Woutho 1

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 35

‫تأليف‪ :‬أبي عبــد الله‬

‫حماد بن أحــــــــــــــــمد‬
‫المراكــــــــــــــــــــشي‬
‫إن الحمد ل‪,‬هلنحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده‬
‫ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له واشهد أل إله أل ال وأشهد أن محمد عبده‬
‫ورسوله؛‬

‫}يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حـق تقـــــــاته ول‬


‫]آل عمران ‪.[102‬‬ ‫تـــــــموتن إل وأنتم مسـلمون{‬
‫}يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم منم نفس واحدة‬
‫وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيرا ونساء واتقوا الله‬
‫الذي تساءلون به والرحام إن الله كان عليكم رقيبا{ ]النساء‬
‫‪.[1‬‬
‫}يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قول سديدا يصلح لكم‬
‫أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد‬
‫فاز فوزا عظيما{ ]الحزاب ‪.[71-70‬‬
‫أما بعد فإن أصدق الحديث كلما ال تعالى‪,‬هل وخير الهدي هدي محمد ‪, ‬هل وشر المور‬
‫محدثاتها وكل محدثة بدعة‪,‬هل وكل بدعة ضللة‪,‬هل وكل ضللة في النار‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن من أحسن الكتب المؤلفة في إحكام النساء كتاب جامع أحكام النساء لفضيلة الشيخ‬
‫مصطفى العدوي ‪ -‬حفظه ا –‬
‫وقد قرأت في جملة ما قرأت من هذا الكتاب النافع بحثه في أحكام المستحاضة‪ 1‬وهو بحث‬
‫جيد مبنين على الدليل كغيره من أبحات الكتاب‪ ,‬غير أنني لم أوافق المؤلف على ما ذهب إليه‬
‫من القول بعدم وجوب الوضوء لكل صلةا على المستحاضة‪ 2‬فإن المر بذلك ثابت عن النبي‬
‫‪ 1‬السإتحاضة‪ :‬دم يخرج من المرأةا في غير أوقاته المعتادةا يسيل من العاذل وهو عرق في أدنى الرحم دون قعره ]المنهل العذب المورد )‪[(1/61‬‬
‫ويقال لمن جرى منها هذا الدم مستحاضة ‪ ,‬ولها أحكام معروفة في باب الطهارةا من كتب الفقه ‪,‬ومجملها أنها كالطاهرةا تصح منها العبادةا من صلةا‬
‫أو غيرها ويأتيها زوجها ‪ ,‬غير أنه يجب عليها الوضوء لكل صلةا‬
‫‪ 2‬جامع أحكام النساء )‪(1/238‬‬
‫‪   ,           ‬‬
‫‪. ‬‬

‫‪ ‬التمهيد‪ :‬في بيان حكم زيادةا الثقة‪.‬‬


‫‪ ‬الفصل الول‪ :‬ذكر الرواةا الذين رووا الحديث عن هشام بدون زيادةا‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬ذكر من روى الحديث عن هشام بالزيادةا‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثالث‪ :‬ذكر حديث فاطمة من غير طريق هشام‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الرابع‪ :‬ذكر المر بالوضوء في غير حديث فاطمة‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الخامس‪ :‬ذكر من صحح الحديث بالزيادةا‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل السادس‪ :‬مذاهب الفقهاء في المسألة‪.‬‬
‫وبال التوفيق‪.‬‬

‫في حكم زيادة الثقة‬


‫ذهب جمهور الصوليين والفقهاء وبعض المحدثين إلى أن إلى أن زيادةا الثقة مقبولة مطلقا‪.‬‬
‫قال العلمة أحمد شاكر‪" :‬هذا باب دقيق من أبواب التعارض والترجيح بين الدلة وهو من‬
‫البحوث الهامة عند المحدثين والفقهاء والصوليين فإذا روى العدل الثقة حديثا وزاد فيه‬
‫زيادةا لم يروها غيره من العدول الذين رووا نفس الحديث أو رواه الثقة العدل نفسه مرةا‬
‫ناقصا ومرةا زائدا فالقول الصحيح الراجح‪ :‬أن الزيادةا مقبولة سإواء أوقعت ممن رواه ناقصا‬
‫أو من غيره‪ ,‬وسإواء تعلق بها حكم شرعي أم ل‪ ,‬وسإواء غيرت الحكم الثابت أم ل‪ ,‬وسإواء‬
‫أوجبت نقض أحكام ثبتت بخبر ليست هي فيه أم ل‪ .‬وهذا هو مذهب الجمهور من الفقهاء‬
‫والمحدثين وادعى ابن طاهر التفاق على هذا القول‪.‬‬
‫وقد عقد المام الحجة أبو محمود علي ابن حزم في هذه المسألة فصل هاما بالدلة الدقبقة في‬
‫كتابه الحكام في الصول )‪ (96-2/90‬ومما قال فيه‪" :‬إذا روى العدل زياد على ما روى‬
‫غيره فسواء انفرد بها أو شاركه فيها غيره مثله أو دونه أو فوقه فالخأذ بتلك الزيادةا فرض‬
‫ومن خأالفنا في ذلك فإنه يتناقض أقبح تناقض‪ .‬فيأخأذ بحديث رواه واحد ويضيفه إلى ظاهر‬
‫القرآن – الذي نقله أهل الدنيا كلهم – أو يخصصه به وهم بل اشك أكثر من رواةا الخبر الذي‬
‫زاد عليهم حكم الخأر لم يروه غيره! وفي هذا التناقض ما ل يستجيزه ذو فهم وذو ورع"‪.‬‬
‫ثم قال‪ ":‬ول فرق بين أن يروي الراوي العدل حديثا فل يروه أحد غيره أو يروه غيره‬
‫مرسإل‪ ,‬أو يروه ضعفاء‪ ,‬وبين أن يروي الراوي العدل لفظة زائدةا لم يروها غيره من رواةا‬
‫الحديث وكل ذلك سإواء واجب قبوله بالبرهان الذي قدمناه في وجوب قبول خأبر الواحد العدل‬
‫الحافظ‪.‬‬
‫وهذه الزيادةا وهذا السإناد هما خأبر واحد عدل حافظ ففرض قبوله لهما ول نبالي روى مثل‬
‫ذلك غيره أو لم يروه سإواه‪.‬‬
‫ومن خأالفتا فقد دخأل في باب ترك قبول خأبر الواحد‪ ,‬ولحق بمن أتى ذلك من المعتزلة‬
‫وتناقض في مذهبه‪ ,‬وانفراد العدل باللفظة كانفراده بالحديث كله‪ ,‬ول فرق‪."1‬‬
‫وفي كلم العلمة ابن حزم نظر بينه الحافظ ابن حجر‪ ,‬حيث قال في النكت‪:‬‬
‫"واحتج من قبل الزيادةا من الثقة مطلقا بأن الراوي إذا كان ثقة وانفرد بالحديث من أصله كان‬
‫مقبول‪ ,‬فكذلك انفراده بالزيادةا‪ .‬وهو احتجاج مردود‪ ,‬لنه ليس كل حديث تفرد به أي ثقة كان‬
‫يكون مقبول كما سإبق بيانه في نوع الشاذ‪.‬‬
‫ثم إن الفرق بين تفرد الراوي بالحديث من أصله وبين تفرده بالزيادةا ظاهر‪ ,‬لن تفرده‬
‫بالحديث ل يلزم منه تطرق السهو والغفلة إلى غيره من الثقات‪ ,‬إذ ل مخالفة في روايته لهم‪,‬‬
‫بخلفا تفره بالزيادةا إذا لم يروها من هو أتقن منه حفظا وأكثر عددا فالظن غالب بترجيح‬
‫روايتهم على روايته‪ ,‬ومبنى هذا المر على غلبة الظن‪."2‬‬

‫‪1‬‬
‫الباعث الحثيث) ‪ (195-1/194‬ظ‬
‫‪2‬‬
‫النكت على ابن الصلحا )‪(1/689‬‬
‫وقال‪" :‬وجزم ابن حبان والحاكم وغيرهما بقبول زيادةا الثقة مطلقا‪ ,‬في سإائر الحوال‪ ,‬سإواء‬
‫اتحد المجلس أو تعدد‪ ,‬سإواء أكثر الساكتون أو تساووا‪ ,‬وهذا قول جماعة من أئمة الفقه‬
‫والصول‪ ,‬وجرى على هذا الشيخ محي الدين النووي في مصنفاته‪.‬‬
‫وفيه نظر كثير لنه يرد عليهم الحديث الذي يتحد مخرجه فيرويه جماعة من الحفاظ الثبات‬
‫على وجه‪ ,‬ويرويه ثقة دونهم في الضبط والتقان على وجه يشتمل على زيادةا تخالف ما‬
‫رووه إما في المتن وإما في السإناد‪ ,‬فكيف تقبل زيادته وقد خأالف من ل يغفل مثلهم عنها‬
‫لحفظهم أو لكثرتهم؟ ول سإيما إن كان شيخهم ممن يجمع حديثه ويعتني بمروياته كالزهري‬
‫وأضرابه بحيث يقال‪‘ :‬نه لو رواها لسمعها منه حفاظ أصحابه‪ ,‬ولو سإمعوها لرووها‪ ,‬ولما‬
‫تطابقوا على تركه‪ ,‬والذي يغلب على الظن في هذا وأمثاله تغليط راوي الزيادةا‪ ,‬وقد نص‬
‫الشافعي في الم على هذا فقال في زيادةا مالك ومن تابعه في حديث]فقد عتق عنه ما عتق[‪:‬‬
‫"إنما يغلط الرجل بخلفا من هو أحفظ منه أو بأن يأتي بشيء يشركه فيه من لم يحفظه عنه‪,‬‬
‫وهم عدد وهو منفرد‪"1‬‬
‫والمعتمد في هذا الباب تقسيم المام ابن الصلحا‪:‬‬
‫قال في مقدمته‪ " :‬وقد رأيت تقسيم ما ينفرد به الثقة إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪ ‬أحدها‪ :‬أن يقع مخالفا منافيا لما رواه سإائر الثقاةا‪ ,‬فهذا حكمه الرد كما سإبق في نوع‬
‫الشاذ؟‬
‫‪ ‬الثاني‪ :‬أن ل يكون فيه منافاةا ومخالفة أصل لما رواه غيره كالحديث الذي تفرد‬
‫برواية جملته ثقة ول تعرض فيه لما رواه الغير بمخالفة أصل فهذا مقبول‪ ,‬وقد ادعى‬
‫الخطيب فيه اتفاق العلماء عليه وسإبق مثاله في نوع الشاذ‪.‬‬
‫‪ ‬الثالث‪ :‬ما يقع بين هاتين المرتبتين‪ ,‬مثل زيادةا لفظة في حديث لم يذكرها سإائر من‬
‫روى ذلك الحديث‪." 2‬‬
‫قال الحافظ‪" :‬يعني‪ :‬وتلك اللفظة توجب قيدا في إطلق أو تخصيصا لعموم ففيه مغايرةا في‬
‫الصفة‪ ,‬ونوع مخالفة يختلف الحكم بها فهو يشبه القسم الول من هذه الحيثية ويشبه القسم‬
‫الثاني من حيث أنه ل منافاةا في الصورةا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫النكت على ابن الصلحا )‪(1/687‬‬
‫‪2‬‬
‫التقييد واليضاحا )‪(92/93‬‬
‫قلت‪ :‬لم يحكم ابن الصلحا على هذا الثلث بشيء‪ ,‬والذي يجري على قواعد المحدثين أنهم ل‬
‫يحكمون عليه بحكم مستقل من القبول والرد‪ ,‬بل يرجحون بالقرائن كما قدمناه في مسألة‬
‫تعارض الوصل والرسإال‪."3‬‬
‫وزيادةا المر بالوضوء في حديث هشام من القسم الثلث‪ ,‬بل هي زيادةا لفظة لم يذكرها كثير‬
‫ممن روى هذا الحديث وليس سإائرهم‪ ,‬والترجيح بالقرائن يدل على أنها ثابتة وبيانهن فيما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫النكت على ابن الصلحا )‪(1/687‬‬
‫عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫رضي الله عنها – قالت‪" :‬إن فاطمة بنت‬
‫حبيش جاءت رسول الله ‪ ‬فقالت‪ :‬إني‬
‫امرأة استحاض فل أطهر‪ ,‬أفأدع الصلة؟‬
‫قال‪" :‬إنما ذلك عرق وليس بالحيضة‪ ,‬فإذا‬
‫أقبلت الحيضة فدعي الصلة‪ ,‬فإذا أدبرت‬
‫فاغسلي عنك الدم ] ثثم توضئي لكل صلة‬
‫حتى يجيء ذلك الوقت [ ثم صلي"‪.‬‬
‫في ذكر الرواة‬
‫الذين رووا الحديث عن هشام بدون زيادة‬ ‫‪.1‬‬
‫الموطأ )‪ (137‬صحيح البخاري )‪ (306‬المعــجم الكبير )‬ ‫‪ .1‬مالك بن أنس‪:‬‬
‫‪.(890-24/358‬‬

‫صحيح البخاري )‪ (320‬مسند الحميدي )‪ (193‬المعجم‬ ‫‪ .2‬سفيان الثوري‪:‬‬


‫الكبير )‪.(888-24/358‬‬

‫صحيح البخاري )‪ (331‬المعجم الكبير)‪.(894-24/282‬‬ ‫‪ .3‬زهير‪:‬‬


‫صحيح البخاري )‪.(325‬‬ ‫‪ .4‬أبو أسامة‪:‬‬
‫صحيح مسلم )‪ (333‬سإنن النسائي )‪ (1/184‬سإنن‬ ‫‪ .5‬وكيع بن الجراح‪:‬‬
‫الترمذي )‪ (1/125‬مصنف ابن أبي شيبة )‪.(1/150‬‬

‫سإنن النسائي )‪ (1/184‬وأشار إليها مسلم )‪ -2/16‬نووي(‪.‬‬ ‫‪ .6‬أبو معاوية‪:‬‬


‫‪ .7‬عبد العزيز بن محمد‪:‬‬
‫‪ .8‬جرير‪:‬‬
‫‪ .9‬عبد ا بن نمير‪:‬‬
‫أشار إلى روايتهم مسلم في صحيحه )‪ -2/16‬نووي(‬

‫سإنن الترمذي )‪(125‬‬ ‫عبدة‪:‬‬ ‫‪.10‬‬

‫سإنن الدارمي )‪(744‬‬ ‫جعفر ابن عون‪:‬‬ ‫‪.11‬‬

‫مصنف عبد الرزاق )‪.(1/303/1165‬‬ ‫معمر‪:‬‬ ‫‪.12‬‬

‫المعجم الكبير )‪.(24/357/888‬‬ ‫ابن جريج‪:‬‬ ‫‪.13‬‬


‫المعجم الكبير )‪(24/357/891‬‬ ‫شعبة بن الحجاج‪:‬‬ ‫‪.14‬‬

‫سإنن النسائي )‪.(1/184‬‬ ‫خالد بن الحارث‪:‬‬ ‫‪.15‬‬

‫المعجم الكبير )‪.(24/360/893‬‬ ‫زائدة‪:‬‬ ‫‪.16‬‬

‫المعجم الكبير )‪.(24/361/899‬‬ ‫أيوب‪:‬‬ ‫‪.17‬‬

‫المعجم الكبير )‪.(24/362/900‬‬ ‫يحي بن سعيد النصاري‪:‬‬ ‫‪.18‬‬

‫المعجم الكبير )‪.(24/361/898‬‬ ‫عبد العزيز بن أبي حازم‪:‬‬ ‫‪.19‬‬

‫(‬ ‫أحمد )‬ ‫يحي بن سعيد القطان‪:‬‬ ‫‪.20‬‬

‫فهؤلء كلهم رووا الحديث عن هشام بن عروةا عن أبيه عن عائشة‪ ,‬بدون ذكر الزيادةا‪.‬‬
‫في ذكر من روى الحديث عن هشام بالزيادة‬
‫رواه عنه جمع وهم‪ :‬أبو معاوية‪ ,‬وأبو حمزةا السكري‪ ,‬وأبو عوانة‪ ,‬وأبو حنيفة‪ ,‬ويحي بن‬
‫هشام‪ ,‬والحجاج بن أرطاةا‪ ,‬وحماد بن زيد‪ ,‬وحماد بن سإلمة‪ ,‬ويحي بن سإليم‪.‬‬
‫وفي ما يلي تفصيل القول في رواياتهم‪:‬‬

‫‪ ‬رواية أبي معاوية‪:‬‬


‫وهو محمد بن خأازم الكوفي‪ :‬ثقة ) كما في التقريب ( ‪.‬‬
‫قال المام البخاري – رحمه ا ‪ : -‬حدثنا محمد قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروةا‬
‫عنة أبيه عن عائشة قالت‪ :‬جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي ‪   : ‬‬

‫‪    "           ‬‬
‫‪ : "       ,     ,‬‬
‫‪.[(   )   ] ."       " :‬‬
‫ورواه الترمذي )‪ (125‬وقال فيه‪ :‬قال أبو معاوية في حديثه‪ :‬ثما توضئي لكل صلةا‪...‬‬
‫فهذه الزيادةا أوردها الماما البخاري في صحيحه وهي متصلة مرفوعة‪,‬هل خلفا لمن زعما أنها‬
‫معلقة أو أنها موقوفة على عروةا‪:‬‬
‫قال الحافظ في رد الزعما الول‪" :‬وادعى بعضهما أن هذا معلق وليس بصواب بل هو بالسناد‬
‫المذكور عن محمد عن أبي معاوية عن هشاما‪,‬هل وقد بين ذلك الترمذي في روايته‪"1‬‬
‫وقد ذكرت رواية الترمذي قبل كلما الحافظ ‪.‬‬
‫وقال الحافظ في رد الزعما الثاني‪" :‬وفيه نظر لنه لو كان كلمه لقال‪ :‬ثما تتوضأ‪,‬هل بصيغة‬
‫‪2‬‬
‫الخبار‪,‬هل فلما أتى بصيغة المر؛ شاكله المر الذي في المرفوع وهو قوله‪" :‬فاغسلي"‬
‫ويكفي في رد هذا الزعما‪,‬هل متابعة جمع من الرواةا أبا معاوية على ذكر الزيادةا المتصلة كما‬
‫سيأتي‪.‬‬
‫وقد ورد أثر عن عروةا موقوف عليه اشتمل على إفتاء المستحاضة بالوضوء لكل صلةا‪,‬هل‬
‫وهذا ل يضر القول برفعها‪,‬هل إذ الصل في العالما أن يفتي بما ثبت عنده من الخبر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فتح الباري )‪(1/441‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المصدر‪ ,‬ووافقه أحمد شاكر في رد الزعمين‪ ,‬انظر سإنن الترمذي )‪(219-1/218‬‬
‫قال ابن التركماني – رحمه ال‪" :-‬ثما أخرج البيهقي الحديث من طريق أبي معاوية عن هشاما‬
‫قال أبي‪" :‬ثما توضئي لكل صلةا حتى يجيء ذلك الوقت"‪,‬هل مستدل بذلك على أن الصحيح أن‬

‫الكلمة من قول عروةا‪,‬هل قلت‪ :‬قد وصلها الحمادان وغيرهما بكلمه ‪ ‬كما ذكرنا‪,‬هل فإذا صح هذا‬
‫السند الذي جعلت فيه من كلما عروةا؛ فيحمل على أنه سمعها مرةا كذلك‪,‬هل ومرةا أخرى أفتى‬

‫بها وهذا أولى من تخطئة من وصلها بكلمه ‪, ‬هل كيف وقد جاء ذلك مرفوعا من رواية غير‬
‫هشاما عن عروةا كما مر‪1‬؟‪"2‬‬
‫وقد أورد الحديث العلمة اللباني – رحمه ال – في السلسلة الصحيحة )ح‪(301:‬‬

‫‪ ‬رواية أبي حمزة‪:‬‬


‫وهو محمد بن ميمون المروزي السكري‪,‬هل قال فيه الحافظ‪" :‬ثقة فاضل" )التقريب(‬
‫قال الماما ابن حبان – رحمه ال ‪ :-‬أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر الخلقاني قال‪ :‬حدثنا‬
‫محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال‪ :‬سمعت أبي قال‪ :‬أخبرنا أبو حمزةا عن هشاما بن‬

‫عروةا عن أبيه عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت النبي ‪     ‬‬
‫‪     ,    " : ,  ‬‬
‫‪]."      ,     ‬‬
‫‪‬‬
‫([‬ ‫‪) :   ‬‬
‫‪  ,    ,     (    )   ‬‬
‫‪.         ‬‬
‫‪.      ‬‬

‫‪ ‬رواية أبي عوانة‪:‬‬


‫وه وضاح اليشكري الواسطي‪,‬هل قال الحافظ ثقة ثبت ) التقريب ( ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر الفصلين‪ :‬الثلث والرابع من هذا الجزء ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الجوهر النقي )‪. (1/507‬‬
‫‪3‬‬
‫قال محققه الشيخ شعيب الرناؤوط‪ :‬إسإناده صحيح ‪.‬‬
‫قال الماما ابن حبان – رحمه ال –‪ :‬ذكر الخبر المدحض قول من زعما أن هذه اللفظة تفرد‬
‫بها أبو حمزةا وأبو حنيفة‪:‬‬
‫ثما ساق بنفس السند ) إل أن الراوي عن هشاما هو أبو عوانة ( عن عائشة قالت‪ :‬سئل رسول‬
‫ال ‪ ‬عن المستحاضة فقال‪" :‬تدع الصلةا أيامها ثم تغتسل غسل واحدا ثم تتوضأ عند كل‬
‫صلةا"‪.‬‬
‫وأخرجه الطحاوي في كتاب الرد على الكرابيسي بسند جيد‪,‬هل نقله ابن التركماني في الجوهر‬
‫النقي )‪ (1/507‬ومحمود خطاب السبكي في المنهل )‪.(3/104‬‬

‫‪ ‬رواية أبي حنيفة‪:‬‬


‫وهو النعمان بن ثابت الكوفي الفقيه المشهور‪.‬‬
‫قال الماما الطحاوي – رحمه ال ‪ :-‬حدثنا صالح بن عبد الرحمن ثنا عبد ال بن يزيد‬
‫المقرئ قال‪ :‬ثنا أبو حنيفة – رحمه ال ‪,-‬هل وحدثنا فهد قال‪ :‬ثنا أبو نعيما قال‪ :‬ثنا أبو حنيفة –‬
‫رحمه ال – عن هشاما بن عروةا عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها أن فاطمة بنت أبي‬
‫حبيش أتت النبي ‪ ‬فقالت‪ :‬إني أحيض الشهر والشهرين فقال رسول ال ‪" ‬إن ذلك ليس‬
‫بحيض وإنما ذلك عرق من دمك‪ ,‬فإذا أقبل الحيض فدعي الصلةا‪ ,‬وإذا أدبر فاغتسلي‬
‫([‪.‬‬ ‫لطهرك ثم توضئي عند كل صلةا" ]شرح معاني الثار )‬
‫ورواه الطبراني في المعجما الكبير )‪.(895-24/360‬‬
‫وهذا سند ضعيف‪ :‬وعلته أبو حنيفة‪,‬هل ف‘نه على جللة قدره وإمامته في الفقه؛ فقد ضعفه من‬
‫جهة حفظه‪ :‬البخاري ومسلما والنسائي وابن حبان وابن عدي وغيرهما‪.1‬‬

‫‪ ‬الحجاج بن أرطاة‪:‬‬
‫قال فيه ابن حجر‪ :‬صدوق كثير الخطأ والتدليس‪,‬هل‬
‫قال الماما الطبراني – رحمه ال ‪ :-‬حدثنا الحسين بن العباس الرازي‪,‬هل ثنا ربيح أبو غسان‬
‫الرازي ثنا عبد ال عن ابن مغراء ثنا الحجاج بن أرطاةا عن هشاما بن عروةا عن أبيه عن‬
‫عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت النبي ‪ ‬فقالت‪ :‬إني استحاض وأرى الدما‪,‬هل فأمرها أن‬
‫‪1‬‬
‫أنظر سإلسلة الحاديث الضعيفة )‪.(663-1/661‬‬
‫تقعد أياما أقرائها فإذا كان عند طهرها اغتسلت ثما توضأت لكل صلةا وقال "إنما هو عرق‬
‫منك" والحجاج حديثه حسن في الشواهد‪.‬‬

‫‪ ‬حماد بن زيد‪:‬‬
‫قال الماما النسائي – رحمه ال ‪| :-‬أخبرنا يحي بن حبيب بن عربي عن حماد عن هشاما بن‬
‫عروةا عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬استحيضت فاطمة بنت أبي حبيش فسألت النبي ‪ ‬فقالت يا‬
‫رسول ال إني استحاض فل أطهر‪,‬هل أفأدع الصلةا؟ فقال رسول ال ‪" :‬إنما ذلك عرق وليس‬
‫بالحيضة‪ ,‬فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلةا‪ ,‬وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وتوضئي‬
‫وصلي‪ ,‬فإنما ذلك عرق وليس بالحيضة" قيل له) أي حماد (‪ :‬فالغسل؟ قال‪ :‬فذلك ل يشك‬
‫بعد الحيضة"‪.‬‬ ‫فيه أحد‪,‬هل وفي رواية "‬
‫وهذا إسناد صحيح‪ :‬يحي بن حبيب ثقة كما في التقريب ‪.‬‬
‫والحديث أخرجه مسلما ولما يسق لفظه‪,‬هل وابن ماجة ولما يذكر المر بالوضوء‪,‬هل وابن عبد البر‬
‫( وابن حزما في المحلى )‪ (1/252‬وأبو يعلى )‪ (4469‬والبـيهقي )‬ ‫في التمهيد )‬
‫‪ (1622‬والطبراني )‪.(24/309‬‬
‫قال الماما النسائي‪ :‬قد روى هذا الحديث غير واحد عن هشاما ولما يذكر فيه "وتوضئي" غير‬
‫حماد وال أعلما‪.‬‬
‫وهذا كلما فيه نظر كما يلحظه من قرأ هذا الفصل‪" :1‬على أن حماد بن زيد لو انفرد بذلك؛‬
‫لكان كافيا لثقته وحفظه سيما في هشاما‪,‬هل ول نسلما أن هذه مخالفة‪,‬هل بل هي زيادةا ثقة وهي‬
‫مقبولة"‪.2‬إهـ‬
‫وقد بدا لي أمر وهو أن حماد بن زيد اشتهر في الفقه كما يعلما من ترجمته؛ لذلك قال فيه‬
‫الحافظ‪" :‬ثقة ثبت فقيه" فقد يقال إن هذا الوصف يقوي جانب كونه حفظ تلك الزيادةا الفقهية‬
‫الهامة‪.‬‬

‫‪ ‬حماد بن سلمة‪:‬‬
‫‪ 1‬قال أحمد شاكر‪ :‬وهذا التعليل من مسلم والنسائي لهذا الحرفا في رواية حماد بن زيد ليس بجيد لن أبا معاوية تابعه عليه ‪ ).‬سإنن التــــــرمذي‬
‫‪.(1/219‬‬
‫‪ 2‬السلسلة الصحيحة ‪.‬‬
‫أخرج حديثه الدارمي فقال‪ :‬أخبرنا حجاج بن منهال‪ :‬ثنا حماد بن سلمة عن هشاما بن عروةا‬
‫عن أبيه عن عائشة أن فاطمة بنت أبس حبيش قالت‪ :‬يا رسول ال إني استحاض‪,‬هل أفأترك‬
‫الصلةا؟ قال‪" :‬ل إنما ذلك عرق وليس بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلةا‪ ,‬فإذا‬
‫ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وتوضئي وصلي" قال هشاما‪ :‬فكان أبي يقول‪ :‬تغتسل غسل‬
‫الول‪,‬هل ثما ما يكون بعد ذلك فإنها تطهر وتصلي‪.‬إهـ ]سنن الدارمي ‪.1[779‬‬
‫وهذا إسناد صحيح ول يرد عليه قول من قال‪ :‬إن حمادا له أوهاما‪,‬هل "فإن حماد بن سلمة إماما‬
‫من أئمة المسلمين ثقة حجة ما في ذلك شك ول ريب‪,‬هل ول يخرجه عن ذلك أن له أوهاما‪,‬هل وإل‬
‫فمن ذا الذي ليس له أوهاما‪,‬هل ولو كان الراوي الثقة يرد حديثه لمجرد أوهاما له؛ لما سلما لنا إل‬
‫القليل من جماهير الثقات من رجال الصحيحين فضل عن غيرهما‪,‬هل ولذلك جرى علماء‬
‫الحديث سلفا وخلفا – ومنهما النووي‪ -‬على الحتجاج بحديث حماد بن سلمة‪,‬هل إل إذا ثبت‬
‫‪2‬‬
‫وهمه وهيهات أن يثبت هنا على أنه قد روى له متابع"إهـ‬
‫وأنا أقول‪ :‬وهيهات أن يثبت هنا على أنه قد روى له متابعون‪,‬هل بل قد صحح الشيخ اللباني‬
‫حديثا خالف في إسناده جمعا وقال‪" :‬حماد ثقة حافظ فيحتمل أن يكون قد حفظ ما لما يحفظ‬
‫‪3‬‬
‫الجماعة"‬

‫فوائد‬
‫‪ .1‬قال الحافظ أبو عمر في التمهيد‪" :‬وحماد بن سلمة في هشاما بن عروةا ثقة ثبت"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ورواه أبو يعلى في مسنده )‪.(4469‬‬
‫‪2‬‬
‫السلسلة الصحيحة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫نفس المصدر‬
‫‪ .2‬قال الطحاوي في شرح معاني الثار‪" :‬وليس حماد بن سلمة في هشاما بن عروةا بدون‬
‫مالك والليث وعمر بن الحارث"‪.‬‬

‫‪ .3‬في الطريق التي أوردها الدارمي فائدةا عزيزةا؛ حيث جاء فيه المر بالوضوء مرفوعا‬
‫ومقطوعا‪,‬هل وهذا يؤيد ما سبق ذكره من أنه ل منافاةا بين أن يروي الراوي حديثا وأن‬
‫بفتي بالحكما الذي تضمنه‪.‬‬

‫‪ ‬يحي بن سليم‪:‬‬
‫ذكر الحافظ في الفتح )‪ (1/441‬أن السراج روى هذه الزيادةا من طريق يحي بن سليما عن‬
‫هشاما‪.‬‬
‫ويحي بن سليما هذا‪ :‬صدوق سيئ الحفظ كما في التقريب‪,‬هل فحديثه حسن في الشواهد‪.‬‬

‫‪ ‬رواية يحي بن هاشم‪:‬‬


‫قال الحافظ يوسف بن عبد البر –رحمه ال‪ :-‬حدثنا عبد الوارث بن سفيان وأحمد بن قاسما‬
‫قال‪ :‬حدثنا قاسما بن أصبغ قال‪ :‬حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال‪ :‬حدثنا يحي بن هاشما قال‪:‬‬
‫حدثنا هشاما بن عروةا عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬جاءت فاطمة ابنة أبي حبيش إلى رسول ال‬
‫‪ ‬فقالت‪ :‬يا رسول ال إني امرأةا استحاض فل أطهر‪,‬هل أفأدع الصلةا؟ قال‪" :‬ل إنما هو عرق‬
‫وليس بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلةا‪ ,‬وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وتوضئي‬
‫عند كل صلةا وصلي" ]التمهيد بترتيبه فتح المالك )‪.[(1/536‬‬
‫لكن هذا الحديث ل يفرح به فإن يحي بن هاشما هذا هو أبو زكرياء السمسار‪ :‬كذبه ابن معين‪,‬هل‬
‫‪1‬‬
‫وقال النسائي وغيره متروك‪,‬هل وقال ابن عدي‪ :‬كان ببغداد يضع الحديث ويسرقه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر ميزان العتدال للحافظ الذهبي ‪.‬‬
‫والخلصة‪:‬‬
‫أن تسعة من الرواةا تتابعوا على ذكر المر بالوضوء في حديث هشاما‪,‬هل وستة منهما بينوا أن‬
‫المراد‪ /‬الوضوء لكل صلةا؛ فلفظهما مفسر للفظ الخر كما بينه العلماء‪:‬‬
‫قال الماما الطحاوي‪" :‬فذلك الوضوء هو الوضوء لكل صلةا"‬
‫‪1‬‬
‫ولهذا جعل الحافظ ابن عبد البر الروايتين سواء‬
‫فتتابع هذا العدد من الرواةا على ذكر هذه الزيادةا كاف جدا في إثباتها‪,‬هل‬
‫فكيف إذا علمنا أن هشاما قد توبع كما يأتي بيانه في الفصل التالي‪.‬‬

‫فائدةا‪:‬‬
‫إن مما يقوي ثبوت الزيادةا في حديث هشاما كون عائشة ممن يقول بوجوب الوضوء لكل‬
‫صلةا على المستحاضة‪,‬هل والصل في العالما أن يفتي بما ثبت عنده من حديث رسول ال ‪.‬‬
‫عن قمير امرأةا مسروق‪ :‬أنها سألت عائشة عن المستحاضة‪,‬هل فقالت‪" :‬تجلس أياما أقرائها ثما‬
‫‪2‬‬
‫تغتسل غسل واحدا وتتوضأ لكل صلةا"‪.‬‬

‫فـصـل‬
‫و هنا يتساءل الباحث ‪ :‬لماذا لم يذكر ذلك الجمع الغفير من الرواةا هذه الزيادةا عن هشام ?‬
‫و جوابا عن هذا التساؤل أقول ‪:‬‬
‫من المحتمل أن يكون هشام ابن عروةا ممن يرون جواز رواية الحديث ناقصا كما هو‬
‫مذهب بعض المحدثين الذين يرون جواز رواية الحديث بالمعنى ‪. 3‬‬
‫قال الخطيب البغدادي رحمه ال ‪: 4‬‬
‫( باب ذكر الرواية عمن أجاز النقصان من الحديث و لم يجز الزيادةا )‬
‫ثم أسند إلى مجاهد قوله ‪ :‬انقص من الحديث و ل تزد فيه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التمهيد مع ترتيبه )‪. (1/536‬‬
‫‪2‬‬
‫رواه عبد الرزاق في مصنفه )‪ (1/304/1170‬بسند صحيح‪ ,‬وانظر‪ :‬مصنف ابن أبي شيبة )‪. (1/51‬‬
‫‪3‬‬
‫و الظاهر أن هشاما ممن يقول بذلك ‪ :‬انظر الكفاية ص ‪205‬‬
‫‪4‬‬
‫الكفاية في علم الرواية ص ‪189‬‬
‫و أسند إلى خالد ابن محمد الصفار قال سمعت يحيى ابن معين يقول ‪ :‬إذا خفت أن تخطئ‬
‫في الحديث فانقص منه و ل تزد ‪.‬‬
‫قال الخطيب ‪ :‬و من الحجة لمن ذهب إلى هذا المذهب قول النبي ‪ (  :‬نضر ال من سمع‬
‫مقالتي فلم يزد فيها ‪ 1‬قالوا و هذا يدل على أن النقصان منها جائز و لو لم يكن كذلك لذكره‬
‫كما ذكر الزيادةا ‪.‬‬
‫فلعل هشاما ممن يرى هذا الرأي و لذلك حدث بالحديث كامل في بعض المجالس و ناقصا‬
‫في مجالس أخرى و ال أعلم‪.‬‬

‫‪ 1‬رواه الخطيب ص ‪ 190‬بسند ضعيف عن ابن عمر و قد أسإنده من طريق الطبراني و لم أقف عليه في معاجمه الثلثة ‪ .‬و إنما رواه في الوسإط‬
‫(‪ )6777-400-7‬و ( ‪ )7949-458-8‬عن معاذ ابن جبل رضي ا عنه مرفوعا و في سإنده عمرو ابن واقد و هو متروك ‪.‬‬
‫و أصل الحديث ثابت بروايات كثيرةا منها ‪ :‬نضر ا امرأ سإمع منا شيئا فبلغه كما سإمعه ‪ :‬رواه أحمد ‪ 437-1‬عن ابن مسعود بسند صحيح ‪.‬‬
‫و قوله فيه ‪ :‬كما سإمعه يدل على أنه ينبغي للراوي أن يروي الحديث كما سإمعه و لذلك ذهب بعض المحدثين إلى القول بعدم جواز النقص من‬
‫الحديث و فصل الخطيب في المسالة تفصيل دقيقا فراجعه فانه مهم‪.‬‬
‫‪ ‬الحديث الول‪:‬‬
‫قال الماما أبو داود – رحمه ال‪ :-‬حدثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن أبي عدي عن‬
‫محمد}يعني ابن عمرو{ قال‪ :‬حدثني ابن شهاب عن عروةا بن الزبير عن فاطمة بنت أبي‬
‫حبيش أنها كانت تستحاض فقال لها النبي ‪" :‬إذا كان دما الحيضة فإنه دما أسود يعرف‪,‬هلفإذا‬
‫كان ذلك فأمسكي عن الصلةا‪,‬هل فإذا كان الخر فتوضئي وصلي فإنما هو عرق"‪] .‬السنن )‬
‫‪.[(686‬‬
‫قال أبو داود‪ :‬قال ابن المثنى‪ :‬حدثنا به ابن أبي عدي من كتابه هكذا‪,‬هل ثما حدثنا به بعد حفظا‬
‫قال‪ :‬ثنا محمد بن عمرو عن الزهري عن عروةا عن عائشة أن فاطمة كانت تستحاض فذكر‬
‫معناه‪.‬‬
‫والحديث أخرجه النسائي )‪ (1/185‬وابن حبان )‪ (1349‬والحاكما )‪ (618‬والبيهقي)‪1551‬و‬
‫(‬ ‫‪ (1552‬والدارقطني )‬
‫‪1‬‬
‫قال الحاكما‪ :‬صحيح على شرط مسلما ووافقه الذهبي واللباني‬

‫والحديث سنده حسن‪,‬هل وما نقله أبو داود من صنيع ابن أبي عدي عن ابن المثنى‪,‬هل ل يضر‬
‫الحديث إذ الظاهر أن عروةا سمعه من فاطمة ومن عائشة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قال العلمة ابن القيما‪" :‬وقد رأى كلتيهما وسمع منهما بل ريب"‪.‬‬
‫قال العلمة أحمد شاكر‪" :‬وقد يجيء الحديث من طريقين؛في أحدهما زيادةا راو في السإناد‪,‬‬
‫ول توجد قرينة ول نص على ترجيح أحدهما على الخأر‪ ,‬فيحمل هذا أن الراوي سإمعه من‬
‫‪3‬‬
‫شيخه وسإمعه من شيخ شيخه فرواه مرةا هكذا ومرةا هكذا"‪.‬‬
‫وقال المام النسائي‪" :‬قد روى هذا الحديث غير واحد‪,‬هل ولما يذكر واحد منهما ما ذكر ابن أبي‬
‫‪4‬‬
‫عدي"‪.‬‬
‫كأنه يقصد المر بالوضوء وقد ذكره غيره كما مر ويأتي إن شاء ال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر‪ :‬الثمر المستطاب )‪ , (1/35‬وإرواء الغليل )‪. (1/224‬‬
‫‪2‬‬
‫تهذيب السنن‬
‫‪3‬‬
‫الباعث الحثيث )‪. (2/490‬‬
‫‪4‬‬
‫سإنن النسائي )‬
‫‪ ‬الحديث الثاني‪:‬‬
‫قال الماما أبو داود –رحمه ال‪ :-‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا وكيع عن العمش عن حبيب‬
‫‪‬‬ ‫بن أبي ثابت عن عروةا عن عائشة قالت‪ :‬جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي‬
‫فذكر خبرها وقال‪" :‬ثم اغتسلي ثم توضئي لكل صلةا ثم صلي"‪.‬‬
‫والحديث أخرجه‪ :‬أحمد )‪ 6/42‬و ‪ 204‬و ‪ (262‬وابن أبي شيبة )‪ (1/150‬وابن ماجه )‬
‫‪ (624‬والدارقطني )‪ (1/211‬وبين الخيران في روايتيهما أن عروةا هو ابن الزبير‪.‬‬
‫وقد ضعف أبو داود الحديث فقال‪" :‬ودل على ضعف حديث العمش عن حبيب‪,‬هل أن هذا‬
‫الحديث أوقفه حفص ابن غياث عن العمش‪,‬هل وأنكر حفص بن غياث أن يكون حديث حبيب‬
‫مرفوعا‪,‬هل وأوقفه أيضا أسباط عن العمش موقوفا عن عائشة"‪.‬‬
‫قال أبو داود‪" :‬وقد رواه ابن داود عن العمش مرفوعا أوله‪,‬هل وأنكر أن يكون فيه الوضوء‬
‫عند كل صلةا"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الحديث رواه عن العمش مرفوعا‪ :‬وكيع كما في السند المتقدما وهو ثقة حافظ‪,‬هل وتابعه‬
‫على الرفع‪ :‬علي بن هاشما وقرةا بن عيسى ومحمد بن ربيعة والحربي وسعيد بن محمد‬
‫‪1‬‬
‫الوراق وابن نمير‪.‬‬
‫قال ابن التركماني‪" :‬ورواه أيضا كرواية وكيع مرفوعا عن العمش‪ :‬الجريري وسعيد بن‬
‫محمد الوراق وعبد ال بن نمير؛ ذكر ذلك الدارقطني‪,‬هل وأشار إليه البيهقي بقوله }وجماعة{‬
‫فهؤلء سبعة أكثرهما أئمة كبار زادوا عن العمش الرفع‪,‬هل فوجب على مذاهب الفقهاء وأهل‬
‫الصول ترجيح روايتهما لنها زيادةا ثقة‪,‬هل وكذا في مذاهب أهل الحدي لنهما أكثر عددا‪,‬هل‬
‫وتحمل رواية من أوقفه على عائشة أنها سمعنه من النبي ‪ ‬فروته مرةا‪,‬هل وأفتت به مرةا أخرى‬
‫‪2‬‬
‫كما مر نظائره‪.‬‬
‫قال أبو داود أيضا‪" :‬ودل على ضعف حديث حبيب هذا أن رواية الزهري عن عروةا عن‬
‫عائشة قالت‪ :‬فكانت تغتسل لكل صلةا في حديث المستحاضة"‬
‫قلت‪ :‬وليس هذا بقادح في الحديث كما بينه الخطابي حيث قال في معالما السنن‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر سإنن الدارقطني‬
‫‪2‬‬
‫الجوهر النقي حاشية سإنن البيهقي ‪.‬‬
‫"رواية الزهري ل تدل على ضعف حديث حبيب‪,‬هل لن الغتسال لكل صلةا في حديث‬
‫الزهري مضاف إلى فعلها‪,‬هل ويحتمل أن يكون اختيارا منها‪,‬هل والوضوء لكل صلةا في حديث‬
‫‪1‬‬
‫حبيب مروي عنه ‪ ‬ومضاف إليه وإلى أمره"‪.‬‬
‫وعلة السند النقطاع‪ :‬فقد ذكر الئمة سفيان الثوري وعلي بن المديني والبخاري أن حبيب‬
‫بن أبي ثابت لما يسمع من ابن الزبير‪,2‬هل لكن تابع حبيبا هشاما بن عروةا والزهري كما سبق‪,‬هل‬
‫فصح الحديث بذلك‪,‬هل وقد صححه العلمة اللباني في الرواء )‪.(109‬‬

‫‪ ‬الحديث الثالث‪:‬‬
‫حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن سهيل – بن أبي صالح‪ -‬عن الزهري عن عروةا بن‬
‫الزبير عن أسماء بنت عميس قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال إن فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت‬
‫منذ كذا وكذا فلما تصل ؟ فقال رسول ال ‪" ‬سبحان ال ‪ ,‬هذا من الشيطان لتجلس في مركن‬
‫فإذا رأت صفرةا فوق الماء فلتغتسل للظهر والعصر غسل واحدا ولتغتسل للمغرب والعشاء‬
‫غسل واحدا‪ ,‬وتغتسل للفجر غسل واحدا‪ ,‬وتتوضأ في ما بين ذلك"‪] .‬السنن )‪.[(696‬‬
‫وهذا سند حسن‪ :‬بقية وخالد ثقتان‪,‬هل وسهيل‪ :‬صدوق تغير حفظه بأخرةا‪.‬‬
‫والحديث أخرجه الحاكما في مستدركه ) ( وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط مسلما ووافقه‬
‫الذهبي‪,‬هل وأخرجه ابن حزما في المحلى )‪.(1/418‬‬
‫(‬ ‫وله طريق أخرى عن سهيل بن أبي صالح أخرجها الحاكما )‬
‫قال العلمة مقبل بن هادي الوادعي‪ :‬هذا حديث حسن على شرط مسلما‪.3‬‬

‫‪ ‬الحديث الرابع‪:‬‬
‫قال الماما أحمد –رحمه ال‪ :-‬ثنا يحي بن أبي بكير قال‪ :‬ثنا إسرائيل عن عثمان بن سعد عن‬
‫عبد ال بن أبي مليكة قال‪ :‬حدثتني خالتي فاطمة بنت أبي حبيش قالت‪ :‬أتيت عائشة‬
‫فقلت لها‪ :‬يا أما المؤمنين قد خشيت أل يكون لي حظ في السلما أو أن أكون من أهل النار‪:‬‬
‫أمكث ما شاء ال من يوما أستحاض فل أصلي ل عز وجل صلةا‪,‬هل قالت‪ :‬اجلسي حتى يجيء‬
‫النبي ‪ ‬فلما جاء النبي ‪ ‬قالت‪ :‬يا رسول ال هذه فاطمة بنت أبي حبيش تخشى أل يكون لها‬
‫‪1‬‬
‫عون المعبود )‪. (1/337‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين )‪. (1/552‬‬
‫حظ في السلما أو أن تكون من أهل النار‪,‬هل تمكث ما شاء ال من يوما تستحاض فل تصلي ل‬
‫عز وجل صلةا‪,‬هل فقال‪" :‬مري فاطمة بنت أبي حبيش فلتمسك كل شهر عدد أيام أقرائها‪ ,‬ثم‬
‫تغتسل وتحتشي وتستثفر وتنظف ثم تطهر عند كل صلةا وتصلي فإنما ذلك ركضة من‬
‫الشيطان أو عرق انقطع أو داء عرض لها‪] .‬المسند ) ([‬
‫ورواه الحاكما في المستدرك )‪ (6707‬والدارقطني )‪.(1/216‬‬
‫وسند الحديث ضعيف لضعف عثمان بن سعد وهو أبو بكر البصري الكاتب‪.‬‬
‫والحديث حسن في الشواهد‪.‬‬

‫‪ ‬الحديث الخامس‪:‬‬
‫قال الماما الدارقطني –رحمه ال‪ :-‬حدثنا محمد بن سليمان بن محمد الباهلي نا عبد ال بن‬
‫عبد الصمد بن أبي خداش نا عمار بن مطر‪,‬هل نا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيما عن إسماعيل‬
‫بن أبي خالد عن خالد عن قمير امرأةا مسروق عن عائشة أن فاطمة بنت أبيس حبيش أتت‬
‫رسول ال ‪ ‬فقالت‪ :‬يا رسول ال إني امرأةا أستحاض‪,‬هل فقال لها النبي ‪" :‬إنما ذلك عرق‬
‫فانظري أيام أقرائك فإذا جاوزت فاغتسلي‪ ,‬ثم توضئي لكل صلةا" ]السنن )‪.[(1/210‬‬
‫قال الحافظ الدارقطني‪ :‬تفرد به عمار بن مطر وهو ضعيف عن أبي يوسف‪,‬هل والذي عند‬
‫الناس عن إسماعيل بهذا السناد موقوفا‪" :‬المستحاضة تدع الصلةا أياما أقرائها ثما تغتسل‬
‫‪1‬‬
‫وتتوضأ لكل صلةا"‪.‬‬

‫‪ ‬الحديث السادس‪:‬‬
‫قال الماما الطبراني –رحمه ال‪ :-‬حدثنا الحسين بن إسحاق ثنا يحي الحماني ثنا أبو خالد‬
‫الحمر عن الحجاج عن نافع عن سليمان بن يسار عن أما سلمة أن فاطمة أتت رسول ال ‪‬‬
‫[‬ ‫فقالت‪ :‬إني أرى الدما‪,‬هل "فأمرها رسول ال ‪ ‬أن تغتسل وتتوضأ لكل صلةا"]‬
‫وهذا سند ضعيف‪ :‬حجاج هو ابن أرطاةا‪ :‬صدوق كثير الخطأ والتدليس كما في التقريب‪.‬‬

‫‪ ‬الحديث السابع‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وقد سإبق تخريجه في الصفحة‪:‬‬
‫قال الماما أبو بكر ابن أبي شيبة – رحمه ال‪ -‬في مسنده‪ :1‬حدثنا يزيد بن هارون ثنا حجاج‬
‫عن نافع عن سليمان بن يسار أن امرأةا أتت أما سلمة تسأل رسول ال ‪ ‬عن المستحاضة‪,‬هل فقال‬
‫‪" :‬تدع الصلةا أيام أقرائها‪ ,‬ثم تغتسل وتستثفر بثوب‪ ,‬وتتوضأ لكل صلةا‪ ,‬وتصلي إلى‬
‫مثل ذلك"‪.‬‬
‫قال الحافظ الزيلعي‪ :‬وهذه المرأةا هي فاطمة بنت أبيب حبيش؛ يفسره رواةا الدارقطني‬
‫المذكورةا‪.‬‬
‫يقصد ما أخرجه في سننه )‪ (1/208‬بسنده عن أيوب عن سليمان بن يسار أن فاطمة بنت‬
‫أبي حبيش استحيضت فأمرت أما سلمة أن تسأل رسول ال ‪... ‬الحديث ‪.‬‬
‫ولما يذكر فيه الوضوء‪.2‬‬
‫والحديث مرسل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كما في نصب الراية للحافظ الزيلعي )‪. (1/265‬‬
‫‪2‬‬
‫ذكره مختصرا ‪.‬‬
‫‪ ‬الحديث الول‪:‬‬
‫قال أبو داود – رحمه ال‪ :-‬حدثنا محمد بن جعفر بن زياد وحدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا‬
‫شريك عن أبي اليقظان عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده عن النبي ‪ ‬أنه قال في‬
‫المستحاضة‪" :‬تدع الصلةا أيام أقرائها التي كانت تحيض فيها ثم تغتسل وتتوضأ عند كل‬
‫صلةا وتصوم وتصلي"‪] .‬السنن )‪ (297‬وأخرجه أيضا الترمذي )‪ (127-126‬وابن ماجه )‬
‫‪ (625‬والدارمي )‪ (793‬والطحاوي )‪ (1/102‬والبيهقي )‪ (1633‬من طرق عن شريك عن‬
‫أبي اليقظان عن علي به‪.‬‬
‫وهذا سند ضعيف‪ :‬شريك هو ابن عبد ال النخعي‪" :‬صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه بأخرةا"‬
‫}التقريب{‪.‬‬
‫وأبو اليقظان‪ :‬هو عثمان بن عمير البجلي‪,‬هل قال الحافظ‪" :‬ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو‬
‫في التشيع"‪.‬‬
‫قال العلمة أحمد شاكر‪ :‬وجد علي بن ثابت لما يعرف وتضاربت فيه القوال جدا‪ .‬وانظر‬
‫‪1‬‬
‫تفصيل ذلك في التهذيب في ترجمة ثابت النصاري‪.‬‬

‫‪ ‬الحديث الثاني‪:‬‬
‫قال الطبراني – رحمه ال‪ :-‬حدثنا مروع بن عبد ال قال‪ :‬حدثنا الحسن بن عيسى قال‪:‬‬
‫حدثنا حفص بن غياث عن العلء بن المسيب عن الحكما بن عتيبة عن جعفر عن سودةا بنت‬
‫زمعة قالت‪ :‬قال رسول ال ‪" :‬المستحاضة تدع الصلةا أيام أقرائها التي كانت تجلس فيها‬
‫ثم تغتسل غسل ثم توضأ لكل صلةا "‪ .‬لما يرو هذا الحديث عن الحكما إل العلء بن المسيب‬
‫‪2‬‬
‫ول عن العلء إل حفص بن غياث تفرد به الحسن بن عيسى‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫قال الهيثمي‪" :‬وفيه جعفر عن سودةا ولما أعرفه"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لقد وقع خطأ في بعض نسخ المعجما الوسط إذ أن شيخ الحكما هو أبو جعفر ل جعفر‪,‬هل‬
‫ولذلك لما يعرفه الهيثمي والفضل في التنبه لهذا الخطأ بعد ال تعالى راجع إلى الحافظ‬
‫الزيلعي فقد أورد الحديث من الوسط على الجادةا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫سإنن الترمذي؛ تحقيق شاكر )‪ (1/221‬قال اللباني‪ :‬ولكن الحديث صحيح لن له شواهد ]الرواء‪.[(1/225) :‬‬
‫‪2‬‬
‫المعجم الوسإط )‪. (10/369/9180‬‬
‫‪3‬‬
‫المجمع )‪. (1/281‬‬
‫وأبو جعفر هذا من شيوخ الحكما؛ وهو محمد بن علي الباقر – رحمه ال‪ :-‬ثقة فاضل‬
‫مشهور‪.‬‬
‫ولما أقف على ترجمة الحسن بن عيسى‪,‬هل‬
‫وقد خالفه الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة‪,‬هل فروى الحديث في مصنفه )‪ (1/151‬عن حفص عن‬
‫العلء عن الحكما عن أبي جعفر مرسل‪,‬هل فالصحيح فيه الرسال وال أعلما‪.‬‬

‫‪ ‬الحديث الثالث‪:‬‬
‫قال الماما أبو يعلى – رحمه ال‪ :-‬قرئ على بشر بن الوليد الكندي وأنا حاضر‪,‬هل قيل له‬
‫حدثكما أبو يوسف القاضي عن عبد ال بن علي أبي أيوب الفريقي عن عبد ال بن محمد بن‬
‫عقيل عن جابر "أن النبي ‪ ‬أمر المستحاضة بالوضوء لكل صلةا" ]مسند أبي يعلى‬
‫الموصلي) ( [‬
‫ومن طريقه أخرجه البيهقي )‪ (1635‬وأخرجه الطبراني في الوسط )‪.(1620‬‬
‫ابن عقيل‪ :‬حسن الحديث‪.‬‬
‫والفريقي‪" :‬صدوق يخطئ" كما في التقريب‪.‬‬
‫وأبو يوسف‪ :‬هو يعقوب بن إبراهيما الفقيه المشهور؛ وهو ثقة كما قال النسائي‪.1‬‬
‫وأما بشر بن الوليد‪ :‬فصدوق في نفسه‪,‬هل لكن في حفظه شيء‪ :‬ضعفه أبو داود ووثقه‬
‫الدارقطني‪,‬هل وقال السليملني‪ :‬منكر الحديث‪,‬هل وقال صالح جزرةا‪ :‬هو صدوق ولكنه كان ل‬
‫يعقل كان قد خرف‪.2‬‬
‫والحديث ضعفه الحافظ في التلخيص )‪.(1/169‬‬

‫‪ ‬الحديث الرابع‪:‬‬
‫قال الماما أبو بكر ابن أبي شيبة – رحمه ال‪ :-‬حدثنا هشيما عن أبي بشر عن عكرمة أن أما‬
‫حبيبة ابنة جحش استحيضت فسألت النبي ‪ ‬أو سأل لها‪,‬هل "فأمرها أن تنتظر أيام أقرائها ثم‬
‫تغتسل فيما سوى ذلك‪ ,‬فإن رأت شيئا بعد ذلك توضأت واحتشت وصلت"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫سإير أعلم النبلء )‪. (8/538‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر ميزان العتدال )‪. (2/40‬‬
‫وسنده ضعيف فيه علتان‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬الرسال‪ :‬فإن عكرمة لما يسمع من أما حبيبة كما قال الخطابي‪.‬‬
‫‪ .2‬هشيما‪ :‬كثير التدليس والرسال الخفي كما في التقريب‪.‬‬

‫‪ ‬الحديث الخامس‪:‬‬
‫قال الماما أبو داود – رحمه ال‪ :-‬حدثنا أحمد بن سنان الواسطي أخبرنا يزيد عن أيوب أبي‬
‫العلء عن أبي شبرمة عن امرأةا مسروق عن عائشة رضي ال عنها عن النبي ‪ ‬مثله‪.‬‬
‫والضمير في قوله مثله راجع على حديث عائشة الموقوف في المستحاضة‪.‬‬
‫]تغتسل[ تعني مرةا واحدةا‪,‬هل ثما تتوضأ إلى أياما أقرائها‪.‬‬
‫ورواه الطبراني في الصغير)‪ (1153‬عن يونس بن محمد عن الدوري عن يزيد بن هارون‬
‫به ولفظه "تدع الصلةا أياما أقائها ثما تغتسل مرةا ثما تتوضأ إلى مثل أياما أقرائها فإن رأت‬
‫صفرةا انتضحت وتوضأت وصلت"‪.‬‬
‫وسند الحديث حسن‪ :‬أحمد بن سنان‪ :‬ثقة حافظ‪,‬هل ويزيد بن هارون‪ :‬ثقة متقن عادل‪,‬هل وأيوب‬
‫أبو العلء صدرق له أوهاما‪,‬هل وأبو شبرمة –وهو عبد ال بن شبرمة‪ :‬ثقة فقيه‪,‬هل وامرأةا مسروق‬
‫– قمير‪ :-‬ثقة كما قال الحافظ في التقريب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والحديث ضعفه أبو داود في السنن‪.‬‬
‫والظاهر أن تضعيفه لسببين‪:‬‬
‫‪ .1‬لقوله في أيوب أبي العلء‪ :‬كان يتفقه ولما يكن بجيد الحفظ للسناد‪ 3.‬وقد وثقه النسائي‬
‫وغيره‪,‬هل وتوسط فيه الحافظ وقال‪ :‬صدوق له أوهاما كما تقدما‪.‬‬
‫‪ .2‬لكون أيوب هذا رواه عن الحجاج عن أما كلثوما عن عائشة موقوفا‪,‬هل فقد يكون هذا‬
‫اضطرابا منه في السند والمتن‪,‬هل وقد ل يكون كذلك لحتمال أن يكون عنده من‬
‫الوجهين؛ مرفوعا بسند وموقفا بسند آخر‪.‬‬
‫والحديث رواه البيهقي )‪ (1627‬من طريق العباس بن محمد ثنا يزيد به ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر تحفة التحصيل )ص‪. (230 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عون المعبود )‪1‬م ‪. (337‬‬
‫‪3‬‬
‫تهذيب التهذيب )‪. (1/208‬‬
‫وروه أيضا )‪ (1626‬عن العباس بن محمد عن يزيد عن أبي العلء عن الحجاج عن أما‬
‫كلثوما عن عائشة به‪,‬هل‬
‫وكذا رواه أبو داود )‪ (299‬لكن أوقفه على عائشة‪.‬‬

‫‪ ‬الحديث السادس‪:‬‬
‫قال الحاكما أبو عبد ال – رحمه ال‪ :-‬ثنا عمرو بن حصين ثنا محمد بن عبد ال بن علثة‬
‫عن عبدةا بن أبي لبابة عن عبد ال بن باباه عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬
‫"تنتظر النفساء أربعين ليلة فإن رأت لطهر قبل ذلك فهي طاهر‪ ,‬وإن جاوزت الربعين فهي‬
‫بمنزلة المستحاضة تغتسل وتصلي‪ ,‬فإن غلبها الدم توضأت لكل صلةا‪] .‬المستدرك‪) :‬‬
‫‪.[(1/289‬‬
‫وهذا إسناد واه؛ شيخ الحاكما قال فيه أبو حاتما‪ :‬ذاهب الحديث‪,‬هل وقال أبو زرعة‪ :‬واه‪,‬هل وقال‬
‫الدارقطني‪ :‬متروك‪ 1.‬وانظر المعجما الوسط )‪.(8307‬‬

‫‪ ‬الحديث السابع‪:‬‬
‫عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬استحيضت زينب بنت جحش فقال لها النبي ‪" :‬توضئي‬
‫لكل صلةا "‪.‬‬
‫علقه أبو داود تحت الحديث )‪,(289‬هل وانظر المنهل العذب المورود )‪.(3/104‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر ميزان العتدال للذهبي ‪.‬‬
‫‪ ‬المام البخاري‪ :‬الجامع الصحيح )ح ‪,(228‬هل‬

‫‪ ‬المام الترمذي‪ :‬السنن )ح ‪,(125‬هل‬

‫(‪,‬هل‬ ‫‪ ‬المام ابن حبان‪) :‬ح‬

‫‪ ‬الحاكم أبو عبد الله‪ :‬المستدرك )‪,(6907‬هل‬

‫‪ ‬العلمة ابن حزم‪ :‬المحلى )‪,(1/418‬هل‬

‫‪ ‬العلمة ابن التركماني‪ :‬الجوهر النقي ]حاشية سنن البيهقي )‪,[(1623‬هل‬

‫‪ ‬الحافظ ابن حجر‪ :‬فتح الباري )‪,(1/441‬هل‬

‫‪ ‬العلمة أحمد شاكر‪ :‬سنن الترمذي )‪ 1/218‬الحاشية(‪,‬هل‬

‫‪ ‬العلمة اللباني‪ :‬السلسلة الصحيحة‪.(300) :‬‬

‫‪ ‬العلمة مقبل بن هادي‪ :‬الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين )‬


‫‪.(1/552‬‬
‫ولعل فيما سبق كفاية لبيان ثبوت المر عن النبي ‪ ‬للمستحاضة بأن تتوضأ لكل صلةا‪.‬‬
‫ومن هنا فقد ذهب جمهور العلماء إلى إيجاب ذلك عليها‪,‬هل وفيما يلي ذكر لبعض أقوالهما‪:‬‬

‫‪ ‬الحنفية‪:‬‬
‫قال العلمة علي بن أبي بكر المارغياني – رحمه ال‪:-‬‬
‫"والمستحاضة ومن به سلس البول والرعاف الدائما والجرح الذي ل يرقأ؛ يتوضئون لوقت‬
‫كل صلةا "‪.‬‬
‫]الهداية مع فتح القدير )‪.[(1/181‬‬

‫‪ ‬الشافعية‪:‬‬
‫قال الماما الشافعي – رحمه ال‪:-‬‬
‫" وعليها الوضوء لكل صلةا "‪.‬‬
‫]الما )‪[(1/133‬‬

‫‪ ‬الحنابلة‪:‬‬
‫قال العلمة ابن قدامة – رحمه ال‪:-‬‬
‫" فالمستحاضة ومن به سلس البول أو المذي أو الجريح الذي ل يرقأ دمه وأشباههما ممن‬
‫يستمر منهما الحدث‪,‬هل ول يمكن طهارته؛ فعليه الوضوء لكل صلةا‪,‬هل بعد غسل محل الحدث‬
‫وشده والتحرز من خروج الحدث بما يمكنه "‪.‬‬
‫]المغني )‪[(1/206‬‬

‫‪ ‬الظاهرية‪:‬‬
‫قال العلمة أبو محمد ابن حزما – رحمه ال‪:-‬‬
‫" وظهور دما الستحاضة‪,‬هل أو العرق السائل من الفرج إذا كان بعد انقطاع دما الحيض؛ فإنه‬
‫يوجب الوضوء ول بد لكل صلةا تلي ظهور ذلك الدما "‪.‬‬
‫]المحلى )‪.[(1/132‬‬

‫‪ ‬وذهب الماما مالك رحمه ال إلى أن ذلك الوضوء مستحب فقط‪,‬هل‬


‫قال‪" :‬المستحاضة والسلس البول يتوضآن لكل صلةا من غير أن أوجب ذلك عليهما‪,‬هل وأحب‬
‫إلي أن يتوضآ لكل صلةا "‪.‬‬
‫]المدونة الكبرى )‪.[(1/65‬‬

‫‪ ‬قال شيخ السلما أحمد بن تيمية – رحمه ال‪ -‬ملخصا مذاهب هؤلء العلماء‪:‬‬
‫" بل الواجب عليها أن تتوضأ عند كل صلةا من الصلوات الخمس عند الجمهور‪,‬هل كأبي حنيفة‬
‫والشافعي وأحمد‪,‬هل وأما مالك فعنده ليس عليها وضوء ول غسل‪,‬هل فإن دما الستحاضة ل ينقض‬
‫الوضوء عنده‪,‬هل ل هو ول غيره من النازلت "‪.‬‬
‫]مجموعة الفتاوى )‪.[(21/356‬‬
‫في بيان معنى قوله ‪" : ‬وتتوضأ لكل صلة "‪.‬‬

‫قال العلمة محمود خطاب السبكي – رحمه ال‪:-‬‬


‫أي‪ :‬لوقت كل صلةا؛ فاللما للتوقيت كما في قوله تعالى‪} :‬أقما الصلةا لدلوك الشمس{ وبه‬
‫أخذ أبو حنيفة وأحمد‪,‬هل أن المستحاضة ومن في معناها يتوضأن لوقت كل صلةا‪,‬هل فيصلين في‬
‫‪1‬‬
‫ذلك الوقت ما شئن من الفرائض والنوافل‪,‬هل فإذا خرج الوقت بطل وضوءهن"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ويؤيده قوله ‪" : ‬إن للصلةا أول وآخرا "‪ 2.‬أي أن لوقت الصلةا أول وآخرا‪,‬هل كما بينه‬
‫قوله بعد ذلك‪" :‬إن أول وقت صلةا الظهر حين تزول الشمس‪,‬هل وآخر وقتها حين يدخل وقت‬
‫العصر"‪.‬‬
‫وال أعلم وصلى اله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫المنهل العذب المورود في شرحا سإنن أبي داود )‪. (3/105‬‬
‫‪2‬‬
‫سإلسلة الحاديث الصحيحة )‪. (1696‬‬

You might also like