪،‬هل لكن حمزة الزيات متكلما فيه‪،‬هل قال الحافظ‪) :‬صدوق زاهد‪،‬هل ربما وهما(‪.‬‬

‫وذكر الترمذي أنه سإأل البخأاري عن هذا الحديث فقال‪) :‬حبيب بن أبي‬
‫ثابت لما يسإمع من عروة( والظاهر أن هذا هو مراد الحافظ هنا بقوله‪) :‬وضعفه‬
‫البخأاري(])‪.[(768‬‬

‫وقد صحح الحديث جمع من الئمة المتأخأرين منهما ابن جرير‪،‬هل وابن عبد‬
‫البر‪،‬هل وابن كثير‪،‬هل وابن التركماني‪،‬هل والزيلعي‪،‬هل والشيخ أحمد شاكر‪،‬هل واللباني‪،‬هل والشيخ‬
‫عبد العزيز بن باز وغيرهما‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأما ما أعل به الحديث فهو غير قادح‪،‬هل وبيانه كما يلي‪:‬‬

‫أما العلة الولى‪،‬هل وهي أن عروة ليس هو ابن الزبير‪،‬هل إوانما هو عروة المزني‬
‫فهذا مردود بما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أنه قد ورد تسإميته عند غير واحد من الثقات ممن روى الحديث عن‬
‫وكيع مثل الماما أحمد في المسإند ـ كما تقدما في سإياق »سإنده« ـ وابن ماجه‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ما جاء في اخأر الحديث من قول عروة فقلت لها‪) :‬من هي إل أنت؟ا‬
‫فضحكت(‪،‬هل وغير عروة بن الزبير ل مينجعسإعر أن يقول هذا الكلما لعائشة‪،‬هل لنها خأالة‬
‫عروة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أنه سإيأتي أن العمش صرح في الحديث بأنه حدثه شيوخأه عن عروة‬
‫المزني‪،‬هل فلو كان عروة هذا مجهولا فكيف يحدث عنه الكثيرون؟ا! فعلما أنه عروة بن‬
‫الزبير‪،‬هل ووصفه بالمزني غلط من أحد الرواة‪،‬هل كما سإيأتي‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 287‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 4‬ـ أن المعروف عند المحدثين أن من عيذكر غير منسإوب يحمل قطع ا على‬
‫المشهور المتعارف بينهما‪،‬هل ل على المجهول‪،‬هل وعلى تقدير صحة ما قيل‪ :‬إن عروة‬
‫هو المزني؛ أفل يحتمل أن حبيب ا سإمعه من ابن الزبير وسإمعه من المزني ـ أيض ا ـ‬
‫كما يقع ذلك في بعض الحاديث‪.‬‬

‫وأما العلة الثانية وهي النقطاع فمردودة ـ أيضا ـ فإن حبيب بن أبي ثابت ـ‬
‫وهو ثقة متفق على توثيقه ـ ل عيننمكعر لقاؤه عروة؛ لنه قد روى عمن هو أكبر من‬
‫عروة وأجلل وأقدما موتاا‪،‬هل وهو إماما من أئمة العلماء الجللة‪ .‬ذكر ذلك ابن عبد البر‪،‬هل‬
‫وقال في موضع اخأر‪) :‬ل شك أنه لقي عروة(])‪،[(769‬هل ويؤيد ذلك ما تقدما من‬
‫قول أبي داود‪) :‬وقد روى حمزة الزيات عن حبيب‪،‬هل عن عروة بن الزبير‪،‬هل عن‬
‫عائشة حديثا صحيحاا(‪،‬هل والمراد بهذا الحديث ما أخأرجه الترمذي في كتاب‬
‫)الدعوات( من جامعه‪ :‬حدثنا أبو كريب‪،‬هل أخأبرنا معاوية بن هشاما‪،‬هل عن حمزة‬
‫الزيات‪،‬هل عن حبيب بن أبي ثابت‪،‬هل عن عروة‪،‬هل عن عائشة رضي ال عنها‪،‬هل قالت‪:‬‬
‫كان رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يقول‪» :‬اللهما عافني في جسإدي‪،‬هل وعافني في‬
‫بصري‪.[(770)]«..‬‬

‫والذي يظهر أن علة النقطاع غير مدفوعة‪،‬هل لن قول ابن عبد البر ل‬
‫يقابل قول الئمة الكبار ـ كما تقدما ـ وليس عند ابن عبد البر إل مجرد إمكان اللقي‪،‬هل‬
‫وهذا ل يبرر سإماع حبيب من عروة‪،‬هل ول يكفي في رد كلما الئمة‪ .‬وأما مقولة أبي‬
‫داود فهي من طريق حمزة الزيات‪،‬هل وتقدما ما فيه‪،‬هل ثما إن صح فهو محمول على‬
‫حديث خأاص‪،‬هل وهذا ل يعني أن حبيبا سإمع من عروة مطلقاا‪.‬‬

‫وقد ورد حديث الباب من طريق أبي روق‪،‬هل عن إبراهيما التيمي‪،‬هل عن عائشة‬
‫رضي ال عنها أن النبي صللى ال عليه وسإللما قلبلها ولما يتوضأ‪ .‬أخأرجه أبو داود )‬
‫‪،(178‬هل والنسإائي )‪ (1/104‬لكنه مرسإل؛ لن إبراهيما التيمي لما يسإمع من عائشة‪،‬هل‬
‫كما قال أبو داود بعد سإياقه الحديث‪،‬هل والنسإائي‪،‬هل والترمذي])‪،[(771‬هل وغيرهما‪،‬هل‬
‫ويؤكد ذلك أن إبراهيما التيمي توفي سإنة )‪92‬هـ( وله أربعون سإنة‪،‬هل وتوفيت عائشة‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 288‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫سإنة )‪58‬هـ(‪،‬هل وأما أبو روق فاسإمه عطية بن الحارث الهمداني الكوفي‪،‬هل وقد ضعفه‬
‫ابن حزما])‪ [(772‬والبيهقي])‪ [(773‬والحق أنه ثقة‪،‬هل فقد قال أحمد كما نقل عنه‬
‫ابنه عبد ال])‪) :[(774‬ليس به بأس( وكذا قال النسإائي‪،‬هل ويعقوب بن سإفيان‪،‬هل‬
‫وقال في موضع اخأر‪) :‬ثقة(‪،‬هل وقال أبو حاتما‪) :‬صدوق(])‪.[(775‬‬

‫وله طريق ثالث عن عبد الرحمن بن ممنغ ارمء‪،‬هل عن العمش‪،‬هل عن أصحاب‬


‫له‪،‬هل عن عروة المزني‪،‬هل عن عائشة‪،‬هل أخأرجه أبو داود )‪ (180‬إواسإناده ضعيف‪،‬هل عبد‬
‫الرحمن بن مغراء متكلما فيه‪،‬هل قال ابن المديني‪) :‬ليس بشيء‪،‬هل كان يروي عن‬
‫العمش سإتمائة حديث‪،‬هل فتركناه‪،‬هل لما يكن بذلك(‪،‬هل وقال ابن عدي‪) :‬وهذا الذي قاله‬
‫علي بن المديني هو كما قال‪،‬هل إنما عأنكرت عليه أحاديث يرويها عن العمش ل‬
‫يتابعه الثقات عليها(])‪،[(776‬هل ثما إن السإناد فيه رواة مجاهيل؛ لن العمش قال‪:‬‬
‫أصحاب لنا‪،‬هل فهما مجهولون‪،‬هل ولما عيسإلما منهما إل حبيب بن أبي ثابت‪،‬هل وعروة المزني‬
‫قال عنه الذهبي‪) :‬شيخ لحبيب بن أبي ثابت ل يعرف(])‪،[(777‬هل وقال في‬
‫»التقريب«‪) :‬مجهول(‪.‬‬

‫وخألصة ذلك أن هذا الحديث معلول‪،‬هل وله طرق وشواهد معلولة أيضاا‪،‬هل وقد‬
‫ذكر شيئا منها الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على »جامع الترمذي«‪،‬هل وحكما بأن‬
‫بعضها صحيح‪،‬هل وبعضها يقارب الصحيح])‪.[(778‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬اسإتدل بهذا الحديث من قال‪ :‬إن تقبيل المرأة ولمسإها ل‬
‫ينقض الوضوء‪،‬هل وهو قول أبي حنيفة‪،‬هل ورواية عن الماما أحمد‪،‬هل ذكرها ابن قدامة])‬
‫‪،[(779‬هل وروي ذلك عن علي وابن عباس رضي ال عنهما وعطاء وطاووس‬
‫والحسإن ومسإروق‪،‬هل وهـو القول الذي رجحه شيخ السإلما ابن تيمية‪،‬هل والشيخ عبد‬
‫العزيز بن باز ـ رحمهما ال ـ‪.‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أن لمس المرأة ينقض الوضوء مطلقاا‪،‬هل سإواء أكان بشهوة أما‬
‫بدون شهوة‪،‬هل وهذا قول الشافعية‪،‬هل ورواية عن أحمد])‪،[(780‬هل واسإتدلوا بقوله تعالى‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 289‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫}}أمنو لمممنسإتععما الونمسإامء{{‪،‬هل فقد ق أر حمزة والكسإائي ـ من السإبعة ـ )أو لمسإتما النسإاء(‬
‫بغير ألف‪،‬هل فيكون المراد اللمس باليد؛ لن اللمس حقيقة في المس باليد‪،‬هل والملمسإة‬
‫مجاز في الجماع أو كناية‪،‬هل ول يعدل عن الحقيقة إلى غيرها إل عند تعذر الحقيقة‪،‬هل‬
‫والية قد أوجبت الوضوء‪،‬هل فيكون لمس المرأة ناقض ا للوضوء‪.‬‬

‫أما أصحاب القول الول فيقولون‪ :‬المراد بالية‪ :‬الجماع‪،‬هل كما سإيأتي إن‬
‫شاء ال تعالى‪.‬‬

‫والقول الثالث‪ :‬التفصيل وهو أنه إن كان اللمس بشهوة نقض الوضوء إوان‬
‫لما يكن بشهوة لما ينقض‪،‬هل وهذا هو المشهور من المذهب عند الحنابلة‪،‬هل وهو قول‬
‫مالك وجماعة من السإلف‪،‬هل واسإتدلوا‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ بالية السإابقة‪،‬هل وحملوها على اللمس بشهوة؛ لن الشهوة مظنة الحدث‪،‬هل‬
‫فوجب حمل الية عليه‪.‬‬

‫وبهذا يتبين أن سإبب الخأتلف في هذه المسإألة ـ كما يقول ابن رشد ـ‬
‫اشتراك اسإما اللمس في كلما العرب بين اللمس باليد‪،‬هل وبه فسإر أصحاب القول‬
‫الثاني الية‪،‬هل وبين الجماع‪،‬هل وهو تفسإير أصحاب القول الول])‪.[(781‬‬

‫‪ 2‬ـ حديث عائشة رضي ال عنها أنهـا قالت‪ :‬كنت أناما بين يدي رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما ورجلي في قبلته‪،‬هل فإذا سإجد غمزني فقبضت رجلي‪،‬هل فإذا قاما‬
‫بسإطتها‪،‬هل قالت‪ :‬والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح])‪.[(782‬‬

‫ولو كان مجرد اللمس ينقض الوضوء لنتقض وضوء النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما واسإتأنف الصلة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ قالوا‪ :‬ولن إيجاب الوضوء على من مس مطلق ا ل يخألو من إيقاع‬


‫ف شرعاا‪.‬‬ ‫الناس في الحرج والمشقة‪،‬هل فقد ل يسإلما منه أحد‪،‬هل وما فيه حرج فهو منت ل‬

‫والراجح ـ وال أعلما ـ هو القول الول‪،‬هل وهو أن لمس المرأة ل ينقض الوضوء‬
‫مطلقاا‪،‬هل إل إن خأرج منه شيء من مذي أو نحوه‪،‬هل ووجه الترجيح ما يلي‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 290‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 1‬ـ حديث عائشة رضي ال عنها الوارد في الصحيحين‪،‬هل وكذا حديث أبي‬
‫هريرة رضي ال عنه عن عائشة رضي ال عنها قالت‪) :‬فقدت رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما ليلة من الفراش‪،‬هل فالتمسإته‪،‬هل فوقعت يدي على بطن قدميه‪ ...‬الحديث(])‬
‫‪.[(783‬‬

‫‪ 2‬ـ أن الصل عدما النقض وبقاء الطهارة حتى يرد دليل صريح صحيح‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ولن لمس المرأة مما تعما به البلوى في البيوت‪،‬هل فلو كان ذلك ناقض ا‬
‫للوضوء لبينه النبي صللى ال عليه وسإللما للمة بيان ا واضحاا‪،‬هل فلما لما يبينه دل على‬
‫أنه ل ينقض الوضوء‪.‬‬

‫وأما الية الكريمة فل دللة فيها على ما ذكر؛ لن المراد بالملمسإة‬


‫الجماع‪،‬هل وليس اللمس باليد‪،‬هل لما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن ابن عباس‪،‬هل وهو حبر المة وترجمان القران الذي علمه ال تأويل‬
‫كتابه واسإتجاب فيه دعوة رسإوله‪،‬هل فملسإمر الملمسإة بالجماع‪،‬هل فقد معلي م‬
‫ق البخأاري في‬
‫صحيحه عنه أنه قال‪) :‬الدخأول والمسإيس واللماس هو الجماع(])‪،[(784‬هل وقد‬
‫أخأرج عبد الرزاق عن معمر‪،‬هل عن قتادة أن عبيد بن عمير وسإعيد بن جبير وعطاء‬
‫بن أبي رباح اخأتلفوا في الملمسإة‪،‬هل قال سإعيد وعطاء‪ :‬هو اللمس والغمز‪،‬هل وقال‬
‫عبيد بن عمير‪ :‬هو النكاح‪،‬هل فخأرج عليهما ابن عباس وهما كذلك‪،‬هل فسإألوه وأخأبروه بما‬
‫ف‬‫قالوا‪،‬هل فقال‪ :‬أخأطأ الموليان‪،‬هل وأصاب العربي‪،‬هل وهو الجماع‪،‬هل ولكن ال ميدع ل‬
‫ويكني])‪،[(785‬هل وتفسإيره أرجح من تفسإير غيره لتلك المزية‪.‬‬

‫وقد ورد هذا التفسإير عن جماعة من السإلف‪،‬هل كما نقل ذلك ابن جرير في‬
‫»تفسإيره«])‪،[(786‬هل قال ابن كثير‪) :‬وقد صح من غير وجه عن عبد ال بن عباس‬
‫أنه قال ذلك(])‪،[(787‬هل وقد رجح ذلك ابن جرير])‪.[(788‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 291‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 2‬ـ أنه إذا حمل لفظ الملمسإة أو اللمس في القراءة الخأرى على الجماع‬
‫تكون الية شاملة للحدثين‪ :‬الصغر في قوله‪}} :‬أمنو مجامء أممحرد دمننعكنما دممن انلمغائددط{{‪،‬هل‬
‫والكبر في قوله‪}} :‬أمنو لمممنسإتععما الونمسإامء{{ وهذا أبلغ وأشمل‪،‬هل أما إذا أريد منه المس‬
‫باليد ـ مثلا ـ فإنه يكون قليل الفائدة‪،‬هل إذ المجيء من الغائط واللمس حينئذ من‬
‫موجبات الوضوء‪،‬هل فتخألوا الية من ذكر موجب الغسإل‪،‬هل وهو الحدث الكبر‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن تفسإير اللمس في الية بالجماع فيه جمع بين الدلة إواعمال لها‬
‫كلها‪،‬هل بخألف ما إذا فسإر باللمس باليد فإن ذلك يلغي دللة السإنة على عدما‬
‫الوضوء من لمس المرأة‪.‬‬

‫وأما قولهما‪ :‬إن اللمس حقيقة في المس باليد فهذا صحيح‪،‬هل لكنه تعورف عند‬
‫إضافته إلى النسإاء في معنى الجماع‪،‬هل بل يكاد يكون ظاه ار فيه‪،‬هل كما أن الوطء‬
‫حقيقته المشي بالقدما‪،‬هل فإذا أضيف إلى النسإاء لما يفهما منه غير الجماع‪.‬‬

‫وأما حمل الية على اللمس بشهوة لكون ذلك مظنة الحدث فمردود بأن‬
‫المظنة ل تنقض الوضوء‪،‬هل ما لما تكن قوية؛ لن الصل الطهارة‪،‬هل كما سإيأتي في‬
‫حديث أبي هريرة رضي ال عنه‪.‬‬

‫وأما حديث عائشة الذي في الصحيحين فهو دليل على أن اللمس ل ينقض‬
‫الوضوء‪،‬هل وأما قول الحافظ‪) :‬وتعقب باحتمال الحائل أو الخأصوصية(])‪[(789‬‬
‫فليس بشيء؛ لن الصل عدما الخأصوصية إل بدليل‪،‬هل كما في الصول‪،‬هل فكيف‬
‫تبنى المسإائل على الحتمال‪،‬هل وأما احتمال الحائل فل يفكر فيه إل متعصب])‬
‫‪،[(790‬هل وقد خأالف الحافظ في كلمه هنا ما ذكره في »التلخأيص«])‪ [(791‬من‬
‫أن الحديث دليل على أن اللمس في الية الجماع؛ لنه مملسإها في الصلة واسإتمر‪،‬هل‬
‫وهذا هو الحق إن شاء ال‪.‬‬

‫وقد اعتبر شيخ السإلما ابن تيمية القول بأن لمس المرأة ينقض الوضوء بل‬
‫شهوة قولا شاذاا‪،‬هل ليس له أصل في الكتاب‪،‬هل ول في السإنة‪،‬هل ول في أثر عن أحد من‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 292‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫سإلف المة‪،‬هل ول هو موافق لصول الشريعة‪،‬هل فإن اللمس العاري عن شهوة ل يؤثر‬
‫في شيء من العبادات‪،‬هل فمن جعله مفسإدا للطهارة فقد خأالف الصول])‪،[(792‬هل‬
‫وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 293‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم الشك في الحدث مع تيققن الطهارة‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 71/5‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫طندده مشنيئاا‪،‬هل فمأمنشكمل معلمنيده‪ :‬مأخأمرمج دمننهع شيرء‪،‬هل أمنما م‬
‫ل؟ا فملم‬ ‫وسإللما‪» :‬إمذا مومجمد أممحعدعكنما في مب ن‬
‫صنوتاا‪،‬هل أمنو ميدجمد دريحاا«‪ .‬أمنخأمرمجهع عمنسإلرما‪.‬‬ ‫د‬ ‫د‬
‫مينخأعرمجلن ممن الممنسإدجد محلتى مينسإمممع م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه مسإلما )‪ (362‬في كتاب »الحيض« باب »الدليل على أن من‬
‫تيقن الطهارة ثما شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك« من طريق جرير بن‬
‫عبد الحميد‪،‬هل عن سإهيل بن أبي صالح‪،‬هل عن أبيه])‪،[(793‬هل عن أبي هريرة رضي‬
‫ال عنه‪.‬‬

‫وقد جاء في معناه أحاديث أخأرى‪،‬هل تأتي إن شاء ال‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إذا وجد أحدكما في بطنه شيئاا( أي‪ :‬إذا حلس بتردد الريح في بطنه‪،‬هل‬
‫وهو صوت المعاء‪،‬هل وهو القرقرة‪ :‬أي‪ :‬قرقرة البطن])‪.[(794‬‬

‫قوله‪) :‬فأشكل عليه( أي‪ :‬التبس عليه المر أمعودجمد ناقض أما ل؟ا‬

‫قوله‪) :‬فل يخأرجن من المسإجد( أي‪ :‬لجل أن يتوضأ‪.‬‬

‫قوله‪) :‬حتى يسإمع صوتا أو يجد ريحاا( أي‪ :‬حتى يتيقن الحدث بسإمعه أو‬
‫شمه و)أو( للتنويع‪،‬هل وخأص السإمع والشما بالذكر لكونهما الغالب‪،‬هل إوال فلو كان ل‬
‫يسإمع ول يشما لفة أو مرض وتيقن بغير هذين الطريقين انتقض وضوؤه‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 294‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن المتطهر إذا شك في الحدث لما يلزمه‬
‫الوضوء‪،‬هل بل يصلي بطهارته تلك حتى يتيقن أنه أحدث‪،‬هل إما بسإماع صوت أو شما‬
‫ريح‪.‬‬

‫وقد دل على ذلك ـ أيضا ـ حديث عبد ال بن زيد رضي ال عنه أنه شكا‬
‫إلى النبي صللى ال عليه وسإللما الرجل الذي يخأيل أنه يجد الشيء في الصلة‪،‬هل‬
‫فقال‪» :‬ل ينصرف حتى يسإمع صوتا أو يجد ريحاا«])‪.[(795‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬هذا الحديث دليل على قاعدة عظيمة من قواعد الشريعة وهي‬
‫)اليقين ل يزول بالشك(‪،‬هل وأن الصل بقاء ما كان على ما كان‪،‬هل وهي من القواعد‬
‫الفقهية الكبرى التي يتخأرج عليها فروع فقهية كثيرة في العبادات والمعاملت‬
‫والعقود‪.‬‬

‫قال القرافي‪) :‬هذه قاعدة مجمع عليها‪،‬هل وهي أن كل مشكوك فيه عيجعل‬
‫كالمعدوما الذي عيجزما بعدمه(])‪.[(796‬‬

‫وقال أبو داود‪) :‬سإمعت أحمد عسإئل عن رجل يشك في وضوئه؟ا قال‪ :‬إذا‬
‫توضأ فهو على وضوئه حتى يسإتيقن الحدث‪،‬هل إواذا أحدث في وضوئه فهو محدث‬
‫حتى يسإتيقن أنه توضأ(])‪.[(797‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬هذا الحديث سإند عظيما لغلق باب الوسإوسإة الذي يدخأل‬
‫منه الشيطان على العبد لفسإاد طهارته وصلته وعبادته‪.‬‬

‫وقد دل هذا الحديث على أنه ل ينبغي للمسإلما أن يسإتسإلما للوسإواس‪،‬هل فإنه‬
‫داء عضال‪،‬هل إذا اشتد بصاحبه ل ينفك عنه‪،‬هل فيقع في الحرج والمشقة‪،‬هل ويواجه عناء‬
‫في أداء الواجبات؛ لن الوسإواس أكثر ما ينشأ من الشك‪،‬هل ومتى اسإتسإلما النسإان‬
‫للوسإاوس وانقاد لها تعب منها‪،‬هل ومتى مغمفمل عنها ولما يلتفت لها فإنها تزول بإذن ال‬
‫تعالى‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 295‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬دل الحديث على أن الريح ناقض للوضوء‪،‬هل لقوله‪» :‬حتى‬
‫يسإمع صوت ا أو يجد ريحاا«‪.‬‬

‫وسإيذكر المصنف أحاديث في هذا الموضوع في اخأر هذا الباب‪،‬هل وكان‬


‫الولى جمعها في موضع واحد‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 296‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما جاء في أن مس الذكر ل ينقض الوضوء‬

‫ت مذمكدري‪.‬‬‫ق نبدن معلدلي رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل مرعجرل‪ :‬مممسإنسإ ع‬ ‫طنل د‬
‫‪ 72/6‬ـ معنن م‬
‫ضورء؟ا فممقامل الينبلي صللى ال عليه‬ ‫د‬ ‫أمو مقامل‪ :‬الرجعل يملس مذمكره دفي ال د‬
‫صلمة‪،‬هل أممعلمنيه عو ع‬ ‫ل‬ ‫مع‬ ‫ل ع مم‬ ‫ن‬
‫صلحمحهع انبعن دحلبامن‪،‬هل مومقامل‬ ‫ل‪،‬هل إلنما عهو ب ن د‬
‫ضمعةر مننمك«‪ .‬أمنخأمرمجهع انلمخأنممسإعة‪،‬هل مو م‬ ‫وسإللما‪ » :‬م م م م‬
‫انبعن الممدديني‪ :‬عهمو أمنحمسإعن دمنن محدديدث عبنسإمرمة‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو علي‪،‬هل طلق بن علي بن طلق بن عمرو‪،‬هل ويقال‪ :‬طلق بن علي ابن‬
‫المنذر بن قيس السإحيمي اليمامي مشهور‪،‬هل له صحبة‪،‬هل ووفادة‪،‬هل ورواية‪،‬هل وقد ورد في‬
‫صحيح ابن حبان عن قيس بن طلق‪،‬هل عن أبيه قال‪ :‬بنيت مع رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما مسإجد المدينة‪،‬هل فكان يقول‪» :‬قدموا اليمامي من الطين‪،‬هل فإنه من‬
‫أحسإنكما له ملسإاا« ])‪،[(798‬هل روى عنه ابنه قيس‪،‬هل وابنته خألدة وغيرهما])‪.[(799‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه أبو داود )‪،183‬هل‪ (182‬في كتاب »الطهارة« باب‬
‫»الرخأصة«‪،‬هل والترمذي )‪،(85‬هل والنسإائي )‪،(1/101‬هل وابن ماجه )‪،(483‬هل وابن‬
‫حبان )‪ (1119‬كلهما من طريق ملزما بن عمرو الحنفي‪،‬هل ثنا عبد ال بن بدر‪،‬هل عن‬
‫قيس بن طلق‪،‬هل عن أبيه‪.‬‬

‫وهو حديث صحيح‪،‬هل قال الطحاوي فيه‪) :‬فهذا حديث ملزما‪،‬هل صحيح‬
‫مسإتقيما السإناد‪،‬هل غير مضطرب في إسإناده ول في متنه(‪،‬هل ثما أسإند عن ابن المديني‬
‫قوله‪) :‬حديث ملزما هذا أحسإن من حديث بسإرة(])‪،[(800‬هل وقال الترمذي‪) :‬هذا‬
‫الحديث أحسإن شيء روي في هذا الباب(])‪،[(801‬هل وقال ابن حزما‪) :‬هذا خأبر‬
‫صحيح(])‪ [(802‬وصححه ابن التركماني])‪.[(803‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 297‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأخأرجه أحمد )‪ (26/214‬من طريق أيوب بن عتبة‪،‬هل عن قيس بن طلق‪،‬هل‬


‫عن أبيه‪ .‬وأيوب بن عتبة ضعيف‪،‬هل لكنه توبع‪،‬هل وله طرق أخأرى‪ .‬وضعفه اخأرون‪،‬هل‬
‫ومنهما الشافعي‪،‬هل وأبو حاتما‪،‬هل وأبو زرعة‪،‬هل والبيهقي‪،‬هل والدارقطني‪،‬هل وابن الجوزي])‬
‫‪،[(804‬هل وذلك لن قيس بن طلق ليس بالقوي عندهما‪،‬هل كما يقول البيهقي])‪.[(805‬‬
‫ونقل الدارقطني عن يحيى بن معين قوله‪) :‬قد أكثر الناس في قيس‪،‬هل ول يحتج به(‬
‫])‪،[(806‬هل وقال الذهبي‪) :‬ضعفه أحمد ويحيى في إحدى الروايتين عنه(])‪،[(807‬هل‬
‫وقد ثبت عن يحيى نقيض ذلك‪،‬هل فروى عنه عثمان بن سإعيد الدارمي قال‪) :‬قلت‪:‬‬
‫فعبد ال بن نعمان عن قيس بن طلق؟ا قال‪ :‬شيوخ يمامية ثقات(])‪.[(808‬‬

‫أما تضعيف أحمد له فقد نقله ـ أيضا ـ ابن الجوزي])‪،[(809‬هل والذي نقله‬
‫عنه الخألل أنه قال‪) :‬غيره أثبت منه(])‪،[(810‬هل وليس هذا تضعيفاا!‬

‫وقد ذكره ابن حبان في »الثقات«])‪،[(811‬هل وقال العجلي‪) :‬قيس بن طلق‬


‫يمامي‪،‬هل تابعي ثقة(])‪.[(812‬‬

‫وأما قول النووي‪) :‬إنه ضعيف باتفاق الحفاظ(])‪،[(813‬هل فهو وهما منه‪،‬هل‬
‫وكأن ابن عبد الهادي أراده بقوله‪) :‬وأخأطأ من حكى التفاق على ضعفه(])‬
‫‪.[(814‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫ت ذكري( ممدسإمس‪ :‬من باب تعب‪،‬هل وفي لغة‪ :‬مممسإنسإته‬


‫قوله‪) :‬قال رجل‪ :‬ممدسإنسإ ع‬
‫مسإاا‪،‬هل من باب قتل‪،‬هل أفضيت إليه بيدي من غير حائل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ل( أي‪ :‬ل وضوء من مسإه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬بضعة منك( البضعة‪ :‬بفتح الباء ويجوز كسإرها‪،‬هل القطعة من اللحما‪،‬هل‬
‫والمراد‪ :‬أنه كاليد والذن والرجل ونحوهما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 298‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل لمن قال‪ :‬إن مس الذكر ل ينقض الوضوء؛‬
‫لنه وصفه بأنه بضعة من النسإان‪،‬هل كملس أذنه أو يده ونحوهما‪،‬هل وهو قول‬
‫الحنفية‪،‬هل وبعض المالكية‪،‬هل ورواية عن الماما أحمد‪،‬هل وهو قول ابن المنذر])‪.[(815‬‬

‫وسإيأتي توضيح هذه المسإألة وبيان الراجح فيها في الحديث التي‪،‬هل إن شاء‬
‫ال تعالى‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 299‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما جاء في أن مس الذكر ينقض الوضوء‬

‫د‬
‫صنفموامن رضي ال عنها أملن مرعسإومل ال صللى ال عليه‬ ‫‪ 73/7‬ـ معنن عبنسإمرةم بدننت م‬
‫د‬
‫صلححهع التلنردمذ ل‬
‫ي موانبعن‬ ‫ضنأ«‪ .‬أمنخأمرمجهع انلمخأنممسإعة‪،‬هل مو م‬
‫وسإللما مقال‪» :‬ممنن مملس مذمكمرهع مفنلميتممو ل‬
‫صلح مشنيلء في همذا انلمبادب‪.‬‬ ‫ي‪ :‬عهمو أم م‬
‫د‬
‫حلبامن‪،‬هل مومقامل انلعبمخأادر ل‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهي عبنسإرة ـ بضما الباء إواسإكان السإين المهملة ـ بنت صفوان بن نوفل بن‬
‫أسإد بن عبد العزى القرشية السإدية‪،‬هل وهي بنت أخأي ورقة بن نوفل‪،‬هل وأخأت عقبة بن‬
‫صلوبه ابن عبد البر‪ .‬وقال ابن‬
‫معيط لمه‪،‬هل وقيل في نسإبها غير ذلك‪،‬هل وما عذكر م‬
‫الثير‪) :‬هو الصح(])‪،[(816‬هل روى عنها عبد ال بن عمر‪،‬هل ومروان بن الحكما‪،‬هل‬
‫وابن المسإيب‪،‬هل وغيرهما‪،‬هل قال الشافعي‪) :‬لها سإابقة قديمة وهجرة(‪،‬هل وقال ابن حبان‪:‬‬
‫)كانت من المهاجرات(])‪،[(817‬هل وقال مصعب بن الزبير‪) :‬كانت من المبايعات(‬
‫])‪.[(818‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أبو داود )‪ (181‬في كتاب »الطهارة« باب »الوضوء من ملس‬
‫الذكر«‪،‬هل والنسإائي )‪،(1/100‬هل وأحمد )‪،(45/265‬هل ومالك )‪،(1/42‬هل وابن حبان )‬
‫‪ (1112‬من طريق عبد ال بن أبي بكر أنه سإمع عروة يقول‪ :‬دخألت على مروان‬
‫بن الحكما‪،‬هل فذكرنا ما يكون منه الوضوء‪،‬هل فقال مروان‪ :‬ودمنن مموس الذكر‪،‬هل فقال‬
‫عروة‪ :‬ما علمت ذلك‪،‬هل فقال مروان‪ :‬أخأبرتني بسإرة بنت صفوان‪ ..‬وذكر الحديث‪.‬‬

‫وأخأرجه الترمذي )‪،(83‬هل وابن ماجه )‪،(479‬هل وابن حبان )‪ (1115‬من‬


‫طريق هشاما بن عروة‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن مروان‪،‬هل عن بسإرة بنت صفوان‪،‬هل وفي لفظ‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 300‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫لبن حبان‪) :‬من مس فرجه فليتوضأ(‪،‬هل وقال الترمذي‪) :‬هذا حديث حسإن‬
‫صحيح(‪،‬هل ونقل عن البخأاري أنه قال‪) :‬أصح شيء في هذا الباب حديث بسإرة(‪.‬‬

‫وظاهر السإياق عند أبي داود وغيره أن الحديث من رواية مروان بن الحكما‬
‫عن بسإرة‪،‬هل وقد طعن فيه بعضهما‪،‬هل بسإبب وليته وأخأباره في التاريخ من قمنتدل طلحة‬
‫رضي ال عنه ومشنهدرده السإيف وطلبه الخألفة‪،‬هل وقد دافع عنه ابن حجر‪،‬هل بأن قتله‬
‫ل‪،‬هل وأما إشهاره السإيف في طلب الخألفة فقد كان بعد هذا‬
‫طلحة كان فيه متأو ا‬
‫الحديث‪،‬هل لنه قد حدث به حينما كان أمي ار على المدينة])‪،[(819‬هل وقد احتج به‬
‫البخأاري في »صحيحه« ومالك في »الموطأ«‪،‬هل وأحمد في »مسإنده« وهذا كا ل‬
‫ف في‬
‫الحتجاج به‪.‬‬

‫وقد ورد الحديث من رواية هشاما بن عروة‪،‬هل عن عروة‪،‬هل عن بسإرة‪،‬هل بدون ذكر‬
‫مروان‪،‬هل أخأرجه الترمذي )‪،(82‬هل والنسإائي )‪،(447‬هل وأحمد )‪ (45/270‬وهذه‬
‫مخأالفة لرواية الكثرين‪،‬هل فإما أن يحكما بشذوذها‪،‬هل أو يقال‪ :‬إن عروة سإمع الحديث‬
‫ل‪،‬هل ثما أراد أن يسإتوثق‪،‬هل فلقي بسإرة وسإمع منها‪،‬هل كما في رواية شعيب‬
‫من مروان أو ا‬
‫بن إسإحاق‪،‬هل عند ابن حبان )‪،(1113‬هل والدارقطني )‪ (1/146‬وغيرهما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل لمن قال‪ :‬إن مس الذكر وكذا مس الفرج ينقض‬
‫الضوء‪،‬هل وهو قول الشافعي‪،‬هل وقول لمالك في المشهور عنه‪،‬هل والمشهور في مذهب‬
‫أحمد])‪،[(820‬هل وهو معارض بحديث طلق بن علي المتقدما الذي يدل على أن مس‬
‫الذكر ل ينقض الوضوء‪،‬هل وقد اخأتلفت كلمة أهل العلما])‪ [(821‬في إزالة هذا‬
‫التعارض على ثلثة مسإالك‪،‬هل وهي المسإالك المعروفة في الصول‪:‬‬

‫فمن أهل العلما من سإلك مسإلك النسإخ‪،‬هل وأن حديث طلق بن علي منسإوخ‬
‫بحديث بسإرة؛ لن حديثه متقدما‪،‬هل وحديثها متأخأر‪،‬هل ودليل تقدمه ما مضى في‬
‫ترجمته من أنه قدما المدينة على رسإول ال صللى ال عليه وسإللما وهما يبنون المسإجد‬
‫في أول الهجرة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 301‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وممن قال بالنسإخ‪ :‬ابن حبان])‪ [(822‬والطبراني])‪ [(823‬وابن العربي])‬


‫‪ [(824‬والحازمي])‪ [(825‬والبيهقي])‪ [(826‬وابن حزما])‪،[(827‬هل وأيد ابن حزما‬
‫القول بالنسإخ بأن قوله صللى ال عليه وسإللما‪» :‬هل هو إل بضعة منك« دليل على‬
‫أن ذلك كان قبل المر بالوضوء من مس الذكر؛ لنه لو كان بعده لما يقل عليه‬
‫الصلة والسإلما هذا الكلما‪،‬هل بل كان يبين أن المر بذلك قد نسإخ‪،‬هل وقوله هذا يدل‬
‫ل‪،‬هل وأنه كسإائر العضاء‪.‬‬
‫على أنه لما يكن سإلف فيه حكما أص ا‬
‫لكن القول بالنسإخ فيه ضعف لمرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن القاعدة عند الصوليين أنه ل يعدل إلى النسإخ إل إذا تعذر‬
‫الجمع بين الدليلين؛ لن النسإخ إبطال لحدهما‪،‬هل والجمع بينهما عمل بهما‪،‬هل وهو‬
‫ممكن‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن العلماء قالوا‪ :‬إن التاريخ ل يعلما بتقدما إسإلما الراوي أو تقدما‬
‫أمنخأدذه‪،‬هل لجواز أن يكون الراوي المتأخأر رواه عن غيره من الصحابة‪،‬هل ولذا قال‬
‫الشوكاني‪) :‬إن هذا ليس دليلا عند المحققين من أئمة الصول(])‪.[(828‬‬

‫المسإلك الثاني‪ :‬مسإلك الترجيح‪،‬هل والمحققون على ترجيح حديث بسإرة بنت‬
‫صفوان على حديث طلق بن علي‪،‬هل فيجب الوضوء من مس الذكر‪،‬هل وهذا اخأتيار‬
‫الصنعاني])‪ [(829‬والشيخ عبد العزيز بن باز‪،‬هل وذلك لما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن حديث بسإرة أصح من حديث طلق بن علي‪،‬هل فإنه سإليما السإناد‪،‬هل‬
‫وحديث طلق ضعفه جماعة‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل وقد قال البخأاري عن حديث عبسإرة‪) :‬إنه‬
‫أصح شيء في هذا الباب( إوان كان شيخأه علي بن المديني قد خأالفه‪،‬هل فرجح‬
‫حديث طلق‪،‬هل لكن قول البخأاري في هذا الموضع أولى؛ لنه مؤيد بما سإعيذكر‪.‬‬

‫وقد نقل الحافظ عن البيهقي قوله‪) :‬يكفي في ترجيح حديث بسإرة على‬
‫حديث طلق أن حديث طلق لما يخأرجه الشيخأان‪،‬هل ولما يحتجا بأحد من رواته‪،‬هل‬
‫وحديث بسإرة قد احتجا بجميع رواته‪،‬هل إل أنهما لما يخأرجاه‪.[(830)](...‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 302‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 2‬ـ أن حديث بسإرة له شواهد كثيرة تعضده‪،‬هل رواها سإبعة عشر صحابياا‪،‬هل‬
‫وحديث طلق ل شاهد له‪.‬‬

‫ومن شواهده‪ :‬حديث أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسإول ال صللى‬
‫ال عليه وسإللما‪» :‬إذا أفضى أحدكما بيده إلى فرجه وليس بينهما سإتر ول حجاب‬
‫فليتوضأ«])‪.[(831‬‬

‫وحديث أما حبيبة رضي ال عنها قالت‪ :‬سإمعت رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما يقول‪» :‬من مس فرجه فليتوضأ«])‪.[(832‬‬

‫وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما‪» :‬أيما رجل مس فرجه فليتوضأ‪،‬هل وأيما امرأة مسإت فرجها فلتتوضأ«])‬
‫‪.[(833‬‬

‫وحديث زيد بن خأالد الجهني رضي ال عنه قال‪ :‬سإمعت رسإول ال صللى‬
‫ال عليه وسإللما يقول‪» :‬من مس فرجه فليتوضأ«])‪.[(834‬‬

‫‪ 3‬ـ ومن مرجحات حديث بسإرة أنه ناقل عن البراءة الصلية التي هي عدما‬
‫الوضوء من مس الذكر‪،‬هل والناقل عن البراءة الصلية مقدما؛ لن معه زيادة علما‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ أن حديث بسإرة أحوط وأب أر للذمة‪.‬‬

‫المسإلك الثالث‪ :‬مسإلك الجمع بين الحديثين‪،‬هل وهو مسإلك جيد؛ لن فيه عملا‬
‫بكل الدليلين‪،‬هل وهؤلء اخأتلفوا على قولين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن مس الذكر يسإتحب منه الوضوء مطلقا عملا بحديث بسإرة‪،‬هل ول‬
‫يجب عملا بحديث طلق بن علي‪،‬هل وقد بوب ابن خأزيمة في صحيحه بقوله‪) :‬باب‬
‫اسإتحباب الوضوء من مس الذكر( ثما ذكر حديث بسإرة‪،‬هل ثما روى بسإنده عن مالك‬
‫أنه قال‪) :‬أرى الوضوء من مس الذكر اسإتحباب ا ول أوجبه(‪،‬هل وروى بسإنده ـ أيض ا ـ‬
‫عن الماما أحمد أنه سإئل عن الوضوء من مس الذكر‪،‬هل فقال‪) :‬أسإتحبه ول أوجبه(‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 303‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ثما اخأتار القول بوجوب الوضوء كقول الشافعي])‪ .[(835‬واخأتار هذا القول ـ وهو‬
‫السإتحباب ـ ابن المنذر‪،‬هل وشيخ السإلما ابن تيمية])‪.[(836‬‬

‫الثاني‪ :‬أنه إن كان المس بشهوة وجب الوضوء لحديث بسإرة‪،‬هل إوان كان لغير‬
‫شهوة لما يجب لحديث طلق‪،‬هل ويؤيد ذلك أنه قال في حديث طلق‪» :‬هل هو إل‬
‫بضعة منك« ‪،‬هل فإن هذا يقتضي أن الحكما في مس الذكر كالحكما في مس سإائر‬
‫العضاء الذي ل يقارن مسإه شهوة‪،‬هل فإن مسإه مسإا يخأرج به عن مس نظائره من‬
‫بقية الجسإد وهو ما كان بشهوة وجب عليه الوضوء])‪ .[(837‬وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 304‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان شيء من نواقاض الوضوء‬

‫‪ 74/8‬ـ مومعنن معائدمشةم رضي ال عنها ألن مرعسإومل ال صللى ال عليه وسإللما‬
‫ضنأ‪،‬هل ثعلما لدمينبدن‬
‫ي فلينصرف مفنلميتممو ل‬ ‫ف‪،‬هل أمنو مقنلرس‪،‬هل أمنو ممنذ ر‬
‫صامبهع قمنيرء أمنو عرمعا ر‬
‫مقامل‪» :‬ممنن أم م‬
‫ضلعفمهع أمنحممعد مومغنيعرعه‪.‬‬ ‫ك لم ميتكللما«‪ .‬أمنخأمرمجهع انبعن ممامجنه‪،‬هل مو م‬ ‫صلمتدده‪،‬هل موعهمو دفي ذلد م‬
‫معملى م‬
‫قولنا‪) :‬بيان شيء من نواقض الوضوء( هي‪ :‬القيء‪،‬هل والرعاف‪،‬هل والمقنلعس‪،‬هل‬
‫والمذي‪،‬هل والظاهر أن هذا هو غرض الحافظ من إيراد هذا الحديث هنا‪،‬هل وقد بلوب‬
‫عليه ابن ماجه في كتاب »الصلة« باب »البناء على الصلة«‪،‬هل وذكر الحافظ في‬
‫باب »شروط الصلة« ما يتعلق بذلك‪،‬هل وأعاد هذا الحديث مرة أخأرى هناك على ما‬
‫في بعض النسإخ‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه ابن ماجه )‪ (1221‬في كتاب »الصلة« باب »ما جاء في‬
‫البناء على الصلة« من طريق إسإماعيل بن عياش‪،‬هل عن ابن جريج‪،‬هل عن ابن أبي‬
‫عمليكة])‪ [(838‬عن عائشة رضي ال عنها به‪.‬‬

‫وهذا الحديث من أفراد ابن ماجه عن بقية أصحاب الكتب السإتة‪،‬هل إواسإناده‬
‫ضعيف‪،‬هل ضعفه البوصيري])‪،[(839‬هل وسإبب ضعفه‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أنه من رواية إسإماعيل بن عياش‪،‬هل عن ابن جريج‪،‬هل وابن جريج حجازي‪،‬هل‬
‫إواسإماعيل شامي‪،‬هل ورواية إسإماعيل عن الحجازيين ضعيفة‪،‬هل وقد خأالفه الحفاظ في‬
‫روايته‪،‬هل قال عنه في »التقريب«‪) :‬صدوق في روايته عن أهل بلده‪،‬هل مخألط عن‬
‫غيرهما(‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 305‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 2‬ـ أن الحفاظ أصحاب ابن جريج خأالفوا إسإماعيل في روايته‪،‬هل فرووه عن‬
‫عبد الملك بن جريج‪،‬هل عن أبيه عبد العزيز&هل‪;<146#‬بن جريج‪،‬هل عن النبي صللى‬
‫ل‪،‬هل ونقل ابن عدي عن الماما أحمد‪ :‬أن الصواب عن ابن‬
‫ال عليه وسإللما مرسإ ا‬
‫ل])‪.[(840‬‬
‫جريج‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن النبي صللى ال عليه وسإللما مرسإ ا‬
‫وقال أبو حاتما عن وصل الحديث‪) :‬هذا خأطأ‪،‬هل إوانما يروونه عن ابن جريج‪،‬هل‬
‫ل(])‪.[(841‬‬
‫عن أبيه‪،‬هل عن ابن أبي مليكة‪،‬هل عن النبي صللى ال عليه وسإللما مرسإ ا‬
‫ونقل البيهقي عن الشافعي أنه قال في حديث ابن جريج‪،‬هل عن أبيه‪) :‬ليسإت‬
‫هذه الرواية بثابتة عن النبي صللى ال عليه وسإللما(])‪.[(842‬‬

‫وعلى هذا فالصواب أن رفع إسإماعيل له شاذ‪،‬هل والمحفوظ ما رواه الجماعة‬


‫عن ابن جريج‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن ابن أبي مليكة‪،‬هل عن النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫ل‪.‬‬
‫مرسإ ا‬
‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬من أصابه قيء( القيء‪ :‬بالهمزة‪،‬هل إلقاء ما أكل أو شرب‪،‬هل أو هو ما‬
‫قذفته المعدة عن طريق الفما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أو رعاف( بضما الراء المهملة‪،‬هل وهو خأروج الدما من النف‪،‬هل وفعله‬
‫ف بالضما لغة‪،‬هل وقيل‪ :‬الرعاف الدما نفسإه‪،‬هل‬
‫ف مرنعفا من بابي‪) :‬قتل( و)نفع( ومرعع م‬
‫مرمع م‬
‫وأصله‪ :‬السإبق والتقدما‪،‬هل وفرس راعف‪،‬هل أي‪ :‬سإابق‪،‬هل والرعاف مسإمبق علما الراعف‬
‫وتقدما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أو مقنلرس( بفتح القاف وسإكون اللما‪،‬هل يقال‪ :‬مقملس قنلسإاا‪،‬هل من باب‬
‫)ضرب(‪ :‬خأرج من بطنه طعاما أو شراب إلى الفما‪،‬هل وذلك أثناء الجشا‪،‬هل وسإواء ألقاه‬
‫أو أعاده إلى بطنه إذا كان ملء الفما أو دونه‪،‬هل فإن غلب فهو قيء‪،‬هل والمقملس‪ :‬ـ‬
‫بفتحتين ـ اسإما للمقلوس‪،‬هل وهو ما يخأرج من الفما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أو مذي( تقدما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 306‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬وليبن على صلته( أي‪ :‬أو ليحسإب ما كان قد صلى قبل الوضوء‬
‫من ركعة أو أكثر‪،‬هل ويصلي ما كان باقياا‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وهو في ذلك ل يتكلما( أي‪ :‬في حال انصرافه ووضوئه‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن الخأارج النجس من غير السإبيلين‬


‫كالقيء‪،‬هل والمقلم د‬
‫س‪،‬هل والرعاف أنه ناقض للوضوء‪،‬هل وهو قول أبي حنيفة وأحمد‪،‬هل على‬
‫تفاصيل عندهما؛ لنه خأارج نجس‪،‬هل وكل خأارج نجس من البدن فهو ناقض عندهما])‬
‫‪.[(843‬‬

‫كما اسإتدلوا بحديث ممنعدان بن أبي طلحة‪،‬هل عن أبي الدرداء رضي ال عنه‪:‬‬
‫)أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما قاء فأفطر فتوضأ‪،‬هل فلقيت])‪ [(844‬ثوبان في‬
‫مسإجد دمشق‪،‬هل فذكرت ذلك له‪،‬هل فقال‪ :‬صدق‪،‬هل أنا صببت له وضوءه(])‪،[(845‬هل‬
‫لكن ل يتما السإتدلل بهذا الحديث إل بأمرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن تكون الفاء للسإببية‪،‬هل وهي ليسإت نصا في ذلك‪،‬هل بل يحتمل أن‬
‫تكون للتعقيب‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن يكون لفظ )فتوضأ( بعد لفظ )قاء( محفوظاا‪،‬هل وهو محل بحث])‬
‫‪ ..[(846‬ثما لو ثبت ذلك فل دليل فيه‪،‬هل كما سإيأتي‪.‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أن الخأارج النجس من غير السإبيلين ل ينقض الوضوء‪،‬هل وأن‬
‫ف فإن طهارته باقية‪،‬هل وهو قول الشافعي‪،‬هل ومالك‪،‬هل ورواية عن الماما‬
‫من قاء أو مرمع م‬
‫أحمد])‪،[(847‬هل اخأتارها شيخ السإلما ابن تيمية])‪،[(848‬هل وهو اخأتيار الشوكاني])‬
‫‪ [(849‬والشيخ عبد الرحمن السإعدي])‪ [(850‬والشيخ عبد العزيز بن باز‪.‬‬

‫واسإتدلوا بما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ حديث جابر رضي ال عنه في قصة معيباد بن بشر في غزوة ذات‬
‫الرقاع عندما أصيب بسإهاما وهو يصلي وخأرج منه دماء كثيرة واسإتمر في صلته])‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 307‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪،[(851‬هل قالوا‪ :‬ويبعد أن ل يطلع النبي صللى ال عليه وسإللما على مثل هذه الواقعة‬
‫العظيمة‪،‬هل ولما ينقل أنه أنكر أو أخأبره بأن صلته بطلت‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وجوب البقاء على البراءة الصلية‪،‬هل فل يحكما بالنقض حتى يثبت‬
‫الشرع‪،‬هل ول يصار إلى أن الدما أو القيء ناقض إل لدليل ناهض‪،‬هل والقياس ممتنع‬
‫في هذا الباب؛ لن علة النقض غير معقولة‪،‬هل وهي مخأتلفة‪.‬‬

‫والراجح ـ وال أعلما ـ أن الرعاف والقيء والمقلممس ل تنقض الوضوء‪،‬هل لعدما‬


‫وجود أدلة واضحة تدل على ذلك‪،‬هل فيبقى الصل وهو عدما النقض إل بدليل‬
‫شرعي‪،‬هل ولن الطهارة ثبتت بمقتضى دليل شرعي‪،‬هل وما ثبت بمقتضى دليل شرعي‪،‬هل‬
‫فإنه ل يمكن رفعه إل بدليل شرعي‪.‬‬

‫وأما ما اسإتدل به القائلون بالنقض‪،‬هل فحديث الباب ضعيف ـ كما تقدما ـ فل‬
‫تقوما به حجة‪،‬هل وأما حديث أبي الدرداء فإنه ل يدل على وجوب الوضوء من القيء‪،‬هل‬
‫فإن النبي صللى ال عليه وسإللما كان يتوضأ لكل صلة طاه ار وغير طاهر‪،‬هل ولن‬
‫هذا فعل‪،‬هل والفعل ل يدل على الوجوب‪،‬هل بل يدل على مشروعية التأسإي‪،‬هل فمن توضأ‬
‫من باب الحتياط فهو حسإن‪،‬هل وأما الوجوب فليس عليه دليل ظاهر‪.‬‬

‫قال شيخ السإلما ابن تيمية‪) :‬إذا توضأ من الرعاف فهو أفضل‪،‬هل ول يجب‬
‫عليه في أظهر قولي العلماء(])‪.[(852‬‬

‫وقال أيضاا‪) :‬اسإتحباب الوضوء من القيء متوجه ظاهر‪،‬هل والفعل إنما يدل‬
‫على السإتحباب(])‪.[(853‬‬

‫وأما انتقاض الوضوء بخأروج المذي فقد مضى الكلما عليه وأنه ناقض‬
‫للوضوء بالجماع‪.‬‬

‫وأما غير دما الرعاف‪،‬هل وهو الدما الخأارج من أي موضع من البدن غير‬
‫السإبيلين‪،‬هل فسإيأتي الكلما عليه ـ إن شاء ال تعالى ـ عند حديث أنس رضي ال عنه‬
‫أن النبي صللى ال عليه وسإللما احتجما ولما يتوضأ‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 308‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أن من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو‬
‫مذي وهو في الصلة أنه ينصرف ثما يتوضأ ويبني على صلته‪،‬هل ومشنرطع ذلك أل‬
‫يتكلما‪،‬هل لقوله في اخأر الحديث‪) :‬وهو في ذلك ل يتكلما( ولكن الحديث ضعيف كما‬
‫تقدما‪،‬هل والصواب أن الحدث كالمذي والريح ونحوها تفسإد الصلة‪،‬هل كما سإيأتي في‬
‫باب »شروط الصلة« من حديث علي بن طلق رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسإول‬
‫ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬إذا فسإا أحدكما في الصلة‪،‬هل فلينصرف وليتوضأ وليعد‬
‫الصلة« ‪ .‬أخأرجه الخأمسإة إل ابن ماجه‪،‬هل وصححه ابن حبان‪،‬هل لكنه حديث‬
‫ضعيف‪،‬هل كما سإيأتي بيانه ـ إن شاء ال تعالى ـ وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 309‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم لحم البل والغنم من حيث النقض وعدمه‬

‫‪ 75/9‬ـ معنن مجادبر بن مسإعممرةم رضي ال عنهما أملن مرعجلا مسإأممل اللنبديي صللى ال‬
‫ضأع دمنن لععحودما‬ ‫ضأع دمنن لععحودما انلمغمندما؟ا مقامل‪» :‬دإنن دشنئ م‬
‫ت« مقامل‪ :‬أمتممو ل‬ ‫عليه وسإللما‪ :‬أمتممو ل‬
‫البددل؟ا مقامل‪» :‬منمعنما«‪ .‬أمنخأمرمجهع عمنسإلرما‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو عبد ال‪،‬هل ويقال‪ :‬أبو خأالد‪،‬هل جابر بن سإمرة بن عجنادة العامري‬
‫اللسإوائي ـ بضما السإين المهملة وتخأفيف الواو ـ نسإبة إلى عسإوامء من أجداده‪،‬هل له ولبيه‬
‫صحبة‪،‬هل نزل الكوفة‪،‬هل ومات بها سإنة سإت وسإتين‪،‬هل وقيل‪ :‬أربع وسإبعين])‪.[(854‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه مسإلما في كتاب »الحيض« باب »الوضوء من لحوما البل« )‬


‫‪ (360‬من طريق أبي عوانة‪،‬هل عن عثمان بن عبد ال بن موهب‪،‬هل عن جعفر بن‬
‫أبي ثور‪،‬هل عن جابر بن سإمرة رضي ال عنه أن رجلا سإأل النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما‪ :‬أأتوضأ من لحوما الغنما؟ا قال‪» :‬إن شئت فتوضأ إوان شئت فل توضأ« قال‪:‬‬
‫أتوضأ من لحما البل؟ا قال‪» :‬نعما‪،‬هل فتوضأ من لحوما البل« ‪،‬هل قال‪ :‬أصلي في‬
‫مرابض الغنما؟ا قال‪» :‬نعما« ‪،‬هل قال‪ :‬أصلي في مبارك البل؟ا قال‪» :‬ل« ‪.‬‬

‫قال ابن خأزيمة‪) :‬لما نر خألف ا بين علماء الحديث أن هذا الخأبر صحيح من‬
‫ث بن أبي‬
‫جهة النقل‪،‬هل ومرموى هذا الخأبر ـ أيض ا ـ عن جعفر بن أبي ثور أشع ع‬
‫ك بن حرب‪،‬هل فهؤلء الثلثة من أجلة رواة الحديث‪،‬هل قد‬
‫الشعثاء المحاربي‪،‬هل وسإما ع‬
‫رووا عن جعفر بن أبي ثور هذا الخأبر(])‪.[(855‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 310‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد أخأرجه مسإلما ـ أيض ا ـ من هذين الطريقين‪ :‬طريق سإماك بن حرب‬


‫وأشعث بن أبي الشعثاء‪.‬‬

‫وكأن ابن خأزيمة يقصد بذلك ـ وال أعلما ـ الرد على من أعلل الحديث بجعفر‬
‫بن أبي ثور راويه عن جابر بن سإمرة وأنه مجهول‪،‬هل وعنسإب هذا إلى علي بن‬
‫المديني])‪،[(856‬هل وهذا ليس بصحيح‪،‬هل فإن جعف ار هذا مشهور‪،‬هل وهو يروي عن جده‬
‫جابر بن سإمرة‪،‬هل وقد أودع مسإلما حديثه في »صحيحه«‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن الوضوء من لحما الغنما ل يجب‪،‬هل إوانما‬
‫يباح لقوله‪» :‬إن شئت« لنه غير ناقض للوضوء‪،‬هل ويكون هذا الوضوء بهذا‬
‫العتبار تجديدا للوضوء السإابق‪،‬هل فيسإتدل به على جواز ذلك‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على وجوب الوضوء من لحما البل؛ لقوله‪:‬‬
‫»نعما« لنه ناقض للوضوء‪،‬هل وهذا مذهب الماما أحمد‪،‬هل وهو من المفردات‪،‬هل وبه قال‬
‫إسإحاق بن راهويه وابن المنذر وابن خأزيمة واخأتاره البيهقي‪،‬هل وحكي عن جماعة من‬
‫الصحابة‪،‬هل ورجحه ابن القيما])‪،[(857‬هل ورجحه النووي‪،‬هل وقال‪) :‬هذا المذهب أقوى‬
‫دليلا إوان كان الجمهور على خألفه(])‪.[(858‬‬

‫وقال الجمهور ومنهما الئمة الثلثة‪ :‬لحما البل ل ينقض الوضوء])‪،[(859‬هل‬


‫واسإتدلوا بحديث جابر بن عبد ال رضي ال عنهما قال‪) :‬كان اخأر المرين من‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما ترك الوضوء مما غيرت النار( وفي لفظ‪) :‬مما‬
‫ميسإت النار(])‪. [(860‬‬

‫ووجه الدللة‪ :‬أن قوله‪) :‬مما مسإت النار( عاما فيدخأل فيه لحما البل؛ لنه‬
‫من أفراد ما مسإته النار‪،‬هل بدليل أنه ل يؤكل نيئاا‪،‬هل بل يؤكل مطبوخأاا‪،‬هل فلما عنسإخ‬
‫الوضوء مما مسإته النار عنسإخ الوضوء من أكل لحوما البل أيضاا‪.‬‬

‫والقول الول هو الراجح في هذه المسإألة؛ لن حديث الباب نص في‬


‫الموضوع‪،‬هل ويؤيد حديث الباب‪،‬هل حديث البراء بن عازب رضي ال عنه قال‪ :‬سإئل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 311‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما عن الوضوء من لحوما البل‪،‬هل فقال‪» :‬توضؤوا‬


‫منها« ‪،‬هل وسإئل عن لحوما الغنما‪،‬هل فقال‪» :‬ل تتوضؤوا منها‪ «..‬الحديث])‪.[(861‬‬

‫وأما حديث جابر رضي ال عنه فعنه ثلثة أجوبة‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه حديث مضطرب‪،‬هل كما قال أبو حاتما])‪،[(862‬هل وله علة أخأرى‬
‫فقد نقل الحافظ عن الشافعي أنه قال‪ :‬لما يسإمع ابن المنكدر هذا الحديث من‬
‫جابر‪،‬هل إنما سإمعه من عبد ال بن محمد بن عقيل‪،‬هل وعبد ال هذا صدوق‪،‬هل في‬
‫حديثه لين‪،‬هل كما في »التقريب«])‪.[(863‬‬

‫الثاني‪ :‬على فرض صحته فل دللة فيه؛ لن لحما البل لما يتوضأ منه‬
‫لجل مموس النار‪،‬هل بل لمعنى يخأتص به ويتناوله نيئا ومطبوخأاا‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن ما قاله جابر نقل للفعل ل للقول‪،‬هل فإنهما قد شاهدوه قد أكل لحما‬
‫غنما ثما صلى ولما يتوضأ])‪.[(864‬‬

‫وحديث جابر رضي ال عنه ل معارضة بينه وبين حديث الباب وما في‬
‫معناه حتى يقال بالنسإخ‪،‬هل بل حديث جابر عاما‪،‬هل وحديث الباب خأاص‪،‬هل فيقدما‬
‫الخأاص على العاما‪،‬هل ويخأرج عن العاما الصورة التي قاما عليها دليل التخأصيص‪،‬هل فل‬
‫يتوضأ مما مسإت النار إل من لحما البل‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬ل فرق في النقض من لحوما البل بين أن يكون اللحما قليلا‬
‫أو كثي ار أو نيئا أو مطبوخأاا‪،‬هل لصدق اسإما اللحما على ذلك‪.‬‬

‫وقد اخأتلف العلماء هل نقض الوضوء خأاص باللحما‪،‬هل أو شامل لجميع أجزاء‬
‫البل من الهبر ـ وهو قطع اللحما])‪ [(865‬ـ أو الكرش أو الكبد أو الكلية أو المعاء‬
‫وما أشبه ذلك‪،‬هل على قولين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه شامل لجميع أجزاء البل‪،‬هل وهذا وجه في المذهب عند الحنابلة‪،‬هل‬
‫واخأتاره ابن سإعدي])‪،[(866‬هل ودليل ذلك ما يلي‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 312‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 1‬ـ أن لفظ اللحما في الشرع يشمل جميع أجزاء الحيوان‪،‬هل بدليل قوله تعالى‪:‬‬
‫ت معلمنيعكعما انلممنيتمةع مواليدعما مولمنحعما انلدخأنندزيدر{{ ]المائدة‪، [3 :‬هل ولحما الخأنزير شامل‬
‫}}عحورمم ن‬
‫لكل ما حواه الجلد‪،‬هل بل الجلد كذلك‪،‬هل وكون بعض الجزاء له اسإما خأاص ل يدلل‬
‫على خأروجه عن حكما اللحما‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن العموما المعنوي يؤيد ذلك‪،‬هل فإن الهبر وبقية الجزاء يتغذى بدما واحد‪،‬هل‬
‫وطعاما واحد‪،‬هل وشراب واحد‪،‬هل والرسإول صللى ال عليه وسإللما لما يفصل للسإائل‪،‬هل وهو‬
‫يعلما أن الناس يأكلون من هذا وهذا‪،‬هل فلو كان اللحما يخأتلف لما يترك الرسإول صللى‬
‫ال عليه وسإللما بيانه‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أنه ليس في الشريعة السإلمية حيوان تتبعض الحكاما في أجزائه‪،‬هل‬


‫فيكون بعضها حللا وبعضها حراماا‪،‬هل إوانما الحيوان إما حراما كله كالخأنزير‪،‬هل إواما‬
‫حلل كله كبهيمة النعاما‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه ل ينقض إل اللحما فقط‪،‬هل وهذا هو المذهب عند الحنابلة‪،‬هل‬
‫وقال الزركشي‪) :‬هو اخأتيار الكثرين(])‪،[(867‬هل واخأتاره الشيخ محمد بن إبراهيما])‬
‫‪،[(868‬هل واسإتدلوا بأن النص ورد في اللحما‪،‬هل وغير اللحما مما ذكر ل يتناوله النص‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ول يسإتدل باية }}مولمنحعما انلدخأنندزيدر{{ لن لحما الخأنزير عحلرمما لنجاسإته‬
‫وخأبثه‪،‬هل وأجزاء الخأنزير كلها نجسإة ليس فيها شيء طاهر‪،‬هل بخألف لحما البل فل‬
‫شيء فيه نجس‪،‬هل والحوط هو القول الول؛ لما تقدما‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬اخأتلف في الوضوء من لحما البل هل هو معلل أو ل؟ا‬


‫فالصحيح من المذهب عند الحنابلة أنه غير معلل‪،‬هل بل هو تعبدي‪،‬هل وقيل‪ :‬إنه‬
‫معلل‪،‬هل بما أشار إليه النبي صللى ال عليه وسإللما بأنها من الشياطين‪،‬هل كما ورد في‬
‫حديث أبي لس الخأزاعي قال‪ :‬حملنا رسإول ال صللى ال عليه وسإللما على إبل من‬
‫إبل الصدقة للحج‪،‬هل فقلت‪ :‬يا رسإول ال‪،‬هل ما عنرى أن تحملنا هذه‪،‬هل قال‪» :‬ما من بعير‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 313‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫إل في ذروته شيطان‪،‬هل فاذكروا اسإما ال عليها إذا ركبتموها كما امركما‪،‬هل ثما امتهنوها‬
‫لنفسإكما‪،‬هل فإنما يحمل ال«])‪.[(869‬‬

‫قالوا‪ :‬والكل منها يورث حالا شيطانية‪،‬هل والشيطان من نار‪،‬هل والماء يطفئها‪.‬‬

‫وال تعالى أعلما بأسإرار شرعه‪،‬هل فعلينا اليمان والعمل‪،‬هل وال يهدي من يشاء‬
‫إلى صراط مسإتقيما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 314‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫سل الميت والوضوءء من حمله‬


‫حكم السغسل من نغا س‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 76/10‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫ضنأ«‪ .‬أمنخأمرمجهع أمنحممعد‪،‬هل مواللنمسإائدلي‪،‬هل‬
‫وسإللما‪» :‬ممنن مغلسإمل ممنيتا مفنلمينغتمدسإنل‪،‬هل موممنن محمملمهع مفنلميتممو ل‬
‫موالتلنردمدذ ل‬
‫ي مومحلسإمنعه‪.‬‬

‫مومقامل أمنحممعد‪ :‬لم يصلح في همذا انلمبادب مشنيرء‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أحمد )‪،(13/118‬هل والترمذي في كتاب »الجنائز« )‪،(993‬هل‬


‫باب »ما جاء في العغسإل من غسإل الميت« وابن حبان )‪ (3/435‬من طريق‬
‫سإهيل بن أبي صالح‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه به مرفوعاا‪ .‬ورجاله‬
‫ثقات رجال الشيخأين‪،‬هل إل سإهيل بن أبي صالح فمن رجال مسإلما‪،‬هل وقال‪ :‬الترمذي‪:‬‬
‫»حديث حسإن«‪.‬‬

‫وأخأرجه أبو داود )‪ (3162‬من طريقين؛ أحدهما‪ :‬الطريق المذكور‪،‬هل لكن‬


‫زاد أبو صالح بينه وبين أبي هريرة إسإحاق مولى زائدة‪،‬هل وقد ذكر ذلك أبو داود‪،‬هل‬
‫وكأنه يشير إلى ضعف الحديث‪.‬‬

‫وأخأرجه ابن ماجه )‪ (1463‬من هذا الطريق مقتص ار على جزئه الول‬
‫فقط‪،‬هل وقد وقع في المطبوع‪) :‬سإهل بن أبي صالح( وهو خأطأ‪.‬‬

‫وأما عزوه للنسإائي فالظاهر أنه وهما من الحافظ‪،‬هل فإنه ل يوجد في مظانه‬
‫من »سإنن النسإائي«‪،‬هل ولما يعزه المزي إليه في »تحفة الشراف«])‪،[(870‬هل فال‬
‫أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 315‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد اخأتلف في هذا الحديث‪،‬هل فمنهما من صحح وقفه على أبي هريرة رضي‬
‫ال عنه كالبخأاري‪،‬هل فيما نقله عنه الترمذي])‪،[(871‬هل وأبي حاتما فإنه قال عن رفعه‪:‬‬
‫)هذا خأطأ‪،‬هل إنما هو موقوف على أبي هريرة‪،‬هل ل يرفعه الثقات(])‪،[(872‬هل وكذا‬
‫البيهقي فإنه رجح وقفه])‪.[(873‬‬

‫ومنهما من صحح رفعه‪،‬هل كالترمذي‪،‬هل وابن حبان ـ كما تقدما ـ والذهبي])‬


‫د‬
‫‪،[(874‬هل وصححه ابن حجر])‪،[(875‬هل وهو ظاهر صنيعه في البلوغ‪،‬هل فإنه لما عيعلهع‬
‫بالوقف‪،‬هل ونقل الترمذي عن الماما البخأاري أنه قال‪) :‬إن أحمد بن حنبل وعلي بن‬
‫المديني قال‪ :‬ل يصح من هذا الباب شيء(])‪،[(876‬هل ونقله عنه البيهقي])‬
‫‪،[(877‬هل وكذا قال محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخأاري‪) :‬ل أعلما فيه حديثا ثابتاا(‬
‫])‪.[(878‬‬

‫وقد ذكر البيهقي معظما طرق هذا الحديث‪،‬هل وسإاق ابن القيما في »تهذيب‬
‫مخأتصر السإنن«])‪ [(879‬أحد عشر طريقاا‪،‬هل ثما قال‪) :‬وهذه الطرق تدل على أن‬
‫الحديث محفوظ(‪.‬‬

‫وما قاله ابن القيما من أن الحديث محفوظ‪،‬هل قد سإبقه إليه الذهبي حيث ذكر‬
‫أن طرق هذا الحديث أقوى من عدة أحاديث احتج بها الفقهاء ولما يعللوها بالوقف‪،‬هل‬
‫بل قدموا رواية الرفع])‪،[(880‬هل لكن قول الئمة الكبار ـ كما تقدما ـ مقدما على قول‬
‫من هو دونهما‪.‬‬

‫وقد أنكر النووي على الترمذي تحسإينه لهذا الحديث])‪،[(881‬هل فذكر الحافظ‬
‫أن هذا معترض؛ لن الحديث بكثرة طرقه أسإوأ أحواله أن يكون حسإناا])‪.[(882‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬الحديث دليل على وجوب الغسإل على من مغلسإمل ميتاا‪،‬هل وعموما‬
‫لفظ الحديث يفيد عموما الموات من كبير وصغير وذكر وأنثى‪،‬هل وقال بهذا بعض‬
‫أهل العلما‪،‬هل وقد حكاه ابن القيما عن علي وأبي هريرة رضي ال عنهما‪،‬هل وقال‪ :‬يروى‬
‫عن ابن المسإيب وابن سإيرين والزهري])‪.[(883‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 316‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وذهب أكثر أهل العلما‪،‬هل ومنهما مالك وأحمد والشافعي إلى أن الغسإل من‬
‫غسإل الميت مسإتحب وليس بواجب])‪،[(884‬هل وذلك لن الحديث ل ينهض على‬
‫اليجاب‪،‬هل لما تقدما من كلما العلماء فيه‪،‬هل وقد ذكر العلمة ابن مفلح الحنبلي قاعدة‬
‫جيدة ومفادها‪ :‬أن الحديث إذا كان فيه ضعف‪،‬هل وكان دالل على الوجوب بصيغته‪،‬هل‬
‫أو دالل على التحريما‪،‬هل فإنه يحمل على السإتحباب في المر‪،‬هل وعلى الكراهة في‬
‫النهي احتياطاا‪،‬هل ول عيلمزما المسإلمون بحكمه وجوب ا أو تحريماا])‪.[(885‬‬

‫ويؤيد اسإتحباب الغسإل وعدما وجوبه ما رواه الدارقطني والخأطيب من طريق‬


‫عبد ال بن الماما أحمد‪،‬هل قال‪ :‬قال لي أبي‪ :‬كتبت حديث عبيد ال عن نافع عن‬
‫ابن عمر‪) :‬كنا نغسإل الميت‪،‬هل فمنا من يغتسإل‪،‬هل ومنا من ل يغتسإل(؟ا قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫ل‪،‬هل قال‪ :‬في ذلك الجانب شاب يقال له‪ :‬محمد بن عبد ال المخأرمي يحدث به عن‬
‫أبي هشاما المخأزومي عن وهيب‪،‬هل فاكتب عنه(])‪،[(886‬هل قال الحافظ‪) :‬هذا إسإناد‬
‫صحيح‪،‬هل وهو أحسإن ما جمع به بين مخأتلف هذه الحاديث‪،‬هل وال أعلما(])‪.[(887‬‬

‫وقال الشوكاني‪) :‬وهذا ل يقصر عن صرف المر عن معناه الحقيقي الذي‬


‫هو الوجوب إلى معناه المجازي ـ أعني السإتحباب ـ‪،‬هل فيكون القول بذلك هو الحق‪،‬هل‬
‫لما فيه من الجمع بين الدلة بوجه مسإتحسإن‪.[(888)](..‬‬

‫ول يجب الوضوء من غسإل الميت في أظهر قولي العلماء؛ لن الوجوب‬


‫يحتاج إلى دليل‪.‬‬

‫وقد اخأتلف العلماء في الحكمة من المر بالغسإل لمن غسإل ميتاا‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ فقيل‪ :‬لن تغسإيله قد يورث للغاسإل انكسإا ار وضعف ا وانحللا في القوة‬
‫بسإبب مشاهدة الميت وتذكر ما وراء الموت‪،‬هل فيسإن الغسإل لذلك‪،‬هل كما عيشرع الغسإل‬
‫من الجماع لوجود الضعف‪،‬هل وكذا الحيض والنفاس‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 317‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ 2‬ـ وقيل‪ :‬لن الغاسإل ل يأمن أن يقع على بدنه شيء من رشاش الماء‬
‫الذي عغسإل به الميت‪،‬هل وقد يكون على بدن الميت نجاسإة‪،‬هل فإذا أصاب شيئ ا من‬
‫بدنه وهو ل يعلما مكانه سإن له غسإل جميع بدنه‪،‬هل قاله الخأطابي])‪.[(889‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬يدل الحديث بظاهره على وجوب الوضوء من حمل الميت‪،‬هل‬
‫لكن الحديث فيه ما تقدما‪،‬هل فل ينهض على وجوب الوضوء‪،‬هل ولما يرد في الباب‬
‫شيء‪،‬هل كما ورد في العغسإل من غسإل الميت‪.‬‬

‫قال الخأطابي‪) :‬ل أعلما أحدا من الفقهاء يوجب الغتسإال من غسإل الميت‪،‬هل‬
‫ول الوضوء من حمله‪،‬هل ويشبه أن يكون المر في ذلك على السإتحباب‪،‬هل وقد‬
‫يحتمل أن يكون المعنى فيه‪ :‬أن غاسإل الميت ل يكاد يأمن أن يصيبه نضح من‬
‫رشاش الغسإول‪،‬هل وربما كان على بدن الميت نجاسإة‪،‬هل فإذا أصابه نضحه ـ وهو ل‬
‫يعلما مكانه ـ كان عليه غسإل جميع البدن‪،‬هل ليكون الماء قد أتى على الموضع الذي‬
‫أصابه التنجيس من بدنه‪.‬‬

‫وقد قيل‪ :‬معنى قوله‪) :‬فليتوضأ(‪،‬هل أي‪ :‬فليكن على وضوء‪،‬هل ليتهيأ له‬
‫الصلة على الميت‪،‬هل وال أعلما(])‪.[(890‬‬

‫لكن قوله‪) :‬ل أعلما أحدا قال بوجوب الغسإل من غسإل الميت( فيه نظر‪،‬هل‬
‫فقد تقدما من قال بوجوبه‪.‬‬

‫وقال الصنعاني‪) :‬ل أعلما قائلا يقول‪ :‬بأنه يجب الوضوء من حمل الميت‬
‫ول يندب‪ ..‬ثما قال‪ :‬قلت‪ :‬ولكنه مع نهوض الحديث ل عذر عن العمل به‪،‬هل ويفسإر‬
‫الوضوء بغسإل اليدين‪ [(891)](..‬إلخ كلمه‪.‬‬

‫وهذا فيه نظر‪،‬هل فإن تفسإير الوضوء في كلما الشارع بغسإل اليدين ل يسإتقيما؛‬
‫لن الواجب حمل ألفاظ الشرع على الحقيقة الشرعية‪،‬هل ل على الحقيقة اللغوية‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 318‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأيد الشيخ عبد العزيز بن باز القول بأنه ل يسإتحب الوضوء من حمل‬
‫الميت؛ لن ذلك يحتاج إلى دليل‪،‬هل فإن توضأ فهو من باب تجديد الوضوء‪،‬هل وال‬
‫أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 319‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫س القرآن‬
‫اشتراط الطهارة لم ج‬

‫د‬ ‫د‬ ‫د د‬
‫‪ 77/11‬ـ معنن معنبد ال نبدن أمدبي مبنكلر رحمه ال أملن في انلكمتادب الذي مكمتبهع‬
‫رسإوعل ال صللى ال عليه وسإللما لدعمدرو نبدن حنزلما‪) :‬أملي يميس انلقع ارن إلل م د‬
‫طاهرر(‪ .‬مرمواهع‬ ‫ن م‬ ‫مم‬ ‫م‬ ‫من‬ ‫مع‬
‫صلمهع اللنمسإائدلي‪،‬هل موانبعن دحلبامن‪،‬هل موعهمو ممنعلورل‪.‬‬
‫ل‪،‬هل مومو م‬ ‫ممالد ر‬
‫ك عمنرسإ ا‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو عبد ال بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزما النصاري المدني‬


‫القاضي‪،‬هل تابعي‪،‬هل ثقة عابد‪،‬هل روى له الجماعة‪،‬هل روى عن أبيه أبي بكر بن محمد‬
‫وغيره‪،‬هل وروى عنه الزهري ومالك وهشاما بن عروة وغيرهما‪،‬هل مات في سإنة )‪(135‬‬
‫وقيل‪130) :‬هـ(‪،‬هل وقد وهما المغربي صاحب »البدر التماما شرح بلوغ المراما«])‬
‫‪ [(892‬فترجما لعبد ال بن أبي بكر الصديق رضي ال عنه‪،‬هل وتبعه على هذا‬
‫الصنعاني])‪ [(893‬وهذا وهما فاحش‪،‬هل فإن عبد ال بن أبي بكر الصديق ليس من‬
‫رواة هذا الحديث؛ لنه صحابي‪،‬هل مات في خألفة أبيه‪،‬هل كما في »الصابة«])‬
‫‪،[(894‬هل فالصواب الول‪،‬هل لنه جاء في »الموطأ«‪) :‬حدثني يحيى‪،‬هل عن مالك‪،‬هل‬
‫عن عبد ال بن أبي بكر بن حزما‪ :‬أن في الكتاب‪ (...‬إلخ])‪.[(895‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫ل])‪ [(896‬كما تقدما‪..‬‬


‫فقد أخأرجه مالك في »الموطأ« )‪ (1/199‬مرسإ ا‬
‫ل])‬
‫مقتص ار على هذه الجملة المذكورة‪،‬هل وأخأرجه النسإائي )‪ (8/57‬مخأتص ار موصو ا‬
‫‪ [(897‬من طريق الحكما بن موسإى‪،‬هل قال‪ :‬حدثنا يحيى بن حمزة‪،‬هل عن سإليمان بن‬
‫داود‪،‬هل قال‪ :‬حدثني الزهري‪،‬هل عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزما‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل‬
‫عن جده‪ ..‬لكن بدون هذه الجملة المذكورة هنا‪،‬هل وأخأرجه ابن حبان )‪(14/501‬‬
‫ل‪،‬هل وفيه هذه الجملة‪.‬‬
‫أيضا مطو ا‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 320‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهذا السإناد ظاهره السإلمة من العلة‪،‬هل فرجاله جميع ا ثقات‪،‬هل فمن أخأذه على‬
‫ظاهره صحح الحديث])‪ [(898‬كابن حبان])‪ [(899‬والحاكما‪،‬هل وابن عدي‪،‬هل وقوي‬
‫عندهما بالمرسإل الذي رواه مالك عن عبد ال بن أبي بكر‪،‬هل وكذا ما رواه معمر عن‬
‫عبد ال بن أبي بكر أيضاا‪،‬هل وللحديث طريق ثالث عن الحكما بن موسإى‪،‬هل نا‬
‫إسإماعيل بن عياش‪،‬هل عن يحيى بن سإعيد‪،‬هل وهو ضعيف‪.‬‬

‫ولكن الحديث معلول‪،‬هل كما ذكر الحافظ‪،‬هل فقد ذكر بعض أهل العلما أن في‬
‫الحديث علة خأفية قادحة‪،‬هل وهي أن الحكما بن موسإى أخأطأ في هذا الحديث‪،‬هل وقال‪:‬‬
‫سإليمان بن داود‪،‬هل والصواب سإليمان بن أرقما‪،‬هل وهو متروك الحديث‪،‬هل وقد حكى ذلك‬
‫غير واحد من الئمة‪،‬هل وسإليمان بن داود هذا هو الخأولني‪،‬هل وثقه ابن حبان‪،‬هل وقال‬
‫في صحيحه‪) :‬ثقة مأمون( ومن أجل ذلك أدخأل حديثه في الصحيح‪،‬هل ونقل‬
‫البيهقي أنه أثنى على سإليمان بن داود الخأولني أبو زرعة وأبو حاتما ال ارزيان‪،‬هل‬
‫والدارمي‪،‬هل وجماعة من الحفاظ‪،‬هل و أروا هذا الحديث الذي رواه في الصدقة موصول‬
‫السإناد حسإناا])‪.[(900‬‬

‫لكن هذا مبني على أن الحكما بن موسإى قد أتقن الحديث‪،‬هل إوال فل يصح إل‬
‫ل‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬
‫مرسإ ا‬
‫ث‬
‫قال صالح مجمزرة‪ :‬حدثنا دحيما‪،‬هل قال‪ :‬نظرت في أصل كتاب يحيى حدي م‬
‫عمرو بن حزما في الصدقات‪،‬هل فإذا هو عن سإليمان بن أرقما‪،‬هل قال صالح‪ :‬فكتبت‬
‫هذا الكلما عن مسإلما بن الحجاج‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪) :‬هذا وهما من الحكما‪،‬هل ورواه محمد بن بكار‪،‬هل عن يحيى بن‬
‫حمزة‪،‬هل عن سإليمان بن أرقما‪،‬هل عن الزهري(])‪.[(901‬‬

‫وقال ابن أبي حاتما‪) :‬سإألت أبي عن حديث رواه يحيى بن حمزة‪،‬هل عن‬
‫سإليمان بن داود‪،‬هل عن الزهري‪،‬هل عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزما‪،‬هل عن‬
‫أبيه‪،‬هل عن جده‪ :‬أن النبي صللى ال عليه وسإللما كتب إلى أهل اليمن بصدقات الغنما‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 321‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قلت له‪ :‬ممنن سإليمان هذا؟ا قال أبي‪ :‬من الناس من يقول‪ :‬سإليمان بن أرقما‪،‬هل قال‬
‫أبي‪ :‬وقد كان قمددمما يحيى بن حمزة العراق‪،‬هل فيرون أن الرقما لقب‪،‬هل وأن السإما‪ :‬داود‪،‬هل‬
‫ومنهما من يقول‪ :‬سإليمان بن داود الدمشقي شيخ ليحيى بن حمزة‪،‬هل ل بأس به‪،‬هل فل‬
‫أدري أيهما هو‪،‬هل وما أظن أنه هذا الدمشقي‪،‬هل ويقال‪ :‬إنهما أصابوا هذا الحديث‬
‫بالعراق من حديث سإليمان بن أرقما(])‪.[(902‬‬

‫وقال أبو زرعة الدمشقي‪) :‬الصواب‪ :‬سإليمان بن أرقما(‪.‬‬

‫وقال الحافظ ابن منده‪) :‬رأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخأطه‪ :‬عن سإليمان‬
‫بن أرقما عن الزهري‪،‬هل وهو الصواب(])‪.[(903‬‬

‫ولما ذكر النسإائي الحديث من طريق سإليمان بن داود أتبعه بذكر الحديث‬
‫من طريق سإليمان بن أرقما‪،‬هل ثما قال‪) :‬وهذا أشبه بالصواب‪،‬هل وال أعلما‪،‬هل وسإليمان بن‬
‫أرقما متروك الحديث(])‪.[(904‬‬

‫وقد أثنى العلماء على كتاب عمرو بن حزما‪ .‬فقد قال ابن معين‪) :‬حديث‬
‫عمرو بن حزما أن النبي صللى ال عليه وسإللما كتب لهما كتاباا‪،‬هل فقال له رجل‪ :‬هذا‬
‫مسإند؟ا قال‪ :‬ل‪،‬هل ولكنه صالح(])‪.[(905‬‬

‫وقال ابن عبد البر‪) :‬وهو كتاب مشهور عند أهل السإير‪،‬هل معروف ما فيه‬
‫عند أهل العلما معرفة تسإتغني بشهرتها عن السإناد؛ لنه أشبه التواتر في مجيئه‪،‬هل‬
‫لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة(])‪.[(906‬‬

‫وقال أيضاا‪) :‬كتاب عمرو بن حزما معروف عند العلماء‪،‬هل وما فيه فمتفق‬
‫ل(])‪.[(907‬‬
‫عليه إل قلي ا‬
‫وقال شيخ السإلما ابن تيمية‪) :‬وهذا الكتاب دذنكعر هذا فيه ـ أي أن العمرة‬
‫هي الحج الصغر ـ مشهور مسإتفيض عند أهل العلما‪،‬هل وهو عند كثير منهما أبلغ‬
‫من خأبر الواحد العدل المتصل‪،‬هل وهو صحيح بإجماعهما(])‪.[(908‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 322‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬لعمرو بن حزما( هو عمرو بن حزما بن زيد الخأزرجي النصاري‪،‬هل‬


‫شهد الخأندق وما بعدها‪،‬هل واسإتعمله الرسإول صللى ال عليه وسإللما على أهل نجران‪،‬هل‬
‫ليفقههما في الدين‪،‬هل ويعلمهما القران‪،‬هل ويأخأذ صدقاتهما‪،‬هل وذلك سإنة عشر‪،‬هل وكتب له‬
‫كتاب ا في السإنن والصدقات والفرائض والديات‪،‬هل وهو كتاب طويل‪،‬هل أخأرجه بطوله‬
‫الحاكما])‪ [(909‬والبيهقي])‪ [(910‬وغيرهما‪،‬هل روى عن النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل‬
‫وكان من العمقولين])‪.[(911‬‬

‫قوله‪) :‬ألي يمس( تقدما أن المس معناه‪ :‬الفضاء إلى الشيء باليد من غير‬
‫حائل‪.‬‬

‫قوله‪) :‬القران( المراد به نفس الحروف المكتوبة دون البياض الذي في‬
‫الجوانب‪،‬هل ويراد به المصحف‪،‬هل فيشمل الحروف والحواشي‪،‬هل سإمي بذلك لكتابته في‬
‫الصحف‪،‬هل إوانما عذكر المعنى الول؛ لنه وقت هذا الحديث لما يكن مصحفاا‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إل طاهر( هذا اللفظ من المشترك في اللغة العربية‪،‬هل له عدة معان‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الطهارة المعنوية‪،‬هل وهي الطهارة من الشرك؛ أي‪ :‬ل يمس القران إل‬
‫مؤمن‪،‬هل أما الكافر فليس بطاهر‪،‬هل قال تعالى‪}} :‬دإينمما انلعمنشدرعكومن منمجرس{{ ]التوبة‪:‬‬
‫‪. [28‬‬

‫‪ 2‬ـ الطهارة الحسإية وهي الطهارة من الخأبث والنجاسإة‪،‬هل ومن ذلك قوله‬
‫صللى ال عليه وسإللما في الهرة‪) :‬إنها ليسإت بنجس( أي‪ :‬بل هي طاهرة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الطهارة من الحدث الصغر أو الكبر‪،‬هل وهي الوضوء أو الغسإل ومنه‬


‫قوله‪ }} :‬م إودانن عكننتعنما عجعنابا مفاطيهيعروا{{‪،‬هل وقوله صللى ال عليه وسإللما‪» :‬ل يقبل ال صلة‬
‫بغير طهور«])‪.[(912‬‬

‫والشتراك خألف الصل؛ لن الصل اسإتعمال اللفظ في الدللة على‬


‫معنى واحد‪،‬هل ل إبهاما فيه ول غموض‪،‬هل لكن إذا وجد الشتراك فإن المجتهد يبحث‬
‫عن قرينة تصرف اللفظ عن معانيه المشتركة إلى معنى واحد منها‪،‬هل وقد تكون‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 323‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫القرينة لفظية مثل‪ :‬فجرنا عيون الرض‪،‬هل وقد تكون مسإتمدة من عمومات الشريعة‪،‬هل‬
‫ومراعاة حكمة التشريع‪،‬هل ومقاصد الشرع‪.‬‬

‫والظهر ـ وال أعلما ـ أنه ل مانع من حمل هذا اللفظ على المتوضئِّ‪،‬هل لما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ لنه كثر في لسإان الشرع إطلق هذا اللفظ على المتوضئِّ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ولن الصحابة رضي ال عنهما فهموا ذلك وأفتوا بأنه ل عيمملس القران إل‬
‫على طهارة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ولنه لما يعهد على لسإان الرسإول صللى ال عليه وسإللما أن يعبر عن‬
‫المؤمن بالطاهر لن وصفه باليمان أبلغ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ أنه ورد في بعض الروايات‪» :‬ل يمس القران إل على طهر« ])‬
‫‪ .[(913‬وفي حديث حكيما بن حزاما‪» :‬ل تمس القران إل وأنت طاهر« ‪ .‬وفي‬
‫إسإناده ضعف‪،‬هل لكن يفيد ترجيح المعنى المذكور‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وهو معلول( الحديث المعلول‪ :‬ما فيه علة خأفية قادحة في صحته‪،‬هل‬
‫مع أن ظاهره السإلمة منها‪،‬هل كالرسإال الخأفي‪.‬‬

‫وقد انتقد بعض العلماء كابن الصلح هذا التعبير‪،‬هل وقال‪) :‬إنه مرذول عند‬
‫أهل النحو واللغة‪،‬هل وأن الصواب أن يقال‪ :‬العممعلل(‪.‬‬

‫والصواب جوازه‪،‬هل وأنه من معلل الثلثي‪،‬هل قال الجوهري وغيره‪) :‬ععيل الشيء‬
‫فهو معلول(])‪،[(914‬هل وقد ذكر السإخأاوي أنه وقع هذا اللفظ في كلما البخأاري‬
‫والترمذي وخألق من أئمة الحديث قديما وحديثاا‪،‬هل وكذا الصوليين في باب‬
‫»القياس« حيث قالوا‪ :‬العلة والمعلول‪،‬هل وقد اسإتعمله الزجاج اللغوي‪،‬هل وذكر ابن‬
‫القوطية في كتابه »الفعال« أنه ثلثي‪،‬هل قال‪) :‬ععلل علة‪ :‬ممدر م‬
‫ض‪،‬هل وععلل الشيء‪:‬‬
‫أصابته العلة(])‪،[(915‬هل إواذا كان ثلثي ا فاسإما المفعول منه معلول‪،‬هل وعليه فل مانع‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 324‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫منه‪،‬هل لوقوعه في عبارات أهل هذا الفن‪،‬هل مع ثبوته لغة‪،‬هل ومن حفظ حجةر على من لما‬
‫يحفظ‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على تحريما مس المصحف إل على طهارة‪،‬هل‬


‫وهذا قول الجمهور من أهل العلما من الصحابة والتابعين‪،‬هل ومنهما الئمة الربعة‪،‬هل‬
‫قال في »المغني«‪) :‬ول نعلما لهما مخأالفا إل داود(])‪،[(916‬هل لقوله‪) :‬ألي يمس‬
‫القران إل طاهر( ‪،‬هل ولحاديث أخأرى جاءت في الباب يشد بعضها بعضاا‪.‬‬

‫ومن ذلك ما رواه سإليمان بن موسإى قال‪ :‬سإمعت سإالم ا يحدث عن أبيه‬
‫قال‪ :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬ل يمس القران إل طاهر«])‪.[(917‬‬

‫وكذلك ما رواه عبد ال بن يزيد قال‪ :‬كنا مع سإلمان فخأرج يقضي حاجته ثما‬
‫جاء‪،‬هل فقلت‪ :‬يا أبا عبد ال لو توضأت‪،‬هل لعلنا نسإألك عن ايات‪،‬هل قال‪ :‬إني لسإت‬
‫أمسإه‪،‬هل إنما »ل يمسإه إل المطهرون« فق أر علينا ما شئنا])‪.[(918‬‬

‫وعن إسإماعيل بن محمد بن سإعد بن أبي وقاص‪،‬هل عن مصعب بن سإعد بن‬


‫أبي وقاص أنه قال‪) :‬كنت أمسإك المصحف على سإعد بن أبي وقاص‪،‬هل فاحتككت‪،‬هل‬
‫فقال سإعد‪ :‬لعلك ممدسإنسإ م‬
‫ت ذكرك؟ا قال‪ :‬قلت‪ :‬نعما‪،‬هل فقال‪ :‬قما فتوضأ‪،‬هل فقمت‪،‬هل‬
‫فتوضأت‪،‬هل ثما رجعت(])‪.[(919‬‬

‫وقد ذكر شيخ السإلما ابن تيمية أن تحريما مس المصحف للمحدث ثابت‬
‫عن الصحابة‪،‬هل وقال‪) :‬إنه قول سإلمان الفارسإي‪،‬هل وعبد ال بن عمر‪،‬هل وغيرهما‪،‬هل ول‬
‫يعلما لهما من الصحابة مخأالف(])‪.[(920‬‬

‫ومن أدلة تحريما مس المصحف على المحدث قوله تعالى‪}} :‬دإينهع لمقعنرآرن مكدريرما‬
‫ب انلمعالمدميمن *{{‬ ‫*دفي دكمتالب ممنكعنولن *لم ميمملسإهع دإلي انلعم م‬
‫طهيعرومن *تمنندزيرل دمنن مر و‬
‫]الواقعة‪ 77 :‬ـ ‪، [80‬هل قالوا‪ :‬لن في الية قرينة دالة على ذلك وهي‪}} :‬تمنندزيرل دمنن‬
‫ب انلمعالمدميمن *{{ والمنزل هو القران‪،‬هل ومعنى }}ممنكعنورن{{‪ :‬محفوظ عن التبديل‬
‫مر و‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 325‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والتغيير‪،‬هل وممن ذكر هذا الدليل ابن قدامة])‪ [(921‬والنووي])‪ [(922‬وابن القيما])‬
‫‪.[(923‬‬

‫والظاهر أن السإتدلل بالية على ذلك ل يتما؛ لن المراد بالكتاب في هذه‬


‫الية ـ وال أعلما ـ الكتاب الذي بأيدي الملئكة‪،‬هل قال الشوكاني بعد أن ذكر‬
‫السإتدلل بالية‪) :‬وهو ل يتما إل بعد جعل الضمير راجعا إلى القران‪،‬هل والظاهر‬
‫رجوعه إلى الكتاب‪،‬هل وهو اللوح المحفوظ؛ لنه القرب‪،‬هل والمطهرون‪ :‬الملئكة(])‬
‫‪.[(924‬‬

‫وقال أبو بكر الجصاص بعد ذكر المسإألة‪) :‬إنن عحدممل اللفظ على حقيقة‬
‫الخأبر فالولى أن يكون المراد‪ :‬القران الذي عند ال‪،‬هل والمطهرون‪ :‬الملئكة‪،‬هل إوان‬
‫حمل على النهي إوان كان في صورة الخأبر كان عموم ا فينا‪،‬هل وهذا أولى‪،‬هل لما روي‬
‫عن النبي صللى ال عليه وسإللما في أخأبار متظاهرة أنه كتب في كتابه لعمرو بن‬
‫حزما »ول يمس القران إل طاهر«‪،‬هل فوجب أن يكون نهيه ذلك بالية إذ فيها احتمال‬
‫له(])‪.[(925‬‬

‫وقد رجح العلمة ابن القيما أنه الكتاب الذي بأيدي الملئكة‪،‬هل وذلك من‬
‫طهيعرومن{{ ولما يقل‪ :‬إل المتطهرون‪،‬هل ولو‬ ‫عشرة أوجه‪،‬هل ومنها‪ :‬أن ال قال‪}} :‬إدلي انلعم م‬
‫ب‬ ‫أراد به منع المحدث من مسإه لقال‪ :‬إل المتطهرون‪،‬هل كما قال‪}} :‬إدين الليهم عيدح ل‬
‫طهودريمن{{ وفي الحديث »اللهما اجعلني من التوابين واجعلني من‬ ‫التييوادبيمن موعيدح ل‬
‫ب انلعمتم م‬
‫طلهر‪ :‬الذي طهره غيره‪،‬هل‬ ‫المتطهرين« ‪،‬هل فالمتطهر‪ :‬فاعل التطهير‪،‬هل والعم م‬
‫فالمتوضئِّ‪ :‬متطهر‪،‬هل والملئكة‪ :‬مطهرون])‪.[(926‬‬

‫وقال الماما مالك‪) :‬أحسإن ما سإمعت في هذه الية‪ :‬إنما هي بمنزلة هذه‬
‫الية التي في }}معمبمس موتممويلى *{{‪،‬هل قول ال تبارك وتعالى‪}} :‬مكلي إدينمها تمنذدكمرةر *فمممنن‬
‫طهيمرلة *بدأمنيددي مسإفممرلة *دك مارلما مبمرمرلة *{{])‬
‫ف عممكيرمملة *ممنرعفومعلة عم م‬
‫مشاء مذمكره *دفي صح ل‬
‫عع‬ ‫م مع‬
‫‪] [(927‬عبس‪ 11 :‬ـ ‪. [16‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 326‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد قرر شيخ السإلما ابن تيمية السإتدلل بالية على أن المصحف ل‬
‫يمسإه المحدث من باب التنبيه والشارة‪،‬هل وهو أنه إذا كانت الصحف التي في‬
‫السإماء ل يمسإها إل المطهرون‪،‬هل فكذلك الصحف التي بأيدينا من القران ل ينبغي‬
‫أن يمسإها إل طاهر‪،‬هل ذكر ذلك ابن القيما])‪ [(928‬ونقل هذا المعنى ابن سإعدي‪،‬هل‬
‫وضمنه تفسإير الية])‪.[(929‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الصحيح من قولي أهل العلما أنه يحرما مس المصحف‬


‫سإواء مس نفس الكتابة أما الجوانب أما الجلد‪،‬هل قال النووي‪) :‬هذا هو المذهب‬
‫ل‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬
‫المخأتار(])‪،[(930‬هل وذلك لنه يثبت تبعا ما ل يثبت اسإتقل ا‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 327‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الجذكر ل يشترط له الوضوء‬


‫ت‪ :‬مكان رسإوعل ا د‬
‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 78/12‬ـ معنن معائدمشةم رضي ال عنها مقالم ن‬
‫م مع‬
‫دد‬
‫ي‪.‬‬‫وسإللما مينذعكعر الم معملى عكلل أمنحميانه‪ .‬مرمواهع عمنسإلرما‪،‬هل مومعلقمهع انلعبمخأادر ل‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه مسإلما في كتاب »الحيض« باب »ذكر ال تعالى في‬
‫حال الجنابة وغيرها« )‪ (373‬من طريق خأالد بن سإلمة‪،‬هل عن البهي‪،‬هل وهو عبد ال‬
‫ل‪.‬‬
‫بن بشار‪،‬هل عن عروة‪،‬هل عن عائشة رضي ال عنها‪،‬هل هكذا موصو ا‬
‫وعلقه البخأاري في موضعين في كتاب »الحيض« باب »تقضي الحائض‬
‫المناسإك كلها إل الطواف« )‪ 1/407‬فتح(‪،‬هل وفي كتاب »الذان« باب »هل يتتبع‬
‫المؤذن فاه هاهنا وهاهنا« )‪ 2/114‬فتح(‪،‬هل وسإتتضح مناسإبة إيراده في هذين‬
‫البابين إن شاء ال تعالى‪.‬‬

‫والمعيلق‪ :‬ما حذف من إسإناده ارلو واحرد ولو إلى اخأر السإناد‪،‬هل قاله الحافظ])‬
‫‪.[(931‬‬

‫وللتعليق أسإباب تراجع في مظانها])‪،[(932‬هل وتعليقات البخأاري كثيرة‪،‬هل‬


‫بخألف ما في صحيح مسإلما فهي قليلة جداا‪،‬هل كما قاله ابن الصلح])‪،[(933‬هل وحكما‬
‫التعليقات أن ما كان منها بصيغة الجزما مثل‪ :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‬
‫كذا‪،‬هل قال فلن‪،‬هل أو روى فلن أو ذكر فلن‪،‬هل فإنه يحتج بها‪،‬هل كما قرره أهل العلما؛‬
‫لنه قد حكما بصحته عمن علقه عنه‪،‬هل وهو ل يسإتجيز إطلق ذلك إل إذا صح‬
‫عنده ذلك عنه‪،‬هل أما ما لما يكن بصيغة الجزما مثل‪ :‬عروي عن رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما كذا‪،‬هل أو عروي عن فلن كذا فهذا ل يحكما بصحته‪،‬هل لكن إيراده له في‬
‫صحيحه مشعر بصحة أصله‪،‬هل فيسإتأنس به ويركن إليه‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 328‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهذا الحديث من المعلقات التي لما توجد موصولة في موضع اخأر عند‬
‫البخأاري‪،‬هل وقد ذكر الحافظ في المقدمة])‪ :[(934‬أنه علق هذا الحديث لكونه ل‬
‫يلتحق بشرطه‪،‬هل مع أنه صحيح على شرط غيره‪،‬هل وذلك من أسإباب التعليق عند‬
‫البخأاري‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬كان رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يذكر ال( صيغة المضارع بعد‬
‫لفظة )كان( تدل على كثرة التكرار والمداومة على ذلك الفعل‪،‬هل ما لما يوجد قرينة‪،‬هل‬
‫وقد تقدما ذلك‪.‬‬

‫قوله‪) :‬يذكر ال( المراد بذكر ال‪ :‬كل ما يذلكر بال تعالى‪،‬هل من التسإبيح‬
‫والتحميد والتهليل والتكبير والسإتغفار وتلوة القران‪،‬هل فالذكر أعما من أن يكون‬
‫بالقران أو بغيره‪،‬هل إوانما فرق بين الذكر والتلوة بالعرف‪.‬‬

‫قوله‪) :‬على كل أحيانه( )على( للظرفية بمعنى )في(])‪ [(935‬أي‪ :‬في كل‬
‫أوقاته‪،‬هل كقوله تعالى‪}} :‬مومدمخأمل انلممدديمنةم معملى دحيدن مغنفلملة دمنن أمنهلدمها{{ ]القصص‪[15 :‬‬
‫‪،‬هل وقوله تعالى‪}} :‬مواتيمبععوا مما تمنتلعوا اليشميادطيعن معملى عمنلدك عسإلمنيممامن{{ ]البقرة‪[102 :‬‬
‫على أحد القولين‪،‬هل والحيان‪ :‬جمع )حين( وهو الزمان قلل أو كثر‪،‬هل وهذا من العاما‬
‫الذي أريد به الخأاص أي‪ :‬معظما أحيانه‪،‬هل كما سإيأتي‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن ذكر ال تعالى ل تشترط له الطهارة‪،‬هل‬


‫بل يجوز ذكر ال تعالى على كل حال من الحوال؛ لن عموما الحيان يسإتلزما‬
‫عموما الحوال‪،‬هل سإواء أكان طاه ار أما محدث ا أما جنباا‪،‬هل وذلك بالتسإبيح والتحميد‬
‫والتهليل والتكبير وقراءة القران ونحو ذلك من الذكار‪.‬‬

‫وهذا غرض المصنف من إيراد الحديث في هذا الباب‪،‬هل وهو بيان أن‬
‫نواقض الوضوء غير مانعة من ذكر ال تعالى‪،‬هل فإن الحدث الصغر من جملة‬
‫الحيان المذكورة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 329‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد أخأبر ابن عباس رضي ال عنهما أن النبي صللى ال عليه وسإللما لما قاما‬
‫الليل ق أر العشر اليات الواخأر من سإورة ال عمران قبل أن يتوضأ])‪،[(936‬هل‬
‫وبلوب عليه البخأاري بقوله‪) :‬باب قراءة القران بعد الحدث وغيره(])‪.[(937‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬ليس هذا الحديث على عمومه‪،‬هل بل خأصص منه ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ تلوة القران حال الجنابة‪،‬هل لحديث علي رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسإول‬
‫ال صللى ال عليه وسإللما يقرئنا القران ما لما يكن جنباا‪،‬هل وسإيأتي إن شاء ال‪،‬هل قال‬
‫الحافظ ابن رجب‪) :‬فيه دليل على أن الذكر ل يمنع منه حدث ول جنابة‪،‬هل وليس‬
‫فيه دليل على جواز قراءة القران للجنب؛ لن ذكر ال تعالى إذا أطلق ل يراد به‬
‫القران(])‪ [(938‬وسإيأتي الكلما على هذه المسإألة في باب »الغسإل« إن شاء ال‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ الذكر حال البول والغائط والجماع‪،‬هل فإنها من جملة الحيان المذكورة مع‬
‫أنه يكره الذكر باللسإان في هذه الحوال‪،‬هل كما نص عليه النووي وغيره])‪،[(939‬هل‬
‫وعلى هذا فيكون المراد بكل أحيانه‪ :‬معظمها‪،‬هل كحال الطهارة والحدث والقياما‬
‫والقعود‪،‬هل ونحو ذلك‪.‬‬

‫وهذا إن حمل الذكر في الحديث على الذكر باللسإان‪،‬هل فإن حمل على الذكر‬
‫بالقلب بقي العموما على حاله‪،‬هل فل يسإتثنى منه شيء؛ لنه صللى ال عليه وسإللما‬
‫كان دائما التفكر ل يفتر عن الذكر القلبي ل في يقظة ول نوما‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬ورد عن المهاجر بن منقذ رضي ال عنه أنه أتى النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما وهو يبول‪،‬هل فسإلما عليه‪،‬هل فلما يرلد عليه حتى توضأ‪،‬هل ثما اعتذر‬
‫إليه‪،‬هل فقال‪» :‬إني كرهت أن أذكر ال ـ تعالى ذكره ـ إل على طعنهلر« ‪،‬هل أو قال‪:‬‬
‫»على طهارة« (])‪.[(940‬‬

‫فهذا الحديث دل على كراهة ذكر ال تعالى حال قضاء الحاجة‪،‬هل وعلى أنه‬
‫ينبغي لمن عسإللما عليه في حال قضاء الحاجة ألي يرد السإلما‪،‬هل بل ينتظر حتى‬
‫يقضي حاجته‪،‬هل ثما إذا أراد الرد فالفضل أن يؤخأره حتى يتطهر‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 330‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وعن ابن عمر رضي ال عنهما أن رجلا ممير ورسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما يبول فسإلما فلما يرد عليه])‪.[(941‬‬

‫وعن أبي الجهما بن الحارث بن الصمة النصاري قال‪ :‬أقبل رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما من نحو بئر مجممل فلقيه رجل‪،‬هل فسإلما عليه‪،‬هل فلما يرلد رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما عليه حتى أقبل على الجدار فمسإح وجهه ويديه‪،‬هل ثما رد عليه‬
‫السإلما])‪.[(942‬‬

‫وهذه الحاديث تدل على أن ذكر ال تعالى على طهارة أفضل‪،‬هل وعموما‬
‫حديث الباب يدل على جواز ذلك بل طهارة‪ .‬وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 331‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫خآروج الدم من غاير السبيلين ل ينقض الوضوء‬

‫‪ 79/13‬ـ معنن أممنس نبدن مماللك رضي ال عنه‪ :‬أمين الينبيي صللى ال عليه وسإللما‬
‫طندلي‪،‬هل مولميمنعه‪.‬‬
‫ضنأ‪ .‬أمنخأمرجهع اليدامرقع ن‬
‫صللى‪،‬هل مولنما ميتممو ي‬
‫انحتممجمما مو م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه الدارقطني )‪،(1/151‬هل ومن طريقه البيهقي في »السإنن« )‬


‫‪،(1/141‬هل وفي »الخألفيات« )‪ (2/318‬من طريق صالح بن مقاتل‪،‬هل ثنا أبي‪،‬هل ثنا‬
‫سإليمان بن داود أبو أيوب‪،‬هل عن حميد‪،‬هل عن أنس به‪.‬‬

‫وذكر الحافظ أن الدارقطني لمليمنعه‪،‬هل أي‪ :‬للين إسإناده‪،‬هل للكلما في بعض رواته‪،‬هل‬
‫والللين‪ :‬بفتح اللما وكسإر الياء المشددة‪،‬هل هو‪ :‬الراوي المجروح في حفظه جرحا ل‬
‫يخأرجه عن دائرة العتبار بحديثه‪،‬هل ول يتعدى إلى عدالته‪،‬هل قال الدارقطني‪) :‬إذا‬
‫قلت‪ :‬لين‪،‬هل ل يكون سإاقطا متروك الحديث‪،‬هل ولكن مجروحا بشيء ل يسإقط به‬
‫العدالة(])‪،[(943‬هل وتقدما ذلك‪.‬‬

‫والظاهر أن الحافظ معمنى بذلك قول الدارقطني‪) :‬صالح بن مقاتل ليس‬


‫بالقوي(‪،‬هل وهذه العبارة نقلها ابن عبد الهادي والزيلعي كما سإيأتي‪،‬هل وهي ل توجد في‬
‫ي كلما على هذا الحديث بعد إيراده‪،‬هل‬
‫»سإنن الدارقطني« المطبوعة‪،‬هل بل لما يرد له أ ل‬
‫وقد وجدت في كتاب »تخأريج الحاديث الضعاف من سإنن الدارقطني« للحافظ‬
‫الغسإاني المتوفى سإنة )‪682‬هـ( وهو ينقل في كتابه كلما الدارقطني‪،‬هل قوله‪:‬‬
‫)سإليمان بن داود ليس بالقوي(‪،‬هل وكذا في كتاب المقدسإي )من تكلما فيه الدارقطني‬
‫في كتاب »السإنن«‪ (...‬وهذا يدل على أن كتاب السإنن فيه سإقط‪،‬هل أو أن هذا من‬
‫اخأتلف النسإخ واخأتلف رواتها‪،‬هل أو أنه في غير السإنن‪،‬هل فال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 332‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وهذا حديث ضعيف جداا‪،‬هل قال ابن عبد الهادي‪) :‬حديث أنس ل يثبت‪،‬هل‬
‫وسإليمان بن داود مجهول‪،‬هل وصالح بن مقاتل ليس بالقوي‪،‬هل قاله الدارقطني‪،‬هل وأبوه‬
‫غير معروف(])‪.[(944‬‬

‫وقال الزيلعي‪) :‬قال الدارقطني عن صالح بن مقاتل‪ :‬ليس بالقوي‪،‬هل وأبوه‬


‫غير معروف‪،‬هل وسإليمان بن داود مجهول(])‪،[(945‬هل وليس في »سإنن الدارقطني«‬
‫المطبوع شيء من هذا‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬احتجما( أي‪ :‬أخأرج الدما بالمحجما‪ :‬بكسإر الميما‪،‬هل وهي اللة التي‬
‫ص الدما بها‪،‬هل واللة التي يجمع فيها دما الحجامة‪.‬‬
‫عيحجما بها‪،‬هل أي‪ :‬عيم ل‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن الحجامة ل تنقض الوضوء‪،‬هل بل تجوز‬


‫الصلة بعدها‪،‬هل والحديث إوان كان فيه ضعف لكنه يعتضد بالصل‪،‬هل وهو سإلمة‬
‫الطهارة‪،‬هل ول عيرفع الصل إل بدليل شرعي يدل على ناقض متيقن‪،‬هل ويلحق بذلك‬
‫كل دما خأارج من الجسإما من غير السإبيلين‪،‬هل كاللرعاف ودما السإن والجرح‪،‬هل وما أشبه‬
‫ذلك سإواء أكان قليلا أما كثي ارا‪.‬‬

‫قال شيخ السإلما ابن تيمية‪) :‬وقد تنازع العلماء في خأروج النجاسإة من غير‬
‫صاد والحجامة والرعاف والقيء فمذهب مالك والشافعي‪ :‬ل‬ ‫د‬
‫السإبيلين‪،‬هل كالجرح والف م‬
‫ينقض الوضوء‪،‬هل ومذهب أبي حنيفة وأحمد‪ :‬ينقض‪،‬هل لكن أحمد يقول‪ :‬إذا كان‬
‫كثي ارا‪ ..‬ثما قال‪ :‬والظهر في جميع هذه النواع‪ :‬أنها ل تنقض الوضوء‪،‬هل ولكن‬
‫يسإتحب الوضوء منها‪،‬هل فمن صلى ولما يتوضأ منها صحت صلته‪،‬هل ومن توضأ‬
‫منها فهو أفضل‪.[(946)](..‬‬

‫وأما نجاسإة الدما فقد تقدما الكلما عليها في باب »إزالة النجاسإة« عند‬
‫الحديث »الثلثين«‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 333‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما جاء في أن النوم مظنة نقض الوضوء‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 80/14‬ـ عن معاويةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬


‫مع‬ ‫من عم‬
‫ق انلدوكاعء«‪ .‬مرمواهع أمنحممعد‪،‬هل‬ ‫وسإللما‪» :‬انلمعنيعن دوكاعء اللسإده‪،‬هل مفإمذا مناممدت انلمعنيمنادن انسإتم ن‬
‫طلم م‬
‫ضنأ«‪،‬هل موهدذده اللزميامدةع في همذا انلمحدديدث دعننمد أمدبي مداعومد‬ ‫موالطلمب مارندلي مومازمد‪» :‬موممنن منامما مفنلميتممو ل‬
‫د‬ ‫دمنن محدديدث معللي عدومن قمنودلده‪» :‬انسإمتطلم م‬
‫ف‪.‬‬ ‫ضنع ر‬ ‫ق انلدوكاعء«‪،‬هل مودفي كلم النسإمنامدنيدن م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سإفيان‪،‬هل واسإما أبي سإفيان‪ :‬صخأر بن‬
‫حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الموي‪،‬هل ولد معاوية رضي ال‬
‫عنه قبل البعثة بخأمس سإنين على الشهر‪،‬هل وكان هو وأبوه من مسإلمة الفتح‪،‬هل ثما‬
‫من المؤلفة قلوبهما‪،‬هل وقيل‪ :‬إنه أسإلما قبل أبيه وقت عمرة القضاء‪،‬هل وبقي يخأاف من‬
‫اللحاق بالنبي صللى ال عليه وسإللما من أبيه‪،‬هل قيل‪ :‬إنه ممن كتب الوحي للنبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وقال الذهبي‪ :‬إنما كتب كتبا للنبي صللى ال عليه وسإللما فيما‬
‫بينه وبين العرب‪،‬هل وقد ورد في حديث ابن أبي مليكة أن ابن عباس قيل له‪ :‬هل لك‬
‫في أمير المؤمنين معاوية‪،‬هل فإنه ما أوتر إل بواحدة‪،‬هل فقال‪) :‬إنه فقيه(])‪،[(947‬هل‬
‫والمعنى‪ :‬أنه ما فعل ذلك إل بمسإتند‪.‬‬

‫تولى الشاما بعد أخأيه يزيد في زمن عمر رضي ال عنه‪،‬هل ولما يزل بها إلى أن‬
‫مات‪،‬هل وذلك أربعون سإنة‪،‬هل قال شيخ السإلما ابن تيمية‪) :‬لما يكن من ملوك‬
‫ك خأير من معاوية‪،‬هل ول كان الناس في زمان مملدلك من الملوك خأي ار‬ ‫المسإلمين مملد ر‬
‫منهما في زمان معاوية‪،‬هل إذا عنسإبت أيامه إلى أياما من بعده‪،‬هل وأما إذا نسإبت إلى أياما‬
‫أبي بكر وعمر ظهر التفاضل(])‪،[(948‬هل مات في رجب سإنة سإتين في دمشق‪،‬هل‬
‫رضي ال عنه])‪.[(949‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 334‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه أحمد )‪،(28/92‬هل والطبراني في »الكبير« )‪(19/372‬‬


‫رقما )‪ (875‬بالزيادة المذكورة‪،‬هل كلهما من طريق أبي بكر بن أبي مريما‪،‬هل عن عطية‬
‫بن قيس الكلبي‪،‬هل عن معاوية رضي ال عنه‪،‬هل به‪.‬‬

‫وهذا إسإناد ضعيف‪،‬هل لضعف أبي بكر بن أبي مريما‪،‬هل واسإمه بكير‪،‬هل وقيل‪:‬‬
‫عبد السإلما‪،‬هل قال في »التقريب«‪) :‬ضعيف‪،‬هل وكان قد عسإدر م‬
‫ق بيته‪،‬هل فاخأتلط(‪.‬‬

‫وهذه الزيادة‪) :‬فمن ناما فليتوضأ( وردت في حديث علي رضي ال عنه عند‬
‫أبي داود )‪ (203‬في كتاب »الطهارة« باب »الوضوء من النوما«‪،‬هل وأحمد )‬
‫‪ (2/227‬من طريق بقية بن الوليد‪،‬هل عن الوضين بن عطاء‪،‬هل عن محفوظ بن‬
‫علقمة‪،‬هل عن عبد الرحمن بن عائذ‪،‬هل عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬وكاعء اللسإده العينان‪،‬هل فمن ناما فليتوضأ«‪.‬‬

‫وهذا إسإناد ضعيف كما قال الحافظ‪،‬هل بقية بن الوليد مدلس‪،‬هل يدلس تدليس‬
‫التسإوية وهو أشد أنواعه‪،‬هل فيشترط من مثله التصريح بالسإماع في جميع طبقات‬
‫السإند‪،‬هل والوضين بن عطاء مخأتلف فيه‪،‬هل قال عنه في »التقريب«‪) :‬صدوق سإيئِّ‬
‫الحفظ(‪،‬هل وعبد الرحمن بن عائذ حديثه عن عليي مرسإل‪.‬‬

‫قال ابن أبي حاتما‪ :‬سإألت أبي عن هذين الحديثين‪،‬هل فقال‪) :‬ليسإا بقويين(])‬
‫‪،[(950‬هل ونقل ابن عبد الهادي‪،‬هل والحافظ ابن حجر عن الماما أحمد قوله‪) :‬حديث‬
‫علي أثبت من حديث معاوية في هذا الباب(])‪،[(951‬هل فهذا الحديث أعدعلل بثلث‬
‫علل‪،‬هل كما تقدما‪.‬‬

‫أما تدليس بقية فقد صرح بالتحديث عند أحمد وغيره‪،‬هل لكن تدليسإه تدليس‬
‫تسإوية‪،‬هل فل بد أن يصرح من فوقه بالتحديث أيضاا‪.‬‬

‫أما الوضين فقال عنه أحمد‪) :‬ما كان به بأس(‪،‬هل بل ورد عنه توثيقه‪،‬هل وكذا‬
‫وثقه ابن معين في رواية‪،‬هل وقال عنه في رواية أخأرى‪) :‬ل بأس به(‪،‬هل وقال أبو داود‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 335‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫السإجسإتاني عنه في »سإؤالت أبي عبيد الجري«‪) :‬صالح الحديث(])‪،[(952‬هل‬


‫ووثقه ابن شاهين])‪ [(953‬وقال أبو حاتما])‪» :[(954‬تعرف وتنكر«])‪،[(955‬هل‬
‫ورجل هذه حاله ل ينزل حديثه عن مرتبة الحسإن‪.‬‬

‫وأما النقطاع‪،‬هل وهو أن ابن عائذ لما يسإمع من عللي‪،‬هل فقد ذكره أبو زرعة])‬
‫‪،[(956‬هل وكذا قال أبو حاتما])‪، [(957‬هل ونقله أيضا ابن الملقن عن عبد الحق‪،‬هل وابن‬
‫القطان‪،‬هل وصاحب الماما‪،‬هل ثما قال‪) :‬وحسإنه ابن الصلح والنووي والزكي( أي‪:‬‬
‫المنذري‪،‬هل وقال‪) :‬أما ابن السإكن فذكرهما ـ أي حديث علي هذا وحديث معاوية‬
‫الذي قبله ـ في سإننه الصحاح المأثورة(])‪.[(958‬‬

‫وقد رد الحافظ ابن حجر علة النقطاع‪،‬هل فقال متعقب ا أبا زرعة‪) :‬وفي هذا‬
‫النفي نظر؛ لنه يروي عن عمر‪،‬هل كما جزما به البخأاري(])‪.[(959‬‬

‫والحديث حسإنه اللباني])‪،[(960‬هل وقال الشيخ عبد العزيز بن باز‪) :‬إن‬


‫هذين الحديثين يشلد أحدهما الخأر(‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬العين( أراد الجنس‪،‬هل والمراد‪ :‬العينان من كل إنسإان‪،‬هل ويراد هنا‪:‬‬


‫اليقظة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وكاء( الوكاء‪ :‬بكسإر الواو‪ :‬الخأيط الذي تشد به الصرة أو الكيس أو‬
‫القربة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬اللسإده( بفتح السإين‪ :‬حلقة الدبر‪،‬هل وهذا من باب التشبيه‪،‬هل والمعنى‪ :‬أن‬
‫اليقظة تحفظ الدبر وتمنع من خأروج الخأارج منه وهو الريح‪،‬هل كما يحفظ الوكاعء المامء‬
‫في السإقاء ويمنع خأروجه‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديثان يدلن على أن النوما ليس ناقض ا بنفسإه‪،‬هل إوانما هو‬
‫مظنة للنقض‪،‬هل وذلك إذا كان النسإان في حالة ل يملك نفسإه‪،‬هل فل يشعر بما يخأرج‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 336‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫منه‪،‬هل فإذا كان كذلك فليتوضأ لنه ناما‪،‬هل أما إذا كان النسإان يقظ ا فإنه يتحفظ‬
‫ويعرف ما يخأرج منه‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 337‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما جاء في أن نوم المضطجع ينقض الوضوء‬

‫‪ 81/15‬ـ مولدبي مداعومد أمنيضاا‪،‬هل معدن انبدن معلباس ممنرعفوعاا‪» :‬إلنما العو ع‬
‫ضوعء معملى‬
‫دد‬
‫ف أمنيضاا‪.‬‬ ‫طدجعاا«‪ .‬مودفي إنسإمناده م‬
‫ضنع ر‬ ‫ضم‬
‫ممنن منامما عم ن‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أبو داود )‪ (202‬في »الطهارة«‪،‬هل باب »الوضوء من النوما« من‬
‫طريق أبي خأالد الدالني‪،‬هل عن قتادة‪،‬هل عن أبي العالية‪،‬هل عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما كان يسإجد ويناما وينفخ‪،‬هل ثما يقوما فيصلي‬
‫ول يتوضأ‪،‬هل قال‪ :‬فقلت له‪ :‬صليت ولما تتوضأ وقد نمت؟ا فقال‪» :‬إنما الوضوء على‬
‫من ناما مضطجعاا«‪.‬‬

‫قال أبو داود‪ :‬قوله‪» :‬الوضوء على من ناما مضطجعاا« هو حديث منكر‪،‬هل‬
‫لما يروه إل يزيد أبو خأالد الدالني عن قتادة‪،‬هل وروى أوله جماعة عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما‪،‬هل ولما يذكروا من هذا شيئاا‪.‬‬

‫وقد كادت تتفق كلمة الئمة على ضعف هذا الحديث‪،‬هل قال النووي‪) :‬حديث‬
‫ضعيف‪،‬هل باتفاق أهل الحديث‪،‬هل وممن صرح بضعفه من المتقدمين‪ :‬أحمد بن‬
‫حنبل‪،‬هل والبخأاري‪،‬هل وأبو داود‪،‬هل قال أبو داود إوابراهيما الحربي‪) :‬هو حديث منكر(‪،‬هل‬
‫ونقل إماما الحرمين في كتابه »السإاليب« إجماع أهل الحديث على ضعفه‪،‬هل وهو‬
‫كما قال‪،‬هل والضعف عليه بين(])‪.[(961‬‬

‫قال أبو داود‪) :‬وذكرت حديث يزيد الدالني لحمد بن حنبل فانتهرني‬
‫اسإتعظام ا له‪،‬هل وقال‪ :‬ما ليزيد الدالني يدخأل على أصحاب قتادة؟ا ولما يعبأ‬
‫بالحديث(])‪.[(962‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 338‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬الحديث دليل على أن النوما حال وضع المجنندب على الرض‬
‫ص النقض بنوما المضطجع لنه الغلب؛ لن الغالب أنه ل‬
‫ناقض للوضوء‪،‬هل وخأ ل‬
‫يسإتغرق أحد في نومه إل وهو مضطجع‪،‬هل وهذا على فرض صحة الحديث‪،‬هل إوال‬
‫فهو ضعيف سإندا ومتناا‪،‬هل أما سإندا فتقدما‪،‬هل وأما متن ا فإن معناه ل يصح ل طردا ول‬
‫عكسإاا؛ لنه يدل طردا على أن كل من ناما مضطجع ا وجب عليه الوضوء‪،‬هل سإواء‬
‫أكان كثي ار مسإتغرق ا ل يحس بنفسإه إذا أحدث‪،‬هل أما قليلا يحس معه إذا أحدث‪،‬هل ويدل‬
‫عكسإ ا على أن كل من ناما غير مضطجع فإنه ل ينتقض وضوؤه‪،‬هل وكل المعنيين‬
‫غير صحيح‪،‬هل أما الول فتقدما بيانه عند شرح حديث أنس رضي ال عنه أول‬
‫أحاديث الباب‪،‬هل وهو أنه ل ينقض إل المسإتغرق‪،‬هل أما غير المسإتغرق فل ينقض‬
‫ي حال كان النائما‪،‬هل وأما الثاني فإن النائما إذا كان مسإتغرق ا انتقض وضوؤه‬
‫على أ ل‬
‫ولو كان غير مضطجع‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 339‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما جاء في تشكيك الشيطان ابن آدم في طهارته‬

‫‪ 82/16‬ـ مومعدن انبدن معلباس رضي ال عنهما ألن مرعسإومل ال صللى ال عليه‬
‫دد‬ ‫دد‬ ‫وسإللما مقامل‪» :‬ميأدتي أممحمدعكعما اللشني م‬
‫صلمته‪،‬هل فمميننفععخ في ممنقمعمدته فعيمخأليعل إلمنيه أملنهع‬‫طاعن في م‬
‫صنوت ا أمنو ميدجمد دريحاا«‪.‬‬ ‫ف محلتى مينسإمممع م‬ ‫صدر ن‬ ‫ث‪،‬هل مفإمذا مومجمد ذلد م‬
‫ك فملم مينن م‬ ‫ث‪،‬هل مولمنما عينحدد ن‬
‫أمنحمد م‬
‫أمنخأمرمجهع انلمب لازعر‪.‬‬
‫‪ 83/17‬ـ وأمصلعه في الصدحيحيدن دمن حدديث عبدد ا د‬
‫ل نبدن مزنيلد‪.‬‬ ‫من‬ ‫ن م‬ ‫ل م‬ ‫م ن ع‬
‫‪ 84/18‬ـ مولدعمنسإللما‪ :‬معنن أمدبي عهمرنيمرةم مننحعوعه‪.‬‬

‫‪ 85/19‬ـ ودلنلمحادكما‪ :‬معنن مأبي مسإعيلد ممنرعفوعاا‪» :‬إمذا مجامء أممحمدعكعما اللشني م‬
‫طاعن‪،‬هل‬
‫ت«‪،‬هل موأمنخأمرمجهع انبعن حلبامن بدلمنفدظ‪» :‬مفنليقنل دفي مننفدسإده«‪.‬‬ ‫ت‪،‬هل مفنلميعقنل‪ :‬مكمذنب م‬
‫ك أمنحمدثن م‬
‫فممقامل‪ :‬إلن م‬
‫كان الولى بالمصنف أن يضما هذه الحاديث الثلثة إلى حديث أبي هريرة‬
‫خأامس أحاديث الباب ـ وقد أشار إليه هاهنا ـ؛ لن موضوعها واحد‪،‬هل وهو حكما‬
‫الشك في الطهارة‪،‬هل وهذه فيها زيادة فوائد نذكرها ـ إن شاء ال ـ‪.‬‬

‫الكلما عليها من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجها‪:‬‬

‫أما حديث ابن عباس رضي ال عنهما فقد أخأرجه البزار )‪ 171‬مخأتصر‬
‫صبيح‪،‬هل ثنا أبو أويس‪،‬هل عن ثور بن زيد‪،‬هل عن‬
‫زوائده( من طريق إسإماعيل بن م‬
‫عكرمة‪،‬هل عن ابن عباس رضي ال عنهما‪،‬هل به مرفوعاا‪.‬‬

‫وقال‪) :‬ل نعلمه بهذا اللفظ إل من طريق ابن عباس رضي ال عنهما‪،‬هل‬
‫وروي معناه من طريق غيره(‪.‬‬

‫وهذا إسإناد حسإن‪،‬هل إسإماعيل بن صبيح‪ :‬صدوق‪،‬هل وأبو أويس‪ :‬صدوق يهما‪،‬هل‬
‫وقد تابعه الدراوردي عند البيهقي )‪.(2/254‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 340‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والحديث أصله في الصحيحين‪ :‬في البخأاري )‪،(137‬هل ومسإلما )‪ (361‬من‬


‫حديث عبد ال بن زيد رضي ال عنه قال‪ :‬شكي إلى النبي صللى ال عليه وسإللما‬
‫الرجل يخأيل إليه أنه يجد الشيء في الصلة؟ا قال‪» :‬ل ينصرف حتى يسإمع صوت ا‬
‫أو يجد ريحاا«‪.‬‬

‫وفي صحيح مسإلما )‪ (362‬من حديث أبي هريرة رضي ال عنه‪،‬هل وتقدما في‬
‫أول هذا الباب‪،‬هل وهو الحديث الخأامس‪.‬‬

‫وأما حديث أبي سإعيد فقد أخأرجه الحاكما )‪،(1/134‬هل وابن حبان )‪(6/389‬‬
‫من طريق يحيى بن أبي كثير‪،‬هل عن عياض بن هلل‪،‬هل عن أبي سإعيد الخأدري‬
‫رضي ال عنه‪،‬هل وأول الحديث‪» :‬إذا صلى أحدكما فلما يدر ثلث ا صلى أما أربع ا‬
‫فليسإجد سإجدتين وهو جالس‪،‬هل إواذا أتى‪، «...‬هل وتماما الحديث عندهما‪» :‬حتى يسإمع‬
‫صوتا بأذنه أو يجد ريحا بأنفه« ‪،‬هل ورجاله ثقات رجال الشيخأين‪،‬هل غير عياض بن‬
‫هلل‪،‬هل فإنه لما يوثقه إل ابن حبان])‪،[(963‬هل ولما يرو عنه إل يحيى بن أبي كثير‪،‬هل‬
‫قال في »التقريب«‪) :‬عياض بن هلل‪،‬هل وقيل‪ :‬ابن أبي زهير النصاري‪،‬هل وقال‬
‫بعضهما‪ :‬هلل بن عياض‪،‬هل وهو مرجوح‪،‬هل مجهول من الثالثة‪،‬هل تفرد يحيى بن أبي‬
‫كثير بالرواية عنه(‪.‬‬

‫وقد أخأرجه أبو داود )‪،(1029‬هل والترمذي )‪ (396‬من طريق إسإماعيل بن‬
‫إبراهيما‪،‬هل حدثنا هشاما الدسإتوائي‪،‬هل بهذا السإناد‪،‬هل وحسإنه الترمذي‪.‬‬

‫ولعله من الحسإن لغيره‪،‬هل ل لذاته‪،‬هل من أجل عياض هذا‪،‬هل لكن تابعه عطاء‬
‫بن يسإار‪،‬هل عن أبي سإعيد‪،‬هل عند مسإلما ـ وسإيأتي في باب »سإجود السإهو« إن شاء ال‬
‫)واذا أتى‪ (..‬فهي مما انفرد به عياض بن‬
‫ـ‪،‬هل لكن ليس فيه الجملة المذكورة هنا إ‬
‫هلل‪،‬هل والغرض من إيراد لفظ ابن حبان أنه أفاد أنه يقول‪» :‬كذبت« في نفسإه ول‬
‫يتكلما‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 341‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬الشيطان( أي‪ :‬جنس الشيطان‪.‬‬

‫قوله‪) :‬في صلته( أي‪ :‬حال كونه فيها‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فينفخ( بضما العين من المضارع‪،‬هل من باب »قتل« يقال‪ :‬نفخ بفمه‬
‫نفخأاا‪ :‬أخأرج منه الريح‪.‬‬

‫قوله‪) :‬في مقعدته( بفتح الميما‪،‬هل وهي السإافلة من الشخأص‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فيخأيل إليه( يحتمل أنه مبني للمعلوما‪،‬هل والفاعل ضمير مسإتتر يعود‬
‫على الشيطان‪،‬هل أي‪ :‬إن الشيطان هو الذي يخأيل للمصلي أنه أحدث‪،‬هل أي‪ :‬يوقع‬
‫في خأياله‪،‬هل أي‪ :‬في وهمه وظنه‪،‬هل ويحتمل أنه مبني للمجهول‪،‬هل ونائب الفاعل قوله‪:‬‬
‫)أنه أحدث(‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬حديث ابن عباس وما بعده يفيد ما سإبقت إليه الشارة عند‬
‫الحديث الخأامس من هذا الباب من أن المتطهر إذا شك في وضوئه هل انتقض أو‬
‫ل؟ا فإن وضوءه با ل‬
‫ق‪،‬هل ويصلي بطهارته تلك ول يجب عليه الوضوء حتى يتيقن أنه‬
‫أحدث إما بسإماع صوت أو مشوما ريح‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬شدة عداوة الشيطان للنسإان‪،‬هل وذلك بإفسإاد عبادته‪،‬هل ول سإيما‬
‫الصلة وما يتعلق بها‪،‬هل إوايقاعه في الشكوك والوهاما حتى تفسإد طهارته‪،‬هل وتبطل‬
‫صلته‪،‬هل تارة بالفعل )فينفخ في مقعدته(‪،‬هل وتارة بالقول بالوسإوسإة‪) :‬إنك أحدثت(‪.‬‬

‫وقد أخأبر ال تعالى بعداوة الشيطان‪،‬هل فقال سإبحانه‪}} :‬إدين اليشني م‬


‫طامن لمعكنما مععدرو‬
‫صمحادب اليسإدعيدر *{{ ]فاطر‪. [6 :‬‬ ‫د‬ ‫د د‬ ‫د‬
‫مفاتيخأعذوهع مععدلوا إدينمما ميندععو حنزمبهع لميعكوعنوا منن أم ن‬
‫الوجه الخأامس‪ :‬في هذه الحاديث بيان لعلج الوسإواس‪،‬هل فل ينبغي للمسإلما‬
‫أن يسإتسإلما لوسإاوس الشيطان ول يلتفت إليها‪،‬هل فل ينصرف حتى يتحقق انتقاض‬
‫طهارته‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 342‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والوسإواس داء عضال‪،‬هل إذا اشتد بصاحبه ل ينفك عنه ويصعب الخأروج‬
‫منه‪،‬هل فيقع في الحرج والمشقة في طهارته وصلته وأحواله كلها‪،‬هل ومتى غفل عن‬
‫الوسإاوس وتركها فإنها تزول بإذن ال تعالى‪،‬هل ولهذا أرشد النبي صللى ال عليه‬
‫وسإللما إلى عدما السإتسإلما لها بقوله‪» :‬فليقل‪ :‬كذبت«‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬في هذه الحاديث زيادة على حديث أبي هريرة المتقدما ومن‬
‫ذلك‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ التصريح بأن هذه الشكوك في الطهارة من الشيطان‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أنه بلين محل هذه الشكوك وأنه مقعدة النسإان‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أنه بلين طريقة الخأروج من هذه الوهاما وهو تكذيب الشيطان‪،‬هل وال‬
‫تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 343‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫باب قاضاء الحاجة‬

‫وفي بعض نسإخ »البلوغ«‪ :‬باب »اداب قضاء الحاجة«‪،‬هل وهي أكمل وأدل‬
‫على المراد‪.‬‬

‫والداب‪ :‬جمع أدب‪،‬هل كاجال وأجل‪،‬هل قال أبو زيد النصاري‪) :‬الدب يقع‬
‫على كل رياضة محمودة‪،‬هل يتخأرج بها النسإان في فضيلة من الفضائل(])‪.[(964‬‬

‫والحاجة‪ :‬كناية عن البول والغائط‪،‬هل وهو مأخأوذ من قوله صللى ال عليه‬


‫وسإللما‪» :‬إذا جلس أحدكما على حاجته فل يسإتقبل القبلة ول يسإتدبرها«])‪.[(965‬‬

‫وبعضهما يعبر عنه بباب »السإتطابة« وهو طلب الطيب‪،‬هل والمراد بها هنا‪:‬‬
‫تطهير القبل والدبر من أثر البول أو الغائط بحجر أو ماء؛ لنه طيب المحل من‬
‫الخأبث الطارئ عليه‪.‬‬

‫والمراد باداب قضاء الحاجة‪ :‬ما يشرع للمسإلما اتباعه من القوال والفعال‬
‫التي تناسإب تلك الحال‪.‬‬

‫ومجيء السإلما بهذه الداب دليل بلين على كمال هذه الشريعة‪،‬هل ورعايتها‬
‫لمصالح العباد‪،‬هل واسإتيعابها لجميع الداب النافعة‪،‬هل سإواء في أمور العبادات أو‬
‫المعاملت أو الداب أو الخألق‪،‬هل فما من شيء ينفع الناس ويقربهما إلى ال تعالى‬
‫إل بينته ورغبت فيه‪،‬هل وما من شيء يضرهما أو يعلرضهما لسإخأط ال إل بينته‬
‫وحذرت منه‪،‬هل وقد ورد في حديث سإلمان رضي ال عنه أن المشركين قالوا له‪ :‬قد‬
‫علمكما نبيكما صللى ال عليه وسإللما كل شيء حتى الدخأ ارمءة])‪[(966‬؟ا فقال‪ :‬أجل‪،‬هل‬
‫لقد نهانا أن نسإتقبل القبلة لغائط أو بول‪،‬هل أو أن نسإتنجي باليمين‪،‬هل أو أن نسإتنجي‬
‫بأقل من ثلثة أحجار‪،‬هل أو أن نسإتنجي برجيع أو عظما])‪.[(967‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 344‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كراهة دخآول الخآلء بما فيه ذكر ال تعالىّ‬

‫ل صللى ال‬‫‪ 86/1‬ـ عن أمنس بدن مالدلك رضي ال عنه مقامل‪ :‬مكان رسإوعل ا د‬
‫م مع‬ ‫من م ن م‬
‫ضمع مخأاتمممعه‪ .‬أمنخأمرمجهع النرمبمععة‪،‬هل موعهمو ممنعلورل‪.‬‬
‫لمء مو م‬
‫عليه وسإللما إمذا مدمخأمل انلمخأ ن‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أبو داود )‪ (19‬في كتاب »الطهارة« باب »الخأاتما يكون فيه‬
‫ذكر ال يدخأل به الخألء«‪،‬هل والترمذي )‪،(1746‬هل والنسإائي )‪،(1/178‬هل وابن ماجه‬
‫)‪،(303‬هل من طريق هماما‪،‬هل عن ابن جريج‪،‬هل عن الزهري‪،‬هل عن أنس رضي ال عنه‪.‬‬

‫وقد أعلله جماعة من الحفاظ منهما أبو داود في »سإننه« بعد سإياقه بعلتين‪:‬‬

‫الولى‪ :‬ترك الواسإطة بين ابن جريج والزهري‪،‬هل فقد قيل‪ :‬إن ابن جريج لما‬
‫يسإمع من الزهري‪،‬هل إوانما رواه عن زياد بن سإعد‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬قلب المتن باخأر‪،‬هل وأن الصواب‪ :‬عن ابن جريج‪،‬هل عن زياد بن سإعد‪،‬هل‬
‫عن الزهري‪،‬هل عن أنس أن النبي صللى ال عليه وسإللما اتخأذ خأاتما من ورق])‬
‫‪،[(968‬هل ثما ألقاه‪،‬هل فوهما هماما بن يحيى‪،‬هل ورواه عن الزهري‪،‬هل وترك زياد بن سإعد‪،‬هل‬
‫وأتى بهذا اللفظ‪) :‬كان إذا دخأل الخألء وضع خأاتمه(‪،‬هل وقد نقل البيهقي )‪(1/95‬‬
‫كلما أبي داود في »سإننه« وأقره‪،‬هل وقال‪) :‬هذا هو المشهور عن ابن جريج‪،‬هل دون‬
‫حديث هماما( وقال النسإائي كما في »السإنن الكبرى« )‪) :(8/384‬هذا الحديث‬
‫غير محفوظ( ونقل الحافظ عن الدارقطني أنه قال بشذوذه])‪ [(969‬وضعفه‬
‫النووي وع از تضعيفه إلى الجمهور])‪.[(970‬‬

‫وقال اخأرون‪ :‬ليس فيه وهما‪،‬هل بل هذا حديث وهذا حديث‪،‬هل فهما مخأتلفان‬
‫سإندا ومتناا‪،‬هل فحديث الباب رواه ابن جريج عن الزهري بل واسإطة‪،‬هل والثاني بواسإطة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 345‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وكوعن دذنهدن هماما انتقل من الحديث الثاني إلى الول مع اخأتلفهما سإندا‬
‫ومتن ا مردود؛ لن ذلك ل يكون إل عن غفلة شديدة ل يحتملها حال هماما‪،‬هل فإن‬
‫همام ا حافظ كبير ثقة‪،‬هل يفهما هذا من هذا‪،‬هل فل مانع أن يكون عنده الحديثان])‬
‫‪،[(971‬هل وقد مال إلى ذلك ابن حبان‪،‬هل فذكر كل الحديثين في »صحيحه«؛ الول‬
‫في )‪ (4/260‬والثاني في )‪،(12/304‬هل ومن هؤلء ـ أيض ا ـ المنذري])‪ [(972‬فإنه‬
‫)واذا كان‬
‫نقل تحسإين الترمذي لهذا الحديث‪،‬هل ونقل كلما العلماء في هماما‪،‬هل ثما قال‪ :‬إ‬
‫حال هماما كذلك فيترجح ما قاله الترمذي‪.(..‬‬

‫ومن هؤلء صاحب »المنهل العذب المورود« فإنه دافع عن الحديث وقال‪:‬‬
‫)إن دعوى غلط هماما وتفرده غير مسإلمة(])‪.[(973‬‬

‫قال الشيخ عبد العزيز بن باز‪) :‬هذا أقرب وأولى‪،‬هل إذ توهيما الثقات‬
‫وتغليطهما يحتاج إلى دليل(‪.‬‬

‫وقد تابع همام ا على لفظ حديث الباب يحيى بن المتوكل البصري‪،‬هل عن ابن‬
‫جريج‪،‬هل عن الزهري‪،‬هل أخأرجه البيهقي )‪،(1/95‬هل والبغوي في »شرح السإنة« )‪(189‬‬
‫قال في »التقريب« عن يحيى بن المتوكل‪) :‬صدوق يخأطئِّ( وتابعه يحيى بن‬
‫ال ل‬
‫ضريس البجلي‪،‬هل عن ابن جريج‪،‬هل عن الزهري‪،‬هل كما ذكره الدارقطني في »العلل«‪،‬هل‬
‫وابن الضريس قال عنه في »التقريب«‪) :‬صدوق(])‪،[(974‬هل لكن يلحظ في هاتين‬
‫المتابعتين أنهما ليسإتا من أصحاب ابن جريج الكبار‪،‬هل خأاصة مع كلما الئمة وأن‬
‫همام ا انفرد به‪،‬هل وانفراد البيهقي ـ وهو من أهل القرن الخأامس ـ بإخأراجها مظنة‬
‫الخأطأ في الرواية‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫وفي الحديث علة أخأرى وهي عنعنة ابن جريج وهو مدلس‪،‬هل وقد نقل الحافظ‬
‫عن قريش بن أنس عن ابن جريج‪) :‬لما أسإمع من الزهري شيئاا‪،‬هل إنما أعطاني جزءا‬
‫فكتبته‪،‬هل وأجازه لي(])‪ .[(975‬قال الذهبي‪) :‬وكان ابن جريج يرى الرواية بالجازة‬
‫وبالمناولة‪،‬هل ويتوسإع في ذلك‪،‬هل ومن ثما دخأل عليه الداخأل في رواياته عن الزهري؛‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 346‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫لنه حمل عنه مناولة‪،‬هل وهذه الشياء يدخألها التصحيف‪،‬هل ول سإيما في ذلك العصر‪،‬هل‬
‫ث في الخأط بععد مشنكرل ول نقط(])‪،[(976‬هل ولذا قال ابن معين فيما نقله‬
‫لما يكن محمد م‬
‫عنه الحافظ‪) :‬ابن جريج ليس بشيء في الزهري(])‪.[(977‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إذا دخأل الخألء( أي‪ :‬أراد دخأول الخألء‪،‬هل والخألء بالمد‪ :‬المكان‬
‫الخأالي‪،‬هل عندقمل إلى البناء المعد لقضاء الحاجة عرفاا‪،‬هل ويسإمى أيض ا المرفق‪،‬هل‬
‫والكنيف‪،‬هل والمرحاض‪،‬هل وقد ورد لفظ )الكنيف( في حديث أنس‪،‬هل وسإيأتي في شرح‬
‫الحديث »الثاني« إن شاء ال‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وضع خأاتمه( أي‪ :‬ألقاه‪،‬هل يقال‪ :‬وضع الشيء من يده يضعه وضعاا‪،‬هل‬
‫إذا ألقاه‪.‬‬

‫وكان صللى ال عليه وسإللما يضع خأاتمه وقتئلذ صيانةا لسإما ال تعالى عن‬
‫محل القاذورات‪،‬هل وقد ورد عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬كان نقش خأاتما النبي صللى‬
‫ال عليه وسإللما ثلثة أسإطر‪ :‬محمد سإطر‪،‬هل ورسإول سإطر‪،‬هل وال سإطر])‪.[(978‬‬

‫وعنه أيض ا رضي ال عنه قال‪ :‬كان خأاتما النبي صللى ال عليه وسإللما في‬
‫يده‪،‬هل وفي يد أبي بكر بعده‪،‬هل وفي يد عمر بعد أبي بكر‪،‬هل فلما كان عثمان جلس‬
‫على بئر أريس‪،‬هل قال‪ :‬فأخأرج الخأاتما فجعل يعبث به‪،‬هل فسإقط‪،‬هل قال‪ :‬فاخأتلفنا ثلثة‬
‫أياما مع عثمان فننزح البئر‪،‬هل فلما نجده])‪.[(979‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬اسإتدل بهذا الحديث من قال بكراهة دخأول الخألء بما فيه‬
‫ذكر ال تعالى‪،‬هل واسإتحباب تنحيته‪،‬هل ولما يرد في ذلك إل الفعل المجرد‪،‬هل فل يدل‬
‫على الوجوب‪،‬هل إوانما على السإتحباب‪،‬هل وهذا على فرض ثبوت الحديث‪.‬‬

‫والقول بالكراهية هو المشهور عند العلماء‪،‬هل ومنهما الحنابلة‪،‬هل وهي رواية عن‬
‫أحمد‪،‬هل نص عليها في رواية إسإحاق])‪،[(980‬هل لكن نقل ابن مفلح عن الماما أحمد‬
‫أنه ل يكره])‪،[(981‬هل وذكرها ابن رجب‪،‬هل ونسإب ذلك إلى كثير من السإلف])‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 347‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪،[(982‬هل قال ابن مفلح‪) :‬وعنه‪ :‬ل يكره دخأول الخألء بذلك‪،‬هل ول كراهة هنا‪،‬هل ولما‬
‫أجد للكراهة دليلا سإوى هذا‪،‬هل وهي تفتقر إلى دليل‪،‬هل والصل عدمه(])‪ [(983‬وذكر‬
‫في »عنكته على المحرر« عن بعض الحنابلة أن إزالة ذلك أفضل‪،‬هل )قال‪ :‬وهذا قول‬
‫ثالث‪،‬هل ولعله أقرب(‪.‬اهـ])‪،[(984‬هل وعلى هذا فل يلزما من ترك الفضل الوقوع في‬
‫المكروه‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫إوان كان فيه شيء من القران فهو أشد‪،‬هل وحكما بعضهما بالتحريما‪،‬هل لحرمة كلما‬
‫ال تعالى‪،‬هل قال سإبحانه‪}} :‬دإينهع لمقعنرآرن مكدريرما *{{ ]الواقعة‪، [77 :‬هل وقال تعالى‪}} :‬ق‬
‫موانلقعنرآدن انلممدجيدد *{{‪،‬هل ودخأول الخألء فيه نوع من الهانة‪.‬‬

‫وهذا إن تيسإر‪،‬هل فإن خأاف على ما معه أن يسإرق أو تطير به الرياح أو‬
‫ينسإاه فل كراهة؛ لن من الناس من يغلب عليه النسإيان‪،‬هل فيضعه في مكان‪،‬هل ثما‬
‫ينسإاه‪،‬هل وكذا المصحف إن خأاف أن يسإرق دخأل به‪،‬هل والحوط أل يدخأل به مطلقاا‪،‬هل‬
‫بل يعطيه من يحفظه له حتى يخأرج‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 348‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما يقال عند دخآول الخآلء‬

‫ل صللى ال عليه وسإللما إمذا مدمخأمل انلمخألممء‬ ‫‪ 87/2‬ـ وعننه مقامل‪ :‬مكان رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫مم ع‬
‫ك دممن انلعخأعبدث موانلمخأمبائددث«‪ .‬أمنخأمرمجهع اللسإنبمععة‪.‬‬
‫مقامل‪» :‬الليهعيما إلني أمععوعذ بد م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء« باب »ما يقول عند الخألء« )‬
‫‪،(142‬هل ومسإلما )‪،(375‬هل وأبو داود )‪،(4‬هل والترمذي )‪،(5‬هل والنسإائي )‪،(1/20‬هل وابن‬
‫ماجه )‪،(296‬هل وأحمد )‪،(19/13‬هل كلهما من طريق عبد العزيز بن صهيب قال‪:‬‬
‫)سإمعت أنسإا يقول‪ (...‬وذكره‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إذا دخأل( أي‪ :‬إذا أراد الدخأول‪،‬هل وهذا إن كان المكان معدا لذلك كما‬
‫في البيوت الن‪،‬هل فإن كان في الصحراء ـ مثلا ـ قال ذلك عند الشروع في تشمير‬
‫ثيابه‪.‬‬

‫وقد ورد عند البخأاري تعليقا عن سإعيد بن زيد‪ :‬حدثنا عبد العزيز )إذا أراد‬
‫أن يدخأل( وذكر الحافظ أن البخأاري وصلها في »الدب المفرد«])‪،[(985‬هل قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو النعمان‪،‬هل حدثنا سإعيد بن زيد‪،‬هل حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال‪ :‬حدثني‬
‫أنس قال‪ :‬كان النبي صللى ال عليه وسإللما إذا أراد أن يدخأل الخألء])‪...[(986‬‬
‫فأفاد ذلك بيان أنه يقول هذا الدعاء قبل الدخأول ل بعده‪.‬‬

‫قوله‪) :‬اللهما( أي‪ :‬يا ال‪،‬هل فحذف حرف النداء‪،‬هل وعوض عنها الميما للبدء‬
‫باسإما ال تعالى ولكثرة السإتعمال‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أعوذ بك( أي‪ :‬أعتصما بك‪،‬هل وهي جملة خأبرية لفظاا‪،‬هل إنشائية معنى؛‬
‫لنها بمعنى الدعاء‪،‬هل فكأنه يقول‪ :‬اللهما أعذني‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 349‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬من العخأعبدث( بضما المعجمة والموحدة‪ :‬جمع خأبيث مثل‪ :‬قضيب‬
‫ضب‪،‬هل وسإرير وعسإعرر‪،‬هل وهما ذكران الشياطين‪،‬هل والخأبائث‪ :‬جمع خأبيثة‪،‬هل كصحيفة‬
‫وقع ع‬
‫وصحائف‪،‬هل وهن إناث الشياطين‪،‬هل فكأنه اسإتعاذ من ذكران الشياطين إواناثهما‪،‬هل وقيل‪:‬‬
‫العخأنبث‪ :‬بإسإكان الباء‪ :‬الشر‪،‬هل والخأبائث‪ :‬الذوات الشريرة‪،‬هل فكأنه اسإتعاذ من الشر‬
‫وأهله‪.‬‬

‫وقد ذكر الخأطابي‪ :‬أن الصواب ضما الباء‪،‬هل وأن عامة أصحاب الحديث‬
‫يقولون‪ :‬العخأنبث‪ :‬سإاكنة الباء‪،‬هل وهذا غلط])‪،[(987‬هل والصواب جواز الوجهين كما‬
‫يجوز في نظائره؛ لن السإكان على سإبيل التخأفيف جائز كما هو مقلرر عند أئمة‬
‫التصريف‪،‬هل مثل‪ :‬عرعسإل وعرنسإل‪،‬هل وعكعتب وعكنتب‪،‬هل ونحو ذلك‪،‬هل ونقل النووي عن جماعة‬
‫من أهل المعرفة أن الباء سإاكنة‪،‬هل منهما أبو عبيد القاسإما بن سإ ي‬
‫لما])‪ [(988‬وقال‬
‫القرطبي عن إسإكان الباء‪) :‬عرلويناه به أيضاا(])‪.[(989‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على مشروعية الدعاء عند دخأول المكان المعد‬
‫لقضاء الحاجة بهذا الدعاء‪،‬هل ومناسإبة هذا الدعاء دل عليها حديث زيد بن أرقما‬
‫رضي ال عنه عن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما قال‪» :‬إن هذه الحشوش‬
‫محتضرة‪،‬هل فإذا أتى أحدكما الخألء فليقل‪ :‬أعوذ بال من العخأعبث والخأبائث«])‬
‫‪.[(990‬‬

‫ول فرق في هذه السإتعاذة بين البنيان والصحراء؛ لن المكان يصير مأوى‬
‫للشياطين بخأروج الخأارج وقبل مفارقته إياه‪.‬‬

‫وقد وردت زيادة التسإمية من طريق عبد العزيز بن المخأتار‪،‬هل عن عبد‬


‫العزيز بن صهيب بلفظ المر‪» :‬إذا دخألتما الخألء فقولوا‪ :‬باسإما ال‪،‬هل أعوذ بال من‬
‫الخأبث والخأبائث« ‪،‬هل وقد ع از ابن الملقن هذه الزيادة إلى سإعيد بن منصور‪،‬هل وأبي‬
‫حاتما‪،‬هل وابن السإكن])‪،[(991‬هل وقال الحافظ‪) :‬إسإناده على شرط مسإلما(])‪.[(992‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 350‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫كما وردت عند ابن أبي شيبة من طريق أبي معشر نجيح ابن عبد الرحمن‬
‫السإندي‪،‬هل عن عبد ال بن أبي طلحة‪،‬هل عن أنس أن النبي صللى ال عليه وسإللما كان‬
‫إذا دخأل الكنيف قال‪» :‬باسإما ال اللهما إني أعوذ بك من الخأبث والخأبائث« ])‬
‫‪،[(993‬هل وأبو معشر قال فيه الحافظ‪) :‬ضعيف أممسإلن واخأتلط(‪.‬‬

‫وقد حكما اللباني على زيادة التسإمية بالشذوذ‪،‬هل لمخأالفتها لكل طرق الحديث‬
‫عن عبد العزيز بن صهيب‪،‬هل عن أنس])‪ [(994‬رضي ال عنه‪.‬‬

‫وقد ورد عن علي رضي ال عنه أن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما قال‪:‬‬
‫»سإتر ما بين أعين الجن وعورات بني ادما إذا دخأل أحدهما الخألء أن يقول‪ :‬باسإما‬
‫ال«])‪.[(995‬‬

‫والتسإمية قد وردت في عدة أحاديث‪،‬هل كلها معلولة‪،‬هل ويكفي في ذلك أن حديث‬


‫أنس رضي ال عنه ورد في الصحيحين والسإنن وليس فيه ذكر البسإملة‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫وسإيأتي في حديث عائشة رضي ال عنها ما يقوله إذا خأرج من الخألء‪،‬هل‬


‫ولو قدمه المصنف هنا لكان أولى‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أن المكنة النجسإة كالحمامات والحشوش‬


‫والمزابل هي مأوى الشياطين‪،‬هل ولذا شرعت السإتعاذة بال تعالى منهما من ذكرانهما‬
‫إواناثهما‪،‬هل أو من الشر كله وأهله‪،‬هل وهذا يدل على أن جميع الخألق مفتقرون إلى ال‬
‫تعالى في دفع ما يؤذيهما أو يضرهما‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 351‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم الستنجاء بالماء من البول أو الغائأط‬

‫‪ 88/3‬ـ مومعننهع مقامل‪ :‬مكامن مرعسإوعل ال صللى ال عليه وسإللما ميندعخأعل انلمخألممء‪،‬هل‬
‫ق معلمنيده‪.‬‬
‫فمأمنحدمعل أممنا موعغلمرما مننحوي إمداموةا دمنن ممالء مومعمنمزاة‪،‬هل فممينسإتمنندجي دبالممادء‪ .‬عمتلفم ر‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء«‪،‬هل باب »السإتنجاء بالماء« )‬


‫‪،(150‬هل ومسإلما )‪ (70) (271‬من طريق شعبة‪،‬هل عن أبي معاذ ـ واسإمه عطاء ابن‬
‫أبي ميسإرة ـ قال‪ :‬سإمعت أنس بن مالك رضي ال عنه يقول‪ ...‬فذكره‪،‬هل واللفظ‬
‫لمسإلما‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬كان يدخأل الخألء( المراد به هنا‪ :‬المكان الخأالي الذي يقضي فيه‬
‫حاجته في الفضاء‪،‬هل لقوله في رواية أخأرى‪) :‬كان إذا خأرج لحاجته( ولقرينة حمل‬
‫العنزة مع الماء‪،‬هل ولن الخألية التي في البيوت كانت خأدمته فيها متعلقة بأهله‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وغلما نحوي( الغلما‪ :‬هو الذكر الصغير‪،‬هل قال ابن دسإنيده‪) :‬هو غلما‬
‫من لدن الفطاما إلى سإبع سإنين(])‪، [(996‬هل ونقل الحافظ عن الزمخأشري أن الغلما‬
‫هو الصغير إلى حد اللتحاء‪،‬هل فإن قيل له بعد اللتحاء‪ :‬غلما‪،‬هل فهو مجاز])‬
‫‪،[(997‬هل وجمعه‪ :‬أغلمة وغلمة وغلمان‪.‬‬

‫وقوله‪) :‬نحوي( هي عند مسإلما‪،‬هل دون البخأاري‪،‬هل ومعناها مقارب لي في‬


‫السإن‪،‬هل وقد ورد في بعض الروايات‪) :‬فأنطلق أنا وغلما من النصار(‪،‬هل وفي رواية‬
‫للبخأاري‪) :‬تبعته أنا وغلما ملنا(‪،‬هل وقد ذكر بعض العلماء أنه عبد ال بن مسإعود‬
‫رضي ال عنه وهذا ليس بشيء‪،‬هل فإنه من السإابقين والمهاجرين‪،‬هل وقد مات سإنة )‬
‫‪32‬هـ( وعمره نحو من سإتين‪،‬هل فيكون كبير السإن يوما وفاة النبي صللى ال عليه‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 352‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وسإللما‪،‬هل وأنس له عشر سإنوات أو تزيد‪،‬هل وقد ورد في رواية عند مسإلما أن أنسإ ا قال‪:‬‬
‫)هو أصغرنا(])‪،[(998‬هل وكذا قوله‪) :‬من النصار( فيبعد لذلك أن يكون هو ابن‬
‫مسإعود‪،‬هل وظاهر صنيع البخأاري أنه ابن مسإعود رضي ال عنه])‪،[(999‬هل وال‬
‫أعلما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬إداوة( بكسإر الهمزة‪ :‬إناء صغير من جلد‪،‬هل وجمعه مأداموى بفتحها‪،‬هل‬
‫كمطية ومطايا‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ومعمنمزة( بفتح العين والنون‪ :‬حربة صغيرة‪،‬هل قال الخأوارزمي‪) :‬هـي‬
‫الحربـة‪،‬هل وتسإمى العنزة‪،‬هل وكان النجاشي أهـداها للنبـي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل فكانت‬
‫تقاما بين يديه إذا خأرج إلى المصلى‪،‬هل وتوارثها دمنن بععد الخألفاء(])‪.[(1000‬‬

‫والغرض من حملها أنه صللى ال عليه وسإللما كان إذا اسإتنجى توضأ‪،‬هل إواذا‬
‫توضأ صلى‪،‬هل وهذا أقوى الوجه في ذلك‪،‬هل كما ذكر الحافظ])‪،[(1001‬هل وقد بلوب‬
‫البخأاري على حديث أنس هذا في كتاب »الصلة« بقوله‪ :‬باب »الصلة إلى‬
‫العنزة«‪.‬‬

‫قوله‪) :‬يسإتنجي بالماء( أي‪ :‬يطهر بالماء الذي في الداوة ما أصاب‬


‫السإبيلين من أثر البول والغائط‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على جواز القتصار على السإتنجاء بالماء‪،‬هل‬
‫ولو لما يتقدما ذلك اسإتجمار بالحجار ونحوها‪.‬‬

‫وقد كره ذلك بعض العلماء‪،‬هل وعلة الكراهة عندهما ملمسإة النجاسإة باليد‪،‬هل‬
‫قال الحافظ على قول البخأاري‪ :‬باب »السإتنجاء بالماء«‪) :‬أراد بهذه الترجمة الرد‬
‫على من كرهه‪،‬هل وعلى من نفى وقوعه من النبي صللى ال عليه وسإللما‪)](..‬‬
‫‪.[(1002‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 353‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فممن كرهه حذيفة وابن عمر وابن الزبير رضي ال عنهما‪،‬هل ونقل ابن التين‬
‫عن مالك أنه أنكر أن يكون النبي صللى ال عليه وسإللما اسإتنجى بالماء‪،‬هل ذكره‬
‫الحافظ])‪.[(1003‬‬

‫وهذا قول ضعيف‪،‬هل والتعليل له غير صحيح‪،‬هل لما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن فيه معارضة لهذا الحديث الصحيح‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن في الماء إنقااء تاماا‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن مباشرة النجاسإة لزالتها ل محذور فيه‪.‬‬

‫وسإيأتي ـ إن شاء ال ـ لذلك مزيد كلما عند اخأر حديث في هذا الباب‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أنه ينبغي للمسإلما أن يسإتعد بطهوره عند‬
‫قضاء حاجته‪،‬هل لئل يحوجه عدما السإتعداد إلى القياما والتلوث بالنجاسإة‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬فضيلة أنس رضي ال عنه حيث تشرف بخأدمة النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما ل سإيما ما يتعلق بالطهارة‪،‬هل ومن تراجما البخأاري على هذا‬
‫طهوره(])‪،[(1004‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬ ‫الحديث )باب من عحدممل معه الماء لد ع‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 354‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫استحباب البعد والستتار عند قاضاء الحاجة‬

‫‪ 89/4‬ـ معدن العمدغيمردة نبدن عشنعمبةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل لدمي النبلي صللى ال‬
‫ق معمليده‪.‬‬
‫ق محلتى تمموامرى معلني‪،‬هل فممقضى محامجتمعه‪ .‬عمتلفم ر‬ ‫عليه وسإللما‪» :‬عخأدذ المدامومة«‪ .‬مفانن م‬
‫طلم م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في مواضع من صحيحه‪،‬هل واللفظ المذكور طرف من‬


‫حديث أخأرجه في كتاب »الصلة« باب »الصلة في الجبة الشامية« )‪،(363‬هل‬
‫صبيح‪،‬هل عن‬
‫وأخأرجه مسإلما )‪ (77) (274‬من طريق العمش‪،‬هل عن مسإلما بن ع‬
‫مسإروق‪،‬هل عن المغيرة بن شعبة رضي ال عنه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬حتى توارى عني( أي‪ :‬اسإتتر عني‪،‬هل إما بشجرة أو بأكمة‪،‬هل أو ببعده‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على اسإتحباب البعد والتواري عن الناس عند‬
‫إرادة قضاء الحاجة‪،‬هل لئل عترى عورته‪،‬هل أو عيسإمع صوته‪،‬هل أو عتشما رائحته‪،‬هل وهذا إن‬
‫كان في الصحراء‪،‬هل فإن كان في البنيان حصل المقصود بالبناء المعد لقضاء‬
‫الحاجة‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 355‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان بعض الماكن التي سينهىّ عن التخآلي فيها‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 90/5‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫طدريق اللناس‪،‬هل أمنو دفي دظلودهنما«‪ .‬مرمواهع عمنسإلرما‪.‬‬ ‫وسإللما‪» :‬اتلقعوا الللدعمننيدن‪ :‬الدذي ميتممخأللى في م‬
‫‪ 91/6‬ـ مازمد أمعبو مداومد‪،‬هل معنن عممعالذ‪) :‬موالممموادردد(‪.‬‬
‫ل‬
‫ف‪.‬‬‫ضنع ر‬‫س‪» :‬أمنو مننقدع مماء«‪ .‬مودفيهمما م‬ ‫‪ 92/7‬ـ ولنحمممد معدن انبدن معلبا ل‬
‫م‬
‫ضفلدة اللننهدر‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬
‫‪ 93/8‬ـ موأمنخأمرمج الطلمب مارنلي اللننهمي معنن تمنحت النشمجادر العمثنم م درة‪،‬هل مو م‬
‫ف‪.‬‬‫الجادري دمنن حدديدث انبدن عمر بدسإمنلد ضدعي ل‬
‫ع مم م م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫الكلما عليها من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس النصاري الخأزرجي رضي ال عنه‪،‬هل‬


‫شهد العقبة الثانية‪،‬هل وغزوة بدر وما بعدها‪،‬هل بعثه النبي صللى ال عليه وسإللما في اخأر‬
‫حياته إلى اليمن داعيا ومعلما وقاضياا‪،‬هل فممولدمعهع ودعا له بقوله‪» :‬حفظك ال من‬
‫بين يديك ومن خألفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك‪،‬هل ود أر عنك‬
‫شرور الجن والنس« ‪،‬هل وعاد في خألفة أبي بكر رضي ال عنه‪،‬هل ووله عمر رضي‬
‫ال عنه على الشاما بعد أبي عبيدة رضي ال عنه‪،‬هل ثما مات من عامه في طاعون‬
‫عمواس‪،‬هل سإنة ثماني عشرة عن أربع وثلثين سإنة])‪،[(1005‬هل رضي ال عنه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجها‪:‬‬

‫أما حديث أبي هريرة فقد أخأرجه مسإلما في كتاب »الطهارة« باب »النهي‬
‫عن التخألي في الطرق والظلل« )‪،(269‬هل وأبو داود )‪ (25‬من طريق إسإماعيل‬
‫بن جعفر‪،‬هل أخأبرني العلء‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه به مرفوعاا‪،‬هل‬
‫ولفظ )اللعنين( الذي في »البلوغ« هو لفظ أبي داود‪،‬هل وأما لفظ مسإلما فهو‪:‬‬
‫)الللعانين( بصيغة المبالغة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 356‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما حديث معاذ فقد أخأرجه أبو داود )‪ (26‬من طريق أبي سإعيد الحميري‪،‬هل‬
‫عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬اتقوا الملعن‬
‫الثلث‪ :‬المبمراز في الموارد‪،‬هل وقارعة الطريق‪،‬هل والظل«‪.‬‬

‫وهذا إسإناد فيه ضعف‪،‬هل كما قال الحافظ؛ لن أبا سإعيد الحميري لما يسإمع‬
‫من معاذ رضي ال عنه‪،‬هل قال في »التقريب«‪) :‬شامي مجهول من الثالثة‪،‬هل وروايته‬
‫عن معاذ بن جبل مرسإلة(‪.‬اهـ‪،‬هل ول يعرف هذا الحديث بغير هذا السإناد‪،‬هل قاله ابن‬
‫القطان‪،‬هل ونقله عنه الحافظ])‪.[(1006‬‬

‫والمقصود أن الحديث ضعيف بزيادة )الموارد( إوال فباقيه صحيح ـ كما تقدما‬
‫ـ في حديث أبي هريرة‪.‬‬

‫وأما حديث ابن عباس فقد أخأرجه أحمد )‪ (4/448‬من طريق عبد ال ابن‬
‫المبارك قال‪ :‬أخأبرنا ابن لهيعة‪،‬هل قال‪ :‬حدثني ابن هبيرة‪،‬هل قال‪ :‬أخأبرني من سإمع ابن‬
‫عباس يقول‪) :‬سإمعت رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يقول‪» :‬اتقوا الملعن‬
‫الثلث« ‪،‬هل قيل‪ :‬ما الملعن الثلث يا رسإول ال؟ا قال‪» :‬أن يقعد أحدكما في ظل‬
‫عيسإتظل فيه‪،‬هل أو في طريق‪،‬هل أو في نقع ماء«‪.‬‬

‫وهذا إسإناد فيه ضعف‪،‬هل كما قال الحافظ؛ لبهاما الراوي عن ابن عباس‪،‬هل قال‬
‫الهيثمي‪) :‬رواه أحمد‪،‬هل وفيه ابن لهيعة‪،‬هل ورجل لما عيسإلما(])‪ [(1007‬وقد تقدما عند‬
‫الحديث )‪ (31‬أن رواية عبد ال بن المبارك عن ابن لهيعة أعدل من غيرها‪،‬هل كما‬
‫نص على ذلك جماعة من أهل العلما؛ لنه سإمع منه قديماا‪،‬هل ومثله عبد ال بن‬
‫وهب وعبد ال بن يزيد المقرئ‪،‬هل فهؤلء العبادلة الثلثة روايتهما عنه أمثل من‬
‫غيرها؛ لنهما سإمعوا منه قبل احتراق كتبه‪،‬هل قال الحافظ عبد الغني بن سإعيد‬
‫الزدي‪) :‬إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح‪ (..‬وكذا قتيبة بن سإعيد‪،‬هل‬
‫كما ذكر الذهبي])‪،[(1008‬هل إوال فابن لهيعة ضعيف لسإوء حفظه واحتراق كتبه‪،‬هل‬
‫فحدث من حفظه فخأللط‪،‬هل وحديثه في المتابعات والشواهد ل ينزل عن رتبة الحسإن‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 357‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أما المحققون فهما على تضعيفه مطلقاا‪،‬هل قبل احتراق كتبه وبعدها‪ .‬وقد ذكرت هذا‬
‫فيما مضى‪،‬هل والمقصود أن الحديث ضعيف بزيادة )أو نقع ماء( إوال فباقيه‬
‫صحيح‪،‬هل كما في حديث أبي هريرة رضي ال عنه‪.‬‬

‫وأما حديث ابن عمر فقد أخأرجه الطبراني بتمامه في »الوسإط« )‪(3/199‬‬
‫من طريق الحكما بن مروان الكوفي‪،‬هل قال‪ :‬حدثنا فرات بن السإائب‪،‬هل عن ميمون بن‬
‫مهران‪،‬هل عن ابن عمر رضي ال عنهما‪،‬هل قال‪ :‬نهى رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‬
‫ضفيدة نهر جالر‪.‬‬
‫أن يتخألى الرجل تحت شجرة مثمرة‪،‬هل ونهى أن عيتخألى على م‬
‫وهذا إسإناد ضعيف‪،‬هل قال الطبراني عقبه‪) :‬لما يروه عن ميمون إل فرات بن‬
‫السإائب تفرد به المحمكعما(‪،‬هل وفرات هذا متروك الحديث‪،‬هل قاله البخأاري وغيره])‬
‫‪.[(1009‬‬

‫فهذه الحاديث ـ حديث معاذ وابن عباس وابن عمر رضي ال عنهما ـ كلها‬
‫ضعيفة‪،‬هل لكن يشهد لها في المعنى حديث أبي هريرة رضي ال عنه عند مسإلما‪،‬هل‬
‫والقواعد الشرعية تؤيدها‪،‬هل وهو أن كل ما يؤذي المسإلمين فهو حراما‪،‬هل وهو ما يسإتفاد‬
‫من قوله تعالى‪}} :‬مواليدذيمن عينؤعذومن انلعمنؤدمدنيمن موانلعمنؤدممنادت بدمغنيدر مما انكتممسإعبوا فمقمدد انحتممملعوا‬
‫عبنهمتان ا م إوداثناما عمدبين ا *{{ ]الحزاب‪، [58 :‬هل وقوله صللى ال عليه وسإللما‪» :‬من اذى‬
‫المسإلمين في طرقهما وجبت عليه لعنتهما«])‪.[(1010‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظها‪:‬‬

‫قوله‪) :‬اتقوا اللعنين( هذا لفظ أبي داود‪،‬هل وأما لفظ مسإلما فهو )الللعانين(‬
‫كما تقدما‪،‬هل قال النووي‪) :‬والروايتان صحيحتان(])‪[(1011‬؛ أي‪ :‬المرين الجالبين‬
‫للعن‪،‬هل الحاملين النامس عليه‪،‬هل وذلك أن من فعلها علعن وعشتما؛ لن عادة الناس لعنه‪،‬هل‬
‫فيكون من باب المجاز العقلي‪،‬هل لعلقة السإببية‪،‬هل وقد يكون اللعن بمعنى الملعون؛‬
‫أي‪ :‬الملعون فاعلهما‪،‬هل وهذا من المجاز العقلي أيضاا‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 358‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما رواية مسإلما )اتقوا الللعانين( فهي مثنى صيغة المبالغة )للعان( فمعناها ـ‬
‫وال أعلما ـ‪ :‬اتقوا فعل اللعانين؛ أي‪ :‬صاحبي اللعن‪،‬هل وذلك من تسإمية الشيء باسإما‬
‫سإببه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬طريق الناس( أي‪ :‬يتغوط في موضع يمر به الناس‪،‬هل وهو على‬
‫حذف مضاف؛ أي‪ :‬تخألي الذي يتخألى في طريق الناس‪،‬هل ووجه النهي‪ :‬لما فيه من‬
‫إيذاء المسإلمين بتنجيس من يمر به ونتنه واسإتقذاره‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أو في ظلهما( المراد به‪ :‬مسإتظل الناس الذي اتخأذوه مكان ا للمقيل‬
‫والراحة‪،‬هل إواضافة الظل إليهما دليل على إرادة الظل المنتفع به الذي هو محل‬
‫جلوسإهما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬البراز في الموارد( جمع مورد‪،‬هل وهو الموضع الذي ميدرعدهع الناس من‬
‫عين ماء أو غدير ونحوهما‪ .‬والبراز‪ :‬بفتح الباء على الشهر‪،‬هل هو في الصل‬
‫الفضاء الواسإع‪،‬هل ويكنى به عن الغائط‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أو نقع ماء( أي‪ :‬مجتمع الماء‪.‬‬

‫قوله‪) :‬تحت شجرة مثمرة( أي‪ :‬سإواء أكانت الثمرة مقصودة أما كانت ثمرة‬
‫محترمة‪،‬هل فالمراد هي ما يقصدها الناس ولو كانت غير مطعومة كشجر القطن‪،‬هل‬
‫فل يجوز لحد أن يتخألى تحتها؛ لنها ربما سإقطت الثمرة فتتلوث بالنجاسإة‪،‬هل ولئل‬
‫يتلوث من أراد أن يجمع ثمر هذه الشجرة‪.‬‬

‫والمحترمة كثمرة النخأل والتين ونحوهما؛ لن هذا طعاما محترما‪،‬هل فل يجوز‬


‫تلويثه بالنجاسإة إذا سإقطت‪،‬هل أو تلويث من أراد أن يجني ثمارها‪.‬‬

‫ضفيدة نهر جار( ضفة‪ :‬بفتح الضاد المعجمة وكسإرها والمراد‬


‫قوله‪) :‬على م‬
‫بها جانب النهر‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬دلت هذه الحاديث على النهي عن التخألي في بعض‬


‫الماكن لما في ذلك من أذية الناس بالتنجيس والسإتقذار والنتن‪،‬هل والتسإبب في نشر‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 359‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬
‫المراض وهو مظهر سإيئِّ‪،‬هل منا ل‬
‫ف لتعاليما السإلما الداعية إلى النظافة‪،‬هل والذي‬
‫صل من هذه الحاديث سإتة مواضع‪:‬‬
‫تح ل‬
‫وهي‪ :‬طريق الناس‪،‬هل والظل‪،‬هل والموارد‪،‬هل ونقع الماء‪،‬هل والشجار المثمرة‪،‬هل‬
‫وجانب النهر‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ فينهى عن التخألي في طريق الناس‪،‬هل وقارعة الطريق‪،‬هل والمراد ما يطرقه‬


‫الناس ويمشون فيه‪،‬هل أما الطريق المهجورة فيجوز التخألي فيها عند الحاجة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وينهى عن التخألي فيما يسإتظل به الناس من شجرة أو جدار أو جبل‬


‫ونحوها مما ينتفع به‪،‬هل ويلحق بالظل متشمس الناس في الشتاء‪،‬هل وكذا الماكن التي‬
‫يتردد إليها الناس‪،‬هل كالمنتزهات والحدائق‪،‬هل وأماكن السإتراحة التي قد توجد على‬
‫بعض الطرق الطويلة‪،‬هل أما ما ل ينتفع به ول يجلس فيه فيجوز التخألي فيه لقوله‪:‬‬
‫»أو في ظلهما«‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وينهى عن التخألي في موارد المياه التي يردها الناس للشرب‪،‬هل كالسإاقية‬
‫والبار‪،‬هل ويلحق بذلك محلت الوضوء التي لما تعلد لقضاء الحاجة‪،‬هل كما في دورات‬
‫المياه عند المسإاجد وغيرها مما يتأذى به الناس‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وينهى عن التخألي في نقع الماء‪،‬هل ويشمل ذلك ما إذا تخألى فيه أو حوله؛‬
‫لنه إن تخألى فيه أفسإده على غيره‪،‬هل إوان تخألى حوله قريب ا منه تأذى بذلك من ميدرعد‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ وينهى عن التخألي تحت الشجار المثمرة‪،‬هل لئل تسإقط الثمرة على ما‬
‫خأرج منه فتتنجس به‪،‬هل أو يتنجس من أراد أخأذ ما فيها‪،‬هل فإن كانت غير مثمرة‪،‬هل أو‬
‫مثمرة ول يؤخأذ ثمرها جاز التخألي تحتها إذا لما تكن ظلا لمن يسإتظل بها‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ وينهى عن التخألي على جوانب النهار وشواطئِّ البحار‪.‬‬

‫وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 360‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫النهي عن التكشف والتحدث حال قاضاء الحاجة‬

‫ل صللى ال عليه وسإللما‪:‬‬ ‫‪ 94/9‬ـ عن جابدلر رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫من م‬
‫ت‬‫صادحبدده‪،‬هل مولم ميتممحلدمثا‪ .‬مفإلن الم مينمقع ع‬ ‫ل دل د‬
‫ط اللرعجلمدن مفنلميتمموامر كل مواحد مننهعمما معنن م‬ ‫»إمذا تممغلو م‬
‫طادن‪،‬هل موعهمو ممنعلورل‪.‬‬ ‫صلحمحهع انبعن اللسإمكدن‪،‬هل موانبعن انلقم ل‬
‫ك«‪ .‬مرمواهع مو م‬‫معملى ذلد م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث اخأتلفت فيه نسإخ »البلوغ« ففي بعضها‪ :‬رواه أحمد‪،‬هل وفي‬
‫بعضها‪ :‬رواه‪ ...‬بدون ذكر من أخأرجه‪،‬هل وهو كذلك في نسإخأة البلوغ التي عليها‬
‫شرح المغربي »البدر التماما« ولما يتكلما عليه‪،‬هل بل أورد حديث أبي سإعيد‪ .‬والظاهر‬
‫أن المراد‪ :‬رواه ابن السإكن‪،‬هل وصححه ابن القطان‪،‬هل وهذا هو المثبت في »اللماما«‬
‫لبن دقيق العيد‪،‬هل كما سإيأتي إن شاء ال‪.‬‬

‫أما الصنعاني فقد تكلما في »السإبل« عن علة حديث أبي سإعيد الخأدري‬
‫رضي ال عنه الذي أخأرجه أبو داود )‪،(15‬هل وابن ماجه )‪ (342‬من طريق عكرمة‬
‫بن عمار‪،‬هل عن يحيى بن أبي كثير‪،‬هل عن هلل بن عياض‪،‬هل قال‪ :‬حدثني أبو سإعيد‬
‫قال‪ :‬سإمعت رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يقول‪ ...‬فذكره‪.‬‬

‫وهذا الحديث معلول بثلث علل‪:‬‬

‫الولى‪ :‬اضطراب رواية عكرمة بن عمار‪،‬هل عن يحيى بن أبي كثير‪،‬هل كما‬


‫قاله الماما أحمد ويحيى بن معين والبخأاري والنسإائي وأبو حاتما وغيرهما])‪.[(1012‬‬

‫ومن اضطرابه في هذا الحديث أنه رواه عن يحيى‪،‬هل عن هلل ـ كما هنا ـ‬
‫ورواه عن يحيى‪،‬هل عن أبي سإلمة‪،‬هل عن أبي هريرة‪،‬هل إلى غير ذلك من وجوه‬
‫الضطراب التي ذكرها الدارقطني])‪.[(1013‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 361‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قال أبو داود بعد سإياق الحديث‪) :‬هذا لما يسإنده إل عكرمة بن عمار( يريد‬
‫بذلك أن الحديث ضعيف‪،‬هل لنفراد عكرمة بإسإناده‪،‬هل ولما يعتبر ابن القطان هذا علة‪،‬هل‬
‫ل‪) :‬إذ ل وجه للتضعيف بهذا‪،‬هل فقد أخأرج مسإلما حديثه عن‬
‫وتبعه الشوكاني قائ ا‬
‫يحيى‪،‬هل واسإتشهد البخأاري بحديثه عن يحيى أيضاا(])‪.[(1014‬‬

‫على أن انفراد عكرمة بإسإناده غير مسإللما‪،‬هل فقد تابعه على ذلك أبان بن يزيد‬
‫كما ذكر ابن دقيق العيد])‪،[(1015‬هل وتابعه أيضا الوزاعي‪،‬هل عن يحيى بن أبي‬
‫ل‪.‬‬
‫كثير مرسإ ا‬
‫العلة الثانية‪ :‬جهالة هلل بن عياض‪،‬هل قال في »التقريب«‪) :‬مجهول من‬
‫الثالثة‪،‬هل تفرد يحيى بن أبي كثير بالرواية عنه( ورجح أن اسإمه عياض بن هلل‪،‬هل‬
‫وكذا ذكر البخأاري وابن أبي حاتما والخأطيب وغيرهما‪.‬‬

‫ص ابن القطان في مواضع من كتابه »بيان الوهما واليهاما« على أن‬


‫وقد ن ل‬
‫هذه هي العلة الكبرى في الحديث])‪.[(1016‬‬

‫العلة الثالثة‪ :‬الضطراب في متنه‪،‬هل ففي بعضها المقت على التكشف‬


‫والتحدث‪،‬هل وفي بعضها لما يذكر التحدث‪،‬هل وفي بعضها لما يذكر التكشف‪،‬هل ذكر ذلك‬
‫ابن القطان])‪.[(1017‬‬

‫وقد ذكر ابن دقيق العيد حديث جابر رضي ال عنه وقال‪) :‬أخأرجه الحافظ‬
‫أبو علي بن السإكن وصححه الحافظ أبو الحسإن القطان(])‪،[(1018‬هل وهذا الحديث‬
‫علقه الدارقطني في »العلل«‪،‬هل ثما رجعت إلى كتاب ابن القطان‪،‬هل فإذا هو قد سإاق‬
‫الحديث بإسإناده‪،‬هل فقال‪) :‬قال أبو علي بن السإكن‪ :‬حدثنا يحيى بن محمد بن‬
‫صاعد‪،‬هل حدثنا الحسإن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني‪،‬هل حدثنا مسإكين بن بكير‪،‬هل‬
‫عن الوزاعي‪،‬هل عن يحيى بن أبي كثير‪،‬هل عن محمد بن عبد الرحمن‪،‬هل عن جابر بن‬
‫عبد ال‪ ..‬فذكره(‪.‬‬

‫ثما تكلما ابن القطان عن إسإناد هذا الحديث وحكما بصحته‪،‬هل ثما قال‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 362‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫)الحسإن بن أحمد‪ :‬صدوق ل بأس به‪.‬‬

‫مسإكين بن بكير‪ :‬ل بأس به‪،‬هل قاله ابن معين‪.‬‬

‫محمد بن عبد الرحمن‪ :‬ثقة‪،‬هل وقد صح سإماعه من جابر‪.‬‬

‫وسإائر ممنن في السإناد ل عيسإأل عنه(‪.‬‬

‫وقد نقل الحافظ ابن كثير تصحيح ابن القطان])‪،[(1019‬هل وعلى هذا فما‬
‫في البلوغ صحيح ول سإقط فيه‪،‬هل وزيادة )أحمد( في بعض النسإخ ل تصح؛ لن‬
‫الحديث ل وجود له في المسإند من حديث جابر رضي ال عنه‪،‬هل بل هو من حديث‬
‫أبي سإعيد‪،‬هل وبهذا يتفق ما في »البلوغ« مع ما في »اللماما« مع ما في كتاب ابن‬
‫القطان‪.‬‬

‫لكن يظهر أن مجيء الحديث من هذا الوجه هو من أوجه الخأتلف في‬


‫السإناد‪،‬هل وقد ذكر هذا الدارقطني‪.‬‬

‫وأما قوله‪) :‬وهو معلول( فهذا ينطبق على حديث أبي سإعيد كما تقدما‪،‬هل‬
‫وينطبق على حديث جابر ـ أيضا ـ من جهة الخأتلف فيه على راويه يحيى بن‬
‫أبي كثير‪،‬هل كما ذكر ذلك الدارقطني‪،‬هل والحافظ في »إتحاف المهرة«])‪.[(1020‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إذا تغوط( مشتق من )الغائط( وهو الخأارج المسإتقذر من النسإان‪،‬هل‬


‫وأصله المكان المطمئن من الرض‪،‬هل إواطلقه على الخأارج من باب كراهية تسإمية‬
‫الشيء باسإمه الخأاص؛ لنهما كانوا يقضون حوائجهما في المواضع المطمئنة‪،‬هل فهو‬
‫من مجاز المجاورة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬الرجلن( تخأصيص الرجل بالذكر ل مفهوما له‪،‬هل لكن باعتبار‬


‫الغالب‪،‬هل إوال فالمرأتان‪،‬هل والمرأة والرجل أقبح من ذلك‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 363‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬فليتوار( يقال‪ :‬توارى بمعنى اسإتخأفى واسإتتر‪،‬هل والمعنى ليسإتتر كل‬
‫واحد عن صاحبه‪ .‬و)يتوار( مضارع مجزوما بـ»لما« المر‪،‬هل وعلمة جزمه حذف‬
‫حرف العلة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ول يتحدثا( ل‪ :‬ناهية‪،‬هل وعجدزمما المضارع بعدها بحذف النون‪.‬‬

‫ت مقت ا من باب )قتل( يقال‪ :‬ممقمتمعه؛ أي‪:‬‬


‫ت مينمقع ع‬
‫قوله‪) :‬يمقت( مضارع ممقم م‬
‫ضهع أشد البغض عن أمر قبيح‪.‬‬
‫أمنبمغ م‬
‫الوجه الثالث‪ :‬اسإتدل بهذا الحديث من قال بوجوب تسإتر النسإان وعدما‬
‫تحدثه مع شخأص اخأر حال قضاء الحاجة؛ لن التحدث حال قضاء الحاجة فيه‬
‫دناءة وقلة حياء‪،‬هل وال تعالى يمقت على ذلك‪،‬هل وهو سإبحانه ل يمقت إل على‬
‫الفعال السإيئة‪،‬هل وظاهر ذلك التحريما‪،‬هل ولكن حمله الجمهور على الكراهة‪،‬هل ولعل‬
‫الصارف له عن التحريما ما تقدما عن ابن مفلح رحمه ال عند الحديث )‪ (76‬من‬
‫أن النهي إذا ورد في حديث متكلما فيه فإنه يحمل على الكراهة‪،‬هل والقول بالتحريما هو‬
‫اخأتيار الشوكاني])‪،[(1021‬هل لن ظاهر الحديث أن ذلك من الكبائر‪.‬‬

‫وقد ذكر ابن مفلح])‪ [(1022‬أنهما صرحوا بالكراهة‪،‬هل وأنه لما يجد أحدا منهما‬
‫ذكر التحريما مع أن دليلهما يقتضيه‪،‬هل وعن الماما أحمد ما يدل عليه‪،‬هل قال صالح‪:‬‬
‫سإألت أبي عن الكلما في الخألء‪،‬هل قال‪ :‬يكره‪،‬هل وقال إسإحاق بن إبراهيما‪ :‬سإألت‬
‫أحمد عن الكلما في الخألء قال‪ :‬ل ينبغي له أن يتكلما‪ .‬وهذه الصيغة للتحريما])‬
‫‪.[(1023‬‬

‫إن حالة قضاء الحاجة حالة سإكون وانكسإار بين يدي ال تعالى‪،‬هل واعتراف‬
‫بضعف ابن ادما‪،‬هل وحالة تفكير بنعما ال تعالى على العبد‪،‬هل حيث يسإر له قضاء‬
‫حاجته بعدما يسإر له الكل والشرب والنتفاع بما أعطاه ال من النعما‪،‬هل ل حالة‬
‫مؤانسإة ومحادثة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 364‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫لكن إن وجد حاجة للكلما فل بأس‪،‬هل بل قد يكون واجباا‪،‬هل كإرشاد أعمى‬


‫يخأشى ترديه في حفرة‪،‬هل أو رؤية نحو عقرب أو حية تقصد إنسإاناا‪،‬هل أو كان له حاجة‬
‫في شخأص وخأاف أن ينصرف‪ ...‬أو نحو ذلك‪ .‬وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 365‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان بعض الداب في قاضاء الحاجة‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 95/10‬ـ عن مأبي قممتامدةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫من‬
‫وسإللما‪» :‬لم عينمدسإمكين أممحعدعكنما مذمكمرهع بدميدميندده‪،‬هل موعهمو ميعبوعل‪،‬هل مولم ميتممملسإنح دممن المخألمدء بدميدميندده‪،‬هل‬
‫ق معلمنيده‪،‬هل مواللنفظع لدعمنسإللما‪.‬‬ ‫مولم ميتممنفينس دفي المنادء«‪ .‬عمتلفم ر‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في مواضع منها‪،‬هل كتاب »الوضوء« باب »النهي عن‬
‫السإتنجاء باليمين« )‪،(153‬هل ومسإلما )‪ (267‬من طريق يحيى بن أبي كثير‪،‬هل عن‬
‫عبد ال بن أبي قتادة‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل وقد رواه عن يحيى هشاعما الدسإتوائي‪،‬هل والوزاعلي‪،‬هل‬
‫وشيباعن بن عبد الرحمن التميمي‪،‬هل وهذا عند البخأاري في »الوضوء« وفي‬
‫ب‬
‫»الشربة«‪،‬هل ورواه عند مسإلما عن يحيى‪،‬هل هماعما بن يحيى‪،‬هل وهشاعما الدسإتوائي‪،‬هل وأيو ع‬
‫بن النجار‪.‬‬

‫وسإيذكر المصنف هذا الحديث مرة أخأرى في أحاديث »آداب الكل‬


‫والشرب« في باب »الوليمة« مقتص ار على الجملة الخأيرة‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬ل يمسإكن( أي‪ :‬ل يأخأذن‪،‬هل وهو مضارع مبني على الفتح لتصاله‬
‫بنون التوكيد‪،‬هل و)ل( ناهية‪،‬هل وفي لفظ للبخأاري ومسإلما‪) :‬ل يملس ذكره بيمينه(‪.‬‬

‫قوله‪) :‬وهو يبول( هذا لفظ مسإلما‪،‬هل ولفظ البخأاري‪» :‬إذا بال أحدكما فل‬
‫يأخأذن ذكره بيمينه« ‪،‬هل وهي جملة حالية‪،‬هل معناها ل يأخأذ ذكره بيده اليمنى حال‬
‫بوله‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ول يتمسإح من الخألء بيمينه( أي‪ :‬ل يسإتنج بحجر أو ماء من‬
‫البـول أو الغائط بيده اليمنى‪،‬هل وفي لفظ لمسإلما‪) :‬نهى أن يسإتطيب بيمينه(‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 366‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬ول يتنفس في الناء( أي‪ :‬ل يخأرج اللنفممس من جوفه في الوعاء الذي‬
‫يشرب فيه‪،‬هل كإناء اللبن والماء ونحوهما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على نهي البائل أن يمسإك ذكره بيمينه حال‬
‫البول؛ لن هذا ينافي تكريما اليمين‪.‬‬

‫وقد حمل جمهور العلماء هذا النهي على الكراهة ـ كما ذكر النووي وغيره ـ؛‬
‫لنه من باب الداب والتوجيه والرشاد‪،‬هل ولنه من باب تنزيه اليمين وذلك ل يصل‬
‫النهي فيه إلى التحريما‪.‬‬

‫وذهب داود الظاهري وكذا ابن حزما])‪ [(1024‬إلى أنه نهي تحريما‪،‬هل بنااء‬
‫على أن الصل في النهي التحريما‪.‬‬

‫ي تأديب إوارشاد‪،‬هل ومما يؤيده قوله صللى‬


‫وقول الجمهور أرجح‪،‬هل وهو أنه نه ع‬
‫ال عليه وسإللما في اليذمكدر‪» :‬هل هو إل بضعة منك« ‪،‬هل وتقدما هذا الحديث في‬
‫»نواقض الوضوء«‪.‬‬

‫والحوط للمكيلف أل يمس ذكره بيمينه حال البول؛ لن الحديث نهى عنه‪،‬هل‬
‫ومحل النهي عن مس الذكر باليمين إذا لما تكن ضرورة‪،‬هل فإن كان ثملما ضرورة جاز‬
‫من غير كراهة])‪.[(1025‬‬

‫والمرأة كالرجل في حكما مس القبل والدبر باليمين؛ لن سإبب النهي إكراما‬


‫اليمين وصيانتها عن القذار‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬قيد النهي عن مس الذكر باليمين في حال البول‪،‬هل لقوله‪:‬‬


‫»وهو يبول« فهل هذا القيد معتبر أو ل؟ا قولن‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن هذا قيد معتبر‪،‬هل وأن النهي مخأتص بحالة البول أخأذا بظاهر‬
‫الحديث؛ لنه ربما تتلوث يده اليمنى إذا مس ذكره بها‪،‬هل فإن كان ل يبول جاز‬
‫لحديث‪» :‬هل هو إل بضعة منك« ‪،‬هل إواذا كان بضعة منه فل فرق بين أن يمسإه‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 367‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيده اليمنى أو اليسإرى؛ لنه دل على الجواز في كل حال‪،‬هل وخأرجت حالة البول‬
‫بهذا الحديث الصحيح حديث أبي قتادة‪،‬هل وبقي ما عداها على الباحة‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أن النهي عاما‪،‬هل وأنه يكره أن يمس ذكره بيمينه مطلقا في حال‬
‫البول وغيره‪،‬هل واسإتدلوا بحديث أبي قتادة هذا‪،‬هل فإن لفظه في إحدى روايات مسإلما‪:‬‬
‫)نهى النبي صللى ال عليه وسإللما أن يتنفس في الناء‪،‬هل وأن يمس ذكره بيمينه‪،(..‬هل‬
‫فهذا مطلق لما يقيد بحالة البول‪ .‬قالوا‪ :‬وفي تقييده بحال البول تنبيه على الطلق‬
‫وأولى‪،‬هل فإنه إذا عنهي عن المس باليمين حال البول مع أن ذلك مظنة الحاجة فغير‬
‫ذلك من الحالت أولى‪.‬‬

‫والظاهر حمل المطلق على المقيد لنه حديث واحد اخأتلف عليه الرواة‪،‬هل‬
‫فينبغي حمل المطلق على المقيد‪،‬هل ويكون القيد زيادة من عدل‪،‬هل وهي مقبولة عند‬
‫أهل العلما‪،‬هل كما ذكر ذلك ابن دقيق العيد])‪،[(1026‬هل وقال صاحب »المنهل العذب‬
‫المورود«‪) :‬والحق أن هذا من ذكر بعض أفراد العاما‪،‬هل ل من المطلق والمقيد؛ لن‬
‫الفعال في حكما النكرات؛ والنكرة في سإياق النفي تعما(])‪،[(1027‬هل وعلى هذا فذكر‬
‫بعض أفراد العاما بحكما العاما ل يفيد التخأصيص‪،‬هل كما هو معلوما في »الصول«‪.‬‬

‫وما داما أن الحديث ورد بالطلق والتقييد فالحوط أل يمس ذكره بيمينه إل‬
‫لعذر كأن تكون اليسإرى مشلولة‪،‬هل أو فيها جرح‪،‬هل ونحو ذلك‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على النهي عن السإتنجاء باليمين من البول‬


‫والغائط‪،‬هل سإواء بالحجار أما بالماء‪،‬هل والخألف فيه ـ كما تقدما ـ فالجمهور على أنه‬
‫نهي تنزيه وأدب ل نهي تحريما‪،‬هل وذهب بعض أهل الظاهر إلى أنه حراما‪،‬هل وبه قال‬
‫بعض الشافعية‪،‬هل كصاحب »المهذب«‪،‬هل فإنه قال‪) :‬ول يجوز أن يسإتنجي بيمينه(‪،‬هل‬
‫لكن صرفها النووي ـ في شرحه ـ])‪ [(1028‬عن ظاهرها بما يوافق مذهب‬
‫الجمهور‪،‬هل والحوط للمسإلما أل يسإتنجي بيمينه‪،‬هل لورود النهي عنه صللى ال عليه‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 368‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وسإللما وقد قال‪» :‬وما نهيتكما عنه فاجتنبوه« ])‪ [(1029‬فإن وجد حاجة ـ كما تقدما ـ‬
‫فل بأس‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الحديث دليل على النهي عن التنفس في الناء‪،‬هل إوانما‬


‫يتنفس خأارجه‪،‬هل فإن ذلك سإنة ثابتة‪،‬هل وأدب شرعي في الشرب‪.‬‬

‫والتنفس في الناء فيه ثلثة محاذير‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن التنفس في الناء يقذر الشراب على من بعده؛ لنه ربما سإقط فيه‬
‫أثناء النفس شيء من الفما أو النف‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن النفس ربما حمل أمراض ا يتلوث بها الناء‪.‬‬


‫‪ 3‬ـ أنه يخأشى عليه من اللشمر د‬
‫ق؛ لن الماء نازل‪،‬هل والنفس صاعد‪،‬هل فإذا التقيا‬
‫فقد يشرق النسإان ويتسإاقط اللعاب في الناء‪،‬هل وكل ذلك منا ل‬
‫ف للدب‪.‬‬
‫والسإنة للنسإان إذا شرب أل يشرب في منفم ل‬
‫س واحد‪،‬هل بل يشرب في نفسإين أو‬
‫ثلثة مع فصل القدح عن فيه؛ لن ذلك أخأف على المعدة‪،‬هل وأنفع لرليه‪،‬هل وأحسإن في‬
‫الدب‪،‬هل وأبعد من فعل أرباب الشره‪،‬هل وقد ورد عن أنس رضي ال عنه أنه قال‪ :‬كان‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يتنفس في الشراب ثلثاا‪،‬هل ويقول‪» :‬إنه أروى‪،‬هل وأبرأ‪،‬هل‬
‫وأمرأ« ‪،‬هل قال أنس‪ :‬فأنا أتنفس في الشراب ثلثاا])‪.[(1030‬‬

‫ومعنى‪» :‬أروى« ‪،‬هل أي‪ :‬أكثر رلياا‪» .‬وأب مرأ« ‪ :‬أي‪ :‬أب أر من ألما العطش‪،‬هل أو‬
‫أسإلما من مرض أو أذى يحصل بسإبب الشرب في نفس واحد‪،‬هل و »وأمرأ« ‪ :‬أي‪:‬‬
‫أجمل انسإياغاا‪،‬هل وأخأف على المعدة‪.‬‬

‫وكذا ورد النهي عن النفخ‪،‬هل وهو أشد‪،‬هل كما في حديث ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما قال‪ :‬نهى رسإول ال صللى ال عليه وسإللما أن عيتنفس في الناء‪،‬هل أو عينفخ‬
‫فيه])‪،[(1031‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 369‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بعض الداب المتعلقة بقضاء الحاجة ومنها النهي عن السإتجمار بأقل من‬
‫ثلثة أحجار‬

‫‪ 96/11‬ـ معنن مسإنلممامن رضي ال عنه مقامل‪ :‬لمقمند منمهامنا مرعسإوعل ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما أمنن مننسإتمنقبدمل انلدقنبلمةم بدمغائدلط أمنو مبنولل‪،‬هل أمنو أمنن مننسإتمنندجمي دبانلميدميدن‪،‬هل أمنو أمنن مننسإتمنندجمي‬
‫بدأممقيل دمنن ثملمثمدة أمنحمجالر‪،‬هل أمنو أمنن مننسإتمنندجمي بدمردجيلع أمنو معظلما«‪ .‬مرمواهع عمنسإلرما‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو عبد ال سإلمان الفارسإي‪،‬هل ويقال له‪ :‬سإلمان الخأير‪،‬هل مولى رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل أصله من فارس‪،‬هل سإافر لطلب الدين فتنصر‪،‬هل وق أر الكتب‪،‬هل‬
‫ووقع في يد قوما من العرب‪،‬هل فباعوه من يهود‪،‬هل وقصة إسإلمه أخأرجها أحمد في‬
‫»مسإنده« بطولها])‪ [(1032‬وذكرها ابن سإعد])‪ .[(1033‬وقد روي من وجوه كثيرة‬
‫أن النبي صللى ال عليه وسإللما اشتراه على العتق‪،‬هل أسإلما لما قدما المدينة‪،‬هل وأول‬
‫ي مشهد مع‬
‫مشاهده الخأندق‪،‬هل وهو الذي أشار بحفره‪،‬هل ولما يتخألف بعد ذلك عن أ ل‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وكان خألي ار فاضلا حب ار عالما زاهداا‪،‬هل وعذكر أنه‬
‫كان من المعلمرين‪،‬هل لكن ريد الذهبي هذا‪،‬هل وكان يأكل من عمل يده‪،‬هل ويتصدق‬
‫بعطائه‪.‬‬

‫وقد أخأرج الطبراني])‪ [(1034‬والحاكما])‪ [(1035‬عن كثير بن عبد ال‬


‫المزني‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن جده أنه لما أشار سإلمان بحفر الخأندق احتج المهاجرون‬
‫والنصار في سإلمان رضي ال عنه‪،‬هل وكان رجلا قوياا‪،‬هل فقال المهاجرون‪ :‬سإلمان‬
‫منا‪،‬هل وقالت النصار‪ :‬سإلمان منا‪،‬هل فقال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬سإلماعن‬
‫منا أهمل البيت« وهذا الحديث ضعيف جداا؛ لن كثير بن عبد ال المزني قال عنه‬
‫الدارقطني وغيره‪) :‬متروك(‪،‬هل وقال ابن عدي‪) :‬عامة ما يرويه ل يتابع عليه(‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 370‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقال الشافعي‪) :‬من أركان الكذب(‪،‬هل وسإيأتي له ذكر في باب »الصلح« من كتاب‬
‫»البيوع« إن شاء ال‪،‬هل إوانما ذكرت هذا الحديث ليعلما حاله‪.‬‬

‫مات بالمدينة في اخأر خألفة عثمان رضي ال عنه سإنة خأمس وثلثين‬
‫على قول الكثرين])‪،[(1036‬هل رضي ال عنه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه مسإلما في كتاب »الطهارة«‪،‬هل باب »السإتطابة« )‪ (262‬من‬


‫طرق عن العمش‪،‬هل عن إبراهيما بن يزيد النخأعي‪،‬هل عن خأاله عبد الرحمن بن يزيد‬
‫النخأعي‪،‬هل عن سإلمان قال‪ :‬قيل له‪ :‬قد علمكما نبيكما صللى ال عليه وسإللما كل شيء‬
‫حتى الخأراءة‪،‬هل قال‪ :‬فقال‪ :‬أجل لقد نهانا‪ ...‬الحديث‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬قيل له‪ (..‬في رواية أخأرى عند مسإلما من طريق سإفيان‪،‬هل عن‬
‫العمش ومنصور‪،‬هل عن إبراهيما‪،‬هل عن عبد الرحمن بن يزيد‪،‬هل عن سإلمان‪،‬هل قال‪) :‬قال‬
‫لنا المشركون‪ :‬إني أرى صاحبكما يعلمكما‪،‬هل حتى يعلمكما الخأراءة‪ (..‬فبين بذلك‬
‫القائل وأنهما المشركون‪.‬‬

‫قوله‪) :‬حتى الخأراءة( بكسإر المعجمة وتخأفيف الراء وبالمد اسإما لهيئة‬
‫الحدث؛ أي‪ :‬أدب التخألي والقعود لقضاء الحاجة‪،‬هل وأما نفس الحدث وهو الخأارج‪،‬هل‬
‫فهو الدخأ ارعء‪ :‬بحذف التاء وبالمد‪،‬هل مع فتح الخأاء أو كسإرها‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فقال‪ :‬أجل( هذا حرف جواب مثل )نعما( وهي لتصديق الخأبر‬
‫وتحقيق الطلب‪،‬هل تقول لمن قال‪) :‬قاما زيد(‪ :‬أجل‪،‬هل ولمن قال‪) :‬اضرب زيداا(‪ :‬أجل‪،‬هل‬
‫وعن الخأفش أنها تكون في الخأبر والسإتفهاما‪،‬هل إل أنها في الخأبر أحسإن من‬
‫ت‪:‬‬
‫ب‪،‬هل قل م‬
‫)نعما(‪،‬هل و)نعما( في السإتفهاما أحسإن منها‪،‬هل فإذا قال‪ :‬أنت سإوف متذه ع‬
‫أجل‪،‬هل وكان أحسإن من )نعما(‪،‬هل إواذا قال‪ :‬أتذهب؟ا قلت‪ :‬نعما‪،‬هل وكان أحسإن من‬
‫)أجل(])‪.[(1037‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 371‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ومراد سإلمان رضي ال عنه تصديق هذا الخأبر‪،‬هل وهو أنه صللى ال عليه‬
‫ت أيها القائل‪،‬هل فإنه‬
‫وسإللما علمنا كل ما نحتاج إليه في ديننا حتى الخأراءة التي ذكر م‬
‫علمنا ادابه‪،‬هل فنهانا عن كذا وكذا‪،‬هل مما جاء في هذا الحديث وغيره‪.‬‬

‫قوله‪) :‬لقد نهانا( عأكدت الجملة بثلثة مؤكدات‪ :‬القسإما المقدر‪،‬هل واللما‬
‫الموطئة للقسإما‪،‬هل و»قد«؛ لن المقاما يسإتدعي التوكيد؛ لنه يخأاطب من يحتاج إلى‬
‫توكيد الخأبر‪.‬‬

‫قوله‪) :‬بغائط أو بول( هكذا في »بلوغ المراما«‪،‬هل و»مخأتصر صحيح مسإلما«‬


‫للقرطبي والمنذري‪،‬هل وفي »صحيح مسإلما«‪) :‬لغائط( باللما‪،‬هل وكذا في النسإخأة التي‬
‫عليها شرح عياض والنووي‪،‬هل قال النووي‪) :‬كذا ضبطناه في مسإلما‪) :‬لغائط( باللما‪،‬هل‬
‫وروي في غيره‪) :‬بغائط(‪،‬هل وروي‪) :‬بالغائط( باللما والباء‪،‬هل وهما بمعنى])‪[(1038‬‬
‫وتقدما معناه‪.‬‬

‫قوله‪) :‬أو أن نسإتنجي بأقل من ثلثة أحجار( السإتنجاء‪ :‬إزالة النجو‪ :‬وهو‬
‫العذرة])‪،[(1039‬هل وأكثر ما يسإتعمل في السإتنجاء بالماء‪،‬هل وقيل‪ :‬يسإتعمل في‬
‫الزالة بالحجارة‪،‬هل وهو المراد هنا‪.‬‬

‫قوله‪) :‬برجيع( الرجيع‪ :‬الروث والعذرة‪،‬هل فعيل بمعنى فاعل؛ لنه رجع عن‬
‫حاله الولى بعد أن كان طعاما أو علفا إلى غير ذلك‪،‬هل وكذلك كل فعل أو قول عيرلد‬
‫فهو )رجيع( فعيل بمعنى مفعول])‪.[(1040‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على النهي عن اسإتقبال القبلة حال الغائط أو‬
‫البول‪،‬هل وسإيأتي ذلك ـ إن شاء ال ـ في الحديث التي‪.‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على النهي عن السإتنجاء باليد اليمنى‪،‬هل‬


‫وتقدما ذلك في الحديث الذي قبله‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الحديث دليل على النهي عن السإتنجاء بأقل من ثلثة‬


‫أحجار؛ لن القل من ثلثة أحجار ل ينقي في الغالب‪،‬هل إل إن أراد أن يتبع‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 372‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الحجارة بالماء‪،‬هل فيجوز القتصار على أقل من ثلثة أحجار؛ لن الماء وحده‬
‫كاف‪،‬هل كما تقدما في حديث أنس رضي ال عنه؛ والخأذ بظاهر الحديث أقوى؛ وهو‬
‫أنه ل ينقص عن ثلثة أحجار حتى ولو أراد أن يتبع ذلك بالماء‪،‬هل فإن النسإان قد‬
‫ينسإى فيتوضأ ول يسإتنجي بالماء‪،‬هل وربما يعرق ويتلوث بعرقه سإراويله وما حول‬
‫المخأرج‪،‬هل فإن لما يحصل النقاء بالثلث زاد حتى يحصل‪،‬هل والكمال أن يقطع ذلك‬
‫على وتر‪،‬هل فإذا أنقى بأربع زاد مسإحة خأامسإة‪،‬هل وهكذا‪،‬هل ليكون منتهاه على الوتر‪،‬هل‬
‫كما هو الشأن في كثير من المور الشرعية أن تنتهي على وتر‪،‬هل وقد دل على ذلك‬
‫حديث أبي هريرة رضي ال عنه‪،‬هل وفيه »ومن اسإتجمر فليوتر« ])‪ [(1041‬وظاهره‬
‫الوجوب‪،‬هل لكن جاء في رواية أخأرى‪» :‬ومن اسإتجمر فليوتر‪،‬هل فمن فعل فقد أحسإن‪،‬هل‬
‫ومن ل فل حرج« ])‪،[(1042‬هل قال الحافظ‪) :‬وهي زيادة حسإنة السإناد‪،‬هل وبها‬
‫يحصل الجمع بين الروايات في هذا الباب(])‪ [(1043‬وكذا حسإنها النووي])‬
‫‪،[(1044‬هل لكن في »التلخأيص«])‪ [(1045‬ما يدل على تضعيف هذه الزيادة‪،‬هل‬
‫والنفس تميل إلى ذلك‪.‬‬

‫الوجه السإابع‪ :‬اخأتلف العلماء‪ :‬هل تتعين الحجار في السإتنجاء فل يجزئ‬


‫غيرها أما ل؟ا قولن‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه ل تتعين الحجار‪،‬هل بل يجزئ كل ما قاما مقامها في النقاء‪،‬هل من‬


‫الخأرق‪،‬هل أو الخأشاب‪،‬هل أو المناديل الورقية‪،‬هل ونحو ذلك؛ لن الغرض التطهير‪،‬هل‬
‫وليس نوعا بعينه‪،‬هل إوانما نص الشرع على الحجار لنها أيسإر وأسإهل‪،‬هل وهذا قول‬
‫الجمهور من أهل العلما‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ويدل على عدما تعيين الحجر نهيه صللى ال عليه وسإللما عن العظاما‬
‫ص النهي بالعظاما‬
‫والرجيع فلو كان الحجر متعينا لنهى عما سإواه مطلقاا‪،‬هل فلما عخأ ل‬
‫والرجيع دل على أن ما سإوى ذلك من المباحات يجوز السإتنجاء به‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 373‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أنه تتعين الحجار في السإتنجاء‪،‬هل ونسإبه النووي])‪[(1046‬‬


‫لبعض الظاهرية‪،‬هل أخأذا بظاهر الحديث حيث نص على الحجار‪،‬هل والول أرجح؛‬
‫لقوة مأخأذه‪.‬‬

‫الوجه الثامن‪ :‬ذهب الجمهور إلى أن المراد بالحجار الثلثة‪،‬هل ثلث‬


‫مسإحات‪،‬هل قالوا‪ :‬فل يلزما ثلثة أحجار‪،‬هل فلو اسإتنجى بحجر له ثلثة أحرف فمسإح‬
‫بكل حرف مسإحة أجزأه؛ لن المراد المسإحات‪،‬هل والحجار الثلثة أفضل من حجر‬
‫واحد‪.‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬أنه ل بد من ثلثة أحجار‪،‬هل أخأذا بظاهر الحديث‪،‬هل وهو قول‬
‫ابن حزما])‪ [(1047‬ورواية عن أحمد])‪،[(1048‬هل والصحيح من المذهب هو‬
‫الول‪.‬‬

‫والول أظهر؛ لن العلة معلومة‪،‬هل وهي قصد النقاء وتطهير المحل‪،‬هل فإذا‬
‫كان الحجر له ثلث شعب غير متداخألة واسإتجمر بكل جهة منه صح‪.‬‬

‫الوجه التاسإع‪ :‬الحديث دليل على النهي عن السإتنجاء بالعظما والرجيع‪،‬هل‬


‫وذلك أن العظما إذا كان من حيوان مذكى فهو طعاما الجن‪،‬هل لما ورد في حديث ابن‬
‫مسإعود رضي ال عنه في قصة ليلة الجن‪،‬هل وفيه‪) :‬فقال رسإول ال صللى ال عليه‬
‫ق بنا‬
‫وسإللما‪» :‬أتاني داعي الجن‪،‬هل فذهبت معه‪،‬هل فقرأت عليهما القران« ‪،‬هل قال‪ :‬فانطل م‬
‫فأرانا اثارهما واثار نيرانهما‪،‬هل وسإألوه الزاد‪،‬هل فقال‪» :‬لكما كل عظما ذكر اسإما ال عليه‬
‫يقع في أيديكما أوفر ما يكون لحماا‪،‬هل وكل بعرة علف لدوابكما« ‪،‬هل فقال رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪» :‬فل تسإتنجوا بهما فإنهما طعاما إخأوانكما« ])‪.[(1049‬‬

‫إوان كان العظما عظما ميتة فهو نجس فل يكون مطهو ارا‪،‬هل وكذا الروث‪،‬هل فإن‬
‫كان طاه ار فهو علف لدوابهما‪،‬هل إوان كان نجسإا فليس بمطهر‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 374‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان حكم استقبال القبلة حال قاضاء الحاجة‬

‫ب رضي ال عنه‪» :‬لم تمنسإتمنقدبلوا انلدقنبلمةم‬ ‫د د د د‬


‫‪ 97/12‬ـ مودلللسإنبمعة منن محديث مأبي أمليو م‬
‫ول تمنسإتمندبدعروها بدمغائدلط مولم مبنولل‪،‬هل مولمدكنن مشورقعوا أمنو مغورعبوا«‪.‬‬

‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو أيوب‪،‬هل خأالد بن زيد النصاري النجاري‪،‬هل غلبت عليه كنيته‪،‬هل شهد‬
‫العقبة‪،‬هل ونزل عليه النبي صللى ال عليه وسإللما حين قدما المدينة حتى بنى مسإجده‬
‫وبيوته‪،‬هل واخأى بينه وبين مصعب بن عمير‪،‬هل شهد غزوة بدر وما بعدها‪،‬هل وشهد‬
‫الفتوحات‪،‬هل ولزما الغزو فلما يتخألف عن غزوة إل وهو في أخأرى‪،‬هل حتى توفي في‬
‫غزوة القسإطنطينية من بلد الروما‪،‬هل زمن معاوية‪،‬هل سإنة اثنتين وخأمسإين])‪،[(1050‬هل‬
‫رضي ال عنه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫هذا الحديث أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء«‪،‬هل باب »ل عتسإتقبل القبلة‬


‫بغائط ول بول إل عند البناء‪ :‬جدالر أو نحوه« )‪ (140‬وأخأرجه من طريق أخأرى‬
‫في »الصلة« )‪ (394‬باب »قبلة أهل المدينة وأهل الشاما«‪،‬هل ومسإلما )‪،(264‬هل وأبو‬
‫داود )‪،(9‬هل والترمذي )‪،(8‬هل والنسإائي )‪ (1/22‬وابن ماجه )‪،(318‬هل وأحمد )‬
‫‪،38/506‬هل ‪،518‬هل ‪ (551‬كلهما من طريق الزهري‪،‬هل عن عطاء بن يزيد الليثي‪،‬هل عن‬
‫أبي أيوب رضي ال عنه‪،‬هل قال رسإول ال&هل‪);<146#‬ص(‪» :‬إذا أتيتما الغائط فل‬
‫تسإتقبلوا القبلة بغائط ول بول ول تسإتدبروها‪،‬هل ولكن شرقوا أو غربوا« ‪،‬هل قال أبو‬
‫أيوب‪ :‬فقدمنا الشاما فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة‪،‬هل فننحرف عنها‪،‬هل‬
‫ونسإتغفر ال علز وجل‪ .‬هذا لفظ البخأاري‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 375‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وقد رواه عن الزهري جماعة‪ :‬ابن أبي ذئب‪،‬هل كما عند البخأاري‪،‬هل وسإفيان بن‬
‫عيينة‪،‬هل عند البخأاري‪،‬هل ومسإلما‪،‬هل وأبي داود‪،‬هل والنسإائي‪،‬هل والترمذي‪،‬هل ويونس بن يزيد عند‬
‫ابن ماجه‪،‬هل ومعمر بن راشد عند أحمد‪.‬‬

‫ولفظ الكتاب هو لفظ أبي داود‪،‬هل وليس فيه قوله‪» :‬ول تسإتدبروها« وفي نسإخ‬
‫أخأرى من »البلوغ« أثبتت هذه الجملة‪،‬هل وقوله‪) :‬وللسإبعة من حديث أبي أيوب‪(..‬‬
‫لو قال‪ :‬مرفوعا لكان أحسإن‪،‬هل ولكن اخأتصر ذلك‪،‬هل أو أنه سإاقط من نسإخ البلوغ‪،‬هل‬
‫وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬إذا أتيتما الغائط( المراد به هنا‪ :‬المكان المنخأفض من الرض الذي‬
‫كانوا يقصدونه قبل بناء المراحيض لقضاء الحاجة‪،‬هل وتقدما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فل تسإتقبلوا القبلة( المراد‪ :‬الكعبة أو جهتها‪.‬‬

‫قوله‪) :‬بغائط( المراد به هنا‪ :‬الخأارج المسإتقذر من الدبر‪.‬‬

‫قوله‪) :‬ولكن شرقوا أو غربوا( أي‪ :‬اسإتقبلوا جهة الشرق أو الغرب؛‬


‫والخأطاب في ذلك لهل المدينة ونحوهما ممن إذا شرق أو غرب انحرف عن القبلة؛‬
‫لن قبلتهما إلى الجنوب‪،‬هل فإذا شلرقوا أو غلربوا صارت عن يمينهما أو شمالهما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فقدمنا الشاما( أي‪ :‬بعد فتحها‪،‬هل وهو منصوب على نزع الخأافض‪،‬هل‬
‫أي‪ :‬إلى الشاما‪.‬‬

‫قوله‪) :‬مراحيض( جمع مرحاض‪،‬هل وهو المغتسإل‪،‬هل والمراد هنا‪ :‬موضع‬


‫ت الثوب رحضاا‪ :‬غسإلته‪،‬هل‬
‫ضع‬‫التخألي‪،‬هل قال في »المصباح المنير«‪) :‬مرمح ن‬
‫والمرحاض‪ :‬بكسإر الميما موضع الرحض‪،‬هل ثما عكوني به عن المسإتراح؛ لنه موضع‬
‫غسإل النجو(])‪.[(1051‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 376‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬فننحرف عنها ونسإتغفر ال علز وجل( أي‪ :‬نميل عن جهة‬


‫المرحاض التي هي نحو الكعبة‪،‬هل والسإتغفار هنا‪ :‬إما لنهما لما يحولوها إلى ناحية‬
‫غير القبلة‪،‬هل أو لن انحرافهما ل يحصل به تماما النحراف عن القبلة لصعوبة ذلك‬
‫حيث كان اتجاه المراحيض إليها‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على النهي عن اسإتقبال القبلة أو اسإتدبارها حال‬
‫البول أو الغائط‪،‬هل وهذا النهي للتحريما عند جمهور العلماء‪،‬هل وقد اخأتلف في هذه‬
‫المسإألة على أقوال أهمها‪:‬‬

‫القول الول‪ :‬تعميما النهي‪،‬هل وبه قال جماعة من أهل العلما‪،‬هل فقالوا‪ :‬يحرما‬
‫السإتقبال والسإتدبار في الفضاء والبنيان‪،‬هل وهو المشهور من مذهب الحنفية‪،‬هل‬
‫ورواية عن الماما أحمد‪،‬هل اخأتارها أبو بكر عبد العزيز])‪،[(1052‬هل وشيخ السإلما‬
‫ابن تيمية وتلميذه ابن القيما‪،‬هل واخأتاره ابن العربي‪،‬هل وابن حزما ورجحه‪،‬هل الشوكاني‪،‬هل‬
‫والمباركفوري شارح »جامع الترمذي«‪،‬هل والشيخ محمد بن إبراهيما])‪،[(1053‬هل‬
‫ودليلهما حديث أبي أيوب وما في معناه‪،‬هل فإنه نص صريح في النهي عن السإتقبال‬
‫والسإتدبار‪،‬هل ولنه فعل الراوي‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬لمالك والشافعي وجماعة من أهل العلما منهما‪ :‬البخأاري‪،‬هل أنه‬
‫يحرما السإتقبال والسإتدبار في الفضاء‪،‬هل ويجوز في البنيان‪،‬هل وهو رواية عن الماما‬
‫أحمد‪،‬هل وهي المذهب])‪،[(1054‬هل ورجحه الصنعاني])‪.[(1055‬‬

‫واسإتدلوا بحديث ابن عمر رضي ال عنهما قال‪) :‬رقيت يوما على بيت‬
‫حفصة‪،‬هل فرأيت رسإول ال صللى ال عليه وسإللما يقضي حاجته‪،‬هل مسإتقبل الشاما‪،‬هل‬
‫مسإتدبر الكعبة(‪،‬هل وفي رواية‪) :‬مسإتقبلا بيت المقدس(])‪.[(1056‬‬

‫وكان الولى بالمصنف أن يذكر هذا الحديث بعد حديث أبي أيوب‪،‬هل كما‬
‫فعل ابن دقيق العيد في »اللماما«‪،‬هل والمقدسإي في »العمدة«‪،‬هل لدعيعرف السإتدلل به‬
‫لمن قال بمضمونه‪،‬هل وجواب المخأالف عنه‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 377‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قالوا‪ :‬وهذا دليل على جوازه في البنيان؛ لن فعل الرسإول صللى ال عليه‬
‫وسإللما يفسإر أقواله ويبين مراده‪،‬هل فإذا نهى عن شيء ثما فعله دل على أن النهي ليس‬
‫للتحريما‪،‬هل بل للكراهة‪،‬هل إواذا أمر بشيء ثما تركه دل على أن المر ليس للوجوب‪،‬هل بل‬
‫للسإتحباب‪.‬‬

‫وحديث ابن عمر هذا ليس فيه إل السإتدبار فقط‪،‬هل فإلحاق السإتقبال به إما‬
‫بطريق القياس‪،‬هل أو لحديث جابر رضي ال عنه قال‪) :‬كان رسإول ال صللى ال‬
‫عليه وسإللما قد نهانا عن أن نسإتدبر القبلة أو نسإتقبلها بفروجنا إذا أهرقنا الماء‪،‬هل قال‪:‬‬
‫ثما رأيته قبل موته بعاما يبول مسإتقبل القبلة(])‪.[(1057‬‬

‫وأجاب الولون عن حديث ابن عمر بأنه فعل‪،‬هل وفعله صللى ال عليه وسإللما‬
‫ل يعارض قوله الذي هو خأطاب لعموما المة؛ لن الفعل له عدة احتمالت فل ميعرلد‬
‫صريح النهي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ فيحتمل أنه قبل النهي‪،‬هل فالنهي يرجح عليه؛ لنه ناقل عن الصل‪،‬هل وهو‬
‫الجواز‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ويحتمل أنه خأاص بالنبي صللى ال عليه وسإللما فل يلحق به غيره‪.‬‬

‫إلى غير ذلك من الحتمالت التي ذكر ابن القيما‪،‬هل وهي سإتة])‪،[(1058‬هل‬
‫وبعضها ضعيف‪،‬هل كقولهما‪ :‬إنه قبل النهي‪،‬هل فإن هذا مجرد احتمال‪،‬هل فل يكفي‪،‬هل إذ ل‬
‫دليل عليه‪،‬هل وأما دعوى الخأصوصية فمردودة؛ لن الصل التأسإي به صللى ال‬
‫عليه وسإللما في أفعاله ما لما يقما دليل على الخأصوصية‪،‬هل لكن الدليل إذا طرقه‬
‫ف‪،‬هل إذ ل سإبيل للجزما بواحد منها‪،‬هل فل تترك الحاديث الصحيحة‬
‫ضعع م‬
‫الحتمال م‬
‫الصريحة لمثل ذلك‪.‬‬

‫وقالوا عن حديث جابر‪ :‬إن فيه ابن إسإحاق‪،‬هل وهو إوان كان ل بأس به ولكنه‬
‫ليس بمنزلة من روى أحاديث النهي مطلقاا‪،‬هل وهي أحاديث في الصحيحين‪،‬هل كحديث‬
‫أبي أيوب الذي أخأرجه السإبعة‪،‬هل ثما إن هذا الحديث حكاية فعل فل عموما لها‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 378‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ويحتمل أن ذلك لعذر‪،‬هل وليس فيه دللة على أنه في البنيان‪،‬هل فكيف يقدما على‬
‫النصوص الصحيحة الصريحة في المنع؟ا‪.‬‬

‫والذي يظهر لي ـ وال أعلما ـ هو القول الول‪،‬هل ووجه الترجيح أمران‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن النهي ورد بصريح القول‪،‬هل وهو خأطاب لجميع المة‪،‬هل ولما يغيره‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما في حق أمته‪،‬هل ل مطلق ا ول من وجه‪،‬هل وقد رواه عدد من‬
‫الصحابة رضي ال عنهما‪،‬هل كأبي أيوب في الصحيحين‪،‬هل وسإلمان الفارسإي وأبي‬
‫هريرة عند مسإلما وغيرهما‪،‬هل والمعارض لها إما معلول السإند إواما ضعيف الدللة‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن علة النهي تعظيما واحتراما القبلة‪،‬هل وهذا معنى مناسإب ورد النهي‬
‫على وفقه فيكون علة له‪،‬هل ول فرق في ذلك بين الصحراء والبنيان‪،‬هل ولو كان الحائل‬
‫كافيا في جوازه في البنيان لكان في الصحراء من الجبال والودية ما هو أكفى‪.‬‬

‫قال الشوكاني‪) :‬النصاف‪ :‬الحكما بالمنع مطلقاا‪،‬هل والجزما بالتحريما حتى‬


‫ينتهض دليل يصلح للنسإخ أو التخأصيص أو المعارضة‪،‬هل ولما نقف على شيء من‬
‫ذلك(])‪.[(1059‬‬

‫الوجه الخأامس‪ :‬الحديث دليل على جواز اسإتقبال الشمس أو القمر حال‬
‫البول أو الغائط‪،‬هل ووجه الدللة من وجهين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه نهاهما عن اسإتقبال القبلة واسإتدبارها‪،‬هل ولما ينههما عن اسإتقبال‬


‫غيرهما من الجهات‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن قوله‪» :‬مشورقوا أو مغوربوا« عاما في كل وقت‪،‬هل فإذا شرق وقت‬
‫طلوعهما اسإتقبلهما‪،‬هل إواذا غرب عند ميلنهما للغروب اسإتقبلهما‪.‬‬

‫وأما ما جاء في كتب الفقه من كراهة اسإتقبالهما لما فيهما من نور ال‬
‫تعالى‪،‬هل فهو غير صحيح لمرين‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 379‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الول‪ :‬أن النور الذي في الشمس والقمر ليس نور ال تعالى الذي هو‬
‫صفته‪،‬هل بل هو نور مخألوق‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن هذا النور ليس خأاصا بهما‪،‬هل بل هو في سإائر الكواكب‪،‬هل فيلزما‬
‫منه كراهة اسإتقبال النجوما‪،‬هل ول قائل به‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه السإادس‪ :‬الحديث دليل على تعظيما الكعبة واحترامها؛ لنها بيت ال‬
‫طهونر مبنيتدمي{{ ]الحج‪، [26 :‬هل ولها‬
‫علز وجل‪،‬هل أضافها إلى نفسإه‪،‬هل فقال تعالى‪}} :‬مو م‬
‫مكانة عظمى في قلوب المسإلمين‪،‬هل وقد أوجب ال تعالى اسإتقبالها في الصلة التي‬
‫هي أكمل حالت العبد‪،‬هل إذ هي صلة بين العبد وربه‪،‬هل ونزهها أن تكون قبلة لهما‬
‫حال بولهما أو غائطهما‪،‬هل أو تكون خألفهما تعظيم ا لها واحتراماا‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 380‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وجوب الستتار عند قاضاء الحاجة‬

‫‪ 98/13‬ـ معنن معائدمشةم رضي ال عنها ألن الينبديي صللى ال عليه وسإللما مقامل‪:‬‬
‫ط مفنلمينسإتمتدنر«‪ .‬مرمواهع أمعبو مداعومد‪.‬‬
‫»ممنن مأتى انلمغائد م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه أبو داود )‪ (35‬في »الطهارة«‪،‬هل باب »السإتتار في الخألء« من‬
‫طريق ثور بن يزيد‪،‬هل عن الحصين العحنبراني])‪،[(1060‬هل عن أبي سإعيد الحبراني‪،‬هل‬
‫عن أبي هريرة‪،‬هل عن النبي صللى ال عليه وسإللما قال‪ ...» :‬ومن أتى الغائط‬
‫فليسإتتر‪،‬هل فإن لما يجد إل أن يجمع كثيبا من رمل فليسإتدبره‪،‬هل فإن الشيطان يلعب‬
‫بمقاعد بني ادما‪،‬هل من فعل فقد أحسإن‪،‬هل ومن ل فل حرج« ‪ .‬قال أبو داود‪) :‬رواه أبو‬
‫عاصما عن ثور قال‪» :‬حصين الحميري« ورواه عبد الملك بن الصباح‪،‬هل عن ثور‬
‫فقال‪» :‬أبو سإعيد الخأير« قال أبو داود‪ :‬أبو سإعيد الخأير هو من أصحاب النبي‬
‫صللى ال عليه وسإللما(‪.‬‬

‫وبهذا يتبين أن نسإبته إلى عائشة وهما من الحافظ‪،‬هل إوانما هو من حديث أبي‬
‫هريرة رضي ال عنه])‪.[(1061‬‬

‫وهذا إسإناد ضعيف‪،‬هل لنه من رواية حصين الحبراني‪،‬هل قال الذهبي‪:‬‬


‫)حصين الحميري الحبراني‪،‬هل ل يعرف في زمن التابعين‪،‬هل مخأيرمج له أبو داود وابن‬
‫ماجه(])‪،[(1062‬هل وذكره ابن حبان في »الثقات«])‪،[(1063‬هل وقال أبو زرعة‪:‬‬
‫)شيخ(])‪،[(1064‬هل وقال في »التقريب«‪) :‬مجهول(‪.‬‬

‫وأبو سإعيد العحبراني‪،‬هل مخأتلف فيه‪،‬هل فقيل‪ :‬إنه صحابي‪،‬هل ول يصح‪،‬هل وهو‬
‫مجهول‪،‬هل وثقه ابن حبان])‪.[(1065‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 381‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫والمصنف لما يذكر ضعفه كعادته؛ لنه حسإنه »في الفتح«])‪،[(1066‬هل كما‬
‫تقدما عند حديث سإلمان رضي ال عنه‪،‬هل ونقل ابن الملقن تصحيحه عن ابن حبان‬
‫والحاكما])‪.[(1067‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬الحديث دليل على أن السإتتار عن أعين الناس عند قضاء‬
‫الحاجة مطلوب‪،‬هل وقد مضى أن النبي صللى ال عليه وسإللما كان إذا أراد الحاجة‬
‫أبعد‪،‬هل وذلك لقصد السإتر‪،‬هل إوال فهما أمران متغايران؛ أعني السإتتار وطلب التفرد‪،‬هل‬
‫لكن أحدهما يؤكد الخأر‪.‬‬

‫والحديث إوان كان ضعيف ا لكن معناه صحيح‪،‬هل وعمومات الشريعة تدل على‬
‫أن ذلك مطلوب‪،‬هل وفيه تأيس بالنبي صللى ال عليه وسإللما‪.‬‬

‫والسإتتار يحصل إما بجدار أو بكثيب من رمل أو نحو ذلك مما يجعله‬
‫خألفه‪،‬هل لئل يراه أحد‪.‬‬

‫ومن السإتتار ما ورد في حديث ابن عمر رضي ال عنهما قال‪) :‬كان‬
‫رسإول ال صللى ال عليه وسإللما إذا أراد الحاجة تنحى‪،‬هل ول يرفع ثيابه حتى يدنو من‬
‫الرض(])‪.[(1068‬‬

‫وفي حديث بهز بن حكيما قال‪ :‬حدثني أبي‪،‬هل عن جدي قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسإول‬
‫ال عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ا قال‪» :‬احفظ عورتك إل من زوجتك وما ملكت‬
‫يمينك« قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسإول ال‪،‬هل فإذا كان القوما بعضهما في بعض؟ا قال‪» :‬إن‬
‫اسإتطعت أن ل يراها أحد فل يريلنها« قلت‪ :‬فإذا كان أحدنا خأالياا؟ا قال‪» :‬فال أحق‬
‫أن عيسإتحيا منه« ])‪،[(1069‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 382‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ما يقال عند الخآروج من الخآلء‬

‫‪ 99/14‬ـ مومعننمها أملن الينبديي صللى ال عليه وسإللما مكامن إمذا مخأمرمج دممن انلغائددط‬
‫صلحمحهع أمعبو محاتدلما‪،‬هل موالمحادكعما‪.‬‬
‫مقامل‪» :‬عغنف مارمنمك«‪ .‬أمنخأمرمجهع انلمخأمسإعة‪ .‬مو م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه الخأمسإة وهما‪ :‬أبو داود )‪ (30‬في كتاب »الطهارة«‪،‬هل والترمذي )‬
‫‪،(7‬هل والنسإائي في )عمل اليوما والليلة( )‪ (79‬وهو ضمن »السإنن الكبرى« له )‬
‫‪،(6/24‬هل وابن ماجه )‪،(300‬هل وأحمد )‪،(42/124‬هل وأخأرجه ـ أيضا ـ ابن حبان )‬
‫‪،(4/291‬هل والحاكما )‪ (1/185‬كلهما من طريق إسإرائيل بن يونس‪،‬هل عن يوسإف بن‬
‫أبي بردة‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل حدثتني عائشة رضي ال عنها به‪.‬‬

‫وهذا إسإناد حسإن‪،‬هل يوسإف بن أبي بردة‪،‬هل وثقه العجلي])‪ [(1070‬والحاكما‪،‬هل‬


‫وذكره ابن حبان في »الثقات«])‪،[(1071‬هل وقال الذهبي في »الكاشف«‪) :‬ثقة(‪،‬هل‬
‫وقال الحافظ في »التقريب«‪) :‬مقبول(‪،‬هل قال الترمذي‪) :‬هذا حديث حسإن غريب‪،‬هل ل‬
‫نعرفه إل من حديث إسإرائيل‪،‬هل عن يوسإف بن أبي بردة(‪،‬هل قال الشيخ أحمد شاكر‪:‬‬
‫)وغرابته لنفراد إسإرائيل به‪،‬هل إواسإرائيل ثقة حجة(])‪،[(1072‬هل وقد صححه أبو حاتما‬
‫الرازي والحاكما‪،‬هل كما ذكر الحافظ‪.‬‬

‫قال الحاكما )‪) :(1/262‬هذا حديث صحيح‪،‬هل فإن يوسإف بن أبي بردة من‬
‫ثقات ال أبي موسإى‪،‬هل ولما نجد أحدا طعن فيه‪،‬هل وقد ذكر سإماع أبيه من عائشة‬
‫رضي ال عنها(])‪.[(1073‬‬

‫وأما تصحيح أبي حاتما فقد نقله ابنه فقال‪ :‬سإمعت أبي يقول‪) :‬أصح حديث‬
‫في هذا الباب ـ يعني في باب الدعاء عند الخأروج من الخألء ـ حديث عائشة‪)](...‬‬
‫‪،[(1074‬هل وممن صححه النووي])‪،[(1075‬هل والحافظ ابن حجر])‪،[(1076‬هل‬
‫واللباني])‪.[(1077‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 383‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬عغفرانك( أي‪ :‬أسإألك غفرانك‪،‬هل فهو منصوب بفعل محذوف‪،‬هل كما قال‬
‫ك مريبمنا{{ ]البقرة‪، [285 :‬هل أي‪ :‬أعطنا وامنحنا غفرانك‪،‬هل والمغفرة هي‬
‫تعالى‪}} :‬عغنف مارمن م‬
‫سإتر الذنوب والتجاوز عنها‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على اسإتحباب قوله‪» :‬غفرانك« بعد قضاء‬
‫حاجته وخأروجه من المكان‪،‬هل فإن كان في بناء قاله إذا خأرج‪،‬هل إوان كان في الصحراء‬
‫قاله إذا فارق المكان الذي قضى فيه حاجته‪،‬هل ووجه السإتحباب أن هذا فعل مجرد‬
‫لقصد القربة‪،‬هل فهو للسإتحباب‪،‬هل على أظهر القوال كما في علما الصول‪.‬‬

‫ومناسإبة هذا الدعاء أن النسإان لما خأف جسإمه بعد قضاء الحاجة‪،‬هل وارتاح‬
‫من الذى‪،‬هل تذكر ثقل الذنوب وعواقبها فدعا ربه أن يخأفف عنه أذية الثما‪،‬هل كما ملن‬
‫عليه بتخأفيف أذية الجسإما‪،‬هل فالنجو عيثقل البدن ويؤذيه‪،‬هل والذنوب تثقل القلب وتؤذيه‪،‬هل‬
‫وهذا معنى مناسإب من باب تذلكر الشيء بالشيء‪،‬هل وقد أشار إلى هذا المعنى ابن‬
‫القيما])‪.[(1078‬‬

‫وقال البغوي‪) :‬كأنه رأى تركه دذنكمر ال تعالى زمان لبثه على الخألء تقصي ار‬
‫منه فتداركه بالسإتغفار(])‪،[(1079‬هل وقد سإبقه إلى ذلك الخأطابي])‪،[(1080‬هل وعنه‬
‫نقله النووي])‪.[(1081‬‬

‫والول أظهر‪،‬هل وأما الثاني ففيه نظر؛ لنه انحبس عن ذكر ال في هذا‬
‫الموطن بأمر ال‪،‬هل إواذا كان كذلك فإنه ل يقال عنه‪ :‬إنه غافل عن الذكر‪،‬هل بل هو‬
‫ممتثل متعبد ل تعالى‪،‬هل كالحائض ل تصلي ول تصوما‪،‬هل ول يسإن لها إذا طهرت أن‬
‫تسإتغفر ال تعالى من تركها ذلك‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬ورد في هذا الموضع أحاديث يذكرها الفقهاء‪،‬هل لكنها ضعيفة‪،‬هل‬
‫ولذا قال أبو حاتما‪) :‬أصح ما فيه حديث عائشة( كما تقدما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 384‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ومن ذلك حديث أنس رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسإول ال صللى ال عليه‬
‫وسإللما إذا خأرج من الخألء قال‪» :‬الحمد ل الذي أذهب عني الذى وعافاني« ])‬
‫‪،[(1082‬هل وفي الحاديث الصحيحة عغنية عن الضعيفة‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 385‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وجوب الستنجاء بثلثة أحجار‬

‫‪ 100/15‬ـ موعدن انبدن ممنسإععولد رضي ال عنه مقامل‪ :‬مأتى الينبلي صللى ال عليه‬
‫ط‪،‬هل فمأممممردني أمنن اتدميهع بدثملمثمدة أمنحمجالر‪،‬هل فممومجند ع‬
‫ت محمجمرنيدن‪،‬هل مولمنما أمدجند مثالثاا‪،‬هل فمأمتمنيتعهع‬ ‫وسإللما انلمغائد م‬
‫بدمرنوثملة‪،‬هل فمأممخأمذعهمما موأمنلمقى اليرنوثممة‪،‬هل مومقامل‪» :‬مهمذا درنكرس«‪ .‬أمنخأمرمجهع انلعبمخأادر ل‬
‫ي‪،‬هل مازمد أمنحممعد‪،‬هل‬
‫طني‪» :‬انئدتني بدمغنيدرمها«‪.‬‬ ‫واللدامرقع ن‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو عبد ال بن مسإعود بن غافل بن حبيب الهذلي رضي ال عنه‪،‬هل كان‬


‫سإادس رجل في السإلما‪،‬هل وهاجر الهجرتين‪،‬هل وشهد بد ار والمشاهد بعدها‪،‬هل قال له‬
‫النبي صللى ال عليه وسإللما في أول السإلما‪» :‬إنك غلما معيلما« ])‪،[(1083‬هل وروى‬
‫البخأاري عنه أنه قال‪) :‬وال لقد أخأذت من في رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‬
‫ب‬
‫بضع ا وسإبعين سإورة‪،[(1084)](...‬هل وقال النبي صللى ال عليه وسإللما‪» :‬من أح ل‬
‫أن يق أر القران غض ا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن ألما عبد])‪)] «...[(1085‬‬
‫‪.[(1086‬‬

‫وكان ممن يخأدما النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وهو صاحب سإواكه ونعليه‬
‫ووسإاده‪،‬هل قال حذيفة رضي ال عنه‪) :‬ما أعرف أحدا أقرب سإمتا وهديا ودلل])‬
‫‪ [(1087‬بالنبي صللى ال عليه وسإللما من ابن أما عبد(])‪.[(1088‬‬

‫تولى القضاء وبيت المال في الكوفة على عهد عمر رضي ال عنه وصد ار‬
‫من خألفة عثمان رضي ال عنه‪،‬هل ثما دعاه إلى المدينة‪،‬هل ومات فيها سإنة اثنتين‬
‫وثلثين])‪ [(1089‬رضي ال عنه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 386‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فقد أخأرجه البخأاري في كتاب »الوضوء«‪،‬هل باب »ل عيسإتنجى بروث« )‬


‫‪ (156‬من طريق زهير بن معاوية‪،‬هل عن أبي إسإحاق السإبيعي‪،‬هل قال‪ :‬ليس أبو‬
‫عبيدة ذكره‪،‬هل ولكن عبد الرحمن بن السإود ذكر عن أبيه‪،‬هل أنه سإمع عبد ال يقول‪...‬‬
‫وذكر الحديث‪.‬‬

‫ثما قال البخأاري‪) :‬وقال إبراهيما بن يوسإف‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن أبي إسإحاق‪:‬‬


‫حدثني عبد الرحمن‪،(...‬هل إوابراهيما هذا هو ابن يوسإف بن إسإحاق بن أبي إسإحاق‬
‫السإبيعي‪،‬هل روى عن أبيه وجوده أبي إسإحاق‪،‬هل قال عنه في »التقريب«‪) :‬صدوق‬
‫يهما(‪.‬‬

‫وقد رواه عن زهير جمع منهما‪ :‬يحيى القطان وأحمد بن يونس ويحيى ابن‬
‫ادما وأبو نعيما والحسإن بن موسإى وغيرهما‪.‬‬

‫)وانما عدل أبو إسإحاق عن أبي عبيدة إلى الرواية عن عبد‬


‫قال الحافظ‪ :‬إ‬
‫الرحمن مع أن رواية أبي عبيدة أعلى‪،‬هل لكون أبي عبيدة لما يسإمع من أبيه على‬
‫الصحيح‪،‬هل فتكون منقطعة‪،‬هل بخألف رواية عبد الرحمن فإنها موصولة(])‪.[(1090‬‬

‫وغرض البخأاري من قوله‪) :‬وقال إبراهيما‪ (..‬الرد على من زعما أن أبا‬


‫إسإحاق دلس هذا الخأبر‪،‬هل فقد ذكر الحاكما أن أبا إسإحاق الشاذكوني قال‪) :‬ما‬
‫سإمعت بتدليس قط أعجب من هذا ول أخأفى‪،‬هل قال‪ :‬أبو عبيدة لما يحدثني‪،‬هل ولكن‬
‫عبد الرحمن عن فلن عن فلن‪،‬هل ولما يقل‪ :‬حدثني‪،‬هل فجاز الحديث وسإار(])‬
‫‪.[(1091‬‬

‫وقد ذكر الترمذي أن هذا الحديث فيه اضطراب‪،‬هل وكذا الدارقطني])‬


‫‪[(1092‬؛ لن أبا إسإحاق السإبيعي روى الحديث على أوجه متعددة‪،‬هل وقد ذكرها‬
‫الدارقطني‪،‬هل ورجح رواية زهير عن أبي إسإحاق‪،‬هل وهي التي أخأرجها البخأاري‪،‬هل ثما‬
‫قال‪) :‬وفي النفس منه شيء؛ لكثرة الخأتلف على أبي إسإحاق‪،‬هل وال أعلما(])‬
‫‪ .[(1093‬أما الترمذي فقد رجح رواية إسإرائيل‪،‬هل عن أبي إسإحاق‪،‬هل عن أبي عبيدة‪،‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 387‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫عن عبد ال‪،‬هل وضلعف رواية زهير المذكورة؛ لن سإماع زهير من أبي إسإحاق كان‬
‫بأمخأرة‪،‬هل إواسإحاق قد اخأتلط‪.‬‬

‫والصواب مع البخأاري‪،‬هل فإنه على فرض أن زهي ار سإمع من أبي إسإحاق‬


‫بأمخأرة فإنه قد توبع‪،‬هل كما قال الحافظ])‪،[(1094‬هل تابعه يوسإف بن إسإحاق بن أبي‬
‫إسإحاق‪،‬هل قال ابن عيينة‪) :‬لما يكن في ولد أبي إسإحاق أحفظ منه(‪.‬‬

‫إواسإرائيل ـ أيض ا ـ قد سإمع من أبي إسإحاق بأخأرة‪،‬هل كما قال الماما أحمد])‬
‫‪،[(1095‬هل وقد ذكر أبو داود كما في »سإؤالت الجري«‪ :‬أن زهي ار فوق إسإرائيل‬
‫بكثير])‪.[(1096‬‬

‫وقد نفى الحافظ في »المقدمة« هذا الضطراب؛ لثبوت ترجيح رواية زهير‬
‫عن أبي إسإحاق على رواية إسإرائيل عن أبي إسإحاق‪،‬هل وهما أرجح الروايات كلها‪.‬‬

‫وأخأرجه أحمد من طريق أبي إسإحاق‪،‬هل عن علقمة بن قيس‪،‬هل عن ابن‬


‫مسإعود‪،‬هل ولفظه‪) :‬فألقى الروثة وقال‪ :‬إنها ركس ائتني بحجر(])‪ [(1097‬وهذه‬
‫الزيادة صحيحة إن ثبت سإماع أبي إسإحاق من علقمة‪،‬هل قال أبو حاتما وأبو زرعة‪:‬‬
‫)أبو إسإحاق لما يسإمع من علقمة شيئاا(])‪،[(1098‬هل ونقل الحافظ عن الكرابيسإي أنه‬
‫أثبت سإماع أبي إسإحاق هذا الحديث من علقمة])‪.[(1099‬‬

‫وأخأرجه الدارقطني بهذا السإناد بلفظ‪» :‬ائتني بغيرها« ])‪،[(1100‬هل وسإيأتي‬


‫ـ إن شاء ال ـ بيان غرض الحافظ من إيراد هذه الزيادة‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬أتى الغائط( أي‪ :‬ذهب إلى الرض المطمئنة لقضاء الحاجة‪.‬‬

‫قوله‪) :‬فأتيته بروثة( بفتح الراء وسإكون الواو‪،‬هل هي فضلة ذات الحافر‪،‬هل وعند‬
‫ابن خأزيمة )فوجدت له حجرين وروثة حمار‪.[(1101)](..‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 388‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫قوله‪) :‬إنها ركس( بكسإر الراء وسإكون الكاف‪،‬هل وعند ابن ماجه وابن خأزيمة‪:‬‬
‫»هي رجس« ‪،‬هل قال أبو عبيد‪) :‬هو شبيه المعنى بالرجيع(])‪،[(1102‬هل أي‪ :‬لنه‬
‫رجع من حالة الطعاما إلى حالة الروث‪،‬هل وقال الفيومي‪) :‬الركس بالكسإر هو‪:‬‬
‫الرجس‪،‬هل وكل مسإتقذر »ركس«(])‪.[(1103‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على أن السإتنجاء ل يكون بأقل من ثلثة‬


‫أحجار؛ لنه صللى ال عليه وسإللما طلب من ابن مسإعود رضي ال عنه أن يأتيه‬
‫بثلثة أحجار‪،‬هل وقد تقدما في حديث سإلمان رضي ال عنه عند مسإلما‪) :‬نهانا أن‬
‫نسإتنجي بأقل من ثلثة أحجار( وعن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قال رسإول ال‬
‫صللى ال عليه وسإللما‪» :‬إذا ذهب أحدكما إلى الغائط فليسإتطب بثلثة أحجار فإنها‬
‫تجزي عنه« ])‪.[(1104‬‬

‫ومعنى‪) :‬فليسإتطب( أي فليسإتندج‪،‬هل يقال‪ :‬اسإتطاب الرجل‪ :‬إذا اسإتنجى‪.‬‬

‫وهذا قول الشافعية والحنابلة])‪،[(1105‬هل واخأتاره ابن حزما‪،‬هل ونقله ابن عبد‬
‫البر عن أكثر المدنيين من أصحاب مالك])‪.[(1106‬‬

‫وذهبت الحنفية والمالكية إلى أنه يجزئ حجران‪،‬هل ول يلزما الثالث؛ لنه صللى‬
‫ال عليه وسإللما اكتفى بحجرين لما ألقى الروثة‪،‬هل ولما يطلب من عبد ال أن يأتيه‬
‫بثالث بدلها])‪.[(1107‬‬

‫والقول الول أرجح؛ لن إزالة النجاسإة إوان كانت معقولة المعنى؛ وهو أن‬
‫الغرض النقاء؛ لكن تحديد الشرع هذه الزالة في حالة السإتجمار بثلثة أحجار‬
‫أمر يجب اعتباره‪،‬هل وتركه فيه مخأالفة الشارع الحكيما‪،‬هل وهذا أمر ثبت عنه صللى ال‬
‫ل‪،‬هل والقول صريح في ذلك‪،‬هل كحديث سإلمان رضي ال عنه‬
‫عليه وسإللما قولا وفع ا‬
‫وغيره مما تقدما‪.‬‬

‫وأما توجيه أصحاب القول الثاني فيجاب عنه من ثلثة أوجه‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 389‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الول‪ :‬أن الرسإول صللى ال عليه وسإللما طلب الحجر الثالث‪،‬هل كما تقدما في‬
‫رواية أحمد والدارقطني التي ذكر الحافظ‪،‬هل وكأن غرضه من إيرادها الرد على‬
‫الطحاوي إواثبات الحجر الثالث‪،‬هل وقد ذكر الحافظ أنه على تقدير عدما سإماع أبي‬
‫إسإحاق من علقمة فهو مرسإل؛ والمرسإل حجة عند المخأالفين ـ يريد الطحاوي ومن‬
‫هو على مذهب أبي حنيفة ـ وعندنا ـ أيض ا ـ إذا اعتضد])‪.[(1108‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬أنه ل يلزما أن يأمر ابن مسإعود رضي ال عنه أم ار جديداا‪،‬هل‬
‫بل اكتفى صللى ال عليه وسإللما بالمر الول في طلب الثلثة‪،‬هل وحين ألقى الروثة‬
‫علما ابن مسإعود أنه لما يتلما امتثاله المر حتى يأتي بحجر ثالث‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬أنه يحتمل أنه صللى ال عليه وسإللما أخأذ ثالث ا بنفسإه من دون‬
‫طلب‪،‬هل أو اسإتنجى بحجر وطرفي حجر اخأر‪،‬هل وبالحتمال ل يتما السإتدلل‬
‫للطحاوي‪،‬هل ول لمن دافع عنه‪،‬هل وهو العيني])‪ [(1109‬عفا ال عن الجميع‪،‬هل وجزاهما‬
‫خأي ارا‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 390‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫بيان ما ل سيستنجىّ به‬

‫ل صللى ال عليه‬ ‫‪ 101/16‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه أن رسإومل ا د‬


‫ل مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫ظلما‪،‬هل أمنو مرنولث‪،‬هل مومقامل‪» :‬إدلنهعمما لم عي م‬
‫طهوماردن«‪ .‬مرمواه‬ ‫وسإللما منهى أمنن عينسإتمننمجى بدمع ن‬
‫صلحمحعه‪.‬‬ ‫اللدارقع ن د‬
‫طنلي مو م‬ ‫م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه ابن عدي )‪،(3/332‬هل والدارقطني )‪ (1/56‬من طريق سإلمة ابن‬
‫رجاء‪،‬هل عن الحسإن بن فرات القزاز‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل عن أبي حازما الشجعي‪،‬هل عن أبي‬
‫هريرة رضي ال عنه‪،‬هل به مرفوعاا‪.‬‬

‫وقال الدارقطني‪) :‬إسإناده صحيح(‪،‬هل وذكره ابن دقيق العيد في »اللماما«])‬


‫‪،[(1110‬هل ونقل الحافظ تصحيح الدارقطني])‪.[(1111‬‬

‫وسإلمة بن رجاء التميمي الكوفي مخأتلف فيه‪،‬هل فقال فيه ابن معين‪) :‬ليس‬
‫بشيء(‪،‬هل وقال النسإائي‪) :‬ضعيف(‪،‬هل وقال أبو زرعة‪) :‬صدوق(‪،‬هل وقال أبو حاتما‪:‬‬
‫)ما بحديثه بأس(])‪،[(1112‬هل وقال ابن عدي‪) :‬أحاديثه أفراد وغرائب‪،‬هل حدث‬
‫بأحاديث ل يتابع عليها(])‪،[(1113‬هل وذكر الحافظ في »المقدمة«‪ :‬أن له حديث ا‬
‫واحدا في البخأاري في »الفضائل«])‪.[(1114‬‬

‫والظاهر أنه ل بأس به‪،‬هل فإنه في هذا الحديث وافق غيره‪،‬هل كما في حديث‬
‫سإلمان المتقدما وغيره من الحاديث التي ذكر فيها النهي عن السإتنجاء بالعظما‬
‫والروث‪،‬هل والحسإن بن فرات قال عنه الحافظ‪) :‬صدوق يهما(‪،‬هل وقد ذكر الدارقطني‬
‫في »العلل« )‪ (8/239‬أنه وهما في هذا الحديث بزيادة )إنهما ل يطهران( وقد‬
‫روى الدارقطني هذا الحديث من طريق نصر بن حماد‪،‬هل ثنا شعبة‪،‬هل عن فرات‪،‬هل عن‬
‫أبي حازما به‪،‬هل بدونها‪ .‬ونصر بن حماد ضعيف‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 391‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬الحديث دليل على النهي عن السإتنجاء بالعظما والروث‪،‬هل وقد‬
‫علل لذلك بأنهما ل يطهران‪،‬هل مع أن الدارقطني قد حكما بزيادتها‪،‬هل وقد تقدما في‬
‫حديث ابن مسإعود رضي ال عنه التعليل بأنهما طعاما الجن‪،‬هل وتقدما تعليل الروثة ـ‬
‫أيض ا ـ بأنها ركس‪.‬‬

‫والتعليل بعدما التطهير في الروثة عائد إلى كونها ركسإاا‪،‬هل وأما في العظما‬
‫فلنه لزج ل يكاد يتماسإك‪،‬هل فل ينشف النجاسإة ول يقطع البدليمة‪،‬هل ومثل ذلك الزجاج‬
‫الملس‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن السإتنجاء بالحجار يطهر طهارة ل‬


‫يلزما معها الماء‪،‬هل وليس مزيلا فقط؛ لنه علل بأن العظما والروث ل يطهران؛ فدل‬
‫على أن الحجارة وما في معناها يطهر‪،‬هل وهذا هو القول الصحيح في هذه المسإألة‪،‬هل‬
‫ويؤيد ذلك حديث ابن مسإعود المتقدما‪،‬هل فإنه صللى ال عليه وسإللما طلب أحجا ار ولما‬
‫يطلب ماء‪،‬هل وكذا حديث سإلمان المتقدما‪،‬هل وشرط ذلك النقاء‪،‬هل فإذا أنقى المحل‬
‫بثلثة أحجار فأكثر أجزأ‪،‬هل ول يلزما السإتنجاء بالماء‪،‬هل فإن ضما إليه الماء من باب‬
‫الطهارة والنظافة فهو أكمل‪.‬‬

‫وكذا لو تعدى الخأارج موضع العادة بيسإير بحيث ل يمكن التحرز منه‪،‬هل‬
‫فإنه يجزئ السإتجمار‪.‬‬

‫لكن إن انتشر بحيث يخأرج عما جرت العادة به‪،‬هل بأن انتشر الخأارج على‬
‫شيء من الصفحة أو يمتد إلى الحشفة امتدادا غير معتاد‪،‬هل ففي إجزاء السإتجمار‪،‬هل‬
‫قولن‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنه ل بد من غسإله بالماء وعدما الكتفاء بالسإتجمار‪،‬هل وهو قول‬


‫الحنفية‪،‬هل والمالكية‪،‬هل والشافعية‪،‬هل والحنابلة])‪[(1115‬؛ لن السإتجمار في المحل‬
‫المعتاد رخأصة لجل المشقة في غسإله؛ لتكرر النجاسإة فيه‪،‬هل فما ل تتكرر النجاسإة‬
‫فيه ل يجزئ فيه إل الغسإل‪،‬هل أشبه السإاق والفخأذ‪،‬هل وقد أخأرج البيهقي عن علي‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 392‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫رضي ال عنه قال‪) :‬إنهما كانوا يبعرون بع ارا‪،‬هل وأنتما تمنثلد ع‬


‫طومن ثلط ا فأتبعوا الحجارة‬
‫ي مائع طاهر مزيل‪.‬‬
‫الماء(])‪،[(1116‬هل لكن عند الحنفية ل يلزما الماء‪،‬هل بل يجزئ أ ل‬

‫والقول الثاني‪ :‬أنه يجزئ السإتجمار في الصفحتين والحشفة‪،‬هل وهو قول‬


‫شيخ السإلما ابن تيمية؛ لعموما الدلة بجواز السإتجمار‪،‬هل ولما ينقل عنه صللى ال‬
‫عليه وسإللما في ذلك تقدير])‪،[(1117‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 393‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وجوب التنزه من البول وأنه من أسباب عذاب القبر‬

‫ل صللى ال‬ ‫‪ 102/17‬ـ عن مأبي هريرةم رضي ال عنه مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫عم ن م‬ ‫من‬
‫طندلي‪.‬‬‫عليه وسإللما‪» :‬انسإتمنندزعهوا دممن المبنودل‪،‬هل مفإلن معالمةم معمذادب انلقمنبدر دمننعه«‪ .‬مرمواهع اللدامرقع ن‬
‫صدحيعح النسإمنادد‪.‬‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫دد‬
‫‪ 103/18‬ـ ودلنلمحاكما‪» :‬أمنكثعر معمذادب انلمقبدر ممن انلمبنول«‪ .‬موعهمو م‬
‫الكلما عليهما من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجهما‪:‬‬

‫أما الول فقد أخأرجه الدارقطني )‪ (1/128‬من طريق محمد بن الصباح‬


‫السإمان‪،‬هل نا أزهر بن سإعد السإمان‪،‬هل عن ابن عون‪،‬هل عن محمد بن سإيرين‪،‬هل عن أبي‬
‫هريرة رضي ال عنه‪،‬هل به مرفوعاا‪.‬‬

‫قال الدارقطني‪) :‬الصواب أنه مرسإل(‪.‬‬

‫وهذا السإند رجاله ثقات غير محمد بن الصباح‪،‬هل فقد ترجمه الذهبي في‬
‫»الميزان« فقال‪) :‬بصري‪،‬هل عن أزهر السإمان‪،‬هل ل يعرف‪،‬هل وخأبره منكر(])‪[(1118‬‬
‫وكأنه يعني هذا الحديث])‪.[(1119‬‬

‫وأما الثاني فقد أخأرجه أحمد )‪،(15/12‬هل والدارقطني )‪،(1/128‬هل والحاكما )‬


‫‪ (1/183‬من طريق أبي عوانة‪،‬هل عن العمش‪،‬هل عن أبي صالح‪،‬هل عن أبي هريرة‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬أكثر عذاب القبر من‬
‫البول« ولفظ أحمد‪» :‬في البول«‪.‬‬

‫قال الحاكما‪) :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخأين‪،‬هل ول أعرف له علة‪،‬هل‬
‫ولما يخأرجاه‪،‬هل وله شاهد من حديث أبي يحيى القتات(‪.‬‬

‫ي عن هذا الحديث فقال‪) :‬صحيح(])‪.[(1120‬‬


‫ي البخأار ي‬
‫وسإأل الترمذ ل‬

‫وقال الدارقطني‪) :‬صحيح(‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 394‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وسإئل عنه فقال‪) :‬يرويه العمش واخأتلف عنه‪،‬هل فأسإنده أبو عوانة‪،‬هل عن‬
‫العمش‪،‬هل عن أبي صالح‪،‬هل عن أبي هريرة عن النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وخأالفه‬
‫فضيل فوقفه‪،‬هل ويشبه أن يكون الموقوف أصح(])‪،[(1121‬هل وسإأل ابن أبي حاتما‬
‫أباه عن هذا الحديث فقال‪) :‬إن رفعه باطل(])‪،[(1122‬هل وقد نقل ذلك الحافظ في‬
‫»التلخأيص«])‪ [(1123‬ولما يتعقبه بشيء‪،‬هل وهنا جزما بصحته‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫وله شاهد من طريق أبي يحيى القتات ـ كما ذكر الحاكما ـ عن مجاهد‪،‬هل عن‬
‫ابن عباس رفعه إلى النبي صللى ال عليه وسإللما فقال‪» :‬عامة عذاب القبر من‬
‫البول‪،‬هل فتنزهوا من البول« ])‪.[(1124‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬الحديث دليل على وجوب تنزه النسإان من بوله‪،‬هل وذلك‬
‫بغسإله‪،‬هل إوازالة أثره من بدنه أو ثوبه أو مكان صلته‪،‬هل وتحريما التسإاهل بذلك‪،‬هل وأن‬
‫التسإاهل من أسإباب عذاب القبر‪،‬هل بل إن أكثر عذاب القبر منه‪.‬‬

‫ومن ذلك أن يبول في محل مددملث حتى ل يطير عليه شيء من رشاش‪،‬هل أو‬
‫يبول في الحماما في فتحة الغائط‪،‬هل إواذا أصابه شيء منه فليبادر إلى تطهير ما‬
‫أصابه من ثوبه أو بدنه‪.‬‬

‫وقد جاء في ذلك ـ أيضا ـ أحاديث كثيرة‪،‬هل ذكرها المنذري])‪ [(1125‬ومن‬


‫ذلك حديث ابن عباس رضي ال عنهما أن النبي صللى ال عليه وسإللما مر بقبرين‬
‫فقال‪» :‬إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير؛ ثما قال‪ :‬بلى‪،‬هل أما أحدهما فكان ل‬
‫يسإتتر من البول‪،‬هل وأما الخأر فكان يمشي بالنميمة‪ ..‬الحديث«])‪.[(1126‬‬

‫وقد أفاد هذا الحديث أن ترك التنزه من البول من كبائر الذنوب‪،‬هل وقد جاء‬
‫في رواية للبخأاري‪» :‬وما يعذبان في كبيرة‪،‬هل إوانه لكبير« ])‪،[(1127‬هل وقد بوب‬
‫ب من الكبائر أن ل يسإتتر من بوله(‬
‫عليه البخأاري في كتاب »الوضوء« بقوله‪) :‬با ر‬
‫])‪،[(1128‬هل وذلك لن عدما التنزه من البول يلزما منه بطلن الصلة‪،‬هل وتركها كبيرة‬
‫بل شك‪،‬هل وقد ذكر الذهبي في كتابه »الكبائر«‪ :‬عدما التنزه من البول])‪،[(1129‬هل‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 395‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ومن بعده ابن حجر الهيثمي في كتابه »الزواجر«])‪،[(1130‬هل قال الخأطابي‬


‫)معناه‪ :‬أنهما لما يعذبا في أمر كان يكبر عليهما أو يشق فعله لو أرادا أن يفعله‬
‫وهو التنزه من البول وترك النميمة‪،‬هل ولما يرد أن المعصية في هاتين الخأصلتين‬
‫ليسإت بكبيرة في حق الدين وأن الذنب فيهما هين سإهل(])‪،[(1131‬هل وقال المنذري‪:‬‬
‫)ولخأوف توهما مثل هذا اسإتدرك‪،‬هل فقال صللى ال عليه وسإللما‪» :‬بلى إنه كبير« (])‬
‫‪ [(1132‬وال أعلما‪.‬‬

‫وهذا في بول بني ادما‪،‬هل وما شابهه من البوال النجسإة‪،‬هل وأما من عممه في‬
‫سإائر البوال ـ كالخأطابي])‪ [(1133‬ـ فهو مردود‪،‬هل لقوله في رواية‪) :‬وكان ل يسإتتر‬
‫من بوله( فتكون اللف واللما في قوله‪) :‬من البول( بدلا من الضمير‪،‬هل أما بول‬
‫المأكول كالبل والغنما فهو طاهر؛ لن النبي صللى ال عليه وسإللما أباح للعرنيين‬
‫شرب أبوال البل])‪،[(1134‬هل ولما يأمرهما بغسإل أوانيهما ول ما أصابهما منها‪،‬هل فدل‬
‫على طهارتها‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على ثبوت عذاب القبر‪،‬هل وهو ثابت بالكتاب‬
‫والسإنة والجماع‪،‬هل قال تعالى عن ال فرعون‪}} :‬اليناعر عينعمر ع‬
‫ضومن معلمنيمها عغعدلوا‬
‫مومعدشليا{{ ]غافر‪، [46 :‬هل قال ابن كثير‪) :‬هذه الية أصل كبير في اسإتدلل أهل‬
‫السإنة على عذاب البرزخ في القبور(])‪،[(1135‬هل وقد تواترت الحاديث عنه صللى‬
‫ال عليه وسإللما في إثبات عذاب القبر‪،‬هل ومن ذلك الحاديث التي مضت‪،‬هل نسإأل ال‬
‫تعالى أن يعيذنا من عذاب القبر‪ .‬وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 396‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫العتماد علىّ الرجل اليسرى عند قاضاء الحاجة‬

‫ل صللى‬ ‫‪ 104/19‬ـ عن سإ ارقمةم بدن مالدلك رضي ال عنه مقامل‪ :‬علمنا رسإوعل ا د‬
‫م مم م ع‬ ‫م ن عم ن م‬
‫ب انلعينممنى‪ .‬مرمواهع انلمبنيهمدقلي‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ال عليه وسإللما في انلمخألمء‪ :‬أمنن مننقععمد معملى انلعينسإمرى‪،‬هل مومنننص م‬
‫ف‪.‬‬ ‫بدسإمنلد ضدعي ل‬
‫م م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو أبو سإفيان‪،‬هل سإراقة بن مالك بن عجنععشما ـ بضما الجيما وسإكون العين‬
‫المهملة وضما الشين المعجمة ـ المدلجي الكناني‪،‬هل كان ينزل قعمديداا])‪،[(1136‬هل عيمعلد‬
‫في أهل المدينة‪،‬هل وقد روى البخأاري قصته في إدراكه الرسإول صللى ال عليه وسإللما‬
‫لما هاجر إلى المدينة‪،‬هل ودعا النبي صللى ال عليه وسإللما عليه حتى سإاخأت درنجل‬
‫فرسإه في الرض ثما إنه طلب منه الخألص وأن ل يدل عليه ففعل‪،‬هل وكتب له‬
‫أماناا])‪،[(1137‬هل أسإلما يوما الفتح‪،‬هل ومات سإنة أربع وعشرين في خألفة عثمان رضي‬
‫ال عنه‪،‬هل وقيل‪ :‬مات بعد عثمان])‪ [(1138‬رضي ال عنه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في »مسإنده« كما في »المطالب العالية« )‬
‫‪،(1/18‬هل والطبراني في »الكبير« )‪ 7/160‬ـ ‪ (161‬والبيهقي في »السإنن الكبرى«‬
‫)‪ (1/96‬من طريق محمد بن عبد الرحمن‪،‬هل عن رجل من بني مدلج‪،‬هل عن أبيه قال‪:‬‬
‫)قدما علينا سإراقة بن جعشما فقال‪ :‬علمنا رسإول ال صللى ال عليه وسإللما إذا دخأل‬
‫أحدنا الخألء أن يعتمد اليسإرى وينصب اليمنى(‪.‬‬

‫وهذا إسإناد ضعيف‪،‬هل ذكره المصنف ليعلما حاله؛ لن فيه رعجلين مبهمين‬
‫وهما‪ :‬المدلجي ووالده‪،‬هل ومحمد بن عبد الرحمن‪ :‬مجهول‪،‬هل وليس لهذا الحديث‬
‫طريق غير هذا‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 397‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ولفظ البيهقي كما تبين‪) :‬أن يعتمد( وكأن معناها‪ :‬أن يتمايل على رجله‬
‫اليسإرى ويميل على جهتها‪،‬هل وأما لفظ الحافظ‪) :‬أن نقعد( فهو مشكل؛ لن قضاء‬
‫الحاجة ليس محل قعود على الرجل اليسإرى إوال لتلوث بالنجاسإة‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على اسإتحباب نصب الرجل اليمنى‪،‬هل والتحامل‬
‫على الرجل اليسإرى أثناء قضاء الحاجة‪،‬هل وقد ذكر العلماء أن هذه الكيفية تعمسإهوعل‬
‫الخأارج‪.‬‬

‫ولكن هذا الحديث ضعيف ـ كما تقدما ـ والضعيف ل تثبت به الحكاما‬


‫الشرعية‪،‬هل فإن ثبت من الناحية الطبية أن هذه الدجنلسإة مفيدة صارت مطلوبة‪،‬هل ل من‬
‫جهة أنها من السإنة‪،‬هل ولكن من جهة أنها من المصلحة؛ لن كل ما فيه مصلحة‬
‫فإنه مأمور به‪،‬هل ما لما يشهد الشرع ببطلنها‪،‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 398‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫استحباب نتر الذكر بعد البول‬

‫ل صللى ال‬ ‫‪ 105/20‬ـ عن دعيسإى بدن ينزمدامد‪،‬هل عن أمدبيده مقامل‪ :‬مقامل رسإوعل ا د‬
‫مع‬ ‫من‬ ‫ن م‬ ‫من‬
‫ث مم لارلت«‪ .‬مرمواهع انبعن ممامجنه بدمسإمنلد‬
‫عليه وسإللما‪» :‬إمذا مبامل أممحعدعكنما مفنلميننتعنر مذمكمرهع ثملم م‬
‫ف‪.‬‬‫ضدعي ل‬
‫م‬
‫الكلما عليه من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في ترجمة الراوي‪:‬‬

‫وهو عيسإى بن يزداد؛ قيل‪ :‬بباء موحدة‪،‬هل وراء مهملة‪،‬هل ودالين مهملتين‬
‫بينهما ألف‪،‬هل وقيل‪ :‬بمثناة تحتية‪،‬هل وزاي معجمة‪،‬هل وبقيته كالول‪،‬هل وقيل‪ :‬ازداد؛‬
‫الفارسإي اليماني‪،‬هل روى عن أبيه‪،‬هل وروى عنه زكريا بن إسإحاق‪،‬هل قال البخأاري‪) :‬ل‬
‫يصح حديثه(‪،‬هل وذكره ابن حبان في »الثقات«])‪.[(1139‬‬

‫وأما أبوه‪،‬هل فقال أبو حاتما‪) :‬ل صحبة له‪،‬هل وحديثه مرسإل(])‪،[(1140‬هل وقال‬
‫ص على أنه ل صحبة له‪:‬‬
‫ابن حبان‪) :‬يقال‪ :‬إن له صحبة(])‪،[(1141‬هل وممن ن ل‬
‫البخأاري‪،‬هل وأبو داود‪،‬هل وأبو حاتما ـ كما تقدما ـ وابنه عبد الرحمن‪،‬هل وابن عدي‪،‬هل وغيرهما‪،‬هل‬
‫ذكر ذلك الحافظ ابن كثير])‪،[(1142‬هل وقال ابن معين‪) :‬ل يعرف عيسإى ول‬
‫أبوه(‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في تخأريجه‪:‬‬

‫فقد أخأرجه ابن ماجه )‪،(326‬هل وأحمد )‪ (31/399‬من طريق زمعة ابن‬
‫صالح‪،‬هل عن عيسإى بن يزداد اليماني‪،‬هل عن أبيه‪،‬هل وأخأرجه أحمد )‪ (31/400‬ـ أيضا ـ‬
‫من طريق زكريا بن إسإحاق‪،‬هل عن عيسإى‪،‬هل به‪.‬‬

‫وهذا إسإناد ضعيف‪،‬هل وليس له طريق مسإتقيما بإجماع أهل الحديث‪،‬هل لما‬
‫تقدما‪،‬هل وأيضاا‪ :‬زمعة بن صالح متكلما فيه‪،‬هل والكثرون على تضعيفه‪،‬هل ضعفه أحمد‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 399‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وابن معين ـ في رواية ـ وأبو زرعة وابن حبان واخأرون‪،‬هل قال النووي‪) :‬اتفقوا على أنه‬
‫ضعيف(])‪.[(1143‬‬

‫وكما أنه ضعيف في سإنده فهو ضعيف في متنه‪،‬هل فإن معناه غير صحيح؛‬
‫لن نتر الذكر يسإبب دلر البول وتتابعه‪،‬هل والنسإان بهذا الفعل ميعجلر على نفسإه بلاء‬
‫بالسإلس والوسإوسإة وطول بقائه على حاجته‪.‬‬

‫وأما قول الشارح المغربي وتبعه الصنعاني‪ :‬إن حديث ابن عباس المتقدما‬
‫في قصة صاحب القبرين شاهد لهذا الحديث])‪ [(1144‬فليس بواضح؛ لن حديث‬
‫ابن عباس يدل على خأطر وعظما التسإاهل بالبول وأن الواجب التنزه منه‪،‬هل والتنزه‬
‫منه ل يلزما منه نتر الذكر‪،‬هل بل يكون في غسإله وغسإل ما أصاب البدن أو ما‬
‫أصاب الثوب‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬فلينتر( من النتر بنون ثما تاء مثناة من فوق ثما راء مهملة من باب‬
‫»نصر«‪،‬هل قال في القاموس‪) :‬اسإتنتر من بوله‪ :‬اجتذبه واسإتخأرج بقيته من الذكر‬
‫عند السإتنجاء حريصا عليه مهتما به(])‪ .[(1145‬وصفة ذلك أن ينفض ذكره‬
‫لسإتخأراج ما بقي في القصبة‪.‬‬

‫الوجه الرابع‪ :‬الحديث دليل على اسإتحباب النتر ثلث مرات بعد البول‬
‫لخأراج بقية البول من الذكر زيادة في النقاء‪،‬هل وهذا اسإتحبه كثير من الفقهاء‬
‫كالشافعية])‪،[(1146‬هل والحنابلة])‪،[(1147‬هل إما اسإتدللا بهذا الحديث‪،‬هل إواما تعويلا‬
‫على المعنى المذكور‪.‬‬

‫والصواب أن ذلك ل يسإتحب لعدما ثبوت الحديث‪،‬هل ولن ذلك يحدث‬


‫ت‬‫الوسإواس ـ كما تقدما ـ‪،‬هل بل إذا انتهى البول غسإل رأس الذكر‪،‬هل ومثل ذلك اللسإنل ع‬
‫الذي ذكره الفقهاء‪،‬هل وهو أن يمسإح ذكره من أصله إلى رأسإه ثلث مرات‪،‬هل فهذا لما‬
‫يصح فيه شيء‪،‬هل وربما سإبب ضر ارا‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 400‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫يقول شيخ السإلما ابن تيمية‪) :‬نتر الذكر بدعة على الصحيح‪ ...‬وكذلك‬
‫ت البول بدعة‪،‬هل لما يشرع ذلك رسإول ال صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل والحديث المروي‬
‫مسإنل ع‬
‫في ذلك ضعيف ل أصل له‪،‬هل والبول يخأرج بطبعه‪،‬هل إواذا فرغ انقطع بطبعه‪،‬هل وهو‬
‫كما قيل‪ :‬كالضرع إن تركته قلر‪،‬هل إوان حلبته دلر(])‪.[(1148‬‬

‫وقال ابن القيما‪) :‬راجعت شيخأنا ـ يعني ابن تيمية ـ في السإلت والنتر فلما يره‪،‬هل‬
‫وقال‪ :‬لما يصح الحديث(])‪.[(1149‬‬

‫فإن وجد من الناس من قد يخأرج منه شيء بعد البول إذا لما يتحرك أو‬
‫يمشي خأطوات فهذا له حكما خأاص‪،‬هل ول ينبغي أن يجعل أم ار عام ا لكل أحد‪،‬هل فهذا‬
‫ل حرج عليه إذا تحرك أو مشى خأطوات‪،‬هل بشرط أن يتيقن خأروج شيء عن طريق‬
‫التجربة‪،‬هل فإن كان مجرد مونهلما أو وسإواس فل عبرة به‪،‬هل ول ينبغي اللتفات إليه‪،‬هل قال‬
‫النووي‪) :‬والمخأتار أن هذا يخأتلف باخأتلف الناس‪،‬هل والمقصود أن يظن أنه لما يبق‬
‫في مجرى البول شيء يخأاف خأروجه‪ ...‬وينبغي لكل أحد أن ل ينتهي إلى حد‬
‫الوسإواس‪،[(1150)](...‬هل وال تعالى أعلما‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 401‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حكم الجمع بين الحجارة والماء في الستنجاء‬

‫‪ 106/21‬ـ معدن ابدن معلباس رضي ال عنهما أملن اللنبديي صللى ال عليه وسإللما‬
‫ف‪.‬‬‫سإأممل أمنهمل قعبالء‪،‬هل فممقالعوا‪ :‬إلنا عنتنبدع انلدحجارةم الماء‪ .‬رواه انلب لازر بدسإمنلد ضدعي ل‬
‫ع م م م م مم ع م ع م م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫صلحمحهع انبعن عخأمزيممةم دمنن‬
‫ي‪،‬هل مو م‬‫صلعهع دفي مأبي مداعومد‪،‬هل والوترمدذ و‬
‫‪ 107/22‬ـ موأم ن‬
‫محدديدث مأبي عهمرنيمرةم رضي ال عنه بدعدودن دذنكدر انلدحمجامردة‪.‬‬

‫الكلما عليهما من وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬في تخأريجهما‪:‬‬

‫أما حديث ابن عباس رضي ال عنهما فقد أخأرجه البزار في »مسإنده« )‬
‫‪ 150‬مخأتصر زوائده( قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن شبيب‪،‬هل ثنا أحمد‪،‬هل عن محمد بن‬
‫عبد العزيز‪،‬هل قال‪ :‬وجدت في كتاب أبي‪،‬هل عن الزهري‪،‬هل عن عبيد ال بن عبد ال‪،‬هل‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬نزلت هذه الية في أهل قباء‪}} :‬دفيده درمجارل‬
‫ب انلعمطيهودريمن{{ ]التوبة‪، [108 :‬هل فسإألهما رسإول ال‬
‫طهيعروا موالليهع عيدح ل‬
‫عيدحلبومن أمنن ميتم م‬
‫صللى ال عليه وسإللما فقالوا‪) :‬إنا نتبع الحجارة الماء(‪.‬‬

‫وهذا إسإناد ضعيف؛ لن فيه محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري‪،‬هل قال‬
‫عنه النسإائي‪) :‬متروك(‪،‬هل وقال ابن أبي حاتما‪ :‬سإألت أبي عنه فقال‪) :‬هما ثلثة‬
‫إخأوة‪ :‬محمد بن عبد العزيز‪،‬هل وعبد ال بن عبد العزيز‪،‬هل وعمران بن عبد العزيز‪،‬هل‬
‫وهما ضعفاء الحديث‪،‬هل ليس لهما حديث مسإتقيما(])‪،[(1151‬هل ونقل الهيثمي تضعيفه‬
‫عن البخأاري])‪،[(1152‬هل قال البزار عقب الحديث‪) :‬ل نعلما أحدا رواه عن الزهري‬
‫إل محمد بن عبد العزيز‪،‬هل ول عنه إل ابنه(‪.‬‬

‫وفي إسإناده ـ أيضا ـ عبد ال بن شبيب‪،‬هل وهو ضعيف‪،‬هل قال الذهبي‪) :‬مجمع‬
‫لمة‪،‬هل لكنه واله(])‪،[(1154‬هل وقال‬
‫على ضعفه(])‪،[(1153‬هل وقال أيضاا‪) :‬أخأباري ع ل‬
‫أبو أحمد الحاكما‪) :‬ذاهب الحديث(])‪،[(1155‬هل وقال ابن حبان‪) :‬يقلب الخأبار‬
‫ويسإرقها(])‪.[(1156‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 402‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫وأما حديث أبي هريرة رضي ال عنه فقد أخأرجه أبو داود )‪،(44‬هل والترمذي‬
‫)‪،(3100‬هل وابن ماجه )‪ (357‬من طريق يونس بن الحارث‪،‬هل عن إبراهيما بن أبي‬
‫ميمونة‪،‬هل عن أبي صالح‪،‬هل عن أبي هريرة رضي ال عنه‪،‬هل عن النبي صللى ال عليه‬
‫ي‬ ‫وسإللما قال‪) :‬نزلت هذه الية في أهل قباء‪}} :‬دفيده درمجارل عيدحلبومن أمنن ميتم م‬
‫طهيعروا مواللهع‬
‫ب انلعمطيهودريمن{{ ]التوبة‪، [108 :‬هل قال‪ :‬كانوا يسإتنجون بالماء فنزلت هذه الية‬ ‫عيدح ل‬
‫فيهما‪.‬‬

‫وهذا إسإناد ضعيف‪،‬هل ضعفه النووي])‪ [(1157‬والحافظ])‪،[(1158‬هل وله‬


‫علتان‪:‬‬

‫الولى‪ :‬ضعف يونس بن الحارث‪،‬هل قال عبد ال بن أحمد عن أبيه‪:‬‬


‫)أحاديثه مضطربة(‪،‬هل قال‪ :‬وسإألته عنه مرة أخأرى فضعفه‪،‬هل وقال الدوري عن ابن‬
‫معين‪) :‬ل شيء(‪،‬هل وعنه‪) :‬ليس به بأس يكتب حديثه(‪.‬‬

‫وقال أبو حاتما‪) :‬ليس بقوي(‪،‬هل وقال أبو داود‪) :‬مشهور روى عنه غير‬
‫واحد(])‪.[(1159‬‬

‫الثانية‪ :‬جهالة إبراهيما بن أبي ميمونة‪،‬هل قال ابن القطان‪) :‬مجهول الحال ل‬
‫يعرف‪،‬هل ما روى عنه غير يونس بن الحارث‪،‬هل وهو ضعيف‪،‬هل وقال‪ :‬إن الجهل بحال‬
‫إبراهيما بن أبي ميمونة كا ل‬
‫ف في تعليل الخأبر فاعلما ذلك(])‪.[(1160‬‬

‫لكن الحديث له شواهد كثيرة يصح بها‪،‬هل ويدل على مشروعية غسإل الدبر‬
‫من أثر النجو‪،‬هل ومن ذلك ما جاء من طريق أبي أويس‪،‬هل حدثنا شرحبيل‪،‬هل عن عويما‬
‫بن سإاعدة النصاري‪،‬هل أنه حدثه أن النبي صللى ال عليه وسإللما أتاهما في مسإجد‬
‫طهور في قصة‬
‫قباء‪،‬هل فقال‪» :‬إن ال تبارك وتعالى قد أحسإن عليكما الثناء في ال ل‬
‫طهور الذي تطهرون به؟ا« قالوا‪ :‬وال يا رسإول ال ما نعلما‬
‫مسإجدكما‪،‬هل فما هذا ال ل‬
‫شيئا إل أنه كان لنا جيران من اليهود‪،‬هل فكانوا يغسإلون أدبارهما من الغائط فغسإلنا‬
‫كما غسإلوا])‪.[(1161‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 403‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ومما ورد في هذا الباب حديث أبي أمامة])‪،[(1162‬هل وحديث عبد ال بن‬
‫سإلما])‪،[(1163‬هل وكذا حديث عائشة‪) :‬عمنرمن أزواجكن أن يسإتطيبوا بالماء‪،‬هل فإني‬
‫أسإتحييهما؛ إن رسإول ال صللى ال عليه وسإللما كان يفعله(])‪.[(1164‬‬

‫وقد ذكر الحافظ في »فتح الباري« حديث الباب‪،‬هل وهو حديث أبي هريرة‬
‫رضي ال عنه وقال‪) :‬إسإناده صحيح(])‪،[(1165‬هل وهذا وهما منه رحمه ال ولو‬
‫قال‪ :‬وهو حديث صحيح‪،‬هل لصاب‪،‬هل أي‪ :‬لشواهده؛ ذكر ذلك اللباني])‪.[(1166‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬في شرح ألفاظه‪:‬‬

‫قوله‪) :‬قباء( بضما القاف ممدود؛ مذكر مصروف‪،‬هل هذا هو الصحيح الذي‬
‫عليه المحققون والكثرون‪،‬هل وفي لغة أخأرى أنه مؤنث ممنوع من الصرف للعلمية‬
‫والتأنيث‪،‬هل وفي لغة ثالثة أنه اسإما مقصور‪،‬هل اسإما لمكان قرب المدينة النبوية‬

‫بثلثة أميال‪،‬هل وهذا في الزمن الماضي‪،‬هل أما الن فهو حي من أحياء‬


‫المدينة‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬الحديث دليل على أن إزالة النجاسإة من محل الخأارج‬


‫بتخأفيفها بالحجارة ثما إتباعها الماء هو أكمل التطهر‪،‬هل ليحصل كمال النقاء‪،‬هل وهذه‬
‫هي الحالة الولى‪،‬هل وهذه الحالة لما يثبت فيها حديث من القول ول من الفعل؛ لن‬
‫حديث أنس المتقدما في أول الباب )فأتبعه أنا وغلما بإدواة من ماء فيسإتنجي‬
‫بالماء( محتمل‪،‬هل لكن ل شك أن الجمع بينهما أفضل وأكمل في النظافة‪.‬‬

‫والحالة الثانية‪ :‬القتصار على الماء وحده؛ وهو أفضل من القتصار على‬
‫الحجارة وحدها؛ لنه يطهر المحل‪،‬هل وهذا هو ظاهر حديث أنس المتقدما حيث‬
‫اسإتنجى صللى ال عليه وسإللما بالماء‪،‬هل فيحتمل أنه اسإتنجى به بعد السإتنجاء‬
‫بالحجارة‪،‬هل ويحتمل أنه اسإتنجى به وحده‪.‬‬

‫والحالة الثالثة‪ :‬القتصار على الحجارة وحدها‪،‬هل ل فرق في ذلك بين وجود‬
‫الماء وعدمه‪،‬هل ول بين الحاضر والمسإافر والصحيح والمريض‪،‬هل وقد دل على ذلك‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 404‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫حديث سإلمان المتقدما وفيه‪) :‬نهانا رسإول ال صللى ال عليه وسإللما أن نسإتنجي بأقل‬
‫من ثلثة أحجار(‪،‬هل وحديث ابن مسإعود رضي ال عنه لما أمره الرسإول صللى ال‬
‫عليه وسإللما أن يأتيه بثلثة أحجار‪،‬هل وكذا حديث أبي هريرة رضي ال عنه أنه جمع‬
‫للنبي صللى ال عليه وسإللما أحجا ار فأتى بها بطرف ثوبه ووضعها إلى جنبه ثما‬
‫انصرف])‪.[(1167‬‬

‫وقد ذكر ابن القيما في هدي النبي صللى ال عليه وسإللما عند قضاء الحاجة‬
‫أنه كان يسإتنجي بالماء تارة‪،‬هل ويسإتجمر بالحجار تارة‪،‬هل ويجمع بينهما تارة])‬
‫‪.[(1168‬‬

‫أما الولن فثابتان‪،‬هل وأما الجمع من فعله فلما يثبت‪،‬هل ولو ثبت لما احتاج من‬
‫قال‪ :‬إن الفضل الجمع بينهما إلى السإتدلل بحديث أهل قباء ـ الذي أخأرجه‬
‫البزار ـ مع ضعفه‪،‬هل ولكان الفعل هو الدليل على الفضلية لو ثبت‪،‬هل وال أعلما])‬
‫‪.[(1169‬‬

‫انتهى الجزء الول‪،‬هل ويليه‬

‫ـ بعون ال وتوفيقه ـ الجزء الثاني‪،‬هل‬

‫وأوله باب »الغسإل وحكما الجنب«‬

‫‪-------------------------‬‬

‫ترجمه كثيرون‪،‬هل بل عأفرد في ترجمته مصنفات مسإتقلة‪،‬هل ولعل من أجمعها‬ ‫ـ]‪[1‬‬


‫وأولها كتاب السإخأاوي‪» :‬الجواهر والدرر في ترجمة شيخ السإلما ابن حجر«‬
‫مطبوع في ثلثة أجزاء‪،‬هل وفيه فوائد كثيرة‪،‬هل وعجللها اسإتطرادات‪،‬هل كما ن ي‬
‫ص على ذلك‪.‬‬

‫ذكر السإخأاوي أن الحافظ صنف »بلوغ المراما« لبنه محمد‪،‬هل لكنه ما تيسإر‬ ‫ـ]‪[2‬‬
‫له حفظه‪،‬هل إوانما حفظ منه يسإي ار ]الجواهر والدرر ‪ .[3/1220‬قلت‪ :‬فإن كان هذا‬
‫هو الواقع‪،‬هل فإنه ما ضاع جهد الحافظ ول فاته الجر ـ إن شاء ال ـ فكما حفظ‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 405‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»البلوغ« منذ زمان الحافظ ابن حجر إلى يومنا هذا؟ا وكما شرحه من عالما‪،‬هل وكما‬
‫مديرمسإهع من اخأر؟ا!‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(1/32‬‬ ‫ـ]‪[3‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(6406‬هل ومسإلما )‪.(2694‬‬ ‫ـ]‪[4‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(8/532‬‬ ‫ـ]‪[5‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(3641‬هل والترمذي )‪،(2682‬هل وابن ماجه )‪،(223‬هل‬ ‫ـ]‪[6‬‬
‫وأحمد )‪ (5/196‬وغيرهما‪،‬هل وذكره البخأاري في ترجمة أحد البواب من كتاب‬
‫»العلما« )‪» 1/160‬فتح الباري«( ولما يتكلما عليه الحافظ في »تغليق التعليق« )‬
‫‪،2/78‬هل ‪،(79‬هل وقال في »فتح الباري« )‪) :(1/160‬طرف من حديث أخأرجه أبو‬
‫داود‪،‬هل والترمذي‪،‬هل وابن حبان )‪،(1/289‬هل والحاكما )‪ (1/89‬مصيحح ا من حديث أبي‬
‫الدرداء‪،‬هل وحسإنه حمزة الكناني‪،‬هل وضعفه غيره بالضطراب في سإنده‪،‬هل لكن له شواهد‬
‫يتقوى بها(‪.‬اهـ‪ .‬ولما أجده عند الحاكما من حديث أبي الدرداء‪،‬هل ومدار الحديث على‬
‫داود بن جميل‪،‬هل عن كثير بن قيس‪،‬هل وهما مجهولن‪،‬هل وقد أخأرجه أبو داود )‪(3642‬‬
‫من طريق أخأرى عن أبي الدرداء بسإند حسإن‪،‬هل وقد ذكره ابن عبد البر في »جامع‬
‫بيان العلما« ص)‪ (63‬وتكلما عليه‪،‬هل فراجعه إن شئت‪.‬‬

‫ذكر السإخأاوي في »الجواهر والدرر« )‪ (2/661‬أنه لخأصه من »اللماما«‬ ‫ـ]‪[7‬‬


‫لبن دقيق العيد )ما ‪ (702‬وزاد عليه كثي ارا‪.‬اهـ‪ .‬قلت‪ :‬التشابه بين الكتابين واضح‬
‫جداا‪،‬هل إل في أمور واضحة لمن يتأمل في الكتابين‪،‬هل ولعل المراد بالزيادة‪ :‬الحاديث‬
‫الضعيفة التي أضافها الحافظ إلى كتابه‪،‬هل وليسإت في »اللماما« مع أن في‬
‫»البلوغ« ـ أيض ا ـ أحاديث صحيحة زيادة على ما في »اللماما«‪،‬هل ولعلك أخأي‬
‫القارئ تقارنه ـ أيضا ـ بـ »المحرر« لبن عبد الهادي )ما ‪.(744‬‬

‫»القاموس« )‪ 1/316‬ترتيبه(‪.‬‬ ‫ـ]‪[8‬‬

‫انظر‪» :‬القاموس« )‪.(2/416‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 406‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»القاموس« )‪.(4/567‬‬ ‫ـ]‪[9‬‬

‫ـ]‪ [10‬على ما اخأتاره جمع من المحدثين‪،‬هل منهما الحاكما‪،‬هل فإنه قال )‪:(3/507‬‬
‫)إنه أصحها( ومنهما ابن عبد البر في »السإتيعاب« )‪،(12/172‬هل واخأتاره النووي‪.‬‬

‫ـ]‪ [11‬انظر‪» :‬تذكرة الحفاظ« )‪،(1/32‬هل »الصابة« )‪.(12/63‬‬

‫ـ]‪» [12‬الثقات« )‪.(5/410‬‬

‫»الثقات« )‪.(6/364‬‬

‫ـ]‪» [13‬العلل الكبير« )‪.(1/135‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(10/230‬‬

‫ـ]‪» [14‬التمهيد« )‪،(16/218‬هل وانظر‪» :‬السإتذكار« )‪.(2/98‬‬

‫ـ]‪» [15‬سإنن الدارمي« )‪.(1/151‬‬

‫»عارضة الحوذي« )‪.(1/151‬‬

‫ـ]‪» [16‬السإتيعاب« )‪،(11/283‬هل »الصابة« )‪.(11/165‬‬

‫ـ]‪» [17‬الثقات« )‪.(5/71‬‬

‫»تهذيب الكمال« )‪.(19/84‬‬

‫ـ]‪» [18‬المحلى« )‪،(1/155‬هل »التلخأيص« )‪.(1/124‬‬

‫ـ]‪» [19‬جامع الترمذي« )‪.(1/96‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/83‬‬

‫ـ]‪» [20‬المنهل العذب المورود« )‪.(1/233‬‬

‫انظر‪» :‬معالما السإنن« )‪.(1/73‬‬

‫ـ]‪» [21‬المجموع« )‪.(1/85‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 407‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ـ]‪» [22‬السإتيعاب« )‪،(11/131‬هل »الصابة« )‪.(5/133‬‬

‫ـ]‪» [23‬تهذيب التهذيب« )‪.(3/240‬‬

‫ـ]‪» [24‬سإنن الدارقطني« )‪.(1/29‬‬

‫»اخأتلف الحديث« ص)‪.(108‬‬

‫ـ]‪» [25‬المجموع« )‪.(1/110‬‬

‫ـ]‪» [26‬مصباح الزجاجة« ص)‪.(107‬‬

‫ـ]‪» [27‬العلل« )‪.(1/44‬‬

‫ـ]‪» [28‬الوسإط« )‪.(1/260‬‬

‫»السإنن الكبرى« )‪.(1/260‬‬

‫ـ]‪» [29‬الفصاح« )‪.(1/58‬‬

‫ـ]‪ [30‬انظر‪» :‬الفتاوى« )‪،(19/236‬هل »الدرر السإنية« )‪ 1/69‬ـ ‪،(70‬هل‬


‫»المخأتارات الجلية« ص)‪،(7‬هل »فتاوى ابن إبراهيما« )‪.(2/27‬‬

‫ـ]‪» [31‬السإتيعاب« )‪،(6/308‬هل »تذكرة الحفاظ« )‪،(1/37‬هل »الصابة« )‬


‫‪.(6/167‬‬

‫ـ]‪» [32‬معالما السإنن« )‪.(1/58‬‬

‫»التمهيد« )‪.(1/329‬‬

‫ـ]‪» [33‬أحكاما القران« )‪،(3/1425‬هل »عارضة الحوذي« )‪.(1/84‬‬

‫ـ]‪» [34‬مصباح الزجاجة« )‪.(1/206‬‬

‫»العلل« )‪.(1/244‬‬

‫ـ]‪» [35‬نصب الراية« )‪.(1/16‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 408‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ـ]‪» [36‬الخألفيات« )‪،(3/145‬هل الدارقطني )‪،(1/17‬هل وانظر‪» :‬جزء في‬


‫تصحيح حديث القلتين« للعلئي‪.‬‬

‫ـ]‪» [37‬الطهور« ص)‪.(239‬‬

‫ـ]‪» [38‬الما« )‪،(1/18‬هل »اليضاح والتبيان« ص)‪ 79‬ـ ‪،(80‬هل »مجلة البحوث‬
‫السإلمية« عدد )‪ (59‬ص)‪.(184‬‬

‫ـ]‪ [39‬انظر‪» :‬التمهيد« )‪،(24/17‬هل »إعلما الموقعين« )‪،(1/391‬هل »مخأتصر‬


‫الفتاوى السإعدية« ص)‪،(11‬هل »فتاوى ابن باز« )‪.(10/15‬‬

‫ـ]‪ [40‬انظر‪» :‬شواهد التوضيح« ص)‪.(164‬‬

‫ـ]‪ [41‬أخأرجه مسإلما )‪.(281‬‬

‫ـ]‪» [42‬شرح العمدة« )‪.(1/127‬‬

‫ـ]‪» [43‬المغني« )‪.(1/39‬‬

‫ـ]‪ [44‬أخأرجه النسإائي )‪،(1/49‬هل وأحمد )‪،(16/248‬هل وابن حبان )‪،4/60‬هل ‪،(61‬هل‬
‫من طريق عوف العرابي‪،‬هل عن محمد بن سإيرين‪،‬هل عن أبي هريرة‪،‬هل به‪،‬هل وهو حديث‬
‫صحيح له طرق كثيرة‪،‬هل منها ما تقدما في هذا الباب‪ .‬انظر‪» :‬بذل الحسإان بتقريب‬
‫سإنن النسإائي أبي عبد الرحمن« )‪.(2/173‬‬

‫ـ]‪» [45‬فتح الباري« )‪.(1/300‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(3/166‬‬

‫ـ]‪ [46‬أخأرجه أبو داود )‪،(82‬هل والترمذي )‪،(64‬هل وابن ماجه )‪،(373‬هل وأحمد )‬
‫‪،(34/254‬هل وحسإنه الترمذي‪.‬‬

‫ـ]‪ [47‬أخأرجه أحمد )‪ 5/159‬ـ ‪،(160‬هل وابن أبي شيبة )‪ 12/111‬ـ ‪(112‬‬
‫وغيرهما‪،‬هل إواسإناده صحيح‪،‬هل وهو في الصحيحين مخأتص ارا‪،‬هل »فتح الباري« )‬
‫‪.(1/244‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 409‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ـ]‪» [48‬السإتيعاب« )‪،(6/258‬هل »تذكرة الحفاظ« )‪،(1/40‬هل »الصابة« )‬


‫‪.(6/130‬‬

‫ـ]‪» [49‬المفهما« )‪.(1/584‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/300‬‬

‫ـ]‪» [50‬تهذيب التهذيب« )‪.(4/205‬‬

‫ـ]‪ [51‬رواه ابن سإعد في »الطبقات« )‪ (8/138‬وقال الحافظ في »الصابة« )‬


‫‪) :(13/140‬هذا سإند صحيح(‪.‬‬

‫ـ]‪» [52‬حاشية السإندي على النسإائي« )‪.(1/173‬‬

‫ـ]‪» [53‬السإتذكار« )‪.(2/129‬‬

‫ـ]‪ [54‬انظر‪» :‬التمهيد« )‪،(18/273‬هل »موسإوعة أحكاما الطهارة« للدبيان )‬


‫‪.(1/363‬‬

‫ـ]‪ [55‬انظر‪» :‬الطهور« ص)‪.(270‬‬

‫ـ]‪ [56‬في هذه المسإألة بحث سإيأتي ـ إن شاء ال ـ في أول كتاب »الصيد«‪.‬‬

‫ـ]‪» [57‬شرح العمدة« )‪.(1/145‬‬

‫»التمهيد« )‪.(18/266‬‬

‫ـ]‪» [58‬شرح العمدة« )‪.(1/155‬‬

‫»المغني« )‪.(1/73‬‬

‫ـ]‪» [59‬التلخأيص« )‪.(1/36‬‬

‫ـ]‪ [60‬أخأرجه البخأاري )‪،(277‬هل ومسإلما )‪،(291‬هل وسإيأتي الكلما عليه برقما )‪.(30‬‬

‫ـ]‪» [61‬المجموع« )‪،(2/586‬هل وقد وصف هذا القول في »روضة الطالبين« )‬


‫‪ (1/32‬بأنه وجه شاذ في مذهب الشافعية‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 410‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ـ]‪» [62‬السإيل الجرار« )‪.(1/37‬‬

‫ـ]‪ [63‬انظر‪» :‬طرح التثريب« )‪.(2/122‬‬

‫ـ]‪» [64‬شرح النووي على صحيح مسإلما« )‪،(3/189‬هل »نهاية المحتاج« )‬


‫‪،(1/236‬هل »النصاف« )‪.(1/310‬‬

‫ـ]‪ [65‬انظر‪» :‬الحكاما« لبن دقيق العيد )‪ 1/161‬ـ ‪.(162‬‬

‫ـ]‪» [66‬السإنن« )‪.(1/241‬‬

‫»شرح معاني الثار« )‪.(1/21‬‬

‫ـ]‪» [67‬شرح العمدة« لبن الملقن )‪،(1/308‬هل »طرح التثريب« )‪ 2/129‬ـ‬


‫‪.(130‬‬

‫ـ]‪ [68‬انظر‪» :‬البدر المنير« )‪.(2/330‬‬

‫ـ]‪» [69‬سإنن النسإائي« )‪.(1/53‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/331‬‬

‫ـ]‪» [70‬طرح التثريب« )‪.(2/121‬‬

‫»سإنن الدارقطني« )‪.(1/64‬‬

‫ـ]‪» [71‬صحيح ابن خأزيمة« )‪.(98‬‬

‫ـ]‪» [72‬شرح العمدة« )‪،(1/306‬هل »البدر المنير« )‪.(2/325‬‬

‫ـ]‪» [73‬المطلع« ص)‪.(40‬‬

‫»المصباح المنير« )‪.(295‬‬

‫ـ]‪» [74‬المجموع« )‪.(1/172‬‬

‫برقما )‪.(1807‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 411‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ـ]‪ [75‬برقما )‪.(681‬‬

‫ـ]‪» [76‬السإتيعاب« )‪،(12/88‬هل »الصابة« )‪.(11/302‬‬

‫ـ]‪» [77‬التلخأيص« )‪.(1/54‬‬

‫»العلل« )‪.(6/160‬‬

‫ـ]‪» [78‬البدر المنير« )‪.(2/342‬‬

‫ـ]‪ [79‬أخأرجه أبو داود )‪،(5036‬هل والترمذي )‪.(2744‬‬

‫ـ]‪ [80‬انظر‪» :‬البدر المنير« )‪.(2/344‬‬

‫»الثقات« )‪.(6/250‬‬

‫ـ]‪ [81‬انظر‪» :‬البدر المنير« )‪ 2/345‬ـ ‪،(346‬هل »الثقات« )‪،(3/357‬هل‬


‫»الطبقات« )‪.(8/351‬‬

‫ـ]‪» [82‬المصباح المنير« ص)‪.(637‬‬

‫ـ]‪» [83‬المغني« )‪.(1/11‬‬

‫ـ]‪» [84‬السإتيعاب« )‪،(1/205‬هل »تذكرة الحفاظ« )‪،(1/44‬هل »الصابة« )‬


‫‪.(1/112‬‬

‫ـ]‪ [85‬انظر‪» :‬المغني في تصريف الفعال« )‪ 96‬ـ ‪.(97‬‬

‫ـ]‪» [86‬سإنن أبي داود« )‪.(381‬‬

‫ـ]‪ [87‬بدائع الصنائع )‪،(1/85‬هل »الفتاوى« )‪.(21/479‬‬

‫ـ]‪» [88‬إغاثة اللهفان« )‪.(1/150‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(174‬‬


‫ـ]‪» [89‬تهذيب التهذيب« )‪،(6/161‬هل والحلس‪ :‬جمع دحنل ل‬
‫س‪،‬هل وهو كل ما ولي‬
‫ظهر الدابة تحت الرحل‪،‬هل وبسإاط يوضع تحت كريما المتاع‪،‬هل ويقال‪ :‬هو حلس بيته‪:‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 412‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫ل يبرحه‪،‬هل وهو من أحلس البلد‪ :‬ل يفارقها‪ .‬انظر‪» :‬المعجما الوسإيط« ص)‬
‫‪.(192‬‬

‫ـ]‪» [90‬شرح عمدة الحكاما« لبن الملقن )‪،(2/159‬هل وانظر‪» :‬التعليق المغني«‬
‫)‪.(4/272‬‬

‫ـ]‪» [91‬زاد المعاد« )‪.(3/392‬‬

‫ـ]‪ [92‬أخأرجه ابن جرير في »تفسإيره« )‪.(11/61‬‬

‫ـ]‪ [93‬أخأرجه البخأاري )‪،(4362‬هل ومسإلما )‪.(1935‬‬

‫ـ]‪ [94‬انظر‪» :‬الصابة في صحة حديث الذبابة«‪،‬هل للدكتور‪ :‬خأليل إبراهيما مل‬
‫خأاطر‪.‬‬

‫ـ]‪» [95‬الصحاح« )‪.(1/126‬‬

‫»حياة الحيوان الكبرى« )‪.(1/352‬‬

‫ـ]‪» [96‬فتح الباري« )‪.(10/250‬‬

‫ـ]‪» [97‬فتح الباري« )‪.(10/251‬‬

‫ـ]‪» [98‬الوسإط« )‪ 1/282‬ـ ‪.(283‬‬

‫»المجموع« )‪ 1/129‬ـ ‪.(131‬‬

‫ـ]‪ [99‬انظر‪» :‬الصابة في صحة حديث الذبابة« ص)‪.(161‬‬

‫»الصابة« )‪.(12/88‬‬ ‫ـ]‪[100‬‬

‫انظر‪» :‬الضعفاء« ص)‪،(243‬هل وفي رواية أخأرى عن ابن معين‬ ‫ـ]‪[101‬‬


‫أنه قال‪) :‬ليس بذاك القوي(‪ .‬انظر‪» :‬من كلما أبي زكريا يحيى بن معين« ص)‬
‫‪.(107‬‬

‫انظر‪» :‬تهذيب التهذيب« )‪.(6/187‬‬ ‫ـ]‪[102‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 413‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»الضعفاء« ص)‪.(213‬‬

‫انظر‪» :‬غاية المراما« لللباني ص)‪.(41‬‬ ‫ـ]‪[103‬‬

‫»غاية المراما« ص)‪.(43‬‬

‫»المطلع« ص)‪.(10‬‬ ‫ـ]‪[104‬‬

‫»مجموع الفتاوى« )‪.(21/98‬‬

‫»صحيح مسإلما« )‪.(1787‬‬ ‫ـ]‪[105‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(4065‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(2/318‬هل »الصابة« )‪،2/223‬هل ‪.(246‬‬ ‫ـ]‪[106‬‬

‫نقله في »اللسإان« عن الكسإائي‪.‬‬ ‫ـ]‪[107‬‬

‫الحديث أصله في »الصحيحين«‪،‬هل لكن انفرد مسإلما بهذه الزيادة )‬ ‫ـ]‪[108‬‬


‫‪.(2066‬‬

‫أخأرجه النسإائي في »الكبرى« )‪،(6/300‬هل قال الحافظ في »فتح‬ ‫ـ]‪[109‬‬


‫الباري« )‪) :(10/97‬بسإند قوي(‪.‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(4/351‬‬ ‫ـ]‪[110‬‬

‫»اقتضاء الصراط المسإتقيما« )‪.(1/322‬‬ ‫ـ]‪[111‬‬

‫أخأرجه الدارقطني )‪،(1/40‬هل والبيهقي )‪،(1/28‬هل وقال الدارقطني‪:‬‬ ‫ـ]‪[112‬‬


‫)إسإناده حسإن(‪ .‬وحلسإن إسإناده الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحما ال الجميع ـ‪،‬هل وقال‬
‫الحافظ في »فتح الباري« )‪) :(10/101‬هذا معلول بجهالة حال إبراهيما بن عبد‬
‫ال بن مطيع وولده‪ (..‬ويحيى‪،‬هل قال البخأاري عنه‪) :‬يتكلمون فيه(‪،‬هل وذكره ابن حبان‬
‫في »الثقات« )‪،(9/259‬هل وقال‪) :‬عينغدرب(‪،‬هل وقال ابن عدي في »الكامل« )‬
‫‪) :(7/226‬وليس بحديثه بأس(‪ .‬وأورد الذهبي هذا الحديث في »الميزان« )‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 414‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫‪ (4/406‬في ترجمة يحيى‪،‬هل وقال‪) :‬هذا حديث منكر‪،‬هل أخأرجه الدارقطني‪،‬هل وزكريا‬
‫ليس بالمشهور(‪.‬‬

‫»المفهما« )‪.(5/345‬‬ ‫ـ]‪[113‬‬

‫ذكر الحافظ هذا القول ولما ينسإبه لحد‪» .‬فتح الباري« )‪.(10/97‬‬ ‫ـ]‪[114‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/49‬‬ ‫ـ]‪[115‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/83‬‬

‫»الشرح الممتع« )‪.(1/62‬‬ ‫ـ]‪[116‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(5896‬هل والمخأضب ـ بكسإر الميما ـ إناء‪،‬هل والجلجل‬ ‫ـ]‪[117‬‬


‫ـ بجيمين مضمومتين ـ‪ :‬هو شبه الجرس‪،‬هل تنزع منه الحصاة التي تتحرك‪،‬هل فيوضع‬
‫فيه ما يحتاج إلى صيانته‪»] .‬فتح الباري« )‪.[(10/353‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/83‬‬ ‫ـ]‪[118‬‬

‫انظر‪» :‬الجوبة النافعة« ص)‪.(92‬‬ ‫ـ]‪[119‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(10/353‬‬

‫رقما )‪.(918‬‬ ‫ـ]‪[120‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(13/172‬هل »الصابة« )‪.(13/161‬‬ ‫ـ]‪[121‬‬

‫ذكر الحافظ في »فتح الباري« )‪ (10/98‬أنه ثقة‪،‬هل ليس له في‬ ‫ـ]‪[122‬‬


‫البخأاري إل هذا الحديث‪.‬‬

‫انظر‪ :‬شرح الحديث »العاشر« من باب »المياه«‪.‬‬ ‫ـ]‪[123‬‬

‫رقما )‪.(2) (2065‬‬ ‫ـ]‪[124‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/218‬‬ ‫ـ]‪[125‬‬

‫»الصابة« )‪.(4/234‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 415‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»الثقات« )‪.(4/119‬‬ ‫ـ]‪[126‬‬

‫»الميزان« )‪.(1/427‬‬

‫»تهذيب الكمال« )‪.(5/165‬‬ ‫ـ]‪[127‬‬

‫»العلل الكبير« )‪.(2/725‬‬ ‫ـ]‪[128‬‬

‫»تاريخ الثقات« ص)‪.(525‬‬

‫»الميزان« )‪.(4/608‬‬ ‫ـ]‪[129‬‬

‫»صحيح سإنن أبي داود« )‪.(2/777‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(5531‬هل ومسإلما )‪ (363‬ولفظه‪» :‬هل أخأذتما‬ ‫ـ]‪[130‬‬


‫إهابها فدبغتموه‪،‬هل فانتفعتما به‪.«..‬‬

‫»سإنن أبي داود« )‪.(4/67‬‬ ‫ـ]‪[131‬‬

‫»الزاهر« ص)‪.(99‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(10/301‬‬ ‫ـ]‪[132‬‬

‫»المجموع« )‪،1/79‬هل ‪.(214‬‬

‫»حاشية السإندي على سإنن النسإائي« )‪.(7/175‬‬ ‫ـ]‪[133‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/78‬‬ ‫ـ]‪[134‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(21/95‬‬

‫»المخأتارات الجلية« ص)‪.(11‬‬ ‫ـ]‪[135‬‬

‫»شرح النووي على صحيح مسإلما« )‪.(3/292‬‬ ‫ـ]‪[136‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(52‬هل ومسإلما )‪.(1599‬‬ ‫ـ]‪[137‬‬

‫أخأرجه الترمذي )‪،(2518‬هل والنسإائي )‪،(8/327‬هل إواسإناده صحيح‪.‬‬ ‫ـ]‪[138‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 416‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(4131‬هل والنسإائي )‪ (7/176‬من طريق بقية بن‬ ‫ـ]‪[139‬‬
‫الوليد‪،‬هل عن بحير بن سإعد‪،‬هل وهو حديث صحيح‪،‬هل له طرق وشواهد يتقوى بها‪،‬هل وبقية‬
‫صرح بالتحديث عند أحمد )‪ 28/421‬ـ ‪ (422‬لكنه في بقية السإناد عنعنه‪.‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(4128‬هل والترمذي )‪،(1729‬هل والنسإائي )‬ ‫ـ]‪[140‬‬


‫‪،(7/175‬هل وابن ماجه )‪،(3613‬هل وأحمد )‪ 31/74‬ـ ‪.(75‬‬

‫»النصاف« )‪.(1/86‬‬ ‫ـ]‪[141‬‬

‫»التاريخ الكبير« )‪،(5/39‬هل ومثله قال أبو حاتما فيما نقله عنه ابنه‬ ‫ـ]‪[142‬‬
‫في »الجرح والتعديل« )‪.(5/121‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(9/659‬‬ ‫ـ]‪[143‬‬

‫»العتبار« ص)‪.(118‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(6686‬‬ ‫ـ]‪[144‬‬

‫انظر‪» :‬الصابة« )‪.(11/54‬‬ ‫ـ]‪[145‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(9/606‬‬

‫»سإنن أبي داود« )‪.(3839‬‬ ‫ـ]‪[146‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(9/19‬هل »الصابة« )‪.(7/155‬‬ ‫ـ]‪[147‬‬

‫بفتح العين والزاي‪،‬هل واللما يجوز كسإرها وفتحها‪،‬هل جمع عزلء‪،‬هل وهي‬ ‫ـ]‪[148‬‬
‫مص ل‬
‫ب الماء من الراوية‪،‬هل ولكل مزادة عزلوان من أسإفلها‪» .‬فتح الباري« )‬
‫‪.(1/452‬‬

‫بكسإر المهملة‪،‬هل البيات المجتمعة من الناس‪.‬‬ ‫ـ]‪[149‬‬

‫»إرواء الغليل« )‪.(1/74‬‬ ‫ـ]‪[150‬‬

‫انظر‪» :‬نيل الوطار« )‪.(1/88‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 417‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»اللماما« رقما )‪.(16‬‬ ‫ـ]‪[151‬‬

‫»صحيح البخأاري« )‪.(3571‬‬ ‫ـ]‪[152‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/453‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(5638‬‬ ‫ـ]‪[153‬‬

‫انظر‪ :‬شرح الحديث السإادس عشر‪.‬‬ ‫ـ]‪[154‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/86‬‬

‫»الدراري المضيية« )‪،1/19‬هل ‪.(20‬‬ ‫ـ]‪[155‬‬

‫»شرح فتح القدير« )‪،(9/28‬هل »نهاية المحتاج« )‪،(1/217‬هل‬ ‫ـ]‪[156‬‬


‫»المبدع« )‪،(1/320‬هل »الخأرشي على مخأتصر خأليل« )‪،(1/84‬هل »المحلى« )‬
‫‪.(1/191‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(34/204‬‬ ‫ـ]‪[157‬‬

‫»أضواء البيان« )‪.(2/127‬‬

‫»الجامع لحكاما القران« )‪،6/288‬هل ‪،(289‬هل »المجموع« )‬ ‫ـ]‪[158‬‬


‫‪.(2/563‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/62‬‬ ‫ـ]‪[159‬‬

‫»السإيل الجرار« )‪.(1/35‬‬

‫تعليقه على »المحلى« )‪.(1/192‬‬ ‫ـ]‪[160‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(2464‬‬ ‫ـ]‪[161‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(2052‬‬ ‫ـ]‪[162‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(3/316‬‬ ‫ـ]‪[163‬‬

‫»المسإند« )‪.(20/375‬‬ ‫ـ]‪[164‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 418‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»الصابة« )‪.(4/55‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(16‬هل ومسإلما )‪.(43‬‬ ‫ـ]‪[165‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(870‬‬ ‫ـ]‪[166‬‬

‫»شرح النووي على صحيح مسإلما« )‪.(5/409‬‬ ‫ـ]‪[167‬‬

‫»تيسإير العزيز الحميد« ص)‪.(478‬‬ ‫ـ]‪[168‬‬

‫»شرح السإيوطي على سإنن النسإائي« )‪.(6/92‬‬ ‫ـ]‪[169‬‬

‫»المفهما« )‪.(2/511‬‬ ‫ـ]‪[170‬‬

‫»المغني« )‪.(1/68‬‬ ‫ـ]‪[171‬‬

‫»النصاف« )‪.(1/342‬‬

‫انظر‪» :‬بدائع الفوائد« )‪ 271‬ـ ‪.(272‬‬ ‫ـ]‪[172‬‬

‫»الصابة« )‪.(7/104‬‬ ‫ـ]‪[173‬‬

‫أخأرجه ابن ماجه )‪،(2714‬هل والدارقطني )‪،(4/70‬هل والبيهقي )‬ ‫ـ]‪[174‬‬


‫‪ (6/215‬وقال ابن التركماني‪) :‬هذا سإند جيد(‪،‬هل وقال البوصيري في »الزوائد« )‬
‫‪) :(2/368‬وهذا إسإناد صحيح ورجاله ثقات(‪،‬هل وقد تكلما اللباني في »إرواء‬
‫الغليل« )‪ (6/87‬عن الحديث‪،‬هل وذكر شواهده وخألرجها‪.‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(1661‬هل ومسإلما )‪.(1123‬‬ ‫ـ]‪[175‬‬

‫»تهذيب مخأتصر السإنن« )‪،(3/394‬هل »فتح الباري« )‪.(3/513‬‬ ‫ـ]‪[176‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(2567‬هل ويحيى بن عمرو ثقة‪،‬هل وأبو مريما‪ :‬قال‬ ‫ـ]‪[177‬‬
‫عنه العجلي في »الثقات« ص)‪) :(510‬شامي تابعي ثقة( فالحديث صحيح‪،‬هل كما‬
‫ذكر اللباني في »الصحيحة« رقما )‪.(22‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(360‬‬ ‫ـ]‪[178‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 419‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(3/289‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(233‬هل ومسإلما )‪.(1671‬‬ ‫ـ]‪[179‬‬

‫أخأـرجه أبـو داود )‪،(184‬هل والـتـرمـذي )‪،(81‬هل وابـن مـاجـه )‪،(494‬هل‬ ‫ـ]‪[180‬‬
‫وأحمد )‪ 30/509‬ـ ‪،(510‬هل إواسإناده صحيح‪.‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(5133‬هل ومسإلما )‪.(2438‬‬ ‫ـ]‪[181‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(3770‬هل ومسإلما )‪.(2446‬‬ ‫ـ]‪[182‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(3775‬‬ ‫ـ]‪[183‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(13/84‬هل »الصابة« )‪،(13/39‬هل »فتح الباري«‬ ‫ـ]‪[184‬‬


‫)‪.(7/107‬‬

‫»صحيح ابن خأزيمة« )‪.(1/147‬‬ ‫ـ]‪[185‬‬

‫»مغني المحتاج« )‪ 1/89‬ـ ‪،(80‬هل »المبدع« )‪،(1/338‬هل‬ ‫ـ]‪[186‬‬


‫»النصاف« )‪.(1/340‬‬

‫»بدائع الصنائع« )‪ 1/60‬ـ ‪،(61‬هل »حاشية الدسإوقي« )‪ 1/51‬ـ‬ ‫ـ]‪[187‬‬


‫‪.(52‬‬

‫»العلما بفوائد عمدة الحكاما« )‪،(1/78‬هل »فتح الباري« )‬ ‫ـ]‪[188‬‬


‫‪.(1/332‬‬

‫أخأرجه ابن خأزيمة )‪،(1/149‬هل إواسإناده حسإن‪.‬‬ ‫ـ]‪[189‬‬

‫»بدائع الفوائد« )‪.(3/123‬‬ ‫ـ]‪[190‬‬

‫أخأرجه الدارقطني )‪ .(1/124‬وقال‪) :‬لما يرفعه غير إسإحاق‬ ‫ـ]‪[191‬‬


‫الزرق(‪،‬هل ورواه البيهقي في »السإنن الكبرى« )‪ (1/418‬عن ابن عباس موقوفاا‪،‬هل‬
‫وقال‪) :‬هذا هو الصحيح(‪،‬هل لكن قال ابن الجوزي في »التحقيق« )‪:(1/105‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 420‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫)واسإحاق إماما مخأرج له في الصحيحين‪،‬هل ورفعه زيادة‪،‬هل والزيادة من الثقة مقبولة‪،‬هل‬


‫إ‬
‫ومن وقفه لما يحفظ(‪ .‬وهكذا قال المجد ابن تيمية في »المنتقى«‪،‬هل لكن تعقبه حفيده‬
‫شيخ السإلما ابن تيمية‪،‬هل فراجع »الفتاوى« )‪.(21/590‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(11/311‬هل »الصابة« )‪،(11/179‬هل »تهذيب‬ ‫ـ]‪[192‬‬


‫التهذيب« )‪.(12/131‬‬

‫»السإنن الكبرى« )‪،(2/416‬هل واسإتعمال مصطلح )الحسإن( عند‬ ‫ـ]‪[193‬‬


‫البخأاري موضع خألف بين أهل العلما في معناه‪،‬هل وقد حقق بعض الباحثين بعد‬
‫السإتقراء والدراسإة لما حسإنه البخأاري أو نقله عن الترمذي أن ما صرح البخأاري‬
‫بتحسإينه فالمراد به‪ :‬الحديث المحفوظ الثابت الذي يرويه الثقة أو الراوي المتكلما‬
‫فيه‪،‬هل إذا علما أن ذلك الحديث من صحيح حديثه الذي حفظه وأتقن ضبطه‪،‬هل أما ما‬
‫حكما بصيغة )أحسإن( فإن المراد يتضح من سإياق الكلما‪،‬هل والبخأاري اسإتعملها مرة‬
‫بمعنى أقل الضعيف‪،‬هل ومرة بمعنى الحديث الرجح‪،‬هل أي‪ :‬الشبه بالصواب‪،‬هل وأما ما‬
‫لما يصرح البخأاري بتحسإينه‪،‬هل ولكن الترمذي نقل عنه ذلك‪،‬هل فهذا مما نقله الترمذي‬
‫بحسإب فهمه‪،‬هل ويحتاج إلى تأمل؛ لنه يطرقه احتمالت عديدة‪ .‬انظر‪» :‬الحديث‬
‫الحسإن« للدكتور‪ :‬خأالد الدريس )‪.(2/686‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(378‬هل والترمذي )‪،(2/509‬هل وابن ماجه )‬ ‫ـ]‪[194‬‬


‫‪،(525‬هل وأحمد )‪،2/7‬هل ‪،(151‬هل وقال الترمذي‪) :‬حديث حسإن صحيح(‪.‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(375‬هل وابن ماجه )‪،(522‬هل وأخأرجه أحمد )‬ ‫ـ]‪[195‬‬
‫‪ 44/445‬ـ ‪ (446‬بأسإانيد ثلثة عنها‪،‬هل اثنان منها صحيحان‪،‬هل والثالث حسإن‪،‬هل وبه‬
‫أخأرجه أبو داود وابن ماجه‪،‬هل وصححه الحاكما )‪ (1/166‬ووافقه الذهبي‪،‬هل قاله‬
‫اللباني في تخأريج »المشكاة« )‪،(1/156‬هل وقال البيهقي في »السإنن« )‬
‫‪) :(21/416‬والحاديث المسإندة في الفرق بين بول الغلما والجارية في هذا الباب‬
‫إذا ضما بعضها إلى بعض قويت‪.(..‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 421‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(223‬هل ومسإلما )‪.(287‬‬ ‫ـ]‪[196‬‬

‫»إعلما الموقعين« )‪.(2/59‬‬ ‫ـ]‪[197‬‬

‫»سإنن ابن ماجه« )‪.(1/175‬‬

‫»العلما بفوائد عمدة الحكاما« )‪.(1/686‬‬ ‫ـ]‪[198‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(3/199‬‬ ‫ـ]‪[199‬‬

‫السإفرة‪ :‬طعاما يصنع للمسإافر‪،‬هل وتطلق على الجلدة التي يوعى فيها‬ ‫ـ]‪[200‬‬
‫الطعاما مجا ازا‪.‬‬

‫»الطبقات« )‪.(8/250‬‬ ‫ـ]‪[201‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(12/195‬هل »الصابة« )‪،(12/114) (6/83‬هل‬ ‫ـ]‪[202‬‬


‫»تهذيب التهذيب« )‪.(12/426‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/410‬‬ ‫ـ]‪[203‬‬

‫»صحيح ابن خأزيمة« )‪.(1/140‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(308‬‬ ‫ـ]‪[204‬‬

‫»شرح ابن بطال« )‪ 1/435‬ـ ‪.(436‬‬ ‫ـ]‪[205‬‬

‫المصدر السإابق‪.‬‬

‫»الما« )‪.(1/85‬‬ ‫ـ]‪[206‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/330‬‬

‫انظر‪» :‬الشرح الكبير« )‪ 2/317‬ـ ‪،(318‬هل »تصحيح الفروع« )‬ ‫ـ]‪[207‬‬


‫‪.(1/254‬‬

‫»مراتب الجماع« ص)‪،(19‬هل »السإتذكار« )‪،(3/204‬هل »بداية‬ ‫ـ]‪[208‬‬


‫المجتهد« )‪،(1/199‬هل »شرح مسإلما« )‪،(3/204‬هل »عمدة القارئ« )‪.(3/18‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 422‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»شرح العمدة« )‪،(1/105‬هل »الفروع« )‪.(1/253‬‬ ‫ـ]‪[209‬‬

‫»تفسإير الطبري« )‪.(12/194‬‬ ‫ـ]‪[210‬‬

‫»الدراري المضيية« )‪.(1/25‬‬

‫»الروضة الندية« ص)‪.(18‬‬ ‫ـ]‪[211‬‬

‫»السإلسإلة الصحيحة«‪،‬هل رقما الحديث )‪،(300‬هل »تماما المنة« ص)‬ ‫ـ]‪[212‬‬


‫‪،(50‬هل »الشرح الممتع« )‪.(1/374‬‬

‫أخأرجه مطولا أبو داود )‪،(198‬هل وأحمد )‪ 23/51‬ـ ‪،53‬هل ‪ 151‬ـ‬ ‫ـ]‪[213‬‬
‫‪ (153‬من طريق محمد بن إسإحاق‪،‬هل حدثني صدقة بن يسإار‪،‬هل عن علقمة بن‬
‫جابر‪،‬هل عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما‪ .‬وعيلقه البخأاري مخأتص ار بصيغة‬
‫التمريض في كتاب »الوضوء« )‪» 1/280‬فتح«( وسإنده ضعيف‪،‬هل لجهالة عقيل‬
‫بن جابر‪،‬هل وفي متنه نكارة‪.‬‬

‫أخأرجه عبد الرزاق )‪،(1/125‬هل وابن أبي شيبة )‪،(1/392‬هل وابن‬ ‫ـ]‪[214‬‬
‫المنذر )‪،(2/156‬هل وسإنده صحيح‪.‬‬

‫أخأرجه ابن أبي شيبة )‪ (1/138‬ومن طريقه البيهقي )‪(1/151‬‬ ‫ـ]‪[215‬‬


‫بسإند صحيح‪،‬هل كما في »فتح الباري« )‪.(1/282‬‬

‫أخأرجه عبد الرزاق )‪،(1/158‬هل وابن أبي شيبة )‪،(1/124‬هل وابن‬ ‫ـ]‪[216‬‬
‫المنذر )‪ (2/172‬عن الثوري وابن عيينة‪،‬هل عن عطاء‪،‬هل قال الحافظ‪) :‬سإفيان سإمع‬
‫من عطاء قبل اخأتلطه‪،‬هل فالسإناد صحيح(‪» .‬فتح الباري« )‪.(1/282‬‬

‫انظر‪» :‬الفتاوى« )‪،21/16‬هل ‪.(542‬‬ ‫ـ]‪[217‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(156‬هل وابن ماجه )‪ (314‬واللفظ له‪.‬‬ ‫ـ]‪[218‬‬

‫انظر‪» :‬فتاوى ابن باز« )‪،(10/403‬هل »فتاوى ابن عثيمين« )‬ ‫ـ]‪[219‬‬


‫‪.(11/267‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 423‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»المجموع« )‪،(1/92‬هل »الخأرشي على مخأتصر خأليل« )‬ ‫ـ]‪[220‬‬


‫‪،(1/62‬هل »النصاف« )‪.(1/309‬‬

‫»حاشية ابن عابدين« )‪،(1/309‬هل »مجموع الفتاوى« )‬ ‫ـ]‪[221‬‬


‫‪.(21/475‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(383‬هل وصححه اللباني في »حجاب المرأة‬ ‫ـ]‪[222‬‬


‫المسإلمة« ص)‪.(37‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(5/329‬‬ ‫ـ]‪[223‬‬

‫انظر‪» :‬الرواء« )‪.(1/189‬‬

‫انظر‪» :‬المجروحين« )‪ 1/505‬ـ ‪.(506‬‬ ‫ـ]‪[224‬‬

‫»تحفة الشراف« )‪.(10/395‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(1/59‬‬ ‫ـ]‪[225‬‬

‫»فتح الباري« )‪،(1/334‬هل »التلخأيص« )‪.(1/48‬‬ ‫ـ]‪[226‬‬

‫»المعجما الكبير« )‪.(24/241‬‬ ‫ـ]‪[227‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(363‬هل والنسإائي )‪،(1/154‬هل وابن ماجه )‪،(628‬هل‬ ‫ـ]‪[228‬‬
‫قال ابن القطان في »بيان الوهما واليهاما« )‪) :(1/281‬إسإناده في غاية الصحة‪،‬هل‬
‫ول أعلما له علة(‪.‬‬

‫هما داءان في المقعدة‪.‬‬ ‫ـ]‪[229‬‬

‫انظر‪» :‬أحكاما النجاسإات« )‪.(2/547‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(135‬هل ومسإلما )‪ (225‬واللفظ للبخأاري‪.‬‬ ‫ـ]‪[230‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(224‬‬ ‫ـ]‪[231‬‬

‫انظر‪» :‬اللماما« ص)‪،(87‬هل و»المحرر« )‪.(1/150‬‬ ‫ـ]‪[232‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 424‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه مسإلما بتمامه )‪،(223‬هل واللفظ المذكور للترمذي )‪،(3517‬هل‬ ‫ـ]‪[233‬‬


‫والثاني لبن ماجه )‪.(280‬‬

‫»شرح النووي على صحيح مسإلما« )‪،(3/102‬هل وانظر كلما ابن‬ ‫ـ]‪[234‬‬
‫رجب عليه في‪» :‬جامع العلوما والحكما«‪،‬هل حديث )‪.(23‬‬

‫»التمهيد« )‪.(7/194‬‬ ‫ـ]‪[235‬‬

‫»التمهيد« )‪.(7/194‬‬ ‫ـ]‪[236‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/35‬‬

‫»نظما المتناثر من الحديث المتواتر« ص)‪.(53‬‬ ‫ـ]‪[237‬‬

‫انظره‪.(1/71) :‬‬ ‫ـ]‪[238‬‬

‫»النهاية« )‪.(2/491‬‬

‫»السإنن الكبرى« )‪ 3/288‬ـ ‪.(289‬‬ ‫ـ]‪[239‬‬

‫»جمهرة اللغة« )‪.(2/857‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(3/164‬‬ ‫ـ]‪[240‬‬

‫»المجموع« )‪،(1/271‬هل »العلما بفوائد عمدة الحكاما« )‬ ‫ـ]‪[241‬‬


‫‪.(1/553‬‬

‫»المحلى« )‪.(2/218‬‬ ‫ـ]‪[242‬‬

‫»بدائع الصنائع« )‪،(1/190‬هل »حاشية العدوي« )‪.(1/183‬‬ ‫ـ]‪[243‬‬

‫»عمدة القارئ« )‪،(5/263‬هل »نهاية المحتاج« )‪،(1/178‬هل‬ ‫ـ]‪[244‬‬


‫»الفواكه الدواني« )‪،(1/153‬هل »كشاف القناع« )‪.(1/93‬‬

‫»السإواك والعناية بالسإنان« ص)‪،205‬هل ‪.(206‬‬ ‫ـ]‪[245‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 425‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه النسإائي )‪،(1/10‬هل وأحمد )‪ 40/240‬ـ ‪،(241‬هل وابن خأزيمة‬ ‫ـ]‪[246‬‬


‫)‪،(1/70‬هل والدارقطني )‪،(1/140‬هل والبيهقي )‪،(1/34‬هل من حديث عائشة رضي ال‬
‫عنها‪،‬هل وعلقه البخأاري في كتاب »الصياما« )‪» 4/158‬فتح«(‪،‬هل وسإنده حسإن‪،‬هل وله‬
‫طرق‪،‬هل وله شواهد لكنها ضعيفة‪.‬‬

‫»عمدة القارئ« )‪.(5/262‬‬ ‫ـ]‪[247‬‬

‫انظر‪» :‬عون العبود« )‪.(1/74‬‬

‫»شرح فتح القدير« )‪،1/24‬هل ‪.(25‬‬ ‫ـ]‪[248‬‬

‫»السإتيعاب« )‪ 8/27‬ـ ‪،(60‬هل »الصابة« )‪.(6/391‬‬ ‫ـ]‪[249‬‬

‫»سإنن أبي داود« )‪.(109) (108‬‬ ‫ـ]‪[250‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(246‬‬ ‫ـ]‪[251‬‬

‫»سإنن أبي داود« )‪.(106‬‬ ‫ـ]‪[252‬‬

‫»شرح عمدة الحكاما« )‪.(1/320‬‬

‫المصدر السإابق )‪.(1/326‬‬ ‫ـ]‪[253‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(76) (274‬‬ ‫ـ]‪[254‬‬

‫»مجمع الزوائد« )‪.(1/230‬‬

‫»المغني« )‪.(1/139‬‬ ‫ـ]‪[255‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(274‬هل ومسإلما )‪.(317‬‬ ‫ـ]‪[256‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(186‬هل ومسإلما )‪.(235‬‬ ‫ـ]‪[257‬‬

‫»شرح النووي على صحيح مسإلما« )‪.(3/125‬‬ ‫ـ]‪[258‬‬

‫»المصدر السإابق« )‪.(3/111‬‬ ‫ـ]‪[259‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 426‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه النسإائي )‪،(1/88‬هل وابن ماجه )‪،(422‬هل وأحمد )‪،(11/277‬هل‬ ‫ـ]‪[260‬‬


‫والبيهقي )‪ (1/79‬من طريق يعلى بن عبيد‪،‬هل عن سإفيان الثوري‪،‬هل عن موسإى بن‬
‫أبي عائشة به‪،‬هل وهذا إسإناد حسإن‪،‬هل وله طرق أخأرى غير هذا في السإنن وغيرها‪،‬هل‬
‫وسإيأتي بتمامه إن شاء ال‪.‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/64‬‬ ‫ـ]‪[261‬‬

‫»المغني« )‪.(1/194‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪ (3/89‬وقد ذكر الحافظ أن ابن أبي شيبة‬ ‫ـ]‪[262‬‬
‫وصله بإسإناد صحيح‪.‬‬

‫لبن تيمية قول في هذه المسإألة‪ .‬انظر‪» :‬الفتاوى« )‪.(7/489‬‬ ‫ـ]‪[263‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(3706‬هل )‪.(4416‬‬ ‫ـ]‪[264‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(8/131‬هل »الصابة« )‪.(7/57‬‬ ‫ـ]‪[265‬‬

‫يقال‪ :‬اسإمه عبد الرحمن بن يزيد‪،‬هل وقيل غير ذلك‪،‬هل وثقه ابن معين‬ ‫ـ]‪[266‬‬
‫والنسإائي والعجلي‪،‬هل من كبار أصحاب علي رضي ال عنه‪.‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/64‬‬ ‫ـ]‪[267‬‬

‫انظر‪» :‬البحر الزخأار« )‪ 3/40‬ـ ‪.(41‬‬ ‫ـ]‪[268‬‬

‫»حاشية ابن عابدين« )‪ 1/120‬ـ ‪،(121‬هل »حاشية الدسإوقي« )‬ ‫ـ]‪[269‬‬


‫‪،(1/98‬هل »النصاف« )‪.(1/163‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(186‬هل ومسإلما )‪،(235‬هل وقد لبوب عليه البخأاري‬ ‫ـ]‪[270‬‬
‫باب »مسإح الرأس مرة«‪.‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(129‬هل والترمذي )‪ (34‬وقال‪) :‬حديث حسإن‬ ‫ـ]‪[271‬‬


‫صحيح(‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 427‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(1/193‬‬ ‫ـ]‪[272‬‬

‫»الما« )‪،(1/42‬هل »المجموع« )‪.(1/432‬‬ ‫ـ]‪[273‬‬

‫انظر‪» :‬الطهور« ص)‪،(361‬هل »مصنف ابن أبي شيبة« )‬ ‫ـ]‪[274‬‬


‫‪.(1/15‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(9) (230‬‬ ‫ـ]‪[275‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(110‬هل وابن خأزيمة )‪،(152‬هل وفيه عامر بن‬ ‫ـ]‪[276‬‬
‫شقيق‪،‬هل وهو متكلما فيه ـ كما سإيأتي ـ‪.‬‬

‫»السإنن« )‪.(1/27‬‬ ‫ـ]‪[277‬‬

‫»شرح العمدة« )‪.(1/370‬‬ ‫ـ]‪[278‬‬

‫»الصابة« )‪.(6/91‬‬

‫»السإتذكار« )‪،(2/30‬هل »النصاف« )‪.(1/161‬‬ ‫ـ]‪[279‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(21/123‬‬ ‫ـ]‪[280‬‬

‫»تفسإير ابن كثير« )‪.(3/46‬‬

‫»حاشية ابن عابدين« )‪،(1/99‬هل »المجموع« )‪.(1/398‬‬ ‫ـ]‪[281‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪،(83) (274‬هل وسإيأتي بعد عشرة أحاديث إن شاء‬ ‫ـ]‪[282‬‬
‫ال‪.‬‬

‫أخأرجه الترمذي )‪ (33‬وقال‪) :‬هذا حديث حسإن‪،‬هل وحديث عبد ال‬ ‫ـ]‪[283‬‬
‫بن زيد أصح من هذا وأجود إسإناداا(‪،‬هل وقد علق الشيخ أحمد شاكر )‪ (1/48‬على‬
‫تحسإين الترمذي وأنه لمعارضته حديث عبد ال بن زيد إوال فهو صحيح‪،‬هل بدليل ما‬
‫بعده‪،‬هل فإنه صححه وهو نفس الحديث‪،‬هل ثما قال‪) :‬إنه ل تعارض بينهما حتى يحتاج‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 428‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫إلى الترجيح‪،‬هل فكان النبي صللى ال عليه وسإللما يبدأ بمقدما رأسإه وكان يبدأ بمؤخأره‪،‬هل‬
‫وكل جائز(‪،‬هل لكن قول الترمذي مقدما‪.‬‬

‫»صحيح البخأاري« )‪.(199‬‬ ‫ـ]‪[284‬‬

‫»سإنن أبي داود« )‪،(122‬هل وفي إسإناده الوليد بن مسإلما‪،‬هل وهو‬ ‫ـ]‪[285‬‬
‫مدلس‪،‬هل وقد صرح بالتحديث عند ابن ماجه )‪،(457‬هل والطحاوي )‪ (1/32‬وتابعه‬
‫أبو المغيرة عند ابن الجارود )‪(74‬؛ واسإمه عبد القدوس بن الحجاج الخأولني‬
‫الحمصي‪،‬هل قال الحافظ‪) :‬ثقة(‪،‬هل لكن الوليد يدلس تدليس التسإوية‪،‬هل وقد يكون‬
‫التصريح بالسإماع خأطأ في السإناد من بعض الرواة‪.‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/402‬‬ ‫ـ]‪[286‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪ (1/290‬وقد وصله ابن أبي شيبة )‪(1/24‬‬ ‫ـ]‪[287‬‬
‫كما ذكر الحافظ‪ .‬ولفظه‪) :‬الرجل والمرأة في المسإح سإواء(‪.‬‬

‫»سإنن النسإائي« )‪،(100‬هل وقال اللباني‪) :‬صحيح السإناد( )‬ ‫ـ]‪[288‬‬


‫‪.(1/23‬‬

‫»مسإائل الماما أحمد« لبي داود ص)‪،(7‬هل »المغني« )‪.(1/178‬‬ ‫ـ]‪[289‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/405‬‬ ‫ـ]‪[290‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(113‬‬ ‫ـ]‪[291‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/207‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(6/338‬هل »تذكرة الحفاظ« )‪،(1/41‬هل »الصابة«‬ ‫ـ]‪[292‬‬


‫)‪.(6/176‬‬

‫»الميزان« )‪.(3/268‬‬ ‫ـ]‪[293‬‬

‫انظر‪» :‬الجرح والتعديل« )‪،(6/239‬هل »الميزان« )‪،(3/268‬هل‬ ‫ـ]‪[294‬‬


‫»صحائف الصحابة« إعداد‪ :‬أحمد الصوليان ص)‪.(72‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 429‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫نقله في »المنهل العذب المورود« )‪.(2/74‬‬ ‫ـ]‪[295‬‬

‫رواه ابن أبي شيبة )‪ (1/17‬ومن طريقه الدارقطني )‪ (1/98‬من‬ ‫ـ]‪[296‬‬


‫طريق أسإامة بن زيد‪،‬هل عن هلل بن أسإامة‪،‬هل عن ابن عمر رضي ال عنهما موقوفاا‪،‬هل‬
‫وقد ورد الحديث مرفوعا عن ابن عمر‪،‬هل وعن عدد من الصحابة رضي ال عنهما‪،‬هل‬
‫وكلها أحاديث معلولة‪،‬هل كما قال الدارقطني والبيهقي وابن حزما وغيرهما‪،‬هل ويرى‬
‫آخأرون تقويتها‪،‬هل قال ابن حجر في »عنمكتدده على ابن الصلح« )‪ :(1/415‬إ‬
‫)واذا‬
‫ل‪،‬هل وأنه ليس مما‬
‫نظر المنصف إلى مجموع هذه الطرق علما أن للحديث أص ا‬
‫يطرح‪،‬هل وقد حسإنوا أحاديث كثيرة باعتبار طرق لها دون هذه‪،‬هل وال أعلما(‪.‬‬

‫صماخ الذن‪ :‬خأرقها‪.‬‬ ‫ـ]‪[297‬‬

‫»المغني« )‪.(1/184‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(245‬‬ ‫ـ]‪[298‬‬

‫أخأرجه أحمد )‪ 36/505‬ـ ‪ (506‬إواسإناده ضعيف؛ لنه من رواية‬ ‫ـ]‪[299‬‬


‫شهر بن حوشب‪ .‬لكن له طرق وشواهد يصل بها إلى درجة الحسإن‪.‬‬

‫»القاموس« )‪.(1/346‬‬ ‫ـ]‪[300‬‬

‫»المغني« )‪.(1/166‬‬ ‫ـ]‪[301‬‬

‫»المحلى« )‪.(1/296‬‬

‫»حاشية الدسإوقي« )‪،(1/136‬هل »مغني المحتاج« )‪،(1/57‬هل‬ ‫ـ]‪[302‬‬


‫»النصاف« )‪،(1/153‬هل »شرح فتح القدير« )‪.(1/25‬‬

‫هو عبد ال بن ذكوان‪،‬هل ثقة فقيه‪.‬‬ ‫ـ]‪[303‬‬

‫هو عبد الرحمن بن هرمز‪،‬هل ثقة ثبت‪.‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(1/263‬‬ ‫ـ]‪[304‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 430‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(24‬‬

‫»المغني« )‪.(1/140‬‬ ‫ـ]‪[305‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(103‬هل والترمذي )‪ (24‬وقال‪) :‬هذا حديث حسإن‬ ‫ـ]‪[306‬‬
‫صحيح(‪،‬هل وقد سإاق مسإلما في »صحيحه« إسإناد هذه الرواية دون لفظها‪.‬‬

‫»الوسإط« )‪،(1/373‬هل »معالما السإنن« )‪.(1/90‬‬ ‫ـ]‪[307‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/264‬‬ ‫ـ]‪[308‬‬

‫»مجموع الفتاوى« )‪.(21/44‬‬ ‫ـ]‪[309‬‬

‫»النصاف« )‪.(1/38‬‬

‫»تهذيب السإماء واللغات« )‪.(2/72‬‬ ‫ـ]‪[310‬‬

‫»الصابة« )‪.(9/14‬‬

‫بنو المنتفق نسإبة إلى المنتفق بن عامر بن عقيل بن هوازن‪،‬هل جرد‬ ‫ـ]‪[311‬‬
‫جاهلي‪.‬‬

‫»الصابة« )‪.(9/15‬‬ ‫ـ]‪[312‬‬

‫»مصابيح السإنة« )‪.(276‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(11/198‬‬ ‫ـ]‪[313‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/262‬‬

‫»المحلى« )‪.(2/49‬‬ ‫ـ]‪[314‬‬

‫»السإتذكار« )‪.(2/12‬‬

‫»بداية المجتهد« )‪.(1/39‬‬ ‫ـ]‪[315‬‬

‫أخأرجه الترمذي )‪،(39‬هل وابن ماجه )‪ (1/87‬من طريق موسإى بن‬ ‫ـ]‪[316‬‬
‫عقبة‪،‬هل عن صالح مولى التوأمة‪،‬هل عن ابن عباس‪،‬هل وصالح هذا قد اخأتلط في اخأر‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 431‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫عمره‪،‬هل ولكن موسإى بن عقبة سإمع منه قبل اخأتلطه‪،‬هل وفي »علل الترمذي« ص)‬
‫‪ (34‬أن البخأاري قال‪) :‬هو حديث حسإن(‪.‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(148‬هل والترمذي )‪،(40‬هل وأخأرجه أحمد )‬ ‫ـ]‪[317‬‬


‫‪ (29/537‬ولفظه‪) :‬إذا توضأ خألل أصابع رجليه بخأنصره( وهذا إسإناد رجاله‬
‫ثقات من رجال مسإلما‪،‬هل غير يزيد بن عمرو المعافري ـ فهو صدوق حسإن الحديث ـ‬
‫وغير عبد ال بن لهيعة فقد سإاء حفظه ـ كما تقدما ـ‪،‬هل وقد توبع كما ذكر الحافظ في‬
‫»التلخأيص« )‪ (1/105‬لكنها معلولة‪،‬هل انظر‪» :‬موسإوعة أحكاما الطهارة« )‬
‫‪.(9/281‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(251‬‬ ‫ـ]‪[318‬‬

‫انظر‪» :‬حاشية الدسإوقي على الشرح الكبير« )‪.(1/87‬‬ ‫ـ]‪[319‬‬

‫انظر‪» :‬المغني« )‪.(1/152‬‬ ‫ـ]‪[320‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(1/98‬‬

‫»المغني« )‪.(1/166‬‬ ‫ـ]‪[321‬‬

‫»الوسإط« )‪،(1/378‬هل »المغني« )‪.(1/167‬‬ ‫ـ]‪[322‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(260‬‬ ‫ـ]‪[323‬‬

‫»المحلى« )‪،(2/49‬هل »بداية المجتهد« )‪،(1/38‬هل »النصاف« )‬ ‫ـ]‪[324‬‬


‫‪.(1/152‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(1/194‬‬ ‫ـ]‪[325‬‬

‫انظر‪» :‬إعلما الموقعين« )‪،(3/147‬هل »إرشاد الفحول« ص)‬ ‫ـ]‪[326‬‬


‫‪،(246‬هل و»أصول مذهب الماما أحمد« ص)‪ (497‬وما بعدها‪.‬‬

‫سإيأتي ذلك في كتاب النكاح ـ إن شاء ال تعالى ـ‪.‬‬ ‫ـ]‪[327‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 432‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»الثقات« )‪،(7/249‬هل »تهذيب التهذيب« )‪.(5/60‬‬ ‫ـ]‪[328‬‬

‫»العلل الكبير« )‪.(1/115‬‬ ‫ـ]‪[329‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(5/60‬‬ ‫ـ]‪[330‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(3/394‬‬

‫»العلل« )‪.(1/45‬‬ ‫ـ]‪[331‬‬

‫ص)‪.(7‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(3/406‬‬ ‫ـ]‪[332‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(1/197‬‬ ‫ـ]‪[333‬‬

‫»العلل« )‪.(1/25‬‬ ‫ـ]‪[334‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(9/85‬‬ ‫ـ]‪[335‬‬

‫»القاموس« )‪.(4/215‬‬

‫»اليضاح والتبيان« ص)‪ 56‬ـ ‪.(57‬‬ ‫ـ]‪[336‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(3/241‬‬ ‫ـ]‪[337‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪ (96‬وأحمد )‪،(27/351‬هل وأخأرجه ابن ماجه )‬ ‫ـ]‪[338‬‬


‫‪ (3864‬وليس فيه العتداء في الطهور‪،‬هل والحاكما )‪،(1/162‬هل والبيهقي )‬
‫‪،(1/196‬هل وهو حديث حسإن‪.‬‬

‫»الكافي« لبن عبد البر )‪،(1/170‬هل »المجموع« )‪.(1/465‬‬ ‫ـ]‪[339‬‬

‫هو أحمد بن عمرو بن سإرح البصري‪.‬‬ ‫ـ]‪[340‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(1/195‬‬ ‫ـ]‪[341‬‬

‫»الوسإط« )‪.(1/404‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 433‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(192‬‬ ‫ـ]‪[342‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/52‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪.(108‬‬ ‫ـ]‪[343‬‬

‫تقدما رقما )‪.(34‬‬

‫»الوسإط« )‪.(1/592‬‬ ‫ـ]‪[344‬‬

‫»أحكاما القران« )‪.(1/573‬‬

‫»السإتذكار« )‪.(2/35‬‬ ‫ـ]‪[345‬‬

‫تقدما تخأريجه‪.‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(1/386‬‬ ‫ـ]‪[346‬‬

‫انظر الحديث رقما )‪.(35‬‬

‫»سإنن ابن ماجه« )‪.(390‬‬ ‫ـ]‪[347‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪ (137‬وسإنده حسإن‪،‬هل كما في »صحيح أبي داود«‬ ‫ـ]‪[348‬‬
‫لللباني )‪.(1/28‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪ (124‬بإسإناد صحيح‪،‬هل كما قال اللباني )‪(1/26‬‬ ‫ـ]‪[349‬‬
‫رقما )‪.(115‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/236‬‬ ‫ـ]‪[350‬‬

‫هو أبو عامر المدني‪،‬هل مجهول‪،‬هل كما في »التقريب«‪.‬‬ ‫ـ]‪[351‬‬

‫»الترغيب والترهيب« )‪.(1/149‬‬ ‫ـ]‪[352‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(1/279‬‬

‫»حادي الرواح« ص)‪،(137‬هل و»النونية« ص)‪.(231‬‬ ‫ـ]‪[353‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 434‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫فملروخ‪ :‬بفتح الفاء وتشديد الراء يقال‪ :‬إنه من ولد إبراهيما عليه‬ ‫ـ]‪[354‬‬
‫السإلما بعد إسإحاق إواسإماعيل‪،‬هل فكثر نسإله ونما عدده‪،‬هل فولد العجما الذين هما في‬
‫وسإط البلد‪،‬هل وأراد أبو هريرة هنا الموالي ]شرح النووي )‪.[(3/142‬‬

‫»صحيح مسإلما« )‪.(250‬‬ ‫ـ]‪[355‬‬

‫تقدما تخأريجه قريباا‪.‬‬ ‫ـ]‪[356‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/236‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(2217‬‬ ‫ـ]‪[357‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(3436‬هل ومسإلما )‪.(2550‬‬ ‫ـ]‪[358‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(247‬‬ ‫ـ]‪[359‬‬

‫انظر‪» :‬حاشية الدسإوقي« )‪،(1/103‬هل »النصاف« )‪.(1/168‬‬ ‫ـ]‪[360‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(1/279‬‬ ‫ـ]‪[361‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(1/196‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/428‬‬ ‫ـ]‪[362‬‬

‫»رد المحتار« )‪.(1/256‬‬

‫»المصنف« )‪،(1/55‬هل »الطهور« ص)‪ .(116‬قال ابن حجر في‬ ‫ـ]‪[363‬‬


‫»فتح الباري« )‪) :(1/236‬إسإناد حسإن(‪،‬هل وسإكت عنه في »التلخأيص« )‬
‫‪،(1/100‬هل وقد تعقبه اللباني في »الضعيفة« )‪(3/108‬؛ بأنه من رواية عبد ال‬
‫بن عمر العمري‪،‬هل وقد قال عنه الحافظ في »التقريب«‪) :‬ضعيف(‪.‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(3/137‬‬ ‫ـ]‪[364‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(1/279‬‬ ‫ـ]‪[365‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 435‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫هو سإليما بن أسإود المحاربي الكوفي‪،‬هل أبو الشعثاء‪،‬هل مشهور بكنيته‬ ‫ـ]‪[366‬‬
‫أكثر من اسإمه‪.‬‬

‫»شرح صحيح البخأاري« )‪،(1/262‬هل والحديث المذكور أخأرجه‬ ‫ـ]‪[367‬‬


‫أحمد )‪،(41/448‬هل وابن حبان )‪ (1429‬وغيرهما من حديث عائشة رضي ال‬
‫عنها‪،‬هل وهو حديث صحيح‪،‬هل له شواهد‪.‬‬

‫هذه الرواية عند البخأاري )‪.(426‬‬ ‫ـ]‪[368‬‬

‫»صحيح ابن حبان« )‪،(3/371‬هل إواسإناده صحيح على شرط مسإلما‪.‬‬ ‫ـ]‪[369‬‬

‫»العمغورب« ص)‪.(512‬‬ ‫ـ]‪[370‬‬

‫»الصحاح« )‪.(6/2220‬‬

‫»مخأتار الصحاح« ص)‪،(668‬هل وانظر‪» :‬الصحاح« )‬ ‫ـ]‪[371‬‬


‫‪.(5/1831‬‬

‫»المصباح المنير« ص)‪.(221‬‬ ‫ـ]‪[372‬‬

‫»النهاية« )‪.(3/147‬‬

‫»معالما السإنن« )‪.(6/74‬‬ ‫ـ]‪[373‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(1305‬‬

‫»الوسإط« )‪.(1/386‬‬ ‫ـ]‪[374‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(3/163‬‬ ‫ـ]‪[375‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(32‬هل وأحمد )‪،(44/62‬هل والطبراني )‪(23/203‬‬ ‫ـ]‪[376‬‬


‫وهو من رواية أبي أيوب الفريقي‪،‬هل وقد لينه أبو زرعة‪،‬هل ووثقه ابن حبان‪،‬هل وقال‬
‫النووي‪) :‬إسإناده جيد(‪،‬هل وصححه اللباني في »صحيح سإنن أبي داود« )‪.(1/9‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 436‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(33‬هل وأحمد )‪ (43/318‬عن إبراهيما النخأعي‪،‬هل‬ ‫ـ]‪[377‬‬


‫عن عائشة رضي ال عنها‪،‬هل إواسإناده ضعيف؛ لن إبراهيما لما يسإمع من عائشة‪،‬هل‬
‫كما قال المنذري في »مخأتصر أبي داود« )‪،(1/34‬هل لكن قد يقويه حديث حفصة‬
‫الذي قبله‪،‬هل وقد جاء من رواية إبراهيما‪،‬هل عن السإود بن يزيد بن قيس النخأعي‪،‬هل عن‬
‫عائشة عند أبي داود )‪،(34‬هل وأحمد )‪،(43/317‬هل وقد صححه اللباني كما في‬
‫»صحيح سإنن أبي داود« )‪،(1/9‬هل والظاهر أن ذكر الواسإطة شاذ‪،‬هل والحديث من‬
‫رواية إبراهيما عن عائشة رضي ال عنها‪،‬هل وعليه فهو منقطع‪،‬هل كما صوبه‬
‫الدارقطني في »العلل«‪.‬‬

‫»تحفة الشراف« )‪.(9/353‬‬ ‫ـ]‪[378‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(3/419‬‬

‫»نصب الراية« )‪.(1/34‬‬ ‫ـ]‪[379‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(3/418‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/382‬‬ ‫ـ]‪[380‬‬

‫»تفسإير الرازي« )‪.(11/159‬‬

‫»شرح الزركشي على مخأتصر الخأرقي« )‪.(1/178‬‬ ‫ـ]‪[381‬‬

‫»شرح الوجيز« )‪.(1/421‬‬ ‫ـ]‪[382‬‬

‫»المغني« )‪.(1/190‬‬

‫»صحيح ابن خأزيمة« )‪.(1/91‬‬ ‫ـ]‪[383‬‬

‫)‪،1/290‬هل ‪.(308‬‬ ‫ـ]‪[384‬‬

‫»الصابة« )‪.(9/269‬‬ ‫ـ]‪[385‬‬

‫»التحقيق« )‪.(1/167‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 437‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»تنقيح التحقيق« )‪.(1/373‬‬ ‫ـ]‪[386‬‬

‫)‪.(1/219‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(3/44‬‬ ‫ـ]‪[387‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(1/193‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(1813‬‬ ‫ـ]‪[388‬‬

‫»صحيح مسإلما« )‪.(1218‬‬

‫»سإير أعلما النبلء« )‪،(3/189‬هل »الصابة« )‪.(2/45‬‬ ‫ـ]‪[389‬‬

‫»تحفة المحتاج« )‪.(2/174‬‬ ‫ـ]‪[390‬‬

‫»تحفة الشراف« )‪.(2/271‬‬

‫»إرواء الغليل« )‪.(4/317‬‬ ‫ـ]‪[391‬‬

‫»اللماما« رقما )‪.(56‬‬ ‫ـ]‪[392‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(2/269‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(1297‬‬ ‫ـ]‪[393‬‬

‫»بداية المجتهد« )‪،1/53‬هل ‪.(54‬‬ ‫ـ]‪[394‬‬

‫»الما« )‪،(1/45‬هل »النصاف« )‪.(1/138‬‬ ‫ـ]‪[395‬‬

‫»الطهور« ص)‪.(355‬‬ ‫ـ]‪[396‬‬

‫»حاشية ابن عابدين« )‪،(1/122‬هل »المدونة الكبرى« )‪،(1/14‬هل‬ ‫ـ]‪[397‬‬


‫»المنتقى« )‪.(1/47‬‬

‫»الهداية« )‪.(1/14‬‬ ‫ـ]‪[398‬‬

‫»الوسإط« )‪.(1/422‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 438‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(126‬هل والدارقطني )‪ (1/96‬واللفظ الثاني له‪،‬هل‬ ‫ـ]‪[399‬‬


‫حلسإنه اللباني في »صحيح سإنن أبي داود« )‪.(1/27‬‬

‫»مسإائل الماما أحمد« لبي داود ص)‪.(11‬‬ ‫ـ]‪[400‬‬

‫»المغني« )‪،(1/171‬هل »النصاف« )‪.(1/131‬‬ ‫ـ]‪[401‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/149‬‬ ‫ـ]‪[402‬‬

‫»ديوان الضعفاء« ص)‪.(323‬‬ ‫ـ]‪[403‬‬

‫»الجرح والتعديل« )‪.(7/119‬‬

‫تقدما تخأريجه عند الحديث )‪.(43‬‬ ‫ـ]‪[404‬‬

‫»سإير أعلما النبلء« )‪.(1/43‬‬ ‫ـ]‪[405‬‬

‫»فتح الباري« )‪،(6/293‬هل و»صحيح البخأاري« )‪،(3198‬هل ومسإلما‬ ‫ـ]‪[406‬‬


‫)‪،(1610‬هل وانظر‪» :‬الحلية« )‪،1/96‬هل ‪.(97‬‬

‫»الصابة« )‪.(3/188‬‬ ‫ـ]‪[407‬‬

‫»نتائج الفكار« )‪.(1/225‬‬

‫»الثقات« )‪.(4/317‬‬ ‫ـ]‪[408‬‬

‫»التاريخ الكبير« )‪.(4/76‬‬

‫»المسإتدرك« )‪.(1/146‬‬ ‫ـ]‪[409‬‬

‫إذا قيل في الراوي‪ :‬فيه لين‪،‬هل فمعناه‪ :‬أن المتصف بذلك مجروح في‬ ‫ـ]‪[410‬‬
‫حفظه جرحا ل يخأرجه من دائرة العتبار بحديثه‪،‬هل ول يتعدى إلى عدالته‪.‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/86‬‬ ‫ـ]‪[411‬‬

‫»الثقات« )‪ 8/157‬ـ ‪.(158‬‬

‫»الميزان« )‪.(4/508‬‬ ‫ـ]‪[412‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 439‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»علل الحديث« )‪.(1/52‬‬

‫»الثقات« )‪.(6/307‬‬ ‫ـ]‪[413‬‬

‫»الصابة« )‪.(12/112‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/86‬‬ ‫ـ]‪[414‬‬

‫»الميزان« )‪.(4/604‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/39‬‬ ‫ـ]‪[415‬‬

‫»الثقات« )‪.(7/354‬‬ ‫ـ]‪[416‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(8/370‬‬

‫»الثقات« )‪.(6/309‬‬ ‫ـ]‪[417‬‬

‫»الكامل« )‪.(3/174‬‬

‫»الجرح والتعديل« )‪ (3/519‬وهذه العبارة ليسإت بجرح‪،‬هل لكنها تقلل‬ ‫ـ]‪[418‬‬


‫من قدر الموصوف بها‪،‬هل والمعنى‪ :‬ليس بحجة‪،‬هل فيكتب حديثه ويصلح في‬
‫المتابعات‪.‬‬

‫»الجرح والتعديل« )‪.(2/37‬‬ ‫ـ]‪[419‬‬

‫»الكامل« )‪.(3/173‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(3/234‬‬ ‫ـ]‪[420‬‬

‫»العلل« )‪.(1/113‬‬

‫»الكامل« )‪.(3/173‬‬ ‫ـ]‪[421‬‬

‫»نتائج الفكار« )‪.(1/223‬‬

‫»الضعفاء« )‪ (1/77‬وفي »مسإائل الماما أحمد« رواية ابنه عبد‬ ‫ـ]‪[422‬‬


‫ال ص)‪ (25‬قال أحمد‪ :‬لما يثبت عندي هذا‪ .‬أي‪ :‬حديث أبي سإعيد‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 440‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»شرح الذكار« )‪.(2/6‬‬ ‫ـ]‪[423‬‬

‫»إرشاد الفقيه« )‪.(1/35‬‬

‫»الترغيب والترهيب« )‪.(1/164‬‬ ‫ـ]‪[424‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/86‬‬

‫»إرشاد الفقيه« )‪.(1/36‬‬ ‫ـ]‪[425‬‬

‫»تفسإير ابن كثير« )‪.(1/34‬‬

‫»المنار« ص)‪.(120‬‬ ‫ـ]‪[426‬‬

‫»المغني« )‪،(1/145‬هل »نيل الوطار« )‪.(1/161‬‬ ‫ـ]‪[427‬‬

‫»الوسإط« )‪.(1/368‬‬ ‫ـ]‪[428‬‬

‫»الطهور« ص)‪،(149‬هل المحلى )‪.(2/49‬‬ ‫ـ]‪[429‬‬

‫»تفسإير ابن كثير« )‪.(3/43‬‬ ‫ـ]‪[430‬‬

‫»فتاوى ابن إبراهيما« )‪.(2/39‬‬

‫»فتاوى ابن باز« )‪.(10/100‬‬ ‫ـ]‪[431‬‬

‫»تاريخ أبي زرعة« )‪.(1/631‬‬ ‫ـ]‪[432‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪ (862‬والحديث في الصحيحين بدون هذه‬ ‫ـ]‪[433‬‬


‫الجملة‪،‬هل وسإيأتي الكلما عليه ـ إن شاء ال ـ في كتاب »الصلة«‪.‬‬

‫»مسإائل الماما أحمد«‪،‬هل رواية أبي داود ص)‪.(6‬‬ ‫ـ]‪[434‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(5/23‬‬ ‫ـ]‪[435‬‬

‫»السإنن« )‪.(132‬‬ ‫ـ]‪[436‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،9/249‬هل ‪.(250‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 441‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/90‬‬ ‫ـ]‪[437‬‬

‫ي شيء؟ا‬
‫أيش‪ :‬بفتح الهمزة وسإكون الياء وكسإر الشين‪،‬هل وأصلها‪ :‬أ ل‬ ‫ـ]‪[438‬‬
‫فحذفت الياء الثانية من )أي( تخأفيفاا‪،‬هل والهمزة من )شيء( بعد نقل حركتها إلى‬
‫السإاكن قبلها‪،‬هل فجعل كلمة واحدة )أيشي(‪،‬هل ثما أعلت إعلل المنقوص‪،‬هل كقا ل‬
‫ض‪،‬هل‬
‫فصارت أي ل‬
‫ش‪) .‬المصباح المنير ‪.(330‬‬

‫»مسإائل الماما أحمد« )‪.(132‬‬ ‫ـ]‪[439‬‬

‫»المراسإيل« لبن أبي حاتما ص)‪.(178‬‬ ‫ـ]‪[440‬‬

‫»تهذيب السإماء واللغات« )‪.(2/74‬‬ ‫ـ]‪[441‬‬

‫»خألصة البدر المنير« )‪.(1/32‬‬

‫»التاريخ الكبير« )‪.(7/246‬‬ ‫ـ]‪[442‬‬

‫»الميزان« )‪.(3/420‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(8/417‬‬ ‫ـ]‪[443‬‬

‫»المجروحين« )‪.(2/237‬‬

‫»الجرح والتعديل« )‪.(7/179‬‬ ‫ـ]‪[444‬‬

‫»العلل« )‪.(1/53‬‬

‫»المراسإيل« )‪.(179‬‬ ‫ـ]‪[445‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/90‬‬

‫»الهداية« )‪،(1/23‬هل »المنتقى« )‪،(1/45‬هل »المجموع« )‬ ‫ـ]‪[446‬‬


‫‪،(1/397‬هل »النصاف« )‪.(1/152‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(3/276‬‬ ‫ـ]‪[447‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(112‬هل والترمذي )‪.(49‬‬ ‫ـ]‪[448‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 442‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه النسإائي )‪.(1/69‬‬ ‫ـ]‪[449‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،1/191‬هل ‪،(192‬هل ومسإلما )‪.(235‬‬ ‫ـ]‪[450‬‬

‫»الما« للشافعي )‪،(1/24‬هل »شرح القاضي على صحيح مسإلما« )‬ ‫ـ]‪[451‬‬


‫‪.(2/26‬‬

‫»النصاف« )‪.(1/152‬‬ ‫ـ]‪[452‬‬

‫»المغني« )‪.(1/170‬‬ ‫ـ]‪[453‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/360‬‬

‫»البدر المنير« )‪.(3/288‬‬ ‫ـ]‪[454‬‬

‫»عون المعبود« )‪.(1/234‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪.(108‬‬ ‫ـ]‪[455‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/98‬‬

‫»سإنن الدارقطني« )‪.(1/108‬‬ ‫ـ]‪[456‬‬

‫»الكامل« )‪.(2/130‬‬

‫»تحفة الشراف« )‪.(1/302‬‬ ‫ـ]‪[457‬‬

‫»التنقيح« )‪.(1/407‬‬

‫»مخأتصر تهذيب السإنن« )‪.(1/129‬‬ ‫ـ]‪[458‬‬

‫»معالما السإنن« )‪.(1/128‬‬ ‫ـ]‪[459‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(165‬هل ومسإلما )‪،(242‬هل واللفظ الثاني للبخأاري‪.‬‬ ‫ـ]‪[460‬‬

‫»المغني« )‪،(1/191‬هل »النصاف« )‪.(1/140‬‬ ‫ـ]‪[461‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 443‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»حاشية ابن عابدين« )‪،(1/122‬هل »المغني« )‪،(1/191‬هل‬ ‫ـ]‪[462‬‬


‫»المجموع« )‪،(1/478‬هل »المحلى« )‪.(1/312‬‬

‫»بداية المجتهد« )‪،(1/54‬هل »الكافي« لبن عبد البر )‪.(1/165‬‬ ‫ـ]‪[463‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(21/135‬‬ ‫ـ]‪[464‬‬

‫أخأرجه ابن حبان )‪،(16/202‬هل والدارقطني )‪،(4/170‬هل والحاكما )‬ ‫ـ]‪[465‬‬


‫‪،(2/198‬هل والبيهقي )‪ (7/356‬وهو حديث صحيح له طرق وشواهد‪،‬هل وقد حسإنه‬
‫النووي في »الربعين«‪،‬هل وأقره الحافظ في »التلخأيص« )‪،(1/301‬هل وصححه أحمد‬
‫شاكر في تعليقه على »الحكاما« لبن حزما )‪،(2/713‬هل وسإيأتي شرحه ـ إن شاء‬
‫ال ـ في كتاب »الطلق«‪.‬‬

‫»مجموع الفتاوى« )‪.(21/135‬‬ ‫ـ]‪[466‬‬

‫ورد ما يدل على أن الصحابة رضي ال عنهما كانوا يكنونه بذلك‪.‬‬ ‫ـ]‪[467‬‬
‫انظر‪ :‬مسإند الماما أحمد )‪.(28/549‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(3684‬هل )‪.(3863‬‬ ‫ـ]‪[468‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(8/242‬هل »الصابة« )‪.(7/74‬‬ ‫ـ]‪[469‬‬

‫»الميزان« )‪.(4/250‬‬ ‫ـ]‪[470‬‬

‫»رجال مسإلما« )‪.(2/396‬‬

‫»صحيح ابن حبان« )‪.(3/325‬‬ ‫ـ]‪[471‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(3/295‬‬ ‫ـ]‪[472‬‬

‫»نتائج الفكار« )‪.(1/241‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/112‬‬ ‫ـ]‪[473‬‬

‫)‪.(3/789‬‬ ‫ـ]‪[474‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 444‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»نتائج الفكار« )‪.(1/241‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/83‬‬ ‫ـ]‪[475‬‬

‫»الرواء« )‪.(1/135‬‬

‫»المعجما الكبير« )‪.(2/100‬‬ ‫ـ]‪[476‬‬

‫»عمل اليوما والليلة« )‪.(32‬‬

‫»مجمع الزوائد« )‪.(1/239‬‬ ‫ـ]‪[477‬‬

‫انظر‪» :‬تهذيب التهذيب« )‪.(4/70‬‬

‫»حاشية ابن باز على البلوغ« )‪.(1/89‬‬ ‫ـ]‪[478‬‬

‫»المعجما الوسإط« )‪.(5/464‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(1896‬هل ومسإلما )‪.(1152‬‬ ‫ـ]‪[479‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/103‬‬ ‫ـ]‪[480‬‬

‫أخأرجه الطبراني في »الوسإط« )‪ (2/271‬والحاكما )‪(1/564‬‬ ‫ـ]‪[481‬‬


‫مرفوعاا‪،‬هل وأخأرجه النسإائي في »عمل اليوما والليلة« )رقما ‪،81‬هل ‪،82‬هل ‪ (83‬مرفوع ا‬
‫من طريق يحيى بن كثير‪،‬هل عن شعبة‪،‬هل وموقوف ا من طريق محمد بن جعفر‪،‬هل عن‬
‫شعبة‪،‬هل عن أبي هاشما‪،‬هل ومن طريق سإفيان الثوري عن أبي هاشما‪،‬هل وهو يحيى بن‬
‫دينار الرماني‪،‬هل فاتفق الثوري وشعبة ـ من رواية غندر ـ على وقفه‪،‬هل وأخأرجه ابن‬
‫السإني في »عمل اليوما والليلة« )رقما ‪،(30‬هل قال النسإائي عن رواية الرفع‪) :‬وهذا‬
‫خأطأ‪،‬هل والصواب موقوف(‪،‬هل قال الحافظ في »نتائج الفكار« )‪) :(1/246‬قال‬
‫الطبراني‪» :‬لما يروه عن شعبة مرفوع ا إل يحيى بن كثير«‪،‬هل قلت‪ :‬وهو ثقة من‬
‫رجال الصحيحين‪،‬هل وكذا من فوقه إلى الصحابي‪،‬هل وأما شيخ النسإائي ـ أي‪ :‬يحيى‬
‫بن محمد بن السإكن ـ فهو ثقة ـ أيضا ـ من شيوخ البخأاري‪،‬هل ولما ينفرد به‪،‬هل فالسإند‬
‫صحيح بل ريب ـ أي‪ :‬رقما )‪ (81‬ـ إوانما اخأتلف في رفع المتن ووقفه‪،‬هل فالنسإائي‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 445‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫جرى على طريقته في الترجيح بالكثر والحفظ‪،‬هل وأما على طريقة المصنف ـ أي‪:‬‬
‫مصنف »الذكار«‪،‬هل وهو النووي ـ تبع ا لبن الصلح وغيره فالرفع عندهما مقدما لما‬
‫مع الرافع من زيادة العلما‪،‬هل وعلى تقدير العمل بالطريقة الخأرى فهذا مما ل مجال‬
‫للرأي فيه فله حكما الرفع(‪.‬اهـ كلما الحافظ رحمه ال‪.‬‬

‫وهو كلما مفيد حقق فيه المسإألة‪،‬هل ورجح فيه صحة الحديث‪،‬هل فإن كان مرفوعا‬
‫فذاك‪،‬هل إوان كان موقوفا ـ وهو الرجح ـ فله حكما الرفع؛ لنه ذكر مخأصوص بعد‬
‫عبادة مخأصوصة‪،‬هل إواخأبار عن أمر غيبي‪،‬هل فل يمكن للصحابي أن يقوله دون‬
‫أصل من هدي النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل وال أعلما‪.‬‬

‫)‪.(1/274‬‬ ‫ـ]‪[482‬‬

‫»المصباح المنير« ص)‪.(176‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/106‬‬ ‫ـ]‪[483‬‬

‫»الوسإط« )‪.(1/430‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/167‬‬ ‫ـ]‪[484‬‬

‫»شرح العمدة« لبن الملقن )‪.(1/615‬‬ ‫ـ]‪[485‬‬

‫»الوسإط« )‪.(1/434‬‬

‫»المغني« )‪.(1/360‬‬ ‫ـ]‪[486‬‬

‫انظر‪» :‬التمهيد« )‪.(11/134‬‬ ‫ـ]‪[487‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/309‬‬ ‫ـ]‪[488‬‬

‫انظر‪» :‬الخألفيات« للبيهقي )‪.(3/238‬‬ ‫ـ]‪[489‬‬

‫»التدليس« ص)‪.(133‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/166‬‬ ‫ـ]‪[490‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 446‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(8/125‬‬

‫»سإنن أبي داود« )‪.(151‬‬ ‫ـ]‪[491‬‬

‫»مسإند أحمد« )‪ 30/175‬ـ ‪.(176‬‬

‫»التمهيد« )‪.(11/145‬‬ ‫ـ]‪[492‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(3/167‬‬

‫»التمهيد« )‪.(11/134‬‬ ‫ـ]‪[493‬‬

‫»مجموع الفتاوى« )‪.(21/172‬‬ ‫ـ]‪[494‬‬

‫»حاشية الدسإوقي« )‪،(1/143‬هل »المجموع« )‪،(1/540‬هل‬ ‫ـ]‪[495‬‬


‫»النصاف« )‪ 1/171‬ـ ‪.(172‬‬

‫»شرح فتح القدير« )‪،(1/147‬هل »المجموع« )‪،(1/540‬هل »المغني«‬ ‫ـ]‪[496‬‬


‫)‪.(1/361‬‬

‫»مجموع الفتاوى« )‪،21/209‬هل ‪.(210‬‬ ‫ـ]‪[497‬‬

‫»إعلما الموقعين« )‪.(3/382‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/310‬‬ ‫ـ]‪[498‬‬

‫»سإنن الدارقطني« )‪.(1/195‬‬ ‫ـ]‪[499‬‬

‫»العلل الكبير« )‪.(1/180‬‬ ‫ـ]‪[500‬‬

‫»علل الحديث« )‪،1/38‬هل ‪.(54‬‬

‫»المحلى« )‪.(2/114‬‬ ‫ـ]‪[501‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/169‬‬

‫»تحقيق المسإند« )‪.(917‬‬ ‫ـ]‪[502‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 447‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»إرواء الغليل« )‪.(1/140‬‬

‫انظر‪» :‬موسإوعة أحكاما الطهارة« )‪.(5/286‬‬ ‫ـ]‪[503‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(1/199‬‬ ‫ـ]‪[504‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(5/140‬هل »الصابة« )‪،(5/148‬هل »تهذيب‬ ‫ـ]‪[505‬‬


‫التهذيب« )‪.(6/24) (4/376‬‬

‫انظر‪» :‬العلل الكبير« )‪،1/175‬هل ‪.(176‬‬ ‫ـ]‪[506‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/166‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/162‬‬ ‫ـ]‪[507‬‬

‫»صحيح ابن حبان« )‪.(4/147‬‬

‫»معالما السإنن« )‪.(1/118‬‬ ‫ـ]‪[508‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/479‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/309‬‬ ‫ـ]‪[509‬‬

‫»نصب الراية« )‪.(1/183‬‬

‫برقما )‪،3535‬هل ‪.(3536‬‬ ‫ـ]‪[510‬‬

‫»سإنن النسإائي« )‪ 1/83‬ـ ‪.(84‬‬ ‫ـ]‪[511‬‬

‫»حاشية السإندي على النسإائي« )‪.(1/84‬‬ ‫ـ]‪[512‬‬

‫»المجموع« )‪،(1/487‬هل »النصاف« )‪.(1/177‬‬ ‫ـ]‪[513‬‬

‫»الوسإط« )‪.(1/443‬‬ ‫ـ]‪[514‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/487‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 448‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»مصنف عبد الرزاق« )‪ (1/209‬إواسإناده صحيح على شرط‬ ‫ـ]‪[515‬‬


‫الشيخأين‪،‬هل كما قال اللباني‪.‬‬

‫»التـمـهـيد« )‪ 11/150‬ـ ‪،(153‬هل »حـاشـيـة ابـن عـابـديـن« )‬ ‫ـ]‪[516‬‬


‫‪،(1/271‬هل »الـمـجـمـوع« )‪،(1/487‬هل »النصاف« )‪.(1/177‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(2/106‬هل »الصابة« )‪.(2/29‬‬ ‫ـ]‪[517‬‬

‫»نصب الراية« )‪،(1/165‬هل وانظر‪» :‬المحرر« )‪.(1/79‬‬ ‫ـ]‪[518‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/100‬‬ ‫ـ]‪[519‬‬

‫»التاريخ الكبير« )‪،(3/292‬هل »نصب الراية« )‪.(1/165‬‬ ‫ـ]‪[520‬‬

‫انظر‪» :‬المحلى« )‪،(2/75‬هل »تهذيب التهذيب« )‪.(3/196‬‬ ‫ـ]‪[521‬‬

‫»غريب الحديث« )‪.(1/116‬‬ ‫ـ]‪[522‬‬

‫»غريب الحديث« )‪.(1/116‬‬ ‫ـ]‪[523‬‬

‫»تهذيب اللغة« )‪.(11/53‬‬

‫»القاموس« )‪ 1/467‬ترتيبه(‪.‬‬ ‫ـ]‪[524‬‬

‫»الفتاوى« )‪ 21/184‬ـ ‪.(185‬‬

‫»المغني« )‪،(1/379‬هل »النصاف« )‪،(1/185‬هل »المحلى« )‬ ‫ـ]‪[525‬‬


‫‪.(1/303‬‬

‫»تهذيب مخأتصر السإنن« )‪.(1/112‬‬ ‫ـ]‪[526‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/195‬‬

‫»المغني« )‪.(1/381‬‬ ‫ـ]‪[527‬‬

‫»الفتاوى« )‪ 21/186‬ـ ‪.(187‬‬ ‫ـ]‪[528‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 449‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»مسإائل الماما أحمد رواية أبي داود« ص)‪،(49‬هل »المغني« )‬ ‫ـ]‪[529‬‬


‫‪.(1/383‬‬

‫»المحلى« )‪.(2/65‬‬ ‫ـ]‪[530‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/195‬‬

‫»التنقيح« )‪.(1/524‬‬ ‫ـ]‪[531‬‬

‫»التحقيق« )‪.(1/278‬‬

‫»المحلى« )‪.(2/90‬‬ ‫ـ]‪[532‬‬

‫»الماما« )‪،(2/179‬هل »الدراية« )‪.(1/79‬‬ ‫ـ]‪[533‬‬

‫انظر‪» :‬تهذيب التهذيب« )‪.(1/228‬‬

‫»الماما« )‪ 2/178‬ـ ‪،(179‬هل وكنت قد نقلت كلمه من »نصب‬ ‫ـ]‪[534‬‬


‫الراية« )‪.(1/179‬‬

‫»الجرح والتعديل« )‪.(3/622‬‬ ‫ـ]‪[535‬‬

‫أخأرجه الدارقطني )‪،(1/199‬هل والحاكما )‪،(1/180‬هل وعنه البيهقي‬ ‫ـ]‪[536‬‬


‫في »السإنن« )‪ (1/280‬من طريق بشر بن بكر‪ :‬ثنا موسإى بن ععلملي بن رباح‪،‬هل‬
‫عن أبيه‪،‬هل عن عقبة بن عامر‪ ..‬قال الحاكما‪) :‬حديث صحيح على شرط مسإلما(‪،‬هل‬
‫ووافقه الذهبي‪،‬هل وذكره اللباني في »الصحيحة« رقما )‪،(2622‬هل وصححه شيخ‬
‫السإلما ابن تيمية كما في »مجموع الفتاوى« )‪،(21/178‬هل لكن لفظة )السإنة( حكما‬
‫عليها الدارقطني بأنها غير محفوظة‪،‬هل كما في »العلل« )‪.(2/111‬‬

‫»التمهيد« )‪.(11/128‬‬ ‫ـ]‪[537‬‬

‫»سإنن الدارقطني« )‪.(1/203‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 450‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»التمهيد« )‪،(11/150‬هل »السإتذكار« )‪،(2/247‬هل »بداية‬ ‫ـ]‪[538‬‬


‫المجتهد« )‪.(1/65‬‬

‫انظر‪» :‬المنتقى« للباجي )‪.(1/79‬‬ ‫ـ]‪[539‬‬

‫»بداية المجتهد« )‪.(1/97‬‬

‫»شرح معاني الثار« )‪.(1/82‬‬ ‫ـ]‪[540‬‬

‫»التمهيد« )‪.(11/153‬‬ ‫ـ]‪[541‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/111‬‬

‫أخأرجه عبد الرزاق )‪،(1/205‬هل والطحاوي في »شرح معاني‬ ‫ـ]‪[542‬‬


‫الثار« )‪،(1/50‬هل والبيهقي )‪.(1/276‬‬

‫»السإنن الكبرى« )‪.(1/280‬‬ ‫ـ]‪[543‬‬

‫»المجموع« )‪.(1/485‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(21/177‬‬ ‫ـ]‪[544‬‬

‫»الفتاوى« )‪،21/215‬هل ‪.(217‬‬

‫البكرة‪ :‬بفتح الباء إواسإكان الكاف‪ :‬خأشبة مسإتديرة في وسإطها محرز‪،‬هل‬ ‫ـ]‪[545‬‬
‫يسإتقى عليها‪،‬هل أو المحالة السإريعة‪» .‬القاموس« )‪.(1/306‬‬

‫في أكثر نسإخ »سإبل السإلما«‪) :‬فكان مثل النضر بن عبادة(‪،‬هل وهذا‬ ‫ـ]‪[546‬‬
‫خأطأ‪،‬هل والنصل‪ :‬بالصاد المهملة‪،‬هل حديدة الرمح والسإهما والسإكين‪.‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(11/157‬هل »الصابة« )‪.(10/183‬‬ ‫ـ]‪[547‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪ (10/287‬وقوله‪) :‬صالح( من أدنى مراتب‬ ‫ـ]‪[548‬‬


‫التعديل‪،‬هل ومثلها صدوق إن شاء ال‪،‬هل أرجو أن ل بأس به‪،‬هل ومعنى‪) :‬لين الحديث(‬
‫أنه مجروح في حفظه جرح ا ل يخأرجه عن دائرة العتبار بحديثه‪،‬هل ول يتعدى إلى‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 451‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫عدالته ـ وتقدما ذلك ـ ص)‪ (220‬ومعنى‪) :‬يكتب حديثه(‪ :‬أي‪ :‬أنه من جملة‬
‫الضعفاء‪،‬هل ولكن حديثه يكتب للعتبار وليس ضعفه بالشديد‪.‬‬

‫»العلل الكبير« )‪.(1/176‬‬ ‫ـ]‪[549‬‬

‫»صحيح سإنن ابن ماجه« )‪.(1/91‬‬

‫»الثقات« )‪،(3/6‬هل وانظر‪» :‬الصابة« )‪،(1/25‬هل »تهذيب‬ ‫ـ]‪[550‬‬


‫التهذيب« )‪.(1/163‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(11/163‬‬ ‫ـ]‪[551‬‬

‫»سإنن الدارقطني« )‪.(1/198‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/171‬‬ ‫ـ]‪[552‬‬

‫»السإتذكار« )‪.(2/248‬‬

‫»تهذيب اللغة« )‪.(8/344‬‬ ‫ـ]‪[553‬‬

‫»مجمل اللغة« )‪.(2/669‬‬ ‫ـ]‪[554‬‬

‫»المصباح المنير« )‪،(176‬هل »القاموس« )‪.(2/85‬‬ ‫ـ]‪[555‬‬

‫»معالما السإنن« )‪.(1/144‬‬ ‫ـ]‪[556‬‬

‫أخأرجه الدارقطني )‪ (1/130‬وصححه‪.‬‬ ‫ـ]‪[557‬‬

‫أخأرجه البخأاري في مواضع كثيرة من صحيحه‪،‬هل منها )‪،(726‬هل‬ ‫ـ]‪[558‬‬


‫ومسإلما )‪،(763‬هل وسإيأتي في أحاديث »المامة« رقما )‪.(417‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(1/332‬‬ ‫ـ]‪[559‬‬

‫»العلل« )‪.(1/378‬‬ ‫ـ]‪[560‬‬

‫»سإنن النسإائي« )‪.(1/186‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(1/409‬‬ ‫ـ]‪[561‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 452‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»سإنن الدارمي« )‪.(1/164‬‬

‫أخأرجه ابن حبان )‪،(4/188‬هل والبيهقي )‪،(1/344‬هل إواسإناده‬ ‫ـ]‪[562‬‬


‫صحيح‪.‬‬

‫أخأرجه ابن حبان )‪،(4/189‬هل إواسإناده صحيح‪.‬‬ ‫ـ]‪[563‬‬

‫انظر‪» :‬موسإوعة أحكاما الطهارة« )‪.(8/132‬‬ ‫ـ]‪[564‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(2/72‬‬ ‫ـ]‪[565‬‬

‫انظر‪» :‬الخألفيات« للبيهقي )‪،(3/303‬هل »الموسإوعة« )‬ ‫ـ]‪[566‬‬


‫‪.(8/135‬‬

‫انظر‪» :‬المحكما« )‪،(2/59‬هل »الصحاح« )‪.(5/1762‬‬ ‫ـ]‪[567‬‬

‫»الوسإط« )‪.(1/158‬‬ ‫ـ]‪[568‬‬

‫»الوسإط« )‪،(1/132‬هل »المحلى« )‪،(1/218‬هل »المغني« )‬ ‫ـ]‪[569‬‬


‫‪.(1/230‬‬

‫»السإتذكار« )‪.(3/11‬‬ ‫ـ]‪[570‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(206‬هل والنسإائي )‪،(1/113‬هل وأحمد )‪(2/219‬‬ ‫ـ]‪[571‬‬


‫إواسإناده صحيح‪ .‬وفضخ الماء‪ :‬دفقه‪،‬هل يريد المني‪.‬‬

‫انظر‪» :‬السإتيعاب« )‪،(10/262‬هل »الصابة« )‪.(9/273‬‬ ‫ـ]‪[572‬‬

‫»المصنف« )‪.(1/155‬‬ ‫ـ]‪[573‬‬

‫»سإنن النسإائي« )‪.(1/97‬‬

‫أخأرجه الترمذي )‪،(114‬هل والنسإائي )‪،(1/111‬هل وأحمد )‪(2/90‬‬ ‫ـ]‪[574‬‬


‫وقال الترمذي‪) :‬حديث حسإن صحيح(‪،‬هل وقد ضعفه بعضهما من أجل يزيد بن أبي‬
‫زياد‪،‬هل وقد جاء ما يدل على توثيقه‪،‬هل فقد نقل الذهبي في »الميزان« )‪ (4/423‬أن‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 453‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫شعبة قال‪) :‬ما أبالي إذا كتبت عن يزيد بن أبي زياد أن ل أكتب عن أحد(‪،‬هل‬
‫وانظر‪ :‬تعليق أحمد شاكر على »جامع الترمذي« )‪.(1/195‬‬

‫انظر‪» :‬صحيح ابن حبان« )‪.(3/386‬‬ ‫ـ]‪[575‬‬

‫»النصاف« )‪ .(1/330‬وانظر‪» :‬شرح العمدة لبن تيمية« )‬ ‫ـ]‪[576‬‬


‫‪.(1/104‬‬

‫انظر‪» :‬المعجما الوسإيط« )‪.(2/598‬‬ ‫ـ]‪[577‬‬

‫»التمهيد« )‪.(21/207‬‬

‫»المغني« )‪.(1/230‬‬ ‫ـ]‪[578‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(211‬هل وضعفه الحافظ في »التلخأيص« )‬ ‫ـ]‪[579‬‬


‫‪.(1/129‬‬

‫»صحيح البخأاري« )‪.(269‬‬ ‫ـ]‪[580‬‬

‫»عمدة الحكاما مع شرح ابن الملقن« )‪،(1/632‬هل وانظر‪» :‬فتح‬ ‫ـ]‪[581‬‬


‫الباري« )‪.(1/380‬‬

‫»صحيح مسإلما« )‪.(303‬‬ ‫ـ]‪[582‬‬

‫»حاشية الدسإوقي« )‪،(1/112‬هل »النصاف« )‪.(1/330‬‬ ‫ـ]‪[583‬‬

‫»الفروع« )‪ 1/247‬ـ ‪،(248‬هل »النصاف« )‪.(1/330‬‬ ‫ـ]‪[584‬‬

‫»مسإائل الماما أحمد« لبي داود ص)‪.(106‬‬ ‫ـ]‪[585‬‬

‫»مغني المحتاج« )‪،(1/79‬هل »شرح فتح القدير« )‪،(1/72‬هل‬ ‫ـ]‪[586‬‬


‫»الفروع« )‪ 1/247‬ـ ‪.(248‬‬

‫»شرح العمدة« )‪.(1/102‬‬ ‫ـ]‪[587‬‬

‫»معالما السإنن« )‪.(1/147‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 454‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»المراسإيل« ص)‪،(149‬هل »العلل« )‪،(1/54‬هل »جامع التحصيل«‬ ‫ـ]‪[588‬‬


‫ص)‪.(236‬‬

‫»مسإند أبي عوانة« )‪.(1/273‬‬ ‫ـ]‪[589‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/126‬‬

‫»شرح العمدة« )‪.(1/102‬‬ ‫ـ]‪[590‬‬

‫»التمهيد« )‪.(21/208‬‬

‫»شرح فتح القدير« )‪،(1/72‬هل »حاشية الدسإوقي« )‪،(1/112‬هل‬ ‫ـ]‪[591‬‬


‫»مغني المحتاج« )‪،(1/79‬هل »النصاف« )‪.(1/330‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/198‬‬ ‫ـ]‪[592‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(210‬هل والترمذي )‪،(115‬هل وأحمد )‪(25/345‬‬ ‫ـ]‪[593‬‬


‫ولفظه‪» :‬يكفيك أن تأخأذ كف ا من ماء فتمسإح بها من ثوبك‪، «..‬هل قال الترمذي‪:‬‬
‫)هذا حديث حسإن صحيح(‪،‬هل وهو من رواية محمد بن إسإحاق‪،‬هل وقد صرح بالتحديث‬
‫في رواية أحمد‪،‬هل فانتفت شبهة التدليس‪.‬‬

‫»إعلما الموقعين« )‪.(4/277‬‬ ‫ـ]‪[594‬‬

‫»السإتذكار« )‪.(3/14‬‬

‫»شرح العمدة« )‪.(1/104‬‬ ‫ـ]‪[595‬‬

‫»علل الحديث« )‪.(1/48‬‬ ‫ـ]‪[596‬‬

‫»المحلى« )‪،(1/245‬هل »تحفة الشراف« )‪.(12/233‬‬ ‫ـ]‪[597‬‬

‫»المراسإيل« ص)‪،(28‬هل »تهذيب التهذيب« )‪.(2/156‬‬ ‫ـ]‪[598‬‬

‫»سإنن أبي داود« )‪.(1/46‬‬ ‫ـ]‪[599‬‬

‫»سإنن أبي داود« )‪.(1/46‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 455‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»العلل الكبير« )‪.(1/164‬‬ ‫ـ]‪[600‬‬

‫»السإتذكار« )‪.(3/52‬‬ ‫ـ]‪[601‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(3480‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/138‬‬ ‫ـ]‪[602‬‬

‫»المحلى« )‪.(1/245‬‬

‫»الخألفيات« )‪.(2/173‬‬ ‫ـ]‪[603‬‬

‫»العلل« )‪.(1/228‬‬

‫»المعرفة والتاريخ« )‪،3/106‬هل ‪،(199‬هل »تهذيب التهذيب« )‬ ‫ـ]‪[604‬‬


‫‪.(7/200‬‬

‫»الكامل« )‪.(4/289‬‬ ‫ـ]‪[605‬‬

‫»الميزان« )‪.(3/65‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/135‬‬ ‫ـ]‪[606‬‬

‫»بدائع الصنائع« )‪ 1/29‬ـ ‪،(30‬هل »المغني« )‪.(1/257‬‬ ‫ـ]‪[607‬‬

‫»المغني« )‪.(1/257‬‬ ‫ـ]‪[608‬‬

‫انظر‪» :‬بداية المجتهد« )‪.(1/102‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(382‬هل ومسإلما )‪.(512‬‬ ‫ـ]‪[609‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(586‬‬ ‫ـ]‪[610‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(9/157‬‬ ‫ـ]‪[611‬‬

‫»المصنف« )‪ (506‬وهو صحيح السإناد‪.‬‬ ‫ـ]‪[612‬‬

‫»تفسإير ابن جرير« )‪.(8/396‬‬ ‫ـ]‪[613‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 456‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»تفسإير ابن كثير« )‪.(2/276‬‬

‫»تفسإير ابن جرير« )‪.(8/396‬‬ ‫ـ]‪[614‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/492‬‬ ‫ـ]‪[615‬‬

‫انظر تعليق أحمد شاكر على الترمذي )‪.(1/142‬‬ ‫ـ]‪[616‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/141‬‬ ‫ـ]‪[617‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(20/368‬‬

‫هو ذكوان أبو صالح السإمان الزيات المدني‪،‬هل ثقة‪،‬هل ثبت‪،‬هل من الثالثة‪.‬‬ ‫ـ]‪[618‬‬

‫»اللسإان« )‪.(5/90‬‬ ‫ـ]‪[619‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(137‬هل ومسإلما )‪.(361‬‬ ‫ـ]‪[620‬‬

‫»الفروق« )‪.(1/111‬‬ ‫ـ]‪[621‬‬

‫»مسإائل الماما أحمد لبي داود« ص)‪.(12‬‬ ‫ـ]‪[622‬‬

‫أخأرجه ابن حبان )‪ (3/404‬إواسإناده قوي‪.‬‬ ‫ـ]‪[623‬‬

‫»الصابة« )‪.(5/240‬‬ ‫ـ]‪[624‬‬

‫»شرح معاني الثار« )‪.(1/75‬‬ ‫ـ]‪[625‬‬

‫»جامع الماما الترمذي« )‪.(1/132‬‬

‫»المحلى« )‪.(1/239‬‬ ‫ـ]‪[626‬‬

‫»الجوهر النقي« )‪.(1/137‬‬

‫انظر‪» :‬علل الحديث« )‪،(1/48‬هل »الخألفيات« )‪،(2/282‬هل‬ ‫ـ]‪[627‬‬


‫»سإنن الدارقطني« )‪،(1/149‬هل »التحقيق« )‪،(1/494‬هل »التلخأيص« )‪.(1/134‬‬

‫»الخألفيات« )‪.(2/282‬‬ ‫ـ]‪[628‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 457‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»سإنن الدارقطني« )‪.(1/150‬‬

‫»الميزان« )‪.(3/997‬‬ ‫ـ]‪[629‬‬

‫»تاريخ عثمان بن سإعيد« ص)‪ (144‬رقما )‪.(486‬‬ ‫ـ]‪[630‬‬

‫»التحقيق« )‪.(1/465‬‬ ‫ـ]‪[631‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(8/356‬‬

‫»الثقات« )‪.(5/313‬‬ ‫ـ]‪[632‬‬

‫»تاريخ الثقات« )‪،(1396‬هل وانظر‪» :‬الخألفيات« وتعليق محققه )‬ ‫ـ]‪[633‬‬


‫‪.(2/285‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/42‬‬ ‫ـ]‪[634‬‬

‫»المحرر« )‪.(1/86‬‬

‫»شرح فتح القدير« )‪،(1/56‬هل »حاشية الدسإوقي« )‪،(1/121‬هل‬ ‫ـ]‪[635‬‬


‫»المغني« )‪ 1/240‬ـ ‪.(241‬‬

‫»أسإد الغابة« )‪.(3/321‬‬ ‫ـ]‪[636‬‬

‫»الثقات« )‪.(3/37‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(12/226‬هل »الصابة« )‪.(12/158‬‬ ‫ـ]‪[637‬‬

‫انظر‪» :‬هدي السإاري« ص)‪،(443‬هل »المحلى« )‪.(1/236‬‬ ‫ـ]‪[638‬‬

‫»المجموع« )‪،(2/38‬هل »حاشية الدسإوقي« )‪،(1/121‬هل »المغني«‬ ‫ـ]‪[639‬‬


‫)‪.(1/240‬‬

‫انظر‪» :‬عارضة الحوذي« )‪ (1/114‬حيث قال ابن العربي‪:‬‬ ‫ـ]‪[640‬‬


‫)هذا الباب عظيما القدر في الدين اخأتلف فيه الصحابة والتابعون والفقهاء إلى‬
‫الن‪ ..‬وقد جرت فيه مناظرة بين العلماء‪.(..‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 458‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»صحيح ابن حبان« )‪.(3/405‬‬ ‫ـ]‪[641‬‬

‫»المعجما الكبير« )‪.(8/402‬‬

‫»عارضة الحوذي« )‪.(1/117‬‬ ‫ـ]‪[642‬‬

‫»العتبار« ص)‪.(43‬‬

‫»الخألفيات« )‪.(2/288‬‬ ‫ـ]‪[643‬‬

‫»المحلى« )‪.(1/239‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/235‬‬ ‫ـ]‪[644‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/126‬‬ ‫ـ]‪[645‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/134‬‬

‫أخأرجه أحمد )‪،(14/130‬هل وابن حبان )‪ (3/401‬واللفظ له‪،‬هل‬ ‫ـ]‪[646‬‬


‫وأخأرجه غيرهما‪،‬هل وفي إسإناده ضعف‪،‬هل ولكنه بطرقه يصل درجة الحسإن‪.‬‬

‫أخأرجه ابن ماجه )‪،(481‬هل والبيهقي )‪،(1/130‬هل ونقل عن الترمذي‬ ‫ـ]‪[647‬‬


‫أنه سإأل أبا زرعة عن هذا الحديث فاسإتحسإنه‪،‬هل قال‪) :‬ورأيته يعده محفوظاا(‪.‬‬

‫أخأرجه أحمد )‪ 11/647‬ـ ‪،(648‬هل والدارقطني )‪،(1/147‬هل والبيهقي‬ ‫ـ]‪[648‬‬


‫)‪ (1/132‬إواسإناده حسإن‪،‬هل وصححه البخأاري كما في »العلل« )‪(1/161‬‬
‫للترمذي‪،‬هل كما صححه الحازمي في »العتبار« )‪ (88‬وصححه أحمد شاكر في‬
‫تعليقه على »المسإند« )‪.(12/31‬‬

‫أخأرجه أحمد )‪ (5/194‬وسإنده جيد‪.‬‬ ‫ـ]‪[649‬‬

‫»صحيح ابن خأزيمة« )‪.(1/22‬‬

‫»الوسإط« )‪،(1/205‬هل »الفتاوى« )‪،21/222) (20/524‬هل‬ ‫ـ]‪[650‬‬


‫‪.(241‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 459‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫انظر‪» :‬السإتذكار« )‪.(3/34‬‬ ‫ـ]‪[651‬‬

‫هو عبد ال بن عبيد ال بن أبي عمليكة ـ بالتصغير ـ ثقة‪،‬هل فقيه‪،‬هل من‬ ‫ـ]‪[652‬‬
‫الثالثة‪.‬‬

‫»مصباح الزجاجة« )‪.(1/144‬‬ ‫ـ]‪[653‬‬

‫»الكامل« )‪،(1/292‬هل وانظر‪» :‬سإنن البيهقي« )‪.(1/142‬‬ ‫ـ]‪[654‬‬

‫»علل الحديث« )‪ (1/13‬رقما )‪.(57‬‬ ‫ـ]‪[655‬‬

‫»سإنن البيهقي« )‪.(1/143‬‬

‫»شرح فتح القدير« )‪،(1/39‬هل »كشاف القناع« )‪،(1/124‬هل‬ ‫ـ]‪[656‬‬


‫»النصاف« )‪.(2/197‬‬

‫القائل هو معدان بن أبي طلحة‪،‬هل الراوي عن أبي الدرداء رضي ال‬ ‫ـ]‪[657‬‬
‫عنه‪.‬‬

‫أخأرجه الترمذي )‪،(87‬هل وأحمد )‪ (45/492‬ولفظه‪) :‬قاء فأفطر(‪،‬هل‬ ‫ـ]‪[658‬‬


‫وفي لفظ له )‪) :(45/525‬اسإتقاء رسإول ال صللى ال عليه وسإللما فأفطر‪،‬هل فأتي‬
‫بماء فتوضأ(‪،‬هل قال الترمذي‪) :‬هذا أصح شيء في هذا الباب(‪،‬هل وقيل لحمد‪:‬‬
‫حديث ثوبان ثبت عندك؟ا قال‪) :‬نعما(‪،‬هل نقله في المغني )‪.(1/247‬‬

‫»تحفة الحوذي« )‪.(1/288‬‬ ‫ـ]‪[659‬‬

‫»حاشية الدسإوقي« )‪،(1/117‬هل »المجموع« )‪،(2/8‬هل »النصاف«‬ ‫ـ]‪[660‬‬


‫)‪.(1/197‬‬

‫»الفتاوى« )‪،21/222‬هل ‪.(228‬‬ ‫ـ]‪[661‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/224‬‬

‫»المخأتارات الجلية« ص)‪.(22‬‬ ‫ـ]‪[662‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 460‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(198‬هل وأحمد )‪،(23/51‬هل وابن خأزيمة )‪،(36‬هل‬ ‫ـ]‪[663‬‬
‫وابن حبان )‪ (3/375‬من طريق ابن إسإحاق‪،‬هل حدثني صدقة بن يسإار‪،‬هل عن عقيل‪،‬هل‬
‫عن جابر‪،‬هل به‪ .‬وهذا سإند ضعيف؛ لن عقيل ـ وهو ابن جابر ـ في عداد‬
‫المجهولين‪،‬هل ما روى عنه غير صدقة بن يسإار‪ .‬وقد علقه البخأاري في كتاب‬
‫»الوضوء« ])‪ (1/280‬فتح الباري[ مخأتص ار بصيغة التمريض‪.‬‬

‫»الفتاوى« )‪،21/222‬هل ‪.(228‬‬ ‫ـ]‪[664‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(20/526‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(2/117‬هل »الصابة« )‪.(2/42‬‬ ‫ـ]‪[665‬‬

‫»صحيح ابن خأزيمة« )‪.(1/21‬‬ ‫ـ]‪[666‬‬

‫»تهذيب مخأتصر السإنن« )‪.(1/136‬‬

‫المصدر السإابق‪.‬‬ ‫ـ]‪[667‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(3/288‬‬

‫»بدائع الصنائع« )‪،(1/32‬هل »المنتقى« للباجي )‪،(1/65‬هل‬ ‫ـ]‪[668‬‬


‫»المجموع« )‪.(2/57‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪ (192‬واللفظ له‪،‬هل والترمذي )‪،(80‬هل والنسإائي )‬ ‫ـ]‪[669‬‬


‫‪،(1/106‬هل وابن ماجه )‪،(489‬هل وأحمد )‪ (22/164‬من طرق عن جابر رضي ال‬
‫عنه‪،‬هل وهو حديث صحيح‪،‬هل ويشهد له ما رواه البخأاري )‪ (5457‬عن جابر رضي‬
‫ال عنه أنه سإئل عن الوضوء مما مسإته النار‪،‬هل فقال‪» :‬ل«‪.‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(184‬هل والترمذي )‪،(81‬هل وابن ماجه )‪،(494‬هل‬ ‫ـ]‪[670‬‬
‫وهو حديث صحيح‪،‬هل صححه أحمد إواسإحاق وجماعة‪.‬‬

‫»علل الحديث« )‪.(1/66‬‬ ‫ـ]‪[671‬‬

‫انظر حديث )‪.(128‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 461‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»الفتاوى« )‪.(21/263‬‬ ‫ـ]‪[672‬‬

‫ضعة من اللحما أو‬


‫قال في اللسإان‪ :‬الهبر‪ :‬قطع اللحما‪،‬هل والهبرة‪ :‬مب ن‬ ‫ـ]‪[673‬‬
‫نحضة ل عظما فيها‪.‬‬

‫»النصاف« )‪،(1/217‬هل »المخأتارات الجلية« ص)‪.(17‬‬ ‫ـ]‪[674‬‬

‫»شرح الزركشي« )‪.(1/261‬‬ ‫ـ]‪[675‬‬

‫»فتاوى ابن إبراهيما« )‪.(2/76‬‬

‫أخأرجه أحمد )‪ (29/458‬وغيره‪،‬هل بإسإناد حسإن‪،‬هل وفيه محمد بن‬ ‫ـ]‪[676‬‬


‫إسإحاق‪،‬هل صدوق حسإن الحديث‪،‬هل وقد صرح بالتحديث في رواية أخأرى عند أحمد‪.‬‬

‫»تحفة الشراف« )‪،9/294‬هل ‪.(10/291) (414‬‬ ‫ـ]‪[677‬‬

‫»العلل الكبير« )‪.(1/402‬‬ ‫ـ]‪[678‬‬

‫»علل الحديث« )‪.(1/351‬‬

‫»السإنن الكبرى« )‪.(1/303‬‬ ‫ـ]‪[679‬‬

‫»المهذب في اخأتصار السإنن الكبير« )‪.(1/301‬‬ ‫ـ]‪[680‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/145‬‬ ‫ـ]‪[681‬‬

‫»العلل الكبير« )‪،(1/402‬هل »الوسإط« )‪.(1/181‬‬ ‫ـ]‪[682‬‬

‫»السإنن الكبرى« )‪.(1/302‬‬ ‫ـ]‪[683‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/145‬‬

‫»تهذيب مخأتصر السإنن« )‪.(3/306‬‬ ‫ـ]‪[684‬‬

‫»المهذب« للذهبي )‪.(1/301‬‬

‫»المجموع« )‪.(5/185‬‬ ‫ـ]‪[685‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 462‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/145‬‬

‫»المغني« )‪،(1/278‬هل »تهذيب مخأتصر السإنن« )‪.(3/306‬‬ ‫ـ]‪[686‬‬

‫»السإتذكار« )‪ 2/137‬ـ ‪،(138‬هل »روضة الطالبين« )‪،(1/85‬هل‬ ‫ـ]‪[687‬‬


‫»المغني« )‪.(1/278‬‬

‫»النكت على المحرر« )‪.(1/110‬‬ ‫ـ]‪[688‬‬

‫أخأرجه الدارقطني )‪،(2/72‬هل والخأطيب في »تاريخ بغداد« )‬ ‫ـ]‪[689‬‬


‫‪ (5/424‬ومحمد بن عبد ال المخأرمي ترجمه الحافظ في »تهذيب التهذيب« )‬
‫‪ (9/242‬وهو ثقة‪،‬هل سإئل عنه أبو حاتما فقال‪) :‬ثقة ثقة(‪،‬هل وقال الدارقطني‪) :‬ثقة‬
‫جليل متقن(‪.‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/149‬‬ ‫ـ]‪[690‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/280‬‬ ‫ـ]‪[691‬‬

‫»معالما السإنن« )‪.(4/305‬‬

‫المصدر السإابق‪.‬‬ ‫ـ]‪[692‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/353‬‬ ‫ـ]‪[693‬‬

‫»البدر التماما« )‪.(1/48‬‬ ‫ـ]‪[694‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/131‬‬

‫»الصابة« )‪.(6/26‬‬ ‫ـ]‪[695‬‬

‫»الموطأ« )‪.(1/199‬‬

‫المرسإل‪ :‬ما رواه التابعي عن النبي صللى ال عليه وسإللما‪،‬هل ورواية‬ ‫ـ]‪[696‬‬
‫مالك هنا مرسإلة؛ لن راوي الكتاب هو عبد ال بن أبي بكر‪،‬هل وهو تابعي‪،‬هل كما تقدما‬
‫في ترجمته‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 463‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫الموصول‪ :‬ما اتصل إسإناده مرفوع ا كان‪،‬هل أو موقوف ا على من كان‪،‬هل‬ ‫ـ]‪[697‬‬
‫والمراد بذلك ما سإمعه كل ارلو من شيخأه في سإياق السإناد من أوله إلى منتهاه‪.‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(4/166‬‬ ‫ـ]‪[698‬‬

‫انظر‪» :‬المجروحين« )‪.(1/421‬‬

‫»السإنن الكبرى« )‪.(4/90‬‬ ‫ـ]‪[699‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(4/166‬‬ ‫ـ]‪[700‬‬

‫»العلل« )‪.(1/222‬‬

‫»الميزان« )‪.(2/201‬‬ ‫ـ]‪[701‬‬

‫»سإنن النسإائي« )‪.(8/59‬‬

‫»تاريخ يحيى بن معين« )‪.(1/113‬‬ ‫ـ]‪[702‬‬

‫»التمهيد« )‪.(17/338‬‬ ‫ـ]‪[703‬‬

‫»التمهيد« )‪.(17/339‬‬

‫»شرح العمدة«‪،‬هل كتاب »المناسإك« )‪.(1/101‬‬ ‫ـ]‪[704‬‬

‫»المسإتدرك« )‪.(1/397‬‬ ‫ـ]‪[705‬‬

‫»السإنن الكبرى« )‪ 4/89‬ـ ‪.(90‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(8/299‬هل »الصابة« )‪.(7/99‬‬ ‫ـ]‪[706‬‬

‫تقدما تخأريجه في أول باب »الوضوء«‪.‬‬ ‫ـ]‪[707‬‬

‫أخأرجه عبد الرزاق )‪.(1/342‬‬

‫»الصحاح« )‪.(5/1774‬‬ ‫ـ]‪[708‬‬

‫»الفعال« ص)‪.(187‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 464‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»المغني« )‪،(1/202‬هل وانظر‪» :‬المحلى« )‪.(1/81‬‬ ‫ـ]‪[709‬‬

‫أخأرجه الطبراني في »الكبير« )‪،(12/313‬هل و»الصغير« )‬ ‫ـ]‪[710‬‬


‫‪،(2/139‬هل والبيهقي )‪،(1/88‬هل من طريق سإعيد بن محمد بن ثواب‪،‬هل نا أبو عاصما‪،‬هل‬
‫أنبأنا ابن جريج‪،‬هل عن سإليمان بن موسإى‪،‬هل قال الحافظ في »التلخأيص« )‪:(1/140‬‬
‫)واسإناده ل بأس به‪،‬هل ذكر الثرما أن أحمد احتج به(‪،‬هل وقد أعل الحديث بما ل‬
‫إ‬
‫يوهنه‪.‬‬

‫أخأرجه الدارقطني )‪،(1/124‬هل والبيهقي )‪،(1/88‬هل والحاكما )‬ ‫ـ]‪[711‬‬


‫‪ (2/477‬وقال‪) :‬صحيح على شرط الشيخأين(‪،‬هل وصححه الدارقطني‪،‬هل وجوده‬
‫الزيلعي في »نصب الراية« )‪ (1/199‬ونقل تصحيح الدارقطني له‪،‬هل كما نقله ابن‬
‫حجر في »الدراية« )‪.(1/88‬‬

‫أخأرجه مالك في »الموطأ« )‪،(1/42‬هل ومن طريقه البيهقي )‪،1/88‬هل‬ ‫ـ]‪[712‬‬


‫‪،(131‬هل وابن أبي داود في »المصاحف« )‪ (211‬إواسإناده صحيح‪،‬هل وله طرق كثيرة‬
‫ذكرها ابن أبي داود في »المصاحف«‪،‬هل وعبد الرزاق في »المصنف« )‪،(1/114‬هل‬
‫وابن أبي شيبة )‪.(1/189‬‬

‫»الفتاوى« )‪،21/266‬هل ‪،270‬هل ‪.(288‬‬ ‫ـ]‪[713‬‬

‫»المغني« )‪.(1/202‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/72‬‬ ‫ـ]‪[714‬‬

‫»إعلما الموقعين« )‪.(1/225‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/244‬‬ ‫ـ]‪[715‬‬

‫»أحكاما القران« )‪.(5/300‬‬

‫»التبيان« ص)‪.(165‬‬ ‫ـ]‪[716‬‬

‫»الموطأ« )‪.(1/199‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 465‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»التبيان« ص)‪.(168‬‬ ‫ـ]‪[717‬‬

‫»تفسإير ابن سإعدي« ص)‪.(836‬‬

‫»التبيان في آداب حملة القرآن« ص)‪،(124‬هل وانظر‪» :‬المجموع«‬ ‫ـ]‪[718‬‬


‫)‪.(2/67‬‬

‫»هدي السإاري« ص)‪.(17‬‬ ‫ـ]‪[719‬‬

‫المصدر السإابق‪.‬‬

‫»علوما الحديث« ص)‪.(24‬‬ ‫ـ]‪[720‬‬

‫»هدي السإاري« ص)‪.(17‬‬ ‫ـ]‪[721‬‬

‫بنااء على القول بأن الحروف يقوما بعضها مقاما بعض‪،‬هل وهي مسإألة‬ ‫ـ]‪[722‬‬
‫خألفية‪،‬هل محلها كتب النحو‪،‬هل باب »حروف الجر«‪.‬‬

‫تقدما تخأريجه في اخأر الكلما على حديث )‪.(67‬‬ ‫ـ]‪[723‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(1/286‬‬ ‫ـ]‪[724‬‬

‫»شرح البخأاري« )‪.(2/45‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(4/308‬‬ ‫ـ]‪[725‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(17‬هل والنسإائي )‪،(1/36‬هل وابن ماجه )‪(350‬‬ ‫ـ]‪[726‬‬
‫وهو حديث صحيح‪،‬هل له طرق وشواهد‪،‬هل ذكرها الحافظ في »نتائج الفكار« )‬
‫‪.(1/205‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(370‬‬ ‫ـ]‪[727‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(337‬هل ومسإلما )‪.(369‬‬ ‫ـ]‪[728‬‬

‫نقله في »الرفع والتكميل« ص)‪.(183‬‬ ‫ـ]‪[729‬‬

‫»تنقيح التحقيق« )‪.(1/478‬‬ ‫ـ]‪[730‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 466‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»نصب الراية« )‪.(1/43‬‬

‫»مجموع الفتاوى« )‪.(21/222‬‬ ‫ـ]‪[731‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪ 7/103‬فتح(‪.‬‬ ‫ـ]‪[732‬‬

‫»منهاج السإنة« )‪.(6/232‬‬ ‫ـ]‪[733‬‬

‫انظر في ترجمته‪» :‬السإتيعاب« )‪،(10/134‬هل »الصابة« )‬ ‫ـ]‪[734‬‬


‫‪.(9/231‬‬

‫»العلل« )‪.(1/47‬‬ ‫ـ]‪[735‬‬

‫»تنقيح التحقيق« )‪.(1/434‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(11/106‬‬ ‫ـ]‪[736‬‬

‫»الثقات« )‪.(1517‬‬

‫»الجرح والتعديل« )‪.(9/213‬‬ ‫ـ]‪[737‬‬

‫معناها‪ :‬أنه يأتي مرة بالحاديث المعروفة‪،‬هل ومرة بالحاديث‬ ‫ـ]‪[738‬‬


‫المنكرة‪،‬هل فأحاديثه تحتاج إلى سإبر وعرض على أحاديث الثقات المعروفين‪.‬‬

‫»العلل« )‪،(1/47‬هل »المراسإيل« )‪.(124‬‬ ‫ـ]‪[739‬‬

‫»الجرح والتعديل« )‪.(5/270‬‬

‫»خألصة البدر المنير« )‪.(1/52‬‬ ‫ـ]‪[740‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/127‬‬

‫»إرواء الغليل« )‪،(1/148‬هل »تماما المنة« ص)‪.(100‬‬ ‫ـ]‪[741‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/20‬‬ ‫ـ]‪[742‬‬

‫»سإنن أبي داود« )‪.(1/52‬‬ ‫ـ]‪[743‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 467‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»الثقات« )‪.(5/265‬‬ ‫ـ]‪[744‬‬

‫»توضيح الحكاما« )‪.(1/298‬‬ ‫ـ]‪[745‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪ (265‬من حديث أبي هريرة رضي ال عنه‪.‬‬ ‫ـ]‪[746‬‬

‫بكسإر الخأاء ومد اللف‪ :‬اداب التخألي والقعود عند الحاجة‪،‬هل قاله‬ ‫ـ]‪[747‬‬
‫الخأطابي في »معالما السإنن« )‪.(1/16‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪،(262‬هل وسإيأتي شرحه ـ إن شاء ال تعالى ـ في‬ ‫ـ]‪[748‬‬


‫موضعه‪.‬‬

‫هكذا قال‪) :‬من ورق( وقد غيلط جميع أهل الحديث الزهري في هذا‬ ‫ـ]‪[749‬‬
‫اللفظ‪،‬هل وقالوا‪ :‬إن المعروف أن المطروح خأاتما الذهب‪،‬هل كما في حديث ابن عمر‪.‬‬
‫»المنهل العذب المورود« )‪.(1/77‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/118‬‬ ‫ـ]‪[750‬‬

‫»الخألصة« )‪.(1/151‬‬

‫انظر‪» :‬الجوهر النقي« )‪.(1/95‬‬ ‫ـ]‪[751‬‬

‫»مخأتصر سإنن أبي داود« )‪.(1/26‬‬

‫»المنهل العذب المورود« )‪.(1/77‬‬ ‫ـ]‪[752‬‬

‫انظر‪» :‬الجوهر النقي« )‪.(1/95‬‬

‫»سإير أعلما النبلء« )‪،(6/332‬هل »تهذيب التهذيب« )‪.(6/360‬‬ ‫ـ]‪[753‬‬

‫»سإير أعلما النبلء« )‪.(6/331‬‬ ‫ـ]‪[754‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(6/359‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(5878‬هل ومسإلما )‪.(2092‬‬ ‫ـ]‪[755‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 468‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(5879‬هل وأخأرجه مسإلما من حديث ابن عمر‬ ‫ـ]‪[756‬‬


‫رضي ال عنهما )‪.(54) (2091‬‬

‫»مسإائل الماما أحمد« رواية إسإحاق بن إبراهيما النيسإابوري ص)‬ ‫ـ]‪[757‬‬


‫‪.(5‬‬

‫»النكت على المحرر« )‪.(1/8‬‬ ‫ـ]‪[758‬‬

‫»أحكاما الخأواتما« ص)‪.(172‬‬

‫»الفروع«‪،‬هل في كتاب »الزكاة« )‪.(2/473‬‬ ‫ـ]‪[759‬‬

‫»النكت على المحرر« )‪.(1/8‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/244‬‬ ‫ـ]‪[760‬‬

‫»الدب المفرد« رقما )‪.(692‬‬ ‫ـ]‪[761‬‬

‫»معالما السإنن« )‪،(1/16‬هل »إصلح غلط المحدثين« ص)‪.(17‬‬ ‫ـ]‪[762‬‬

‫»غريب الحديث« )‪.(1/311‬‬ ‫ـ]‪[763‬‬

‫»المفهما« )‪.(1/554‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(6‬هل وابن ماجه )‪،(296‬هل وأحمد )‪،(32/38‬هل وهو‬ ‫ـ]‪[764‬‬
‫حديث صحيح على شرط البخأاري‪،‬هل كما ذكر اللباني في »تماما المنة« ص)‪.(57‬‬

‫»شرح العمدة« )‪.(1/434‬‬ ‫ـ]‪[765‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/244‬‬

‫»المصنف« )‪.(1/7‬‬ ‫ـ]‪[766‬‬

‫»تماما المنة« ص)‪.(57‬‬

‫أخأرجه الترمذي )‪،(606‬هل وابن ماجه )‪،(297‬هل وقال الترمذي‪) :‬هذا‬ ‫ـ]‪[767‬‬
‫حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪،‬هل إواسإناده ليس بذاك القوي(‪،‬هل وضعفه‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 469‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫النووي في »الخألصة« )‪،(326‬هل واللباني في »الرواء« )‪ (1/88‬وحسإنه أحمد‬


‫شاكر في تعليقه على الترمذي‪.‬‬

‫صص« )‪.(1/33‬‬
‫»المخأ ي‬ ‫ـ]‪[768‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/251‬‬

‫»صحيح مسإلما« )‪.(270‬‬ ‫ـ]‪[769‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(1/252‬‬

‫»مفاتيح العلوما« ص)‪.(140‬‬ ‫ـ]‪[770‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/252‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/251‬‬ ‫ـ]‪[771‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/251‬‬ ‫ـ]‪[772‬‬

‫المصدر السإابق‪.‬‬

‫»الصابة« )‪.(10/219‬‬ ‫ـ]‪[773‬‬

‫»بيان الوهما واليهاما« )‪،(2/41‬هل »التلخأيص« )‪.(1/115‬‬ ‫ـ]‪[774‬‬

‫»مجمع الزوائد« )‪.(1/204‬‬ ‫ـ]‪[775‬‬

‫»سإير أعلما النبلء« )‪.(8/15‬‬ ‫ـ]‪[776‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/116‬‬

‫أخأرجه الطبراني في »الكبير« )‪،(3/179‬هل وحسإنه المنذري في‬ ‫ـ]‪[777‬‬


‫»الترغيب« )‪،(1/134‬هل والهيثمي في »المجمع« )‪،(1/204‬هل واللباني في‬
‫»صحيح الترغيب« )‪.(1/135‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(3/164‬‬ ‫ـ]‪[778‬‬

‫انظر‪» :‬تهذيب التهذيب« )‪.(7/232‬‬ ‫ـ]‪[779‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 470‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»العلل« )‪.(11/296‬‬ ‫ـ]‪[780‬‬

‫»بيان الوهما واليهاما« )‪ 2/143‬ـ ‪،(144‬هل »نيل الوطار« )‬ ‫ـ]‪[781‬‬


‫‪.(1/92‬‬

‫»الماما« )‪.(2/348‬‬ ‫ـ]‪[782‬‬

‫»بيان الوهما واليهاما« )‪.(5/258‬‬

‫المصدر السإابق )‪.(5/259‬‬ ‫ـ]‪[783‬‬

‫»اللماما« ص)‪.(43‬‬

‫»إرشاد الفقيه« )‪.(1/54‬‬ ‫ـ]‪[784‬‬

‫)‪.(3/325‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/92‬‬ ‫ـ]‪[785‬‬

‫»النكت على المحرر« )‪.(1/8‬‬

‫انظر‪» :‬صفة الفتوى« لبن حمدان ص)‪.(90‬‬ ‫ـ]‪[786‬‬

‫»المحلى« )‪.(1/95‬‬ ‫ـ]‪[787‬‬

‫»النصاف« )‪.(1/103‬‬

‫»شرح العمدة« )‪.(1/258‬‬ ‫ـ]‪[788‬‬

‫)‪.(1/121‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/110‬‬ ‫ـ]‪[789‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(7288‬هل ومسإلما )‪.(1337‬‬ ‫ـ]‪[790‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪،(2028‬هل )‪.(123‬‬ ‫ـ]‪[791‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 471‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(3728‬هل والترمذي )‪،(1889‬هل وقال‪) :‬هذا حديث‬ ‫ـ]‪[792‬‬
‫حسإن صحيح(‪.‬‬

‫»المسإند« )‪ 39/139‬ـ ‪.(147‬‬ ‫ـ]‪[793‬‬

‫»الطبقات« )‪.(4/75‬‬

‫»المعجما الكبير« )‪.(6/212‬‬ ‫ـ]‪[794‬‬

‫»المسإتدرك« )‪.(3/598‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(4/221‬هل »السإير« )‪،(1/505‬هل »الصابة« )‬ ‫ـ]‪[795‬‬


‫‪.(4/223‬‬

‫»الجنى الداني« ص)‪.(359‬‬ ‫ـ]‪[796‬‬

‫»شرح النووي على صحيح مسإلما« )‪.(3/155‬‬ ‫ـ]‪[797‬‬

‫»الصحاح« )‪.(6/2502‬‬ ‫ـ]‪[798‬‬

‫»غريب الحديث« لبي عبيد )‪.(3/242‬‬ ‫ـ]‪[799‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(162‬هل ومسإلما )‪.(278‬‬ ‫ـ]‪[800‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(35‬هل وابن ماجه )‪،(337‬هل وأحمد )‪.(14/432‬‬ ‫ـ]‪[801‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/257‬‬ ‫ـ]‪[802‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/55‬‬

‫)‪.(1/113‬‬ ‫ـ]‪[803‬‬

‫»شرح صحيح مسإلما« )‪.(3/159‬‬ ‫ـ]‪[804‬‬

‫»المحلى« )‪.(1/95‬‬

‫»النصاف« )‪.(1/112‬‬ ‫ـ]‪[805‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 472‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه مسإلما )‪.(450‬‬ ‫ـ]‪[806‬‬

‫»الصابة« )‪.(3/56‬‬ ‫ـ]‪[807‬‬

‫ص)‪.(222‬‬ ‫ـ]‪[808‬‬

‫»حاشية ابن عابدين« )‪،(1/341‬هل »تصحيح الفروع« )‪،(1/111‬هل‬ ‫ـ]‪[809‬‬


‫»النصاف« )‪.(1/101‬‬

‫»الخأتيارات« ص)‪،(8‬هل »إعلما الموقعين« )‪،(4/280) (2/202‬هل‬ ‫ـ]‪[810‬‬


‫»تهذيب مخأتصر السإنن« )‪،(1/22‬هل »عارضة الحوذي« )‪،(1/27‬هل »المحلى« )‬
‫‪ 1/189‬ـ ‪،(190‬هل »نيل الوطار« )‪،(1/98‬هل »تحفة الحوذي« )‪،(1/58‬هل »فتاوى‬
‫ابن إبراهيما« )‪.(2/35‬‬

‫»حاشية الدسإوقي« )‪،(1/108‬هل »المجموع« )‪،(1/92‬هل‬ ‫ـ]‪[811‬‬


‫»النصاف« )‪.(1/100‬‬

‫»سإبل السإلما« )‪.(1/137‬‬ ‫ـ]‪[812‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(148‬هل ومسإلما )‪،(266‬هل )‪.(62‬‬ ‫ـ]‪[813‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(13‬هل والترمذي )‪ (9‬وابن ماجه )‪ (325‬وأحمد )‬ ‫ـ]‪[814‬‬


‫‪ (23/157‬من طريق ابن إسإحاق‪،‬هل حدثني أبان بن صالح‪،‬هل عن مجاهد‪،‬هل عن جابر‬
‫رضي ال عنه‪،‬هل وهذا إسإناد حسإن من أجل ابن إسإحاق‪،‬هل حسإنه الترمذي‪،‬هل والنووي‬
‫في »شرحه على صحيح مسإلما« )‪،(3/157‬هل ونقل ابن الملقن في »خألصة البدر‬
‫المنير« )‪ (1/44‬أن البخأاري صححه‪،‬هل وقال الترمذي في »العلل« )‪ 1/86‬ـ‬
‫‪) :(87‬سإألت محمدا عن هذا الحديث‪،‬هل فقال‪ :‬رواه غير واحد عن محمد بن‬
‫إسإحاق( قال ابن القيما‪) :‬إن كان مراد البخأاري صحته عن ابن إسإحاق لما يديل على‬
‫صحته في نفسإه‪،‬هل إوان كان مراده صحته في نفسإه فهي واقعة عين حكمها حكما‬
‫حديث ابن عمر(‪» .‬زاد المعاد« )‪.(2/385‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 473‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(2/386‬‬ ‫ـ]‪[815‬‬

‫»نيل الوطار« )‪.(1/96‬‬ ‫ـ]‪[816‬‬

‫بضما الحاء نسإبة إلى عحبران بضما فسإكون‪،‬هل بطن من حمير‪.‬‬ ‫ـ]‪[817‬‬

‫انظر‪» :‬التلخأيص« )‪.(1/113‬‬ ‫ـ]‪[818‬‬

‫»الميزان« )‪.(1/555‬‬

‫»الثقات« )‪.(6/211‬‬ ‫ـ]‪[819‬‬

‫»الجرح والتعديل« )‪ 3/199‬ـ ‪،(200‬هل ومعنى‪) :‬شيخ(‪ :‬أي ليس‬ ‫ـ]‪[820‬‬


‫بحجة‪،‬هل فيكتب حديثه ويصلح في المتابعات‪،‬هل وتقدما ذلك‪.‬‬

‫»الثقات« )‪.(5/568‬‬ ‫ـ]‪[821‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/257‬‬

‫»خألصة البدر المنير« )‪.(1/43‬‬ ‫ـ]‪[822‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(14‬هل ومن طريقه البيهقي )‪ (1/96‬من طريق‬ ‫ـ]‪[823‬‬
‫العمش‪،‬هل عن رجل‪،‬هل عن ابن عمر مرفوعاا‪،‬هل وهذا إسإناد ضعيف لجهالة الرجل‪،‬هل‬
‫واخأتلف على العمش فرواه عبد السإلما بن حرب‪،‬هل عن العمش‪،‬هل عن أنس‬
‫بنحوه‪ ..‬أخأرجه أبو داود )‪ (14‬والترمذي )‪ (14‬قال أبو داود‪ :‬وهو ضعيف‪،‬هل وقال‬
‫البخأاري عنهما‪) :‬كلهما مرسإل(‪،‬هل انظر‪» :‬علل الترمذي« )‪ .(1/95‬وقد أورد‬
‫اللباني هذا الحديث في »الصحيحة« )‪.(3/60‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(4017‬هل والترمذي )‪،(2794‬هل وابن ماجه )‬ ‫ـ]‪[824‬‬


‫‪،(1920‬هل وأحمد )‪،(33/235‬هل وقال الترمذي‪) :‬هذا حديث حسإن(‪.‬‬

‫»تاريخ الثقات« ص)‪.(485‬‬ ‫ـ]‪[825‬‬

‫»الثقات« )‪.(7/638‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 474‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»جامع الترمذي« )‪.(1/12‬‬ ‫ـ]‪[826‬‬

‫»المسإتدرك« )‪.(1/262‬‬ ‫ـ]‪[827‬‬

‫»العلل« )‪.(1/43‬‬

‫»الذكار« ص)‪،(28‬هل »المجموع« )‪.(2/75‬‬ ‫ـ]‪[828‬‬

‫»نتائج الفكار« )‪.(1/214‬‬ ‫ـ]‪[829‬‬

‫»إرواء الغليل« )‪.(1/91‬‬

‫»إغاثة اللهفان« )‪.(1/74‬‬ ‫ـ]‪[830‬‬

‫»شرح السإنة« )‪.(1/379‬‬

‫»معالما السإنن« )‪.(1/32‬‬ ‫ـ]‪[831‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/76‬‬ ‫ـ]‪[832‬‬

‫أخأرجه ابن ماجه )‪ (301‬إواسإناده ضعيف؛ لنه من رواية‬ ‫ـ]‪[833‬‬


‫إسإماعيل بن موسإى البصري ثما المكي‪ .‬قال فيه أبو زرعة‪) :‬بصري ضعيف(‪،‬هل‬
‫وقال أحمد‪) :‬منكر الحديث(‪،‬هل وعن علي بن المديني‪) :‬ل يكتب حديثه(‪،‬هل ذكر ذلك‬
‫الذهبي في »الميزان« )‪،(1/248‬هل وقال البوصيري في »الزوائد« )‪) :(1/92‬متفق‬
‫على تضعيفه(‪.‬‬

‫أخأرجه أحمد )‪،6/82‬هل ‪ (83‬إواسإناده حسإن‪.‬‬ ‫ـ]‪[834‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(9/46‬‬ ‫ـ]‪[835‬‬

‫كانت أمه تكنى بذلك‪.‬‬

‫أخأرجه أحمد )‪،(7/287‬هل وابن ماجه )‪ (138‬إواسإناده حسإن؛ لنه‬ ‫ـ]‪[836‬‬


‫من رواية عاصما بن أبي النجود‪،‬هل وهو حسإن الحديث‪،‬هل كما تقدما‪،‬هل وله شواهد يرتقي‬
‫بها إلى درجة الصحة‪.‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 475‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬
‫سإمتاا‪ :‬أي‪ :‬خأشوعاا‪،‬هل وهدياا‪ :‬طريقة‪،‬هل ود ل‬
‫ل‪ :‬أي‪ :‬سإيرة وحالة وهيئة‪.‬‬ ‫ـ]‪[837‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪ 7/102‬فتح(‪.‬‬ ‫ـ]‪[838‬‬

‫»الصابة« )‪.(6/214‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/257‬‬ ‫ـ]‪[839‬‬

‫»معرفة علوما الحديث« ص)‪.(109‬‬ ‫ـ]‪[840‬‬

‫»اللزامات والتتبع« ص)‪.(227‬‬

‫»المصدر السإابق«‪.‬‬ ‫ـ]‪[841‬‬

‫»هدي السإاري« )‪.(349‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(1/229‬‬ ‫ـ]‪[842‬‬

‫انظر‪» :‬الميزان« )‪.(2/86‬‬

‫»المسإند« )‪.(7/326‬‬ ‫ـ]‪[843‬‬

‫»المراسإيل« ص)‪.(145‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/257‬‬ ‫ـ]‪[844‬‬

‫»السإنن« )‪.(1/55‬‬

‫»صحيح ابن خأزيمة« )‪.(1/39‬‬ ‫ـ]‪[845‬‬

‫»غريب الحديث« )‪.(1/166‬‬

‫»المصباح المنير« ص)‪.(237‬‬ ‫ـ]‪[846‬‬

‫أخأرجه أبو داود )‪،(40‬هل والنسإائي )‪،(44‬هل وأحمد )‪،(41/288‬هل‬ ‫ـ]‪[847‬‬


‫والدارقطني )‪ (1/54‬وقال‪) :‬إسإناده صحيح(‪.‬‬

‫»المجموع« )‪،(2/120‬هل »المغني« )‪.(1/209‬‬ ‫ـ]‪[848‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 476‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»المحلى« )‪،(1/108‬هل »الكافي« )‪.(1/32‬‬ ‫ـ]‪[849‬‬

‫»شرح معاني الثار« )‪،(1/122‬هل »المنتقى« )‪،(1/68‬هل »التمهيد«‬ ‫ـ]‪[850‬‬


‫)‪.(11/17‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/257‬‬ ‫ـ]‪[851‬‬

‫»عمدة القارئ« )‪.(2/293‬‬

‫ص)‪.(99‬‬ ‫ـ]‪[852‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(1/256‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(4/127‬‬ ‫ـ]‪[853‬‬

‫»الكامل« )‪.(3/332‬‬

‫»هدي السإاري« ص)‪.(407‬‬ ‫ـ]‪[854‬‬

‫»حاشية ابن عابدين« )‪،(1/339‬هل »البحر الرائق« )‪،(1/419‬هل‬ ‫ـ]‪[855‬‬


‫»حاشية الدسإوقي« )‪،(1/112‬هل »المجموع« )‪،(2/142‬هل »النصاف« )‪.(1/105‬‬

‫أخأرجه البيهقي )‪،(1/106‬هل وذكره الزيلعي في »نصب الراية« )‬ ‫ـ]‪[856‬‬


‫‪،(1/219‬هل وقال عنه‪» :‬إنه جيد«‪.‬‬

‫انظر‪» :‬الخأتيارات« ص)‪.(90‬‬ ‫ـ]‪[857‬‬

‫»الميزان« )‪.(3/583‬‬ ‫ـ]‪[858‬‬

‫انظر‪» :‬إرواء الغليل« )‪.(1/311‬‬

‫»العلل الكبير« )‪.(1/140‬‬ ‫ـ]‪[859‬‬

‫»العلل« للدارقطني )‪.(8/208‬‬

‫»علل الحديث« )‪.(1/366‬‬ ‫ـ]‪[860‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/117‬‬ ‫ـ]‪[861‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 477‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫أخأرجه البزار )‪» (146‬مخأتصر زوائده«‪،‬هل والطبراني في »الكبير«‬ ‫ـ]‪[862‬‬


‫)‪،(11/84‬هل والدارقطني )‪،(1/128‬هل والحاكما )‪،(1/293‬هل قال الدارقطني‪) :‬إسإناده‬
‫ل باس به(‪ .‬وقال في »مجمع الزوائد« )‪) :(1/207‬وفيه أبو يحيى القتات‪،‬هل وثقه‬
‫يحيى بن معين في رواية‪،‬هل وضعفه الباقون(‪،‬هل وقد صححه اللباني في »صحيح‬
‫الترغيب« رقما )‪،(150‬هل فالظاهر أن قول الدارقطني‪) :‬ل بأس به( أي‪ :‬لشواهده‬
‫المذكورة‪.‬‬

‫»الترغيب والترهيب« )‪.(1/138‬‬ ‫ـ]‪[863‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(216‬هل ومسإلما )‪.(292‬‬ ‫ـ]‪[864‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(10/472‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(1/317‬‬ ‫ـ]‪[865‬‬

‫ص)‪» (104‬الكبيرة الحادية والثلثون«‪.‬‬ ‫ـ]‪[866‬‬

‫»الزواجر« )‪.(1/120‬‬

‫»معالما السإنن« )‪.(1/27‬‬ ‫ـ]‪[867‬‬

‫»الترغيب والترهيب« )‪.(1/139‬‬

‫»معالما السإنن« )‪.(1/27‬‬ ‫ـ]‪[868‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪،(233‬هل ومسإلما )‪.(9) (1671‬‬ ‫ـ]‪[869‬‬

‫»تفسإير ابن كثير« )‪.(7/136‬‬ ‫ـ]‪[870‬‬

‫عقديد‪ :‬على وزن عزبير‪،‬هل قرية معروفة ضعيفة‪،‬هل تقع بين عخأليص‬ ‫ـ]‪[871‬‬
‫وععسإفان بقرب مكة‪» .‬المغانما المطابة« ص ‪.334‬‬

‫انظر‪» :‬فتح الباري« )‪.(7/238‬‬ ‫ـ]‪[872‬‬

‫»السإتيعاب« )‪،(4/131‬هل »الصابة« )‪.(4/127‬‬ ‫ـ]‪[873‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 478‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪،(8/212‬هل »الثقات« )‪.(5/216‬‬ ‫ـ]‪[874‬‬

‫»العلل« )‪،(1/42‬هل »المراسإيل« ص)‪.(238‬‬ ‫ـ]‪[875‬‬

‫»الثقات« )‪.(3/449‬‬ ‫ـ]‪[876‬‬

‫»إرشاد الفقيه« )‪.(1/54‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/91‬‬ ‫ـ]‪[877‬‬

‫»البدر التماما« )‪،(2/93‬هل »سإبل السإلما« )‪.(1/158‬‬ ‫ـ]‪[878‬‬

‫»القاموس« )‪.(4/319‬‬ ‫ـ]‪[879‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/90‬‬

‫»النصاف« )‪.(1/102‬‬ ‫ـ]‪[880‬‬

‫»مجموع الفتاوى« )‪.(21/106‬‬ ‫ـ]‪[881‬‬

‫»إغاثة اللهفان« )‪.(1/64‬‬

‫»شرح المهذب« )‪.(2/90‬‬ ‫ـ]‪[882‬‬

‫»الجرح والتعديل« )‪.(8/7‬‬ ‫ـ]‪[883‬‬

‫»مجمع الزوائد« )‪.(1/212‬‬

‫»الضعفاء« )‪.(218‬‬ ‫ـ]‪[884‬‬

‫»الميزان« )‪.(2/438‬‬

‫يعرف بالحاكما الكبير‪،‬هل وهو محمد بن محمد بن أحمد أبو أحمد‬ ‫ـ]‪[885‬‬
‫النيسإابوري الكرابيسإي‪،‬هل محدث خأراسإان في عصره )ت ‪378‬هـ(‪،‬هل وأما صاحب‬
‫»المسإتدرك« فهو أبو عبد ال محمد بن عبد ال )ت ‪405‬هـ(‪.‬‬

‫»المجروحين« )‪.(2/11‬‬ ‫ـ]‪[886‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 479‬‬


‫منحة العلما ف شرح بلوغ الراما‪/‬ج ‪============================ 1‬‬

‫»المجموع« )‪.(2/99‬‬

‫»التلخأيص« )‪.(1/123‬‬ ‫ـ]‪[887‬‬

‫»تهذيب التهذيب« )‪.(11/384‬‬

‫»بيان الوهما واليهاما« )‪.(4/105‬‬ ‫ـ]‪[888‬‬

‫أخأرجه أحمد )‪،(24/235‬هل والحاكما )‪،(1/155‬هل وابن خأزيمة )‪(83‬‬ ‫ـ]‪[889‬‬


‫وغيرهما‪.‬‬

‫وهذا إسإناد ضعيف‪،‬هل لن أبا أويس ـ وهو عبد ال بن عبد ال المدني ـ قد تكلما فيه‬
‫الئمة من جهة حفظه‪،‬هل قال في »التقريب«‪) :‬صدوق يهما(‪،‬هل وشرحبيل‪ :‬هو ابن‬
‫سإعد أبو سإعد الخأطمي ضعيف أيضاا‪،‬هل وقال الحافظ في »تهذيب التهذيب«‪،‬هل )‬
‫‪) :(4/283‬وفي سإماعه من عويما بن سإاعدة نظر؛ لن عويما مات في حياة‬
‫الرسإول صللى ال عليه وسإللما ويقال‪ :‬في خألفة عمر رضي ال عنه(‪،‬هل لكنه يتقلوى‬
‫بما قبله‪.‬‬

‫أخأرجه الطبراني في »الكبير« )‪ (7555‬إواسإناده ضعيف‪.‬‬ ‫ـ]‪[890‬‬

‫أخأرجه الطبراني في »الوسإط« )‪ (10/168‬إواسإناده ضعيف‪.‬‬ ‫ـ]‪[891‬‬

‫أخأرجه الترمذي )‪،(19‬هل والنسإائي )‪،(1/42‬هل وأحمد )‪،(41/182‬هل‬ ‫ـ]‪[892‬‬


‫وصححه الترمذي وهو معلول‪.‬‬

‫»فتح الباري« )‪.(7/245‬‬ ‫ـ]‪[893‬‬

‫»إرواء الغليل« )‪.(1/85‬‬

‫أخأرجه البخأاري )‪.(155‬‬ ‫ـ]‪[894‬‬

‫»زاد المعاد« )‪.(1/171‬‬

‫»المنهل العذب المورود« )‪.(1/163‬‬ ‫ـ]‪[895‬‬

‫موقع الشيخ عبد ال بن صال الفوزان ‪http://alfuzan.islamlight.net 480‬‬

You might also like